الكتاب: مجمع الزوائد
المؤلف: الهيثمي
الجزء: ٧
الوفاة: ٨٠٧
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٨ - ١٩٨٨ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: طبع بإذن خاص من ورثة حسام الدين القدسي مؤسس مكتبة القدسي بالقاهرة

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة 807
بتحرير الحافظين الجليلين: العراقي وابن حجر
الجزء السابع
1408 ه‍. 1988 م
بيروت - لبنان
طبع بإذن خاص من ورثة حسام الدين القدسي
مؤسس مكتبة القدسي بالقاهرة
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
1

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد
(سورة النساء)
قوله تعالى (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما) عن أبي برزة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يبعث الله عز وجل يوم القيامة قوما تأجج أفواههم نارا
فقيل من هم يا رسول الله فقال ألم تر أن الله يقول (إن الذين يأكلون أموال اليتامى
ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا) رواه أبو يعلى والطبراني وفيه زياد بن المنذر
وهو كذاب. قوله تعالى (فأمسكوهن في البيوت) عن ابن عباس في قوله (واللاتي
يأتين الفاحشة من نسائكم) قال كن يحبسن في البيوت فان ماتت ماتت وإن عاشت
عاشت حتى نزلت هذه الآية التي في سورة النور (الزانية والزاني فاجلدوا كل
واحد منها مائة جلدة) ونزلت سورة الحدود فمن عمل شيئا جلد وأرسل. رواه
الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. وروى البزار
بنحوه إلا أنه قال كن يحبسن في البيوت حتى يمتن فلما نزلت سورة النور ونزلت
الحدود نسختها، ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري
وهو ثقة. وعن ابن عباس قال لما نزلت سورة النساء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا حبس بعد سورة النساء. رواه الطبراني وفيه عيسى بن لهيعة وهو ضعيف.
قوله تعالى (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء) عن رجل من الأنصار قال
توفى أبو قيس وكان من صالحي الأنصار فخطب ابنه قيس امرأته فقالت أنا أعدك
2

ولدا وأنت من صالحي قومك ولكني آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستأمره فأتت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن أبا قيس توفى فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا قالت وإن ابنه
قيسا خطبني وهو صالحي قومه وإنما كنت أعده ولدا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ارجعي إلى بيتك فنزلت هذه الآية (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء) رواه
الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. قوله
تعالى (والمحصنات من النساء) عن رزين الجرجاني قال سألت سعيد بن جبير عن
هذه الآية (والمحصنات من النساء) قال لا علم لي بها فسألت الضحاك بن مزاحم
وذكرت له قوله سعيد بن جبير فقال أشهد لسمعته يسأل عنها ابن عباس فقال ابن عباس
نزلت يوم خيبر لما فتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصاب الناس نساء من نساء أهل الكتاب
لهن أزواج وكان الرجل إذا أراد أن يأتي المرأة منهن قالت إن لي زوجا فسئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله عز وجل (والمحصنات من النساء - الآية)
يعنى السبية من المشركين تصاب لا بأس بذلك، فذكرت ذلك لسعيد بن جبير
فقال صدق. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورزين الجرجاني لم أعرفه، وبقية
رجاله ثقات. وعن علي وابن مسعود في قوله (والمحصنات من النساء إلا ما ملكت
أيمانكم) قال على المشركات إذا سبين حلت له، وقال ابن مسعود المشركات والمسلمات.
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. قوله
تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) عن عبد الله بن مسعود
في قوله (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن
تراض منكم) قال إنها محكمة ما نسخت. رواه الطبراني ورجاله ثقات. قوله تعالى
(إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) عن أنس رضي الله
عنه قال لم نر مثل الذي بلغنا عن ربنا تبارك وتعالى ثم لم نخرج له من كل أهل
ومال ان تجاوز لنا عن ما دون الكبائر يقول الله تبارك وتعالى (إن تجتنبوا
كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما) رواه البزار
3

وفيه الجلد بن أيوب وهو ضعيف. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود رضي الله عنه
أنه سئل عن الكبائر قال ما بين أول سورة النساء إلى رأس ثلاثين. رواه
البزار ورجاله رجال الصحيح. قلت وقد تقدمت أبواب الكبائر في أواخر كتاب
الايمان. قوله تعالى (والصاحب بالجنب) عن ابن مسعود في قوله تعالى (والصاحب
بالجنب) قال المرأة. رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد سعيد بن أبي مريم
وهو ضعيف. قوله تعالى (إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا) (1) عن ثابت بن قيس
ابن شماس رضي الله عنه قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ هذه الآية (إن الله
لا يحب من كان مختالا فخورا) فذكر الكبر فعظمه فبكى ثابت بن قيس فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك فقال يا نبي الله إلى لأحب الجمال حتى
إنه ليعجبني أن يحسن شراك نعلي قال فأنت من أهل الجنة إنه ليس من الكبر بأن
تحسن راحلتك ورحلك ولكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس (2). رواه
الطبراني وفيه محمد بن أبي ليلى وهو سئ الحفظ وجده عبد الرحمن لم يدرك ثابت
ابن قيس. قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد) عن محمد بن فضالة
الظفري وكان ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم في مسجد بني ظفر
فجلس على الصخرة التي في مسجد بني ظفر اليوم ومعه عبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل
وأناس من أصحابه وأمر النبي صلى الله عليه وسلم قارئا فقرأ حتى أتى على هذه الآية (فكيف
إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فبكى رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى اضطرب لحياه فقال أي رب شهدت على من أنا بين ظهرانيه فكيف بمن
لم أر. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن
أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية (فكيف
إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) بكى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وقال يا رب هذا شهدت على من أنا بين ظهرانيه فكيف بين لم أر. رواه

(1) في الأصل " إن الله لا يحب كل مختال فخور " وهو خطأ. محمد عبد المجيد.
(2) أي احتقرهم.
4

الطبراني و عبد الرحمن بن لبيبة لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قوله تعالى
(لا تقولوا راعنا) قال كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا (1) سمعك وإنما راعنا
كقولك عاطنا واسمع غير مسمع للنبي صلى الله عليه وسلم قال يقولون لا سمعت واسمع
للنبي صلى الله عليه وسلم لا سمعت قال ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا
لكان خيرا لهم. رواه الطبراني وفيه بشر بن الحرث وهو ضعيف. قوله تعالى
(إن الله لا يغفر أن يشرك به) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا نمسك عن
الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن
الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) قال إني ادخرت دعوتي
شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا، ثم نطقنا
بعد ورجونا. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير حرب بن سريج وهو
ثقة. وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
إن لي ابن أخ لا ينتهي عن حرام قال ما دينه قال يوحد الله ويصلي قال فاستوهب
منه دينه فان أبى فابتعه منه فطلب ذلك الرجل منه دينه فأبى عليه فأتى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال وجدته شحيحا على دينه فنزلت (إن الله لا يغفر أن يشرك به
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) رواه الطبراني وفيه واصل بن السائب وهو ضعيف.
قوله تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت
ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا) عن ابن عباس رضي
الله عنهما قال قدم حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف مكة فحالفوهم على
قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لهم أنتم أهل العلم القديم والكتاب الأول فأخبرونا
عنا وعن محمد فقالوا وما أنتم وما محمد قالوا نحن ننحر الكوماء (2) ونسقي اللبن
على الماء ونفك العناة ونسقي الحجيج ونصل الأرحام قالوا فما محمد قالوا صنبور (3)

(1) في نسخه " أرعنا ".
(2) أي الناقة المشرفة السنام.
(3) أي أبتر لا عقب له، وأصل الصنبور سعفة تنبت في جذع النخلة لا في
الأرض وقيل هي النخلة المنفردة التي يدق أسفلها، أرادوا أنه إذا قلع انقطع ذكره
كما يذهب أثر الصنبور لأنه لا عقب له.
5

قطع أرحامنا واتبعه سراق الحجيج بنو غفار قالوا بل أنتم خير منه وأهدى سبيلا
فأنزل الله عز وجل (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت
والطاغوت - الآية) رواه الطبراني وفيه يونس بن سليمان الجمال ولم أعرفه وبقية
رجاله رجال الصحيح. قوله تعالى (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من
فضله) قال ابن عباس نحن الناس دون الناس. رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني
وهو ضعيف. قوله تعالى (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) عن ابن
عمر رضي الله عنهما قال قرئ عند عمر (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا
غيرها فقال عمر أعدها فأعادها فقال معاذ بن جبل عندي تفسرها يبدل في كل
ساعة مائة مرة فقال عمر هكذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه نافع مولى يوسف السلمي هو متروك. قوله تعالى (ألم تر إلى
الذين يزعمون أنهم آمنوا - الآية) عن ابن عباس قال أبو برزة الأسلمي يقضى
بين اليهود فيما يتنافرون إليه فتنافر إليه ناس من المسلمين فأنزل الله تعالى (ألم تر
إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن
يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به) إلى قوله (إن أردنا إلا
إحسانا وتوفيقا) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. قوله تعالى (فلا وربك
لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) عن أم سلة رضي الله عنها قالت خاصم
الزبير رجلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى للزبير فقال الرجل إنما قضي
له لأنه ابن عمته فنزلت (فلا وربك لا يؤمنون - الآية). رواه الطبراني وفيه يعقوب
ابن حميد، وثقه ابن حبان وضعفه غيره. قوله تعالى (ومن يطع الله والرسول)
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
الله إني لأحبك حتى إني لأذكرك فلولا انى أجئ فانظر إليك ظننت أن نفسي
تخرج فأذكر اني ان دخلت الجنة صرت دونك في المنزلة فيشق ذلك على وأحب
6

ان أكون معك في الدرجة فلم يرد عليه رسول صلى الله عليه وسلم شيئا فأنزل الله عز
وجل (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين
الآية) فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليه. رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب
وقد اختلط. وعن عاثشة رضي الله عنهما قالت جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله إنك لأحب إلى من نفسي وإنك لأحب إلى من ولدى وإني لأكون
في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك وإذا ذكرت موتى وموتك عرفت
انك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وأنى إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك
فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية
(ومن يطع الله الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين) رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح
غير عبد الله بن عمران العابدي وهو ثقة. قوله تعالى (وإذا حييتم بتحية) عن الحسن
(وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها) لأهل الاسلام أو ردوها على أهل الشرك.
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. قوله تعالى (فما لكم في المنافقين فئتين) عن
عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن قوما من العرب أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالمدينة فأسلموا وأصابهم وباء المدينة حماها فأركسوا فخرجوا من المدينة فاستقبلهم نفر من
أصحابه يعنى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لهم مالكم رجعتم قالوا أصابنا وباء المدينة
فاجتوينا المدينة (1) فقال مالكم في رسول الله صلى عليه وسلم أسوة حسنة فقال بعضهم نافقوا وقال
بعضهم لم ينافقوا هم مسلمون فأنزل الله عز وجل (فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم
بما كسبوا - الآية) رواه أحمد وفيه ابن إسحاق وهو مدلس وأبو سلمة لم يسمع من أبيه.
قوله تعالى (فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن) عن ابن عباس في قوله
تعالى (فإن كان من قوم لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة) قال كان الرجل
يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يرجع إلى قومه وهم مشركون في سرية أو غزاة فيعتق

(1) أي أصابهم الجوى وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول، وذلك إذا لم يوافقهم
هواؤها واستوخموها، ويقال اجتويت البلد إذا كرهت المقام فيه وأن كنت في نعمة.
7

الذي يصيبه رقبة، وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق قال هو الرجل يكون معاهدا
ويكون قومه أهل عهد فيسلم إليهم الدية ويعتق الذي أصابه رقبة. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط. قوله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا)
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل (ومن يقتل مؤمنا
متعمدا فجزاؤه جهنم) قال إن جازاه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن
جامع العطار وهو ضعيف. قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله
فتبينوا) عن عبد الله بن أبي حدرد قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أضم فخرجت في
نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحرث بن ربعي ومحلم بن جثامة بن قيس فخرجنا
حتى إذا كنا ببطن أضم مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي على قعود له معه متيع ووطب
من لبن فلما مر بنا سلم علينا فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله بشئ
كان بينه وبينه وأخذ بعيره ومتيعه فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرناه الخبر
نزل فينا القرآن (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا (1) ولا تقولوا لمن
ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة
كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا)
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها المقداد ين الأسود فلما وجدوا القوم وجدوهم قد
تفرقوا وبقى رجل له مال كثير لم يبرح فقال أشهد أن لا إله إلا الله فأهوى إليه
المقداد فقتله فقال له رجل من أصحابه أقتلت رجلا يشهد أن لا إله إلا الله لا ذكرن
ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله إن رجلا شهد أن
لا آله إلا الله فقتله المقداد فقال ادع لي المقداد يا مقداد أقتلت رجلا يقول لا إله إلا
الله فكيف لك بلا إله الا الله غدا قال فأنزل الله تبارك وتعالى (يا أيها الذين
آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا
تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل) فقال

(1) قراءة حفص (فتبينوا) وفي الأصل " فتثبتوا " وهي قراءة. محمد عبد المجيد.
8

رسول الله صلى الله عليه وسلم للمقداد كان رجل مؤمن يخفى إيمانه مع قوم كفار فأظهر إيمانه
فقتلته وكذلك كنت تخفى إيمانك بمكة من قبل. رواه البزار و إسناد جيد (1). قوله تعالى
(لا يستوي القاعدون) عن الغلبان بن عاصم رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان إذا
أنزل عليه دام بصره مفتوحة عيناه وفرغ سمعه وقبله لما يأتيه من الله قال فكنا
نعرف ذلك منه قال فقال للكاتب اكتب (لا يستوي القاعدون من المؤمنين
والمجاهدون في سبيل الله) قال فقام الأعمى فقال يا رسول الله ما ذنبنا ما نزل الله
فقلنا الأعمى إنه ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم فخاف أن يكون أن ينزل عليه شئ في
أمره فبقي قائما يقول أعوذ بغضب رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم للكاتب اكتب
(غير أولى الضرر). رواه أبو يعلى والبزار بنحوه والطبراني بنحوه إلا أنه قال فبقي
قائما يقول أتوب إلى الله، ورجاله أبى يعلى ثقات. وعن ابن عباس في قوله تعالى
(لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر) قال هم قوم كانوا على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغزون معه لأسقام وأمراض وأوجاع وآخرون أصحاء
لا يغزون معه فكان المرضى في عذر من الأصحاء. رواه الطبراني من طريقين ورجال
أحدهما ثقات. وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال لما نزلت (لا يستوي
القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله) جاء ابن أم مكتوم فقال يا رسول
الله أمالي من رخصة قال لا قال ابن أم مكتوم اللهم إني ضرير فرخص لي فأنزل
الله عز وجل (غير أولى الضرر) فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابتها. رواه الطبراني
ورجاله ثقات. قوله تعالى (إن الذين توفاهم الملائكة) عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال لما نزلت (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) إلى آخر الآية قال
كان قوم بمكة قد أسلموا فلما هاجر رسوله الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كرهوا أن
يهاجروا وخافوا فأنزل الله عز وجل (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم)
إلي قوله (إلا المستضعفين). رواه الطبراني وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة وغيره
وضعفه جماعة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان ناس من أهل مكة قد

(1) قلت رواه الطبراني أيضا في الكبير وكذلك أخرجه الدارقطني الافراد. هامش الأصل.
9

أسلموا وكانوا مستخفين بالاسلام فلما خرج المشركون إلى بدر أخرجوهم مكرهين
فأصيب بعضهم يوم بدر مع المشركين فقال المسلمون أصحابنا هؤلاء مسلمون
أخرجوهم مكرهين فاستغفروا لهم فنزلت هذه الآية (ان الذين توفاهم الملائكة
ظالمي أنفسهم الآية) فكتب المسلمون إلى من بقي منهم بمكة بهذه الآية
فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق ظهر عليهم المشركون وعلى خروجهم
فلحقوهم فردوهم فرجعوا معهم فنزلت هذه الآية (ومن الناس من يقول آمنا
بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله) فكتب المسلمون إليهم
بذلك فحزنوا فنزلت هذه الآية (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا
ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم) فكتبوا إليهم بذلك
قلت روى البخاري بعضه رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن
شريك وهو ثقة. قوله تعالى (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله)
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج ضمرة بن جندب من بيته
مهاجرا فقال لأهله احملوني فأخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزل الوحي (ومن
يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت) حتى بلغ (وكان الله
غفورا رحيما) رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. قوله تعالى (ومن يعمل سوء أو
يظلم نفسه ثم يستغفر الله) عن أبي الدرداء عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال كان النبي صلى
الله عليه وسلم إذا جلس وجلسنا حوله فأراد أن يقوم ترك نعليه أو بعض ما يكون
عليه وانه قام وترك نعليه فأخذت ركوة من ماء فأدركته فرجع ولم يقض حاجته
فقلت يا رسول الله ألم تكن لك حاجة قال بلى ولكن أتاني آت من ربى فقال
(ومن يعمل سوء أبو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) وقد كانت
شقت على الآية التي قبلها (من يعمل سوء يجز به) فأردت أن أبشر أصحابي
قلت يا رسول الله وان زنى وان سرق ثم استغفر غفر له قال نعم ثم ثلثت قال
10

على رغم أنف أبى الدرداء فأنا رأيت أبا الدرداء يضرب أنفه بإصبعه. رواه
الطبراني وفيه مبشر بن إسماعيل وثقه ابن معين وغيره وضعفه البخاري وغيره
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال كان الرجل من بني إسرائيل إذا أذنب أصبح
على بابه مكتوب أذنبت كذا وكذا وكفارته كذا من العمل فلعله أن يتكاثره أن
يعمله، قال ابن مسعود ما أحب ان الله عز وجل أعطانا ذلك مكان هذه الآية
ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن ابن سيرين ما أظنه سمع من ابن مسعود
والله أعلم. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن في كتاب الله لآيتين ما أذنب
عبد ذنبا فقرأهما واستغفر الله إلا غفر له (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم
ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله) (ومن يعمل سوء أو
يظلم نفسه يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) رواه الطبراني ورحاله رجال الصحيح.
وعن إبراهيم قال قال عبد الله ان في القرآن لآيتين ما أذنب عبد ذنبا ثم تلاهما
واستغفر الله إلا غفر له فسألوه عنهما فلم يخبرهم فقال علقمة والأسود أحدهما
لصاحبه قم بنا وقاما إلى المنزل فأخذا المصحف فتصفحا سورة البقرة فقالا ما رأيناهما
ثم أخذا في سورة النساء حتى انتهيا إلى هذه الآية (ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه
ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) فقالا هذه واحدة ثم تصفحا آل عمران حتى
انتهيا إلى قوله (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا
لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) قالا هذه
أخرى ثم طبقا المصحف ثم أتيا عبد الله فقالا هما هاتان الآيتان قال نعم. رواه الطبراني
وإسناده جيد إلا أن إبراهيم لم يدرك ابن مسعود. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود
رضي الله عنه قال إن في النساء الخمس آيات ما يسرني بها الدنيا وما فيها وقد علمت
أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها (ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم
سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما) وقوله (ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك
11

حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما) و (ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر
ما دون ذلك لمن يشاء) الآية (ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله
واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) (ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم
يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما). رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. قوله تعالى
(إن يدعون من دونه الا إناثا) عن أبي بن كعب قال (ان يدعون من دونه
الا إناثا) قال مع كل صنم جنيته. رواه عبد الله بن أحمد ورجاله رجال الصحيح.
قوله تعالى (من يعمل سوء يجز به) عن أمينة أنها سألت عائشة زوج رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن قوله (من سوء يجز به) قالت ما سألني عنها أحد منذ سألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال يا عائشة هذا مبايعة الله العبد لما يصيبه من الحمى
والنكبة وشوكة حتى البضاعة يضعها في كمه فيفقدها لها فيجدها في ضبنه (1)
حتى أن المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج النبر الأحمر من الكير. رواه أحمد
وأمينة لم أعرفها. وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا تلا هذه الآية (من
يعمل سوء يجز به) قال إنا لنجزى بما عملنا هلكنا إذا فبلغ ذلك رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال نعم يجزى به المؤمن في الدنيا من مصيبة في جسده فيما يؤذيه قلت
لها في الصحيح حديث غير هذا رواه أحمد أبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح.
وعن حيان بن بسطام قال كنت مع ابن عمر فمر بعبد الله بن الزبير وهو مصلوب
فقال رحمك الله أبا خبيب سمعت أباك يعنى الزبير يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من
يعمل سوء يجز به) في الدنيا. رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن سليم بن حيان ولم
أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قوله تعالى (وكلم الله موسى تكلما) عن عبد الجبار
ابن عبد الله قال جاء رجل إلى أبى بكر بن عياش سمعت رجلا يقول لم يكلم الله
موسى تكليما فقال ما هذا إلا كافر قرأت على الأعمش وقرأ الأعمش على يحيى بن
وثاب وقرأ يحيى بن وثاب على أبى عبد الرحمن وقرأ أبو عبد الرحمن على علي بن أبي
طالب وقرأ على رسول الله صلى (وكلم الله موسى تكليما) رواه الطبراني في

(1) أي جنبه
12

الأوسط و عبد الجبار بن عبد الله لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، والذي وجدته روى
عن أبي بكر بن عياش أحمد بن عبد الجبار بن ميمون وهو ضعيف والنسخة سقيمة
والله أعلم. قوله تعالى (فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله) عن عبد الله بن مسعود
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله) قال أجورهم
يدخلهم الجنة ويزيدهم من فضله الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع
إليهم المعروف في الدنيا. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه إسماعيل بن
عبد الله الكندي ضعفه الذهبي من عند نفسه فقال أتى بخبر منكر، وبقية رجاله وثقوا.
(ما جاء في الكلالة)
عن حذيفة رضي الله عنه قال نزلت آية الكلالة على النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له
فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو بحذيفة وإذا رأس ناقة حذيفة عند مؤتزر
النبي صلى الله عليه وسلم فلقاها إياه فنظر حذيفة فإذا عمر رضي الله عنه فلقاها إياه
فلما كان في خلافة عمر رحمة الله عليه نظر عمر في الكلالة فدعا حذيفة فسأله
عنها فقال حذيفة لقد لقانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيتك كما لقاني والله إني لصادق
و والله لا أزيدك على ذلك شيئا أبدا. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير
أبى عبيدة بن حذيفة ووثقه ابن حبان.
(سورة المائدة)
عن عبد الله بن عمرو قال أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المائدة وهو راكب
على راحلته فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة والأكثر على
ضعفه وقد يحسن حديثه، وبقية رجاله ثقات. وعن أسماء بنت يزيد قالت اني
لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله صلى عليه وسلم إذ نزلت المائدة كلها فكادت من ثقلها
تدق عضد الناقة. وفى رواية رواه أحمد والطبراني بنحره وفيه شهر بن حوشب وهو
ضعيف وقد وثق. وعن سمرة رضي الله عنه قال نزلت (اليوم أكملت لكم دينكم
وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) يوم عرفة ورسول الله صلى الله عليه وسلم
13

واقف بعرفة يوم جمعة. رواه الطبراني والبزار وفيه عمر بن موسى بن وجيه وهو
ضعيف. وعن عمرو بن قيس أنه سمع معاوية بن أبي سفيان على المنبر نزع بهاه
الآية (اليوم أكملت لكم دينكم) حتى ختم الآية قال نزلت في يوم عرفة في يوم
جمعة ثم تلا هذه الآية (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك
بعبادة ربه أحدا) رواه الطبراني ورجاله ثقات. قوله تعالى (ولا جنبا إلا عابري
سبيل) عن قتادة رضي الله عنه قال بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية
(ولا جنبا إلا عابري سبيل) فرخص للمسافر إذا كان مسافرا وهو جنب لا يجد الماء
أن يتيمم ويصلى. رواه الطبراني في حديث طويل يأتي في قوله تعالى (إنما الخمر) وهو
مرسل. وبقية رجاله ثقات. قوله تعالى (واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه) عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله (واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ
قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور) يعنى حين بعث النبي
صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه الكتاب قالوا آمنا بالنبي وبالكتاب وأقررنا بما في
التوراة فذكرهم الله ميثاقه الذي أقروا به على أنفسهم بالوفاء به. رواه الطبراني وعلي بن
أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس. قوله تعالى (اذهب أنت وربك فقاتلا) عن عتبة بن
عبد السلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه قوموا فقاتلوا قالوا نعم يا رسول الله ولا نقول كما
قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ولكن انطلق
أنت وربك يا محمد إنا معكم نقاتل. رواه أحمد والطبراني وزاد في أوله أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالقتال فرمي رجل من أصحابه بسهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوجب
هذا وقالوا حين أمرهم بالقتال فذكر نحوه وإسنادهما حسن. قوله تعالى (واتل
عليهم نبأ ابني آدم) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
أشقى الناس ثلاثة: عاقر ناقة ثمود وابن آدم الذي قتل أخاء ما سفك على
الأرض من دم الا لحقه منه لأنه أول من سن القتل. قلت سقط من الأصل
الثالث والظاهر أنه قاتل علي رضي الله عنه. وفيه ابن إسحاق وهو مدلس. قوله
14

تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا) قال
كان قوم من أهل الكتاب بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد وميثاق فنقضوا
العهد وأفسدوا في الأرض فخير الله نبيه صلى الله عليه وسلم فيهم ان شاء أن يقتل وان شاء
صلب وإن شاء أن يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وأما النفي فهو الهرب في
الأرض فان جاء تائبا فدخل في الإسلام فقبل منه ولم يؤخذ بما سلف منه. رواه
الطبراني، و عبد الله بن أبي طلحة لم يدرك ابن عباس. وعن ابن عباس رضي الله
عنهما قال ما كان في القرآن بالتشديد فهو عذاب وما كان قيل بالتخفيف فهو رحمة.
رواه الطبراني وفيه سهل بن إبراهيم المروزي ولم أعرفه. قوله تعالى (فان أوتيتم
هذه فخذوه) عن ابن عباس في قوله عز وجل (فان أو تيتم هذا فخذوه وان لم
تؤتوه فاحذروا) هم اليهود وزنت منهم امرأة وقد كان الله عز وجل حكم في
التوراة في الزنا الرجم فنفسوا أن يرجموها فقال النبي صلى الله عليه وسلم كيف حكم الله في
الزاني في التوراة فقالوا دعنا في التوراة فما عندك في ذلك فقال ائتوني بأعلمكم
بالتوراة التي أنزلت على موسى صلى الله عليه وسلم فقال لهم بالذي نجاكم من آل فرعون وبالذي
فلق البحر فأنجاكم وأغرق آل فرعون الا أخبرتموني ما حكم الله في التوراة في
الزاني فقالوا حكم الله الرجم. رواه الطبراني وعلي بن طلحة لم يسمع من ابن
عباس. قوله تعالى (وأكلهم السحت) عن عبد الله يعنى ابن مسعود رضي الله
عنه أنه سئل عن السحت قال الرشا قيل في الحكم قال ذاك الكفر. رواه
الطبراني من رواية شريك عن السرى عن أبي الضحى والسري لم أعرفه، وبقية
رجاله ثقات. قوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك) عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال إن الله عز وجل أنزل (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون
وأولئك هم الظالمون وأولئك هم الفاسقون) قال قال ابن عباس أنزلها الله عز وجل
في الطائفتين من اليهود كانت إحداهما قد قهرت الأخرى في الجاهلية حتى ارتضوا
15

واصطلحوا على أن قتيل قتلته العزيزة فديته خمسون وسقا وكل قتيل قتلته
الذليلة من العزيزة فديته مائة وسق فكانوا على ذلك حتى قدم النبي صلى الله عليه وسلم
المدينة فنزلت الطائفتان كلتاهما لمقدم النبي صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يظهر ولم يوطئهما عليه وهم في الصلح فقتلت الذليلة من العزيزة قتيلا فأرسلت
العزيزة إلى الذليلة أن ابعثوا إلينا بمائة وسق فقالت الذليلة وهل كان هذا خير قط
دينهما واحد ونسبهما واحد وبلدهما واحد دية بعضهم نصف دية بعض إنما أعطيناكم
هذا ضيما منكم لنا وفرقا منكم فلما إذ قدم محمد فلا نعطيكم فكادت الحرب تهيج
بينهما فاصطلحوا على أن يجعلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم ثم ذكرت العزيزة فقالت
والله ما محمد بمعطيكم منهم ضعف ما يعطهم ولقد صدقوا بما أعطونا هذا ضيما
منا وقهرا فدسوا إلى محمد من يخير لكم رأيه ان أعطاكم ما تريدون حكمتموه
وان لم يعطكم حذرتم فلم تحكموه فدسوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا من المنافقين
ليخبروا لهم رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر الله
رسوله صلى الله عليه وسلم بأمرهم كله وما أرادوا فأنزل الله عز وجل (يا أيها الرسول لا يحزنك
الذين يسارعون الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم) إلى قوله تعالى (ومن لم
يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) ثم قال والله أنزلت وإياهم عنى الله عز
وجل - قلت روى أبو داود بعضه - رواه أحمد والطبراني بنحوه وفيه عبد الرحمن
ابن أبي الزناد وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجال أحمد ثقات. قوله تعالى (فسوف
يأتي الله يحبهم ويحبونه) عن عياض الأشعري قال لما نزلت هذه الآية
(فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم قوم هذا
يعنى أبا موسى. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر رضي الله عنه
قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) قال هم هؤلاء قوم من اليمن ثم من كندة ثم من السكون ثم من التجيب. رواه الطبراني
في الأوسط وإسناده حسن. قوله تعالى (إنما مولاكم الله ورسوله والذين آمنوا)
16

عن عمار بن ياسر قال وقف على علي بن أبي طالب رضي الله عنه سائل وهو راكع
في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه بذلك فنزلت
على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا
الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال
من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاداه. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه من لم أعرفهم قوله تعالى (غلت أيديهم ولعنوا) عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال قال رجل من اليهود يقال له النباش بن قيس ان ربك
بخيل لا ينفق فأنزل الله عز وجل (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا
بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) رواه الطبراني ورجاله ثقات.
قوله تعالى (والله يعصمك من الناس) عن أبي سعيد الخدري قال كان عباس
عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يحرسه فلما نزلت (والله يعصمك
من الناس) ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرس. رواه الطبراني في الصغير والأوسط
وفيه عطية العوفي وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال كان النبي صلى الله
عليه وسلم يحرس وكان يرسل معه عمه أبو طالب كل يوم رجالا من بني
هاشم حتى نزلت هذه الآية (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وان لم تفعل
فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه فقال
يا عم ان الله قد عصمني من الجن والإنس. رواه الطبراني وفيه النضر بن عبد
الرحمن وهو ضعيف. قوله تعالى (ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا) عن سلمان
وسئل عن قول الله تعالى (ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا) قال الرهبان الذين
في الصوامع، قال سلمان نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذلك بأن منهم قسيسين
ورهبانا) رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني ونصير بن زياد وكلاهما ضعيف.
قوله تعالى (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع) قال
إنهم كانوا نواتين يعنى ملاحين قدموا مع جعفر بن أبي طالب من الحبشة فلما
17

قرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن آمنوا وفاضت أعينهم فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لعلكم إذا رجعتم إلى أرضكم انتقلتم. عن دينكم قالوا لن ننقلب عن
ديننا فأنزل الله ذلك في قولهم. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه العباس
ابن الفضل الأنصاري وهو ضعيف. قلت ولهذا الحديث طرق بنحوه في الصلاة
على الغائب وفى منافب النجاشي. قوله تعالى (ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين)
عن ابن عباس في قوله تعالى (ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين) قال مع محمد صلى الله عليه وسلم
وأمته فإنهم شهدوا له أنه قد بلغ وشهد للرسل أنهم قد بلغوا. رواه الطبراني عن
شيخه عبد الله بن أبي مريم وهو ضعيف. قوله تعالى (إنما الخمر والميسر)
عن ابن عباس قال نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل شربوا حتى
إذا ثملوا عبث بعضهم ببعض فلما صحوا جعل الرجل يرى الأثر يوجهه وبرأسه
وبلحيته يقول فعل هذا أخي فلان والله لو كان بي رؤوفا رحيما ما فعل هذا بي وقال وكانوا
إخوة ليس في قلوبهم ضغائن فوقعت في قلوبهم الضغائن فأنزل الله تعالى (إنما
الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم
تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر
ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أتم منتهون) فقال ناس من المنكفين
هي رجس وهي في بطن فان قتل يوم بدر وفلان قتل يوم أحد فأنزل الله تعالى
(ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا - الآية). رواه الطبراني
ورجاله رجال الصحيح، وقد تقدم في الأشربة نحو هذا تحريم الخمر. وعن عبد الله
يعنى ابن مسعود قال لما نزل تحريم الخمر قالت اليهود أليس إخوانكم الذين
ماتوا كانوا يشربونها فأنزل الله تعالى (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات
جناح فيما طعموا) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لي أنت منهم - قلت في الصحيح
بعضه - رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن
هذه الآية التي في القرآن (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام
18

رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) قال هي في التوراة ان الله عز
وجل أنزل الحق ليذهب به الباطل ويبطل به اللعب والكنارات (1) والزمارات
والزفن (2) والمعازف والمزاهر والسعر وأقسم ربى بيمين لا يشربها عبد بعد ما حرمتها
الا أعطشه يوم القيامة ولا يدعها بعد ما حرمتها الا سقيته من حظيرة القدس. رواه
الطبراني في آخر حديث صحيح في قوله تعالى (إنا أرسلناك شاهدا) ورجاله رجال
الصحيح. قوله تعالى (لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) عن أبي عامر الأشعري
قال كان قتل رجل منهم بأوطاس فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا غيرت
يا أبا عامر فتلا هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل
إذا اهتديتم) فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أين ذهبتم إنما هي
(يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل) من الكفار. رواه
الطبراني ولفظه عن أبي عامر أنه كان فيهم شئ فاحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي
صلى الله عليه وسلم ما حبسك قال قرأت هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا عليكم
أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا يضركم من ضل
من الكفار إذا اهتديتم. ورجالها ثقات إلا أنى لم أجد لعلي بن مدرك سماعا من
أحد من الصحابة. وعن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى (عليكم أنفسكم)
قال ليس أوانها هذا قولوها ما قبلت منكم فإذا ردت عليكم فعليكم أنفسكم لا يضركم
من ضل. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح الا أن الحسن البصري لم يسمع
من ابن مسعود والله أعلم. قوله تعالى (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم)
عن ابن مسعود قال قال النبي صلى الله عليه وسلم (كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم) ما كنت
فيهم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
سورة الأنعام
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت على سورة الأنعام

(1) الكنارات: العيدان: وقيل البرابط، وقيل الطنبور. وفى الأصل
" والكيارات " وهو تصحيف.
(2) الزفن: الرقص.
19

جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل (1) بالتسبيح والتحميد. رواه الطبراني
في الصغير وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو ضعيف. وعن أنس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت سورة الأنعام ومعها موكب من الملائكة يسد
ما بين الخافقين لهم زجل (1) بالتسبيح والتقديس ترتج ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
سبحان الله العظيم سبحان الله العظيم. رواه الطبراني عن شيخه محمد بن عبد
الله بن عرس عن أحمد بن محمد بن أبي بكر السالمي ولم أعرفها، وبقية رجاله ثقات.
وعن أسماء بنت يزيد قالت سورة الأنعام على النبي صلى الله عليه وسلم جملة واحدة ان
كادت من ثقلها لتكسر عظم الناقة. رواه الطبراني وفيه شهر بن حوشب وهو
ضعيف وقد وثق. قوله تعالى (وهم ينهون عنه) عن ابن عباس (وهم ينهون
عنه وينأون عنه) نزلت في أبى طالب كان ينهى عن أذى النبي صلى الله عليه
وسلم وينأى عن اتباعه. رواه الطبراني وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة وغيره
وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات. قوله تعالى (فإنهم لا يكذبونك) عن
ابن عباس في قوله تعالى (فإنهم لا يكذبونك) مخففة وكذلك كانوا يقرؤونها قال
لا يقدرون على أن لا يكون رسولا ولا على أن لا يكون القرآن قرآنا فأما أن
يكذبونك بألسنتهم فهم يكذبونك وذاك الا كذاب وذاك التكذيب. رواه الطبراني
وفيه بشر بن عمارة وهو ضعيف. قوله تعالى (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم
أبواب كل شئ) عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيت الله عز وجل
يعطى العبد في الدنيا على عاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا
أخذناهم بغتة فإذ أهم مبلسون) رواه أحمد والطبراني وزاد (فقطع دابر القوم الذين
ظلموا والحمد لله رب العالمين). قوله تعالى (وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا
إلى ربهم) وقوله (ولا تطرد الذين يدعون ربهم) عن ابن مسعود
قال مر الملا من قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده خباب وصهيب وبلال

(1) أي صوت رفيع عال.
20

وعمار فقالوا يا محمد أرضيت بهؤلاء فنزل فيهم القرآن (وأنذر به الذين يخافون أن
يحشروا إلى ربهم) إلى قوله (والله أعلم بالظالمين). رواه أحمد والطبراني إلا أنه
قال فقالوا يا محمد أهؤلاء من الله عليهم من بيننا لو طردت هؤلاء لا تبعناك فأنزل الله
(ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) إلى قوله (أليس الله بأعلم بالشاكرين)
ورجاله أحمد رجال الصحيح غير كردوس وهو ثقة. قوله تعالى (واصبر نفسك مع
الذين يدعون ربهم) عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قال نزلت هذه الآية
على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم
بالغداة والعشي) خرج يلتمس فوجد قوما يذكرون الله منهم ثائر الرأس وحاف
الجلد وذو الثوب الواحد فلما رآهم جلس معهم فقال الحمد لله الذي جعل في أمتي
من أمرني أن أصبر نفسي معهم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح وقد ذكر
الطبراني عبد الرحمن في الصحابة. قوله تعالى (قل هو القادر) عن أبي بن
كعب في قوله تعالى (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من
فوقكم الآية) قال هن أربع وكلهن واقع لا محالة فمضت اثنتان بعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة فألبسوا شيعا وذاق بعضهم بأس بعض
وبقيت اثنتان واقعتان لا محالة الخسف والرجم. رواه أحمد ورجاله ثقات، قلت
والظاهر أن من قوله فمضت اثنتان إلى آخره من قول رفيع فان أبي بن كعب لم
يتأخر إلى زمن الفتنة والله أعلم. قلت وتأتي بقية هذه الأحاديث في كتاب
الفتن إن شاء الله. قوله تعالى (فمستقر ومستودع) عن إبراهيم قال قال عبد الله
يعنى ابن مسعود مستودع في الدنيا ومستقرها في الرحم. رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح الا أن إبراهيم لم يدرك ابن مسعود. وعن إبراهيم عن ابن مسعود
في قوله فمستقر ومستودع قال المستقر الرحم والمستودع الأرض التي يموت فيها.
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
قوله تعالى (درست) عن عمرو بن كيسان قال سمعت ابن عباس يقول دارست
21

تلوت خاصمت جادلت. رواه الطبراني ورجاله ثقات. قوله تعالى (وآتوا حقه
يوم حصاده) عن ابن عمر في قوله (وآتوا حقه يوم حصاده) قال كانوا يعطون من
اعتراهم (1) شيئا سوى الصدقة. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. قوله
تعالى (ومن الانعام حمولة وفرشا) عن ابن مسعود في قوله (ومن
الانعام حمولة وفرشا) قال الحمولة ما حمل من الإبل والفرش الصغار. رواه الطبراني
عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن مريم وهو ضعيف. قوله تعالى
(وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) عن عبد بن مسعود قال خط لنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم خطا ثم قال هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمينه وشماله
ثم قال هذه سبل متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ (وان هذا
صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله). رواه أحمد والبزار
وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعيف. قوله تعالى (هل ينظرون الا أن تأتيهم
الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك) عن عبد الله بن مسعود في قوله
(هل ينظرون الا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو تأتى بعض آيات ربك
يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت
في إيمانها خيرا) قال طلوع الشمس مع القمر من مغربها كالبعيرين العربيين.
رواه الطبراني من طريقين إحداهما هذه وفيها عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي
مريم وهو ضعيف، والأخرى مختصرة ورجالها ثقات. وعن أبي سريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم في قوله (يوم يأتي بعض آيات ربك) قال طلوع الشمس من
مغربها. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. قلت وله طرق في أمارات
الساعة. قوله تعالى (إن الذين فرقوا دينهم) عن عمر بن الخطاب أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لعائشة يا عائشة (ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا) هم
أصحاب البدع وأصحاب الأهواء ليس لهم توبة أنا منهم برئ وهم منى برآء.
ورواه الطبراني في الصغير وإسناده جيد. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

(1) عراه واعتراه إذا قصده يطلب منه رفده وصلته.
22

(ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ) قال هم أهل البدع والأهواء
من هذه الأمة. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير معلل بن
نفيل وهو ثقة. قوله تعالى (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) عن ابن عمر قال
أنزلت هذه الآية في الاعراب (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) فقال رجل فما
للمهاجرين يا أبا عبد الرحمن قال ما هو أفضل من ذلك (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وان
تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما). رواه الطبراني وفيه عطية وهو
ضعيف. ويأتي حديث في مضاعفة الحسنة إلى ألفي ألف في كتاب التوبة والأذكار
إن شاء الله.
(سورة الأعراف)
قوله تعالى (قل من حرم زينة الله) عن ابن عباس قال كانت قريش يطوفون بالبيت
وهم عراة يصفرون ويصفقون فأنزل الله عز وجل (قل من حرم زينة الله) فأمروا بالثياب.
رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف. قوله تعالى (حتى يلج الجمل في سم الخياط)
عن ابن مسعود أنه كان يقرأ (حتى يلج الجمل في سم الخياط) قال روج الناقة. رواه
الطبراني من طريقين ورجال إحداهما رجال الصحيح الا أن إبراهيم النخعي لم يدرك
ابن مسعود، والأخرى ضعيفة. قوله تعالى (وعلى الأعراف رجال) وعن أبي
سعيد الخدري قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال هم رجال
قتلوا في سبيل الله وهم عصاة لآبائهم فمنعتهم الشهادة أن يدخلوا النار ومنعتهم
المعصية أن يدخلوا الجنة وهم على سور بين الجنة والنار حتى تذبل لحومهم وشحومهم
حتى يفرغ الله من حساب الخلائق فإذا فرغ من حساب خلقة فلم يبق غيرهم تغمدهم
منه برحمة فأدخلهم الجنة برحمته. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه
محمد بن مخلد الرعيني وهو ضعيف. وعن عمر بن عبد الرحمن المدني عن أبيه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أصحاب الأعراف قال قوم قتلوا في سبيل الله
بمعصية آبائهم فمنعتهم الجنة معصية آبائهم ومنعتهم النار قتلهم في سبيل الله عز
23

وجل. رواه الطبراني وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف. قوله تعالى (إن ربكم
الله الذي خلق للسموات والأرض) عن عبد الله بن بسر قال خرجت من حمص
فآواني الليل إلى البقيعة فحضرني من أهل الأرض فقرأت هذه الآية من
الأعراف (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض) إلى آخر الآية فقال
بعضهم لبعض احرسوه الآن حتى يصبح فلما ركبت دابتي. رواه
الطبراني وفيه المسيب بن واضح وهو ضعيف وقد وثق. قوله تعالى (اجعل لنا
إلها) عن عمرو بن عوف قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح
ونحن ألف ونيف ففتح الله مكة وحنينا حتى إذا كنا بين حنين والطائف أبصر
شجرة كان يناط (1) بها السلاح فسميت ذات أنواط وكانت تعبد من دون الله عز
وجل فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف عنها في يوم صائف إلى
ظل هو أدنى منه فقال رجل يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كنا لهؤلاء ذات
أنواط فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم انها السنن قلتم والذي نفسي بيده
كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال أغير الله أبغيكم
إلها وهو فضلكم على العالمين. رواه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله وقد ضعفه
الجمهور وحسن الترمذي حديثه. قوله تعالى (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا)
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما تجلى الله لموسى بن
عمران تطايرت سبعة أجبال ففي الحجاز منها خمسة وفي اليمن اثنان وفى الحجاز أحد وثبير وحراء وثور وورقان وفي اليمن حصور وصبر. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه طلحة بن عمرو المكي وهو متروك. قوله تعالى (واختار
موسى قومه) إلى آخر الآيات: عن ابن عباس قال سئل موسى صلى الله
عليه وسلم مسئلة فأعطيها محمد صلى الله عليه وسلم قوله (واختار موسى قومه سبعين
رجلا) إلى قوله (فسأكتبها للذين يتقون). رواه البزار وفيه عطاء بن السائب وقد
اختلط، وبقية رجاله الصحيح. قوله تعالى (إذا أخذ ربك من بني آدم من

(1) أي يعلق.
24

ظهورهم ذريتهم) عن أبي بن كعب في قوله (وإذ أخذ ربك من بني آدم من
ظهورهم ذريتهم) قال جمعهم فجعلهم أزواجا ثم صورهم فاستنطقهم فتكلموا
ثم أخذ عليهم العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى قال إني
أشهد عليكم السماوات السبع وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا
اعلموا أنه لا إله غيري ولا رب غيري ولا تشركوا بي شيئا سأرسل إليكم
رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبي قالوا شهدنا بأنك ربنا وإلهنا
لا رب لنا غيري ولا إله غيرك فأقروا ورفع عليهم آدم عليه السلام ينظر إليهم
فرأى الغني والفقير وحسن الصورة ودون ذلك فقال يا رب لولا سويت بين عبادك
قال إني أحببت أن أشكر ورأي الأنبياء فيهم مثل السرج عليهم خصوا بميثاق
آخر في الرسالة والنبوة وهو قوله تعالى (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم) إلى قوله
عيسى ابن مريم عليها السلام كان في تلك الأرواح فأرسله إلى مريم عليها السلام
فحدت عن أبي انه دخل من فيها. رواه عبد الله بن أحمد عن شيخه محمد بن
يعقوب الربالي وهو مستور، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام
بنعمان يوم عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه ثم كلمهم قبلا
فقال ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين
أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح قوله تعالى (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا).
عن عبد الله بن مسعود في قوله (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا) قال هو بلعم
وقال بلعام. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو قال
نزلت هذه الآية في أمية بن أبي السلط الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها. رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح. قوله تعالى (خذ العفو) عن ابن عمر في هذه
الآية (خذ العفو) قال أمر الله عز وجل نبيه أن يأخذ العفو من أخلاق الناس.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
25

(سورة الأنفال)
عن عبادة الصامت قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدنا معه بدرا
فالتقى الناس فهزم الله عز وجل العدو فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون
واكبت طائفة على العسكر يحوزونه ويجمعونه وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يصيب العدو منه غرة حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذين
جمعوا الغنائم نحن حويناها وجمعناها فليس فيها نصيب وقال الذين خرجوا
في طلب العدو لستم بأحق بها منا نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم وقال الذين
أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم لستم بأحق بها منا نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وخفنا
أن يصيب العدو منه غرة واشتغلنا فنزلت (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال
لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على
فواق (1) بين المسلمين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أغار في أرض العدو نفل الربع وإذا
أقبل راجعا وكل الناس نفل الثلث وكان يكره الأنفال ويقول ليرد قوى المؤمنين
على ضعيفهم قلت روى الترمذي وابن ماجة منه كان ينفل في البداءة الربع وفى
القفول الثلث فقط رواه أحمد، وفى رواية عنده سألت عبادة بن الصامت رحمه
الله عن الأنفال فقال فينا معشر أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا في النفل (2)
وساءت فيه أخلاقنا فانتزعه الله من أيدينا وجعله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمه
رسول الله صلى الله على وعليه وسلم بين المسلمين عن بواء يقول على السواء، ورجال الطريقين ثقات.
وعن عبد الرحمن بن عوف قال نزل الاسلام بالكره والشدة فوجدنا خير الخير
في الكراهة فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة فجعل لنا في ذلك
العلاء والظفر وخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر على الحال التي
ذكر الله عز وجل تبارك وتعالى (وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجاد لونك
في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون وإذ يعدكم الله إحدى

(1) أي قدر فواق ناقة وهو ما بين الحلبتين من الراحة، وقيل أراد التفضيل كأنه
جعل بعضهم أفوق من بعض.
(2) النفل: الغنيمة.
26

الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) والشوكة
قريش فجعل الله لنا في ذلك العلاء والظفر فوجدنا خير الخير في الكره. رواه
البزار وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف. قوله تعالى (واتقوا فتنة) عن
مطرف قال قلنا للزبير يا أبا عبد الله ما جاء بكم ضيعتم الخليفة حتى قتل ثم جئتم
تطلبون بدمه فقال الزبير إنا قرأناها على عهد رسول الله صلى عليه وسلم وأبي
بكر وعمر وعثمان (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصه) لم نكن نحسب
انا أهلها حتى وقعت فينا حيث وقعت. رواه أحمد باسنادين رجال أحدهما رجال
الصحيح. قوله تعالى (وإذ يمكر بك الذين كفروا) عن ابن عباس في قوله
عز وجل (وإذ يمكر بك كفروا ليثبتوك) قال تشاورت قريش ليلة بمكة
فقال بعضهم إذا أصبح فاثبتوه بالوثاق يريدون النبي صلى الله عليه وسلم وقال
بعضهم بل اقتلوه وقال بعضهم بل أخرجوه فأطلع الله عز وجل نبيه على ذلك
فبات علي رضي الله عنه على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى لحق بالغار وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم
فلما أصبحوا ثاروا إليه فلما رأوا عليا رد الله مكرهم فقالوا أين صاحبك هذا قال
لا أدري فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا في الجبل فمروا بالغار
فرأوا نسج العنكبوت على بابه فبات فيه ثلاث ليال. رواه أحمد والطبراني وفيه
عثمان بن عمرو الجزري وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قوله تعالى (يوم الفرقان يوم التقى الجمعان) عن ابن مسعود في قوله (يوم الفرقان
يوم التقى الجمعان) قال كانت بدر لسبع عشرة مضت من رمضان. رواه الطبراني
وإبراهيم لم يدرك ابن مسعود. قوله تعالى (وآخرين من دونهم لا تعلمونهم)
عن عريب المليكي عن النبي صلى الله وسلم في قوله (وآخرين من دونهم
لا تعلمونهم الله يعلمهم) أنهم الجن قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تخبل بيتا فيه عتيق
من الخيل. رواه الطبراني وفيه مجاهيل. قوله تعالى (لو أنفقت ما في الأرض
جميعا عن عبد الله بعض ابن مسعود في قوله الله عز وجل (لو أنفقت ما في الأرض
27

جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم) قال نزلت في المتحابين في الله
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير جنادة بن سلم وهو ثقة. قوله تعالى (يا أيها
النبي حسبك الله) عن ابن عباس قال أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم تسعة وثلاثون
رجلا وامرأة وأسلم عمر تمام الأربعين فأنزل الله تبارك وتعالى (يا أيها النبي حسبك
الله ومن اتبعك من المؤمنين). رواه الطبراني وفيه إسحاق بن بشر الكاهلي وهو
كذاب. قوله تعالى (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين) إلى آخر الآيات
عن ابن عباس قال افترض عليهم أن يقاتل كل رجل منهم عشرة فثقل ذلك عليهم
وشق عليهم فوضع عنهم إلى أن يقاتل الرجل الرجلين فأنزل الله في ذلك (إن يكن
منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين) إلى آخر الآيات ثم قال (لولا كتاب من الله سبق
لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) يقول لولا انى لا عذاب من عصاني حتى أتقدم إليه
ثم قال (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى) فقال العباس في والله نزلت
حين أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامي وسألته أن يحاسبني بالعشرين الأوقية التي
وجدت معي فأعطاني بها عشرين عبدا كلهم تاجر بمال في يده مع ما أرجو من مغفرة
الله جل ذكره - قلت في الصحيح بعضه - رواه الطبراني في الأوسط والكبير
باختصار ورجال الأوسط رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرج بالسماع.
قوله تعالى (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) عن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين أصحابه فجعلوا يتوارثون بذلك حتى نزلت (وأولو
الأرحام بعضهم أولى ببعض) فتوارثوا بالنسب. رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح (1).
(سورة براءة)
عن حذيفة قال التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب وما يقرؤون منها
مما كنا نقرأ إلا ربعها. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. قوله تعالى

(1) هنا في هامش الأصل: بلغ العرض.
28

(وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) عن سمرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال يوم الحج الأكبر يوم حج أبو بكر بالناس. رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح إلا أن معاذ بن هشام قال وجدت في كتاب أبي وعن سمرة بن
جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال زمن الفتح إن هذا عام الحج الأكبر قال اجتمع حج
المسلمين وحج المشركين في ثلاث أيام متتابعات واجتمع النصارى واليهود في ثلاثة
أيام متتابعات فاجتمع المسلمين والمشركين والنصارى واليهود العام في ستة
أيام متتابعات ولم يجتمع منذ خلقت السماوات والأرض كذلك قبل العام
ولا يجتمع بعد العام حتى تقوم الساعة. رواه الطبراني ورجاله موثقون ولكن متنه
منكر. وعن عبد الله بن عمر قال كان العرب يحلون عاما شهرا وعاما شهرين
ولا يصيبون الحج إلا في كل ستة وعشرين سنة مرة وهو النسئ الذي ذكر الله
عز وجل في كتابه فلما كان عام حج أبو بكر بالناس وافق ذلك العام الحج فسماه
الله الحج الأكبر ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم من العام المقبل فاستقبل
الناس الأهلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الزمان قد استدار كهيئته
يوم خلق الله السماوات والأرض. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
وعن علي قال لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى الله عليه وسلم دعا النبي صلى الله وسلم أبا بكر
ليقرأها على أهل مكة ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم فقال أدرك أبا بكر فحيث
ما لقيته فخذ الكتاب منه فقرأ على أهل مكة فلحقته فأخذت الكتاب منه ورجع
أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله نزل في شئ قال لا ولكن
جبريل جاءني فقال لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك. رواه عبد الله بن أحمد
وفيه محمد بن جابر السحيمي وهو ضعيف وقد وثق. قوله تعالى (والذين يكنزون
الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في
نار جهنم فتكوى به جباهم) عن عبد الله يعنى ابن مسعود قال لا يكون رجل
يكنز فيمس درهم درهما ولا دينار دينارا يوسع جلده حتى يوضع كل دينار ودرهم
29

على حدته. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عباس قال
لما نزلت هذه الآية (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله
فبشرهم بعذاب أليم) قال كبر ذلك على المسلمين وقالوا ما يستطيع أحد منا لولده
مالا يبقي بعده فقال أنا أفرج عنكم فانطلقوا وانطلق عمر واتبعه ثوبان فأتى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله إنه قد كبر على أصحابك هذه الآية فقال نبي
الله صلى الله عليه وسلم إنا لم نفرض الزكاة إلا لما بقي من أموالكم وإنما فرض
المواريث في الأموال لتبقى بعدكم فكبر عمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك بما
يكنز المرء المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها
حفظته. رواه أبو يعلى وفيه عثمان بن عمير وهو ضعيف. قوله تعالى (انفروا خفافا
وثقالا) عن أبي راشد قال رأيت المقداد فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم
جالسا على تابوت من توابيت الصيارفة بحمص قد فصل عليها من عظمه يريد
الغزو فقلت له لقد أعذر الله إليك قال أتت علينا سورة البعوث (انفروا خفافا
وثقالا). رواه الطبراني وفيه بقية بن الوليد وفيه ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله
ثقات. قوله تعالى (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني) عن ابن عباس قال لما
أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج إلى عزوة تبوك قال للجد بن قيس ما تقول
في مجاهدة بنى الأصفر قال يا رسول الله انى امرؤ صاحب نساء ومتى أرى نساء بنى
الأصفر أفتتن أفتأذن لي في الجلوس ولا تفتني فأنزل الله (ومنهم من يقول ائذن
لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا). رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه يحيى
الحماني وهو ضعيف. وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اغزوا تغنموا بنات
بني الأصفر فقال رجل من المنافقين إنه ليفتنكم بالنساء فأنزل الله عز وجل (ومنهم
من يقول ائذن لي ولا تفتني). رواه الطبراني وفيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو
ضعيف. قوله تعالى (ومساكن طيبة في جنات عدن) عن الحسن قال لقيت
عمران بن حصين وأب هريرة فسألتهما عن تفسير هذه الآية (ومساكن طيبة في
30

جنات عدن) قالا على الخبير سقطت سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قصر من
درة في ذلك القصر سبعون ألف دار من زمردة خضراء في كل بيت منها سبعون سريرا
على كل سرير سبعون فراشا من كل لون على كل فراش امرأة من الحور العين في كل
بيت مائدة على كل مائدة سبعون لونا في كل بيت سبعون وصيفا أو صيفة يعطى من
القوة ما يأتي على ذلك كله في غداة واحدة. رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه
جسر بن فرقد وهو ضعيف وقد وثقة سعيد بن عامر، وبقية رجال الطبراني ثقات.
قوله تعالى (وهموا بما لم ينالوا) عن ابن عباس في قوله عز وجل (وهموا بما لم
ينالوا) قال هم رجل يقال له الأسود بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط. قوله تعالى (ومنهم من عاهد الله)
عن أبي أمامة أن ثعلبة بن حاطب أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ادع الله
أن يرزقني مالا قال ويحك يا ثعلبة قليل تؤدى شكره خير من كثير لا تطيقه أما
تريد أن تكون مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم لو سألت الله عز وجل أن
يسيل لي الجبال ذهبا وفضة لسالت ثم رجع إليه فقال يا رسول الله ادع الله أن
يرزقني مالا والله لئن آتاني الله مالا لأوتين كل ذي حق حقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم ارزق ثعلبة مالا اللهم ارزق ثعلبة مالا اللهم ارزق ثعلبة مالا قال فاتخذ غنما
فنمت كما ينمو الدود حتى ضاقت عليه أزقة المدينة فتنحى بها وكان يشهد الصلاة
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يخرج إليها ثم نمت حتى تعذرت عليه مراعى
المدينة فتنحى بها فكان يشهد الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يخرج إليها ثم نمت
فتنحى بها فترك الجمعة والجماعات فيتلقى الركبان فيقول ماذا عندكم من الخبر وما كان
من أمر الناس وأنزل الله تعالى على رسول الله صلى الله عليه وسلم (خذ من أموالهم
صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقات رجلين
من الأنصار ورجلا من بنى سليم فكتب لهم سنة الصدقة وأسنانها وأمرهم أن
يصدقا الناس وأن يمرا بثعلبة فيأخذا منه صدقة ماله ففعلا حتى
31

دفعا إلى ثعلبة فأقرأه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صدقا الناس فإذا فرغتم فمروا
بي ففعلا فقال ما هذه الا أخية الجزية فانطلقا حتى لحقا برسول الله صلى الله
عليه وسلم فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله
لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما أتاهم من فضله بخلوا به وتولوا
هم معرضون) إلى قوله يكذبون، قال فركب رجل من الأنصار قريب
لثعلبة راحلته حتى أتى ثعلبة فقال ويحك يا ثعلبة هلكت قد أنزل الله فيك من
القرآن كذا فأقبل ثعلبة وقد وضع التراب على رأسه وهو يبكي ويقول يا رسول
الله يا رسول الله فلم يقبل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتى أبا بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا أيا بكر قد عرفت موضعي من قومي ومكاني من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاقبل منى فأبى أن يقبل منه ثم أتى عمر فلم يقبل منه ثم أتى عثمان فلم يقبل منه ثم
مات ثعلبة في خلافة عثمان. رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.
قوله تعالى (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين) عن أبي سلمة وعن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثا
قال فجاء عبد الرحمن بن عوف فقال يا رسول الله عندي أربعة آلاف ألفان أقرضتهما
ربي وألفان لعيالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لك فيما أعطيت وبارك لك فيما
أمسكت وبات رجل من الأنصار فأصاب صاعين من تمر فقال يا رسول الله إني
أصبت صاعين من تمر صاع لربي وصاع لعيالي قال فلمزه المنافقون وقالوا ما أعطى
مثل الذي أعطى ابن عوف إلا رياء أو قالوا لم يكن الله رسوله غنيين عن صاع هذا
فأنزل الله (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون
الا جهدهم) إلى آخر الآية. رواه البزار من طريقين إحداهما متصلة عن أبي
هريرة والأخرى عن أبي سلمة مرسلة، قال ولم نسمع أحدا أسنده من حديث
عمر بن أبي سلمة الا طالوت بن عباد، وفيه عمر بن أبي سلمة وثقه العجلي وأبو
خيثمة وابن حبان وضعفه شعبة وغيره، وبقية رجالهما ثقات. وعن أبي عقيل أنه بات
32

يجر الحرير على ظهره على صاعين عن تمر فانفلت بأحدهما إلى أهله ينتفعون به
وجاء بالآخر يتقرب به إلى الله عز وجل فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبره فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم انثره في الصدقة فقال فيه المنافقون
وسخروا منه ما كان أغنى هذا أن يتقرب إلى الله بصاع من تمر فأنزل الله عز وجل
(الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم
الآيتين. رواه الطبراني ورجالهن ثقات إلا أن خالد بن يسار لم أجد من وثقه ولا
جرحه. وعن عمرة بنت سهل صاحب الصاعين الذي لمزه المنافقون أنه خرج بركابه بصاع من تمر وبابنته عميرة حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فصبه ثم قال يا رسول
الله إن لي إليك حاجة قال وما هي قال تدعو الله لي ولها بالبركة وتمسح برأسها
فإنه ليس لي ولد غيرها قالت فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على فأقسم بالله لكأن
برد يد رسول الله صلى الله عليه وسلم على كبدي. رواه الطبراني في الأوسط والكبير
وفيه أنيسة بنت عدى ولم أعرفها، وبقية رجاله ثقات. قوله تعالى (ولا تصل على
أحد منهم) عن ابن عباس قال لما مرض عبد الله بن أبي مرضه الذي مات
فيه جاءه النبي صلى الله عليه وسلم فتكلما بكلام بينهما فقال عبد الله قد فهمت ما يقول أمنن علي فكفني
في قميصك وصل علي فكفنه النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه وصلى عليه قال ابن عباس والله
أعلم أي صلاة كانت وما خادع محمد صلى الله عليه وسلم إنسانا قط. رواه الطبراني
وفيه الحكم بن أبان وثقه النسائي وجماعة وضعفه ابن المبارك، وبقية رجاله رجال
الصحيح. قوله تعالى (فسيرى الله عملكم ورسوله) عن سلمة بن الأكوع
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) رواه الطبراني
وفيه موسى بن عبيده وهو ضعيف. قوله تعالى (وممن حولكم من الاعراب
منافقون) عن ابن عباس في قوله تعالى (ممن حولكم من الاعراب منافقون
ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم
يردون إلى عذاب عظيم) قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة خطيبا
33

فقال قم يا فلان فاخرج فإنك منافق فأخرجهم بأسمائهم ففضحهم ولم يكن عمر بن
الخطاب شهد تلك الجمعة لحاجة كانت له فلقيهم عمر وهم يخرجون من المسجد
فاختبأ منهم استحياء أنه لم يشهد الجمعة وظن أن الناس قد انصرفوا واختبؤا هم
من عمر وظنوا أنه قد علم بأمرهم فدخل عمر المسجد فإذا الناس لم ينصرفوا فقال
له رجل ابشر يا عمر فقد فضح الله المنافقين اليوم فهذا العذاب الأول والعذاب الثاني
عذاب القبر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي
وهو ضعيف. قوله تعالى (لمسجد أسس على التقوى) عن سهل بن سعد قال اختلف
رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي أسس على التقوى فقال أحدهما
هو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وقال الآخر وهو مسجد قباء فأتيا النبي صلى
الله على وسلم فسألاه فقال هو مسجدي هذا، وفى رواية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى قال هو مسجدي. رواه كله أحمد والطبراني
باختصار ورجالهما رجال الصحيح. وعن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى قال هو مسجدي هذا. رواه
الطبراني مرفوعا وموقوفا وفى إسناد المرفوع عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف،
وأحد إسنادي الموقوف رجاله رجال الصحيح، وزاد في الطريق الآخر قال عروة
يعني ابن الزبير مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر منه إنما أنزلت في مسجد قباء
قلت إنما قال عروة هذا لأنه لم يطلع على المرفوع والله أعلم. قوله تعالى (فيه رجال
يحبون أن يتطهروا) عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية (فيه رجال يحبون
أن يتطهروا) بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عويم بن ساعدة فقال ما هذا الطهور الذي
أثنى الله عليكم فقالوا يا رسول الله ما خرج منا رجل ولا امرأة من الغائط إلا غسل
فرجه أو قال مقعدته فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو هذا. رواه الطبراني وفيه ابن إسحاق
وهو مدلس، وبقية رجاله وثقوا. وقد تقدمت أحاديث في الطهارة من هذا النحو.
قوله تعالى (السائحون) عن عبد الله يعني ابن مسعود قال السائحون الصائمون
رواه الطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون، وبقية رجاله
34

رجال الصحيح. قوله تعالى (إن إبراهيم لأواه) عن زر قال سئل ابن مسعود عن
الأواه قال الدعاء. رواه الطبراني وفيه عاصم وهو ثقة وقد ضعيف. وعن أبي العبيدين
العامري وكان ضرير البصر وكان عبد الله بن مسعود يدنيه فقال لعبد الله بن
مسعود من نسأل إذا لم نسألك فرق له فقال ما الأواه قال الرحيم قال فما الأمة قال
الذي يعلم الناس الخير قال فما القانت قال المطيع قال فما الماعون قال ما يتعاون الناس
بينهم قال فما التبذير قال إنفاق المال في غير حقه، وفى رواية في غير حله، وفى رواية كان
عبد الله بن مسعود يحدث الناس كل يوم فإذا كان يوم الخميس انتابه الناس من الرساتيق
والقرى فجاءه رجل أعمى فذكر نحوه. رواه كله الطبراني بأسانيد ورجال الروايتين
الأوليين ثقات. قوله تعالى (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) عن عباد بن عبد الله
ابن الزبير قال أتى الحرث بن حزمة بهاتين الآيتين من آخر سورة براءة (لقد جاءكم
رسول من أنفسكم) إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال من معك على هذا قال لا أدري والله
إني أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيتها وحفظتها فقال عمرو أنا أشهد لسمعتها
من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة
فانظروا سورة من القرآن فضعوها فيها فوضعتها في آخر سورة براءة. رواه أحمد
وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي بن كعب أنهم جمعوا
القرآن في المصاحف في خلافة أبى بكر رحمه الله وكان رجال يكتبون ويملي (1) عليهم
أبي فلما انتهوا إلى هذه الآية من سورة براءة (ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم
بأنهم قوم لا يفقهون) فظنوا أن هذا آخر ما نزل من القرآن فقال لهم أبي بن كعب
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأني بعدها آيتين (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه
ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) إلى قوله (وهو رب العرش العظيم) قال
هذا آخر ما نزل من القرآن قال فختم بما فتح به بالله الذي لا إله إلا هو وهو قول الله تبارك وتعالى (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي (2) إليه أنه لا آله إلا

(1) يقال أمللت الكتاب وأمليته إذا ألقيته على الكاتب ليكتبه.
(2) هكذا قراءة حفص، وفي الأصل يوحى، وهي قراءة.
35

أنا فاعبدون) رواه عبد الله بن أحمد و فيه محمد بن جابر الأنصاري وهو ضعيف.
وعن أبي يعني ابن كعب رحمه الله قال آخر آية نزلت (لقد جاءكم رسول من
أنفسكم الآية) رواه عبد الله بن أحمد والطبراني وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو
ثقة سئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات.
(سورة يونس عليه السلام)
قوله تعالى (فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه كان يقرأ (فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) رواه الطبراني وفيه عطية العوفي
وهو ضعيف. وعن البراء قال (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما
يجمعون) قل بفضل الله القرآن ورحمته أن جعلكم من أهله. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه عطية العوفي وهو ضعيف. قوله تعالى (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم)
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم
يحزنون) قال يذكر الله بذكرهم. رواه الطبراني عن شيخه الفضل بن أبي روح
ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قوله تعالى (لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) عن
عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لهم البشرى في الحياة الدنيا)
قال الرؤيا الصالحة يبشرها المؤمن. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه
ضعيف. وعن جابر بن عبد الله بن رثاب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله الله تبارك وتعالى
(لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى الآخرة) قال هي الرؤيا يراها المسلم أو ترى له. رواه
البزار وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو ضعيف جدا. قوله تعالى (آمنت أنه
لا آله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال قال لي جبريل عليه السلام ما كان على وجه الأرض شئ أبغض إلي من
فرعون فلما آمن جعلت أحشو فاه حمأة خشية أن تدركه الرحمة. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه جماعة. وعن أبي بكر
الصديق قال أخبرت أن فرعون كان أثرم (1). رواه الطبراني في الأوسط

(1) الثرم: سقوط الثنية والرباعية، وقيل هو أن تنقلع السن من أصلها مطلقا.
36

و فيه نعيم بن يحيى و لم أعرفه.
(سورة هود عليه السلام)
عن أبي بكر قال قلت يا رسول الله لقد أسرع إليك الشيب قال شيبتني
الواقعة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله
رجال الصحيح، ويأتي في سورة الواقعة، ورواه أبو يعلى الا أن عكرمة لم يدرك
أبا بكر وزاد وسورة هود. وعن عقبة بن عامر أن رجلا قال يا رسول الله قد شبت
قال شيبتني هود وأخواتها. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله
يعني ابن مسعود أن أبا بكر سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما شيبك يا رسول الله قال شيبتني هود الواقعة.
رواه الطبراني وفيه عمرو بن ثابت وهو متروك. وعن سهل بن سعد قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم شيبتني هود وأخواتها الواقعة وإذا الشمس كورت. رواه الطبراني
وفيه سعيد بن سلام العطار وهو كذاب. قوله تعالى (ويتلوه شاهد منه) عن محمد
ابن أبي طالب قال قلت لعلي بن أبي طالب إن الناس يزعمون في قوله الله جل ذكره
(ويتلوه شاهد منه) أنك أنت التالي فقال وددت انى أنا هو ولكنه لسان محمد
صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه خليد بن دعلج وهو متروك. قوله تعالى
(هؤلاء الذين كذبوا على ربهم) عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عمر حدثني
حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
يأتي الله بالعبد يوم القيامة حتى بجعله في حجابه فيقول له اقرأ صحيفتك فيقرأ ويقرره
بذنب ذنب ويقول أتعرف أتعرف فيقول نعم يا رب فيقرأ فيفت يمنة ويسرة
فيقول لا بأس عليك يا عبدي إنك في ستري ليس بيني وبينك أن يطلع على ذنوبك
غيري اذهب فقد غفرتها لك فيقال له ادخل الجنة وأما الكافر فيقال على رؤوس
الاشهاد (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين) رواه الطبراني
وفيه القاسم بن بهرام وهو ضعيف. قوله تعالى (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام) عن
جابر أبن رسول الله صلى الله عليه لما نزل الحجر في غزوة تبوك قام فخطب الناس فقال
37

يا أيها الناس لا تسألوا نبيكم عن الآيات هؤلاء قوم صالح سألوا نبيهم أن يبعث
لهم ناقة ففعل فكانت ترد من هذا الفج فتشرب ماءهم يوم وردها ويحلبون من
لبنها مثل الذي كانوا يصيبون من غبها ثم تصدر من هذا الفج فعقروها فأجلهم الله
ثلاثة أيام وكان وعد الله غير مكذوب ثم جاءتهم الصحة فأهلك الله من كان منهم
بين السماء والأرض إلا رجلا كان في حرم الله فمنعه حرم الله من عذاب الله قيل
يا رسول الله من هو قال أبو رغال. رواه الطبراني في الأوسط والبزار وأحمد بنحوه
ورجال أحمد رجال الصحيح. وقد تقدمت لهذا الحديث طرق مختصرة في غزوة
تبوك. قوله تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات) عن ابن عباس أن رجلا جاء إلى
عمر قال امرأة جاءت تبايعه فأدخلتها الدولح فأصبت ما دون الجماع فقال ويحك
لعلها مغيبة في سبيل الله قال نعم قال فائت أبا بكر فاسأله قال فأتاه فسأله فقال لعلها
مغيبة في سبيل الله قال فقال مثل قول عمر ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
له مثل ذلك فقل لعلها مغيبه (1) في سبيل الله ونزل القران (أقم الصلاة طرفي النهار
وزلفا من الليل) إلى آخر الآية فقال يا رسول الله إلى خاصة أم للناس عامة ضرب
عمر صدره بيده فقال لا ولا نعمة عين بل للناس عامة رسول الله صلى الله
عليه وسلم صدق عمر. رواه أحمد والطبراني في الكبير وقال فيه فرفع عمر يده
فضرب صدره فقال لا والله ولا كرامة ولكن للناس عامة فضحك رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقال صدق عمر، رواه في الأوسط باختصار كثير وفي اسناد أحمد
والكبير علي بن زيد وهو سئ الحفظ ثقة، وبقية رجاله ثقات، إسناد الأوسط
ضعيف. وفى رواية عند أحمد أن امرأة أنت رجلا تشترى منه شيئا فقال ادخلي
الدولح حتى أعطيك فدخلت فقبلها وغمزها فقالت إني مغيب فتركها. وعن
ابن عباس أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان تحته امرأة فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم
في حاجة فأذن له فانطلق في يوم مطير فإذا بالمرأة على غدير ماء تغتسل فلما جلس
منها مجلس الرجل من المرأة ذهب يحرك ذكره فإذا هو هدبة فقام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم

(1) المغيب والمغيبة: التي غاب عنها زوجها.
38

فذكر ذلك له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم صل أربع ركعات فأنزل الله تبارك وتعالى (أقم
الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات الآية) رواه البزار
ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لم أر شيئا أحسن طلبا
ولا أسرع إدراكا من مصيبة حديثة لذنب قديم (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك
ذكرى للذاكرين) رواه الطبراني وفيه ملك بن يحيى بن عمرو البكري وهو ضعيف
وكذلك أبوة. قوله تعالى (وما كان ربك مهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون)
عن جرير قال لما نزلت (وما كان ربك مهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون)
قال وأهلها ينصف بعضهم بعضا، وفيه عبيد بن القاسم الكوفي وهو متروك.
(سورة يوسف عليه السلام)
عن جابر يعني ابن عبد الله قال جاء بسنان اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا محمد أخبرني عن أسماء النجوم التي رآها يوسف تسجد له قال الخرتان وطارق
والذيال وقابس والمصح والصروح وذو الكنفين وذو الفرغ والفرغ والفيلق ووثاب
والعمودين رآها يوسف تسجد له فقصها على أبيه فقال هذا أمر متفرق ولعل الله
يجمعه بعد. رواه البزار وفيه الحكم بن ظهير وهو متروك. قوله تعالى (وشروه
بثمن بخس) عن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال ما اشترى
به يوسف عشرون درهما وكان أهله حين أرسل إليهم وهم بمصر ثلاثة وتسعين
إنسانا رجالهم أنبياء ونساؤهم صديقات والله ما خرجوا مع موسى حتى بلغوا
ستمائة ألف وسبعين ألفا. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا عبيدة
لم يسمع من أبيه. قوله تعالى (أضغاث أحلام) عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله (أضغاث أحلام) قال هي الأحلام الكاذبة رواه أبو يعلى وفيه محمد
ابن السائب الكلبي وهو متروك. قوله تعالى (اذكرني عند ربك) وغير ذلك:
عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبت لصبر أخي يوسف
وكرمه والله يغفر له أرسل إليه ليستفتي في الرؤيا ولو كنت أنا لم افعل حتى
39

أخرج عجبت لصبره وكرمه والله يغفر له حتى أتى ليخرج فلم يخرج حتى أخبرهم
بعذره ولو كنت أنا لبادرت الباب ولولا الكلمة لما لبث في السجن حيث ينبغي
من عند غير الله. رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن يزيد القرشي المكي وهو متروك.
قوله تعالى (اذكرني عند ربك) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
في قوله عز وجل للرسول (ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن) قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لو كنت أنا لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العذر قلت له
حديث في الصحيح غير هذا - رواه أحمد وفيه محمد بن عمرو وهو حسن الحديث.
قوله تعالى (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) عن أنس بن ملك رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ليعقوب أخ مواخ فقال له ذات يوم ما الذي أذهب
بصرك وما الذي قوس ظهرك فقال أما الذي أذهب بصرى فالبكاء على يوسف
وأما الذي قوس ظهري فالحزن على ابني يامين فأتاه جبريل عليه السلام فقال يا يعقوب
إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك أما تستحي أن تشكوني إلى غيري فقال
يعقوب إنما أشكو بثي وحزني إلى الله فقال جبريل عليه السلام الله أعلم بما تشكو
يا يعقوب ثم قال أي رب أما ترحم الشيخ الكبير أذهبت بصري وقوست
ظهري فاردد على ريحانتي يوسف أشمه قبل الموت ثم اصنع بي يا رب ما شئت فأتاه
جبريل عليه السلام فقال يا يعقوب ان الله عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول لك
أبشر وليفرح قلبك فوعزتي وجلالي لو كانا ميتين لنشرتهما لك فاصنع طعاما
للمساكين فان أحب عبادي إلى المساكين وتدري لم أذهبت بصرك وقوست
ظهرك وصنع إخوة يوسف بيوسف ما صنعوا لأنكم ذبحتم شاة فأتاكم مسكين
وهو صائم فلم تطعموه منها فكان يعقوب بعد ذلك إذا أراد الغداء أمر مناديا
فنادى ألا من أراد الغداء من المساكين فليتغد مع يعقوب فإذا كان صائما أمر
مناديا فنادى من كان صائما من المساكين فليفطر مع يعقوب. رواه الطبراني في
الصغير والأوسط عن شيخه محمد بن أحمد الباهلي البصري وهو ضعيف جدا.
40

(سورة الرعد)
قوله تعالى (إنما أنت منذر) عن علي رضي الله عنه في قوله (إنما أنت منذر
ولكل قوم هاد) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر والهادي رجل من
بني هاشم. رواه عبد الله بن أحمد والطبراني في الصغير والأوسط ورجال المسند
ثقات. قوله تعالى (الله يعلم ما تحمل كل أنثى) والآيات بعدها: عن ابن عباس
ان أربد بن قيس بن جزى بن خالد بن جعفر بن كلاب وعامر بن الطفيل بن
مالك قدما المدينة على رسول الله صلى الله صلى عليه وسلم فانتهيا إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو جالس فجلسا بين يديه فقال عامر يا محمد ما تجعل لي ان أسلمت فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم فقال عامر أتجعل لي الامر إن
أسلمت من بعدك فقال رسول الله صلى الله وسلم لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم قال عامر
أتجعل لي الأمر ان أسلمت من بعدك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ما للمسلمين
وعليك ما عليهم قال عامر أتجعل لي الامر ان أسلمت من بعدك فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ليس ذلك لك ولا لقومك ولكن لك أعنة الخيل فقال أنا الآن
على أعنة خيل نجد اجعل لي الوبر ولك المدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فلما خرج أربد
وعامر قال يا أربد إني أشغل عنك وجه محمد بالحديث فاضربه بالسيف فان
الناس إذا قتلته لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية ويكرهوا الحرب فسنعطيهم الدية
قال أريد افعل قال فأقبلا راجعين إليه فقال عامر يا محمد قم معي أكلمك فقام معه
رسول الله صلى الله عليه وسلم فخليا إلى الجدار ووقف معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمه
وسل أريد السيف فلما وضع يده على قائم السيف يبست على قائم السيف وأبطأ أربد
على عامر بالضرب فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى ما يصنع فانصرف
عنهما فلما خرج عامر وأربد من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مضيا حتى كانا
بالحرة حرة بني وأقم نزلا فخرج إليهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير فقال أشخصا
يا عدوي الله فقال عامر من هذا يا سعد قال هذا أسيد بن حضير الكاتب فخرجا حتى
41

إذا كانا بالرقم أرسل الله على أربد صاعقة فقتلته وخرج عامر حتى إذا كان بالخريم
أرسل الله عليه قرحة فأخذته فأدركه الليل في بيت امرأة من بني سلول فجعل يمس
القرحة بيده ويقول غدة كغدة الجمل في بيت سلولية يرعب أن يموت في بيتها ثم ركب
فرسه فأركضه حتى مات عليه راجعا فأنزل الله فيهما (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما
تغيض الأرحام وما تزداد) إلى قوله (ومالهم من دونه من وال) قال المعقبات من أمر الله
يحفظون محمدا صلى الله عليه وسلم ثم ذكر أربد وما قتله فقال (هو الذي يريكم
البرق خوفا وطمعا) إلى قوله (وهو شديد المحال). رواه الطبراني في الأوسط
والكبير بنحوه إلا أنه قال فلما قفا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عامر أما والله
لأملأنها عليك خيلا ورجالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يمنعك الله. وفى إسنادهما
عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف. وعن أنس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا
من أصحابه إلى رجل من عظماء الجاهلية يدعوه إلى الله تبارك وتعالى فقال إيش
ربك الذي تدعوني من حديد هو من نحاس هو من فضة هو من ذهب هو فأتى
النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأعاده النبي صلى الله عليه وسلم الثانية فقال مثل ذلك فأتى النبي
صلى الله عليه وسلم فأخبره فأرسله إليه الثالثة فقال مثل ذلك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالى قد أنزل على صاحبك صاعقة فأحرقته فنزلت
هذه الآية (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو
شديد المحال) رواه أبو يعلى والبزار بنحوه الا أنه قال إلى رجل من فراعنة العرب
وقال الصحابي فيه يا رسول الله إنه أعتى من ذلك وقال فرجع إليه الثالثة قال فأعاد
عليه ذلك الكلام فبينا هو يكلمه إذ بعث الله سحابة حيال رأسه فرعدت فوقعت
منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه، وبنحو هذا رواه الطبراني في الأوسط وقال
فرعدت وأبرقت، ورجال البزار رجال الصحيح غير ديلم بن غزوان وهو ثقة وفي
رجال أبى يعلى والطبراني علي بن أبي شارة وهو ضعيف. قوله تعالى (ولو أن
قرآنا سيرت به الجبال) عن ابن عباس (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو
42

قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) قال قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إن كان كما تقول
فأرنا أشياخنا الأول من الموتى نكلمهم وافتح لنا هذه الجبال جبال مكة التي قد
ضمتنا فنزلت (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به
الموتى). رواه الطبراني وفيه قابوس بن أبي ظبيان وهو ضعيف وقد وثق. قلت
ويأتي حديث الزبير في سورة طسم الشعراء. قوله تعالى (يمحو الله ما يشاء
ويثبت) عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله على وسلم يقول يمحو الله ما يشاء الا
الشقوة والسعادة والحياة والموت. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن جابر
اليمامي وهو ضعيف من غير تعمد كذب.
(سورة إبراهيم عليه السلام)
قوله تعالى (وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه) عن أبي ذر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبعث الله نبيا إلا بلغة قومه. رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن مجاهدا لم يسمع من أبي ذر.
قوله تعالى (فردوا أيديهم في أفواههم) عن عبد الله يعني ابن مسعود
في قوله (فردوا أيديهم في أفواههم) قالوا عضوا أصابعهم غيظا. رواة الطبراني عن
شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. قوله تعالى (سواء علينا
أجزعنا أم صبرنا) عن كعب بن مالك رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فما أحسب في قوله تعالى (سواء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص) قال يقول
أهل النار هلموا فلنصبر قال فصبروا خمسمائة عام فلما أو ذلك لا ينفعهم قالوا هلموا
فلنجزع قال فيكون خمسمائة عام فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا (سواء علينا أجزعنا
أم صبرنا مالنا من محيص). رواه الطبراني وفيه أنس بن أبي القاسم هكذا هو في
الطبراني، وقد ذكر الذهبي في الميزان أنس بن القاسم وهو أنس بن أبي نمير
ذكره ابن أبي حاتم روى عن كعب الأحبار وليس كذلك وإنما قال ابن أبي
حاتم انه روى عن أبي كعب روى عن الفريابي (1) سمعت أبي يقول ذلك

(1) في الأصل غير منقوطة، والتصحيح من مشتبه للأزدي.
43

قلت وليس كذلك لان محمد بن يوسف الفريابي لم يرو عن أحد من أصحاب
أبي بن كعب والصواب ما هو في الطبراني أنه روى عن ابن كعب بن مالك وروى
عنه الفريابي والله أعلم وقد ذكر ابن حبان أنس أبو القاسم في هذه الطبقة طبقة
أتباع التابعين فالله أعلم، وبقية رجاله ثقات. قوله تعالى (كشجرة طيبة) عن ابن
عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى (كشجرة طيبة) قال هي التي لا تنفض ورقها
قلت لابن عمر حديث في الصحيح غير هذا - رواه أحمد أحمد ورجاله ثقات. قوله تعالى
(يثبت الله الذين أمنوا بالقول الثابت) عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا
وفى الآخرة) قال في الآخرة في القبر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عطية
العوفي وهو ضعيف. وعن أبي قتادة الأنصاري في قوله تعالى (يثبت لله الذين
آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة) قال إن المؤمن إذا مات أجلس
في قبره فيقال له من ربك فيقول الله ربى فيقال له من نبيك فيقول محمد بن عبد الله
فيرد عليه ثلاث مرات. رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه أحمد بن محمد بن
صدقة ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت وقد تقدمت
أحاديث في السؤال في القبر في الجنائز من هذا الباب (1). وعن ابن عباس في قوله
(يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة) قال
المخاطبة في القبر من ربك وما دينك وفى الآخرة مثل ذلك. رواه
أحمد وفيه أحمد بن عبيد بن بسطاس ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قوله
تعالى (الذين بدلوا نعمة الله كفرا) عن علي (الذين بذلوا نعمة الله كفرا
وأحلوا قومهم دار البوار - الآية) نزلت في الأفخرين من بني مخزوم وبني
أمية فقطع الله دابرهم يوم بدر وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه عمرو ذو مر ولم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، وبقية رجاله ثقات.
قوله تعالى (يوم تبدل الأرض غير الأرض) عن عبد الله بن مسعود قال قال

(1) في أوائل الجزء الثالث.
44

رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله الله (يوم تبدل الأرض غير الأرض) قال أرض بيضاء
كأنها فضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل فيها خطيئة. رواه الطبراني في الأوسط
والكبير وفيه جرير بن أيوب البجلي وهو متروك، رواه في الكبير موقوفا على
عبد الله وإسناده جيد (1).
(سورة الحجر)
قوله تعالى (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) عن أبي موسى قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة
قال الكفار للمسلمين ألم تكونوا مسلمين قالوا بلى قالوا فما أغنى عنكم اسلامكم وقد
صرتم معنا في النار قالوا كانت لنا ذنوب فأخذنا بها فسمع الله ما قالوا فأمر من كان
في النار من أهل القبلة فأخرجوا فلما رأى ذلك من بقي من الكفار في النار قالوا
يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم (الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين
كفروا لو كانوا مسلمين) رواه الطبراني وفيه خالد بن نافع الأشعري قال أبو
داود متروك، قال الذهبي هذا تجاوز في الحد فلا يستحق الترك فقد حدت عنه أحمد
ابن حنبل وغيره، وبقية رجاله ثقات. وعن زكريا بن يحي صاحب العصب
قال سألت أبا غالب عن قوله تعالى (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين)
فقال حدثني أبو أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال نزلت في الخوارج
حين رأو تجاوز الله عن المسلمين وعن الأئمة والجماعة قالوا يا ليتنا كنا مسلمين.
رواه الطبراني وذكر والراوي عنه لم أعرفهما. قوله تعالى (وأرسلنا الرياح لواقح)
عن عبد الله بن مسعود (وأرسلنا الرياح لواقح) قال يرسل الله الريح فيحمل الماء
فيمر سحاب فيدر كما تدر اللقحة (2) ثم تمطر. رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني
وهو ضعيف. قوله تعالى (نبئ عبادي أني أنا العفو الرحيم) عن عبد الله بن

(1) هنا في هامش الأصل: بلغ العرض ولله الحمد.
(2) اللقحة بالكسر والفتح:
الناقة القريبة العهد بالنتاج، وقد لقحت ولقاحا وناقة لقوح: إذا كانت غزيرة اللبن.
45

الزبير قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفر من أصحابه وقد عرض لهم شئ يضحكهم
فقال أتضحكون وذكر الجنة والنار بين أيديكم فنزلت هذه الآية (نبئ عبادي
أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم). رواه الطبراني وفيه موسى
ابن عبيدة وهو ضعيف. قوله تعالى (لعمرك) عن ابن عباس في قوله عز
وجل (لعمرك) قال لحياتك. رواه أبو يعلى وإسناده جيد. قوله تعالى
(ولقد آتيناك سبعا من المثاني) عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال أعطيت مكان التوراة السبع الطوال فذكر الحديث. رواه أحمد وفيه عمران
القطان وثقه ابن حبان وغيره وضعفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات. وعن
ابن عباس في قوله (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) قال السبع الطوال. رواه الطبراني
ورجاله رجال الصحيح. قوله تعالى (كما أنزلنا على المقتسمين) عن ابن عباس قال سأل
رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أرأيت قوله الله عز وجل (كما أنزلنا على
المقتسمين) من المقتسمين قال اليهود والنصارى قال (الذين جعلوا القرآن عضين) ما عضين
قال آمنوا ببعض وكفروا ببعض. رواه الطبراني في الأوسط وفيه حبيب بن حسان
وهو ضعيف. قوله تعالى (إنا كفيناك المستهزئين) عن ابن عباس قال مر رسول الله
صلى الله عليه وسلم على أناس بمكة فجعلوا يغمزون قفاه ويقولون هذا الذي يزعم أنه نبي
ومعه جبريل فغمز جبريل بأصبعه فوقع مثل الظفر في أجسادهم فصارت قروحا
حتى نتنوا فلم يستطع أحد أن يدنو منهم فأنزل الله عز وجل (إنا كفيناك
المستهزئين). رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه وفيه يزيد بن درهم ضعفه ابن
معين ووثقه الفلاس. وعن ابن عباس قال (إنا كفيناك المستهزئين) قال المستهزئين
الوليد بن المغيرة و الأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب أبو زمعة من بنى أسد بن
عبد العزى والحرث بن عيطل السهمي والعاصي بن وائل السهمي فأتاه جبريل عليه
السلام فشكاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراه الوليد بن المغيرة فأشار إلى أبجله (1)

(1) الأبجله: عرق في باطن الذراع، وقيل هو عرق غليظ في الرجل فيما بين العصب
والعظم، وفى الأصل غير منقوطة والتصحيح من النهاية.
46

فقال ما صنعت شيئا فقال أكفيتكه ثم أراه الحرث بن عيطل السهمي فأومأ
إلى بطنه فقال ما صنعت شيئا فقال أكفيته ثم أراه العاصي بن وائل فأومأ إلى أخمصه
فقال ما صنعت شيئا فقال أكفيتكه فأما الوليد بن المغيرة فمر برجل من خزاعة وهو
يريش نبلا (1) له فأصاب أبجله فقطعها وأما الأسود بن المطلب فعمى فمنهم من
يقول عمى هكذا ومنهم من يقول نزل تحت شجرة فجعل يقول يا بني ألا تدفعون
عني قد هلكت أطعن بالشوك في عيني فجعلوا يقولون ما نرى شيئا فلم نزل كذلك
حتى عميت عيناه وأما الأسود بن عبد يغوث فخرجت في رأسه قروح فمات منها
وأما الحرث بن عيطل فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه فمات
وأما العاصي بن وائل فبينا هو كذلك دخلت في رجله شبرقة (2)
امتلأت منها فمات. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبد الحكيم
النيسابوري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس أن المستهزئين كانوا
ثمانية الوليد بن المغيرة وأبو زمعة وهو الأسود بن المطلب والأسود بن عبد يغوث
والعاصي بن وائل قال كلهم قتل يوم بدر أو مرض والحرث وهو من العياطل،
قلت هكذا وجدته في النسخة التي كتبت منها، ورجاله ثقات إلا أنه مثبح والظاهر
أنه سقط بعضه أيضا. قوله تعالى (فأخذتهم الصيحة مصبحين) عن ابن عمر قال
ما هلك قوم لوطا إلا في الاذان ولا تقوم القيامة إلا في الاذان. قال الطبراني معناه
عندي والله أعلم في وقت أذان الفجر هو قت الاستغفار والدعاء. رواه الطبراني
ورجاله ثقات.
(سورة النحل)
قوله تعالى (بنين وحفدة) عن زر قال كنت آخذ على عبد الله في المصنف فأتى
على هذه الآية (وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة) قال لي عبد الله أتدري

(1) أي ينحتها يعمل لها ريشا، يقال منه رشت السهم أريشه.
(2) الشبرق: نبت
حجازي يؤكل، وله شوك.
47

