الكتاب: صحيح البخاري
المؤلف: البخاري
الجزء: ٤
الوفاة: ٢٥٦
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠١ - ١٩٨١ م
المطبعة:
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
ردمك:
ملاحظات: طبعة بالأوفست عن طبعة دار الطباعة العامرة بإستانبول

صحيح البخاري
الامام أبي عبد الله محمد بن
إسماعيل بن إبراهيم
ابن المغيرة بن بردزبة البخاري الجعفي
1

بسم الله الرحمن الرحيم
باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاسلام والنبوة وان لا يتخذ
بعضهم بعضا أربابا من دون الله وقوله تعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله إلى
آخر الآية حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا إبراهيم ين سعد عن صالح بن
كيسان عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس
رضي الله عنهما انه أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيصر
يدعوه إلى الاسلام وبعث بكتابه إليه مع دحية الكلبي وأمره رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر وكان قيصر لما
كشف الله عنه جنود فارس مشى من حمص إلى إيلياء شكرا لما أبلاه الله فلما
جاء قيصر كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين قرأه التمسوا لي ههنا
أحدا من قومه لأسألهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس فأخبرني
أبو سفيان بن حرب انه كان بالشام في رجال من قريش قدموا تجارا في المدة
2

التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش قال أبو سفيان
فوجدنا رسول قيصر ببعض الشام فانطلق بي وبأصحابي حتى قدمنا إيلياء فأدخلنا
عليه فإذا هو جالس في مجلس ملكه وعليه التاج وإذا حوله عظماء الروم فقال
لترجمانه سلهم أيهم أقرب نسبا إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قال أبو سفيان
فقلت انا أقربهم إليه نسبا قال ما قرابة ما بينك وبينه فقلت هو ابن عمى وليس
في الركب يومئذ أحد من بنى عبد مناف غيري فقال قيصر ادنوه وأمر بأصحابي
فجعلوا خلف ظهري عند كتفي ثم قال لترجمانه قل لأصحابه انى سائل هذا
الرجل عن الذي يزعم أنه نبي فان كذب فكذبوه قال أبو سفيان والله لولا
الحياء يومئذ من أن يأثر أصحابي عنى الكذب لكذبته حين سألني عنه ولكني
استحييت ان يأثروا الكذب عنى فصدقته ثم قال لترجمانه قل له كيف نسب
هذا الرجل فيكم قلت هو فينا ذو نسب قال فهل قال هذا القول أحد منكم قبله
قلت لا فقال كنتم تتهمونه على الكذب قبل أن يقول ما قال قلت لا قال فهل
كان من آبائه من ملك قلت لا قال فاشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم قلت
بل ضعفاؤهم قال فيزيدون ان ينقصون قلت بل يزيدون قال فهل يرتد أحد
سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه قلت لا قال فهل يغدر قلت لا ونحن الآن منه
في مدة نحن نخاف ان يغدر قال أبو سفيان ولم تمكني كلمة ادخل فيها شيئا
انتقصه به لا أخاف ان تؤثر عنى غيرها قال فهل قاتلتموه وقاتلكم قلت نعم قال
فكيف كانت حربه وحربكم قلت كانت دولا وسجالا يدال علينا المرة وندال
عليه الأخرى قال فماذا يأمركم قال يأمر نا ان نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا
وينهانا عما كان يعبد آباؤنا ويأمر نا بالصلاة والصدقة والعفاف والوفاء بالعهد
وأداء الأمانة فقال لترجمانه حين قلت ذلك له قل له انى سألتك عن نسبه فيكم
فزعمت أنه ذو نسب وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها وسألتك هل قال
3

أحد منكم هذا القوم قبله فزعمت أن لا فقلت لو كان أحد منكم قال هذا
القول قبله قلت رجل يأتم بقول قد قيل قبله وسألتك هل كنتم تتهمونه
بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا فعرفت انه لم يكن ليدع الكذب
على الناس ويكذب على الله وسألتك هل كان من آبائه من ملك فزعمت أن لا
فقلت لو كان من آبائه ملك قلت يطلب ملك آبائه وسألتك اشراف الناس
يتبعونه أم ضعفاؤهم فزعمت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم اتباع الرسل وسألتك
هل يزيدون أو ينقصون فزعمت أنهم يزيدون وكذلك الايمان حتى يتم
وسألتك هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فزعمت أن لا فكذلك
الايمان حين تخلط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد وسألتك هل يغدر فزعمت أن
لا وكذلك الرسل لا يغدرون وسألتك هل قاتلتموه وقاتلكم فزعمت أن قد
فعل وان حربكم وحربه يكون دولا ويدال عليكم المرة وتدالون عليه الأخرى
وكذلك الرسل تبتلى وتكون لها العاقبة وسألتك بما ذا يأمركم فزعمت أنه
يأمركم ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم
ويأمركم بالصلاة والصدقة والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة قال وهذه
صفة النبي قد كنت اعلم أنه خارج ولكن لم أظن أنه منكم وان يك ما قلت
حقا فيوشك ان يملك موضع قدمي هاتين ولو أرجو ان أخلص إليه لتجشمت
لقيه ولو كنت عنده لغسلت قديمه قال أبو سفيان ثم دعا بكتاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقري فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله
ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى اما بعد فانى أدعوك
بداعية الاسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله اجرك مرتين فان توليت فعليك
اثم الأريسيين ويا هل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد
الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا
4

اشهدوا بأنا مسلمون قال أبو سفيان فلما ان قضى مقالته علت أصوات الذين حوله
من عظماء الروم وكثر لغطهم فلا أدرى ماذا قالوا وأمر بنا فاخر جنا فلما ان
خرجت مع أصحابي وخلوت بهم قلت لهم لقد امر امر ابن أبي كبشة هذا ملك
بنى الأصفر يخافه قال أبو سفيان والله ما زلت ذليلا مستيقنا بأن امره سيظهر
حتى ادخل الله قلبي الاسلام وانا كاره حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي حدثنا
عبد العزيز ى بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد رضي الله عنه سمع النبي صلى
الله عليه وسلم يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه فقاموا
يرجون لذلك أيهم يعطى فغدوا وكلهم يرجو ان يعطى فقال أين على فقيل
يشتكي عينيه فأمر فدعى له فبصق في عينيه فبرأ مكانه حتى كأنه لم يكن به شئ
فقال نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الاسلام
وأخبرهم بما يجب عليهم فوالله لان يهدى بك رجل واحد خير
لك من حمر النعم حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق
عن حميد قال سمعت انسا رضي الله عنه يقول كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا غزا قوما لم يغر حتى يصبح فان سمع اذانا امسك وإن لم يسمع
اذانا أغار بعد ما يصبح فنزلنا خيبر ليلا حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر
عن حميد عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذ غزا بنا حدثنا عبد الله بن
مسلمة عن مالك عن حميد عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج
إلى خيبر فجاءها ليلا وكان إذا جاء قوما بليل لا يغير عليهم حتى يصبح فلما أصبح
خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم فلما رأوه قالوا محمد والله محمد والخميس فقال
النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر خربت خيبر انا إذا أنزلنا بساحة قوم فساء
صباح المنذورين حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثنا سعيد
ابنا لمسيب ان أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
5

أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا له الا الله فمن قال لا إله الا الله فقد عصم
منى نفسه وماله الا بحقه وحسابه على الله رواه عمر وابن عمر عن النبي صلى الله
عليه وسلم باب من أراد غزوة فورى بغيرها ومن أحب الخروج
يوم الخميس حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال
أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ان عبد الله بن كعب وكان قائد
كعب من بنيه قال سمعت كعب بن مالك حين تخلف عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة الا ورى بغيرها
وحدثني أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال أخبرني
عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك قال سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه
يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما يريد غزوة يغزوها الا ورى
بغيرها حتى كانت غزوة تبوك فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر
شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا واستقبل غزو عدو كثير فجلى للمسلمين
أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم وأخبرهم بوجهه الذي يريد وعن يونس عن
الزهري قال أخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك رضي الله عنه ان كعب
ابن مالك كان يقول لقلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إذا خرج
في سفر الا يوم الخميس حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر
عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم
خرج يوم الخميس في غزوة تبوك وكان يحب ان يخرج
يوم الخميس باب الخروج بعد الظهر حدثنا سليمان بن حرب حدثنا
حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم
صلى بالمدينة الظهر أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين وسمعتهم يصرخون بهما
جميعا باب الخروج آخر الشهر وقال كريب عن ابن عباس رضى الله
6

عنهما انطلق النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة لخمس بقين من ذي القعدة
وقدم مكة لأربع ليال خلون من ذي الحجة حدثنا عبد الله بن مسلمة عن
مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن انها سمعت عائشة رضي الله عنها
تقول خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمس ليال بقين من
ذي القعدة ولا نرى الا الحج فلما دنونا من مكة امر رسول الله صلى الله عليه
وسلم من لم يكن معه هدى إذا طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة ان
يحل قالت عائشة فدخل علينا يوم النحر بلجم بقر فقلت ما هذا فقال نحر رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن أزواجه قال يحيى فذكرت هذا الحديث للقاسم بن محمد
فقال أتتك والله بالحديث على وجهه باب الخروج في رمضان حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حدثني الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام حتى بلغ
الكديد افطر قال سفيان قال الزهري أخبرني عبيد الله عن ابن عباس وساق
الحديث باب التوديع وقال ابن وهب أخبرني عمرو عن بكير عن
سليمان بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال بعثنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم في بعث وقال لنا ان لقيتم فلانا وفلانا فرجلين من قريش سماهما
فحرقوهما بالنار قال ثم اتيناه نودعه حين أردنا الخروج فقال إني كنت أمرتكم
ان تحرقوا فلانا وفلانا بالنار وان النار لا يعذب بها الا الله فان أخذتموهما
فاقتلوهما باب السمع والطاعة للامام حدثنا مسدد حدثنا يحيى
عن عبيد الله قال حدثني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه
وسلم وحدثني محمد بن الصباح عن إسماعيل بن زكريا عن عبيد الله عن نافع
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السمع والطاعة
حق ما لم يؤمر بالمعصية فإذا امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة باب يقاتل
7

من وراء الامام ويتقى به حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب قال حدثنا أبو الزناد ان
الأعرج حدثه انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول نحن الآخرون السابقون وبهذا الاسناد من أطاعني فقد أطاع الله
ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد
عصاني وإنما الامام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فان امر بتقوى الله وعدل
فان له بذلك اجرا وان قال بغيره فان عليه منه باب البيعة في الحرب
أن لا يفروا وقال بعضهم على الموت لقوله تعالى لقد رضى الله عن المؤمنين
إذ يبايعونك تحت الشجرة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع قال
قال ابن عمر رضي الله عنهما رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة
التي بايعنا تحتها كانت رحمة من الله فسألت نافعا على أي شئ بايعهم على الموت
قال لا بايعهم على الصبر حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا عمر وبن
يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال لما كان زمن الحرة
اتاه آت فقال له ان ابن حنظلة يبايع الناس على الموت فقال لا أبايع على هذا
أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا المكي بن إبراهيم حدثنا
يزيد بن أبي عبيد عن سلمة رضي الله عنه قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ثم
عدلت إلى ظل الشجرة فلما خف الناس قال يا ابن الا كوع الا تبايع قال قلت
قد بايعت يا رسول الله قال وأيضا فبايعته الثانية فقلعت له يا أبا مسلم على أي شئ
كنتم تبايعون يومئذ قال على الموت حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن
حميد قال سمعت انسا رضي الله عنه يقول كانت الأنصار يوم الخندق تقول
نحن الذين بايعوا محمدا * على الجهاد ما حيينا ابدا
فأجابهم فقال اللهم لا عيش الا عيش الآخرة فأكرم الأنصار والمهاجرة
حدثنا إسحاق بن إبراهيم سمع محمد بن فضيل عن عاصم عن أبي عثمان عن مجاشع
8

رضي الله عنه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم انا واخى فقلت بايعنا على
الهجرة فقال مضت الهجرة لأهلها فقلت علام تبايعنا قال على الاسلام
والجهاد باب عزم الامام على الناس فيما يطيقون حدثنا عثمان بن أبي
شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل قال قال عبد الله رضي الله عنه لقد
اتاني اليوم رجل فسألني عن امر ما دريت ما أرد عليه فقال أرأيت رجلا
مؤديا نشيطا يخرج مع أمرائنا المغازي فيعزم علينا في أشياء لا نحصيها
فقلت له والله ما أدرى ما أقول لك الا انا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم
فعسى أن لا يعزم علينا في امر الا مرة حتى نفعله وان أحد كم لن يزال بخير
ما اتقى الله وإذا شك في نفسه شئ سال رجلا فشفاه منه وأوشك أن لا تجدوه
والذي لا إله إلا هو ما اذكر ما غبر من الدنيا الا كالثغب شرب صفوه وبقي
كدره باب كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار اخر
القتال حتى تزول الشمس حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمر وحدثنا
أبو إسحاق هو الفزاري عن موسى بن عقبة عن سالم أبى النضر مولى عمر بن
عبيد الله وكان كاتبا له قال كتب إليه عبد الله أبى أو في رضي الله عنهما فقرأته
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقى فيها انتظر حتى مالت
الشمس ثم قام في الناس قال أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية
فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف ثم قال اللهم
منزل الكتاب ومجرى السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم
باب استئذان الرجل الامام لقوله إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله
ورسوله وإذا كانوا معه على امر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه ان الذين
يستأذنونك إلى آخر الآية حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن المغيرة
عن الشعبي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال غزوت مع رسول الله
9

صلى الله عليه وسلم قال فتلا حق بي النبي صلى الله عليه وسلم وانا على ناضح لنا
قد أعيى فلا يكاد يسير فقال لي ما لبعيرك قال قلت عيى قال فتخلف رسول الله
صلى الله عليه وسلم فزجره ودعا له فما زال بين يدي الإبل قد أمها يسير
فقال لي كيف ترى بعيرك قال قلت بخير قد اصابته بركتك قال أفتبيعنيه قال
فاستحييت ولم يكن لنا ناضح غيره قال فقلت نعم قال فبعنيه فبعته إياه على أن لي
ففار ظهره حتى أبلغ المدينة فقلت يا رسول الله انى عروس فاستأذنته
فأذن لي فتقدمت الناس إلى المدينة حتى اتيت المدينة فلقيني خالي فسألني عن البعير
فأخبرته بما صنعت فيه فلا منى قال وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي
حين استأذنته هل تزوجت بكرا أم ثيبا فقلت تزوجت ثيبا فقال هلا تزوجت
بكرا تلاعبها وتلا عبك فقلت يا رسول الله توفى والدي أو استشهد ولى أخوات
صغار فكرهت ان أتزوج مثلهن فلا تؤدبهن ولا تقوم عليهن فتزوجت ثيبا
لتقوم عليهن وتود بهن قال فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة غدوت
عليه بالبعير فأعطاني ثمنه ورده على قال المغيرة هذا في قضائنا حسن لا نرى به
بأسا باب من غزا وهو حديث عهد بعرسه فيه جابر عن النبي صلى الله
عليه وسلم باب من اختار الغزو بعد البناء فيه أبو هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم باب مبادرة الامام عند الفزع حدثنا مسدد
حدثنا يحيى عن شعبة قال حدثني قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
كان بالمدينة فزع فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة فقال
ما رأينا من شئ وان وجدناه لبحرا باب السرعة والركض في الفزع
حدثنا الفضل بن سهل حدثنا حسين بن محمد حدثنا جرير بن حازم عن محمد
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال فزع الناس فركب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فرسا لأبي طلحة بطيئا ثم خرج يركض وحده فركب الناس يركضون
10

خلفه فقال لم تراعوا انه لبحر فما سبق بعد ذلك اليوم باب الخروج في
الفزع وحده باب الجعائل والحملان في السبيل وقال مجاهد قلت لابن
عمر الغزو قال إني أحب ان أعينك بطائفة من مالي قلت أوسع الله على قال إن
غناك لك وانى أحب أن يكون من مالي في هذا الوجه وقال عمر ان ناسا يأخذون
من هذا المال ليجاهدوا ثم لا يجاهدون فمن فعله فنحن أحق بماله حتى نأخذ منه
ما اخذ وقال طاوس ومجاهد إذا دفع إليك شئ تخرج به في سبيل الله فاصنع
به ما شئت وضعه عند أهلك حدثنا الحميد ى حدثنا سفيان قال سمعت مالك
ابن أنس سأل زيد بن أسلم فقال زيد سمعت أبي يقول قال عمر بن الخطاب
رضي الله عنه حملت على فرس في سبيل الله فرأيته يباع فسألت النبي صلى الله
عليه وسلم آشتريه فقال لا تشتره ولا تعد في صدقتك ولا تعد في صدقتك حدثنا إسماعيل قال
حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان عمر بن الخطاب
حمل على فرس في سبيل الله فوجده يباع فأراد أن يبتاعه فسأل رسول الله
صلى الله عليه وسلم فال لا تبتعه ولا تعد في صدقتك حدثنا مسدد حدثنا
يحيى بن سعيد عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال حدثني أبو صالح قال سمعت أبا
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن أشق
على أمتي ما تخلفت عن سرية ولكن لا أجد حمولة ولا أجد ما أحملهم عليه
ويشق على أن يتخلفوا عنى ولوددت انى قاتلت في سبيل الله فقتلت ثم أحييت
ثم قتلت ثم أحييت باب الأجير وقال الحسن وابن سيرين يقسم للأجير
من المغنم واخذ عطية بن قيس فرسا على النصف فبلغ سهم الفرس أربعمائة
دينار فأخذ مائتين وأعطى صاحبه مائتين حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا
سفيان حدثنا ابن جريج عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن أبيه رضي الله عنه
قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك فحملت على بكر
11

فهو أوثق اعمالي في نفسي فاستأجرت أجيرا فقاتل رجلا فعض أحدهما الآخر
فانتزع يده من فيه ونزع ثنيته فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأهدرها فقال
أيدفع يده إليك فتقضمها كما يقضم الفحل باب ما قيل في لواء النبي
صلى الله عليه وسلم حدثنا سعيد بن أبي مريم قال حدثني الليث قال أخبرني
عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني ثعلبة بن أبي مالك القرظي ان قيس بن سعد
الأنصاري رضي الله عنه وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد
الحج فرجل حدثنا قتيبة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن
سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال كان علي رضي الله عنه تخلف عن النبي
صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان به رمد فقال انا أتخلف عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فخرج على فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما كان مساء الليلة التي
فتحها في صباحها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعطين الراية أو قال
ليأخذن غدا رجل يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه
فإذا نحن بعلى وما نرجوه فقالوا هذا على فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ففتح الله عليه حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة
عن أبيه عن نافع بن جبير قال سمعت العباس يقول للزبير رضي الله عنهما ههنا
امرك النبي صلى الله عليه وسلم ان تركز الراية باب قول النبي صلى الله
عليه وسلم نصرت بالرعب مسيرة شهر وقوله جل و عز سنلقي في قلوب الذين
كفروا الرعب قال جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يحيى بن بكير
حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثت بجوامع الكلم ونصرت
بالرعب فبينا انا نائم أوتيت مفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي قال أبو
هريرة وقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتثلونها حدثنا
12

أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله ان ابن
عباس رضي الله عنهما أخبره ان أبا سفيان أخبره ان هرقل أرسل إليه وهو
بإيلياء ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من قراءة الكتاب
كثر عنده الصخب فارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لا صحابي حين أخرجنا
لقد امر امر ابن أبي كبشة انه يخافه ملك بنى الأصغر باب حمل الزاد
في الغزو قول الله تعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى حدثنا عبيد بن
إسماعيل قال حدثنا أبو أسامة عن هشام قال أخبرني أبي وحدثتني أيضا فاطمة
عن أسماء رضي الله عنها قالت صنعت سفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
في بيت أبى بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة قالت فلم نجد لسفرته ولا
لسقائه ما نربطهما به فقلت لأبي بكر والله ما أجد شيئا اربط به الا نطاقي قال
فشقيه باثنين فاربطيه بواحد السقاء وبالآخر السفرة ففعلت فلذلك سميت
ذات النطاقين حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا سفيان عن عمر وقال أخبرني
عطاء سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنا نتزود لحوم الأضاحي على
عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد
الوهاب قال سمعت يحيى قال أخبرني بشير بن يسار ان سويد بن النعمان رضي الله عنه
أخبره انه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم عام خيبر حتى إذا كانوا بالصهباء
وهي من خيبر وهي أدنى خيبر فصلوا العصر فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بالأطعمة
فلم يؤت النبي صلى الله عليه وسلم الا بسويق فلكنا فأكلنا وشربنا ثم قام النبي
صلى الله عليه وسلم فمضمض ومضمضنا وصلينا حدثنا بشر بن مرحوم
حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزد بن أبي عبيد عن سلمة رضي الله عنه قال خفت
أزواد الناس وأملقوا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم في نحر إبلهم فأذن لهم فلقيهم
عمر فأخبروه فقال ما بقاؤكم بعد ابلكم فدخل عمر على النبي صلى الله عليه وسلم
13

فقال يا رسول الله ما بقاؤهم بعد إبلهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناد
في الناس يأتون بفضل أزوادهم فدعا وبرك عليه ثم دعاهم بأوعيتهم فاحتثى
الناس حتى فرغوا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهد أن لا إله إلا الله
وانى رسول الله باب حمل الزاد على الرقاب حدثنا صدقة بن الفضل
أخبرنا عبدة عن هشام عن وهب بن كيسان عن جابر رضي الله عنه قال خرجنا
ونحن ثلاثمائة نحمل زادنا على رقابنا ففني زادنا حتى كان الرجل منايا كل تمرة
قال رجل يا أبا عبد الله وأين كانت التمرة تقع من الرجل قال لقد وجدنا فقدها
حين فقدناها حتى اتينا البحر فإذا حوت قذفه البحر فأكلنا منه ثمانية عشر
يوما ما أحببنا باب ارداف المرأة خلف أخيها حدثنا عمر وبن على
حدثنا أبو عاصم حدثنا عثمان بن الأسود حدثنا ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها
انها قالت يا رسول الله يرجع أصحابك بأجر حج وعمرة ولم أزد على الحج
فقال لها اذهبي وليرد فك عبد الرحمن فأمر عبد الرحمن ان يعمرها من التنعيم
فانتظرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة حتى جاءت حدثني عبد الله
حدثنا ابن عيينة عن عمر وبن دينار عن عمر وبن أوس عن عبد الرحمن بن أبي بكر
الصديق رضي الله عنهما قال امرني النبي صلى الله عليه وسلم ان أردف عائشة
وأعمرها من التنعيم باب الارتداف في الغزو والحج حدثنا قتيبة بن
سعيد حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه
قال كنت رديف أبى طلحة وانهم ليصرخون بهما جميعا الحج والعمرة
باب الردف على الحمار حدثنا قتيبة حدثنا أبو صفوان عن يونس
ابن يزد عن ابن شهاب عن عروة عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار على أكاف عليه قطيفة وأردف
أسامة وراءه حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث قال حدثنا يونس أخبرني
14

نافع عن عبد الله رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اقبل يوم الفتح
من أعلى مكة على راحلته مردفا أسامة بن زيد ومعه بلال ومعه عثمان بن طلحة
من الحجبة حتى أناخ في المسجد فأمره ان يأتي بمفتاح البيت ففتح ودخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أسامة وبلال وعثمان فمكث فيها نهارا
طويلا ثم خرج فاستبق الناس وكان عبد الله بن عمر أول من دخل فوجد
بلالا وراء الباب قائما فسأله أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار
إلى المكان الذي صلى فيه قال عبد الله فنسيت ان أسأله كم صلى من سجدة
باب من اخذ بالركاب ونحوه حدثنا إسحاق أخبرنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين
الاثنين صدقة ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة
والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة ويميط
الأذى عن الطريق صدقة باب السفر بالمصاحف إلى ارض العدو
وكذلك يروى عن محمد بن بشر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه وسلم وتابعه ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله
عليه وسلم وقد سافر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في ارض العدو وهم
يعلمون القرآن حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان يسافر بالقرآن إلى
ارض العدو باب التكبير عند الحرب حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا
سفيان عن أيوب عن محمد عن أنس رضي الله عنه قال صبح النبي صلى الله عليه
وسلم خيبر وقد خرجوا بالمساحي على أعناقهم فلما رأوه قالوا هذا محمد والخميس
محمد والخميس فلجؤوا إلى الحصن فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال الله
15

أكبر خربت خيبر انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين وأصبنا
حمرا فطبخناها فنادى منادى النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ورسوله ينهيانكم
عن لحوم الحمر فأكفئت القدور بما فيها تابعه على عن سفيان رفع النبي صلى الله
عليه وسلم يديه باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير حدثنا
محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي موسى الأشعري
رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا إذا أشرفنا على
واد هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس
اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا انه معكم انه سميع قريب
باب التسبيح إذا هبط واديا حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن
حصين بن عبد الرحمن عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
قال كنا إذا صعد نا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا باب التكبير إذا علا شرفا
حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدى عن شعبة عن حصين عن سالم عن
جابر رضي الله عنه قال كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا تصوبنا سبحنا حدثنا عبد الله
قال حدثني عبد العزيز بن أبي سلمة عن صالح بن كيسان عن سالم بن عبد الله عن
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قفل من
الحج أو العمرة ولا اعلمه الا قال الغزو يقول كلما أوفى على ثنية أو فدفد كبر
ثلاثا ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل
شئ قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر
عبده وهزم الأحزاب وحده قال صالح فقلت له ألم يقل عبد الله انه شاء الله
قال لا باب يكتب للمسافر ما كان يعمل في الإقامة حدثنا مطر
ابن الفضل حدثنا يزيد بن هارون حدثنا العوام حدثنا إبراهيم أبو إسماعيل
السكسكي قال سمعت أبا بردة واصطحب هو ويزيد بن أبي كبشة في سفر فكان
16

يزيد يصوم في السفر فقال له أبو بردة سمعت أبا موسى مرارا يقول قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا
باب السير وحده حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثني محمد بن
المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول ندب النبي صلى الله
عليه وسلم الناس يوم الخندق فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير ثم ندبهم
فانتدب الزبير قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لكل نبي حواريا وحواري الزبير
قال سفيان الحواري الناصر حدثنا أبو الوليد حدثنا عاصم بن محمد قال حدثني أبي
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ح حدثنا أبو نعيم
حدثنا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم الناس ما في الوحدة ما اعلم ما سار راكب بليل
وحده باب السرعة في السير قال أبو حميد قال النبي صلى الله عليه وسلم
انى متعجل إلى المدينة فمن أراد أن يتعجل معي فليعجل حدثنا محمد بن المثنى
قال حدثنا يحيى عن هشام قال أخبرني أبي قال سئل أسامة بن زيد رضي الله عنهما
كان يحيى يقول وانا اسمع فسقط عنى عن مسير النبي صلى الله عليه وسلم في حجة
الوداع قال فكان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص والنص فوق العنق حدثنا
سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني زيد هو ابن أسلم عن أبيه
قال كنت مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بطريق مكة فبلغه عن صفية بنت أبي
عبيد شدة وجع فأسرع السير حتى إذا كان بعد غروب الشفق ثم نزل فصلى
المغرب والعتمة يجمع بينهما وقال إني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا جدبه
السير اخر المغرب وجمع بينهما حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن
صمى مولى أبى بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال السفر قطعة من الذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه
17

فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل إلى أهله باب إذا حمل على فرس فرآها
تباع حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما ان عمر بن الخطاب حمل على فرس في سبيل الله فوجده يباع
فأراد أن يبتاعه فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا تبتعه ولا تعد
في صدقتك حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت
عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول حملت على فرس في سبيل الله فابتاعه أو
فأضاعه الذي كان عنده فأردت أن اشتريه وظننت انه بائعه برخص فسألت
النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تشتره وان بدرهم فان العائد في هبته كالكلب
يعود في قيئه باب الجهاد باذن الأبوين حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا
حبيب بن أبي ثابت قال سمعت أبا العابس الشاعر وكان لا يتهم في حديثه قال
سمعت عبد الله بن عمر ورضى الله عنهما يقول جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه
وسلم يستأذنه في الجهاد فقال أحي والداك قال نعم قال ففيهما فجاهد باب
ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا
مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم ان أبا بشير الأنصاري رضي الله عنه
أخبره انه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره قال عبد الله
حسبت أنه قال والناس في مبيتهم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا
لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة الا قطعت باب من
اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجة وكان له عذر هل يؤذن له حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمر وعن أبي معبد عن ابن عباس رضي الله عنهما
انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يخلون رجل بامرأة ولا تسافرن
امرأة الا ومعها محرم فقام رجل فقال يا رسول الله اكتتب في غزوة كذا وكذا
وخرجت امرأتي حاجة قال اذهب فحج مع امرأتك باب الجاسوس
18

التجسس التبحث وقول الله تعال لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمر وبن دينا سمعته منه مرتين قال
أخبرني حسن بن محمد أخبرني عبيد الله بن أبي رافع قال سمعت عليا رضي الله عنه
يقول بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم انا والزبير والمقداد قال انطلقوا
حتى تأتوا روضة خاخ فان بها ظعينة ومعها كتاب فخذوه منها فانطلقنا تعادى
بنا خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب
فقالت ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته
من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي
بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض امر رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حاطب ما هذا قال
يا رسول الله لا تعجل على انى كنت امرا ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها
وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم
فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم ان اتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي
وما فعلت كفرا ولا ارتدادا ولا رضا بالكفر بعد الاسلام فقال يا رسول الله
صلى الله عليه وسلم لقد صدقكم فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله دعني اضرب
عنق هذا المنافق قال إنه شهد بدرا وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على
أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم قال سفيان وأي اسناد هذا
باب الكسوة للأسارى حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة
عن عمر وسمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال لما كان يوم بدر أتى بأسارى
واتى بالعباس ولم يكن عليه ثوب فنظر النبي صلى الله عليه وسلم له قميصا فوجدوا
قميص عبد الله بن أبي يقدر عليه فكساه النبي صلى الله عليه وسلم إياه فلذلك
نزع النبي صلى الله عليه وسلم قميصه الذي ألبسه قال ابن عيينة كانت له عند النبي
19

صلى الله عليه وسلم يد فأحب ان يكافئه باب فضل من أسلم على يديه
رجل حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله
ابن عبد القاري عن أبي حازم قال أخبرني سهل رضي الله عنه قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم يوم خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله
ورسوله ويحبه الله ورسوله فبات الناس ليلتهم أيهم يعطى فغدوا كلهم يرجوه
فقال أين على فقيل يشتكي عينيه فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كان لم يكن به
وجع فأعطاه الراية فقال أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال انفذ على رسلك حتى
تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فوالله لا ن
يهدى الله بك رجل خير لك من أن تكون لك حمر النعم باب الأسارى
في السلاسل حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن
زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عجب الله
من قوم يدخلون الجنة في السلاسل باب فضل من أسلم من أهل
الكتابين حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا صالح بن
حي أبو حسن قال سمعت الشعبي يقول حدثني أبو بردة انه سمع أباه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة يؤتون اجرهم مرتين الرجل تكون له الأمة
فيعلمها فيحسن تعليمها ويؤدبها فيحسن أدبها ثم يعتقها فيتزوجها فله أجران
ومؤمن أهل الكتاب الذي كان مؤمنا ثم آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم فله
أجران والعبد الذي يؤدى حق الله وينصح لسيده له أجران ثم قال الشعبي
وأعطيتكها بغير شئ وقد كان الرجل يرحل في أهون منها لي المدينة باب
أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري بياتا ليلا ليبيتنه ليلا يبيت ليلا
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس
عن الصعب بن جثامة رضي الله عنهم قال مربى النبي صلى الله عليه وسلم بالأبواء
20

أو بودان وسئل عن أهل الدار يبيتون من المشركين فيصاب من نسائهم
وذراريهم قال هم منهم وسمعته يقول لا حمى الا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم
وعن الزهري انه سمع عبيد الله عن ابن عباس حدثنا الصعب في الذراري كان
عمر ويحدثنا عن ابن شهاب عن النبي صلى الله عليه وسلم فسمعناه من الزهري
قال أخبرني عبيد الله عن عباس رضي الله عنهما عن الصعب قال هم منهم
ولم يقل كما قال عمرو هم من آبائهم باب قتل الصبيان في الحرب
حدثنا أحمد بن يونس أخبرنا الليث ث عن نافع ان عبد الله رضي الله عنه أخبره
ان امرأة وجدت في بعض مغازي النبي صلى الله عليه وسلم مقتولة فأنكر
رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان باب قتل النساء
في الحرب حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال قلت لأبي أسامة حدثكم عبيد الله
عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال وجدت امرأة مقتولة في بعض مغزى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل
النساء والصبيان باب لا يعذب بعذاب الله حدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا الليث عن بكير عن سلمان بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال
بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال إن وجدتم فلانا وفلانا
فأحرقوهما بالنار ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج انى
أمرتكم ان تحرقوا فلانا وفلانا وان النار لا يعذب بها الا الله فان وجدتموهما
فاقتلوهما حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أيوب عن عكرمة ان عليا
رضي الله عنه حرق قوما فبلغ ابن عباس فقال لو كنت انا لم أحرقهم لان
النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم كما قال النبي صلى الله
عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه باب فاما منا بعدو اما فداء فيه حديث
ثمامة وقوله عز وجل ما كان لنبي أن تكون له أسرى الآية تريدون عرض
21

الدنيا الآية باب هل للأسير ان يقتل ويخدع الذين أسروه حتى ينجو
من الكفرة فيه المسور عن النبي صلى الله عليه وسلم باب إذا حرق
المشرك المسلم هل يحرق حدثنا معلى حدثنا وهيب عن أيوب عن أبي قلابة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان رهطا من عكل ثمانية قدموا على النبي
صلى الله عليه وسلم فاجتووا المدينة فقالوا يا رسول الله ابغنا رسلا قال ما أجد
لكم الا ان تلحقوا بالذود فانطلقوا فشربوا من أبوالها وألبانها حتى صحوا وسمنوا
وقتلوا الراعي واستاقوا الذود وكفروا بعد اسلامهم فأتى الصريخ النبي صلى الله
عليه وسلم فبعث الطلب فما ترجل النهار حتى أتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم ثم
امر بمسامير فأحميت فكحلهم بها وطرحهم بالحرة يستسقون فما يسقون حتى
ما توا قال أبو قلابة قتلوا وسرقوا وحاربوا الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسعوا
في الأرض فسادا باب حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة ان أبا هريرة رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قرصت نملة نبيا من الأنبياء فأمر
بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله إليه ان قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم
تسبح الله باب حرق الدور والنخيل حدثنا مسدد حدثنا يحيى
عن إسماعيل قال حدثني قيس بن أبي حازم قال قال لي جرير قال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم الا تريحني من ذي الخلصة وكان بيتا في خثعم يسمى كعبة
اليمانية قال فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل قال
وكنت أثبت على الخيل فضرب في صدري حتى رأيت اثر أصابعه في صدري
وقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا فانطلق إليها فكسرها وحرقها ثم
بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فقال رسول جرير والذي
بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجوف أو أجرب قال فبارك
22

في خيل أحمس ورجالها خمس مرات حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان
عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال حرق النبي صلى الله
عليه وسلم نخل بنى النضير باب قتل النائم المشرك حدثنا علي بن
مسلم حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال حدثني أبي عن أبي إسحاق عن البراء
ابن عازب رضي الله عنهما قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا
من الأنصار إلى أبي رافع ليقتلوه فانطلق رجل منهم فدخل حصنهم قال
فدخلت في مربط دواب لهم قال وأغلقوا باب الحصن ثم إنهم فقدوا حمارا
لهم فخرجوا يطلبونه فخرجت فيمن خرج أريهم انني اطلبه معهم فوجدوا
الحمار فدخلوا ودخلت وأغلقوا باب الحصن ليلا فوضعوا المفاتيح في كوة
حيث أراها فلما ناموا أخذت المفاتيح ففتحت باب الحصن ثم دخلت عليه فقلت
يا أبا رافع فأجابني فتعمدت الصوت فضربته فصاح فخرجت ثم جئت ثم
رجعت كأني مغيث فقلت يا أبا رافع وغيرت صوتي فقال مالك لامك الويل
قلت ما شأنك قال لا أدرى من دخل علي فضربني قال فوضعت سيفي في بطنه
ثم تحاملت عليه حتى قرع العظم ثم خرجت وانا دهش فأتيت سلما لهم لا نزل
منه فوقعت فوثئت رجلي فخرجت إلى الصحابي فقلت ما انا ببارح حتى اسمع
الناعية فما برحت حتى سمعت نعايا أبى رافع تاجر أهل الحجاز قال فقمت وما بي
قلبة حتى اتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرناه حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا
يحيى بن آدم حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب
رضي الله عنهما قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا من الأنصار إلى أبي
رافع فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا فقتله وهو نائم باب
لا تمنوا لقاء العدو حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي
حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن موسى بن عقبة قال حدثني سالم أبو النضر مولى
23

عمر بن عبيد الله كنت كاتبا له قال كتب إليه عبد الله بن أبي أو في حين خرج
إلى الحرورية فقرأته فإذا فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه
التي لقى فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال يا أيها الناس
لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا ان الجنة
تحت ظلال السيوف ثم قال اللهم منزل الكتاب ومجرى السحاب وهازم
الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم وقال موسى بن عقبة حدثني سالم أبو النضر
كنت كاتبا لعمر بن عبيد الله فأتاه كتاب عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تمنوا لقاء العدو وقال أبو عامر حدثنا
مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموهم فاصبروا
باب الحرب خدعة حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا
معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال هلك كسرى ثم لا يكون كسرى بعده وقيصر ليهلكن ثم لا يكون
قيصر بعده ولتقسمن كنوزهما في سبيل الله وسمى الحرب خدعة حدثنا
أبو بكر بن اصرم أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال سمى النبي صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة حدثنا
صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة عن عمر وسمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الحرب خدعه باب الكذب
في الحرب حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن
جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لكعب
ابن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله قال محمد بن مسلمة أتحب ان اقتله
يا رسول الله قال نعم قال فأتاه فقال إن هذا يعنى النبي صلى الله عليه وسلم قد عنانا
24

وسألنا الصدقة قال وأيضا والله لتملنه قال فانا قد اتبعناه فنكره ان ندعه حتى
ننظر إلى ما يصير امره قال فلم يزل يكلمه حتى استمكن منه فقتله باب
الفتك باهل الحرب حدثني عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمر وعن جاب
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لكعب بن الأشرف فقال ممد بن مسلمة
أتحب ان اقتله قال نعم قال فأذن لي فأقول قال قد فعلت باب ما يجوز
من الاحتيال والحذر مع من يخشى معرته قال الليث حدثني عقيل عن
ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال
انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبي بن كعب قبل ابن صياد فحدث
به في نحل فلما دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل طفق يتقى بجذوع
النخل وابن صياد في قطيفة له فيها ر مرمة فرأت أم ابن صياد رسول الله صلى الله
عله وسلم فقالت يا صاف هذا محمد فوثب ابن صياد فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لو تركته بين باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر
الخندق فيه سهل وأنس عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه يزيد عن سلمة حدثنا
مسدد حدثنا أبو الأحوص حدثنا أبو إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال رأيت
النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو ينقل التراب حتى وارى التراب
شعر صدره وكان رجلا كثير الشعر وهو يرتجز برجز عبد الله بن رواحة
اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا * وثبت الاقدام أن لا قينا
ان الأعداء قد بغوا علينا * إذا أرادوا فتنة أبينا
يرفع بها صوته باب من لا يثبت على الخيل حدثني محمد بن عبد الله
ابن نمير حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن قيس عن جرير رضي الله عنه قال
ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني الا تبسم في وجهي ولقد
25

شكوت إليه انى لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري وقال اللهم ثبته
واجعله هاديا مهديا باب دواء الجرح با حراق الحصير وغسل المرأة
عن أبيها الدم عن وجهه وحمل الماء في الترس حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
سفيان حدثنا أبو حازم قال سألوا سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه بأي
شئ دووي جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما بقي أحد من الناس اعلم
به منى كان علي يجئ بالماء في ترسه وكانت يعنى فاطمة تعسل الدم عن وجهه واخذ
حصير فأحرق ثم حشى به جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم باب
ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى امامه وقال الله
تعالى ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وقال قتادة الريح الحرب حدثنا
يحيى حدثنا وكيع عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده ان النبي
صلى الله عليه وسلم بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن قال يسرا ولا تعسرا وبشرا
ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا حدثنا عمر وبن خالد حدثنا زهير حدثنا
أبو إسحاق قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما يحدث قال جعل النبي صلى الله
عليه وسلم على الرجالة يوم أحد وكانوا خمسين رجلا عبد الله بن جبير فقال إن
رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم وان رأيتمونا
هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم فهزموهم قال فأنا والله
رأيت النساء يشتددن قد بدت خلاخلهن وأسوقهن رافعات ثيابهن فقال
أصحاب عبد الله بن جبير الغنيمة أي قوم الغنيمة ظهر أصحابكم فما تنظرون فقال
عبد الله بن جبير أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا والله لنأتين
الناس فلنصيبن من الغنيمة فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين فذاك إذ
يدعوهم الرسول في أخراهم فلم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم غير اثنى
عشر رجلا فأصابوا منا سبعين وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصاب
26