ما الحفدة قلت حشم الرجل قال لأهم الأختان، وفى رواية قلت نعم هم أحفاد الرجل من
ولده وولد ولده نعم هم الأصهار. رواه الطبراني وفيه عاصم بن أبي النجود
وهو حسن الحديث وفيه ضعيف، وبقية رجاله رجال الصحيح. قوله تعالى (زدناهم
عذابا فوق العذاب) عن عبد الله بن مسعود في قوله (زدناهم عذابا فوق العذاب)
قال زيدوا عقارب أنيابها كالنخل الطوال. رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها
رجال الصحيح. قوله تعالى (ان الله يأمر بالعدل والاحسان) عن شهر حدثني ابن
عباس قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء بيته جالس إذ مر به عثمان بن مظعون
فكشر (1) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تجلس
قال بلى قال فشخص (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره إلى السماء فنظر ساعة إلى السماء
فأخذ يضع بصره حيث يضع بصره عن يمنة في الأرض فأخذ ينغض رأسه (3) كأنه
يستفقه ما يقال له وابن مظعون ينظر فلما قضى حاجته واستفقه ما يقال له شخص
بصر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توارى في السماء فأقبل على عثمان بجلسته الأولى فقال
له يا محمد فيما كنت أجالسك وآتيك ما رأيتك تفعل كفعلك الغداة قال وما فعلت
قال رأيتك شخصت ببصرك إلى السماء ثم وضعته حيث وضعته عن يمينك فتحرفت
إليه وتركتني فأخذت تنغض رأسك كأنك تستفقه شيئا يقال لك قال وفطنت
لذلك قال عثمان نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني رسول ربى عليه السلام وأنت
جالس قال رسول الله نعم قال فما قال لك قال (إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء
ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) قال
عثمان فذاك حين استقر الايمان في قلبي وأحببت محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد والطبراني،
وشهر وثقه أحمد وجماعة وفيه ضعف لا يضر، وبقية رجاله ثقات. وعن عمرو
ابن أبي العاص قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا إذ شخص ببصره
ثم صوبه حتى كاد أن يلزق بالأرض قال وشخص ببصره قال أتأتي جبريل فأمرني

(1) الكشر: ظهور الأسنان للضحك، وكاشره: إذا ضحك في وجهه وباسطه.
(2) في الأصل " فجلس ".
(3) أي يحرك ويميل إليه
48

أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من هذه السورة (ان الله يأمر بالعدل والاحسان
وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون).
رواه أحمد وإسناده حسن. وعن أبي الضحى قال اجتمع مسروق وشتير بن شكل
في المسجد فقال مسروق هل سمعت عبد الله بن مسعود يقول إن أجمع آية في القرآن
حلال وحرام وأمر ونهى (ان الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى
عن الفحشاء والمنكر والبغي) إلى آخر الآية قال نعم قال وأنا قد سمعته. رواه
الطبراني في حديث طويل مذكور في سورة الطلاق، وفيه عاصم بن بهدلة وهو
ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. قوله تعالى (ان إبراهيم كان أمة)
عن مسروق قال قال عبد الله يعنى ابن مسعود ان معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا ولم
يك من المشركين فقال فروة رجل من أشجع نسي إن إبراهيم فقال ومن نسي انا
كنا نشبه معاذا بإبراهيم وسئل عن الأمة فقال معلم الخير وسئل عن القانت فقال
مطيع الله ورسوله. رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح.
(سورة الإسراء)
قد تقدمت أحاديث في الاسراء في كتاب الايمان. قوله تعالى (وكل انسان
ألزمناه طائره في عنقه) عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طير كل عبد
في عنقه. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال
الصحيح. قوله تعالى (وللآخرة أكبر درجات) عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ما من عبد يريد أن يرتفع في الدنيا درجة فارتفع إلا وضعه الله عز وجل في الآخرة
أكثر منها ثم قرأ (وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا). رواه الطبراني وفيه
أبو الصباح عبد الغفور وهو متروك. قوله تعالى (وآت ذا القربى حقه) عن أبي
سعيد قال لما نزلت (وآت ذا القربى حقه) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها
فدك. رواه الطبراني وفيه عطية العوفي وهو ضعيف متروك. قوله تعالى (ولا تبذر
تبذيرا) عن أبي العبيدين قال سألت عبد الله عن قوله تعالي (ولا تبذر تبذيرا) قال هو
49

النفقة في غير حق. رواه الطبراني ورجاله ثقات. قوله تعالى (وإذا ذكرت ربك في
القرآن وحده) عن ابن عباس (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم
نفورا) قال الشياطين. رواه الطبراني وفيه روح بن المسيب قال ابن معين صويلح
وضعفه، وقال ابن حبان لا تحل الرواية عنه، وبقية رجاله ثقات. قوله تعالى (وما منعنا أن
نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون) عن جابر قال لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر قال
لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح فكانت ترد من هذا الفج فعتوا عن أمر
ربهم فعقروها فأخذتهم صيحة أهمد الله من تحت أدم السماء منهم إلا رجلا واحدا
كان في حرم الله قيل من هو يا رسول الله قال أبو رغال (1) فلما خرج من الحرم أصابه
ما أصاب قومه. رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط أتم منه وتقدم في سورة
هود، ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم
أن يجعل لهم الصفا ذهبا وأن ينحى الجبال عنهم فيزدرعوا فقيل له ان شئت أن
نستأني بهم وان شئت نؤتيهم الذي سألوا فان كفروا هلكوا كما أهلكت
من قبلهم قال بل أستأني بهم وأنزل الله عز وجل هذه الآية (وما منعنا أن نرسل بالآيات
إلا أن كذب بها الا ولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة) وفى رواية فدعا فأتاه جبريل
عليه السلام فقال إن ربك يقرئك السلام ويقول لك إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبا
فمن كفر منهم بعد ذلك عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وإن شئت فتحت
لهم باب التوبة والرحمة قال بل باب التوبة والرحمة، ورجال الروايتين رجال الصحيح
إلا أنه وقع في أحد طرقه عمران بن الحكم وهو وهم، وفي بعضها عمران أبو الحكم
وهو ابن الحرث وهو الصحيح، رواه البزار بنحوه. قوله تعالى (ومن الليل فتهجد
به نافلة لك) عن أبي أمامة نافلة لك قال إنما كانت النافلة خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وفى رواية سألت أيا أمامة عن النافلة قال كانت للنبي صلى الله عليه وسلم نافلة ولكم فضيلة.
رواه كله أحمد باسنادين في أحدهما شهر وفي الآخر أبو غالب وقد وثقا وفيهما
ضعف لا يضر. قوله تعالى (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) عن ابن عمر عن

(1) في الأصل " أبو رعال " بالمهملة وهو غلط بين.
50

النبي صلى الله عليه وسلم قال دلوك الشمس زوالها رواه البزار وفيه عمر بن قيس المعروف بسندل (1)
وهو متروك. وعن عبد الرحمن بن يزيد يعني النخعي قال صلى عبد الله وجعل
رجل ينظر هل غابت الشمس فقال عبد الله ما تنظرون هذا والله الذي لا إله إلا هو ميقات
هذه الصلاة لقول عز وجل (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) وهذا دلوك
الشمس وهذا غسق الليل. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله
قال إلى غسق الليل قال العشاء الآخرة. رواه الطبراني من طريقين وفيهما يحيى الحماني
وجابر الجعفي وكلاهما ضعيف. قوله تعالى (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) عن
كعب بن ملك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يبعث الناس يوم القيامة فأكون
أنا وأمتي على تل ويكسوني ربى حلة خضراء ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول
فذلك المقام المحمود. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس أنه قال في
قول الله (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) قال يجلسه بينه وبين جبريل و يشفع
لأمته فذلك المقام المحمود. رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف إذا لم يتابع
وعطاء بن دينار قيل لم يسمع من سعيد بن جبير. قوله تعالى (وقل جاء الحق وزهق
الباطل) عن عبد الله بن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وعلى الكعبة
ثلاثمائة وستون صنما قد شد لهم إبليس أقدامها بالرصاص فجاء ومعه قضيب فجعل يهوى
به إلى كل صنم منها فيخر لوجهه فيقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان
زهوقا حتى مر علبها كلها. رواه الطبراني في الصغير وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة،
وبقية رجاله ثقات. قلت وقد تقدمت طرق هذا الحديث في غزوة الفتح قوله
تعالى (ولا تجهر بصلاتك) عن عائشة في قوله (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها)
نزلت في الدعاء. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. قوله تعالى (ولئن شئنا
لنذهبن بالذي أوحينا إليك) عن عبد الله بن مسعود قال لينزعن هذا القرآن من بين
أظهركم قال يا أبا عبد الرحمن ألسنا تقرأ القرآن وقد أثبتناه في مصاحفنا قال يسرى على
القرآن ليلا فلا يبقى في قلب عبد و لا في مصحفه منه شئ ويصبح الناس فقراء كالبهائم

(1) وهو المكي على ما في نزهة الألباب في الألقاب لابن حجر.
51

ثم قرأ عبد الله (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد به علينا وكيلا).
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير شداد بن معقل وهو ثقة. قوله تعالى (الحمد
لله لذي لم يتخذ ولدا) عن أنس بن ملك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آية العز (وقل الحمد
لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره
تكبيرا). رواه الطبراني وأحمد إلا أنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال آية العز
(الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن شريك في الملك) الآية كلها، وله طريق عند
الطبراني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان يقول العزة لله والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا.
رواه أحمد من طريقين في إحداهما رشدين بن سعد وهو ضعيف، وفى الأخرى
ابن لهيعة وهو أصلح منه وكذلك الطبراني. وعن أبي هريرة قال خرجت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ويده في يدي فأتى على رجل رث الهيئة قال أبو فلان ما الذي بلغ
بك ما أرى قال الضر والسقم يا رسول الله قال أعلمك كلمات يذهب الله عنك
الضر والسقم قال لا ما يسرني بها أنى شهدت معك بدرا وأحدا قال فضحك رسول
الله صلى عليه وسلم ثم قال وهل يدرك أهل بدر وأهل أحد ما يدرك الفقير القانع
قال فقال أبو هريرة أنا يا رسول الله أنا فعلمني قال فقال قل يا أبا هريرة توكلت
على الحي القيوم الذي لا يموت الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في
الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا، قال فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد
حسنت حالي فقال لي مهيم (1) قال فقلت يا رسول الله لم أزل أقول الكلمات التي
علمتنيهن. رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
(سورة الكهف)
عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ أول سورة الكهف وآخرها
كانت له نورا من قدمه إلى رأسه ومن قرأها كلها كانت له نورا ما بين الأرض
إلى السماء. رواه أحمد والطبراني وفى إسناد أحمد ابن لهيعة وهو ضعيف وقد يحسن

(1) أي ما أمرك وشأنك، وهي كلمة يمانية.
52

حديثة. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الكهف
كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم
خرج الدجال لم يضره. رواه الطبراني في الأوسط في حديث طويل وهو بتمامه في
كتاب الطهارة، ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال من قرأ عشر آيات من آخر سورة الكهف عصم من فتنة الدجال،
وفى رواية العشر الأواخر - قلت هو في الصحيح من حديثه من أول سورة الكهف -
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح قوله تعالى (ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا
إلا أن يشاء الله) عن ابن عباس أنه كان يرد الاستثناء ولو بعد سنة ثم قرأ (ولا
تقولن لشئ إني فاعل ذلك غذا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت) يقول
إذا ذكرت. رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله ثقات. وعن ابن عباس
في قوله (واذكر ربك إذا نسيت) قال إذا نسيت الاستثناء فاستثن إذا ذكرت
قال هي خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لأحدنا أن يستثنى إلا في حلفه بيمينه.
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه عبد العزيز بن حصين وهو ضعيف. قوله تعالى (ما
يعلمهم إلا قليل) عن ابن عباس في قول الله عز وجل (ما يعلمهم إلا قليل) قال
ابن عباس أنا من أولئك القليل مكسمليتا ومليخا وهو المبعوث بالورق إلى المدينة
ومرطونس ويثبونس ودردونس وكفاسطيطوس وميطوسيسوس (1)
وهو الراعي والكلب اسمه قطمير الكردي وفرق القبطي الا لطن فرق القبطي
قال أبو عبد الرحمن قال أبى بلغني أنه من كتب هذه الأسماء في شئ وطرحه في
حريق سكن الحريق. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن أبي روق وهو ضعيف.
قوله تعالى (وكان تحته كنز لهما) عن أبي ذر رفعه قال الكنز الذي ذكر الله في
كتابه لوح من ذهب مصمت (2) عجبت لمن أيقن بالقدر ثم نصب وعجبت
لمن ذكر النار ثم ضحك وعجبت لمن ذكر الموت ثم غفل لا آله إلا الله محمد رسول

(1) في تفسير أبي السعود: يمليخا ومكشليينا ومشليينا ومرنوش ودبرنوش
وشاذنوش ودقيانوس وكفيشيططيوش.
(2) أي خالص لا يخالطه شئ.
53

الله. رواه البزار من طريق بشر بن المنذر عن الحرث بن عبد الله اليحصبي ولم
أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي الدرداء في قوله تعالى (وكان تحته كنز لهما)
قال قال أحلت لهم الكنوز وحرمت عليهم الغنائم وأحلت لنا الغنائم وحرمت
علينا الكنوز - قلت روى له الترمذي حديثا غير هذا - رواه الطبراني وفيه اسحق
ابن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك. قوله تعالى (في عين حمئة) عن ابن
عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ (في عين حمئة). رواه الطبراني عن شيخه الوليد
ابن عداس المصري وهو ضعيف. قوله تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه) عن أبي
صالح قال كان عبد الرحمن بن غنم في مسجد دمشق في نفر من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم فيهم معاذ بن جبل فقال عبد الرحمن بن غنم يا أيها الناس
ان أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي فقال معاذ اللهم غفرا فقال يا معاذ أما سمعت
رسول الله عليه وسلم يقول من صام رياء فقد أشرك ومن تصدق رياء
فقد أشرك ومن صلى رياء فقد أشرك قال بلى ولكن رسول الله عليه
وسلم تلا هذه الآية (فمن كان يرجو لقاء ربه الآية) فشق ذلك على القوم
واشتد عليهم فقال ألا أفرجها عنكم قالوا بلى فرج الله عنك الهم والأذى فقال هي
مثل الآية التي في الروم (وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو
عند الله الآية) من عمل عملا رياء لم يكتب لا له ولا عليه. رواه البزار وفيه محمد
ابن السائب الكلبي وهو كذاب.
(سورة مريم عليها السلام)
قوله تعالى قد جعل ربك تحتك سريا) عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم
في قوله تعالى (جعل ربك تحتك سريا) قال النهر. رواه الطبراني في الصغير وفيه
معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف. وعن ابن عمر قال سمت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: ان السرى الذي قال عز وجل لمريم (قد جعل ربك تحتك سريا)
54

نهر أخرجه الله تشرب منه. رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو
ضعيف. قوله تعالى (فسوف يلقون غيا) عن عبد الله يعنى ابن مسعود (فسوف
يلقون غيا) قال واد في جهنم قيح، وفى رواية الغي نهر في جهنم يقذف فيه
الذين يتبعون الشهوات. رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها ثقات إلا أن أبا عبيدة
لم يسمع من أبيه. قوله تعالى (وان منكم إلا واردها) عن أبي سمينة قال اختلفنا
ههنا في الورود فقال بعضنا لا يدخلها مؤمن وقال بعضنا يدخلونها جميعا ثم ينجي
الله الذين اتقوا فلقيت جابر بن عبد الله فقلت انا اختلفنا ههنا في الورود فقال
يردونها جميعا فقلت له انا اختلفنا في ذلك فقال بعضنا لا يدخلها مؤمن وقال بعضنا
يدخلونها جميعا فأهوى بأصبعيه إلى أذنيه وقال صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول الورود الدخول لا يبقي بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على
المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم حتى أن للنار أو قال جهنم ضجيجا من
بردهم ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين - قلت لجابر في الصحيح في الورود
شئ موقوف غير هذا - رواه أحمد ورجاله ثقات. قوله تعالى (وما كان ربك نسيا)
عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرم
فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته فان الله لم يكن لينسى
شيئا ثم تلا هذه الآية (وما كان ربك نسيا). رواه البزار ورجاله ثقات. قوله
تعالى (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) عن النعمان بن سعد قال كنا جلوسا
عند علي فقرأ هذه الآية (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) قال لا والله ما على
أرجلهم يحشرون ولا يحشر الوفد على أرجلهم ولكن يؤتون بنوق لم تر الخلائق
مثلها عليها رحائل من ذهب يركبون عليها حتى يضربون أبواب الجنة. رواه أحمد
وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف. قوله تعالى (ان الذين آمنوا
وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية
(ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) قال محبة في قلوب
55

المؤمنين. رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وفيه بشر بن عمارة وهو ضعيف
(سورة طه)
عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قرأ طه ويس قبل
أن يخلق آدم بألف عام فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا طوبى لامة ينزل هذا
عليها وطوبى لأجواف تحمل هذا لألسن تكلم بهذا. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه إبراهيم بن مهاجر بن مسمار وضعفه البخاري بهذا الحديث ووثقه
ابن معين. وعن ابن عباس في قوله تعالى طه قال يا رجل. رواه الطبراني وفيه محمد بن
السائب وهو متروك. قوله تعالى (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) عن علي قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يراوح بين قدميه يقوم على كل رجل حتى نزلت (ما
أنزلنا عليك القرآن لتشقى). رواه البزار وفيه يزيد بن بلال قال البخاري فيه نظر
وكيسان أبو عمرو وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قوله تعالى (وفتناك فتونا) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى
(وفتناك فتونا) سألته عن الفتون ما هو قال استأنف النهار يا ابن جبير فإنها حديثة
طويلة فلما أصبحت غدوت إلى ابن عباس لأنتجز منه ما وعدني من حديث
الفتون قال تذاكر فرعون وجلساؤه ما كان الله وعد إبراهيم من أن يجعل من
ذريته أنبياء وملوكا فقال بعضهم إن بني إسرائيل لينظرون ذلك ما يشكون فيه
وقد كانوا يظنون أنه يوسف بن يعقوب فلما قالوا ليس كذلك ان الله عز
وجل وعد إبراهيم قال فرعون كيف ترون كيف فائتمروا وأجمعوا أمرهم على أن يبعث
رجالا معهم الشفار يطوفون في بني إسرائيل فلا يجدون مولودا ذكرا إلا ذبحوه
ففعلوا ذلك فلما رأوا ان الكبار من بني إسرائيل يموتون بآجالهم والصغار يذبحون
قالوا يوشك أن تفنوا بني إسرائيل فتضطروا (1) أن تباشروا من الأعمال الذي
كانوا يكفونكم فاقتلوا عاما كل مولود ذكر فيقل نباتهم ودعوا عاما فلا يقتل

(1) في الأصل " فتصبرون ".
56

منهم فينشأ الصغار مكان من يموت من الكبار فإنهم لن يكثروا بمن تستحيون
منهم فتخافون مكاثرتهم إياكم ولن بمن تقتلون فتحتاجون إلى ذلك فأجمعوا
أمرهم على ذلك فحملت أم موسى بهارون في العام الذي لا يذبح فيه الغلمان فولدته
علانية آمنة فلما كان من قابل حملت بموسى فوقع في قلبها الهم والحزن وذلك من
الفتون يا ابن جبير بما دخل منه في قلب أمه مما يراد به فأوحى الله تبارك وتعالى
إليها (أن لا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين) وأمرها ان
ولدت ان تجعله في تابوت ثم تلقيه في اليم فلما ولدته فعلت ذلك به فلما توارى عنها
ابنها أتاها الشيطان فقالت في نفسها ما صنعت بابني لو ذبح عندي فواريته وكفنته
كان خيرا لي من أن ألقيه بيدي إلى زفرات البحر وحيتانه فانتهى الماء به إلى فرضة (1)
مستقى جواري امرأة فرعون فلما رأينه أخذنه فهممن أن يفتحن التابوت فقال
بعضهن ان في هذا مالا وانا ان فتحناه لم تصدقنا امرأة الملك بما وجدنا فيه فحملنه
بهيئته لم يحركن منه شيئا حتى دفعنه إليها فلما فتحته رأت فيه غلاما فألقى عليه
منها محبة لم تجد مثلها على أحد من البشر قط فأصبح فؤاد أم موسى فارغا من ذكر
كل شئ ء إلا ذكر موسى فلما سمع الذباحون بأمره أقبلوا بشفارهم إلى امرأة
فرعون ليذبحوه وذلك من الفتون يا ابن جبير فقالت لهم اتركوه فان هذا
الواحد لا يزيد في بني إسرائيل حتى آتي فرعون فاستوهبه منه فان وهبه لي كنتم
قد أحسنتم وأجملتم وان أمر بذبحه لم ألمكم فأتت به فرعون فقالت قرة عين لي
ولك قال فرعون يكون لك فاما لي فلا حاجة لي في ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
والذي نفسي بيده (3) لو أقر فرعون كما أقرت امرأته لهداه الله كما هدى امرأته
ولكن حرمته ذلك فأرسلت إلى من حولها من كل امرأة لها لبن لتختار له ظئرا (3)
فجعل كلما أخذته امرأة منهن لترضعه لم يقبل ثديها حتى أشفقت عليه امرأة فرعون

(1) فرضة النهر: مشرعته وهي ثلمة يستقى منها، ومن البحر محط السفن.
(2) فوق هذه الكلمة " أحلف به " ولعله إشارة لنسخة فيها " والذي أحلف به ".
(3) أي مرضعة
57

أن يمتنع من اللبن فيموت فأحزنها ذلك فأخرج إلى السوق ومجمع الناس ترجو أن
تجد له ظئرا يأخذ منها فلم يقبل فأصبحت أم موسى والهة فقالت لأخته قصيه قصي
أثره واطلبيه هل تسمعين له ذكرا حي ابني أم أكلته الدواب ونسيت ما كان
الله وعدها منه فبصرت به أخته عن جنب وهم لا يشعرون - والجنب أن يسمو بصر
الانسان إلى الشئ البعيد وهو إلى جنبه لا يشعر به - فقالت من الفرح حين أعياهم
الظؤار أنا أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فأخذوها فقالوا
ما يدريك ما نصحهم له هل تعرفونه حتى شكوا في ذلك وذلك من الفتون يا ابن
جبير فقالت نصحهم له وشفقتهم عليه رغبة في صهر الملك ورجاء منعته فأرسلوها
فانطلقت إلى أمها فأخبرتها الخبر فجاءت أمه فلما وضعته في حجرها سرى إلى
ثديها فمصه حتى امتلأ جنباه ريا فانطلق البشير إلى امرأة فرعون يبشرها أن قد
وجدنا لابنك ظئرا فأرسلت إليها فأتيت بها وبه فلما رأت ما يصنع بها قالت لها
امكثي عندي ترضعين ابني هذا فإني لم أحب حبه شيئا قط قالت أم موسى
لا أستطيع أن أدع بيتي وولدي فيضيع فان طابت نفسك أن تعطينيه فاذهب به إلى
بيتي فيكون معي لا آلوه خيرا وإلا فاني غير تاركة بيتي وولدي وذكرت أم موسى ما
كان عز وجل وعدها فتعاسرت على امرأة فرعون وأيقنت أن الله منجز وعده
فرجعت إلى بيتها بابنها القرية مجتمعين يمتنعون من السخرة والظلم ما كان بينهم
قال فلما ترعرع قالت امرأة لام موسى ان تريني ابني فوعدتها يوما تريها
إياه فقالت امرأة فرعون لخزانها وقهارمتها وظؤرها لا يبقين أحد منكم الا استقبل
ابني اليوم بهدية وكرامة لأرى ذلك فيه وأنا باعثة أمينا يحصى كل ما يصنع إنسان
منكم فلم تزل الهدايا والكرامة والنحل تستقبله من حين خرج من بيت أمه إلى أن
دخل على امرأة فرعون فلما دخل عليها بجلته وأكرمته وفرحت به وبجلت بأمه
لحسن أثرها عليه ثم قالت لآتين فرعون فليبجلنه وليكرمنه فلما دخلت به عليه
جعلته في حجره فتناول موسى لحية فرعون فمدها إلى الأرض فقال الغواة أعداء الله
58

لفرعون ألا ترى إلى ما وعد الله إبراهيم نبيه أنه يربك ويعلوك ويصرعك فأرسل
إلى الذباحين ليذبحوه وذلك من الفتون يا ابن جبير بعد كل بلاء ابتلى به وأريك
به فتونا فجاءت امرأة فرعون تسعى إلى فقالت ما بدا لك في هذا الغلام
الذي وهبته لي قال ترينه يزعم أنه يصرعني ويعلوني قالت اجعل بيني وبينك أمرا
تعرف الحق فيه إئت بجمرتين ولؤلؤتين فقربهن إليه فان بطش باللؤلؤتين واجتنب
الجمرتين عرفت أنه يعقل وان تناول الجمرتين ولم يرد اللؤلؤتين علمت أن أحدا
لا يؤثر الجمرتين على اللؤلؤتين وهو يعقل فقرب ذلك فتناول الجمرتين ولم يرد
اللؤلؤتين علمت فانزعوهما من يده مخافة ان يحرقانه فقالت امرأة فرعون ألا ترى
فصرفه الله عنه بعد ما قد كان هم به وكان الله عز وجل بالغا فيه امره فلما بلغ أشده
وكان من الرجال لم يكن أحد من آل فرعون يخلص إلى أحد من بني إسرائيل
معه بظلم ولا سخرية حتى امتنعوا به كل الامتناع فبينما موسى في ناحية المدينة
فإذا هو برجلين يقتتلان أحدهما فرعون والآخر إسرائيلي فاستغاثه الإسرائيلي على
الفرعوني فغضب موسى غضبا شديدا لأنه تناوله وهو يعلم منزلة موسى من بني
إسرائيل وحفظه لهم لا يعلم الناس الا إنما ذلك من الرضاع إلا أم موسى إلا أن
يكون الله قد أطلع موسى من ذلك على ما لم يطلع عليه غيره فوكز موسى الفرعوني
فقتله وليس يراهما أحد إلا الله والإسرائيلي فقال موسى حين قتل الرجل هذا من
عمل الشيطان انه عدو مضل مبين ثم قال رب اغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم
وأصبح في المدينة خائفا يترقب الاخبار فأتى فرعون فقيل له إن بني إسرائيل
قتلوا رجلا من آل فرعون فخذ لنا بحقنا ولا ترخص لهم فقال ابغوني قاتله ومن
يشهد عليه فان الملك وإن كان صفوه مع قوم لا يستقيم لهم أن يقيد بغير بينة ولا
نثبت فاطلبوا لي علم ذلك آخذ لكم بحقكم فبينما هم يطوفون لا يجدون ثبتا إذا
موسى قد رأى من الغد ذلك الإسرائيلي يقاتل رجلا من آل فرعون آخر فاستغاثه
الإسرائيلي على الفرعوني فصادف موسى قد ندم على ما كان منه فكره الذي رأى
59

لغضب الإسرائيلي وهو يريد أن يبطش بالفرعوني فقال للإسرائيلي لما فعل أمس
واليوم انك لغوي مبين أن يكون إياه أراد ما أراد الفرعوني ولم يكن أراده إنما
أراد الفرعوني فخاف الإسرائيلي فحاج للفرعوني وقال يا موسى أتريد أن تقتلني
كما قتلت نفسا بالأمس وإنما قال ذلك مخافة أن يكون إياه أراد موسى ليقتله
وتنازعا وتطاوعا وانطلق الفرعوني إلى قومه فأخبرهم بما سمعوا من الإسرائيلي من
الخبر حيث يقول أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس فأرسل
فرعون الذباحين ليقتلوا موسى فأخذ رسل فرعون الطريق الأعظم
يمشون على هيئتهم يطلبون لموسى وهم لا يخافون أن يفوتهم إذ جاءت رجل من شيعة
موسى من أقصى المدينة اختصر طريقا قريبا حتى سبقهم إلى موسى فأخبره الخبر
وذلك من الفتون يا ابن جبير فخرج موسى متوجها نحو مدين لم يلق بلاء قبل ذلك
وليس له بالطريق علم إلا حسن ظنه بربه عز وجل فإنه قال عسى ربى أن يهديني
سواء السبيل ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من
دونهم امرأتين تذودان يعنى بذلك حابستين غنمهما فقال لهما ما خطبكما معتزلتين
لا تسقيان مع الناس قالتا ليس بنا قوة نزاحم القوم وإنما ننتظر فضول حياضهم فسقى
لهما فجعل يغرف من الدلو ماء كثيرا حتى ولى الرعاء فراغا فانصرفتا بغنمهما
إلى أبيهما وانصرف موسى فاستظل بشجرة فقال رب إني لما أنزلت إلى من
خير فقير فاستنكر سرعة صدورهما بغنمهما حفلا بطانا فقال إن لكما اليوم لشأنا
فأخبرتاه بما صنع موسى فأمر إحداهما تدعوه له فأنت موسى فدعته فلما كلمه قال
لا تخف نجوت من القوم الظالمين ليس لفرعون ولا لقومه علينا سلطان ولسنا في
مملكته قال فقالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى
الأمين قال فاحتملته الغيرة إلى أن قال وما يدريك ما قوته وما أمانته قالت
أما قوته فما رأيت منه في الدلو حين سقى لنا لم أر رجلا أقوى في ذلك السقي منه
وأما أمانته فإنه نظر إلى حين أقبلت إليه وشخصت له فلما علم أني امرأة صوب
60

رأسه ولم يرفعه ولم ينظر إلى حتى بلغته رسالتك ثم قال امشي خلفي وابغيني
الطريق فلم يفعل هذا الامر إلا وهو أمين فسرى عن أبيها فصدقها فظن به
الذي قالت فقال له هل لك أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني
ثماني حجج فان أتممت عشرا فمن عندك وما أريد ان أشق عليك ستجدني إن
شاء الله من الصالحين ففعل فكانت على نبي الله موسى صلى الله عليه وسلم ثمان سنين واجبة
وكانت سنتان عدة منه فقضى الله عدته فأتمها عشرا قال سعيد فلقيني رجل من
أهل النصرانية من علمائهم فقال هل تدرى أي الأجلين قضى موسى قلت لا
وأنا يومئذ لا أدرى فلقيت ابن عباس فذكرت له ذلك فقال أما علمت أن ثمانيا
كانت على موسى واجبة ولم يكن نبي الله لينقص منها شيئا وتعلم أن الله قاضيا عن
موسى عدته الذي وعد فإنه قضى عشر سنين فلقيت النصراني فأخبرته ذلك
فقال الذي سألته فأخبرك أعلم منك بذلك قال قلت أجل وأولى فلما سار موسى
بأهله كان من أمر النار والعصا ويده ما قص عليك في القرآن فشكا
إلى ربه تبارك وتعالى ما يتخوف من آل فرعون في القبل وعقدة لسانه
فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكلام وسأل ربه أن يعينه
بأخيه هارون ليكون له ردءا ويتكلم عنه فآتاه الله سؤله فعبر عنه
بكثير مما لا يفصح به لسانه فآتاه الله سؤله وحل عقدة لسانه فإنه كان في
لسانه عقدة فأوحى الله إلى هارون وأمره أن يلقاه فاندفع موسى بعصاه
حتى لق هارون فانطلقا جميعا إلى فرعون فأقاما على بابه حينا لا يؤذن لهما ثم
أذن لهما بعد حجاب شديد فقالا إنا رسولا ربك فقال من ربكما يا موسى
فأخبره بالذي قص الله عليك في القرآن فقال فما تريد وذكره القتيل فاعتذر
بما قد سمعت وقال إني أريد أن تؤمن بالله وترسل معي بني إسرائيل فأبى عليه
ذلك وقال ائت بآية إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي حية عظيمة
فاغرة فاها مسرعة إلى فرعون فلما رآها فرعون قاصدة إليه خافها فاقتحم عن سريره
61

واستغاث بموسى أن يكفها عنه ففعل ثم أخرج يده من جيبه فرآها بيضاء من غير سوء يعنى
من غير برص ثم ردها فعادت إلى لونها الأول فاستشار الملا حوله فيما رأى فقالوا
له إن هذان (1) لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا
بطريقتكم المثلى يعني ملكهم الذي هم فيه والعيش فأبوا أن يعطوه شيئا مما طلب
وقالوا له أجمع لنا السحرة فإنهم بأرضك كثير حتى يغلب سحرهم سحرهما فأرسل
في المدينة فحشر له كل ساحر متعالم فلما أتوا فرعون قالوا بما يعمل هذا الساحر
قالوا بالحيات قالوا فلا والله ما أحد في الأرض يعمل السحر بالحيات والعصي التي
تعمل فما أجرنا إن نحن غلبنا فقال لهم إنكم أقاربي وخاصتي (2) وأنا صانع إليكم كلما
أحببتم فتواعدوا يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى قال سعيد حدثني ابن عباس ان يوم
الزينة اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون والسحرة وهو يوم عاشوراء فلما
اجتمعوا في صعيد قال بعضهم لبعض انطلقوا فلنحضر هذا الامر لعلنا نتبع
السحرة إن كانوا هم الغالبين يعنون موسى وهارون استهزاء بهما فقالوا يا موسى
لقدرتهم بسحرهم إما أن تلقي واما أن نكون نحن الملقين قال بل ألقوا فألقوا
حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون فرأى موسى من سحرهم ما
أوجس في نفسه خيفة فأوحى الله تبارك وتعالى إليه أن ألق عصاك فلما ألقاها
صارت ثعبانا عظيما فاغرة فاها فجعلت العصا بدعوة موسى تلبس الحبال حتى صارت
جدرا إلى الثعبان يدخل فيه حتى ما أبقت عصا ولا حبلا إلا ابتلعته فلما عرف السحرة
ذلك قالوا لو كان هذا سحرا لم تبتلع من سحرنا هذا ولكنه أمر من الله تبارك
وتعالى آمنا بالله وبما جاء به موسى ونتوب إلى الله عز وجل مما كنا عليه وكسر
الله ظهر فرعون في ذلك الموطن وأشياعه وأظهر الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا
هنالك وانقلبوا صاغرين وامرأة فرعون بارزة مبتذلة تدعو الله تعالى بالنصر لموسى
على فرعون فمن رآها من آل فرعون ظن أنها ابتذلت للشفقة على فرعون وأشياعه
وإنما كان حزنها وهمها لموسى فلما طال مكث موسى لمواعيد فرعون الكاذبة جاءه

(1) في الأصل " هذين ".
(2) في الأصل " حامتي ".
62

بآية وعده عندها أن يرسل بني إسرائيل فإذا مضت أخلف مواعيده وقال هل
يستطيع ربك أن يرسل غير هذا فأرسل عليه وعلى قومه الطرفان والجراد والقمل
والضفادع والدم آيات مفصلات كل ذلك يشكو إلى موسى ويطلب إلى موسى أن
يكفها عنه ويواثقه أن يرسل معه بني إسرائيل فإذا كفها عنه أخلف موعده
ونكث عهده أمر موسى بالخروج يقومه فخرج بهم ليلا فلما أصبح فرعون
ورأى أنهم قد مضوا أرسل في المدائن حاشرين يتبعهم بجنود عظمية كثيرة فأوحى
الله إلى البحر أن إذا ضربك عبدي موسى بعصاه فانفرق اثنتي عشرة فرقة حتى
يجوز موسى ومن معه ثم التق على من بقي بعده من فرعون وأشياعه فنسي موسى
أن يضرب البحر بالعصا فانتهى إلى البحر وله يطرق مخافة أن يضربه موسى بعصاه
وهو غافل فيصير عاصيا فلما تراءى الجمعان وتقاربا قال أصحاب موسى انا لمدركون
افعل ما أمرك ربك فإنك لن تكذب ولن تكذب فقال وعدني إذا أتيت البحر
يفرق لي اثنتي عشرة فرقة حتى أجاوز ثم ذكر بعد ذلك العصا فضرب البحر بعصاه
فانفرق له حتى دنا أوائل جند فرعون من أول جند موسى فانفرق البحر كما أمره
ربه وكما وعد موسى فلما أن جاوز موسى البحر قالوا انا نخاف أن لا يكون فرعون
غرق فلا نؤمن بهلاكه فدعا ربه فأخرجه له بيديه حتى استيقنوا بهلاكه ثم مروا
على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم
قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون قد رأيتم من الغير
وسمعتم ما يكفيكم ومضى فأنزلهم موسى منزلا ثم قال لهم أطيعوا هارون فإني قد
استخلفته عليكم فاني ذاهب إلى ربي وأجلهم ثلاثين يوما أن يرجع إليهم فلما أتى
ربه أراد أن يكلمه في ثلاثين وقد صامهن ليلهن ونهارهن كره أن يكلم ربه ويخرج
من فمه ريح فم الصائم فتناول موسى سيئا من نبات الأرض فمضغه فقال له ربه
حين أتاه أفطرت وهو أعلم بالذي كان قال رب كرهت أن أكلك إلا وفمي طيب
الريح قال أو ما علمت يا موسى أن ريح فم الصائم أطيب عندي من ريح
63

المسك ارجع حتى تصوم عشرا ثم ففعل موسى ما أمر فلما رأى قوم موسى
أنه لم يرجع إليهم للأجل قال بينما هم كذلك وكان هارون قد خطبهم فقال إنكم
خرجتم من مصر ولقوم فرعون عوار وودائع ولكم فيها مثل ذلك وأنا أرى أن
تحبسوا مالكم عندهم ولا أحل لكم وديعة ولا عارية ولسنا برادين إليهم شيئا من
ذلك ولا ممسكين لأنفسنا فحفر حفيرا وأمر كل قوم عندهم شئ من ذلك
من متاع أو حلية ان يقذفوه في ذلك الحفير ثم أو قد عليه النار
فأحرقه فقال لا يكون لنا ولا لهم وكان السامري رجلا من قوم يعبدون البقر
جيران لهم ولم يكن من بني إسرائيل فاحتمل مع موسى وبنى إسرائيل حين
احتملوا فقضى له أن رأى أثرا فأخذ منه قبضة فمر بهارون فقال له يا سامري ألا
تلقي ما في يدك وهو قابض عليه لا يراه أحد طوال ذلك قال هذه قبضة من أثر
الرسول الذي جاوز بكم البحر فما ألقيها بشئ إلا أن تدعو الله إذا ألقيتها أن يكون
ما أريد فألقاها ودعا له هارون وقال أريد أن أكون عجلا فأجتمع ما كان في
الحفرة من متاع أو حلية أو نحاس أو حديد فصار عجلا أجوف ليس فيه روح له
خوار، قال ابن عباس ولا والله ما كان له صوت قط إنما كانت الريح تدخل من
دبره فتخرج من فيه وكان ذلك الصوت من ذلك فتفرق بنو إسرائيل فرقا فقالت
فرقة يا سامري ما هذا فأنت أعلم به قال هذا ربكم لكن موسى أضل الطريق وقالت
فرقة لا تكذب بهذا حتى يرجع إلينا موسى فإن كان ربنا لم نكن ضيعناه وعجزنا
فيه حين رأيناه وان لم يكن ربنا فانا نتبع قول موسى وقالت طائفة هذا من عمل
الشيطان وليس بربنا ولا نؤمن به ولا نصدق واشرب فرقة في قلوبهم التصديق
بما قال السامري في العجل وأعلنوا التكذيب به فقال لهم هارون يا قوم إنما فتنتم
به وان ربنا الرحمن ليس هذا (1) قالوا فما بال موسى وعد ثلاثين يوما ثم أخلفنا
فهذه الأربعون قد مضت فقال سفهاؤهم أخطأ ربه فهو يطلبه ويبتغيه فلما كلم الله
موسى وقال له ما قال أخبره بما لقى قومه من بعده فرجع موسى إلى قومه غضبان

(1) في الأصل " هكذا " وفى الحاشية " وليس هذا ".
64

أسفا فقال لهم ما سمعتم في القرآن وأخذ برأس أخيه يجره إليه وألقى الألواح ثم إنه
عذر أخاه فاستغفر له وانصرف إلى السامري فقال له ما حملك على ما صنعت قال
قبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وفطنت لها وعميت عليكم فقذفتها وكذلك
سولت لي نفسي قال فأذهب فان لك في في الحياة أن تقول لا مساس وانظر إلى
إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ولو كان إلها لم يخلص
إلى ذلك منه فاستيقن بنو إسرائيل واغتبط الذين كان رأيهم فيه مثل رأي هارون
وقالوا جماعتهم لموسى سل لنا ربك أن يفتح لنا باب توبة نصنعها ويكفر لنا
ما عملنا فاختار قومه سبعين رجلا لذلك لاتيان الجبل ممن لم يشرك في العجل فانطلق
بهم ليسأل لهم التوبة فرجعت بهم الأرض فاستحيا من الله من قومه ووفده حين
فعل بهم ما فعل قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل
السفهاء منا وفيهم من كان الله اطلع على ما أشرب من حب العجل وايمانا به فكذلك
رجفت بهم الأرض فقال رحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة
والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه
مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل فقال رب سألتك التوبة لقومي فقلت إن رحمتك
كتبتها لقوم غير قومي فليتك أخرتني حتى تخرجني حيا في أمة ذلك الرجل المرحومة
فقال الله عز وجل له إن توبتهم أن يقتل كل رجل منهم كل من لقي من والد
وولد فيقتله بالسيف لا يبالي من قتل في ذلك الموطن ويأبى أولئك الذين خفي على
موسى وهارون ما اطلع الله عليه من ذنوبهم واعترفوا بها وفعلوا ما أمروا به فغفر
الله للقاتل والمقتول ثم سار بهم موسى متوجها نحو الأرض المقدسة واخذ الألواح
بعد ما سكن عنه الغضب وأمرهم بالذي أمرهم به أن يبلغهم من الوظائف فثقل
وأبوا أن يقروا بها فنتق الله عليهم الجبل كأنه ظلة ودنا منهم حتى خافوا أن يقع
عليهم فاخذوا الكتاب بأيمانهم وهم مصغون إلى الجبل والأرض والكتاب
بأيديهم وهم ينظرون إلى الجبل مخافة أن يقع عليهم ثم مضوا حتى أتوا الأرض
65

المقدسة فوجدوا فيها مدينة فيها قوم جبارون خلقهم خلق منكر وذكر من ثمارهم
أمرا عجيبا فقالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين لا طاقة لنا بهم ولا ندخلها ما داموا
فيها فان يخرجوا منها فانا داخلون قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما
من الجبارين آمنا بموسى فخرجا إليه فقالا نحن أعلم بقومنا إن كنتم إنما تخافون
من أجسامهم وعدتهم فإنهم لا قلوب لهم ولا منعة عليهم فأدخلوا عليهم الباب فإذا
دخلتموه فإنكم غالبون ويقول ناس إنهما من قوم موسى وزعم عن سعيد بن جبير
أنهما من الجبابرة آمنا بموسى يقول من الذين يخافون إنما عنى بذلك الذين يخافهم
بنو إسرائيل قالوا يا موسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون فأغضبوا
موسى فدعا عليهم وسماهم فاسقين ولم يدع عليهم قبل ذلك لما رأى منهم من المعصية
وإساءتهم حتى كان يومئذ فاستجاب الله له فيهم وسماهم فاسقين وحرمها عليهم
أربعين سنة يتيهون في الأرض يصبحون كل يوم فيسيرون ليس لهم قرار ثم ظلل
عليهم الغمام في التيه وأنزل عليهم المن والسلوى وجعل لهم ثيابا لا تبلى ولا تنسج
وجعل بينهم حجرا مربعا وأمر موسى فضربه بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة
عينا في كل ناحية ثلاث أعين وأعلم كل سبط عينهم التي يشربون منها لا يرتحلون
من منقلة إلا وجدوا ذلك الحجر فيهم بالمكان الذي بالأمس. رفع ابن عباس هذا
الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصدق ذلك عندي أن معوية سمع ابن عباس حدث هذا
الحديث فأنكره عليه أن يكون هذا الفرعوني أفشى على موسى أمر القتيل الذي
قتل فكيف يفشي عليه ولم يكن علم به ولا ظهر عليه إلا الإسرائيلي الذي حضر
ذلك فغضب ابن عباس وأخذ بيد معاوية فذهب به إلى سعد بن مالك الزهري
فقال يا أبا إسحاق هل تذكر ويوم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتيل موسى الذي
قتله الإسرائيلي الذي أفشى عليه أم الفرعوني فقال إنما أفشى عليه الفرعوني بما سمع
من الإسرائيلي الذي شهد ذلك وحضره. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
غير أصغ بن زيد والقسم بن أبي أيوب وهما ثقتان. قوله تعالى (ولقد عهدنا إلى
66

آدم من قبل فنسي) عن ابن عباس إنما سمى انسانا لأنه عهد إليه فنسي. رواه
الطبراني في الصغير وفيه أحمد بن عصام وهو ضعيف. قوله تعالى (فمن اتبع
هداي فلا يضل ولا يشقى) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة ووقاه سوء الحساب يوم القيامة وذلك أن الله
عز وجل يقول (من اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى). رواه الطبراني وفيه أبو شيبة
وعمران بن أبي عمران وكلاهما ضعيف. وعن أبي الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فمن اتبع
هداي. رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف قوله تعالى
(ومن عليه أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا) عن أبي هريرة عن النبي صلى
الله عليه وسلم في قول الله تبارك وتعالى (فان له معيشة ضنكا) قال المعيشة الضنك التي
قال الله تبارك وتعالى انه يسلط عليه تسعا وتسعين حية ينهشون لحمه حتى تقوم الساعة.
رواه البزار وفيه من لم أعر فه. وعن عبد الله يعني ابن مسعود فان له معيشة ضنكا
قال عذاب القبر. رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات.
قوله تعالى (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) عن جرير
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) قال
قبل طلوع الشمس الصبح وقبل غروبها صلاة العصر. رواه الطبراني وفيه يحيى بن
سعيد العطار وهو ضعيف. قوله تعالى (وأمر أهلك بالصلاة) عن عبد الله بن سلام
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل بأهله الصيف أمرهم بالصلاة ثم قرأ (وأمر أهلك
بالصلاة واصطبر عليها الآية). رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات (1).
(سورة الأنبياء عليهم عليهم السلام)
قوله تعالى (وآتيناه أهله ومثلهم معهم) عن الضحاك بن مزاحم قال بلغ ابن
مسعود أن مروان يقول (وآتيناه أهله ومثلهم معهم) قال أتى أهلا غير أهله فقال
ابن مسعود أتى بأهله بأعيانهم ومثلهم معهم. رواه الطبراني واسناده منقطع ويحيى

(1) هنا في هامش الأصل: بلغ العرض.
67

الحماني ضعيف. قوله تعالى (وذا النون - الآية) عن عبد الله يعني ابن مسعود
وذا النون إذ ذهب مغاضبا قال عبد أبق من سيده. رواه الطبراني وفيه يحيى
الحماني وهو ضعيف. وعن سعد بن أبي وقاص قال مررت بعثمان بن عفان في
المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام فأتيت أمير المؤمنين عمر
ابن الخطاب فقلت يا أمير المؤمنين هل حدث في الاسلام شئ مرتين قال وما ذاك
قلت لا إلا اني مررت بعثمان آنفا في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه منى ثم لم يرد
علي السلام قال فأرسل عمر إلي عثمان فدعاه فقال ما منعك ألا تكون رددت على
أخيك السلام قال عثمان ما فعلت قلت بلى قال حتى حلف وحلفت قال ثم إن عثمان
ذكر فقال بلى وأستغفر الله وأتوب إليه إنك مررت بي آنفا وأنا أحدث نفسي
بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما ذكرتها قط إلا يغشى بصري وقلبي غشاوة
قال سعد فأنا أنبئك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لنا أول دعوة ثم جاءه أعرابي
فشغله حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبعته حتى أشفقت أن يسبقني إلى منزله ضربت
بقدمي الأرض فالتفت إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من هذا أبو إسحق
قلت نعم يا رسول الله قال فمه قلت لا والله إلا انك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاءك
هذا الاعرابي فشغلك قال نعم دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت (لا إله إلا
أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فإنه لن يدعو بها مسلم ربه في شئ قط إلا
استجاب له - قلت روى الترمذي طرفا من آخره - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
غير إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص وهو ثقة. رواه قوله تعالى (إنكم وما
تعبدون من دون الله حصب جهنم) عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية (إنكم
وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون) ثم نسختها (ان الذين
سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون) يعني عيسى ابن مريم صلى الله عليه
وسلم ومن كان معه. رواه البزار وفيه شرحبيل بن سعد مولى الأنصار وثقه ابن
حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس قال لما نزلت (إنكم
68

وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون) قال عبد الله بن الزبعرى
أنا أخصم لكم محمدا فقال يا محمد أليس فيما أنزل عليك (إنكم وما تعبدون من
دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون) قال نعم قال فهذه النصارى تعبد عيسى
وهذه اليهود تعبد عزيرا وهذه بنو تميم تعبد الملائكة فهؤلاء في النار فأنزل الله
عز وجل (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون). رواه الطبراني
وفيه عاصم بن بهدلة وقد وثق وضعفه جماعة. وعن عبد الله بن مسعود قال إذا
بقي في النار من يخلد فيها جعلوا في توابيت من نار فيها مسامير من نار قال ذلك
مرتين أو ثلاثا فلا يرون أحدا في النار يعذب غيرهم ثم قرأ عبد الله (لهم فيها
زفير وهم فيها لا يسمعون). رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف. قوله تعالى
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) عن ابن عباس (وما أرسلنا إلا رحمة للعالمين)
قال من تبعه كان له رحمة في الدنيا والآخرة ومن لم يتبعه عوفي مما كان يبلى به
سائر الأمم من الخسف والمسخ والقذف. رواه الطبراني وفيه أيوب بن سويد
وهو ضعيف جدا وقد وثقه ابن حبان بشروط فيمن يروى عنه وقال إنه كثير الخطا،
والمسعودي قد اختلط.
(سورة الحج)
قوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم) عن ابن عباس
قال تلا رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وأصحابه عنده (يا أيها الناس اتقوا ربكم
ان زلزلة الساعة شئ عظيم) إلى آخر الآية فقال هل تدرون أي يوم ذلك قالوا
الله ورسوله أعلم قال ذلك يوم يقول الله عز وجل يا آدم قم فابعث بعثا إلى النار
فيقول وما بعث النار فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد
إلى الجنة فشق ذلك على القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأرجو أن تكونوا
شطر الجنة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعملوا وأبشروا فإنكم بين خليقتين لم يكونا
مع أحد إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج وإنما أنتم في الأمم كالشامة في جنب البعير
69

أو كالرقمة في ذراع الدابة أمتي جزء من ألف جزء - قلت في الصحيح بعضه -
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة. وعن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ (يوما يجعل الولدان شيبا) قال ذلك يوم القيامة وذلك
يوم يقول الله عز وجل لآدم قم فابعث من ذريتك بعثا إلى النار فقال من كم يا رب
قال من ألف تسعمائة وتسعة وتسعون وينجو واحد فشق ذلك على المسلمين وعرف
ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أبصر ذلك
في وجوههم ان بني آدم كثير ويأجوج ومأجوج من ولد آدم وانه لا يموت منهم رجل حتى
يرثه لصلبه ألف رجل ففيهم وفي أشباههم جنة لكم. رواه الطبراني وفيه عثمان بن
عطاء الخراساني (1) وهو متروك وضعفه الجمهور واستحسن أبو حاتم حديثه. قوله
تعالى (سواء العاكف فيه والباد) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم سواء العاكف فيه والباد قال سواء المقيم والذي يرحل. رواه الطبراني
وفيه عبد الله بن مسلم بن هرمز وهو ضعيف. قوله تعالى (ومن يرد فيه بالحاد
بظلم نذقه من عذاب أليم) عن عبد الله بن مسعود قال شعبة رفعه ولا أرفعه لك
يقول في قوله عز وجل (ومن يرد فيه بالحاد بظلم) قال لو أن رجلا هم فيه بالحاد
وهو بعدن لأذاقه الله عز وجل عذابا أليما. رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال
أحمد رجال الصحيح. وعن عبد الله بن مسعود في قوله عز وجل (ومن يرد فيه
بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) قال من هم بخطيئة يعملها في سوى البيت لم تكتب
عليه حتى يعملها ومن هم بخطيئة يعملها في البيت لم يمته الله حتى يذقه من عذاب
أليم. رواه الطبراني يوفيه الحكم بن ظهير وهو متروك. قوله تعالى (وما أرسلنا
من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى) عن عروة يعني ابن الزبير في
تسمية الذين خرجوا إلى أرض الحبشة المرة الأولى قبل خروج جعفر وأصحابه
عثمان بن مظعون وعثمان بن عفان ومعه امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
و عبد الله بن مسعود و عبد الرحمن بن عوف وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ومعه

(1) في الأصل " الحرساني " والتصحيح من الخلاصة.
70

امرأته سهلة بنت سهيل من عمرو وولدت له بأرض الحبشة محمد بن أبي حذيفة،
والزبير بن العوام ومصعب بن عمير أحد بني عبد الدار وعامر بن ربيعة وأبو سلمة
ابن عبد الأسد وامرأته أم سلمة، وأبو سبرة بن أبي رهم ومعه أم كلثوم بنت سهيل
ابن عمرو، وسهيل بن بيضاء قال ثم رجع هؤلاء الذين ذهبوا المرة الأولى قبل
جعفر بن أبي طالب وأصحابه حين أنزل الله السورة التي يذكر فيها (والنجم إذا
هوى) فقال المشركون لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه فإنه
لا يذكر أحدا ممن خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر به آلهتنا من
الشتم والشر فلما أنزل الله للسورة التي يذكر فيها والنجم وقرأ (أفرأيتم اللات
والعزى ومناة الثالثة الأخرى) ألقى الشيطان فيها عند ذلك ذكر الطواغيت
فقال وانهم من الغرانيق العلى وإن شفاعتهم لترتجى، وذلك من سجع الشيطان
وفتنته فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك وذلت بها ألسنتهم واستبشروا
بها وقالوا إن محمدا قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم
آخر السورة التي فيها النجم سجد وسجد معه كل من حضره من مسلم ومشرك
غير أن الوليد بن المغيرة كان رجلا كبيرا فرفع ملء كفه ترابا فسجد عليه فعجب
الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود لسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما المسلمون
فعجبوا من سجود المشركين من غير إيمان ولا يقين ولم يكن المسلمون سمعوا الذي
ألقى الشيطان على ألسنة المشركين وأما المشركون فاطمأنت أنفسهم إلى النبي صلى
الله عليه وسلم وحدثهم الشيطان أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرأها في السجدة فسجدوا
لتعظيم آلهتهم ففشت تلك الكلمة في الناس وأظهرها الشيطان حتى بلغت الحبشة
فلما سمع عثمان بن مظعون و عبد الله بن مسعود ومن كان معهم من أهل
مكة أن الناس أسلموا وصاروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة
على التراب على كفة أقبلوا سراعا فكبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام فشكا إليه فأمره فقرأ عليه فلما بلغها تبرأ منها
71

جبريل وقال معاذ الله من هاتين ما أنزلهما ربي ولا أمرني بهما ربك فلما رأى ذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم شق عليه وقال أطعت الشيطان وتكلمت بكلامه وشركني
في أمر الله فنسخ الله ما يلقي الشيطان وأنزل عليه (وما أرسلنا من قبلك من رسول
ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان
ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقى فتنة للذين في قلوبهم
مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد) فلما برأه الله عز وجل من
سجع الشيطان وفتنته انقلب المشركون بضلالهم وعداوتهم فذكر الحديث وقد تقدم
في الهجرة إلى الحبشة (1). رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة ولا يحتمل هذا من ابن لهيعة.
(سورة المؤمنين)
قوله تعالى (فتبارك الله أحسن الخالقين) عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال
أملى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين)
إلى (ثم أنشأناه خلقا آخر) فقال له معاذ بن جبل فتبارك الله أحسن الخالقين
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاله له معاذ مم ضحكت يا رسول الله قال بها ختمت
(فتبارك الله أحسن الخالقين). رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر الجعفي وهو
ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح. قوله تعالى (وآويناهما إلى ربوة)
عن مرة الزهري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الرملة الربوة. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه من لم أعرفهم. قوله تعالى (والذين يؤتون ما آتوا) عن
أبي خلف مولى آل جمع أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة أم المؤمنين في
سقيفة زمزم وليس في المسجد ظل غيرها فقالت مرحبا وأهلا بأبي عاصم يعنى
عبيد بن عمير ما يمنعك أن تزورنا أو تلم بنا قال أخشى أن أملك قالت ما كنت
لتفعل قال جئت أريد أن أسألك عن آية في كتاب الله عز وجل كيف كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها قالت أية آية قال (الذين يؤتون ما آتوا) أو الذين يأتون ما
أتوا قالت أيهما أحب إليك فقلت والذي نفسي بيده لأحدهما أحب إلي من الدنيا

(1) في أوائل الجزء السادس.
72

جميعا أو الدنيا وما فيها قالت أيتهما قال الذين يأتون ما أتوا قالت أشهد أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرؤها وكذلك أنزلت أو قالت لكذلك
أنزلت وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ولكن الهجاء حرف. رواه أحمد
وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف. قوله تعالى (مستكبرين به سامرا)
عن ابن عباس أنه كان يقرأ هذا الحرف (مستكبرين به سامرا تهجرون) قال
كان المشركون يهجرون برسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرهم. رواه الطبراني
وفيه يحيى بن سلمة بن كهيل وهو ضعيف وقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال
في رواية ابنه إبراهيم عنه مناكير، قلت وهذا منها. قوله تعالى (ولقد أخذناهم
بالعذاب فما استكانوا لربهم) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء أبو سفيان
ابن حرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد نشدتك بالله قد أكلنا العلهز (1)
يعني الوبر والدم فأنزل الله جل ذكره (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا
لربهم وما يتضرعون). رواه الطبراني وفيه علي بن الحسين بن واقد وثقه النسائي
وغيره وضعفه أبو حاتم. قوله تعالى (تلفح وجوههم النار) عن عبد الله يعنى ابن
مسعود رضي الله عنه في قوله (تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون) قال لملم تنظر
إلى الرؤوس مشيطة قد بدت أسنانهم وقلصت شفاههم. رواه الطبراني ورجاله
ثقات إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.
(سورة النور)
قوله تعالى (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة) عن عبد الله بن عمرو أن رجلا
من المسلمين استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأة يقال لها أم مهزول
كانت تسافح وتشترط له أن ينفق عليها (2) قال فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) هو شئ يتخذونه من الدم وأوبار الإبل يخلطونهما ويشوونه بالنار، وقيل العلهز:
نبت في بلاد بنى سليم.
(2) في الأصل " عليه ".
73

أو ذكر له أمرها قال فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (الزانية لا ينكحها إلا
زان أو مشرك). رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه ورجال أحمد
ثقات. قوله تعالى (والذين يرمون المحصنات) عن ابن عباس قال لما نزلت (والذين
يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم
شهادة أبدا) قال سعد بن عبادة وهو سنيد الأنصار أهكذا أنزلت يا رسول الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار ألا تسمعون ما يقول سيدكم قالوا يا رسول الله
لا تلمه فإنه رجل غيور والله ما تزوج امرأة قط إلا بكرا ولا طلق امرأة له قط فاجترأ
رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيرته فقال سعد والله يا رسول الله إني لأعلم أنها
حق وانها من الله ولكني تعجبت أن لو وجدت لكاعا قد تفخذها رجل لم يكن
لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء والله لا آتي بهم حتى يقضى حاجته
فذكر الحديث. رواه أحمد وفيه عباد بن منصور وهو ضعيف وقد وثق. قوله تعالى
(والذين يرمون أزواجهم) عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر
لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به قال كنت والله فاعلا به شرا قال فأنت
يا عمر قال كنت والله قاتله كنت أقول لعن الله الأعجز فإنه خبيث قال فنزلت
(والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم). رواه البزار ورجاله ثقات.
(تفسير قصة الإفك)
وتأتي طرق الحديث حديث الإفك في مناقب عائشة رضي الله عنها (1)
عن ابن عباس (ان الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم) يريدان الذين جاءوا
بالكذب على عائشة أم المؤمنين أربعة منكم (لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير
لكم) يريد خير رسول الله صلى الله عليه وسلم وبراءة لسيدة نساء المؤمنين وخير لأبي بكر
وأم عائشة وصفوان بن المعطل (لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم والذي
تولى كبره) يريد إشاعته (منهم) يريد عبد الله بن أبي سلول (له عذاب
عظيم) يريد في الدنيا جلده رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانين وفى الآخرة مصيره إلى النار

(1) في الجزء التاسع.
74

(لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنين والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين)
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار فيها فقالوا خيرا وبريرة مولاة عائشة وأزواج
النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا هذا كذب عظيم قال الله عز وجل (لولا جاءوا
عليه بأربعة شهداء) لكانوا هم والذين شهدوا كاذبين (فإذ لم يأتوا بالشهداء
فأولئك عند الله هم الكاذبون) يريد الكذب بعينه (ولولا فضل الله عليكم
ورحمته في الدنيا والآخرة) يريد فلولا من الله عليكم وستركم (لمسكم فيما أفضتم
فيه عذاب عظيم) يريد بالبهتان الافتراء مثل قوله في مريم بهتانا عظيما (يعظكم
الله أن تعودوا لمثله أبدا) يريد مسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش وحسان بن
ثابت (ويبين الله لكم الآيات) التي أنزلها في عائشة والبراءة لها (والله
عليم) بما في قلوبكم من الندامة فيما خضتم فيه (حكيم) حكم في القذف ثمانين
جلدة (ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا) يريد بعد هذا في
الذين آمنوا المحصنين والمحصنات من المصدقين (لهم عذاب اليم) وجيع (في الدنيا
والآخرة) يريد في الدنيا الجلد وفي الآخرة العذاب في النار (والله يعلم وأنتم
لا تعلمون) سواء ما دخلتم فيه وما فيه من شدة العقاب وأنتم لا تعلمون شدة سخط
الله على من فعل هذا (ولولا فضل الله عليكم ورحمته) يريد لولا ما تفضل الله
به عليكم ورحمته يريد مسطحا وحمنة وحسان (وأن الله رؤوف رحيم) يريد من
الرحمة رؤوف بكم حيث ندمتم ورجعتم إلى الحق (يا أيها الذين آمنوا) يريد
صدقوا بتوحيد الله (لا تتبعوا خطوات الشيطان) يريد الزلات (فإنه يأمر بالفحشاء
والمنكر) يريد بالفحشاء عصيان الله والمنكر كلما نكره الله (ولولا فضل الله
عليكم ورحمته) يريد ما تفضل الله به عليكم ورحمكم الآية (ما زكا منكم من أحد
أبدا) يريد ما قبل توبة أحد منكم أبدا (ولكن الله يزكى من يشاء) يريد فقد
شئت أن أتوب عليكم (والله سميع عليم) يريد سميع لقولكم عليم بما في أنفسكم
من الندامة من التوبة (ولا يأتل) يريد ولا يحلف (أولوا الفضل منكم والسعة)
75

يريد لا يحلف أبو بكر أن لا ينفق على مسطح (أن يؤتوا أولى القربى والمساكين
والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا) فقد جعلت فيك يا أبا بكر الفضل
وجعلت عندك السعة والمعرفة بالله فتعطف يا أبا بكر على مسطح فله قرابة وله هجرة
ومسكنة ومشاهد رضيتها منه يوم بدر (ألا تحبون) يا أبا بكر (أن يغفر الله لكم)
يريد فاغفر لمسطح (والله غفور رحيم) يريد فاني غفور لمن أخطأ رحيم بأوليائي
(إن الذين يرمون المحصنات) يريد العفائف (الغافلات المؤمنات) يريد المصدقات
بتوحيد الله وبرسله وقال حسان بن ثابت في عائشة أم المؤمنين:
حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فقالت عائشة يا حسان لكنك لست كذلك (لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم
عذاب عظيم) يقول أخرجهم من الايمان مثل قوله في سورة الأحزاب للمنافقين
(ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا) (والذي تولى كبره) يريد كبر القذف
وإشاعته يريد عبد الله بن أبي بن سلول الملعون (يوم تشهد عليهم ألسنتهم
وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) يريد أن الله ختم على ألسنتهم فتكلمت
الجوارح وشهدت على أهلها وذلك انهم قالوا تعالوا نحلف بالله ما كنا مشركين
فختم الله على ألسنتهم فتكلمت الجوارح بما عملوا ثم شهدت ألسنتهم بعد ذلك
يريد يجازيهم بأعمالهم بالحق كما يجازى أولياءه بالثواب كذلك يجزى أهله بالعقاب
كقوله في الحمد (مالك يوم الذين) يريد يوم الجزاء (ويعلمون) يريد يوم القيامة
(أن الله هو الحق المبين) وذلك أن عبد الله بن أبي كان يمسك في الدنيا وكان
رأس المنافقين وذلك قول الله (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق) ويعلم ابن
سلول (أن الله هو الحق المبين) يريد انقطع الشك واستيقن حيث لا ينفعه اليقين
(الخبيثات للخبيثين للخبيثات) يريد أمثال عبد الله بن أبي سلول
ومن شك في الله عز وجل ويقذف مثل سيدة نساء العالمين ثم قال (والطيبات
للطيبين) عائشة طيبها الله لرسوله عليه السلام أتى بها جبريل عليه السلام في
76

سرقة (1) حرير قبل أن تصور في رحم أمها فقال له عائشة بنت أبي بكر زوجتك
في الدنيا وزوجتك في الجنة عوضا من خديجة بنت خويلد وذلك عند موتها فسر
بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقر بها عينا ثم قال (والطيبون للطيبات) يريد رسول الله
صلى الله عليه وسلم طيبه الله لنفسه وجعله سيد ولد آدم والطيبات يريد عائشة
(أولئك مبرؤون مما يقولون) يريد برأها الله من كذب عبد الله بن أبي بن سلول
(لهم مغفرة) يريد عصمة في الدنيا ومغفرة في الآخرة (ورزق كريم) يريد رزق
الجنة وثواب عظيم. رواه الطبراني منقطعا باسناد واحد فلا فائدة في إعادته في كل
قطعة وفى إسناده موسى بن عبد الرحمن الصنعاني وهو ضعيف. وقد روى قطعا
منه عن مجاهد وعن قتادة وسعيد بن جبير وهشام بن عروة وفى أسانيدهم ضعيف.
وعن سعيد بن جبير قال (والذي تولى كبره) يعني عظمه (منهم) يعني
القذفة وهو ابن أبي رأس المنافقين وهو الذي قال ما برئت منه وما برئ منها
(له عذاب عظيم) وفى هذه الآية عبرة فجميع المسلمين إذا كانت فيهم خطيئة فمن
أعان عليها بفعل أو كلام أو عرض بها أو أعجبه ذلك أو رضيه فهو في تلك الخطيئة
على قدر ما كان منهم وإذا كانت خطيئة بين المسلمين فمن شهد وكره فهو مثل
الغائب ومن غاب ورضى فهو مثل شاهد. رواه الطبراني وفيه لهيعة وفيه
ضعيف وقد يحسن حديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن هشام بن عروة
قال الذي تولى كبره عبد الله بن أبي بن سلول ومسطح بن أثاثة وحسان وحمنة
بنت جحش وكان كبر ذلك من قبل عبد الله بن أبي سلول. رواه الطبراني عنه
وعن مجاهد وإسنادهما جيد (2). وعن قتادة قوله (لولا إذ سمعتموه) كذبتم
وقلتم هذا كذب بين ولعمري ان تكذب على أخيك بالشر إذ سمعته خير لك
وأسلم من أن تذيعه وتفشيه وتصدق به. رواه الطبراني وإسناده جيد. وعن سعيد
ابن جبير (لولا إذ سمعتموه) قذف عائشة وصفوان هلا كذبتم به هلا (ظن المؤمنين
والمؤمنات) لان منهم زينب بنت جحش (بأنفسهم خيرا) ألا ظن بعضهم ببعض

(1) أي في قطعة من جيد الحرير.
(2) هنا في هامش الأصل " وعن سعيد بن جبير ".
77

خبرا بأنهم لم يروا هذا (وقالوا هذا إفك) ألا قالوا هذا القذف كذب بين. وعن
ابن جريج في قوله (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات) يقول بضعهم ألا
تسمع إلى قوله. رواه الطبراني وإسناده جيد. وعن أبي صخر (لولا جاءوا عليه بأربعة
شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون) كل من قذف مسلما
(ثم لم يأتوا بأربعة شهداء) فهو قاذف عليه حد القذف. رواه الطبراني وفيه رشدين
ابن سعد وهو ضعيف. وعن قتادة في قوله تعالى (ولولا فضل الله عليكم ورحمته لمسكم
فيما أفضتم فيه عذاب عظيم) قال هذا في شأن عائشة رضي الله عنها وفيما كاد
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهلكوا فيه، وإسناده جيد. وعن سعيد بن جبير
(إذ تلقونه بألسنتكم) وذلك حين خاضوا في أمر عائشة فقال بعضهم سمعت فلانا
يقول كذا وكذا فقال تلقونه بألسنتكم يقول يرويه بعضكم عن بعض سمعت من
فلان وسمعت من فلان (وتقولون بأفواهكم) يعنى بألسنتكم يعنى من قذفها
(ما ليس لكم به علم) يعني من غير أن تعلموا أن الذي قلتم من القذف حق
(وتحسبونه هينا) يعني وتحسبون أن القذف ذنب هين (وهو عند الله عظيم)
يعني في الزور. رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف. ورواه باختصار عن
مجاهد ورجاله ثقات. وعن سعيد بن جبير (لولا إذ سمعتموه) يعني القذف
(قلتم ما ينبغي لنا أن نتكلم بهذا) يعني القذف ولم تر أعيننا (سبحانك هذا بهتان
عظيم) يعني ألا قلتم مثل ما قال سعد بن معاذ الأنصاري وذلك أن سعدا لما سمع
قول من قال في أمر عائشة قال سبحانك هذا بهتان عظيم، والبهتان الذي يبهت
فيقول ما لم يكن. رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف. وبسنده عن سعيد بن
جبير (يعظكم الله تعودوا لمثله أبدا) يعني القذف. وبسنده عنه (ان الذين)
يعني بين قذف عائشة (يحبون أن تشيع الفاحشة) يعني أن تفشو ويطهر الزنا
(في الذين آمنوا) يعني صفوان وعائشة (لهم عذاب أليم) يعني وجيع (في الدنيا
والآخرة) فكان عذاب عبد الله بن أبي في الدنيا الجلد وفى الآخرة عذاب
78

النار (والله يعلم وأنتم لا تعلمون). وروى نحو هذا عن قتادة باسناد جيد، وروى
بعضه عن مجاهد باسنادين رجال أحدهما ثقات. وعن مجاهد في قوله (يعطكم
الله أن تعودوا لمثله أبدا) قال ينهاكم. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن سعيد
ابن جبير (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان) يعني تزيين الشيطان
(ومن يتبع خطوات الشيطان) يعني تزيين الشيطان (فإنه يأمر بالفحشاء)
يعني بالمعاصي (والمنكر) مالا يعرف مثل ما قبل لعائشة (ولولا فضل الله عليكم
ورحمته) يعني نعمته (ما زكا منكم من أحد أبدا) ما صلح منكم من أحد أبدا
(ولكن الله يزكي من يشاء) يعني يصلح من يشاء. رواه الطبراني وفيه ابن
لهيعة وفيه ضعف. وعن مجاهد في قوله (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة) قال
بو بكر حلف أن لا ينفع يتيما كان في حجره قال عبد الملك وهو مسطح بن أثاثة
ابن عباد بن المطلب أشاع ذلك فلما نزلت هذه الآية (ألا تحبون أن يغفر الله
لكم) قال أبو بكر بلى أنا أحب أن يغفر الله لي وأكون لليتامى خير ما كنت.
رواه الطبراني ورجاله ثقات. ورواه باسناد آخر عنه ضعيف. وروى نحوه عن قتادة
وإسناده جيد، وروى نحوه عن سعيد بن جبير إلا أنه زاد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي
بكر ألا تحب أن يغفر الله لك قال بلى يا رسول الله قال فاعف واصفح قال قد
عفوت وصفحت لا أمنعه معروفا بعد اليوم. رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه
ضعف. وعن خصيف قال قلت لسعيد بن جبير أيما أشد الزنا أو القذف قذف
المحصنة قال الزنا قلت الله يقول (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات)
قال إنما أنزل هذا في شأن عائشة خاصة. رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو
ضعيف. وعن الضحاك بن مزاحم قال نزلت هذه الآية في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة
(ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم
عذاب عظيم) قال هذه في شأن عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجعل لمن يفعل
ذلك توبة وجعل لمن رمى امرأة من المؤمنات من غير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم التوبة
79

ثم قرأ (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة
ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون الا الذين تابوا من بعد ذلك
وأصلحوا فان الله غفور رحيم) فجعل لمن قذف امرأة من المؤمنين التوبة ولم يجعل
لمن قذف امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم توبة ثم تلا هذه الآية (لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم
عذاب عظيم) فهم بعض القوم أن يقوم إلى ابن عباس فيقبل رأسه لحسن ما فسر. رواه
الطبراني بأسانيد وفى هذا الاسناد راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات وهو أمثلها
وعن سعيد بن جبير (إن الذين يرمون المحصنات) يعني ان الذين يقذفون بالزنا
يعني لفروجهن عفائف (الغافلات) يعني عن الفواحش يعنى عائشة (المؤمنات)
يعني الصادقات (لعنوا) جلدوا (في الدنيا والآخرة) يعني عبد الله بن أبي بن
سلول يعذب بالنار لأنه منافق (ولهم عذاب عظيم) قال جلد النبي صلى الله عليه وسلم
حسان بن ثابت و عبد الله بن أبي ومسطحا وحمنة بنت جحش كل واحد ثمانين
جلدة في قذف عائشة ثم تابوا من بعد ذلك غير عبد الله بن أبي رأس المنافقين
مات على نفاقه. رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن معاوية بن حيدة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح يده على
فخذه ويقول (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين).
رواه الطبراني وفيه عون بن ذكران وثقه ابن حبان وقال يخطئ ويخالف وبقية
رجاله ثقات. وعن قتادة في قوله (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق) أهل الحق حقهم
وأهل الباطل باطلهم (ويعلمون أن الله هو الحق المبين). رواه الطبراني وإسناده
جيد. وعن سعيد بن جبير (يومئذ) في الآخرة (يوفيهم الله الحق) حسابهم العدل
لا يظلمهم (ويعلمون أن الله هو الحق المبين) يعني العدل المبين. رواه الطبراني وفيه
ابن لهيعة وفيه ضعف. وبسنده عن سعيد بن جبير (الخبيثات للخبيثين) يعني
السئ من الكلام قذف عائشة ونحوه للخبيثين من الرجال والنساء يعني الذين
قذفوها (والخبيثون) يعني من الرجال والنساء (للخبيثات) يعني السئ من الكلام
80

لأنه يليق بهم الكلام السئ ثم قال (والطيبات) يعني الحسن من الكلام يعني
لأنه يليق بهم الكلام الحسن. وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله (الخبيثات
للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) قال نزلت في
عائشة حين رماها المنافق بالبهتان والفرية فبرأها الله من ذلك وكان عبد الله بن أبي
هو خبيث فكان هو أولى بأن تكون له الخبيثة ويكون لها وكان رسول الله صلى
الله عليه وسلم طيبا وكان أولى أن تكون له الطيبة وكانت عائشة الطيبة وكانت أولى
أن يكون لها الطيب. رواه الطبراني ورجاله ثقات إلى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وعن مجاهد في قوله (الخبيثات للخبيثات) قال الخبيثات من الكلام للخبيثين من
الناس والخبيثون من الناس للخبيثات من الكلام والطيبات من الكلام للطيبين
من الناس والطيبون من الناس للطيبات من الكلام. رواه الطبراني باسنادين
رجال هذا ثقات وزاد في الرواية الأخرى فالقول الحسن للمؤمنين والقول السئ
للكافرين. وعن ابن عباس في قوله (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات)
يقول الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من
القول (والطيبات للطيبين) يقول والطيبات من القول للطيبين من الرجال نزلت في
الذين قالوا في زوج النبي صلى الله عليه وسلم ما قالوا من البهتان ويقال الخبيثات للخبيثين الأعمال
الخبيثة تكون للخبيثين والطيبات من الأعمال تكون للطيبين. رواه الطبراني
أسانيد وكل إسناد منها فيه ضعيف لا يحتج به ورواه موقوفا على سعيد بن جبير
باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح وروى نحوه عن الضحاك بن مزاحم وفيه
عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. وعن قتادة في قوله (الخبيثات
للخبيثين والخبيثون للخبيثات) من القول والعمل (والطيبات للطيبين والطيبون
للطيبات) من القول والعمل. رواه الطبراني وإسناده جيد. وعن الحكم بن
عيينة قال لما خاض الناس في أمر عائشة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عائشة قالت
فجئت وأنا أنتفض من غير حمى فقال يا عائشة ما يقول الناس فقالت لا والذي بعثك
81

بالحق لا أعتذر من شئ قالوه حتى ينزل عذري من السماء فأنزل الله فيها خمس عشرة
آية من سورة النور ثم قرأ الحكم حتى بلغ (الخبيثات للخبيثين والخبيثون
للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) قال فالخبيثات من النساء للخبيثين
من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء والطيبات من النساء
للطيبين من الرجال. رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح إن كان سليمان
المبهم سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي والظاهر أنه هو. وعن سعيد بن جبير أولئك
يعني الطيبين من الرجال مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة يعني الذنوب ورق كريم
يعني حسنا في الجنة فلما نزل عذر عائشة ضمها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نفسه وهي من
أزواجه في الجنة. رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
وعن مجاهد في قوله (أولئك مبرؤون مما يقولون) فمن كان طيبا فهو مبرأ من
كل قول خبيث يقوله بمغفرة الله له ومن كان خبيثا فهو مبرأ من كل قول صالح قاله
يرده الله عليه لا يقبل منه. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن مجاهد في قوله (أولئك
مبرؤون مما يقولون) وذلك أنهم ما قال الكافر من كلمة فهي للمؤمنين وما قال المؤمن
من كلمة خبيثة فهي للكافرين برئ كل مما ليس له بحق من الكلام. رواه الطبراني
ورجاله ثقات وله إسناد آخر ضعيف. وعن قتادة في قوله (أولئك مبرؤون مما يقولون) قال
من القول والعمل (لهم مغفرة ورزق كريم) مغفرة لذنوبهم وهي الجنة. رواه الطبراني
ورجاله ثقات. وعن عبد الرحمن بن زيد أسلم في قوله (أولئك مبرؤون مما
يقولون) قال ههنا برئت عائشة (لهم مغفرة ورزق كريم). رواه الطبراني ورجاله ثقات
إلى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. قوله تعالى (ولا يبدين زينتهن) عن عبد الله في وله (ولا
يبدين زينتهن) قال الزينة السوار والدملج والخلخال والقرط والاذن والقلادة وما
ظهر منها على الثياب والجلبيب. رواه الطبراني بأسانيد مطولا ومختصرا ورجال أحدها
رجال الصحيح. قوله تعالى (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) عن ابن عباس قال
كانت لعبد الله بن أبي جارية تزني في الجاهلية فلما حرم الزنا قالت لا والله لا أزني
82

أبدا فنزلت (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء). رواه الطبراني والبزار بنحوه
ورجال الطبراني رجال الصحيح. وعن أنس قال كانت جارية لعبد الله بن
أبي يقال لها معاذة يكرهها على الزنا فلما جاء الاسلام نزلت (ولا تكرهوا فتياتكم
على البغاء) إلى قوله (فان الله من بعد إكراههن غفور رحيم). رواه البزار و فيه محمد ابن الحجاج اللخمي وهو كذاب. قوله تعالى (كمشكاة فيها مصباح) عن
عبد الله بن عمر في قوله (كمشكاة فيها مصباح) قال جوف محمد صلى الله عليه وسلم الزجاجة
قلبه والمصباح النور الذي في قلبه (توقد من شجرة مباركة) الشجرة إبراهيم
(زيتونة لا شرقية ولا غربية) لا يهودية ولا نصرانية ولكن كان حنيفا مسلما
وما كان من المشركين. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه الوازع بن نافع
وهو متروك. قوله تعالى (لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) عن ابن مسعود
أنه رأى ناسا من أهل السوق سمعوا الاذان فتركوا أمتعاتهم وقاموا إلى الصلاة
فقال هؤلاء الذين قال الله عز وجل (لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله). رواه الطبراني
وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال كانوا تجارا
لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله. رواه الطبراني وفيه عمرو بن ثابت البكري
وهو متروك. قوله تعالى (فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن) قال الرداء.
رواه الطبراني ولم أكتب قائله ولا اسناده. قوله تعالى (ليستخلفنهم في الأرض)
عن أبي بن كعب قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة وآوتهم
الأنصار منهم العرب عن قوس واحدة فنزلت (ليستخلفنهم في الأرض)
الآية. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. قوله تعالى (ولا على أنفسكم
أن تأكلوا من بيوتكم) الآية. عن عائشة قالت كان المسلمون يرغبون في النفير
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدفعون مفاتيحهم إلى ضمنائهم ويقولون لهم قد أحللنا
لكم أن تأكلوا مما أحببتم فكانوا يقولون إنه لا يحل لنا انهم أذنوا عن غير طيب
نفس فأنزل الله عز وجل ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على
83

المريض حرج ولا على أنفسكم (1 أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت
أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم
أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم) إلى قوله (أو ما ملكتم مفاتحه). رواه
البزار ورجاله رجال الصحيح. قوله تعالى (والله بكل) عن عقبة بن عامر قال
رأيت رسول الله صلى الله على وسلم قرأ هذه الآية في خاتمة سورة النور وهو جاعل أصبعيه تحت عينيه
يقول (بكل شئ بصير) قلت هكذا وقع فان كانت قراءة شاذة وإلا فالتلاوة بكل شئ
عليم. رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو سئ الحفظ وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
(سورة الفرقان)
قوله تعالى (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر) عن ابن عباس قال قرأناها
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سنين (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا
يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون) الآية ثم نزلت (إلا من تاب)
فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فرح فرحا قط أشد منه بها وبأنا فتحنا لك فتحا مبينا قلت
له حديث في الصحيح غير هذا - رواه الطبراني من رواية علي بن زيد عن يوسف بن
مهران وقد وثقا وفيهما ضعف، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله يعني ابن مسعود أن
أحمد بن يحيى الكوفي الأحول وهو ضعيف.
(سورة طسم الشعراء)
عن معدى كرب قال أتينا عبد الله فسألناه أن يقرا علينا طسم المائين فقال ما هي
معي ولكن عليكم من أخذها من رسول الله صلى الله عليه وسلم خباب بن الأرت
فأتينا خباب بن الأرت فقرأها علينا. رواه أحمد و رجاله ثقات، و رواه الطبراني.
قوله تعالى (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين) عن ابن عباس في قوله

(1) في الأصل: " ليس عليكم جناح أن تأكلوا " في الموضعين وفيما بعدها أغلاط
صححناها من الصحف الكريم.
84

(فمنهم شقي وسعيد) ونحو هذا من القرآن قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرص
أن يؤمن جميع الناس ويبايعونه على الهدى فأخبره الله عز وجل أنه لا يؤمن إلا من
سبق له من الله السعادة في الذكر الأول ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاء في الذكر
الأول ثم قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين) (ان نشأ
ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين). رواه الطبراني ورجاله وثقوا الا أن علي
ابن أبي طلحة قيل لم يسمع من ابن عباس. قوله تعالى (ان هذا إلا خلق الأولين)
عن ابن مسعود أنه كان يقرأ إن هذا الا خلق الأولين كل شئ خلقوه.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. قوله تعالى (وأنذر عشيرتك) عن الزبير
ابن العوام قال لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) صاح رسول الله صلى الله
عليه وسلم على أبي قيس يا آل عبد مناف اني نذير فجاءته قريش فحذرهم
وأنذرهم قالوا تزعم أنك نبي يوحى إليك وأن سليمان سخر له الريح والجبال
وان موسى سخر له البحر وأن عيسى كان يحيى الموتى فادع الله أن يسير عنا هذه
الجبال ويفجر لنا أنهارا فنتخذها محارثا فنزرع ونأكل وإلا فادع الله أن يحيى لنا
موتانا والا فادع الله أن يصبر هذه الصخرة التي تحتك ذهبا فننحت منها وتغنينا
عن رحلة الشتاء والصيف فإنك زعمت أنك كهيئتهم فبينا نحن حوله إذ نزل عليه
الوحي فلما سرى عنه قال والذي نفسي بيده لقد ما أعطاني سألتم ولو شئت لكان
ولكنه خيرني بين أن تدخلوا باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وبين أن يكلكم إلى
ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وأخبرني انه إن أعطاكم
ذلك ثم إنه معذبكم عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين فنزلت (وما منعنا أن نرسل
بالآيات الا أن كذب بها الأولون) حتى قرأ ثلاث آيات ونزلت (ولو أن قرآنا سيرت
به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى - الآية). رواه أبو يعلى من طريق
عبد الجبار بن عمر الأيلي عن عبد الله بن عطاء بن إبراهيم وكلاهما وثق وقد ضعفهما
الجمهور وعن أبي أمامة قال لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) جمع رسول الله صلى الله
85

عليه وسلم بني هاشم فأجلسهم على الباب وجمع نساءه وأهله فأجلسهم في البيت ثم
اطلع عليهم فقال يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار وأوسعوا في فكاك رقابكم
وافتكوا أنفسكم من الله عز وجل فاني لا أملك لكم من الله شيئا ثم أقبل على أهل
بيته فقال يا عائشة بنت أبي بكر ويا حفصة بنت عمر ويا أم سلمة ويا فاطمة بنت محمد
ويا أم الزبير عمة رسول الله اشتروا أنفسكم من النار وأوسعوا في فكاك رقابكم
وافتكوا أنفسكم من الله عز وجل فاني لا أملك لكم من الله شيئا ولا أغنى فبكت
عائشة وقالت أي حبي هل يكون ذلك يوم لا تغني عنا من الله شيئا قال نعم في ثلاث
مواطن يقول الله تعالى (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة) فعند ذلك لا أغنى
عنكم من الله شيئا ولا أملك لكم من الله وعند النور من شاء أتم الله له نوره
ومن شاء أكنه في الظلمات يغمه فيها فلا أملك لكم من الله شيئا ولا أغني عنكم
من الله شيئا وعند الصراط من شاء سلمه وأجازه ومن شاء كبكبه في النار قالت
عائشة أي حبي قد علمت الموازين هي الكفتان فيوضع في هذه فترجح هذه
وتخف الأخرى وقد علمنا ما النور وما الظلمة فما الصراط قال طريق بين الجنة والنار
يجوز الناس عليها وهو مثل حد الموسى والملائكة حافة يمينا وشمالا يخطفونهم
بالكلاليب مثل شوك السعدان (1) وهم يقولون رب سلم سلم وأفئدتهم هواء فمن
شاء الله سلم ومن شاء الله كبكبه فيها. رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني
وهو متروك. قوله تعالى (وتقلبك في الساجدين) عن ابن عباس (وتقلبك في
الساجدين) قال من صلب نبي إلى صلب نبي حتى صرت نبيا. رواه البزار والطبراني
ورجالهما رجال الصحيح غير شبيب ين بشر وهو ثقة.
(سورة النمل)
قوله تعالى (بسم الله الرحمن الرحيم) عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تخرج من المسجد حتى أعلمك آية من سورة لم تنزل على أحد قبلي غير سليمان بن

(1) هو نبت ذو شوك.
86

داود فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى بلغ أسكفة الباب (1) قال بأي شئ تستفتح صلاتك
وقراءتك قلت ببسم الله الرحمن الرحيم قال هي هي ثم أخرج رجله الأخرى.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف وفيه من لم أعرفهم.
قوله تعالى (وسلام على عباده الذين اصطفى) عن ابن عباس قال (سلام على عباده الذين
اصطفى) قال هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. رواه البزار وفيه الحكم بن ظهير وهو متروك.
(سورة القصص)
قوله تعالى (فلما قضى موسى الاجل) عن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم سألت جبريل أي الأجلين قضى موسى قال أكملهما وأتمهما.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير الحاكم بن أبان وهو ثقة، ورواه البزار
إلا أنه قال عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل. وعن عتبة بن
الندر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الأجلين قضى موسى قال أبرهما وأوفاهما ثم
قال النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد موسى فراق شعيب صلى الله عليهما أمر امرأته أن تسأل
أباها أن يعطيها من غنمه ما يعيشون به فأعطاها ما ولدت غنمه في ذلك العام من
قالب لون قال فما مرت شاة إلا ضرب موسى جنبها بعصاه فولدت قوالب ألوانها
كلها وولدت ثنتين وثلاثين كل شاة ليس فيها فشوش ولا ضبوب ولا كمشة تفوت
الكف ولا ثعول وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتحتم الشام فإنكم ستجدون بقايا منها وهي
السامرية. رواه البزار والطبراني إلا أنه قال فلما وردت الغنم الحوض وقف
صلى الله عليه وسلم بإزاء الحوض فلم يصدر منها شئ إلا ضرب جنبها فحملت فنتجت كلها
قوالب لون واحد ليس فيها فشوش ولا ضبوب ولا ثعول ولا كمشة تفوت الكف
فان افتتحتم الشام وجدتم بقايا منها فاتخذوها وهي السامرية. قال يحيى بن بكير
قال الفشوش: التي ينفش لبنها عند الحلب (2) والضبوب: التي بضب (3) ضرعها

(1) هي خشبة الباب التي يوطأ عليها.
(2) أي هي الواسعة ثقب الضرع فيقطر اللبن من غير حلب.
(3) وهو الحلب بالإبهام ترد أصبعك على الابهام الضرع، يقول ابن
قتيبة في المسائل والأجوبة " وأحسب ذلك يفعل بالشاة إذا كانت ضعيفة محرج اللبن.
87

عند الحلب، والكمشة: التي تعتاص عند الحلب (1). وفى اسنادهما ابن لهيعة وفيه
ضعف وقد يحسن حديثه، وبقية رجالهما رجال الصحيح. وعن أبي ذر أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الأجلين قضى موسى قال أوفاهما وأبرهما قال وان
سئلت أي المرأتين تزوج فقل الصغرى منهما. رواه البزار وفيه إسحاق بن إدريس
وهو متروك، ورواه الطبراني في الصغير والأوسط أطول من هذا وإسناده حسن
ويأتي في ذكر موسى الكليم هو وحديث جابر أيضا. قوله تعالى (ولقد آتينا
موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون) عن أبي سعيد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
قال ما أهلك الله تبارك وتعالى قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض إلا بعد موسى
ثم قرأ (ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى). رواه البزار
موقوفا ومرفوعا ولفظه ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء والأرض إلا بعدما أنزلت
التوراة يعنى ما مسخت قرية، ورجالهما رجال الصحيح. قوله تعالى (قالوا ساحران
تظاهرا) عن سليم بن عامر قال سمعت ابن الزبير يقرا هذه الآية (قالوا ساحران
تظاهرا). رواه الطبراني وفيه سويد بن عبد العزيز ضعفه أحمد وجمهور الأئمة
ووثقه دحيم، وبقية رجاله ثقات. قوله تعالى (ولقد وصلنا لهم القول) عن رفاعة القرظي
قال نزلت هذه الآية في عشرة أرهط (2) أنا أحدهم (ولقد وصلنا لهم القول
لعلهم يتذكرون). رواه الطبراني باسنادين أحدهما متصل ورجاله ثقات وهو هذا
والآخر منقطع الاسناد. قوله تعالى (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد)
عن أبي جعفر محمد بن علي قال سألت أبا سعيد عن قول الله (ان الذي فرض عليك
القرآن لرادك إلى معاد) قال معاده آخرته. رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. وعن
ابن عباس (ان الذي فرض عليك القرآن لرادك معاد) قال معادك إلى الجنة،
وفي رواية إلى معاد قال الموت. رواه الطبراني باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح
غير خصيف وهو ثقة وفيه ضعف.

(1) وهي القصيرة الضرع التي لا يتمكن من حلبها. والثعول: التي لها حلمة زائدة.
(2) في الأصل (رهطا).
88

(سورة العنكبوت)
قوله تعالى (ان الصلاة تنهي عن الفحشاء) عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن فلانا يصلي بالليل فإذا أصبح سرق فقال سينهاه ما تقول. رواه
أحمد ورجاله رجاله الصحيح إلا أن الأعمش قال أرى أبا صالح عن أبي هريرة.
(سورة الروم)
قوله تعالى (في بضع سنين) عن ابن عباس قال البضع ما بين السبع إلى العشرة قلت له
عند الترمذي البضع ما دون العشرة - رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن عبد العزيز
الليثي قال سعيد بن منصور كان مالك يرضاه وكان ثقة، قلت وقد ضعه الجمهور. وعن نيار
ابن مكرم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البضع ما بين الثلاث إلى السبع - قلت له عند الترمذي
حديث غير هذا - رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي
وهو متروك. قوله تعالى (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) عن أبي رزين
قال خاصم نافع بن الأزرق ابن عباس فقال تجد الصلوات الخمس في كتاب الله قال
نعم فقرأ عليه (فسبحان الله حين تمسون) المغرب (وحين تصبحون) الصبح
(وعشيا) العصر (وحين تظهرون) الظهر (ومن بعد صلاة العشاء) قال صلاة
العشاء. رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
قوله تعالى (الله الذي يرسل الرياح) عن ابن عباس في قوله (الله الذي يرسل
الرياح فتثير سحابا فيجعله كسفا) يقول قطعا بعضها فوق بعض (فترى الودق يخرج
من خلاله) من بينه. رواه أبو يعلى وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو ضعيف.
(سورة لقمان عليه السلام)
عن بريدة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمس لا يعلمهن إلا الله (إن الله عنده
علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا
وما تدري نفس بأي أرض تموت ان الله عليم خبير). رواه أحمد والبزار ورجال
89

أحمد رجال الصحيح، وقد تقدمت أحاديث في العلم فيما بثه صلى الله عليه وسلم في كتاب العلم (1).
(سورة السجدة)
قوله تعالى (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا) قال قيام العبد من
الليل. رواه أحمد وشهر لم يدرك معاذا وفيه ضعف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.
وعن بلال قال لما نزلت هذه الآية (تتجافى جنوبهم عن المضاجع - الآية) كنا
نجلس في المجلس وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يصلون بعد المغرب
إلى العشاء فنزلت هذه الآية (تتجافى جنوبهم عن المضاجع). رواه البزار عن
شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف. وعن ابن مسعود قال إنه لمكتوب في
التوراة للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر
على قلب بشر وانه لفي القرآن (فلا تعلم ما أخفى لهم من قرة أعين) رواه
الطبراني عن شيخه عبد الله بن أحمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. قوله تعالى
(ولنذيقنهم من العذاب الأدنى) عن عبد الله يعني ابن مسعود في قوله (ولنذيقنهم
من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون) قال من يبقى منهم أو
يتوب فيرجع. رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
قوله تعالى (إنا من المجرمين منتقمون) عن معاذ بن جبل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
ثلاث من فعلهن فقد أجرم من اعتقد لواء في غير حق أو عق والديه أو مشى مع
ظالم فقد أجرم يقول الله (إنا من المجرمين منتقمون). رواه الطبراني وفيه عبد العزيز
ابن عبيد الله بن حمزة وهو ضعيف. قوله تعالى (وجعلناه هدى لبني إسرائيل)
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (جعلناه هدى لبني إسرائيل) قال جعل
موسى هدى لبني إسرائيل، وفي قوله (فلا تكن في مرية من لقائه) قال من لقاء
موسى ربه عز وجل. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

(1) هنا في هامش الأصل: بلغ العرض.
90

(سورة الأحزاب) قوله تعالى (وإذا أخذنا من النبيين ميثاقهم) عن ابن عباس قال أخذ
الله ميثاق النبيين على قومهم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. قوله تعالى
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) عن أبي سعيد قال نزلت هذه الآية
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في
رسول الله صلى الله على وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم. رواه الطبراني
وفيه عطية بن سعد وهو ضعيف. ولهذا الحديث طرق في مناقب أهل البيت (1).
قوله تعالى (إن المسلمين والمسلمات) عن ابن عباس قال قالت النساء يا رسول الله
ما باله يذكر المؤمنين ولا يذكر المؤمنات المؤمنات فنزلت (ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين
والمؤمنات). رواه الطبراني وفيه قابوس وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.
قوله تعالى (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه) عن قتادة في قوله (وإذ تقول للذي
أنعم الله عليه وأنعمت عليه) وهو زيد بن حارثة أنعم الله عليه بالاسلام وأنعمت
عليه أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم (أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك
ما الله مبديه) قال كان يخفى في نفسه ود أنه طلقها قال قال الحسن ما أنزلت عليه
آية كانت عليه أشهد منها قوله وتخفي في نفسك ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا
من الوحي لكتمها (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) قال خشي النبي صلى الله
عليه وسلم قالة الناس (فلما قضى زيد منها وطرا) فلما طلقها زيد (زوجناكها)
قال فكانت زينب بنت جحش تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم أما أنتن
فزوجكن آباؤكن وأما أنا فزوجني ذو العرش (واتق الله) قال جعل بقول يا نبي الله انها
قد اشتد على خلقها واني مطلق هذه المرأة فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال له زيد ذلك
قال له أمسك عليك زوجك واتق الله. رواه الطبراني من طرق رجال بعضها
رجال الصحيح. قوله تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة) عن قتادة قال خطب النبي
صلى الله عليه وسلم زينب وهي بنت عمته وهو يريدها لزيد فظنت أنه يريدها لنفسه فلما علمت أنه

(1) في الجزء التاسع.
91

يريدها لزيد أبت فأنزل الله تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا
أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) فرضيت وسلمت. رواه الطبراني بأسانيد
ورجال بعضها رجال الصحيح. قوله تعالى (وكان أمر الله قدرا مقدورا) عن ابن جريج
(وكان أمر الله مقدورا) من سنته في داود والمرأة والنبي صلى الله عليه وسلم وزينب.
رواه الطبراني ورجاله ثقات. قوله تعالى (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا) عن ابن
عباس قال لما نزلت (يا أيها النبي انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) دعا النبي صلى الله عليه سلم
عليا رضوان الله عليه ومعاذا وقد كان أمرهما أن يخرجا إلى اليمن فقال انطلقا وبشرا
ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا فإنه قد أنزلت علي يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا
ومبشرا بالجنة ونذيرا من النار وداعيا إلى الله شهادة أن لا إله إلا الله باذنه وسراجا
منيرا بالقرآن. رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله العرزمي وهو
ضعيف. قوله تعالى (وامرأة مؤمنة) عن علي بن الحسين في قوله (وامرأة مؤمنة ان وهبت
نفسها للنبي) أن أم شريك الأزدية التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم. رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح. قوله تعالى (ولا أن تبدل بهن من أزواج) عن أبي
هريرة قال كان البدل في الجاهلية ان يقول الرجل للرجل بادلني امرأتك وأبادلك
امرأتي أي تنزل لي عن امرأتك وأنزل لك عن امرأتي فأنزل الله عز وجل (ولا أن
تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن) قال فدخل عيبة بن حصن الفزاري على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة رضي الله عنها فدخل بغير إذن فقال له
رسول الله صلى الله وسلم فأين الاستئذان فقال يا رسول الله والله ما استأذنت على رجل
من مضر مند أدركت ثم قال من هذه الحميراء إلى جنبك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذه عائشة أم المؤمنين قال أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق قال يا عيبة ان الله تبارك
وتعالى قد حرم ذلك قال فلما خرج قالت عائشة رحمة الله عليها من هذا قال أحمق
مطاع وإنه على ما ترين لسيد قومه. رواه البزار وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي
فروة وهو متروك. قوله تعالى (لا يحل لك النساء من بعد) عن زياد الأنصاري قال
92

قلت لأبي بن كعب لو متن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كلهن كان يحل له أن يتزوج قال وما
يحرم ذلك عليه قال قلت لقوله (لا يحل لك النساء من بعد) قال إنما أحل لرسول
الله صلى الله عليه وسلم ضرب من النساء. رواه عبد الله بن أحمد وزاد كذا رأيت في ثقات ابن
حبان زياد أبو يحيى الأنصاري يروى عن ابن عباس فإن كان هو فهو ثقة والظاهر أنه
هو ومحمد بن أبي موسى ذكره ابن حبان في الثقات، وبقية رجاله رجال الصحيح. قوله
تعالى (وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب) عن عائشة قال كنت
آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم في قعب (1) فمر عمر فدعاه فأكل فأصابت أصبعي فقال
حس أو آوه لو أطاع فيكن ما رأتكن عين فنزلت آية الحجاب. رواه الطبراني في
الأوسط، ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن أبي كثير وهو ثقة. وعن أنس قال لما
نزلت آية الحجاب جئت أدخل كما كنت أدخل فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وراءك يا بنى - قلت له حديث في الصحيح غير هذا - رواه أبو يعلى وفيه سلم العلوي
وهو ضعيف. قوله تعالى (ان الله وملائكته يصلون على النبي) عن الحسن
ابن علي قال قالوا يا رسول الله أرأيت قول الله عز وجل (ان الله وملائكته
يصلون على النبي) قال إن هذا لمن المكتوم ولولا انكم سألتم ربي عنه ما أخبرتكم
ان الله عز وجل وكل بي ملكين لا أذكر عند عبد مسلم فيصلي على إلا قال ذانك
الملكان غفر الله وقال الله وملائكته جوابا لذينك الملكين آمين. رواه
الطبراني وفيه الحكم بن عبد الله بن خطاف وهو كذاب. قلت وبقية أحاديث
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب الأدعية (2) وتقدم بعضها في الصلاة. قوله تعالى
(يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله) عن أنس عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال كان موسى رجلا حييا وانه أتى أحسبه قال الماء ليغتسل
فوضع ثيابه على صخرة وكاد لا يكاد تبدو عورته فقالت بنو إسرائيل ان موسى آدر (3)
وبه آفة يعنون أنه لا يضع ثيابه فاحتملت الصخرة ثيابه حتى صارت بحذاء مجالس
بني إسرائيل فنظروا إلى موسى صلى الله عليه وسلم كأحسن الرجال أو كما قال

(1) القعب: القدح.
(2) في الجزء العاشر.
(3) الأدرة: نفخة في الخصية.
93

فذلك قوله (فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها). رواه البزار وفيه علي بن زيد
وهو ثقة سئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات. قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وقولوا قولا سديدا) عن عبد الله بن قيس قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم صلاة ثم قال على مكانكم أثبتوا ثم أتى الرجال فقال إن الله عز وجل أمرني
أن آمركم بتقوى الله وأن تقولوا قولا سديدا ثم تخلل إلى النساء فقال لهن الله
أمرني أن آمركم أن تتقوا الله وأن تقولوا قولا سديدا. رواه أحمد والطبراني إلا
أنه قال في النساء ان الله أمرني أن آمركن أن تتقين الله وأن تقلن قولا سديدا،
وفيه ليث بن أبي سليم وهو مضطرب الحديث، وبقية رجالهما رجال الصحيح.
(سورة سبأ)
قوله تعالى (لقد كان لسبأ) عن ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله
عليه وسلم عن سبأ ما هو أرجل أم امرأة أم أرض بل هو رجل ولد عشرة
فسكن اليمن منهم ستة وسكن الشام منهم أربعة فأما اليمانيون فمذحج وكندة
والأزد والأشعرون وأنمار وحمير غير ما كلها وأما الشامية فلخم وجذام
وعاملة وغسان. رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وبقية رجالهما
ثقات. وعن يزيد بن حصين السلمي أن رجلا قال يا رسول الله ما سبأ نبي كان
أو امرأة قال كان رجلا من العرب فقال ما ولد قال ولد عشرة سكن اليمن ستة والشام
أربعة فالذين باليمن كندة ومذحج والأزد والأشعرون وأنمار وحمير وبالشام
لخم وجذام وعاملة وغسان. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير شيخ
الطبراني علي بن الحسن بن صالح الصائغ ولم أعرفه. قوله تعالى (قالوا الحق وهو
العلى الكبير) عن النواس بن سمعان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أراد الله أن يوحى بأمره تكلم بالوحي فإذا تكلم بالوحي أخذت السماء رجفة
شديدة من خوف الله فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا وخروا سجدا فيكون
أولهم يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما أراد فينتهي به جبريل على
94

الملائكة كلما مر بسماء سأله أهلها ماذا قال ربنا يا جبريل قال الحق وهو العلى
الكبير فيقول كلهم مثل ما قال جبريل فينتهي به جبريل حيث أمر من السماء
والأرض. رواه الطبراني عن شيخه يحيى بن عثمان بن صالح وقد وثق وتكلم
فيه من لم يسم بغير قادح معين، وبقية رجاله ثقات.
(سورة فاطر)
قوله تعالى (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد) عن أبي الدرداء قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله)
قال الذين سبقوا فأولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب وأما الذين اقتصدوا
فأولئك الذين يحاسبون حسابا يسيرا وأما الذين ظلموا أنفسهم فأولئك الذين
ظلموا أنفسهم في طول المحشر ثم هم الذين يتلقاهم الله عز وجل برحمته فهم الذين
يقولون (الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار
المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب). رواه أحمد بأسانيد
رجال أحدها رجال الصحيح وهي هذه إن كان علي بن عبد الله الأزدي سمع
من أبى الدرداء فإنه تابعي. وعن علي بن عبد الله الأزدي عن الشامي نفسه أنه
دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين وقال اللهم آنس وحشتي وارحم
غربتي وصل وحدتي وائتني برجل صالح تنفعي به فإذا رجل إلى جنبه فلما أن
فرغ قال الشامي من أنت قال أبو الدرداء ما هاجك على ما أرى فأخبره بدعائه فقال
لئن كنت صادقا لأنا أسعد بدعائك منك أفلا أحدثك حديثا أتحفك به سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال عز وجل (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من
عبادنا) فأما الذين سبقوا فأولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب فذكر نحوه.
رواه الطبراني وأحمد باختصار إلا أنه قال عن الأعمش عن ثابت أو أبى ثابت أن
رجلا دخل المسجد مسجد دمشق فذكر الحديث باختصار ولم يقل فيه عن الله
تبارك وتعالى، وثابت بن عبيد ومن قبله من رجال الصحيح وفي اسناد الطبراني رجل
95

غير مسمى. وعن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فمنهم
ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات قال سابق بالخيرات والمقتصد
يدخلون الجنة بغير حساب والظالم لنفسه يحاسب حسابا يسيرا ثم يدخل الجنة.
رواه الطبراني عن الأعمش عن رجل سماه فإن كان هو ثابت بن عمير
الأنصاري كما تقدم عند أحمد فرجال الطبراني رجال الصحيح. وعن عوف بن مالك
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمتي ثلاثة أثلاث فثلث يدخلون الجنة بغير حساب
وثلث يحاسبون حسابا يسيرا ثم يدخلون الجنة وثلث يمحصون ويكشفون ثم تأتى
الملائكة فيقولون وجدناهم يقولون لا إله إلا الله وحده فيقول صدقوا لا إله إلا أنا
أدخلوهم الجنة بقول لا إله إلا الله وحده واحملوا خطاياهم على أهل التكذيب فهي
التي قال الله (وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم) وتصديقها في التي ذكر فيها
الملائكة قال تبارك وتعالى (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)
فجعلهم ثلاثة أفواج وهم أصناف كلهم (فمنهم ظالم لنفسه) فهذا الذي يكشف ويمحص
(ومنهم مقتصد) وهو الذي يحاسب حسابا يسيرا (ومنهم سابق بالخيرات) فهو الذي يلج
الجنة بغير حساب ولا عذاب (بإذن الله) يدخلونها جميعا لم يفرق بينهم (يحلون فيها
من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا
الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب
ولا يمسنا فيها لغوب والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا
يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور). رواه الطبراني وفيه سلامة
ابن روح وثقه ابن حباب وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. وعن أسامة
ابن زيد (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد - الآية) وقال النبي صلى الله عليه
وسلم كلهم من هذه الأمة. رواه الطبراني وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي
ليلى وهو سئ الحفظ. وعن عقبة بن صهبان قال قلت لعائشة أرأيت قول
الله تعالى (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه
96

ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله - الآية) قالت أما السابق
فقد مضى في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد له بالجنة وأما المقتصد
فمن اتبع آثارهم فعمل بمثل أعمالهم حتى يلحق بهم وأما الظالم لنفسه فمثلي
ومثلك ومن اتبعنا وكلهم في الجنة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الصلت
ابن دينار وهو متروك. قوله تعالى (أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة نودي
أين أبناء الستين وهو العمر الذي قال لله عز وجل فيه (أولم نعمركم ما يتذكر
فيه من تذكر). رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إبراهيم بن الفضل
المخزومي وهو ضعيف. قوله تعالى (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا) عن
ابن مسعود قال إن كاد الجعل (1) ليهلك في جحره بذنوب بني آدم ثم قرأ
(ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة). رواه الطبراني
عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
(سورة يس)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ يس في يوم
وليلة ابتغاء وجه الله غفر له. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه أغلب بن
تميم وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
دام على قراءة يس كل ليلة ثم مات مات شهيدا. رواه الطبراني في الصغير وفيه
سعيد بن موسى الأزدي وهو كذاب، وقد تقدم حديث في فضل سورة يس في
سورة البقرة. قوله تعالى (ونكتب ما قدموا وآثارهم) عن ابن عباس قال كانت
الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد فأرادوا أن يتحولوا عن المسجد فنزلت (ونكتب
ما قدموا وآثارهم) فثبتوا في منازلهم. رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد
ابن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. قوله تعالى (سلام قولا من رب رحيم)

(1) الجعل: حيوان كالخنفساء.
97

عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع
لهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب تبارك وتعالى قد أشرف عليهم فقال السلام
عليكم يا أهل الجنة فذلك قول الله تعالى (سلام قولا من رب رحيم) قال فينظر
إليهم وينظرون إليه لا يلتفتون إلى شئ من النعيم ما داموا ينظرون إليه ويبقى نوره
في ديارهم. رواه البزار وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو ضعيف.
(سورة والصافات)
عن ابن مسعود في قوله (والصافات صفا) قال الملائكة (فالزاجرات زجرا)
قال الملائكة (فالتاليات ذكرا) قال الملائكة. رواه الطبراني عن شيخه عبد الله
ابن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. قوله تعالى (وفديناه بذبح عظيم)
يأتي في فضل إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إن شاء الله. قوله تعالى (فالتقمه الحوت
وهو مليم) عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لما أراد الله تبارك
وتعالى حبس يونس في بطن الحوت أوحى الله إلى الحوت أن لا تخدشن له لحما ولا
تكسرن له عظما فأخذه ثم أهوى به إلى مسكنه في البحر فلما انتهى به إلى أسفل
البحر سمع يونس حسا فقال في نفسه ما هذا فأوحى الله تبارك وتعالى إليه وهو في
بطن الحوت ان هذا تسبيح دواب الأرض فسبح وهو في بطن الحوت فسمعت
الملائكة تسبيحه فقالوا ربنا انا نسمع صوتا ضعيفا بأر غربة فقال تبارك وتعالى
ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر فقالوا العبد الصالح الذي كان
يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح قال نعم فشفعوا له عند ذلك فأمر الحوت
فقذفه في الساحل كما قال الله تعالى (وهو سقيم). رواه البزار عن بعض أصحابه ولم
يسمه وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح. تعالى (وإنا
لنحن الصافون) عن ابن مسعود قال إن في السماوات السبع لسماء ما فيها موضع شبر
إلا وعليه جبهة ملك أو قدماه قائما ثم قرأ (وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون).
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
98

(سورة ص)
قوله تعالى (وعزني في الخطاب) عن عبد الله يعني ابن مسعود (وعزني في
الخطاب) قال ما زاد داود على أن قال أكفلنيها. رواه الطبراني عن شيخه عبد الله
ابن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. قوله تعالى (يسبحن بالعشي
والإشراق) عن ابن عباس قال كنت أمر بهذه الآية فما أدرى ما هي العشى
والإشراق حتى حدثتني أم هانئ بنت أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل
عليها فدعا بوضوء بجفنة كأني انظر إلى أثر العجين فيها فتوضأ ثم قام فصلى الضحى
فقال يا أم هانئ هي صلاة الاشراق. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بكر الهذلي
وهو ضعيف. قوله تعالى (فطفق مسحا بالسوق والأعناق) عن أبي بن كعب عن
النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى (فطفق مسحا بالسوق والأعناق) قال قطع سوقها
وأعناقها رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعيد بن بشير وثقه شعبة وغيره وضعفه
ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات. قوله تعالى (وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد لسليمان بن داود ولد فقال
للشياطين أين نواريه من الموت فقالوا نذهب به إلى المشرق فقال يصل إليه الموت
قالوا إلى البحار قال يصل إليه قالوا نضعه بين السماء والأرض ونزل عليه ملك الموت
فقال يا ابن داود إني أمرت بقبض نسمة طلبتها بالمشرق فلم أصبها فطلبتها في المغرب
فلم أصبها فطلبتها في البحار وطلبتها في تخوم الأرض فلم أصبها فبينا أنا أصعد
إذا أصبتها فقبضتها وجاء جسده حتى وقع على كرسيه فهو قول الله عز وجل (ولقد
فتنا سلميان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب). رواه الطبراني في الأوسط وفيه
يحيى بن كثير صاحب البصري وهو متروك وابنه كثير ضعيف أيضا. قوله تعالى
(رخاء حيث أصاب) عن ابن عباس في قوله تعالى (رخاء) قال الرخاء المطيعة (1)
وأما قوله (حيث أصاب) حيث أراد. رواه أبو يعلى وفيه محمد بن السائب
الكلبي وهو ضعيف. قوله تعالى (قالوا ربنا من قدم لنا هذا) عن عبد الله يعني

(1) في الأصل مطموسة، والتصحيح من تفسير أبى السعود.
99

ابن مسعود (قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار) قال أفاعي
وحيات. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(سورة الزمر)
قوله تعالى (ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) عن ابن عمر قال لقد
غشيتنا برهة من دهرنا ونحن نرى أن هذه الآية نزلت فينا وفي أهل الكتاب
من قبلنا (إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يؤمن القيامة عند ربكم تختصمون)
الآية قلنا كيف نختصم ونبينا واحد وكتابنا واحد حتى رأيت بعضنا يضرب
وجوه بعض بالسيف فعرفت أنها فينا نزلت. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن
عبد الله بن الزبير قال لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنك ميت وإنهم ميتون
ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) قال الزبير أفيكرر علينا ما كان بيننا
في الدنيا قال نعم ليكرر حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه، قال الزبير والله
ان الامر لشديد. رواه الطبراني ورجاله ثقات. قوله تعالى (الله يتوفى الأنفس
حين موتها) عن ابن عباس (الله يتوفى الأنفس حين موتها) قال تلتقي أرواح الاحياء
والأموات فيتساءلون بينهم فيمسك الله أرواح الموتى ويرسل أرواح الاحياء
إلى أجسادها. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. قوله تعالى (قل
يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) عن ثوبان مولى رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أحب أن لي الدنيا وما
فيها بهذه الآية (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله
يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) فقال رجل ومن أشرك فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلا من أشرك. رواه الطبراني في الأوسط وأحمد بنحوه وقال إلا من أشرك
ثلاث مرات، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن. وعن ابن عباس قال بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وحشي بن حرب قاتل حمزة يدعوه إلى الاسلام فأرسل إليه
يا محمد كيف تدعوني وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنى يلق أثاما يضاعف
100

له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا وأنا صنعت ذلك فهل تجد لي من رخصة فأنزل
الله عز وجل (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات
وكان الله غفورا رحيما) فقال وحشي يا محمد هذا شرط شديد إلا من تاب وآمن وعمل
عملا صالحا فلعلي لا أقدر على هذا فأنزل الله عز وجل (ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر
ما دون ذلك لمن يشاء) فقال وحشي يا محمد هذا أرى بعد مشيئة فلا أدرى يغفر لي أم لا
فهل غير هذا فأنزل الله عز وجل (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة
الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم) قال وحشي هذا نعم فأسلم فقال الناس
يا رسول الله انا أصبنا ما أصاب وحشي قال هي للمسلمين عامة. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه أبين بن سفين ضعفه الذهبي (1) وعن ابن عمر قال كنا نقول ما لمن افتتن
توبة إذا ترك دينه بعد اسلامه ومعرفته فأنزل الله فيهم (يا عبادي الذين أسرفوا على
أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) فذكر الحديث وقد تقدم بطوله في المغازي والهجرة،
وفيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس. قتل وحديث ابن مسعود في سورة
الطلاق. قوله تعالى (بلى قد جاءتك آياتي) عن أبي بكرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ
(بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين) على
الجر. رواه الطبراني وفيه من لم أعرف. قوله تعالى (وما قدروا الله قدره) إلى
آخر السورة: عن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفر من أصحابه إني قارئ عليكم
آيات من آخر سورة الزمر فمن بكى منكم وجبت له الجنة فقرأها من عند (وما
قدروا الله حق قدره) إلى آخر السورة فمنا من بكى ومنا من لم يبك فقال الذين لم
يبكوا يا رسول الله لقد جهدنا أن نبكي فلم نبك فقال إني سأقرأها عليكم فمن لم
يبك يتباكى. رواه الطبراني وفيه بكر بن خنيس وهو متروك
(سورة غافر)
قوله تعالى (غافر الذنب) عن عبد الله بن عمر في قول الله عز وجل (غافر

(1) قلت ضعفه ابن عدي وابن حبان وغيرهما - كما في هامش الأصل.
101

الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير) قال غافر
الذنب لمن يقول لا إله إلا الله وقابل التوب لمن يقول لا إله الله شديد العقاب
لمن لا يقول لا إله إلا الله ذي الطول ذي الغنى لا إله هو كانت كفار قريش
لا يوحدونه فوحد نفسه إليه المصير مصير من يقول لا إله إلا الله فيدخله الجنة
ومصير من لا يقول لا إله إلا الله فيدخله النار. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه يحي بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف. قوله تعالى (يعلم خائنة الأعين) عن
ابن عباس في قول الله (يعلم خائنة الأعين) إذا نظرت إليها تريد الخيانة أم لا
(وما تخفى الصدور) إذا قدرت عليها أتزني بها أم لا ألا أخبركم بالتي تليها (والله
يقضى بالحق) قادر على أن يجزى بالحسنة الحسنة وبالسيئة (إن الله هو
السميع البصير). رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن أحمد بن شبوية
وهو مستور، وبقية رجاله ثقات. قوله تعالى (قالوا ربنا أمتنا اثنتين) عن ابن مسعود
في قوله تعالى (ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) قال هي مثل التي في سورة البقرة
(وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون). رواه الطبراني عن عبد
الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. قوله تعالى (منهم من قصصنا عليك)
عن علي في قوله تعالى (منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك) قال
بعث الله عبدا حبشيا نبيا وهو ممن لم يقص على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه محمد بن أبي ليلى وهو سئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات.
(سورة حم السجدة)
عن ابن عباس (ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون) قال يحشر أولهم على
آخرهم. رواه الطبراني وفيه محمد بن أبي ليلى وهو سئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات.
(سورة حمعسق)
عن ميمونة قالت قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (حمعسق) فقال يا ميمونة لقد نسيت ما
بين أولها إلى آخرها قالت فقرأتها فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني ورجاله
102

رجال الصحيح غير شيخ الطبراني محمد بن عبدوس. وعن ابن عباس قال كنا
نقرأ هذه الآيات (تكاد السماوات يتفطرن (1) من فوقهن) هكذا وجدته
من غير ضبط. رواه الطبراني ورجاله ثقات. قوله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجرا
الا المودة في القربى) عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (قل لا أسألكم
عليه) على ما آتيتكم به من البينات والهدى (أجرا الا) أن توادوا الله وأن تقربوا
إلى الله بطاعته. رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد فيهم قزعة (2) بن سويد وثقه ابن
معين وغيره وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس قال لما نزلت
(قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى) قالوا يا رسول الله من قرابتك
هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم قال علي وفاطمة وابناهما. رواه الطبراني من
رواية حرب بن الحسن الطحان عن حسين الأشقر عن قيس بن الربيع وقد وثقوا
كلهم وضعفهم جماعة، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس قال قالت الأنصار فيما
بينهم لو جمعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مالا فبسط يده لا يحول بينه وبينه أحد فأتوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انا أردنا أن نجمع من أموالنا
فأنزل الله جل ذكره (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى) فخرجوا مختلفين
فقال بعضهم إنما قال هذا لنقاتل عن أهل بيته وننصرهم فأنزل الله جل ذكره (أم
يقولون افترى على الله كذبا) إلى قوله (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده)
فعرض لهم التوبة إلى قوله (ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم
من فضله). رواه الطبراني في الكبير والأوسط وزاد بعد من فضله هم الذين قالوا
هذا ان تتوبوا إلى الله وتستغفروه، والباقي بنحوه، وفيه عثمان بن عمير أبو اليقظان،
وهو ضعيف. قوله تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) عن علي
عليه السلام قال ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله حدثنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) وسأفسرها لك

(1) في الأصل " ينفطرن " بالنون.
(2) في الأصل " قرعة " والتصحيح من الخلاصة.
103

يا علي ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فيما كسبت أيديكم والله أكرم
عن أن يثنى عليهم العقوبة في الآخرة وما عفا الله عنه في الدنيا فالله أحلم من أن يعود
بعد عفوه، رواه أحمد وأبو يعلى الا أنه قال فالله أكرم من أن يثني عليكم العقوبة
بدل عليهم، وفيه أزهر بن راشد وهو ضعيف. قوله تعالى (ولو بسط الله الرزق
لعباده) عن عمرو بن حريث قال نزلت هذه الآية في أهل الصفة (ولو بسط الله الرزق
لعباده لبغوا في الأرض) لأنهم تمنوا الدنيا. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(سورة الزخرف)
قوله تعالى (وانه لذكر لك ولقومك) عن ابن عباس في قوله (وانه لذكر لك
ولقومك) قال شرف لك ولقومك. رواه الطبراني عن بكر بن سهل عن عبد
الله بن صالح وقد وثقا وفيهما ضعف. قوله تعالى (وإنه لعلم للساعة) عن أبي يحيى
مولى ابن عقيل الأنصاري قال قال ابن عباس لقد عملت آية من القرآن ما سألني
عنها أحدد قطط فما أدرى أعلمها فلم يسألوا عنها أولم يفطنوا لها فيسئلوا عنها
ثم طفق يحدثنا فلما قام تلاومنا ألا سألناه عنها قال فقلت أنا لها إذا راح غدا
فلما راح الغد قلت يا ابن عباس ذكرت أن آية من القرآن لم يسألك عنها رجل قط
فلا تدري علمها الناس فلم يسألوا عنها أولم يفطنوا لها أخبرني عنها قال نعم ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقريش انه ليس أحد يعبد من دون الله فيه خير وقد علمت
قريش أن النصارى تعبد عيسى بن مريم وما يقول محمد فقالوا يا محمد ألست تزعم
أن عيسى كان نبيا وعبدا من عباد الله صالحا فان كنت صادقا فان آلهتهم لكما
يقولون فأنزل عز وجل (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون)
قلت ما يصدون قال يضجون (وانه لعلم للساعة) قال خروج عيسى بن مريم عليه
السلام قبل يوم القيامة. رواه أحمد والطبراني ينحوه الا أنه قال فان كنت صادقة
فإنه لكآلهتهم، وفيه عاصم بن بهدلة وثقه أحمد وغيره وهو سئ الحفظ، وبقية
رجاله رجال الصحيح.
104

(سورة الدخان)
قوله تعالى (فما بكت عليهم السماء) عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
ما من عبد الا وله في السماء بابان باب يدخل عمله وباب يخرج فيه عمله وكلامه فإذا
مات فقداه وبكيا عليه وتلا هذه الآية (فما بكت عليهم السماء والأرض) فذكر
أنهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملا صالحا يبكى عليهم ولم يصعد لهم إلى السماء
من كلامهم ولا عملهم كلام طيب ولا عمل صالح فيفقدهم فيبكي عليهم قلت روى
الترمذي بعضه رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف. قوله
تعالى (كالمهل) عن الضحاك أن ابن مسعود أذاب فضة من بيت المال ثم أرسل
إلى أهل المسجد فقال من أحب أن ينظر إلى المهل فلينظر إلى هذه. رواه الطبراني
وفيه يحي الحماني وهو ضعيف.
(سورة الأحقاف)
عن عبد الله بن مسعود قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة من ال حم
يعنى الأحقاف قال وكانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سمعت ثلاثين.
رواه أحمد باسناد رجال أحدهما ثقات. قوله تعالى (أو أثارة من علم) عن ابن
عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم (أو أثارة من علم) قال الخط. رواه أحمد والطبراني في
الكبير والأوسط ولفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الخط فقال هو أثارة
من علم، وفي رواية في الأوسط عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل
(أو أثارة من علم) قال جودة الخط، ورجال أحمد للحديث المرفوع رجال الصحيح.
قوله تعالى (وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله) عن عوف بن ملك الأشجعي
قال انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود يوم عيدهم فكرهوا دخولنا
عليهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر اليهود أروني اثنى عشر رجلا منكم
يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله يحط الله عن كل يهودي تحت أديم
السماء الغضب الذي عليه فأسكتوا فما أجابه منهم أحد ثم رد عليهم فلم يجبه أحد ثم
105

ثلث فلم يجبه أحد فقال أيتم فوالله لأنا الحاشر وأنا العاقب وأنا المقفى آمنتم أو
كذبتم ثم انصرف وأنا معه كدنا أن نخرج فإذا رجل خلفه فقال كما أنت
يا محمد فأقبل فقال ذاك الرجل أي رجل تعلموني منكم يا معشر قالوا والله ما
نعلم فينا رجلا كان أعلم بكتاب الله ولا أقه منك ولا من أبيك قبلك ولا من جدك
قبل أبيك قال فإني أشهد بالله انه نبي الله الذي تجدون في التوراة قالوا كذبت ثم
ردوا عليه وقالوا فيه شرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبتم لن نقبل منكم قولكم قال
فخرجنا ونحن ثلاثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وابن سلام فأنزل الله تعالى (قل
أرأيت إن كان من عند الله كفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على
مثله فآمن واستكبر ثم إن الله لا يهدى القوم الظالمين). رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح. قوله تعالى (فلما رأوه عارضا) مذكور في سورة الذاريات. قوله تعالى
(حتى إذا بلغ أشده) عن ابن عباس في قول عز وجل (حتى إذا بلغ أشده)
قال ثلاثة وثلاثون وهو الذي رفع عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه صدقة بن يزيد وثقه أبو زرعة وأبو حاتم وضعفه أحمد
وجماعة، وبقية رجاله ثقات. قوله تعالى (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن) عن
ابن عباس (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن) الآية قال كانوا
تسعة نفر من أهل نصيبين فجعلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلا إلى قومهم. رواه الطبراني.
ولابن عباس في الأوسط قال صرفت الجن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين وكان أشراف
الجن بنصيبين، وله في الأوسط أيضا أن الجن الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أتوه وهو
بنخلة. ولابن عباس في البزار كانت أشراف الجن بالموصل. فأما اسناد الطبراني في
الكبير ففيه النضر أبو عمر وهو متروك، وأحد إسنادي الأوسط فيه جابر الجعفي وهو
ضعيف والاسناد الآخر واسناد البزار أيضا فيهما عفير بن معدان وهو متروك.
وعن زر يعني ابن حبيش (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه
قالوا أنصتوا) قال صه (1) قال فكانوا سبعة أحدهم زوبعة. رواه البزار ورجاله ثقات.

(1) كلمة زجر تقال عند الاسكات، وتكون للواحد والاثنين والجمع والمذكر
والمؤنث بمعنى اسكت ويجوز فيها التنوين وعدمه.
106

(سورة الفتح)
قوله تعالى (ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم) عن ابن عباس في قوله (ليزدادوا ايمانا مع
ايمانهم) قال إن الله بعث صلى الله عليه وسلم بشهادة أن لا إله إلا الله فلما صدقوا
زادهم الحج فلما صدقوا زادهم الجهاد ثم أكمل لهم دينهم فقال (اليوم أكملت لكم
دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) قال ابن عباس
فأوثق إيمان أهل السماوات والأرض شهادة أن لا إله إلا الله. رواه الطبراني وفيه عبد
الله بن صالح قيل فيه ثقة مأمون وقد ضعف. قوله تعالى (ليس على الأعمى
حرج) عن زيد بن ثابت قال كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وإني لواضح القلم أذني إذا أمر بالقتال إذ جاء أعمى فقال كيف بي وأنا ذاهب البصر فنزلت (ليس على الأعمى حرج). رواه الطبراني وفيه محمد بن جابر السحيمي
وهو ضعيف يكتب حديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح. قوله تعالى (ولولا رجال
مؤمنون) عن أبي جميعة الأنصاري جنيد بن سبع قال قاتلت النبي صلى الله عليه
وسلم أول النهار كافرا وقاتلت معه آخر النهار مسلما وكنا ثلاثة رجال وتسع نسوة
وفينا نزلت (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات). رواه الطبراني باسنادين رجال
أحدهما ثقات. قوله تعالى (سيماهم في وجوههم من أثر السجود) عن أبي بن كعب
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل (سيماهم في وجوههم من أثر السجود)
قال النور يوم القيامة. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه راود بن الجراح
وثقه ابن حبان وغيره وضعفه الدار قطني وغيره. وعن الجعيد بن عبد الرحمن
قال كنت عند السائب بن يزيد إذ جاء الزبير بن سهل بن عبد الرحمن بن عوف
وفى جهة أثر السجود فلما رآه قال من هذا قيل الزبير قال لقد أفسد هذا وجهه أما
والله ما هي السيما التي سمى الله ولقد صليت على وجهي منذ وثمانين سنة ما أثر السجود
بين عيني. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
107

(سورة الحجرات)
قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) عن
أبي بكر يعنى الصدق قال لما نزلت هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا
أصواتكم فوق صوت النبي) قلت يا رسول الله والله لا أكلمك الا كأخي
السرار. رواه البزار وفيه حصين بن عمر الأحمسي وهو متروك وقد وثقه العجلي،
وبقية رجاله رجال الصحيح. قوله تعالى (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات)
عن زيد بن أرقم قال جاء ناس من العرب فقالوا انطلقوا بنا إلى هذا الرجل فان يك
نبيا فنحن أسعد الناس به وان يك مكا عشنا في حياته فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فأخبرته بما قالوا ثم جاؤوا إلى الحجر النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا ينادون يا محمد يا محمد فأنزل
الله عز وجل (ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون) فأخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني فقال لقد صدق الله قولك يا زيد. رواه
الطبراني وفيه داود بن راشد الطفاوي وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين،
وبقية رجاله ثقات. وعن الأقرع بن حابس أنه نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء
الحجرات فقال يا رسول الله فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إن حمدي
زين وإن ذمي لشين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا كم الله عز وجل كما حدث أبو سلمة.
رواه أحمد والطبراني وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح إن كان أبو سلمة
سمع من الأقرع وإلا فهو مرسل كاسناد أحمد الآخر. قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا
إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) عن الحرث بن ضرار الخزاعي قال قدمت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني إلى الاسلام فأقررت به ودخلت فيه ودعاني إلى الزكاة
فأقررت بها قلت يا رسول الله أرجع إلى قومي وادعوهم إلى الاسلام وأداء الزكاة فمن
استجاب لي جمعت زكاته فيرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا لا بان كذا
وكذا ليأتيك ما جمعت من الزكاة فلما جمع الحرث الزكاة ممن استجاب له وبلغ الا بان
الذي أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليه احتبس الرسول فلم يأته فظن الحرث أنه
108

قد حدث فيه سخطة من الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فدعا سروات
قومه فقال لهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وقت وقتا يرسل إلى رسوله يقبض
ما كان عندي من الزكاة وليس من رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلف ولا أرى
حبس رسوله إلا من سخطة كانت فانطلقوا فنأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة ليقبض ما كان عنده مما جمع من
الزكاة فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فوق فرجع فأتى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال إن الحرث منعني الزكاة وأراد قتلى فضرب رسول الله صلى الله عليه
وسلم البعث إلى الحرث فأقبل الحرث بأصحابه إذا استقبل البعث وفصل من المدينة
فلقيهم الحارث فقالوا هذا الحارث فلما غشيهم قال لهم إلى أين بعثتم قالوا إليك قال
ولم قالوا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعث إليك الوليد بن عقبة فزعم أنك
منعته الزكاة وأردت قتله قال لا والذي بعث محمدا بالحق ما رأيته البتة ولا أتاني فلما
دخل الحرث على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال منعت الزكاة وأردت قتل رسولي
قال لا والذي بعثك بالحق ما رأيته بتة ولا أتاني وما احتبست إلا حين احتبس على رسول
رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبت أن يكون كانت سخطة من الله عز وجل ورسوله قال فنزلت
الحجرات (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة
فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) إلى هذا المكان (فضلا من الله ونعمة والله عليم
حيكم). رواه أحمد والطبراني الا أنه قال الحرث بن سرار بدل ضرار، ورجال أحمد
ثقات. وعن علقمة بن ناجية قال بعث إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة
ابن أبي معيط يصدق أموالنا فسار حتى إذا كان قريبا منا وذلك بعد وقعة المريسيع
فرجع فركبت في أثره فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أتيت قوما
في جاهليتهم أخذوا اللباس ومنعوا الصدقة فلم بغير النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت الآية
(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ) الآية فأتى المصطلقون إلى النبي صلى الله عليه وسلم
أثر الوليد بطائفة من صدقاتهم يسوقونها وبنفقات يحملونها فذكروا ذلك له وأنهم
109

خرجوا يطلبون الوليد بصدقاتهم فلم يجدوه فدفعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما كان معهم قالوا يا رسول الله بلغنا مخرج رسولك فسررنا بذلك وكنا نتلقاه فبلغنا
رجعته فخفنا أن يكون ذلك من سخط علينا وعرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم
أن يشتروا منه ما بقي وقبل منهم الفرائض وقال ارجعوا بنفقاتكم لا نبيع شيئا من
الصدقات حتى نقبضه فرجعوا إلى أهليهم وبعث إليهم من يقبض بقية صدقاتهم.
وفى رواية عن علقمة أيضا أنه كان في بني عبد المصطلق على رسول الله صلى الله عليه
وسلم في أمر الوليد بن عقبة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انصرفوا غير
محبوسين ولا محصورين. رواه الطبراني باسنادين في أحدهما يعقوب بن حميد بن
كاسب وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات. وعن جابر بن عبد الله
قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة إلى بني وليعة وكان بينهم
شحناء في الجاهلية فلما بلغ بني وليعة استقبلوه لينظروا ما في نفسه فخشى القوم فرجع
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن بني وليعة أرادوا قتلي ومنعوني
الصدقة فلما بلغ بني وليعة الذي قال الوليد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أتوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله لقد كذب الوليد ولكن كان
بيننا وبينه شحناء فخشينا أن يعاقبنا بالذي كان بيننا فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لينتهين بني وليعة أولا بعثن إليهم رجلا كنفسي يقتل مقاتلتهم ويسبي ذراريهم
وهو هذا ثم ضرب بيده على كتف علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال وأنزل الله في الوليد
(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ) الآية. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
عبد الله بن عبد القدوس التميمي وقد ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله
ثقات. وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف إلى بيتها فصلى فيه ركعتين
بعد العصر فأرسلت عائشة إلى أم سلمة ما هذه الصلاة التي صلاها النبي صلى الله
عليه وسلم في بيتك فقالت إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الظهر ركعتين
فقدم عليه وفد بني المصطلق فيما صنع بهم عاملهم الوليد بن عقبة فلم يزالوا يعتذرون
110

إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاء المؤذن يدعوه إلى صلاة العصر فصلى المكتوبة
ثم صلى عندي في بيتي تلك الركعتين ما صلاهما قبل ولا بعد. وعن أم سلمة أنه نزل
في بني المصطلق فيما صنع بهم عاملهم الوليد بن عقبة (يا أيها الذين آمنوا إن
جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) الآية قالت وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إليهم
يصدق أموالهم فلما سمعوا به اقبل ركب منهم فقالوا نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونحمله فلما سمع بذلك ظن أنهم ساروا إليه ليقتلوه فرجع فقال إن بني المصطلق منعوا
صدقاتهم يا رسول الله وأقبل القوم حتى قدموا المدينة وصفوا وراء رسول الله صلى
الله عليه وسلم في الصف فلما قضى الصلاة انصرفوا فقالوا انا نعوذ بالله من غضب
الله وغضب رسوله سمعنا يا رسول الله برسولك الذي أرسلت يصدق أموالنا فسررنا
بذلك وقرت به أعيننا وأردنا أن نلقاه ونسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسمعنا أنه رجع فحسبنا أن يكون ردة غضب من الله ورسوله علينا فلم يزالوا
يعتذرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت فيهم هذه الآية - قلت في الصحيح
منه ما يتعلق بالركعتين بعد العصر فقط - رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو
ضعيف. وعن مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل الوليد بن عقبة بن أبي
معيط إلى بني المصطلق مصدقا. رواه الطبراني مرسلا وفيه عبد الله بن سعيد بن أبي
مريم وهو ضعيف. قوله تعالى (ولا تنابزوا بالألقاب) عن أبي جبيرة بن الضحاك
عن عمومة له قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وليس أحد منا إلا له لقب أو
لقبان فكان إذا دعاه بلقبه قلنا يا رسول الله إنه يكرهه فأنزل الله تعالى (ولا تنابزوا
بالألقاب) إلى آخر الآية - قلت هو في السنن من حديث أبي جبيرة نفسه وهنا
عنه عن عمومة له - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن الضحاك بن أبي جبيرة
قال: كانت لهم ألقاب في الجاهلية فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا بلقبه فقيل يا رسول
الله إنه يكرهه فأنزل الله تعالى (ولا تنابزوا بالألقاب) إلى آخر الآية. رواه
أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. قوله تعالى (يمنون عليك أن أسلموا) عن عبد
111

الله بن أبي أوفى أن ناسا من العرب قالوا يا رسول الله أسلمنا ولم نقاتلك وقاتلتك بنو
فلان فأنزل الله عز وجل (يمنون عليك أن أسلموا) الآية. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه الحجاج بن أرطاة وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح.
(سورة ق)
قوله تعالى (يوم نقول لجهنم هل امتلأت) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: افتخرت الجنة والنار فقالت النار يا رب يدخلني الجبابرة والمتكبرون والملوك
والاشراف وقالت الجنة يدخلني الضعفاء والفقراء والمساكين فيقول الله تبارك وتعالى
للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء وقال للجنة أنت رحمتي وسعت كل شئ
ولكل واحدة منكما ملؤها فيلقي في النار أهلها فتقول هل من مزيد قال ويلقى فيها
وتقول هل من مزيد ويلقى وتقول هل من مزيد حتى يأتيه الله تبارك وتعالى
فيضع قدمه (1) عليها فتقول قدني قدني وأما الجنة فيبقى فيها ما شاء الله أن يبقي فينشئ
الله لها ما يشاء - قلت في الصحيح بضعه محالا على حديث أبي هريرة - رواه
أحمد ورجاله ثقات لان حماد بن سلمة روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط.
قوله تعالى (ولدينا مزيد) عن أنس في قوله (ولدينا مزيد) قال يتجلى لهم كل جمعة.
رواه البزار وفيه عثمان بن عمير وهو ضعيف. قوله تعالى (وسبح بحمد ربك قبل
طلوع الشمس وقبل الغروب) عن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (وسبح
بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) قال قبل طلوع الشمس صلاة الصبح وقبل
الغروب صلاة العصر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه داود بن الزبرقان وهو متروك
(سورة والذاريات)
عن سعيد بن المسيب قال جاء أصبغ التميمي إلى عمر بن الخطاب رضي الله

(1) أي الذين قدمهم لها من شرار خلقه فهم قدم الله للنار كما أن المسلمين قدمه للجنة،
وقيل وضع القدم على الشئ مثل للردع والقمع فكأنه قال يأتيها أمر الله فيكفها من
طلب المزيد، وقيل أراد به تسكين ثورتها.
112

عن فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن (الذاريات ذروا) قال هي الرياح ولولا أني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال فأخبرني عن (الحاملات وقرا) قال هي
السحاب ولولا أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال فأخبرني
(عن القسمات أمرا) قال هي الملائكة ولولا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما
قلته قال فأخبرني عن (الجاريات يسرا) قال هي السفن ولولا أني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته ثم أمر به فضرب مائة وجعل في بيت فلما برأ دعاه
فضربه مائة أخرى وحمله على قتب وكتب إلى أبي موسى الأشعري امنع الناس
من مجالسته فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له بالايمان المغلظة ما يجد في
نفسه مما كان يجد شيئا فكتب بذلك إلى عمر فكتب عمر ما أخاله إلا قد صدق
فخل ما بينه وبين مجالسة الناس. رواه البزار وفيه أبو بكر بن أبي سبرة وهو
متروك. قوله تعالى (وفى عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم) عن ابن عمر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فتح الله على عاد من الريح إلا مثل موضع الخاتم فمرت بأهل
البادية فحملت مواشيهم وأموالهم بين السماء والأرض فلما رأى ذلك أهل الحاضر
قالوا هذا عارض ممطرنا فألقت أهل البادية ومواشيهم على أهل الحاضرة. رواه
الطبراني وفيه مسلم الملائي وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما فتح الله على عاد من الريح إلا مثل موضع الخاتم أرسلت عليهم فحملت البدو
إلى الحضر فلما رآها أهل الحضر قالوا هذا عارض ممطرنا مستقبل أوديتنا وكان
أهل البوادي فيها فألقى أهل البادية على أهل الحاضر حتى هلكوا قال عتت على
خزانها حتى خرجت من خلال الأبواب. رواه الطبراني وفيه مسلم الملائي وهو ضعيف.
(سورة والطور)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت المعمور في السماء يقال له
الضراح على مثل البيت الحرام بحياله سقط لسقط عليه يدخله كل يوم سبعون
ألف ملك لم يرونه قط وإن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة قال ويدخل البيت
113

المعمور كل يوم سبعون ألف ملك لا يدخلونه أبدا. رواه الطبراني وفيه إسحاق بن
بشر أبو حذيفة وهو متروك. قوله تعالى (واتبعتهم ذريتهم بايمان) عن ابن عباس أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال إنهم
لم يبلغوا درجتك وعملك فيقول يا رب قد عملت لي ولهم فيؤمر بالحاقهم وقرأ ابن
عباس (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم (1) بايمان) الآية. رواه الطبراني في الصغير
والكبير وفيه محمد بن عبد الرحمن بن غزوان وهو ضعيف. وعن ابن عباس رفعه
إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله ليرفع ذرية (2) المؤمن إليه في درجته وإن كانوا دونه في العمل
لتقر بهم عينه ثم قرأ (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم) الآية ثم قال وما نقصنا الآباء
بما أعطينا البنين. رواه البزار وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وفيه ضعف.
(سورة والنجم)
قوله تعالى (ثم دنا فتدلى) عن ابن عباس دنا فتدلى قال هو محمد صلى الله عليه وسلم دنا فتدلى إلى
ربه. رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط. قوله تعالى (فكان قاب
قوسين أو أدنى) عن ابن عباس في قوله تعالى (فكان قاب قوسين أو أدنى) قال
ألقاب القيد والقوسين الذراعين. رواه الطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وهو ضعيف
وقد يحسن حديثه. قوله تعالى (إذ يغشى السدرة ما يغشى) عن ابن عباس (إذ
يغشى السدرة ما يغشى) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيتها حتى استثبتها
ثم حال دونها فراش الذهب. رواه أبو يعلى وفيه جويبر وهو ضعيف.
قوله تعالى (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) عن ابن عباس قال سأل النبي
صلى الله عليه وسلم جبريل صلى الله عليه وسلم أن يراه في صورته فقال ادع ربك فدعا ربه فطلع عليه من
قبل المشرق فجعل يرتفع وبشير فلم رآه صعق فأتاه. رواه البزار عن شيخه محمد
ابن الحسن الكرماني ولم أعرفه وإدريس ابن بنت وهب بن منبه يكتب حديثه في
الرقاق كما قال ابن معين، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس قال إن محمد صلى الله

(1) في الأصل (وأتبعناهم ذرياتهم).
(2) في الأصل " درجة ".
114

عليه وسلم رأى ربه قال عكرمة يا أبا عباس أليس يقول الله (لا تدركه الابصار وهو
يدرك الابصار) فقال ابن عباس لا أم لك إنما ذلك إذا تجلى بكيفية لم يقم له
بصر - قلت له حديث رواه الترمذي غير هذا - رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن
الحكم بن أبان وهو متروك. قوله تعالى (أفرأيتم اللات والعزى) عن ابن عباس
فيما يحسب سعيد بن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بمكة فقرا سورة والنجم
حتى انتهى إلى (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) فجرى على
لسانه تلك الغرانيق العلي الشفاعة منهم ترتجى قال فسمع بذلك مشر كو أهل
مكة فسروا بذلك فاشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تبارك وتعالى
(وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته
فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته). رواه البزار والطبراني
وزاد إلى قوله (عذاب يوم عقيم) يوم بدر. ورجالهما رجال الصحيح إلا أن
الطبراني قال لا أعلمه إلا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد تقدم حديث مرسل
في سورة الحج أطول من هذا ولكنه ضعيف الاسناد. وعن ابن عباس أن العزى
كانت ببطن نخلة وأن اللات كانت بالطائف وأن مناة كانت بقديد قال علي بن
الجعد بطن نخلة هو بستان بني عامر. رواه الطبراني وفيه أبو شيبة وهو ضعيف.
قوله تعالى (الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش إلا اللمم) عن ابن عباس (الذين
يجتنبون كبائر الاثم والفواحش إلا اللمم) قال اللمة من الزنا وقال ابن عباس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن تغفر اللهم تغفر جما * وأي عبد لك لا ألما
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس في قوله (الذين يجتنبون
كبائر الاثم والفواحش) قال أكبر الكبائر الاشراك بالله عز وجل قال الله عز وجل
(ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة) واليأس من روح الله عز وجل قال
الله عز وجل (لا بيأس من روح الله إلا القوم الكافرين) والامن من مكر الله
115

عز وجل لأن الله تبارك وتعالى قال (فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) ومنها
عقوق الوالدين لان الله تبارك جعل العاق جبارا شقيا وقتل النفس التي
حرم الله إلا بالحق لان تبارك وتعالى يقول (فجزاؤه جهنم) الآية وقذف
المحصنة لأن الله عز وجل يقول (لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم) وأكل
مال اليتيم لان الله عز وجل يقول (إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا)
والفرار من الزحف لان الله تعالى يقول (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا
لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) وأكل
الربا لان الله عز وجل يقول (الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقول
الذي يتخبطه الشيطان من المس) والسحر لأن الله تعالى يقول (ولقد علموا
لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق) والزنا لان الله تعالى يقول (ومن يفعل
ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا) واليمين الغموس
الفاجرة لان الله عز وجل يقول (ان الدين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا)
الآية والغلول لان الله تبارك وتعالى يقول (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة)
ومنع الزكاة المفروضة لان الله تعالى يقول (فتكوى بها جباههم) وشهادة الزور لان
الله تعالى يقول (ومن يكتمها فإنه آثم قبله) وشرب الخمر لان الله عز وجل
عدل بها الأوثان وترك الصلاة متعمدا أو شيئا مما فرض الله لان الرسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله ونقض العهد وقطع
الرحم. رواه الطبراني واسناده حسن. قوله تعالى (وأنتم سامدون) عن ابن عباس
(وأنتم سامدون) قال كانوا يمرون على النبي صلى الله عليه وسلم شامخين ألم تر
إلى العجل كيف يخطر شامخا. رواه أبو يعلى وفيه الضحاك بن مزاحم وقد وثق
وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات لكنه لم يسمع من ابن عباس. وعن ابن عباس
(وأنتم سامدون) قال الغناء. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن
عباس (وأنتم سامدون) قال معرضون لاهون. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
116

(سورة اقتربت)
قوله تعالى (إنا كل شئ خلقناه بقدر) عن عبد الله بن عمرو قال ما أنزلت
هذه الآية (ان المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم
ذوقوا مس إنا كل شئ خلقناه بقدر) الا في أهل القدر. رواه البزار وفيه
يونس بن الحرث وثقه ابن معين وابن حبان وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وعن
ابن عباس قال نزلت هذه الآية في القدرية (يوم يسحبون في النار على وجوههم
ذوقوا مس سقر انا كل شئ خلقناه بقدر). رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن
مجاهد وهو ضعيف. وعن زرارة عن النبي صلى الله عليه وسلم (ذوقوا مس سقر انا كل شئ
خلقناه بقدر) قال نزلت في أناس من أمتي في آخر الزمان يكذبون بقدر الله عز
وجل. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
(سورة الرحمن)
قوله تعالى (فبأي آلاء ربكما تكذبان) عن أسماء يعني بنت أبي بكر قالت
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي نحو الركن قبل ان يصدع بما
يؤمر والمشركون يسمعون (فبأي آلاء ربكما تكذبان). رواه أحمد وفيه ابن لهيعة
وفيه ضعف وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عمران النبي صلى
الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن على أصحابه فسكتوا فقال لقد كان الجن أحسن
ردا منك كلما قرأت عليهم (فبأي آلاء ربكما تكذبان) قالوا لا بشئ من آلائك
ربنا نكذب فلك الحمد. رواه البزار عن شيخه عمرو بن مالك الراسبي وثقه ابن
حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. قوله تعالى (كل يوم هو في شأن)
عن عبد الله بن منيب قال تلا علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل يوم هو في شأن) فقلنا
يا رسول الله وما ذاك الشأن قال أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار وفيه من لم أعرفهم. وروى البزار عن
أبي الدرداء نحوه وزاد فيه ويجيب داعيا - قلت روى ابن ماجة إلى قوله ويجيب داعيا
117

وفيه الوزير (1) بن صبيح ولم أعرفه. قوله تعالى (ولمن خاف مقام ربه جنتان) عن
أبي الدرداء أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول على المنبر (ولمن خاف مقام ربه جنتان)
فقلت وان زنى سرق يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم
الثانية (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فقلت وإن زنى وإن سرق يا رسول الله فقال
النبي صلى الله عليه وسلم الثالثة (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فقلت وإن زنى وإن سرق يا رسول
الله فقال نعم وان رغم أنف أبي الدرداء. رواه أحمد والطبراني ولفظه عن عمرو بن
الأسود أنه خرج من منزله وخرج أبو الدرداء وهما يريدان المسجد وعمرو خلفه
وهو يقول (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فقال عمرو وان زنى وان سرق فكررها
مرتين أو ثلاثا قال نعم وان رغم أنفك يا عمرو ثم قال لعلك وجدت في نفسك يا عمرو
ما قلت لك إلا ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه فقال وان رغم أنفك يا عويمر
ورجال أحمد رجال الصحيح. قوله تعالى (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) عن ابن
مسعود قال المرجان: الخرز الأحمر. رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن
سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. قوله تعالى (مدهامتان) عن أبي أيوب عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن قول الله عز وجل (مدهامتان) فقال خضراوان. رواه الطبراني
وفيه واصل بن السائب وهو متروك.
(سورة الواقعة)
عن أبي بكر قال قلت يا رسول الله لقد أسرع إليك الشيب قال شيبتني الواقعة
وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. قوله
تعالى (ثلة من الأولين) عن أبي هريرة قال لما نزلت (ثلة من الأولين وقليل من
الآخرين) شق ذلك على المسلمين فنزلت (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين). رواه
أحمد من حديث محمد بياع الملا عن أبيه ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي بكرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين) قال جميعهما من هذه

(1) في الأصل (العوام بن صبيح) وفي الهامش: صوابه الوزير، وهو معروف.
118

الأربعة رواه الطبراني باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو ثقة
سئ الحفظ. قوله تعالى (وحور عين) عن أم سلمة قالت قلت يا رسول الله أخبرني عن
قول الله عز وجل (وحور عين) قال حور بيض عين ضخام العيون شفر الحوراء بمنزلة
جناح النسور قلت يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل (كأنهن لؤلؤ مكنون)
قال صفاؤهن صفاء الدر الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي قلت يا رسول الله
أخبرني عن قول الله عز وجل (خيرات حسان) قال خيرات الأخلاق حسان الوجوه
قلت يا رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل (كأنهن بيض مكنون) قال رقتهن
كرقة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي القشر وهو الغرقى قلت يا رسول الله أخبرني
عن قول الله عز وجل (عربا أترابا) قال هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا
خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن عذارى عربا متعشقات متحببات أترابا على ميلاد واحد
قلت يا رسول الله أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين قال بل نساء الدنيا أفضل من
الحور العين كفضل الظهارة على البطانة قلت يا رسول الله وبما ذاك قال بصلاتهن
وصيامهن وعبادتهن الله أليس الله وجوههن النور وأجسادهن الحرير بيض الألوان
خضر الثياب صفر الحلي مجامرهن الدر وأمشاطهن الذهب يقلن: ألا ونحن الخالدات فلا
نموت أبدا * ألا ونحن الناعمات فلا نبؤس أبدا * ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا *
ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا * طوبى لمن كن له وكان لنا * قلت يا رسول الله
المرأة منا تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من
يكون زوجها قال يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقا فتقول يا رب إن هذا
كان أحسنهم خلقا في دار الدنيا فزوجنيه يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا
والآخرة. رواه الطبراني وفيه سليمان بن أبي كريمة ضعفه أبو حاتم وابن عدي.
وعن سلمة بن يزيد الجعفي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إنا أنشأناهن إنشاء
فجعلناهن أبكارا عربا) قال من الثيب وغير الثيب. رواه الطبراني وفيه جابر
الجعفي وهو ضعيف. وحديث عتبة بن عبد في صفة الجنة. قوله تعالى (وأصحاب
119

اليمين) عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية (وأصحاب
اليمين.. وأصحاب الشمال) فقبض بيديه قبضتين فقال هذه في الجنة ولا أبالي وهذه في
النار ولا أبالي. رواه أحمد وفيه البراء بن عبد الله الغنوي قال ابن عدي وهو أقرب
عندي إلى الصدق منه إلى الضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أن الحسن لم يسمع
من معاذ. قوله تعالى (وفرش مرفوعة) عن أبي أمامة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن الفرش المرفوعة قال لو طرح فراش من أعلاها لهوى إلى قرارها مائة خريف.
رواه الطبراني وفى جعفر بن الزبير الحنفي وهو ضعيف. قوله تعالى (فلا أقسم بمواقع
النجوم) عن ابن عباس قال (فلا أقسم بمواقع النجوم) قال نزل القرآن جملة إلى السماء الدنيا
ثم نزل نجوما بعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني وفيه حكيم بن جبير وهو متروك.
(سورة الحديد)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت سورة الحديد يوم الثلاثاء وخلق
الله الحديد يوم الثلاثاء، وقد تقدم بتمامه في الحجامة في الطب. رواه الطبراني وفيه
مسلمة بن علي وهو ضعيف. قوله تعالى (هو الأول والآخر) عن أبي هريرة قال
بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت صحابة فقال هل تدرون قلنا
الله ورسوله اعلم قال العنان وزوايا الأرض يسوقه الله إلى من لا يشكره من عباده
ولا يدعونه أتدرون ما هذه فوقكم قلنا الله ورسوله أعلم قال الرفيع موج مكفوف
وسقف محفوظ أتدرون كم بينكم وبينها قلنا الله ورسوله أعلم قال مسيرة خمسمائة عام
ثم قال ما الذي فوقها قلنا الله ورسوله أعلم سماء أخرى أتدرون كم بينكم وبينها
قلنا الله ورسوله أعلم قال مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع سماوات ثم قال هل تدرون
ما فوق ذلك قلنا الله ورسوله أعلم قال العرش تدرون كم بينه وبين السماء السابعة
قلنا الله ورسوله أعلم قال مسيرة خمسمائة عام ثم قال ما هذه تحتكم قلنا ورسوله أعلم
قال أرض تدرون ما تحتها قلنا الله ورسوله أعلم قال أرض أخرى أتدرون كم
بينهما قلنا الله ورسوله أعلم قال مسيرة سبعمائة عام حتى عد سبع أرضين ثم قال وأيم
120

الله لو دليتم بحبل لهبط ثم قرأ (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل
شئ عليم) - قلت رواه الترمذي غير أنه ذكر أن بين كل أرض والأرض الأخرى
خمسمائة عام وهنا سبعمائة فقال في آخره لو دليتم بحبل لهبط على الله رواه أحمد وفيه
الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف. قوله تعالى (ألم يأن للذين آمنوا) عن عبد الله بن
الزبير أن ابن مسعود أخبره أنه لم يكن بين إسلامهم وبين أن نزلت هذه الآية
يعاتبهم الله بها إلا أربع سنين (ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال
عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون). رواه الطبراني وفيه موسى بن
يعقوب الزمعي وثقه ابن معين وغيره وضعفه ابن المديني، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله) عن ابن عباس أن أربعين
من أصحاب النجاشي قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا معه وقعة أحد فكانت فيهم جراحات
ولم يقتل منهم فلما رأوا ما بالمؤمنين من الحاجة قالوا يا رسول الله إنا أهل ميسرة
فائذن لنا نجئ بأموالنا نواسي بها المسلمين فأنزل الله عز وجل فيهم (الذين آتيناهم
الكتاب من قبله هم به يؤمنون) الآية (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا)
فجعل لهم أجرين قال (ويدرؤون بالحسنة السيئة) قال تلك النفقة التي واسوا بها
المسلمين نزلت هذه الآية قالوا يا معشر المسلمين أما من آمن منا بكتابكم فله أجران
ومن لم يؤمن بكتابكم فله أجر كأجوركم فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا اتقوا
الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم)
فزادهم النور والمغفرة وقال (لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شئ من فضل
الله). رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
(سورة المجادلة)
قوله تعالى (وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله) عن عبد الله بن عمرو أن اليهود
كانوا يقولون لرسول صلى الله عليه وسلم سام عليكم ثم يقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما
نقول فنزلت هذه الآية (وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله) إلى آخر الآية.
121

رواه أحمد والبزار والطبراني وإسناده جيد لان حمادا سمع من عطاء بن السائب
في حاله الصحة. قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول) عن سعد يعني ابن
أبي وقاص قال ونزلت في (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي
نجواكم صدقة) فقدمت شعيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لزهيد فنزلت الآية
الأخرى (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) الآية كلها. رواه الطبراني
في حديث طويل في حديث الصحيح نزل في ثلاث آيات وفيه سلمة بن الفضل
الأبرش وثقه ابن معين وغيره وضعفه البخاري وغيره. وعن ابن عباس قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في ظل حجرته قد كان يقلص منه الظل فقال لأصحابه
يجيئكم رجل ينظر إليكم بعيني شيطان فإذا رأيتموه فلا تكلموه قال فجاء رجل أزرق
فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم دعاه قال علام تشتمني أنت وأصحابك قال كما أنت حتى آتيك
بهم فذهب فجاء بهم فجعلوا يحلفون بالله ما قالوا ولا فعلوا وأنزل الله عز وجل
(يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم) إلى آخر الآية. رواه
الطبراني إلا أنه قال فجعلوا يحلفون بالله ما قالوا وما فعلوا حتى تجاوز عنهم، والباقي
بنحوه، وفى رواية يدخل عليكم رجل ينظر بعيني شيطان قال فدخل رجل
أزرق فقال يا محمد علام تسبني أو تشتمني أو نحو هذا قال وجعل يحلف قال ونزلت
هذه الآية في المجادلة (ويحلفون على الكذب وهم يعلمون) والآية الأخرى.
رواه أحمد والبزار الجميع رجال الصحيح.
(سورة الحشر)
قوله تعالى (ما قطعتم من لينة) عن جابر قال رخص في قطع النخل ثم شدد عليهم
فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله علينا إثم فيما قطعنا أو فيما تركنا فأنزل الله
(ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله). رواه أبو يعلى عن
شيخه سفيان بن وكيع وهو ضعيف. قوله تعالى (ومن يوق شح نفسه
فأولئك هم المفلحون) عن الأسود بن هلال قال جاء رجل إلى عبد الله بن
122

مسعود فسأله عن هذه الآية (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وإني امرؤ
ما قدرت على أن يخرج مني شئ وقد خشيت أن أكون أصابتني هذه الآية فقال
ابن مسعود ذكرت البخل وبئس الشئ البخل وأما ما ذكر الله عز وجل في
القرآن فليس ما قلت ذاك تعمد إلى مال غيرك أو قال أخيك فتأكله. رواه
الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ضعيف.
(سورة الممتحنة)
قوله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الذين) عن عبد الله بن الزبير
قال قدمت قتيلة ابنة العزى بن عبد أسعد من بني مالك بن حسل على ابنتها أسماء
بنت أبي بكر بهدايا ضباب وقرص وسمن وهي مشركة فأبت أسماء أن تقبل هديتها
وتدخلها بيتها فسألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل (لا ينهاكم الله عن
الذين لم يقاتلوكم في الدين) إلى آخر الآية فأمرها أن تقبل هديتها وتدخلها بيتها.
رواه أحمد والبزار وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية
رجاله رجال الصحيح. قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات) عن
ابن عباس في قول الله تبارك وتعالى (إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن
الله أعلم بإيمانهن) قال كانت المرأة إذا جاءت النبي صلى الله عليه وسلم حلفها عمر بالله ما خرجت
رغبة بأرض عن أرض وبالله ما خرجت التماس دنيا وبالله ما خرجت إلا حبا لله
ولرسوله. رواه البزار وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه غيرهما،
وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن أبي أحمد قال هاجرت أم كلثوم بنت عقبة
ابن أبي معيط في الهدنة فخرج أخواها عمارة والوليد ابنا عقبة حتى قدما على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلماه في أم كلثوم أن يردها إليهما فنقض الله العهد بينه وبين
المشركين خاصة في النساء ومنعهن أن يرددن إلى المشركين فأنزل الله عز وجل
آية الامتحان. رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف. قوله تعالى
(ولا يعصينك في معروف) عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم (ولا يعصينك في
123

معروف) قال النوح. رواه أحمد وفيه شهر بن حوشب وثقه جماعة وفيه ضعف.
وعن مصعب بن نوح الأنصاري قال أدركت عجوزا لنا كانت فيمن بايع النبي صلى الله عليه وسلم
فأتيناه يوما فأخذ علينا أن لا ننح قالت العجوز يا رسول الله إن ناسا كانوا قد
أسعدوني على مصيبة أصابتني وإنهم أصابتهم مصيبة وأنا أريد أن أسعدهم ثم إنها
أتته فبايعته وقالت هو المعروف هو المعروف الذي قال عز وجل (ولا يعصينك في معروف).
رواه أحمد ورجاله ثقات. قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب
الله عليهم) عن عبد الله بن مسعود في قوله (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب
الله عليهم قد يئسوا من الآخرة) فلا يؤمنوا بها ولا يؤجروا هو الكافر إذا مات
وعاين ثوابه واطلع عليه. رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
(سورة الجمعة)
عن إبراهيم قال قال عبد الله بن مسعود (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا
إلى ذكر الله) قال قال عبد الله لو قرأتها فاسعوا سعيت حتى يسقط ردائي وكان
يقرؤها فامضوا. رواه الطبراني وإبراهيم لم يدرك ابن مسعود، ورجاله ثقات.
وعن قتادة قال في جزء ابن مسعود فامضوا إلى ذكر الله وهو كقوله (إن سعيكم
لشتى). رواه الطبراني وقتادة لم يدرك ابن مسعود ولكن رجاله ثقات. وعن ابن
عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقدم دحية بن خليفة يبيع سلعة له
فما بقي في المسجد أحد إلا خرج إلا نفر والنبي صلى الله له عليه وسلم قائم فأنزل الله (وإذا رأوا
تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما - الآية). رواه البزار عن شيخه
عبد الله بن شبيب وهو ضعيف.
(سورة المنافقين)
عن زيد بن أرقم قال كنت جالسا مع عبد الله بن أبي في أناس من أصحابه
فقال عبد الله بن أبي لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فأتيت
124

سعد بن عبادة فأخبرته فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
عبد الله بن أبي فحلف له عبد الله بن أبي بالله ما تكلم بهذا فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى سعد بن عبادة فقال سعد يا رسول الله إنما أخبرنيه الغلام زيد بن أرقم فجاء
سعد فأخذ بيدي فانطلق بي فقال هذا حدثني فانتهرني عبد الله بن أبي فانتهينا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكيت وقلت والذي أنزل عليك النور لقد قاله قال
وانصرف عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل (إذا جاءك المنافقون) إلى
آخر السورة - قلت هو في الصحيح بغير سياقه - رواه الطبراني عن شيخه عبد الله
ابن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
(سورة الطلاق)
قوله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) عن معاذ بن جبل قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس اتخذوا تقوى الله تجارة يأتكم الرزق بلا بضاعة
ولا تجارة ثم قرأ (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب). رواه
الطبراني وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف. وعن أبي الضحى قال اجتمع
مسروق وشتير بن شكل في المسجد فتقوض إليهما خلق المسجد فقال مسروق ما
أرى هؤلاء جلسوا إلينا إلا ليسمعوا منا خيرا فاما أن تحدث عن عبد الله وأصدقك
وإما أن أحدث عن عبد الله وتصدقني فقال حدثنا أبا عائشة فقال مسروق
سمعت عبد الله بن مسعود يقول العينان تزنيان والرجلان تزنيان واليدان تزنيان
ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه قال نعم وأنا قد سمعته قال فهل سمعت عبد الله
ابن مسعود يقول إن أجمع آية في القرآن حلال وحرام وأمر ونهى (إن
الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر) إلى آخر
لآية قال نعم وأنا قد سمعته قال فهل سمعت عبد الله بن مسعود يقول إن أكبر آية
في كتاب الله تفويضا (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)
قال نعم، قال وأنا قد سمعته قال فهل سمعت عبد الله بن مسعود يقول إن أشد آية
125

في القرآن فرحا (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) إلى
آخر الآية قال نعم قال وأنا قد سمعته، وفى رواية إن شتيرا هو الذي حدث وقال فيه
حدثنا عبد الله بن مسعود ان أعظم آية في كتاب الله (الله لا إله هو الحي القيوم)
قال مسروق صدقت، والباقي بنحوه. رواه كله الطبراني بأسانيد ورجال الأول
رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وهو ثقة ضعف.
(سورة التحريم)
قوله تعالى (يا أيها النبي لم تحرم) عن ابن عباس (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله
لك) قال نزلت هذه الآية في سريته. رواه البزار باسنادين والطبراني ورجال
البزار رجال الصحيح غير بشر بن آدم الأصغر وهو ثقة. وعن أبي هريرة قال دخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية القبطية سريته بيت حفصة بنت عمر فوجدتها معه فقالت
يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك قال فإنها على حرام أن أمسها يا حفصة
واكتمي هذا على فخرجت حتى أتت عائشة فقالت يا بنت أبي بكر ألا أبشرك قالت
بماذا قالت وجدت مارية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فقلت يا رسول الله في بيتي
من بين بيوت نسائك وكان أول السرور أن حرمها على نفسه ثم قال لي يا حفصة
ألا أبشرك فقلت بلى بأبي وأمي يا رسول الله فأعلمني أن أباك يلي الأمر من بعدي
أن أبي يليه بعد أبيك وقد استكتمني ذلك فاكتميه فأنزل الله عز وجل (يا أيها النبي
لم تحرم ما أحل الله لك) أي من مارية (تبتغي مرضات أزواجك والله غفور
رحيم) أي لما كان منك (قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم
وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا) يعني حفصة (فلما نبأت به) يعني عائشة
(وأظهره الله عليه) يعني بالقرآن (عرف بعضه) عرف حفصة ما أظهر من أمر مارية
(وأعرض عن بعض) عن ما أخبرت به من أمر أبي بكر وعمر فلم يبده عليها (فلما
نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير) ثم أقبل عليها يعاتبها فقال
(إن تتوبا إلى الله صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل
126

وصالح المؤمنين) يعني أبي بكر وعمر (والملائكة بعد ذلك ظهير عسى ربه إن
طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات
سائحات ثيبات وأبكارا) فوعده من الثيبات آسية بنت مزاحم امرأة فرعون
وأخت نوح ومن الأبكار مريم ابنة عمران وأخت موسى عليهما السلام. رواه
الطبراني في الأوسط من طريق موسى بن جعفر بن أبي كثير عن عمه قال الذهبي
مجهول وخبره ساقط. وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عند
سودة العسل فدخل على عائشة فقالت إني أجد منك ريحا ثم دخل على حفصة
فقالت إني أجد منك ريحا فقال أراه من شراب شربته عند سودة والله لا أشربه فنزلت
هذه الآية (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك). رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
وعن عبد الله يعني ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل (فأن الله هو
مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) قال صالح المؤمنين أبو بكر وعمر. رواه الطبراني
وفيه عبد الرحيم بن زيد العمى وهو متروك. قوله تعالى (وقودها الناس والحجارة)
عن عبد الله بن مسعود في قوله (وقودها الناس والحجارة) قال حجارة من كبريت
يجعلها الله عنده كيف شاء ومتى شاء. رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد
ابن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
(سورة تبارك)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لوددت أنها في قلب كل إنسان من
أمتي يعني (تبارك الذي بيده الملك). رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن الحكم بن أبان
وهو ضعيف. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة من القرآن ما هي إلا
ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة وهي سورة تبارك. رواه الطبراني
في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن مسعود قال كنا نسميها
في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم المانعة وإنها في كتاب الله سورة من قرأها في ليله فقد
أكثر وأطيب. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات. وعن ابن
127

مسعود قال يؤتى بالرجل في قبره فتؤتى رجلاه فتقولان ليس لك على ما قبلنا سبيل
قد كان يقرأ علينا سورة الملك ثم يؤتى جوفه فيقول ليس لك علي سبيل قد كان
يقرأ في سورة الملك قال عبد الله فهي المانعة تمنع عذاب القبر وهي في التوراة هذه
السورة الملك من قرأها في ليله أكثر وأطيب. وفى رواية مات رجل فجاءته ملائكة
العذاب فجلسوا عند رأسه فقال لا سبيل لكم عليه قد كان يقرأ سورة الملك فذكر نحوه.
رواه الطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(سورة ن)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول ما خلق الله القلم والحوت قال
ما أكتب قال شئ كان إلى يوم القيامة ثم قرأ (ن والقلم) القلم. رواه الطبراني
وقال لم يرفعه عن حماد بن زيد إلا مؤمل بن إسماعيل، قلت ومؤمل ثقة كثير الخطأ وقد
وثقه ابن معين وغيره وضعفه البخاري وغيره، وبقية رجاله ثقات. قوله تعالى (عتل
بعد ذلك زنيم) عن عبد الرحمن بن غنم قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العتل الزنيم قال
هو الشديد الخلق المصحح الأكول الشروب الواجد للطعام والشروب الظلوم للناس
رحيب الجوف. رواه أحمد وفيه شهر وثقه جماعة وفيه ضعف و عبد الرحمن بن غنم
ليس له صحبة على الصحيح. قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق) عن أبي موسى
عن النبي صلى الله عليه وسلم (يوم يكشف عن ساق) قال عن نور عظيم يخرون له سجدا. رواه
أبو يعلى وفيه روح بن جناح وثقه دحيم وقال فيه ليس بالقوى، وبقية رجاله ثقات.
(سورة الحاقة)
قوله تعالى (حسوما) عن ابن مسعود في قوله (حسوما) قال متتابعات. رواه
الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. قوله تعالى
(فلا أقسم بمواقع النجوم) تقدم في سورة الواقعة. قوله تعالى (ولو تقول علينا
بعض الأقاويل) عن يزيد بن عامر السوائي أنهم بينا هم يطوفون بالطاغية إذ سمعوا
متكلما وهو يقول (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لا خذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه
128

الوتين) ففزعنا لذلك فقلنا ما هذا الكلام الذي لا نعرفه فنظرنا فإذا النبي صلى الله عليه وسلم منطلقا.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه السائب بن يسار الطائفي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(سورة سأل)
قوله تعالى (يوم تكون السماء كالمهل) عن ابن عباس (يوم تكون السماء كالمهل
كدردي الزيت (1) وفى قوله (آناء الليل) قال جوف الليل. رواه أحمد وفيه قابوس
ابن أبي ظبيان وثقه ابن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره، وبقية رجاله رجال
الصحيح. قوله تعالى (والذين هم على صلاتهم دائمون) عن القاسم والحسن بن
سعد قالا قيل لعبد الله ان الله عز وجل يكثر ذكر الصلاة في القرآن فقال (الذين هم
على صلاتهم دائمون) (والذين هم على صلواتهم يحافظون) قال ذاك لمواقيتها قالوا ما كنا
نراه إلا تركها قال فان تركها الكفر. رواه الطبراني، والحسن بن سعد والقاسم لم
يسمعا من ابن مسعود.
(سورة قل أوحي إلى)
قوله تعالى (وأنه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن) عن
كردوس أبى السائب قال خرجت مع أبي أريد مكة وذاك أول ما ذكر النبي صلى
الله الله عليه وسلم فآوينا إلى صاحب غنم فلما انتصف الليل جاء الذئب فأخذ حملا من
غنمه فوثب الراعي فقال يا عامر الوادي جارك فسمعنا صوتا لا ندري صاحبه يا سرحان
أرسله قال فأتى الحمل يشتد ما به كدمة (2) حتى دخل في الغنم قال وأنزل على النبي صلى الله عليه وسلم
بالمدينة (وأنه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن) الآية. رواه
الطبراني وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي وهو ضعيف. قوله تعالى (كادوا
يكونون عليه لبدا) عن عكرمة وغيره نفرا من الجن يستمعون القرآن قال بنخلة
ورسول الله صلى الله عليه وسلم بصلى العشاء الآخرة (كادوا يكونون عليه لبدا) قال سفيان
اللبد بعضهم على بعض. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

(1) وهو ما يركد في أسفله.
(2) أي أثر عض.
129

(سورة المزمل)
عن جابر قال اجتمعت قريش في دار الندوة فقالت سموا هذا الرجل اسما يصدر
الناس عنه قالوا كاهن قالوا ليس بكاهن قالوا ليس بمجنون قالوا ساحر
قالوا ليس بساحر فتفرق المشركون على ذلك فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتزمل
في ثيابه وتدثر فيها فأتاه جبريل صلى الله عليه وسلم فقال (يا أيها المزمل) (يا أيها المدثر). رواه البزار
والطبراني في الأوسط وزاد قالوا يفرق بين الحبيب وحبيبه، وفيه معلى بن عبد الرحمن
الواسطي وهو كذاب. قلت ويأتي حديث ابن عباس في سورة المدثر. قوله تعالى
(وذرني والمكذبين) عن عائشة قالت لما نزلت (وذرني والمكذبين أولى النعمة
ومهلهم قليلا) لم يكن إلا يسيرا حتى كانت وقعة بدر. رواه أبو يعلى وفيه جعفر بن
مهران و عبد الله بن محمد بن عقيل وفيهما ضعف وقد وثقا. قوله تعالى (إنا سنلقي عليك
قولا ثقيلا) عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه وجد ما قال الله عز وجل
(انا سنلقي عليك قولا ثقيلا). رواه أبو يعلى وإسناده جيد. قوله تعالى (يوما
يجعل الولدان شيبا) عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ (يوما يجعل
الولدان شيبا السماء) قال ذلك يوم القيامة وذلك يوم يقول الله عز وجل لآدم قم
فابعث من ذريتك بعثا إلى النار فقال من كم يا رب فقال من ألف تسعمائة وتسعة
وتسعين وينجو واحد فاشتد ذلك على المسلمين وعرف ذلك رسول الله صلى الله
عليه وسلم منهم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أبصر ذلك في وجوههم إن
بني آدم كثير وإن يأجوج ومأجوج من أولاد آدم وانه لا يموت منهم رجل حتى
يرثه ألف رجل ففيهم وفى أشباههم جنة لكم. رواه الطبراني وفيه عثمان بن
عطاء الخراساني وهو ضعيف. قوله تعالى (فاقرؤوا ما تيسر منه) عن ابن عباس
عن النبي صلى الله عليه وسلم (فاقرؤوا ما تيسر منه) قال مائة آية. رواه الطبراني وفيه
عبد الرحمن بن طاووس ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.
130

(سورة المدثر)
عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة صنع لقريش طعاما فلما أكلوا قال ما تقولون
في هذا الرجل فقال بعضهم ساحر وقال بعضهم ليس بساحر وقال بعضهم كاهن وقال
بعضهم ليس بكاهن وقال بعضهم شاعر وقال بعضهم ليس بشاعر وقال بعضهم
سحر يؤثر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحزن وقنع رأسه وتدثر فأنزل الله
عز وجل (يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز
فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر). رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن يزيد
الخوزي وهو متروك. وعن القاسم بن أبي بزة في قوله عز وجل (ولا تمنن تستكثر)
قال لا تعط شيئا تطلب أكثر منه. رواه عبد الله بن أحمد ورواه الطبراني عن ابن
عباس قال لا تعط الرجل عطاء رجاء أن يعطيك أكثر منه، ورجال المسند رجال
الصحيح وفى اسناد الطبراني عطية العوفي وهو ضعيف. وعن يحي بن زكريا
قال قلت للأعمش على من قرأت (والرجز فاهجر) قال قرأت على يحيى بن وتاب وقرأ
يحيى على علقمة وقرا علقمة على عبد الله وقرأ عبد الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه
الطبراني في الكبير والصغير وفيه يحيى بن زكريا بن أبي الحواجب وهو ضعيف.
قوله تعالى (سأرهقه صعودا) عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (سأرهقه
صعودا) قال جبل من نار يكلف ان يصعده فإذا وضع يده عليه ذابت فإذا
رفعها عادت وإذا وضع رجله عليه ذابت فإذا رفعها عادت - قلت رواه أبو داود بغير سياقه - رواه الطبراني في الأوسط وفيه عطية وهو ضعيف. قوله تعالى (فإذا
نقر في الناقور) عن ابن عباس في قوله (فإذا نقر في الناقور) قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحتى جبهته يستمع
متى يؤمر فقال أصحابه فكيف نقول قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل، وفي رواية
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (فإذا نقر في الناقور). رواه الطبراني وفيه
عطية وهو ضعيف. قوله تعالى (فرت من قسورة) عن أبي هريرة في قول الله تبارك
131

وتعالى (فرت من قسورة) قال الأسد. رواه البزار ورجاله ثقات.
(سورة القيامة)
قوله تعالى (أولى لك فأولى) عن سعيد بن جبير قال سألت
ابن عباس عن قول الله تعالى (أولى لك فأولى) أشئ قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم
أم شئ أنزله الله قال قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزله الله. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
قوله تعالى (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من قرأ (المرسلات عرفا) (فبأي حديث بعده يؤمنون) ومن قرأ (التين
والزيتون) فليقل وأنا على ذلك من الشاهدين ومن قرأ (أليس ذلك بقادر على أن
يحيي الموتى) فليقل بلى، قال إسماعيل فذهبت أنظر هل حفظ وكان أعرابيا فقال
يا ابن أخي أظننت أني أحفظه لقد حججت ستين حجة ما منها سنة إلا أعرف
البعير الذي حججت عليه. قلت القول في آخر التين والزيتون - رواه أبو داود
وغيره - رواه أحمد وفيه رجلان لم أعرفهما.
(سورة هل أتى على الانسان)
عن ابن مسعود في قوله تبارك وتعالى (ختامه مسك (1) قال ليس بخاتم يختم به
ولكن خلطه مسك ألم تر إلى المرأة من نسائكم تقول خلطه من الطيب كذا
وكذا. رواه الطبراني عن عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
(سورة والمرسلات)
عن ابن مسعود في قول الله تبارك وتعالى (ترمي بشرر كالقصر) قال إنها ليست
كالشجر والجبال ولكنها مثل المدائن والحصون. رواه الطبراني في الأوسط وفيه خديج
ابن معاوية وهو ضعيف، وقال أبو حاتم محله الصدق يكتب حديثه، وبقية رجاله ثقات.
(سورة عم يتساءلون)
قوله تعالى (وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا) عن ابن عباس في وقوله (وأنزلنا

(1) هذه الآية هي من سورة " المطففين ".
132

من المعصرات ماء ثجاجا) قال المعصرات الرياح وثجاجا منصبا. رواه أبو يعلى وفيه
محمد بن السائب الكلبي وهو ضعيف. قوله تعالى (لا بثين فيها أحقابا) عن أبي هريرة
(لابثين فيها أحقابا) قال الحقب ثمانون سنة. رواه البزار وفيه حجاج بن نصير
وثقه ابن حبان وقال يخطئ ويهم وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي أمامة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لابثين فيها أحقابا) الحقب ثلاثون ألف سنة. رواه
الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو ضعيف. قوله تعالى (فذوقوا فلن نزيدكم إلا
عذابا) عن مهدي بن ميمون قال سمعت الحسن بن دينار سأل الحسن أي آية أشد
على أهل النار فقال سأل أبا برزة فقال أشد آية نزلت (فذوقوا فلن نزيدكم إلا
عذابا). رواه الطبراني وفيه شعيب بن بيان وهو ضعيف.
(سورة والنازعات)
عن ابن عمر أنه كان يقرأ هذا الحرف (أئذا كنا عظاما ناخرة) (1). رواه الطبراني
من طريق زيد بن معاوية عن ابن عمر ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. قوله
تعالى (يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها)
عن عائشة قالت ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة حتى نزلت (فيم أنت
من ذكراها إلى ربك منتهاها). رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن طارق بن
شهاب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ذكر الساعة حتى نزلت (فيم أنت من
ذكراها إلى ربك منتهاها). رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
(سورة إذا الشمس كورت)
عن أبي بكر قال قلت يا رسول الله لقد أسرع إليك الشيب قال شيبتني الواقعة
وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت. رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى بنحوه
وزاد وسورة هود، ورجالهما رجال الصحيح إلا أن أبا يعلى قال عن عكرمة قال قال أبو
بكر سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعكرمة لم يدرك أبا بكر، وقد تقدمت طرق هذا الحديث

(1) قراءة حفص " نخرة ".
133

في سورة هود. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن
ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ (إذا الشمس كورت) (وإذا السماء
انفطرت) (وإذا السماء انشقت) أحسب أنه قال وسورة هود - قلت رواه الترمذي
موقوفا على ابن عمر - رواه أحمد باسنادين ورجالهما ثقات. ورواه الطبراني باسناد
أحمد قوله تعالى (وإذا المؤودة سئلت) عن عمر بن الخطاب وسئل عن قوله (وإذا
الموؤدة سئلت) قال جاء قيس بن عاصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
إني قد وأدت بنات لي في الجاهلية فقال أعتق عن كل واحدة منهن رقبة فقلت
يا رسول الله إني صاحب إبل قال فانحر عن كل واحدة منهن بدنة. رواه البزار
والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح غير حسين بن مهدي الأيلي وهو ثقة.
وعن خليفة بن حصين أن قيس بن عاصم قال للنبي صلى الله عليه وسلم إني وأدت
في الجاهلية اثنتي عشرة بنتا أو ثلاثة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أعتق عن كل
واحدة منهن نسمة. رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
قوله تعالى (فلا أقسم بالخنس) عن عمرو بن شرحبيل الهمداني أبى ميسرة عن
عبد الله يعني ابن مسعود (الخنس الجوار الكنس) ما هي يا عمرو قال قلت البقر
قال وانا أرى ذلك. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(سورة إذا السماء انفطرت)
عن مالك بن الحويرث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله
جل اسمه أن يخلق النسمة فجامع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عرق وعصب منها
فإذا كان اليوم السابع أحضر الله له كل عرق بينه وبين آدم ثم قرأ (في أي صورة
ما شاء ركبك). رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله ثقات. وعن موسى بن علي عن
أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ما ولد لك قال وما عسى أن يولد لي إما غلام و إما جارية
قال وما نسبه قال وما عسى أن يكون نسبه إما أمه وإما أباه فقال له النبي صلى الله عليه
وسلم عندها مه لا تقولن كذلك إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله عز
134

وجل كل نسب بينها وبين آدم أما قرأت هذه الآية في كتاب الله تعالى (في أي
صورة ما شاء ركبك). رواه الطبراني وفيه مطهر بن الهيثم وهو متروك.
(سورة ويل للمطففين)
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل سباع بن عرفطة على المدينة فقرأ
(ويل للمطففين) فقلت هلك فلان له صاعان صاع يعطى به صاع بأخذ به. رواه
البزار ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن مسعود الجحدري وثقة. وعن
عبد الله يعني ابن مسعود قال ويل وادي في جهنم من قيح. رواه الطبراني وفيه
يحيى الحماني وهو ضعيف. قوله تعالى (يوم يقوم الناس لرب العالمين) عن عبد الله
ابن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية (يوم يقوم الناس لرب العالمين)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بكم إذا جمعكم الله عز وجل كما يجمع النبل في الكنانة
خمسين ألف سنة لا ينظر إليكم. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(سورة إذا السماء انشقت)
قوله تعالى (لتركبن طبقا عن طبق) عن عبد الله يعني ابن مسعود أنه قال
(لتركبن طبقا عن طبق) قال حدثنا محمد سماء بعد سماء. رواه الطبراني
وفيه الحسين بن عبد الأول وهو ضعيف. وعن عبد الله أيضا (لتركبن طبقا
عن طبق) يا محمد حالا بعد حال. رواه البزار وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف.
وعن ابن عباس في قوله (لتركبن طبقا عن طبق) قال محمد صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(سورة البروج)
قوله تعالى (وشاهد ومشهود) عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اليوم الموعود يوم القيامة وأن الشاهد يوم الجمعة وان المشهود يوم عرفة ويوم
الجمعة دخره الله لنا وصلاة الوسطى بعد صلاة العصر. رواه الطبراني وفيه محمد بن
إسماعيل بن عياش وهو ضعيف. وعن الحسين بن علي في قوله تعالى (وشاهد ومشهود)
135