من المشركين يوم بدر أربعين ومائة سبعين أسيرا وسبعين قتيلا فقال أبو سفيان
أفي القوم محمد ثلاث مرات فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يجيبوه ثم قال
أفي القوم ابن أبي قحافة ثلاث مرات ثم قال أفي القوم ابن الخطاب ثلاث مرات
ثم رجع إلى أصحابه فقال اما هؤلاء فقد قتلوا فما ملك عمر نفسه فقال كذبت
والله يا عدو الله ان الذين عددت لا حياء كلهم وقد بقي لك ما يسوءك قال يوم
بيوم بدر والحرب سجال انكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني
ثم اخذ يرتجز أعل هبل أعل هبل قال النبي صلى الله عليه وسلم الا تجيبوا له قالوا
يا رسول الله ما نقول قال قولوا الله أعلى واجل قال إن لنا العزى ولا عزى لكم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا تجيبوا له قال قالوا يا رسول الله ما نقول قال
قولوا الله مولانا ولا مولى لكم باب إذا فزعوا بالليل حدثنا قتيبة
ابن سعيد حدثنا حماد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس قال وقد فزع
أهل المدينة ليلة سمعوا صوتا قال فتلقاهم النبي صلى الله عليه وسلم على فرس
لأبي طلحة عرى وهو متقلد سيفه فقال لم تراعوا لم تراعوا ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم وجدته بحرا يعنى الفرس باب من رأى العدو فنادى
بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع الناس حدثنا المكي بن إبراهيم أخبرنا
يزيد بن أبي عبيد عن سلمة انه أخبره قال خرجت من المدينة ذاهبا نحو الغابة
حتى إذا كنت بثنية الغابة لقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف قلت ويحك
ما بك قال اخذت لقاح النبي صلى الله عليه وسلم قلت من اخذها قال غطفان
وفزارة فصرخت ثلاث صرخات أسمعت ما بين لا بتيها يا صباحاه يا صباحاه ثم
اندفعت حتى ألقاهم وقد اخذوها فجعلت أرميهم وأقول انا ابن الا كوع
واليوم يوم الرضع فاستنقذتها منهم قبل أن يشربوا فأقبلت بها أسوقها فلقيني
27

النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله القوم عطاش وانى أعجلتهم ان
يشربوا سقيهم فابعث في أثرهم فقال يا ابن الأكوع ملكت فاسجح ان القوم
يقرون في قومهم باب من قال خذها وانا ابن فلان وقال سلمة خذها
وان ابن الأكوع حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق قال سأل رجل
البراء رضي الله عنه فقال يا أبا عمارة أوليتم يوم حنين قال البراء وانا اسمع اما
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يول يومئذ كان أبو سفيان بن الحرث آخذا
بعنان بغلته فلما غشيه المشركون نزل فجعل يقول انا النبي لا كذب انا ابن
عبد المطلب قال فما روى من الناس يومئذ أشد منه باب إذا نزل العدو
على حكم رجل حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم
عن أبي أمامة هو ابن سهل بن حنيف عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال
لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان
قريبا منه فجاء على حمار فلما دنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى
سيدكم فجاء فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ان هؤلاء
نزلوا على حكمك قال فانى احكم ان تقتل المقاتلة وان تسبى الذرية قال لقد
حكمت فيهم بحكم الملك باب قتل الأسير وقتل الصبر حدثنا
إسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه جاء
رجل فقال إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال اقتلوه باب
هل يستأسر الرجل ومن لم يستأسر ومن ركع ركعتين عند القتل حدثنا
أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن
جارية الثقفي وهو حليف لبنى زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة ان أبا
هريرة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط سرية
28

عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب
فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة وهو بين عسفان ومكة ذكروا لحى من
هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل كلهم رام فاقتصوا
آثار هم حتى وجدوا مأكلهم تمرا تزودوه من المدينة فقالوا هذا تمر يثرب
فاقتصوا آثار هم فلما رآهم عاصم وأصحابه لجؤوا إلى فدفد وأحاط بهم القوم
فقالوا لهم أنزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق ولا نقتل منكم أحدا
قال عاصم بن ثابت أمير السرية اما انا فوالله لا انزل اليوم في ذمة كافر اللهم
أخبر عنا نبيك فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة فنزل إليهم ثلاثة رهط
بالعهد والميثاق منهم خبيب الأنصاري وابن دثنة ورجل آخر فلما استمكنوا
منهم أطلقوا أوتار قسيهم فأوثقوهم فقال الرجل الثالث هذا أول الغدر والله
لا أصحبكم ان في هؤلاء لأسوة يريد القتلى فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم
فأبى فقتلوه فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر فابتاع
خبيبا بنوا الحرث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف وكان خبيب هو قتل الحرث
ابن عامر يوم بدر فلبث خبيب عندهم أسيرا فأخبرني عبيد الله بن عياض ان
بن الحرث أخبرته انهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها فأعارته
فأخذ ابنا لي وانا غافلة حين اتاه قالت فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده
ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي فقال تخشين ان اقتله ما كنت لا فعل
ذلك والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد وجدته يوما يأكل
من قطف عنب في يده وانه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر وكانت تقول انه
لرزق من الله رزقه خبيبا فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب
ذروني اركع ركعتين فتركوه فركع ركعتين ثم قال لولا أن تظنوا ان ما بي جزع
لطولتها اللهم احصهم عددا
29

ما أبالي حين اقتل مسلما * على أي شق كان لله مصرعي
وذلك في ذات الاله وان يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع
فقتله ابن الحرث فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبرا
لاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه
خبر هم وما أصيبوا وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حدثوا انه
قتل ليؤتوا بشئ منه يعرف وكان قد قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر فبعث
على عاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسولهم فلم يقدروا على أن يقطع من
لحمه شيئا باب فكاك الأسير فيه عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه
وسلم حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي
موسى رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم فكوا العاني يعنى الأسير
وأطعموا الجائع وعودوا المريض حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا
مطرف ان عامرا حدثهم عن أبي حجيفة رضي الله عنه قال قلت لعلى رضي الله عنه
هل عندكم شئ من الوحي الا ما في كتاب الله قال لا والذي فلق الحبة وبرأ
النسمة ما اعلمه الا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن وما في هذه الصحيفة قلت
وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وان لا يقتل مسلم بكافر باب
فداء المشركين حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة
عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه ان رجالا
من الأنصار استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ائذن
فلنترك لابن أختنا عباس فداءه فقال لا تدعون منها درهما وقال إبراهيم عن
عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بمال من البحرين
فجاءه العباس فقال يا رسول الله أعطني فانى فاديت نفسي وفاديت عقيلا فقال
خذ فأعطاه في ثوبه حدثنا محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري
30

عن محمد بن جبير عن أبيه وكان جاء في أسارى بدر قال سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقرأ في المغرب بالطور باب الحربي إذا دخل دار الاسلام بغير
أمان حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو العميس عن اياس بن سلمة بن الا كوع عن
أبيه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم عين من المشركين وهو في سفر فجلس
عند أصحابه يتحدث ثم انفتل فقال النبي صلى الله عليه وسلم اطلبوه واقتلوه
فقتله فنفله سلبه باب يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون حدثنا
موسى ابن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عمر وبن ميمون عن عمر
رضي الله عنه قال وأوصيه بذمة الله وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يوفى لهم
بعهد هم وان يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا الا طاقتهم باب جوائز
الوفد باب هل يستشفع إلى أهل الذمة ومعاملتهم حدثنا قبيصة
حدثنا ابن عيينة عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
أنه قال يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء فقال
اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس فقال ائتوني بكتاب
اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع
فقالوا هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعوني فالذي انا فيه خير مما
تدعوني إليه وأوصى عند موته بثلاث اخر جوا المشركين من جزيرة العرب
وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ونسيت الثالثة وقال يعقوب بن محمد
سالت المغيرة بن عبد الرحمن عن جزيرة العرب فقال مكة والمدينة واليمامة
واليمن وقال يعقوب والعرج أول تهامة باب التجمل للوفود حدثنا
يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله ان ابن
عمر رضي الله عنهما قال وجد عمر حلة إستبرق تباع في السوق فأتى بها رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ابتع هذه الحلة فتجمل بها للعيد وللوفود
31

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا هذه لباس من لا خلاق له أو إنما يلبس
هذه من لا خلاق له فلبث ما شاء الله ثم أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم بجبة
ديباج فأقبل بها عمر حتى أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
قلت إنما هذه لباس من لا خلاق له أو إنما يلبس هذه من لا خلاق له ثم
أرسلت إلي بهذه فقال تبيعها أو تصيب بها بعض حاجتك باب كيف
يعرض الاسلام على الصبي حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر
عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله عن ابن عمر رضي الله عنهما انه أخبره ان عمر
انطلق في رهط من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم
قبل ابن صياد حتى وجدوه يلعب مع الغلمان عند اطم بنى مغالة وقد قارب يومئذ
ابن صياد يحتلم فلم يشعر حتى ضرب النبي صلى الله عليه وسلم ظهره بيده ثم
قال النبي صلى الله عليه وسلم أتشهد انى رسول الله فنظر إليه ابن صياد فقال
اشهد انك رسول الأميين فقال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم أتشهد انى
رسول الله قال له النبي صلى الله عليه وسلم آمنت بالله ورسله قال النبي صلى الله
عليه وسلم ماذا ترى قال ابن صياد يأتيني صادق وكاذب قال النبي صلى الله عليه وسلم خلط عليك الامر قال النبي صلى الله عليه وسلم انى قد خبأت لك
خبيئا قال ابن صياد هو الدخ قال النبي صلى الله عليه وسلم اخسأ فلن تعدو قدرك
قال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه اضرب عنقه قال النبي صلى الله عليه وسلم
ان يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله * قال ابن عمر
انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب يأتيان النخل الذي فيه ابن صياد
حتى إذا دخل النخل طفق النبي صلى الله عليه وسلم يتقى بجذوع النخل وهو يختل
ان يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه وابن صياد مضطجع على فراشه في قطيفة له
فيها رمزة فرأت أم ابن صياد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتقى بجذوع النخل
32

فقالت لا بن صياد اي صاف وهو اسمع فثار ابن صياد فقال النبي صلى الله عليه
وسلم لو تركته بين وقال سالم قال ابن عمر ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال إني أنذركموه وما من
بنى الا قد أنذر قومه لقد أنذره نوح قومه ولكن سأقول لكم فيه قولا لم
يقله نبي لقومه تعلمون انه أعور وان الله ليس بأعور باب قول النبي
صلى الله عليه وسلم لليهود أسلموا تسلموا * قاله المقبري عن أبي هريرة باب
إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهي لهم حدثنا محمود أخبرنا
عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن عمر وبن عثمان بن
عفان عن أسامة بن زيد قال قلت يا رسول الله أين تنزل غدا في حجته قال وهل
ترك لنا عقيل منزلا ثم قال نحن نازلون غدا بخيف بنى كنانة المحصب حيث
قاسمت قريش على الكفر وذلك أن بنى كنانة حالفت قريشا على بني هاشم أن لا
يبايعوهم ولا يؤووهم قال الزهري والخيف الوادي حدثنا إسماعيل قال
حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل
مولى له يدعى هنيا على الحمى فقال يا هنى اضمم جناحك عن المسلمين واتق دعوة
المظلوم فان دعوة المظلوم مستجابة وادخل رب الصريمة ورب الغنيمة وإياي
ونعم ابن عوف ونعم ابن عفان فإنهما ان تهلك ماشيتهما يرجعان إلى نخل وزرع
وان رب الصريمة ورب الغنيمة ان تهلك ماشيتهما يأتني ببنيه فيقول يا أمير
المؤمنين يا أمير المؤمنين أفتاركهم انا لا أبا لك فالماء والكلاء أيسر على على من
الذهب والورق وأيم الله انهم ليرون انى قد ظلمتهم انها لبلاد هم فقاتلوا عليها
في الجاهلية واسلموا عليها في الاسلام والذي نفسي بيده لولا المال الذي احمل
عليه في سبيل الله ما حميت عليهم من بلادهم شبرا باب كتابة الامام
الناس حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل
33

عن حذيفة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اكتبوا لي من تلفظ
بالاسلام من الناس فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل فقلنا نخاف ونحن الف
وخمسمائة فلقد رأيتنا ابتلينا حتى أن الرجل ليصلى وحده وهو خائف حدثنا
عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش فوجدناهم خمسمائة قال أبو معاوية ما بين
ستمائة إلى سبعمائة حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ابن جريج عن عمرو
ابن دينار عن أبي معبد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى كتبت في غزوة كذا وكذا وامرأتي
حاجة قال ارجع فحج مع امرأتك باب ان الله يؤيد الدين بالرجل
الفاجر حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ح وحدثني محمود
ابن غيلان حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل
ممن يدعى الاسلام هذا من أهل النار فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالا شديدا
فاصابته جراحة فقيل يا رسول الله الذي قلت إنه من أهل النار فإنه قد قاتل اليوم
قتالا شديدا وقد مات فقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى النار قال فكاد بعض
الناس ان يرتاب فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت ولكن به جراحا شديدا
فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم
بذلك فقال الله أكبر اشهد أنفي عبد الله ورسوله ثم امر بلالا فنادى بالناس انه
لا يدخل الجنة الا نفس مسلمة وان الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر باب
من تأمر في الحرب من غير امرة إذا خاف العدو حدثنا يعقوب بن إبراهيم
حدثنا ابن عليه عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اخذ الراية زيد فأصيب ثم اخذها
جعفر فأصيب ثم اخذها عبد الله بن رواحة فأصيب ثم اخذها خالد بن الوليد
34

عن غير امرة ففتح عليه وما يسرني أو قال ما يسر هم انهم عندنا وقال وان عينية
لتذرفان باب العون بالمدد حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدى
وسهل بن يوسف عن سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله
عليه وسلم اتاه رعل وذكوان وعصية وبنو لحيان فزعموا أنهم قد أسلموا
واستمدوه على قومهم فأمدهم النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين من الأنصار
قال انس كنا نسميهم القراء يحطبون بالنهار ويصلون بالليل فانطلقوا بهم حتى
بلغوا بئر معونة غدروا بهم وقتلوهم فقنت شهرا يدعو على رعل وذكوان
وبنى لحيان قال قتادة وحدثنا أنس انهم قرؤوا بهم قرآنا الا بلغوا قومنا بأنا
قد لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا ثم رفع ذلك بعد باب من غلب العدو
فأقام على عرصتهم ثلاثا حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا روح بن عبادة
حدثنا سعيد عن قتادة قال ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال
تابعه معاذ وعبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة عن النبي
صلى الله عليه وسلم باب من قسم الغنيمة في غزوه وسفره وقال رافع
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة فأصبنا غنما وابلا فعدل عشرة من
الغنم ببعير حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة ان انسا أخبره قال
اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين باب
إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم * قال ابن نمير حدثنا عبيد الله
عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ذهب فرس له فأخذه العدو فظهر
عليه المسلمون فر عليه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وابق عبد له
فلحق بالروم فظهر عليهم المسلمون فرده عليه خالد بن الوليد بعد النبي صلى الله
عليه وسلم حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى عن عبيد الله قال أخبرني نافع
35

ان عبدا لا بن عمر ابق فلحق بالروم فظهر عليه خالد بن الوليد فرده على عبد الله
وان فرسا لا بن عمر عار فلحق بالروم فظهر عليه فردوه على عبد الله قال أبو
عبد الله عار مشتق من العير وهو حمار وحش أي هرب حدثنا أحمد بن
يونس حدثنا زهير عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
انه كان على فرس يوم لقى المسلمون وأمير المسلمين يومئذ خالد بن الوليد بعثه
أبو بكر فأخذه العدو فلما هزم العدو رد خالد فرسه باب من تكلم
بالفارسية والرطانة وقوله تعالى واختلاف ألسنتكم وألوانكم وما أرسلنا من
رسول الا بلسان قومه حدثنا عمر وبن على حدثنا أبو عاصم أخبرنا حنظلة
ابن أبي سفيان أخبرنا سعيد بن ميناء قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
قال قلت يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير فتعال أنت ونفر
فصاح النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أهل الخندق ان جابرا قد صنع سورا
فحيهلا بكم حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله عن خالد بن سعيد عن أبيه
عن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي
وعلى قميص اصفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سنه سنه قال عبد الله
وهي بالحبشية حسنة قالت فذهبت ألعب بخاتم النبوة فزبرني أبى قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم دعها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابلى وأخلقي ثم
أبلى وأخلقي ثم أبلى وأخلقي قال عبد الله فبقيت حتى دكن حدثنا محمد بن
بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه ان
الحسن بن علي اخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال له النبي صلى الله
عليه وسلم بالفارسية كخ كخ اما تعرف انا لا نأكل الصدقة باب
الغلول وقول الله تعالى ومن يغلل يأت يما غل حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن أبي
حيان قال حدثني أبو زرعة قال حدثني أبو هريرة رضي الله عنه قال قام فينا
36

النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الغلول فعظمه وعظم امره قال لا القين أحدكم
يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء على رقبته فرس له حمحمة يقول يا رسول الله
أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك وعلى رقبته بعير له رغاء يقول
يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك أو على رقبته صامت فيقول
يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك أو على رقبته رقاع تخفق
فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك وقال أيوب عن أبي
حيان فرس له حمحمة باب القليل من الغلول ولم يذكر عبد الله بن
عمر وعن النبي صلى الله عليه وسلم انه حرق متاعه وهذا أصح حدثنا علي بن
عبد الله حدثنا سفيان عن عمر وعن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمر وقال كان
على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له كركرة فمات فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها قال أبو
عبد الله قال ابن سلام كركرة يعنى بفتح الكاف وهو مضبوط كذا باب
ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو
عوانه عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن جده رافع قال كنا مع النبي
صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة فأصاب الناس جوع وأصبنا إبلا وغنما وكان
النبي صلى الله عليه وسلم في أخريات الناس فعجلوا فنصبوا القدور فأمر بالقدور
فأكفئت ثم قسم فعدل عشرة من الغنم ببعير فند منها بعير وفي القوم خيل
يسير فطلبوه فأعياهم فأهوى إليه رجل بسهم فحبسه الله فقال هذه البهائم
لها أو أبد كأوابد الوحش فما ند عليكم فاصنعوا به هكذا فقال جدي انا نرجو
أو نخاف ان نلقى العدو غدا وليس معنا مدى أفنذبح بالقصب فقال ما أنهر الدم
وذكر اسم الله فكل ليس السن والظفر وسأحدثكم عن ذلك اما السن فعظم
واما الظفر فمدى الحبشة باب البشارة في الفتوح حدثنا محمد بن المثنى
37

حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل قال حدثني قيس قال قال لي جرير بن عبد الله رضي الله عنه
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تريحني من ذي الخلصة وكان بيتا
فيه خثعم يسمى كعبة اليمانية فانطلقت في خمسين ومائة من أحمس وكانوا
أصحاب خيل فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم انى لا أثبت على الخيل فضرب
في صدري حتى رأيت اثر أصابعه في صدري فقال اللهم ثبته واجعله هاديا
مهديا فانطلق إليها فكسرها وحرقها فأرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
يبشره فقال رسول جرير يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها
كأنها جمل أجرب فبارك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات قال مسدد
بيت في خثعم باب ما يعطى للبشير * وأعطى كعب بن مالك ثوبين حين
بشر بالتوبة باب لا هجرة بعد الفتح حدثنا آدم بن أبي اياس حدثنا
شيبان عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا
استنفرتم فانفروا حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا يزيد بن زريع عن
خالد عن أبي عثمان النهدي عن مجاشع بن مسعود قال جاء مجاشع بأخيه مجالد بن
مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذا مجالد يبايعك على الهجرة فقال
لا هجرة بعد فتح مكة ولكن أبايعه على الاسلام حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
سفيان قال عمرو وابن جريج سمعت عطاء يقول ذهبت مع عبيد بن عمير إلى
عائشة رضي الله عنها وهي مجاورة بثبير فقالت لنا انقطعت الهجرة منذ فتح الله
على نبيه صلى الله عليه وسلم مكة باب إذا اضطر أرجل إلى النظر
في شعور أهل الذمة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريد هن حدثنا محمد بن
عبد الله بن حوشب الطائفي حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن سعد بن عبيدة
عن أبي عبد الرحمن وكان عثمانيا فقال لا بن عطية وكان علويا انى لا علم ما الذي
38

جرأ صاحبك على الدماء سمعته يقول بعثني النبي صلى الله عليه وسلم والزبير فقال
ائتوا روضة كذا وتجدون بها امرأة أعطاها حاطب كتابا فأتينا الروضة فقلنا
الكتاب قالت لم يعطني فقلنا لتخرجن أو لأجردنك فأخرجت من حجزتها
فأرسل إلى حاطب فقال لا تعجل والله ما كفرت ولا ازددت للاسلام الا
حبا ولم يكن أحد من أصحابك الا وله بمكة من يدفع الله به عن أهله وماله ولم
يكن لي أحد فأحببت ان اتخذ عندهم يدا فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم قال
عمر دعني اضرب عنقه فإنه قد نافق فقال وما يدريك لعل الله اطلع على أهل
بدر فقال اعملوا ما شئتم فهذا الذي جرأة باب استقبال الغزاة حدثنا
عبد الله بن أبي الأسود حدثنا يزيد بن زريع وحميد بن الأسود عن حبيب بن
الشهيد عن ابن أبي مليكة قال ابن الزبير لابن جعفر رضي الله عنهم أتذكر
إذ تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم انا وأنت وابن عباس قال نعم فحملنا
وتركك حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا ابن عيينة عن الزهري قال قال
السائب بن يزيد رضي الله عنه ذهبنا نتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع
الصبيان إلى ثنية الوداع باب ما يقول إذا رجع من الغزو حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضي الله عنه ان النبي
صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل كبر ثلاثا قال آيبون إن شاء الله تائبون
عابدون حامدون لربنا ساجدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب
وحده حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث قال حدثني يحيى بن أبي إسحاق
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مقفله من
عسفان ورسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وقد أردف صفية بنت
حيى فعثرت ناقته فصرعا جميعا فاقتحم أبو طلحة فقال يا رسول الله جعلني الله
فداءك قال عليك المرأة فقلب ثوبا على وجهه وأتاها فألقاها عليها وأصلح لهما
39

مركبهما فركبا واكتنفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أشرفنا على المدينة
قال آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل قول ذلك حتى دخل المدينة
حدثنا على حدثنا بشر بن المفضل حدثنا يحيى بن أبي إسحاق عن انس بن مالك
رضي الله عنه انه اقبل هو وأبو طلحة مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع النبي
صلى الله عليه وسلم صفية مردفها على راحلته فلما كانوا ببعض الطريق عثرت
الناقة فصرع النبي صلى الله عليه وسلم وان أبا طلحة قال احسب قال
اقتحم عن بعيره فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله جعلني الله
فداءك هل أصابك من شئ قال لا ولكن عليك المرأة فألقى أبو طلحة ثوبة على
وجهه فقصد قصدها فألقى ثوبه عليها فقامت المرأة فشد لهما على راحلتهما
فركبا فساروا حتى إذا كانوا بظهر المدينة أو قال أشرفوا على المدينة قال النبي
صلى الله عليه وسلم آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقولها حتى
دخل المدينة
(بسم الله الرحمن الرحيم) باب الصلاة إذا قدم من سفر حدثنا
سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن محارب بن دثار قال سمعت جابر بن عبد الله
رضي الله عنهما قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فلما قدمنا المدينة
قال لي ادخل المسجد فصل ركعتين حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن
شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن أبيه وعمه عبيد الله بن كعب
عن كعب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر دخل
المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس باب الطعام عند القدوم وكان
ابن عمر يفطر لمن يغشاه حدثني محمد أخبرنا وكيع عن شعبة عن محارب بن
دثار عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما
قدم المدينة نحر جزورا أو بقرة زاد معاذ عن شعبة عن محارب سمع جابر بن
40

عبد الله اشترى منى النبي صلى الله عليه وسلم بعيرا بوقيتين ودرهم أو درهمين
فلما قدم صرارا امر ببقرة فذبحت فأكلوا منها فلما قدم المدينة امرني ان آتى
المسجد فأصلي ركعتين ووزن لي ثمن البعير حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة
عن محارب بن دثار عن جابر قال قدمت من سفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم
صل ركعتين * صرار موضع ناحية بالمدينة
(بسم الله الرحمن الرحيم) باب فرض الخمس حدثنا عبدان أخبرنا
عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال أخبرني علي بن الحسين ان حسين بن علي
عليهما السلام أخبره ان عليا قال كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم
بدر وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاني شارفا من الخمس فلما أردت أن ابتنى
بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم واعدت رجلا صواغا من بنى
قينقاع ان يرتحل معي فنأتي با ذخر أردت أن أبيعه الصواغين وأستعين به في وليمة
عرسي فبينا ان اجمع لشارفي متاعا من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي
مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار رجعت حين جمعت ما جمعت فإذا
شارفاي قد أجبت أسنمتهما وبقرت خواصر هما واخذ من أكبادهما فلم
أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر منهما فقلت من فعل هذا فقالوا فعل حمزة
ابن عبد المطلب وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار فانطلقت حتى
ادخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده زيد بن حارثة فعرف النبي صلى الله
عليه وسلم في وجهي الذي لقيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم مالك فقلت
يا رسول الله ما رأيت كاليوم قط عدا حمزة على ناقتي فأجب أسنمتهما وبقر
خواصرهما وها هو ذا في بيت معه شرب فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بردائه
فارتدى ثم انطلق يمشي واتبعته انا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه
حمزة فاستأذن فأذنوا لهم فإذا هم شرب فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم
41

يلوم حمزة فيما فعل فإذا حمزة قد ثمل محمرة عيناه فنظر حمزة إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثم صعد النظر فنظر إلى ركبته ثم صعد النظر فنظر إلى
سرته ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه ثم قال حمزة هل أنتم الا عبيد لأبي فعرف
رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قد ثمل فنكص رسول الله صلى الله عليه وسلم
على عقبيه القهقري وخرجنا معه حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم
ابن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير ان عائشة أم
المؤمنين رضي الله عنها أخبرته ان فاطمة عليها السلام ابنة رسول الله صلى الله
عليه وسلم سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه فقال لها
أبو بكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة فغضبت
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته
حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر قالت
وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من
خيبر وقدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال لست تاركا شيئا
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به الا عملت به فانى أخشى ان تركت
شيئا من امره ان أزيغ فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس فأما
خيبر وفدك فأمسكهما عمر وقال هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتا
لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرهما إلى من ولى الامر قال فهما على ذلك
إلى اليوم * قال أبو عبد الله اعتراك افتعلت من عروته فأصبته ومنه يعروه
واعتراني حدثنا إسحاق بن محمد الفروي حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب
عن مالك بن أوس بن الحدثان وكان محمد بن جبير ذكر لي ذكرا من حديثه
ذلك فانطلقت حتى ادخل على مالك بن أوس فسألته عن ذلك الحديث فقال
42

مالك بينا انا جالس في أهلي حين متع النهار إذا رسول عمر بن الخطاب يأتيني
فقال أجب أمير المؤمنين فانطلقت معه حتى ادخل على عمر فإذا هو جالس على
رمال سرير ليس بينه وبينه فراش متكئ على وسادة من ادم فسلمت عليه ثم
جلست فقال يا مال انه قدم علينا من قومك أهل أبيات وقد أمرت لهم برضخ
فاقبضه فاقسمه بينهم فقلت يا أمير المؤمنين لو أمرت به غيري قال اقبضه أيها
المرء فبينا انا جالس عنده اتاه حاجبه يرفا فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمان
ابن عوف والزبير وسعد ابن أبي وقاص يستأذنون قال نعم فأذن لهم فدخلوا فسلموا
وجلسوا ثم جلس يرفا يسيرا ثم قال لك في علي وعباس قال نعم فاذن لهما
فدخلا فسلما فجلسا فقال عباس يا أمير المؤمنين اقضي بيني وبين هذا وهما يختصمان
فيما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من بنى نضير فقال الرهط عثمان
وأصحابه يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الاخر قال عمر تيدكم
أنشدكم بالله الذي باذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم
نفسه قال الرهط قد قال ذلك فأقبل عمر على على وعباس فقال أنشدكما الله
أتعلمان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك قالا قد قال ذلك قال
عمر فاني أحدثكم عن هذا الامر ان الله قد خص رسوله صلى الله عليه وسلم
في هذا الفئ بشئ لم يعطه أحدا غيره ثم قرأ وما أفاء الله على رسوله منهم إلى
قوله قدير فكانت خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما احتازها
دونكم ولا استأثر بها عليكم قد أعطاكموه وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا
المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم
بذلك حياته أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك قالوا نعم ثم قال لعلي وعباس
43

أنشدكما بالله هل تعلمان ذلك قال عمر ثم توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم
فقال أبو بكر انا ولى رسول الله فقبضها أبو بكر فعمل فيها
بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أنه فيها لصادق بار راشد تابع
للحق ثم توفى الله أبا بكر فكنت انا ولى أبى بكر فقبضتها سنتين من إمارتي
اعمل فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عمل فيها أبو بكر والله يعلم
انى فيها لصادق بار راشد تابع للحق ثم جئتماني تكلماني وكلمتكما واحدة
وأمركما واحد جئتني يا عباس تسألني نصيبك من ابن أخيك وجاءني هذا يريد
عليا يريد نصيب امرأته من أبيها فقلت لكما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لا نورث ما تركنا صدقة فلما بدا لي ان ادفعه إليكما قلت إن شئتما دفعتها
إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل فيها رسول الله
صلى الله عليه وسلم وبما عمل فيها أبو بكر وبما عملت فيها منذ وليتها فقلتما ادفعها
الينا فبذلك دفعتها إليكما فأنشدكم بالله هل دفعتها إليهما بذلك قال الرهط نعم
ثم اقبل على على وعباس فقال انشد كما بالله هل دفعتها إليكما بذلك قالا نعم قال
فتلتمسان منى قضاء غير ذلك فوالله الذي باذنه تقوم السماء والأرض لا اقضي
فيها قضاء غير ذلك فان عجرتما عنها فادفعاها إلى فانى أكفيكماها باب
أداء الخمس من الدين حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أبي جمرة الضبعي قال
سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول قدم وفد عبد القيس فقالوا يا رسول الله
ان هذا الحي من ربيعة بيننا وبينك كفار مضر فلسنا نصل إليك الا في الشهر
الحرام فمرنا بأمر نأخذ منه وندعو إليه من وراءنا قال آمركم بأربع وانها كم
عن أربع الايمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وعقد بيده وأقام الصلاة وايتاء
الزكاة وصيام رمضان وان تؤدوا لله خمس ما غنمتم وانها كم عن الدباء والنقير
والحنتم والمزفت باب نفقة نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته
44

حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقتسم ورثتي
دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة حدثنا عبد الله بن أبي
شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت توفى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وما في بيتي من شئ يأكله ذو كبد الا شطر شعير في رف لي
فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففني حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان
قال حدثني أبو إسحاق قال سمعت عمر وبن الحرث قال ما ترك النبي صلى الله عليه
وسلم الا سلاحه وبغلته البيضاء وأرضا تركها صدقة باب ما جاء
في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نسب من البيوت إليهن وقول الله
تعالى وقرن في بيوتكن ولا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم حدثنا
حبان بن موسى ومحمد قالا أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر ويونس عن الزهري
قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ان عائشة رضي الله عنها
زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن
أزواجه ان يمرض في بيتي فأذن له حدثنا ابن أبي مريم حدثنا نافع سمعت
ابن أبي مليكة قال قالت عائشة رضي الله عنها توفى النبي صلى الله عليه وسلم
في بيتي وفي نوبتي وبين سحري ونحري وجمع الله بين ريقي وريقه قالت دخل
عبد الرحمن بسواك فضعف النبي صلى الله عليه وسلم عنه فأخذته فمضغته ثم
سننته به حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عبد الرحمن بن
خالد عن ابن شهاب عن علي بن حسين ان صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرته انها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره وهو معتكف في المسجد
في العشر الأواخر من رمضان ثم قامت تنقلب فقام معها رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى إذا بلغ قريبا من باب المسجد عند باب أم سلمة زوج النبي صلى الله
45

عليه وسلم مر بهما رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم نفذا فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلكما قالا سبحان الله
يا رسول الله وكبر عليهما ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشيطان
يبلغ من الانسان مبلغ الدم وانى خشيت ان يقذف في قلوبكما شيئا حدثنا
إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض ن عبيد الله عن محمد بن يحيى بن
حبان عن واسع بن حبان عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال ارتقيت
فوق بيت حفصة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقضى حاجته مستدبر
القبلة مستقبل الشام حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض
عن هشام عن أبيه ان عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يصلى العصر والشمس لم تخرج من حجرتها حدثنا موسى بن إسماعيل
حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضي الله عنه قال قام النبي صلى الله عليه
وسلم خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال ههنا الفتنة ثلاثا من حيث يطلع
قرن الشيطان حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي
بكر عن عمرة ابنة عبد الرحمن ان عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندها وانها سمعت صوت انسان يستأذن
في بيت حفصة فقلت يا رسول الله هذا رجل يستأذن في بيتك فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أراه فلانا لعم حفصة من الرضاعة الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة
باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه وسيفه وقدحه
وخاتمه وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك مما لم يذكر قسمته ومن شعره ونعله
وآنيته مما تبرك أصحابه وغيرهم بعد وفاته حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري
قال حدثني أبي عن ثمامة عن أنس ان أبا بكر رضي الله عنه لما استخلف بعثه إلى
البحرين وكتب له هذا الكتاب وختمه بخاتم النبي صلى الله عليه وسلم وكان
46

نقش الخاتم ثلاثة أسطر محمد سطر ورسول سطر والله سطر حدثني عبد الله
ابن محمد حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي حدثنا عيسى بن طهمان قال اخرج
الينا أنس نعلين جرداوين لهما قبالان فحدثني ثابت البناني بعد عن أنس
انهما نعلا النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب
حدثنا أيوب عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال أخرجت الينا عائشة رضي الله عنها
كساء ملبدا وقالت في هذا نزع روح النبي صلى الله عليه وسلم وزاد
سليمان عن حميد عن أبي بردة قال أخرجت الينا عائشة إزارا غليظا مما يصنع
باليمن وكساء من هذه التي يدعونها الملبدة حدثنا عبدان عن أبي حمزة
عن عاصم عن ابن سيرين عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان قدح النبي صلى الله
عليه وسلم انكسر فاتخذ مكان الشعب سلسلة من فضة قال عاصم رأيت
القدح وشربت فيه حدثنا سعيد بن محمد الجرمي حدثنا يعقوب بن إبراهيم
حدثنا أبي ان الوليد بن كثير حدثه عن محمد بن عمر وبن حلحلة الدؤلي حدثه
ان ابن شهاب حدثه ان علي بن حسين حدثه انهم حين قدموا المدينة من عند
يزيد بن معاوية مقتل حسين بن علي رحمة الله عليه لقية المسور بن مخرمة فقال
له هل لك إلى من حاجة تأمرني بها فقلت له لا فقال فهل أنت معطى سيف
رسول الله صلى الله عليه وسلم فانى أخاف ان يغلبك القوم عليه وأيم الله لئن
أعطيتنيه لا يخلص إليهم ابدا حتى تبلغ نفسي ان علي بن أبي طالب خطب
ابنة أبى جهل على فاطمة عليها السلام فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وانا يومئذ محتلم فقال إن فاطمة منى
وانا أتخوف ان تفتن في دينها ثم ذكر صهرا له من بنى عبد شمس فأثنى عليه
في مصاهرته إياه قال حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي وانى لست أحرم حلالا
ولا أحل حراما ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت
47

عدو الله ابدا حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن محمد بن سوقة عن
منذر عن ابن الحنفية قال لو كان علي رضي الله عنه ذا كرا عثمان رضي الله عنه
ذكره يوم جاءه ناس فشكوا سعاة عثمان فقال لي على اذهب إلى عثمان فأخبره
انها صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر سعاتك يعملون فيها فأتيته بها
فقال أغنها عنا فأتيت بها عليها فأخبرته فقال ضعها حيث اخذتها * قال الحميدي
حدثنا سفيان حدثنا محمد بن سوقة قال سمعت منذرا التوزي عن ابن الحنفية
قال أرسلني أبى خذ هذا الكتاب فاذهب به إلى عثمان فان فيه امر النبي صلى الله
عليه وسلم في الصدقة باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله
صلى الله عليه وسلم والمساكين وايثار النبي صلى الله عليه وسلم أهل الصفة
والأرامل حين سألته فاطمة وشكت إليه الطحن والرحى ان يخدمها من السبي
فوكلها إلى الله حدثنا بدل بن المحبر أخبرنا شعبة أخبرني الحكم قال سمعت
ابن أبي ليلى حدثنا على أن فاطمة عليها السلام اشتكت ما تلقى من الرحى مما
تطحن فبلغها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بسبي فأتته تسأله خادما فلم
توافقه فذكرت لعائشة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك عائشة له
فأتانا وقد دخلنا مضاجعنا فذهبنا لنقوم فقال على مكانكما حتى وجدت برد
قدميه على صدري فقال الا أدلكما على خير مما سألتماه إذا اخذتما مضاجعكما
فكبرا الله أربعا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين فان ذلك
خير لكما مما سألتماه باب قول الله تعالى فأن لله خمسه وللرسول يعنى
للرسول قسم ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما انا قاسم وخازن
والله يعطى حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن سليمان ومنصور وقتادة انهم
سمعوا سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال ولد لرجل
منا من الأنصار غلاما فأراد أن يسميه محمدا قال شعبة في حديث منصور
48

ان الأنصاري قال حملته على عنقي فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديث
سليمان ولد له غلام فأراد أن يسميه محمدا قال سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي
فانى إنما جعلت قاسما اقسم بينكم وقال حصين بعثت قاسما اقسم بينكم * قال
عمر وأخبرنا شعبة عن قتادة سمعت سالما عن جابر أراد أن يسميه القاسم فقال
النبي صلى الله عليه وسلم سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي حدثنا محمد بن
يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله
الأنصاري قال ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم فقالت الأنصار لا نكنيك
أبا القاسم ولا ننعمك عينا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
ولد لي غلام فسميته القاسم فقالت الأنصار لا نكنيك أبا القاسم ولا ننعمك
عينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أحسنت الأنصار سموا باسمي ولا تكنوا
بكنيتي فإنما انا قاسم حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله عن يونس عن
الزهري عن حميد بن عبد الرحمان انه سمع معاوية قال قال رسول الله صلى لله
عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين والله المعطى وانا القاسم ولا
تزال هذه الأمة ظاهرين على من خالفهم حتى يأتي امر الله وهم ظاهرون
حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال عن عبد الرحمن بن أبي عمرة
عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أعطيكم
ولا أمنعكم انا قاسم أضع حيث أمرت حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد
ابن أبي أيوب قال حدثني أبو الأسود عن ابن أبي عياش واسمه نعمان عن خولة
الأنصارية رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن رجالا
يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة باب قول النبي
صلى الله عليه وسلم أحلت لكم الغنائم وقال الله تعالى وعدكم الله مغانم كثيرة
تأخذونها فعجل لكم هذه وهي للعامة حتى يبينه الرسول الله صلى الله عليه وسلم
49

حدثنا مسدد حدثنا خالد حدثنا حصين عن عامر عن عروة البارقي رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير الاجر والمغنم
إلى يوم القيامة حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا هلك كسرى
فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن
كنوزهما في سبيل الله حدثنا إسحاق سمع جريرا عن عبد الملك عن جابر
ابن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هلك كسرى
فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن
كنوزهما في سبيل الله حدثنا محمد بن سنان حدثنا هشيم أخبرنا سيار
حدثنا يزيد الفقير حدثنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحلت لي الغنائم حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه الا الجهاد في سبيله وتصديق
كلماته بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع اجر أو
غنيمة حدثنا محمد بن العلاء حدثنا ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا نبي
من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن
يبنى بها ولما يبن بها ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها ولا أحد اشترى غنما
أو خلفات وهو ينتظر ولادها فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبا من
ذلك فقال للشمس انك مأمورة وانا مأمور اللهم احبسها علينا فحبست حتى
فتح الله عليه فجمع الغنائم فجاءت يعنى النار لتأكلها فلم تطعمها فقال إن فيكم
غلولا فليبايعني من كل قبيلة رجل فلزقت يد رجل بيده فقال فيكم الغلول
50

فليبايعني قبيلتك فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده فقال فيكم الغلول فجاؤوا برأس
مثل رأس بقرة من الذهب فوضعوها فجاءت النار فأكلتها ثم أحل الله لنا
الغنائم رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا باب الغنيمة لمن شهد الوقعة
حدثنا صدقة أخبرنا عبد الرحمن عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه قال قال
عمر رضي الله عنه لولا آخر المسلمين ما فتحت قرية الا قسمتها بين أهلها كما قسم
النبي صلى الله عليه وسلم خيبر باب من قاتل للمغنم هل ينقص من اجره
حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عمر وقال سمعت أبا وائل
قال حدثنا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال اعراب للنبي صلى الله
عليه وسلم الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل ليذكر ويقاتل ليرى مكانه من
في سبيل الله فقال من قاتل لتكون كلمة الله في العليا فهو في سبيل الله باب
قسمة الامام ما يقدم عليه ويخبأ لمن لم يحضره أو غاب عنه حدثنا عبد الله
ابن عبد الوهاب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة ان
النبي صلى الله عليه وسلم أهديت له أقبية من ديباج مزررة بالذهب فقسمها
في أناس من أصحابه وعزل منها واحدا لمخرمة بن نوفل فجاء معه ابنه المسور
ابن مخرمة فقام على الباب فقال أدعه لي فسمع النبي صلى الله عليه وسلم صوته
فأخذ قباء فتلقاه به واستقبله بأزراره فقال يا أبا المسور خبأت هذا لك
يا أبا المسور خبأت هذا لك وكان في خلقه شدة ورواه ابن علية عن أيوب
قال حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن المسور قدمت على
النبي صلى الله عليه وسلم أقبية تابعه الليث عن ابن أبي مليكة باب
كيف قسم النبي صلى الله عليه وسلم قريظة والنضير وما أعطى من ذلك
في نوائبه حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا معتمر عن أبيه قال سمعت
أنس بن مالك رضي الله عنه يقول كان الرجل يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم
51