قال الشاهد جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشهود يوم القيامة ثم تلا هذه الآية (إنا
أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) وتلا (ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم
مشهود). رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو
ضعيف. وعن ابن عباس (وشاهد ومشهود) قال الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم والمشهود يوم
القيامة. رواه البزار ورجاله ثقات.
(سورة والسماء والطارق)
عن عبد الرحمن بن خالد العدواني عن أبيه أنه أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم
في مشرق ثقيف وهو قائم على قوس أو عصا حين أتاهم يبتغي عندهم النصر قال
فسمعته يقرأ (والسماء والطارق) حتى ختمها قال فوعيتها في الجاهلية وأنا مشرك ثم
قرأتها في الاسلام قال فدعتني ثقيف فقالوا ما سمعت من هذا الرجل فقرأتها عليهم
فقال من معهم من قريش نحن أعلم بصاحبنا لو كنا نعلم ما يقول حقا لاتبعناه. رواه أحمد
والطبراني و عبد الرحمن ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد، وبقية رجاله ثقات.
(سورة سبح)
عن علي يعني ابن أبي طالب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب هذه السورة (سبح
اسم ربك الأعلى). رواه أحمد وفيه ثوير أبي فاختة وهو متروك. قوله تعالى
(سنقرئك فلا تنسى) عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل عليه
السلام بالوحي لم يفرغ حتى يزمل من الوحي حتى يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بأوله مخافة
أن يغشى عليه فقال له جبريل لم تفعل ذلك قال مخافة أن أنسى فأنزل الله تبارك
وتعالى (سنقرئك فلا تنسى). رواه الطبراني وفيه جويبر وهو ضعيف. قوله تعالى
(قد أفلح من تزكى) عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان
يأمر بزكاة الفطر قبل أن يصلى صلاة العيد ويتلو هذه الآية (قد أفلح
من تزكى وذكر اسم به فصلى). رواه البزار وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف
وقد حسن الترمذي حديثه. وعن خصيلة بنت واثلة قالت سمعت
136

أبي يقول (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى) قال إلقاء القمح قبل الصلاة في
المصلى يوم الفطر. رواه الطبراني وفيه محمد بن أشقر (1) وهو ضعيف. وعن جابر
ابن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم (قد أفلح من تزكى) قال من شهد أن لا إله إلا الله
وخلع الأنداد وشهد أني رسول الله (وذكر اسم ربه فصلى) قال هي الصلوات الخمس
والمحافظة عليها. رواه البزار عن شيخه عباد بن أحمد العرزمي وهو متروك. قوله تعالى
(إن هذا لفي الصحف الأولى). عن ابن عباس قال لما نزلت (إن هذا لفي
الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى) قال النبي صلى الله عليه وسلم كان كل هذا أو كان
هذا في صحف إبراهيم وموسى. رواه البزار وفيه عطاء بن السائب وقد
اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(سورة والفجر)
قوله تعالى (وليال عشر) عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى (وليال عشر)
قال عشر الأضحى (والشفع والوتر) قال الشفع يوم الأضحى والوتر يوم عرفه. رواه
البزار وأحمد ورجالهما رجال الصحيح غير عياش بن عقبة وهو ثقة. وعن أبي أيوب
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الشفع والوتر فقال يومان وليلة يوم عرفة ويوم النحر
والوتر ليلة النحر جمع. رواه الطبراني في حديث طويل وفيه واصل
ابن السائب وهو متروك.
(سورة لا أقسم)
عن ابن عباس في قوله (لا أقسم بهذا البلد) قال مكة (وأنت حل بهذا البلد)
قال مكة (ووالد وما ولد) قال آدم (لقد خلقنا الانسان في كبد) قال في اعتدال
وانتصاب. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عبيد بن إسحاق العطار وهو
ضعيف. وعن ابن عباس (لا أقسم بهذا البلد) قال قسم القسم. رواه البزار ورجاله
رجال الصحيح. وعن عبد الله يعني ابن مسعود (وهديناه النجدين) قال سبيل الخير

(1) في الأصل " أسقر " ولعله " الأشقر " كما في لسان الميزان.
137

والشر. رواه الطبراني باسنادين وفيه عاصم بن أبي النجود وهو ثقة
وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(سورة والشمس وضحاها)
عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلا هذه الآية (ونفس وما سواها
فألهمها فجورها وتقواها) وقف ثم قال اللهم آت نفسي تقواها أنت وليها وخير
من زكاها. رواه الطبراني وإسناده حسن.
(سورة والليل)
عن عبد الله بنه الزبير قال نزلت هذه الآية (وما لأحد عنده من نعمة تجزى
إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى) في أبى بكر الصديق. رواه البزار
وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وشيخ البزار لم يسمه.
(سورة والضحى)
عن حفص بن ميسرة القرشي قال حدثتني أمي عن أمها وكانت خادم رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن جروا دخل البيت ودخل تحت السرير ومات فمكث رسول الله صلى
الله عليه وسلم أياما لا ينزل عليه الوحي فقال يا خولة ما حدث في بيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم جبريل لا يأتيني فهل حدث في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث
فقلت ما أتى علينا يوم خير من يومنا فأخذ برده فلبسه وخرج فقلت لو هيأت البيت
وكنسته فأهويت بالمكنسة إلى السرير فإذا شئ تحت ثقيل فلم أزل حتى أخرجته
فإذا جرو ميت فأخذته بيدي فألقيته خلف الدار فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعد لحيته وكان
إذا أتى الوحي أخذته الرعدة فقال يا خولة دثريني فأنزل الله عز وجل (والضحى
والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى). رواه الطبراني وأم حفص لم أعرفها. وعن
ابن عباس قال عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته كفرا كفرا
فسر بذلك فأنزل الله عز وجل (ولسوف يعطيك ربك فترضى) فأعطاه الله تعالى في الجنة
ألف قصر في كل قصر ما ينبغي له من الولدان والخدم. رواه الطبراني في الكبير
138

والأوسط، وفى رواية فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض على ما هو مفتوح لامتي
بعدي فسرني فأنزل الله تعالى (وللآخرة خير لك من الأولى) فذكر نحوه وفيه
معاوية بن أبي العباس ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات وإسناد الكبير حسن.
(سورة ألم نشرح)
عن عبد الله يعني ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان العسر في جحر
لدخل عليه اليسر حتى يخرجه ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان مع العسر يسرا). رواه
الطبراني وفيه إبراهيم النخعي وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك قال رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم جالسا فنظر إلى جحر بحيال وجهه فقالوا كانت العسرة تجئ
حتى تدخل هذا الجحر لجاءت اليسرة حتى تخرجها ثم تلا رسول الله صلى الله عليه
وسلم (فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا). رواه الطبراني في الأوسط والبزار
بنحوه وفيه عائد بن شريح وهو ضعيف.
(سورة اقرأ باسم ربك)
عن أبي رجاء العطاردي قال كان أبو موسى يقرئنا يجلسنا حلقا حلقا عليه ثوبان
أبيضان فإذا قرأ هذا السورة (اقرأ باسم ربك الذي خلق) قال هذه الآية أول سورة
أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن
ابن عباس قال قال أبو جهل لئن عاد محمد يصلى إلى القبلة لأقتلنه فعاد فأنزل الله
عز وجل (اقرأ باسم ربك الذي خلق) إلى قوله (فليدع ناديه سندع الزبانية)
فلما قيل لأبي جهل إنه عاد قال لقد حيل ما بيني وبينه، قال ابن عباس والله لو تحرك لأخذته
الملائكة والناس ينظرون. رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن سهل الوشاء
وهو ضعيف. ولابن عباس عند أحمد قال مر أبو جهل فقال ألم أنهك فانتهره النبي
صلى الله عليه وسلم فقال لم تنتهرني يا محمد فوالله لقد علمت ما بها رجل أكثر ناديا
مني قال فقال له جبريل عليه السلام (فليدع ناديه) قال ابن عباس فوالله لو دعا ناديه
لأخذته الزبانية بالعذاب - قلت في الصحيح بضعه - ورجال أحمد رجال الصحيح.
139

(سورة انا أنزلناه)
عن ابن عباس قال أنزل القرآن في ليلة القدر في شهر رمضان إلى السماء جملة واحدة
ثم أنزل نجوما. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عمران القطان وثقه ابن
حبان وغيره وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس في قوله (إنا أنزلناه
في ليلة القدر) قال أنزل القرآن جملة واحدة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا
ونزله جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم بجواب كلام العباد وأعمالهم. رواه الطبراني
والبزار باختصار ورجال البزار رجال الصحيح وفي إسناد الطبراني عمرو بن
عبد الغفار وهو ضعيف.
(سورة لم يكن)
عن أبي واقد الليثي قال كنا نأتي النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي
فيحدثنا قال لنا ذات يوم إن الله عز وجل قال إنا أنزلنا المال لأقام الصلاة وإيتاء
الزكاة ولو كان لابن آدم واد لأحب أن يكون إليه ثان ولو كان له واديان لأحب أن
يكون إليهما ثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ثم يتوب الله على من تاب. رواه
أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن أبي ابن كعب قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان الله أمرني أن أقرا عليك قال فقرأ علي (لم يكن الذين كفروا من أهل
الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة
فيها كتب قيمة وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة) ان
الدين عند الله الحنيفية غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية ومن يفعل خيرا
فلن يكفره قال شعبة ثم قرا آيات بعدها ثم قرأ لو كان لابن آدم واديان من مال لسأل
ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب قال ثم ختم ما بقي من السورة، وفى رواية
عن أبي بن كعب أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تبارك وتعالى
أمرني أن أقرأ عليك القرآن فذكر نحوه وقال فيه لو أن ابن آدم سأل واديا من مال
140

فأعطيه لسأل ثانيا ولو سأل ثانيا فأعطيه لسأل ثالثا، والباقي بنحوه قلت في الترمذي بعضه
وفى الصحيح طرف منه - رواه أحمد وابنه وفيه عاصم بن بهدلة وثقه قوم وضعفه
آخرون، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال جاء رجل عمر رحمه الله يسأله
فجعل عمر ينطر إلى رأسه مرة والى رجليه أخرى هل يرى عليه من البؤس ثم قال له عمر
كم مالك قال أربعون من الإبل قال ابن عباس قلت صدق الله ورسوله لو كان لابن آدم
واديان من ذهب لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من
تاب فقال عمر ما هذا قلت هكذا أقرأنيها أبي قال فمر بنا إليه قال فجاء إلى أبي فقال
ما يقول هذا قال أبي هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفأثبتها في المصحف
قال نعم. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال جاء رجل إلى عمر فقال
أكلتنا الضبع قال مسعر يعني السنة قال فسأله عمر ممن أنت قال بما زال ينسبه حتى عرفه
فإذا هو موسر فقال عمر لو أن لابن آدم واد وواديين لابتغى إليهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن
آدم إلا التراب ثم يتوب الله على من تاب - قلت رواه ابن ماجة غير قول عمر ثم يتوب
الله على من تاب - رواه أحمد ورجاله ثقات. ورواه الطبراني في الأوسط.
(سورة إذا زلزلت)
عن عبد الله بن عمرو قال نزلت (إذا زلزلت الأرض زلزالها) وأبو بكر الصديق
رضي الله عنه قاعد فبكى أبو بكر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا أبا بكر فقال
أبكتني هذه السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أنكم لا تخطئون ولا
تذنبون لخلق الله تعالى أمة من بعدكم يخطئون ويذنبون فيغفر لهم. رواه
الطبراني وفيه حيي بن عبد الله المعافري وثقه ابن معين، وغيره، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن صعصعة بن معاوية عم الفرزدق أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقرا عليه
(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) قال حسبي لا أبالي
أن لا أسمع غيرها. رواه أحمد والطبراني مرسلا ومتصلا ورجال الجميع رجال
الصحيح. وعن أنس قال بينما أبو بكر الصديق يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزلت عليه
141

(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) فرفع أبو بكر يده وقال
يا رسول الله إني لراء ما عملت من مثقال ذرة من شر فقال يا أبا بكر أرأيت ما ترى في الدنيا
مما تكره فبمثاقيل الشر ويدخر لك مثاقيل الخير حتى توفاه يوم القيامة. رواه
الطبراني في الأوسط عن شيخه موسى بن سهل والظاهر أنه الوشاء وهو ضعيف.
(سورة والعاديات)
عن ابن عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا فأشهرت شهرا
لا يأتيه منها خبر فنزلت (والعاديات ضبحا) ضبحت بأرجلها (فالموريات قدحا)
قدحت بحوافرها الحجارة فأورت نارا (فالمغيرات صبحا) صبحت القوم بغارة
(فأثرن به نقعا) أثارت بحوافرها التراب (فوسطن به جمعا) قال صبحت القوم
جمعا. رواه البزار وفيه حفص بن جميع وهو ضعيف. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر عنده الكنود فقال الذي يأكل وحده ويمنع رفده ويضرب عبده. رواه الطبراني
باسنادين في أحدهما جعفر بن الزبير وهو ضعيف وفي الآخر من لم أعرفه.
(سورة ألهاكم)
عن محمود بن لبيد قال لما نزلت (ألهاكم التكاثر) فقرأها حتى بلغ (لتسئلن يومئذ عن
النعيم) قالوا يا رسول الله عن أي نعيم نسأل وإنما هما الأسودان التمر والماء وسيوفنا على
رقابنا والعدو حاضر فعن أي نعيم نسأل قال إن ذلك سيكون. رواه أحمد وفيه محمد
ابن عمرو بن علقمة وحديثه حسن وفيه ضعف لسوء حفظه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن ابن الزبير قال لما نزلت (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) قال الزبير بن العوام
يا رسول الله أي نعيم نسأل عنه وإنما هما الأسودان الماء والتمر قال أما إنه سيكون.
رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن بشار الرمادي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أحمد
وغيره، وبقية رجاله ثقات. وعن الحسن قال لما نزلت هذه الآية (لتسألن يومئذ
عن النعيم) قالوا يا رسول الله أي نعيم نسأل عنه سيوفنا على عواتقنا قال وذكر الحديث.
رواه أبو يعلى وفيه أشعث بن براز ولم أعرفه.
142

(سورة لإيلاف قريش)
عن أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء
والصيف) ويحكم يا قريش اعبدوا ربكم الذي أطعمكم من جوع وآمنكم من
خوف. رواه أحمد والطبراني اختصار إلا أنه قال ويل أمكم يا قريش لإيلافكم
رحلة الشتاء والصيف. وفيه عبيد الله بن أبي زياد القداح وشهر بن حوشب وقد وثقا
وفيهما ضعف، وبقية رجال ثقات.
(سورة أرأيت)
عن عبد الله يعني ابن مسعود قال كنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الدلو والفأس والقدر - قلت رواه أبو داود غير قوله والفأس - رواه البزار والطبراني
في الأوسط ورجال الطبراني رجال الصحيح. وعن حفصة بنت سيرين قالت لنا أم
عطية أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نمنع الماعون قلت وما الماعون قالت ما يتعاطاه
الناس بينهم. وفيه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة وهو متروك. وعن ابن عباس
(ويمنعون الماعون) قال العارية. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن
سعد يعني ابن أبي وقاص قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى (الذين هم عن
صلاتهم ساهون) قال هم الذين يؤخرونها عن وقتها. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه عكرمة بن إبراهيم وهو ضعيف جدا، وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في الصلاة
(سورة إنا أعطيناك الكوثر)
عن أبي أيوب قال لما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشى المشركون
بعضهم إلى بعض فقالوا إن هذا الصابئ قد بتر الليلة فأنزل الله تعالى (إنا أعطيناك
الكوثر) إلى آخر السورة. رواه الطبراني في حديث طويل فرقته في مواضعه، وفيه
واصل بن السائب وهو متروك. وعن حذيقة (إنا أعطيناك الكوثر) قال نهر في
الجنة أجوف فيه آنية من الذهب والفضة لا يعلمه إلا الله. رواه الطبراني في
الأوسط وإسناده حسن. وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (إنا أعطيناك الكوثر).
143

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمرو بن مخروم وهو ضعيف جدا، وبقية
أحاديث الحوض في كتاب البعث.
(سورة إذا جاء نصر الله)
عن ابن عباس قال لما نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم نعيت إلى نفسي بأني مقبوض في تلك السنة. رواه أحمد والطبراني
في حديث طويل ولفظه لما نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاطمة فقال إنه قد نعيت إلى نفسي فبكت فذكر الحديث وفى إسناده هلال بن
خباب قال يحيى ثقة مأمون لم يتغير ووثقه ابن حبان وفيه ضعف، وبقية رجاله
رجال الصحيح، وفي إسناد أحمد عطاء بن السائب وقد اختلط.
(سورة تبت)
عن ابن عباس قال لما نزلت (تبت يدا أبي لهب) جاءت امرأة أبي لهب
النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر فلما رآها قال يا رسول الله إنها امرأة بذيئة وأخاف
أن تؤذيك فلو قمت قال إنها لن تراني فجاءت فقالت يا أبا بكر أين صاحبك هجاني
قال ما يقول الشعر قالت أنت عندي مصدق وانصرفت قلت يا رسول الله لم ترك
قال ما زال ملك يسترني منها بجناحيه. رواه أبو يعلى والبزار بنحوه إلا أنه قال
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيحال بيني وبينها فأقبلت حتى وقفت على أبى بكر
فقالت يا أبا بكر هجانا صاحبك فقال أبو بكر لا ورب هذه البنية ما ينطق بالشعر
ولا يتفوه به، وقال البزار إنه حسن لاسناد، قلت ولكن فيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
(سورة قل هو الله أحد وما ورد فيها من الفضل)
وما ضم إليها من الفضل
عن بريدة رفعه قال الصمد الذي لا جوف له. رواه الطبراني وفيه صالح بن
حبان وهو ضعيف. وعن الضحاك بن مزاحم ان نافع بن الأزرق سأل ابن عباس
عن قول الله عز وجل (الصمد) أما الاحد فقد عرفناه فما الصمد قال الذي يصمد
إليه في الأمور كلها قال فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على
144

محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت بقول الأسدية:
ألا بكر الناعي بخبر بني أسد * بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد
قال صدقت. رواه الطبراني في حديث طويل تقدم في باب كيف يفسر القرآن
وفى إسناده جويبر وهو متروك. وعن أبي أمامة قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل
يقرأ (قل هو الله أحد) فقال أوجب هذا أو وجبت له الجنة. رواه أحمد والطبراني
وفيه علي بن يزيد وهو ضعيف. وعن شيخ أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال
خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فمر برجل يقرأ (قل يا أيها الكافرون)
فقال أما هذا فقد برئ من الشرك وإذا آخر يقرأ (قل هو الله أحد) فقال النبي
صلى الله عليه وسلم بها وجبت له الجنة. وفي رواية أما هذا فقد غفر له. رواه أحمد باسنادين في
أحدهما شريك وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن معاذ بن أنس عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ (قل هو الله أحد) عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة
فقال عمر بن الخطاب إذا نستكثر يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكثر
وأطيب. رواه الطبراني وأحمد وقال عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني صاحب
النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل عن أبيه والظاهر أنها سقطت، وفي إسنادهما
رشدين بن سعد وزبان وكلاهما ضعيف وفيهما توثيق لين. وعن ابن الديلمي وهو
ابن أخت النجاشي وقد خدم النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ (قل هو
الله أحد) مائة مرة في الصلاة أو غيرها كتب الله له براءة من النار. رواه الطبراني
وفيه محمد بن قدامة الجوهري وهو ضعيف. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من قرأ (قل هو الله أحد) عشر مرات بنى له قصر في الجنة ومن قرأها عشرين
مرة بنى له قصران ومن قرأها ثلاثين مرة بنى له ثلاث. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف. وعن عبد الله بن الشخير قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من قرأ (قل هو الله أحد) في مرضه الذي يموت فيه لم يفتن في قبره وأمن ضغطة
القبر وحملته الملائكة يوم القيامة بأكفها حتى تجيزه الصراط إلى الجنة. رواه الطبراني
145

في الأوسط وقال لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد، وفيه نصر بن حماد
الوراق وهو متروك. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ (قل هو
الله أحد) بعد صلاة الصبح اثنتي عشرة مرة فكأنما قرأ القرآن أربع مرات وكان
أفضل أهل الأرض يومئذ إذا اتقى. رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم.
وعن سعد (1) يعني ابن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرا (قل هو الله
أحد) فكأنما قرأ ثلث القرآن ومن قرأ (قل يا أيها الكافرون) فكأنما قرأ ربع
القرآن. رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم. وعن جابر بن عبد الله قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ (قل هو الله أحد) في كل يوم خمسين مرة نودي يوم
القيامة من قبره قم يا مادح الله فادخل الجنة. رواه الطبراني في الصغير و الأوسط
عن شيخه يعقوب بن إسحاق بن الزبير الحلبي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن
جابر قال قالوا يا رسول الله انسب لنا ربك فنزلت (قل هو الله أحد) إلى آخرها.
رواه الطبراني في الأوسط ورواه أبو يعلى إلا أنه قال إن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال انسب الله. وفيه مجالد بن سعيد قال ابن عدي له عن الشعبي عن جابر، وبقية
رجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن لكل شئ نسبة
وإن نسبة الله (قل هو الله أحد). رواه الطبراني في الأوسط وفيه الوازع بن نافع
وهو متروك. وعن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام أن عبد الله بن سلام قال
لأحبار يهود إني أحدث بمسجد أبينا إبراهيم وإسماعيل عهدا فانطلق إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فوافاهم وقد انصرفوا من الحج فوجد رسول
صلى الله عليه وسلم بمنى و الناس حوله فقام مع الناس فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنت عبد الله بن سلام قال قلت نعم قال أدن فدنوت
منه قال أنشدك بالله يا عبد الله بن سلام أما تجدني في التوراة رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقلت له انعت ربنا قال فجاء جبريل حتى وقف بين يدي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال (قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا

(1) في الأصل " ابن مالك " مكان " سعد ".
146

أحد) فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الله بن سلام أشهد أن لا إله إلا
الله وأنك رسول الله، قلت فذكر الحديث وهو بتمامه في مناقب عبد الله بن سلام.
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن حمزة لم يدرك جده عبد الله بن سلام. وعن
سلمة بن وردان أن أنس بن مالك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حدته أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم سأل رجلا من صحابته فقال أي فلان هل تزوجت قال لا وليس
عندي ما أتزوج به قال أليس معك (قل هو الله أحد) قال بلى قال ربع القرآن قال
أليس معك (قل يا أيها الكافرون) قال بلى قال ربع القرآن قال أنس معك (إذا
زلزلت) قال بلى قال ربع القرآن قال أليس معك (إذا جاء نصر الله) قال بلى قال
ربع القرآن قال أليس معك آية الكرسي قال بلى قال ربع القرآن قال تزوج تزوج
تزوج ثلاث مرات - قلت رواه الترمذي باختصار آية الكرسي وان قل هو الله بربع
القرآن - رواه أحمد وسلمة ضعيف. وعن عبد الله بن عمرو أن أبا أيوب الأنصاري
كان في مجلس وهو يقول ألا نستطيع أن نقوم بثلث القرآن كل ليلة قالوا وهل
نستطيع ذلك قال فان (قل هو الله أحد) ثلث القرآن قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمع
أبا أيوب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق أبو أيوب. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه
ضعف. وعن أبي بن كعب أو رجل من الأنصار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
قرأ بقل هو الله أحد فكأنما قرأ بثلث القرآن. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وعن أم كلثوم بنت عقبة قالت رسول الله صلى الله عليه وسلم (قل هو الله أحد) تعدل ثلث
القرآن. رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن
أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما يستطيع أحدكم أن يقرأ القرآن في الليلة (قل هو
الله أحد) فإنها تعدل القرآن كله فذكر الحديث. رواه أبو يعلى وفيه عبيس بن ميمون
وهو متروك. وعن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أما يستطيع أحدكم أن
يقرأ (قل هو الله أحد) ثلاث مرات في ليله فإنها تعدل ثلث القرآن. رواه أبو يعلى
وفيه عبيس وهو متروك، ويأتي الحديث بتمامه في باب في عمال السوء وأعوان
147

الظلمة في كتاب الخلافة. وعن سعد بن أبي وقاص قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
من قرأ (قل هو الله أحد) فكأنما قرأ ثلث القرآن. رواه البزار وفيه زكريا بن
عطية وهو ضعيف. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما
يستطيع أحدكم أن يقرا ثلث القرآن في ليلة قالوا يا رسول الله ومن يطيق هذا قال
أما يستطيع (قل هو الله أحد) فإنها تعدل ثلث القرآن. رواه البزار والطبراني في
الكبير والأوسط باختصار فيهما بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح غير عبد
الله بن أحمد وهو ثقة إمام. وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قل
هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن. رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن. رواه
الطبراني عن شيخه مفرج بن شجاع وهو ضعيف. وعن ابن عمر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن و (قل يا أيها الكافرون)
تعدل ربع القران وكان يقرأ بهما في ركعتي الفجر وقال هاتان الركعتان فيهما رغب
الدهر - قلت روى الترمذي منه القراءة بهما في ركعتي الفجر. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه عبد الله بن زحر وثقه جماعة وفيه ضعف.
(باب ما جاء في المعوذتين)
عن أبي العلاء يعني يزيد بن عبد الله بن الشخير قال قال رجل كنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم في سفر والناس يعتقبون وفي الظهر قلة فحانت نزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونزلتي فلحقني من بعدي فضرب منكبي فقال (قل أعوذ برب الفلق) فقلت أعوذ
برب الفلق فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه ثم قال (قل أعوذ برب الناس)
فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه قال إذا أنت صليت فأقرأ بهما.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن عقبة بن عامر قال ثم لقيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال يا عقبة بن عامر ألا أعلمك سورا ما أنزل في التوراة ولا في الزبور ولا
في الإنجيل ولا في الفرقان مثلهن لا تأتي ليلة إلا قرأت بهن فيها (قل هو الله أحد)
148

و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) قلت حديث عقبة في الصحيح وغيره
باختصار عن هذا - رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لقد أنزل علي آيات لم ينزل على مثلهن المعوذتين (1). رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله ثقات. وعن عبد الله الأسلمي قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة حتى
إذا كنا ببطن وأقم استقبلتنا ضبابة فأضلتنا الطريق فلم نشعر حتى طلعنا على ثنية
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك عدل إلى كثيب فأناخ عليه ثم قام وقام عليه من
شاء الله فما زال يصلي حتى طلع الفجر فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس ناقته
ثم مشى و عبد الله الأسلمي إلى جنبه ما أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره فوضع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يده على صدره ثم قال قل قلت ما أقول قال (قل هو الله أحد) (قل أعوذ برب الفلق
من شر ما خلق) حتى فرغت منها ثم قال قل قلت ما أقول قال (قل أعوذ برب الناس) حتى
فرغت منها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا فتعوذ فما تعوذ العباد بمثلهن قط. رواه
البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فان ذكر الله خنس (2) وان نسى التقم قلبه
فذلك الوسواس الخناس. رواه أبو يعلى وفيه عدي بن أبي عمارة وهو ضعيف. وعن
زر قال قلت لأبي ان أخاك يحكهما من المصحف قيل لسفيان بن مسعود قلم ينكر
قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قيل لي فقلت فنحن نقول كما قال - رسول الله قلت هو
في الصحيح خلا حكهما من المصحف - رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال
الصحيح. وعن عبد الرحمن بن يزيد يعني النخعي قال كان عبد الله يحك المعوذتين
من مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله تبارك وتعالى. رواه عبد الله بن
أحمد والطبراني ورجال عبد الله رجال الصحيح ورجال الطبراني ثقات. وعن عبد الله
أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما وكان
عبد الله لا يقرأ بهما. رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات وقال البزار لم يتابع
عبد الله أحد من الصحابة وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بهما الصلاة وأثبتتا في

(1) كذا.
(2) أي انقبض وتأخر.
149

المصحف. وعن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن هاتين السورتين قال
قيل لي فقلت فقولوا كما قلت. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إسماعيل
ابن مسلم المكي وهو ضعيف.
(باب القراءات وكم أنزل القرآن على حرف)
عن حذيقة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنزل القرآن على سبعة أحرف.
رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه كلام لا يضر.
وبإسناد أحمد عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقيت جبريل عند أحجار المرى
فقلت يا جبريل إني أرسلت إلى أمة أمية الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ
القاسي الذي لم يقرأ كتابا قط قال إن القرآن أنزل على سبعة أحرف. وعن حذيفة
أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقى جبريل عند أحجار المرى فقال إني أرسلت إلى أمة
أمية وإلى من لم يقرأ كتابا قط قال جبريل إن الله يأمرك أن تقرأ على حرف فقال
ميكائيل استزده فقال اقرأ على حرفين فقال ميكائيل استزده حتى بلغ سبعة أحرف. رواه
البزار وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن
عمرو بن العاصي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنزل القرآن على سبعة أحرف على أي حرف قرأتم
أصبتم فلا تماروا فان المراء فيه كفر. رواه أحمد. وعن أبي قيس مولى عمرو بن العاصي قال
سمع عمرو بن العاص رجلا يقرأ آية من القرآن فقال من أقرأكها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال فقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم على غير هذا فذهبا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال أحدهما يا رسول الله آية كذا وكذا ثم قرأها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا
أنزلت وقال الآخر يا رسول الله فقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أليس
هكذا يا رسول الله قال هكذا أنزلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فأي ذلك قرأتم فقد أصبتم ولا تماروا فيه فان
المراء فيه كفر أو إنه الكفر به. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أنه مرسل
وعن أبي طلحة قال قرأ رجل عند عمر فغير عليه فقال قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
150

فلم يغير على قال فاجتمعا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقرأ أحدهما على النبي صلى الله عليه
وسلم فقال له أحسنت قال فكأن عمر وجد في نفسه من ذلك فقال النبي صلى الله
عليه وسلم يا عمر إن القرآن كله صواب ما لم يجعل مغفرة عذابا أو عذابا مغفرة. رواه
أحمد ورجاله ثقات. وعن أبي بكرة أن جبريل عليه والسلام قال يا محمد اقرأ القرآن
على حرف قال ميكائيل صلى الله عليه وسلم استزده فاستزده قال اقرأ على حرفين
قال ميكائيل استزده فاستزده قال اقرأ على ثلاثة أحرف قال ميكائيل صلى الله عليه
وسلم استزده حتى بلغ سبعة أحرف قال كل شاف كاف ما لم يختم آية عذاب برحمة
أو رحمة بعذاب نحو قولك تعال وأقبل وهلم واذهب وأسرع واعجل. رواه أحمد
والطبراني بنحوه إلا أنه قال واذهب وأدبر، وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو سئ
الحفظ وقد توبع، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. وعن حذيفة قال لقى رسول
الله صلى الله عليه وسلم جبريل وهو عند أحجار المرى فقال إن أمتك يقرؤون القرآن على سبعة
أحرف فمن قرأ منهم على حرف فليقرأ كما علم ولا يرجع عنه، وقال ابن مهدي ان
من أمتك الضعيف فمن قرأ على حرف فلا يتحول إلى غيره رغبة عنه. رواه أحمد وفيه راو
لم يسم. وعن أبي الجهم أن رجلين اختلفا في آية من القرآن قال هذا تلقنتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال الآخر تلقنتها من رسول الله عليه وسلم فسألا النبي صلى الله عليه وسلم فقال القرآن
يقرا على سبعة أحرف فلا تماروا في القرآن فان مراء في القرآن كفر. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نزل القرآن
على سبعة أحرف المراء في القرآن كفر ثلاث مرات فما علمتم فاعملوا به وما جهلتم
منه فردوه إلى عالمه، وفي رواية أنزل القرآن على سبعة أحرف عليما حليما غفورا
رحيما. رواه كله أحمد باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح. ورواه البزار بنحوه.
وعن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرض القرآن على رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثلاث عرضات قال فيرون أن قراءتنا هي الأخيرة فلا أدري في هذا
الحديث أو غيره يعني فيرون أن قراءتنا. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
151

وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنزل القرآن على سبعة أحرف، وفي
رواية ثلاثة أحرف. رواه أحمد والبزار والطبراني في الثلاثة ورجال أحمد وأحد
إسنادي الطبراني والبزار رجال الصحيح. وعن أبي المنهال يعني سيار بن سلامة
قال بلغنا أن عثمان رضي الله عنه قال يوما وهو على المنبر أذكر الله رجلا سمع النبي
صلى الله عليه وسلم قال أنزل القرآن على سبعة أحرف علها شاف كاف لما قام
فقاموا حتى لم حصوا فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنزل القرآن
على سبعة أحرف كلها شاف كاف فقال عثمان رضي الله عنه وأنا أشهد معهم. رواه
أبو يعلى في الكبير وفيه راو لم يسم. وعن عبد الله يعني ابن مسعود أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن ونهى
أن يستلقي الرجل أحسبه قال في المسجد ويضع إحدى رجليه على الأخرى. رواه البزار وأبو يعلى في الكبير وفي رواية عنده لكل حرف منها بطن وظهر، والطبراني
في الأوسط باختصار آخره ورجال أحدهما ثقات. ورواية البزار عنه محمد بن عجلان
عن أبي إسحق قال في آخرها لم يرو محمد بن عجلان عن إبراهيم الهجري غير هذا
الحديث، قلت ومحمد بن عجلان إنما روى عن أبي إسحق السبيعي فإن كان هو
أبو إسحق السبيعي فرجال البزار أيضا ثقات. وعن سمرة قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يأمرنا أن نقرأ القرآن كما أقرأناه وقال إنه أنزل على ثلاثة أحرف فلا تختلفوا
فيه فإنه مبارك كله فاقرؤوه كالذي أقرئتموه. رواه الطبراني والبزار وقال لا تجافوا
عنه بدل ولا تحاجوا فيه وإسنادهما ضعيف. وقد تقدمت له طريق رجالها رجال
الصحيح مختصرة. وعن فلفلة الجعفي قال فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في
المصاحف فدخلنا عليه فقال رجل من القوم إنا لم نأتك زائرين ولكن جئناك حين
راعنا هذا الخبر فقال إن القرآن نزل على نبيكم صلى الله عليه وسلم على سبعة أحرف
أو قال على حروف وان الكتاب قبله كان ينزل من باب واحد على حرف واحد -
قلت له في الصحيح غير هذا - رواه أحمد وفيه عثمان بن حسان العامري وقد ذكره
152

ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الرحمن بن عابس
قال ثنا رجل من همدان من أصحاب عبد الله وما سماه لنا قال لما أراد عبد الله
أن يأتي المدينة جمع أصحابه فقال والله إني لأرجو أن يكون قد أصبح فيكم من
الفضل ما أصبح في أجناد المسلمين من الدين والفقه والعلم بالقرآن إن هذا القرآن لا يختلف ولا
يستثني ولا يتفه لكثرة الرد فمن قرأه على حرف فلا يدعه رغبة عنه ومن قرأ على
شئ من تلك الحروف التي علم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يدعه رغبه عنه فإنه من يجحد
بآية منه يجحد به كله فإنما هو كقول أحدكم لصاحبه أعجل وحيهلا. قلت رواه
الإمام أحمد في حديث طويل والطبراني وفيه من لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن عمر بن أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن مسعود إن الكتب كانت
تنزل من السماء من باب واحد وإن القرآن أنزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف
حلال وحرام ومحكم ومتشابه وضرب أمثال وامر وزجر فأحل حلاله وحرم حرامه
وعمل بمحكمه وقف عند متشابهه واعتبر أمثاله فان كلا من عند الله وما يذكر إلا أولوا
الألباب. رواه الطبراني وفيه عمار بن مطر وهو ضعيف جدا وقد وثقه بعضهم.
وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال إن هذا القرآن ليس منه حرف إلا له حدو لكل
حد مطلع. رواه الطبراني. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل القرآن
على سبعة أحرف ومراء في القرآن كفر. رواه البزار وفيه محمد بن عمرو وهو حسن
الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
القرآن انزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
ميمون أبو حمزة وهو متروك. وعن سليمان بن صرد قال أتى محمدا صلى الله صلى عليه وسلم الملكان
فقال أحدهما اقرأ القرآن على حرف فقال الآخر زده فما زال يستزيده حتى قال اقرأ
على سبعة أحرف. رواه الطبراني وفيه جعفر ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن زيد
القصار عن زيد بن أرقم قال كنا معه في المسجد فحدثنا ساعة ثم قال جاء رجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أقرأني عبد الله بن مسعود سورة وأقرأنيها زيد وأقرأنيها
153

أبي فاختلفت قراءتهم فقراءة أيهم آخذ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علي رضي
الله عنه ليقرأ كل إنسان كما علم فكل حسن جميل. رواه الطبراني وفيه عيسى
ابن قرطاس وهو متروك. وعن معاذ بن جبل قال أنزل القرآن على سبعة أحرف
كلها شاف كاف. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن أم أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال نزل القرآن على سبعة أحرف أيها قرأت أصبت. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(باب القراءات)
عن ابن عباس أنه كان يقرأ (قلوبنا غلف) مثقلة أوعية للحكمة كيف بمعلم
وإنما قلوبنا أوعية للحكمة أي أوعية للحكمة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان
ابن أرقم وهو متروك. وعن ابن عمر قال قرأ رجلان من الأنصار سورة أقرأهما
رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرآنها فقاما ذات ليلة يصليان بها فلم يقدرا منها على حرف
فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنها مما نسخ أو أنسى فالهوا عنها وكان الزهري يقرأ (ما ننسخ من آية أو
ننسيها) بضم النون مخففة خفيفة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن
أرقم وهو متروك. وعن عمرو بن رافع مولى عمر بن الخطاب حدث
أنه كان يكتب المصاحف في عهد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال
فاستكتبتني حفصة مصحفا وقالت إذا بلغت هذه الآية من سورة البقرة فلا تكتبها
حتى تأتيني بها فأمليها عليك كما حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فلما بلغتها جئتها
بالورقة التي أكتبها فيها فقالت اكتب (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى
وصلاة (1) العصر وقوموا لله قانتين). رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. وعن أبي خالد
الكناني عن ابن مسعود أنه كان يقرؤها (الحي القيام). رواه الطبراني وأبو خالد
لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قرا (وكتبنا عليهم
فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين) بنصب النفس ورفع العين - قلت رواه أبو
داود غير قوله نصب النفس ورفع العين - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير

(1) لعل الواو مقحمة.
154

أبي علي بن يزيد وهو ثقة. وعن مسعود بن يزيد الكندي قال كان ابن مسعود
يقرئ رجلا فقرأ الرجل (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) مرسلة فقال ابن مسعود
ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن
قال أقرأنيها (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) فمددوها. رواه الطبراني ورجاله
ثقات. وعن عبد الله يعني ابن مسعود أنه كان يقرأ (مجراها و مرساها). رواه الطبراني
ورجاله ثقات. وعن عائشة قالت قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنه عمل
غير صالح). رواه الطبراني في الأوسط وفيه حميد بن الأزرق ولم أعرفه، وبقية رجاله
ثقات. وعن شقيق قال قلنا عند عبد الله (هيت لك) فقال عبد الله لا (هيت لك) إنا
قد سألنا عن ذلك وإن أقرأ كما علمت أحب إلي. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن ابن عمر
قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (ومن عنده علم الكتاب). رواه أبو يعلى
وفيه سليمان بن أرقم وهو متروك. وعن عبد الله يعني ابن مسعود أنه قرأ (أينما
يوجه لا يأت بخير). رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
وعن الأعمش قال كان عبد الله بن مسعود يقرأ (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه)
رواه الطبراني وإسناده منقطع وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف. وعن ابن عباس ان
النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (في عين حمئة). رواه الطبراني في الصغير عن شيخه الوليد بن العباس
المصري ضعفه الدارقطني. وعن ابن عباس قال قد حفظت السنة كلها ولا أدري
كيف كان يقرأ هذا الحرف (وقد بلغت من الكبر عتيا أو عسيا). رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن تميم بن حذلم قال قرأت على عبد الله القرآن فلم يأخذ علي
إلا حرفين قلت (وكل أتوه داخرين) قال (وكل آتوه داخرين) وقلت (حتى
إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا) قال (وظنوا أنهم قد كذبوا). رواه
الطبراني ورجاله ثقات. وعن عبد الله أنه قرأ (بل عجبت ويسخرون). رواه الطبراني
عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف والاسناد منقطع.
وعن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت). رواه
155

البزار وفيه عاصم الجحدري وهو قارئ، قال الذهبي قراءته شاذة وفيها ما ينكر، وبقية رجاله
ثقات وفي بعضهم ضعف ولم يسمع عاصم من أبي بكرة. وعن أبي بكرة أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ (على رفارف خضر وعباقري حسان). رواه البزار وفيه عاصم
الجحدري وقد تقدم الكلام عليه قبل هذا الحديث. وعن قطبة بن مالك قال سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ (والنخل باصقات) بالصاد - قلت هو في الصحيح وغيره بالسين -
رواه البزار عن شيخه عبيد الله بن محمد بن صبيح ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن
ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (فروح وريحان). رواه الطبراني في الصغير والأوسط
ورجاله ثقات. وعن ابن عمر قال قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الواقعة فلما
بلغت (فروح وريحان) يا ابن عمر (1). رواه الطبراني في الأوسط باسناد الذي قبله.
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (فشاربون شرب الهيم). رواه الطبراني الأوسط.
وعن الأعمش قال سمعت أنس من مالك يقول في قول الله عز وجل (وأقوم قيلا)
قال وأصدق فقيل له إنها تقرأ وأقوم فقال أقوم وأصدق واخذ. رواه البزار وأبو يعلى
بنحوه إلا أنه قال وأصوب قيلا، وقال إن أقوم وأصوب وأهيأ وأشباه هذا واخذ،
ولم يقل الأعمش سمعت أنسا، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح ورجال البزار ثقات.
قلت وقد تقدمت أحاديث من هذا النوع في سورها.
(باب ما جاء في المصحف)
عن سالم بن مروان كان يرسل إلى حفصة يسألها عن المصحف الذي نسخ منه
القرآن فتأبى حفصة أن تعطيه إياه فلما دفنا حفصة أرسل مروان إلى ابن عمر أرسل
إلي بذلك المصحف فأرسله إليه. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(باب فيما نسخ)
عن ابن عمر قال قرأ رجلان من الأنصار سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكانا يقرآن بها فقاما ذات ليلة يصليان بها فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها مما نسخ وأنسى. رواه الطبراني

(1) كذا والساقط ظاهر المعنى من السياق:
156

في الأوسط وقد تقدم في غير هذا الباب والكلام عليه. وعن أبي إسحق قال أمنا أمية
ابن عبد الله بن خالد بن أسيد بخراسان فقرأ بها من السورتين إنا نستعينك ونستغفرك
قال فذكر الحديث. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. قلت وقد تقدم غير هذا
الحديث في سورة لم يكن.
(باب تسمية السور)
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا سورة البقرة
ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء ولكن السورة التي تذكر فيها البقرة
والسورة التي يذكر فيها آل عمران وكذلك القرآن كله. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه عبيس بن ميمون وهو متروك.
(باب كيف نزل القرآن)
عن ابن عباس قال فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة في السماء
الدنيا فجعل جبريل عليه السلام يتلوه على النبي صلى الله عليه وسلم يرتله ترتيلا.
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
وقد تقدمت أحاديث في سورة إنا أنزلناه. وعن أم سلمة قالت كان جبريل عليه
السلام يملي على النبي صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الأوسط.
(باب في أماكن نزوله)
عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل القرآن في ثلاثة أمكنة ومكة والمدينة
والشام. رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف. وعن ابن مسعود قال
نزل المفصل بمكة فمكثنا حججا نقرأ لا ينزل غيره. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه خديج بن معاوية وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة.
(باب في السور التي لا يقرؤها منافق)
عن علي يعني ابن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحفظ
منافق سور براءة ويس والدخان وعم يتساءلون. رواه الطبراني في الأوسط
157

وفيه نهشل بن سعيد وهو متروك.
(باب لا يخلط مع القرآن غيره)
عن مسروق أن ابن مسعود كان يكره التفسير في القرآن. رواه الطبراني
ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي الزعرا قال قال عبد الله جردوا القرآن لا تلبسوا
به ما ليس منه. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي الزعرا وقد وثقه
ابن حبان وقال البخاري وغيره لا يتابع في حديثه. وقد تقدم حديث أبي سعيد وغيره
في كتابة العلم في معنى هذا.
(باب فضل القرآن)
عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعطيت مكان التوراة السبع
وأعطيت مكان الزبور المئين وأعطيت مكان الإنجيل المثاني وفضلت بالمفصل.
رواه أحمد والطبراني بنحوه. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني ربي
السبع الطويل مكان التوراة والمئين مكان الإنجيل وفضلت بالمفصل. رواه الطبراني
وفيه ليث بن أبي سليم وقد ضعفه جماعة ويعتبر بحديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن القرآن جعل في إهاب
ثم ألقي في النار ما احترق. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه
خلاف وفسره بعض رواة أبي يعلى بأن من جمع القرآن ثم دخل النار فهو شر من
الخنزير وعن عصمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو جمع القرآن في إهاب
ما أحرقته النار. رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف. وعن سهل
ابن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار. رواه
الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك. وعن أنس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إن القرآن غناء لا فقر بعده ولا غنى دونه. رواه أبو يعلى
وفيه يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم القرآن لا فقر بعده ولا غنى دونه. رواه الطبراني وفيه يزيد الرقاشي
158

وهو ضعيف. وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ
القرآن فكأنما أدرجت (1) النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه ومن قرأ القرآن
فرأى أن أحدا أعطى أفضل مما أعطى فقد عظم ما صغر الله وصغر ما عظم الله
وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه أو يغضب فيمن يغضب
أو يحتد فيمن يحتد ولكن يعفو ويصفح لفضل القرآن. رواه الطبراني وفيه
إسماعيل بن رافع وهو متروك.
(باب منه في فضل القرآن ومن قرأه)
عن بريدة قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول تعلموا البقرة فان أخذها
بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة قال ثم سكت ساعة ثم قال تعلموا البقرة وآل
عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيابتان أو
فرقان من طير صواف وان القرآن يلقي صاحبه يوم القيامة حسين ينشق عنه قبره
كالرجل الشاحب فيقول هل تعرفني فيقول ما أعرفك فيقول أنا صاحبك القرآن
الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك وإن كل تاجر من وراء تجارته وإنك
اليوم من وراء كل تجارة فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج
الوقار ويكسي والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا فيقولان عم كسينا هذا فيقال بأخذ
ولدكما القرآن يقال اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها فهو في صعود ما دام يقرأ
حدرا (2) كان أو ترتيلا - قلت روى ابن ماجة منه طرفا - رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن ابن مسعود قال لكل شئ سنام وسنام القرآن سورة البقرة وان
لكل شئ لبابا وان لباب القرآن المفصل وان الشياطين لتخرج من البيت الذي
يقرأ فيه سورة البقرة وان أصغر البيوت للعارف الذي فيه من كتاب الله شئ.
رواه الطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن أبي أمامة قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعليم القرآن وحثنا عليه وقال إن القرآن
يأتي أهله يوم القيامة أحوج ما كانوا إليه فيقول للمسلم تعرفني فيقول من أنت فيقول

(1) في نسخة " استدرجت ".
(2) في الأصل " هدى ".
159

أنا الذي كنت تحب وتكره أن يفارقك الذي كان يسحبك ويدنيك فيقول لعلك
القرآن فيقدم به على ربه عز وجل فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على
رأسه السكينة وينشر على أبويه حلتان لا تقوم لهما الدنيا فيقولان لأي شئ هذا
ولم تبلغه أعمالنا فيقول هذا بأخذ ولدكما القرآن. رواه الطبراني وفيه سويد بن عبد
العزيز وهو متروك وأثنى عليه هشيم خيرا، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجئ القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه
هل تعرفني أنا الذي كنت أسهر ليلك وأظمى هواجرك وان كل تاجر من وراء
تجارته وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع
على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها فيقولان
يا رب أنى لنا هذا فيقال لهما بتعليم ولدكما القرآن - قلت روى الترمذي بعضه -
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد العزيز الحماني وهو ضعيف. وعن
معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ القرآن وعمل بما فيه ومات في
الجماعة بعثه الله يوم القيامة مع السفرة والحكام ومن قرأ القرآن وهو ينفلت منه
لا يدعه فله أجره مرتين ومن كان حريصا عليه لا يستطيعه ولا يدعه بعثه الله يوم
القيامة مع أشراف أهله فضلوا على الخلائق كما فضلت النسور على سائر الطيور وكما
فضلت عين في مرج على ما حولها وينادي مناد أين الذين كانوا لا تلهيهم رعية
الانعام عن تلاوة كتابي فيقومون فيلبس أحدهم تاج الكرامة ويعطى الفوز بيمينه
والخلد بشماله فإن كان أبواه مسلمين كسيا حلة خيرا من الدنيا وما فيها فيقولان أنى
هذا لنا فيقال بما كان ولدكما يقرأ. رواه الطبراني وفيه سويد بن عبد العزيز وهو
متروك وأثنى عليه هشيم خيرا، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن عمرو قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى برجل يوم القيامة ويمثل له القرآن قد كان يضيع فرائضه
ويتعدى حدوده ويخالف طاعته ويركب معاصيه فيقول أي رب حملت آياتي بئس
حامل تعدى حدودي وضيع فرائض وترك طاعتي وركب معصيتي فما يزال عليه
160

بالحجج حتى يقال فشأنك به فيأخذ بيده يفارقه يكبه على منخره في النار
ويؤتى بالرجل قد كان يحفظ حدوده ويعمل بفرائضه ويعمل بطاعته ويجتنب معصيته
فيصبر خصما دونه فيقول أي رب حملت آياتي خير حامل اتقى حدودي وعمل
بفرائضي واتبع طاعتي واجتنب معصيتي فلا يزال له بالحجج حتى يقال فشأنك به
فيأخذ بيده فما يزال به حتى يكسوه حلة الإستبرق ويضع عليه تاج الملك ويسقيه
بكأس الملك. رواه البزار وفيه اسحق وهو ثقة ولكنه مدلس، وبقية رجاله ثقات.
وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم آية من كتاب الله استقبلته يوم
القيامة تضحك في وجهه. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أشراف أمتي حملة القرآن. رواه الطبراني وفيه سعد بن سعيد
الجرجاني وهو ضعيف. وعن الحسين بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حملة القرآن
عرفاء أهل الجنة يوم القيامة. رواه الطبراني وفيه إسحق بن إبراهيم بن سعد
المدني وهو ضعيف. وعن عثمان قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم وفدا إلى اليمن فأمر عليهم
أميرا منهم وهو أصغرهم فمكث أياما لم يسر فلقى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا منهم
فقال يا فلان مالك أما انطلقت قال رسول الله أميرنا يشتكي رجله فأتاه النبي صلى
الله عليه وسلم ونفث عليه بسم الله وبالله أعوذ بالله وقدرته من شر ما فيها سبع مرات
فبرأ الرجل فقال له شيخ يا رسول الله أتؤمره علينا وهو أصغرنا فدكر النبي صلى
الله عليه وسلم قراءته القرآن فقال الشيخ يا رسول الله لولا أني أخاف أن أتوسد فلا
أقوم به لتعلمته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنما مثل القرآن كجراب ملأته مسكا موضوعا
كذلك مثل القرآن إذا قرأته وكان في صدرك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن سلمة بن كهيل ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان وقال في أحاديث ابنه عنه
مناكير. قلت هذا من رواية ابنه عنه. وعن معاذ بن أنس عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة ومن
قرأ القرآن فأكمله وعمل بما فيه أليس والداه تاجا هو أحسن من ضوء الشمس في
161

بيوت من بيوت الدنيا لو كانت فيه فما ظنكم عمل به - قلت روى أبو داود
بعضه رواه أحمد وفيه زبان بن فائد وهو ضعيف. وعن كليب بن شهاب رحمه
الله قال كان علي في المسجد أحسبه قال مسجد الكوفة فسمع صيحة شديدة فقال
ما هؤلاء فقال قوم يقرؤون القرآن أو يتعلمون القرآن فقال أما انهم كانوا أحب
الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البزار وفيه إسحق بن إبراهيم الثقفي وهو
ضعيف. وعن عائشة قالت ذكر رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لم تروه يتعلم القرآن. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو حسن
الحديث وفيه ضعيف، رجاله رجال الصحيح. وعن معاذ بن أنس عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ القرآن في سبيل الله تبارك وتعالى كتب مع
الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. رواه أحمد وفيه زبان بن فائد
وهو ضعيف. وعن أبي هريرة أو عن أبي سعيد شك الأعمش قال يقال لصاحب
القرآن يوم القيامة اقرأ وارقه فان منزلك عند آخر آية تقرؤها. رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من أخذ السبع الطول فهو خير. رواه أحمد والبزار ورجال البزار رجال الصحيح
غير حبيب بن هند الأسلمي وهو ثقة، ورواه باسناد آخر رجاله رجال الصحيح،
ورواه باسناد آخر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله ولكن سقط
من الاسناد رجل. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استمع إلى آية
من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة. رواه
أحمد وفيه عباد بن ميسرة ضعفه أحمد وغيره وضعفه ابن معين في رواية وضعفه في
أخرى ووثقه ابن حبان. وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقارئ
القرآن إذا أحل حلاله وحرم حرامه أن يشفع في عشرة من أهل بيته كلهم قد
وجبت له النار. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جعفر بن الحارث وهو ضعيف.
وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ القرآن أو جمع
162

القرآن كانت له عند الله دعوة مستجابة إن شاء عجلها له في الدنيا وإن شاء دخرها
له في الآخرة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه مقاتل بن دواك دوز فإن كان هو
مقاتل بن حبان كما قيل فهو من رجال الصحيح وإن كان ابن سليمان فهو ضعيف،
وبقية رجاله ثقات. وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابرا محتسبا كان
له بكل حرف زوجة من الحور العين. رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد
ابن عبيد بن آدم بن أبي إياس ذكره الذهبي في الميزان لهذا الحديث ولم أجد لغيره
في ذلك كلاما، وبقية رجاله ثقات. وعن عوف بن مالك الأشجعي قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفا من القرآن كتب له حسنة ولا أقول (آلم
ذلك الكتاب) (1) الألف حرف والام حرف والميم حرف والدال حرف والكاف
حرف. رواه الطبراني في الأوسط والكبير والبزار وفيه موسى بن عبيدة الربذي (2)
وهو ضعيف. وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعربوا
القرآن فان من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات وكفارة عشر
سيئات ورفع عشر درجات. رواه الطبراني في الأوسط وفيه نهشل وهو متروك.
وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ القرآن على أي حرف كان
كتب الله له عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ومن
قرأ فأعرب بعضا ولحن بعضا كتب له عشرون حسنة ومحى عنه عشرون سيئة
ورفع له عشرون درجة ومن قرأه فأعربه كله كتب له أربعون حسنة ومحى عنه أربعون
سيئة ورفع له أربعون درجة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحيم بن زيد
العمى وهو متروك. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعربوا القرآن والتمسوا
غرائبه. رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري وهو متروك.
وعن ابن مسعود قال اعربوا القرآن فإنه عربي وإنه سيجئ أقوم ينفعون وليسوا

(1) كذا والمقصود ظاهر.
(2) في الأصل " الزيدي " في مواضع كثيرة،
والتصحيح من مشتبه النسبة والخلاصة وغيرهما.
163

بخياركم. رواه الطبراني من طرق وفيها ليث بن أبي سليم وفيه ضعف، وبقية رجال
أحد الطرق رجال الصحيح. وعن أبي هريرة وأبي سعيد قالا جاز رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورجل يقرأ الحجر أو سورة الكهف فسكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المجلس
الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم. رواه البزار متصلا ومرسلا وفيه عمرو بن ثابت
أبو المقدام وهو متروك. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال إن هذا القرآن مأدبة
الله فتعلموا من مأدبة الله ما استطعتم إن هذا القرآن هو حبل الله الذي أمر به وهو
النور المبين والشفاء النافع عصمة لمن اعتصم به ونجاة لمن تمسك به لا يعوج فيقوم
ولا يرفع فيتغيب ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق برد (1) اتلوه فان الله عز وجل
يأجركم بكل حرف عشر حسنات لم أقل لكم آلم حرف ولكن ألف حرف ولام
حرف وميم حرف. رواه الطبراني وفيه مسلم بن إبراهيم الهجري وهو متروك.
وعن أبي الأحوص قال قال ابن مسعود هذا القرآن مأدبة الله فمن استطاع أن يتعلم
منه شيئا فليفعل فأنت أصغر البيوت من الخير الذي ليس فيه من كتاب الله شئ وان البيت
الذي ليس فيه من كتاب الله شئ كخراب البيت الذي لا عامر له وان الشيطان يخرج من
البيت يسمع فيه سورة البقرة. رواه الطبراني بأسانيد ورجال هذه الطريق رجال الصحيح.
وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن شافع مشفع وما حل (1)
مصدق من جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار. رواه الطبراني
وفيه الربيع بن بدر وهو متروك. وعن معاذ بن جبل قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتن
فعظمها فقال علي بن أبي طالب يا رسول الله فما المخرج منها قال كتاب الله فيه حديث ما قبلكم
ونبأ ما بعدكم وفضل ما بينكم من تركة من جبار قصمه الله ومن اتبع الهدى في غيره أضله
الله هو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم وهو الذي لما سمعته الجن قالوا
إنا سمعنا قرآنا عجبا هو الذي لا تختلف الألسن ولا يخلقه كثرة الرد. رواه

(1) في الأصل " عن برد ".
(2) أي خصم مجادل مصدق، وقيل ساع مصدق
من قولهم محل بفلان إذا سعى به إلى السلطان، يعني أن من اتبعه وعمل بما فيه فإنه شافع
له مقبول الشفاعة ومصدق عليه فيما يرفع من مساويه إذا العمل به.
164

الطبراني وفيه عمرو بن واقد وهو متروك. وعن أبي أمامة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله اشتريت مقسم بني فلان فربحت فيه كذا وكذا قال ألا أنبئك بما
هو أكثر منه ربحا قال وهل يوجد قال رجل تعلم عشر آيات فذهب الرجل فتعلم
عشر آيات فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله
رجال الصحيح. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال من أحب أن يحبه الله ورسوله
فلينظر فإن كان يحب القرآن فهو يحب الله ورسوله. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
وعن عبد الله بن مسعود قال من أراد العلم فليثور (1) القرآن فان فيه علم الأولين
والآخرين. رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح.
(باب القراءة في المصحف وغيره)
عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة
الرجل في غير المصحف ألف درجة وقراءته في المصحف تضاعف على ذلك ألفي
درجة. رواه الطبراني وفيه أبو سعيد بن عون وثقه ابن معبد في رواية وضعفه في
أخرى، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن مسعود قال أديموا النظر في المصحف.
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. وعن
عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ القرآن ظاهرا أو باطنا أعطاه
الله شجرة في الجنة لو أن غرابا أفرغ في غصن من أغصانها ثم طار لأدركه الهرم قبل
أن يقطع ورقها. رواه البزار والطبراني إلا أنه قال لو أن غرابا أقزح في ورقة منها ثم
أدرك ذلك القزح فنهض لأدركه الهرم قبل أن تقطع تلك الورقة، وفيه محمد بن
محمد الهجيمي ولم أعرفه وسعيد بن سالم القداح مختلف فيه، وبقية رجال الطبراني
ثقات. إسناد البزار ضعيف.
(باب فيمن علم ولده القرآن)
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من علم ابنه القرآن نظرا غفر
له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن علمه إياه ظاهرا بعثه الله يوم القيامة على صورة

(1) أي يتفكر في معانيه وتفسيره وقراءته. وفي الأصل مصحفة غير منقوطة والتصحيح من النهاية
165

القمر ليلة البدر ويقال لابنه اقرأ فكلما قرأ آية رفع الله عز وجل الأب بها درجة
حتى ينتهى إلى آخر ما معه من القرآن. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه.
وعن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من رجل يعلم ولده القرآن في الدنيا إلا
توج أبوه يوم القيامة بتاج في الجنة يعرفه به أهل الجنة بتعليم ولده القرآن في الدنيا.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر بن سليم ضعفه الأزدي.
(باب فيمن تعلم القرآن وعلمه)
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خياركم من تعلم القرآن وعلمه.
رواه الطبراني في الصغير وفيه محمد بن سنان القزاز وثقه الدارقطني وضعفه جماعة.
وعن عبد الله بن مسعود رفعه قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه. رواه الطبراني
في الكبير والأوسط وإسناده فيه شريك وعاصم وكلاهما ثقة وفيهما ضعف. وعن
كليب بن شهاب قال سمع علي بن أبي طالب ضجة في المسجد يقرؤون القرآن
ويقرئونه فقال طوبى لهؤلاء هؤلاء كانوا أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه
الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه وفي إسناد الطبراني حفص بن سليمان الغاضري
وهو متروك ووثقه أحمد في رواية وضعفه في غيرها وفي إسناد البزار إسحق بن
إبراهيم الثقفي وهو ضعيف. وعن سعد بن جنادة قال كنت فيمن أتى النبي صلى الله عليه وسلم
من أهل الطائف فخرجت من أهلي من السراة غدوة فأتيت منى عند العصر
فصاعدت في الجبل ثم هبطت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسملت وعلمني (قل
هو الله أحد) و (إذا زلزل الأرض زلزالها) وعلمني هؤلاء الكلمات سبحان الله والحمد
لله ولا إله إلا الله والله وأكبر وقال هن الباقيات الصالحات، وفي رواية (وقل يا أيها
الكافرون). رواه الطبراني وفيه الحسين بن الحسن العوفي وهو ضعيف. وعن
عبد الله بن مسعود أنه كان يقرئ الرجل الآية ثم يقول لهي خير مما طلعت عليه
الشمس أو مما على الأرض من شئ حتى يقول ذلك في القرآن كله، وفي رواية
كان ابن مسعود إذا أصبح أتاه الناس في داره فيقول على مكانكم ثم يمر بالذين
166

يقرئهم القرآن فيقول أبا فلان بأي سورة أتيت فيخبره في أي آية فيفتح عليه الآية
التي تليها ثم يقول تعلمها فإنها خير لك مما بين السماء والأرض قال فنظر الرجل آية
ليس في القرآن خير منها ثم يمر بالأخرى فيقول آية مثل ذلك حتى يقول ذلك
لكلهم. رواه كله الطبراني ورجال الجميع ثقات إلا أن من قولي وفي رواية من
حديث ابن عبيدة عن أبيه ولم يسمع منه. وعن ابن إسحاق قال قال عبد الله بن
مسعود لو قيل لأحدكم لو غدوت إلى القربة كان لك أربع قلائص كان
يقول لك قد أبى الله لي أن أغدو وإن أحدكم غدا فتعلم آية من كتاب الله كانت
خيرا له من أربع وأربع وأربع حتى عد شيئا كثيرا. رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح إلا أن أبا إسحق لم يسمع من ابن مسعود.
(باب فيمن قرأ القرآن من ذرية اليهود)
عن أبي بردة الطوبى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج من الكاهنين رجل
يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد يكون بعده. رواه أحمد والبزار والطبراني من
طريق عبد الله بن مغيث عن أبيه عن جده و عبد الله ذكره ابن أبي حاتم، وبقية رجاله ثقات.
(باب فيمن تعلم القرآن ثم نسيه)
عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أمير عشرة إلا
جئ به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه حتى يطلقه الحق أو يوثقه ومن تعلم القرآن ثم
نسيه لقى الله تعالى وهو أجذم. رواه عبد الله بن أحمد ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
(باب اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه (1)
عن عبد الرحمن بن شبل الأنصاري أن معاوية قال له إذا أتيت فسطاطي فقم فأخبر
الناس ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إقرؤوا القرآن ولا
تغلوا فيه ولا تجفوا عنه ولا تأكلوا به ولا تستأثروا به (2) - قلت فذكر الحديث

(1) أي تعاهدوه ولا تبعدوا عن تلاوته.
(2) كذا بخط المصنف وفي زوائد
أحمد بخطه أيضا " ولا تستكثروا به " فلينظر فيه - كما في هامش الأصل. وهذا موافق
لما في البيوع في الجزء الرابع ص 95.
167

وقد تقدم في البيوع - رواه أحمد والبزار بنحوه ورجال أحمد ثقات.
(باب الذي يقرأ القرآن)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تستكثروا
به ولا تجفوا عنه تعلموا القرآن فإنه شافع لصاحبه يوم القيامة تعلموا البقرة فان أخذها
بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة. رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه المقدام
ابن داود وهو ضعيف. وعن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذي يقرأ القرآن
ولا يعمل به كمثل ريحانة ريحها طيب ولا طعم لها ومثل الذي يعمل بالقرآن كمثل
التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل الذي يعمل بالقرآن ويقرؤه كمثل الأترجة طعمها
طيب وريحها طيب ومثل الذي لا يقرأ القرآن ولا يعمل كمثل الحنظلة طعمها خبيث
وريحها خبيث. رواه الطبراني وإسناده منقطع.
(باب فيمن يقرأ القرآن منكوسا)
عن ابن مسعود قال جاء رجل فقال يا أبا عبد الرحمن أرأيت رجلا يقرأ القرآن منكوسا
فقال ذاك منكوس القلب فأتى بمصحف قد زين وذهب فقال عبد الله إن أحسن
ما زين به المصحف تلاوته في الحق. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(باب في القراء المرائين)
عن أبي هريرة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول عوذوا بالله
من جب الحزن قالوا يا رسول الله وما جب الحزن قال واد في قعر جهنم تتعوذ منه جهنم كل
يوم أربعمائة مرة أعده الله تعالى للقراء المرائين بأعمالهم وان أبغض الخلق إلى الله عز
وجل قارئ يزور العمال. رواه الطبراني في الأوسط وفيه بكير بن شهاب الدامغاني (2)
وهو ضعيف. وقد تقدمت أحاديث فيمن يقرأ القرآن لا يجاوز تراقيه في كتاب الخوارج.
(باب الفترة عن القرآن)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لهذا القرآن شرة (1) وللناس عنه فترة
فمن كانت فترته إلى القصد فنعما هي ومن كانت فترته إلى الأرض فأولئك هم قوم

(1) الشرة: النشاط والرغبة.
(2) في الأصل " بكر التلمعاني " والتصحيح من الخلاصة.
168

بور (1). رواه أبو يعلى وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف يعتبر بحديثه.
(باب تعاهد القرآن)
عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا كتاب الله وتعاهدوه وتغنوا
به فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من النعم في العقل. رواه أحمد والطبراني إلا
أنه قال لهو أشد تفصيا من المخاض في العقل ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن
أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد
تفصيا (3) من صدور الرجال من الإبل المعقلة إلى أعطانها (2). رواه الطبراني في
الأوسط ورجاله ثقات إلا أن الطبراني أحمد لم ينسه فإن كان هو ابن الخليل فهو
ضعيف وإن كان غيره فلم أعرفه. وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
تعاهدوا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من الإبل إلى أعطانها. رواه
الطبراني في الثلاثة إلا أنه قال في الكبير تعاهدوا القرآن فإنه وحشي - قلت هو في
الصحيح بغير هذا السياق - ورجال الصغير والأوسط ثقات.
(باب المد في القراءة)
عن أبي بردة قال كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم المد ليس فيه ترجيع. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه من لم أعرفه.
(باب القراءة بلحون العرب)
عن حذيفة بن اليمان قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤا القرآن بلحون العرب
وأصواتها وإياكم ولحون أهل الكبائر (3) وأهل الفسق فإنه سيجئ بعدي قوم يرجعون
بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من
يعجبهم شأنهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه راو لم يسم وبقية أيضا.
(باب القراءة بالحزن)
عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤوا القرآن بالحزن فإنه تزل بالحزن.

(1) أي هلكى جمع بائر، والبوار: الهلاك.
(2) أي مباركها حول الماء.
(3) أي خروجا.
(4) في الأصل " الكتابين ".
169

رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن سيف وهو ضعيف. وعن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحسن الناس قراءة من إذا قرأ القرآن يتحزن. رواه
الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف.
(باب الترنم بالقرآن)
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لم يأذن لمترنم بالقرآن.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو كذاب.
(باب أي الناس أحسن قراءة)
عن ابن عمر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس صوتا بالقرآن
قال من إذا سمعت قراءته رأيت أنه يخشى الله عز وجل. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه حميد بن حماد بن حوار وثقه ابن حبان وقال ربما أخطأ، وبقية
رجال البزار رجال الصحيح.
(باب التغني بالقرآن)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يتغن بالقرآن.
رواه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح. وعن عائشة أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال ليس منا من لم يتغن بالقرآن. رواه البزار وفيه أبو أمية بن
يعلى وهو ضعيف. وعن ابن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من لم يتغن بالقرآن.
رواه البزار وفيه محمد بن ماهان قال الدارقطني ليس بالقوى، وبقية رجاله ثقات.
(باب القراءة بالصوت الحسن)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زينوا أصواتكم بالقرآن، وفي
رواية أحسنوا أصواتكم بالقرآن. رواه الطبراني باسنادين وفي أحدهما عبد الله بن
خراش وثقه ابن حبان وقال ربما أخطأ ووثقه البخاري وغيره، رجاله رجال الصحيح.
وعن عبد الله بن أبي نهيك قال بينا أنا واقف و عبد الله بن السائب إذ مر بنا أبو لبابة
فاتبعناه حتى دخل بيته فاستأذنا فأذن لنا فإذا رجل رب المتاع فقال من أنتم فانتسبنا إليه
170

فقال مرحبا وأهلا بجار كبشه فسمعته يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يتغن بالقرآن
قال ابن أبي مليكة قلت يا أبا محمد أرأيت إن لم يكن حسن الصوت قال بحسبه ما استطاع.
رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
زينوا القرآن بأصواتكم. رواه البزار وفيه صالح بن موسى وهو متروك. وعن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل شئ حلية وحلية القرآن حسن الصوت. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف. وعن أنس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لكل شئ حلية وحلية القرآن الصوت الحسن. رواه البزار وفيه عبد الله
ابن محرز هو متروك. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن حسن القرآن يزين القرآن. رواه البزار وفيه سعيد بن رزق وهو ضعيف.
وعن علقمة قال كنت رجلا قد أعطاني الله حسن الصوت وكان ابن مسعود يرسل
إلى فأقرأ عليه القرآن فكنت إذا فرغت من قراءتي قال زدنا من هذا فداك أبي وأمي
فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حسن الصوت زينة للقرآن. رواه الطبراني
وفيه سعيد بن أبي رزق وهو ضعيف. وعن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو وعائشة
مرا بأبي موسى وهو يقرأ (1) في بيته فقاما يسمعان لقراءته ثم إنهما مضيا فلما أصبح لقى
أبا موسى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا موسى مررت بك البارحة ومعي عائشة وأنت
تقرأ في بيتك فقمنا واستمعنا فقال له أبو موسى أما إني يا رسول الله لو علمت لحبرته
لك تحبير (2). رواه أبو يعلى وفيه خالد بن نافع الأشعري وهو ضعيف.
(باب قراءة القرآن في البيت)
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره والبيت الذي
لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره. رواه البزار وقال لم يروه إلا أنس وفيه عمر بن نبهان وهو ضعيف.
(باب في كم يقرأ القرآن)
عن سعد بن المنذر الأنصاري أنه قال يا رسول الله أقرأ القرآن في ثلاث قال نعم
قال وكان يقرؤه حتى توفى. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف،

(1) في الأصل " يقول.
(2) يريد تحسين الصوت وتحزينه.
171

وقد تقدمت أحاديث في كم يقرأ القرآن في كتاب الصلاة.
(باب الدعاء عند ختم القرآن)
عن العرباض بن سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة فريضة فله دعوة
مستجابة ومن ختم القرآن فله دعوة مستجابة. رواه الطبراني وفيه عبد الحميد بن
سليمان وهو ضعيف. وعن ثابت أن أنس بن مالك كان إذا ختم القرآن جمع (1)
أهله وولده فدعا لهم. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
- - - (كتاب التعبير)
بسم الله الرحمن الرحيم
(باب الرؤيا الصالحة)
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يبقي بعدي من النبوة إلا المبشرات قالوا يا رسول
الله ما المبشرات قال الرؤيا الصالحة براها العبد أو ترى له. رواه أحمد والبزار إلا
أنه قال يراها الرجل الصالح، ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن ابن عباس أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة. رواه أحمد
وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من
النبوة. رواه أبو يعلى والطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن سليمان بن عريب عن
أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا الرجل - أحسبه قال - المؤمن
بشرى من الله جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة قال فحدثت به ابن عباس

(1) في الأصل " سمع "
172

فقال ابن عباس قال العباس بن عبد المطلب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جزء
من خمسين جزءا من النبوة - قلت حديث أبي هريرة في الصحيح خاليا عن حديث
العباس - رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير وأبو يعلى شبيه المرفوع
ولكنه قال ستين جزءا وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. وعن
أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني فان الشيطان
لا يتمثل بي - وقال ابن فضيل مرة لا يتخيل بي - وان رؤيا العبد المؤمن الصادقة
الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة - قلت هو في الصحيح غير قوله سبعين جزءا -
رواه أحمد وفيه كليب بن شهاب وهو ثقة وفيه كلام لا يضر. وعن جابر أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رؤيا الرحل المؤمن جزء من النبوة. رواه أحمد
وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف. وعن أبي الطفيل قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا نبوة بعدي إلا المبشرات قالوا يا رسول الله ما المبشرات قال
الرؤيا الحسنة أو قال الصالح. رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات. وعن حذيفة
ابن أسيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهبت النبوة فلا نبوة بعدي إلا المبشرات قيل
وما المبشرات قال الرؤيا الصالحة براها الرجل أو ترى له. رواه الطبراني والبزار
ورجال الطبراني ثقات. وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا إن أبا بكر
تأول الرؤيا وإن الرؤيا الصالحة حظ من النبوة. رواه الطبراني والبزار إلا أنه قال
يتأول الرؤيا، وفى اسناد الطبراني من لم أعرفه وإسناد البزار ساقط. وعن عبد الله
ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة أو الصالحة جزء من سبعين
جزءا من النبوة. رواه الطبراني في الكبير والصغير وقال فيه جزء من سبعين
جزءا، والبزار ورجال الصغير رجال الصحيح. وعن عبد الله بن مسعود قال الرؤيا
الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة وان السموم التي خلقت منها الجن جزء
من سبعين جزءا من نار جهنم. رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد
ابن أبي مريم وهو ضعيف. وله طرق تقدمت في المشي إلى المساجد وانتظار
173

الصلاة بعد الصلاة. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا المؤمن
جزء واحد من سبعين جزءا من النبوة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن
عبيد الله العرزمي وهو ضعيف. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رؤيا العبد
المؤمن جزء من أربعين جزءا من النبوة - قلت له في الصحيح حديث من ستة وأربعين
وخمسة وأربعين - رواه البزار وفيه عبد الله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف. وعن عوف
ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة.
رواه البزار وفيه يزيد بن أبي يزيد مولى بسر بن أرطاة ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رؤيا المؤمن كلام يكلم
به العبد ربه في المنام. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وتأتي أحاديث من هذا في
باب من رأى ما يحب.
(باب فيمن كذب في حلمه)
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفرى الفرى من أرى عينيه ما لم تر ومن غير
تخوم (1) الأرض. رواه أحمد وفيه أبو عثمان العباس بن الفضل البصري وهو متروك.
وعن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من كذب في الرؤيا متعمدا كلف عقد شعيرة يوم
القيامة - قلت روى الترمذي غير قوله متعمدا - رواه أحمد وفيه عبد الأعلى بن عامر
الثعلبي وهو ضعيف. وعن أبي شريح الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من
أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله أو طلب بدم الجاهلية في الاسلام أو بصر
عينيه في النوم ما لم تبصر - قلت هو في الصحيح غير قوله أو بصر عينيه - رواه أحمد
والطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(باب فيمن رأى ما يحب أو غيره)
عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا الصالحة جزء من سبعين من
النبوة فمن رأى خيرا فليحمد الله تبارك وتعالى وليذكره ومن رأى غير ذلك فليستعذ
بالله تبارك وتعالى من شر رؤياه ولا يذكرها فإنها لا تضره. رواه أحمد والطبراني

(1) أي معالمها وحدودها، وقيل أراد حدود الحرم خاصة.
174

في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير سليمان بن داود الهاشمي وهو ثقة. وعن
عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (لهم البشرى في الحياة الدنيا) قال
الرؤيا الصالحة يبشرها المؤمن على جزء من تسعة وأربعين جزءا من النبوة فمن
رأى ذلك فليخبر بها ومن رأى سوى ذلك فإنما هو من الشيطان ليحزنه فلينفث
عن يساره ثلاثا وليسكت ولا يخبر بها. رواه أحمد من طريق ابن لهيعة عن دراج
وحديثهما حسن وفيهما ضعف، وبقية رجاله ثقات. وعن أم سلمة قالت قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى أحدكم في منامه ما يكره فلينفث عن يساره ثلاثا وليستعذ مما
رأى. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن أنس بن مالك أن رجلا جاء إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أرى الرؤيا تمرضني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الحسنة
من الله والسيئة من الشيطان فإذا رأى أحدكم ذلك فلينفث عن يساره ثلاثا وليتعوذ
بالله من شرها فإنها لا تضره. رواه الطبراني في الأوسط وفيه كثير بن سليم وهو
ضعيف وقد وثقه ابن حبان وذكره الضعفاء والله أعلم.
(باب ما يدل على صدق الرؤيا)
عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا وربما قال هل رأى
أحد منكم رؤيا قال فإذا رأى الرجل رؤيا سأل عنه فإن كان ليس به بأس كان
أعجب لرؤياه قال فجاءت امرأة فقالت يا رسول الله رأيت كأني دخلت الجنة
سمعت فيها وجبة (1) ارتجت لها الجنة فنظرت فإذا قد جئ بفلان وفلان حتى
عدت اثنى عشر رجلا - وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قبل - ذلك فجئ بهم عليهم
ثياب طلس تشخب أوداجهم فقيل اذهبوا بهم إلى أرض السدح أو قال نهر السدح
فغمسوا فيه فخرجوا منه وجوههم كالقمر ليلة البدر ثم أتوا بكراسي من ذهب
فقعدوا عليها وأتى بصحفة - أو كلمة نحوها - فيها بسرة فأكلوا منها من فاكهة ما أرادوا
وأكلت معهم فجاء البشير من تلك السرية فقال يا رسول الله كان من أمرنا كذا
وكذا وأصيب فلان وفلان حتى عد الاثني عشر الذين عدتهم المرأة قال رسول

(1) أي صوتا.
175

الله صلى الله عليه وسلم على بالمرأة فجاءت فقال قصي على هذا رؤياك فقضت فقال هو كما قالت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(باب فيما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام)
عن ابن عباس قال رؤيا الأنبياء وحي. رواه الطبراني عن شيخه عبد الله
ابن محمد بن أبي مريم وهو ضعيف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الرحمن
ابن عياش عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم
ذات غداة وهو طيب النفس مشرق الوجه أو مسفر الوجه فقلنا يا رسول الله إنا
نراك مسفر الوجه أو مشرق الوجه فقال ما يمنعني وأتاني ربى الليلة في أحسن
صورة فقال يا محمد فقلت لبيك ربي وسعديك قال فيم يختصم الملا الأعلى قلت
لا أدرى أي رب قال ذاك مرتين أو ثلاثا قال فوضع كفيه بين كتفي فوجدت
بردها بين ثديي حتى تجلى لي ما في السماوات وما في الأرض ثم تلا هذه الآية
(وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض) الآية قال يا محمد فيم يختصم
الملا الأعلى قلت في الكفارات قال وما الكفارات قلت المشي على الاقدام
الجلوس في المسجد خلاف الصلوات إبلاغ الوضوء في المكاره فمن فعل ذلك
عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه ومن الدرجات طيب الكلام
وبذل السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام وقال يا محمد إذا صليت فقل
اللهم إني أسئلك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تتوب على وإذا
أردت في الناس فتنة فتوفني غير مفتون. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن عبد
الرحمن بن عايش قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ربى في أحسن صورة فقال يا محمد
فيم يختصم الملا الأعلى قلت أنت أعلم أي رب فوضع كفه بين كتفي فوجدت
بردها بين ثدي فعلمت ما في السماوات وما في الأرض ثم تلا (وكذلك نرى
إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين) ثم قال فيم يختصم الملأ
الأعلى يا محمد فقلت في الكفارات قال وما هن قلت المشي على الاقدام إلى الجمعات
176

والجلوس في المساجد خلاف الصلوات وإسباغ الوضوء أماكنه في المكاره (1) قال
قال الله عز وجل من يفعل ذلك يعش بخير ويمت بخير ويكون ذنوبه كيوم ولدته أمه
ومن الدرجات إطعام الطعام وبذل السلام وأن تقوم بالليل والناس نيام ثم قال يا محمد
قل اللهم إني أسئلك فعل الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني
وتتوب علي وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني غير مفتون فقال النبي صلى الله عليه وسلم تعلموهن فوالذي
نفسي بيده إنهن لحق. وفى رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا مستبشرا على صحابه يعرفون
السرور في وجهه فذكر نحوه وقال فيه وإذا صليت يا محمد فقل وقال فيه والدرجات
الصوم وطيب الكلام، وفي رواية عن خالد بن اللجلاج قال سمعت عبد الرحمن
ابن عائش بقول خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة قال فذكر نحو الذي بل هذه
الرواية. رواه كله الطبراني ورجال الحديث الذي فيه خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثقات وكذلك الرواية الأولى وفي الرواية الوسطى معاوية بن عمران الحرمي ولم أعرفه
وقد سئل الإمام أحمد عن حديث عبد الرحمن بن عائش عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث
فذكر أنه صواب هذا معناه. وعن ثوبان قال خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة
الصبح فقال إن ربي أتاني الليلة في أحسن صورة فقال يا محمد هل تدرى فيم يختصم
الملا الأعلى قال قلت لا قال ثم ذكر شيئا قال فخيل لي ما بين السماء والأرض قال قلت
نعم يختصمون في الكفارات والدرجات فاما الدرجات فاطعام الطعام وبذل السلام وقيام
الليل والناس نيام وأما الكفارات فمشى على الاقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء
في المكروهات وجلوس في المساجد خلف الصلوات ثم قال يا محمد قل تسمع وسل
تعطه قال قلت فعلمني قال قل اللهم إني أسئلك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب
المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني إليك وأنا غير
مفتون اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحبا يبلغني حبك. رواه البزار

(1) جمع مكروه وهو ما يكرهه الانسان ويشق عليه، والمعنى أن يتوضأ في البرد
الشديد والعلل التي يتأذى معها بمس الماء ومع اعوازه والحاجة إلى طلبه أو ابتياعه بالثمن
وما أشبه من الأسباب الشاقة.
177

من طريق أبى يحيى عن أبي أسماء الرحبي وأبو يحيى لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن
ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبث عن أصحابه في صلاة الصبح قالوا حتى طلعت
الشمس أو كادت تطلع ثم خرج فصلى بهم صلاة الصبح فقال أثبتوا على مصافكم ثم
أقبل عليهم فقال لهم هل تدرون ما حبسني عنكم قالوا الله ورسوله أعلم قال إني صليت
في مصلاي فضرب على أذني فجاءني ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال
يا محمد فقلت لبيك ربي وسعديك قال فيما يختصم الملا الأعلى قلت لا أدرى يا رب
فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي قلت في الكفارات والدرجات
قال وما الكفارات والدرجات قلت الكفارات إسباغ الوضوء عند الكريهات
ومشي على الاقدام إلى الجماعات وجلوس في المساجد خلف الصلوات وأما الدرجات
فاطعام الطعام وطيب الكلام والسجود بالليل والناس نيام فقال لي ربي تبارك
وتعالى سلني يا محمد قلت أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين
وأسألك أن تغفر لي وترحمني وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني غير مفتون اللهم إني
أسألك حبك وحب عمل يقربني إلى حبك اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي حتى
أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتب لي ورضا بما قضيت لي. رواه البزار وفيه سعيد بن
سنان وهو ضعيف وقد وثقه بعضهم ولم يلتفت إليه في ذلك. قلت وقد تقدمت أحاديث
من هذا الباب في إسباغ الوضوء والصلاة (1) وغير ذلك. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال أتاني ربى في أحسن صورة فقال يا محمد قلت لبيك وسعديك قال فينم يختصم الملا الأعلى
قلت لا أدري فوضع يده بين ثديي فعلمت مقامي ذلك ما سألني عنه من أمر الدنيا
والآخرة قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت في الدرجات والكفارات فأما الدرجات
فاسباغ الوضوء في السبرات (2) وانتظار الصلاة بعد الصلاة قال صدقت من فعل ذلك
عاش بخير ومات وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه وأما الكفارات فاطعام
الطعام وافشاء السلام وطيب الكلام والصلاة بالليل والناس نيام ثم قال اللهم إني
أسألك عمل الحسنات وترك السيئات وحب المساكين ومغفرة وأن تتوب علي وإذا

(1) في الجزء الأول.
(2) أي في شدة البرد.
178

أردت بقوم فتنة فنجني غير مفتون. رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو
حسن الحديث على ضعفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر في
خضر عليه نعلان من ذهب على وجهه فراش من ذهب قال الحديث. رواه
الطبراني، وقال ابن حبان إنه حديث منكر لان عمارة بن عامر بن حزم الأنصاري
لم يسمع من أم الطفيل ذكره في ترجمة عمارة في الثقات. وعن عبد الرحمن بن سمرة
قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني رأيت البارحة عجبا رأيت رجلا من أمتي قد
احتوشته (1) ملائكة فجاءه وضوؤه فاستنقذه من ذلك ورأيت رجلا من أمتي قد
سلط عليه عذاب القبر فجاءته صلاته فاستنقذته من ذلك ورأيت رجلا من أمتي
قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله فخلصه منهم ورأيت رجلا من أمتي يلهث
من العطش فجاءه صيام رمضان فسقاه ورأيت رجلا من أمتي من بين يديه ظلمة
ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة ومن فوقه ظلمة ومن تحته ظلمة فجاءه
حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة ورأيت رجلا من أمتي جاءه ملك الموت
ليقبض روحه فجاءته صلة الرحم فقالت إن هذا كان واصلا لرحمه فكلمهم وكلموه وصار
معهم ورأيت رجلا من أمتي يتقي وهج النار عن وجهه فجاءته صدقته فصارت
ظلا على رأسه وسترا عن وجهه ورأيت رجلا من أمتي جاءته زبانية العذاب فجاءه
أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من ذلك ورأيت رجلا من أمتي هوى في
النار فجاءته دموعه التي بكى من خشية الله فأخرجته من النار ورأيت رجلا من
أمتي قد هوى صحيفته إلى شماله فجاءه خوفه من الله فأخذ صحيفته في يمينه ورأيت
رجلا من أمتي قد خف ميزانه فجاء إقراضه فثقل ميزانه ورأيت رجلا من أمتي
يرعد كما ترعد الزعفة فجاءه حسن ظنه بالله فسكن رعدته ورأيت رجلا من أمتي
يزحف على الصراط مرة ويجثو (2) مرة ويتعلق مرة فجاءته صلاته علي فأخذت بيده
فأقامته على الصراط حتى جاوز ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة

(1) أي أحاطوا به.
(2) أي يقعد.
179

فغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله فأخذت بيده فأدخلته الجنة.
رواه الطبراني باسنادين في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطي وفي الآخر خالد بن
عبد الرحمن المخزومي وكلاهما ضعيف. وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم رأيت كأني أتيت بكتلة تمر فعجمتها في فمي فوجدت فيها
نواة آذتني فلفظتها ثم أخذت أخرى فعجمتها في فمي فوجدت فيها نواة فلفظتها ثم أخذت
أخرى فوجدت فيها نواة فلفظتها (1) فقال أبو بكر دعني فلأعبرها قال عبرها قال هو
جيشك الذي بعثت فيسلمون ويغنمون فيلقون رجلا فينشدهم ذمتك فيدعونه ثم
يلقون رجلا فينشدهم ذمتك فيدعونه ثم يلقون رجلا فينشدهم ذمتك فيدعونه قال
كذلك قال الملك. رواه أحمد وفيه مجالد بن سعيد وهو ثقة وفيه كلام. وعن سمرة
ابن جندب أن رجلا قال قال رسول صلى الله عليه وسلم رأيت كأن دلوا دلي من السماء فجاء
أبو بكر فأخذ بعراقيها (2) فشرب شربا ضعيفا أو قال وفيه ضعف ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها
فشرب حتى تضلع ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب فانتشطت منه فانتضح عليه
منها شئ (3). رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن جعدة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى لرجل رؤيا
قال فبعث إليه فجاء قال فجعل يقصها عليه قال وكان الرجل عظيم البطن قال فجعل
يقول بأصبعه في بطنه لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك. رواه أحمد ورجاله
ثقات. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت فيما يرى النائم كأن ضبة سيفي
انكسرت وكأني مردف كبشا فأولت أن كسر ضبة سيفي قتل رجل من قومي واني
مردف كبشا أن أقتل كبش القوم فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة بن أبي طلحة
صاحب لواء المشركين وقتل حمزة بن عبد المطلب. رواه البزار وأحمد باختصار وفيه
علي بن يزيد وهو ثقة سئ الحفظ، وبقية رجالهما ثقات. وعن ابن عباس قال تنفل رسول الله
صلى الله عليه وسلم سيفه ذا الفقار يوم بدر وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد قال رأيت كأن في سيفي ذا
الفقار فلا فأولته قتلا يكون فيكم ورأيت اني مردف كبشا فأولته كبش الكتيبة ورأيت اني في
درع حصينة فأولته المدينة ورأيت بقرا تذبح فبقر والله خير فبقر والله خير فكان الذي قال

(1) أي رمينها.
(2) العقروة: الخشبة المعروضة على فم الدلو.
(3) أي أصابه من مائها.
180

رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البزار والطبراني بغير سياقه. وقد تقدمت طريقه في وقعة أحد
وفى إسناد هذا الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف. وعن أبي سعيد الخدري قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها ثم رأيت في يدي
سوراين من ذهب فكرهتهما فنفختهما فطارا فأولتهما الكذابين صاحب اليمن وصاحب
اليمامة - قلت في الصحيح منه رؤية ليلة القدر - رواه البزار وأحمد ورجالهما ثقات.
وعن ابن عمر قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن في ساعديه سوارين من ذهب فنفخهما
فطارا فقال هما كذابا أمتي صاحب اليمن وصاحب اليمامة وليس بضاري أمتي شيئا.
رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه حسين بن قيس وهو متروك.
(باب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في النوم)
عن أبي قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رآني (1) فقد رآني الحق. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني. رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله
رجال الصحيح. وعن أبي قتادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا الصالحة من الله
والحلم من الشيطان فمن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاث مرات وليتعوذ
بالله من الشيطان فإنه لا تضره وإن الشيطان لا يتراءى بي - قلت هو في الصحيح
باختصار - رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن أبي سعيد الخدري قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني حقا فان
الشيطان لا يتمثل بي ولا بالكعبة. رواه الطبراني في الصغير والأوسط
وفيه محمد بن أبي السرى وثقه ابن معين وغيره وفيه لين، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد
رآني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي. رواه الطبراني في الأوسط والكبير ولفظه
من رآني المنام فكأنما رآني في اليقظة من رآني فقد رأى فقد رأى الحق فان الشيطان
لا يتمثل بي، ورجاله ثقات. وعن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رآني في المنام

(1) لعله سقط " في المنام ".
181

فقد رآني في اليقظة فذكر الحديث. رواه الطبراني وفيه الحكم بن ظهير وهو ضعيف.
وعن مالك بن عبد الله الخثعمي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل حديث أبي قتادة
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل
الشيطان بي. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخيل على من رآه. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن
خزيمة بن ثابت قال رأيت في المنام كأني أسجد على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرت
بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الروح ليلقى الروح فأقنع النبي صلى الله عليه وسلم
رأسه هكذا فوضع جبهة على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد بأسانيد
أحدها هذا وهو متصل. رواه الطبراني وقال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اجلس واسجد
واصنع كما رأيت، ورجالهما ثقات. وعن ابن شهاب عن عمارة بن خزيمة بن ثابت
الأنصاري وخزيمة الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين قال ابن
شهاب فأخبرني عمارة بن خزيمة عن عمه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن خزيمة
ابن ثابت رأى في النوم أنه سجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى
الله عليه وسلم فذكر ذلك له فاضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد على جبهة. رواه
أحمد عن شيخه عامر بن صالح الزبيري وثقه أحمد وأبو حاتم وضعفه جماعة، وبقية
رجاله ثقات. وعن خزيمة بن ثابت أنه رأى في منامه أنه يقبل البني صلى الله عليه
وسلم فأخبره بذلك فنام له النبي صلى الله عليه وسلم فقبل جبهته. رواه أحمد وفيه عمارة بن عثمان
ولم يرو عنه غير أبى جعفر الخطمي، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن المثنى يعني
ابن سعيد قال سمعت أنسا يقول قل ليلة تأتي على إلا وأنا أرى فيها خليلي صلى الله
عليه وسلم وأنس يقول ذلك وتدمع عيناه. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(باب تعبير الرؤيا)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح. رواه
الطبراني في الصغير وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه
182

جماعة. وعن أبي الطفيل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت فيما يرى النائم غنما سودا تتبعها
- غنم عفر فأولت أن الغنم السود العرب والعفر العجم. رواه البزار وفيه علي بن زيد
وهو ثقة سئ الحفظ، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال اللبن في
المنام فطرة. رواه البزار وفيه محمد بن مروان وهو ثقة وفيه لين، وبقية رجاله ثقات.
وعن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعبر على الأسماء. رواه البزار وفيه من لم
أعرفه. وعن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة
ومن رأى أنه يشرب لبنا فهي الفطرة ومن رأى أن عليه درعا من حديد فهي
حصانة دينه ومن رأى أنه يبني بيتا فهو عمل يعمله ومن رأى أنه غرق فهو في النار.
رواه الطبراني وفيه الحكم بن ظهير وهو متروك. وعن ابن زميل الجهني
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح قال وهو ثان رجله
سبحان الله وبحمده وأستغفر الله إنه كان توابا سبعين مرة ثم سبعين بسبعمائة لا خير
لمن كانت ذنوبه في يوم واحد أكثر من سبعمائة ثم يستقبل الناس بوجهه وكانت
تعجبه الرؤيا فيقول هل رأى أحد منكم شيئا قال ابن زميل فقلت انا يا رسول الله
قال خيرا تلقاه وشرا توقاه وخير لنا وشر على أعدائنا والحمد لله رب العالمين أقصص
رؤياك فقلت رأيت جميع الناس على طريق رحب سهل لا حب (1) والناس منطلقون فبينا
هم كذلك إذا أشفى ذلك الطريق على مرج لم تر عيناي مثله يرف رفيفا ويقطر نداء فيه
من أنواع الكلأ فكأني بالرعلة (2) الأولى حين أشفوا على المرج كبروا ثم ركبوا
رواحلهم في الطريق فمنهم المرتقى ومنهم الآخذ الضغث ومضوا على ذلك قال ثم
قدم عطيم الناس فلما أشفوا على المرج كبروا فقالوا خير المنزل فكأني أنظر إليهم
يمينا وشمالا فلما رأيت ذلك لزمت الطريق حتى آتي أقصى المرج فإذا أنا بك يا رسول
الله على منبر فيه سبع درجات وأنت في أعلاها درجة فإذا عن يمينك رجل
آدم شتل أقنى إذا هو تكلم يسمو فيفرع الرجال طولا وإذا عن يسارك

(1) أي واسع.
(2) أي القطعة من الفرسان.
183

رجل ناز ربعة أحمر كثير خيلان الوجه كأنما حمم شعره والماء إذا هو تكلم أصغيتم له
إكراما له وإذا أمامكم شيخ أشبه الناس بك خلقا ووجها كلهم يؤمونه يريدونه فإذا
أمام ذلك ناقة عجفاء شارف (1) وإذا أنت يا رسول الله كأنك تتقيها قال فانتقع لون
رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم سرى عنه فقال أما ما رأيت من الطريق السهل الرحب اللاحب
فذلك ما حملتم عليه من الهدى فأنتم عليه وأما المرج الذي رأيت فالدنيا وغضارة
عيشها مضيت أنا وأصحابي فلم نتعلق بها ولم تتعلق بنا ثم جاءت الرعلة الثانية بعدنا
وهم أكثر منا ضعافا فمنهم المربع ومنهم الآخذ الضغث (2) ونحوه على ذلك ثم جاء
عظيم الناس فمالوا في المربع يمينا وشمالا وأما أنت فمضيت على طريق صالحة فلم تزل
عليها حتى تلقاني وأما المنبر الذي رأيت فيه سبع درجات وأنا في أعلاها درجة فالدنيا سبعة
آلاف سنة وأنا في آخرها ألفا وأما الرجل الذي رأيت عن يميني الآدم الستل فذاك
موسى عليه السلام إذا تكلم يعلو الرجال بفضل كلام الله إياه والذي رأيت عن يساري
الناز الربعة الكثير خيلان الوجه كأنه حمم وجهه بالماء فذاك عيسى بن مريم عليه
السلام تكرمه لا كرام الله إياه وأما الشيخ الذي رأيت أشبه الناس بي خلقا ووجها
فذاك أبونا إبراهيم عليه السلام كلنا نؤمه ونقتدي به وأما الناقة التي رأيت ورأيتني
أتقيها فهي الساعة علينا تقوم لا نبي بعدي ولا أمة بعد أمتي قال فما سأل رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن رؤيا بعدها إلا أن يجيئ الرجل فيحدثه بها متبرعا. رواه الطبراني
وفيه سليمان بن عطاء القرشي وهو ضعيف. وعن عبد الله بن عمرو أنه قال رأيت
فيما يرى النائم لكأن في إحدى أصبعي سمنا وفي الأخرى عسلا فانا ألعقهما فلما
أصبحت ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال تقرأ الكتابين التوراة والفرقان
فكان يقرؤهما. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف. وعن زكريا بن إبراهيم بن
عبد الله بن مطيع عن أبيه عن جده قال قال رأى مطيع بن الأسود في منامه أنه أهدى
إليه جراب تمر فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال هل بأحد من فتياتك حمل قال نعم بامرأة
من بنى ليث وهي أم عبد الله قال إنها ستلد غلاما فولدت غلاما فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم

(1) أي مسنة.
(2) أي ملء اليد من الحشيش أو البقول، يؤيد من نال من الدنيا شيئا.
184

فسماه عبد الله وحنكه بتمرة ودعا له بالبركة. رواه الطبراني عن زكريا عن إبراهيم
ولم أعرفهما. وعن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هل أحد منكم رأى
رؤيا فقالت عائشة يا رسول الله رأيت ثلاثة أقمار هوين في حجرتي فقال لها إن
صدقت رؤياك دفن في بيتك أواه قال أفضل أهل الجنة فقبض رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو أفضل أقمارهما ثم قبض أبو بكر ثم قبض عمر فدفنوا في بيتها. رواه
الطبراني وفيه عمر بن سعيد الأبح وهو ضعيف. وعن أيوب عن نافع عن ابن عمر
أو محمد بن سيرين عن عائشة أنها قالت رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي
فقال أبو بكر إن صدقت رؤياك دفن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثة فلما مات
النبي صلى الله عليه وسلم قال لها أبو بكر خير أقمارك يا عائشة ودفن في بيتها أبو بكر
وعمر. رواه الطبراني في الكبير وهذا سياقه والأوسط عن عائشة من غير شك
ورجال الكبير رجال الصحيح (1).
(كتاب القدر)
بسم الله الرحمن الرحيم (باب فيما سبق الله سبحانه في عباده وبيان أهل الجنة وأهل النار
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله عز وجل آدم حين خلقه فضرب
كتفه اليمنى فأخرج ذرية بيضا كأنهم الذر وضرب كتفه اليسرى فأخرج ذرية
سودا كأنهم الحمم (2) فقال للذي في يمينه إلى الجنة ولا أبالي وقال للذي في كفه اليسرى
إلى النار ولا أبالي. رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن
أبي نضرة أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له أبو عبد الله دخل
عليه أصحابه يعودونه وهو يبكي فقالوا له ما يبكيك ألم يقل لك رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ

(1) هنا في هامش الأصل " بلغ ".
(2) أي الفحم.
185

من شاربك ثم أقره حتى تلقاني قال بلى ولكن سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول إن الله عز وجل قبض بيمينه قبضة والأخرى باليد الأخرى قال هذه
لهذه وهذه لهذه ولا أبالي فلا أدري في أي القبضتين أنا. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن عبد الرحمن بن قتادة السلمي أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إن الله عز وجل خلق آدم ثم أخذ الخلق من ظهره فقال هؤلاء في الجنة ولا أبالي
وهؤلاء في النار ولا أبالي فقال قائل يا رسول الله فعلام ذا نعمل قال على مواقع
القدر. رؤاه أحمد ورجاله ثقات. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قبض
قبضة فقال للجنة برحمتي وقبض قبضة وقال للنار ولا أبالي. رواه أبو يعلى وفيه
الحكم بن سنان الباهلي قال أبو حاتم عنده وهم كثير وليس بالقوى ومحله الصدق
يكتب حديثه وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي موسى عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تبارك وتعالى لما خلق آدم قبض من طينته قبضتين قبضة
بيمينه وقبضة باليد الأخرى فقال للذي بيمينه هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي وقال للذي
في يده الأخرى هؤلاء إلى النار ولا أبالي ثم ردهم في صلب آدم فهم يتناسلون
على ذلك إلى الآن. رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه
روح بن المسيب قال ابن معين صويلح وضعفه غيره. وعن أبي سعيد
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في القبضتين هذه في الجنة ولا أبالي وهذه
في النار ولا أبالي. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. غير نمر بن هلال وثقه أبو
حاتم. وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في القبضتين هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه
قال فتفرق الناس وهم لا يختلفون في القدر. رواه البزار والطبراني في الصغير ورجال
البزار رجال الصحيح. وعن هشام بن حكيم بن حزام أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله أنبتدئ الأعمال أم قد قضى القضاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله
تبارك وتعالى أخذ ذرية آدم من ظهره ثم أشهدهم على أنفسهم ثم نثرهم في كفيه أو كفه
فقال هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار فأما أهل الجنة فيسرون لعمل أهل الجنة
186

وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار. رواه البزار والطبراني وفيه بقية بن الوليد
وهو ضعيف ويحسن حديثه بكثرة الشواهد وإسناد الطبراني حسن. وعن معاذ بن
جبل قال لما أن حضره الموت بكى فقال له ما يبكيك فقال والله لا أبكي جزعا من
الموت ولا دنيا أخلفها بعدي ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هما قبضتان
فقبضة في النار وقبضة في الجنة ولا أدري في أي القبضتين أكون. رواه الطبراني
وفيه البراء بن عبد الله الغنوي وهو ضعيف والحسن لم يدرك معاذا. وعن معاوية
وكان قليل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جل وعز
أخرج ذرية آدم من صلبه حتى ملؤا الأرض وكانوا هكذا وضم جعفر يديه إحداهما
على الأخرى. رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو متروك. وعن ابن عمر أن
النبي صلى الله عليه وسلم خرج فبسط كفه اليمنى فقال بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله
الرحمن الرحيم بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائر هم لا يزاد فيهم ولا
ينقص منهم ثم بسط كفه اليسرى فقال بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من
الرحمن الرحيم إلى أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم لا يزاد فيهم
ولا ينقص منهم. رواه الطبراني من حديث ابن مجاهد عن أبيه ولم أعرف ابن
مجاهد، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن بسر قال خطبنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فبسط يمينه ثم قبضها ثم قال أهل الجنة بأسمائهم وأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم لا يزاد
فيهم ولا ينقص منهم إلى يوم القيامة وبسط يساره ثم قبضها فقال أهل النار بأسمائهم
وأسماء قبائلهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم إلى يوم القيامة وقد يسلك بأهل السعادة طريق
الشقاء حتى يقال منهم بل هم هم فتدركهم السعادة فتخرجهم من طريق الشقاء وقد
يسلك بأهل الشقاء طريق السعادة حتى يقال منهم بل هم هم فيدركهم الشقاء فيخرجهم
من طريق السعادة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكل ميسر لما خلق له. رواه الطبراني
وفيه عبد الرحمن بن أيوب السكوني روى حديثا غير هذا فقال العقيلي فيه لا يتابع
عليه فضعفه الذهبي من عند نفسه لكن في إسناده بقية وهو متكلم فيه بغير هذا
187

الحديث أيضا. وعن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات
يوم وفي يده صحيفتان ينظر فيهما فقال والله إن نبي الله صلى الله
عليه وسلم لأمي ما يقرأ وما يكتب حتى دنا منهم فنشر التي في يمينه
فقال بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الرحمن الرحيم بأسماء أهل الجنة
وأسماء آبائهم وعشائرهم مجمل عليهم لا يزاد في آخره شئ فرغ ربكم ثم نشر التي
في يده الأخرى لا هل النار مثل ذلك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الهذيل بن
بلال وهو ضعيف. وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى خلق الجنة وخلق
لها أهلا بعشائرهم وقبائلهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم وخلق النار وخلق لها أهلا
بعشائرهم وقبائلهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل قال
اعملوا فكل ميسر لما خلق له. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه بكار بن محمد
السيريني وثقه ابن معين وضعفه الجمهور وعباد بن علي السيريني ضعفه الأزدي. قلت
وتأتي أحاديث نحو هذا في باب كل ميسر لما خلق له إن شاء الله. وعن ابن عمر قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال هذا الحي من قريش آمنين حتى يردوهم عن
دينهم كفارا حما قال فقام إليه رجل من قريش فقال يا رسول الله أفي الجنة أنام في
النار قال في الجنة قال ثم قام إليه آخر فقال أفي الجنة أنا أم في النار قال في النار ثم
قال اسكتوا عني ما سكت عنكم فلولا أن لا تدافعوا لأخبرتكم بملئكم من أهل النار
حتى تعرفوهم عند الموت ولو أمرت أن أفعل لفعلت. رواه أبو يعلى وفيه ليث بن أبي
سليم وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. وعن أنس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
غضبان فخطب الناس فقال لا تسألوني عن شئ اليوم الا أخبرتكم به ونحن نرى أن
جبريل معه قلت فذكر الحديث إلى أن قال فقال عمر يا رسول الله إنا كنا حديثي عهد
بجاهلية فلا تبد علينا سوآتنا فاعف عفا الله عنك. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
(باب أخذ الميثاق)
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل أخذ الميثاق من ظهر
188

آدم عليه السلام بنعمان يوم عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه
ثم كلمهم قبلا (1) قال ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن
هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما
فعل المبطلون. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وقد تقدم شئ عن أبي بن كعب في
سورة الأعراف. وعن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله الخلق
وقضى القضية وأخذ ميثاق النبيين وعرشه على الماء فأخذ أهل اليمين بيمينه وأخذ
أهل الشقاء بيده اليسرى وكلنا يدي الرحمن يمين فقال يا أهل اليمين قالوا لبيك
وسعديك قال ألست بربكم قالوا بلى ثم خلط بينهم فقال قائل منهم رب لم خلطت بيننا
فقال لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون أن يقولوا يوم القيامة انا كنا عن
هذا غافلين أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم فخلق الله
الخلق وقضى القضية وأخذ ميثاق النبيين وعرشه على الماء فأهل الجنة أهلها وأهل
النار أهلها فقال رجل من القوم ففيم العمل يا رسول الله فقال يعمل كل قوم لما خلقوا
له أهل الجنة يعمل بعمل أهل الجنة وأهل النار يعمل بعمل أهل النار فقال عمر بن
الخطاب يا رسول الله أرأيت أعمالنا هذه أشئ نبتدعه أو شئ قد فرغ منه قال اعملوا
فكل ميسر لما خلق له قال الآن نجتهد في العبادة. رواه الطبراني في الأوسط
والكبير باختصار وفيه سالم بن سالم وهو ضعيف، وفى إسناد الكبير جعفر بن
الزبير وهو ضعيف وزاد فيه أيضا فقال يا أهل الشمال قالوا لبيك وسعديك قال
ألست بربكم قالوا بلى.
(باب جف القلم بما هو كائن)
عن عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم أردفه فقال يا فتى ألا أهب لك ألا أعلمك
كلمات ينفعك الله بهن احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك وإذا سألت
فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أنه قد جف القلم بما هو كائن واعلم أن
الخلائق لو أرادوك بشئ لم يكتب عليك لم يقدروا عليك واعلم أن النصر مع

(1) أي عيانا ومقابلة لا من وراء حجاب أو يوكل ملكا.
189

الصبر وأن الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا. رواه الطبراني وفيه علي بن
أبي على القرشي وهو ضعيف. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أول
شئ خلقه الله القلم وأمره أن يكتب كل شئ. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله القلم قال له اكتب فجرى بما هو كائن
إلى قيام الساعة. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وقد تقدم حديث في سورة ن
وحديث يأتي في البر والصلة إن شاء الله. وعن حبان بن عبيد الله بن زهير أبى
زهير البصري قال سألت الضحاك بن مزاحم عن قوله (ما أصاب من مصيبة في)
الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ان ذلك على الله يسير)
وعن قوله (انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) وعن قوله (انا كل شئ خلقناه
بقدر) فقال قال ابن عباس ان الله جل ذكره خلق العرش فاستوى عليه ثم خلق
القلم فأمره أن يجري باذنه وعظم القلم ما بين السماء والأرض فقال القلم بما يا رب أجرى
قال بما أنا خالق وكائن في خلق من قطر أو نبات أو نفس أو أثر يعني به العمل أو
رزق أو أجل فجرى القلم بما وهو كائن إلى يوم القيامة فأثبته الله في الكتاب المكنون
عنده تحت العرش وأما قوله (انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) فان الله وكل
ملائكة ينسخون من ذلك العام في رمضان ليلة القدر ما يكون في الأرض من حدث
إلى مثلها من السنة المقبلة يتعارضون به حفظة الله على العباد عشية كل خميس
فيجدون ما رفع الحفظة موافقا لما في كتابهم ذلك ليس فيه زيادة ولا نقصان، وقوله
(انا كل شئ خلقناه بقدر) فان الله خلق لكل شئ ما يشاكله ممن خلقه وما
يصلحه من رزقة وخلق البعير خلقا لا يصلح شئ من خلقه على غيره من الدواب
وكذلك كل شئ من خلقه وخلق لدواب البر وطيرها من الرزق ما يصلحها في البر
وخلق لدواب البحر وطيرها ما يصلحها في البحر فذلك قوله تعالى (انا كل شئ
خلقناه بقدر). رواه الطبراني وفيه الضحاك ضعفه جماعة ووثقه ابن حبان وقال
لم يسمع من ابن عباس، وبقية رجاله وثقوا. وعن ابن عباس قال لوددت أن عندي رجلا
190

من أهل القدر فوجأت رأسه قالوا وبم ذاك قال إن الله خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء دفتاه
ياقوتة حمراء قلمه نور وعرضه ما بين السماء والأرض ينظر فيه كل يوم ستين وثلاثمائة نظرة
يخلق بكل نظرة ويحيي ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء. رواه الطبراني من طريقين ورجال
هذه ثقات. وعن مرثد وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال خط الله خطين في كتابه ثم رفع
القلم فكتب في أحدهما الخلق وكتب في الآخر ما الخلق عاملون. رواه
الطبراني وفيه الحسين بن يحيى الخشني وثقه دحيم وغيره وضعفه الجمهور. وعن الحسن
ابن علي قال رفع الكتاب وجف القلم وأمور بقضاء في كتاب قد خلا. رواه
الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو لين الحديث، وبقية رجاله ثقات.
(باب تحاج آدم وموسى صلوات الله عليهما وغيرهما)
عن جندب يعني ابن عبد الله وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
احتج آدم وموسى فقال موسى أنت آدم الذي خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته
وأسكنك جنته فأخرجت الناس من الجنة فقال آدم أنت موسى الذي كلمك الله
نجيا وآتاك التوراة تلومني على أمر قد كتب قبل أن يخلقني، قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم فحج آدم موسى (1)، وفي رواية قال يعني آدم فأنا أقدم أم الذكر. رواه
أبو يعلى وأحمد بنحوه والطبراني ورجالهم رجال الصحيح. وعن أبي سعيد قال
احتج آدم وموسى عليهما السلام فقال موسى يا آدم خلقك الله بيده ونفخ فيك
من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك جنته فأغويت الناس وأخرجتهم
من الجنة فقال آدم اصطفاك الله برسالته وأنزل عليك التوراة وفعل بك
وفعل تلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني قال فحج آدم موسى عليهما السلام.
رواه أبو يعلى والبزار مرفوعا ورجالهما رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو قال
بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا على باب الحجرات إذ أقبل أبو بكر وعمر ومعهما فئام (2)
من الناس يجاوب بعضهم بعضا ويرد بعضهم على بعض فلما رأوا رسول الله صلى الله
عليه وسلم سكتوا فقال ما كلام سمعته آنفا جاوب بعضكم بعضا ويرد بعضكم على بعض فقال

(1) في " الاختلاف في اللفظ لابن قتيبة " تحقيق القول عن القدر.
(2) أي جماعة كثيرة.
191

رجل يا رسول الله زعم أبو بكر أن الحسنات من الله والسيئات من العباد وقال عمر
الحسنات والسيئات من الله فتابع هذا قوم وهذا قوم فأجاب بعضهم بعضا ورد بعضهم على
بعض فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبى بكر فقال كيف قلت قال قوله الأول والتفت إلى
عمر فقال قوله الأول فقال والذي نفسي بيده لا قضين بينكم بقضاء إسرافيل بين
جبريل وميكائيل فهما والذي نفسي بيده أول خلق الله تكلم فيه فقال ميكائيل
بقول إلى بكر وقال جبريل بقول عمر فقال جبريل لميكائيل إنا متى يختلف أهل
السماء يختلف أهل الأرض فلنتحاكم إلى إسرافيل فتحاكما إليه فقضى بينهما بحقيقة
القدر خيرة وشره حلوه ومره كله من الله عز وجل وأنا قاض بينكما ثم التفت إلى
أبى بكر فقال يا أبا بكر إن الله تبارك وتعالى لو أراد أن لا يعصى لم يخلق إبليس
فقال أبو بكر صدق الله ورسوله. رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له والبزار
بنحوه وفي إسناد الطبراني عمر بن الصبح وهو ضعيف جدا، وشيخ البزار
السكن بن سعيد ولم أعرفه، وبقية رجال البزار ثقات وفى بعضهم كلام لا يضر.
قلت وتأتي أحاديث في مواضعها من هذا النحو.
(باب ما يكتب على العبد في بطن أمه)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استقرت النطفة في
الرحم أربعين يوما وأربعين ليلة بعث الله إليها ملكا فيقول يا رب ما أجله فيقال له
فيقول يا رب أذكر أم أنثى فيعلم يا رب شقي أو سعيد فيعلم. رواه أحمد
وفيه خصيف وثقه ابن معين وجماعة وفيه خلاف، وبقية رجاله ثقات. عن عبد
الله يعني ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن النطفة تكون في الرحم أربعين
يوما على حالها لا تغير فإذا مضت الأربعون صارت علقه ثم مضغة كذلك ثم عظاما
كذلك فإذا أراد الله عز وجل أن يسوى خلقه بعث إليها ملكا فيقول الملك الذي
يليه أي رب أذكر أم أنثى أشقي أم سعيد أقصير أم طويل ناقص أم زائد قوته أجله
أصحيح أم سقيم قال فيكتب ذلك كله فقال رجل من القوم ففيم العمل إذا وقد
192

قرغ من هذا كله فقال اعملوا فكل سيوجه لما خلق له - قلت هو في الصحيح
باختصار عن هذا - رواه أحمد وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه وعلي بن زيد سيئ
الحفظ، وروى الطبراني حديث ابن مسعود في المعجم الصغير بنحو ما في الصحيح
وزاد ثم يكسو الله العظام لحما وقال وأثره. وعن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله أن يخلق نسمه قال ملك الأرحام معرضا أي رب أذكر أم
أنثى فيقضى الله فيقول أي رب أشقي أم سعيد فيقضي الله أمره ثم يكتب بين عينيه
ما هو لاق حتى النكبة ينكبها. رواه أبو يعلى والبزار ورجال أبى يعلى رجال
الصحيح. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشقي من شقى في بطن
أمه والسعيد من سعد في بطنها. رواه البزار والطبراني في الصغير ورجال البزار
رجال الصحيح. وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى حين يريد أن
يخلق الخلق يبعث ملكا فيدخل الرحم فيقول يا رب ماذا فيقول غلام أو جارية أو
ما أراد أن يخلق في الرحم فيقول يا رب شقي أم سعيد فيقول يا رب ما أجله ما خلائقه
فيقول كذا وكذا فيقول يا رب ما رزقه فيقول كذا وكذا فيقول يا رب ما خلقه
ما خلائقه فما من شئ إلا وهو يخلق معه في الرحم. رواه البزار ورجاله ثقات
وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله
جل ذكره يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا وخلق فرعون في بطن أمه كافرا.
رواه الطبراني وإسناده جيد.
(باب سبب الهداية)
عن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله
عز وجل خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره فمن أصابه من نوره يومئذ
اهتدى ومن أخطأه ضل فلذلك أقول جف القلم على علم الله، وفى رواية خلق
خلقه ثم جعلهم في ظلمة ثم أخذ من نوره ما شاء فألقاه عليهم فأصاب النور من
شاء أن يصيبه وأخطأ من شاء فلذلك أقول جف القلم بما هو كائن. رواه أحمد
193

باسنادين والبزار والطبراني ورجال أحد إسنادي أحمد ثقات. وعن عبد الله بن
مسعود قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل راكب حتى أناخ بالنبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله إني أتيتك من مسيرة تسع أنصبت بدني وأسهرت ليلي وأظمأت
نهاري لأسألك عن خلتين أسهرتاني فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اسمك قال أنا
زيد الخيل قال بل أنت زيد الخير فقال أسئلك عن علامة الله فيمن يريد وعلامته
فيمن لا يريد إني أحب الخير وأهله ومن يعمل به وإن عملت به أبقيت ثوابه فان
فاتني منه شئ حننت إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي علامة الله فيمن يريد وعلامة الله
فيمن لا يريد لو أرادك في الأخرى هيأك لها ثم لا تبالي في أي واد سلكت.
رواه الطبراني وفيه عون بن عمارة وهو ضعيف.
(باب كل ميسر لما خلق له)
عن أبي بكر الصديق قال قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نعمل على ما فرغ منه أم على
أمر مؤتنف قال على أمر قد فرغ منه قال ففيم العمل يا رسول الله قال كل ميسر لما
خلق له. رواه أحمد والبزار والطبراني وقال عن عطاف بن خالد حدثني طلحة بن عبد
الله، وعطاف وثقه ابن معين وجماعة وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات إلا أن في رجال
أحمد رجلا مبهما لم يسم. وعن عمر يعني ابن الخطاب أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم
أرأيت ما نعمل فيه أقد فرغ منه أو في أمر مبتدأ قال في أمر قد فرغ منه فقال عمر
ألا نتكل فقال اعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر لما خلق له. رواه الطبراني
والبزار وحسن حديثه، والطبراني وفيه سليمان بن عتبة وثقه أبو حاتم وجماعة وضعفه
ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات. وعن ذي اللحية الكلابي أنه قال يا رسول الله
نعمل في أمر مستأنف أو في أمر قد فرغ منه قال لا بل في أمر قد فرغ منه قال ففيم
نعمل إذا قال فكل ميسر لما خلق له. رواه ابن أحمد والطبراني ورجاله ثقات.
وعن أبي هريرة أن عمر بن الخطاب قال يا رسول الله أرأيت ما نعمل أشئ فرغ منه
أم شئ يستأنف قال بل شئ قد فرغ منه قال ففيم العمل قال كل ميسر لما خلق له.
194

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال قال رجل يا رسول الله
أنعمل فيما جرت به المقادير وجف به القلم أو شئ نأتنفه قال بل بما جرت به المقادير
وجف به القلم قال ففيم العمل قال اعمل فكل ميسر لما خلق له. رواه الطبراني والبزار
بنحوه إلا أنه قال في آخره فقال القوم بعضهم لبعض فالجد إذا، ورجال الطبراني
ثقات. وعن جابر بن عبد الله قال قام سراقة بن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله أرأيت أعمالنا التي نعمل أمؤاخذون بها عند الخالق خير فخير وشر
فشر أو شئ قد سبقت به المقادير وجفت به الأقلام قال يا سراقة قد سبقت به
المقادير وجفت به الأقلام قال فعلام نعمل يا رسول الله قال اعمل يا سراقة فكل عامل
ميسر لما خلق له قال سراقة الآن نجتهد. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد
الكريم أو أمية وهو ضعيف. وعن سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي أنه قال
يا رسول الله أنعمل شيئا قد فرغ منه أم نستأنف العمل قال بل لعمل قد فرغ منه
فقال يا رسول الله ففيم العمل فقال النبي صلى الله عليه وسلم كل ميسر له عمله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن
الجد الآن الجد - قلت روى ابن ماجة بعضه - رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(باب فيما فرغ منه)
عن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فرغ الله إلى كل عبد من
خمس من أجله ورزقه وأثره ومضجعه، وفي رواية وعمله. رواه أحمد والبزار والطبراني
في الكبير والأوسط وأحد إسنادي أحمد رجاله ثقات. وعن عبد الله بن مسعود
قال أربع قد فرغ منهن الخلق والخلق والرزق والأجل ليس أحد بأكسب من أحد
وقال الصدقة جائزة قبضت أولم تقيض. رواه الطبراني وفيه عيسى بن المسيب وثقه الحاكم
والدارقطني في السنن وضعفه جماعة، وبقية رجاله في أحد الاسنادين ثقات. وعن عبد الله
ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فرغ لابن آدم من أربع الخلق والخلق والرزق والأجل.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن المسيب البجلي وهو ضعيف عند الجمهور
ووثقه الحاكم والدارقطني في سننه وضعفه في غيرها. وعن أبي الدرداء قال ذكر
195

زيادة العمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤخر الله نفسا إذا جاء
أجلها فذكر الحديث. رواه الطبراني في الأوسط فيه سليمان بن عطاء وهو ضعيف.
(باب فرغ إلى كل عبد من خلقه)
عن أبي الدرداء قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر ما يكون إذ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا وإذا سمعتم برجل زال
عن خلقه فلا تصدقوا به فإنه يصير إلى ما جبل عليه. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح إلا أن الزهري لم يدرك أبا الدرداء. وعن عبد اله بن ربيعة قال كنا عند
عبد الله يعني ابن مسعود فذكر القوم رجلا فذكروا من خلقه فقال عبد الله أرأيتم
لو قطعتم رأسه أكنتم تستطيعون أن تعيدوه قالوا لا قال فيده قالوا لا قال فرجله
قالوا لا قال فإنكم لن تستطيعوا أن تغيروا خلقه حتى تغيروا خلقه فذكر الحديث.
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(باب لا يموت عبد حتى يبلغ أقصى أثره)
عن أبي عروة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله قبض عبده بأرض وتى له
إليها حاجة فإذا بلغ أقصى أثره قبضه. رواه البزار - وقد رواه الترمذي باختصار -
وفيه محمد بن موسى الحرشي وهو ثقة وفيه خلاف. وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إذا أراد الله أن يقبض عبدا بأرض جعل له بها حاجة ولا تنتهي حتى يقدمها ثم قرأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر سورة لقمان (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث
ويعلم ما في الأرحام) حتى ختمها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه مفاتيح الغيب
لا يعلها إلا الله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عباد بن صهيب وهو متروك
واتهم بالوضع وقد وثقه أبو داود. وعن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما جعلت منية عبد بأرض إلا جعل له فيها حاجة. رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح. وقد تقدمت أحاديث في الجنائز في دفن كل ميت في التربة التي خلق منها (1).

(1) في الجزء الثالث.
196

(باب خلق الله كل صانع وصنعته)
عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق كل صانع وصنعته. رواه البزار ورجاله
رجال الصحيح غير أحمد بن عبد الله أبو الحسن بن الكردي وهو ثقة.
(باب الايمان بالقدر)
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل شئ حقيقة وما بلغ عبد حقيقة
الايمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه. رواه أحمد
والطبراني ورجاله ثقات. رواه الطبراني في الأوسط. وعن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمور كلها خيرها وشرها من الله وقال القدر نظام التوحيد
فمن وحد الله وآمن بالقدر فقد استمسك بالعروة الوثقى. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
هانئ بن المتوكل وهو ضعيف. وعن عمرو بن شعيب قال كنت عند سعيد بن المسيب.
جالسا فسمع رجلا يقول قدر الله كل شئ ما خلا الأعمال فقال والله ما رأيت سعيد بن
المسيب غضب غضبا أشد منه حتى هم بالقيام ثم سكن فقال تكلموا به أما والله
لقد سمعت فيهم حديثا كفاهم به شرا ويحهم لو يعلمون فقلت يرحمك الله يا أبا محمد
ما هو قال فنظر إلي وقد سكن بعض غضبه فقال حدثني رافع بن خديج أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون قوم في أمتي يكفرون بالله وبالقرآن وهم لا يشعرون
كما كفرت اليهود والنصارى قال قلت جعلت فداك يا رسول الله وكيف ذاك قال
يقرون ببعض القدر ويكفرون ببعضه قال قلت ما يقولون قال يقولون الخير من الله
والشر من إبليس فيقرون على ذلك كتاب الله ويكفرون بالقرآن بعد الايمان
والمعرفة فما تلقى أمتي منهم من العداوة والبغضاء والجدال أولئك زنادقة هذه الأمة
في زمانهم يكون ظلم السلطان فياله من ظلم وحيف وأثرة ثم يبعث الله عز و جل
عليهم طاعونا فيفنى عامتهم ثم يكون الخسف فما أقل من ينجو منهم المؤمن يومئذ
قليل فرحه شديد غمه ثم يكون المسخ فيمسخ الله عز وجل عامة أولئك قردة وخنازير
ثم يخرج الدجال على أثر ذلك قريبا ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بكينا لبكائه
197

فقلنا ما يبكيك فقال رحمة لهم الأشقياء لان فيهم المتعبد ومنهم المتهجد ومع أنهم
ليسوا بأول من سبق إلى هذا القول وضاق بحمله ذرعا ان عامة من هلك من بني إسرائيل
بالتكذيب بالقدر قلت جعلت فداك يا رسول الله فقل لي كيف الايمان
بالقدر قال تؤمن بالله وحده وأنه لا تملك معه ضرا ولا نفعا وتؤمن بالجنة والنار
وتعلم أن الله خالقهم قبل خلق الخلق ثم خلق خلقه فجعل من شاء منهم إلى الجنة ومن
شاء منهم للنار عدلا ذلك منه وكل يعمل لما فرغ له منه وهو سائر لما فرغ منه فقلت
صدق الله ورسوله. رواه الطبراني بأسانيد في أحسنه ابن لهيعة وهو لين الحديث.
وعن الوليد بن عبادة أن عبادة لما حضر قال له ابنه عبد الرحمن يا أبتاه أوصني قال
أجلسوني فأجلسوه فقال يا بني اتق الله ولن تتقي الله حتى تؤمن بالله ولن تؤمن بالله
حتى تؤمن بالقدر خيره وشره وان ما أصابك لم يكن ليخطئك وان ما أخطأك لم
يكن ليصيبك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول القدر على هذا من مات على غيره دخل
النار، وفي رواية لم يطعم طعم الايمان وانك لمن تبلغ حقيقة العلم بالله حتى تؤمن
بالقدر - قلت رواه الترمذي موقوفا باختصار - رواه الطبراني في الكبير
بأسانيد وفى الأوسط وفي أحدهما عثمان بن أبي العاتكة وهو ضعيف وقد وثقه دحيم،
وبقية رجاله ثقات وفى بعضهم كلام. وعن أبي الأسود الدؤلي أنه سأل عمران بن
حصين و عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب عن القدر فقال إني قد خاصمت أهل
القدر حتى أخرجوني فهل عندكم من علم فتحدثوني فقالوا لو أن الله عز وجل عذب
أهل السماء والأرض عذبهم وهو غير ظالم ولو أدخلهم في رحمته كانت رحمته أوسع
من ذنوبهم ولكنه كما قضى يعذب من يشاء ويرحم من يشاء فمن عذب فهو الحق ومن رحم
فهو الحق ولو كان لك مثل أحد ذهبا تنفقه في سبيل الله ما قبل منك حتى تؤمن بالقدر خيره
وشره، ثم قال عمران لأبي الأسود حين حدثه الحديث سمعت ذلك من رسول الله
صلى الله عليه وسلم وسمعه معي عبد الله يعني ابن مسعود وأبي بن كعب فسألهما
أبو الأسود فحدثاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني باسنادين ورجال هذه
198

الطريق ثقات. وعن معاوية بن أبي سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تعجل على شئ تظن انك إن استعجلت إليه مدركه إن كان الله لم يقدر
ذلك ولا تستأخرن عن شئ تظن أنك إن استأخرت عنه أنه مدفوع عنك إن
كان الله قد قدره عليك. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الوهاب بن
مجاهد وهو ضعيف. وعن الحرث قال رأيت ابن مسعود يبل أصبعه في فيه ثم
يقول والله لا يجد عبد طعم الايمان حتى يؤمن بالقدر ويعلم أنه ميت ثم مبعوث
من بعد الموت. رواه الطبراني والحارث ضعيف وقد وثقه ابن معين وغيره، وبقية
رجال أحد الاسنادين رجال الصحيح. وعن أبي الحجاج الأزدي قال سمعت سلمان
بأصبهان يقول لا يؤمن عبد حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم
يكن ليصيبه. رواه الطبراني وأبو الحجاج لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن عمرو بن العاصي قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف عليهم فقال إنما هلك من كان
قبلكم بسؤالهم أنبياء هم واختلافهم عليهم ولن يؤمن أحد حتى يؤمن بالقدر خيره
وشره. رواه الطبراني وأبو يعلى ورجاله ثقات. وعن عامر الشعبي قال قدم عدي
ابن حاتم الكوفة فأتيته في ناس من علماء الكوفة وأنا يومئذ شاب فقلنا حدثنا حديثا
سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لا سلم فقال يا عدي
ابن حاتم أسلم تسلم قلت وما الاسلام قال تشهد أن لا إله إلا الله وتشهد أني رسول
الله وتؤمن بالأقدار كلها خيرها وشرها حلوها ومرها. رواه الطبراني وفيه عبد الأعلى
ابن أبي المساور وهو متروك. قلت وتأتي أحاديث من نحو هذا في باب كل
شئ بقدر إن شاء الله.
(باب التسليم لما قدره الله سبحانه)
عن ابن عباس قال لما بعث الله جل ذكره موسى عليه السلام وأنزل عليه
التوراة قال اللهم إنك رب عظيم ولو شئت أن تطاع لأطعت ولو شئت أن لا تعصي
ما عصيت وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف هذا يا رب فأوحى الله
199

إليه إني أسأل عما أفعل وهم يسئلون فلما بعث الله عز وجل عزيزا وأنزل عليه
التوراة بعد ما كان رفعها عن بني إسرائيل حتى قال من قال منهم إنه ابن الله قال اللهم
إنك رب عظيم لو شئت أن تطاع أطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت وأنت
تحب أن تطاع وأنت تعصى فكيف هذا يا رب فأوحى الله إليه لا أسأل عما أفعل
وهم يسئلون فأبت نفسه حتى سأل أيضا فقال اللهم إنك رب عظيم لو شئت ان تطاع
أطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت وأنت تحب أن تحب أن تطاع وأنت تعصى فيكف
هذا يا رب فأوحى الله إليه إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون فأبت نفسه حتى
سأل أيضا فقال اللهم إنك عظيم لو شئت أن تطاع أطعت ولو شئت أن لا تعصي
ما عصيت وأنت تحب أن تطاع وأنت تعصى فكيف هذا يا رب فأوحى الله إليه إني لا
أسأل عما أفعل وهم يسئلون فأبت نفسه حتى سأل أيضا قال أفتستطيع أن تصر صرة
من الشمس قال لا قال أفتستطيع أن تجئ بمكيال من ريح قال لا قال أفتستطيع أن
تأتى بمثقال من نور قال لا قال فهكذا الا تقدر على الذي سألت عنه إني لا أسأل عما أفعل
وهم يسئلون أما إني لا أجعل عقوبتك إلا أن أمحي اسمك من الأنبياء فلا تذكر
فيهم فمحى اسمه من الأنبياء فليس يذكر فيهم وهو نبي فلما بعث الله عيسى ورأى
منزلته من ربه وعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ويبرئ الأكمه والأبرص
ويحيي الموتى وينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم قال اللهم إنك رب عظيم
لو شئت أن تطاع لأطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت وأنت تحب أن تطاع
وأنت في ذلك تعصى فكيف هذا يا رب فأوحى الله إليه إني لا أسأله عما أفعل وهم
يسئلون وأنت عبدي ورسولي وكلمتي ألقيتك إلى مريم وروح مني خلقتك من تراب
ثم قلت لك كن فكنت لئن تنته لا فعلن بك كما فعلت بصاحبك بين يديك
اني لا أسأل عما أفعل وهم يسئلون فجمع عيسى من تبعه فقال القدر ستر الله فلا تكلفوه.
رواه الطبراني وفيه أبو يحيى القتات وهو ضعيف عند الجمهور وقد وثقه ابن معين
في رواية وضعفه في غيرها ومصعب بن سوار لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
200

وعن سعيد بن جبير قال قلت بنو إسرائيل يا موسى يخلق ربك عز وجل خلقا ثم
يعذبهم فأوحى الله إليه ازرع فزرع ثم قال احصد فحصد ثم قال ذره فذراه
فاجتمع القماش فقال لأي شئ يصلح هذا قال للنار قال فكذلك لا أعذب من خلقي
إلا من استأهل النار. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن
وهب بن منبه قال صحبت ابن عباس قبل أن يصاب بصره وبعد ما أصيب فسئل
عن القدر فقال وجدت أجرأ الناس فيه حديثا أجهلهم به وأضعفهم فيه حديثا أعلمهم
به ووحدت الناظر فيه كالناظر في شعاع الشمس كلما ازداد فيه نظرا ازداد فه تحيرا.
رواه الطبراني وفيه يزيد بن أبي سلمة ضعفه ابن معين.
(باب النهي عن الكلام في القدر)
عن ثوبان قال اجتمع أربعون من الصحابة ينظرون في القدر والجبر فيهم أبو
بكر وعمر رضي الله عنهما فنزل الروح الأمين جبريل صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اخرج على
أمتك فقد أحدثوا فخرج عليهم في ساعة لم يكن يخرج عليهم في مثلها فأنكروا ذلك
وخرج عليهم متلمعا لونه متوردة وجنتاه كأنما تفقأ بحب الرمان الحامض فنهضوا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم حاسرين أدرعتهم ترعد أكفهم وأذرعهم فقالوا تبنا إلى الله ورسوله
فقال أولى لكم ان كنتم لتوجبون أتاني الروح الأمين فقال اخرج على أمتك يا محمد
فقد أحدثت. رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة الرجبي وهو متروك وقال ابن
عدي أرجو أنه لا بأس به. وعن أبي الدرداء وواثلة بن الأسقع وأبى أمامة وأنس
ابن مالك قالوا كنا في مجلس أناس من اليهود ونحن نتذاكر القدر فخرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم مغضبا فعبس وانتهر وقطب ثم قال مه اتقوا الله يا أمة محمد واديان عميقان
قعران لا تهيجوا عليكم وهج النار ثم أمر اليهود أن يقوموا ثم قام وبسط يمينه وبسط
إصبعه الشمال ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الرحمن الرحيم بأسماء
أهل الجنة وأسماء آبائهم وأمهاتهم وعشائرهم فرغ ربكم فرغ ربكم فرغ
ربكم ثم بسط شماله ثم أشار إليها ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من
201

الرحمن الرحيم بأسماء أهل النار وأسماء آبائهم وأمهاتهم وعشائرهم فرغ ربكم فرغ
ربكم فرغ ربكم أعذرت أنذرت اللهم إني قد بلغت. رواه الطبراني وفيه عبد
الله بن يزيد بن آدم قال أحمد أحاديثه موضوعة. وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكر النجوم فأمسكوا وإذا ذكر القدر فأمسكوا.
رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة وهو ضعيف. وعن عبد الله بن مسعود قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكر النجوم فأمسكوا وإذا ذكر
القدر فأمسكوا. رواه الطبراني وفيه مسهر بن عبد الملك وثقه ابن حبان وغيره
وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اتقوا القدر فإنه شعبة من النصرانية. رواه الطبراني وفيه نزار
ابن حبان وهو ضعيف. وعن أنس قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يريد الحجرة فسمع
قوما يتنازعون بينهم في القدر وهم يقولون ألم يقل الله إنه كذا وكذا أمل يقل
الله آية كذا وكذا قال ففتح النبي صلى الله عليه وسلم باب الحجرة فكأنما فقئ في وجهه حب
الرمان فقال أبهذا أمرتم أو بهذا عنيتم إنما هلك من كان قبلكم بأشباه هذ ضربوا
كتاب الله بعضه ببعض أمركم الله بأمر فأتبعوه ونهاكم فانتهوا قال فلم يسمع الناس
بعد ذلك أحدا يتكلم حتى معبد الجهني فأخذه الحجاج فقتله. رواه أبو يعلى وفيه
يوسف بن عطية وهو متروك. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال
أمر هذه الأمة مواتيا أو مقاربا أو كلمة تشبهها ما لم يتكلموا في الولدان والقدر.
رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال البزار رجال الصحيح. وعن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال آخر الكلام في القدر شرار هذه الأمة. رواه
البزار والطبراني في الأوسط وزاد لشرار أمتي في آخر الزمان. ورجال البزار
في أحد الاسنادين رجال الصحيح غير عمر بن أبي خليفة وهو ثقة.
(باب ما جاء فيمن يكذب بالقدر ومسائلهم الزنادقة)
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة عاق ولا مكذب بقدر.
202

رواه أحمد والبزار والطبراني وزاد ولا منان، وفيه سليمان بن عتبة الدمشقي وثقه أبو
حاتم وغيره وضعفه ابن معين وغيره. وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول سيكون في هذه الأمة مسخ الا وذاك في المكذبين في القدر والزنديقية.
رواه أحمد وفيه رشدين بن سعد والغالب عليه الضعف. وعن نافع قال بينما نحن
عند ابن عمر قعود إذا جاءه رجل فقال إن فلان يقرأ عليك السلام لرجل من أهل
الشام فقال ابن عمر رحمه الله إنه بلغني أنه أحدث حدثا فإن كان كذلك فلا تقرأن
عليه منى السلام سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون في أمتي مسخ وقذف وهو
في أهل الزندقة. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن سهل بن سعد قال
ما كانت زندقة إلا بين يدي التكذيب بالقدر. رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن
أعين وهو ضعيف. وعن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث
أخاف على أمتي الاستسقاء بالأنواء وحيف الشيطان وتكذيب بالقدر وتصديق
بالنجوم. رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الثلاثة وفيه محمد بن القاسم
الأسدي وثقه ابن معين وكذبه أحمد وضعفه بقية الأئمة. وعن أنس بن مالك
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخاف على أمتي خمسا تكذيب بالقدر وتصديق بالنجوم.
رواه أبو يعلى مقتصرا على اثنتين من الخمس وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف ووثقه
ابن عدي. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أخوف على أمتي
في آخر زمانها النجوم وتكذيب بالقدر وحيف الشيطان. رواه الطبراني وفيه
ليث بن أبي سليم وهو لين، وبقية رجاله وثقوا. وعن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم هلك أمتي في ثلاث في العصبية والقدرية والرواية من غير ثبت. رواه
الطبراني وفيه هارون بن هارون وهو ضعيف. وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أخاف على أمتي ثلاثا زلة عالم وجدال منافق بالقرآن والتكذيب بالقدر.
رواه الطبراني وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف. وعن أبي موسى الأشعري
قال ذكر القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أمتي لا تزال متمسكة بدينها ما لم يكذبوا
203

بالقدر فإذا كذبوا بالقدر فعند ذلك هلاكهم. رواه الطبراني وأبو البكرات تابعي
لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم
يكن إشراك منذ أهبط الله آدم من السماء إلى الأرض إلا كان بدؤه التكذيب بالقدر
وما أشركت أمة إلا بتكذيب بالقدر وإنكم ستبتلون به أيتها الأمة فإذا لقيتموهم
فكونوا أنتم سائلين ولا تمكنوهم من المسئلة فيدخلوا عليكم الشبهات. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه سلم بن سالم ضعفه جمهور الأمة أحمد وابن المبارك ومن بعدهم
وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما هلكت أمة قط إلا بالأنواء وما كان بدء إشراكها الا التكذيب بالقدر. رواه
الطبراني في الكبير والصغير إلا أنه قال ما هلكت أمة قط حتى تشرك بالله ولا
أشركت أمة بالله حتى يكون أول شركها التكذيب بالقدر، وفيه عمر بن يزيد النصري
من بني نصر ضعفه ابن حبان وقال يعتبر به. وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله
صلى عليه وسلم ما بعث الله نبيا قط إلا وفي أمته قدرية ومرجئة يشوشون عليه أمر
أمته ألا وان اله قد لعن القدرية والمرجئة على لسان سبعين نبيا. رواه الطبراني وفيه
بقية بن الوليد وهو لين ويزيد بن حصين لم أعرفه. وعن محمد بن عبيد عن ابن عباس
قال قيل لابن عباس ان رجلا قدم علينا يكذب بالقدر قال دلوني عليه وهو يومئذ
قد عمى قال ما تصنع به يا ابن عباس قال والذي نفسي بيده لئن استمكنت منه
لأعضن أنفه حتى أقطعه ولئن وقعت عنقه في يدي لأدقنها فاني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول كأني بنساء بنى فهو يطفن بالخزرج تطفن ألياتهن مشركات
هذا أول شرك هذه الأمة والذي نفسي بيده لتنتهين بهم سوراتهم حتى يخرجوا الله
من أن يكون قدر خيرا كما أخرجوه من أن يكون قدر شرا. رواه أحمد من طريقين
وفيهما أحمد بن عبيد المكي وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم وفي إحداهما رجل لم
يسم وسماه في الأخرى العلاء بن الحجاج ضعفه الأزدي وقال في المسند ان محمد
ابن عبيد سمع ابن عباس. وعن سعيد بن جبير قال كنت في حلقة فيها ابن عباس
204

فذكرنا القدر فغضب ابن عباس غضبا شديدا وقال لو أعلم أن في القوم أحدا منهم
لأخذته إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بعث الله نبيا قط ثم قبضه إلا جعل
بعده فترة وملأ من تلك الفترة جهنم. رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال
الصحيح غير صدقة بن سابق وهو ثقة. ورواه البزار وزادوهم القدرية. وعن
ابن عباس قال ما بعث الله نبيا إلا كانت بعده وقفة تملأ به جهنم. رواه الطبراني
وفيه أبو داود الأعمى وهو ضعيف جدا. وعن ابن عباس قال قال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعلك تبقى بعدي حتى تدرك قوما يكذبون بقدر الله الذنوب على عباده
استقوا كلامهم ذلك من النصرانية فإذا كان ذلك فابرأ إلى الله منهم، وكان ابن عباس
يرفع يديه ويقول اللهم إني أبرأ إليك منهم كما أمر نبيك صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني وفيه
عبد الله بن زياد بن سمعان وهو متروك. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم القدرية والمرجئة مجوس هذه الأمة فان مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا
تشهدوهم. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير هارون بن موسى
الفروي وهو ثقة. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القدرية مجوس هذه الأمة
إن مرضوا فلا تعودوهم إن ماتوا فلا تشهدوهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
زكريا بن منظور وثقة أحمد بن صالح وغيره وضعفه جماعة. وعن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله أهل القدر الذين يكذبون بقدر ويصدقون بقدر. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو لين الحديث. وعن عائشة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ستة لعنتهم وكل نبي مجاب الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله والمستحل
لمحارم الله والمستحل من عترتي ما حرم الله وتارك السنة. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله ثقات وقد صححه ابن حبان. وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كذب
بالقدر فقد كذب بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن
الحسين القصاص ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن محمد بن كعب القرظي قال
ذكرت القدرية عند عبد الله بن عمر فقال عبد الله بن عمر لعنت القدرية على لسان
205

سبعين نبيا ومحمد نبينا صلى الله عليه وسلم وإذا كان يوم القيامة وجمع الله الناس في صعيد واحد
نادى مناد يسمع الأولين والآخرين أين خصماء الله فيقوم القدرية. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه محمد بن الفضل بن عطية وهو متروك. ورواه أبو يعلى في الكبير
باختصار من رواية بقية بن الوليد عن حبيب بن عمرو وبقية مدلس وحبيب مجهول.
وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى عليه وسلم إذا كان يوم القيامة نادى مناد ألا
ليقم خصماء الله وهم القدرية. رواه الطبراني في الأوسط من رواية بقية وهو
ملس وحبيب بن عمرو مجهول. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى عليه وسلم
في آخر الزمان تأتي المرأة فتجد زوجها قد مسخ قردا لأنه لا يؤمن بالقدر.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه بشار بن قيراط وهو ضعيف. وعن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فأنا
منه برئ. رواه أبو يعلى وفيه صالح بن سرج وكان خارجيا. وعن سهل بن سعد
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر. رواه الطبراني وفيه إسماعيل
ابن أبي الحكم الثقفي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
أربعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة عاق ومنان ومدمن خمر ومكذب بقدر، وفى
رواية ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفا ولا عدلا فذكر نحوه. رواه الطبراني باسنادين
في أحدهما بشر بن نمير وهو متروك وفى الآخر عمر بن يزيد وهو ضعيف. وعن
واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان من هذه الأمة لا تنالهما شفاعتي
المرجئة والقدرية. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن محصن وهو متروك. وعن
جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي المرجئة والقدرية. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه بحر بن كنيز السقاء وهو متروك. وعن جابر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم صنفان من أمتي ليس لهما في الاسلام نصيب المرجئة والقدرية. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه قرير بن سهل وهو كذاب. وعن أبي سعيد قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم صنفان من أمتي ليس لهما في الاسلام نصيب المرجئة والقدرية. رواه الطبراني
206

في الأوسط وفيه عمرو بن القاسم بن حبيب التمار وهو ضعيف وكذلك عطية العوفي.
وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان من أمتي لا يردان
على الحوض ولا يدخلان الجنة القدرية والمرجئة. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله
رجال الصحيح غير هارون بن موسى الفروي (1) وهو ثقة. وعن سهل بن سعد الساعدي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل أمة مجوس ولكل أمة نصارى ولكل أمة
يهود وإن مجوس أمتي القدرية ونصاراهم الحشوية (2) ويهودهم المرجئة. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه يحيى بن سابق وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من لم يرض بقضاء الله ويؤمن بقدره فليلتمس إلها غير الله. رواه الطبراني في الصغير
والأوسط وفيه سهيل بن أبي حزم وثقه ابن معين وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
وعن أبي هند الداري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تبارك وتعالى من
لم يرض بقضائي ويصبر على بلائي فليلتمس ربا سوائي. رواه الطبراني وفيه سعيد
ابن زياد بن هند وهو متروك. وعن ابن عباس قال خطب عمر بن الخطاب فحمد
الله وأثنى عليه فقال ألا إنه سيكون من بعدكم قوم يكذبون بالرجم وبالدجال
وبالشفاعة وبعذاب القبر وبقوم يخرجون من النار بعد ما امتحشوا (3). رواه أحمد
في حديث طويل وأبو يعلى في الكبير وزاد ويكذبون بطلوع الشمس من
مغربها، وفيه علي بن زيد وهو سئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عون قال
أنا رأيت غيلان يعني القدري مصلوبا على باب دمشق. رواه أحمد ورجاله ثقات.
وعن حماد بن زيد وذكر الجهمية فقال إنما يحاولون أن ليس في السماء شئ. رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(باب فيمن يعترض)
عن عبد الله يعني ابن مسعود قال لان يقبض أحدكم على جمرة حتى تبرد خير
له من أن يقول لأمر قضاء الله ليته لم يكن. رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط.

(1) في الأصل " العذوى " ولعله " الفروي " أو " القزويني "
(2) في الأصل " الحشيية "
(3) أي احترقوا.
207

(باب فيمن يتألى على الله)
عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب على الجدعاء (1) وخلفه
الفضل بن عباس يقول لا تتألوا على فإنه من تألى على الله أكذبه الله. رواه
الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف.
(باب كل شئ بقدر)
عن أنس بن مالك قال تمارى بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في القدر فكرهه كراهية
شديدة حتى كأنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال فيما أنتم قالوا تمارينا في القدر
يا رسول الله فقال كل شئ بقضاء وقدر ولو هذه وضرب بأصبعه السبابة على حبل
ذراعه الآخر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن الضحاك
ابن مزاحم قال اجتمعت أنا وطاووس اليماني وعمرو بن دينار ومكحول الشامي
والحسن البصري في مسجد الخيف فتذاكرنا القدر حتى ارتفعت أصواتنا وكثر
لغطنا فقام طاووس فقال انصتوا أخبركم ما سمعت أبا الدرداء يخبر عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان الله افترض عليكم فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها ونهاكم عن
أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء من غير نسيان فلا تكلفوه رحمة من ربكم
فاقبلوها الأمور كلها بيد الله من عند الله مصدرها واليه مرجعها ليس للعباد فيها
تفويض ولا مشيئة فقام القوم جميعا وهم راضون بما قال طاووس. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه نهشل بن سعيد الترمذي وهو متروك. وعن أبي هريرة قال قلنا
يا رسول الله والخيل تمزع منا أو تنزع فقال قائل يا رسول الله أكان هذا في الكتاب
السابق قال نعم. رواه البزار وقال لا يروى إلا بهذا الاسناد ورجاله ثقات.
(باب لا يقال ما شاء الله وشاء غيره)
عن عائشة فيما يعلم عثمان بن عمر أن يهوديا رأى في المنام نعم القوم أمة محمد
لولا أنهم يقولون ما شاء الله وشاء محمد فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا تقولوا

(1) الجدعاء: هي المقطوعة الأذن، وهذا اسم ناقة للنبي صلى الله عليه وسلم وقيل
لم تكن جدعاء إنما هو اسم فقط.
208

ما شاء الله وشاء محمد قولوا ما شاء الله وحده. رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
(باب الطير تجرى بقدر)
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الطير تجرى بقدر. رواه
البزار وقال لا يروى إلا بهذا الاسناد، ورجاله رجال الصحيح غير يوسف بن أبي
بردة وثقه ابن حبان.
(باب دفع ما لم يقدر على العبد)
عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل بالمؤمن تسعون ومائة ملك يذبون عنه
ما لم يقدر (1) عليه من ذلك البصر تسعة أملاك يذبون عنه كما تذبون عن قصعة العسل
الذباب في اليوم الصائف وما لو بدا لكم لرأيتموه على جبل وسهل كلهم باسط يديه
فاغر فاه (2) وما لو وكل العبد فيه إلى نفسه طرفة عين خطفته الشياطين. رواه الطبراني
وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف (3).
(باب لا ينفع حذر من قدر)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينفع حذر من قدر والدعاء ينفع ما لم
ينزل القضاء وان البلاء والدعاء ليلتقيان بين السماء والأرض فيعتلجان إلى يوم
القيامة. رواه البزار وفيه إبراهيم بن خثيم (4) وهو متورك. وعن عائشة قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينفع حذر من قدر والدعاء ينفع أحسبه قال ما لم ينزل القدر وان
الدعاء ليلقى البلاء فيعتلجان إلى يوم القيامة. رواه البزار وفيه زكريا بن منظور
وثقه أحمد بن صالح المصري وضعفه الجمهور. قلت وتأتي أحاديث في الدعاء إن شاء الله.
(باب قضاء الله سبحانه للمؤمن)
عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبت من قضاء الله سبحانه للمؤمن
إن أصابه خير حمد ربه وشكر وإن أصابته مصيبة حمد ربه وصبر المؤمن يؤجر في
كل شئ. رواه أحمد بأسانيد ورجالهما كلها رجال الصحيح. وعن أنس قال قال

(1) " يقدر " غير موجودة في الأصل
(2) أي فاتح فمه.
(3) في هامش الأصل: بلغ
تصحيحا بالأصل ولله الحمد.
(4) في الأصل " حيتم " والتصحيح من لسان الميزان.
209

رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبت للمؤمن إن الله تعالى لا يقضى للمؤمن قضاء إلا كان خيرا
له. رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه إلا أنه قال تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال فذكره
ورجال أحمد ثقات وأحد أسانيد أبى يعلى رجاله رجال الصحيح غير أبى بحر ثعلبة وهو ثقة.
(باب لم يحرم الله سبحانه شيئا إلا علم أن بعض الناس يعمله)
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل لم يحرم حرمة إلا
وقد علم أنه سيطلعها منكم مطلع ألا وإني آخذ بحجزكم (1) أن تهافتوا في النار كتهافت
الفراش أو الذباب. رواه أحمد وأبو يعلى وقال الفراش أو الذباب أو الحنظب (2)
وفيه المسعودي وقد اختلط.
(باب ما جاء في القلب)
عن عثمان بن عقاد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله أن يزيغ قلب عبد أعمى
عليه الحيل. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عيسى الطرسوسي وهو ضعيف
وعن عائشة قالت ما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء إلا قال يا مصرف القلوب
ثبت قلبي على طاعتك. رواه أحمد وفيه مسلم بن محمد بن زائدة قال بعضهم
وصوابه صالح بن محمد زائدة وقد وثقه أحمد وضعفه أكثر الناس، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو يا مقلب القلوب
ثبت قلبي على دينك قالت عائشة فقالت بأبي أنت وأمي يا رسول الله أتخاف وأنت
رسول الله فقال يا عائشة إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن فمن شاء
أن يقلبه من الضلالة إلى الهدى أو من الهدى إلى الضلالة فعل. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه العلاء بن الفضل قال ابن عدي في بعض ما يرويه نكرة، وبقية رجاله
وثقوا و فيهم خلاف. وعن أم سلمة تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه أن
يقول مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت قلت يا رسول الله وان القلوب لتتقلب
قال نعم ما من خلق الله من بشر من بني آدم إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله عز وجل

(1) الحجزة: معقد الإزار.
(2) الحنظب: ذكر الخنافس والجراد، وقد يقال
بالطاء المهملة، وفى الأصل مغفلة من النقط، والتصحيح من النهاية.
210

فأن شاء أقامه وإن شاء أزاغه فنسأل الله أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذا هدانا ونسأله
أن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب فذكر الحديث وبعضه رواه الترمذي
رواه أحمد، وفيه شهر بن حوشب وقد وثق وفيه ضعيف. وعن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن صالح وثقه عبد الملك بن شعيب وضعفه
غيره. وعن نعيم بن همار الغطفاني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ما من آدمي إلا وقبله بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء ان يزيغه أزاغه
وإن شاء أن يقيمه إقامة وكل يوم الميزان بيد الله يرفع أقواما ويضع آخرين إلى يوم
القيامة. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن سمرة بن فاتك الأسدي أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال الميزان بيد الله يرفع أقواما ويضع أقواما وقلب ابن آدم بين إصبعين
من أصابع الرحمن إن شاء أزاغه وإن شاء إقامة. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن
المقداد بن الأسود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقلب ابن آدم أسرع تقلبا
من القدر إذا استجمعت غليا. رواه الطبراني بأسانيد ورجاله أحدها ثقات.
(باب الأعمال بالخواتيم)
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عليكم أن لا تعجبوا بأحد حتى تنظروا
بماذا يختم له فان العامل يعمل زمانا من عمره أو برهة من دهره يعمل صالح لو مات
عليه لدخل الجنة يتحول ليعمل عملا سيئا وان العبد ليعمل البرهة (1) من دهره
بعمل سئ لو مات عليه دخل النار ثم يتحول فيعمل عملا صالحا وإذا أراد الله
تبارك وتعالى بعبد خيرا استعمله قبل موته قالوا يا رسول الله وكيف يستعمله قال يوفقه
لعمل صالح ثم يقبضه عليه. رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط
ورجاله رجال الصحيح. وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل
ليعمل بعمل أهل الجنة وإنه لمكتوب في الكتاب من أهل النار فمات فدخل النار
وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه المكتوب في الكتاب من أهل الجنة

(1) البرهة: الزمن الطويل. ويستعمله بعضهم بمعنى المدة القصيرة وهو غلط.
211

فإذا كان قبل موته تحول فعمل بعمل أهل الجنة فمات فدخلها. رواه أحمد وأبو يعلى
بأسانيد وبعض أسانيدهما رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عمر قال خرج علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم قابضا يده على شئ في يده ففتح يده اليمنى فقال بسم الله الرحمن
الرحيم هذا كتاب من الرحمن الرحيم فيه أهل الجنة بأعدادهم وأسمائهم وأحسابهم
مجمل عليهم إلى يوم القيامة لا ينقص منهم أحد ولا يزاد فيهم أحد وقد يسلك بالسعيد
طريق الشقاء حتى يقال هو منهم ما أشبهه بهم ثم يزال إلى سعادته قبل موته ولو بفواق
ناقة (1) وفتح يده اليسرى فقال بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الرحمن الرحيم
فيه أهل النار بأعدادهم وأسمائهم مجمل (2) عليهم إلى يوم القيامة لا ينقص منهم ولا يزاد
فيهم أحد وقد يسلك بالأشقياء طريق أهل السعادة حتى يقال هو منهم وما أشبهه
بهم ثم يدرك أحدهم شقاؤه قبل موته ولو بفواق ناقة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العمل
بخواتيمه ثلاثا. رواه البزار وفيه عبد الله بن ميمون القداح وهو ضعيف جدا، وقال
البزار هو صالح، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إن الرجل ليعمل أو قال يعمل بعمل أهل النار سبعين سنة ثم يختم له بعمل أهل
الجنة ويعمل العامل سبعين سنة بعمل أهل الجنة ثم يختم له بعمل أهل النار. رواه
الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن العرس بن عميرة وكان من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن العبد ليعمل البرهة بعمل
أهل النار ثم تعرض له الجادة من جواد الجنة فيعمل بها حتى بموت عليها وذلك لما
كتب له وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة البرهة من دهره ثم تعرض له الجادة
من جواد أهل النار فيعمل بها حتى يموت عليها وذلك لما كتب له. رواه البزار والطبراني
في الصغير والكبير ورجالهم ثقات. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن العبد يولد مؤمنا ويعيش مؤمنا ويموت مؤمنا وإن العبد يولد كافرا ويعيش كافرا
ويموت كافرا والعبد يعمل برهة من دهره بالسعادة ثم يدركه ما كتب له فيموت كافرا
والعبد يعمل برهة من دهره بالشقاء ثم يدركه ما كتب له فيموت سعيدا. رواه

(1) أي قدر ما بين حلبتين.
(2) في الأصل " محمل " في أماكن وهو خطا.
212

الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وفيه عمر بن إبراهيم العبدي وقد وثقه غير
واحد وقال ابن عدي حديثه عن قتادة مضطرب، قلت وهذا منها. وعن عبد الله
ابن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن العبد يكتب مؤمنا أحقابا
ثم أحقابا ثم يموت والله عليه ساخط وإن العبد ليكتب كافرا أحقابا ثم أحقابا ثم يموت
والله عنه راض ومن مات همازا لمازا ملقبا للناس كان علامته يوم القيام أن يسمه
الله على الخرطوم من كلا الشفتين. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الله
ابن صالح وثقه عبد الملك بن شعيب وضعفه غيره. وعن علي قال صعد رسول الله صلى
الله عليه وسلم المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال كتاب كتبه الله فيه أهل الجنة بأسمائهم
وأنسابهم مجمل عليهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم إلى يوم القيامة صاحب الجنة مختوم
بعمل أهل الجنة وصاحب النار مختوم بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل وقد يسلك
بأهل السعادة طريق أهل الشقاء حتى يقال ما أشبهه بهم بل هو منهم وتدركهم السعادة
فتستنقذهم وقد يسلك بأهل الشقاء طريق أهل السعادة حتى يقال ما أشبهه بهم
بل هو منهم ويدركهم الشقاء من كتبه الله سعيدا في أم الكتاب لم يخرجه من الدنيا
حتى يستعمله بعمل يسعده قبل موته ولو بفواق ناقة ثم قال الأعمال بخواتيمها
الأعمال بخواتيمها ثلاثا - قلت له حديث في الصحيح في القدر غير هذا - رواه
الطبراني في الأوسط وفيه حماد بن وافد الصفار وهو ضعيف. وعن كعب بن
مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل إنه من أهل النار فجعل الناس ينتظرون
أمره حتى إذا كان يوم حنين قاتل الرجل فأبلى فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم
فقال إنه من أهل النار فخرج الرجل وأخذ سهما من كنانته فنحر نفسه فقالوا يا رسول الله
صدق الله حديثك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم فناد إنه لا يدخل الجنة إلا
مؤمن وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر. رواه الطبراني وفيه محمد بن خالد
الواسطي ذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ ويخالف وقال ابن معين رجل سوء
كذاب، ورواه باسناد آخر وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن أكثم بن أبي الجون قال
213

قلنا يا رسول الله فلان يجرى في القتال قال هو من أهل النار قلنا يا رسول الله إذا كان
فلان في عبادته واجتهاده ولين جانيه في النار فأين نحن قال ذلك إخبات (1) النفاق
وهو في النار قال كنا نتحفظ في القتال كان لا يمر به فارس ولا راجل إلا وثب عليه فكثر
جراحه فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله استشهد فلان قال هو في النار فلما اشتد به
ألم الجراح أخذ سيفه فرضعه بين ثدييه ثم اتكأ عليه حتى خرج من ظهره فأتيت
النبي صلى الله عليه وسلم فقلت أشهد أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار وان الرجل ليعمل بعمل أهل النار
وإنه من أهل الجنة تدركه الشقوة والسعادة عند خروج نفسه فيختم له بها. رواه الطبراني
وإسناده حسن. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعجبوا يعمل عامل حتى
تنظروا بما يختم له. رواه الطبراني وفيه فضال بن جبير وهو ضعيف. وعن عبد الرحمن
ابن عبد الله بن كعب بن مالك أنه أخبره بعض من شهد النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل ممن
معه إن هذا من أهل النار فلما حضر القتال قاتل الرجل أشد القتال حتى كثرت به الجراح
فأتاه رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله أرأيت الرجل الذي
ذكرت أنه من أهل النار فقد قاتل والله أشد القتال في سبيل الله وكثرت به الجراح
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنه من أهل النار فكاد بعض الناس أن يرتاب فبينا هم
على ذلك وجد الرجل ألم الجراح فأهوى يده إلى كنانته فانتزع منها سهما فانتحر به
فاشتد رجل من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قد صدق الله قولك
فقد نحر فلان نفسه. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(باب علامة خاتمة الخير)
عن عمرو بن الحمق الخزاعي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أراد الله بعبد خيرا
استعمله قبل موته قيل وما استعمله قال يفتح له عمل صالح بين يدي موته حتى يرضى
عنه من حوله. رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط والكبير ورجال أحمد والبزار
رجال الصحيح. وعن جبير بن نفير أن عمر حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أراد

(1) أي خضوع.
214

الله بعبد خيرا استعمله قبل موته فسأله رجل من القوم ما استعمله قال يهديه الله تبارك
وتعالى إلى العمل الصالح قبل موته ثم يقبضه عليه. رواه أحمد وفيه بقية وقد صرح
بالسماع، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي عنبة قال شريح بن النعمان وله صحبة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبد خيرا غلسه قبل وما غسله قال يفتح له عملا صالحا قبل
موته ثم يقبضه عليه. رواه أحمد والطبراني وفيه بقية وقد صرح بالسماع في المسند،
وبقية رجاله ثقات. وعن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أراد الله
بعبد خيرا طهره قبل موته قالوا يا رسول الله وما طهور العبد قال عمل صالح يلهمه
إياه حتى يقبضه عليه. رواه الطبراني من طرق وفي بعضها غسله بدل طهره وفى إحدى
طرقه بقية بن الوليد وقد صرح بالسماع، وبقية رجالها ثقات. وعن عائشة قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبد خيرا غلسه قيل يا رسول الله وكيف غسله قال
يوفقه لعمل صالح قبل موته فيقبضه عليه. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال
الصحيح غير يونس بن عثمان وهو ثقة. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله ثم صمت فقالوا فيماذا يا رسول الله قال يستعمله
عملا صالحا قبل أن يموت. رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه أحمد بن محمد بن
نافع ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن حذيفة قال أسندت النبي صلى الله عليه وسلم
إلى صدري فقال من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ومن صام
يوما ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ومن تصدق بصدقه ابتغاء وجه الله ختم له
بها دخل الجنة. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن مسلم البتي وهو ثقة.
(باب فيمن لم تبلغه الدعوة ممن مات في فترة وغير ذلك)
عن الأسود بن سريع أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال أربعة يوم القيامة
رجل أصم لا يسمع شيئا ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في فترة فأما الأصم
فيقول لقد جاء الاسلام وما أسمع شيئا وأما الأحمق فيقول يا رب لقد جاء الاسلام
والصبيان يحذفوني بالبعر وأما الهرم فيقول يا رب لقد جاء الاسلام وما أعقل شيئا
215

وأما الذي مات في فترة فيقول ما أتاني لك رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل
إليهم أن ادخلوا النار فوالذي نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما.
رواه أحمد والبزار إلا أنه قال يعرض على الله الأصم الذي لا يسمع شيئا والأحمق
والهرم ورجل مات في الفترة. رواه الطبراني بنحوه وذكر بعده اسنادا إلى أبي هريرة قالا بمثل هذا الحديث غير أنه قال في آخره فمن دخلها كانت عليه براد وسلاما
ومن لم يدخلها يسحب إليها - هذا لفظ أحمد ورجاله في طريق الأسود بن سريع وأبي هريرة
رجال الصحيح وكذلك رجال البزار فيهما. وعن أنس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بأربعة يوم القيامة بالمولود وبالمعتوه وبمن مات في الفترة وبالشيخ
الفاني كلهم يتكلم بحجته فيقول الرب تبارك وتعالى لعنق (1) من النار أبرز فيقول
لهم إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من أنفسهم وإني رسول نفسي إليكم ادخلوا
هذه فيقول من كتب عليه الشقاء يا رب أين ندخلها ومنها كنا نفر قال ومن كتب
عليه السعادة يمضى فيتقحم فيها مسرعا قال فيقول الله تبارك وتعالى أنتم لرسلي أشد
تكذيبا ومعصية فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار. رواه أبو يعلى والبزار بنحوه
وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجال أبى يعلى رجال الصحيح. وعن
أبي سعيد يعني الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أحسبه قال يؤتى بالهالك في الفترة والمعتوه
والمولود فيقول الهالك في الفترة لم يأتني كتاب ولا رسول ويقول المعتوه أي رب
لم تجعل لي عقلا أعقل به خيرا ولا شرا ويقول المولود لم أدرك العمل قال فيرفع لهم
نار فيقال لهم ردوها أو قال ادخلوها فيدخلها من كان في علم الله سعيدا ان لو أدرك
العمل قال ويمسك عنها من كان في علم الله شقيا ان لو أدرك العمل فيقول تبارك
وتعالى إياي عصيتم فكيف برسلي بالغيب. رواه البزار وفيه عطية وهو ضعيف.
وعن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلا وبالهالك
في الفترة وبالهالك صغيرا فيقول الممسوخ عقلا يا رب لو آتيتني عقلا ما كان من آتيته
عقلا بأسعد بعقله منى فيقول الهالك في الفترة يا رب لو أتاني منك عهد ما كان من

(1) أي جماعة.
216

أتاه منك عهد بأسعد بعهده مني يقول الهالك صغيرا لو آتيتني عمرا ما كان من
آتيته عمرا بأسعد من عمره مني فيقول الرب تبارك تعالى إني آمركم بأمر فتطيعوني
فيقولون نعم وعزتك فيقول إذهبوا فأدخلوا النار فلو دخلوها ما ضرتهم فيخرج عليهم
قوابس يظنون أنها قد أهلكت ما خلق الله من شئ فيرجعون سراعا فيقولون خرجنا
يا رب نزيد دخولها فخرجت علينا قوابس ظننا أنها قد أهلكت ما خلق الله من
شئ فيأمرهم الثانية فيرجعون كذلك يقولون مثل قولهم فيقول الله تبارك وتعالى
قبل أن تخلقوا علمت ما أنتم عاملون وإلى علمي تصيرون فتأخذهم النار. رواه
الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عمرو بن واقد وهو متروك عند البخاري وغيره
ورمى بالكذب وقال محمد بن المبارك الصوري كان يتبع السلطان وكان صدوقا،
وبقية رجال الكبير رجال الصحيح.
(باب ما جاء في الأطفال)
عن علي قال سألت خديجة النبي صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم هما في النار رأى الكراهة في وجهها قال لو رأيت
مكانهما أبغضتهما قالت يا رسول الله فولدي منك قال في الجنة قال ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان المسلمين وأولادهم في الجنة وان المشركين وأولادهم في
النار ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان
ألحقنا بهم ذريتهم). رواه عبد الله بن أحمد وفيه محمد بن عثمان ولم أعرفه، وبقية
رجاله رجال الصحيح. وعن عائشة أنها ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أولاد
المشركين فقال إن شئت أسمعتك تضاغيهم (1) في النار. رواه أحمد وفيه أبو عقيل
يحيى بن المتوكل ضعفه جمهور الأئمة أحمد وغيره ويحيى بن معين ونقل عنه توثيقه
في رواية من ثلاثة. وعن خديجة قالت يا رسول الله أين أطفالي منك قال في
الجنة قلت بلا عمل قال الله أعلم بما كانوا عاملين قلت فأين أطفالي من قبلك قال
في النار قلت بغير عمل قال لقد علم الله ما كانوا عاملين. رواه الطبراني وأبو يعلى

(1) أي صياحهم وضجيجهم، وفى الأصل مغفلة من النقط.
217

ورجالهما ثقات إلا أن عبد الله بن الحارث بن نوفل وابن بريدة لم يدركا خديجة.
وعن ابن عباس قال كنت أقول في أولاد المشركين هو منهم فحدثني رجل عن رجل
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلقيته فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال ربهم أعلم بهم هو خلقهم وهو أعلم بهم وبما كانوا عاملين، وفى رواية فأمسكت
عن قولي. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فسأله رجل فقال يا رسول ما تقول في اللاهين قال فسكت عنه
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليه كلمة فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوه
وطاف فإذا هو بغلام قد وقع وهو يعبث بالأرض فنادى مناديه أين السائل عن اللاهين
فأقبل الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل
الأطفال ثم قال الله أعلم بما كانوا عاملين هذا من اللاهين. رواه البزار والطبراني في
الكبير والأوسط وفيه هلال بن خباب وهو ثقة وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة حتى
يعرب عنه لسانه فإذا عبر عنه لسانه إما شاكرا وإما كفورا. رواه أحمد وفيه أبو جعفر
الرازي وهو ثقة وفيه خلاف، وبقية رجاله ثقات. وعن سمرة بن جندب قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مولد يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه.
رواه البزار وفيه عباد بن منصور وهو ضعيف ونقل عن يحيى القطان أنه وثقه.
وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مولود يولد على الفطرة فأبواه
يهودانه وينصرانه. رواه البزار وفيه عباد بن منصور وهو ضعيف ونقل عن يحيى القطان
أنه وثقه. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل مولود يولد على
الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه (1). رواه البزار وفيه من لم أعرفه غير واحد. قلت وقد
تقدم حديث الأسود بن سريع وغيره في النهي عن قتل النساء الصبيان في الجهاد.

(1) في آخر " تجريد التمهيد لابن عبد البر " مفصل القول على هذه الأحاديث ومذاهب
الفقهاء فيها، وقد بلغ كلامه عنها نحو خمسين صفحة.
218

(باب في ذراري المسلمين)
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يعلم موسى بن
وردان يشك قال ذراري المسلمين في الجنة يكفلهم إبراهيم صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن ثابت وثقه المديني وجماعة وضعفه ابن معين وغيره،
وبقية رجاله ثقات. وعن الأسود بن سريع قال قيل يا رسول الله من في الجنة قال
النبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة. رواه الطبراني وفيه جماعة وثقهم
ابن حبان وضعفهم غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس أن النبي
صلى الله عليه وسلم سئل من في الجنة قال النبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة
والموؤدة في الجنة. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن معاوية بن
مالج وهو ثقة. وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المولود في الجنة والموؤدة في الجنة،
وذكر ثالثا فذهب عني. رواه البزار وفيه مختار بن مختار تكلم فيه الأزدي وابن إسحق
مدلس، وبقية رجاله ثقات. قلت وقد تقدمت أحاديث من هذا النحو في النكاح
في حق الزوج وطاعة المرأة لزوجها.
(باب في أولاد المشركين)
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت ربي اللاهين من ذرية البشر
أن لا يعذبهم فأعطانيهم. رواه أبو يعلى من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح
غير عبد الرحمن بن المتوكل وهو ثقة، ولفظها سألت الله اللاهين من ذرية البشر
فأعطانيهم. وقد تقدم حديث في تفسير اللاهين في باب الأطفال. وعن سمرة بن
جندب قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين قال هم خدم أهل الجنة.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار وفيه عباد بن منصور وثقه يحيى القطان
وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وعن أنس قال قال رسول الله عليه وسلم الأطفال خدم
أهل الجنة. رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط إلا أنهما قالا أطفال
المشركين، وفى إسناد أبى يعلى يزيد الرقاشي وهو ضعيف، وقال فيه ابن معين
رجل صدق، ووثقه ابن عدي، وبقية رجالهما رجال الصحيح.
219

(كتاب الفتن أعاذنا الله منها)
بسم الله الرحمن الرحيم
(باب التعوذ من الفتن)
عن عصمة بن قيس السلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان يتعوذ من فتنة
المشرق قبل له فكيف فتنة المغرب قال تلك أعظم وأعظم. رواه الطبراني. وفي رواية
عنده أيضا أنه كان يتعوذ في صلاته من فتنة المغرب، ورجاله ثقات. وعن القاسم
قال قال عبد الله لا يقل أحدكم اللهم إني أعوذ بك من الفتنة فإنه ليس منكم أحد
إلا يشتمل على فتنة ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلاتها فان الله عز وجل يقول
(إنما أموالكم وأولادكم فتنة) رواه الطبراني واسناده منقطع وفيه
المسعودي وقد اختلط.
(باب الاستعاذة من رأس السبعين وغير ذلك)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعوذوا بالله من رأس السبعين ومن
إمارة الصبيان وقال لا تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكع. رواه أحمد
والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير كامل بن العلاء وهو ثقة.
(باب الاستعاذة من يوم السوء ونحوه)
عن عقبة بن عامر قال كان رسول الله صلى الله على وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من
يوم السوء ومن ليلة السوء ومن ساعة السوء ومن صاحب السوء ومن جار السوء
في دار المقامة. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(باب نقصان الخير)
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل شئ ينقص الا الشر فإنه يزاد فيه.
رواه أحمد والطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف ورجل لم يسم.
220

(باب النهي عن مخاصمة الناس)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك ومشارة الناس
فإنها تدفن العزة وتظهر العورة. رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات الا أن
شيخ الطبراني محمد بن الحسن بن هديم لم أعرفه.
(باب في قوله تعالى أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض)
عن جابر بن عتيك قال جاءنا عبد الله بن عمر في بني معاوية قرية من قرى
الأنصار فقال هل تدري أين صلى الله عليه وسلم في مسجدكم هذا
قلت نعم فأشار إلى ناحية منه قال هل تدرى ما الثلاث التي دعا بهن فيه قلت نعم
قال فأخبرني بهن فقلت دعا بأن لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم وأن لا يهلكهم
بالسنين فأعطيهما ودعا بأن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعها قال صدقت فلا يزال الهرج
إلى يوم القيامة. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن شداد بن أوس أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن الله زوى (1) لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإني أعطيت الكنزين
الأبيض والأحمر وإني سألت ربي عز وجل أن لا يهلك أمتي بسنة (2) بعامة وأن
لا يسلط عليهم عدوا فيهلكهم بعامة وأن لا يلبسهم شيعا وأن لا يذيق بعضهم بأس
بعض فقال يا محمد إني إذا قضيت قضاء لا يرد وإني قد أعطيتك لامتك أن
لا أهلكهم بسنة بعامة وأن لا أسلط عليهم عدوا بعامة فيهلكوهم بعامة حتى يكون
بعضهم يهلك بعضا وبعضهم يقتل بعضا وبعضهم يسبي بعضا قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين وإذا وضع السيف في أمتي لا يرفع عنهم إلى
يوم القيامة. رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن أبي بصرة الغفاري
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سألت ربي عز وجل أربعا فأعطاني ثلاثا ومنعني واحدة.
سألت الله عز وجل أن لا تجتمع أمتي على ضلالة فأعطانيها وسألت الله عز وجل أن
لا يهلكهم بالسنين كما أهلك الأمم قبلهم فأعطانيها وسألت الله عز وجل أن لا يظهر
عليهم عدوا فأعطانيها وسألت الله عز وجل أن لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس

(1) أي جمع.
(2) أي قحط ومجاعة.
221

بعض فمنعنيها. رواه أحمد والطبراني وفيه راو لم يسم. وعن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال سألت ربي لامتي أربع خلال فمنعني واحدة (1) وأعطاني ثلاثا سألته أن
لا تكفر أمتي صفقة واحدة فأعطانيها وسألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم
فأعطانيها وسألته أن لا يعذبهم بما عذب به الأمم قبلهم فأعطانيها وسألته أن
لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. ورواه
البزار إلا أنه قال سألت ربي ثلاثا. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
سألت ربي عز وجل ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته أن لا يسلط
على أمتي عدوا من غيرهم فأعطانيها وسألته أن لا يقتل أمتي بالسنة
فأعطانيها وسألته أن لا يلبسهم شيعا فأبى علي. رواه الطبراني في الصغير وفيه
جنادة بن مروان وهو ضعيف. وعن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال سألت ربي عز وجل ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة يا رب لا تهلك
أمتي جوعا قال هذه لك (2) قلت يا رب لا تسلط عليهم عدوا من غيرهم يعنى أهل
الشرك فيجتاحهم قال لك ذلك قلت يا رب لا تجعل بأسهم بينهم فمنعني هذه. رواه
الطبراني وفيه أبو حذيفة الثعلبي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن جبر بن عتيك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد بني معاوية ثلاثا فأعطاه اثنتين ومنعه واحدة
سأله أن لا يهلك أمته جوعا وأن لا يظهر عليهم عدوا فأعطيهما وسأله أن لا يجعل
بأسهم بينهم فمنعها. رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف. وعن ابن عباس
قال سأل محمد ربه أن لا يلبسهم شيعا ولا يذيق بعضهم بأس بعض فأبى. رواه الطبراني
وفيه محمد بن أبي ليلى وهو سئ الحفظ. وعن نافع بن خالد الخزاعي عن أبيه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى والناس حوله صلى صلاة خفيفة تامة الركوع والسجود
فجلس يوما فأطال السجود حتى أومأ بعضنا إلى بعض أن اسكتوا فان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوحى إليه فلما فرغ قال بعض القوم يا رسول الله أطلت الجلوس حتى أومأ
بعضنا إلى بعض انه ينزل عليك قال لا ولكنها صلاة رغبة ورهبة سألت الله فيها

(1) في الأصل " واحدة " مكان " ثلاثا ".
(2) " لك " غير موجودة في الأصل.
222

ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته أن لا يعذبكم بعذاب عذب به من كان
قبلكم وسألته أن لا يسلط على عامتكم عدوا يستبيحها فأعطانيهما وسألته أن لا يلبسكم
شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض فمنعنيها، قلت له أبوك سمعها من رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال نعم سمعته يقول إنه سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عد أصابعي هذه العشر
الأصابع. رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح غير نافع بن خالد
وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد ورواه البزار (1).
(باب فيما كان بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والسكوت عما شجر بينهم)
ولولا أن الإمام أحمد رحمه الله وأصحاب هذه الكتب أخرجوه ما أخرجته
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أصحابي فأمسكوا.
فذكر الحديث وقد تقدم بطوله في كتاب القدر وفيه مسهر بن عبد الملك وثقه ابن حبان
وغيره وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من حفظني في أصحابي ورد على حوضي ومن لم يحفظني في أصحابي لم يرني
يوم القيامة إلا من بعيد. رواه الطبراني وفيه حبيب كاتب مالك وهو متروك.
وعن طارق بن شهاب أن خالدين الوليد كان بينه وبين سعد بن أبي وقاص كلام
فذكر خالد عند سعد فقال مه فان ما بيننا لم يبلغ ديننا. رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح. وعن عروة يعني ابن الزبير أن علي بن أبي طالب لقى الزبير في السوق
فتعاتبا في شئ من أمر عثمان ثم أغلظ له عبد الله بن الزبير فقال له علي ألا تسمع
ما يقول لي فضربه الزبير حتى وقع. رآه الطبراني وفيه عبد الله بن محمد بن يحيى بن
عروة وهو متروك. وعن أبي راشد قال جاء رجال من أهل البصرة يسئلونك عن
علي وعثمان فقال وما أقدمكم شئ غير هذا قالوا نعم قال تلك أمة قد خلت لها
ما اكتسبت ولكم ما اكتسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون. رواه الطبراني ورجاله
ثقات. وعن طارق بن أشيم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول بحسب
أصحابي القتل. رواه أحمد والطبراني بأسانيد والبزار ورجال أحمد رجال

(1) هنا في هامش الأصل: بلغ تصحيحا.
223

الصحيح. وعن سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون بعدي فتن
يكون فيها ويكون فقلنا إن أدركنا ذلك هلكنا قال بحسب أصحابي القتل، وفي رواية
يذهب الناس فيها أسرع ذهاب. رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات.
ورواه البزار كذلك. وعن الزبير بن العوام في قول الله تبارك وتعالى (واتقوا فتنة
لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) قال كنا نتحدث على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى
بكر وعمر وعثمان فلم نحسب أنا أهلها حتى نزلت فينا. رواه البزار وفيه حجاج
ابن نصير ذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ وبهم ووثقه ابن معين في رواية
وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الرحمن بن عوف قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة. رواه
البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف جدا. وعن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال رأيت ما تلقى أمتي بعدي وسفك بعضهم وسبق ذلك من الله عز وجل كما سبق
في الأمم قبلهم فسألته أن يوليني شفاعة يوم القيامة فيهم ففعل. رواه أحمد والطبراني
في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح إلا أن رواية أحمد عن ابن أبي حسين أنبأ
أنس عن أم حبيبة، ورواية الطبراني عن الزهري عن أنس (1). وعن عبد الله بن
يزيد الخطمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عذاب أمتي في دنياها. رواه الطبراني في
الصغير والأوسط ورجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أمتي أمة مرحومة قد رفع عنهم العذاب إلا عذابهم أنفسهم بأيديهم. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه سعيد بن مسلمة الأموي وهو ضعيف ووثقه ابن حبان
وقال يخطئ، وبقية رجاله ثقات. وعن معقل بن يسار أنه دخل على عبيد الله بن
زياد يعود فقال له وموعدهم الساعة والساعة أدهى وأمر. رواه الطبراني وفيه عبد الله
ابن عيسى الخزاز (2) وهو ضعيف. وعن أبي بردة قال خرجت من عند عبيد الله
ابن زياد فرأيته يعاقب عقوبة شديدة فجلست إلى رجل من أصحاب النبي صلى

(1) الصحيح رواية أحمد وقد ذكروا أن أبا اليمان عن شعيب رواها كذلك على الصواب
بعد أن كان وهم فرواها عن الزهري - كما في هامش الأصل.
(2) في الأصل " الحرار ".
224

الله عليه وسلم فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عقوبة هذه الأمة بالسيف.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي بردة قال جعلت رؤوس هذه
الخوارج تجئ فأقول إلى النار فقال لي عبد الله بن يزيد ما يدريك سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول جعل الله عذاب هذه الأمة في دنياهم. رواه الطبراني في الكبير
والصغير باختصار والأوسط كذلك ورجال الكبير رجال الصحيح.
(باب)
عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة فقال أبو بكر أنا أدركها قال لا قال
عمر أنا يا رسول الله أدركها قال لا فقال عثمان يا رسول الله أنا أدركها قال بك يبتلون.
رواه البزار وفيه ما عز التميمي ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد، وبقية رجاله
ثقات. وعن عثمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن. رواه
أبو يعلى في الكبير عن شيخه غير منسوب ولم أعرفه (1)، و بقية رجاله ثقات.
وعن عبد الله بن حوالة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل دومة وعنده
كاتب يملي عليه فقال ألا أكتبك يا ابن حوالة قلت ما أدرى ما خار الله لي ورسوله
فأعرض عني وقال أسمعت مرة فأكب على كاتبه يملي عليه ثم قال أنكتبك يا ابن
حوالة قلت ما أدري ما خار الله لي ورسوله فأعرض عني وأكب على كاتبه يملي عليه
قال فنظرت فإذا في الكتاب عمر فقلت أن عمر لا يكتب إلا في خير ثم قال
أنكتبك يا ابن حوالة قلت نعم قال يا ابن حوالة كيف تفعل في فتن تخرج من أطراف
الأرض كأنها صياصي (2) بقر قلت لا أدري ما خار الله لي ورسوله قال فكيف
تفعل في أخرى تخرج بعدها كأن الأخرى فيها انتفاجة (3) أرنب قلت لا أدرى ما خار
الله لي ورسوله قال ابتغوا هذا ورجل مقفى حينئذ فانطلقت فسعيت فأخذت بمنكبه
فأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت هذا قال نعم فإذا هو عثمان بن عفان،

(1) قلت موسى هو ابن محمد بن جيان - بالجيم - أكثر عنه أبو يعلى وضعفه أبو زرعة
وقد صحح حديثه هذا الحافظ ضياء الدين المقدسي وقال لما ساقه من طريق أبى يعلى
نا موسى هو ابن محمد بن جيان - هامش الأصل (2) أي قرون.
(3) أي وثبة.
225