النخلات حتى افتتح قريظة والنضير فكان بعد ذلك يرد عليهم باب
بركة الغازي في ماله حيا وميتا مع النبي صلى الله عليه وسلم وولاة الامر
حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال قلت لأبي أسامة أحدثكم هشام بن عروة
عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني قمت إلى جنبه
فقال يا بنى انه لا يقتل اليوم الا ظالم أو مظلوم وانى لا أراني الا سأقتل اليوم
مظلوما وان من أكبر همي لديني افترى يبقى ديننا من مالنا شيئا فقال يا بنى بع
مالنا فاقض ديني وأوصى بالثلث وثلثه لبنيه يعنى عبد الله بن الزبير يقول ثلث
الثلث فان فضل من مالنا فضل بعد قضاء الدين شئ فثلثه لولدك قال هشام
وكان بعض ولد عبد الله قد وازى بعض بنى الزبير خبيب وعباد وله يومئذ
تسعة بنين وتسع بنات قال عبد الله فجعل يوصيني بدينه ويقول يا بنى ان عجزت
عنه في شئ فاستعن عليه مولاي قال فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت يا أبت
من مولاك قال الله قال فوالله ما وقعت في كربة من دينه الا قلت يا مولى الزبير
اقض عنه دينه فيقضيه فقتل الزبير رضي الله عنه ولم يدع دينارا ولا درهما
الا أرضين منها الغابة واحدى عشرة دارا بالمدينة ودارين بالبصرة ودارا
بالكوفة ودارا بمصر قال وإنما كان دينه الذي عليه ان الرجل كان يأتيه
بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير لا ولكنه سلف فانى أخشى عليه الضيعة
وما ولى امارة قط ولا جباية خراج ولا شيئا إلا أن يكون في غزوة مع
النبي صلى الله عليه وسلم أو مع أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم قال
عبد الله بن الزبير فحسبت ما عليه من الدين فوجدته ألفي الف ومائتي الف
قال فلقى حكيم بن حزام عبد الله بن الزبير فقال يا ابن أخي كم على أخي من الدين
فكتمه فقال مائة الف فقال حكيم والله ما أرى أموالكم تسع لهذه فقال له
عبد الله أفرأيتك ان كانت ألفي الف ومائتي الف قال ما أراكم تطيقون هذا
52

فان عجزتم عن شئ منه فاستعينوا بي قال وكان الزبير اشترى الغابة بسبعين ومائة
الف فباعها عبد الله بألف الف وستمائة الف ثم قام فقال من كان له على الزبير
حق فليوافنا بالغابة فأتاه عبد الله بن جعفر وكان له على الزبير أربعمائة الف
فقال لعبد الله ان شئتم تركتها لكم قال عبد الله لا قال فان شئتم جعلتموها فيما
تؤخرون ان أخرتم فقال عبد الله لا قال قال فاقطعوا لي قطعة فقال عبد الله لك
من ههنا إلى ههنا قال فباع منها فقضى دينه فأوفاه وبقي منها أربعة أسهم ونصف
فقدم على معاوية وعنده عمر وبن عثمان والمنذر بن الزبير وابن زمعة فقال له
معاوية كم قومت الغابة قال كل سهم مائة الف قال كم بقي قال أربعة أسهم
ونصف قال المنذر بن الزبير قد اخذت سهما بمائة الف قال عمر وبن عثمان قد
اخذت سهما بمئة الف وقال ابن زمعة قد اخذت سهما بمئة الف فقال
معاوية كم بقي فقال سهم ونصف قال اخذته بخمسين ومائة ألف قال وباع
عبد الله بن جعفر نصيبه من معاوية بستمائة ألف فلما فرغ ابن الزبير من قضاء
دينه قال بنو الزبير اقسم بيننا ميراثنا قال لا والله لا اقسم بينكم حتى أنادى
بالموسم أربع سنين ألا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه قال فجعل كل
سنة ينادى بالموسم فلما مضى أربع سنين قسم بينهم قال فكان للزبير أربع
نسوة ورفع الثلث فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف فجميع ماله خمسون
ألف ألف ومائتا ألف باب إذا بعث الامام رسولا في حاجة أو امره
بالمقام هل يسهم له حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عثمان بن موهب
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال إنما تغيب عثمان عن بدر فإنه كانت تحته بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
ان لك اجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه باب من الدليل على أن
الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي صلى الله عليه وسلم برضاعه فيهم
53

فتحلل من المسلمين وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعد الناس ان يعطيهم من
الفئ والأنفال من الخمس وما عطى الأنصار وما أعطى جابر بن عبد الله نمر
خيبر حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن أبن شهاب
قال وزعم عروة ان مروان ابن الحكم ومسور بن مخرمة أخبراه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه ان يرد إليهم
أموالهم وسبيهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الحديث إلى
أصدقه فاختار واحدى الطائفتين اما السبي واما المال وقد كنت استأنيت بهم
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم انتظر هم بضع عشرة ليلة حين قفل
من الطائف فلما تبين لهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم الا
احدى الطائفتين قالوا فانا نختار سبينا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال اما بعد فان إخوانكم هؤلاء قد جاؤونا
تائبين وانى قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم من أحب ان يطيب فيفعل ومن
أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفئ الله علينا فليفعل
فقال الناس قد طيبنا ذلك يا رسول الله لهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
انا لا ندري من اذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع الينا عرفاؤكم
امركم فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأخبروه انهم قد طيبوا فأذنوا فهذا لأذى بلغنا عن سبى هوازن حدثنا
عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد حدثنا أيوب عن أبي قلابة قال وحدثني القاسم
ابن عاصم الكليبي وأنا لحديث القاسم احفظ عن زهدم قال كنا عند أبي موسى
فأتى ذكر دجاجة وعنده رجل من بنى تيم الله احمر كأنه من الموالي فدعاه
للطعام فقال إني رأيته يأكل شيئا فقذرته فحلفت لا آكل فقال هلم فلا حدثكم
عن ذلك انى اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من الأشعريين نستحمله
54

فقال والله أحملكم وما عندي ما أحملكم واتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بنهب إبل فسأل عنا فقال أين النفر الأشعريون فأمر لنا لخمس ذود غر الذرى
فلما انطلقنا قلنا ما صنعنا لا يبارك لنا فرجعنا اليه فقلنا انا سألناك ان تحملنا فحلفت
أن لا تحملنا أفنسيت قال لست انا حملتكم ولكن الله حملكم وانى والله إن شاء الله
لا احلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها الا اتيت الذي هو خير
وتحللتها حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية فيها عبد الله بن عمر قبل
نجد فغنموا إبلا كثيرا فكانت سهامهم اثنى عشر بعيرا أو أحد عشر بعيرا
ونفلوا بعيرا بعيرا حدثنا يحيى بن بكيرا أخبرنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب
عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
ينفل بعض من يبعث من السرايا لا نفسهم خاصة سوى قسم عامة الجيش
حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد بن عبد الله عن أبي بردة
عن أبي موسى رضي الله عنه قال بلغنا مخرج النبي صلى الله عليه وسلم ونحن
باليمن فخرجنا مهاجرين إليه انا واخوان لي انا أصغرهم أحدهما أبو بردة
والآخر أبو رهم اما قال في بضع واما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين
رجلا من قومي فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة ووافقنا
جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده فقال جعفر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعثنا ههنا وأمرنا بالإقامة فأقيموا معنا فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا فوافقنا النبي
صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر فأسهم لنا أو قال فأعطانا منها وما قسم
لاحد غاب عن فتح خيبر منها شيئا الا لمن شهد معه الا أصحاب سفينتنا مع
جعفر وأصحابه قسم لهم معهم حدثنا على حدثنا سفيان حدثنا محمد بن
المنكدر سمع جابرا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
55

لو قد جاءني مال البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا فلم يجئ حتى
قبض النبي صلى الله عليه وسلم فما جاء مال البحرين امر أبو بكر مناديا فنادى
من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم دين أو عدة فليأتنا فأتيته فقلت
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي كذا وكذا فحثا لي ثلاثا وجعل سفيان
يحثو بكفيه جميعا ثم قال لنا هكذا قال لنا ابن المنكدر وقال مرة فأتيت أبا
بكر فسألت فلم يعطني ثم اتيته فلم يعطني ثم اتيته الثالثة فقلت سألتك فلم
تعطني ثم سألتك فلم تعطني ثم سألتك فلم تعطني فاما ان تعطيني واما ان تبخل
عنى قال قلت تبخل على ما منعتك من مرة الا وانا أريد ان أعطيك قال *
سفيان وحدثنا عمر وعن محمد بن علي عن جابر فحثا لي حثية وقال عدها
فوجدتها خمسمائة قال فخذ مثلها مرتين وقال يعنى ابن المنكدر وأي داء أدوأ
من البخل حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا قرة بن خالد حدثنا عمر وبن دينار
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقسم غنيمة بالجعرانة إذ قال له رجل أعدل فقال له شقيت إن لم أعدل باب
ما من النبي صلى الله عليه وسلم على الأسارى من غير أن يخمس حدثنا إسحاق
ابن منصور أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن محمد بن جبير عن
أبيه رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في أسارى بدر لو كان المطعم
ابن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له باب ومن الدليل
على أن الخمس للامام وانه يعطى بعض قرابته دون بعض ما قسم النبي صلى الله
عليه وسلم لبنى المطلب وبنى هاشم من خمس خيبر قال عمر بن عبد العزيز
لم يعمهم بذلك ولم يخص قريبا دون من أحوج إليه وإن كان الذي أعطى
لما يشكوا إليه من الحاجة ولما مستهم في جنبه من قومهم وحلفائهم حدثنا
عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن عقيل بن ابن شهاب عن ابن المسيب
56

عن جبير بن مطعم قال مشيت انا وعثمان بن عفان إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقلنا يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا ونحن وهم منك
بمنزلة واحدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بنوا المطلب وبنو هاشم
شئ واحد * قال الليث حدثني يونس وزاد قال جبير ولم يقسم النبي صلى الله
عليه وسلم لبنى عبد شمس ولا لبنى نوفل * وقال ابن إسحاق عبد شمس وهاشم
والمطلب اخوة لام وأمهم عاتكة بنت مرة وكان نوفل أخاهم لأبيهم
بابا من لم يخمس الاسلاب ومن قتل قتيلا فله سلبه من غير أن
يخمس وحكم الامام فيه حدثنا مسدد حدثنا يوسف بن الماجشون عن
صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال بينا أنا واقف
في الصف يوم بدر فنظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بغلامين من الأنصار
حديثة أسنانهما تمنيت ان أكون بين أضلع منهما فغمزني أحدهما فقال يا عم
هل تعرف أبا جهل قلت نعم ما حاجتك إليه يا ابن أخي قال أخبرت انه يسب
رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي
سواده حتى يموت الأعجل منا فتعجبت لذلك فغمزني الآخر فقال لي مثلها فلم
أنشب ان نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس قلت الا ان هذا صاحبكما الذي
سألتماني فابتدراه بسيفيهما فضربناه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأخبراه فقال أيكما قتله فقال كل واحد منهما انا قتلته فقال هل مسحتما
سيفيكما قالا لا فنظر في السيفين فقال كلا كما قتله سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح
وكانا معاذ بن عفراء معاذ بن عمر وبن الجموح حدثنا عبد الله بن مسلمة
عن مالك عن يحيى عن سعيد عن ابن أفلح عن أبي محمد مولى أبى قتادة عن أبي قتادة
رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنين فلما التقينا
كانت للمسلمين جولة فرأيت رجلا من المشركين علا رجلا من المسلمين
57

فاستدرت حتى اتيته من ورائه حتى ضربته بالسيف على حبل عاتقه فاقبل على
فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ثم أدركه الموت فأرسلني فلحقت عمر بن
الخطاب فقلت ما بال الناس قال امر الله ثم إن الناس رجعوا وجلس النبي صلى الله
عليه وسلم فقال من قتل قتيلا له عليه بينه فله سلبه فقمت فقلت من يشهد لي
ثم جلست ثم قال من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه فقمت فقلت من يشهد لي
ثم جلست ثم قال الثالثة مثله فقمت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك
يا أبا قتدة فاقتصصت عليه القصة فقال رجل صدق يا رسول الله وسلبه عندي
فأرضه عنى فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لا ها الله إذا لا يعمد إلى أسد
من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يعطيك سلبه فقال النبي
صلى الله عليه وسلم صدق فأعطاه فبعت الدرع فابتعت به مخرفا في بنى سلمة فإنه
لأول مال تأثلته في الاسلام باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطى
المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه رواه عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله
عليه وسلم حدثنا محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن
المسيب وعروة بن الزبير ان حكيم بن حزام رضي الله عنه قال سألت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال لي يا حكيم ان هذا المال خضر حلو
فمن اخذه بسخائه نفس بورك له فيه ومن أخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه
وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى قال حكيم فقلت
يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحد ا بعدك شيئا حيت أفارق الدنيا فكان
أبو بكر يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى ان يقبل منه شيئا ثم إن عمر دعاه ليعطيه
فأبى ان يقبل فقال يا معشر المسلمين انى أعرض عليه حقه الذي قسم الله له من هذا
الفئ فيأبى ان يأخذه فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى الله عليه
وسلم حتى توفى حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع
58

ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا رسول الله انه كان على اعتكاف يوم
في الجاهلية فأمره ان يفي به قال وأصاب عمر جاريتين من سبى حنين فوضعهما
في بعض بيوت مكة قال فمن رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبى حنين
فجعلوا يسعون في السكك فقال عمر يا عبد الله انظر ما هذا فقال من رسول الله
صلى الله عليه وسلم على السبي قال اذهب فأرسل الجاريتين قال نافع ولم يعتمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ولو اعتمر لم يخف على عبد الله *
وزاد جرير بن حازم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال من الخمس ورواه
معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر في النذر ولم يقل يوم حدثنا موسى بن
إسماعيل حدثنا جرير بن حازم حدثنا الحسن قال حدثني عمرو بن تغلب رضي الله عنه
قال أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما ومنع آخرين فكأنهم عتبوا
عليه فقال إني أعطى قوما أخاف ضلعهم وجزعهم واكل أقواما إلى ما جعل الله
في قلوبهم من الخير والغنى منهم عمر وبن تغلب فقال عمر وبن تغلب ما أحب ان لي
بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم * زاد أبو عاصم عن جرير قال
سمعت الحسن يقول حدثنا عمر وبن تغلب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتى بمال أو بسبي فقسمه بهذا حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن قتادة عن
أنس رضي الله عنها قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان أعطى قريشا أتألفهم
لأنهم حديث عهد بجاهلية حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا الزهري
قال أخبرني أنس بن مالك ان ناسا من الأنصار قالوا لرسول الله صلى الله عليه
وسلم حين أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من أموال هوازن ما أفاء
فطفق يعطى رجالا من قريش المائة من الإبل فقالوا يغفر الله لرسول الله
صلى الله عليه وسلم يعطى قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم قال أنس
فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم
59

في قبة من أدم ولم يدع معهم أحدا غيرهم فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال ما كان حديث بلغني عنكم قال له فقهاؤهم اما ذوو
رأينا فلم يقولوا شيئا واما أناس منا حديثة أسنانهم فقالوا يغفر الله لرسول الله
صلى الله عليه وسلم يعطى قريشا ويترك الأنصار وسيوفنا تقطر من دمائهم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى أعطى رجالا حديث عدهم بكفر
اما ترضون ان يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله
صلى الله عليه وسلم فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به قالوا بلى يا رسول الله
قد رضينا فقال لهم انكم سترون بعدي اثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم على الحوض قال أنس فلم نصبر حدثنا عبد
العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال
أخبرني عمر بن محمد بن جبير بن مطعم ان محمد بن جبير قال أخبرني جبير بن
مطعم انه بينا هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أناس مقبلا من حنين
علقت رسول الله صلى الله عليه وسلم الاعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة
فخطفت رداءه فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعطوني ردائي فلو
كان عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك
رضي الله عنه قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني
غليظ الحاشية فأدركه اعرابي فجذبه جذبه شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق
النبي صلى الله عليه وسلم قد اثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ثم قال
مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم امر له بعطاء حدثنا
عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه
قال لما كان يوم حنين آثر النبي صلى الله عليه وسلم انا سا في القسمة فأعطى
60

الأقرع بن حابس مائة من الإبل وأعطى عيينة مثل ذلك وأعطى أناسا
من اشراف العرب فأثرهم يومئذ في القسمة قال رجل والله ان هذه القسمة
ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله فقلت والله لأخبرن النبي صلى الله عليه وسلم
فأتيته فأخبرته فقال فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله رحم الله موسى قد
أو ذي بأكثر من هذا فصبر حدثنا محمود بن غيلان أبو أسامة
حدثنا هشام قال أخبرني أبي عن أسماء ابنة أبى بكر رضي الله عنهما قالت
كنت انقل النوى من ارض الزبير التي اقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم
على رأسي وهو منى على ثلثي فرسخ وقال أبو ضمرة عن هشام عن أبيه ان النبي
صلى الله عليه وسلم اقطع الزبير أرضا من أموال بنى النضير حدثني أحمد بن
المقدام حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة قال أخبرني نافع عن
ابن عمر رضي الله عنهما ان عمر بن الخطاب أجلى اليهود والنصارى من ارض
الحجاز وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على أهل خيبر أراد أن
يخرج اليهود منها وكانت الأرض لما ظهر عليها لليهود وللرسول وللمسلمين
فسأل اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يتركهم على أن يكفوا العمل
ولهم نصف الثمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نقركم على ذلك ما شئنا
فأقروا حتى أجلاهم عمر في امارته إلى تيماء وأريحا باب ما يصيب من
الطعام في ارض الحرب حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن حميد بن هلال
عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال كنا محاصرين قصر خيبر فرمى انسان
بجراب فيه شحم فنزوت لآخذه فالتفت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم
فاستحييت منه حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن
ابن عمر قال كنا نصيب في مغازينا العسل والعنب فنأكله ولا نرفعه حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الشيباني قال سمعت ابن أبي أوفى
61

رضي الله عنهما يقول أصابتنا مجاعة ليالي خيبر فلما كان يوم خيبر وقعنا في الحمر
الأهلية فانتحرناها فملا غلت القدور منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم
اكفئوا القدور فلا تطعموا من لحوم الحمر شيئا قال عبد الله فقلنا إنما نهى النبي
صلى الله عليه وسلم لأنها لم تخمس قال وقال آخرون حرمها البتة وسألت
سعيد بن جبير فقال حرمها البتة
(بسم الله الرحمن الرحيم) باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة
والحرب وقول الله تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا
يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب
حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون إذ لاء وما جاء في اخذ الجزية من
اليهود والنصارى والمجوس والعجم وقال ابن عيينة عن ابن أبي نجيح قلت لمجاهد
ما شأن أهل الشأم عليهم أربعة دنانير وأهل اليمن عليهم دينار قال جعل ذلك
من قبل اليسار حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سمعت عمرا قال
كنت جالسا مع جابر بن زيد وعمر وبن أوس فحدثهما بجالة سنة سبعين عام
حج مصعب بن الزبير بأهل البصرة عند درج زمزم قال كنت كاتبا لجزء بن
معاوية عم الأحنف فأتانا كتاب عمر بن الخطاب قبل موته بسنة فرقوا بين
كل ذي محرم من المجوس ولم يكن عمر اخذ الجزية من المجوس حتى شهد
عبد الرحمن بن عوف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذها من مجوس هجر
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني عروة بن الزبير عن
المسور بن مخرمة انه أخبره ان عمر وبن عوف الأنصاري وهو حليف لبنى
عامر بن لؤي وكان شهد بدرا أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث
أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة
62

بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبى عبيدة فوافت صلاة الصبح مع
النبي صلى الله عليه وسلم فلما صلى بهم الفجر انصرف فتعرضوا له فتبسم رسول الله
صلى الله عليه وسلم حين رآهم وقال أظنكم قد سمعتم ان أبا عبيدة قد جاء
بشئ قالوا أجل يا رسول الله قال فأبشروا وأملوا ما يسركم فوالله لا الفقر
أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم ان تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان
قبلكم فتنا فسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم حدثنا الفضل بن
يعقوب حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا المعتمر بن سليمان حدثنا سعيد بن
عبيد الله الثقفي حدثنا بكر بن عبد الله المزني وزياد بن جبير عن جبير بن حية
قال بعث عمر الناس في افناء الأمصار يقاتلون المشركين فأسلم الهر مزان
فقال إني مستشيرك في مغازي هذه قال نعم مثلها ومثل من فيها من الناس
من عدو المسلمين مثل طائر له رأس وله جناحان وله رجلان فان كسر أحد
الجناحين نهضت الرجلان بجناح والرأس فان كسر الجناح الآخر نهضت
الرجلان والرأس وان شدخ الرأس ذهبت الرجلان والجناحان والرأس
فالرأس كسرى والجناح قيصر والجناح الآخر فارس فمر المسلمين فلينفروا إلى
كسرى وقال بكر وزياد جميعا عن جبير بن حية فندبنا عمر واستعمل
علينا النعمان بن مقرن حتى إذا كنا بأرض العدو وخرج علينا عامل كسرى
في أربعين ألفا فقام ترجمان فقال ليكلمني رجل منكم فقال المغيرة سل عما
شئت قال ما أنتم قال نحن أناس من العرب كنا في شقاء شديد وبلاء شديد
نمص الجلد والنوى من الجوع ونلبس الوبر والشعر ونعبد الشجر والحجر فبينا
نحن كذلك إذ بعث رب السماوات ورب الأرضين تعالى ذكره وجلت عظمته
الينا نبيا من أنفسنا نعرف أباه وأمه فأمرنا نبينا رسول ربنا صلى الله عليه وسلم
ان نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية وأخبرنا نبينا صلى الله
63

عليه وسلم عن رسالة ربنا انه من قتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثلها
قط ومن بقي منا ملك رقابكم فقال النعمان ربما أشهدك الله مثلها مع النبي
صلى الله عليه وسلم فلم يندمكم ولم يخزك ولكني شهدت القتال مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يقاتل في أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح
وتحضر الصلوات باب إذا وادع الامام ملك القرية هل يكون ذلك
لبقيتهم حدثنا سهل بن بكار حدثنا وهيب عن عمر وبن يحيى عن عباس
الساعدي عن أبي حميد الساعدي قال غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم تبوك
وأهدى ملك أيلة للنبي صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء وكساه بردا وكتب له
ببحرهم باب الوصاة بأهل ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم والذمة
العهد والإل القرابة حثنا آدم بن أبي اياس حدثنا شعبة حدثنا أبو جمرة
قال سمعت جويرية بن قدامة التميمي قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قلنا أو صنا يا أمير المؤمنين قال أوصيكم بذمة الله فإنه ذمة نبيكم ورزق عيالكم
باب ما اقطع النبي صلى الله عليه وسلم من البحرين وما وعد من مال
البحرين والجزية ولمن يقسم الفئ والجزية حدثنا أحمد بن يونس حدثنا
زهير عن يحيى بن سعيد قال سمعت أنسا قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار
ليكتب لهم بالبحرين فقالوا لا والله حتى تكتب لإخواننا من قريش بمثلها
فقال ذاك لهم ما شاء الله على ذلك يقولون له قال فإنكم سترون بعدي اثرة
فاصبروا حتى تلقوني حدثنا علي بن عبد الله حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال
أخبرني روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي لو قد جاءنا مال البحرين قد
أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء
مال البحرين فقال أبو بكر من كانت له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
64

عدة فليأتني فقلت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان قال لي لو
قد جاءنا مال البحرين لأعطيتك هكذا وهكذا وهكذا فقال لي أحثه فحثوت
حثية فقال لي عدها فعددتها فإذا هي خمسمائة فأعطاني ألفا وخمسمائة * وقال
إبراهيم بن طهمان عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس أتى النبي صلى الله عليه وسلم
بمال من البحرين فقال انثروه في المسجد فكان أكثر مال أتى به رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذ جاءه العباس يا رسول الله أعطني انى فاديت نفسي
وفاديت عقيلا قال خذ فحثا في ثوبه ثم ذهب يقله فلم يستطع فقال أمر بعضهم
يرفعه إلى قال لا قال فارفعه أنت على قال لا فنثر منه ثم ذهب يقله فلم يرفعه
فقال امر بعضهم يرفعه على قال لا قال فارفعه أنت على قال لا فنثر ثم احتمله
على كاهله ثم انطلق فما زال يتبعه بصره حتى خفى علينا عجبا من حرصه فما قام
رسول الله وثم منها درهم باب اثم من قتل معاهدا بغير جرم حدثنا
قيس بن حفص حدثنا عبد الواحد حدثنا الحسن بن عمرو حدثنا مجاهد عن
عبد الله بن عمر ورضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل معاهدا
لم يرح رائحة الجنة وان ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما باب
اخراج اليهود من جزيرة العرب وقال عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
أقركم ما أقركم الله به حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني
سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينما نحن في المسجد
خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال انطلقوا إلى يهود فخرجنا حتى جئنا بيت
المدراس فقال أسلموا تسلموا واعلموا ان الأرض لله ورسوله وانى أريد ان
أجليكم من هذا الأرض فمن يجد منكم بماله شيئا فليبعه والا فاعلموا ان الأرض
لله ورسوله حدثنا محمد حدثنا ابن عيينة عن سليمان بن أبي مسلم الأحول
سمع سعيد بن جبير سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول يوم الخميس وما يوم
65

الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى قلت يا ابن عباس ما يوم الخميس قال اشتد
برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال ائتوني بكتف اكتب لكم كتابا
لا تضلوا بعده ابدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ماله أهجر استفهموه
فقال ذروني فالذي انا فيه خير مما تدعوني إليه فأمر هم بثلاث قال اخرجوا
المشركين من جريرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم والثالثة اما
ان سكت عنها واما ان قلها فنسيتها قال سفيان هذا من قول سليمان هذا من قول سليمان باب
إذا غدر المشركون بالمسلمين هل يعفى عنهم حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا
الليث قال حدثني سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما فتحت خيبر أهديت
للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجمعوا إلى
من كان ههنا من يهود فجمعوا له فقال لهم انى سائلكم عن شئ فهل أنتم صادقي
عنه فقالوا نعم قال هم النبي صلى الله عليه وسلم من أبوكم قالوا فلان فقال كذبتم
بل أبوكم فلان قالوا صدقت قال فهل أنتم صادقي عن شئ ان سألت عنه فقالوا
نعم يا أبا القاسم وان كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا فقال لهم من أهل
النار قالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفونا فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم
اخسؤوا فيها والله لا نخلفكم فيها ابدا ثم قال هل أنتم صادقي عن شئ ان سألتكم
عنه فقالوا نعم يا أبا القاسم قال هل جعلتم في هذه الشاة سما قالوا نعم قال ما حملكم
على ذلك قالوا أردنا ان كت كاذبا نستريح وإن كنت نبينا لم يضرك باب
دعاء الأم على من نكث عهدا حدثنا أبو النعمان حدثنا ثابت بن يزيد
حدثنا عاصم قال سألت انسا رضي الله عنه عن القنوت قال قبل الركوع
فقلت ان فلانا يزعم انك قلت بعد الركوع فقال كذب ثم حدثنا عن النبي
صلى الله عليه وسلم انه قنت شهرا بعد الركوع يدعو على احياء من بنى سليم
قال بعث أربعين أو سبعين يشك فيه من القراء إلى أناس من المشركين فعرض لهم
66

هؤلاء فقتلوهم وكان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد فما رأيته وجد
على أحد ما وجد عليهم باب أمان النساء وجوارهن حدثنا عبد الله
ابن يوسف أخبرنا مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله ان أبا مرة مولى أم
هانئ ابنة أبى طالب أخبره انه سمع أم هانئ ابنة أبى طالب تقول ذهبت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره
فسلمت عليه فقال من هذه فقلت انا أم هانئ بنت أبي طالب فقال مرحبا بأم
هانئ فلما فرغ من غسله قام فصلى ثمان ركعات ملتحفا في ثوب واحد فقلت
يا رسول الله زعم ابن أمي على أنه قاتل رجلا قد اجرته فلان بن هبيرة فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجرنا من اجرت يا أم هانئ قالت أم هانئ وذلك
ضحى باب ذمة المسلمين وجوارهم واحدة يسعى بها أدناهم حدثنا
محمد أخبرنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال خطبنا على فقال
ما عندنا كتاب نقرؤه الا كتاب الله وما في هذه الصحيفة فقال فيها الجراحات
وأسنان الإبل والمدينة حرم ما بين عير إلى كذا فمن أحدث فيها حدثا أو آوى
فيها محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل
ومن تولى غير مواليه فعليه مثل ذلك وذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلما فعليه
مثل ذلك باب إذا قالوا صبأنا ولم يحسنوا أسلمنا * وقال ابن عمر فجعل خالد
يقتل فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبرأ إليك مما صنع خالد وقال عمر إذا قال
مترس فقد آمنه ان الله يعلم الألسنة كلها وقال تكلم لا بأس باب
الموادعة والمصالحة مع المشركين بالمال وغيره واثم من لم يف بالعهد وقوله وان
جنحوا للسلم فاجنح لها حدثنا مسدد بشر هو ابن المفضل حدثنا يحيى عن
بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال انطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود
ابن زيد إلى خيبر وهي يومئذ صلح فتفرقا فأتى محيصة إلى عبد الله بن سهل وهو
67

يتشحط في دم قتيلا فدفنه ثم المدينة فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة
وحويصة ابنا مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذهب عبد الرحمن يتكلم
فقال كبر كبر وهو أحدث القوم فسكت فتكلما فقال أتحلفون وتستحقون
قاتلكم أو صاحبكم قالوا وكيف نحلف ولم نشهد ولم نر قال فتبرئكم يهود بخمسين
فقالوا كيف نأخذ ايمان قوم كفار فعقله النبي صلى الله عليه وسلم من عنده
باب فضل الوفاء بالعهد حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس
عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ان عبد الله بن عباس أخبره ان
أبا سفيان بن حرب أخبره ان هرقل أرسل إليه في ركب من قريش كانوا تجارا
بالشام في المدة التي ماد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان في كفار
قريش باب هل يعفى عن الذمي إذا سحر وقال ابن وهب أخبرني يونس
عن ابن شهاب سئل أعلى من سحر من أهل العهد قتل قال بلغنا ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قد صنع له ذلك فلم يقتل من صنعه وكان من أهل الكتاب
حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا هشام قال حدثني أبي عن عائشة ان
النبي صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يخيل إليه انه صنع شيئا ولم يصنعه
باب ما يحذر من الغدر وقوله تعالى وان يريدوا ان يخدعوك فان
حسبك الله الآية حدثنا الحميدي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الله بن
العلاء بن زبر قال سمعت بسر بن عبيد الله انه سمع أبا إدريس قال سمعت عوف
ابن مالك قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من
ادم فقال أعدد ستا بين يدي الساعة موتى ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ
فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل
ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب الا دخلته ثم هدنة تكون بينكم
وبين بنى الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر
68

ألفا باب كيف ينبذ إلى أهل العهد وقوله واما تخافن من قوم خيانة
فانبذ إليهم على سواء الآية حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرنا
حميد بن عبد الرحمن ان أبا هريرة رضي الله عنه قال بعثني أبو بكر رضي الله عنه
فيمن يؤذن يوم النحر بمنى لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت
عريان ويوم الحج الا كبر يوم النحر وإنما قيل الا كبر من أجل قول الناس
الحج الا صغر فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام فلم يحج عام حجة الوداع
الذي حج فيه النبي صلى الله عليه وسلم مشرك باب اثم من عاهد ثم
غدر وقوله الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهد هم في كل مرة وهم لا يتقون
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير بن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن
مسروق عن عبد الله بن عمر ورضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أربع خلال من كن فيه كان منافقا خالصا من إذا حدث كذب وإذا وعد
أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه
خصلة من النفاق حتى يدعها حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن
الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال ما كتبنا عن النبي
صلى الله عليه وسلم الا القرآن وما في هذه الصحيفة قال النبي صلى الله عليه وسلم
المدينة حرام ما بين عائر إلى كذا فمن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه عدل ولا صرف وذمة المسلمين واحدة
يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل
منه صرف ولا عدل ومن والى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل قال * أبو موسى حدثنا هاشم بن
القاسم حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كيف
أنتم إذا لم تجتبوا دينارا ولا درهما فقيل له وكيف ترى ذلك كائنا يا أبا هريرة
69

قال أي والذي نفس أبي هريرة بيده عن قول الصادق المصدوق قالوا عم ذلك
قال تنتهك ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم فيشد الله عز وجل قلوب
أهل الذمة فيمنعون ما في أيديهم باب حدثنا عبدان أخبرنا أبو حمزة قال
سمعت الأعمش قال سألت أبا وائل شهدت صفين قال نعم فسمعت سهل بن
حنيف يقول اتهموا رأيكم رأيتني يوم أبى جندل ولو أستطيع ان أرد امر النبي
صلى الله عليه وسلم لرددته وما وضعنا آسيا فنا على عواتقنا لامر يفظعنا الا أسهلن
بنا إلى امر نعرفه غير أمرنا هذا حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يحيى بن
آدم حدثنا يزيد بن عبد العزيز عن أبيه حدثنا حبيب بن أبي ثابت قال حدثني
أبو وائل قال كنا بصفين فقام سهل بن حنيف فقال أيها الناس اتهموا أنفسكم
فانا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا فجاء
عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله السنا على الحق وهم على الباطل فقال بلى
فقال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال فعلى ما نعطى الدنية
في ديننا أنرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم فقال ابن الخطاب انى رسول الله ولن
يضيعني الله ابدا فانطلق عمر إلى أبي بكر فقال له مثل ما قال للنبي صلى الله عليه
وسلم فقال إنه رسول الله ولن يضيعه الله ابدا فنزلت سورة الفتح فقرأها
رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر إلى آخرها فقال عمر يا رسول الله أو فتح
هو قال نعم حدثنا قتيبة بن سعيد بن حدثنا حاتم عن هاشم بن عروة عن أبيه عن
أسماء ابنة أبى بكر رضي الله عنهما قالت قدمت على أمي وهي مشركة في عهد
قريش إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومدتهم مع أبيها فاستفتت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان أمي قدمت على وهي راغبة
أفأصلها قال نعم صليها باب المصالحة على ثلاثة أيام أو وقت معلوم
حدثنا أحمد بن عثمان حكيم حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن
70

يوسف بن أبي إسحاق قال حدثني أبي عن أبي إسحاق قال حدثني البراءة رضي الله عنه
ان النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يعتمر أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم
ليدخل مكة فاشتر طوا عليه أن لا يقيم بها الا ثلاث ليال ولا يدخلها الا بجلبان
السلاح ولا يدعو منهم أحدا قال فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب
فكتب هذا ما قاضي عليه محمد رسول الله فقالوا لو علمنا انك رسول الله لم نمنعك
ولبايعناك ولكن اكتب هذا ما قاضي عليه محمد بن عبد الله فقال انا والله محمد
ابن عبد الله وانا والله رسول الله قال وكان لا يكتب قال فقال لعلى امح رسول الله
فقال علي والله لا أمحاه ابدا قال فأرينه قال فأراه إياه فمحاه النبي صلى الله عليه
وسلم بيده فلما دخل ومضى الأيام اتوا عليا فقالوا مر صاحبك فلير تحل فذكر
ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم ثم ارتحل باب الموادعة
من غير وقت وقول النبي صلى الله عليه وسلم أقر كم ما أقركم الله به باب
طرح جيف المشركين في البئر ولا يؤخذ لهم ثمن حدثنا عبدان بن عثمان وقال
أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن عمر وبن ميمون عن عبد الله رضي الله عنه
قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد وحوله ناس من قريش المشركين
إذا جاءه عقبة بن أبي معيط بسلى جزور فقذفه على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم فلم
يرفع رأسه حتى جاءت فاطمة عليها السلام فأخذت من ظهره ودعت على من
صنع ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم عليك الملا من قريش اللهم عليك
أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وعقبة بن أبي معيط وأمية
ابن خلف أو أبي بن خلف فلقد رايتهم قتلوا يوم بدر فألقوا في يوم بدر فألقوا في بئر غير أمية أو أبى فإنه كان رجلا ضخما فلما جروه تقطعت أوصاله قبل أن يلقى في البئر باب
اثم الغادر للبر والفاجر حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن سليمان الا عمش
عن أبي وائل عن عبد الله وعن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
71

لكل غادر لواء يوم القيامة قال أحدهما ينصب وقال الآخر يرى يوم القيامة
يعرف به حدثنا سليمان حرب حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لكل غادر لواء
ينصب لغدرته حدثنا علي بن عبد الله حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد
عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسلم يوم فتح مكة لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفر تم فانفروا وقال
يوم فتح مكة ان هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام
بحرمة الله وانه لم يحل القتال فيه لا حد قبلي ولم يحل لي الا ساعة من نهار فهو
حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط
لقطته الا من عرفها ولا يختلى خلاه فقال العباس يا رسول اله الا الإذخر فإنه
لقينهم ولبيوتهم قال الا الإذخر
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب بدء الخلق
ما جاء في قول الله تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه قال
الربيع بن خثيم والحسن كل عليه هين هين وهين مثل لين ولين وميت وميت
وضيق وضيق أفعيينا أفأعيا علينا حين أنشأكم وأنشأ خلقكم لغوب النصب
أطوارا طورا كذا وطورا كذا عدا طوره أي قدره حدثنا محمد بن كثير
أخبرنا سفيان عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين
رضي الله عنهما قال جاء نفر من بنى تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا بنى
تميم أبشروا قالوا بشرتنا فأعطنا فتغير وجهه فجاءه أهل اليمن فقال يا أهل اليمن
اقبلوا البشرى إذا لم يقبلها بنو تميم قالوا قبلنا فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم
يحدث بدء الخلق والعرض فجاء رجل فقال يا عمران راحلتك تفلتت ليتني لم أقم
72

حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا جامع بن شداد
عن صفوان بن محرز انه حدثه عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال
دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعقلت ناقتي بالباب فأتاه ناس من بنى تميم
فقال اقبلوا البشرى يا بنى تميم قالوا قد بشرتنا فأعطنا مرتين ثم دخل عليه ناس
من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذا لم يقبلها بنو تميم قالوا قبلنا
يا رسول الله قالوا جئناك نسألك عن هذا الامر قال كان الله ولم يكن شئ غيره
وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شئ وخلق السماوات والأرض
فنادى مناد ذهبت ناقتك يا ابن الحصين فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب
فوالله لوددت انى كنت تركتها * وروى عيسى عن رقبة عن قيس بن مسلم عن
طارق بن شهاب قال سمعت عمر رضي الله عنه يقول قام فينا النبي صلى الله عليه
وسلم مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار
منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه حدثنا عبد الله بن أبي شيبة
عن أبي احمد عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أراه يقول الله شتمني ابن آدم وما ينبغي له
ان يشتمني ويكذبني وما ينبغي له اما شتمه فقوله ان لي ولدا واما تكذيبه فقوله
ليس يعيدني كما بدأني حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن
القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش ان
رحمتي غلبت غضبى باب ما جاء في سبع أرضين وقول الله تعالى الله الذي
خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على
كل شئ قدير وان الله قد أحاط بكل شئ علما * والسقف المرفوع السماء سمكها
بناءها الحبك استواؤها وحسنها وأذنت سمعت وأطاعت وألقت أخرجت ما فيها
73

من الموتى وتخلت عنهم طحاها دحاها الساهرة وجه الأرض كان فيها الحيوان
نومهم وسهر هم حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا ابن علية عن علي بن المبارك
حدثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم بن الحرث عن أبي سملة بن عبد
الرحمن وكانت بينه وبين أناس خصومة في ارض فدخل على عائشة فذكر لها
ذلك فقالت يا أبا سلمة اجتنب الأرض فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من طلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين حدثنا بشر بن محمد قال أخبرنا
عبد الله عن موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
من اخذ شيئا من الأرض بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن محمد بن سيرين
عن ابن أبي بكرة عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال الزمان قد استداره كهيئته يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر
شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب
مضر الذي بين جمادى وشعبان حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة
عن هشام عن أبيه عن سعيد بن زيد بن عمر وبن نفيل انه خاصمته اروى في حق
زعمت أنه انتقصه لها إلى مروان فقال سعيد انا انتقص من حقها شيئا
اشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اخذ شبرا من الأرض
ظلما فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين * قال ابن أبي الزناد عن هشام
عن أبيه قال قال لي سعيد بن زيد دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم باب
في النجوم وقال قتادة ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح خلق هذه النجوم لثلاث
جعلها زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها فمن تأول بغير
ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف مالا علم له به * وقال ابن عباس هشيما متغيرا
والأب ما يأكل الانعام والأنام الخلق برزخ حاجب وقال مجاهد ألفافا ملتفة
74

والغلب الملتفة فراشا مهادا كقوله ولكم في الأرض مستقر نكدا قليلا
باب صفة الشمس والقمر بحسبان قال مجاهد كحسبان الرحى وقال
غيره بحساب ومنازل لا يعدوانها حسبان جماعة الحساب مثل شهاب وشهبان
ضحاها ضوؤها ان تدرك القمر لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر ولا ينبغي لهما
ذلك سابق النهار يتطالبان حثيثان نسلخ نخرج أحدهما من الآخر ونجري كل
واحد منهما واهية وهيها تشققها أرجاءها ما لم ينشق منها فهي على حافتيه كقولك
على ارجاء البئر أغطش وجن اظلم وقال الحسن كورت تكور حتى يذهب
ضوؤها والليل وما وسق جمع من دابة اتسق استوى بروجا منازل الشمس
والقمر الحرور بالنهار مع الشمس وقال ابن عباس الحرور بالليل والسموم بالنهار
يقال يو لج يكور وليجة كل شئ أدخلته في شئ حدثنا محمد بن يوسف حدثنا
سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم لا بي ذر حين غربت الشمس تدرى أين تذهب
قلت الله ورسوله اعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن
لها ويوشك ان تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من
حيث جنت فتطلع من مغر بها فذلك قوله تعالى والشمس تجرى لمستقر لها ذلك
تقدير العزيز العليم حدثنا مسدد حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا عبد الله
الدناج قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال الشمس والقمر مكو ران يوم القيامة حدثنا يحيى بن
سليمان قال حدثني ابن وهب قال أخبرني عمر وان عبد الرحمن بن القاسم حدثه
عن أبيه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما انه كان يخبر عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان
من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني مالك
75

عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال
النبي صلى الله عليه وسلم ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت
أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فإذ كروا الله حدثنا يحيى بن بكير حدثنا
الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عروة ان عائشة رضي الله عنها
أخبرته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خسفت الشمس قام فكبر وقرا
قراءة طويلة ثم ركع وركوعا طويلا ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده
وقام كما هو فقرأ قراءة طويلة وهي أدنى من القراءة الا ولى ثم ركع ركوعا
طويلا وهي اذني من الركعة الا ولى ثم سجد سجودا طويلا ثم فعل في الركعة
الآخرة مثل ذلك ثم سلم وقد تجلت الشمس فخطب الناس فقال في كسوف
الشمس والقمر انهما آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته
فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن
إسماعيل قال حدثني قيس عن أبي مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان
من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا باب ما جاء في قوله تعالى وهو الذي
يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته قاصفا تقصف كل شئ لواقح ملاقح ملقحة
اعصار ريح عاصف تهب من الأرض إلى المساء كعمود فيه نار صرد برد نشرا
متفرقة حدثنا آدم حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس
رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نصرت بالصبا وأهلكت عاد
بالدبور حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا ابن جريج عن عطاء عن عائشة
رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة في السماء
اقبل وأدبر ودخل وخرج وتغير وجهه فإذا أمطرت السماء سرى عنه فعرفته
عائشة ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما أدرى لعله كما قال قوم فلما رأوه
76

عارضا مستقبل أو ديتهم الآية باب ذكر الملائكة صلوات الله عليهم
وقال أنس قال عبد الله بن سلام للنبي صلى الله عليه وسلم ان جبريل عليه السلام
عدو اليهود من الملائكة وقال ابن عباس لنحن الصافون الملائكة حدثنا
هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا
سعيد وهشام قالا حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة
رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم بينا انا عند البيت بين النائم
واليقظان وذكر يعنى رجلا بين الرجلين فاتيت بطست من ذهب ملئ حكمة
وايمانا فشق من النحر إلى مراق البطن ثم غسل البطن بماء زمزم ثم ملئ حكمة
وايمانا واتيت بدابة ابيض دون البغل وفوق الحمار البراق فانطلقت مع جبريل
حتى اتينا السماء الدنيا قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قيل محمد قيل
وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به ولنعم المجئ جاء فأتيت على آدم فسلمت
عليه فقال مرحبا بك من ابن وبنى فأتينا السماء الثانية قيل من هذا قال جبريل
قيل من معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قيل أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به
ولنعم المجئ جاء فأتيت على عيسى ويحيى فقالا مرحبا بك من أخ ونبي فأتينا السماء
الثالثة قيل من هذا قيل جبريل قيل من معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه
قال نعم قيل مرحبا به ولنعم المجئ جاء فأتيت يوسف فسلمت عليه قال مرحبا بك
من اخر وبنى فأتينا السماء الرابعة قيل من هذا قيل جبريل قيل من معك قيل
محمد صلى الله عليه وسلم قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به ولنعم المجئ
جاء فأتيت على إدريس فسلمت عليه فقال مرحبا بك من أخ ونبي فاتينا السماء
الخامسة قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قيل محمد قيل وقد أرسل إليه
قال نعم قيل مرحبا به ولنعم المجئ جاء فأتينا على هارون فسلمت عليه فقال مرحبا بك
من أخ وبنى فأتينا على السماء السادسة قيل من هذا قيل جبريل قيل من معك
77

قيل محمد صلى الله عليه وسلم قيل وقد أرسل إليه مرحبا به ولنعم المجئ جاء فأتيت
على موسى فسلمت فقال مرحبا بك من أخ وبنى فلما جاوزت بكى فقيل ما أبكاك
قال يا رب هذا الغلام الذي بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخل
من أمتي فاتينا السماء السابعة قيل من هذا قيل جبريل قيل من معك قيل محمد قيل
وقد أرسل إليه مرحبا به ونعم المجئ جاء فأتيت على إبراهيم فسلمت فقال مرحبا
بك من ابن ونبي فرفع لي البيت المعمور فسألت جبريل فقال هذا البيت المعمور
يصلى فيه كل يوم سبعون الف ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم
ورفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها كأنه قلال هجر وورقها كأنه آذان الفيول
في أصلها أربعة أنهار نهران باطنا ونهران ظاهران فسألت جبريل فقال اما
الباطنان ففي الجنة واما الظاهر أن النيل والفرات ثم فرضت على خمسون صلاة
فأقبلت حتى جئت موسى فقال ما صنعت قلت فرضت على خمسون صلاة قال انا
اعلم بالناس منك عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وان أمتك لا تطيق فارجع
إلى ربك فسله فرجعت فسألته فجعلها أربعين ثم مثله ثم ثلاثين ثم مثله فجعل
عشرين ثم مثله فجعل عشرا فأتيت موسى فقال مثله فجعلها خمسا فأتيت موسى
فقال ما صنعت قلت جعلها خمسا فقال مثله قلت فسلمت فنودي انى قد أمضيت
فريضتي وخففت عن عبادي وأجزي الحسنة عشرا * وقال همام عن قتادة عن
الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في البيت
المعمور حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن زيد
ابن وهب قال عبد الله حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق
المصدوق قال إن أحدكم يجمع خلقة في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة
مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع كلمات
ويقال له اكتب عمله ورزقه واجله وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح فان
78

الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة الا ذراع فيسبق عليه كتابه
فيعمل بعمل أهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار الا ذراع فيسبق عليه
الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة حدثنا محمد بن سلام أخبرنا مخلد أخبرنا ابن
جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن نافع قال قال أبو هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم وتابعه أبو عاصم عن ابن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن نافع
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أحب الله العبد نادى جبريل
ان الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل فينادى جبريل في أهل المساء ان الله
يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القول في الأرض حدثنا
محمد حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا الليث حدثنا ابن أبي جعفر عن محمد عبد الرحمن
عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها
قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الملائكة تنزل في العنان
وهو السحاب فتذكر الامر قضى في السماء فتسترق الشياطين السمع فتسمعه
فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم حدثنا احمد
ابن يونس حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن أبي سلمة والأغر عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الجمعة كان
على كل باب من أبواب المسجد الملائكة يكتبون الأول فالأول فإذا جلس
الامام طووا الصحف وجاؤا يستمعون الذكر حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
سفيان حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب قال مر عمر في المسجد وحسان
ينشد فقال كنت انشد فيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة
فقال أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أجب عنى اللهم
أيده بروح القدس قال نعم حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عدى بن
ثابت عن البراء رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان اهجهم
79

أو هاجهم وجبريل معك حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جرير ح وحدثنا
اسحق أخبرنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت حميد بن هلال عن أنس
ابن مالك رضي الله عنه قال كأني انظر إلى غبار ساطع في سكة بنى غنم زاد
موسى موكب جبريل حدثنا فروة حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عرة
عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ان الحرث بن هشام سال النبي صلى الله عليه وسلم
كيف يأتيك الوحي قال كل ذاك يأتي الملك أحيانا في مثل صلصلة الجرس فيفصم
عنى وقد وعيت ما قال وهو أشده على ويتمثل لي الملك أحيانا رجلا فيكلمني
فأعي ما يقول حدثنا آدم حدثنا شيبان حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي
سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة أي فل هلم فقال أبو بكر ذاك
الذي لا توى عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم أرجو أن تكون منهم حدثنا
عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة
رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها يا عائشة هذا جبريل يقرأ
عليك السلام فقالت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى مالا أرى تريد النبي
صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو نعيم حدثنا عمر بن ذرح قال حدثني يحيى
ابن جعفر حدثنا وكيع عن عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل الا تزورنا
أكثر مما تزورنا قال فنزلت وما نتنزل الا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا
الآية حدثنا إسماعيل قال حدثني سليمان عن يونس عن ابن شهاب عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس رضي الله عنهما ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أقرأني جبريل على حرف فلم أزل أستزيده
حتى انتهى إلى سبعة أحرف حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا
80

يونس عن الزهري قال حدثني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون
في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه
القرآن فل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح
المرسلة * وعن عبد الله قال حدثنا معمر بهذا الاسناد * نحوه وروى أبو
هريرة وفاطمة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ان جبريل كان
يعارضه القرآن حدثنا قتيبة حدثنا ليث عن ابن شهاب ان عمر بن عبد
العزيز اخر العصر شيئا فقال له عروة اما ان جبريل قد نزل فصل امام رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال عمر اعلم ما تقول يا عروة قال سمعت بشير بن أبي مسعود يقول سمعت أبا مسعود يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نزل
جبريل فأمنى فصليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت
معه يحسب بأصابعه خمس صلوات حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدى
عن شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن وهب عن أبي ذر رضي الله عنه قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا
دخل الجنة أو لم يدخل النار قال وان زنى وان سرق قال وان حدثنا أبو
اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الملائكة يتعاقبون ملائكة بالليل وملائكة
بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر والعصر ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم
وهو أعلم فيقول كيف تركتم فيقولون تركنا هم يصلون وآيتاهم يصلون
باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في المساء آمين فوافقت إحداهما
الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه حدثنا محمد أخبرنا مخلد أخبرنا ابن جريج
عن إسماعيل بن أمية ان نافعا حدثه ان القاسم بن محمد حدثه عن عائشة رضى الله
81

عنها قالت حشوت النبي صلى الله عليه وسلم وسادة فيها تماثيل كأنها نمرقة فجاء
فقام بين البابين وجعل يتغير وجهه فقلت ما لنا يا رسول الله قال ما بال هذه
الوسادة قالت وسادة جعلتها لك لتضطجع عليها قال اما علمت أن الملائكة لا تدخل
بيتا فيه صورة وان من صنع الصورة يعذب يوم القيامة يقول أحيوا ما خلقتم
حدثنا ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن
عبد الله انه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول سمعت أبا طلحة يقول سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا
صورة تماثيل حدثنا احمد حدثنا ابن وهب أخبرنا عمر وان بكير بن الا شبح
حدثه ان بسر بن سعيد حدثه ان زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه حدثه ومع
بسر بن سعيد عبيد الله الخولاني الذي كان في حجر ميمونة رضي الله عنها زوج
النبي صلى الله عليه وسلم حدثهما زيد بن خالد ان أبا طلحة حدثه ان النبي صلى الله
عليه وسلم قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة قال بسر فمرض زيد بن خالد
فعدناه فإذا نحن في بيته بستر فيه تصاوير فقلت لعبيد الله الخولاني ألم يحدثنا
في التصاوير فقال أنه قال الأرقم في ثوب الا سمعته قلت لا قال بلى قد ذكره
حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال حدثني عمرو عن سالم عن
أبيه قال وعد النبي صلى الله عليه وسلم جبريل فقال انا لا ندخل بيتا فيه صورة
ولا كلب حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن سمى عن أبي صالح عن أبي
هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الامام سمع الله
لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له
ما تقدم من ذنبه حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح حدثنا أبي
عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه
82

والملائكة تقول اللهم اغفر له وارحمه ما لم يقم من صلاته أو يحدث حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن أبيه
قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك قال سفيان
في قراءة عبد الله ونادوا يا مال حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا ابن وهب
قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثني عروة ان عائشة رضي الله عنها
زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته انها قالت النبي صلى الله عليه وسلم هل أتى
عليك يوم كان أشد من يوم أحد قال لقد لقيت من قومك ما لقيت وكان أشد
ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم
يجبني إلى ما أردت فانطلقت وانا مهموم على وجهي فلم استفق الا وانا بقرن
الثعالب فرفعت رأسي فإذا انا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني
فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك
الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم على ثم قال يا محمد فقال
ذلك فيما شئت ان أطبق عليهم الأخشبين فقال النبي صلى الله عليه وسلم
بل ارجوان يخرج الله من أصلا بهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا حدثنا
قتيبة حدثنا أبو عوانة حدثنا أبو إسحاق الشيباني قال سألت زربن حبيش
عن قول الله تعالى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى قال حدثنا
ابن مسعود انه رأى جبريل له ستماءة جناح حدثنا حفص بن عمر حدثنا
شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه لقد رأى
من آيات ربه الكبرى قال رأى رفرفا أخضر سد أفق السماء حدثنا محمد بن
عبد الله بن إسماعيل حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن ابن عون أنبأنا القاسم
عن عائشة رضي الله عنها قالت من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم ولكن
قد رأى جبريل في صورته وخلقه سادا ما بين الأفق حدثني محمد بن يوسف
83

حدثنا أبو أسامة حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن ابن الأشوع عن الشعبي عن
مسروق قالت قلت لعائشة رضي الله عنها فأين قوله ثم دنا فتدلى فكان قاب
قوسين أو أدنى قالت ذاك جبريل كان يأتيه في صورة الرجل وانه اتاه هذه
المرة في صورته التي هي صورته فسد الأفق حدثنا موسى حدثنا جرير
حدثنا أبو رجاء عن سمرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت الليلة رجلين
أتياني قالا الذي يوقد النار مالك خازن النار وانا جبريل وهذا ميكائل حدثنا
مسدد حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت
فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح * تابعه شعبة وأبو حمزة وابن
داود وأبو معاوية عن الأعمش حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا الليث
حدثني عقيل عن ابن شهاب قال سمعت أبا سلمة قال أخبرني جابر بن عبد الله
رضي الله عنهما انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ثم فتر عني الوحي فترة
فبينا انا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصرى قبل السماء فإذا الملك
الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه حتى هويت
إلى الأرض فجئت أهلي فقلت زملوني زملوني فأنزل الله تعالى يا أيها المدثر إلى
قوله والرجز فاهجر * قال أبو سلمة والرجز الأوثان حدثنا محمد بن بشار قال
حدثنا غندر حدثنا شعبة عن قتادة وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا
سعيد عن قتادة عن أبي العالية حدثنا ابن عم نبيكم يعنى ابن عباس رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت ليلة أسرى بي موسى رجلا آدم طوالا
جعدا كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى رجلا مربوعا مربوع الخلق إلى
الحمرة والبياض سبط الرأس ورأيت مالكا خازن النار والدجال في آيات أراهن
الله إياه فلا تكن في مرية من لقائه * قال أنس وأبو بكرة عن النبي صلى الله عليه
84

وسلم تحرس الملائكة المدينة من الدجال باب ما جاء في صفة الجنة
وانها مخلوقة * قال أبو العالية مطهرة من الحيض والبول والبزاق كلما رزقوا
اتوا بشئ ثم اتوا بآخر قالوا هذا الذي رزقنا من قبل اتينا من قبل واتوا به متشابها
يشبه بعضه بعضا ويختلف في الطعوم قطوفها يقطفون كيف شاؤوا دانية قريبة
الأرائك السرر وقال الحسن النضرة في الوجوه والسرور في القلب وقال مجاهد
سلسبيلا حديدة الجرية غول وجع البطن ينزفون لا تذهب عقولهم وقال ابن
عباس دهاقا ممتلئا كواعب نواهد الرحيق الخمر التسنيم يعلو شراب أهل الجنة
ختامه طينه مسك نضاختان فياضتان يقال موضونة منسوجة منه وضين الناقة
والكوب مالا اذن له ولا عروة والأباريق ذوات الآذان والعرا عربا مثقلة
واحدها عروب مثل صبور وصبر يسميها أهل مكة العربة وأهل المدينة الغنجة
وأهل العراق الشكلة وقال مجاهد روح جنة ورخاء والريحان الرزق والمنضود
الموز والمخضود هو الموقر حملا ويقال أيضا لا شوك له والعرب المحببات إلى
أزواجهن ويقال مسكوب جار وفرش مرفوعة بعضها فوق بعض لغوا باطلا
تأثيما كذبا أفنان أغصان وجنى الجنتين دان ما يجتني قريب مدها متان سوداوان
من الري حدثنا أحمد بن يونس حدثنا الليث بن سعد عن نافع عن عبد الله
ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مات أحدكم
فإنه يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي فإن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة
وإن كان من أهل النار فمن أهل النار حدثنا أبو الوليد حدثنا سلم بن زرير
حدثنا أبو رجاء عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اطلعت
في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها
النساء حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب
قال أخبرني سعيد بن المسيب ان أبا هريرة رضي الله عنه قال بينا نحن عند
85

رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال بيننا انا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة
تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر فقالوا لعمر بن الخطاب فذكرت
غيرته فوليت مدبرا فبكى عمر وقال أعليك أغار يا رسول الله حدثنا حجاج
ابن منهال حدثنا همام قال أسمعت أبا عمران الجوني يحدث عن أبي بكر بن عبد الله بن
قيس الأشعري عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيمة درة مجوفة
طولها في السماء ثلاثون ميلا في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون
قال أبو عبد الصمد والحرث بن عبيد عن أبي عمران ستون مثلا حدثنا الحميدي
حدثنا سفيان أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت
ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فاقرؤا ان شئتم فلا تعلم نفس ما اخفى لهم
من قرة أعين حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام بن
منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول
زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يمتخطون
ولا يتغوطون آنيتهم فيها الذهب أمشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم
الألوة ورشحهم المسك ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء
اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم قلت واحد يسبحون الله
بكرة وعشيا حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أول زمرة
تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين على اثرهم كأشد كوكب
إضاءة قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض لكل امرئ
منهم زوجتان كل واحدة منهما يرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن يسبحون
الله بكرة وعشيا لا يسقمون ولا يمتخطون ولا يبصقون آنيتهم الذهب والفضة
86

وأمشاطهم الذهب وقود مجامرهم الألوة * قال أبو اليمان يعنى العود ورشحهم
المسك وقال مجاهد الابكار أول الفجر والعشي ميل الشمس ان تراه تغرب
حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا فضيل بن سليمان عن أبي حازم عن سهل
ابن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليدخلن من أمتي سبعون
ألفا أو سبعمائة الف لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم وجوههم على صورة
القمر ليلة البدر حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا يونس بن محمد حدثنا
شيبان عن قتادة قال حدثنا أنس رضي الله عنه قال أهدى النبي صلى الله عليه
وسلم جبة سندس وكان ينهى عن الحرير فعجب الناس منها فقال والذي نفس
محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا حدثنا مسدد حدثنا
يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني أبو إسحاق قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما
قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب من حرير فجعلوا يعجبون
من حسنه ولينه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمناديل سعد بن معاذ
في الجنة الضل من هذا حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أبي حازم
عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موضع سوط
في الجنة خير من الدنيا وما فيها حدثنا روح بن عبد المؤمن حدثنا يزيد بن
زريع حدثنا سعيد عن قتادة حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام
لا يقطعها حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح بن سليمان حدثنا هلال بن علي
عن عبد الرحمن بن عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة واقرؤا ان شئتم
وظل ممدود ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح حدثنا أبي عن هلال عن
87

عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين على آثارهم
كأحسن كوكب درى في السماء إضاءة قلوبهم على قلب رجل واحد لا تباغض
بينهم ولا تحاسد لكل امرئ زوجتان من الحور العين يرى مخ سوقهن
من وراء العظم واللحم حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال عدى بن
ثابت أخبرني قال سمعت البراء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لما مات إبراهيم قال إن له مرضعا في الجنة حدثنا عبد العزيز بن عبد الله
قال حدثني مالك بن أنس عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أهل الجنة يتراءيون
أهل الغرف من فوقهم كما يتراءيون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق
أو المغرب لتفاضل ما بينهم قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم
قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين باب
صفة أبواب الجنة * وقال النبي صلى الله عليه وسلم من أنفق زوجين دعى من باب
الجنة * فيه عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا سعيد بن أبي مريم
حدثنا محمد بن مطرف قال حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الجنة ثمانية أبواب فيها باب يسمى الريان
لا يدخله الا الصائمون باب صفة النار وانها مخلوقة * غساقا يقال
غسقت عينه ويغسق الجرح وكأن الغساق والغسق واحد غسلين كل شئ غسلته
فخرج منه شئ فهو غسلين فعلين من الغسل من الجرح والدبر وقال عكرمة
حصب جهنم حطب بالحبشية وقال غيره حاصبا الريح العاصف والحاصب
ما ترمى به الريح ومنه حصب جهنم يرمى به في جهنم هم حصبها ويقال حصب
في الأرض ذهب والحصب مشتق من الحصباء صديد قيح ودم خبت طفئت
88

تورون تستخرجون أوريت أوقدت للمقوين للمسافرين والقى القفر وقال ابن
عباس صراط الجحيم سواء الجحيم ووسط الجحيم لشوبا من حميم يخلط طعامهم
ويساط بالحميم زفير وشهيق صوت شديد وصوت ضعيف وردا عطاشا غيا
خسرانا وقال مجاهد يسجرون توقد بهم النار ونحاس الصفر يصب على رؤوسهم
يقال ذوقوا باشروا وجربوا وليس هذا من ذوق الفهم مارج خالص من النار
مرج الأمير رعيته إذا خلاهم يعدو بعضهم على بعض مريج ملتبس مرج
أمر الناس اختلط مرج البحرين مرجت دابتك تركتها حدثنا أبو الوليد
حدثنا شعبة عن مهاجر أبى الحسن قال سمعت زيد بن وهب يقول سمعت أبا
ذر رضي الله عنه يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فقال أبرد
ثم قال أبرد حتى فاء الفئ يعنى للتلول ثم قال أبردوا بالصلاة فان شدة الحر من
فيح جهنم حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن ذكوان
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أبردوا
بالصلاة فان شدة الحر من فيح جهنم حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن
الزهري قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكت النار إلى ربها فقالت رب
اكل بعضي بعضا فاذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد
ما تجدون في الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا
أبو عامر هو العقدي حدثنا همام عن أبي جمرة الضبعي قال كنت أجالس ابن
عباس بمكة فأخذتني الحمى فقال أبردها عنك بماء زمزم فان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال الحمى من فيح جنهم فأبردوها بالماء أو قال بماء زمزم شك همام
حدثني عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبيه عن عباية بن
رفاعة قال أخبرني رافع ابن خديج قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الحمى
89

من فور جهنم فأبردوها عنكم بالماء حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا زهير
حدثنا هشام عن عروة عن عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم قال
الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء حدثنا مسدد عن يحيى عن عبيد الله قال
حدثني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحمى من
فيح جهنم فأبردوها بالماء حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني مالك عن أبي
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسلم قال ناركم جزء من سبعين جزأ من نار جهنم قيل يا رسول الله ان كانت
لكافية قال فضلت عليهن بتسعة وستين جزأ كلهن مثل حرها حدثنا قتيبة
ابن سعيد حدثنا سفيان عن عمر وسمع عطاء يخبر عن صلوان بن يعلى عن أبيه انه
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك حدثنا على حدثنا
سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال قيل لأسامة لو اتيت فلانا فكلمته قال إنكم
لترون انى لا أكلمه الا أسمعكم انى أكلمه في السر دون ان افتح بابا لا أكون
أول من فتحه ولا أقول لرجل إن كان على أميرا انه خير الناس بعد شئ سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ومال سمعته يقول قال سمعته يقول يجاء
بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار
برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون أي فلان ما شأنك أليس كنت تأمر
بالمعروف وتنهى عن المنكر قال كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وانها كم
عن المنكر وآتيه * رواه غندر عن شعبة عن الا عمش باب صفة إبليس
وجنوده وقال مجاهد يقذفون يرمون دحورا مطرودين واصب دائم وقال
ابن عباس دحورا مطرودا يقال مريدا متمردا بتكه قطعه واستفزز استخف
بخيلك الفرسان والرجل الرجالة واحدا راجل مثل صاحب وصحب وتاجر
وتجر لاحتنكن لأستأصلن قرين شيطان حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا
90

عيسى عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت سحر النبي صلى الله عليه وسلم وقال
الليث كتب إلى هشام انه سمعه ووعاه عن أبيه عن عائشة قالت سحر النبي
صلى الله عليه وسلم حتى كان يخيل اليه انه يفعل الشئ وما يفعله حتى كان ذات
يوم دعا ودعا ثم قال أشعرت ان الله أفتاني فيما فيه شفائي اتاني رجلان فقعد
أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر ما وجع الرجل قال
مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم قال فيما ذا قال في مشط ومشاقة
وجف طلعة ذكر قال فأين هو قال في بئر ذروان فخرج إليها النبي صلى الله عليه و
سلم ثم رجع فقال لعائشة حين رجع نخلها كأنها روس الشياطين فقلت
استخرجته فقال لا اما انا فقد شفاني الله وخشيت ان يثير ذلك على الناس شرا
ثم دفنت البئر حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني أخي عن سليمان بن
بلال عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا
هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فان
استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فان توضأ انحلت عقدة فان صلى انحلت عقده
كلها فأصبح نشيطا طيب النفس والا أصبح خبيث النفس كسلان حدثنا
عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه
قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال ذاك
رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال في اذنه حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
همام عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اما ان أحدكم إذا أتى أهله وقال بسم الله اللهم
جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فر زقا ولدا لم يضره الشيطان حدثنا
محمد أخبرنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
91

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى
تبرز وإذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تغيب ولا تحينوا بصلاتكم
طلوع الشمس ولا غروبها فإنها تطلع بين قرني شيطان أو الشيطان لا أدرى
أي ذلك قال هشام حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا يونس عن
حميد بن هلال عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا
مربين يدي أحدكم شئ وهو يصل فليمنعه فاز أبى فليمنعه فان أبى فليقاتله
فإنما هو شيطان * وقال عثمان بن الهيثم حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة
رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية
الكرسي لن يزال من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال النبي صلى الله
عليه وسلم صدقك وهو كذوب ذاك شيطان حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث
عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير قال أبو هريرة رضي الله عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق
كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال حدثني
ابن أبي انس مولى التيميين ان أباه حدثه انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت
أبواب جهنم وسلسلت الشياطين حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا
عمر وقال أخبرني سعيد بن جبير قال قلت لا بن عباس فقال حدثنا أبي بن كعب
انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن موسى قال لفتاه آتنا غداءنا قال
أرأيت إذا وينا إلى الصخرة فانى نسيت الحوت وما انسانية الا الشيطان ان اذكره
92

ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي امر الله به حدثنا عبد الله بن
مسلمة عن مالك عن عبد الله بن دينار عن مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم يشير إلى المشرق فقال ها ان الفتنة ههنا ان الفتنة
ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا محمد بن
عبد الله الأنصاري حدثنا ابن جريج قال أخبرني عطاء عن جابر رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا استجنح الليل أو كان جنح الليل فكفوا صبيانكم
فان الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم وأغلق بابك
واذكر اسم الله واطفئ مصباحك واذكر اسم الله وأوك سقاءك واذكر اسم الله
وخمر اناءك وإذ كر اسم الله ولو تعرض عليه شيئا حدثنا محمود بن غيلان
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن صفية ابنة
حيى قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته
ثم قمت فانقلبت فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان
من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم
على رسلكما انها صفية بنت حيى فقالا سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان
يجرى من الانسان مجرى الدم وانى خشيت ان يقذف في قلوبكما سوأ أو قال
شيئا حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن عدى بن ثابت عن سليمان بن
صرد قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان فأحدهما
احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال النبي صلى الله عليه وسلم انى لا علم كلمة
لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد فقالوا
له ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعوذ بالله من الشيطان فقال وهل بن جنون
حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كريب
عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال
93

اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني فإن كان بينهما ولد لم يضره
الشيطان ولم يسلط عليه قال وحدثنا الأعمش عن سالم عن كريب عن ابن
عباس مثله حدثنا محمود حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه صلى صلاة فقال إن
الشيطان عرض لي فشد على يقطع الصلاة على فأمكنني الله منه * فذكره
حدثنا محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا نودي بالصلاة
أدبر الشيطان وله ضراط فإذا قضى اقبل فإذا ثوب بها أدبر فإذا قضى اقبل
حتى يخطر بين الانسان وقلبه فيقول اذكر كذا وكذا حتى لا يدرى أثلاثا
صلى أم أربعا فإذا لم يدر ثلاثا صلى أو أربعا سجد سجدتي السهو حدثنا أبو
اليمان أخبرنا شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين
يولد غير عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب حدثنا مالك بن إسماعيل
حدثنا إسرائيل عن المغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال قدمت الشام قالوا أبو
الدرداء قال أفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن مغيرة وقال الذي أجاره الله على لسان
نبيه صلى الله عليه وسلم يعنى عمارا * قال وقال الليث حدثني خالد بن يزيد عن
سعيد بن أبي هلال ان أبا الأسود أخبره عروة عن عائشة رضي الله عنها عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال الملائكة تتحدث في العنان والعنان الغمام بالأمر
يكون في الأرض فتسمع الشياطين الكلمة فتقرها في اذن الكاهن كما تقر
القارورة فيزيدون معها مائة كذبة حدثنا عاصم بن علي حدثنا ابن أبي ذئب
عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه
94

وسلم قال التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فان أحدكم
إذا قال ها ضحك الشيطان حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا أبو أسامة قال هشام
أخبرنا عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت لما كان يوم أحد هرم المشركون
فصاح إبليس أي عباد الله أخراكم فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم
فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان فقال أي عباد الله أبى أبى فوالله ما احتجزوا حتى
قتلوه فقال حذيفة غفر الله لكم قال عروة فما زالت في حذيفة منه بقية خير
حتى لحق بالله حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبوا الأحوص عن أشعث عن أبيه
عن مسروق قال قالت عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن
التفات الر جل في الصلاة فقال هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة أحدكم
حدثنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير عن عبد الله
ابن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثني سليمان بن عبد الرحمن
حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني عبد الله بن أبي
قتادة عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة من الله والحلم من
الشيطان فإذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره وليتعوذ بالله من شرها
فإنها لا تضره حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمى مولى أبى بكر
عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ
قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت
عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسى ولم يأت أحد
بأفضل مما جاء به الا أحد عمل أكثر من ذلك حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني عبد الحميد
ابن عبد الرحمن بن زيد ان محمد بن سعد بن أبي وقاص أخبره ان أباه سعد بن أبي
95

وقاص قال استأذن عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نساه من قريش
يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن عم قمن يبتدرن الحجاب فأذن له
رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك فقال
عمر أضحك الله سنك يا رسول الله قال عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن
صوتك ابتدرن الحجاب قال عمر فأنت يا رسول الله كنت أحق ان يهبن ثم قال
أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلن نعم
أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا لا سلك فجا غير فجك
حدثنا إبراهيم بن حمزة قال حدثني ابن أبي حازم عن يزيد عن محمد بن إبراهيم
عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إذا استيقظ أراه أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فان الشيطان يبيت
على خيشومه باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم لقوله يا معشر الجن والإنس
ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي إلى قوله عما يعملون بخسا
نقصا قال مجاهد وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا قال كفار قريش الملائكة بنات الله
وأمهاتهم بنات سروات الجن قال الله ولقد علمت الجنة انهم لمحضرون ستحضر
للحساب جند محضرون عند الحساب حدثنا قتيبة عن مالك عن عبد الرحمن
ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري عن أبيه انه أخبره ان
أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال له انى أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت
في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى
صوت المؤذن جن ولا انس ولا شئ الا شهد له يوم القيامة قال أبو سعيد سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وسلم باب قوله عزو جل وإذ صرفنا إليك
نفرا من الجن إلى قوله أولئك في ضلال مبين مصرفا معدلا صرفنا أي وجهنا
96

باب قوله تعالى وبث فيها من كل دابة * قال ابن عباس الثعبان الحية الذكر
منها يقال الحيات أجناس الجان والأفاعي والأساود آخذ بناصيتها في ملكه
وسلطانه يقال صافات بسط أجنحتهن يقبض يضربن بأجنحتهن حدثنا عبد الله
ابن محمد حدثنا هشام بن يوسف حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر
رضي الله عنهما انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يقول اقتلوا
الحيات واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويستسقطان الحبل
قال عبد الله فبينا انا أطارد حية لا قتلها فناداني أبو لبابة لا تقتلها فقلت ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد امر بقتل الحيات قال إنه نهى بعد ذلك عن
ذوات البيوت وهي العوامر وقال عبد الرزاق عن معمر فرآني أبو لبابة أو زيد
ابن الخطاب وتابعه يونس وابن عيينة واسحق الكلبي والزبيدي وقال صالح
وابن أبي حفصة وابن مجمع عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رآني أبو لبابة
وزيد بن الخطاب باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال حدثنا
إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن
ابن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال
ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل
والفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن
إسماعيل قال حدثني قيس عن عقبة بن عمر وأبى مسعود قال أشار رسول الله
صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال الايمان يمان ههنا الا ان القسوة وغلظ
القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة
97

ومضر حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة
رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله
من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه
رأى شيطانا حدثنا إسحاق أخبرنا روح قال أخبرنا ابن جريج قال أخبرني
عطاء سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فان الشياطين تنتشر حينئذ
فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فان
الشيطان لا يفتح بابا مغلقا * قال وأخبرني عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله
نحو ما أخبرني عطاء ولم يذكر واذكروا اسم الله حدثنا موسى بن إسماعيل
حدثنا وهيب نعن خالد عن محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدرى ما فعلت وانى لا أراها
الا الفأر إذا وضع لها البان الإبل لم تشرب وإذا وضع لها البان الشاء شربت
فحدثت كعبا فقال أنت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقوله قلت نعم قال لي
مرارا فقلت أفأقرأ التوراة حدثنا سعيد بن عفير عن ابن وهب قال حدثني
يونس عن ابن شهاب عن عروة يحدث عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله
عليه وسلم قال للوزغ الفويسق ولم اسمعه امر بقتله وزعم سعد بن أبي
وقاص ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بقتله حدثنا صدقة بن الفضل
أخبرنا ابن عيينة حدثنا عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن سعيد بن المسيب ان
أم شريك أخبرته ان النبي صلى الله عليه وسلم امرها بقتل الأوزاغ حدثنا
عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم اقتلوا ذا الطفيتين فإنه يطمس البصر
ويصيب الحبل * تابعه حماد بن سلمة أخبرنا أسامة حدثنا مسدد حدثنا يحيى
98

عن هشام قال حدثني أبي عن عائشة قالت امر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الأبتر
وقال إنه يصيب البصر ويذهب الحبل حدثني عمر وبن على حدثنا ابن أبي
عدى عن أبي يونس القشيري عن ابن أبي مليكة ان ابن عمر كان يقتل الحيات
ثم نهى قال إن النبي صلى الله عليه وسلم هدم حائطا له فوجد فيه سلخ حية
فقال انظروا أين هو فنظروا فقال اقتلوه فكنت اقتلها لذلك فلقيت أبا لبابة
فأخبرني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقتلوا الجنان الا كل أبتر ذي طفيتين
فإنه يسقط الولد ويذهب البصر فاقتلوه حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا
جرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر انه كان يقتل الحيات فحدثه أبو لبابة ان
النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل جنان البيوت فأمسك عنها باب
إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه فان في أحد جناحيه داء وفي الآخر
شفاء وخمس من الدواب فواسق يقتلن في الحرم حدثنا مسدد حدثنا يزيد
ابن زريع حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال خمس فواسق يقتلن في الحرم الفأرة والعقرب
والحديا والغراب والكلب العقور حدثنا عبد الله بن مسلمة أخبرنا مالك
عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال خمس من الدواب من قتلهن وهو محرم فلا جناح عليه العقرب
والفأرة والكلب العقور والغراب والحدأة حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد
عن كثير عن عطاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما رفعه قال خمروا الآنية
وأوكوا الأسقية وأجيفوا الأبواب واكفتوا صبيانكم عند العشاء فان للجن
انتشارا وخطفة واطفئوا المصابيح عند الرقاد فان الفويسقة ربما اجترت الفتيلة
فأحرقت أهل البيت * قال ابن جريج وحبيب عن عطاء فان الشيطان حدثنا
عبدة بن عبد الله أخبرنا يحيى بن آدم عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة
99

عن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار فنزلت والمرسلات
عرفا فانا لنتلقاها من فيه إذ خرجت حية من حجرها فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا
فدخلت حجرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيت شركم كما وقيتم
شرها * وعن إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مثله قال
وانا لنتلقاها من فيه رطبة * وتابعة أبو عوانة عن مغيرة وقال حفص وأبو
معاوية وسليمان بن قرم عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله حدثنا
نصر بن علي أخبرنا عبد الأعلى حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال دخلت امرأة النار في هرة ربطتها
فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض * قال وحدثنا عبيد الله
عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
مثله حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نزل نبي من
الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ثم امر ببيتها
فأحرق بالنار فأوحى الله إليه فهلا نملة واحدة باب إذا وقع الذباب
في شراب أحدكم فليغمسه فان في احدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء حدثنا
خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال حدثني عتبة بن مسلم قال أخبرني عبيد الله
ابن حنين قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم
إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فان في احدى جناحيه داء
والأخرى شفاء حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا إسحاق الأزرق حدثنا
عوف عن الحسن وابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركى يلهث
قال كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأو ثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغفر لها
100

بذلك حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حفظته من الزهري كما انك
ههنا أخبرني عبيد الله عن ابن عباس عن أبي طلحة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة حدثنا عبد الله
ابن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم امر بقتل الكلاب حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام
عن يحيى حدثني أبو سلمة ان أبا هريرة رضي الله عنه حدثه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من امسك كلبا ينقص من عمله كل يوم قيراط الا كلب حرث
أو ماشية حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا سليمان أخبرني يزيد بن خصيفة قال
أخبرني السائب بن يزيد سمع سفيان بن أبي زهير الشني انه سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول من اقتنى كلبا لا يغنى عنه زرعا ولا ضرعا نقص من عمله
كل يوم قيراط فقال السائب أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أي ورب هذه القبلة باب خلق آدم وذريته صلصال طين خلط برمل
فصلصل كما يصلصل الفخار ويقال منتن يريدون به صل كما يقال صر الباب وصر صر
عند الاغلاق مثل كبكبته يعنى كببته فمرت به استمر بها الحمل فأتمته أن لا تسجد
ان تسجد باب قول الله تعالى وإذ قال ربك للملائكة ان جاعل في الأرض
خليفة * قال ابن عباس لما عليها حافظ الا عليها حافظ في كبد في شدة خلق
ورياشا المال وقال غيره الرياش والريش واحد وهو ما ظهر من اللباس ما تمنون
النطفة في أرحام النساء وقال مجاهد انه على رجعه لقادر النطفة في الإحليل كل
شئ خلقه فهو شفع السماء شفع والوتر الله عز وجل في أحسن تقويم في أحسن
خلق أسفل سافلين الا من آمن خسر ضلال ثم استثنى فقال الا من آمن لازب
لازم ننشئكم في أي خلق نشاء نسبح بحمدك نعظمك وقال أبو العالية فتلقى آدم
من ربه كلمات فهو قوله ربنا ظلمنا أنفسنا فأزلهما فاستزلهما ويتسنه يتغير آسن
101

متغير والمسنون المتغير حمأ جمع وهو الطين المتغير يخصفان اخذ الخصاف
من ورق الجنة يؤلفان الورق ويخصفان بعضه إلى بعض سوآتهما كناية عن
فرجهما ومتاع إلى حين ههنا إلى يوم القيامة والحين عند العرب من ساعة إلى
مالا يحصى عدده قبيله جيله الذي هو منهم حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد
الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ثم قال اذهب فسلم على أولئك
من الملائكة فاستمع ما يحيونك تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا
السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم
فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عمارة
عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على
أشد كوكب درى في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا
يمتخطون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة الأنجوج عود
الطيب وأزواجهم الحور العين على خلق رجل واحد على صوره أبيهم آدم ستون
ذراعا في السماء حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن هشام بن عروة عن أبيه عن
زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة ان أم سليم قالت يا رسول الله ان الله لا يستحيى
من الحق فهل على المرأة الغسل إذا احتلمت قال نعم إذا رأت الماء فضحكت أم سلمة
فقالت تحتلم المرأة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يشبه الولد حدثنا
محمد بن سلام أخبرنا الفزاري عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال بلغ عبد الله
ابن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه فقال إني سائلك عن
ثلاث لا يعلمهن الا نبي ما أول أشراط الساعة واما أول طعام يأكله أهل الجنة
ومن أي شئ ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شئ ينزع إلى أخواله فقال رسول الله
102

صلى الله عليه وسلم خبرني بهن آنفا جبريل قال فقال عبد الله ذاك عدو اليهود
من الملائكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما أول أشراط الساعة فنار
تحشر الناس من المشرق إلى المغرب واما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة
كبد حوت واما الشبه في الولد فان الرجل إذا غشى المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه
له وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها قال اشهد انك رسول الله ثم قال يا رسول الله
ان اليهود قوم بهت ان علموا باسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك فجاءت اليهود
ودخل عبد الله البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي رجل فيكم عبد الله
ابن سلام قالوا أعلمنا وابن أعلمنا وأخيرنا وابن أخبرنا فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أفرأيتم ان أسلم عبد الله قالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله إليهم
فقال اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقالوا شرنا وابن شرنا
ووقعوا فيه حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه يعنى لولا بنوا إسرائيل
لم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها حدثنا أبو كريب وموسى بن
حزام قالا حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن ميسرة الأشجعي عن أبي حازم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استوصوا
بالنساء فان المرأة خلقت من ضلع وان اعوج شئ في الضلع أعلاه فان ذهبت
تقيمه كسرته وان تركته لم يزل اعوج فاستوصوا بالنساء حدثنا عمر بن
حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا زيد بن وهب حدثنا عبد الله حدثنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان أحدكم يجمع في بطن
أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله
إليه ملكا بأربع كلمات فيكتب عمله واجله ورزقه وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه
الروح فان الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع
103

فيسبق عليه الكتاب فيعمل أهل الجنة فيدخل الجنة وان الرجل ليعمل
بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل
بعمل أهل النار فيدخل النار حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عبيد الله
ابن أبي بكر بن أنس عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن الله وكل في الرحم ملكا فيقول يا رب نطفة يا رب علقة يا رب مضغة
فإذا أراد أن يخلقها قال يا رب اذكر أم اثنى يا رب شقى أم سعيد فما الزرق فما
الاجل فيكتب كذلك في بطن أمه حدثنا قيس بن حفص حدثنا خالد بن
الحرث حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن أنس يرفعه ان الله يقول لا هون
أهل النار عذابا لو أن لكم ما في الأرض من شئ كنت تفتدي به قال نعم قال فقد
سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك به فأبيت الا الشرك
حدثنا عمر بن حفص بن عياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني عبد الله
ابن مرة عن مسروق عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا تقتل نفس ظلما الا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه
أول من سن القتل باب الأرواح جنود مجندة * قال وقال الليث عن
يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف *
وقال يحيى بن أيوب حدثني يحيى بن سعيد بهذا باب قول الله عز وجل
ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه قال ابن عباس بادئ الرأي ما ظهر لنا اقلعي امسكي
وفار التنور نبع الماء وقال عكرمة وجه الأرض وقال مجاهد الجودي جبل
بالجزيرة دأب مثل حال * واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر
عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله إلى قوله من المسلمين باب قول الله
تعالى انا أرسلنا نوحا إلى قومه ان أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب اليم
104