وفى رواية كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر من أسفاره فنزل الناس منزلا ونزل
رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل دومة (1) فرآني مقبلا من حاجة لي وليس غيري وغير كاتبه
وقال فيه فإذا في صدر الكتاب أبو بكر وعمر وقال فيه أصنع ماذا يا رسول الله قال
عليك بالشام، وقال فيه فلا أدرى كيف قال في الآخرة ولئن علمت كيف قال في
الآخرة أحب إلى من كذا كذا. رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجالهما رجال
الصحيح. وعن شقيق قال لقى عبد الرحمن بن عوف الوليد بن عقبة فقال له الوليد
مالي أراك قد جفوت أمير المؤمنين عثمان قال أبلغه عنى أنى لم أفر يوم عينين - قال
عاصم يوم أحد - ولم أتخلف عن بدر ولم أترك سنة عمر قال فانطلق فخبر بذلك عثمان
قال فقال أما قوله إني لم أفر يوم عينين فكيف يعيرني بذنب قد عفا الله عنه فقال
(إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا
ولقد عفا الله عنهم) وأما قوله إني تخلفت يوم بدر فإني كنت أمرض رقية بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ماتت وقد ضرب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم ومن ضرب
له رسول الله صلى الله عليه وسلم يسهم فقد شهد وأما قوله إني لم أترك سنة عمر فإني لا أطيقها
أنا ولا هو فائته فحدثه بذلك. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني باختصار والبزار
بطوله بنحوه وفيه عاصم بن أبي النجود وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.
وعن سعيد بن المسيب قال كان لعثمان آذن فكان يخرج بين يديه إلى الصلاة قال
فخرج يوما فصلى والآذن بين يديه ثم جاء فجلس الآذن ناحية ولف رداءه
فوضعه تحت رأسه واضطجع ووضع الدرة بين يدية فأقبل علي في إزار ورداء وبيده
عصا فلما رآه الآذن من بعيد قال هذا علي قد أقبل فجلس عثمان فأخذ عليه رداءه
فجاء حتى قام على رأسه فقال اشتريت ضيعة آل فلان ولوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم
في مائها حق أما إني قد علمت أنه لا يشتريها غيرك فقام عثمان وجرى بينهما كلام
حتى ألقى الله عز وجل وجاء العباس فدخل بينهما ورفع عثمان على علي الدرة ورفع
علي على عثمان فجعل العباس يسكنهما ويقول لعلى أمير المؤمنين ويقول

(1) نوع من الشجر.
226

لعثمان ابن عمك فلم يزل حتى سكتا فلما أن كان من الغد رأيتهما وكل منهما آخذ
بيد صاحبه وهما يتحدثان. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم.
وعن أبي عون الأنصاري أن عثمان بن عفان قال لابن مسعود هل أنت منته عما
بلغني عنك فاعتذر إليه بعض العذر فقال عثمان ويحك إني قد حفظت وسمعت وليس
كما سمعت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه سيقتل أمير وينتزي منتز وأنى أنا المقتول
وليس عمر إنما قتل عمر واحد وانه يجتمع علي. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن
سالم بن أبي الجعد قال دعا عثمان أناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم عمار بن ياسر
فقال إني سائلكم وإني أحب أن تصدقوني نشدتكم بالله أتعلمون أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشا على سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش فسكت
القوم فقال لو أن بيدي مفاتيح الجنة أعطيتها بنى أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم
فبعث إلى طلحة والزبير فقال عثمان ألا أحدثكما عنه يعنى عمارا أقبلت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيدي نتمشى في البطحاء حتى أتى على أبيه وأمه وعليه يعذبون فقال
أبو عمار يا رسول الله الدهر هكذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اصبر ثم قال اللهم اغفر لآل
ياسر وقد فعلت. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أنه منقطع (1). وعن إبراهيم
يعني ابن عبد الرحمن بن عوف قال عثمان ان وجدتم في كتاب الله عز وجل
أن تضعوا رجلي في القيد فضعوها. رواه عبد الله بن أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وعن أسلم مولى عمر قال شهدت عثمان يوم حوصر في موضع الجنائز ولو ألقى حجر
لم يقع إلا على رأس رجل فرأيت عثمان أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل
صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس أفيكم طلحة فسكتوا ثم قال أفيكم طلحة فقام طلحة بن
عبيد الله فقال له عثمان ألا أراك ههنا ما كنت أرى أنك تكون في جماعة قوم يسمعون
ندائي آخر ثلاث مرات ثم لا تجيبني أنشدك بالله يا طلحة أتذكر يوم كنت أنا وأنت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع كذا وكذا ليس معه أحد من أصحابه غيري وغيرك
قال نعم فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يا طلحة إنه ليس من نبي إلا معه من أمته رفيق

(1) سيأتي في الجزء التاسع في الفضائل أحاديث كثيرة من هذه.
227

في الجنة وان عثمان بن عفان هذا يعنيني رفيقي في الجنة قال طلحة اللهم نعم ثم
انصرف - قلت روى النسائي طرفا منه باسناد منقطع - رواه عبد الله وفيه أبو عبادة
الزرقي وهو متروك. ورواه أبو يعلى في الكبير وأسقط أبا عبادة من السند. وعن
عباد بن أزهر أبى رواع قال سمعت عثمان يخطب قال إنا والله قد صحبنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر وكان يعود مرضانا ويتبع جنائزنا ويغدر معنا ويواسينا
بالقليل والكثير وان ناسا يعلموني به عسى أن لا يكون أحدهم رآه قط. رواه
أحمد وأبو يعلى في الكبير وزاد فقال له أعين ابن امرأة الفرزدق يا نعثل إنك قد بدلت
فقال من هذا فقالوا أعين (1) فقال بل أنت أيها العبد قال فوثب الناس إلى أعين
قال وجعل رجل من بني ليث يزعهم عنه حتى أدخله داره، ورجالهما رجال الصحيح
غير عباد بن زاهر وهو ثقة. وعن أبي سعيد مولى أبى أسيد قال بلغ عثمان أن وقد
أهل مصر قد أقبلوا فتلقاهم في قرية له خارج المدينة وكره أن يدخلوا عليه أو كما قال
فلما علموا بمكانه أقبلوا إليه فقالوا ادع لنا بالمصحف فدعا يعني به فقال افتح فقرأ حتى
انتهى إلى هذه الآية (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا
قل الله أذن لكم أم على الله تفترون) فقالوا أحمى الله أذن لك به أم على الله تفتري
فقال امض نزلت في كذا وكذا وأما الحمى فان عمر حمى لإبل الصدقة
فلما وليت فعلت الذي فعل وما زدت على ما زاد ولا أراه إلا قال وأنا يومئذ ابن
كذا وكذا سنة قال ثم سألوه عن أشياء جعل يقول امضه نزلت في كذا
كذا ثم سألوه عن أشياء عرفها لم يكن عنده فيها مخرج فقال أستغفر
الله ثم قال ما تريدون قالوا نريد أن لا يأخذ أهل المدينة العطاء فان
هذا المال للذي قاتل عليه ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال فرضى ورضوا
قال وأخذوا عليه قال وكتبوا عليه كتابا وأخذ عليهم أن لا يشقوا عصا ولا يفارقوا
جماعة قال فرضى ورضوا قال فأقبلوا معه إلى المدينة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال والله
إني ما رأيت وفداهم خير من هذا الوفد الأمن كان له زرع فليلحق يزرعه ومن كان

(1) في الأصل " نعتل " وفى الهامش: لعله أعين.
228

له ضرع فليحتلبه ألا إنه لا مال لكم عندنا إنما هذا المال لمن قاتل عليه ولهذه الشيوخ
من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال فغضب الناس وقالوا هذا مكر بنى أمية ورجع الوفد
راضون فلما كانوا ببعض الطريق إذا راكب يتعرض لهم ثم يفارقهم ويعود إليهم
ويسبهم فأخذوه فقالوا ما شأنك إن لك لشأنا قال أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله
بمصر ففتشوه فإذا معه كتاب على لسان عثمان عليه خاتمه أن يصلبهم أو يضرب أعناقهم
أو يقطع أيديهم وأرجلهم قال فرجعوا وقالوا قد نقض العهد وأحل لله دمه فقدموا
المدينة فأتوا عليا فقالوا ألم تر إلى عدو الله كتب فينا بكذا وكذا قم معنا إليه فقال
والله لا أقوم معكم قال فلم كتب إلينا قال والله ما كتب إليكم كتابا قط فنظر بعضهم
إلى بعض ثم قال بعضهم ألهذا تقاتلون أم لهذا تغضبون وخرج علي فنزل قرية خارج
المدينة فأتوا عثمان فقالوا كتبت فينا بكذا وكذا فقال إنما هما اثنتان أن تقيموا شاهدين
أو يمين بالله ما كتبت ولا أمليت ولا علمت وقد تعلمون الكتاب يكتب على لسان الرجل
وقد ينقش الخاتم على الخاتم قال فحصروه فأشرف عليهم ذات يوم فقال السلام عليكم
فما اسمع أحدا رد عليه الا أن يرد رجل في نفسه فقال أنشدكم بالله أعلمتم أني اشتريت
رومة من مالي استعذب بها فجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين قيل نعم
قال فعلام تمنعوني أشرب من مائها حتى أفطر على ماء البحر قال أنشدكم بالله علمتم
أني اشتريت كذا وكذا من مالي فزدته في المسجد قالوا نعم قال فهل علمتم أن أحدا
منع فيه الصلاة قبلي ثم ذكر شيئا قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأراه ذكر كتابته المفصل
بيده قال ففشا الخبر وقيل مهلا عن أمير المؤمنين - قلت زوى الترمذي بعضه - رواه
البزار ورجاله رجال الصحيح غير أبي سعيد مولى أبى أسيد وهو ثقة. وعن المغيرة
ابن شعبة أنه دخل على عثمان وهو محصور فقال إنك إمام العامة وقد نزل بك ما ترى وأنا
أعرض عليك خصالا ثلاثا فاختر إحداهن إما أن تخرج فتقاتلهم فان معك عددا
وقوة وأنت على الحق وهم على الباطل وإما أن تخرق لك بابا سوى الباب الذي هم عليه
فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة فإنهم لن يستحلوك وأنت بها وإما أن تلحق بالشام
229

فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية فقال عثمان اما أن أخرج فأقاتلهم فلن أكون أول من خلف
رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بسفك الدماء واما أن أخرج إلى مكة فإنهم لن يستحلوني
بها فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه
نصف عذاب العالم فلن أكون أنا إياه واما أن ألحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم
معاوية فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد
ورجاله ثقات إلا أن محمد بن عبد الملك بن مروان لم أجد له سماعا من المغيرة. قلت
ولهذا الحديث طرق في فضل مكة في الحج (1). وعن النعمان بن بشير
قال مات رجل منها يقال له خارجة بن زيد فسجيناه (2) بثوب وقمت أصلي إذ
سمعت ضوضاء فانصرفت فإذا أنا به يتحرك فقال أجلد القوم أوسطهم عبد الله عمر
أمير المؤمنين القوى في أمره القوى في أمر الله عز وجل عثمان بن عفان أمير المؤمنين
العفيف المتعفف الذي يعفو عن ذنوب كثيرة خلت ليلتان وبقيت أربع واختلف
الناس ولا نظام لهم يا أيها الناس اقبلوا على إمامكم واسمعوا وأطيعوا هذا رسول الله
صلى الله عليه وسلم وابن رواحة ثم قال وما فعل زيد بن خارجة يعني أباه ثم قال أخذت بئر أريس
ظلما ثم هدأ الصوت. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وقد تقدمت له طرق
في كتاب الخلافة (3). وعن عبد الله بن رافع عن أمة قال خرجت الصعبة بنت الحضرمي
فسمعناها تقول لأبيها طلحة بن عبيد الله إن عثمان قد اشتد حصره فلو كلمت فيه
حتى يرفه عنه قال وطلحة يغسل أحد شقي رأسه فلم يجبها فأدخلت يديها في كم درعها
فأخرجت ثدييها وقالت أسئلك بما حملتك وأرضعتك إلا فعلت فقام ولوى شق شعر
رأسه حتى عقده وهو مغسول ثم خرج حتى أتى عليا وهو جالس في جنب داره فقال
طلحة ومعه أمه وأم عبد الله بن رافع لو رفعت الناس عن هذا فقد اشتد حصره
قال فنقر بقدح في يده ثلاث مرات ثم رفع رأسه فقال والله ما أحب من هذا شيئا
يكرهه. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم، والظاهر أن هذا ضعيف لان عليا لم
يكن بالمدينة حين حصر عثمان ولا شهد قتله. وعن محمد بن سيرين أن محمد بن

(1) في الجزء الثالث.
(2) أي غطيناه.
(3) في الجزء الخامس.
230

أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة وكعبا ركبا سفينة في البحر فقال محمد يا كعب أما
تجد سفينتنا هذه في التوراة كيف تجري قال لا ولكن أجد فيها رجلا أشقى الفتية
من قريش ينزو في الفتية نزو الحمار فاتق لا نكن أنت هو قال ابن سيرين فزعموا
أنه كان هو. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن فاطمة بنت على وعبد
الله بن جعفر قالا دخل علي بن أبي طالب على عمار بن ياسر وهو آخذ بتلابيب
الحسن بن علي فقال له علي مالك مالك ولابن أخيك قال زعم أنه لا يكفر عثمان فقال
له علي تؤمن بما كفر به عثمان وتكفر بما تؤمن به عثمان قال لا قال فأرسل الرجل فلما
خرج الحسن قال له علي با عمار أما تعلم أن عثمان آمن بالله وكفر باللات والعزى قال
بلى. رواه الطبراني وفي المسور بن الصلت وهو متروك. وعن وثاب وكان ممن
أدركه عتق عثمان وكان يقوم بين يدي عثمان قال بعثني عثمان فدعوت له الأشتر قال
ابن عون فأظنه قال فطرحت له وسادة ولأمير المؤمنين وسادة قال يا أشتر ما تريد
الناس مني قال ثلاثا ما من إحداهن بد قال ما هن قال يخيرونك بين أن تدع لهم
أمرهم فتقول هذا أمركم فاختاروا له من شئتم وبين أن تقتص من نفسك فان
أبيت فان القوم قاتلوك قال ما من إحداهن بد قال ما من إحداهن بد قال أما أن
أخلع لهم أمرهم فما كنت لأخلع سربالا سربلته قال وقال الحسن قال والله لان أقدم
فتضرب عنقي أحب إلى من أن أخلع أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم ينزو
بعضها على بعض وهذا أشبه بكلام عثمان رضي الله عنه وأما ان أقتص من نفسي
فوالله لقد علمت أن صاحباي كانا يعاقبان وما يقوم بدني للقصاص وأما
أن يقتلوني والله لئن قتلتموني لا تحابون بعدي أبدا ولا تقاتلون بعدي عدوا
جميعا أبدا فقام الأشتر فانطلق فمكثنا فقلنا لعل الناس إذ جاء رجل كأنه ذئب فاطلع
من باب ثم رجع جاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلا حتى انتهوا إلى عثمان فأخذ
بلحيته فقال بها وقال بها حتى سمعت وقع أضراسه فقال ما أغنى عنك معاوية ما أغنى
عنك ابن عامر ما أغنى عنك كتبك قال أرسل لحيتي يا ابن أخي قال فانا رأيته استدعى
231

رجلا من القوم بعينه فقام إليه بمشقص (1) حتى وجأه به في رأسه قلت ثم مه قال
تعاونوا والله عليه حتى قتلوه. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير وثاب
وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد. وعن نائلة بنت القرافصة امرأة عثمان قالت نسى
أمير المؤمنين عثمان فأغفى فأستيقظ فقال ليقتلني القوم فقلت كلا إن شاء الله لم
تبلغ ذلك إن رعيتك استعتبوك قال إني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر فقالوا تفطر
عندنا الليلة. رواه عبد الله وفيه من لم أعرفهم. وعن كثير بن الصلت قال نام عثمان في ذلك
اليوم الذي قتل فيه وهو يوم الجمعة فلما استيقظ قال لولا أن تقول الناس تمنى عثمان
أمنيته لحدثتكم حديثا قال قلنا حدثنا أصلحك الله فلسنا نقول كما تقول الناس
قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي هذا فقال إنك شاهد معنا الجمعة.
رواه أبو يعلى في الكبير وفيه أبو علقمة مولى عبد الرحمن بن عوف ولم أعرفه، وبقية
رجاله ثقات. وعن ابن عمر أن عثمان أصبح يحدث الناس قال رأيت النبي صلى الله
عليه وسلم في المنام فقال يا عثمان أفطر عندنا فأصبح صائما وقتل من يومه رضي الله
عنه وكرم وجهه. رواه أبو يعلى في الكبير، والبزار وفيه من لم أعرفه. وعن مسلم أبي
سعيد مولى عثمان بن عفان أن عثمان بن عفان أعتق عشرين عبدا مملوكا ودعا بسراويل
فشدها عليه ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام وقال إني رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم البارحة في المنام وأبا بكر وعمر فقالوا لي اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة ثم دعا
بمصحف فنشره بين يديه فقتل وهو بين يديه. رواه عبد الله وأبو يعلى في الكبير
ورجالهما ثقات. وعن عبد الله بن محمد بن عقيل قال قتل عثمان سنة خمس وثلاثين
وكانت الفتنة خمس سنين منها أربعة أشهر الحسن. رواه عبد الله والطبراني وابن
عقيل لم يدرك القصة وفيه خلاف. وعن أبي العالية قال كنا بباب عثمان في عشر
الأضحى. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي معشر قال وقتل عثمان
لثمان عشرة مضت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وكانت خلافته ثنتي عشرة
سنه إلا اثنى عشر يوما. رواه أحمد وإسناده منقطع. وعن أبي عثمان النهدي أن

(1) المشقص: نصل السهم إذا كان طويلا غير عريض.
232

عثمان قتل في أوسط أيام التشريق. رواه عبد الله ورجاله رجال الصحيح. وعن
عبد الله بن فروخ قال شهدت عثمان دفن في ثيابه بدمائه ولم يغسل. رواه عبد الله.
وعن قتادة قال صلى الزبير على عثمان ودفنه وكان أوصى إليه. وراه أحمد ورجاله
رجال الصحيح إلا أن قتادة لم يدرك القصة.
(باب في يوم الجرعة (1)
عن أبي ثور الحداني - حي من مراد - قال دفعت إلى حذيفة وابن مسعود وهما
في مسجد الكوفة أيام الجرعة حيث صنع الناس بسعيد بن العاص ما صنعوا
وأبو مسعود يعلم الناس ويقول والله ما أرى أن تزيد على عقبيها حتى يكون
فيها دماء فقال حذيفة والله لتزيدن على عقبيها ولا يكون فيها محجمة من
دم ولا أعلم اليوم فيها شيئا إلا علمته ومحمد صلى الله عليه وسلم حي، وفى رواية
عن أبي ثور الحداني قال دفعت إلى حذيفة وأبى مسعود في المسجد وأبو مسعود
يقول والله ما كنت أرى أن تزيد على عقبيها ولم يهراق فيها محجمة من دم فقال
حذيفة لكن قد علمت أنها لتزيد على عقبيها وانه يهراق فيها محجمة من دم ان
الرجل ليصبح مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا فينكس قلبه فتعلوه
استه يقاتل في الفتنة اليوم ويقتله الله غدا فقال أبو مسعود صدقت هكذا حدثنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة. رواه والذي قبله الطبراني ورجال هذه الرواية
رجال الصحيح غير أبي ثور وهو ثقة.
(باب فيما كان في الجمل وصفين وغيرهما)
عن الحسن يعني البصري قال سمعت جنديا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كيف أنتم
بأقوام يدخل قادتهم الجنة ويدخل أتباعهم النار قالوا يا رسول الله وان عملوا بمثل أعمالهم
فقال وان عملوا بمثل أعمالهم قال وأنى يكون ذلك يا رسول الله قال يدخل قادتهم الجنة
بما سبق لهم ويدخل الاتباع النار بما أحدثوا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الصلت
ابن دينار وهو متروك. وعن حذيفة بن اليمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يكون

(1) اسم موضع في الكوفة كانت فيه وقعة مشهورة.
233

لأصحابي زلة يغفرها الله لهم بصحبتهم وسيتأسى بهم قوم بعدهم يكبهم الله
على مناخرهم في النار. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن أبي الفياض
قال ابن يونس يروى عن أشهب مناكير، قلت وهذا مما رواه عن أشهب. وعن
حذيفة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليدخلن أمير فتنة الجنة وليدخلن من
معه النار. رواه البزار موقوفا ومرفوعا على حذيفة ورجال الموقوف رجال الصحيح،
وفي المرفوع عمر بن حبيب وهو ضعيف جدا. وعن أبي بكرة قال قبل ما منعك أن
لا تكون قلت يوم الجمل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج قوم هلكى
لا يفلحون قائدهم امرأة قائدهم في الجنة - قلت له في الصحيح هلك قوم ولوا
أمرهم امرأة - رواه البزار وفيه عمر بن الهجنع ذكر الذهبي في ترجمته هذا الحديث
في منكراته و عبد الجبار بن العباس قال أبو نعيم لم يكن بالكوفة أكذب منه،
ووثقه أبو حاتم. وعن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيكون
اختلاف وأمر فان استطعت أن تكون السلم فافعل. رواه عبد الله ورجاله ثقات.
وعن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب إنه سيكون بينك
وبين عائشة أمر قال أنا يا رسول الله قال نعم قال أنا أشقاهم يا رسول الله قال لا ولكن
إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها. رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله ثقات.
وعن قيس بن أبي حازم أن عائشة لما نزلت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت
ما أظنني إلا راجعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا أيتكن ينبح عليها كلاب الحوأب
فقال لها الزبير ترجعين عسى الله أن يصلح بك بين الناس. رواه أحمد وأبو يعلى
والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لنسائه ليت شعري أيتكن صاحبه الجمل الأدبب (1) تخرج فينبحها كلاب الحوأب
يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعد ما كادت. رواه البزار ورجاله
ثقات. وعن أبي سعيد يعني الخدري قال كنا عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من المهاجرين
والأنصار فقال ألا أخبركم بخياركم قالوا بلى قال الموفون المطيبون إن الله يحب الحفي

(1) أي الأدب وهو الكثير وبر الوجه. والحوأب: منزل بين مكة والبصرة.
234

التقي، قال ومر علي بن أبي طالب فقال الحق مع ذا الحق مع ذا. رواه أبو يعلى ورجاله
ثقات. وعن أبي حرير المازني قال شهدت عليا والزبير حين تواقفا فقال له علي يا زبير
أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انك تقاتل وأنت ظالم قال نعم ولم أذكر
إلا في موقفي هذا ثم انصرف. رواه أبو يعلى وفيه عبد الملك بن مسلم قال البخاري
لم يصح حديثه. وعن علي أنه صعد المنبر يوم الجمة فخطب ثم قام إليه الأشعث فقال
غلبتنا عليك الحميراء فقال من يعذرني من هؤلاء الظيارطة يتخلف أحدهم يتقلب على
حشاياه وهؤلاء يهجرون إلى ذكر الله ان طردتهم إني إذا لمن الظالمين والله لقد سمعته
يقول ليضربنكم على الدين عودا كما ضربتموهم عليه بدءا. رواه أبو يعلى وفيه عباد بن
عبد الله الأسدي وثقه ابن حبان وقال البخاري فيه نظر. وعن عباد بن عبد الله
الأسدي عن علي بن أبي طالب أنه كان معه يوم الجمعة زيد بن صوحان وهو يخطب
على منبر من آجر والموالي حولة فقام فتكلم بكلام لا أدري ما هو فغضب علي حتى احمر
وجهه فبينا نحن كذلك إذ جاء الأشعث بن قيس يتخطى الناس فقال غلبتنا على وجهك
هذه الحميراء فضرب زيد بن صوحان على فخذي وقال انا لله والله لتبدين العرب
ما كانت تكتم ثم قال من يعذرني من هذه الظيارطة يتقلب أحدهم على فراشه ويغدو قوم
إلى ذكر الله فما تأمرني أفأطردهم فأكون من الظالمين والذي فلق الحبة وبرأ النسمة
لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليضربنكم على الدين عودا كما ضربتموه عليه بدءا.
رواه البزار وفيه عباد بن عبد الله الأسدي وثقه ابن حبان وقال البخاري فيه نظر،
وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن محمد بن إبراهيم التيمي أن فلانا دخل المدينة حاجا
فأتاه الناس يسلمون عليه فدخل سعد فسلم فقال وهذا لم يعنا (1) على حقنا على باطل غيرنا
قال فسكت عنه فقال مالك لا تتكلم فقال هاجت فتنة وظلمة فقال لبعيري إخ إخ
فأنخت حتى انجلت فقال رجل إني قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره فلم أر فيه أخ أخ
فقال أما إذ قلت ذاك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول علي مع الحق أو الحق
مع علي حيث كان قال من سمع ذلك قال قاله في بيت أم سلمة قال فأرسل إلى أم سلمة

(1) في الأصل غير منقوطة.
235

فسألها فقالت قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فقال الرجل لسعد ما كنت عندي قط
ألوم منك الآن فقال ولم قال لو سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وسلم لم أزل خادما لعلي حتى
أموت. رواه البزار وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن زيد بن وهب قال بينا نحن حول حذيفة إذ قال كيف أنتم وقد خرج أهل بيت
نبيكم صلى الله عليه وسلم فرقتين يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف فقلنا يا أبا عبد الله وإن
ذلك لكائن فقال بعض أصحابه يا أبا عبد الله فكيف نصنع إن أدركنا ذلك الزمان قال
انظروا الفرقة التي تدعو إلى أمر علي فالزموها فإنها على الهدى. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن
زهدم الجرمي قال كنا في سمر ابن عباس فقال إني لمحدثكم بحديث ليس بسر ولا علانية
إنه لما كان من أمر هذا الرجل ما كان يعني عثمان قلت لعلي أعرك فلو كنت في جحر طلبت
حتى تستخرج فعصاني وأيم الله ليتأمرن عليكم معاوية وذلك بأن الله تبارك وتعالى
يقول (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا)
ولتحملنكم قريش على سنة فارس والروم ولتؤمنن عليكما اليهود والنصارى والمجوس فمن
أخذ منكم بما يعرف فقد نجا ومن ترك وأنتم تاركون كنتم كقرن من القرون هلك.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن ابن عباس قال لما بلغ أصحاب على حين ساروا
إلى البصرة أن أهل البصرة قد اجتمعوا لطلحة والزبير شق عليهم ووقع في قلوبهم
فقال علي والذي لا إله غيره ليظهرن على أهل البصرة وليقتلن طلحة والزبير وليخرجن
إليكم من الكوفة ستة آلاف وخمسمائة وخمسون رجلا أو خمسة آلاف وخمسمائة
وخمسون رجلا شك الأحلج، قال ابن عباس فوقع ذلك في نفسي فقال يا أهل
الكوفة فلما أتى أهل الكوفة خرجت فقلت لا نظرن فإن كان كما يقول فهو أمر سمعه
وإلا فهي خديعة الحرب فرأيت رجلا من الجيش فسألته فوالله ما عتم أن قال
ما قال علي قال ابن عباس وهو مما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره. رواه الطبراني
وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف. وعن قيس بن عدي قال سمعت عمرو
ابن ثابت يوم البصرة يقول أحلف بالله ليهزمن الجمع وليولن الدبر فقال رجل من
236

النخع أعوذ بالله من شرك يا أبا اليقظان أن تقول مالا علم لك به قال لأنا أشر من جمل
يجر خطامه بين نجد وتهامة إن كنت أقول مالا علم لي به. رواه الطبراني وفيه عمرو
ابن ثابت البكري وهو متروك. وعن يزيد بن معاوية البكائي قال كنت مع عبد الله
ابن مسعود وحذيفة فمروا عليهما بامرأة ورجل على جمل قد خولف وجوههما فقال
أحدهما لصاحبه هذا الذي كنا نتحدث عنه ألا إن مع ذلك البارقة. رواه الطبراني
وإسناده ضعيف. وعن عمير بن سعيد قال كنا جلوسا مع ابن مسعود وأبو موسى عنده وأخذ الوالي رجلا فضربه وحمله على جمل فجعل الناس يقولون الجمل الجمل
فقال رجل يا أبا عبد الرحمن هذا الجمل الذي كنا نسمع قال فأين البارقة. رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن سعيد بن كوز قال كنت مع مولاي يوم الجمل
فأقبل فارس فقال يا أم المؤمنين فقالت عائشة سلوه من هو قيل من أنت قال أنا عمار بن
ياسر قالت قولوا له ما تريد قال أنشدك بالله الذي أنزل الكتاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
في بيتك أتعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل عليا وصيا على أهله وفي أهله قالت اللهم
نعم قال فمالك قالت أطلب بدم عثمان أمير المؤمنين قال فتكلم ثم جاء فوارس
أربعة فهتف بهم رجل منهم قال تقول عائشة ابن أبي طالب ورب الكعبة سلوه ما يريد
قالوا من أنت قال أنا علي بن أبي طالب قالت سلوه ما يريد قالوا ما تريد قال أنشدك
بالله الذي أنزل الكتاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتك أتعلمين أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلني وصيا على أهل وفي أهله قالت اللهم نعم قال فما لك قالت أطلب
بدم أمير المؤمنين عثمان قال أريني قتله عثمان ثم انصرف والتحم القتال قال فرأيت
هلال بن وكيع رأس بني تميم معه غلام له حبشي مثل الجان وهو يقاتل بين يدي
عائشة وهو يقول:
أضربهم بذكر القطاط * إذ فر عون وأبو حماط
* ونكب الناس عن الصراط
فحانت مني التفاتة فإذا هو قد شدخ (1) وغلامه. رواه الطبراني وسعيد بن كوز

(1) الشدخ: الكسر.
237

وأسباط بن عمرو الراوي عنه لم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي بكرة قال
لما كان يوم الجمل رأى علي الرؤوس تندر فأخذ بيد الحسين فوضعها على بطنه ثم قال
أي خير بعد هذا. رواه الطبراني وفيه فهد بن عوف وهو كذاب. وعن محمد بن
قيس قال ذكر لعائشة يوم الجمل قالت والناس يقولون يوم الجمل قالوا نعم قالت
وددت أني كنت جلست كما جلس أصحابي وكان أحب إلى أن أكون ولدت من
رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة كلهم مثل عبد الرحمن الحارث بن هشام ومثل عبد الله بن
الزبير. رواه الطبراني وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف يكتب حديثه، وبقية رجاله ثقات.
(باب فيما كان بينهم يوم صفين رضي الله عنهم)
عن عامر الشعبي قال لما خرج علي إلى صفين استخلف أبا مسعود على الكوفة
وكان رجال من أهل الكوفة استخفوا فلما خرج ظهروا فكان ناس يأتون
إلى ابن مسعود فيقولون قد والله أهلك الله أعداءه وأظفر المؤمنين فيقول ابن
مسعود إني والله ما أعده ظفرا ولا عافية أن تظهر إحدى الطائفتين على الأخرى
قالوا فمه قال يكون بين القوم صلح فلما قدم على ذكروا ذلك له فقال على اعتزل
عملنا قال وذاك مه قال إنا وجدناك لا تعقل عقلة قال أما أنا فقد بقي من عقلي ما أعلم
أن الآخر شر. رواه الطبراني وفيه مجالد بن سعيد وثقه النسائي وضعفه جماعة،
وبقية رجاله رجال الصحيح (1). وعن علي قال عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال
الناكثين والقاسطين والمارقين، وفى رواية أمرت بقتال الناكثين فذكره.
رواه البزار والطبراني في الأوسط وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح غير
الربيع بن سعيد ووثقه ابن حبان. وعن عبد الله بن مسعود قال أمر علي بقتال
الناكثين والقاسطين والمارقين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلم بن كيسان
الملائي وهو ضعيف. وعن أبي سعيد عقيصاء (2) قال سمعت عمارا ونحن تريد صفين
يقول أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. رواه الطبراني

(1) لكنه منقطع كما في هامش الأصل.
(2) عقيصاء: لقب أبي سعيد دينار
التابعي - كما في نزهة الألباب في الألقاب لابن حجر.
238

وأبو سعيد متروك. ورواه أبو يعلى باسناد ضعيف. وعن قيس بن أبي حازم قال
قال علي انفروا إلى بقية الأحزاب انفروا بنا إلى ما قال الله ورسوله إنا نقول صدق
الله ورسوله ويقولون كذب الله ورسوله. رواه البزار باسنادين في أحدهما يونس
ابن أرقم وهو لين وفي الآخر السيد بن عيسى قال الأزدي ليس بذاك، وبقية
رجالهما ثقات. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم
عبد الله بن عمرو ذات يوم وكانت امرأة تلطف برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كيف أنت
يا أم عبد الله قالت بخير بأبي أنت يا رسول الله وأمي فكيف أنت قال بخير قالت عبد الله
رجل قد تخلى من الدنيا قال وكيف قالت حرم النوم فلا ينام ولا يفطر ولا يطعم اللحم
ولا يؤدى إلى أهل حقهم قال فأين هو قالت خرج ويوشك قال فإذا رجع فاحبسيه
قالت فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء عبد الله فأوشك رسول الله صلى الله عليه وسلم
الرجعة وقال يا عبد الله بن عمرو ما هذا الذي بلغني عنك قال وماذا يا رسول الله قال
بلغني إنك لا تنام ولا تفطر قال أردت بذلك الأمن من يوم الفزع الأكبر
وبلغني أنك لا تطعم اللحم قال أردت بذلك طعاما خيرا منه في الجنة قال وبلغني
أنك لا تؤدي إلى أهلك حقهم قال أردت بذلك نساء هن خير منها في الجنة قال
يا عبد الله بن عمرو ان لك في رسول الله أسوة حسنة فرسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ويفطر
وينام ويقوم ويأكله اللحم ويؤدى إلى أهلة حقهم يا عبد الله ان لله عز وجل عليك
حقا وان لبدنك عليك حقا وان لأهلك عليك حقا قال يا رسول الله تأمرني أن أصوم
خمسة أيام وأفطر يوما قال لا قال فأصوم أربعة أيام وأفطر يوما قال لا قال فأصوم
ثلاثة أيام وأفطر يوما قال لا قال فأصوم يومين وأفطر يوما قال لا قال أفأصوم
يوما وأفطر يوما قال ذلك صوم أخي داود يا عبد الله بن عمرو وكيف بك في حثالة
من الناس قد مرجت عهودهم ومواثيقهم وكانوا هكذا وخالف بين أصابعة قال فما
تأمرني قال تأخذ بما تعرف وتدع ما تنكر وتعمل لخاصة نفسك وتدع الناس وعوام
أمورهم ثم أخذ بيده وأقبل يمشي به حتى وضع يده في يد أبيه قال أطلع أباك فلما
239

كان يوم صفين قال له أبوه يا عبد الله اخرج فقاتل فقال يا أبتاه تأمرني أن أخرج
فأقاتل وقد سمعت ما سمعت يوم يعهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعهد قال أنشدك الله
يا عبد الله بن عمرو ألم يكن آخر ما عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أخذ بيدك فوضعها
في يدي ثم قال أطع أباك قال بلى قال فاني أعزم أن تخرج فتقاتل فخرج متقلدا
سيفين فلما انكشفت الحرب أنشأ عمرو بن العاص يقول:
شبت الحرب فأعددت لها * مقرع الحارك مروي الذنب
يصل الشد بشد وإذا * وثب الحبل من الشد معج
حرسه أعصمه حفرته * فإذا نيل من الماء معج
وأنشأ عبد الله بن عمرو يقول:
ولو شهدت جمل مقامي ومشهدي * بصفين يوما شاب منها الذوائب
عشية جا أهل العراق كأنهم * سحاب ربيع رفعته الجنائب
وجئناهم نردى كأن صفوفنا * من البحر موج مده متراكب
إذا قلت قد ولوا سراعا بدت لنا * كتائب منهم وارجحنت كتائب
فدارت رحانا واستدارت رحاهم * سراة النهار ما تولى المناكب
فقالوا لنا انا نرى أن تبايعوا * عليا فقلنا لا نرى أن تضاربوا
قلت في الصحيح بعض أوله - رواه الطبراني من رواية عبد الملك بن قدامة
الجمحي عن عمرو بن شعيب و عبد الملك وثقه ابن معين وغيره وضعفه أبو حاتم
وغيره. وعن أبي الرحمن السلمي قال شهدنا مع علي صفين وقد وكلنا بفرسه
رجلين فكانت إذا كانت من الرجل غفلة غمز علي فرسه فإذا هو في عسكر القوم فيرجع
إلينا وقد خضب سيفه دما ويقول يا أصحابي اعذروني فكنا إذا توادعنا
دخل هؤلاء في عسكر هؤلاء فكان عمار بن ياسر يقول علما لأصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم لا يسلك عمار واديا من أودية سفين إلا تبعه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
فانتهينا إلى هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وقد ركز الراية فقال مالك يا هاشم أعور
240

وجبنا لا خير في أعور لا يغشى الناس فنزع هاشم الراية وهو يقول:
أعور يبغي أهله محلا * قد عالج الحياة حتى ملا * لا بد أن يفل أو يفلا
فقال له عمار أقبل فان الجنة تحت الأبارقة تزين الحور العين مع محمد وحزبه
في الرفيق الأعلى فما رجعا حتى قتلا وكنا إذا توادعنا دخل هؤلاء في عسكر
هؤلاء وهؤلاء في عسكر هؤلاء فنظرت فإذا أربعة يسيرون معاوية وأبو الأعور
السلمي وعمرو بن العاص وابنه فقلت في نفسي إن أخذت عن يميني اثنين لم أسمع
كلامهم فاخترت لنفسي أن أضرب فرسي فأفرق بينهم ففعلت فجعلت اثنين عن
يميني واثنين عن يساري فجعلت أصغي بسمعي أحيانا إلى معاوية وإلى أبى الأعور
وأحيانا إلى عمرو بن العاص وإلى عبد الله بن عمرو فسمعت عبد الله بن عمرو يقول
لأبيه يا أبت قد قتلنا هذا الرجل وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال وأي رجل
قال عمار بن ياسر أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم بناء المسجد ونحن ونحمل
لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين وأنت ترحض أما انه ستقتلك الفئة الباغية وأنت
من أهل الجنة فسمعت عمرا يقول لمعاوية قتلنا هذا الرجل وقد قال فيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما قال قال أي رجل قال عمار بن ياسر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بناء
المسجد ونحن ننقل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين فمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا أبا اليقظان أتحمل لبنتين وأنت ترحض أما أنه ستقتلك الفئة الباغية وأنت
من أهل الجنة فقال معاوية اسكت فوالله ما تزال تدحض في بولك أنحن قتلناه
إنما قتله من جاءوا فألقوه بين رماحنا قال فتنادوا في عسكر معاوية إنما قتل عمارا
من جاء به. رواه الطبراني وأحمد باختصار وأبو يعلى بنحو الطبراني والبزار بقوله
تقتل عمارا الفئة الباغية عن عبد الله بن عمرو وحده، ورجال أحمد وأبى يعلى ثقات.
وعن محمد بن عمرو بن حزم قال لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو
ابن العاص فقال قتل عمار وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتله الفئة الباغية فقام عمرو بن
241

العاص يرجع دخل على معاوية فقال معاوية مه فقال قتل عمار فقال معاوية قد
قتل عمار فماذا قال عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الفئة الباغية فقال له
معاوية دحضت في بولك أنحن قتلناه إنما قتله علي وأصحابه جاءوا به حتى ألقوه
بين رماحنا أو قال بين سيوفنا. رواه أحمد وهو ثقة. وعن محمد بن عمارة بن خزيمة
ابن ثابت قال ما زال جدي كافا سلاحه حتى قتل عمار بصفين فسل سيفه فقاتل حتى
قتل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتله الفئة الباغية. رواه أحمد
والطبراني وفيه أبو معشر وهو لين. وعن عمرو بن العاصي أنه أهدى إلي أناس
هدايا ففضل عمار بن ياسر فقيل له فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتله الفئة
الباغية. رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح، ورواه أبو يعلى باختصار
الهدية. وعن زيد بن وهب قال كان عمار قد ولع بقريش وولعت به فغدوا عليه
فضربوه فخرج عثمان بعصا فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها
الناس مالي ولقريش وقد عدوا على رجل فضربوه سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول لعمار تقتلك الفئة الباغية. رواه أبو يعلى والطبراني
في الثلاثة باختصار القصة وفيه أحمد بن بديل الرملي وثقه النسائي وغيره وفيه ضعف.
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبني المسجد وكان ابن ياسر يحمل صخرين
فقال ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية. رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى وإسناد
أبى يعلى منقطع وفي إسناد الطبراني أحمد بن عمر العلاف الرازي ولم أعرفه. وعن
ابن عمر قال لم أجدني آسي على شئ إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي. رواه الطبراني
بأسانيد وأحدها رجاله رجال الصحيح. وعن عمار بن ياسر قال ضرب رسول الله
صلى الله عليه وسلم في خاصرتي فقال خاصرة مؤمنة تقتلك الفئة الباغية آخر زادك ضياح (1) من
لين. رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار وأسانيده كلها فيها ضعف.
قلت وتأتي أحاديث من هذا كثيرة في مناقب عمار إن شاء الله (2). وعن عبد الله
ابن سلمة قال رأيت عمارا يوم صفين شيخا كبيرا آدم (3) طوالا اخذ الحربة بيده ويده

(1) الضياح بالفتح: اللبن الخاثر يخلط بماء.
(2) في الجزء التاسع.
(3) أي شديد السمرة
242

ترعد فقال والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات
وهذه الرابعة والذي نفسي بيده لو ضربوا حتى بلغوا بنا سعفات هجر لعرفت أن مصلحينا
على الحق وهم على الضلالة. رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير
عبد الله بن سلمة وهو ثقة إلا أن الطبراني قال لقد قاتلت صاحب هذه مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وهذه الرابعة. وعن عبد الله بن سلمة قال قيل
لعمار قد هاجر أبو موسى والله ليخذلن جنده وليفرن جهده ولينقضن عهده والله
اني لأرى قوما ليضربنكم ضربا يرتاب له المبطلون والله لو قاتلوا حتى بلغوا بنا
سعفات هجر لعلمت أن صاحبنا على الحق وهم الباطل. رواه الطبراني ورجاله
ثقات. وعن سيار أبي الحكم قال قالت بنو عبس لحذيفة إن أمير المؤمنين عثمان
قد قتل فما تأمرنا قال آمركم أن تلزموا عمارا قالوا إن عمارا لا يفارق عليا قال إن
الحسد هو أهلك الجسد وإنما ينفركم من عمار قربه من علي فوالله لعلي أفضل من
عمار أبعد ما بين التراب والسحاب وان عمارا لمن الأحباب وهو يعلم أنهم ان لزموا
عمارا كانوا مع علي. رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أني لم أعرف الرجل المبهم. وعن
عبد الله يعني ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا اختلف الناس فابن سمية مع الحق
ابن سمية هو عمار. رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف. وعن ابن
عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولعتهم بعمار يدعوهم إلى الجنة وهم يدعونه إلى
النار. رواه الطبراني وفيه عبد النور بن عبد الله وهو ضعيف ووثقه ابن حبان.
وعن أبي البختري قال قال عمار يوم صفين ائتوني بشربة لبن فان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن فأتى بشربة لبن فشربها ثم تقدم فقتل.
رواه أحمد والطبراني وبين أن الذي سقاه أبو المخارق وزاد فيه ثم نظر إلى اللواء معاوية
فقالت قاتلت صاحب هذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجال أحمد رجال
الصحيح إلا أنه منقطع. وعن كلثوم بن جبر (1) قال كنا بواسط القصب عند
عبد الأعلى بن عامر فإذا عنده رجل يقال له أبو العادية استسقى فأتى باناء مفضض

(1) في الأصل " كلثوم بن جزى " وفى هامش الأصل: صوابه كلثوم بن جبر.
243

فأبى أن يشرب وذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر الحديث لا ترجعوا بعدي
كفارا أو ضلالا - شك ابن أبي عدي - يضرب بعضكم رقاب بعض فإذا رجل
يسب فلانا فقلت والله لئن أمكنني الله منك في كتيبة فلما كان يوم صفين
إذا أنابه وعليه درع قال ففطنت إلى الفرجة من جربان الدرع فطعنته فقتلته فإذا هو
عمار بن ياسر قال فقلت يكره أن يشرب في إناء مفضض وقد قتل عمار بن ياسر.
رواه عبد الله ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه ورواه في
الكبير في أيضا أتم منه ويأتي في فضل عمار. وعن حنظلة بن خويلد العنبري قال بينا
أنا عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما أنا
قتلته فقال عبد الله بن عمرو ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه فاني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول تقتله الفئة الباغية فقال معاوية فما بالك معنا قال إن أبى شكاني إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال أطع أباك ما دام حيا ولا تعصه فأنا معكم ولست أقاتل. رواه أحمد
ورجاله ثقات. وعن أبي غادية قال قتل عمار فأخبر عمرو بن العاصي فقال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول إن قاتله وسالبه في النار فقيل لعمرو فإنك هو ذا تقاتله قال إنما قال
قاتله وسالبه. رواه أحمد والطبراني بنحوه إلا أنه قال عن عبد الله بن عمرو أن رجلين
أتيا عمرو بن العاص يختصمان في دم عمار وسلبه فقال خليا عنه فاني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول إن قاتل عمار وسالبه في النار، ورجال أحمد ثقات. وعن قيس بن عباد
قال كنا مع علي قال فكان إذا شهد مشهدا أو رقي (1) على أكمة أو هبط واديا قال سبحان
الله صدق الله ورسوله فقلت لرجل من بني يشكر انطلق بنا إلى أمير المؤمنين حتى
نسأله عن قوله صدق ورسوله فانطلقنا إليه فقلنا يا أمير المؤمنين رأيناك إذا شهدت
مشهدا أو هبطت واديا أو أشرفت على أكمة قلت صدق الله ورسوله فهل عهد إليك
رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا في ذلك قال فأعرض عنا وألححنا عليه فلما رأى ذلك قال
والله ما عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عهده إلا شيئا عهده إلى الناس ولكن الناس وقعوا
في عثمان فقتلوه فكان غيري فيه أسوأ حالا أو فعلا مني ثم إني رأيت اني أحقهم بهذا

(1) في الأصل " وفى ".
244

الامر فوثبت عليه فالله أعلم أصبنا أم أخطأنا. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
غير علي بن زيد وهو سئ الحفظ وقد يحسن حديثه. وعن عمير بن رودى قال خطبهم
علي فقطعوا عليه خطبته فقال إنما وهنت يوم قتل عثمان وضرب لهم مثلا كمثلي ثلاثة
أثوار اجتمعن في أجمة أسود وأحمر وأبيض فكان الأسد إذا أراد واحدا منهم اجتمعن
عليه فامتنعن عليه فقال الأسد للأسود والأحمر إنما يفضحنا ويشهرنا في أجمتنا هذه
الأبيض فدعاني حتى آكله فلونكما على لوني ولوني على لونكما فحمل عليه الأسد فلم
يلبس أن قتله ثم قال للأسود إنما يفضحنا في أجمتنا هذه الأحمر فدعني حتى آكله
فلوني على لونك ولونك على لوني فحمل عليه فقتله ثم قال للأسود إني آكلك قال
دعني أصوت ثلاثة أصوات فقال ألا إنما أكلت يوم أكل الأبيض ألا أنما أكلت يوم
أكل الأبيض الا إنما أكلت يوم أكل الأبيض ألا إنما وهنت يوم قتل عثمان.
رواه الطبراني وعمير لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد وفيه
خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب فيمن ذكر أنه شهد الجمل أو صفين)
قال الطبراني: أسيد بن مالك أبو عمرة ويقال يسير بن عمرو بن محصن ويقال ثعلبة
ابن عمرو بهن محصن ويقال عمرو بن محصن من بني مازن بن النجار ويقال إن أبا عمرة
أعطى عليا مائة ألف درهم أعانه بها يوم الجمل وقتل يوم صفين جبلة بن عمرو والحجاج
ابن عمرو بن غزية وهو الذي كان يقول عند القتال يا معشر الأنصار أتريدون أن نقول
لربنا إذا لقيناه ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا، وحنظلة بن النعمان وخالد
ابن أبي خالد وخالد بن أبي دجانة وخويلد بن عمرو بدري من بنى سلمة، وربيعة بن قيس
ابن عدوان وربيعة بن عباد الدؤلي. ذكرهم عبيد الله بن أبي رافع وفي الاسناد إليه
صرار بن صرد وهو ضعيف. وعن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال قاتلي خزيمة
ابن ثابت يوم صفين حتى قتل. رواه الطبراني وإسناده منقطع.
(باب في الحكمين)
عن سويد بن غفلة قال سمعت أبا موسى الأشعري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
245

يكون في هذه الأمة حكمان ضالان ضال من تبعهما فقلت يا أبا موسى انظر لا تكن أحدهما. رواه الطبراني وقال هذا عندي باطل لان جعفر بن علي شيخ مجهول
لا يعرف، قلت إنما ضعفه من علي بن عابس الأسدي فإنه متروك. وعن أبي مريم
قال سمعت عمار بن ياسر يقول يا أبا موسى ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب
على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فأنا سائلك عن حديث فان صدقت ولا يعتب عليك
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقررك ثم أنشدك الله أليس إنما عناك رسول الله
صلى الله عليه وسلم بنفسك فقال إنها ستكون فتنة في أمتي أنت يا أبا موسى فيها نائم خير منك
قاعد وقاعد خير منك قائم وقائم خير منك ماش فخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعم الناس
فخرج أبو موسى ولم يرد عليه شيئا. رواه أبو يعلى واللفظ له. وفى رواية للطبراني
عن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل، وفيه علي بن أبي فاطمة وهو على
ابن الحزور وهو متروك. وعن محمد بن الضحاك الحرامي قال قام علي على منبر الكوفة
حين اختلف الحكمان فقال قد كنت نهيتكم عن هذه الحكومة فعصيتموني فقام
إليه فتى آدم فقال إنك والله ما نهيتنا ولكنك أمرتنا ودمرتنا فلما كان فيها ما تكره
برأت نفسك ونحلتنا ذنبك فقال له علي وما أنت وهذا الكلام قبحك الله والله
لقد كانت الجماعة وكنت فيها خاملا فلما كانت الفتنة نجمت فيها نجوم قرن الماعز (1) ثم
التفت إلى الناس فقال لله منزل نزله سعد بن مالك و عبد الله بن عمر والله لئن كان
ذنبا انه لصغير مغفور ولئن كان حسنا انه لعظيم مشكور. رواه الطبراني ومحمد بن
الضحاك وولده يحيى لم أعرفهما.
(باب ما جاء في الصلح وما كان بعده)
عن عبد الله بن سلام أنه قال حين هاج الناس في أمر عثمان أيها الناس لا تقتلوا
هذا الشيخ واستعتبوه فإنه لن تقتل أمة نبيها فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء سبعين
ألفا منهم ولن تقتل أمة خليفتها فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء أربعين ألا منهم فلم
ينظروا فيما قال وقتلوه فجلس لعلي على الطريق فقال أين تريد قال أريد أرض العراق قال

(1) في الأصل " الماعزة ".
246

لا تأت العراق وعليك بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوثب إليه ناس من أصحاب علي وهموا به
فقال علي دعوه فإنه منا أهل البيت فلما قتل علي قال عبد الله لابن معقل هذه رأس
الأربعين وسيكون علي رأسها صلح ولن تقتل أمة نبيها إلا قتل به سبعون ألفا ولن
تقتل أمة خليفتها إلا قتل به أربعون ألفا. رواه الطبراني من طريقين ورجال هذه رجال
الصحيح. وله طريق في مناقب عثمان رضي الله عنه (1). وعن جابر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن ابني هذا يعني الحسن سيد وليصلحن الله عز وجل به بين فئتين من
المسلمين. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن أبي مجلز قال قال عمرو والمغيرة بن
شعبة لمعاوية إن الحسن بن علي رجل عيي وإن له كلاما ورأيا وإنا قد علمنا كلامه
فتكلم كلامه فلا يجد كلاما قال لا تفعلوا فأبوا عليه فصعد عمر والمنبر فذكر عليا ووقع
فيه ثم صعد المغيرة بن شعبة فحمد الله وأثنى عليه ثم وقع في علي ثم قيل للحسن بن علي
اصعد فقال لا أصعد ولا أتكلم حتى تعطوني إن قلت حقا ان تصدقوني وإن قلت باطلا
أن تكذبوني فأعطوه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه فقال أنشدك بالله (1) يا عمرو
ويا مغيرة أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن الله السابق والراكب أحدهما فلان قالا
اللهم بلى قال أنشدك بالله يا معاوية ويا مغيرة أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن عمرا بكل
قافية قالها لعنه قالا اللهم بلى قال أنشدك بالله يا عمرو ويا معاوية بن أبي سفيان أتعلمان
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن قوم هذا قالا بلى قال الحسن فاني أحمد الله الذي وقعتم
فيمن تبرأ من هذا، قال وذكر الحديث. رواه الطبراني عن شيخه زكريا بن يحيى
الساجي قال الذهبي أحد الاثبات ما علمت فيه جرحا أصلا، وقال ابن القطان مختلف
فيه في الحديث وثقه قوم وضعفه آخرون، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عيسى
ابن يزيد قال استأذن الأشعث بن قيس على معاوية بالكوفة فحجبه مليا وعنده ابن
عباس والحسن بن علي فقال أعن هذين حجبتني يا أمير المؤمنين تعلم أن صاحبهم
جاءنا فملأنا كذبا يعني عليا فقال ابن عباس والله عنده مهرة جدك وطعن في است

(1) في الجزء التاسع.
(2) في الأصل " تالله " و " أنشدك " غير موجودة.
247

أبيك فقال ألا تسمع يا أمير المؤمنين ما يقول قال أنت بدأت. رواه الطبراني وفيه
جماعة لم أعرفهم. وعن شداد بن أوس أنه دخل على معاوية وهو جالس وعمرو بن
العاصي جالس على فراشه فجلس شداد بينهما وقال هل تدريان ما يجلسني بينكما إني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رأيتموهما جميعا ففرقوا بينهما فوالله
ما اجتمعا إلا على غدرة فأحببت أن أفرق بينكما. رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن
ابن يعلى بن شداد ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(باب)
قوله صلى الله عليه وسلم رأيت ما تلقى أمتي بعدي وسفك بعضهم دم بعض فسألته أن يوليني
شفاعة فيهم ففعل. وقوله عذاب هذه الأمة في دنياهم بالسيف. وقوله لا تقوم الساعة حتى
تقتتل فئتان دعواهما. تقدم في باب فيما كان بين الصحابة والسكوت فيما شجر بينهم (1).
(باب فيما كان من أمر ابن الزبير)
يزيد بن معاوية واستخلاف أبيه له وأيام الحرة وغير ذلك
عن محمد بن سيرين قال لما أراد معاوية أن يستخلف يزيد بعث إلى عامل المدينة
أن أوفد إلى من تشاء قال فوفد إليه عمرو بن حزم قد جاء الأنصاري فأستأذن فجاء
حاجب معاوية يستأذن فقال هذا عمرو بن جزم قد جاء يستأذن فقال ما حاجتهم إلى
قال يا أمير المؤمنين جاء يطلب معروفك فقال معاوية إن كنت صادقا فليكتب
ما شاء فأعطيه ما شاء ولا أراه قال فخرج إليه الحاجب فقال ما حاجتك أكتب ما شئت
فقال سبحان الله أجئ إلى باب أمير المؤمنين فأحجب عنه أحب أن ألقاه فأكلمه
فقال معاوية للحاجب عده يوم كذا وكذا إذا صلى الغداة فليجئ قال فلما صلى معاوية
الغداة أمر بسرير في إيوان له ثم أخرج الناس عنه فلم يكن عنده أحد سوى كرسي
وضع لعمرو فجاء عمرو فاستأذن فأذن له فسلم عليه ثم جلس على الكرسي فقال له معاوية
حاجتك قال فحمد الله وأثنى عليه ثم قال لعمري لقد أصبح ابن معاوية واسط الحسب
في قريش غنيا عن الملك غينا إلا عن كل خير وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

(1) هنا في هامش الأصل: بلغ تصحيحا.
248

إن الله لم يسترع عبدا رعية إلا وهو سائله عنها قال فأخذ معاوية ربوه وأخذ يتنفس
في غداة قر وجعل يمسح العرق عن وجهه ثلاثا ثم أفاق فحمد الله وأثنى عليه ثم قال
أما بعد فإنك امرؤ ناصح قلت برأيك بالغ ما بلغ وإنه لم يبق إلا ابني وأبناؤهم وابني
أحق من أبنائهم حاجتك قال مالي حاجة قال ثم قال له أخوه إنما جئنا من المدينة
نضرب أكبادها من أجل كلمات قال ما جئت إلا لكلمات قال فامر لهم بجوائزهم
قال وخرج لعمرو مثله. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعن الهيثم بن عدي
قال هلك سليمان بن صرد سنة خمس وستين. قال محمد بن علي يعني ابن المديني
فستقة (1) وبلغني أن سليمان بن صرد الخزاعي خرج هو والمسيب بن نجية الفزاري في
أربعة آلاف فعسكروا بالنخلة يطلبون بدم الحسين بن علي وعليهم سليمان بن صرد
وذلك لمستهل ربيع الآخر سنة خمس وستين ثم ساروا إلى عبيد الله بن زياد فلقوا
مقدمته فاقتتلوا فقتل سليمان بن صرد والمسيب وذلك لمستهل ربيع الآخر. رواه
الطبراني وإسناده منقطع. وعن محمد بن سعيد يعني ابن رمانة أن معاوية لما حضره
الموت قال ليزيد بن معاوية قد وطأت لك البلاد وفرشت لك الناس ولست أخاف
عليكم إلا أهل الحجاز فان رأيك منهم ريب فوجه إليهم مسلم بن عقبة المري فاني
قد جربته غير مرة فلم أجد له مثلا لطاعته ونصيحته فلما جاء يزيد خلاف ابن الزبير
ودعاؤه إلى نفسه دعا مسلم بن عقبة المري وقد أصابه الفالج وقال إن أمير المؤمنين
عهد إلي في مرضه إن رابني من أهل الحجاز رائب (2) أن أوجهك إليهم وقد رابني
فقال إني كما ظن أمير المؤمنين اعقد وعب الجيوش قال فورد المدينة فأباحها
ثلاثا ثم دعاهم إلى بيعة يزيد إنهم أعبد له قن في طاعة الله ومعصيته فأجابوه إلى
ذلك إلا رجلا واحدا من قريش أمه أم ولد فقال له بايع ليزيد على انك عبد في طاعة
الله ومعصيته قال لا بل في طاعة الله فأبى أن يقبل ذلك منه وقتله فأقسمت أمة قسما لئن
أمكنها الله من مسلم حيا أو ميتا أن تحرقه بالنار فلما خرج مسلم بن عقبة من المدينة
اشتدت علته فمات فخرجت أم القرشي بأعبد لها إلى قبر مسلم فأمرت به أن ينبش من عند

(1) هو شيخ الطبراني الملقب بفستقة لا ابن المديني شيخ البخاري.
(2) في الأصل " رأيت ".
249

رأسه فلما وصلوا إليه إذا ثعبان قد التوى على عنقه قابضا بأرنبة أنفه يمصها قال فكاع القوم (1)
عنه وقالوا يا مولاتنا انصرفي فقد كفاك الله شره وأخبروها قالت لا أو أفي لله بما وعدته
ثم قالت انبشوا من عند الرجلين فنبشوا فإذا الثعبان لاو ذنبه برجليه قال فتنحت
فصلت ركعتين ثم قالت اللهم إن كنت تعلم إنما غضبت على مسلم بن عقبة اليوم
لك فخل بيتي وبينه ثم تناولت عودا فمضت إلى ذنب الثعبان فانسل من مؤخر
رأسه فخرج من القبر ثم أمرت به فأخرج من القبر فأحرق بالنار. رواه الطبراني
وفيه عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري ضعفه أبو زرعة ووثقه ابن حبان وغيره
وابن رمانة لم أعرفه (2). وعن أبي هارون العبدي قال رأيت أبا سعيد الخدري ممعط
اللحية (3) فقال تعبث بلحيتك قال لا هذا ما رأيت من ظلمة أهل الشام دخلوا علي زمان
الحرة فأخذوا ما كان في البيت من متاع أو حربي ثم دخلت طائفة أخرى فلم يجدوا
في البيت شيئا فأسفوا أن يخرجوا من غير شئ فقالوا اضجعوا الشيخ فأضجعوني
فجعل كل يأخذ من لحيتي خصلة. رواه الطبراني وأبو هارون متروك. وعن إياد
ابن الوليد قال كتب عبد الله بن الزبير إلى ابن عباس في البيعة فأبى أن يبايعه
فظن يزيد بن معاوية أنه إنما امتنع عليه لمكانه فكتب يزيد بن معاوية أما بعد
انه بلغني أن الملحد ابن الزبير دعاك إلى بيعته ليدخلك في طاعته فتكون على الباطل
ظهيرا وفي المأثم شريكا فامتنعت عليه وانقبضت لما عرفك الله في نفسك من
حقنا (4) أهل البيت فجزاك الله أفضل ما جزى الواصلين عن أرحامهم الموفين بعهودهم
ومهما أنسى من الأشياء فلن أنس برك وصلتك وحسن جائزتك التي أنت أهلها
في الطاعة والشرف والقرابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر من قبلك من قومك ومن
يطرأ عليك من أهل الآفاق ممن يسحره ابن الزبير بلسانه وزخرف قوله فأجذبهم (5)
عنه فإنهم لك أطوع ومنك أسمع منهم للملحد والخارق المارق والسلام. فكتب
ابن عباس إليه أما بعد فقد جاءني كتابك تذكر فيه دعاء ابن الزبير إياي للذي

(1) أي جنبوا.
(2) هو محمد بن سعيد بن رمانة - كما في هامش الأصل.
(3) أي ساقط شعرها.
(4) الأصل " في حقنا ".
(5) في الأصل " فخذلهم ".
250

دعاني إليه واني امتنعت عليه معرفة لحقك فان يكن ذلك فلست برك أرجو
بذلك ولكن الله بما أنوي به عليم وكتبت إلى أن أحث الناس عليك واجذبهم
عن ابن الزبير فلا ولا سرور ولا حبور بفيك الكثكث (1) ولك الأثلب (2) انك
العازب ان منتك نفسك وانك لانت المفقود المثبور وكتبت إلى بتعجيل برى
وصلتي فاحبس أيها الانسان عني برك وصلتك فاني حابس عنك ودي ونصرني
ولعمري ما تعطينا مما في يدك لنا إلا القيل وتحبس منه الطويل العريض لا أبا لك
أتراني أنسى قتلك حسينا وفتيان بني عبد المطلب مصابيح الدجى ونجوم الاعلام
وغادرتهم خيولك بأمرك فأصبحوا مصرعين في صعيد واحد مزملين بالدماء مسلوبين
بالعراء لا مكفنين ولا موسدين تسفيهم الرياح وتغزوهم الذئاب وتنتابهم عوج الضباع
حتى أتاح الله لهم قوما لم يشركوا في دمائهم فكفنوهم واجنوهم وبهم والله وبي من
الله عليك فجلست في مجلسك الذي أنت فيه ومهما أنس من الأشياء فلست أنسى
تسليطك عليهم الدعي ابن الدعي الذي كان للعاهرة الفاجرة البعيد رحما اللئيم أبا وأما
الذي اكتسب أبوك في ادعائه له العار والمأثم والمذلة والخزي في الدنيا والآخرة
لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الولد للفراش وللعاهر الحجر وان أباك يزعم أن الولد
لغير الفراش ولا يضير العاهر ويلحق به ولده كما يحلق ولد البغي الرشيد ولقد أمات
أبوك السنة جهلا وأحيا الاحداث المضلة عمدا ومهما أنس من الأشياء فلست
أنسى تسييرك حسينا من حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حرم الله وتسييرك إليه الرجال
وادساسك إليهم أن يدريكم فعالجوه فما زلت بذلك وكذلك حتى أخرجته من مكة
إلى أرض الكوفة سربه إليه خيلك وجنودك زئير الأسد عداوة منك لله ولرسوله
ولأهل بيته ثم كتبت إلى ابن مرجانة يستقبله بالخيل والرجال والأسنة والسيوف
ثم كتبت إليه بمعاجلته وترك مطاولته حتى قتلته ومن معه من فتيان بنى عبد المطلب
أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا نحن كذلك لا كآبائك
الجفاة أكباد الحمير ولقد علمت أنه كان أعز أهل البطحاء بالبطحاء قديما وأعزه بها

(1) الكثكث: صغار الحصى والتراب.
(2) الأثلب: الحجر.
251

حديثا لوثوا الحرمين مقاما واستحل بها قتالا ولكنه كره أن يكون هو الذي يستحل
حرم الله وحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرمة البيت الحرام فطلب الموادعة وسألكم
الرجعة فطلبتم قلة أنصاره واستئصال أهل بيته كأنكم تقتلون أهل بيت من
الترك أو كابل وكيف تجدني على ودك وتطلب نصري وقد قتلت بنى أبى وسيفك
يقطر من دمى وأنت تطلب ثأري فان شاء الله لا يطل إليك دمي ولا تسبقني بثأري
وان تسبقنا به فقتلنا ما قتلت النبيون فطلب دماءهم في الدماء وكان الموعد الله وكفى
بالله للمظلومين ناصرا من الظالمين منتقما والعجب كل العجب ما عشت يريك الدهر
العجب حملك ثياب عبد المطلب وحملك أبناءهم أغيلمة صغارا إليك بالشام ترى الناس
انك قد قهرتنا وأنك تذلنا وبهم والله وبي (1) من الله عليك وعلى أبيك وأمك من
السباء وأيم الله إنك لتصبح وتمسي آمنا لجراح يدي وليعظمن جرحك بلساني وبناني
ونقضي وإبرامي لا يستغرنك الجدل لن يمهلك (2) الله بعد قتلك عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلا قليلا حتى يأخذك الله أخذا أليما ويخرجك من الدنيا آثما مذموما فعش لا أبا لك
ما شئت فقد أرداك عند الله ما اقترفت، فلما قرأ يزيد الرسالة قال لقد كان ابن عباس منصبا
على الشر. رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن عروة بن الزبير قال لما مات معاوية
تثاقل عبد الله بن الزبير عن طاعة يزيد بن معاوية وأظهر شتمه فبلغ ذلك يزيد
فأقسم لا يؤتى به إلا مغلولا وإلا أرسل إليه فقيل لابن الزبير لا نصنع لك أغلالا
من فضة تلبس عليها الثوب وتبر قسمه فالصلح أجمل بك قال فلا أبر الله قسم ثم قال:
ولا ألين لغير الحق أسأله * حتى يلين لضرس الماضغ الحجر
ثم قال والله لضربة بسيف في عز أحب إلي من ضربه بسوط في ذل ثم دعا إلى
نفسه وأظهر الخلاف ليزيد بن معاوية فوجه إليه يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة
المري في جيش أهل الشام وأمره يقتال أهل المدينة فإذا فرغ من ذلك سار إلى مكة
قال ندخل مسلم بن عقبة المدينة وهرب منه يؤمئذ بقايا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعبث فيها وأسرف في القتل ثم خرج منها فلما كان ببعض الطريق مات واستخلف

(1) في الأصل " ربى ".
(2) الأصل " يهلك ".
252

حصين بن نمير الكندي وقال يا ابن بردعة الحمار احذر خدائع قريش
ولا تعاملهم إلا بالثقاف ثم بالقطاف ثم فمضى حصين حتى ورد مكة فقاتل بها
ابن الزبير أياما وضرب ابن الزبير فسطاطا في المسجد فكان فيه نساء يسقين الجرحى
ويداوينهم ويطعمن الجائع ويكتمن إليهن المجروح فقال حصين ما يزال يخرج علينا
من ذلك الفسطاط أسد كأنما يخرج من عرينه فمن يكفينه فقال رجل من أهل الشام
أنا فلما جن الليل وضع شمعة في طرف رمحه ثم ضرب فرسه ثم طعن الفسطاط فالتهب
نارا والكعبة يؤمئذ مؤزرة بالطنافس وعلى أعلاها الحبرة فطارت الربح باللهب على
الكعبة حتى احترقت فاحترق فيها يؤمئذ قرنا الكبش الذي فدى به إسحق (1). قال
وبلغ حصين بن نمير موت يزيد بن معاوية فهرب حصين بن نمير فلما مات يزيد بن
معاوية دعا مروان بن الحكم إلى نفسه فأجابه أهل حمص وأهل الأردن وفلسطين
فوجه إليه ابن الزبير الضحاك بن قيس الفهري في مائة ألف فالتقوا بمرج راهط
ومروان يومئذ في خمسة آلاف من بنى أمية ومواليهم وأتباعهم من أهل الشام فقال
مروان لمولى له يقال له كدة احمل على أي الطرفين شئت فقال كيف أحمل على هؤلاء
لكثرتهم قال هم بين مكره ومستأجر احمل عليهم لا أم لك فيكفيك الطعان
الناصع هم يكفونك أنفسهم إنما هؤلاء عبيد الدينار والدرهم فحمل عليهم فهزمهم
وقتل الضحاك بن قيس وانصدع الجيش ففي ذلك يقول زفر:
لعمري لقد أبقت وقيعة راهط * لمروان صرعى بيننا متنائيا
أتنسى سلاحي لا أبالك إنني * أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا
وقد ينبت المرعى على دمن الثرى * وتبقى حزازات النفوس كما هيا
وفيه يقول أيضا:
أفي الحق أما بحدل وابن بحدل * فيحيا وأما ابن الزبير فيقتل
كذبتم وبيت الله لا تقتلونه * ولما يكن يوم أغر محجل
ولما يكن للمشرفية فيكم * شعاع كنور الشمس حين ترجل

(1) في " جنى الجنتين للمحبي " تحقيق الذبيح هل هو إسماعيل أو إسحاق وترجيح الأول.
253

قال ثم مات مروان ودعا عبد الملك لنفسه وقام فأجابه أهل الشام فخطب على
المنبر وقال من لابن الزبير منكم فقال الحجاج أنا يا أمير المؤمنين فأسكته ثم عاد
فأسكته ثم عاد فقال أنا يا أمير المؤمنين فاني رأيت في النوم اني انتزعت جبته فلبستها
فعقد له في الجيش إلى مكة حتى قدمها (1) على ابن الزبير فقاتله بها فقال ابن الزبير
لأهل مكة احفظوا هذين الجبلين فإنكم لن تزالوا بخير أعزة ما لم يظهروا عليهما فلم
يلبسوا أن ظهر الحجاج ومن معه علي أبي قيس ونصب عليه المنجنيق فكان
يرمى به ابن الزبير ومن معه في المسجد فلما كانت الغداة التي قتل فيها ابن الزبير
دخل ابن الزبير على أمه أسماء بنت أبي بكر وهي يومئذ ابنة مائة سنة لم يسقط لها
سن ولم يفقد لها بصر فقالت لابنها يا عبد الله ما فعلت في حزبك قال بلغوا مكان
كذا وكذا قال وضحك ابن الزبير فقال إن في الموت لراحة قالت يا بني لعلك
تتمناه لي ما أحب أن أموت حتى آتي على أحد طرفيك اما أن تملك فتقر بذلك
عيني وإما أن تقتل فأحتسبك قال ثم ودعها قالت له يا بني إياك أن تعطي خصلة من
دينك مخافة القتل وخرج عنها ودخل المسجد وقد جعل مصراعين على الحجر
الأسود يتقى بهما أن يصيبه المنجنيق وأتى ابن الزبير آت وهو جالس عند الحجر
الأسود فقال ألا تفتح لك باب الكعبة فتصعد فيها فنظر إليه عبد الله ثم قال له من
كل شئ تحفظ أخاك إلا من نفسه يعني أجله وهل للكعبة حومة ليست لهذا
المكان والله لو وجدوكم متعلقين بأستار الكعبة لقتلوكم فقيل له ألا تكلمهم في
الصلح قال أو حين صلح هذا والله لو وجدوكم فيها لذبحوكم جميعا وأنشد يقول.
ولست بمبتاع الحياة بسبة * ولا مرتق من خشية الموت سلما
أنافس سهما إنه غير بارح * ملاقي المنايا أي حرف تيمما
ثم أقبل على آل الزبير يعظهم ويقول ليكن أحدكم سيفه كما يكن وجهه
لا ينكسر فيذع عن نفسه بيده كأنه امرأة والله ما لقيت زحفا قط إلا في الرعيل
الأول ولا ألمت جرحا قط إلا أن ألم الدواء قال فبينما هم كذلك إذ دخل عليهم

(1) في نسخة " وردها ".
254

من باب بني جمح فيهم أسود قال من هؤلاء قيل أهل حمص فحمل عليهم
ومعه سيفان فأول من لقيه الأسود فضربه بسيفه حتى أطن رجله (1) فقال له الأسود
أخ يا ابن الزانية فقال له ابن الزبير اخسأ يا ابن حام أسماء زانية ثم أخرجهم من
المسجد وانصرف فإذا قوم قد دخلوا من باب بني سهم فقال من هؤلاء قيل أهل
الأردن فحمل عليهم وهو يقول:
لا عهد لي بغارة مثل السيل * لا ينجلي غبارها حتى الليل
فأخرجهم من المسجد فإذا بقوم قد دخلوا من باب بني مخزوم فحمل عليهم
وهو يقول * لو كان قرني واحدا كفيته * قال وعلى ظهر المسجد من أعوانه
من يرمى عدوه بالآجر وغيره فحمل عليهم فأصابته آجره في مفرقه حتى فلقت
رأسه فوقف وهو يقول:
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا * ولكن على أقدامنا تقطر الدما
قال ثم وقع فأكب عليه موليان له وهما يقولان: * العبد يحمي ربه ويحتمي *
قال ثم سير إليه فحز رأسه. رواه الطبراني وفيه عبد الملك بن عبد الرحمن (2) الذماري
وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو زرعة وغيره. وعن ابن سيرين قال قال ابن الزبير
ما شئ كان يحدثناه كعب إلا قد أتى على ما قال إلا قوله فتى ثقيف يقتلني وهذا رأسه
بين يدي يعني المختار قال ابن سيرين ولا يشعر أن أبا محمد قد خبئ له يعني الحجاج.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن إسحق بن أبي إسحق قال أنا حاضر قتل
ابن الزبير يوم قتل في المسجد الحرام جعلت الجيوش تدخل من باب المسجد فكلما
دخل قوم من باب حمل عليهم وحده حتى يخرجهم فبينا هو على تلك الحال إذ جاءت
شرفة من شرفات المسجد فوقعت على رأسه فصرعته وهو يتمثل بهذه الأبيات:
تقول أسماء ألا (3) تبكيني * لم يبق إلا حسبي وديني * وصارم لاثت به يميني

(1) أي جعلها تطن من صوت القطع.
(2) في الأصل " عبد الرحمن بن عبد الملك " وهو غلط على ما تقدم وعلى ما في الخلاصة.
(3) في الأصل " لا ".
255

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن أبي نوفل بن أبي عقرب العرنجي (1)
قال صلب الحجاج ابن الزبير على عقبة المدينة ليرى ذلك قريشا فلما أن تفرقوا
جعلوا يمرون فلا يقفون عليه حتى مر عليه عبد الله بن عمر فوقف عليه فقال السلام
عليك أبا حبيب لقد قالها ثلاث مرات لقد كنت نهيتك عن ذا قالها ثلاث مرات
لقد كنت صواما قواما تصل الرحم فبلغ الحجاج موقف عبد الله بن عمر فبعث إليه
فاستنزله فرمى به في قبور اليهود وبعث إلى أسماء بنت أبي بكر أن تأتيه وقد ذهب
بصرها فأبت فأرسل إليها لتجيئن أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك قالت والله
لا آتيك حتى ترسل إلي من يسحبني بقروني فأتاه رسول فأخبره فقال له يا غلام ناولني سبتي
فناوله نعليه فقام وهو يتوقد حتى أتاها فقال كيف رأيت الله صنع بعدو الله قالت رأيتك
أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك واما ما كنت تعيره بذات النطاقين أجل لقد
كان لي نطاقان نطاق أغطى به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمل ونطاق
آخر لا بد للنساء منه وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن في ثقيف
مبيرا (2) وكذابا فأما الكذاب فقد رأيناه وأما المبير فأنت ذاك قال فخرج. رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي المحياة يعني المختار عن أبيه قال قدمت
مكة بعدما صلب أو قتل ابن الزبير بثلاثة أيام فكلمت أمه أسماء بنت أبي بكر الحجاج
فقالت أما آن لهذا الراكب أن ينزل قال المنافق قالت لا والله ما كان بمنافق ولقد كان
صواما قواما قال فاسكتي فإنك عجوز قد خرفت قالت ما خرفت. رواه الطبراني وأبو
المحياة وأبوه لم أعرفهما. وعن القاسم بن محمد قال جاءت أسماء بنت أبي بكر مع
جوار لها وقد ذهب بصرها فقالت أين الحجاج فقلنا ليس هو هنا قالت فمروه فليأمر
لنا بهذه العظام. رواه الطبراني وفيه يزيد بن أبي زياد والأكثر على ضعفه، وبقية
رجاله ثقات. وعن عقيل بن خالد أن أباه كان مع الحجاج لما قتل ابن الزبير فبعثه
إلى أسماء بنت أبي بكر فقال له قل لها يقول لك الحجاج اعزلي ما كان من مال عن
مال عبد الله بن الزبير فقالت افعلها يا ابن أسماء. رواه الطبراني وفيه أبو زيد عبد

(1) في الأصل غير منقوطة، والتصويب من الخلاصة.
(2) أي مهلكا يسرف هلاك الناس.
256

الرحمن بن أبي الغمر ولم أعرفه. وعن أبي معشر قال لما مات معاوية بن يزيد بايع
أهل الشام كلهم ابن الزبير إلا أهل الأردن فلما رأى ذلك رؤوس بنى أمية وناس
من أهل الشام وأشرافهم فيهم روح بن الزنباع الجذامي قال بعضهم لبعض إن الملك كان
فينا أهل الشام فينتقل إلى الحجاز لا نرضى بذلك. رواه الطبراني وإسناده منقطع.
(باب رفع زينة الدنيا)
عن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ترفع زينة الدنيا سنة خمس
وعشرين ومائة. رواه أبو يعلى والبزار وفيه مصعب بن مصعب وهو ضعيف.
(باب)
عن المستورد بن شداد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكل أمة أجل وإن أجل
أمتي مائة فإذا مر على أمتي مائة سنة أتاها ما وعدها الله عز وجل. رواه أبو يعلى والطبراني
في الكبير بنحوه. وفى رواية عند الطبراني أيضا عن المستورد قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول إن لكل أمة أجلا وإن لامتي مائة سنة فإذا مرت على أمتي مائة
سنة أتاها ما وعدها الله عز وجل، قال ابن لهيعة يعني كثرة الفتن، وفيه ابن لهيعة
وخديج بن أبي عمرو أو خديج بن عمرو كما هو في إحدى روايتي الطبراني وثقه ابن
حبان ولكن ابن لهيعة ضعيف. وعن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل ما توعدون
في مائة سنة. رواه البزار واسناده حسن.
(باب افتراق الأمم واتباع سنن من مضى)
عن أنس بن مالك قال ذكر رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم له نكاية في العدو واجتهاد فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أعرف هذا قال بل نعته كذا وكذا قال ما أعرفه فبينما نحن كذلك
إذا طلع الرجل فقال هو هذا يا رسول الله قال ما كنت أعرف هذا هذا أول قرن رأيته
في أمتي إن فيه لسفعة (1) من الشيطان فلما دنا الرجل سلم فرد عليه السلام
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنشدك بالله هل حدثت نفسك حين
طلعت علينا أن ليس في القوم أحد أفضل منك قال اللهم نعم قال فدخل المسجد

(1) أي ضربة من الشيطان، جعل ما به من العجب مسا من الجنون.
257

فصلى (1) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر قم فاقتله فدخل أبو بكر فوجده قائما يصلى
فقال أبو بكر في نفسه إن للصلاة حرمة وحقا ولو أني استأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجاء إليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قتلته قال لا رأيته قائما يصلى ورأيت للصلاة حرمة
وحقا وان شئت ان أقتله قتلته قال لست بصاحبه اذهب أنت يا عمر فأقتله فدخل
عمر المسجد فإذا هو ساجد فانتطره طويلا ثم قال عمر في نفسه إن للسجود حقا ولو
أني استأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد استأمرت من هو خير مني فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال أقتلته قال لا رأيته ساجدا ورأيت للسجود حقا وان شئت أن أقتله قتلته فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لست بصاحبه قم يا علي أنت صاحبه إن وجدته فدخل
فوجده خرج من المسجد فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أقتلته قال لا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قتل ما اختلف رجلان من أمتي حتى يخرج الدجال ثم حدثهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأمم فقال تفرقت أمة موسى على إحدى وسبعين ملة سبعون
منها في النار وواحدة في الجنة وتفرقت أمة عيسى على اثنتين وسبعين ملة إحدى
وسبعون منها في النار وواحدة في الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلو أمتي على الفرقتين
جميعا بملة اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة قال من هم يا رسول الله قال
الجماعات (2) قال يعقوب بن زيد وكان علي بن أبي طالب إذا حدث بهذا الحديث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا منه قرآنا (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون)
ثم ذكر أمه عيسى فقال (ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيآتهم
ولأدخلناهم جنات النعم) ثم ذكر أمتنا فقال (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق
وبه يعدلون). رواه أبو يعلى وفيه أبو معشر نجيح وفيه ضعف. وقد تقدمت
لهذا الحديث طرق في قتال الخوارج (3). وعن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول تفرقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على اثنتين
وسبعين فرقة وأمتي تزيد عليهم فرقة كلهم في النار إلا السواد الأعظم. رواه
الطبراني في الأوسط والكبير بنحو وفيه أبو غالب وثقه ابن معين وغيره، وبقية

(1) لعله " يصلى ".
(2) لعله الجماعة ".
(3) في الجزء السادس.
258

رجال الأوسط ثقات وكذلك أحد إسنادي الكبير. وعن سعد يعني ابن أبي
وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين ملة ولن
تذهب الليالي والأيام حتى تفترق أمتي على ثلثها. رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة
الربذي وهو ضعيف. وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إن في أمتي نيفا وسبعين داعيا كلهم داع إلى النار لو أشاء لأنبأتكم بآبائهم وأمهاتهم
وقبائلهم. رواه أبو يعلى وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
وعن أبي الدرداء وأبى أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك قالوا خرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوما علينا ونحن نتمارى في شئ من أمر الدين فغضب غضبا شديدا لم
يغضب مثله ثم انتهرنا فقال مهلا يا أمة محمد إنما هلك من كان قبلكم بهذا ذروا
المراء لقلة خيره ذروا المراء فان المؤمن لا يماري ذروا المراء فان المماري لا أشفع له
يوم القيامة ذروا المراء فانا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة في رباضها (1) ووسطها وأعلاها
لمن ترك المراء وهو صادق ذروا المراء فان أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان
المراء فان بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنتين وسبعين
فرقة كلهم على الضلالة إلا السواد الأعظم قالوا يا رسول الله من السواد الأعظم قال
من كان على ما أنا عليه أنا وأصحابي من لم يمار في دين الله ومن لم يكفر أحدا من
أهل التوحيد بذنب غفر له ثم قال إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا قالوا يا رسول
الله ومن الغرباء قال الذين يصلحون إذا فسد الناس ولا يمارون في دين الله ولا
يكفرون أحدا من أهل التوحيد بذنب. رواه الطبراني (2) وفيه كثير بن مروان وهو
ضعيف جدا. وقد تقدمت أحاديث المراء في العلم. وعن عمرو بن عوف قال كنا
قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد بالمدينة فجاءه جبريل عليه السلام
بالوحي فتغشى رداءه فمكث طويلا حتى سرى عنه ثم كشف رداءه فإذا هو يعرق
عرقا شديدا وإذا هو قابض على شئ فقال أيكم يعرف ما يخرج من النخل قلنا نحن
يا رسول الله بآبائنا أنت وأمهاتنا ليس شئ يخرج من النخل الا نحن نعرفه نحن

(1) أي ما حولها، وفى الأصل " رياضها " بالياء المثناة وهو غلط.
(2) في الكبير كما تقدم.
259

أصحاب نخل ثم فتح يده فيها نوى فقال ما هذا فقالوا يا رسول الله نوى فقال
نوى أي شئ قالوا نوى سنة قال صدقتم جاء جبريل عليه السلام يتعاهد دينكم
لتسلكن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل ولتأخذن بمثل أخذهم ان شبرا فشبر
وان ذراعا فذراع وان باعا فباع حتى لو دخلوا جحر ضب دخلتم فيه ألا ان بني إسرائيل
افترقت على موسى عليه السلام سبعين فرقة كلها ضالة إلا فرقة واحدة
الاسلام وجماعتهم ثم إنها افترقت على عيسى عليه السلام على أحد وسبعين فرقة
كلها ضالة إلا واحدة الاسلام وجماعتهم ثم انكم تكونون على اثنتين وسبعين
فرقة كلها في النار إلا واحدة الاسلام وجماعتهم. رواه الطبراني وفيه كثير بن
عبد الله وهو ضعيف وقد حسن الترمذي له حديثا، وبقية رجاله ثقات. وعن
ابن مسعود قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ابن مسعود فقلت لبيك
يا رسول الله قالها ثلاثا قال تدري أي الناس أفضل قلت الله ورسوله أعلم قال فان أفضل
الناس أفضلهم عملا إذا فقهوا في دينهم ثم قال يا ابن مسعود قلت لبيك يا رسول
الله قال تدري الناس أعلم قلت الله ورسوله أعلم قال إن أعلم الناس أبصرهم بالحق
إذا اختلف الناس وإن كان مقصرا في العمل وإن كان يزحف على استه زحفا واختلف
من كان قبلي على ثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاثة وهلك سائرهن فرقة وازت الملوك
وقاتلوهم على دينهم ودين عيسى بن مريم وأخذوهم وقتلوهم وقطعوهم بالمناشير
وفرقة لم يكن لهم طاقة بموازاة الملوك ولا بأن يقيموا بين ظهرانيهم فيدعوهم إلى الله
ودين عيسى بن مريم فساحوا في البلاد وترهبوا قال وهم الذين قال الله عز وجل
(رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله) الآية فقال النبي صلى
الله عليه وسلم من آمن بي وصدقني واتبعني فقد رعاها حق رعايتها ومن لم يتبعني
فأولئك هم الهالكون، وفي رواية فرقة أقامت في الملوك والجبابرة فدعت إلى
دين عيسى فأخذت وقتلت بالمناشير وحرقت بالنيران فصبرت حتى لحقت بالله، والباقي
بنحوه. رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير بكير بن
260

معروف وثقه أحمد وغيره وفيه ضعف.
(باب منه في اتباع سنن من مضى)
عن سهل بن سعد الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لتركبن
سنن من كان قبلكم مثلا بمثل. رواه أحمد والطبراني بنحوه وزاد حتى لو دخلوا
جحر ضب لا تبعتموه قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن إلا اليهود والنصارى،
وفي إسناد أحمد ابن لهيعة وفيه ضعف وفي إسناد الطبراني يحيى بن عثمان عن أبي
حازم ولم أعرفه، وبقية رجالهما ثقات. وعن شداد بن أوس عن حديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ليحملن شرار هذه الأمة على سنن الذين خلوا من أهل الكتاب حذو
القذة بالقذة (1). رواه أحمد والطبراني ورجاله مختلف فيهم. وعن ابن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبرا وذراعا بذراع وباعا
بباع حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم وحتى لو أن أحدهم جامع أمه
لفعلتم. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل لتركبن طريقهم حذو القذة بالقذة حتى
لا يكون فيهم شئ إلا كان فيكم مثله حتى إن القوم لتمر عليهم المرأة فيقوم إليها
بعضهم فيجامعها ثم يرجع إلى أصحابه يضحك لهم ويضحكون إليه. رواه الطبراني
وفيه من لم أعرفه. وعن المستورد بن شداد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تترك هذه
الأمة شيئا من سنن الأولين حتى تأتيه. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
(باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)
عن عبد الرحمن الحضرمي قال أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن في أمتي
قوما يعطون مثل أجور أولهم ينكرون النكر. رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب سمع
منه الثوري في الصحة، و عبد الرحمن بن الحضرمي لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب فيمن يأمر بالمعروف عند فساد الناس)
عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لهذا الدين اقبالا وادبارا ألا وان

(1) في الأصل " الغدة " وهو غلط جلى، والقذة: ريش السهم.
261

من اقبال هذا الدين أن تفقه القبيلة بأسرها حتى لا يبقى فيها إلا الفاسق أو الفاسقان
ذليلان فهما ان تكلما قهرا واضطهدا وان من إدبار هذا الدين أن تجفو القبيلة بأسرها
فلا يبقى فيها إلا الفقيه والفقيهان فهما ذليلان ان تكلما قهرا واضطهدا ويلعن آخر هذه
الأمة أولها ألا وعليهم حلت العنة حتى يشربوا الخمر علانية حتى تمر المرأة بالقوم
فيقوم إليها بعضهم فيرفع بذيلها كما يرفع بذيل النعجة فقائل يقول يومئذ ألا واريتها
وراء الحائط فهو يومئذ فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم فمن أمر يومئذ بالمعروف ونهى
عن المنكر فله أجر خمسين ممن رآني وآمن وأطاعني وبايعني. رواه الطبراني
وفيه علي بن يزيد وهو متروك.
(باب فيمن يهاب الظالم)
عن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا
رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له أنت ظالم فقد تودع منهم. رواه أحمد والبزار
باسنادين ورجال أحد إسنادي البزار رجال الصحيح وكذلك رجال أحمد إلا أنه وقع
فيه في الأصل غلط فلهذا لم أذكره.
(باب في أهل المعروف وأهل المنكر)
عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده إن المعروف
والمنكر لخليقتان ينصبان للناس يوم القيامة فأما المعروف فيبشر أصحابه ويوعدهم
الخير وأما المنكر فيقول إليكم إليكم وما يستطيعون له إلا لزوما. رواه أحمد
والبزار ورجالهما رجال الصحيح، ورواه الطبراني في الأوسط. وعن ابن عمر أن
للنبي صلى الله عليه وسلم قال أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر
في الدنيا أهل المنكر في الآخرة. رواه البزار وفيه خازم أبو محمد قال أبو حاتم
مجهول. وعن قبيصة بن مرة الأسدي قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته
يقول أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل
المنكر في الآخرة. رواه الطبراني والبزار وفيه علي بن أبي هاشم قال أبو حاتم هو
262

صدوق إلا أنه ترك حديثه من أجل انه يتوقف في القرآن (1) وفيه من لم أعرفه. وعن
أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة
وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة. رواه الطبراني في الصغير والأوسط
باسنادين في أحدهما يحيى بن خالد بن حيان الرقي ولم أعرفه ولا ولده أحمد، وبقية
رجاله رجال الصحيح وفى الأخير المسيب بن واضح قال أبو حاتم يخطئ كثيرا فإذا
قيل له لم يرجع. وعن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل المعروف
في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة.
رواه الطبراني في الصغير ورجاله وثقوا وفي بعضهم كلام لا يضر. وعن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وأهل
المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة. رواته الطبراني في الكبير والأوسط وفي
اسناد الكبير عبد الله بن هارون الفروي وهو ضعيف وفى الآخر ليث بن أبي سليم.
وعن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في
الآخرة وان أهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة. رواه الطبراني وفيه
هشام بن لاحق تركه أحمد وقواه النسائي، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي أمامة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وان
أول أهل الجنة دخولا الجنة أهل المعروف. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وعن
درة ابنة أبي لهب قالت قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال يا رسول الله
أي الناس خير قال خير الناس أقرؤهم وأتقاهم وآمرهم المعروف وأنهاهم عن
المنكر وأوصلهم للرحم. رواه أحمد وهذا لفظه والطبراني وزاد قالت كنت عند
عائشة فجئ برجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم كأنه ناداه وهو على المنبر فقال يا رسول الله أي
الناس خير قالت فأتى الرجل فقال يا رسول الله ليس لي ذنب أمرني فلان، والباقي
بنحوه. ورجالهما ثقات وفى بعضهم كلام لا يضر.

(1) أي أنه من الواقفة وهي فرقة مشهورة.
263

(باب المؤمن مرآة المؤمن)
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن مرآة المؤمن. رواه البزار والطبراني
في الأوسط وفيه عثمان بن محمد من ولد ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال ابن القطان
الغالب على حديثه الوهم، وبقية رجاله ثقات.
(باب انصر أخاك)
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انصر أخاك ظالما أو مظلوما إن كان ظالما فرده
وإن كان مظلوما فخد له. رواه الطبراني في الأوسط من رواية إسماعيل بن عياش
عن الحجازيين وفيها ضعف.
(باب في الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وفيمن لا تأخذه في الله لومة لائم)
عن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شهدت حلف بني هاشم وزهرة
وتيم فما يسرني ان نعصيه ولى حمر النعم ولو دعيت له اليوم لأجبت على أن يأمر
بالمعروف وينهى عن المنكر ويأخذ للمظلوم من الظالم. رواه البزار وفيه ضرار بن
صرد وهو ضعيف وله طريق آخر. وعن عبد الله الله يعني ابن مسعود رفعه قال الدنيا
ملعونة ملعون ما فيها إلا أمرا بمعروف ونهيا عن المنكر وذكر الله. رواه البزار وفيه
المغيرة بن مطرف ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا. وعن سهل بن سعيد أنه بايع رسول
الله صلى الله عليه وسلم هو وأبو ذر وأبو سعيد الخدري ومحمد بن مسلمة ورجل آخر على أن
لا تأخذهم في الله لومة لائم. رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عياش وهو ضعيف.
وعن يزيد بن أبي حبيب أنه حدث محمد بن يزيد بن أبي زياد قال اصطحب قيس
ابن خرشة وكعب حتى إذا بلغا صفين وقف كعب ساعة فقال لا إله الا الله ليهرقن
من دماء المسلمين بهذه البقعة شئ لا يهراق ببقعة من الأرض فغضب قيس ثم قال
يدريك يا أبا إسحاق ما هذا من الغيب الذي استأثر الله به فقال كعب ما من
الأرض شبر إلا وهو مكتوب في التوراة التي أنزل الله على موسى ما يكون عليه وما
يخرج فيه إلى يوم القيامة، قال محمد بن يزيد ومن قيس بن خرشة قال رجل بن
264

قيس وما تعرفة وهو رجل من أهل بلادك قال والله ما أعرفه قال إن قيس بن خرشة
قم على النبي صلى الله عليه وسلم قال أبايعك على ما جاءك من الله وعلى أن نقول بالحق فقال النبي
صلى الله عليه وسلم يا قيس عسى إن مد بك الدهر أن يليك بعدي ولاة لا تستطيع أن تقول بالحق
معهم قال قيس والله لا أبايعك على شئ ء إلا وفيت لك به قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
لا يضرك شئ قال فكان قيس يعيب علي زياد وابنه عبيد الله بن زياد فأرسل إليه فقال
أنت الذي تفتري على الله وعلى رسوله قال لا ولكن ان شئت أخبرتك من يفترى
على الله وعلى رسوله من ترك العمل بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني وهو مرسل. وعن أبي ذر قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن
لا يأخذني في الله لومة لائم وأن أنظر إلى من هو أسفل متى ولا أنظر إلى من هو
فوقي وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم وأوصاني بقول الحق وإن كان مرا
وأوصاني بصلة الرحم وان أدبرت وأوصاني ان لا أسأل الناس شيئا وأوصاني
أن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا الله العلي العظيم فإنها من كنوز الجنة
رواه الطبراني في الصغير والكبير بنحوه وزاد وأن لا أسأل الناس شيئا، ورجاله
رجال الصحيح غير سلام أبي المنذر وهو ثقة ورواه البزار. وعن أبي هريرة قال
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة لا تدخلن على أمير فان غلبت على ذلك فلا تجاوز
سنتي ولا تخافن سيفه وسوطه أن تأمرهم بتقوى الله وطاعته. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه عبد المنعم بن بشر وهو ضعيف. وعن أبي سعيد الخدري عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه ويذكر بعظيم
فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق - قلت روى الترمذي وابن ماجة طرفا منه -
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني. وعن عائشة
عن النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى قال يا رب أخبرني بأكرم خلقك عليك فقال الذي يسرع
في هواي إسراع النسر إلى هواه والذي تكلف بعبادي الصالحين كما يكلف
الصبي بالناس والذي يغضب إذا انتهكت محارمي غضب النمر لنفسه فان النمر إذا
265

غضب لم يبال أقل الناس أم كثروا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبد
الله يحيى بن عروة وهو متروك. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى امام جائر فأمره ونهاه فقتله.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه شخص ضعيف في الحديث. وعن أبي جعفر الخطمي
أن جده عمير بن حبيب بن حماشة وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عند احتلامه أوصى
ولده فقال يا بني إياك ومجالسة السفهاء فان مجالستهم داء ومن يحلم عن السفيه يسر ومن
يجبه يندم ومن لا يرضى بالقليل مما يأتي به السفيه يرضى بالكثير وإذا أراد أحدكم ان
يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر فليوطن نفسه على الصبر على الأذى ويثق بالثواب
من الله تعالى فإنه من ويثق بالثواب من الله عز وجل لم يضره مس الأذى. رواه
الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وعن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعرفت في وجهه أنه قد حفزه (1) شئ فتوضأ ثم خرج فلم يكلم أحدا فدنوت من الحجرات
فسمعته يقول يا أيها الناس إن الله يقول مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر من قبل أن
تدعوني فلا أجيبكم وتسألوني فلا أعطيكم وتستنصروني فلا أنصركم - قلت روى ابن
ماجة - بعضه رواه أحمد والبزار وفيه عاصم بن عمر أحد المجاهيل. وعن ابن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا
الله فلا يستجيب لكم وقبل أن تستغفروه فلا يغفر لكم إن الامر بالمعروف لا يقرب
أجلا وإن الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهى
عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم وعمهم البلاء. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
من لم أعرفهم. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأمرن بالمعروف ولتنهن
عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم خياركم فلا يستجاب لهم. رواه
الطبراني في الأوسط والبزار وفيه حبان بن علي وهو متروك وقد وثقه ابن معين
في رواية وضعفه في غيرها.

(1) أي حثه ودفعه.
266

(باب فيمن قدر على نصر مظلوم أو إنكار منكر)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ربك عز وجل وعزتي وجلالي
لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله ولأنتقمن ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره فلم يفعل.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفهم. وعن سهل بن حنيف عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذله الله
عز وجل على رؤس الخلائق يوم القيامة. رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وهو
حسن الحديث وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وعن عدي بن عدي الكندي
حدث عن مجاهد قال ثنا مولى لنا أنه سمع جدي يقول سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول إن الله عز وجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين
ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه فإذا فعلوا ذلك عذب الله العامة
والخاصة. رواه أحمد من طريقين إحداها هذه والأخرى عن عدي بن عدي حدثني
مولى لنا وهو الصواب وكذلك رواه الطبراني وفيه رجل لم يسم، وبقية رجال أحد
الاسنادين ثقات. وعن جابر وأبي أيوب الأنصاري قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من
امرئ يخذل مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله
الله في موطن يحب فيه نصرته وما من امرئ ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من
عرضه وينتهك فيه من حرمته الا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته - قلت
حديث جابر وحده رواه أبو داود - رواه الطبراني في الأوسط واسناده حسن.
وعن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نصر أخاه بالغيب وهو يستطيع
نصره نصرها لله في الدنيا والآخرة. رواه البزار بأسانيد وأحدها موقوف على
عمران وأحد أسانيد المرفوع رجاله الصحيح، ورواه الطبراني. وعن ابن عمر
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أدخل رجل قبره فأتاه ملكان فقالا له
انا ضاربوك ضربة فقال لهما على ما تضرباني فضرباه امتلأ قبره منها نارا ثم
تركاه حتى أفاق وذهب عنه الرعب فقال لهما على ما ضربتماني فقالا انك صليت صلاة
267

وأنت على غير طهور ومررت برجل مظلوم فلم تنصره. رواه الطبراني وفيه يحيى بن
عبد الله البابلتي وهو ضعف.
(باب في ظهور المعاصي)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خفيت الخطيئة لم تضر
الا صاحبها وإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
مروان بن سالم الغفاري وهو متروك. وعن عبد الله بن مسعود قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل يكون في قوم يعمل بمعاصي الله فيهم
وهم أكثر سنه وأعز ثم يدهنون في شأنه إلا عاقبهم الله. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف. وعن العرس بن عميرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى تعمل الخاصة
بعمل تقدر العامة أن تغيره ولا تغيره فذاك حين يأذن الله في هلاك العامة والخاصة.
رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن ابن عباس قال قيل يا رسول الله أتهلك القرية
فيهم الصالحون قال نعم فقيل لم يا رسول الله قال بشهادتهم وسكوتهم عن
معاصي الله. رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف.
وكذلك رواه البزار بنحوه والطبراني في الأوسط. وعن أم مسلمة قالت سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده فقلت
يا رسول الله أما فيهم صالحون قال بلى قلت فكيف يصنع بأولئك قال يصيبهم ما أصاب
الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان. رواه أحمد باسنادين رجال أحدهما
رجال الصحيح. وعن عائشة تبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ظهر السوء بأرض أنزل
الله عز وجل بأهل الأرض بأسه قالت وفيها أهل طاعة الله قال نعم ثم يصيرون
إلى رحمة الله. رواه أحمد وفيه امرأة لم تسم. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا أنزل الله تبارك وتعالى بقوم عذابا أصاب العذاب من كان بين أظهرهم
ثم يبعثهم الله تبارك وتعالى على أعمالهم رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وهو
268

ضعيف. وعن أنس بن مالك قال ذكر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم خسف قبل المشرق
فقال رجل يا رسول الله يخسف بأرض فيها المسلمون فقال نعم إذا كان أكثر أهلها
الخبث. رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن أم حبيبة
قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول إنا لله وإنا إليه راجعون
ويل للعرب من شر قد اقترب فتح من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق تسعين
قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث. رواه الطبراني
في الأوسط ورجاله ثقات. وعن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما نقض قوم العهد الا كان القتل بينهم ولا ظهرت فاحشة في قوم الا سلط الله
عليهم الموت ولا منع قوم قط الزكاة الا حبس الله عنهم القطر. رواه البزار ورجاله
رجال الصحيح غير رجاء بن محمد وهو ثقة. وعن ابن عمر رفعه قال الطابع معلق
بقائمة العرش فإذا اشتكت الرحم وعمل بالمعاصي واجترئ على الله بعث الله الطابع
فيطبع على قبله فلا يعقل بعد ذلك شيئا. رواه البزار وفيه سليمان بن مسلم الخشاب
وهو ضعيف جدا. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عمل بالمعاصي
بين ظهر قوم هم مثلهم لم يمنعوهم من ذلك حتى يغيروا المنكر فقد برئت منهم ذمة
الله. رواه الطبراني وفيه هياج بن بسطام وهو ضعيف.
(باب وجوب إنكار المنكر)
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من كان قبلكم من بني إسرائيل
إذا عمل فيهم العامل الخطيئة فنهاه الناهي تعذيرا فإذا كان من الغد جالسه وواكله
وشاربه كأنه لم يره على خطيئة بالأمس فلما رأى الله تعالى ذلك منهم ضرب قلوب
بعضهم على بعض على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون
والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ولتأخذن على أيدي المسئ
ولتأطرنه على الحق (1) أطرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ويلعنكم كما لعنهم.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول

(1) أي تعطفوه عليه
269

الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول
له أنت الظالم فقد تودع منهم. رواه أحمد والبزار والطبراني وأحد
أسانيد (1) البزار رجاله رجال الصحيح، وكذلك إسناد أحمد إلا أنه وقع فيه في الأصل
غلط. وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول
له أنت ظالم فقد تودع منهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سنان بن هارون وهو
ضعيف وقد حسن الترمذي حديثه، وبقية رجاله ثقات.
(باب فيمن لم يغضب لله)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوحى الله إلى ملك من الملائكة أن اقلب
مدينة كذا وكذا على أهلها قال إن فيها عبدك فلان لم يعصك طرفة عين قال اقلبها
عليه وعليهم فان وجهه لم يتمعر (2) في ساعة قط. رواه الطبراني في الأوسط من
رواية عبيد بن إسحاق العطار عن عمار بن سيف وكلاهما ضعيف ووثق عمار بن سيف
ابن المبارك وجماعة ورضى أبو حاتم عبيد بن إسحاق.
(باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون
ويفعلون ما يؤمرون وسيكون بعدي خلفاء يعملون بما لا يعلمون ويفعلون مالا يؤمرون
فمن أنكر عليهم برئ ومن أمسك يده سلم ولكن من رضى وتابع. رواه أبو يعلى
ورجاله رجال الصحيح غير أبى بكر محمد بن عبد الملك بن زنجويه وهو ثقة. وعن
ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيكون عليكم أمراء يعملون بما يعلمون
ويفعلون ما يؤمرون سيكون بعدهم أمراء يعملون مالا يعلمون ويفعلون مالا يؤمرون
من أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع. رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلمة
ابن علي وهو متروك.
(باب النهي عن المنكر عند فساد الناس)
عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم على بينة من ربكم

(1) في الأصل " أسناد ".
(2) أي لم يتغير من التألم والغضب.
270

ما لم تظهر فيكم سكرتان سكرة الجهل وسكرة حب العيش وأنتم تأمرون بالمعروف
وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله فإذا ظهر فيكم حب الدنيا فلا تأمرون
بالمعروف ولا تنهون عن المنكر ولا تجاهدون في سبيل الله القائلون يومئذ بالكتاب
والسنة كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار. رواه البزار وفيه الحسن بن بشر
وثقه أبو حاتم وغيره وفيه ضعف. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إن لهذا الدين إقبالا وإدبارا ألا وإن من إقبال هذا الدين أن تفقه القبيلة بأسرها
حتى لا يبقى فيها إلا الفاسق أو الفاسقان ذليلان فهما ان تكلما قهرا واضطهدا وإن
من إدبار هذا الدين أن تجفو القبيلة بأسرها فلا يبقى فيها إلا الفقيه والفقيهان فهما
ذليلان إن تكلما قهرا واضطهدا ويلعن آخر هذه الأمة أولها ألا وعليهم حلت
اللعنة حتى يشربوا الخمر علانية حتى تمر المرأة بالقوم فيقوم إليها بعضهم فيرفع بذيلها
كما يرفع بذنب النعجة فقائل يقول يومئذ ألا واريتها وراء هذا الحائط فهو يومئذ
فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم فمن أمر يومئذ بالمعروف ونهى عن المنكر فله أجر
خمسين ممن رآني وأطاعني وآمن بي وأطاعني وبايعني. رواه الطبراني وفيه علي بن
يزيد وهو متروك (1). وعن عبد الرحمن الحضرمي قال أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول إن من أمتي قوما يعطون مثل أجور أولهم ينكرون المنكر. رواه أحمد وعبد
الرحمن لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(باب فيمن يؤمر بالمعروف فلا يقبل)
عن عبد الله يعني ابن مسعود قال إن من أكبر الذنب أن يقول الرجل
لأخيه اتق الله فيقول عليك نفسك أنت تأمرني. رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح. وعن عبد الله أيضا قال كفى بالمرء إثما إذا قيل له اتق الله غضب. رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح. قلت وقد تقدم حديث معاوية فيمن يتكلم من
الحكام فلا يرد عليهم انهم يتهافتون في النار في الخلافة (2).

(1) تقدم هذا الحديث في الصفحة 262 (2) في الجزء الخامس.
271

(باب الكلام بالحق عند الحكام)
عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفضل الجهاد أن يكلم بالحق عند سلطان
أو قال عند سلطان جائر. رواه البزاز وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف. وعن
عبد الله بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب
ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه شخص
ضعيف. وعن أبي عبيدة بن الجراح قال قلت يا رسول الله أي الشهداء أكرم على
الله عز وجل قال رجل قام إلى إمام جائر فأمره بمعروف ونهاه عن منكر فقتله.
قيل فأي الناس أشد عذابا قال رجل قتل نبيا أو قتل رجلا أمره بمعروف ونهاه عن
المنكر ثم قرأ (ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس
فبشرهم بعذاب أليم) ثم قال يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا في
ساعة واحدة فقام مائة رجل واثنا عشر رجلا من عباد بني إسرائيل فأمروا بالمعروف
ونهوا عن المنكر فقتلوا جميعا. رواه البزار وفيه ممن لم أعرفه اثنان.
(باب فيمن خاف فأنكر بقلبه ومن تكلم)
عن المعلى بن زياد قال لما هزم يزيد بن المهلب أهل البصرة قال المعلى فخشيت
أن أجلس في حلقة الحسن بن أبي الحسن فأوجد فيها فأعرف فأتيت الحسن في منزله
فدخلت عليه فقال يا أبا سعيد كيف بهذه الآية من كتاب الله قال أية آية من كتاب
الله قلت قول الله هذه الآية (وترى كثيرا منهم يسارعون في الاثم والعدوان
وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون) قال يا عبد الله إن القوم عرضوا السيف فحال
السيف دون الكلام قلت يا أبا سعيد فهل تعرف لمتكلم فضلا قال لا قال المعلى ثم
حدثت بحديثين قال ثنا أبو سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول
بحق إذا رآه أو يذكر بعظيم فإنه لا يقرب من أجل ولا يبعد من رزق، قال ثم حدث
الحسن بحديث آخر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس للمؤمن أن يذل نفسه قيل
272

وما إذلاله نفسه قال يتعرض من البلاء لما لا يطيق قلت يا أبا سعيد فيزيد الضبي
وكلامه في الصلاة قال أما إنه لهم يخرج من السجن حتى ندم قال المعلى فقمت من
مجلس الحسن فأتيت يزيد فقلت يا أبا مودود بينا أنا والحسن نتذاكر
إذ نصب أمرك نصبا فقال مه يا أبا الحسن قال قلت قد فعلت قال
فما قال قلت قال أما إنه لم يخرج من السجن حتى ندم على مقالته قال يزيد ما ندمت
على مقالتي وأيم الله لقد قمت مقاما أخطر فيه بنفسي قال يزيد فأتيت الحسن قلت
يا أبا سعيد غلبنا على كل شئ تغلب على صلاتنا فقال يا عبد الله إنك لم تصنع شيئا
إنك تعرض نفسك لهم ثم أتيته فقال مثل مقالته قال فقمت يوم الجمعة في المسجد
والحكم بن أيوب يخطب فقلت رحمك الله الصلاة احتوشتني فلما قلت ذلك قام الرجال
يتعاوروني فأخذوا بلحيتي وتلبيبتي (1) وجعلوا يجؤون (2) بطني بنعال سيوفهم قال
ومضوا بي نحو المقصورة فما وصلت إليها حتى ظننت انهم سيقتلوني دونها قال ففتح لي باب
المقصورة قال فقمت بين يدي الحكم وهو ساكت فقال أمجنون أنت وما كنا في
صلاة فقلت أصلح الله الأمير هل من كلام أفضل من كتاب الله قال لا قلت
أصلح الله الأمير أرأيت لو أن رجلا نشر مصحفا يقرؤه غدوة إلى الليل كان ذلك
قاض عنه صلاته قال والله لأحسبك مجنونا قال وأنس بن مالك جالس تحت
منبره ساكت فقلت يا أنس يا أبا حمزة أنشدك الله فقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وصحبته أبمعروف قلت أم بمنكر أبحق قلت أم بباطل قال فلا والله ما أجابني بكلمة
قال له الحكم بن أيوب يا أنس قال يقول لبيك أصلحك الله قال وكان وقت الصلاة
قد ذهب قال كان بقي من الشمس بقية قال احبسوه قال يزيد فأقسم لك يا أبا الحسن
يعني للمعلى لما لقيت من أصحابي كان أشد علي من مقالي قال بعضهم مراء وقال
بعضهم مجنون قال كتب الحكم إلى الحجاج إن رجلا من بني ضبة قام يوم الجمعة
قال الصلاة وأنا أخطب وقد شهد الشهود العدول عندي أنه مجنون فكتب إليه
الحجاج ان كانت قامت الشهود العدول أنه مجنون فخل سبيله والا فاقطع يديه

(1) التلبيب: ما في موضع اللبب " أعلى الصدر " من الثياب.
(2) أي يضربون.
273

ورجليه واسمر عينيه واصلبه قال فشهدوا عند الحكم أنى مجنون فخلى عني، قال
المعلى عن يزيد الضبي مات أخ لنا فتبعنا جنازته فصلينا عليه فلما دفن تنحيت في عصابة
فذكرنا الله وذكرنا معادنا فانا كذلك إذ رأينا نواصي الخيل والحراب فلما رآه
أصحابي قاموا وتركوني وحدي فجاء الحكم حتى وقف علي فقال ما كنتم تصنعون
قلت أصلح الله الأمير مات صاحب لنا فصلينا عليه ودفناه وقعدنا نذكر ربنا
ونذكر معادنا ونذكر ما صار إليه قال ما منعك أن تفر كما فروا قلت أصلح الله الأمير
أنا أبرأ من ذلك ساحة وآمن الأمير أن أفر قال فسكت الحكم فقال عبد الملك
ابن المهلب وكان على شرطته تدري من هذا قال من هذا قال هذا المتكلم يوم الجمعة
قال فغضب الحكم وقال أما إنك لجرئ خذاه قال فأخذت فضربني أربعمائة سوط
فما دريت متى تركني من شدة ما ضربني قال وبعثني إلى واسط فكنت في ديماس
الحجاج حتى مات الحجاج. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
(باب فيمن خشي من ضرر على غيره وعلى نفسه)
عن علي بن يزيد قال كنت في القصر مع الحجاج وهو يعرض الناس من أجل ابن
الأشعث فجاء أنس بن مالك حتى دنا فقال له الحجاج هيه يا خبثة يا جوال في الفتن مرة مع
علي بن أبي طالب ومرة مع ابن الزبير ومرة مع ابن الأشعث أما والذي نفسي بيده
لأستأصلنك كما تستأصل الصمغة ولأجردنك كما يجرد الضب فقال من يعنى الأمير
أصلحه الله قال الحجاج إياك أعني أصم الله سمعك فاسترجع فقال إنا لله وإنا إليه راجعون
ثم خرج من عنده فقال لولا أني ذكرت ولدي فخشيته عليهم لكلمته في مقامي
بكلام لا يستجيبني بعده أبدا. رواه الطبراني وعلي بن زيد ضعيف وقد وثق. وعن
ابن عمر قال سمعت الحجاج يخطب فذكر كلاما أنكرته فأردت أن أغير فذكرت
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قال قلت يا رسول الله كيف
يذل نفسه قال يتعرض من البلاء لما لا يطيق. رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير
باختصار واسناد الطبراني في الكبير جيد ورجاله رجال الصحيح غير زكريا بن
274

يحيى بن أيوب الضرير ذكره الخطيب روى عن و روى عنه جماعة ولم يتكلم
فيه أحد. وعن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس للمسلم أن يذل نفسه قالوا
يا رسول الله كيف يذل نفسه قال يتعرض من البلاء لما لا يطيق. رواه الطبراني في
الأوسط من طريق الخضر عن الجارود ولم ينسبا ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
(باب الانكار بالقلب)
عن عبادة بن الصمت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنها ستكون
فتن لا يستطيع المؤمن أن يغير فيها بيد ولا بلسان فقال علي بن أبي طالب يا رسول
الله هل ينقص ذلك من إيمانهم شيئا قال لا إلا كما ينقص القطر من السقاء قال
ولم ذلك قال يكرهونه بقلوبهم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه طلحة بن
زيد القرشي وهو ضعيف جدا. وعن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كيف أنت إذ كنت في حثالة (1) من الناس واختلفوا حتى يكونوا هكذا وشبك بين
أصابعه قال الله ورسوله أعلم قال خذ ما تعرف ودع ما تنكر. رواه الطبراني وفيه
من لم أعرفه وزياد بن عبد الله البكائي وثقه ابن حبان وضعفه جماعة. وعن عبد
الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسب المرء أن يرى منكرا لا يستطيع
له غيرا (2) أن يعلم الله أنه له منكر. رواه الطبراني وفيه الربيع بن سهل وهو ضعيف.
وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم أمرا لا تستطيعون غيره
فاصبروا حتى يكون الله هو الذي يغيره. رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو
ضعيف. وقد تقدمت أحاديث في الانكار باليد واللسان والقلب في باب مراتب
الامر بالمعروف. وعن طارق بن شهاب قال جاء عتريس بن عرقوب الشيباني
إلى عبد الله فقال هلك من لم يأمر بالمعروف وينه عن المنكر فقال بل هلك
من لم يعرف قلبه المعروف وينكر المنكر. رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح. وعن عبد الله بن مسعود قال الناس ثلاثة فما سواهم فلا خير فيه
رجل رأى فئة تقاتل في سبيل الله فجاهد بنفسه وماله، ورجل جاهد

(1) الحثالة: الردئ من كل شئ.
(2) الغير: الاسم من غيرت الشئ فتغير.
275

بلسانه وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، ورجل عرف الحق بقلبه.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وعنه قال إذا رأيت الفاجر فلم تستطع أن تغير
عليه فاكفهر (1) في وجهه. رواه الطبراني باسنادين في أحدهما شريك وهو حسن
الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت ويأتي حديث فيمن غاب عن أمر رضى
به ومن شهده فكرهه.
(باب فيمن ليس فيهم من يهاب في الله عز وجل)
عن عبد الله بن بسر قال لقد سمعت حديثا منذ زمان إذا كنت في قوم عشرين
رجلا أو أقل أو أكثر فتصفحت وجوههم فلم تر فيهم رجلا يهاب الله عز وجل فاعلم
أن الامر قد رق. رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد جيد.
(باب فيمن يأمر بالمعروف ولا يفعله)
عن الوليد بن عقبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ناسا من أهل الجنة يتطلعون
إلى أناس من أهل النار فيقولون بما دخلتم النار فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا
منكم فيقولون انا كنا نقول ولا نفعل. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بكر
الداهري وهو ضعيف جدا. وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت
ليلة أسري بي على رجال تقرض شفاههم بمقاريض من نار قلت من هؤلاء يا جبريل
قال هؤلاء خطباء أمتك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب
أفلا يعقلون، وفي رواية تقرض ألسنتهم بمقاريض من نار أو قال من حديد، وفي
رواية أتيت على سماء الدنيا ليلة أسري بي فرأيت فيها رجالا تقطع ألسنتهم وشفاههم
فذكر نحوه. رواها كلها أبو يعلى والبزار ببعضها والطبراني في الأوسط وأحد أسانيد
أبى يعلى رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعا الناس
إلى قول أو عمل ولم يعمل هو به لم يزل في سخط الله حتى يكف أو يعمل ما قال
أو دعا إليه. رواه الطبراني وفيه عبد الله بن خراش وثقه ابن حبان وقال يخطئ،
وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات. وعن عامر بن شهر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) أي أعبس وقطب.
276

يقول خذوا بقول قريش ودعوا فعلهم. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير مجالد
وقد وثق وفيه ضعف.
(باب مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به)
عن أنس بن مالك قال قلنا يا رسول الله لا تأمر بالمعروف حتى نعمل به ولا ننهي
عن المنكر حتى تجتنبه كله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به
وانهوا عن المنكر وإن لم تجتنبوه كله. رواه الطبراني في الصغير والأوسط من طريق
عبد السلام بن عبد القدوس بن حبيب عن أبيه وهما ضعيفان.
(باب فيمن إذا سلبت دنياهم فلا يبالون أمر دينهم)
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال أمة لا إله إلا الله بخير ما بالوا (1)
ما انتقص من أمر دينهم في أمر دنياهم فإذا لم يبالوا ما انتقص من أمر دينهم في فلاح
دنياهم ردت عليهم وقيل لهم لستم بصادقين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو
ابن عبد الغفار وهو متروك. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال
لا إله إلا الله تدفع عن قائلها ما بالي قائلوها ما أصابهم في دنياهم إذا سلم لهم
دينهم فإذا لم يبال قائلوها ما أصابهم في دينهم بسلامة دنياهم فقالوا لا إله إلا الله
قيل لهم كذبتم. رواه البزار وفيه عبد الله بن محمد بن عجلان وهو ضعيف جدا.
وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا إله إلا الله تمنع من سخط الله ما لم
يؤثروا سفعة دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك ثم قالوا لا إله إلا الله قال الله كذبتم.
رواه البزار وإسناده حسن.
(باب بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا)
عن سعد بن أبي وقاص قال سمعت رسول الله صلى الله الله عليه وسلم يقول إن
الايمان بذأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى يومئذ للغرباء إذا فسد الناس والذي
نفس أبي القاسم بيده ليأرزن (2) الايمان إلى بين هذين المسجدين كما تأرز الحية إلى
جحرها. رواه أحمد والبزار وأبو يعلى ورجاله أحمد وأبى يعلى رجال الصحيح.

(1) في الأصل " ما لم يبالهم ".
(2) أي ينضم ويجتمع بعضه إلى بعض.
277

وعن عبد الرحمن بن شيبة (1) أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول بدأ الاسلام غريبا ثم يعود
غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء قيل يا رسول الله ومن الغرباء قال الذين يصلحون إذا فسد
الناس والذي نفسي بيده لينحازن الاسلام إلى بين هذين المسجدين كما تأرز
الحية إلى جحرها. رواه عبد والطبراني وفيه إسحق بن عبد الله بن أبي
فروة وهو متروك. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
ونحن عنده طوبى للغرباء فقيل من الغرباء يا رسول الله قال أناس صالحون في أناس
سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم. رواه أحمد الطبراني في الأوسط وقال
أناس صالحون قليل، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف. وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء - قلت هو في الصحيح
غير قوله فطوبى للغرباء - رواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس. قلت
وقد تقدم حديث أربعة من الصحابة بسند واحد في باب افتراق الأمم قبل هذا
بكراسة في أثناء حديث. وعن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء قالوا يا رسول الله ومن الغرباء
قال الذين يصلحون عند فساد الناس. رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله رجال
الصحيح غير بكر بن سليم وهو ثقة. وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء قال ومن
الغرباء يا رسول الله قال الذين يصلحون إذا فسد الناس. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف وقد وثق. وعن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء.
فذكر الحديث ويأتي. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه ليث بن أبي
سليم وهو ثقة. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ الاسلام
غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عطية
وهو ضعيف. وعن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ الاسلام غريبا

(1) في الأصل " سنة ".
278

رواه الطبراني وفيه عبيس بن ميمون وهو متروك. وعن أبي موسى الأشعري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تروى الأرض دما ويكون الاسلام
غريبا، فذكر الحديث وفيه سليمان بن أحمد الواسطي وهو ضعيف.
(باب منه)
عن علقمة بن عبد الله المزني قال حدثني رجل قال كنت في مجلس فيه عمر بن
الخطاب بالمدينة فقال لرجل من القوم يا فلان كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينعت
الاسلام فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الاسلام بدأ جذعا ثم ثنيا ثم رباعيا
ثم سداسيا ثم بازلا (1) فقال عمر فما بعد البزول إلا النقصان. رواه أحمد وأبو يعلى
وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات.
(باب كيف يفعل من بقي في حثالة)
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كيف أنت يا عبد الله بن عمر إذ
بقيت في حثالة من الناس قد مرجت عهودهم (2) وأمانتهم واختلوا وصاروا هكذا
وشبك بين أصابعه قال فكيف يا رسول الله قال تأخذ ما تعرف وتدع ما تنكر وتقبل
على خاصتك وتدع عوامهم. رواه أبو يعلى عن شيخه سفيان بن وكيع وهو ضعيف.
وعن سهل بن سعد الساعدي قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في
مجلس عمرو بن العاصي وابناه فقال ترون إذا أخرتم إلى (3) زمان حثالة من الناس قد
مرجت عهودهم ونذورهم فاشتبكوا وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه قالوا الله
ورسوله أعلم قال تأخذون ما تعرفون وتدعون ما تنكرون ويقبل أحدكم على خاصة
نفسه ويذر أمر العامة. وفي رواية وإياك والتلون في دين الله. رواه الطبراني
باسنادين رجال أحدهما ثقات. وعن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم كيف أنت إذا كنت في حثالة من الناس واختلفوا حتى كانوا هكذا
وشبك بين أصابعه قال الله ورسوله أعلم قال خذ ما تعرف ودع ما تنكر. رواه الطبراني
وفيه من لم أعرفه وزياد بن عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة. وعن ابن مسعود

(1) البازل: هو الذي أتم ثماني سنين ودخل في التاسعة.
(2) أي اختلطت.
(3) في الأصل " في ".
279

قال خالطوا الناس وصافوهم بما يشتهون ودينكم فلا تكلمنه، وفى رواية خالطوا
الناس وزايلوهم. رواه الطبراني باسنادين رجال أحدهما ثقات.
(باب قهر السفيه الحليم)
عن عبد الله بن عمر أنه حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ضاف ضيف رجلا من بني
إسرائيل وفي داره كلبة مجح (1) فقالت الكلبة والله لا أنبح ضيف أهلي قال فعوى
جراؤها في بطنها قال ما هذا قال أوحي إلى رجل منهم هذا مثل أمة تكون من بعدكم
يقهر سفاؤها حلماءها. رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
(باب فيمن لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر)
عن أبي بكرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي على الناس زمان لا
يأمرون فيه بمعروف ولا ينهون عن منكر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه بسطام
ابن حبيب ولم أعرفه. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال يذهب الصالحون أسلاخا
ويبقى أهل الريب من لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا. رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح. وعن عبد العزيز بن أبي بكرة أن أبا بكرة تزوج امرأة من
بني غدانة وانها هلكت فحملها إلى المقابر فحال إخوتها بينه وبين الصلاة فقال
لهم لا تفعلوا فاني أحق بالصلاة منكم قالوا صدق صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى
عليها ثم إنه دخل القبر فدفعوه دفعا عنيفا فوقع فغشى عليه فحمل إلى أهله فصرخ
عليه يومئذ عشرون من ابن وبنت له قال عبد العزيز وأنا يومئذ من أصغرهم فأفاق
إفاقة فقال لا تصرخوا على فوالله ما من نفس تخرج أحب إلي من نفس أبى بكرة
ففزع القوم فقالوا يا أبانا قال إني أخشى أن أدرك زمانا لا أستطيع أن آمر بالمعروف
ولا أنهى عن منكر ولا خير يومئذ. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(باب فيمن يرى المنكر معروفا)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بكم أيها الناس إذا
طغى نساؤكم وفسق فتيانكم قالوا يا رسول الله إن هذا لكائن قال نعم وأشد منه كيف

(1) المجح: الحامل المقرب التي دنا ميلادها، وفى الأصل " محح " وهو خطأ.
280

بكم إذا تركتم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قالوا يا رسول الله ان هذا لكائن
قال نعم وأشد منه كيف بكم إذا رأيتم المنكر معروفا والمعروف منكرا. رواه أبو يعلى
والطبراني في الأوسط الا أنه قال فسق شبابكم، وفي اسناد أبى يعلى موسى بن
عبيدة وهو متروك، وفي اسناد الطبراني جرير بن المسلم ولم أعرفه والراوي عنه شيخ
الطبراني همام بن يحيى لم أعرفه.
(باب نقض عرى الاسلام)
عن أبي أمامة الباهلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتنتقض عرى الاسلام عروة
عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها وأولهن نقضا الحكم وآخرهن
الصلاة. رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح الا أن في الأصل عن
حبيب بن سليمان عن أبي أمامة وصوابه سليمان بن حبيب المحاربي فإنه روى عن أبي
أمامة وروى عنه عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله.
(باب خروج ناس من الدين نعوذ بالله من ذلك)
عن شداد أبى عمار قال حدثني جار لجابر بن عبد الله قال قدمت من سفر
فجاءني جابر يسلم علي فجعلت أحدثه عن افتراق الناس وما أحدثوا فجعل جابر
يبكي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس دخلوا في دين الله أفواجا
وسيخرجون منه أفواجا. رواه أحمد وجابر لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب في أيام الصبر وفيمن يتمسك بدينه في الفتن)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بني هاشم انكم سيصيبكم بعدي جفوة
فاستعينوا عليها بأرقاء الناس. رواه الطبراني في الأوسط وفيه حسين بن عبد الله
الهاشمي وقد ضعفه الجمهور ووثقه ابن معين في رواية وضعفه في غيرها ورواه البزار
باختصار. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب
فينا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا يبيع قوم دينهم بعرض من
الدنيا قليل المتمسك بدينه كالقابض على الجمر أو قال على الشوك، وفى رواية بخبط الشوك
281

- قلت رواه أبو داود وغيره من قوله المتمسك بدينه إلى آخره - رواه أحمد وفيه ابن
لهيعة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت وبقية أحاديث هذا الباب
في باب الصبر. وعن عتبة بن غزوان وكان من الصحابة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال من
ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ يمثل ما أنتم عليه له كأجر خمسين منكم
قالوا يا نبي الله أو منهم قال بل منكم قالوا يا نبي الله أو منهم قال بل منكم ثلاث
مرات أو أربع. رواه الطبراني في الكبير والأوسط عن شيخه بكر
ابن سهل عن عبد الله بن يوسف وكلاهما قد وثق وفيهما خلاف. وعن عبد الله
ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من ورائكم أيام الصبر
الصبر فيهن كقبض على الجمر للعامل فيها أجر خمسين قالوا يا رسول الله أجر خمسين
منهم أو خمسين منا قال خمسين منكم. رواه البزار والطبراني بنحوه إلا أنه قال
للمتمسك أجر خمسين شهيدا فقال عمر يا رسول الله منا أو منهم قال منكم، ورجال
البزار رجال الصحيح غير سهل بن عامر البجلي وثقه ابن حبان. وعن حذيفة قال
تعودوا الصبر فإنه يوشك أن ينزل بكم البلاء مع أنه لا يصيبكم بلاء أشد مما أصابنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البزار وفيه مجالد وقد وثق وفيه ضعف. وعن عبد الله
يعني ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليأتين عليكم زمان
تغبطون فيه الرجل بخفة الحاذ (1) كما تغبطونه اليوم بكثرة المال والولد متى يمر
أحدكم بقبر أخيه فيتمعك (2) كما تمعك الدابة ويقول يا ليتني مكانك ما به شوق
إلى الله ولا عمل صالح قدمه إلا لما نزل به البلاء. رواه البزار والطبراني وفيه علي
ابن يزيد الألهاني وهو متروك. وعنه قال ليأتين عليكم زمان يمر الرجل بالقبر
فيقول يا ليتني مكان هذا ما به حب لقاء الله ولكن شدة ما يرى من البلاء قيل أي
شئ عند ذلك خير قال فرس شديد وسلاح شديد يزول به الرجل حيث زال.
رواه الطبراني باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح غير أبى الزعراء الكبير وثقه
ابن حبان وضعفه غيره. وعن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر كيف أنت

(1) أي بخفة الظهر من العيال.
(2) أي يتمرغ في التراب.
282

إذا كنت في حثالة من الناس وشبك بين أصابعه قلت يا رسول الله ما تأمرني قال
اصبر اصبر خالقوا الناس بأخلاقهم وخالفوهم في أعمالهم. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك. وعن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من
أحدث حدثا أو آوى محدثا أو دعا إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنتم في قوم
مرجت عهودهم وأماناتهم وصاروا حثالة وشبك بين أصابعه قالوا فكيف نصنع
يا رسول الله قال اصبروا اصبروا وخالقوا الناس بأخلاقهم وخالفوهم في أعمالهم.
رواه البزار وفيه يزيد بن ربيعة وهو متروك وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به.
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنت يا عبد الله بن عمرو إذا كنت
في حثالة من الناس قال فذاك ما هو يا رسول الله قال ذاك إذا مرجت أماناتهم
وعهودهم فصاروا هكذا وشبك بين أصابعه قال فكيف أصنع يا رسول الله قال تعمل
بما تعرف وتدع ما تنكر وتعمل بخاصة نفسك وتدع عوام الناس. رواه الطبراني
في الأوسط باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح. وعن عمر بن الخطاب أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال ستغربلون حتى تصبروا في حثالة من الناس مرجت عهودهم وخربت
أمانتهم فقال قائلنا فكيف بنا يا رسول الله قال تعملون بما تعرفون وتتركون ما تنكرون
وتقولون أحد أحد انصرنا على من ظلمنا واكفنا من بغانا. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه من لم أعرفهم. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون بعدي أثرة
وأمور تنكرونها قالوا فما تأمر من أدرك ذلك يا رسول الله قال تؤدون الحق الذي عليكم
وتسألون الله الذي لكم - قلت حديث ابن مسعود في الصحيح - رواه
الطبراني في الأوسط والصغير وفيه أحمد بن عبد العزيز الواسطي ولم أعرفه، وبقية
رجاله ثقات. وعن أم سلمة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليأتين على الناس
زمان يكذب فيه الصادق ويصدق فيه الكاذب ويخون فيه الأمين ويؤتمن فيه
283

الخائن ويشهد المرء وان لم يستشهد ويحلف المرء وان لم يستحلف ويكون أسعد الناس
بالدنيا لكع بن لكع لا يؤمن بالله ورسوله. رواه الطبراني في الأوسط والكبير
وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف وقد وثق. وعن أنس بن مالك
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمام الدجال سنين خداعة يكذب فيها الصادق
ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ويتكلم فيها الرويبضة (1)
قيل وما الرويبضة قال الفاسق يتكلم في أمر العامة. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني
في الأوسط وفيه ابن سحق وهو مدلس (2) وفى اسناد الطبراني ابن لهيعة وهو
لين. وعن عمرو بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بين يدي الساعة سنين
خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون
فيها الأمين وينطق فيه الرويبضة قيل يا رسول الله وما الرويبضة قال الامر التافه يتكلم
في أمر العامة. قال ابن إسحاق وحدثني عبد الله بن دينار عن أنس عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال بنحوه. رواه البزار وقد صرح ابن إسحاق بالسماع من
عبد الله بن دينار، وبقية رجاله ثقات. قلت ويأتي في أمارات الساعة بعض هذا.
وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة
الفحش والتفحش وقطيعة الأرحام وتخوين الأمين وائتمان الخائن.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف. وعن أبي سبرة قال
لقيت عبد الله بن عمرو فحدثني ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأملى على فكتبت
بيدي فلم أزد حرفا ولم أنقص حرفا حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
الله لا يحب الفحش - أو يبغض الفاحش والمتفحش - ولا تقوم الساعة حتى يظهر
الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة وحتى يؤتمن الخائن ويخون
الأمين. رواه أحمد في حديث طويل وأبو سبرة هذا اسمه سالم بن سبرة قال أبو
حاتم مجهول. وعن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان يتمنون

(1) تصغير الرابضة: وهو العاجز الذي ربض عن معالى الأمور، والتاء للمبالغة.
(2) قد صرح ابن إسحاق بسماعه في رواية البزار في هذا الحديث بعينه هامش الأصل.
284

فيه الدجال قلت يا رسول الله بأبي وأمي مم ذاك قال مما يلقون من العناء والعناء. رواه
الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات ورواه البزار بنحوه ورجاله ثقات. وعن أبي
أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الناس شجره ذات جنى ويوشك
أن يعودوا شجرة ذات شوك ان نافذتهم نافذوك (1) وان تركتهم لم يتركوك وان هربت
منهم طلبوك قال فكيف المخرج من ذلك يا رسول الله قال تقرضهم عرضك ليوم
فاقتك. رواه الطبراني وفيه بقية وهو مدلس، وصدقة بن عبد الله
ضعيف جدا ووثقه دحيم وأبو حاتم. وعن أبي أمامة قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزداد الامر إلا شدة ولا يزداد المال إلا إفاضة
ولا يزاد الناس إلا شحا ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس. رواه الطبراني ورجاله
وثقوا وفيهم ضعف ورواه باسناد آخر ضعيف. وعن ابن مسعود قال إنكم في زمان
الصلاة فيه طويلة والخطبة فيه قصيرة وعلماؤه كثير وخطباؤه قليل وسيأتي على
الناس زمان الصلاة فيه قصيرة والخطبة فيه طويلة خطباؤه كثير وعلماؤه قليل يؤخرون
الصلاة صلاة العشى إلى شرق الموتى (2) فمن أدرك ذلك فليصل الصلاة لوقتها
وليجعلها معهم تطوعا إنكم في زمان يغبط فيه الرجل على قلة عياله وخفة حاذه (3)
ما ادع بعدي في أهلي أحب إلى موتا منهم ولا أهل بيت من الجعلان وإني
لأحبهم كما تحبون أهليكم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح وله طريق في الزهد
وقد تقدم في العلم نحوه. وعن محمد بن زيد بن خليدة أن عبد الله دخل عليه وقد
نصب متاعا في بيته فقال عبد الله استخف من شوار (4) بيتك فان الناس يوشكون
أن يكونوا على قتب. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.

(1) أي إن قلت لهم قالوا لك.
(2) لعله أراد ارتفاع الشمس عن الحيطان آخر النهار فتصير بين القبور كأنها لجة، يقال شرقت الشمس إذا ضعف نورها، وقيل من
شرق الميت بريقه إذا غص به وذلك لا يكون الا عند خروج روحه وانتهاء أمره.
(3) أصل الحاذ: ما يقع عليه اللبد من ظهر الفرس.
(4) الشوار: متاع البيت.
285

(باب فيما مضى من الزمان وما بقي منه)
عن خيثمة قال قال عبد الله يعني ابن مسعود لا مرأته اليوم خير أم أمس
فقالت لا أدري فقال لكني أدرى أمس خير من اليوم واليوم خير من غد وكذلك
حتى تقوم الساعة. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وله آثار في الزهد (1).
(باب لو كان المؤمن في جحر ضب حصل له الأذى)
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان المؤمن في جحر
ضب لقيض إليه فيه من يؤذيه أو قال منافقا يؤذيه. رواه البزار والطبراني في الأوسط
وفيه أبو قتادة بن يعقوب بن عبد الله العذري ولم أعرفه، وبقية رجال الطبراني ثقات.
(باب فيمن داهن وسكت عن الحق وأهل زمانهم)
عن حذيفة قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله متى يترك الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر وهما سيدا أعمال أهل البر قال إذا أصابكم ما أصاب بني
إسرائيل قلت يا رسول الله وما أصاب بني إسرائيل قال إذا داهن خياركم فجاركم
وصار الفقه في شراركم وصار الملك في صغاركم فعند ذلك تلبسكم فتنة تكرون ويكر
عليكم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمار بن سيف وثقه العجلي وغيره وضعفه
جماعة، وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف. وعن معاذ بن جبل قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان أقوام إخوان العلانية أعداء السريرة
قال يا رسول الله كيف يكون ذلك قال برغبة بعضهم إلى بعض وبرهبة بعضهم من
بعض. رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه أبو بكر بن أبي مريم ضعيف.
وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيجئ أقوام في آخر الزمان تكون
وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين لا يرعون عن قبح إن تابعتهم
واروك وإن تواريت عنهم اغتابوك وإن حدثوك كذبوك وإن ائتمنتهم خانوك
صبيهم عارم (2) وشابهم شاطر (3) وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر
الاعتزاز بهم ذل وطلب ما في أيديهم فقر الحليم فيهم غادر والآمر فيهم بالمعروف

(1) في الجزء العاشر.
(2) أي خبيث شرير.
(3) الشاطر: من أعيا أهله خبثا.
286

متهم والمؤمن فيهم مستضعف والفاسق فيهم مشرف السنة فيهم بدعة والبدعة
فيهم سنة فعند ذلك يسلط الله عليهم شرارهم ويدعو خيارهم فلا يستجاب لهم.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه محمد بن معاوية النيسابوري وهو متروك.
وعن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ظهر القول وخزن العمل
واختلفت الألسن وتباغضت القلوب وقطع كل ذي رحم رحمه فعند ذلك لعنهم
الله فأصمهم وأعمى أبصارهم. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه جماعة لم
أعرفهم. وعن أنس بن مالك يأتي على الناس زمان هم ذئاب فمن لم يكن ذئبا
أكلته الذئاب. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
(باب اختيار العجز على الفجور)
عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي على الناس زمان يخير
فيه الرجل بين العجز والفجور فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور.
رواه أحمد وأبو يعلى عن شيخ عن أبي هريرة، وبقية رجاله ثقات.
(باب تداعى الأمم)
عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لثوبان كيف بك يا ثوبان
إذا تداعت عليكم الأمم كتداعيكم على قصعة الطعام تصيبون منه قال ثوبان بأبي
أنت وأمي يا رسول الله أمن قلة بنا قال لا أنتم يومئذ كثير ولكن يلقى في قلوبكم
الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله قال حبكم الدنيا وكراهيتكم القتال. رواه أحمد
والطبراني في الأوسط بنحوه وإسناد أحمد جيد.
(باب لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق)
عن معاوية قال يا أهل الشام حدثني الأنصاري - قال شعبة يعني زيد بن أرقم -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين وإني لأرجو أن
تكونوا هم يا أهل الشام. رواه أحمد والبزار والطبراني وأبو عبد الله الشامي ذكره
ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن جابر بن سمرة
287

قال نبئت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال هذا الدين قائما تقاتل عليه عصابة من المسلمين
حتى تقوم الساعة، وفى رواية عن جابر بن سمرة عن من حدثه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذكره قلت هو في الصحيح من حديث جابر بن سمرة نفسه - رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي
على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من جابههم الا ما أصابهم من لأواء (1)
حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا يا رسول الله وأين هم قال ببيت المقدس
وأكناف بيت المقدس. رواه عبد الله وجادة عن خط أبيه والطبراني ورجاله ثقات.
قلت وفي فضل أهل الشام شئ من هذا الباب. وعن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة. رواه الطبراني (2) في الصغير
والكبير ورجال الكبير رجال الصحيح. وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تزال أمتي ظاهرين على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم فيقول إمامهم تقدم فيقول
أنت أحق بعضكم أمراء على بعض أمر أكرم به هذه الأمة. رواه أبو يعلى وفيه
موسى بن عبيدة وهو متروك. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدرك رجال من
أمتي عيسى بن مريم ويشهدون قتال الدجال. رواه أبو يعلى وفيه عباد بن منصور
وهو ضعيف. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال هذا الامر
أو على هذا الامر عصابة من أمتي لا يضرهم خلاف من خالفهم حتى يأتيهم أمر
الله. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير زهير بن محمد بن قمير وهو ثقة. وعن
أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون
على أبواب دمشق وما حوله على أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم خذلان من خذلهم
إلى يوم القيامة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الوليد بن عباد وهو مجهول. وعن
مرة البهزي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال طائفة على الحق ظاهرين على من
ناوأهم وهم كالإناء بين الاكلة حتى يأتي أمر الله وهم كذلك قلنا يا رسول الله
وأين هم قال بأكناف بيت المقدس قال وحدثني أن الرملة هي الربوة وذلك أنها

(1) أي شدة. وفى الأصل " لاوي ".
(2) في الأصل " أبو يعلى ".
288

مغربة ومشرقة. رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
(باب بعث إبليس سراياه يفتنون الناس)
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرش إبليس على
البحر ثم يبعث سراياه فيفتنون فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة. رواه الطبراني في
الأوسط ورجاله وثقوا وفيهم ضعف.
(باب تسليط الفسقة على الفسقة)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يقول أنتقم
ممن أبغض بمن أبغض ثم أصير كلا إلى النار. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
أحمد بن بكر البالسي وهو ضعيف.
(باب أسرع الأرض خرابا يسراها)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرع الأرض خرابا يسراها ثم
يمناها. رواه الطبراني في الأوسط وفيه حفص بن عمر بن صباح الرقي وثقه ابن
حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب الإقامة بالشام زمن الفتن)
عن جبير بن نفير قال حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ستفتح عليكم
الشام فإذا خيرتم المنازل فيها فعليكم بمدينة فيها يقال لها دمشق فإنها معقل المسلمين
في الملاحم وفسطاطها منها بأرض يقال لها الغوطة. رواه أحمد وفيه أبو بكر بن
أبي مريم وهو ضعيف. قلت وفي فضل الشام أحاديث في أواخر المناقب
وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب
احتمل من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام ألا
وإن الايمان حين تقع الفتن بالشام. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد
ابن عامر الأنطاكي وهو ثقة.
289

(باب في أسرع الناس موتا)
عن أبي هريرة قال أقبل سعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
في وجه سعد لخيرا قال قتل كسرى قال يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله كسرى
إن أول الناس هلاكا العرب ثم أهل فارس. رواه أحمد والبزار وفيه داود بن يزيد
الأودي وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد
اقترب. رواه البزار وفيه عاصم بن بهدلة وقد وثق وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات.
(باب فيمن كره الفتن ومن رضى بها)
عن الحسين يعني ابن علي ولا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شهد أمرا فكرهه
كان كمن غاب عنه ومن غاب عن أمر فرضي به كان كمن شهده. رواه أبو يعلى
وفيه عمر بن شبيب وثقه ابن معين في رواية وضعفه الجمهور وكذلك يوسف بن
ميمون الصباغ وثقه ابن حبان وغيره وضعفه الجمهور، ومنصور بن أبي مزاحم ثقة.
وعن عون يعني ابن عبد الله بن عتبة قال قلت لعمر بن عبد العزيز إن ابن مسعود
كان يقول إنها ستكون أمور مشتبهة فمن رضيها ممن غاب عنها فهو كمن شهدها
ومن كرهها ممن شهدها فهو كمن غاب عنها فأعجبه. رواه الطبراني وعون لم
يدرك ابن مسعود، والمسعودي اختلط.
(باب النهي عن بيع السلاح في الفتنة)
عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع السلاح في الفتنة. رواه
البزار وفي بحر بن كنيز السقاء وهو متروك.
(باب النهي عن تعاطي السيف مسلولا)
عن أبي بكرة قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يتعاطون سيفا مسلولا فقال
لعن الله من فعل هذا أو ليس قد نهيت عن هذا ثم قال إذا سل أحدكم سيفه فنظر
إليه فأراد أن يناوله أخاه فليغمده ثم يناوله إياه. رواه أحمد والطبراني وفيه مبارك
ابن فضالة وهو ثقة ولكنه مدلس، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. وعن
290

بنة الجهني أن نبي الله صلى الله عليه وسلم مر على قوم في المسجد أو في المجلس يسلون سيفا بينهم
غير مغمود فقال لعن الله من يفعل ذلك لو لم أزجركم عن هذا فإذا سللتم السيف
فليغمده الرجل ثم ليعطه كذلك. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفيه
ابن لهيعة وفيه لين، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
مر بقوم في مجلس يسلون سيفا يتعاطونه بينهم غير مغمود فقال ألم أزجر عن هذا
فإذا سل أحدكم السيف فليغمده ثم ليعطه أخاه - قلت في الصحيح طرف منه -
رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات.
(باب كيف يمسك النيل)
عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مر منكم في هذه
الأسواق ومعه نبل فليقبض على النصال. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد
ابن عبيد الله العرزمي وهو ضعيف.
(باب النهي عن حمل السلاح على المسلمين)
عن أبي بكرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا شهر المسلم على أخيه سلاحا فلا
تزال ملائكة الله تلعنه حتى يشيمه (1) عنه. رواه البزار وفيه سويد بن إبراهيم
ضعفه النسائي ووثقه أبو زرعة وهو لين. وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
ينهى أن يسل المسلم على المسلم السلاح. رواه البزار والطبراني وفي إسناد الطبراني
من لم أعرفه وفى إسناد البزار يوسف بن خالد السمتي وهو متروك. وعن عمرو
ابن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهر علينا السلاح فليس منا. رواه البزار
وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف عند الجمهور وحسن الترمذي حديثه. وعن
ابن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من حمل علينا السلاح. رواه
الطبراني وفيه مسلم بن خالد الزنجي وقد وثق على ضعفه. وعن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال من حمل علينا السلاح فليس منا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
أيوب بن عتبة وهو ضعيف ووثقه ابن معين في رواية. وعن سهل بن سعد الساعدي

(1) أي يغمده، وهي من الأضداد.
291

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشهرن أحد على أخيه بالسيف لعل الشيطان ينزغ في
يده فيقع في حفرة من حفر النار. رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري
وثقه ابن حبان وهو مدلس.
(باب فيمن أشار إلى مسلم بحديدة)
عن علقمة بن أبي علقمة عن أخيه في قصة قال ذكرها فقال سمعت عائشة سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أشار إلى أحد من المسلمين بحديدة يريد قتله فقد وجب
دمه. رواه أحمد وأخو علقمة لم أعرفه، و بقية رجاله ثقات. (باب فيمن رمانا بالنبل)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رمانا بالنبل فليس منا. رواه أحمد
وفيه يحيى بن أبي سليمان وثقه ابن حبان وضعفه آخرون، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب فيمن رمانا بالليل)
عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رمانا بالليل فليس منا. رواه
البزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس. وعن عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال من رمانا بالليل قليس منا ومن رقد على سطح لا جدار له فسقط فمات فدمه
هدر. رواه الطبراني وفيه يزيد بن عياض وهو متروك. وعن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من رمانا بالليل فليس منا. رواه الطبراني في الأوسط
باسناد الذي قبله. والظاهر أن الليل هنا النبل.
(باب القتال على الملك)
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شر قتيل بين صفين أحدهما
يطلب الملك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الأول أبو نعيم ولم أعرفه،
وبقية رجاله ثقات. وعن مروان بن ملحان قال كنا جلوسا في المسجد فمر علينا
عمار بن ياسر فقلنا حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول يكون بعدي قوم يأخذون الملك يقتل عليه بعضهم بعضا قال قلنا له لو حدثنا
292

غيرك ما صدقناه قال فإنه سيكون. رواه أحمد والطبراني وأبو يعلى ورجاله رجال
الصحيح غير ثروان وهو ثقة. وعن يحيى بن حبان أنه كان مع عبد الله بن عمر
وأن عبد الله بن عمر قال له في الفتنة لا ترون القتل شيئا. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح غير يحيى بن حبان ووثقه ابن حبان. قلت وتأتي أحاديث نحو هذا
فيما يكون من الفتن.
(باب فيمن سلم من الدماء الحرام ونحوها)
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اجتنب أربعا دخل الجنة
الدماء والأموال والفروج والأشربة. رواه البزار وفيه رواد بن الجراح وثقه
ابن معين وغيره وقالوا إنما غلط في حديث سفيان، قلت وهذا من حديثه عن سفيان.
(باب حرمة دماء المسلمين وأموالهم وإثم من قتل مسلما)
عن عقبة بن خالد الليثي قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فغارت
على قوم فشد رجل من القوم فاتبعه رجل من السرية ومعه السيف شاهره فقال
إنسان من القوم إني مسلم إني مسلم فلم ينظر فيما قال فضربه فقتله قال فنما الحديث
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيه قولا شديدا فبلغ القاتل قال فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يخطب إذا قال القاتل يا رسول الله والله ما قال الذي قاله إلا تعوذا من القتل فأعرض
عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن من قبله من الناس وأخذ في خطبته قال ثم عاد فقال
يا رسول الله ما قال الذي قال إلا تعوذا من القتل فأعرض عنه رسول الله صلى
الله عليه وسلم وعن من قبله من الناس فلم يصبر أن قال في الثالثة فأقبل عليه
تعرف المساءة في وجهه فقال إن الله عز وجل أبى علي أن أقتل مؤمنا ثلاث مرات.
رواه أبو يعلى وأحمد باختصار الا أنه قال عقبة بن مالك بدل عقبة بن خالد.
والطبراني بطوله ورجاله رجال الصحيح غير بشر بن عاصم الليثي وهو ثقة. وعن
جندب بن سفيان قال إني لعند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه بشير من
سرية بعثها فأخبره بنصر الله الذي نصر سريته ويفتح الله الذي فتح لهم قال
293

فذكر نحو حديث تقدم لجندب بن سفيان وزاد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
عند ذلك سيكون بعدي فتن كقطع الليل المظلم تصدم كصدم الحماة وفحول
الثيران يصبح الرجل فيها مسلما ويمسي كافرا ويمسي فيها مسلما ويصبح كافرا، فقال
رجل من المسلمين فكيف نصنع عند ذلك يا رسول الله قال ادخلوا بيوتكم وأخملوا
ذكركم فقال رجل من المسلمين أفرأيت إن دخل على أحدنا في بيته فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فليمسك بيده وليكن عبد الله المقتول ولا يكن عبد الله القاتل فان الرجل
يكون في فئة فيأكل مال أخيه ويسفك دمه ويعصى ربه ويكفر بخالقه وتجب له
جهنم. رواه أبو يعلى وفيه عبد الحميد بن بهرام وشهر بن حوشب وقد وثقا وفيهما
ضعف. وعن أبي عمران قال قلت لجندب إني قد بايعت هؤلاء يعني ابن الزبير
وإنهم يريدون أن أخرج معهم إلى الشام فقال أمسك فقلت إنهم يأبون قال افتد
بمالك فقلت إنهم يأبون إلا أن أضرب معهم بالسيف فقال جندب حدثني فلان
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يجئ المقتول يقاتله يوم القيامة فيقول يا رب سل هذا
فيم قتلني قال شعبة وأحسبه قال على ما قتلته فيقول قتلته على ملك فلان قال فقال جندب
فاتقها. رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن عبادة بن قرص أن
رجلا من المسلمين حمل على رجل من الكفار فطعنه بالرمح فالتفت إليه فقال إني
مسلم فقتله فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أقتلته بعد أن قال إني
مسلم فقلت يا رسول الله إني طعنته بالرمح فأعرض عني وقال أبى علي ربي (1)
أن (2) أقتل مسلما. رواه الطبراني وفيه عدي بن الفضل التيمي وهو متروك.
وعن الحسن قال لما مات دفنه قومه فلفظته (3) الأرض ثم دفنوه فلفظته الأرض
ثلاث مرات فألقوه بين ضوجي (4) جبل ورموا عليه الحجارة فأكلته
السباع. قال ابن أبي الزياد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخبر أن الأرض لفظته
قال أما إن الأرض تقبل من هو شر منه ولكن الله أراد أن يريكم عظم الدم
عنده. قلت رواه الطبراني في ترجمة ضميرة عقب قصة محلم بن حثالة وإسناده

(1) في الأصل " أبى ".
(2) في الأصل " فيمن ".
(3) أي طرحته.
(4) أي منعطفي.
294

منقطع. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال أي يوم هذا قالوا يوم
حرام قال فان دماءكم وأموالكم عليكم حرام حرمة يومكم هذا في شهركم
هذا في بلدكم هذا - قلت حديث أبي سعيد رواه ابن ماجة - رواه البزار ورجاله
رجال الصحيح. وعن عمار بن ياسر قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أي يوم
هذا قلنا يوم النحر قال أي شهر هذا قلنا ذو الحجة شهر حرام قال فأي بلد هذا
قلنا بلد حرام قال فان دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم
هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا ليبلغ (1) الشاهد الغائب. رواه أبو يعلى والطبراني
في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة وهو متروك. وعن البراء وزيد
ابن أرقم قالا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام
كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه موسى بن عثمان الحضرمي وهو متروك. قلت وقد تقدمت أحاديث في الحج (2)
والديات (3). وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقتل القاتل حين يقتل
وهو مؤمن ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين
يشربها وهو مؤمن ولا يختلس خلسة وهو مؤمن يختلع منه الايمان كما يخلع سرباله
فإذا رجع إلى الايمان رجع إليه وإذا رجع رجع إليه الايمان - قلت هو في الصحيح
باختصار - رواه البزار وفيه مبارك بن حسان وثقه ابن معين وغيره وضعفه أبو داود
وغيره، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله يعني ابن مسعود أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. رواه أحمد وأبو
يعلى والبزار والطبراني ورجالهم رجال الصحيح. وعن الصنابحي قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إني مكاثر بكم الأمم فلا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم
رقاب بعض - قلت رواه ابن ماجة باختصار - رواه أحمد وأبو يعلى وفيه مجالد بن
سعيد وفيه خلاف. وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنكم اليوم على دين وإني مكاثر بكم الأمم فلا تمشوا بعدي القهقرى. رواه أحمد

(1) في الأصل " يبلغ ".
(2) في الجزء الثالث.
(3) في الجزء السادس.
295

وأبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه مجالد وفيه خلاف، وبقية رجاله ثقات. وعن
أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه لا أعرفنكم ترجعون بعدي كفارا يضرب
بعضكم رقاب بعض. رواه البزار وأبو يعلى وفيه مبارك بن سحيم وهو متروك. وعن
أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم
رقاب بعض. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه. وعن عبادة بن الصامت
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركا أو قتل مؤمنا
متعمدا. رواه البزار ورجاله ثقات. عن عامر الشعبي قال لما قاتل مروان الضحاك
ابن قيس أرسل إلى أيمن بن خريم الأسدي فقال إنا نحب أن تقاتل معنا فقال إن أبي
وعمي شهدا بدرا فعهدا إلى أن لا أقاتل أحدا يشهد أن لا إله إلا الله فان جئتني ببراءة
من النار قاتلت معك فقال اذهب ووقع فيه وسبه فأنشأ أيمن يقول:
ولست مقاتلا رجلا يصلى * على سلطان آخر من قريش
أقاتل مسلما في غير شئ * فليس بنافعي ما عشت عيشي
له سلطانه وعلي إثمي * معاذ الله من جهل وطيش
رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه إلا أنه قال " لست أقاتل رجلا يصلى " وقال
" معاذ الله من فشل وطيش " وقال " أأقتل مسلما في غير حزم "، ورجال أبى يعلى رجال
الصحيح غير زكريا بن يحيى رحمويه وهو ثقة. وعن أبي سعيد قال قتل قتيل على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال ألا تعلمون من قتل هذا
القتيل بين أظهركم ثلاث مرات قالوا اللهم لا فقال والذي نفس محمد بيده لو أن أهل
السماوات وأهل الأرض اجتمعوا على قتل مؤمن أدخلهم الله جميعا جهنم ولا يبغضنا
أهل البيت أحد إلا كبه الله في النار. رواه البزار وفيه داود بن عبد الحميد وغيره
من الضعفاء. وعن ابن عباس قال قتل قتيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يعلم قاتله فصعد منبره فقال يا أيها الناس أيقتل قتيل وأنا بين أظهركم لا يعلم من قتله
ولو أن أهل السماء والأرض اجتمعوا على قتل مسلم لعذبهم الله بلا عدد ولا حساب.
296

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عطاء بن أبي مسلم وثقه ابن حبان وضعفه
جماعة. وعن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن أهل السماوات والأرض اجتمعوا
على قتل مسلم لكبهم الله جميعا على وجوههم في النار. رواه الطبراني في الصغير وفيه
جسر بن فرقد وهو ضعيف. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو اجتمع أهل السماء
والأرض على قتل مؤمن لكبهم الله في النار. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو
حمزة الأعور وهو متروك، وقال أبو حاتم يكتب حديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
عن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا مشى الرجل
إلى الرجل فقتله فالمقتول في الجنة والقاتل في النار. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله
رجال الصحيح. وعن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يجئ المقتول
آخذا قاتله و أوداجه تشخب دما عند ذي العزة فيقول يا رب سل هذا فيم قتلني فيقول
فيم قتلته فقال قتلته لتكون العزة لفلان قيل هي لله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
الفيض بن وثيق وهو كذاب. وعن ابن عباس أنه سأله سائل فقال يا أبا العباس
هل للقاتل من توبة قال ابن عباس كالمتعجب من شأنه ماذا تقول فأعاد عليه مسألته
فقال ماذا تقول مرتين أو ثلاثا قال ابن عباس سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول يأتي المقتول
متعلقا رأسه بإحدى يديه ملببا قاتله باليد الأخرى تشخب أوداجه دما حتى يأتي به
العرش فيقول المقتول لرب العالمين هذا قتلني فيقول الله للقاتل تعست ويذهب به إلى
النار - قلت رواه الترمذي باختصار آخره - رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال
الصحيح. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حرج إلا في قتل مسلم ثلاث مرات.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس. وعن جندب بن
عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف
من دم يهريقه كأنما يذبح دجاجة كلما يعرض لباب من أبواب الجنة حال بينه وبينه
ومن استطاع منكم أن لا يجعل في بطنه إلا طيبا فان أول ما ينتن من الانسان بطنه.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله رجال الصحيح. عن الحسن عن جندب
قال جلست إليه في إمارة المصعب فقال إن هؤلاء القوم قد ولغوا في دمائهم وتحالفوا
297

على الدنيا وتطاولوا في البناء وإني أقسم بالله لا يأتي عليكم إلا يسير حتى يكون الجمل
الضابط (1) والحبلان القتب أحب إلى أحدكم من الدسكرة (2) العظيمة فذكر نحوه. رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الملك بن مروان قال كنت أجالس
بريرة بالمدينة قبل أن إلى هذا الامر فكانت تقول يا عبد الملك انى لأرى فيك
خصالا تختلف أن تلى هذه الأمة فان وليته فاحذر الدماء فإني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إن الرجل ليدفع عن باب الجنة أن ينظر إليها على محجمة من دم يريقه
من مسلم بغير حق. رواه الطبراني وفيه عبد الخالق بن زيد بن واقد وهو ضعيف.
وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل لم يحل في
الفتنة شيئا حرمه قبل ذلك ما بال أحدكم يأتي أخاه فيسلم عليه ثم يجئ بعد ذلك
فيقتله. رواه الطبراني وفيه عبد الملك بن محمد الصنعاني وثقة أيوب بن سليمان
وغيره وفيه ضعف. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال لا يزال الرجل في فسحة من
دينه ما لم يصب دما حراما فإذا أصاب دما حراما نزع منه الحياء. وفى رواية لا تزال
العباد في فسحة من شر الله عز وجل ما أقاموا العبادة ولم يهرقوا دما حراما، وإسناد
الأول رجاله رجال الصحيح الا أن إبراهيم لم يسمع من ابن مسعود. وعن
عبد الله يعني ابن مسعود يرفعه قال لا يعجبك رحب الذراعين بالدم فان له عند الله
قاتلا لا يموت ولا يعجبك امرؤ كسب مالا من حرام فان أنفق منه لم يتقبل منه
وان أمسك لم يبارك له فيه وان مات وتركه كان زاده إلى النار. رواه الطبراني وفيه
النضر بن حميد وهو متروك. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرك
في دم حرام بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله. رواه
الطبراني وفيه عبد الله بن خراش ضعفه البخاري وجماعة ووثقه ابن حبان وقال ربما
أخطأ، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن مسعود قال إذا وقع الناس في الفتنة فقالوا
أخرج لك بالناس أسوة فقل لا أسوة لي بالشر. رواه الطبراني وفيه خديج بن معاوية وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة. وعن حميد بن هلال قال لما هاجت الفتنة

(1) أي القوى.
(2) هي بناء على هيئة القصر فيه منازل وبيوت للحشم والخدم.
298

قال عمران بن حصين لحجير (1) بن الربيع العدوي اذهب إلى قومك فانههم عن الفتنة
قال إني لمغموز فيهم وما أطاع قال فأبلغهم عنى وانههم عنها قال وسمعت عمران يقسم
بالله لان أكون عبدا حبشيا أسود في أعنز حصبات في رأس جبل أرعاهن حتى يدركني
أجلى أحب إلى أن أرمى أحد الصفين بسهم أخطأت أم أصبت. رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح. وعن ابن سيرين قال لما قيل لسعد بن أبي وقاص ألا تقاتل انك
من أهل الشورى وأنت أحق بهذا الامر من غيرك قال لا أقاتل حتى يأتوني بسيف
له عينان ولسان وشفتان يعرف المؤمن من الكافر فقد جاهدت وأنا أعرف الجهاد.
رواه الطبراني ورجال رجال الصحيح.
(باب فيمن سن القتل)
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشقى الناس ثلاثة عاقر ناقة
ثمود وابن آدم الذي قتل أخاه ما سفك على الأرض من دم الا لحقه منه لأنه أول
من سن القتل. قلت وأسقط الثالث والظاهر أنه قاتل علي بن أبي طالب كما ورد.
رواه الطبراني وفيه حكيم بن جبير وهو متروك وضعفه الجمهور وقال أبو زرعة محله
الصدق إن شاء الله، وابن اسحق مدلس.
(باب فيمن قتل مسلما أو أمر بقتله)
عن مرثد بن عبد الله اليزني عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال سئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن القاتل والآمر فقالت قسمت النار سبعين جزءا فللآمر تسعة وستون
وللقاتل جزء وحسبه. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وهو ثقة
ولكنه مدلس. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله
جزأ النار سبعين جزءا تسعة وستون للآمر وجزء للقاتل وحسبه. رواه الطبراني
في الصغير وفيه الحسين بن الحسن بن عطية وهو ضعيف. وعن أبي الدرداء عن النبي
صلى الله صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بالقاتل والمقتول يوم القيامة فيقول أي رب سل هذا فيم قتلني فيقول أي
رب أمرني هذا فيؤخذ بأيديهما جميعا فيقذفان في النار. وراه الطبراني ورجاله كلهم

(1) في الأصل " لححين "، والتصويب من الخلاصة.
299

ثقات. وعن أبي الدرداء قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقعد المقتول بالجادة فإذا مر به القاتل
أخذه فيقول يا رب هذا قطع على صومي وصلاتي قال فيعذب القاتل والآمر به.
رواه الطبراني وفيه شهر بن حوشب وقد وثق وفيه ضعف. قلت وتأتي أحاديث
سباب المسلم فسوق وقتاله كفر في الأدب (1).
(باب فيمن حضر قتل مسلم)
عن خرشة بن الحر وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يشهدن
أحدكم قتيلا لعله أن يكون قتل مظلوما فتصيبه السخطة. رواه أحمد والبزار بنحوه
إلا أنه فتنزل السخطة عليهم فتصيبه معهم، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف
وهو حسن الحديث. (2)
(باب ما يفعل في الفتن)
عن خرشة بن الحر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون بعدي
فتنة النائم فيها خير من اليقظان والقاعد فيها خير من الساعي فمن أنت عليه فليمش
بسيفه إلى صفاة (3) فليضربه بها حتى تنكسر ثم ليضطجع لها حتى تنجلي عما انجلت
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وفيه أبو كثير المحاربي ولم أعرفه، وبقية رجاله
ثقات. وعن أبي الأشعث الصنعاني قال بعثني يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن
أبي أوفى ومعي ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما تأمرون به الناس
فقال أوصاني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم إن أنا أدركت شيئا من هذه أن أعمد إلى أحد
وأكسر سيفي وأقعد في بيتي فان دخل على بيتي قال اقعد في مخدعك فان دخل
عليك فاجث على ركبتيك وتقول بؤ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك
جزاء الظالمين فقد كسرت سيفي فإذا دخل على بيتي دخلت مخدعي فإذا دخل على
مخدعي جثوت على ركبتي فقلت ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول. رواه البزار
وفيه من لم أعرفهم. وعن محمد بن مسلمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيت الناس
يقتتلون على الدنيا فاعمد بسيفك على أعظم صخرة في الحرة فاضربه بها حتى ينكسر

(1) في الجزء الثامن.
(2) هنا في حاشية الأصل: بلغ تصحيحا.
(3) أي صخرة.
300

ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية ففعلت ما أمرني به رسول
الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وعن سعيد بن زيد الأشهلي
أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم سيفا من نجران أو أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم
سيف من نجران أعطاه محمد بن مسلمة فقال جاهد بهذا في سبيل الله فإذا اختلفت
أعناق الناس فاضرب به الحجر ثم ادخل بيتك فكن حلسا ملقى حتى تأتيك يد
خاطئة أو منية قاضية. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الكبير ثقات.
وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى محمد بن مسلمة سيفا فقال قاتل المشركين
ما قوتلوا فإذا رأيت سيفين اختلفا بين المسلمين فاضرب حتى ينثلم واقعد في بيتك
حتى تأتيك منية قاضية أو يد خاطئة ثم أتيت ابن عمر فحذا لي على مثاله عن النبي
صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن ابن الحكم بن عمرو
الغفاري قال حدثني جدي قال كنت عند الحكم بن عمرو جالسا حين جاءه رسول
علي بن أبي طالب فقال إنك أحق من أعاننا على هذا الامر فقال سمعت خليلي ابن
عمك صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان هكذا أو مثل هذا أن اتخذ سيفا من خشب فقد اتخذت
سيفا من خشب. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وعن حذيفة برفعه قال أتتكم
الفتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح
كافرا يبيع أحدكم دينه بعرض من الدنيا قليل قلت فكيف نصنع يا رسول الله قال
تكسر يدك قلت فان انجبرت قال تكسر الأخرى قلت فان انجبرت قال
تكسر رجلك قلت فان انجبرت قال تكسر الأخرى قلت حتى متى قال حتى
تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية. رواه الطبراني في الأوسط. وعن ربعي قال سمعت
رجلا في جنازة حذيفة يقول صاحب هذا السرير يقول ما بي بأس ما سمعت من
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولئن اقتتلتم لأدخلن بيتي فئن دخل علي فلأقولن ها بؤ بإثمي
وإثمك. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير الرجل المبهم. وعن وابصة
الأسدي قال إني بالكوفة في داري إذ سمعت على باب الدار السلام عليكم ألج قلت عليكم
301

السلام فلما دخل فإذا هو عبد الله بن مسعود قلت يا أبا عبد الرحمن أية ساعة
زيارة هذه في نحر الظهيرة قال طال على النهار فذكرت من أتحدث إليه قال فجعل
يحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحدثه قال أنشأ يحدثني قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تكون فتنة النائم فيها خير من المضطجع والمضطجع فيها خير من القاعد والقاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من
الماشي والماشي فيها خير من الراكب والراكب فيها خير من المجرى قتلاها كلها في
النار قلت يا رسول الله ومتى ذلك قال ذلك أيام الهرج قلت ومتى أيام الهرج قال
حين لا يأمن الرجل جليسه قلت فما تأمرني إن أدركت ذلك قال كف يدك
ولسانك وادخل دارك قال قلت يا رسول الله أرأيت إن دخل على دارى قال
فادخل بيتك قال قلت أفرأيت إن دخل على بيتي قال فادخل مسجدك واصنع
هكذا وقبض بيمينه على الكوع وقل ربى الله حتى تموت على ذلك - قلت رواه
أبو داود باختصار - رواه أحمد باسنادين ورجال أحدهما ثقات. وعن خالد بن
عرفطة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خالد إنها ستكون بعدي أحداث
وفتن واختلاف فان استطعت أن تكون عبد الله المقتول لا القاتل فافعل. رواه
أحمد والبزار والطبراني وفيه علي بن زيد وفيه ضعف وهو حسن الحديث، وبقية
رجاله ثقات. وعن رجل من عبد القيس كان الخوارج ثم فارقهم قالوا دخل
قرية ثم فارقهم قال دخلوا قرية فخرج عبد الله بن خياب ذعرا يجر رداءه فقالوا
لم ترع فقال والله لقد رعتموني قالوا أنت عبد الله بن خباب صاحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال نعم قال فهل سمعت من أبيك حديثا يحدثه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم تحدثناه قال نعم سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر فتنة
القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي
قال فان أدركت ذلك فكن عبد الله المقتول أحسبه قال ولا تكن عبد الله القاتل
قالوا أنت سمعت هذا من أبيك يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم
302

قال فقدموه على ضفة النهر فضربوا عنقه فسال دمه كأنه شراك نعل امدقر وبقروا
أم ولده عنها في بطنها. وفى رواية ما أبدقر يعني لم يتفرق قال ولا تكن عبد الله
القاتل من غير شك. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وأوله لما تفرقت الناس صحبت قوما
لم أصحب قوما أحب إلى منهم فسرنا على شط نهر فرفع لنا مسجد فإذا فيه رجل فلما نظر
إلى نواصي الخيل خرج فزعا يجر ثوبه فقال له أميرنا لم ترع وقال في آخره فلم أصحب
قوما أبغض إلى منهم حتى وجدت خلوة فانفلت، ولم أعرف الرجل الذي من عبد القيس،
وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن جندب بن سفيان قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم سيكون بعدي فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا
فقال رجل من المسلمين كيف نصنع عند ذلك يا رسول الله قال ادخلوا بيوتكم
وأخملوا ذكر فقال أرأيت إن دخل على أحدنا بيته فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ليمسك بيده وليكن عبد الله المقتول ولا يكن عبد الله القاتل فان الرجل يكون
في فئة الاسلام فيأكل مال أخيه ويسفك دمه ويعصى ربه ويكفر يخالفه وتجب له
النار. رواه الطبراني وفيه شهر بن حوشب و عبد الحميد بن بهرام وقد وثقا وفيهما
ضعف. وعن أبي واقد الليثي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ونحن جلوس
على بساط إنها ستكون فتنة قالوا فكيف نفعل يا رسول الله فرد يده إلى البساط
فأمسك به فقال تفعلون هكذا وذكر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوما انها ستكون فتنة فلم يسمعه كثير من الناس فقال معاذ بن جبل ألا تسمعون
ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ما قال قال إنها ستكون فتنة فقالوا
فكيف لنا يا رسول الله وكيف نصنع قال ترجعون إلى أمركم الأول. وراه الطبراني
في الكبير والأوسط وفيه عبد الله بن صالح وقد وثق وفيه ضعف، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن مخول البهزي قال أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
يحدثنا فقال إنه سيأتي على الناس زمان يكون خير مال الناس غنم بين شجر تأكل
الشجر وترد المياه يأكل أهلها من رسلها (1) ويشربون من ألبانها ويلبسون من أشعارها

(1) أي لبنها.
303

أو قال من أصوافها والفتن ترتكس (1) بين جرا ثم العرب يفتنون والله يفتنون والله يفتون
والله يقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
سليمان بن داود الشاذكوني وهو متروك. قلت لمخول حديث طويل أخرته سهوا
يكتب ههنا من مقلوبها في باب منه فيما يفعل في الفتن. وعن سعد بن أبي
وقاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنها ستكون بعدي فتن
يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا قلت بأبي أنت
وأمي فأي الرجال أرشد قال رجل بين هذين الحرمين في قلة يقيم الصلاة لمواقيتها
ويحج ويعتمر فلا يزال كذلك حتى تأتيه يد خاطئة أو منية قاضية. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه من لم أعرفهم. وعن أبي الغادية المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون فتن غلاظ شداد خير الناس فيها مسلمو أهل البوادي
الذين لا يتندون (2) من دماء الناس ولا أموالهم شيئا. رواه الطبراني في الأوسط
والكبير وفيه حيان بن حجر ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن عمرو بن الحمق
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون فتنة يكون أسلم الناس فيها - أو خير الناس فيها
الجند الغربي، قال ابن الحمق فلذلك قدمت عليكم مصر. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه عميرة بن عبد الله قال الذهبي لا يدرى من هو.
(باب منه فيما يفعل في الفتن)
عن مخول البهزي ثم السلمي قال نصبت حبائل لي بالأبواء فوقع في حبل
منها ظبي قال فأفلت فخرجت في أثره وجدت رجلا قد أخذه فتنازعنا فيه فتساوقنا
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدناه نازلا بالأبواء تحت شجرة يستظل
بنطع فاختصمنا إليه فقضى به بيننا شطرين فقلت يا رسول الله نلقي الإبل وبها لبن
وهي مصراة (3) ونحن محتاجون قال ناد صاحب الإبل ثلاثا فان جاء وإلا فاحلل صرارها ثم اشرب ثم صر وابق اللبن دواعيه قلت يا رسول الله الضوال ترد علينا

(1) أي تزدحم وتتردد.
(2) أي لا يصيبون، كأنه من نداوة الدم وبلله.
(3) من عادة العرب أن تربط ضروع الحلوبات إذا أرسلوها إلى المرعى ويسمون ذلك صرارا.
304

فهل لنا أجر إن نسقيها قال نعم في كل كبد حرى أجر ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه
وسلم يحدثنا قال سيأتي على الناس زمان خير المال فيه غنم بين المسجدين تأكل الشجر
وترد الماء يأكل صاحبها من رسلها ويشرب من ألبانها ويلبس من أصوافها أو قال
أشعارها والفتن ترتكس بين جراثيم العرب والله ما ساوون يقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثلاثا قلت يا رسول الله أوصني قال أقم الصلاة وآت الزكاة وصم رمضان وحج واعتمر وبر
والديك وصل رحمك وأقر الضيف وامر بالمعروف وانه عن المنكر وزل مع الحق حيث
زال. رواه أبو يعلى والطبراني باختصار في الأوسط وفي إسناد أبى يعلى محمد بن سليمان
ابن مسمول وهو ضعيف وفي إسناد الطبراني سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف.
(باب الصبر عند الفتن)
عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الفتنة ترسل ويرسل معها
الهوى والصبر فمن اتبع الهوى كانت قتلته سوداء ومن اتبع الصبر كانت قتلته بيضاء.
رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف.
(باب لا تقربوا الفتنة)
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقربوا الفتنة إذا حميت ولا تعرضوا لها
إذا أعرضت وأضربوا إذا أقبلت. قلت لعله واصبروا لها إذا أقبلت. رواه الطبراني.
(باب فيما يكون من الفتن)
عن كرز بن علقمة الخزاعي قال قال رجل يا رسول الله هل للاسلام من
منتهى قال نعم أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم
الاسلام ثم تقع الفتن كأنها الظلل قال كلا والله إن شاء الله قال بلى والذي نفسي
بيده ثم تعودون فيها أساود صبا يضرب بعضكم رقاب بعض، قال سفيان الحية
السوداء تنصب أي ترتفع. وفي رواية فأول الناس مؤمن معتزل في شعب من الشعاب
يتقى ربه تبارك وتعالى ويدع الناس من شره. رواه أحمد والبزار والطبراني بأسانيد
وأحدها رجاله رجال الصحيح. وعن أبي برزة الأسلمي لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم
305

قال إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الفتن،
وفي رواية ومضلات الهوى. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن واثلة بن
الأسقع قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تزعمون أني من آخركم
وفاة ألا وإني من أولكم وفاة وتتبعوني أفنادا (1) يهلك بعضكم بضعا. رواه أحمد
وأبو يعلى والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن سلمة بن نفيل السكوني
قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال قائل يا رسول الله هل أتيت بطعام من
السماء قال نعم قال وبماذا قال بمسخنة قال فهل كان فيها فضل عنك قال نعم قال
فما فعل به رفع وهو يوحى إلى أنى مكفوت غير لابث فيكم ولستم لابثين
بعدي إلا قليلا حتى تقولوا متى وستأتوني أفنادا يفني بعضكم بعضا وبين يدي
الساعة موتان شديد وبعده سنوات الزلازل. رواه أحمد والطبراني والبزار وأبو
يعلى ورجاله ثقات. وعن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تزعمون أني من آخركم
وفاة ألا وإني من أولكم وفاة ولتتبعني أفنادا يضرب بعضكم رقاب بعض. رواه
أبو يعلى والطبراني في الأوسط والكبير ولفظه فيه عن معاوية بن أبي سفيان قال
كنا جلوسا في المسجد إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنكم تتحدثون أنى
من آخركم وفاة ألا وأني من أولكم وفاة وتتبعني أفنادا يفني بعضكم بعضا ثم نزع بهذه
الآية (قل هو القادر على أن ببعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم)
حتى بلغ (لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون) قال لا تبرح عصابة من أمتي يقاتلون
على الحق ظاهرين لا ينالون خذلان من خذلهم ومن خالفهم حتى يأتي أمر الله
على ذلك ثم نزع بهذه الآية (يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من
الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة). ورجالهما
ثقات. وعن واثلة بن الأسقع قال سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول إنكم
تزعمون أني آخركم موتا وإني أولكم ذهابا ثم تأتون من بعدي أفنادا يقتل بعضكم

(1) أي جماعات متفرقين قوم. والكلمتان في الأصل مغفلتان من النقط،
والتصويب من النهاية.
306

بعضا. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله وثقوا وفى بعضهم خلاف.
وعن طلحة بن عبيد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما كانت
شريطة إلا كان بعدها قتل وصلب. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وعن المستورد
ابن شداد وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن لكل أمة أجلا وإن لامتي
مائة سنة فإذا مضى على أمتي مائة سنة أتاها ما وعدها الله عز وجل، قال ابن لهيعة
يعنى كثرة الفتن. رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث على ضعفه. وعن
بلال يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رفع بصره إلى السماء فقال سبحان
الذي يرسل عليهم الفتن إرسال القطر. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن
جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع بصره إلى السماء فقال سبحان الذي يرسل عليهم من
الفتن ارسال القطر. رواه الطبراني وفيه يحيى بن سلمة بن كهيل وهو ضعيف.
وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستكون فتنة
يفارق الرجل فيها أخاه وأباه تطير الفتنة في قلوب رجال منهم إلى يوم القيامة
حتى يعير الرجل بها كما الزانية بزناها. وبسنده أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال أتتكم القريعاء قلنا وما هي يا رسول الله قال فتنة يكون فيها مثل البيضة.
رواهما الطبراني وفيهما محمد بن سفيان الحضرمي ولم أعرفه وابن لهيعة لين. وعن
خالد بن الوليد قال كتب إلى أمير المؤمنين يعنى عمر بن الخطاب حين ألقى
الشام بوانيه (1) بثنية وعسلا وشك عفان مرة فقال حين ألقى الشام كذا
وكذا فأمرني أن أسير إلى الهند والهند في أنفسنا يومئذ البصرة قال وأنا لذلك
كاره قال فقام رجل فقال اتق الله يا أبا سليمان فان الفتن قد ظهرت فقال وابن
الخطاب حي إنما تكون بعده والناس بذي بليان وذي بليان بمكان كذا وكذا
فينظر الرجل فيفكر هل يجد مكانا لم ينزل مثل ما نزل بمكانه الذي هو به من
الفتنة والشر فلا يجد وتلك الأيام التي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يدي
الساعة أيام الهرج فنعوذ بالله أن تدركنا وإياكم تلك الأيام. رواه أحمد والطبراني

(1) أي خيره وما فيه السعة والنعمة، وفى النهاية " فلما ألقى الشام بوانيه عزلني ".
307

في الكبير والأوسط ورجاله ثقات وفى بعضهم ضعف. وعن عمران بن حصين أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون بعدي أربع فتن الأولى يستحل فيها الدم والثانية
يستحل فيها الدم والمال والثالثة يستحل فيها الدم والمال والفرج. رواه الطبراني
في الأوسط والكبير ولم يذكر غير ثلاث وفيه حفص بن غيلان وثقه أبو زرعة
وغيره وضعفه الجمهور وابنه لهيعة لين. وعن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم تكون في آخر الزمان فتنة يحصل الناس فيها كما يحصل الذهب والفضة من
المعدن. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف ومحمد بن سفيان
الحضرمي ولم أعرفه. وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيصيب أمتي داء
الأمم قالوا يا رسول الله وما داء الأمم قال الأشعر والبطر والتدابر والتنافس والتباغض
والبخل حتى يكون البغي ثم الهرج. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو سعيد الغفاري
لم يرو عنه غير حميد بن هانئ، وبقية رجاله وثقوا. وعن عمار بن ياسر قال كنا جلوسا
عند النبي صلى الله عليه وسلم في عدة من أصحابه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي
وطلحة والزبير و عبد الرحمن ومعاذ وحذيفة وسعد بعد الهجرة بثمان سنين
في السنة التاسعة فقال له حذيفة فذاك أبى وأمي يا رسول الله حدثنا في الفتن قال يا حذيفة
أما إنه سيأتي على الناس زمان القائم فيه خير من الماشي والقاعد فيه خير من القائم
القاتل والمقتول في النار. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه يزيد بن مروان
الخلال وهو ضعيف. وعن الحسن أن الضحاك بن قيس كتب إلى قيس بن الهيثم
حين مات يزيد بن معاوية سلام عليك أما بعد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم فتن كقطع الدخان يموت فيها
قلب الرجل كما يموت بدنه يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا
يبيع أقوام خلاقهم ودينهم بعرض من الدنيا، وإن يزيد بن معاوية قد مات وأنتم إخواننا
وأشقاؤنا فلا تسبقونا حتى نختار لأنفسنا. رواه أحمد والطبراني من طرق فيها على
ابن زيد وهو سئ الحفظ وقد وثق، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. وعن النعمان
308

ابن بشير قال صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعناه يقول إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل
المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ثم يصبح مؤمنا ويمسي كافرا يبيع أقوام خلاقهم
يعرض من الدنيا يسير، قال الحسن ولقد رأيناهم صورا ولا عقول أجسام ولا أحلام
فراش نار وذئاب طمع يغدو بدرهمين ويروح بدرهمين يبيع أحدهم دينه بثمن العنز. رواه
أحمد والطبراني في الأوسط وفيه مبارك بن فضالة وثقه جماعة وفيه لين، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن رجل من أهل الشام يقال له عمار قال أدر بنا عاما ثم قفلنا وفينا شيخ
من خثعم فذكر الحجاج فسبه وشتمه فقلت له لم تشتمه وهو يقاتل أهل العراق في طاعة أمير المؤمنين قال إنه هو الذي أكفرهم ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
يكون في هذه الأمة خمس فتن فقد مضت أربع وبقيت واحدة وهي الصيلم وهي فيكم يا أهل الشام فان أدركتها فان استطعت أن تكون حجرا فكنه ولا تكن مع واحد
من الفريقين الا فأتخذ نفقا في الأرض، وفي رواية فقلنا أنت سمعت هذا من النبي
صلى الله عليه وسلم قال نعم. رواه أحمد وعمار هذا لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن حذيفة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة قال علمها عند ربى ولا
يجليها لوقتها إلا هو ولكن أخبرك بمشاريطها وما يكون بين يديها إن بين يديها فتنة
وهرجا قالوا يا رسول الله الفتنة قد عرفناها فما الهرج قال بلسان الحبشة القتل قال
ويلقى بين الناس التناكر فلا يكاد أحد يعرف أحدا. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الاسلام بدأ
غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء وإن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم
يمسي الرجل فيها مؤمنا ويصبح كافرا ويصبح مؤمنا ويمسي كافرا يبيع أقوام دينهم
بعرض من الدنيا. رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار أوله وفيه ليث بن
أبي سليم وهو مدلس. وعن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ليفتتن أمتي بعدي فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي
مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل. رواه الطبراني وفيه عافية
309