إلى آخر السورة حدثنا عبدان قال أخبرنا عبد الله بن يونس عن الزهري قال
سالم وقال ابن عمر رضي الله عنهما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس
فأثنى على الله ما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال إني لأنذركموه وما من نبي الا
أنذره قومه لقد أنذر نوح قومه ولكني أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه
تعلمون انه أعور وان الله ليس بأعور حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى
عن أبي سلمة سمعت أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم الا أحدثكم حديثا عن الدجال ما حدث به قومه انه أعور وانه يجئ
معه بمثال الجنة والنار فالتي يقول إنها الجنة هي النار وانى أنذركم كما أنذر به
نوح قومه حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الأعمش
عن أبي صالح عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجئ نوح وأمته
فيقول الله تعالى هل بلغت فيقول نعم أي رب فيقول لامته هل بلغكم فيقولون
لا ما جاءنا من نبي فيقول لنوح من يشهد لك فيقول محمد صلى الله عليه وسلم
وأمته فنشهد انه قد بلغ وهو قوله جل ذكره وكذلك جعلنا كم أمة وسطا
لتكونوا؟ شهداء على الناس والوسط العدل حدثني إسحاق بن نصر حدثنا محمد بن
عبيد حدثنا أبو حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا مع النبي
صلى الله عليه وسلم في دعوة فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة
وقال انا سيد القوم يوم القيامة هل تدرون بمن يجمع الله الأولين والآخرين
في صعيد واحد فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي وتدنو منهم الشمس فيقول
بعض الناس الا ترون إلى ما أنتم فيه إلى ما بلغكم الا تنظرون إلى من يشفع لكم
إلى ربكم فيقول بعض الناس أبوكم آدم فيأتونه فيقولون يا آدم أنت أبو البشر
خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك
الجنة الا تشفع لنا إلى ربك الا ترى ما نحن فيه وما بلغنا فيقول ربى غضب غضبا
105

لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله ونهاني عن الشجرة فعصيته نفسي
نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول
أرسل إلى أهل الأرض وسماك الله عبدا شكورا اما ترى اما نحن فيه الا
ترى إلى ما بلغنا الا تشفع لنا إلى ربك فيقول ربى غضب اليوم غضبا لم يغضب
قبله مثله ولا يغضب بعده مثله نفسي نفسي ائتوا النبي صلى الله عليه وسلم فيأتوني
فأسجد تحت العرش فيقال يا محمد ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تعطه قال محمد
ابن عبيد لا احفظ سائره حدثنا نصر بن علي بن نصر أخبرنا أبو أحمد عن سفيان
عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد الله رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قرأ فهل من مذكر مثل قراءة العامة باب وان الياس لمن
المرسلين إذا قال لقومه الا تتقون أتدعون بعلا وتذرن أحسن الخالقين الله ربكم
ورب آبائكم الأولين فكذبوه فإنهم لمحضرون الا عباد الله المخلصين وتركنا عليه
في الآخرين * قال ابن عباس يذكر بخير * سلام على آل ياسين انا كذلك نجزى
المحسنين انه من عبادنا * المؤمنين يذكر عن ابن مسعود وابن عباس ان الياس
هو إدريس باب ذكر إدريس عليه السلام وهو جد أبى نوح ويقال جد
نوح عليهما السلام وقول الله تعالى ورفعناه مكانا عليا * قال عبدان أخبرنا عبد الله
أخبرنا يونس عن الزهري ح حدثنا أحمد بن صالح قال حدثنا عنبسة حدثنا
يونس عن ابن شهاب قال قال أنس كان أبو ذر رضي الله عنه يحدث ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال فرج سقف بيتي وانا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري
ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وايمانا فأفرغها
في صدري ثم أطبقه ثم اخذ بيدي فعرج بي إلى السماء فلما جاء إلى السماء الدنيا
قال جبريل لخازن المساء افتح قال من هذا قال هذا جبريل قال معك أحد قال
معي محمد قال أرسل إليه قال نعم فافتح فلما علونا السماء إذا رجل عن يمينه أسودة
106

وعن يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى فقال مرحبا
بالنبي الصالح والا بن الصالح قلت من هذا يا جبريل قال هذا آدم وهذه الأسودة
عن يمينه وعن شماله نسم بينه فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة التي
عن شماله أهل النار فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ثم عرج
بي جبريل حتى أتى السماء الثانية فقال لخازنها افتح فقال له خازنها مثل ما قال
الأول ففتح * قال أنس فذكر أنه وجد في السماوات إدريس وموسى وعيسى
وإبراهيم و لم يثبت لي كيف منازلهم غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا
إبراهيم في السادسة * وقال أنس فلما مر جبريل با دريس قال مرحبا بالنبي
الصالح والأخ الصالح فقلت من هذا قال هذا إدريس ثم مررت بموسى فقال
مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا فقال هذا موسى ثم مررت
بعيسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح والا بن الصالح قلت من هذا قال عيسى ثم
مررت بإبراهيم فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت من هذا قال هذا
إبراهيم * قال وأخبرني ابن حزم ان ابن عباس وإباحية الأنصاري كانا يقولا ن
قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى اسمع صريف
الأقلام * قال ابن حزم وأنس بن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم ففرض الله
على خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى امر بموسى فقال لي موسى ما الذي فرض
على أمتك قلت فرض عليهم خمسين صلاة قال فراجع ربك فان أمتك لا تطيق
ذلك فرجعت فراجعت ربى فوضع شطرها فرجعت إلى موسى فقال راجع ربك فان
أمتك لا تطيق ذلك فرجعت فراجعت ربى فقال هي خمس وهي خمسون لا يبدل
القول لدى فرجعت إلى موسى فقال راجع ربك فقلت قد استحييت من ربى
ثم انطلق حتى أتى السدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدرى ما هي ثم أدخلت فإذا
107

فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك باب قول الله تعالى والى عاد أخاهم
هودا قال يا قوم اعبدوا الله وقوله إذا نذر قومه بالأحقاف إلى قوله كذلك نجزى
القوم المجرمين فيه عن عطاء وسليمان عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقول الله
عز وجل واما عاد فأهلكوا بريح صر صر شديدة عاتية قال ابن عيينة عتت على
الخزان سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما متتابعة فترى القوم فيها
صرعى كأنهم اعجاز نخل خاوية أصولها فهل ترى لهم من باقية بقية حدثني
محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور *
قال وقال ابن كثير بن سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد رضي الله عنه
قال بعث على إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة فقسمها بين الأربعة
الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي وعيينة بن بدر الفزاري وزيد الطائي
ثم أحد بنى نبهان وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بنى كلاب فغضبت قريش
والأنصار قالوا يعطى صنا ديد أهل نجد ويدعنا قال إنما أتألفهم فأقبل رجل غائر
العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق فقال اتق الله يا محمد فقال
من يطع الله إذا عصيت أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنوني فسأله رجل قتله
احسبه خالد بن الوليد فمنعه فلما ولى قال إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قوم
يقرؤن القرآن لا يجاوز حنا جرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية
يقتلون أهل السلام ويدعون أهل الأوثان لئن انا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد
حدثنا خالد بن يزيد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود قال سمعت
عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فهل من مدكر باب
قصة يأجوج ومأجوج وقو ل الله تعالى قالوا يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج
مفسدون في الأرض وقول الله تعالى ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم
108

منه ذكرا انا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شئ سببا فأتبع سببا طريقا إلى قوله
ائتوني زبر الحديد واحدها زبرة وهي القطع حتى إذا ساوى بين الصدفين يقال
عن ابن عباس الجبلين والسدين الجبلين خرجا اجرا قال انفخوا حتى إذا جعله نارا
قال آتوني افرغ عليه قطرا اصبب عليه رصاصا ويقال الحديد ويقال الصفر
وقال ابن عباس النحاس فما اسطاعوا ان يظهروه يعلوه استطاع استفعل من أطعت
له فلذلك فتح اسطاع يسطيع وقال بعضهم استطاع يستطيع وما استطاعوا له
نقبا قال هذا رحمة من ربى فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء ألزقه بالأرض وناقة
دكاء لا سنام لها والدكداك من الأرض مثله حتى صلب من الأرض وتلبد وكان
وعد ربى حقا؟ تركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض حتى إذا فتحت يأجوج
ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون قال قتادة حدب اكمه قال رجل للنبي
صلى الله عليه وسلم رأيت السد مثل البرد المحبر قال رأيته حدثنا يحيى بن
بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير ان زينب ابنة
أبى سلمة حدثته عن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب ابنة جحش رضى الله عنهن
ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول لا إله إلا الله ويل للعرب
من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بإصبعه
الابهام والتي تليها قالت زينب ابنة جحش فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا
الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب
حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال فتح الله من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد بيده تسعين
حدثني إسحاق بن نصر حدثنا أبو أسامة عن الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى
يا آدم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك فيقول اخرج بعث النار قال
109

وما بعث النار قال من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين فعنده يشيب الصغير
وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب
الله شديد قالوا يا رسول الله وأينا ذلك الواحد قال أبشروا فان منكم رجل ومن
يأجوج ومأجوج الف ثم قال والذي نفسي بيده انى أرجو ان تكونوا ربع
أهل الجنة فكبرنا فقال ارجوان تكونوا ثلث أهل الجنة فكبرنا فقال أرجو
ان تكونوا نصف أهل الجنة فكبرنا فقال ما أنتم في الناس الا كالشعرة السوداء
في جلد ثور ابيض أو كشعرة بيضاء في جلد ثور اسود باب قول الله
تعالى واتخذ الله إبراهيم خليلا وقوله ان إبراهيم كان أمة قانتا لله وقوله ان
إبراهيم لاواه حليم وقال أبو ميسرة الرحيم بلسان الحبشة حدثنا محمد بن
كثير أخبرنا سفيان حدثنا المغيرة بن النعمان قال حدثني سعيد بن جبير عن
ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنكم تحشرون حفاة
عراة غرلا ثم قرأ كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين وأول
من يكسى يوم القيامة إبراهيم وان أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال
فأقول أصحابي أصحابي فيقال انهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم
فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم إلى قوله الحكيم
حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال أخبرني أخي عبد الحميد عن ابن أبي ذئب عن سعيد
المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلقى إبراهيم
أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم ألم أقل لك
لا تعصني فيقول أبوه فاليوم لا أعصيك فيقول إبراهيم يا رب انك وعدتني
أن لا تخزيني ويم يبعثون فأي خزى من أبى الا بعد فيقول الله تعالى انى
حرمت الجنة على الكافرين ثم يقال يا إبراهيم ما تحت رجليك فينظر فإذا هو بذيخ
ملتطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب
110

قال أخبرني عمرو ان بكيرا حدثه عن كريب مولى ابن عباس رضي الله عنهما قال
دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت وجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم فقال
صلى الله عليه وسلم اما لهم فقد سمعوا ان الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة هذا
إبراهيم مصور فما له يستقسم حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر
عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لما
رأى الصور في البيت لم يدخل حتى امر بها فمحيت ورأي إبراهيم وإسماعيل عليهما
السلام بأيديهما الأزلام فقال قاتلهم الله والله ان استقسما بالأزلام قط حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا عبيد الله قال حدثني سعيد بن أبي سعيد
عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قيل يا رسول الله من أكرم الناس قال
اتقاهم فقالوا ليس عن هذا نسألك قال فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله
ابن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك قال فعن معادن العرب تسألون خيارهم
في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا قال أبو أسامة ومعتمر عن عبيد الله
عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا مؤمل حدثنا
إسماعيل حدثنا عوف حدثنا أبو رجاء حدثنا سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم اتاني الليلة آتيان فأتينا على رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا وانه
إبراهيم صلى الله عليه وسلم حدثني بيان بن عمر وحدثنا النضر أخبرنا ابن عون
عن مجاهد انه سمع ابن عباس رضي الله عنهما وذكروا له الدجال بين عينيه مكتوب
كافر أو ك ف ر قال لم اسمعه ولكنه قال اما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم
واما موسى فجعد آدم على جمل احمر مخطوم بخلبة كأني انظر إليه انحدر في الوادي
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد
عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اختتن إبراهيم عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم حدثنا أبو اليمان
111

أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد وقال بالقدوم مخففة تابعه عبد الرحمن بن إسحاق
عن أبي الزناد وتابعه عجلان عن أبي هريرة ورواه محمد بن عمر وعن أبي سلمة
حدثنا سعيد بن تليد الرعيني أخبرنا ابن وهب قال أخبرني جرير بن حازم
عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لم يكذب إبراهيم عليه السلام الا ثلاثا حدثنا محمد بن محبوب
حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لم يكذب
إبراهيم عليه الصلاة والسلام الا ثلاث كذبات ثنتين منهن في ذات الله عز وجل
قوله انى سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقال بينا هو ذات يوم وسارة إذ
أتى على جبار من الجبابرة فقيل له ان ههنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس
فأرسل إليه فسأله عنها فقال من هذه قال أختي فأتى سارة قال يا سارة ليس
على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك وان هذا سألني عنك فأخبرته انك أختي
فلا تكذبيني فأرسل إليها فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأخذ فقال
ادعى الله لي ولا أضرك فدعت الله فأطلق ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد
فقال ادعى الله لي ولا أضرك فدعت الله فأطلق فدعا بعض حجبته فقال إنكم
لم تأتوني بانسان إنما اتيتموني بشيطان فأخدمها هاجر فأتته وهو قائم يصلى
فأومأ بيده مهيا قالت رد الله كيد الكافر أو الفاجر في نحره واخدم هاجر قال
أبو هريرة تلك أمكم يا بنى ماء السماء حدثنا عبيد الله بن موسى أو ابن سلام
عنه أخ برنا ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير عن سعيد بن المسيب عن أم شريك
رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم امر بقتل الوزغ وقال كان ينفخ
على إبراهيم عليه السلام حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا
الأعمش قال حدثني إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت
الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قلنا يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه قال ليس
112

كما تقولون لم يلبسوا ايمانهم بظلم بشرك أو لم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه
يا بنى لا تشرك بالله ان الشرك عظيم باب يزفون النسلان في المشي
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نصر حدثنا أبو أسامة عن أبي حيان عن أبي
زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوما بلحم
فقال إن الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم
الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس منهم فذكر حديث الشفاعة فيأتون
إبراهيم فيقولون أنت نبي الله وخليله من الأرض اشفع لنا إلى ربك فيقول
فذكر كذبا ته نفسي نفسي اذهبوا إلى موسى * تابعه أنس عن النبي صلى الله
عليه وسلم حدثني أحمد بن سعيد أبو عبد الله حدثنا وهب بن جرير عن أبيه
عن أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن أبن عباس رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يرحم الله أم إسماعيل لولا أنها عجلت لكان زمزم
عينا معينا * قال الأنصاري حدثنا ابن جريج اما كثير بن كثير فحدثني قال إني
وعثمان بن أبي سليمان جلوس مع سعيد بن جبير فقال ما هكذا حدثني ابن
عباس قال اقبل إبراهيم بإسماعيل وأمه عليهم السلام وهي ترضعه معها شنة لم
يرفعه ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وحدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد
الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب السختياني وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي
وداعة يزيد أحدهما على الآخر عن سعيد بن جبير قال ابن عباس أول ما اتخذ
النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقا لتعفى اثرها على سارة ثم جاء بها
إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق
زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هنا لك
ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفى إبراهيم منطلقا فتبعته أم إسماعيل
فقالت يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه انس ولا شئ
113

فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت إليها فقالت له آلله الذي امرك بهذا قال
نعم قالت اذن لا يضيعنا ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث
لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال رب
انى أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم حتى بلغ يشكرون
وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفد ما في السقاء
عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يتلوى أو قال يتلبط فانطلقت كراهية
ان تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه ثم
استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا فلم تر أحدا فهبطت من الصفا حتى إذا
بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعى الانسان المجهود حتى جاوزت
الوادي ثم اتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا ففعلت
ذلك سبع مرات قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم فذلك سعى الناس
بينهما فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت صه تريد نفسها ثم تسمعت
فسمعت أيضا فقالت قد أسمعت إن كان عندك غواث فإذا هي بالملك عند موضع
زمزم فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تحوضه وتقول بيدها
هكذا وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف قال ابن عباس
قال النبي صلى الله عليه وسلم يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم
تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا قال فشربت وأرضعت ولدها فقال لها
الملك لا تخافوا الضيعة فان ههنا بيت الله يبنى هذا الغلام وأبوه فان الله لا يضيع
أهله وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه
وشماله فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم
مقبلين من طريق كداء فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا فقالوا ان هذا
الطائر ليدور عليب ماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء فأرسلوا جريا أو جريين
114

فإذا هم بالماء فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا قال وأم إسماعيل عند الماء فقالوا
أتأذنين لنا ان ننزل عندك فقالت نعم ولكن لا حق لكم في الماء قالوا نعم قال ابن
عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الانس فنزلوا
وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم وشب الغلام وتعلم
العربية منهم وأنفسهم وأعجبهم حين شب فلما أدرك زوجوه امرأة منهم وماتت
أم إسماعيل فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلم يجد إسماعيل فسأل
امرأته عنه فقالت خرج يبتغى لنا ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بشر
نحن في ضيق و شدة فشكت إليه قال فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له
يغير عتبة بابه فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا فقال هل جاءكم من أحد قالت نعم جاءنا
شيخ كذا وكذا فسألنا عنك فأخبرته وسألني كيف عيشنا فأخبرته انا في جهد
وشدة قال فهل أوصاك بشئ قالت نعم امرني ان اقرأ عليك السلام ويقول غير
عتبة بابك قال ذاك أبى وقد امرني ان أفارقك ألحقي بأهلك فطلقها وتزوج منهم
أخرى فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ثم اتاهم بعد فلم يجده فدخل على امرأته
فسألها عنه فقالت خرج يبتغى لنا قال كيف أنتم وسألها عن عيشهم وهيئتهم
فقالت نحن بخير وسعة وأثنت على الله عز وجل فقال ما طعامكم قالت اللحم قال
فما شرابكم قالت الماء قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء قال النبي صلى الله عليه وسلم
ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم دعا لهم فيه قال فهما لا يخلو عليهما أحد بغير
مكة الا لم يوافقاه قال فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه يثبت عتبة
بابه فما جاء إسماعيل قال هل اتاكم من أحد قالت نعم أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت
عليه فسألني عنك فأخبرته فسألني كيف عيشنا فأخبرته انا بخير فقال فأوصاك
بشئ قالت نعم هو يقرأ عليك السلام ويأمرك ان تثبت عتبة بابك قال ذاك أبى
وأنت العتبة امرني ان أمسكك ثم لبث عنهم ما شاء الله ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل
115

يبرئ نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم فما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد
بالولد والولد بالوالد ثم قال يا إسماعيل ان الله امرني بأمر قال فاصنع ما امرك
ربك قال وتعينني قال وأعينك قال فان الله امرني ان ابني ههنا بيتا وأشار إلى
اكمة مرتفعة على ما حولها قال فعند ذلك رفعا القواعد من البيت فجعل إسماعيل
يأتي بالحجارة وإبراهيم يبنى حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام
عليه وهو يبنى وإسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان ربنا تقبل منا انك أنت
السميع العليم قال فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان ربنا تقبل
منا انك أنت السميع العليم حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر عبد الملك
ابن عمر وقال حدثنا إبراهيم بن نافع عن كثير بن كثير عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان خرج بإسماعيل
وأم إسماعيل ومعهم شنة فيها ماء فجعلت أم إسماعيل تشرب من الشنة فيدر لبنها
على صبيها حتى قدم مكة فوضعها تحت دوحة ثم رجع إبراهيم إلى أهله فاتبعته أم
إسماعيل حتى لما بلغوا كداء نادته من ورائه يا إبراهيم إلى من تتركنا قال إلى الله
قالت رضيت بالله قال فرجعت فجعلت تشرب من الشنة ويدر لبنها على صبيها حتى
لما فنى الماء قالت لو ذهبت فنظرت لعلى أحس أحدا قال فذهبت فصعدت الصفا
فنظرت ونظرت هل تحس أحدا فلم تحس أحدا فلما بلغت الوادي سعت وأتت
المروة ففعلت ذلك أشواطا ثم قالت لو ذهبت فنظرت ما فعل تعنى الصبي
فذهبت فنظرت فإذا هو على حاله كأنه ينشغ للموت فلم تقرها نفسها فقالت
لو ذهبت فنظرت لعلى أحس أحدا فذهبت فصعدت الصفا فنظرت ونظرت
فلم تحس أحدا حتى أتمت سبعا ثم قالت لو ذهبت فنظرت ما فعل فإذا هي بصوت
فقالت أغث إن كان عندك خير فإذا جبريل قال فقال بعقبه هكذا وغمز عقبة
على الأرض قال فانبثق الماء فد هشت أم إسماعيل فجعلت تحفر قال فقال أبو القاسم
116

صلى الله عليه وسلم لو تركته كان الماء ظاهرا قال فجعلت تشرب من الماء
ويدر لبنها على صبيها قال فمر ناس من جرهم ببطن الوادي فإذا هم بطير كأنهم
أنكروا ذاك وقالوا ما يكون الطير الا على ماء فبعثوا رسولهم فنظر فإذا هم
بالماء فأتاهم فأخبرهم فأتوا إليها فقالوا يا أم إسماعيل أتأذنين لنا ان نكون معك
أو نسكن معك فبلغ ابنها فنكح فيهم امرأة قال ثم إنه بدا لإبراهيم فقال
لأهله انى مطلع تركتي قال فجاء فسلم فقال أين إسماعيل فقالت امرأته ذهب يصيد
قال قولي له إذا جاء غير عتبة بابك فملا جاء أخبرته قال أنت ذاك فاذهبي إلى أهلك
قال ثم إنه بدا لإبراهيم فقال لأهله انى مطلع تركتي قال فجاء فقال أين إسماعيل
فقالت امرأته ذهب يصيد فقالت الا تنزل فتطعم وتشرب فقال وما طعامكم
وما شرابكم قالت طعامنا اللحم وشرابنا الماء قال اللهم بارك لهم في طعامهم
وشرابهم قال فقال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بركة بدعوة إبراهيم صلى الله
عليهما وسلم قال ثم إنه بدا لإبراهيم فقال لأهله انى مطلع تركتي فجاء فوافق
إسماعيل من وراء زمزم يصلح نبلا له فقال يا إسماعيل ان ربك امرني ان ابني له
بيتا قال أطع ربك قال إنه قد امرني ان تعينني عليه قال اذن افعل أو كما قال
قال فقاما فجعل إبراهيم يبنى وإسماعيل يناوله الحجارة ويقولان ربنا تقبل منا
انك أنت السميع العليم قال حتى ارتفع البناء وضعف الشيخ على نقل الحجارة
فقام على حجر المقام فجعل يناوله الحجارة ويقولان ربنا تقبل منا انك أنت
السميع العليم حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش
حدثنا إبراهيم التيمي عن أبيه قال سمعت أبا ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله
أي مسجد وضع في الأرض أول قال المسجد الحرام قال قلت ثم أي قال المسجد
الأقصى قلت كم كان بينهما قال أربعون سنة ثم أين ما أدركتك الصلاة بعد فصله فان الفضل فيه حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عمر وبن
117

أبى عمر ومولى المطلب عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم طلع له أحد فقال هذا جبل يحبنا ونحبه اللهم ان إبراهيم حرم مكة
وانى أحرم ما بين لا بتيها ورواه عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله
ان ابن أبي بكر أخبر عبد الله بن عمر عن عائشة رضي الله عنهم زوج النبي صلى الله
عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألم ترى ان قومك بنوا الكعبة
اقتصروا عن قواعد إبراهيم فقلت يا رسول الله الا تردها على قواعد إبراهيم
فقال لولا حدثان قومك بالكفر فقال عبد الله بن عمر لئن كانت عائشة سمعت
هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر الا ان البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم
وقال إسماعيل عبد الله بن أبي بكر حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك بن
أنس عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمر وبن حزم عن أبيه عن عمر وبن سليم
الزرقي قال أخبرني أبو حميد الساعدي رضي الله عنه انهم قالوا يا رسول الله كيف
نصلى عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا اللهم صلى على محمد وأزواجه
وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت
على آل إبراهيم انك حميد مجيد حدثنا قيس بن حفص وموسى بن إسماعيل
قالا حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا أبو فروة مسلم بن سالم الهمداني قال حدثني
عبد الله بن عيسى سمع عبد الرحمن بن أبي ليلى قال لقيني كعب بن عجرة فقال الا
اهدى لك هدية سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم فقلت بلى فأهدها لي فقال
سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت
فان الله قد علمنا كيف نسلم قال قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد
كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد
118

وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد حدثنا
عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين
ويقول إن أبا كما كان يعوذ بها إسماعيل واسحق أعوذ بكلمات الله التامة من كل
شيطان وهامة ومن كل عين لامة باب ونبئهم عن ضيف إبراهيم إذ
دخلوا عليه الآية لا توجل لا تخف وإذا قال إبراهيم رب أرني كيف تحيى الموتى إلى
قوله ولكن ليطمئن قلبي حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب قال أخبرني
يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة
رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نحن أحق من إبراهيم
إذ قال رب أرني كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي
ويرحم الله لوطا لقد كان يأوى إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن طول ما لبث
يوسف لا جبت الداعي باب قول الله تعالى وإذ كر في الكتاب إسماعيل
انه كان صادق الوعد حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد
عن سملة بن الا كوع رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم
ينتضلون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارموا بنى إسماعيل فان أبا كم كان
راميا وانا مع بنى فلان قال فأمسك أحد الفريقين بأيديهم فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما لكم لا ترمون فقالوا يا رسول الله نرمى وأنت معهم قال
ارموا وانا معكم كلكم باب قصة إسحاق بن إبراهيم عليهما * السلام فيه
ابن عمر وأبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم باب أم كنتم شهداء
إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه الآية حدثنا إسحاق بن إبراهيم سمع
المعتمر عن عبيد الله عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قيل النبي صلى الله عليه وسلم من أكرم الناس قال أكرمهم اتقاهم قالوا
119

يا نبي الله ليس عن هذا نسألك قال فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن
بنى الله ابن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك قال فعن معادن العرب تسألوني قالوا
نعم قال فخياركم في الجاهلية خيار كم في الاسلام إذا فقهوا باب ولو طا
إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون أئنكم لتأتون الرجال شهوة من
دون النساء بل أنتم قوم تجهلون فما كان جواب قومه الا ان قالوا اخر جوا آل
لوط من قريتكم انهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله الا امرأته قدرناها من
الغابر ين وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين حدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال يغفر الله للوط إن كان ليأوى إلى ركن شديد باب
فلما جاء آل لوط المرسلون قال إنكم قوم منكرون بركنه بمن معه لأنهم قوته
تركنوا تميلوا فأنكرهم ونكر هم واستنكر هم واحد يهرعون يسرعون
دابر آخر صيحة هلكة للمتوسمين للناظر ين لبسبيل لبطريق حدثنا محمود
حدثنا أبو أحمد حد ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله رضي الله عنه
قال قرأ النبي صلى الله عليه وسلم فهل من مدكر باب قول الله
تعالى وإلى ثمود أخاهم صالحا كذب أصحاب الحجر الحجر موضع ثمود واما حرث
حجر حرام وكل ممنوع فهو حجر محجور والحجر كل بناء بنيته وما حجرت عليه
من الأرض فهو حجر ومنه سمى حطيم البيت حجرا كأنه مشتق من محطوم
مثل قتيل من مقتول ويقال للأنثى من الخيل الحجر ويقال للعقل حجر وحجى واما
حجر اليمامة فهو منزل حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا هشام بن عروة
عن أبيه عن عبد الله بن زمعة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الذي
عقر الناقة فقال فانتدب لها رجل ذو عز ومنعة في قوة كأبى زمعة حدثنا
محمد بن مسكين أبو الحسن حدثنا يحيى بن حسان بن حيان أبو زكريا حدثنا
120

سليمان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم لما نزل الحجر في غزوة تبوك امرهم أن لا يشربوا من بئرها ولا
يستقوا منها فقالوا قد عجنا منها واستقينا فأمر هم ان يطر حوا ذلك العجين
ويهريقوا ذلك الماء ويروى عن سبرة بن معبد وأبى الشموس ان النبي صلى الله
عليه وسلم امر بالقاء الطعام وقال أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم من اعتجن
بمائه حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع
ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره ان الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم ارض ثمود الحجر فاستقوا من بئرها واعتجنوا به فأمرهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان يهر يقوا ما استقوا من بئرها وان يعلفوا الإبل العجين
وأمرهم ان يستقوا من البئر التي كان تردها الناقة تابعه أسامة عن نافع حدثنا
محمد أخبرنا عبد الله عن معمر عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله عن أبيه
ان النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بالحجر قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا
أنفسهم الا ان تكونوا باكين ان يصيبكم ما أصابهم ثم تقنع بردائه وهو على
الرحل حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا وهب حدثنا أبي سمعت يونس عن
الزهري عن سالم ان ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلوا
مساكن الذين ظلموا أنفسهم الا ان تكونوا باكين ان يصيبكم مثل ما أصابهم عبد الصمد حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عن ابن عمر
رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن
الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام
باب قول الله تعالى لقد كان في يوسف واخوته آيات للسائلين حدثني
عبيد ابن إسماعيل عن أبي أسامة عن عبيد الله قال أخبرني سعيد بن أبي سعيد عن أبي
121

هريرة رضي الله عنه سئل صلى الله عليه وسلم من أكرم الناس قال اتقاهم لله قالوا ليس عن هذا نسألك قال فأكرم الناس يوسف نبي الله
ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك قال فعن معادن
العرب تسألوني الناس معادن خيار هم في الجاهلية خيار هم في الاسلام إذا
فقهوا حدثني محمد بن سلام أخبرنا عبدة عن عبيد الله عن سعيد عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا حدثنا بدل بن المحبر أخبرنا
شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها مري أبا بكر يصلى بالناس قالت إنه رجل
أسيف متى يقم مقامك رق فعاد فعادت قال شعبة فقال في الثالثة أو الرابعة
إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر حدثنا الربيع بن يحيى البصري حدثنا
زائدة عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه قال مرض النبي
صلى الله عليه وسلم فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت إن أبا بكر رجل
فقال مثله فقالت مثله فقال مروة فإنكن صواحب يوسف فأم أبو بكر في حياة
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال حسين عن زائدة رجل رقيق حدثنا
أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم انج عياش بن أبي ربيعة اللهم
انج سلمة بن هشام اللهم انج الوليد بن الوليد اللهم انج المستضعفين من المؤمنين
اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف حدثنا
عبد الله بن محمد بن أسماء ابن أخي جويرية حدثنا جويرية بن أسماء عن مالك عن
الزهري ان سعيد بن المسيب وأبا عبيد أخبراه عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله لوطا لقد كان يأوى إلى ركن
شديد ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم اتاني الداعي لأجبته حدثنا محمد
122

ابن سلام أخبرنا ابن فضيل حدثنا حصين عن شقيق عن مسروق قال سالت أم
رومان وهي أم عائشة عما قيل فيها ما قيل قالت بينما انا مع عائشة جالستان إذ ولجت
علينا امرأة من الأنصار وهي تقول فعل الله بفلان وفعل قالت فقلت لم قالت إنه
نمى ذكر الحديث فقال عائشة أي حديث فأخبرتها قالت فسمعه أبو بكر
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم فخرت مغشيا عليها فما أفاقت الا وعليها
حمى بنافض فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما لهذه قلت حمى اخذتها من أجل
حديث تحدث به فقعدت فقالت والله لئن حلفت لا تصدقوني ولئن اعتذرت
لا تعذروني فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه والله المستعان على تصفون
فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ما انزل فأخبرها فقالت بحمد الله
لا بحمد أحد حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال
أخبرني عروة انه سال عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أرأيت
قوله حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا أو كذبوا قالت بل كذبهم
قومهم فقلت والله لقد استيقنوا ان قومهم كذبوهم وما هو بالظن فقالت
يا عرية لقد استيقنوا بذلك قلت فلعلها أو كذبوا قالت معاذ الله لم تكن الرسل
تظن ذلك بربها واما هذه الآية قالت هم اتباع الرسل الذين آمنوا بربهم
وصدقوهم وطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأست ممن كذبهم
من قومهم وظنوا ان اتباعهم كذبوهم جاءهم نصر الله * قال أبو عبد الله
استيأسوا افتعلوا من يئست منه من يوسف لا تيأسوا من روح الله معناه الرجاء
أخبرني عبدة حدثنا عبد الصمد عن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام باب قول الله تعالى
وأيوب إذ نادى ربه انى مسني الضر وأنت ارحم الراحمين * اركض اضرب يركضون
123

يعدون حدثني عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مصر عن همام
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما أيوب يغتسل عريانا خر
عليه رجل جراد من ذهب فجعل يحثى في توبة فنادى ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك
عما ترى قال بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن بركتك باب قول الله
وإذ كر في الكتاب موسى انه كان مخلصا وكان رسولا نبيا وناديناه من جانب
الطور الأيمن وقربناه نجيا كلمه ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا يقال للواحد
والاثنين والجميع ويقال خلصوا نجيا اعتزلوا نجيا والجميع أنجية يتناجون تلقف
تلقم باب وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه إلى من هو
مسرف كذاب حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني عقيل
عن ابن شهاب سمعت عروة قال قالت عائشة رضي الله عنها فرجع النبي صلى الله
عليه وسلم إلى خديجة يرجف فؤاده فانطلقت به إلى ورقة بن نوفل وكان
رجلا تنصر يقرأ الإنجيل بالعربية فقال ورقة ماذا ترى فأخبره فقال ورقة هذا
الناموس الذي انزل الله على موسى وان أدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا *
الناموس صاحب السر الذي يطلعه بما يستروه عن غيره باب قوله الله
عز وجل وهل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا إلى قوله بالوادي المقدس طوى
آنست أبصرت نارا لعلى آتيكم منها بقبس الآية قال ابن عباس المقدس المبارك
طوى اسم الوادي سيرتها حالتها والنهى التقى بملكنا بأمرنا هوى شى فارغا الا
من ذكر موسى ردأ كي يصدقني ويقال مغيثا أو معينا يبطش ويبطش يأتمرون
يتشاورون والجذوة قطعة غليظة من الخشب ليس لها لهب سنشد سنعينك كلما
عززت شيئا فقد جعلت له عضدا وقال غيره كلما لم ينطق بحرف أو فيه تمتمة
أو فأفأة فهي عقدة أزرى ظهري فيسحتكم فيهلككم المثلى تأنث الأمثل يقول
بدينكم يقال خذ المثلى خذ الأمثل ثم أتوا صفا يقال هل اتيت الصف اليوم يعنى
124

المصلى الذي يصلى فيه فأوجس أضمر خوفا فذهبت الواو من خيفة لكسرة الخاء
في جذوع النحل على جذوع خطبك بالك مساس مصدر ماسه مساسا لننسفنه
لنذرينه الضحاء الحر قصيه اتبعي اثره وقد يكون ان يقص الكلام نحن نقص
عليك عن جنب عن بعد وعن جنابة وعن اجتناب واحد قال مجاهد على قدر
موعد لا تنيا لا تضعفا يبسا يا بسا من زينة القوم الحلي الذي استعار وا من آل
فرعون فقذفتها فقذفت بها ألقيتها القى صنع فنسى موسى هم يقولونه أخطأ الرب
أن لا يرجع إليهم قولا في العجل حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام حدثنا قتادة
عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثهم عن ليلة أسرى به حتى أتى المساء الخامسة فإذا هارون قال هذا هارون
فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح تابعه
ثابت وعباد بن أبي على عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم باب قول الله
تعالى وكلم الله موسى تكليما حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف
أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى بن رأيت موسى وإذا رجل ضرب
رجل كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى فإذا هو رجل ربعة احمر كأنما خرج
من ديماس وانا أشبه ولد إبراهيم به ثم اتيت بإنائين في أحدهما لبن وفي الآخر
خمر فقال اشرب أيهما شئت فأخذت اللبن فشربته فقيل اخذت الفطرة اما انك
لو اخذت الخمر غوت أمتك حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن
قتادة قال سمعت أبا العالية حدثنا ابن عم نبيكم يعنى ابن عباس عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال لا ينبغي لعبد أن يقول انا خير من يونس بن متى ونسبه إلى أبيه
وذكر النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به فقال موسى آدم طوال كأنه من رجال
شنوءة وقال عيسى جعد مربوع وذكر مالكا خازن النار وذكر الدجال حدثنا
125

علي بن عبد الله حدثنا سفيان أيوب السختياني عن ابن سعيد بن جبير عن
أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة
وجدهم يصومون يوما يعنى عاشوراء فقالوا هذا يوم عظيم وهو يوم نجى الله
فيه موسى وأغرق آل فرعون فصام موسى شكر الله فقال انا أولى بموسى منهم
فصامه وأمر بصيامه باب قوله الله تعالى وواعدنا موسى ثلاثين ليلة
وأتممنا ها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون أخلفني
في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال
رب أرني انظر إليك قال لن تراني إلى قوله وانا أول المؤمنين يقال دكه زلزله
فدكتا فدككن جعل الجبال كالواحدة كما قال الله عز وجل ان السماوات
والأرض كانتا رتقا ولم يقل كن رتقا ملتصقتين اشربوا ثوب مشرب مصبوغ
قال ابن عباس انجبست انفجرت وإذ نتقنا الجبل رفعنا حدثنا محمد بن يوسف
حدثنا سفيان عن عمر وبن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا
انا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدرى أفاق قبلي أم جوزي بصعقة
الطور حدثني عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لولا بنو إسرائيل
لم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر طوفان من السيل يقال للموت
الكثير طوفان القمل الحمنان يشبه صغار الحلم حقيق حق سقط كل من ندم
فقد سقط في يده
حديث الخضر مع موسى عليهما السلام حدثنا عمر وبن محمد حدثنا
يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب ان عبيد الله بن عبد الله
أخبره عن ابن عباس انه تمارى هو والحر بن قيس الفزاري في صاحب موسى
126

قال ابن عباس هو خضر فمر بهما أبي بن كعب فدعاه ابن عباس فقال إني تماريت
انا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سال السبيل إلى لقيه هل سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول بينما موسى في ملاء من بني إسرائيل جاءه رجل فقال هل تعلم أحدا اعلم
منك قال لا فأوحى الله إلى موسى بلى عبدنا خضر فسأل موسى السبيل إليه فجعل
له الحوت آية وقيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه فكان يتبع الحوت
في البحر فقال لموسى فتاه أرأيت إذ آوينا إلى الصخرة فانى نسيت الحوت وما
انسانية الا الشيطان ان اذكره فقال موسى ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما
قصصا فوجدا خضرا فكان من شأنهما الذي قص الله في كتابه حدثنا علي بن
عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمر وبن دينار قال أخبرني سعيد بن جبير قال قلت
لا بن عباس ان نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى بن
إسرائيل إنما هو موسى آخر فقال كذب عدو الله حدثنا أبي بن كعب عن النبي
صلى الله عليه وسلم ان موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس اعلم فقال
انا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فقال له بلى لي عبد بمجمع البحرين هو أعلم
منك قال أي رب ومن لي به وربما قال سفيان أي رب وكيف لي به قال تأخذ
حوتا فتجعله في مكتل حيثما فقدت الحوت فهو ثم وربما قال فهو ثمة واخذ
حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق هو وفتاه يوشع بن نون حتى اتيا الصخرة وضغا
رؤسهما فرقد موسى واضطرب الحوت فخرج فسقط في البحر فاتخذ سبيله
في البحر سربا فأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار مثل الطاق فقال هكذا
مثل الطاق فانطلقا يمشيان بقية ليلتهما ويومهما حتى إذا كان من الغد قال لفتاه
آتنا غداءنا لقد لقينا من سفر نا هذا نصبا ولم يجد موسى النصب حتى جاوز حيث
امره الله قال له فتاه أرأيت إذ آوينا إلى الصخرة فانى نسيت الحوت وما انسانية
127

الا الشيطان ان اذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا فكان للحوت سربا ولهما عجبا
قال له موسى ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا رجعا يقصان آثارهما حتى
انتهيا إلى الصخرة فإذا رجل مسجى بثوب فسلم موسى فرد عليه فقال وانى
بأرضك السلام قال انا موسى قال موسى بني إسرائيل قال نعم اتيتك لتعلمني مما
علمت رشدا قال يا موسى انى على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه وأنت على علم
من علم الله علمكه الله لا اعلمه قال هل اتبعك قال إنك لن تستطيع معي صبرا
وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا إلى قوله امرا فانطلقا يمشيان على ساحل البحر
فمرت بهما سفينة كلموهم ان يحملوهم فعرفوا الخضر فحملوه بغير نول فلما ركبا
في السفينة جاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة أو نقر تين
قال له الخضر يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله الا مثل ما نقص هذا العصفور
بمنقاره من البحر إذا اخذ الفأس فنزع لوجا فلم يفجأ موسى الا وقد قلع لوحا
بالقدوم فقال له موسى ما صنعت قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها
لتغرق أهلها لقد جئت شيئا امرا قال ألم أقل انك لن تستطيع معي صبرا قال
للا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امرى عسرا فكانت الأولى من موسى
نسيانا فلما خرجا من البحر مروا بغلام يلعب مع الصبيان فأخذ الخصر برأسه
فقلعه بيده هكذا وأومأ سفيان بأطراف أصابعه كأنه يقطف شيئا فقال له موسى
أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك انك لن
تستطيع معي صبرا قال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من
لدني عذرا فانطلقا حتى إذا اتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا ان يضيفوهما
فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض مائلا أومأ بيده هكذا وأشار سفيان كأنه
يمسح شيئا إلى فوق فلم اسمع سفيان يذكر مائلا الا مرة قال قوم اتيناهم فلم
يطعمونا ولم يضيفونا عمدت إلى حائطهم لو شئت لا تخذت عليه اجرا قال هذا
128

فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا قال النبي صلى الله
عليه وسلم وددنا ان موسى كان صبر فقص الله علينا من خبرهما قال سفيان قال
النبي صلى الله عليه وسلم يرحم الله موسى لو كان صبر يقص علينا من أمرهما * قال
وقرأ ابن عباس امامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا واما الغلام فكان
كافرا وكان أبواه مؤمنين * ثم قال لي سفيان سمعته منه مرتين وحفظته منه قيل
لسفيان حفظته قبل أن تسمعه من عمرو أو تحفظته من انسان فقال ممن أتحفظه
ورواه أحد عن عمر وغيري سمعته منه مرتين أو ثلاثا وحفظته منه حدثنا
محمد بن سعيد الأصبهاني أخبرنا ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما سمى الخضر انه جلس
على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء قال الحموي قال محمد بن يوسف
ابن مطر الفربري حدثنا علي بن خشرم عن سفيان بطوله باب حدثني
إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه انه سمع أبا هريرة
رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل لبنى إسرائيل ادخلوا
الباب سجدا وقولوا حطة فبدلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا حبة
في شعرة حدثني إسحاق بن إبراهيم حدثنا روح بن عبادة حدثنا عوف عن
الحسن ومحمد وخلاس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان موسى كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شئ استحياء منه
فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا ما يستتر هذا التستر الا من عيب بجلده
اما برص واما أدرة واما آفة وان الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى فخلا يوما
وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل فلما فرغ اقبل إلى ثيابه ليأخذها وان
الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر فجعل يقول ثوبي حجر ثوبي حجر
حتى انتهى إلى ملا من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وأبرأه
129

مما يقولون وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعضاه فوالله ان
با لحجر لندبا من اثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا فذلك قوله يا أيها الذين آمنوا
لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها حدثنا
أبو الوليد حدثنا شعبة عن الأعمش قال سمعت أبا وائل قال سمعت عبد الله رضي الله عنه
قال قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسما فقال رجل ان هذه لقسمة ما أريد بها
وجه الله فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فغضب حتى رأيت الغضب
في وجهه ثم قال يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر باب
يعكفون على أصنام لهم متبر خسران ليتبروا يدمروا اما علوا ما غلبوا حدثنا
يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
ان جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
نجني الكباث وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالأسود منه فإنه
أطيبه قالوا أكنت ترعى الغنم قال وهل من نبي الا وقد رعاها باب
وإذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة الآية قال أبو العالية
عوان النصف بين البكر والهرمة فاقع صاف لا ذلول لم يذلها العمل تثير الأرض
ليست بذلول تثير الأرض ولا تعمل في الحرث مسلمة من العيوب لا شية بياض
صفراء إن شئت سوداء ويقال صفراء كقوله جمالات صفر فادارأتم اختلفتم
باب وفاة موسى وذكره بعد حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد
الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه فقال
أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت قال ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله
بما غطت يده بكل شعرة سنة قال أي رب ثم ماذا قال ثم الموت قال فالآن قال
فسأل الله ان يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر قال أبو هريرة رضي الله عنه
130

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت ثم لا ريتكم قبره إلى جانب الطريق
تحت الكثيب الأحمر * قال وأخبرنا معمر عن همام قال حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري
قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب ان أبا هريرة رضي الله عنه
قال استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود فقال المسلم والذي اصطفى
محمدا صلى الله عليه وسلم على العالمين في قسم يقسم به فقال اليهودي والذي اصطفى
موسى على العالمين فرفع المسلم عند ذلك يده فلطم اليهودي فذهب اليهودي إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره الذي كان من امره وأمر المسلم فقال لا تحيروني
على موسى فان الناس يصعقون فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب
العرش فلا أدرى أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله حدثنا
عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن حميد بن عبد
الرحمن ان أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتج آدم
وموسى فقال له موسى أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة فقال له آدم
أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ثم تلومني على امر قدر على قبل أن
أخلق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحج آدم موسى مرتين حدثنا
مسدد حدثنا حصين بن نمير عن حصين بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم يوما قال عرضت على
الأمم ورأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل هذا موسى في قومه باب
قول الله تعالى وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إلى قوله وكانت
من القانتين حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة
عن مرة الهمداني عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا آسية امرأة فرعون
131

ومريم بنت عمران وان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام
باب ان قارون كان من قوم موسى الآية * لتنوء لتثقل قال ابن عباس
أولى القوة لا يرفعها العصبة من الرجال يقال الفرحين المرحين ويكأن الله مثل
ألم تر ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر يوسع عليه ويضيق باب
قول الله تعالى والى مدين أخاهم شعيبا * إلى أهل مدين لان مدين بلد ومثله
واسأل القرية واسأل العير يعنى أهل القرية وأهل العير وراءكم ظهريا لم يلتفتوا
إليه يقال إذا لم يقض حاجته ظهرت حاجتي وجعلتني ظهريا قال الظهري ان
تأخذ معك دابة أو وعاء تستظهر به مكانتهم ومكانهم واحد يغنوا يعيشوا
يأيس يحزن آسى أحزن وقال الحسن انك لأنت الحليم الرشيد يستهزؤن به وقال
مجاهد ليكة الأيكة يوم الظلة اظلال العذاب عليهم باب قول الله
تعالى وان يونس لمن المرسلين إلى قوله وهو مليم قال مجاهد مذنب المشحون
الموقر فلولا انه كان من المسبحين الآية فنبذناه بالعراء بوجه الأرض وهو سقيم
وأنبتنا عليه شجرة من يقطين من غير ذات أصل الدباء ونحوه وأرسلناه إلى
مائة الف أو يزيدون فآمنوا فمتعنا هم إلى حين ولا تكن كصاحب الحوت إذ
نادى وهو مكظوم كظيم وهو مغموم حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان
قال حدثني الأعمش ح حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل
عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن أحدكم
انى خير من يونس زاد مسدد يونس بن متى حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة
عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال ما ينبغي لعبدان يقول انى خير من يونس بن متى ونسبه إلى أبيه حدثنا
يحيى بن بكير عن الليث عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن
الأعرج عن أبي هريرة قال بينما يهودي يعرض سلعته أعطى بها شيئا كرهه
132

فقال لا والذي اصطفى موسى على البشر فسمعه رجل من الأنصار فقام فلطم
وجهه وقال تقول والذي اصطفى موسى على البشر والنبي صلى الله عليه وسلم
بين أظهرنا فذهب إليه فقال أبا القاسم ان لي ذمة وعهدا فما بال فلان لطم
وجهي فقال لم لطمت وجهه فذكره فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى
رؤى في وجهه ثم قال لا تفضلوا بين أنبياء الله فإنه ينفخ في الصور فيصعق
من في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله ثم ينفخ فيه أخرى فأكون
أول من بعث فإذا موسى آخذ بالعرش فلا أدرى أحوسب بصعقته يوم الطور أم بعث قبلي ولا أقول إن أحدا أفضل من يونس بن متى حدثنا أبو الوليد
حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ينبغي لعبد أن يقول انا خير
من يونس بن متى باب واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر
إذ يعدون في السبت يتعدون يتجاوزون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم
شرعا شوارع إلى قوله كونوا قردة خاسئين باب قول الله تعالى وآتينا
داود زبورا الزبر الكتب واحدها زبور زبرت كتبت ولقد آتينا داود منا
فضلا يا جبال أو بي معه قال مجاهد سجى معه والطير وألنا له الحديد ان اعمل
سابغات الدروع وقدر في السرد المسامير والحلق ولا تدق المسمار فيتسلسل
ولا تعظم فيفصم افرغ انزل بسطة زيادة وفضلا واعملوا صالحا انى بما تعلمون
بصير حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خفف على داود عليه
السلام القرآن فكان يأمر بدوابه فتسرج فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه
ولا يأكل الا من عمل يده رواه موسى بن عقبة عن صفوان عن عطاء بن يسار
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يحيى بن بكير
133

حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب ان سعيد بن المسيب أخبره وأبا سلمة بن
عبد الرحمن ان عبد الله بن عمر ورضى الله تعالى عنهما قال أخبر رسول الله صلى الله
عليه وسلم انى أقول والله لا صو من النهار ولا قو من الليل ما عشت فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت الذي تقول والله لا صو من النهار ولا قومن
الليل ما عشت قلت قد قلته قال إنك لا تستطيع ذلك فصم وافطر وقم ونم وصم
من الشهر ثلاثة أيام فان الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر فقلت
انى أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله قال فصم يوما وافطر يومين قال قلت
انى أطيق أفضل من ذلك قال فصم يوما وافطر يوما وذلك صيام داود وهو
عدل الصيام قلت انى أطيق أفضل منه يا رسول الله قال لا أفضل من ذلك
حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا مسعر حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس
عن عباد لله بن عمر وبن العاص قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أنبأ
انك تقوم الليل وتصوم النهار فقلت نعم فقال فإنك إذا فعلت ذلك هجمت العين
ونفهت النفس صم من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صوم الدهر أو كصوم الدهر
قلت انى أجد بي قال مسعر يعنى قوة قال فصم صوم داود عليه السلام وكان يصوم
يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى باب أحب الصلاة إلى الله صلاة
داود وأحب الصيام إلى الله صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام
سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما قال على وهو قول عائشة ما الفاه السحر عندي
الا نائما حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمر وبن دينار عن عمر وبن
أوس الثقفي سمع عبد الله بن عمر وقال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
أحب الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما وأحب الصلاة
إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلاثة وينام سدسه باب
وإذ كر عبدنا داود ذا الأيد انه أواب إلى قوله وفصل الخطاب قال مجاهد الفهم
134

في القضاء وهل أتاك نبأ الخصم إلى ولا تشطط لا تسرف واهدنا إلى سواء الصراط
ان هذا اخى له تسع وتسعون نعجة يقال للمرأة نعجة ويقال لها أيضا شاة ولى
نعجة واحدة فقال أكفلنيها مثل وكفلها زكريا ضمها وعزني غلبني صار أعز
منى أعززته جعلته عزيزا في الخطاب يقال المحاورة قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك
إلى نعاجه وان كثيرا من الخلطاء الشركاء ليبغي إلى قوله إنما فتناه قال ابن
عباس اختبرناه وقرأ عمر فتناه بتشديد التاء فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب
حدثنا محمد حدثنا سهل بن يوسف قال سمعت العوام عن مجاهد قال قلت
لا بن عباس اسجد في ص فقرأ ومن ذريته داود وسليمان حتى أتى فبهداهم
اقتده فقال نبيكم صلى الله عليه وسلم ممن امر ان يقتدى بهم حدثنا موسى
ابن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال ليس ص من عزائم السجود ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد فيها
باب قول الله تعالى ووهبنا لداود سليمان نعم العبد انه أواب الراجع المنيب
وقوله هب لي ملكا لا ينبغي لا حد من بعدي وقوله واتبعوا ما تتلوا الشياطين
على ملك سليمان ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين
القطر أذبنا له عين الحديد ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه ومن يزغ منهم
عن أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب قال مجاهد بنيان
ما دون القصور وتماثيل وجفان كالجواب كالحياض للإبل وقال ابن عباس كالجوبة
من الأرض وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور فلما
قضينا عليه الموت ما دلهم على موته الا دابة الأرض الأرضة تأكل منسأته عصاه
فلما خر إلى قوله المهين حب الخير عن ذكر ربى من ذكر ربى فطفق مسحا بالسوق
والأعناق يمسح أعراف الخيل وعراقيها الأصفاد الوثاق وقال مجاهد الصافنات
صفن الفرس رفع احدى رجليه حتى تكون على طرف الحافر الجياد السراع جسدا
135

شيطانا رخاء طيبة حيث أصاب حيث شاء فامنن اعط بغير حساب بغير حرج
حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان عفريتا من الجن تفلت
البارحة ليقطع على صلاتي فأمكنني الله منه فأخذته فأردت أن اربطه على سارية
من سواري المسجد حتى تنظروا إليه كلكم فذكرت دعوة اخى سليمان رب
هب لي ملكا لا ينبغي لا حد من بعدي فرددته خاسئا عفريت متمرد من انس
أو جان مثل زبنية جماعتها الزبانية حدثنا خالد بن مخلد حدثنا مغيرة بن
عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال قال سليمان بن داود لا طوفن الليلة عن سبعين امرأة
تحمل كل امرأة فارسا يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه إن شاء الله فلم يقل
ولم تحمل شيئا الا واحدا ساقطا احدى شقيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم
لو قالها لجاهدوا في سبيل الله * قال شعيب وابن أبي الزناد تسعين وهو أصح
حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم التيمي عن أبيه
عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أول قال
المسجد الحرام قلت ثم أي قالم ثم المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما قال
أربعون ثم قال حيثما أدركتك الصلاة فصل والأرض لك مسجد حدثنا
أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن حدثه انه سمع أبا هريرة
رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثلي ومثل الناس
كمثل رجل استوقد نارا فجعل الفراش وهذه الدواب تقع في النار وقال كانت
امرأتان معهما ابناهما جاء الذئب فذهب بابن إحداهما فقالت صاحبتها إنما ذهب
بابنك وقالت الأخرى إنما ذهب بابنك فتحا كما إلى داود فقضى به للكبرى
فخرجتا على سليمان بن داود عليهما السلام فأخبرتاه فقال ائتوني بالسكين أشقه
136

بينهما فقالت الصغرى لا تفعل يرحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى قال
أبو هريرة رضي الله عنه والله ان سمعت بالسكين الا يومئذ وما كنا نقول
الا المدية باب قول الله تعالى ولقد آتينا لقمان الحكمة ان اشكر لله
إلى قوله ان الله لا يجب كل مختال فخور ولا تصعر الاعراض بالوجه حدثنا
أبو الوليد حدثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما
نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
أينا لم يلبس ايمانه بظلم فنزلت لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم حدثني
اسحق أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله
رضي الله عنه قال لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على
المسلمين فقالوا يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه قال ليس ذلك إنما هو الشرك
ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنى لا تشرك بالله ان الشرك لظلم
عظيم باب واضرب لهم مثلا أصحاب القرية الآية فعززنا قال مجاهد
شددنا وقال ابن عباس طائر كم مصائبكم باب قول الله تعالى ذكر
رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا قال رب انى وهن العظم منى
واشتعل الرأس شيبا إلى قوله لم نجعل له من قبل سميا قال ابن عباس مثلا يقال
رضيا مرضيا عتيا عصيا عتا يعتو قال رب انى يكون لي غلام وكانت امرأتي
عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا إلى قوله ثلاث ليال سويا ويقال صحيحا فخرج
على قومه من المحراب فأوحى إليهم ان سجوا بكرة وعشيا فأوحى فأشار يا يحيى
خذ الكتاب بقوة إلى قوله ويوم يبعث حيا حفيا لطيفا عاقرا الذكر والأنثى
سواء حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أنس بن مالك
عن مالك بن صعصعة ان نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسرى به
ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك
137

قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم فلما خلصت فإذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة
قال هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما فسلمت فردا ثم قالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي
الصالح باب قول الله تعالى وإذ كر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها
مكانا شرقيا وإذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة ان الله اصطفى
آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين إلى قوله يرزق من يشاء بغير
حساب قال ابن عباس وآل عمران المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران وآل
ياسين وآل محمد صلى الله عليه وسلم يقول إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه
وهم المؤمنون ويقال آل يعقوب أهل يعقوب فإذا صغروا آل ثم ردوه إلى
الأصل قالوا أهيل حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني سعيد
ابن المسيب قال قال أبو هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول ما من بني آدم مولود الا يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا
من مس الشيطان غير مريم وابنها ثم يقول أبو هريرة وانى أعيذها بك وذريتها
من الشيطان الرجيم باب وإذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك
وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي
مع الراكعين ذلك من انباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون
أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون يقال يكفل يضم
كفلها ضمها مخففة ليس من كفالة الديون وشبهها حدثنا أحمد بن أبي رجاء
حدثنا النضر عن هشام قال أخبرني أبي قال سمعت عبد الله بن جعفر قال سمعت
عليا رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خير نسائها مريم
ابنة عمران وخير نسائها خديجة باب قول الله تعالى إذ قالت الملائكة
يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم إلى قوله كن
فيكون يبشرك ويبشرك واحد وجيها شريفا وقال إبراهيم المسيح الصديق
138

وقال مجاهد الكهل الحليم والا كمه من يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل وقال
غير من يولد أعمى حدثنا آدم حدثنا شعبة عن عمر وبن مرة قال سمعت
مرة الهمداني بحدث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله
عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام كمل من الرجال
كثير ولم يكمل من النساء الا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون *
وقال ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثني سعيد بن المسيب ان
أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نساء
قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه على طفل وأرعاه على زوج في ذات يده
يقول أبو هريرة رضي الله عنه على اثر ذلك ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا
قط * تابعه ابن أخي الزهري واسحق الكلبي عن الزهري * قوله عز وجل
يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق إنما المسيح عيسى
ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله
ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله اله واحد سبحانه أن يكون له ولد له
ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا قال أبو عبيد كلمته كن فكان وقال
غيره وروح منه أحياه فجعله روحا ولا تقولوا ثلاثة حدثنا صدقة بن الفضل
حدثنا الوليد عن الأوزاعي حدثني عمير بن هاني قال حدثني جنادة بن أبي أمية
عن عبادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته
ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان
من العمل * قال الوليد حدثني ابن جابر عن عمير عن جنادة وزاد من أبواب
الجنة الثمانية أيها شاء باب وإذ كر في الكتاب مريم إذ انتبذت من
أهلها * فنبذناه ألقيناه اعتزلت شرقيا مما يلي الشرق فأجاءها أفعلت من جئت
139

ويقال ألجأها اضطرها تساقط تسقط قصيا قاصيا فريا عظيما قال ابن عباس نسيا
لم أكن شيئا وقال غيره النسى الحقير وقال أبو وائل علمت مريم ان التقى ذو نهية
حين قالت إن كنت تقيا وقال وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء
سريا نهر صغير بالسريانية حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا جرير بن خازم
عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لم يتكلم في المهد الا ثلاثة عيسى وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج
كان يصلى جاءته أمه فدعته فقال أجيبها أو اصلى فقالت اللهم لا تمته حتى تريه
وجوه المومسات وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة فكلمته فأبى
فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت من جريج فأتوه فكسروا
صومعته وأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال من أبوك يا غلام
فقال الراعي قالوا نبني صومعتك من ذهب قال لا الا من طين وكانت امرأة
ترضع ابنا لها من بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت اللهم
اجعل ابني مثله فترك ثديها واقبل على الراكب فقال اللهم لا تجعلني مثله ثم
اقبل على ثديها يمصه قال أبو هريرة رضي الله عنه كأني انظر إلى النبي صلى الله
عليه وسلم يمص إصبعه ثم مر بأمة فقالت اللهم لا تجعل ابني مثل هذه فترك
ثديها فقال اللهم اجعلني مثلها فقالت لم ذاك فقال الراكب جبار من الجبابرة
وهذه الأمة يقولون سرقت زنيت ولم يفعل حدثني إبراهيم بن موسى
أخبرنا هشام عن معمر وحدثني محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن
الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى بي لقيت موسى قال فنعته فإذا رجل
حسبته قال مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة قال ولقيت عيسى
فنعته النبي صلى الله عليه وسلم فقال ربعة احمر كأنما خرج من ديماس يعنى الحمام
140

ورأيت إبراهيم وانا أشبه ولده به قال واتيت بإنائين أحدهما لبن والآخر فيه
خمر فقيل لي خذ أيهما شئت فأخذت اللبن فشربته فقيل لي هديت الفطرة أو
أصبت الفطرة اما انك لو اخذت الخمر غوت أمتك حدثنا محمد بن كثير
أخبرنا إسرائيل أخبرنا عثمان بن المغيرة عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت عيسى وموسى وإبراهيم فاما عيسى
فاحمر جعد عريض الصدر واما موسى فآدم جسيم سبط كأنه من رجال الزط
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو ضمرة حدثنا موسى عن نافع قال عبد الله
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يوما بين ظهري الناس المسيح الدجال فقال إن الله
ليس باعور الا ان المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية واراني
الليلة عند الكعبة في المنام فإذا رجل آدم كأحسن ما يرى من ادم الرجال
تضرب لمته بين منكبيه رجل الشعر يقطر رأسه ماء واضعا يديه على منكبي
رجلين وهو يطوف بالبيت فقلت من هذا فقالوا هذا المسيح بن مريم ثم
رأيت رجلا وراءه جعدا قططا أعور عين اليمنى كأشبه من رأيت بابن قطن
واضعا يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت فقلت من هذا قالوا المسيح الدجال
تابعه عبيد الله عن نافع حدثنا أحمد بن محمد المكي قال سمعت إبراهيم بن
سعد قال حدثني الزهري عن سالم عن أبيه قال لا والله ما قال النبي صلى الله عليه
وسلم لعيسى احمر ولكن قال بينما انا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط
الشعر يهادى بين رجلين ينطف رأسه ماء أو يهراق رأسه ماء فقلت من هذا
قالوا ابن مريم فذهبت التفت فإذا رجل احمر جسيم جعد الرأس أعور عينه
اليمنى كأن عينه عنبة طافية قلت من هذا قالوا هذا الجال وأقرب الناس به شبها
ابن قطن * قال الزهري رجل من خزاعة هلك في الجاهلية حدثنا أبو اليمان
أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة ان أبا هريرة رضي الله عنه قال
141

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انا أولى الناس بابن مريم والأنبياء
أولاد علات ليس بيني وبينه نبي حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح بن سليمان
حدثنا هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا
والآخرة والأنبياء اخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد * وقال إبراهيم
ابن طهمان عن موسى بن عقبة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثنا عبد الله
ابن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال رأى عيسى بن مريم رجلا يسرق فقال له أسرقت
قال كلا والذي لا إله إلا هو فقال عيسى آمنت بالله وكذبت عيني حدثنا
الحميدي حدثنا سفيان قال سمعت الزهري يقول أخبرني عبيد الله بن عبد الله
عن ابن عباس سمع عمر رضي الله عنه يقول على المنبر سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم فإنما انا عبده فقولوا
عبد الله ورسوله حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا صالح بن حي
ان رجلا من أهل خراسان قال للشعبي فقال الشعبي أخبرني أبو بردة عن أبي
موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أدب
الرجل أمته فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها كان له
أجران وإذا آمن بعيسى ثم آمن بي فله أجران والعبد إذا اتقى ربه وأطاع مواليه
فله أجران حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن المغيرة بن النعمان عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم تحشرون حفاة عراة غرلا ثم قرأ كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا
انا كنا فاعلين فأول من يكسى إبراهيم ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين
142

وذات الشمال فأقول أصحابي فيقال انهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذر فارقتهم
فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم
فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد ان تعذبهم فإنهم
عبادك وان تعفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم * قال محمد بن يوسف الفربري
ذكر عن أبي عبد الله عن قبيصة قال هم المرتدون الذين ارتدوا على عهد أبى
بكر فقاتلهم أبو بكر رضي الله عنه باب نزول عيسى بن مريم عليهما
السلام حدثنا إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن
ابن شهاب ان سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ليوشكن ان ينزل فيكم ابن مريم حكما
عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله
أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ثم يقول أبو هريرة
رضي الله عنه واقرؤا ان شئتم وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته
ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا حدثنا ابن بكير حدثنا الليث عن يونس
عن ابن شهاب عن نافع مولى أبى قتادة الأنصاري ان أبا هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وامامكم
منكم * تابعه عقيل والأوزاعي (بسم الله الرحمن الرحيم) باب ما ذكر
عن بني إسرائيل حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك
ابن عمير عن ربعي بن حراش قال قال عقبة بن عمر ولحذيفة الا تحدثنا ما سمعت
من رسول الله صلى الله عليه وسلم قا انى سمعته يقول إن مع الدجال إذا خرج
ماء ونارا فاما الذي يرى الناس انها النار فماء بارد واما الذي يرى الناس انه ماء
بارد فنار تخرق فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يرى أنها نار فإنه عذب بارد
قال حذيفة وسمعته يقول إن رجلا كان فيمن كان قبلكم اتاه الملك ليقبض روحه
143

فقيل له هل عملت من خير قال ما اعلم قيل له انظر قال ما اعلم شيا غير انى كنت
أبايع الناس في الدنيا فأجازيهم فانظر الموسر وأتجاوز عن المعسر فأدخله الله
الجنة فقال وسمعته يقول إن رجلا حضره الموت فلما يئس من الحياة أوصى
أهله إذا انا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا وأوقدوا فيه نارا حتى إذا أكلت لحمي
وخلصت إلى عظمي فامتحشت فخذوها فاطحنوها ثم انظروا يوما راحا فاذروه
في اليم ففعلوا فجمعه فقال له لم فعلت ذلك قال من خشيتك فغفر الله له قال
عقبة بن عمرو وانا سمعته يقول ذلك وكان نباشا حدثنا بشر بن محمد أخبرنا
عبد الله أخبرني معمر ويونس عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله ان
عائشة وابن عباس رضي الله عنهم قالا لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم
طفق يطرح خميصة على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك
لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا
حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن فرات القزاز قال
سمعت أبا حازم قال قاعدت أبا هريرة رضي الله عنه خمس سنين فسمعته يحدث
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك
نبي خلفه نبي وانه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون قالوا فما تأمرنا قال
فوا ببيعة الأول فالأول أعطوهم حقهم فان الله سائلهم عما استرعاهم حدثنا
سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن أبي سعيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من قبلكم
شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا حجر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول الله
اليهود والنصارى قال فمن حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا عبد الوارث حدثنا
خالد عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه قال ذكروا النار والناقوس فذ كروا
اليهود والنصارى فأمر بلال ان يشفع الا ذان وان يوتر الإقامة حدثنا محمد بن
144

يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها
انها كانت تكره ان يجعل المصلى يده في خاصرته وتقول ان اليهود تفعله *
تابعه شعبة عن الأعمش حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن نافع عن
ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما أجلكم في أجل
من خلا من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس وإنما مثلكم ومثل
اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا فقال من يعمل لي إلى نصف النهار على
قيراط قيراط فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط ثم قال من يعمل لي
من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط فعملت النصارى من نصف
النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر إلى
مغرب الشمس على قيراطين قيراطين قالا الا فأنتم الذين يعلمون من صلاة العصر
إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين الا لكم الاجر مرتين فغضبت اليهود
والنصارى فقالوا نحن أكثر عملا وأقل عطاء قال الله هل ظلمتكم من حقكم
شيئا قالوا لا قال فإنه فضلي أعطيه من شئت حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
سفيان عن عمرو عن طاوس عن ابن عباس قال سمعت عمر رضي الله عنه يقول
قاتل الله فلانا ألم يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الله اليهود حرمت
عليهم الشحوم فجملوها فباعوها * تابعه جابر وأبو هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد أخبرنا الأوزاعي حدثنا
حسان بن عطية عن أبي كبشة عن عبد الله بن عمر وان النبي صلى الله عليه وسلم
قال بلغوا عنى ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب على
متعمدا فليتبوأ مقعده من النار حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني
إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال قال أبو سلمة بن عبد الرحمن ان
أبا هريرة رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن اليهود
145

والنصارى لا يصبغون فخالفوهم حدثنا محمد قال حدثني حجاج حدثني جرير
عن الحسن قال حدثنا جندب بن عبد الله في هذا المسجد وما نسينا منذ حدثنا
وما نخشى أن يكون جندب كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ
سكينا فخر بها يده فما رقأ الدم حتى مات قال الله تعالى بادرني عبدي بنفسه حرمت
عليه الجنة (حديث أبرص واقرع وأعمى في بني إسرائيل) حدثنا احمد
ابن إسحاق حدثنا عمر وبن عاصم حدثنا همام حدثنا إسحاق بن عبد الله قال حدثني
عبد الرحمن بن أبي عمرة ان أبا هريرة رضي الله عنه حدثه انه سمع النبي صلى الله
عليه وسلم ح وحدثني محمد حدثنا عبد الله بن رجاء أخبرنا همام عن إسحاق بن
عبد الله قال أخبرني عبد الرحمن بن أبي عمرة ان أبا هريرة رضي الله عنه حدثه
انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص
وأعمى واقرع بدا لله عز وجل ان يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص فقال
أي شئ أحب إليك قال لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس قال فمسحة
فذهب عنه فأعطى لونا حسنا وجلد حسنا فقال أي المال أحب إليك قال الإبل
أو قال البقر هو شك في ذلك أن الأبرص والأقرع قال أحدهما الإبل وقال
الآخر البقر فأعطى ناقة عشراء فقال يبارك لك فيها واتى الأقرع فقال أي شئ
أحب إليك قال شعر حسن ويذهب عنى هذا قد قذرني الناس قال فمسحه فذهب
وأعطى شعرا حسنا قال فأي المال أحب إليك قال البقر قال فأعطاه بقرة حاملا
وقال يبارك لك فيها واتى الأعمى فقال أي شئ أحب إليك قال يرد الله إلى بصرى
فأبصر به الناس قال فمسحه فرد الله إليه بصرة قال فأي المال أحب إليك قال الغنم
فأعطاه شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا فكان لهذا واد من إبل ولهذا واد من
بقر ولهذا واد من الغنم ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال رجل مسكين
146

تقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم الا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك
اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا تبلغ عليه في سفري فقال له ان الحقوق
كثيرة فقال له كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله
فقال لقد ورثت لكابر عن كابر فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت
واتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا فرد عليه مثل مارد
عليه هذا فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت واتى الأعمى في صورته
فقال رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم الا
بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري فقال قد كنت
أعمى فرد الله بصرى وفقيرا فقد أغناني فخ ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم
بشئ اخذته لله فقال امسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضى الله عنك وسخط
على صاحبيك (باب أم حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم)
الكهف الفتح في الجبل والرقيم الكتاب مرقوم مكتوب من الرقم ربطنا على
قلوبهم ألهمناهم صبرا شططا أفراطا الوصيد الفناء وجمعه وصائد ووصد ويقال
الوصيد الباب مؤصدة مطبقة آصد الباب وأوصد بعثناهم أحييناهم أزكى
أكثر ريعا فضرب الله على آذانهم فناموا رجما بالغيب لم يستبن وقال مجاهد
تقرضهم تتركهم (حديثا الغار) حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن
مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر
فأو وا إلى غار فانطبق عليهم فقال بعضهم لبعض انه والله يا هؤلاء لا ينجيكم الا
الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه فقال واحد منهم اللهم
ان كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي على فرق من أرز فذهب وتركه وانى
عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته فصار من امره انى اشتريت منه بقرا وانه
147

اتاني يطلب اجره فقلت له اعمد إلى تلك البقر فسقها فقال لي إنما لي عندك فرق
من أرز فقلت له اعمد إلى تلك البقر فإنها من ذلك الفرق فساقها فان كنت
تعلم انى فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساخت عنهم الصخرة فقال
الآخر اللهم ان كنت تعلم كان لي أبوان شيخان كبير ان وكنت آتيهما كل ليلة
بلبن غنم لي فأبطأت عليهما ليلة فجنت وقد رقدا وأهلي وعيالي يتضاغون من
الجوع فكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي فكرهت ان أوقظهما وكرهت
ان أدعهما فيستكنا لشربتهما فلم أزل انتظر حتى طلع الفجر فان كنت تعلم
انى فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساخت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى
السماء فقال الآخر اللهم ان كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم من أحب الناس إلى
وانى راودتها عن نفسها فأبت الا ان آتيها بمائة دينار فطلبتها حتى قدرت فأتيتها
بها فدفعتها إليها فأمكنتني من نفسها فلما قعدت بين رجليها قالت اتق الله ولا
تفض الخاتم الا بحقه فقمت وتركت المائة دينار فان كنت تعلم انى فعلت ذلك
من خشيتك ففرج عنا ففرج الله عنهم فخرجوا باب حدثنا أبو اليمان
أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن حدثه انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه
انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينا امرأة ترضع ابنها إذ مر
بها راكب وهي ترضعه فقالت اللهم لا تمت ابني حتى يكون مثل هذا فقال اللهم
لا تجعلني مثله ثم رجع في الثدي ومر بامرأة تجرر ويلعب بها فقالت اللهم
لا تجعل ابني مثلها فقال اللهم اجعلني مثلها فقال اما الراكب فإنه كافر واما
المرأة فإنهم يقولون لها تزني وتقول حسبي الله ويقولون تسرق وتقول حسبي الله
حدثنا سعيد بن تليد حدثنا ابن وهب قال أخبرني جرير بن حازم عن أيوب
عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغى من بغايا بني إسرائيل
148

فنزعت موقها فسقته فغفر لها به حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن
شهاب عن حميد بن عبد الرحمن انه سمع معاوية بن أبي سفيان عام حج على المنبر
فتناول قصة من شعر كانت في يدي حرسي فقال يا أهل المدينة أين علماؤكم
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذه ويقول إنما هلكت بنو
إسرائيل حين اتخذها نساؤهم حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم
ابن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون وانه إن كان في أمتي
هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن أبي عدى
عن شعبة عن قتادة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قا كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين انسانا ثم
خرج يسأل فأتى راهبا فسأله فقال له هل من توبة قال لا فقتله فجعل يسأل
فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا فأدركه الموت فناء بصدره نحوها فاختصمت
فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فأوحى الله إلى هذه ان تقربي وأوحى
إلى هذه ان تباعدي وقال قيسوا ما بينهما فوجد إلى هذه أقرب بشبر فغفر له
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي
سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة
الصبح ثم اقبل على الناس فقال بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضر بها فقالت
انا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحرث فقال الناس سبحان الله بقرة تكلم فقال فانى
أؤمن بهذا انا وأبو بكر وعمر وما هما ثم وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب
منها بشاة فطلب حتى كأنه استنقذها منه فقال له الذئب هذا استنقدتها منى
فمن لها يوم السبع يوم لا راعى لها غيري فقال الناس سبحان الله ذئب يتكلم
قال فانى أو من بهذا انا و أبو بكر وعمر وما هما ثم وحدثنا على حدثنا سفيان
149

عن مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم بمثله حدثنا إسحاق بن نصر أخبرنا عبد الرزاق عن معمر
عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اشترى
رجل من رجل عقارا له فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها
ذهب فقال له الذي اشترى العقار خذ ذهبك منى إنما اشتريت منك الأرض ولم
ابتع منك الذهب وقال الذي له الأرض إنما بعتك الأرض وما فيها فتحا كما إلى
رجل فقال الذي تحاكما إليه الكما ولد قال أحدهما لي غلام وقال الآخر لي
جارية قال انكحوا الغلام الجارية وأنفقوا على أنفسهما منه وتصدقا حدثنا
عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني مالك عن محمد بن المنكدر وعن أبي النضر
مولى عمر بن عبيد الله عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه انه سمعه يسأل
أسامة بن زيد ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعون فقال
أسامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعون رجس أرسل على طائفة من
بني إسرائيل أو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا
وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه قال أبو النضر لا يخرجكم الا فرارا
منه حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا داود بن أبي الفرات حدثنا عبد الله بن
بريدة عن يحيى بن يعمر عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت سألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرني انه عذاب يبعثه الله على من
يشاء وان الله جعله رحمه للمؤمنين ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده
صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه الا ما كتب الله له الا كان له مثل اجر شهيد
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
ان قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقال ومن يكلم فيها
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ومن يجترئ عليه الا أسامة بن زيد حب
150

رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب ثم قال إنما أهلك الذين قبلكم انهم
كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد
وأيم الله لو أن فاطمة ابنة محمد سرقت لقطعت يدها حدثنا آدم حدثنا شعبة
حدثنا عبد الملك بن ميسرة قال سمعت النزال بن سبرة الهلالي عن ابن مسعود
رضي الله عنه قال سمعت رجلا قرأ وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها
فجئت به النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فعرفت في وجهه الكراهية وقال
كلا كما محسن فلا تختلفوا فان من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا حدثنا عمر
ابن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني شقيق قال عبد الله كأني انظر
إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكى نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو
يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون حدثنا أبو
الوليد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا كان قبلكم رغسه الله مالا فقال لبنيه
لما حضر أي أب كنت لكم قالوا خير أب قال فانى لم اعمل خيرا قط فإذا مت
فأحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في يوم عاصف ففعلوا فجمعه الله عز وجل
فقال ما حملك قال مخافتك فتلقاه برحمته * وقال معاذ حدثنا شعبة عن قتادة قال
سمعت عقبة بن عبد الغافر سمعت أبا سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش
قال قال عقبة لحذيفة الا تحدثنا ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعته
يقول إن رجلا حضره الموت لما أيس من الحياة أوصى أهله إذا مت فاجمعوا لي
حطبا كثيرا ثم أوروا نارا حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فخذوها
فاطحنوها فذروني في اليم في يوم حار أو راح فجمعه الله فقال لم فعلت قال
151

خشيتك فغفر له * قال عقبة وانا سمعته يقول حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة
حدثنا عبد الملك وقال في يوم راح حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم
ابن سعد عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبه عن أبي هريرة رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان الرجل يداين الناس فكان يقول
لفتاه إذا اتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله ان يتجاوز عنا قال فلقى الله فتجاوز
عنه حدثني عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن حميد
ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
كان رجل يسرف على نفسه فلما حضره الموت قال لبنيه إذا انا مت فأحرقوني
ثم اطحنوني ثم ذروني في الريح فوالله لئن قدر على ربى ليعذبني عذابا ما عذبه
أحدا فلما مات فعل به ذلك فأمر الله تعالى الأرض فقال اجمعي ما فيك منه ففعلت
فإذا هن قائم فقال ما حملك على ما صنعت قال يا رب خشيتك حملتني فغفر له وقال
غيره مخافتك يا رب حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية بن أسماء
عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها ولا
سقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض حدثنا أحمد بن
يونس عن زهير حدثنا منصور عن ربعي بن حراش حدثنا أبو مسعود عقبة
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم
تستح فافعل ما شئت حدثنا آدم حدثنا شعبة عن منصور قال سمعت ربعي
ابن حراش يحدث عن أبي مسعود قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان مما أدرك
الناس من كلام النبوة إذا لم تستحى فاصنع ما شئت حدثنا بشر بن محمد أخبرنا
عبيد الله أخبرنا يونس عن الزهري أخبرني سالم ان ابن عمر حدثه ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به فهو يتجلجل
152

في الأرض إلى يوم القيامة * تابعة عبد الرحمن بن خالد عن الزهري حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب قال حدثني ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نحن الآخرون السابقون يوم
القيامة بيد كل أمة أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتينا من بعدهم فهذا اليوم
الذي اختلفوا فيه فغدا لليهود وبعد غد للنصارى على كل مسلم في كل سبعة أيام
يوم يغسل رأسه وجسده حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عمر وبن مرة
سمعت سعيد بن المسيب قال قدم معاوية بن أبي سفيان المدينة آخر قدمة قدمها
فخطبنا فأخرج كبة من شعر فقال ما كنت أرى ان أحدا يفعل هذا غير اليهود
ان النبي صلى الله عليه وسلم سماه الزور يعنى الوصال في الشعر * تابعة غندر عن
شعبة باب المناقب قول الله تعالى يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى
وجعلنا كم شعوبا وقبايل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم وقوله واتقوا الله
الذي تساءلون به والأرحام ان الله كان عليكم رقيبا وما ينهى عن دعوى الجاهلية
الشعوب النسب البعيد والقبائل دون ذلك حدثنا خالد بن يزيد الكاهلي
حدثنا أبو بكر عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا قال الشعوب القبائل العظام والقبائل البطون
حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال حدثني سعيد بن أبي
سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله من أكرم
الناس قال اتقاهم قالوا ليس عن هذا نسألك قال فيوسف نبي الله حدثنا قيس بن
حفص حدثنا عبد الواحد حدثنا كليب بن وائل قال حدثني ربيبة النبي صلى الله
عليه وسلم زينب ابنة أبى سلمة قال قلت لها أرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أكان
من مضر قالت فممن كان الا من مضر من بنى النضر بن كنانة حدثنا موسى
حدثنا عبد الواحد حدثنا كليب حدثتني ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم وأظنها
153

زينب قالت نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنتم والمقير والمزفت
وقلت لها أخبريني النبي صلى الله عليه وسلم ممن كان من مضر كان قالت فممن
كان الا من مضر كان من ولد النضر بن كناية حدثني إسحاق بن إبراهيم أخبرنا
جرير عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم
في الاسلام إذا فقهوا وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية
وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الناس تبع لقريش في هذا الشأن
مسلمهم تبع لمسلمهم وكافر هم تبع لكافر هم والناس معادن خيارهم في الجاهلية
خيارهم في الاسلام إذا فقهوا تجدون من خير الناس أشدهم كراهية لهذا
الشأن حتى يقع فيه باب حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة حدثني
عبد الملك عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما الا المودة في القربى قال فقال
سعيد بن جبير قربى محمد صلى الله عليه وسلم فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يكن بطن من قريش الا وله فيه قرابة فنزلت عليه الا ان تصلوا قرابة بيني
وبينكم حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس عن أبي
مسعود يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال من ههنا جاءت الفتن نحو المشرق
والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين أهل الوبر عند أصول أذناب الإبل والبقر
في ربيعة ومضر حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو
سلمة بن عبد الرحمن ان أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم
والايمان يمان والحكمة يمانية * قال أبو عبد الله سميت اليمن لأنها عن يمين
154

الكعبة والشأم عن يسار الكعبة والمشأمة الميسرة واليد اليسرى الشؤمى
والجانب الأيسر الأشأم باب مناقب قريش حدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب عن الزهري قال كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث انه بلغ معاوية وهو
عنده في وفد من قريش ان عبد الله بن عمر وبن العاص يحدث انه سيكون ملك
من قحطان فغضب معاوية فقام فأثنى على الله بما هو أهله قم قال اما بعد فإنه بلغني
ان رجالا منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله
صلى ا لله عليه وسلم فأولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها فانى
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن هذا الامر في قريش لا يعاديهم
أحد الا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين حدثنا أبو الوليد حدثنا عاصم
ابن محمد قال سمعت أبي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال هذا
الامر في قريش ما بقي منهم اثنان حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن
عقيل عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن جبير بن مطعم قال مشيت انا وعثمان
ابن عفان فقال يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا وإنما نحن وهم منك
بمنزلة واحدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما بنو هاشم وبنو المطلب شئ
واحد * وقال الليث حدثني أبو الأسود محمد عن عروة بن الزبير قال ذهب
عبد الله بن الزبير مع أناس من بنى زهرة إلى عائشة وكانت ارق شئ لقرابتهم
من رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سعد ح
قال يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن أبيه قال حدثني عبد الرحمن بن هرمز
الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وأشجع وغفار موالي ليس لهم مولى
دون الله ورسوله حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني أبو
الأسود عن عروة بن الزبير قال كان عبد الله بن الزبير أحب البشر إلى عائشة
155

بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وكان ابر الناس بها وكانت لا تمسك
شيئا مما جاءها من رزق الله تصدقت فقال ابن الزبير ينبغي ان يؤخذ على يديها
فقالت أيؤخذ على يدي على نذر ان كلمته فاستشفع إليها برجال من قريش
وبأخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة فامتنعت فقال له الزهريون
أخوال النبي صلى الله عليه وسلم منهم عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث
والمسور بن مخرمة إذا استأذنا فأقتحم الحجاب ففعل فأرسل إليها بعشر رقاب
فأعتقتهم ثم لم تزل تعتقهم حتى بلغت أربعين وقالت وددت انى جعلت حين
حلفت عملا أعمله فأفرغ منه باب نزل القرآن بلسان قريش حدثنا
عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن أنس ان عثمان
دعا زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث
ابن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا
اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل
بلسانهم ففعلوا ذلك باب نسبة اليمن إلى إسماعيل منهم أسلم بن أفصى
ابن حارثة بن عمر وبن عامر من خزاعة حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن يزيد
ابن أبي عبيد حدثنا سلمة رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
على قوم من أسلم يتناضلون بالسوق فقال ارموا بنى إسماعيل فان أباكم كان
راميا وانا مع بنى فلان لاحد الفريقين فأمسكوا بأيديهم فقال مالهم قالوا وكيف
نرمى وأنت مع بنى فلان قال ارموا وانا معكم كلكم باب حدثنا أبو
معمر حدثنا عبد الوارث عن الحسين عن عبد الله بن بريدة حدثني يحيى بن يعمر
ان أبا الأسود الديلي حدثه عن أبي ذر رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه
وسلم يقول ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه الا كفر ومن ادعى قوما
ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار حدثنا علي بن عياش حدثنا
156

حريز قال حدثني عبد الواحد بن عبيد الله النصري قال سمعت وائلة بن الأسقع
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من أعظم الفري ان يدعى الرجل إلى
غير أبيه أو يرى عينه ما لم تر أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل
حدثنا مسدد حدثنا حماد عن أبي حمرة قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما
يقول قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله
ان هذا الحي من ربيعه قد حالت بيننا وبينك كفار مضر فلسنا نخلص إليك الا
في كل شهر حرام فلو امرتنا بأمر نأخذه عنك ونبلغه من وراءنا قال آمر كم
بأربع وانها كم عن أربع الايمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وأقام الصلاة
وايتاء الزكاة وان تؤدوا إلى الله خمس ما غنمتم وانها كم عن الدباء والحنتم والنقير
والمزفت حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري عن سالم ان عبد الله بن
عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على
المنبر الا ان الفتنة ههنا يشير إلى المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان باب
ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن
سعد بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
النبي صلى الله عليه وسلم قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار وأشجع
موالي ليس لهم مولى دون الله ورسوله حدثنا محمد بن غرير الزهري حدثنا
يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح حدثنا نافع ان عبد الله أخبره ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال على المنبر غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله وعصية
عصت الله ورسوله حدثني محمد أخبرنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن
محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أسلم سالمها الله
وغفار غفر الله لها حدثنا قبيصة حدثنا سفيان وحدثني محمد بن بشار
حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي بكرة
157

عن أبيه قال النبي صلى الله عليه وسلم أرأيتم إن كان جهينة ومزينة وأسلم
وغفار خيرا من بنى تميم وبنى أسد ومن بنى عبد الله بن غطفان ومن بنى عامر بن
صعصعة فقال رجال خابوا وخسروا فقال هم خير من بنى تميم ومن بنى أسد ومن
بنى عبد الله بن غطفان ومن بنى عامر بن صعصعة حدثنا محمد بن بشار حدثنا
غندر حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب قال سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة
عن أبيه ان الأقرع بن حابس قال للنبي صلى الله عليه وسلم إنما تابعك سراق
الحجيج من أسلم وغفار ومزينة واحسبه وجهينة بن أبي يعقوب شك قال النبي
صلى الله عليه وسلم أرأيت إن كان أسلم وغفار ومزينة واحسبه وجهينة خيرا
من بنى تميم ومن بنى عامر وأسد وغطفان خابوا وخسروا قال نعم قال والذي
نفسي بيده انهم لخير منهم حدثنا سليمان بن حرب عن حماد عن أيوب عن
محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال أسلم وغفار وشئ من مزينة وجهينة
أو قال شئ من جهينة أو مزينة خير عند الله أو قال يوم القيامة من أسد وتميم
وهوازن وغطفان باب ابن أخت القوم ومولى القوم منهم حدثنا
سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال دعا النبي
صلى الله عليه وسلم الأنصار فقال هل فيكم أحد من غيركم قالوا لا الا ابن أخت لنا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أخت القوم منهم باب قصة
زمزم حدثنا زيد هو ابن أخزم قال أبو قتيبة سالم بن قتيبة حدثني مثنى
ابن سعيد القصير قال حدثني أبو جمرة قال قال لنا ابن عباس الا أخبركم باسلام
أبي ذر قال قلنا بلى قال قال أبو ذر كنت رجلا من غفار فبلغنا ان رجلا قد خرج
بمكة يزعم أنه بنى فقلت لأخي انطلق إلى هذا الرجل كلمه وائتني بخبره فانطلق
فلقيه ثم رجع فقلت ما عندك فقال والله لقد رأيت رجلا يأمر بأخير وينهى
عن الشر فقلت له لم تشفني من الخبر فأخذت جربا وعصا ثم أقبلت إلى مكة
158

فجعلت لا اعرفه واكره ان اسأل عنه واشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد
قال فمر بي على فقال كأن الرجل غريب قال قلت نعم قال فانطلق إلى المنزل قال
فانطلقت معه لا يسألني عن شئ ولا أخبره فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل
عنه وليس أحد يخبرني عنه بشئ قال فمر بي علي فقال اما نال للرجل يعرف منزله
بعد قال قلت لا قال انطلق معي قال فقال ما امرك وما أقدمك هذه البلدة قال
قلت له ان كتمت على أخبر تك قال فانى افعل قال قلت له بلغنا انه قد خرج
ههنا رجل يزعم أنه نبي فأرسلت اخى ليكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر
فأردت أن ألقاه فقال له اما انك قد رشدت هذا وجهي إليه فاتبعني ادخل حيث
ادخل فانى ان رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني اصلح نعلي وامض
أنت فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي صلى الله عليه وسلم
فقلت له أعرض على الاسلام فعرضه فأسلمت مكاني فقال لي يا أبا ذر اكتم هذا
الامر وارجع إلى بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل فقلت والذي بعثك بالحق
لا صرخن بها بين أظهرهم فجاء إلى المسجد وقريش فيه فقال يا معشر قريش انى
اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فقالوا قوموا إلى هذا
الصابئ فقاموا فضربت لا موت فأدركني العباس فأكب على ثم اقبل عليهم
فقال ويلكم تقتلون رجلا من غفار ومتجركم وممركم على غفار فاقلعوا عنى فلما ان
أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس فقالوا قوموا إلى هذا الصابي
فصنع مثل ما صنع بالأمس وأدركني العباس فأكب على وقال مثل مقالته
بالأمس قال فكان هذا أول اسلام أبي ذر رحمه الله باب ذكر قحطان
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن أبي
الغيث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم
الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه باب ما ينهى
159

من دعوى الجاهلية حدثنا محمد أخبرنا مخلد بن يزيد أخبرنا ابن جريج قال
أخبرني عمرو بن دينار انه سمع جابرا رضي الله عنه يقول غزونا مع النبي
صلى الله عليه وسلم وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتى كثروا وكان من
المهاجرين رجل لعاب فكسع أنصاريا فغضب الأنصاري غضبا شديدا حتى
تداعوا وقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فخرج النبي
صلى الله عليه وسلم ما بال دعوى أهل الجاهلية ثم قال ما شأنهم فأخبر بكسعة
المهاجري الأنصاري قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها خبيثة
وقال عبد الله بن أبي ابن سلول أقد تداعوا علينا لان رجعنا إلى المدينة ليخرجن
الأعز منها الأذل فقال عمرا لا تقتل يا رسول الله هذا الخبيث لعبد الله فقال النبي
صلى الله عليه وسلم لا يتحدث الناس انه كان يقتل أصحابه حدثني ثابت بن
محمد حدثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم و * عن سفيان عن زبيد عن إبراهيم
عن مسروق عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من ضرب
الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية باب قصة خزاعة حدثنا
إسحاق بن إبراهيم حدثنا يحيى بن آدم أخبرنا إسرائيل عن أبي حصين عن أبي
صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
عمر وبن لحى بن قمعة بن خندق أبو خزاعة حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب
عن الزهري قال سمعت سعيد بن المسيب قال البحيرة التي يمنع درها للطواغيت
ولا يحلبها أحد من الناس والسائبة التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها
شئ قال وقال أبو هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت عمر وبن عامر
ابن لحى الخزاعي يجر قصبه في النار وكان أول من سيب السوائب باب
قصة زمزم وجهل العرب حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر
160

عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا سرك ان تعلم جهل
العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة في سورة الأنعام قد خسر الذين قتلوا
أولادهم سفها بغير علم إلى قوله قد ضلوا و ما كانوا مهتدين باب
من انتسب إلى آبائه في الاسلام والجاهلية وقال ابن عمرو أبو هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم ان الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله وقال البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم
انا ابن عبد المطلب حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني
عمر وبن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت وانذر
عشيرتك الأقربين جعل النبي صلى الله عليه وسلم ينادى يا بنى فهر يا بنى عدى
ببطون قريش * وقال لنا قبيصة أخبرنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت وانذر عشيرتك الأقربين جعل النبي
صلى الله عليه وسلم يدعوهم قبائل قبائل حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب
أخبرنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه
وسلم قال يا بنى عبد مناف اشتروا أنفسكم من الله يا بنى عبد المطلب اشتروا
أنفسكم من الله يا أم الزبير بن العوام عمة رسول الله يا فاطمة بنت محمد اشتريا
أنفسكما من الله لا أملك لكما من الله شيئا سلاني من مالي ما شئتما باب
قصة الحبش وقول النبي صلى الله عليه وسلم يا بنى أرفدة حدثنا يحيى بن بكير
حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة ان أبا بكر رضي الله عنه
دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان والنبي صلى الله
عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم
عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى * وقالت
عائشة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وانا انظر إلى الحبشة وهم يلعبون
161

في المسجد فزجرهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعهم امنا بنى أرفدة
يعنى من الامن باب من أحب أن لا يسب نسبة حدثني عثمان بن أبي
شيبة حدثنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت استأذن
حسان النبي صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين قال كيف بنسبي فقال حسان
لأسلنك منهم كما تسل الشرعة من العجين * وعن أبيه قال ذهبت أسب حسان
عند عائشة فقالت لا تسبه فإنه كان ينافح عن النبي صلى الله عليه وسلم * قال
أبو الهيثم نفحت الدابة إذا رمحت بحوافرها ونفحه بالسيف إذا تناوله من بعيد
باب ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول الله عز وجل
ما كان محمد أبا أحد من رجالكم وقوله عز وجل محمد رسول الله والذين معه
أشداء على الكفار وقوله من بعدي اسمه احمد حدثنا إبراهيم بن المنذر قال
حدثني معن عن مالك عن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي خمسة أسماء انا محمد واحمد وانا
الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وانا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وانا العاقب
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تعجبون كيف يصرف
الله عنى شتم قريش ولعنهم يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وانا محمد باب
خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم حدثنا محمد بن سنان حدثنا سليم حدثنا
سعيد بن ميناء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارا فأكملها وأحسنها الا موضع لبنة
فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون ويقولون لولا موضع اللبنة حدثنا قتيبة بن
سعيد حدثنا بن إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة
رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن مثلي ومثل الأنبياء
162

من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله الا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس
يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال فأنا اللبنة وانا خاتم
النبيين باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عبد الله بن يوسف
حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها
ان النبي صلى الله عليه وسلم توفى وهو ابن ثلاث وستين * وقال ابن شهاب
وأخبرني سعيد بن المسيب مثله باب كنية النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم في السوق فقال رجل يا أبا القاسم فالتفت النبي صلى الله
عليه وسلم فقال سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي حدثنا محمد بن كثير أخبرنا
شعبة عن منصور عن سالم عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان
عن أيوب عن ابن سيرين قال سمعت أبا هريرة يقول قال أبو القاسم صلى الله
عليه وسلم سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي باب حدثني إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا الفضل بن موسى عن الجعيد بن عبد الرحمن رأيت السائب بن
يزيد ابن أربع وتسعين جلدا معتد لا فقال قد علمت ما متعت به سمعي وبصرى الا
بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ان خالتي ذهبت بي إليه فقالت يا رسول الله
ان ابن أختي شاك فادع الله قال فدعا لي صلى الله عليه وسلم باب خاتم
النبوة حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا حاتم عن الجعيد بن عبد الرحمن قال سمعت
السائب بن يزيد قال ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت
يا رسول الله ان ابن أختي وقع فمسح رأسي ودعا لي بالبركة وتوضأ فشربت من
وضوئه ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم بين كتفيه * قال ابن عبيد الله
الحجلة من حجل الفرس الذي بين عينية * قال إبراهيم بن حمزة مثل زر الحجلة
163

باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو عاصم عن عمر بن سعيد
ابن أبي حسين عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحرث قال صلى أبو بكر رضي الله عنه
العصر ثم خرج يمشي فرأى الحسن يلعب مع الصبيان فحمله على عاتقه وقال
بأبي شبيه بالنبي لا شبيه بعلى وعلى يضحك حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير
حدثنا إسماعيل عن أبي حجيفة رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
وكان الحسن يشبهه حدثني عمرو بن علي حدثنا ابن فضيل حدثنا إسماعيل بن أبي
خالد قال سمت أبا حجيفة رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
وكان الحسن بن علي عليهما السلام يشبهه قلت لأبي حجيفة صفه لي قال كان ابيض
قد شمط وأمر لنا النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث عشرة قلو صا قال فقبض النبي
صلى الله عليه وسلم قبل أن نقبضها حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل
عن أبي إسحاق عن وهب أبى حجيفة السوائي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
ورأيت بيضا من تحت شفته السفلى العنفقة حدثنا عصام بن خالد حدثنا حريز بن
عثمان انه سأل عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال أرأيت
النبي صلى الله عليه وسلم كان شيخا قال كان في عنفقته شعرات بيض حدثني
ابن بكير قال حدثني الليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن أبي
عبد الرحمن قال سمعت أنس بن مالك يصف النبي صلى الله عليه وسلم قال كان
ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا
آدم ليس بجعد قطط ولا سبط رجل انزل عليه وهو ابن أربعين فلبث بمكة
عشر سنين ينزل عليه وبالمدينة عشر سنين وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة
بيضاء قال ربيعة فرأيت شعرا من شعره فإذا هو احمر فسألت فقيل احمر من
الطيب حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي
عبد الرحمن عن أنس بن مالك رضي الله عنه انه سمعه يقول كان رسول الله
164

صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ولا بالأبيض الأمهق
وليس بالآدم وليس بالجعد القطط ولا بالسبط بعثه الله على رأس أربعين سنة
فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين فتوفاه الله وليس في رأسه ولحيته
عشرون شعرة بيضاء حدثنا أحمد بن سعيد أبو عبد الله حدثنا إسحاق بن
منصور حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنه خلقا ليس
بالطويل ولا بالقصير حدثنا أبو نعيم حدثنا همام عن قتادة قال سألت
انسا هل خضب النبي صلى الله عليه وسلم قال لا إنما كان شئ في صدغيه حدثنا
حفص بن عمر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضي الله عنهما
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعا بعيدا ما بين المنكبين له شعر يبلغ
شحمة أذنيه رأيته في حلة حمراء لم أر شيئا قط أحسن منه قال يوسف بن أبي إسحاق
عن أبيه إلى منكبيه حدثنا أبو نعيم حدثنا زهير عن أبي إسحاق قال
سئل البراء أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف قال لا بل مثل القمر
حدثنا الحسن بن منصور أبو علي حدثنا حجاج بن محمد الأعور بالمصيصة
حدثنا شعبة عن الحكم قال سمعت أبا حجيفة قال خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم بالهاجرة إلى البطحاء فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين
يديه عنزة وزاد فيه عون عن أبيه أبى حجيفة قال كان يمر من ورائها المارة وقام
الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم قال فأخذت بيده فوضعتها
على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك حدثنا عبدان
حدثنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال حدثني عبيد الله بن عبد الله عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأجود
ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل عليه السلام يلقاه في كل
165

ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير
من الريح المرسلة حدثنا يحيى حدثنا عبد الرزاق حدثنا ابن جريج قال أخبرني
ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
دخل عليها مرورا تبرق أسارير وجهه فقال ألم تسمعي ما قال المدلجي لزيد
وأسامة ورأي اقدامهما ان بعض هذه الاقدام من بعض حدثنا يحيى بن بكير
حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ان
عبد الله بن كعب قال سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن تبوك قال فلما
سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى كأن ه قطعة قمر وكنا
نعرف ذلك منه حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن
عمر وعن سعيد المقبري عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثت
من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى كنت فيه حدثنا
يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن
عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يسدل شعره وكان المشركون يفرقون رؤسهم فكان أهل الكتاب يسدلون
رؤسهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكباب
فيما لم يؤمر فيه بشئ ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه حدثنا
عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عبد الله بن عمرو
رضي الله عنهما قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وكان
يقول إن من خياركم أحسنكم أخلاقا حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك
عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها انها قالت ما خير
رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين الا اخذ أيسرهما ما لم يكن اثما
166

فإن كان اثما كان أبعد الناس منه ومنا انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه
الا ان تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن
ثابت عن أنس رضي الله عنه قال ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف النبي
صلى الله عليه وسلم ولا شممت ريحا قط أو عرفا قط أطيب من ريح أو عرف
النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن قنادة عن
عبد الله بن أبي عتبه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله
عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها حدثني محمد بن بشار حدثنا يحيى
وابن مهدي قال حدثنا شعبة مثله وإذا كره شيئا عرف في وجهه حدثني
علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قط ان اشتهاه اكله والا تركه
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بكر بن مضر عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج
عن عبد الله بن مالك ابن بحينة الأسدي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
سجد فرج بين يديه حتى نرى إبطيه قال وقال ابن بكير حدثنا بكر بياض إبطيه
حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة ان
انسا رضي الله عنه حدثهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه
في شئ من دعائه الا في الاستسقاء فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه
حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا محمد بن سابق حدثنا مالك بن مغول قال
سمعت عون بن أبي حجيفة ذكر عن أبيه قال دفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وهو بالأبطح في قبة كان بالهاجرة خرج بلال فنادى بالصلاة ثم دخل فأخرج
فضل وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقع الناس عليه يأخذون منه ثم
دخل فأخرج العنزة وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني انظر إلى وبيص
ساقيه فركز العنزة ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين يمر بين يديه الحمار
167

والمرأة حدثني الحسن بن الصباح البزار حدثنا سفيان عن الزهري عن
عروة عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث حدثنا
لوعده العاد لا حصاه * وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أنه قال أخبرني
عروة بن الزبير عن عائشة انها قالت الا يعجبك أبو فلان جاء فجلس إلى جانب
حجرتي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعني ذلك وكنت أسبح
فقام قبل أن اقضي سبحتي ولو أدركته لرددت عليه ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم باب كان النبي صلى الله عليه
وسلم تنام عينه ولا ينام قبله رواه سعيد بن ميناء عن جابر عن النبي صلى الله عليه
وسلم حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن سعيد المقبري عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن انه سأله عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم في رمضان قالت ما كان يزد في رمضان ولا في غيره على احدى
عشرة ركعة يصلى أربع ركعات فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلى أربعا
فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلى ثلاثا فقلت يا رسول الله تنام قبل أن توتر
قال تنام عيني ولا ينام قلبي حدثنا إسماعيل قال حدثني اخى عن سليمان عن
شريك بن عبد الله بن أبي نمر سمعت أنس بن مالك يحدثنا عن ليلة أسرى بالنبي
صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة جاء ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو
نائم في مسجد الحرام فقال أولهم أيهم هو فقال أوسطهم هو خير هم وقال
آخر هم خذوا خيرهم فكانت تلك فلم يرهم حتى جاؤوا ليلة أخرى فيما يرى
قبله والنبي صلى الله عليه وسلم نائمة عيناه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء تنام
أعينهم ولا تنام قلوبهم فتولاه جبريل ثم عرج به إلى السماء باب علامات
النبوة في الاسلام حدثنا أبو الوليد حدثنا سلم بن زرير سمعت أبا رجاء قال
حدثنا عمران بن حصين انهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير فأدلجوا
168

ليلتهم حتى إذا كان وجه الصبح عرسوا فغلبته أعينهم حتى ارتفعت الشمس
فكان أول من استيقظ من منامه أبو بكر وكان لا يوقظ رسول الله صلى الله
عليه وسلم من منامه حتى يستيقظ فاستيقظ عمر فقعد أبو بكر عند رأسه فجعل
يكبر ويرفع صوته حتى استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فنزل وصلى بنا الغداة
فاعتزل رجل من القوم لم يصل معنا فلما انصرف قال يا فلان ما يمنعك ان تصلى
معنا قال أصابتني جنابة فأمره ان يتيمم بالصعيد ثم صلى وجعلني رسول الله
صلى الله عليه وسلم في ركوب بين يديه وقد عطشنا عطشا شديدا فبينما نحن
نسير إذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين فقلنا لها أين الماء فقالت إنه
لا ماء قلنا كم بين أهلك وبين الماء قالت يوم وليلة فقلنا انطلقي إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم قالت وما رسول الله فلم نملكها من امرها حتى استقبلنا بها
النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته بمثل الذي حدثتنا غير أنها حدثته انها مؤتمة
فأمر بمزادتيها فمسح في العزلاوين فشربنا عطاشا أربعين رجلا حتى روينا فملأنا
كل قربة معنا وإداوة غير أنه لم نسق بعيرا وهي تكاد تنض من الملء ثم قال
هاتوا ما عندكم فجمع لها من الكسر والتمر حتى اتت أهلها قالت اتيت أسحر
الناس أو هو نبي كما زعموا فهدى الله ذلك الصرم بتلك المرأة فأسلمت واسلموا
حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدى عن سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه
قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم باناء وهو بالزوراء فوضع يده في الاناء
فجعل الماء ينبع من بين أصابعه فتوضأ القوم قال قتادة قلت لأنس كم كنتم قال
ثلاثمائة أو زهاء ثلاثمائة حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن إسحاق بن عبد الله
ابن أبي طلحة عن أنس بن مالك أنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحانت صلاة العصر فالتمس الوضوء فلم يجدوه فأتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بوضوء فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الاناء فأمر
169

الناس ان يتوضؤوا منه فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه فتوضأ الناس حتى
توضؤا من عند آخرهم حدثنا عبد الرحمن بن مبارك حدثنا حزم قال سمع
الحسن قال حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله عليه
وسلم في بعض مخارجه ومعه ناس من أصحابه فانطلقوا يسيرون فحضرت الصلاة
ولم يجدوا ماءا يتوضؤون فانطلق رجل من القوم فجاء بقدح من ماء يسير فأخذه
النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ ثم مد أصابعه الا ربع على القدح قم قال قوموا
فتوضؤا فتوضأ القوم حتى بلغوا فيما يريدون من الوضوء وكانوا سبعين أو
نحو حدثنا عبد الله بن منير سمع يزيد أخبرنا حميد عن أنس رضي الله عنه قال
حضرت الصلاة فقام من كان قريب الدار من المسجد يتوضأ وبقي قوم فأتى
النبي صلى الله عليه وسلم بمخضب من حجارة فيه ماء فوضع كفه فصغر المخضب
ان يبسط فيه كفه فضم أصابعه فوضعها في المخضب فتوضأ القوم كلهم جميعا
قلت كم كانوا قال ثمانون رجلا حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز
ابن مسلم حدثنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال عطش
الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة فتوضأ فجهش
الناس نحوه فقال مالكم قالوا ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب الا ما بين يديك
فوضع يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون فشربنا وتوضأنا
قلت كم كنتم قال لو كنا مائة الف لكفانا كنا خمس عشرة مائة حدثنا
مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال كنا يوم الحديبية
أربع عشرة مائة والحديبية بئر فنز حناها حتى لم نترك فيها قطرة فجلس النبي
صلى الله عليه وسلم على شفير البئر فدعا بماء فمضمض ومج في البئر فمكثنا غير
بعيد ثم استقينا حتى روينا وروت أو صدرت ركائبنا حدثنا عبد الله بن
يوسف أخبرنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة انه سمع أنس بن مالك
170

يقول قال أبو طلحة لام سليم لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ضعيفا اعرف فيه الجوع فهل عندك من شئ قالت نعم فأخرجت أقراصا من
شعير ثم أخرجت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي ولا ثنى
ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فذهبت به فو جدت
رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم فقال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم ا أرسلك أبو طلحة فقلت نعم قال بطعام قلت نعم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه قوموا فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالناس وليس عندنا ما نطعمهم فقالت الله ورسوله اعلم فانطلق أبو
طلحة حتى لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبو طلحة معه فقال رسول الله هلم يا أم سليم ما عندك فأتت بذلك الخبز فأمر به
رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت وعصرت أم سليم عكة فأدمته ثم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما شاء الله أن يقول ثم قال ائذن لعشرة فأذن
لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى
شبعوا ثم خرجوا ثم قال ائذن لعشرة فاذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا
ثم قال ائذن لعشرة فأكل القوم كلهم حتى شبعوا والقوم سبعون أو ثمانون
رجلا حدثني محمد بن المثنى حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا إسرائيل عن
منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنا نعد الآيات بركة وأنتم
تعدونها تخويفا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقل الماء فقال
اطلبوا فضلة من ماء فجاؤوا باناء فيه ماء قليل فادخل يده في الاناء ثم قال حي على
الطهور المبارك والبركة من الله فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل حدثنا أبو نعيم
171

حدثنا زكرياء قال حدثني عامر قال حدثني جابر ان أباه توفى وعليه دين فأتيت
النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ان أبى ترك عليه دينا وليس عندي الا ما يخرج
نخله ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه فانطلق معي لكيلا يفحش على الغرماء فمشى
حول بيدر من بيادر التمر فدعا ثم آخر ثم جلس عليه فقال انزعوه فأوفاهم
الذي لهم وبقي مثل ما عطاهم حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا معتمر عن أبيه
حدثنا أبو عثمان انه حدثه عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما ان أصحاب
الصفة كانوا أناسا فقراء وان النبي صلى الله عليه وسلم قال مرة من كان عنده
طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو
سادس أو كما قال وان أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة
وأبو بكر ثلاثة قال فهو انا وأبى وأمي ولا أدرى هل قال امرأتي وخادمي بين
بيتنا وبين بيت أبى بكر وان أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء
بعد ما مضى من الليل ما شاء الله قالت له امرأته ما حبسك عن أضيافك أو ضيفك
قال أو عشيتهم قالت أبوا حتى تجئ قد عرضوا عليهم فغلبوهم فذهبت فاختبأت
فقال يا غنثر فجدع وسب وقال كلوا وقال لا أطعمه ابدا قال وأيم الله ما كنا
كانت قبل فنظر أبو بكر فإذا شئ أو أكثر قال لامرأته يا أخت بنى فراس
قالت لا وقرة عيني لهى الآن أكثر مما قبل بثلاث مرات فأكل منها أبو بكر
وقال إنما كان الشيطان يعنى يمينه ثم اكل منها لقمة ثم حملها إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فأصبحت عنده وكان بيننا وبين قوم عهد فمضى الا جل فعرفنا اثنا
عشر رجلا مع كل رجل منهم أناس الله اعلم كم مع كل رجل غير أنه بعث
معهم قال أكلوا منها أجمعون أو كما قال وغيرهم يقول فتفرقنا حدثنا مسدد
172

حدثنا حماد عن عبد العزيز عن أنس وعن يونس عن ثابت عن أنس رضي الله عنه
قال أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا هو
يخطب يوم جمعة إذا قام رجل فقال يا رسول الله هلكت الكراع هلكت الشاء
فادع الله يسقينا فمد يديه ودعا قال أنس وان السماء كمثل الزجاجة فهاجت
ريح أنشأت صحابا ثم اجتمع ثم أرسلت السماء عزاليها فخرجنا نخوض الماء حتى
اتينا منازلنا فلم نزل نمطر إلى الجمعة الأخرى فقام إليه ذلك الرجل أو غيره
فقال يا رسول الله تهدمت البيوت فادع الله يحبسه فتبسم ثم قال حوالينا ولا
علينا فنظرت إلى السحاب تصدع حول المدينة كأنه إكليل حدثنا محمد بن
المثنى حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان حدثنا أبو حفص واسمه عمر بن العلاء أخو
أبى عمر وبن العلاء قال سمعت نافعا عن ابن عمر رضي الله عنهما كان النبي صلى الله
عليه وسلم يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحن الجذع فأتاه فمسح
يده عليه وقال عبد الحميد أخبرنا عثمان بن عمر أخبرنا معاذ بن العلاء عن نافع
بهذا * ورواه أبو عاصم عن ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله
عليه وسلم حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال سمعت أبي عن جابر بن
عبد الله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى
شجرة أو نخلة فقالت امرأة من الأنصار أو رجل يا رسول الله الا نجعل لك
منبرا قال إن شئتم فاجعلوا له منبرا فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر فصاحت
النخلة صياح الصبي ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمه إليه تأن أنين الصبي
الذي يسكن قال كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها حدثنا
إسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال أخبرني
حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك انه سمع جابر بن عبد الله يقول كان المسجد
مسقوفا على جذوع من نخل فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم
173

إلى جذع منها فلما صنع له المنبر وكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت
العشار حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسكنت حدثنا
محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدى عن شعبة حدثني بشر بن خالد حدثنا محمد
عن شعبة عن سليمان سمعت أبا وائل يحدث عن حذيفة ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال أيكم يحفظ قوله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة فقال حذيفة
انا احفظ كما قال قال هات انك لجرئ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة
الرجل في أهله وماله وجارة تكفرها الصلاة والصدقة والامر بالمعروف
والنهى عن المنكر قال ليست هذه ولكن التي تموج كموج البحر قال يا أمير
المؤمنين لا بأس عليك منها ان بينك وبينها بابا مغلقا قال يفتح الباب أو يكسر
قال لا بل يكسر قال ذاك أحرى أن لا يغلق قلنا علم الباب قال نعم كما أن دون
غد الليلة انى حدثته حديثا ليس بالأغاليط فهبنا ان نسأله وأمرنا مسروقا
فسأله فقال من الباب قال عمر حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد
عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة
حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر وحتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه
ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة وتجدون من خير الناس أشدهم
كراهية لهذا الامر حتى يقع فيه والناس معادن خيار هم في الجاهلية خيار هم
في الاسلام وليأتين على أحدكم زمان لان يراني أحب إليه من أن يكون له
مثل أهله وماله حدثني يحيى حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي
هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا
خوزا وكرمان من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين كأن
وجوههم المجان المطرقة نعالهم الشعر * تابعه غيره عن عبد الرزاق حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال قال إسماعيل أخبرني قيس قال اتينا أبا هريرة
174

رضي الله عنه فقال صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين لم أكن
في سنى أحرص على أن أعي الحديث منى فيهن سمعته يقول وقال هكذا بيده بين
يدي الساعة تقاتلون قوما نعالهم العشر وهو هذا البارز * وقال سفيان مرة
وهم أهل البازر حدثنا سليمان بن حرب حدثنا جرير بن حازم سمعت
الحسن يقول حدثنا عمر وبن تغلب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول بين يدي الساعة تقاتلون قوما ينتعلون الشعر وتقاتلون قوما كأن
وجوههم المجان المطرقة حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري
قال أخبرني سالم بن عبد الله ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم حتى يقول
الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان
عن عمر وعن جابر عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
يأتي على الناس زمان يغزون فيقال فيكم من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيقولون نعم فيفتح عليهم ثم يغزون فيقال لهم هل فيكم من صحب من صحب
الرسول صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم حدثني محمد بن الحكم أخبرنا
النضر أخبرنا إسرائيل أخبرنا سعد الطائي أخبرنا محل بن خليفة عن عدى بن
حاتم قال بينا انا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا اتاه رجل فشكا إليه الفاقة ثم
اتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل فقال يا عدي هل رأيت الحيرة قلت لم أرها
وقد أنبئت عنها قال فان طالت بك حياة لتر ين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى
تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا الا الله قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دعار
طيئ الذين قد سعروا البلاد ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى قلت
كسرى بن هرمز قال كسرى بن هرمز ولئن طالت بك حياة لترين الرجل
يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله
175

منه وليلقين أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له فيقولن
ألم ابعث إليك رسولا فيبلغك فيقول بلى فيقول ألم أعطك ما لا وأفضل
عليك فيقول بلى فينظر عن يمينه فلا يرى الا جهنم وينظر عن يساره فلا يرى
الا جهنم قال عدى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اتقوا النار ولو
بشقة تمرة فمن لم يجد شقة تمرة فبكلمة طيبة قال عدى فرأيت الظعينة ترتحل
من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف الا الله وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى
ابن هرمز ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم
يخرج ملء كفه حدثني عبد الله بن محمد حدثنا أبو عاصم أخبرنا سعدان بن
بشر حدثنا أبو مجاهد حدثنا محل بن خليفة سمعت عديا كنت عند النبي صلى الله
عليه وسلم حدثني سعيد بن شرحبيل حدثنا ليث عن يزيد عن أبي الخير عن
عقبة بن عامر ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته
على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال إني فرطكم وانا شهيد عليكم انى والله
لأنظر إلى حوضي الآن وانى قد أعطيت خزائن مفاتيح الأرض وانى والله
ما أخاف بعدي ان تشركوا ولكن أخاف ان تنافسوا فيها حدثنا أبو نعيم
حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن أسامة رضي الله عنه قال أشرف
النبي صلى الله عليه وسلم على اطم من الآطام فقال هل ترون ما أرى انى أرى
الفتن تقع خلال بيوتكم مواقع القطر حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن
الزهري قال حدثني عروة بن الزبير ان زينب ابنة أبى سلمة حدثته ان أم حبيبة
بنت أبي سفيان حدثتها عن زينب بنت جحش ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل
عليها فزعا يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من
ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وحلق بإصبعه وبالتي تليها فقالت زينب فقلت
يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث * وعن الزهري
176

حدثتني هند بنت الحرث ان أم سلمة قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال
سبحان الله ما ذا انزل من الخزائن وما ذا انزل من الفتن حدثنا أبو نعيم حدثنا
عبد العزيز بن أبي سلمة بن الماجشون عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال لي انى أراك تحب الغنم وتتخذها فأصلحها
وأصلح رعامها فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي على الناس
زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم يتبع بها شعف الجبال أو سعف الجبال
في مواقع القطر يفر بدينه من الفتن حدثنا عبد العزيز الا ويسئ حدثنا إبراهيم
عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن ابن المسيب وأبى سلمة بن عبد الرحمن ان
أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون فتن القاعد
فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ومن يشرف
لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذبه * وعن ابن شهاب حدثني أبو بكر
ابن عبد الرحمن بن الحرث عن عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود عن نوفل بن معاوية
مثل حديث أبي هريرة هذا الا ان أبا بكر يزيد من الصلاة صلاة من فاتته فكأنما
وتر أهله وماله حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن زيد بن
وهب عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ستكون اثرة وأمور
تنكرونها قالوا يا رسول الله فما تأمر نا قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله
الذي لكم حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم حدثنا
أبو أسامة حدثنا شعبة عن أبي التياح عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلك الناس هذا الحي من قريش قالوا
فما تأمر نا قال لو أن الناس اعتزلوهم * قال محمود حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة
عن أبي التياح سمعت أبا زرعة حدثنا أحمد بن محمد المكي حدثنا عمر وبن
يحيى بن سعيد الأموي عن جده قال كنت مع مروان وأبي هريرة فسمعت
177

أبا هريرة يقول سمعت الصادق المصدوق يقول هلاك أمتي على يدي غلمة
من قريش فقال مروان غلمة قال أبو هريرة إن شئت ان أسميهم بنى فلان وبنى
فلان حدثنا يحيى بن موسى حدثنا الوليد قال حدثني ابن جابر قال حدثني
بسر بن عبيد الله الحضر مى قال حدثني أبو إدريس الخولاني انه سمع حذيفة بن
اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت
أسأله عن الشر مخافة ان يدركني فقلت يا رسول الله أنال كنا في جاهلية وشر
فجاء نا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت وهل بعد هذا الشر
من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يهدون بغير هديي تعرف
منهم وتنكر قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة إلى أبواب جهنم
من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا فقال هم من جلدتنا
ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني ان أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين
واما مهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا امام قال فاعتزل تلك الفرق كلها
ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدر كك الموت وأنت على ذلك حدثني محمد
ابن المثنى حدثني يحيى بن سعيد عن إسماعيل حدثني قيس عن حذيفة رضي الله عنه
قال تعلم أصحابي الخير وتعلمت الشر حدثنا الحكم بن نافع حدثنا شعيب عن
الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ان أبا هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان دعواهما
واحدة حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى
يقتتل فئتان فيكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة ولا تقوم الساعة حتى
يبعث دجالون كذابون قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله حدثنا
أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ان
178

أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يقسم قسما إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بنى تميم فقال يا رسول الله
أعدل فقال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل
فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه فاضرب عنقه فقال دعه فان له أصحابا يحقر
أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤن القرآن لا يجاوز
تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد
فيه شئ ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه
فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شئ قد سبق الفرث والدم
آيتهم رجل اسود احدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر
ويخرجون على حين فرقة من الناس * قال أبو سعيد فأشهد انى سمعت هذا
الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم واشهد ان علي بن أبي طالب قاتلهم
وانا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتى به حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله
عليه وسلم الذي نعته حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن
خيثمة عن سويد بن غفلة قال قال على إذا حدثتكم عن رسول الله عليه
وسلم فلان اخر من السماء أحب إلى من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما
بيني وبينكم فان الحرب خدعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول
البرية يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية لا تجاوز ايمانهم حناجر هم
فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فان قتلهم اجر لمن قتلهم يوم القيامة حدثني محمد
ابن المثنى حدثني يحيى عن إسماعيل حدثنا قيس عن خباب بن الأرت قال شكونا
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له
الا تستنصر لنا الا تدعو الله لنا قال كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض
179

فيجعل فيه فيجاء بالميشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه
ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظيم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه
والله ليتمن هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف الا
الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون حدثنا علي بن عبد الله حدثنا از هر بن
سعد حدثنا ابن عون قال أنبأني موسى بن أنس عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان
النبي صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس فقال رجل يا رسول الله انا اعلم لك
علمه فأتاه فوجده جالسا في بيته منكسا رأسه فقال ما شأنك فقال شر كان يرفع
صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله وهو من أهل النار
فأتى الرجل فأخبره أنه قال كذا وكذا فقال موسى بن أنس فرجع المرة الآخرة
ببشارة عظيمة فقال اذهب إليه فقل له انك لست من أهل النار ولكن من أهل
الجنة حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمعت البراء
ابن عازب رضي الله عنهما يقول قرأ رجل الكهف وفي الدار الدابة فجعلت
تنفر فسلم فإذا ضبابة أو سحابة غشيته فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فقال
اقرأ فلان فإنها السكينة نزلت للقرآن أو تنزلت للقرآن حدثنا محمد بن
يوسف حدثنا أحمد بن يزيد بن إبراهيم أبو الحسن الحراني حدثنا زهير بن
معاوية حدثنا أبو إسحاق سمعت البراء بن عازب يقول جاء أبو بكر رضي الله عنه
إلى أبي في منزله فاشترى منه رحلا فقال لعازب ابعث ابنك يحمله معي قال فحملته
معه وخرج أبى ينتقد ثمنه فقال له أبى يا أبا بكر حدثني كيف صنعتما حين سريت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم أسرينا ليلتنا ومن الغد حتى قام قائم
الظهيرة وخلا الطريق لا يمر فيه أحد فرفعت لنا صخرة طويلة لها ظل لم تأت
عليه الشمس فنز لنا عنده وسويت النبي صلى الله عليه وسلم مكانا بيدي ينام عليه
وبسطت فيه فروة وقلت نم يا رسول الله وانا انفض لك ما حولك فنام
180