ابن أيوب وهو ضعيف. وعن ميمونة قالت قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لنا ذات يوم ما أنتم إذا مرج
الدين وسفك الدماء وظهرت الزينة وشرف البنيان واختلف الاخوان وحرق البيت
العتيق، وفي رواية واختلف الأحبار بدل الاخوان. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن
أبي سعيد لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم الهرج ثلاثا قالوا وما الهرج قال القتل.
رواه الطبراني في الأوسط من غير رفع وفيه عطية وهو ضعيف. وعن فيروز الديلمي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في رمضان صوت قالوا يا رسول الله في أوله أو في
وسطه أو في آخره قال لا بل في النصف من رمضان إذا كانت ليلة النصف ليلة الجمعة
يكون صوت من السماء يصعق له سبعون ألفا ويصم سبعون ألفا قالوا يا رسول الله
فمن السالم من أمتك قال من لزم بيته وتعوذ بالسجود وجهر بالتكبير لله ثم يتبعه صوت
آخر فالصوت الأول صوت جبريل والثاني صوت الشيطان فالصوت في رمضان
والمعمعة في شوال ويميز القبائل في ذي القعدة ويغار على الحاج في ذي الحجة والمحرم
وما المحرم أوله بلاء على أمتي وآخره فرج لامتي الراحلة بقتبها ينجو عليها المؤمن
خير له من دسكرة تغل مائة ألف. رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك
وهو متروك. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الصوت
وفي ذي القعدة تميز القبائل وفي ذي الحجة يسلب الحاج. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه شهر بن حوشب وفيه ضعف والبحتري بن عبد الحميد لم أعرفه.
(باب منه في فتنة العجم)
عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يملأ الله عز وجل أيديكم من العجم
ثم يكونون أسدا لا يفرون فيقتلون مقاتلتكم ويأكلون فيئكم. رواه أحمد والبزار
والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوشك أن
يملأ الله أيديكم من العجم ثم يجعلهم أسدا لا يفرون فيقاتلون مقاتلتكم ويأكلون
فيئكم. رواه البزار وفيه خالد بن يزيد بن مسلم ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن
عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوشك أن يملأ الله أيديكم من العجم أن
310

يكونوا أسدا لا يفرون يقتلون مقاتلتكم ويأكلون فيئكم. رواه البزار والطبراني في
الكبير والأوسط وفيه عبد الله بن عبد القدوس وثقه ابن حبان وضعفه جماعة
ويونس بن خباب ضعيف جدا. وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوشك أن يملأ
الله أيديكم من العجم يجعلهم أسدا لا يفرون فيضربون رقابهم ويأكلون فيئكم.
رواه البزار وفيه يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي وهو متروك. وعن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يكثر فيكم من العجم أسد لا يفرون فيقتلون
مقاتلتكم ويأكلون فيئكم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن الحسن قال
بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما يبتلعون الشعر وحتى
تقاتلوا قوما عراض الوجوه خنس الانف صغار الأعين كان وجوههم المجان
المطرقة. رواه أحمد مرسلا ورجاله رجال الصحيح. وعن بريدة قال كنت جالسا
عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن أمتي يسوقها قوم عراض الوجوه
صغار الأعين كأن وجوههم الحجف (1) ثلاث مرات حتى يلحقوكم (2) بجزيرة العرب
أما السائقة الأولى فينجو من هرب منهم وأما الثانية فينجو بعض ويهلك بعض
وأما الثالثة فيصطلمون من بقي منهم قالوا يا رسول الله من هم قال الترك أما و الذي
نفسي بيده ليربطن خيولهم إلى سواري مساجد المسلمين قال وكان بريدة لا يفارقه
بعيران أو ثلاثة ومتاع السفر والأسقية بعد ذلك للهرب مما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم
من البلاء من الترك - قلت رواه أبو داود باختصار - رواه أحمد والبزار باختصار
ورجاله رجال الصحيح. وعن معاوية بن خديج قال كنت عند معاوية بن أبي
سفيان حين جاءه كتاب من عامله يخبره أنه وقع بالترك وهزمهم وكثرة
من قتل منهم وكثرة من غنم فغضب معاوية من ذلك ثم أمر أن يكتب
إليه قد فهمت مما قلت ما قتلت وغنمت فلا أعلمن ما عدت لشئ من ذلك
ولا قاتلتهم حتى يأتيك أمرى قلت لم يا أمير المؤمنين قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لتظهرن الترك على العرب حتى تلحقها بمنابت الشيح والقيصوم فأنا أكره

(1) الحجفة والمجن بمعنى الترس.
(2) في الأصل " تلحقوهم ".
311

قتالهم لذلك. رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم. وعن عبد الله بن مسعود
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتركوا الترك ما تركوكم فان أول من يسلب
أمتي ملكهم وما خولهم الله بنو قنطوراء. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه
عثمان بن يحيى القرقساني ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن
السائب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبلغ العرب مولد آبائهم منابت الشيخ والقيصوم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عدي بن الفضل التيمي وهو متروك. وعن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تقاتلون قوما عراض الوجوه صغار الأعين كأن وجوههم
المجان المطرقة وكأن أعينهم حدق الجراد يبتلعون الشعر ويتخذون الدرق يربطون
خيولهم بالنخل - قلت في الصحيح بعضه - رواه البزار وفيه حبان بن علي وهو
ضعيف ووثقه ابن معين في رواية. وعن ابن سيرين أن ابن مسعود كان يقول كأني
بالترك قد أتتكم على براذين محدمة الآذان حتى بربطها بشط الفرات. رواه الطبراني
ورجاله رجال الصحيح إن كان ابن سيرين سمع من ابن مسعود. وعن يزيد بن
معاوية العامري أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول كيف أنتم إذا رأيتم قوما أو أتاكم
قوم فطح الوجوه. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن أبي الأسود الديلي قال
أسلمت أنا وزرعة بن ضمرة مع الأشعري فلقينا عبد الله بن عمرو قال فجلست
عن يمينه وجلس زرعة عن يساره فقال عبد الله بن عمرو يوشك أن لا يبقى في أرض
العرب من العجم إلا قتيل أو أسير يحكم في دمه فقال له زرعة بن ضمرة أيظهر
المشركون على أهل الاسلام فقال ممن أنت قال من بني عامر بن صعصعة على ذي
الخلصة بنا أوسا كان يسمى في الجاهلية قال فذكرت لعمر بن الخطاب قول عبد الله
ابن عمرو فقال عمر ثلاث مرات عبد الله بن عمرو أعلم بما يقول قال فخطب يوم
الجمعة فقال إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا تزال طائفة من أمتي على الحق
منصورين حتى يأتي أمر الله قال فذكرنا لعبد الله بن عمر بن الخطاب فقال صدق
نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء ذاك كان الذي قلت. رواه أبو يعلى عن شيخه أبي سعيد
312

فإن كان هو مولى بني هاشم فرجاله رجال الصحيح.
(باب فتنة مضر)
عن حذيفة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن هذا الحي من
مضر لا تدع لله عبدا صالحا إلا فتنته وأهلكته حتى يدركها الله بجنود من عنده
فيذلها حتى لا تمنع ذنب تلعة. وفى رواية لا تدع مضر عبدا لله مؤمنا إلا فتنوه
أو قتلوه. رواه أحمد بأسانيد والبزار من طرق وفى بعضها قال حذيفة امضوا يا معاشر
مضر فوالله لا تزالون بكل مؤمن تفتنوه وتقتلوه أو ليضربنكم الله وملائكته
والمؤمنون حتى لا تمنعوا بطن تلعة (1) قالوا فلم قدمتنا ونحن كذلك قال إن منكم سيد
ولد آدم صلى الله عليه وسلم وإن منكم سوابق كسوابق الخيل، الطبراني في الأوسط باختصار
وأحد أسانيد أحمد واحد أسانيد البزار رجاله رجال الصحيح. وعن أبي سعيد الخدري
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنضر بن مضر عباد الله حتى لا يعبد الله اسم
أو ليضربنهم المؤمنون حتى لا يمنعوا ذنب تلعة. رواه أحمد وفيه مجالد بن سعيد
وثقه النسائي وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
(باب فتنة الوليد)
عن عمر بن الخطاب قال ولد لأخي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم غلام فسموه
الوليد فقال النبي صلى الله عليه وسلم سميتموه باسم فراعنتكم ليكونن في هذه الأمة
رجل يقال له الوليد لهو أشر على هذه الأمة من فرعون لقومه. رواه أحمد ورجاله ثقات.
(باب ما جاء في المهدى)
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشركم بالمهدي يبعث على
اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما
يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحا قال له رجل ما صحاحا
قال بالسوية بين الناس ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غناء ويسعهم

(1) التلعة: مسيل الماء من علو إلى أسفل، وقبل هو من الأضداد يقع على
ما انحدر من الأرض وأشرف منها.
313

عدله حتى يأمر مناديا فينادى فيقول من له في مال حاجة فما يقول من الناس إلا رجل
واحد فيقول أنا فيقول ائت السدان يعني الخازن فقل له إن المهدى يأمرك أن تعطيني
مالا فيقول له احث حتى إذا جعله في حجره وائتزره ندم فيقول كنت أجشع أمة
محمد صلى الله عليه وسلم أو عجز عنى ما وسعهم قال فيرده فلا يقبل منه فيقال له إنا لا نأخذ
شيئا أعطيناه فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في العيش
بعده أو قال ثم لا خير في الحياة بعده - قلت رواه الترمذي وغيره باختصار كثير -
رواه أحمد بأسانيد وأبو يعلى باختصار كثير ورجالهما ثقات. وعنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يخرج عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له
السفاح يكون إعطاؤه المال حثيا. رواه أحمد وفيه عطية العوفي وهو ضعيف
ووثقه ابن معين، وبقية رجاله ثقات. وعنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ليقومن على أمتي من أهل بيتي أقنى أجلى يوسع الأرض عدلا كما وسعت
ظلما وجورا يملك سبع سنين. رواه أبو يعلى وفيه عدي بن أبي عمارة قال العقيلي
في حديثه اضطراب، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن قرة بن إياس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لتملأن الأرض ظلما وجورا فإذا ملئت جورا
وظلما بعث الله رجلا مني اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملؤها عدلا وقسطا كما ملئت
جورا وظلما فلا تمنع السماء شيئا من قطرها ولا الأرض شيئا من نباتها يلبث
فيكم سبعا أو ثمانيا أو تسعا يعنى سنين. رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط
من طريق داود بن المحبر بن قحذم عن أبيه وكلاهما ضعيف. وعن أم سلمة قالت
قال رسول صلى الله عليه وسلم يبايع لرجل بين مكة والمقام عدة أهل بدر فيأتيه
عصايب أهل العراق وأبدال أهل الشام فيغزوهم جيش من أهل الشام حتى إذا
كانوا بالبيداء خسف بهم فيغزوهم رجل من قريش أخواله من كلب فيلتقون
فيهزمهم الله فالخائب من خاب من غنيمة كلب - قلت في الصحيح طرف منه -
رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان
314

وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير
ملك المغرب إلى ملك المشرق فيقتله فيبعث جيشا إلى المدينة فيخسف بهم ثم ببعث
جيشا فينسى ناسا من أهل المدينة فيعود عائد من الحرم فيجتمع الناس إليه كالطير
الواردة المتفرقة حتى يجتمع إليه ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا فيهم نسوة فيظهر على كل
جبار وابن جبار ويظهر من العدل ما يتمنى له الاحياء أمواتهم فيحيا سبع سنين ثم
ما تحت الأرض خير مما فوقها. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم
وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. وعنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون
اختلاف عند موت خليفة فيخرج من بني هاشم فيأتي مكة فيستخرجه الناس من
بيته بين الركن والمقام فيجهز إليه جزء من الشام أخواله من كلب فيجهز إليه جيش
فيهزمهم الله فتكون الدائرة عليهم فذلك يوم كلب الخائب من خاب من غنيمة
كلب فيستفتح الكنوز ويقسم الأموال ويلقى الاسلام بجرانه إلى الأرض فيعيشون
بذلك سبع أو قال تسع. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المحروم من حرم غنيمة كلب.
رواه أحمد وفيه لهيعة وهو لين. وعنه قال حدثني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم قال
لا تقوم الساعة حتى يخرج إليهم رجل من أهل بيتي فيضربهم حتى يرجعوا إلى الحق
قال قلت وكم يملك قال خمس واثنتين قال قلت ما خمس واثنتين قال لا أدرى
رواه أبو يعلى وفيه المرحى بن رجاء (1) وثقه أبو زرعة وضعفه ابن معين، وبقية
رجاله ثقات. وعن أم حبيبة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي
ناس من قبل المشرق يريدون رجلا عند البيت حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض
خسف بهم فيلحق بهم من تخلف فيصيبهم ما أصابهم قلت قلت يا رسول الله كيف
بمن كان أخرج مستكرها قال يصيبهم ما أصاب الناس ثم يبعث الله كل امرئ على
نيته. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سلمة بن الفضل الأبرش (2) وثقه ابن

(1) في الأصل " رحى " وهو تحريف.
(2) في الأصل مغفلة من النقط، والتصويب من شذرات الذهب وغيره.
315

معين وغيره وضعفه جماعة. وعن أم سلمة قالت بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في
بيتي إذا احتفز جالسا وهو يسترجع قلت بأبي أنت وأمي ما شأنك تسترجع قال
لجيش من أمتي يجيئون من قبل الشام يؤمون البيت لرجل يمنعهم حتى إذا كانوا
بالبيداء من ذي الحليفة خسف بهم ومصادرهم شتى قلت بأبي أنت وأمي
يا رسول الله كيف يخسف بهم ومصادرهم شتى قال إن منهم من جبر إن منهم
من جبر إن منهم من جبر. رواه أبو يعلى وفيه علي بن زيد وهو حسن الحديث
وفيه ضعف، وروى باسناده عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بمثله، ورجاله ثقات.
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نائما في بيت أم سلمة فانتبه وهو يسترجع
فقلت يا رسول الله مم تسترجع قال من قبل جيش يجئ من قبل العراق في طلب
رجل من المدينة يمنعه الله منهم فإذا علوا البيداء من ذي الحليفة خسف بهم فلا
يدرك أعلاهم أسفلهم ولا يدرك أسفلهم أعلاهم إلى يوم القيامة ومصادرهم شتى
قال إن فيهم أو منهم من جبر. رواه البزار وفيه هشام بن الحكم ولم
أعرفه الا أن ابن أبي حاتم ذكره ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات. وعن
عبد الله يعنى ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجئ رايات سود
من قبل المشرق وتخوض الخيل في الدماء إلى ثندوتها. فذكر الحديث وفيه يزيد بن
أبي زياد وهو لين، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال ذكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
المهدى فقال إن قصر فسبع وإلا فثمان وإلا فتسع وليملأن الأرض عدلا وقسطا
كما ملئت جورا وظلما. رواه البزار ورجاله ثقات وفى بعضهم بعض ضعف. وعن جابر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتي خليفة يحثو المال في الناس حثيا لا يعده عدا
ثم قال والذي نفسي بيده ليعودان. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن طلحة
ابن عبيد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ستكون فتنة لا يهدأ منها جانب إلا جاش
منها جانب حتى ينادى مناد من السماء أميركم فلان. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
مثنى بن الصباح وهو متروك ووثقه ابن معين وضعفه أيضا. وعن علي بن أبي طالب
316

أنه قال أمنا المهدي أم من غيرنا يا رسول الله قال بل منا بنا يختم الله كما بنا فتح وبنا
يستنقذون من الشرك وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة بينة كما بنا ألف بين قلوبهم
بعد عداوة الشرك قال علي أمؤمنون أم كافرون قال مفتون وكافر رواه الطبراني في
الأوسط وفيه عمرو بن جابر الحضرمي وهو كذاب. وعن علي بن أبي طالب أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يكون في آخر الزمان فتنة تحصل الناس كما يحصل
الذهب في المعدن فلا تسبوا أهل الشام ولكن سبوا شرارهم فان فيهم الابدال
ويوشك أن يرسل على أهل الشام سيب فيفرق جماعتهم حتى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم
فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي في ثلاث رايات المكثر يقول خمسة عشر
ألفا والمقل يقول اثنا عشر ألفا أمارتهم (1) أمت أمت يلقون سبع رايات تحت
كل راية منها رجل يطلب الملك فيقتلهم الله جميعا ويرد إلى المسلمين ألفتهم ونعمتهم
وقاصيهم ودانيهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو لين، وبقية رجاله
ثقات. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون في أمتي المهدى إن قصر
فسبع وإلا فثمان وإلا فتسع تنعم أمتي فيها نعمة لم ينعموا مثلها يرسل السماء عليهم
مدرارا ولا تدخر الأرض شيئا من النبات والمال كدوس يقوم الرجل يقول يا مهدي
أعطني فيقول خذ. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وعن أبي سعيد الخدري
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج رجل من أمتي يقول بسنتي ينزل الله عز
وجل له القطر من السماء وينبت الله له الأرض من بركتها تملأ الأرض منه قسطا
وعدلا كما ملئت جورا وظلما يعمل على هذه الأمة سبع سنين وينزل بيت المقدس - قلت
رواه الترمذي وابن ماجة باختصار - رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
وعن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في نفر من المهاجرين والأنصار وعلي
ابن أبي طالب عن يساره والعباس عن يمينه إذ تلاقى العباس ورجل من الأنصار
فأغلظ الأنصاري للعباس أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد العباس ويد علي فقال سيخرج من

(1) أي علامتهم.
317

صلب هذا فتى (1) يملأ الأرض جورا وظلما وسيخرج من هذا فتى يملأ الأرض
قسطا وعدلا فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التميمي فإنه يقبل من قبل المشرق وهو صاحب
راية المهدى. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه لين ولكن الحديث منكر فان
النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يستقبل أحدا في وجهه بشئ يكرهه وخاصمه عمه العباس الذي قال
فيه إنه صنو أبيه والله أعلم. وعن عبد الله بن الحرث بن جزء الزبيدي قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج قوم من قبل المشرق فيوطئون للمهدى سلطانه. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن جابر وهو كذاب. قلت وحديث على الهلالي
في المهدى يأتي في فضائل أهل البيت إن شاء الله.
(باب ما جاء الملاحم)
عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء العتيقان عتيق
العرب وعتيق الروم كانت على أيديهما الملاحم. رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه
ضعف ومحمد بن سفيان الراوي عنه لم أعرفه. وعن أبي موسى الأشعري قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الملاحم على يدي الخامس من أهل هرقل. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبد الرحمن القشيري وهو متروك. وعن أبي ذر
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه سيكون رجل من بني أمية بمصر يلي
سلطانا ثم يغلب على سلطانه أو ينزع منه فيفر إلى الروم فيأتي بالروم إلى أهل الاسلام
فتلك أول الملاحم. رواه الطبراني في الأوسط وأبو النجم صاحب أبي ذر لم أعرفه
وابن لهيعة فيه ضعف. وعن عبد الرحمن بن سنة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول ليأرزن (2) الاسلام إلى مكة والمدينة كما تأرز الحية إلى جحرها فبينما هم
كذلك إذ اشتعلت نار العرب بأعرابها فيخرج كالصالح من مضى وخير من بقي
حتى يلتقون هم والروم فيقتتلون. رواه الطبراني وفيه إسحق بن عبد الله بن أبي
فروة وهو متروك. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون بينكم

(1) في الأصل " حتى " والتصويب من (الحاوي للفتاوى للسيوطي) حيث أورد
فيه من أحاديث المهدى ما بلغ ستا وثلاثين صفحة.
(2) أي ينضم ويجتمع
318

وبين الروم أربع هدن الرابعة على يد رجل من أهل العراق هرقل تدوم سبع سنين فقال
رجل من عبد القيس يقال له المستورد بن حسلان يا رسول الله من أمام الناس يومئذ
قال من ولدى ابن أربعين سنة كأن وجهه كوكب دري في خده الأيمن خال
أسود عليه عباءتان قطوانيتان (1) كأنه من رجال بني إسرائيل يملك عشرين سنة
يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك. رواه الطبراني وفيه عنبسة بن أبي صغيرة
وهو ضعيف. وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال أتيت عبد الله بن عمرو في بيته
وحوله سماطان من الناس وليس على فراشه أحد فجلست على فراشه مما يلي رجليه
فجاء رجل أحمر عظيم البطن فجلس فقال من الرجل قلت عبد الرحمن بن أبي
بكرة فقال ومن أبو بكرة فقال وما تذكر الرجل الذي وثب إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم من سور الطائف فقال بلى ثم أنشأ يحدثنا فقال يوشك أن يخرج ابن
حمل الضأن قلت وما حمل الضأن قال رجل أحد أبويه شيطان يملك الروم يجئ
في ألف ألف من الناس خمسمائة ألف في البر وخمسمائة ألف في البحر ينزلون أرضا
يقال لها العميق فيقول لأصحابه إن لي في سفينتكم بقية فيحرقها بالنار ثم يقول
لا رومية لكم ولا قسطنطينية لكم من شاء أن يفر ويستمد المسلمون بعضهم بعضا
حتى بعدهم أهل عدن أبين (2) فيقول لهم المسلمون الحقوا بهم فكونوا سلاحا واحدا
فيقتتلون شهرا حتى يخوض في سنابكها الدماء وللمؤمن يومئذ كفلان من الاجر
على من كان قبله الا ما كان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإذا كان آخر
يوم من الشهر قال الله تبارك وتعالى اليوم أسل سيفي وأنصر ديني وأنتقم من
عدوي فيجعل الله لهم الدائرة عليهم فيهزمهم الله حتى تستفتح القسطنطينية فيقول
أميرهم لا غلول اليوم فبينما هم كذلك يقسمون بأترستهم (3) الذهب والفضة إذ
نودي فيهم أن الدجال قد خلفكم في دياركم فيدعون ما بأيديهم ويقتلون الدجال.
رواه البزار موقوفا وفيه علي بن زيد وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.

(1) القطوانية: عباءة بيضاء قصيرة الحمل.
(2) هي مدينة في اليمن أضيفت إلى
أبين بوزن أبيض رجل من حمير عدن بها أي أقام.
(3) في الأصل " سرتهم ".
319

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرجك يا أبا بكر فقال أخرجني الجوع قال وأنا أخرجني الذي
أخرجك ثم خرج عمر فقال ما أخرجك يا عمر قال أخرجني والذي بعثك بالحق الجوع
ثم سار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من أصحابه فقال انطلقوا بنا إلى
منزل أبي الهيثم بن التيهان فانطلقوا فلما انتهوا إلى منزل أبى الهيثم قالت لهم
امرأته إنه ذهب (1) يستعذب لنا من الماء فدوروا إلى الحائط فداروا إلى الحائط
ففتحت لهم باب الحائط (2) فجاء أبو الهيثم فقالت له امرأته تدري من عندك فقال لا
فقال عندك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فدخل عليهم فعلق قربته على نخلة ثم أتاهم فسلم
عليهم ثم حيا ورحب ثم أتى مخرفا (3) فاخترف لهم رطبا فأتاهم به فصبه بين أيديهم ثم إن
أبا الهيثم أهوى إلى غنيمة له في ناحية الحائط ليذبح لهم منها شاة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما ذات در فلا فأخذ شاة فذبحها وسلخها وقطعها أعضاء ثم طبخها بالماء والملح ثم أتى
امرأته فسألها عندك من شئ فقالت نعم عندنا شئ من شعير كنا (4) نؤخره فطحناه
بينهما فعجنته. وخبزته فكسره أبو الهيثم واكفا عليه ذلك اللحم الذي طبخه ثم أتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأكلوا ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا الهيثم
أمالك من خادم قال لا والذي بعثك بالحق مالنا خادم قال فإذا بلغك أنه قد جاءنا سبى
فائتنا نخدمك فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سى فاتاه أبو الهيثم وبين يديه غلامان
أو قال وصيفان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا الهيثم اختر منها أو قال تخاير
منهما قال أبو الهيثم يا رسول الله خر لي فاحتاط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
حسر عن ذراعيه وقال المستشار مؤتمن يا أبا الهيثم خذ هذا فلما ولى به أبو الهيثم قال
يا أبا الهيثم أحسن إليه فاني رأيته يصلى قال نعم نطعمه مما نأكل وتلبسه مما تلبس ولا نكلفه
مالا يطيق فانطلق أبو الهيثم إلى أهله ففرحوا به فرحا شديدا وقالوا الحمد لله الذي رزقنا
خادما يخدمنا ويعيننا على ضيعتنا فقال أبو الهيثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصاني به
فقالت امرأته نعم نطعمه مما نأكل وتلبسه مما تلبس ولا نكلفه مالا يطيق فقال إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قد أوصاني به فقالت سبحان الله خادم أخدمنا الله ورسوله تريد أن
تحرمناه فقال أبو الهيثم للغلام أنت حر لوجه الله فان شئت أن تقيم معنا نطعمك مما نأكل

(1) في نسخة " انطلق ".
(2) أي البستان.
(3) أي حائطا من النخل.
(4) في نسخة " كنت أؤخره ".
320

وتبقى حثالة كحثالة التمر لا يبالي الله بهم. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
(باب رفع الأمانة والحياة)
عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يرفع من الناس الأمانة
وآخر ما يبقى الصلاة ورب مصل لا خير فيه. رواه الطبراني في الصغير وفيه حكيم
ابن نافع وثقه ابن معين وضعفه أبو زرعة، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يرفع من هذه الأمة الحياة والأمانة وآخر ما يبقى
الصلاة، يخيل إلي أنه قال وقد يصلى قوم لا خلاق لهم. رواه أبو يعلى وفيه أشعث
ابن براز وهو متروك. ويأتي قول ابن مسعود في الباب بنحوه.
(باب أمارات الساعة وآياتها)
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات كخرزات منظومات
في سلك فانقطع السلك فتبع بعضها بعضا. رواه أحمد وفيه علي بن زيد وهو حسن
الحديث. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خروج الآيات بعضها على أثر بعض
تتابعن كما تتابع الخرز في النظام. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح
غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وداود الزهراني وكلاهما ثقة.
(باب ثان في أمارات الساعة)
عن عبد الله بن عمرو قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ
وضوء مكينا فرفع رأسه فنظر إلي فقال ست فيكم أيتها الأمة
موت نبيكم عليه السلام فكأنما انتزع قلبي من مكانه قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم واحدة ويفيض المال فيكم حتى أن الرجل يعطى عشرة آلاف فيظل بتسخطها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثنتين قال وفتنة تدخل بيت كل رجل منكم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثلاث قال وموت كقعاص الغنم (1) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع
وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيجمعون لكم تسعة أشهر كقدر حمل المرأة
ثم يكونون أولى بالغدر منكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس قال وفتح

(1) هو داء في الغنم يميتها سريعا، وفى الأصل " كعقاص " وهو تحريف.
321

مدينة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ست قلت يا رسول الله أي مدينة قال قسطنطينية.
رواه أحمد والطبراني وفيه أبو جناب الكلبي وهو مدلس. وعن معاذ بن جبل
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ست من أشراط الساعة موتى وفتح
بيت المقدس وموت يأخذ في الناس كقعاص الغنم وفتنة يدخل حربها بيت كل
مسلم وأن يعطى الرجل ألف دينار فيتسخطها وأن يغدر الروم فيسيرون بثمانين بند (1)
تحت كل بند اثنا عشر ألفا. رواه أحمد والطبراني وفيه النهاس بن قهم وهو
ضعيف. وعن جابر بن عبد الله قال قل الجراد في سنة من سني عمر التي ولى فيها
فسأل عنها فلم يخبر بشئ فاغتم لذلك فأرسل راكبا فضرب إلى اليمن (2) وآخر
إلى الشام وآخر إلى العراق يسأل هل رأى من الجراد شيئا أم لا قال فأتاه الراكب الذي
من قبل اليمن بقبضة من جراد فألقاها بين يديه فلما رآها كبر ثلاثا ثم قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خلق الله عز وجل ألف أمة ستمائة في البحر
وأربعمائة في البر فأول شئ يهلك من هذه الأمم الجراد فإذا هلكت تتابعت
مثل النظام إذا قطع سلكه. رواه أبو يعلى في الكبير وفيه عبيد بن واقد القيسي وهو
ضعيف. وعن عتي السعدي قال خرجت في طلب العلم حتى قدمت الكوفة فإذا انا بعبد الله
ابن مسعود بين ظهراني أهل الكوفة فسألت عنه فأرشدت إليه فإذا هو في مسجدها
الأعظم فأتيته فقلت أبا عبد الرحمن انى جئت إليك أضرب إليك ألتمس منك
علما لعل الله أن ينفعنا به بعدك فقال لي ممن الرجل قلت رجل من أهل البصرة
قال ممن قلت من هذا الحي من بني سعد فقال يا سعدى لأحدثن فيكم بحديث
سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه
رجل فقال يا رسول الله ألا أدلك على قوم كثيرة أموالهم كثيرة شوكتهم تصيب
منهم مالا دبرا أو قال كثيرا قال من هم قال هذا الحي من بنى سعد من أهل
الرمال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه فان بني سعد عند الله ذوو حظ عظيم
سل يا سعدى قلت يا أبا عبد الرحمن هل للساعة من علم تعرف به قال وكان متكئا

(1) البند: العلم الكبير.
(2) في الأصل " كذا " مكان " اليمن ".
322

فاستوى جالسا فقال يا سعدي سألتني عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت يا رسول الله هل للساعة من علم تعرف به قال نعم يا ابن مسعود إن للساعة
أعلاما وان للساعة أشراطا ألا وان من أعلام الساعة وأشراطها أن يكون الولد
غيظا وأن يكون المطر قيظا وأن تفيض الأشرار فيضا يا ابن مسعود ابن من
أعلام الساعة وأشراطها أن يؤتمن الخائن وأن يخون الأمين يا ابن مسعود إن من
أعلام الساعة وأشراطها أن تواصل الاطباق (1) وأن تقطع الأرحام يا ابن مسعود
ان من أعلام الساعة وأشراطها أن يسود كل قبيلة منافقوها وكل سوق فجارها يا ابن
مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تزخرف المحاريب وأن تخرب القلوب يا ابن
مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكون المؤمن في القبيلة أذل من النقد يا ابن
مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء
يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها ملك الصبيان ومؤامرة النساء يا ابن
مسعود إن من أشراط الساعة وأعلامها أن يعمر خراب الدنيا ويخرب عمرانها يا ابن
مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تظهر المعازف والكبر وشرب الخمور
يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكثر أولاد الزنا، قلت أبا عبد
الرحمن وهم مسلمون قال نعم قلت أبا عبد الرحمن والقرآن بين ظهرانيهم قال نعم
قلت أبا عبد الرحمن وأنى ذلك قال يأتي على الناس زمان يطلق الرجل المرأة طلاقها فتقيم
على طلاقها فهما زانيان ما أقاما. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه سيف بن
مسكين وهو ضعيف. وعن عوف بن مالك الأشجعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كيف أنت يا عوف إذا افترقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة
وسائرهن في النار قلت ومتى ذلك يا رسول الله قال إذا كثرت الشرط وملكت
الإماء وقعدت الحملان على المنابر واتخذ القرآن مزامير وزخرفت المساجد ورفعت
المنابر واخذ الفئ دولا والزكاة مغرما والأمانة مغنما وتفقه في وتفقه في الدين لغير الله
وأطاع الرجل امرأته وعق وأقصى أباه ولعن آخر هذه الأمة أولها وساد القبيلة

(1) أي البعداء والأجانب.
323

فاسقهم وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل اتقاء شره فيومئذ يكون ذلك
ويفزع الناس إلى الشام والى مدينة منها يقال لها دمشق من خير مدن الشام فتحصنهم
من عدوهم قلت وهل تفتح الشام قال نعم وشيكا (1) ثم تقع الفتن بعد فتحها ثم
تجئ فتنة غبراء مظلمة ثم يتبع الفتن بعضها بعضا حتى يخرج رجل من أهل
بيتي يقال له المهدى فان أدركته فاتبعه وكن من المهديين - قلت روى ابن ماجة
طرفا من أوله - رواه الطبراني وفيه عبد الحميد بن إبراهيم وثقه ابن حبان وهو
ضعيف وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن أبي موسى قال سئل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الساعة وأنا شاهد فقال لا يعلمها إلا الله ولا يجليها لوقتها إلا هو ولكن سأحدثكم بمشاريطها وما بين يديها ألا ان بين يديها فتنا وهرجا فقيل يا رسول الله
أما الفتن فقد عرفناها فما الهرج قال بلسان الحبشة القتل وأن يلقى بين الناس التناكر
فلا يعرف أحد أحدا وتجف قلوب الناس وتبقى رجراجة (2) لا تعرف معروفا ولا تنكر
منكرا - قلت في الصحيح طرف من أوله - رواه الطبراني وفيه من لم يسم. وعنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يكون القرآن عارا ويتقارب
الزمان وتنتقض عراه وتنتقص السنون والتمرات ويؤتمن التهماء ويتهم الامناء
ويصدق الكاذب ويكذب الصادق ويكثر الهرج قالوا ما الهرج يا رسول الله قال
القتل ويظهر البغي والحسد والشح وتختلف الأمور بين الناس ويتبع الهوى ويقضى
بالظن ويقبض العلم ويظهر الجهل ويكون الولد غيظا والشتاء قيظا ويجهر بالفحشاء
وتروى الأرض دما - قلت في الصحيح طرف منه - رواه الطبراني ورجاله ثقات
وفى بعضهم خلاف. وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل ويخون الأمين ويؤتمن
الخائن وتلك الوعول وتظهر التحوت قالوا يا رسول الله وما الوعول وما التحوت
قال الوعول وجوه الناس وأشرافهم والتحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم

(1) أي قريبا.
(2) الرجرجة بكسر الراءين بقية الماء الكدرة في الحوض المختلطة بالطين، والرواية
" رجراجة " قيل هي المرأة التي يترجرج كفها، وكتيبة رجراجة تموج من كثرتها.
324

بهم - قلت في الصحيح بعضه - رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن سليمان
ابن والبة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أم الضراب قالت توفي أبى وتركني
وأخا لي ولم يدع لنا مالا فقدم عمى من المدينة وأخرجنا إلى عائشة فأدخلتني معها في الخدر
لأني كنت جارية ولم يدخل الغلام فشكا عمي إليها الحاجة فأمرت لنا بقريصتين
وغرارتين ومقعدين ثم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم
الساعة حتى يكون الولد غيظا والمطر قيظا وتفيض اللئام فيضا ويغيض الكرام
غيضا ويجترئ الصغير على الكبير واللئيم على الكريم. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن أبي ذر الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة وكثرت التجارة وكثر المال وعظم رب
المال وكثرت الفاحشة وكانت إمرة الصبيان وكثر النساء وجار السلطان وطفف في
المكيال والميزان يربى الرجل جرو كلب خير له من أن يربى ولدا ولا يوقر كبير
ولا يرحم صغير ويكثر أولاد الزنا حتى إن الرجل ليغشى المرأة على قارعة
الطريق فيقول أمثلهم في ذلك الزمان لو اعتزلتم عن الطريق يلبسون جلود الضأن
على قلوب الذئاب أمثلهم في ذلك الزمان المداهن. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه سيف بن مسكين وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك يرفعه إلى النبي صلى
الله عليه وسلم قال إن من أمارات الساعة أن يرى الهلال لليلة فيقال لليلتين وأن
تتخذ المساجد طرقا وأن يظهر موت الفجأة. رواه الطبراني في الصغير والأوسط
عن شيخه الهيثم بن خالد المصيصي وهو ضعيف. وقد تقدمت طرق هذا الحديث
في الصيام في رؤية الهلال. وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من أشراط الساعة أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع فخير الناس
يومئذ مؤمن بين كريمين. رواه الطبراني في الأوسط باسنادين ورجاله أحدهما
ثقات. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تذهب الأيام
والليالي حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع. رواه الطبراني في الأوسط
325

ورجاله رجال الصحيح غير الوليد بن عبد الملك بن مسرح وهو ثقة. وعن أبي
ذر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة حتى يغلب على الدنيا
لكع بن لكع وأفضل الناس مؤمن بين كريمين (1). رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله وثقوا وفى بعضهم ضعف. قلت وقد تقدم باب في هذا المعنى. وعن ابن
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيجئ في آخر الزمان أقوام تكون
وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين أمثال الذئاب الضواري ليس
في قلوبهم شئ من الرحمة سفاكين للدماء لا يرعون عن قبيح إن تابعتهم واروك
وإن تواريت عنهم اغتابوك وإن حدثوك كذبوك وإن ائتمنتهم خانوك صبيهم
عارم وشابهم شاطر (2) وشيخهم لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر الاعتزاز بهم
ذل وطلب ما في أيديهم فقر الحليم فيهم غاو والامر فيهم بالمعروف متهم المؤمن
فيهم مستضعف والفاسق فيهم مشرف السنة فيهم بدعة والبدعة فيهم سنة فعند
ذلك يسلط الله عليهم شرارهم ويدعو خيارهم فلا يستجاب لهم. رواه الطبراني
وفيه محمد بن معاوية النيسابوري وهو متروك. وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال من اقتراب الساعة أن ترفع الأشرار ويوضع الأخيار
ويقبح القول ويحسن العمل وتفرى في القوم المساءة قلت وما المساءة قال ما كتب
سوى كتاب الله. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن سمرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تزول الجبال عن أماكنها وترون الأمور العظام
التي لم تكونوا يرونها. رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف. وعنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم سترون قبل أن تقوم الساعة أشياء ستنكرونها عظاما تقولون هل كنا
حدثنا بهذا فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله تعالى واعلموا أنها أوائل الساعة حتى قال
سوف ترون جبالا تزول قبل حق الصيحة وكان يقول لنا تقوم الساعة حتى يدل
الحجر على اليهودي مختبئا كان يطرده رجل مسلم فاطلع قدامه فاختبأ فيقول الحجر

(1) أي بين أبوين مؤمنين، وقبل بين أب مؤمن هو أصله وابن مؤمن هو فرعه،
والكريم هو الذي كرم نفسه عن التدنس بشئ من مخالفة ربه.
(2) تقدم تفسيرها.
326

يا عبد الله هذا ما تبغي. رواه الطبراني والبزار باختصار وإسناده ضعيف وفيه من لم
أعرفهم. وعن أبي هريرة قال من أشراط الساعة أن يظهر الشح والفحش ويؤتمن
الخائن ويخون الأمين وتظهر ثياب تلبسها نساء كاسيات عاريات ويعلو التحوت
الوعول، أكذاك يا عبد الله بن مسعود سمعته من حبي قال نعم ورب الكعبة قلنا
وما التحوت قال فسول (1) الرجال وأهل البيوت الغامضة يرفعون فوق صالحهم،
والوعول أهل البيوت الصالحة - قلت حديث أبي هريرة وحده في الصحيح بعضه -
ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن الحارث بن سفيان وهو ثقة. وعن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب
وتتقارب الأسواق ويتقارب الزمان ويكثر الهرج، قلت وما الهرج قال القتل
قلت هو في الصحيح غير قوله ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سمعان وهو ثقة. وعن عبد الله بن عمرو قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش وقطيعة الرحم وسوء الجار
ويخون الأمين قيل يا رسول الله فيكف المؤمن يومئذ قال كالنخلة وقعت فلم تفسد
وأكلت فلم تكسر ووضعت طيبا. رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن مغراء وثقه
أبو زرع وجماعة وضعفه ابن المديني، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى ينشأ تمد في الطروب مد الحمير.
رواه البزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أشراط الساعة الفحش والتفحش وقطيعة الأرحام وائتمان
الخائن أحسبه قال وتخوين الأمين أو كلمة نحوها. رواه البزار وفيه شبيب بن بشر
وهو لين ووثقه ابن حبان وقال يخطئ، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله
ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يسود كل
قبيلة منافقوها. رواه البزار والطبراني وفيه قصة وفيه حسين بن قيس وهو متروك.
وعن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها.

(1) الفسل: الردئ الرذل من كل شئ.
327

رواه الطبراني في الأوسط وفيه مبارك بن فضالة وهو مدلس وحبيب بن فروخ لم
أعرفه. وعن علي بن أبي طالب قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة
الصبح فلما صلى صلاته ناداه رجل متى الساعة فزجره رسول الله صلى الله عليه وسلم
وانتهره وقال اسكت حتى إذا أسفر رفع طرفه إلى السماء فقال تبارك رافعها ومدبرها
ثم رمى ببصره إلى الأرض فقال تبارك داحيها وخالقها ثم قال أين السائل عن
الساعة فجثا رجل على ركبتيه فقال أنا بأبي وأمي سألتك فقال ذاك عند حيف الأئمة
وتصديق بالنجوم وتكذيب بالقدر وحتى تتخذ الأمانة مغنما والصدقة مغرما
والفاحشة زيادة فعند ذلك هلك قومك. رواه البزار وفيه من لم أعرفهم. وعن
عبد الله بن مسعود أنه قال يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة فإنها حبل الله الذي
أمر به وان ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة فان الله عز وجل لم
يخلق شيئا إلا خلق له نهاية ينتهى إليها وان الاسلام قد أقبل له ثبات وأنه يوشك
أن يبلغ نهايته ثم يزيد وينقص إلى يوم القيامة وآية ذلك الفاقة وتفظع حتى لا يجد
الفقير من يعود عليه وحتى يرى الغني أنه يكفيه ما عنده حتى أن الرجل يشكو
إلى أخيه وابن عمه فلا يعود عليه بشئ وحتى ان السائل ليمشي بين الجمعتين فلا
يوضع في يده شئ حتى إذا كان ذلك خارت الأرض خورة لا يرى أهل كل ساحة إلا
أنها خارت بساحتهم ثم تهدأ عليهم ما شاء الله ثم تتقاحم الأرض تقى أفلاذ كبدها
قيل يا أبا عبد الرحمن ما أفلاذ كبدها قال أساطين ذهب وفضة فمن يومئذ لا ينتفع
بذهب ولا فضة إلى يوم القيامة. رواه الطبراني بأسانيد وفيه مجالد وقد وثق وفيه
خلاف، وبقية رجال إحدى الطرق ثقات. وعن واثلة بن الأسقع قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة حتى يكون عشر آيات خسف بالمشرق وخسف بالمغرب
وخسف في جزيرة العرب والدجال ونزول عيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج والدابة
وطلوع الشمس من مغربها ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تحشر
الذر والنمل. رواه الطبراني وفيه عمران بن هارون وهو ضعيف. وعن طارق بن
328

شهاب قال كنا عند عبد الله يعني ابن مسعود جلوسا فجاء رجل فقال قد أقيمت
الصلاة فقام وقمنا معه فلما دخلنا المسجد رأينا الناس ركوعا في مقدم المسجد فكبر
وركع وركعنا ومشينا وصنعنا مثل الذي صنع فمر رجل يسرع فقال عليك السلام
أبا عبد الرحمن فقال صدق الله ورسوله وبلغت رسله فلما صلينا ورجعنا ودخل إلى
أهل جلسنا فقال بعضنا أما سمعتم رده على الرجل صدق الله ورسوله وبلغت رسله
أيكم يسأله فقال طارق أنا أسأله فسأله حين خرج فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن بين
يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حين تعين المرأة زوجها وقطع الأرحام
وشهادة الزور وكتمان شهادة الحق وظهور العلم، وفي رواية قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل لا يسلم إلا للمعرفة. رواه كله أحمد
والبزار ببعضه وزاد وأن يجتاز الرجل المسجد فلا يصلي فيه، والطبراني إلا أنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على المعرفة وان هذا
عرفني من بينكم فسلم علي وحتى تتخذ المساجد طرقا فلا يسجد الله فيها وحتى يبعث
الغلام الشيخ بريدا بين الأفقين وحتى يبلغ التاجر بين الأفقين فلا يجد ربحا، وفي
رواية عنده وأن تغلو النساء والخيل ثم ترخص فلا تغلوا إلى يوم القيامة وأن يتجر
الرجل والمرأة جميعا، ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح. وعن العداء بن خالد قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة حتى لا يسلم الرجل إلا على من يعرف
وحتى تتخذ المساجد طرقا وحتى تتجر المرأة وزوجها وحتى ترخص النساء والخيل
فلا تغلوا إلى يوم القيامة. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن ابن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من علامات البلاء وأشراط الساعة أن تعزب
العقول وتنقص الأحلام ويكثر القتل وترفع علامات الخير وتظهر الفتن. رواه
الطبراني وفيه عافية بن أيوب وهو ضعيف. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال أول
ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما يبقى من دينكم الصلاة وليصلين قوم
لا دين لهم ولينزعن القرآن من بين أظهركم قال يا أبا عبد الرحمن ألسنا نقرأ
329

القرآن وقد أثبتناه في مصاحفنا قال يسرى على القرآن ليلا فيذهب من أجواف
الرجال فلا يبقى في الأرض منه شئ. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير
شداد بن معقل وهو ثقة. وعن القاسم قال شكى إلى ابن مسعود الفرات فقالوا إنا نخاف
أن ينبثق علينا فلو أرسلت إليه من يسكره (1) قال لا أسكره فوالله ليأتين على الناس
زمان لو التمستم فيه ملء طست من ماء ما وجدتموه وليرجعن كل ماء إلى عنصره
ويكون فيه الماء والمسلمون بالشام. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن
القاسم لم يدرك ابن مسعود. وعن عروة بن محمد السعدي عن أبيه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ثلاث إذا رأيتهن فعندك عندك إخراب العامر وإعمار الخراب وأن يكون
الغزو رفدا وأن يتمرس الرجل بأمانته (2) تمرس البعير بالشجرة. رواه الطبراني وفيه
يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف. وعن كعب بن عجرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تقوم الساعة حتى يدبر الرجل أمر خمسين امرأة. رواه الطبراني وفيه محمد بن
عيسى الرملي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن عوف بن مالك قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يكون أمام الدجال سنون خوادع (3) يكثر فيها المطر ويقل فيها النبت
ويكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين
وينطق فيها الرويبضة قيل يا رسول الله وما الرويبضة قال من لا يؤبه له. رواه
الطبراني بأسانيد وفى أحسنها ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية ثقات.
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تمطر السماء مطر عاما
ولا تنبت الأرض شيئا. رواه أحمد والبزار وأبو يعلى فقال عن أنس قال كنا
نتحدث انه لا تقوم الساعة حتى تمطر السماء ولا تنبت الأرض وحتى المرأة تمر
بالرجل فيأخذها فينظر إليها فيقول لقد كان لهذه مرة رجل، وقال ذكره حماد هكذا
وقد ذكره حماد أيضا عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أحسب، ورجال الجميع

(1) أي يسده.
(2) أي يتلعب ويعبث ويتحكك بها. وفى رواية " يتمرس الرجل
بدينه ".
(3) أي تكثر فيها الأمطار ويقل الربع فذلك خداعها لأنها تطمعهم في
الخصب بالمطر ثم تخلف. وفى الأصل " ستون " مكان " سنون ".
330

ثقات. وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى لا يقال
في الأرض الله الله وحتى يمطر الناس مطرا ولا تنبت الأرض وحتى يكون
للخمسين امرأة القيم الواحد وحتى تمر المرأة بالنعل فتقول لقد كان لها مرة رجل
- قلت في الصحيح بعضه - رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الرحمن
الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتراب الساعة كثرة المطر
وقلة النبات وكثرة القراء وقلة الفقهاء وكثيرة الامراء وقلة الامناء. رواه الطبراني
وفيه عبد الغفار بن القاسم وهو وضاع. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تمطر السماء مطرا لا تكن منها بيوت المدر
ولا تكن منها إلا بيوت الشعر. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا
وحتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح. وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
حتى يقترب الزمان وتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كاحتراق
الخرقة. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي
نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترسها في الطريق
فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا لحائط. رواه أبو يعلى ورجاله
رجال الصحيح. وعن عبد الرحمن بن شبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لا يذهب الليل والنهار حتى يوجد النعل بالقمامة (1) فيقال كأنها
نعل فرسي. رواه الطبراني وفيه من لم يسم ومن ضعفه الجمهور. وعن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تظهر معادن كثيرة لا يسكنها
إلا أراذل الناس. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه. وعن أنس بن مالك
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استحلت أمتي ستا (2) فعليهم الدمار إذا ظهر
فيهم التلاعن وشربوا الخمور ولبسوا الحرير واتخذوا القيان واكتفى النساء بالنساء

(1) أي الكناسة.
(2) في الأصل " شيئا ".
331

والرجال بالرجال. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عباد بن كثير الرملي وثقه ابن
معين وغيره وضعفه جماعة. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي على
الناس زمان وان البعير الضابط (1) والمزادتين أحب إلى الرجل مما يملك. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن عياش وفيه ضعف فيما رواه عن غير الشاميين
وهذا من روايته عن إسماعيل بن أبن أبي خالد وهو كوفي، وبقية رجاله ثقات. قلت
وتأتي أبواب (2) بعد الدجال في الخسف والمسخ وخروج يأجوج ومأجوج وفيمن
تقوم عليهم الساعة ونحو ذلك.
(باب ما جاء في الكذابين الذي بين يدي الساعة)
عن حذيفة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون
منهم أربع نسوة وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي. رواه أحمد والطبراني في الكبير
والأوسط والبزار ورجال البزار رجال الصحيح. وعن أبي بكرة قال أكثر الناس
في شان مسيلمة قبل أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شيئا فقام رسول الله صلى الله عليه
وسلم خطيبا فقال أما بعد ففي شأن هذا الرجل الذي قد أكثرتم فيه وانه كذاب من
ثلاثين كذابا يخرجون بين يدي الساعة وإنه ليس من بلد إلا يبلغها رعب المسيح.
رواه أحمد والطبراني وأحد أسانيد أحمد والطبراني رجاله رجال الصحيح. وعن
جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين يدي الساعة كذابون منهم صاحب
اليمامة ومنهم صاحب صنعاء العنسي ومنهم صاحب حمير ومنهم الدجال وهو أعظمهم
فتنة، قال جابر وبعضهم يقول قريبا من ثلاثين كذابا. رواه أحمد والبزار وفي
إسناد البزار عبد الرحمن بن مغراء وثقه جماعة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال
الصحيح، وفى إسناد أحمد ابن لهيعة وهو لين. وعن عبد الله بن عمر أنه كان عنده
رجل من أهل الكوفة فجعل يحدثه عن المختار فقال ابن عمر إن كان كما تقول فاني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن بين يدي الساعة ثلاثين دجالا كذابا، وفى رواية
عن عبد الرحمن بن أبي نعم أو نعيم الأعرجي شك أبو الوليد قال أسال رجل ابن

(1) أي القوى. وفى الأصل " الضابطة ".
(2) في الجزء الثامن.
332

عمر وأنا عنده عن المتعة متعة النساء فقال والله ما كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم زانين ولا مسافحين ثم قال والله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليكونن
قبل يوم القيامة الدجال وكذابون ثلاثون أو أكثر. رواه كله أحمد وأبو يعلى بقصة
المتعة وما بعدها، والطبراني إلا أنه قال بين يدي الساعة الدجال وبين يدي الدجال
كذابون ثلاثون أو أكثر قلنا ما آيتهم قال أن يأتوكم بسنة لم تكونوا عليها يغيروا بها
سنتكم ودينكم فإذا رأيتموهم فاجتنبوهم وعادوهم. وعن أبي الجلاس قال سمعت عليا
يقول لعبد الله السباى ويلك واله ما أفضى إلى بشئ كتمه أحدا من الناس
ولكن سمعته يقول إن بين يدي الساعة ثلاثون كذابا وانك لأحدهم.
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. وعن أنيسة بنت زيد بن أرقم أن زيد بن أرقم
دخل على المختار فقال يا أبا عامر لو سبقت رأيت جبريل وميكائيل قال حقرت ونقرت (1)
أنت أهون على الله من ذلك كذاب مفتر على الله ورسوله. رواه الطبراني وفيه
ثابت بن زيد وهو ضعيف. وعن أبي إسحق قال قلت لعبد الله بن عمر إن المختار
يزعم أنه يوحى إليه قال صدق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم. رواه الطبراني
في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون
قبل خروج الدجال نيف وسبعون دجالا. رواه أبو يعلى وفيه ليث بن أبي سليم
وهو مدلس وبشر صاحب أنس لم أعرفه. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يخرج سبعون كذابا. رواه الطبراني
وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف. وعن عبد الله بن الزبير عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا منهم الأسود العنسي وصاحب صنعاء
وصاحب اليمامة. رواه الطبراني وأبو يعلى والبزار باختصار وفيه قيس بن الربيع
وثقه شعبه والثوري وضعفه جماعة. وعن شعيب بن عمر قال حججنا فمررنا بطريق
المنكدر وكان الناس يأخذون فيه فطلبنا الطريق فبينا نحن كذلك إذا نحن بأعرابي
كأنما نبع من الأرض فقال لي يا شيخ تدري أين أنت قلت لا قال أنت بالدوايب

(1) يقال به نقير: أي قروح وبثر، ونقر أي صار نقيرا، وقيل نقير اتباع لحقير.
333

وهذا التل الأبيض الذي تراه عظام بكر بن وائل وتغلب وهذا قبر كليب أخي
مهلهل ثم قال لي هل لك في رجل له من النبي صلى الله عليه وسلم يسمع منه قلت نعم فذهب
بي إلى قبة ادم فإذا أنا برجل معصوب الحاجبين بعصابة من هذا قال هذا
العداء بن خالد بن عمرو بن عامر فارس الضحياء في الجاهلية فقلت له يرحمك الله
حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كنا عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذ قام قومة له كأنه مفزع فقال له ابن مسعود بأبي وأمي قمت كأنك مفزع
قال إياكم والدجالين الثلاثة فقال ابن مسعود بأبي وأمي قد أخبرتنا عن الدجال الأعور
وعن أكذب الكذابين فمن الكذاب الثالث قال رجل يخرج في قوم أولهم
مثبور وآخرهم مبتور عليهم اللعنة دائمة في فتنة يقال لها الحارقة وهو الدجال الأطلس
يأكل عباد. رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن النعمان بن بشير قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن بين يدي الساعة كذابين. رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير جندل بن والق وهو ثقة. وعن سلامة بنت
أبجر قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ثقيف كذاب ومبير (1). رواه
الطبراني وفيه نسوة مساتير.
(باب فيما قبل الدجال ومن نجا منه نجا)
عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذكرنا الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو
نائم فاستيقظ محمرا لونه فقال غير ذلك أخوف لي عليكم ذكر كلمة. رواه أحمد وفيه
جابر الجعفي وهو ضعيف. وعن عبد الله بن حوالة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من نجا من ثلاث فقد نجا ثلاث مرات موتى والدجال وقتل خليفة مصطبر
بالحق يعطيه. رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير ربيعة بن لقيط
وهو ثقة. وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من نجا منها نجا من نجا
عند قتل مؤمن فقد نجا ومن نجا عند قتل خليفة يقتل مظلوما وهو مصطبر يعطى الحق
من نفسه فقد نجا ومن نجا من فتنة الدجال فقد نجا. رواه الطبراني وفيه إبراهيم

(1) أي مهلك يسرف في إهلاك الناس.
334

ابن يزيد المصري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن حذيفة قال ذكر الدجال عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لأنا لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال ولن ينجو
أحد مما قبلها إلا نجا منها وما صنعت فتنة منذ كانت الدنيا صغيرة ولا كبيرة إلا
لفتنة الدجال. رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح.
(باب لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره)
عن راشد بن سعد قال لما فتحت إصطخر إذا مناد ينادى ألا إن الدجال قد خرج
قال فلقيهم الصعب بن جثامة فقال لولا ما تقولون لأخبرتكم انى سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره وحتى
تترك الأئمة ذكره على المنابر. رواه عبد الله بن أحمد من رواية بقية عن صفوان
ابن عمرو وهي صحيحة كما قال ابن معين، وبقية رجاله ثقات.
(باب فيما بين يدي الدجال من الجهد)
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر جهدا يكون بين يدي الدجال
فقالوا أي المال خير يومئذ قال غلام شديد يسقى أهله الماء وأما الطعام فليس قالوا فما
طعام المؤمنين يومئذ قال التسبيح والتكبير والتهليل قالت عائشة فأين العرب
يومئذ قال العرب قليل. رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
وتأتي أحاديث فيما بين يديه من الجهد طوال.
(باب ما جاء في الدجال)
عن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أهبط الله تعالى
إلى الأرض منذ خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أعظم من فتنة الدجال وقد
قلت فيه قولا لم يقله أحد قبلي إنه آدم (1) جعد ممسوخ عين اليسار على عينه ظفرة (2)
غليظة وإنه يبرئ الأكمه والأبرص ويقول انا ربكم فمن قال ربي الله فلا فتنة
عليه ومن قال أنت ربي فقد افتتن يلبث فيكم ما شاء الله ثم ينزل عيسى بن مريم

(1) أي شديد السمرة أقرب إلى السواد.
(2) هي لحمة تنبت عند المآقي وقد
تمتد إلى السواد فتغشيه.
335

مصدقا بمحمد صلى الله عليه وسلم على ملته إماما مهديا وحكما عدلا فيقتل الدجال
فكان الحسن يقول ونرى أن ذلك عند الساعة. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف لا يضر. وعن عبد الله بن الحرث بن
جزء قال ما كنا نسمع فزعة ولا رجة في المدينة إلا ظننا أنه الدجال لما كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا عنه ويقربه لنا. رواه الطبراني والبزار وفيه ابن لهيعة
وفيه ضعف. وعن سهل بن حنيف أنه كان بين سلمان الفارسي وبين إنسان منازعة
فقال سلمان اللهم إن كان كاذبا فلا تمته حتى يدركه أحد الثلاثة فلما سكن عنه الغضب
قلت يا أبا عبد الله ما الذي دعوت به علي هذا قال أخبرك فتنة الدجال وفتنة أمير
كفتنة الدجال وشح شحيح يلقى على الناس إذا أصاب الرجل المال لا يبالي مما أصابه
رواه الطبراني وفيه كثير بن زيد الأسلمي وثقه ابن معين وجماعة وضعفه النسائي
وجماعة. وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الدجال خارج
وهو أسور عين الشمال عليها ظفرة غليظة وإنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي
الموتى ويقول للناس أنا ربكم فمن قال أنت ربي فقد ومن قال ربي الله حتى
يموت على ذلك فقد عصم من فتنة الدجال ولا عليه فيلبث في الأرض ما شاء
الله ثم يخرج عيسى بن مريم قبل المغرب مصدقا بمحمد صلى الله عليه وسلم فيقتل الدجال وإنما
هو قيام الساعة. رواه الطبراني وأحمد ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار باسناد
ضعيف. وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه لم يكن نبي إلا قد
أنذر الدجال قومه وإني أنذركموه إنه أعور ذو حدقة جاحظة ولا تخفى كأنها كوكب
درى ومعه مثل الجنة والنار فجنته عين ذات دخان وناره روضة خضراء وبين يديه
رجلان ينذران أهل القرى كلما خرجا من قرية دخل أوائلهم فيسلط على رجل
لا يسلط على غيره فيذبحه ثم يضربه بعصاه ثم يقول قم فيقول لأصحابه كيف ترون
ألست بربكم فيشهدون له بالشرك فيقول الرجل المذبوح يا أيها الناس إن هذا المسيح
الدجال الذي أنذرناه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعود أيضا فيذبحه ثم يضربه بعصاه فيقول
336

له قم فيقول لأصحابه كيف ترون ألست بربكم فيشهدون له بالشرك فيقول المذبوح
يا أيها الناس إن هذا المسيح الدجال الذي أنذرناه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما زادني قتله هذا إلا بصيرة ويعود فيذبحه الثالثة فيضربه فيقول قم فيقول لأصحابه
كيف ترون ألست بربكم فيشهدون له بالشرك فيقول يا أيها الناس إن هذا المسيح
الدجال الذي أنذرناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زادني هذا فيك إلا بصيرة
ثم يعود فيذبحه الرابعة فيضرب الله عليه حلفه بصفيحة نحاس فلا يستطيع ذبحه،
قال أبو سعيد كنا نرى ذلك الرجل عمر بن الخطاب لما تعلم من قوته وجلده - قلت
هو في الصحيح باختصار - رواه أبو يعلى والبزار وفيه الحجاج بن أرطاة وهو
مدلس، وعطية ضعيف وقد وثق. وعن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إنه لم يكن نبي إلا وصف الدجال لامته ولأصفنه صفة لم يصفها
أحد كان قبلي إنه أعور وإن الله عز وجل ليس بأعور. رواه أحمد وأبو يعلى والبزار
وفيه ابن إسحاق وهو مدلس. وعن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم الدجال أعور عين الشمال بين عينيه مكتوب كافر يقرؤه الأمي والكاتب.
رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن أبي يعني ابن كعب أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذكر الدجال فقال إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء وتعوذوا بالله من عذاب
القبر. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في
الدجال أعور هجان أزهر (1) كأن رأسه أصلة (2) أشبه الناس بعبد العزى بن
قطن فأما هلك الهلك (3) فان ربكم تبارك وتعالى ليس بأعور. رواه أحمد والطبراني.
وفي رواية عنده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت الدجال هجانا ضخما
فيلمانيا كأن شعره أغصان شجرة أعور كأن عينيه كوكب الصبح أشبه بعبد العزى

(1) أي أبيض.
(2) الأصلة: الحية العظيمة، والعرب تشبه الرأس الصغير
الكثير الحركة برأس الحية.
(3) هلك بالضم والتشديد جمع هالك، أي فان هلك
به ناس جاهلون وضلوا فاعلموا أن الله ليس بأعور فكأنه قال فكيفما كان الامر
فان ربكم ليس بأعور، أي منزه عن النقائص والعيوب.
337

ابن قطن رجل من خزاعة، ورجال الجميع رجال الصحيح. رواه الطبراني في
الأوسط وإسناده ضعيف. وعن عبد الله بن عمر قال كنا نتحدث بحجة الوداع
وما ندري أنه الوداع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان في حجة الوداع
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر المسيح الدجال فأطنب في ذكره ثم
قال ما بعث الله تبارك وتعالى من نبي إلا وقد أنذره أمته لقد أنذره نوح صلى الله عليه وسلم
والنبيون صلى الله عليه وسلم من بعده الا ما خفى عليكم من شأنه لا يخفين عليكم إن ربكم تبارك
وتعالى ليس بأعور - قلت في الصحيح بعضه - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وعن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي
فقال ما يبكيك قلت يا رسول الله ذكرت الدجال فبكيت فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن يخرج وأنا فيكم كفيتموه وإن يخرج بعدي
فان ربكم عز وجل ليس بأعور إنه يخرج من يهودية أصبهان حتى يأتي المدينة
فينزل ناحيتها ولها يومئذ سبعة أبواب على كل نقب منها ملكان فيخرج إليه شرار
أهلها حتى يأتي الشام مدينة فلسطين بباب لد قال أبو داود مرة حتى يأتي مدينة
فلسطين فينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقتله ويمكث عيسى في الأرض أربعين
سنة إماما عدلا وحكما مقسطا. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير الحضرمي
ابن لاحق وهو ثقة. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال
من يهود أصبهان. رواه أحمد وأبو يعلى وزاد معه سبعون ألفا من اليهود عليهم
السيجان (1) من رواية محمد بن مصعب عن الأوزاعي وروايته عنه جيدة وقد
وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجالهما رجال الصحيح، ورواه الطبراني
في الأوسط كذلك. وعن جنادة بن أمية أن قوما دخلوا على معاذ بن جبل وهو
مريض فقالوا له حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشتبه عليك فأخذ بعض القوم
بيده فجلس فقال لا أحدثكم إلا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ما من نبي إلا وقد حذر أمته الدجال وأنا أحذركم الدجال إنه أعور مكتوب

(1) جمع ساج وهو الطيلسان. وفى الأصل مغفلة من النقط، والتصويب من النهاية.
338

بين عينيه كافر يقرؤه الكاتب وغير الكاتب معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار.
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه خنيس بن عامر ولم أعرفه، وبقية رجاله
وثقوا. وعن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال
من قبل أصبهان. رواه الطبراني في الأوسط عن محمد بن محمويه الجوهوي
ولم أعرفه. وعن فاطمة بنت قيس قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى الصلاة جامعة
فخرجت في نسوة من الأنصار حتى أتينا المسجد فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة
الظهر ثم صعد المنبر قالت فاطمة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا يديه حتى رأيت
بياض إبطيه ثم قال ألا أخبركم ان هذه طيبة ثلاثا ثم قال ألا أخبركم ان نحو الشام
ثم أغمي عليه ساعة ثم أريح ثم سرى عنه ثم قال بل في نحو العراق بل هو في نحو
العراق يخرج حين يخرج من بلدة يقال لها أصبهان من قرية من قراها يقال لها
رستقاباد يخرج حين يخرج على مقدمته سبعون ألفا عليهم السيجان معه نهران نهر
من ماء ونهر من نار فمن أدرك منكم ذلك فقيل له ادخل الماء فلا يدخل فإنه نار
إذا قيل له ادخل النار فليدخلها فإنها ماء. رواه الطبراني في الكبير والأوسط في
حديثها الطويل وفيه سيف بن مسكين وهو ضعيف جدا. وعن سلمة بن الأكوع
قال أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من العقيق حتى إذا كنا على الثنية
التي يقال لها ثنية الحوض التي بالعقيق أومأ بيده قبل المشرق فقال إني لأنظر إلى
مواقع عبد الله المسيح إنه يقبل حتى ينزل من كذا حتى يخرج إليه غوغاء الناس
ما من نقب من أنقاب المدينة إلا عليه ملك أو ملكان يحرسانه معه صورتان صورة
الجنة وصورة النار معه شياطين يشبهون بالأموات يقولون للحي تعرفني أنا أخوك
أو أبوك أو ذو قرابة منه ألست قدمت هذا ربنا فاتبعه فيقض الله ما شاء منه
ويبعث الله رجلا من المسلمين فيسكته ويبكته ويقول أيها الناس لا يغرنكم فإنه
كذاب ويقول باطلا وليس ربكم بأعور فيقول هل أنت متبعي فيأبى فيشقه شقتين
ويعطى ذلك ويقول أعيده لكم فيبعثه الله عز وجل أشد ما كان تكذيبا وأشده
339

شتما فيقول أيها الناس إن ما رأيتم بلاء ابتليتم به وفتنة افتتنتم بها إن كان صادقا
فليعدني مرة أخرى الا هو كذاب فيأمر به إلى هذه النار و هي صورة الجنة فيخرج
قبل الشام. رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف جدا.
وعن سفينة قال خطبنا رسول الله صلى عليه وسلم فقال إنه لم يكن نبي قبلي إلا
حذر أمته الدجال هو أعور عينه اليسرى بعينه اليمنى ظفرة غليظة مكتوب بين
عينيه كافر يخرج معه واديان أحدهما جنة والآخر نار فجنته نار وناره جنة معه
ملكان من الملائكة يشبهان بنبيين من الأنبياء أحدهما عن يمينه والآخر عن
شماله وذلك فتنة الناس يقول ألست بربكم أحيي وأميت فيقول أحد الملكين
كذبت فما يسمعه أحد من الناس إلا صاحبه فيقول له صدقت ويسمعه فيحسبون
أنه صدق الدجال وذلك فتنة ثم يسير حتى يأتي المدينة ولا يؤذن له فيها ثم يقول هذه قرية
ذك الرجل ثم يسير حتى يأتي الشام فيهلكه الله عز وجل عند عقبة أفيق. رواه
أحمد والطبراني واللفظ له ورجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر. وعن سليمان
ابن شهاب قال نزل على عبد الله بن معتم وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الدجال ليس به خفا انه يجئ من قبل
المشرق فيدعو لي فيتبع وينصب للناس فيقاتلهم ويظهر عليهم فلا يزال على ذلك
حتى يقدم الكوفة فيظهر دين الله ويعمل به فيتبع ويحب على ذلك ثم يقول بعد
ذلك اني نبي فيفزع من ذلك كل ذي لب ويفارقه فيمكث بعد حتى يقول أنا
الله فتغشى عينه وتقطع أذنه ويكتب بين عينيه كافر فلا يخفى على كل مسلم فيفارقه
كل أحد من الخلق في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان ويكون أصحابه وجنوده
المجوس واليهود والنصارى وهذه الأعاجم من المشركين ثم يدعو برجل فيما يرون
فيؤمر به فيقتل ثم يقطع أعضاءه كل عضو على حدة فيفرق بينها حتى براه الناس
ثم يجمع بينها ثم يضرب بعصاه فإذا هو قائم فيقول أنا الله أحيي وأميت وذلك كله
سحر يسحر به أعين الناس ليس يعمل من ذلك شيئا. رواه الطبراني وفيه سعيد بن
340

محمد الوراق وهو متروك. وعن ثعلبة بن عباد العبدي من أهل البصرة قال شهدت
يوما خطبة لسمرة بن جندب فذكر في خطبته حديثا عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قلت فذكر حديث كسوف الشمس حتى قال فوافق تجلي الشمس جلوسه في
الركعة الثانية قال زهير حسبته قال فسلم فحمد الله عز وجل وأثنى عليه وشهد أنه
عبد الله ورسوله ثم قال يا أيها الناس أنشدكم الله ان كنتم تعلمون أنى قصرت عن
شئ من تبليغ رسالات ربي عز وجل لما أخبرتموني ذاك قال فقام رجال فقالوا نشهد
أنك قد بلغت رسالات ربك ونصحت لامتك وقضيت الذي عليك ثم قال أما
بعد فان رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه
النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض وانهم كذبوا ولكنها آيات
من آيات الله عز وجل يختبر بها عباده فينظر من يحدث له منهم توبة وإني والله لقد رأيت منذ
قمت أصلى ما أنتم لاقوه من أمر دنياكم وآخرتكم وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج
ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبى يحيا
لشيخ حينئذ من الأنصار بينه وبين حجرة عائشة وإنه متى يخرج أو قال قاله متى
ما يخرج فإنه يزعم أنه الله فمن آمن به وصدقه واتبعه لم ينفعه صالح من عمله سلف
ومن كفر به وكذبه لم يعاقب بشئ من عمله سلف وإنه سوف يظهر أو قال يظهر
على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس وانه يحصر المؤمنون في بييت المقدس
فيزلزلوا زلزالا شديدا ثم يهلكه الله تبارك وتعالى حتى إن جذم الحائط - أو قال
أصل الحائط وقال حسن الأشيب أو أصل الشجرة - لينادي أو قال يقول يا مؤمن
أو قال يا مسلم هذا يهودي أو قال هذا كافر تعال فاقتله قال ولن يكون ذلك كذلك حتى
تروا أمروا يتفاقم شأنها في أنفسكم وتسألون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم من هذا
ذكرا وحتى تزول جبال عن مراتبها قال ثم على أثر ذلك القبض قال ثم شهدت
خطبة لسمرة ذكر فيها هذا لحديث ما قدم كلمة ولا آخرها عن موضعها. رواه أحمد والبزار
ببعضه وقال فيه فمن اعتصم بالله فقال ربي الله حي لا يموت فلا عذاب عليه ومن قال
341

أنت ربي فقد فتن، ورجال أحمد رجال الصحيح غير ثعلبة بن عباد وثقه ابن حبان.
وعن أبي نضرة قال أتينا عثمان بن أبي العاص في يوم جمعه لنعرض عليه مصحفا
لنا على مصحفه فلما حضرت الجمعة أمرنا فاغتسلنا ثم أتينا بطيب فتطيبنا ثم جئنا
المسجد فجلسنا فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون للمسلمين
ثلاثة أمصار مصر بملتقى البحرين ومصر بالحيرة ومصر بالشام فيفزع الناس ثلاث
فزعات فيخرج الدجال في أعراض الناس فيهزم من قبل المشرق فأول مصر يردون
المصر الذي بملتقى البحرين فيصير أهله ثلاث فرق فرقة تبقى (1) تقول نشامه (2)
ننظر ما هو وفرقة تلحق بالاعراب وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم ومع الدجال
سبعون ألفا عليهم السيجان فأكثر تبعه اليهود والنساء ثم يأتي المصر الذي يليهم فيصير أهله ثلاث فرق تقول نشامه ننظر ما هو وفرقة تلحق بالاعراب وفرقة
تلحق بالمصر الذي يليهم بغربي الشام وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق فيبعثون سرحا (3)
لهم فيصاب سرحهم فيشتد ذلك عليهم وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد
حتى إن أحدهم ليخرق وتر قوسه فيأكله فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من السحر
يا أيها الناس أتاكم الغوث ثلاثا فيقول بعضهم لبعض إن هذا لصوت رجل شبعان
وينزل عيسى بن مريم عليه السلام عند صلاة الفجر فيقول له أميرهم يا روح الله تقدم
فصل فيقول هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض فيتقدم أميرهم فيصلي فإذا صلى به
أخذ عيسى عليه السلام حربته فيذهب نحو الدجال فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص
فيضع حربته بين ثندوتيه فيقتله وينهزم أصحابه فليس شئ يومئذ يوارى منهم أحدا حتى
إن الشجرة لتقول يا مؤمن هذا كافر ويقول الحجر يا مؤمن هذا كافر. رواه أحمد والطبراني
وفيه علي بن زيد وفيه ضعف وقد وثق، وبقية رجالهما رجال الصحيح. وعن هشام
ابن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رأس الدجال من ورائه حبك حبك (4) فمن قال
أنت ربي افتتن ومن قال كذبت ربي الله عليه توكلت فلا يضره أو قال فلا فتنة

(1) في الأصل مغفلة من النقط.
(2) يقال شاممت فلانا إذا قاربته وتعرفت
ما عنده بالاختبار.
(3) السرح بالماشية.
(4) أي شعر رأسه متكسر من الجعودة.
342

عليه - قلت له حديث في الصحيح غير هذا - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح،
ورواه الطبراني. وعن أبي قلابة قال رأيت رجلا بالمدينة قد أطاف الناس به وهو
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال
فسمعته وهو يقول إن بعدكم الكذاب المضل وإن رأسه من ورائه حبك حبك
حبك وإنه سيقول أنا ربكم فمن قال لست بربنا ولكن ربنا الله عليه توكلنا وإليه أنبنا
نعوذ بالله من شرك لم يكن له عليه سلطان. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وعن جنادة بن أبي أمية قال أتينا رجلا من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فدخلنا عليه حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحدثنا
ما سمعت من الناس فشددنا عليه فقال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا فقال
أنذركم المسيح وهو ممسوح العين أحسبه قال العين اليسرى تسير معه جبال الخبز
وأنهار الماء علامته يمكث في الأرض أربعين صباحا يبلغ سلطانه كل منهل لا يأتي
أربعة مساجد الكعبة ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى والطور ومهما كان
من ذلك فاعلموا أن الله عز وجل ليس بأعور، قال ابن عون أحسبه قال يسلط على
رجل فيقتله ثم يحييه ولا يسلط على غيره. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن
جنادة بن أبي أمية الأزدي قال ذهبت أنا ورجل من الأنصار إلى رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر عن
الدجال قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أنذركم الدجال ثلاثا فإنه لم يكن نبي إلا
أنذره وإنه فيكم أيتها الأمة وإنه جعد آدم ممسوح العين اليسرى معه
جنة ونار ومعه جبال من خبز ونهر من ماء وإنه يمطر المطر ولا ينبت الشجر وإنه
يسلط على نفس فيقتلها ولا يسلط على غيرها وانه يمكث في الأرض أربعين صباحا
يبلغ كل منهل لا يقرب أربعة مساجد مسجد الحرام ومسجد المدينة ومسجد الطور
ومسجد الأقصى وما شبه عليكم فان ربكم عز وجل ليس بأعور. رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن جابر بن عبد الله أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال
343

في خفقة من الدين (1) وإدبار من العلم وله أربعون ليلة يسيحها في الأرض اليوم
منها كالسنة واليوم منها كالشهر واليوم منها كالجمعة ثم سائر أيامه كأيامكم هذه وله حمار
يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا فيقول للناس أنا ربكم وهو أعور وإن ربكم عز
وجل ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر مهجاة يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير
كاتب يرد كل ماء ومنهل إلا المدينة ومكة حرمهما الله عز وجل عليه قامت الملائكة
بأبوابها معه جبال من خبز والناس في جهد إلا من اتبعه ومعه نهران أنا أعلم بهما
منه نهر يقول الجنة ونهر يقول النار فمن أدخل الذي يسميه الجنة فهو النار ومن
أدخل الذي يسميه النار فهو الجنة قال وتبعث معه شياطين تكلم الناس ومعه فتنة
عظمية بأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس فيقول للناس أيها الناس هل يفعل مثل هذا
إلا الرب فيفر الناس إلى جبل الدخان في الشام فيحاصرهم فيشتد حصارهم
ويجهدهم جهدا شديدا ثم ينزل عيسى عليه السلام فينادى من السحر فيقول يا أيها
الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى هذا الكذاب الخبيث فيقولون هذا رجل جنى
فينطلقون فإذا هم بعيسى عليه السلام فتقام الصلاة فيقال له تقدم يا روح الله فيقول
ليتقدم إمامكم فيصلى بكم فإذا صلى صلاة الصبح خرج إليه قال فحين يراه
الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء فيمشي إليه فيقتله حتى أن الشجر والحجر
ينادى هذا يهودي فلا يترك ممن كان يتبعه أحد إلا تبعه. رواه أحمد باسنادين
رجال أحدهما رجال الصحيح. قلت ولجابر حديث تقدم في فضل المدينة في الحج.
وعن أسماء بنت يزيد الأنصارية قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي
فذكر الدجال فقال إن بين يديه ثلاث سنين تمسك السماء ثلث قطرها والأرض
ثلث نباتها والثانية تمسك السماء ثلثي قطرها والأرض ثلثي نباتها والثالثة تمسك
السماء قطرها كله والأرض نباتها كله ولا تبقى ذات ظلف ولا ذات ضرس من
البهائم إلا هلكت وإن من أشد فتنته أن يأتي الاعرابي فيقول أرأيت ان

(1) أي في حال ضعف من الدين وقلة أهله، من خفق الليل إذا ذهب أكثر " أو
خفق إذا اضطرب أو خفق إذا نعس.
344

أحببت لك إبلك ألست تعلم أني ربك قال فيقول بلى فتمثل له الشياطين نحو
إبله كأحسن ما تكون ضروعها وأعظمه أسنمة قال ويأتي الرجل قد مات أبوه ومات
أخوه فيقول أرأيت ان أحبيت لك أباك وأحييت لك أخاك ألست تعلم أني ربك
فيقول بلى فتمثل له الشياطين نحو أخيه ثم خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم لحاجة له ثم رجع قالت والقوم في اهتمام وغم مما حدثهم قالت فأخذ بلحمتي
الباب وقال مهم أسماء قالت قلت يا رسول الله لقد خلعت أفئدتنا بذكر الدجال قال
إن يخرج وأنا حي فأنا حجيجه وإلا فان ربي عز وجل خليفتي على كل مؤمن قالت
أسماء والله يا رسول الله إنا لنعجن عجنتنا فما نخبزها حتى نجوع فكيف بالمؤمنين
يومئذ قال يجزئهم ويجزئ أهل السماء من التسبيح والتقديس، وفي رواية أن رسول
صلى الله عليه وسلم مجلسا مرة فحدثهم عن أعور الدجال وزاد فيه فقال
مهيم وكانت كلمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن شئ يقول مهيم
وزاد فمن حضر مجلسي وسمع كلامي منكم فليبلغ الشاهد منكم الغائب واعلموا
أن الله عز وجل صحيح ليس بأعور وأن الدجال أعور ممسوح العين بين عينيه
مكتوب كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب. رواه كله أحمد والطبراني
من طرق وفي إحداها يكون قبل خروجه سنون خمس جدب، وفيه شهر بن حوشب
وفيه ضعف وقد وثق. وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى لله عليه وسلم
يقول لينزلن الدجال خوز وكرمان في سبعين ألفا وجوهم كالمجان المطرقة. رواه
أحمد وأبو يعلى ورجالهما ثقات الا أن ابن إسحاق مدلس. ورواه البزار أتم. وعن
أبي هريرة قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجمع السيول فقال ألا أنبئكم
بمنزل الدجال من المدينة هذا منزله. أبو يعلى وفيه أبو معشر وهو ضعيف.
وعن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت إليكم وقد بينت لي ليلة القدر
ومسيح الضلالة فكان تلاح بين رجلين بسدة المسجد فأتيتهما لأحجز بينهما
فأنسيتها وسأشدو لكم منها أما ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر وأما مسيح الضلالة
345

فإنه أعور العين أجلى الجبهة عريض النحر فيه دعاء كأنه قطن بن عبد العزى قال
يا رسول الله هل يضرني شبهه قال لا أنت أمرؤ مسلم وهو امرؤ كافر. رواه أحمد
وفيه المسعودي وقد اختلط قلت ويأتي حديث الفلتان بن عاصم. وعن أسماء بنت
عميس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها لبعض حاجته ثم خرج فشكت
إليه الحاجة فقال كيف بكم إذا ابتليتم بعبد قد سخرت له أنهار الأرض وثمارها
فمن اتبعه أطعمه وأكفره ومن عصاه حرمه ومنعه قلت يا رسول الله إن الجارية
لتجلس عند التنور ساعة لخبزها فأكاد أفتتن في صلاتي فكيف بنا إذا كان ذلك قال
إن الله يعصم المؤمنين يومئذ بما عصم به الملائكة من التسبيح إن بين عينيه كافر
يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب. رواه الطبراني وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن جابر قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم على
المنبر فقال يا أيها إني لم أجمعكم لخبر جاء من السماء فذكر حديث الجساسة وزاد
فيه هو المسيح تطوى له الأرض في أربعين يوما إلا ما كان من طيبة قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم طيبة المدينة ما من باب من أبوابها إلا عليه ملك مصلت سيفه
يمنعه وبمكة مثل ذلك. رواه أبو يعلى باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح.
وعن أبي الوداك قال قال لي أبو سعيد هل تقر الخوارج بالدجال فقال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إني خاتم ألف نبي أو أكثر ما بعث نبي يتبع إلا حذر أمته
الدجال وإني قد بين لي في أمره ما لم يبين لأحد وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور
وعينه اليمنى عوراء جاحظة لا تخفى كأنها نخاعة في حائط مجصص وعينه اليسرى
كأنها كوكب دري معه من كل لسان ومعه صورة الجنة خضراء يجرى فيها الماء
وصورة النار سوداء تدخن. رواه أحمد وفيه مجالد بن سعيد وثقه النسائي في رواية
وقال في أخرى ليس بالقوي، وضعفه جماعة. وعن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ينزل الدجال في هذه السبخة بمر قناة فيكون أكثر من يخرج
إليه النساء حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته فيوثقها رباطا
346

مخافة أن تخرج إليه ثم يسلط الله المسلمين فيقتلونه ويقتلون شيعته حتى إن اليهودي ليختبئ
تحت الشجرة والحجر فيقول الحجر أو الشجرة للمسلم هذا يهودي تحتي فاقتله
- قلت في الصحيح بعضه - رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه ابن إسحاق
وهو مدلس. وعن أسماء بنت يزيد أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين ظهراني
أصحابه يقول أحذركم المسيح وأنذركموه وكل نبي قد حذره قومه وهو فيكم أيتها
الامه وسأحكي لكم من نعته ما لم تحك الأنبياء قبلي لقومهم يكون قبل خروجه
سنون خمس جدب حتى يهلك كل ذي حافر فناداه رجل فقال يا رسول الله فيم يعيش
المؤمنون قال بما تعيش به الملائكة وهو أعور وليس الله بأعور بين عينيه كافر يقرؤه
كل مؤمن كاتب وغير كاتب أكثر من يتبعه اليهود والنساء والاعراب ترون السماء
تمطر وهي لا تمطر والأرض تنبت وهي لا تنبت ويقول للأعراب ما تبغون مني ألم
أرسل السماء عليكم مدرارا وأحيي لكم أنعامكم شاخصة دارها خارجة خواصرها
دارة ألبانها وتبعث معه الشياطين على صورة من مات من الآباء والاخوان والمعارف
فيأتي أحدهم إلى أبيه وأخيه وذي رحمه فيقول ألست فلانا ألست تعرفني هو ربك
فاتبعه بعمر أربعين سنة السنة كالشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة
والساعة كاحتراق السعفة (1) في النار يرد كل منهل إلا المسجدين ثم قام رسول الله
صلى الله عليه وسلم يتوضأ فسمع بكاء الناس وشهيقهم فرجع فقام بين أظهرهم فقال أبشروا فان
يخرج وأنا فيكم فالله كافيكم ورسوله وإن يخرج بعدي فالله خليفتي على كل مسلم.
رواه الطبراني وفيه شهر بن حوشب ولا يحتمل مخالفته للأحاديث الصحيحة انه
يلبث في الأرض أربعين يوما وفى هذا أربعين سنة، وبقية رجاله ثقات. وعن
جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لخاتم ألف نبي أو أكثر وإنه ليس منهم نبي إلا
قد أنذره قومه وإنه قد تبين لي ما لم يتبين لأحد منهم إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور. رواه
البزار وفيه مجالد بن سعيد وقد ضعفه الجمهور فيه توثيق. وعن جبير بن نفير عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فقال إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجكم وإن يخرج ولست

(1) أي ورقة النخل.
347

فيكم فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم. رواه البزار وفيه عبد الله
ابن صالح كاتب الليث وقد وثق وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي
هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال قال أحسبه قال يخرج من نحو
المشرق. رواه البزار وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف وقد وثق. وعن الفلتان بن
عاصم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريت ليلة القدر ثم أنسيتها ورأيت مسيح الضلالة
فإذا رجلان في أندر فلان يتلاحيان فحجزت بينهما فأنسيتها فاطلبوها في العشر
الأواخر وأما مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة ممسوح العين اليسرى عريض النحر
كأنه عبد العزى بن قطن. رواه البزار ورجاله ثقات وقد تقدم حديث أبي هريرة
بنحوه. وعن عمرو بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تذهب الدنيا حتى تكون
رابطة من المسلمين بموضع يقال له بولان حتى يقاتلوا بني الأصفر يجاهدون في
سبيل الله لا يأخذهم في الله لومة لائم حتى يفتح الله عليهم قسطنطينية ورومية
بالتسبيح والتكبير فيهدم حصنها وحتى يقسموا المال بالأترسة قال ثم يصرخ
صارخ يا أهل الاسلام قد خرج المسيح الدجال في بلادكم ودياركم فيقولون من
هذا الصارخ فلا يعلمون من هو فيبعثون طليعة تنظر هل المسيح فيرجعون
إليهم فيقولون لم نر شيئا ولم نسمه فيقولون والله إنه والله ما صرخ الصارخ إلا من
السماء أو من الأرض تعالوا نخرج بأجمعنا فان يكن المسيح بها نقاتله حتى يحكم
الله بيننا وبينه وهو خير الحاكمين وان تكن الأخرى فإنها بلادكم وعساكركم
وعشائركم رجعتم إليها - قلت رواه ابن ماجة باختصار - رواه البزار وفيه كثير
ابن عبد الله ضعفه لجمهور وحسن الترمذي حديثه. وعن عبادة بن الصامت أنه
قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني قد حدثتكم عز الدجال حتى حسبت وذكر كلمة
ألا وانه رجل قصير أفحج (1) جعد أعور ممسوح العين ليست بقائمة ولا جحراء
فان التبس عليكم فاعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا. رواه البزار وفيه بقية
وهو مدلس. وعن نهيك بن صريم السكوني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) أي بعيد ما بين الفخذين
348

لتقاتلن المشركين حتى يقاتل بقيتكم الدجال على نهر الأردن أنتم شرقيه وهم
غربيه، ولا أدرى أين الا ردن يومئذ. رواه الطبراني والبزار ورجال البزار ثقات.
وعن أبي هريرة قال سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق يقول يخرج أعور الدجال
مسيح الضلالة قبل المشرق في زمن اختلاف من الناس وفرقة فيبلغ ما شاء الله أن
يبلغ من الأرض في أربعين يوما الله أعلم ما مقدارها فيلقى المؤمنون شدة شديدة ثم
ينزل عيسى بن مريم عليه وسلم من السماء فيؤم الناس فإذا رفع رأسه من
ركعته قال سمعت الله لمن حمده قتل الله المسيح الدجال وظهر المسلمون فأحلف أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا القاسم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قال إنه لحق وأما
انه قريب فكل ما هو آت قريب. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير علي بن المنذر
وهو ثقة. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم ستفتحون مدينة هرقل
أو قيصر وتقتسمون أموالها بالترسة ويسمعهم الصريخ أن الدجال قد خلفهم في
أهاليهم فيلقون ما معهم ويخرجون فيقاتلون. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله
ثقات. وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينزل الدجال المدينة ولكنه
بين الخندق وعلى كل نقب منها ملائكة يحرسونها فأول من يتبعه النساء فيؤذونه
فيرجع غضبان حتى ينزل الخندق فعند ذلك ينزل عيسى بن مريم. رواه الطبراني في
الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير عقبة بن مكرم بن عقبة الضبي وهو ثقة. وعن جابر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يذكر المسيح الدجال إني سأقول لكم فيه كلمة ما قالها نبي قبلي إنه
أعور وان الله ليس بأعور بين عينيه كتاب كافر، قال جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤه كل
مؤمن كاتب وغير كاتب يسيح الأرض أربعين يوما يرد كل بلد غير هاتين المدينتين
المدينة ومكة حرمهما الله عليه يوم من أيامه كالسنة ويوم كالشهر ويوم كالجمعة، وبقية
أيامه كأيامكم هذه لا يبقى إلا أربعين يوما. رواه الطبراني في الأوسط وفيه زمعة ابن صالح وهو ضعيف. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا
أول من يدخل الجنة يوم القيامة وأشفع وسيدرك رجال من أمتي عيسى بن مريم
349

ويشهدون قتال الدجال. رواه الطبراني في الأوسط وفيه معاوية بن واهب ولم أعرفه.
وعن عبد الله بن بسر أنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليدركن الدجال من أدركني
أو ليكونن قريبا من موتي. رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن عيسى بن
شعيب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن العريان بن الهيثم قال دخلت على يزيد
ابن معاوية فبينا نحن عنده جلوس إذ أتاه رجل فأخذ مرفقته فاتكأ عليها قلنا ما هذا
قال بعضهم هذا عبد الله بن عمرو قال بعضنا يا عبد الله بن عمرو انا لنحدث عنك
أحاديث قال إنكم معاشر أهل العراق تأخذون الأحاديث من أسافلها ولا تأخذونها
من أعاليها وذكروا الدجال فقالوا بأرضكم أرض يقال لها كوفا ذات سباخ ونخل قلنا
نعم قال فإنه يخرج منها. رواه الطبراني ورجال ثقات. وعن عبد الله
ابن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في الدجال ما شبه
عليكم منه فان الله عز وجل ليس بأعور يخرج فيكون في الأرض أربعين
صباحا يرد منها كل منهل إلا الكعبة وبيت المقدس والمدينة الشهر كالجمعة
والجمعة كاليوم ومعه جنة ونار فناره جنه وجنته نار معه جبل من خبز ونهر من ماء
يدعو رجلا فلا يسلطه الله إلا عليه فيقول ما تقول في فيقول أنت عدو الله وأنت
الدجال الكذاب فيدعو بمنشار فيضعه حذو رأسه فيشقه حتى يقع على الأرض ثم
يحييه فيقول ما تقول والله ما كنت أشد بصيرة مني فيك الآن أنت عدو الله
الدجال الذي أخبرنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيهوى إليه بسيفه فلا يستطيعه
فيقول أخروه عني. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن جبير بن نفير عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فقال إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجكم
منه وان يخرج ولست فيكم فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم
ألا وانه مطموس العين كأنه عبد العزى بن قطن الخزاعي الا وانه مكتوب بين
عينيه كافر يقرؤه كل مسلم فمن لقيه منكم فليقرأ عليه بفاتحة الكتاب ألا واني
رأيته يخرج من خلة بين الشام والعراق فعاث يمينا وشمالا يا عباد الله أثبتوا ثلاثا
350

قيل يا رسول الله فما سرعته في الأرض قال كالسحاب استدبرته الريح قيل يا رسول
الله فما مكثه في الأرض قال أربعون يوما يوم منها كسنة ويوم كشهر يوم كجمعة
وسائرها كأيامكم هذه قالوا يا رسول الله فكيف نصنع بالصلاة يومئذ صلاة يوم أو
نقدر له قال بل اقدروا له (1). رواه الطبراني وفيه عبد الله بن صالح. قد وثق
وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. وعن عروة بن الزبير قال قالت أم سلمة ذكرت
الدجال ليلة فلم يأتني النوم فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال
لا تفعلي فإنه إن يخرج وأنا فيكم يكفكم الله ربي وان يخرج بعد أن أموت
يكفكموه بالصالحين ثم قام فذكر الدجال ما من نبي إلا قد حذر أمته
وإني أحذركموه أعور وإن الله ليس بأعور ألا إن الدجال كأن عينه عنبة
ظافية. رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن شيخ الطبراني أحمد بن محمد بن نافع الطحان
لم أعرفه. وعن أبي صادق قال قال عبد الله يعني ابن مسعود إني لأعلم أهل أبيات
يفزعهم الدجال قالوا من يا أبا عبد الرحمن قال بيوت أهل الكوفة. رواه الطبراني
ورجاله ثقات إلا أن أبا صادق لم يدرك ابن مسعود. وعن أبي الشعثاء قال
ذكر الدجال عند عبد الله بن مسعود فقال لا تكثروا ذكره فان الامر إذا قضى في
السماء كان أسرع لنزوله إلى الأرض أن يظهر على ألسنة الناس وكيف بكم والقوم
آمنون وأنتم خائفون وكيف بكم والقوم في الظل وأنتم في الضح. رواه الطبراني
وفيه المسعودي وقد اختلط. وقد روى الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر.
وعن خيثمة قال الدجال عند عبد الله فقال بعضهم لو خرج لرميناه بالحجارة
فقال عبد الله لو أصبح ببابل أصبح بعضهم إليه الحفا من السرعة. رواه الطبراني
ورجاله رجال الصحيح الا أن خيثمة لم أجد من قال إنه سمع من ابن مسعود والله أعلم.
هذا آخر الجزء السابع ويتلوه الجزء الثامن أوله (باب منه في الدجال)

(1) راجع الحاوي للفتاوى للسيوطي ففيه أوسع الكلام على هذه الأيام وحكم تقديرها.
351