وخرجت انفض ما حوله فإذا انا براع مقبل بغنمه إلى الصخرة يريد منها مثل
الذي أردنا فقلت لمن أنت يا غلام فقال لرجل من أهل المدينة أو مكة قلت
أفي غنمك لبن قال نعم قلت أفتحلف قال نعم فأخذ شاة فقلت انفض الضرع من
التراب والشعر والقذى قال فرأيت البراء يضرب احدى يديه على الأخرى
ينفض فحلب في قعب كثبة من لبن ومعي إداوة حملتها للنبي صلى الله عليه وسلم
يرتوي منها يشرب ويتوضأ فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فكرهت ان أوقظه
فوافقته حين استيقظ فصببت من الماء على اللبن حتى برد أسفله فقلت اشرب
يا رسول الله قال فشرب حتى رضيت ثم قال ألم يأن للرحيل قلت بلى قال
فارتحلنا بعدما مالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك فقلت اتينا يا رسول الله
فقال لا تحزن ان الله معنا فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فارتطمت به فرسه
إلى بطنها أرى في جلد من الأرض شك زهير فقال إني أراكما قد دعوتما على
فادعوا لي فالله لكما ان أرد عنكما الطلب فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فنجا
فجعل لا يلقى أحدا الا قال كفيتكم ما هنا فلا يلقى أحدا الا رده قال ووفى لنا
حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن مختار حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن
عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل على اعرابي يعوده فقال
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال لا بأس ظهور
إن شاء الله فقال له لا بأس طهور إن شاء الله قال قلت طهور كلا بل هي حمى
تفور أو تثور على شيخ كبير تزيره القبور فقال النبي صلى الله عليه وسلم فنعم
إذا حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه
أنه قال كان رجل نصرانيا فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران فكان يكتب
النبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانيا فكان يقول ما يدرى محمد الا ما كتبت
له فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد واصابه
181

لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه فحفر واله فأعمقوا فأصبح وقد لفظته
الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه
خارج القبر فحفروا له فأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبح قد لفظته
الأرض فعلموا انه ليس من الناس فألقوه حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث
عن يونس عن ابن شهاب قال وأخبرني ابن المسيب عن أبي هريرة أنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا
هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفس محمد بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة رفعه
قال إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده
وذكر وقال لتنفقن كنوز هما في سبيل الله حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب
عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول إن
جعل لي محمد الامر من بعده تبعته وقدمها في بشر كثير من قومه فأقبل
إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس وفي يد رسول الله
صلى الله عليه وسلم قطعة جريد حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال لو سألتني
هذه القطعة ما أعطيتكها ولن تعدو امر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله
وانى لا رآك الذي أريت فيك ما رأيت فأخبرني أبو هريرة ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال بينما انا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني
شأنهما فأوحى إلى في المنام ان انفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين
يخرجان بعدي فكان أحدهما العنسي والآخر مسيلة الكذاب صاحب اليمامة
حدثني محمد بن العلاء حدثنا حماد بن أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن
جده أبى بردة عن أبي موسى أراه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت في المنام
182

انى أهاجر من مكة إلى ارض بها نخل فذهب وهلى إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا
هي المدينة يثرب ورأيت في رؤياي هذه انى هززت سيفا فانقطع فإذا
هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد ثم هززته بأخرى فعاد أحسن ما كان فإذا
هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين ورأيت فيها بقرا والله خير فإذا هم
المؤمنون يوم أحد وإذا الخير ما جاء الله من الخير وثواب الصدق الذي آتانا الله
بعد يوم بدر حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا عن فراس عن عامر عن مسروق
عن عائشة رضي الله عنها قالت أقبلت فاطمة تمشى كأن مشيتها مشى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم مرحبا يا بنتي ثم أجلسها عن يمينه
أو عن شماله ثم أسر إليها حديثا فبكت فقلت لها لم تبكين ثم أسر إليها حديثا
فضحكت فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن فسألتها عما قال فقالت
ما كنت لا فشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض النبي صلى الله
عليه وسلم فسألتها فقالت أسر إلى أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة
مرة وانه عارضني العام مرتين ولا أراه الا حضر أجلى وانك أول أهل بيتي
لحاقا بي فبكيت فقال اما ترضين ان تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء
المؤمنين فضحكت لذلك حدثني يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه
عن عروة عن عائشة رضي الله عنها انها قالت دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة
ابنته في شكواه الذي قبض فيه فسارها بشئ فبكت ثم دعاها فسارها فضحكت
قالت فسألتها عن ذلك فقالت سارني النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني انه
يقبض في وجعه الذي توفى فيه فبكيت ثم سارني فأخبرني انى أول أهل بيته
اتبعه فضحكت حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد
ابن جبير عن ابن عباس قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدنى ابن عباس
فقال له عبد الرحمن بن عوف ان لنا أبناء مثله فقال إنه من حيث تعلم فسأل
183

عمر ابن عباس عن هذه الآية إذا جاء نصر الله والفتح فقال أجل رسول الله
صلى الله عليه وسلم اعلمه إياه قال ما اعلم منها الا ما تعلم حدثنا أبو نعيم حدثنا
عبد الرحمن بن سليمان بن حنظلة بن الغسيل حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه بملحفة
قد عصب بعصابة دسماء حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اما
بعد فان الناس يكثرون ويقل الأنصار حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام
فمن ولى منكم شيئا يضر فيه قوما وينفع فيه آخرين فليقبل من محسنهم ويتجاوز
عن مسيئهم فكان آخر مجلس جلس به النبي صلى الله عليه وسلم حدثني عبد الله
ابن محمد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا حسين الجعفي عن أبي موسى عن الحسن عن أبي
بكرة رضي الله عنه قال اخرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم الحسن
فصعد به المنبر فقال ابني هذا سيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن
أنس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نعى جعفرا وزيدا قبل أن
يجئ خبر هم وعيناه تذرفان حدثني عمر وبن عباس حدثنا ابن مهدي
حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله
عليه وسلم هل لكم من أنماط قلت وانى يكون لنا الأنماط قال اما انه سيكون لكم
الأنماط فأنا أقول لها يعنى امرأته أخرى عنا أنماطك فتقول ألم يقل النبي
صلى الله عليه وسلم انها ستكون لكم الأنماط فأدعها حدثني أحمد بن إسحاق
حدثنا عبد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال انطلق سعد بن معاذ معتمرا قال فنزل
على أمية بن خلف أبى صفوان وكان أمية إذا انطلق إلى الشأم فمر بالمدينة نزل
على سعد فقال أمية لسعد انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت
184

فطفت فبينا سعد يطوف إذا أبو جهل فقال من هذا الذي يطوف بالكعبة
فقال سعد انا سعد فقال أبو جهل تطوف بالكعبة آمنا وقد آويتم محمدا
وأصحابه فقال نعم فتلاحيا بينهما فقال أمية لسعد لا ترفع صوتك على أبي الحكم
فإنه سيد أهل الوادي ثم قال سعد والله لئن منعتني ان أطوف بالبيت لا قطعن
متجرك بالشأم قال فجعل أمية يقول لسعد لا ترفع صوتك وجعل يمسكه فغضب
سعد فقال دعنا عنك فانى سمعت محمد ا صلى الله عليه وسلم يزعم أنه قاتلك قال
إياي قال نعم قال والله ما يكذب محمد إذا حدث فرجع إلى امرأته فقال اما
تعلمين ما قال لي اخى اليثربي قالت وما قال قال زعم أنه سمع محمدا يزعم أنه قاتلي
قالت فوالله ما يكذب محمد قال فلما خرجوا إلى بدر وجاء الصريخ قالت له امرأته
اما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي قال فأراد أن لا يخرج فقال له أبو جهل
انك من اشراف الوادي فسر يوما أو يومين فسار معهم يومين فقتله الله
حدثني عبد الرحمن بن شيبة حدثنا عبد الرحمن بن المغيرة عن أبيه عن موسى
ابن عقبة عن سالم بن عبد الله عن عبد الله رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال رأيت الناس مجتمعين في صعيد فقام أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين
وفي بعض نزعه ضعف والله يعفر له ثم اخذها عمر فاستحالت بيده عربا فلم
أر عبقريا في الناس يفرى فريه حتى ضرب الناس بعطن * وقال همام عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فنزع أبو بكر ذنوبين حدثني عباس بن
الوليد النرسي حدثنا معتمر قال سمعت أبي حدثنا أبو عثمان قال أنبئت ان جبريل
عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة فجعل يحدث ثم قام فقال
النبي صلى الله عليه وسلم لام سلمة من هذا أو كما قال قال قالت هذا دحية قالت أم
سلمة أيم الله ما حسبته الا إياه حتى سمعت خطبة نبي الله صلى الله عليه وسلم يخبر
عن جبريل أو كما قال قال فقلت لأبي عثمان ممن سمعت هذا قال من أسامة بن زيد
185

(بسم الله الرحمن الرحيم) باب قول الله تعالى يعرفونه كما يعرفون
أبناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون حدثنا عبد الله بن
يوسف أخبرنا مالك بن أنس عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان
اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ان رجلا منهم
وامرأة زنيا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجدون في التوراة في شأن
الرجم فقالوا نفضحهم ويجلدون فقال عبد الله بن سلام كذبتم ان فيها الرجم فأتوا
بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها
فقال له عبد الله بن سلام ارفع يدك فرفع يده فإذا فيها آية الرجم فقالوا صدق
يا محمد فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما قال عبد الله
فرأيت الرجل يجنأ على المرأة يقيها الحجارة باب سؤال المشركين ان
يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر حدثنا صدقة بن
الفضل أخبرنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه قال انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
شقتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم اشهدوا حدثني عبد الله بن محمد حدثنا
يونس حدثنا شيبان عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه ح وقال لي خليفة
حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس انه حدثهم ان أهل مكة
سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يريهم آية فأراهم انشقاق القمر حدثني
خلف بن خالد القرشي حدثنا بكر بن مضر عن جعفر بن ربيعة عن عراك بن
مالك عن عبيد الله بن عبد الله بن مسعود عن ابن عباس رضي الله عنهما ان
القمر انشق في زمان النبي صلى الله عليه وسلم حدثني محمد بن المثنى حدثنا
معاذ قال حدثني أبي عن قتادة حدثنا أنس رضي الله عنه ان رجلين من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة
186

ومعهما مثل المصباحين يضيئان بين أيديهما فلما افترقا صار مع كل واحد منهما
واحد حتى أتى أهله حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا يحيى عن إسماعيل
حدثنا قيس سمعت المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال
ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم امر الله وهم ظاهرون حدثنا الحميدي
حدثنا الوليد قال حدثني ابن جابر قال حدثني عمير بن هانئ انه سمع معاوية
يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله
لا يضر هم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم امر الله وهم على ذلك *
قال عمير فقال مالك بن يخامر قال معاذ وهم بالشأم فقال معاوية هذا مالك
يزعم أنه سمع معاذا يقول وهم بالشأم حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان
حدثنا شبيب بن غرقدة قال سمعت الحي يحدثون عن عروة ان النبي صلى الله
عليه وسلم أعطاه دينارا يشترى له به شاة فاشترى له به شاتين فباع إحداهما
بدينار وجاءه بدينار وشاة فدعا له بالبركة في بيعه وكان لو اشترى التراب لربح
فيه * قال سفيان كان الحسن بن عمارة جاء نا بهذا الحديث عنه قال سمعه شبيب
من عروة فأتيته فقال شبيب انى لم اسمعه من عروة قال سمعت الحي يخبرونه
عنه ولكن سمعته يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الخير معقود
بنواصي الخيل إلى يوم القيامة قال وقد رأيت في داره سبعين فرسا * قال
سفيان يشترى له شاة كأنها أضحية حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله
قال أخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة حدثنا قيس بن حفص حدثنا
خالد بن الحرث حدثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت انسا عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير حدثنا عبد الله بن مسلمة عن
مالك عن زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
187

صلى الله عليه وسلم قال الخيل لثلاثة لرجل اجر ولرجل ستر وعلى رجل
وزر فأما الذي له اجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرج أو روضة
وما أصابت في طيلها من المرج أو الروضة كانت له حسنات ولو أنها قطعت
طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت أرواثها حسنات له ولو أنها مرت بنهر
فشربت ولم يرد ان يسقيها كان ذلك له حسنات ورجل ربطها تغنيا وتسترا
وتعففا لم ينس حق الله في رقابها وظهورها فهي له كذلك ستر ورجل ربطها
فخرا ورياء ونواء لأهل الاسلام فهي وزر وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن
الحمر فقال ما انزل على فيها الا هذه الآية الجامعة الفاذة فمن يعمل مثقال ذرة
خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان
حدثنا أيوب عن محمد سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول صبح رسول الله
صلى الله عليه وسلم خيبر بكرة وقد خرجوا بالمساحي فلما رأوه قالوا محمد
والخميس وأحالوا إلى الحصن يسعون فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال الله
أكبر خربت خيبر انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين حدثني
إبراهيم بن المنذر حدثنا ابن أبي الفديك عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله انى سمعت منك حديثا كثيرا فأنساه
قال صلى الله عليه وسلم ابسط رداءك فبسطته فغرف بيده فيه ثم قال ضمه
فضممته فما نسيت حديثا بعد
(بسم الله الرحمن الرحمن) باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
ومن صحب النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمر وقال سمعت جابر بن عبد الله يقول حدثنا
أبو سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان
فيغزو فئام من الناس فيقولون فيكم من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
188

فيقولون لهم نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال
هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح
لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من صاحب
من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم
حدثني اسحق حدثنا النضر أخبرنا شعبة عن أبي جمرة سمعت زهدم بن
مضرب قال سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما يقول قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران
فلا أدرى اذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا
يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن
حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن
عبد الله رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الناس قرني ثم الذين
يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته *
قال قال إبراهيم وكانوا يضر بونا على الشهادة والعهد ونحن صغار باب
مناقب المهاجرين وفضلهم منهم أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة التميمي رضي الله عنه
وقول الله تعالى للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم
يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون
وقال الا تنصروه فقد نصره الله إلى قوله ان الله معنا قالت عائشة وأبو سعيد
وابن عباس رضي الله عنهم وكان أبو بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار
حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال اشترى
أبو بكر رضي الله عنه من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال أبو بكر لعازب
مر البراء فيحمل إلى رحلي فقال عازب لا حتى تحدثنا كيف صنعت أنت
ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجتما من مكة والمشركون يطلبونكم
189

قال ارتحلنا من مكة فأحيينا أو سرينا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة
فرميت ببصري هل أرى من ظل فآوى إليه فإذا صخرة أتيتها فنظرت بقية
ظل لها فسويته ثم فرشت النبي صلى الله عليه وسلم فيه ثم قلت له اضطجع
يا نبي الله فاضطجع النبي صلى الله عليه وسلم ثم انطلقت انظر ما حولي هل أرى
من الطلب أحدا فإذا انا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها الذي أردنا
فسألته فقلت له لمن أنت يا غلام فقال لرجل من قريش سماه فعرفته فقلت
هل في غنمك من لبن قال نعم قلت فهل أنت حالب لبنا قال نعم فأمرته فاعتقل
شاة من غنمه ثم امرته ان ينفض ضرعها من الغبار ثم امرته ان ينفض كفيه
فقال هكذا ضرب احدى كفيه بالأخرى فحلب لي كثبة من لبن وقد جعلت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم إدواة على فمها خرقه فصببت على اللبن حتى
برد أسفله فانطلقت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوافقته قد استيقظ فقلت له
اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت ثم قلت قد آن الرحيل يا رسول الله قال
بلى فار تحلنا والقوم يطلبونا فلم يد ركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن جعشم
على فرس له فقلت هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله فقال لا تحزن ان الله معنا *
تريحون بالعشي تسرحون بالغداة حدثنا محمد بن سنان حدثنا همام عن ثابت البناني
عن أنس عن أبي بكر رضي الله عنه قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وانا في الغار
لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا فقال ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سدوا الأبواب الا باب أبى بكر قاله
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثني عبد الله بن محمد حدثني أبو
عامر حدثنا فليح قال حدثني سالم أبو النضر عن بسر بن سعيد عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال إن
الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله قال فبكى
190

أبو بكر فعجبنا لبكائه ان يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير فكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان من امن الناس على في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت
متخذا خليلا غير ربى لا تخذت أبا بكر خليلا ولكن اخوة الاسلام ومودته
لا يبقين في المسجد باب الأسد الا باب أبى بكر باب فضل أب بكر
بعد النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا سليمان عن
يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان نخير بين الناس
في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن
عفان رضي الله عنهم باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا
خليلا قاله أبو سعيد حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب حدثنا أيوب
عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو
كنت متخذا من أمتي خليلا لا تخذت أبا بكر ولكن اخى وصاحبي حدثنا
معلى بن أسد وموسى قالا حدثنا وهيب عن أيوب وقال لو كنت متخذا خليلا
لاتخذته خليلا ولكن اخوة الاسلام أفضل حدثنا قتيبة حدثنا عبد الوهاب
عن أيوب مثله حدثنا سليمان بن حرب أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن
عبد الله بن أبي مليكة قال كتب أهل الكوفة إلى ابن الزبير في الجد فقال اما
الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا من هذه الأمة خليلا
لاتخذته أنزله أبا يعنى أبا بكر باب حدثنا الحميدي ومحمد بن عبد الله
قالا حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال اتت
امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها ان ترجع إليه قالت أرأيت ان جئت
ولم أجدك كأنها تقول الموت قال صلى الله عليه وسلم إن لم تجديني فأتى أبا بكر
حدثني أحمد بن أبي الطيب حدثنا إسماعيل بن مجالد حدثنا بيان بن بشر
191

عن وبرة بن عبد الرحمن عن همام قال سمعت عمارا يقول رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم وما معه الا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر حدثنا هشام بن عمار
حدثنا صدقة بن خالد حدثنا زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن عائذ الله أبى
إدريس عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال كنت جالسا عند النبي صلى اله عليه
وسلم إذا قبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى ابدى عن ركبته فقال النبي
صلى الله عليه وسلم اما صاحبكم فقد غامر فسلم وقال يا رسول الله انه كان
بيني وبين ابن الخطاب شئ فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته ان يغفر لي فأبى
على فأقبلت إليك فقال يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثا ثم إن عمر ندم فأتى منزل
أبى بكر فسأل اثم أبو بكر فقالوا لا فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم
عليه فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على
ركبتيه فقال يا رسول الله والله انا كنت اظلم مرتين فقال النبي صلى الله عليه
وسلم ان الله بعثني إليك فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق وواساني بنفسه
وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي مرتين فما أوذي بعدها حدثنا معلى بن
أسد حدثنا عبد العزيز بن المختار قال خالد الحذاء حدثنا عن أبي عثمان قال حدثني
عمرو بن العاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات
السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة فقلت من الرجال
فقال أبوها فقلت ثم من قال ثم عمر بن الخطاب فعد رجالا حدثنا أبو اليمان
أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ان أبا هريرة
رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينما راع
في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة فطلبه الراعي فالتفت إليه الذئب فقال
من لها يوم السبع يوم ليس لها راع غيري وبينا رجل يسوق بقرة قد حمل عليها
فالتفتت إليه فكلمته فقالت انى لم أخلق لهذا ولكني خلقت للحرث قال الناس
192

سبحان الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم فانى أو من بذلك وأبو بكر وعمر بن
الخطاب رضي الله عنهما حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري
قال أخبرني ابن المسيب سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول بينا انا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها
ما شاء الله ثم اخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله
يغفر له ضعفه ثم استحالت غربا فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع
نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا
موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقال أبو بكر ان
أحد شقى ثوبي يسترخى الا ان أتعاهد ذلك منه فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم انك لست تصنع ذلك خيلاء قال موسى فقلت لسا لم اذكر عبد الله من جر
إزاره قال لم اسمعه ذكر الا ثوبه حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب عن الزهري
قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن بن عوف ان أبا هريرة قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول من أنفق زوجين من شئ من الأشياء في سبيل الله
دعى من أبواب يعنى الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من اله الصلاة دعى
من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد ومن كان من
أهل الصدقة دعى من باب الصدقة ومن كان أهل الصيام دعى من باب
الصيام وباب الريان فقال أبو بكر ما على هذا الذي يدعى من تلك الا بواب
من ضرورة وقال هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله قال نعم وأرجو أن تكون
منهم يا أبا بكر حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا سليمان بن بلال عن
هشام بن عروة عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله
عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأبو بكر بالسنح قال إسماعيل
193

يعنى بالعالية فقام عمر يقول والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت
وقال عمر والله ما كان يقع في نفسي الا ذاك وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال
وأرجلهم فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله فقال
بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا والله الذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين
ابدا ثم خرج فقال أيها الحالف على رسلك فلما تكلم أبو بكر جلس عمر فحمد الله
أبو بكر وأثنى عليه وقال الا من كان يعبد محمدا فان محمدا صلى الله عليه وسلم
قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت وقال إنك ميت وانهم ميتون
وقال وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على
أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين قال
فنشبح الناس يبكون قال واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بنى
ساعدة فقالوا منا أمير ومنكم أمير فذهب إليهم أبو بكر الصديق وعمر بن
الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر وكان عمر
يقول والله ما أردت بذلك الا انى قد هيأت كلاما قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه
أبو بكر ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس فقال في كلامه نحن الأمراء وأنتم
الوزراء فقال حباب بن المنذر لا والله لا نفعل منا أمير ومنكم أمير فقال أبو بكر
لا ولكنا الا مراء وأنتم الوزراء هم أوسط العرب دارا وأعربهم أحسابا فبايعوا
عمر بن الخطاب أو أبا عبيدة بن الجراح فقال عمر بل نبايعك أنت فأنت سيدنا
وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه
الناس فقال قائل قتلتم سعد بن عبادة فقال عمر قتله الله * وقال عبد الله بن
سالم عن الزبيدي قال عبد الرحمن بن القاسم أخبرني أبي القاسم ان عائشة رضي الله عنها
قالت شخص بصر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال في الرفيق الا على ثلاثا
وقص الحديث قالت عائشة فما كانت من خطبتهما من خطبة الا نفع الله بها
194

لقد خوف عمر الناس وان فيهم لنفاقا فردهم الله بذلك ثم لقد بصر أبو بكر
الناس الهدى وعرفهم الحق الذي عليهم وخرجوا به يتلون وما محمد الا رسول
قد خلت من قبله الرسل إلى الشاكرين حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان
حدثنا جامع بن أبي راشد حدثنا أبو يعلى عن محمد بن الحنفية قال قلت لأبي أي
الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر قلت ثم من قال ثم
عمر وخشيت أن يقول عثمان قلت ثم أنت قال ما انا الا رجل من المسلمين حدثنا
قتيبة بن سعيد عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
انها قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى
إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه
وسلم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فاتى الناس
أبا بكر فقالوا الا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم
وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله
عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست رسول الله وليسوا
على ماء وليس معهم ماء قالت فعاتبني وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني
بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك الا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
على فخذي فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله
آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن الحضير ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر
فقالت عائشة فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته حدثنا آدم بن أبي
اياس حدثنا شعبة عن الأعمش سمعت ذكوان يحدث عن أبي سعيد الخدري
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد
ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه * تابعه جرير وعبد الله بن داود وأبو معاوية
ومحاضر عن الأعمش حدثنا محمد بن مسكين أبو الحسن حدثنا يحيى بن حسان
195

حدثنا سليمان عن شريك بن أبي نمر عن سعيد بن المسيب قال أخبرني أبو موسى
الأشعري انه توضأ في بيته ثم خرج فقلت لا لزمن رسول الله صلى الله عليه
وسلم ولأكونن معه يومى هذا قال فجاء المسجد فسأل عن النبي صلى الله عليه
وسلم فقالوا خرج ووجه ههنا فخرجت على اثره اسأل عنه حتى دخل دخل بئر أريس
فجلست عند الباب وبابها من جريد حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
حاجته فتوضأ فقمت إليه فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسط قفها وكشف
عن ساقيه ودلاهما في البئر فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت
لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم فجاء أبو بكر فدفع الباب
فقلت من هذا فقال أبو بكر فقلت على رسلك ثم ذهبت فقلت يا رسول الله هذا
أبو بكر يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فأقبلت حتى قلت لأبي بكبر ادخل
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة فدخل أبو بكر فجلس عن يمين
رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القف ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي
صلى الله عليه وسلم وكشف عن ساقيه ثم رجعت فجلست وقد تركت اخى
يتوضأ ويلحقني فقلت ان يرد الله بفلان خيرا يريد أخاه يأت به فإذا انسان
يحرك الباب فقلت من هذا فقال عمر بن الخطاب فقلت على رسلك ثم جئت
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فقلت هذا عمر بن الخطاب
يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فجئت فقلت له ادخل وبشرك رسول الله
صلى الله عليه وسلم بالجنة فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في القف
عن يساره ودلى رجليه في البئر ثم رجعت فجلست فقلت ان يرد الله بفلان خيرا
يأت به فجاء انسان يحرك الباب فقلت من هذا فقال عثمان بن عفان فقلت على
رسلك فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ائذن له وبشره
بالجنة على بلوى تصيبه فجئته فقلت له ادخل وبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم
196

بالجنة على بلوى تصيبك فدخل فوجد القف قد ملى فجلس وجاهه من الشق
الآخر قال شريك قال سعيد بن المسيب فأولتها قبورهم حدثني محمد بن
بشار حدثنا يحيى عن سعيد عن قتادة ان أنس بن مالك رضي الله عنه حدثهم
ان النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال
أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان حدثنا أحمد بن سعيد أبو
عبد الله حدثنا وهب بن جرير حدثنا صخر عن نافع ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما انا على بئرا نزع منها جاءني
أبو بكر وعمر فأخذ أبو بكر الدلو فنزع ذنوبا أبو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله
يغفر له ثم اخذها ابن الخطاب من يد أبى بكر فاستحالت في يده غربا فلم أر عبقريا
من الناس يفرى فريه فنزع حتى ضرب الناس بعطن * قال وهب العطن مبرك
الإبل يقول حتى رويت الإبل فأنا خت حدثنا الوليد بن صالح حدثنا
عيسى بن يونس حدثنا عمر بن سعيد بن أبي الحسين المكي عن ابن أبي مليكة عن
ابن عباس قال إني لو أقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب وقد وضع على
سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول رحمك الله ان كنت
لأرجو ان يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيرا مما كنت اسمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول كنت وأبو بكر وعمر وفعلت وأبو بكر وعمر وانطلقت
وأبو بكر وعمر فان كنت لأرجو ان يجعلك الله معهما فالتفت فإذا هو علي بن أبي
طالب حدثنا محمد بن يزيد الكوفي حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن يحيى
ابن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن عروة بن الزبير قال سألت عبد الله بن عمر و
عن أشد ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت عقبة بن أبي
معيط جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلى فوضع رداءه في عنقه
فخنقه به خنقا شديدا فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه صلى الله عليه وسلم فقال أتقتلون
197

رجلا أن يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم باب مناقب
عمر بن الخطاب أبى حفص القرشي العدوي رضي الله عنه حدثنا حجاج بن
منهال حدثنا عبد العزيز بن الماجشون حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله
رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم رأيتني دخلت الجنة فإذا انا
بالرميصاء امرأة أبى طلحة وسمعت خشفة فقلت من هذا فقال هذا بلال ورأيت
قصرا بفنائه جارية فقلت لمن هذا فقال لعمر فأردت أن ادخله فأنظر إليه
فذكرت غيرتك فقال عمر بأبي وأمي يا رسول الله عليك أغار حدثنا سعيد
ابن أبي مريم أخبرنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد
ابن المسيب ان أبا هريرة رضي الله عنه قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذ قال بينا انا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر
فقلت لمن هذا القصر فقالوا لعمر فذكرت غير ته فوليت مدبرا فبكى عمر وقال
أعليك أغار يا رسول الله حدثني محمد بن الصلت أبو جعفر الكوفي حدثنا
ابن المبارك عن يونس عن الزهري أخبرني حمزة عن أبيه ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال بينا انا نائم شربت يعنى اللبن حتى انظر إلى الري يجرى في ظفري
أو في أظفاري ثم ناولت عمر قالوا فما أولته يا رسول الله قال العلم حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبيد الله قال حدثني أبو بكر بن سالم
عن سالم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
أريت في المنام انى انزع بدلو بكرة على قليب فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين
نزعا ضعيفا والله يغفر له ثم جاء عمر بن الخطاب فاستحالت غربا فلم أر عبقريا
يفرى فيه حتى روى الناس وضربوا بعطن قال ابن جبير العبقري عتاق الزرابي
وقال يحيى الزرابي الطنافس لها خمل رقيق مبثوثة حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب أخبرني عبد الحميد
198

ان محمد بن سعد أخبره ان أباه قال حدثني عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم
ابن سعد بن صالح عن ابن شهاب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد عن محمد
ابن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن
على صوته فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب فأذن له رسول الله
صلى الله عليه وسلم فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك فقال
عمر أضحك الله سنك يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم عجبت من هؤلاء
اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب فقال عمر فأنت أحق ان
يهبن يا رسول الله ثم قال عمر يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلن نعم أنت افظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده
ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط الا سلك فجا غير فجك حدثنا محمد بن المثنى
حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا قيس قال قال عبد الله ما زلنا أعزة منذ أسلم
عمر حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله حدثنا عمر بن سعيد عن ابن أبي مليكة انه
سمع ابن عباس يقول وضع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون
قبل أن يرفع وانا فيهم فلم يرعني الا رجل آخذ منكبي فإذا على فترحم على عمر
وقال ما خلفت أحدا أحب إلى أن القى الله بمثل عمله منك وأيم الله ان كنت
لا ظن أن يجعلك الله مع صاحبيك وحسبت انى كنت كثيرا اسمع النبي
صلى الله عليه وسلم يقول ذهبت انا وأبو بكر وعمر ودخلت انا وأبو بكر وعمر
وخرجت انا وأبو بكر وعمر حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا
سعيد قال وقال لي خليفة حدثنا محمد بن سواء وكهمس بن المنهال قالا حدثنا
سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال صعد النبي صلى الله عليه
199

وسلم إلى أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه برجله قال أثبت
أحد فما عليك الا نبي أو صديق أو شهيد حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني
ابن وهب قال حدثني عمر هو ابن محمد ان زيد بن أسلم حدثه عن أبيه قال سألني
ابن عمر عن بعض شأنه يعنى عمر فأخبرته فقال ما رأيت أحدا قط بعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم من حين قبض كان أجد وأجود حتى انتهى من عمر بن
الخطاب حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه
ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال متى الساعة قال
وماذا أعددت لها قال لا شئ الا انى أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال
أنت مع من أحببت قال أنس فما فرحنا بشئ فرحنا بقول النبي صلى الله عليه
وسلم أنت مع من أحببت قال أنس فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر
وعمر وأرجو ان أكون معهم بحبي إياهم وإن لم اعمل بمثل اعمالهم حدثنا
يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون
فان يكن في أمتي أحد فإنه عمر * زاد زكريا ابن أبي زائدة عن سعد عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل
رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فان يكن من أمتي منهم أحد
فعمر * قال ابن عباس رضي الله عنهما ما من نبي ولا محدث حدثنا عبد الله بن
يوسف حدثنا الليث حدثنا عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة
ابن عبد الرحمن قالا سمعنا أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم بينما راع في غنمه عدا الذئب فأخذ منها شاة فطلبها حتى استنقذها
فالتفت إليه الذئب فقال له من لها يوم السبع ليس لها راع غيري فقال الناس
سبحان الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم فانى أو من به وأبو بكر وعمر وما ثم
200

أبو بكر وعم حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب
قال أخبرني أبو امامة بن سهل بن حنيف عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينا انا نائم رأيت الناس عرضوا
على وعليهم قمص فمنها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك وعرض على عمر
وعليه قميص اجتره قالوا فما أولته يا رسول الله قال الدين حدثنا الصلت بن
محمد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن المسور بن
مخرمة قال لما طعن عمر جعل يألم فقال له ابن عباس وكأنه يجزعه يا أمير المؤمنين
ولئن كان ذاك لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنت صحبته ثم فارقته
وهو عنك راض ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض
ثم صحبت صحبتهم فأحسنت صحبتهم ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون
قال اما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه فإنما ذاك من
من الله تعالى من به على واما ما ذكرت من صحبة أبى بكر ورضاه فإنما ذلك من
من الله جل ذكره من به على واما ما ترى من جزعي فهو من اجلك واجل
أصحابك والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله عز وجل
قبل أن أراه * قال حماد بن زيد حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس
دخلت على عمر بهذا حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة قال حدثني
عثمان بن غياث حدثنا أبو عثمان النهدي عن أبي موسى رضي الله عنه قال كنت
مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح فقال
النبي صلى الله عليه وسلم افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا هو أبو بكر فبشرته
بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله ثم جاء رجل فاستفتح فقال النبي صلى الله
عليه وسلم افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا هو عمر فأخبرته بما قال النبي
صلى الله عليه وسلم فحمد الله ثم استفتح رجل فقال لي افتح له وبشره بالجنة على
201

بلوى تصيبه فإذا عثمان فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله
ثم قال الله المستعان حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال أخبرني
حياة قال حدثني أبو عقيل زهرة بن معبد انه سمع جده عبد الله بن هشام
قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب باب
مناقب عثمان بن عفان أبى عمر والقرشي رضي الله عنه وقال النبي صلى الله عليه
وسلم من يحفر بئر رومة فله الجنة فحفرها عثمان وقال من جهز جيش العسرة
فله الجنة فجهزه عثمان حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
عن أبي عثمان عن أبي موسى رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل
حائطا وأمرني بحفظ باب الحائط فجاء رجل يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة
فإذا أبو بكر ثم جاء آخر يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فإذا عمر ثم جاء
آخر يستأذن فسكت هنيهة ثم قال ائذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه
فإذا عثمان بن عفان * قال حماد وحدثنا عاصم الأحول وعلي بن الحكم سمعا أبا عثمان
يحدث عن أبي موسى بنحوه وزاد فيه عاصم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان
قاعدا في مكان فيه ماء قد انكشف عن ركبتيه أو ركبته فما دخل عثمان غطاها
حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد حدثني أبي عن يونس قال ابن شهاب أخبرني
عروة ان عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره ان المسور بن مخرمة وعبد الرحمن
ابن الأسود بن عبد يغوث قالا ما يمنعك ان تكلم عثمان لأخيه الوليد فقدا كثر
الناس فيه فقصدت لعثمان حتى خرج إلى الصلاة قلت إن لي إليك حاجة وهي
نصيحة لك قال يا أيها المرء منك قال معمر أراه قال أعوذ بالله منك فانصرفت
فرجعت إليهما إذ جاء رسول عثمان فأتيته فقال ما نصيحتك فقلت ان الله سبحانه
بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وانزل عليه الكتاب وكنت ممن
استجاب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فهاجرت الهجرتين وصحبت رسول الله
202

صلى الله عليه وسلم ورأيت هديه وقد أكثر الناس في شأن الوليد قال أدركت
رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لا ولكن خلص إلى من علمه ما يخلص إلى
العذراء في سترها قال اما بعد فان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق
فكنت ممن استجاب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وآمنت بما بعث به
وهاجرت الهجرتين كما قلت وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعته
فوالله ما غصبته ولا غششته حتى توفاه الله ثم أبو بكر مثله ثم عمر مثله ثم
استخلفت أفليس لي من الحق مثل الذي لهم قلت بلى قال فما هذه الأحاديث
التي تبلغني عنكم اما ما ذكرت من شأن الوليد فسنأخذ فيه بالحق إن شاء الله
تعالى ثم دعا عليا فأمره ان يجلده فجلده ثمانين حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع
حدثنا شاذان حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن عبيد الله عن نافع عن ابن
عمر رضي الله عنهما قال كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر
أحدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم *
تابعه عبد الله بن صالح عن عبد العزيز حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة
حدثنا عثمان هو ابن موهب قال جاء رجل من أهل مصر حج البيت فرأى قوما
جلوسا فقال من هؤلاء القوم قال هؤلاء قريش قال فمن الشيخ فيهم قالوا
عبد الله بن عمر قال يا ابن عمر انى سائلك عن شئ فحدثني عنه هل تعلم أن عثمان
فر يوم أحد قال نعم فقال تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد قال نعم قال هل تعلم أنه
تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها قال نعم قال الله أكبر قال ابن عمر
تعال أبين لك اما فراره يوم أحد فأشهد ان الله عفا عنه وغفر له واما تغيبه عن
بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لك اجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه واما
تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه
203

فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب
عثمان إلى مكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى هذه يد عثمان
فضرب بها على يده فقال هذه لعثمان فقال له ابن عمر اذهب به الآن معك
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سعيد عن قتادة ان انسا رضي الله عنه حدثهم قال
صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف
وقال اسكن أحد أظنه ضربه برجله فليس عليك الا نبي وصديق وشهيدان
باب قصة البيعة و الاتفاق على عثمان بن عفان * وفيه مقتل عمر رضي الله عنهما
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عمر وبن
ميمون قال رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل أن يصاب بأيام بالمدينة
وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف قال كيف فعلتما أتخافان ان تكونا
قد حملتما الأرض مالا تطيق قالا حملناها امرا هي له مطيقة ما فيها كبير فضل
قال انظرا ان تكونا حملتما الأرض مالا تطيق قال قالا لا فقال عمر لئن سلمني الله
تعالى لا دعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدي ابدا قال فما اتت عليه
الا رابعة حتى أصيب قال إني لقائم ما بيني وبينه الا عبد الله بن عباس غداة
أصيب وكان إذا مر بين الصفين قال استووا حتى إذا لم ير فيهن خللا تقدم فكبر
وربما قرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس
فما هو الا ان كبر فسمعته يقول قتلني أو أكلني الكلب حين طعنه فطار العلج
بسكين ذات طرفين لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا الا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر
رجلا مات منهم سبعة فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا فلما
ظن العلج انه مأخوذ نحر نفسه وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه
فمن يلي عمر فقد رأى الذي أرى واما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون غير أنهم قد فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان الله سبحان الله فصلى بهم عبد الرحمن بن
204

عوف صلاة خفيفة فما انصرفوا قال يا ابن عباس انظر من قتلني فجال ساعة ثم
جاء فقال غلام المغيرة قال الصنع قال نعم قال قاتله الله لقد أمرت به معروفا الحمد
لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعى الاسلام قد كنت أنت وأبوك تحبان
ان تكثر العلوج بالمدينة وكان العباس أكثرهم رقيقا فقال إن شئت فعلت
أي إن شئت قتلنا قال كذبت بعد ما تكلموا بلسانكم وصلوا قبلتكم وحجوا حجكم
فاحتمل إلى بيته فانطلقنا معه وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ فقائل
يقول لا بأس وقائل يقول أخاف عليه فاتى بنبيذ فشربه فخرج من جوفه ثم أتى
بلبن فشربه فخرج من جرحه فعلموا انه ميت فد خلنا عليه وجاء الناس يثنون
عليه وجاء رجل شاب فقال أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك من صحبة رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقدم في الاسلام ما قد علمت ثم وليت فعدلت ثم شهادة
قال وددت ان ذلك كفاف لا على ولا لي فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض قال
ردوا على الغلام قال ابن أخي ارفع ثوبك فإنه أبقى لثوبك واتقى لربك يا عبد الله
ابن عمر انظر ماذا على من الدين فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا أو نحوه قال إن
وفي له مال آل عمر فأده من أموالهم والا فسل في بنى عدى بن كعب فإن لم
تف أموالهم فسل في قريش ولا تعدهم إلى غيرهم فأدعني هذا المال انطلق إلى
عائشة أم المؤمنين فقل يقرأ عليك عمر السلام ولا تقل أمير ا لمؤمنين فانى لست
اليوم للمؤمنين أميرا وقل يستأذن عمر بن الخطاب ان يدفن مع صاحبيه فسلم
واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي فقال يقرأ عليك عمر بن الخطاب
السلام ويستأذن ان يدفن مع صاحبيه فقالت كنت أريده لنفسي ولأؤثرنه
به اليوم على نفسي فلما اقبل قيل هذا عبد الله بن عمر قد جاء قال ارفعوني فأسنده
رجل إليه فقال ما لديك قال الذي تحب يا أمير المؤمنين أذنت قال الحمد لله ما كان
من شئ أهم إلى من ذلك فإذا انا قضيت فاحملوني ثم سلم فقل يستأذن عمر بن
205

الخطاب فان أذنت لي فأدخلوني وان ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين وجاءت
أم المؤمنين حفصة والنساء تسير معها فلما رأيناها قمنا فولجت عليه فبكت عنده
ساعة واستأذن الرجال فولجت داخلا لهم فسمعنا بكاءها من الداخل فقالوا
أوص يا أمير المؤمنين استخلف قال ما أجد أحق بهذا الامر من هؤلاء النفر
أو الرهط الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فسمى عليا
وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبد الرحمن قال يشهد كم عبد الله بن عمر
وليس له من الامر شئ كهيئة التعزية له فان أصابت الامرة سعدا فهو ذاك
والا فليستعن به أيكم ما امر فانى لم اعزله عن عجز ولا خيانة وقال أوصى
الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين ان يعرف لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم
وأوصيه بالأنصار خيرا الذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم ان يقبل من محسنهم
وان يعفى عن مسيئهم وأوصيه بأهل الأمصار خيرا فإنهم ردء الاسلام وجباة
المال وغيظ العدو وان لا يؤخذ منهم الا فضلهم عن رضاهم وأوصيه بالاعراب
خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الاسلام ان يؤخذ من حواشي أموالهم وترد
على فقرائهم وأوصيه بذمة الله وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يوفى لهم
بعهدهم وان يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا الا طاقتهم فلما قبض خرجنا به
فانطلقنا نمشي فسلم عبد الله بن عمر قال يستأذن عمر بن الخطاب قالت أدخلوه
فأدخل فوضع هنا لك مع صاحبيه فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط فقال
عبد الرحمن اجعلوا امركم إلى ثلاثة منكم فقال الزبير قد جعلت امرى إلى علي
فقال طلحة قد جعلت امرى إلى عثمان وقال سعد قد جعلت امرى إلى عبد
الرحمن بن عوف فقال عبد الرحمن أيكما تبرأ من هذا الامر فنجعله إليه والله
عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه فأسكت الشيخان فقال عبد الرحمن
أفتجعلونه إلى والله على أن لا آلو عن أفضلكم قالا نعم فأخذ بيد أحدهما فقال لك
206

قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الاسلام ما قد علمت فالله
عليك لئن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن ثم خلا بالآخر
فقال له مثل ذلك فلما اخذ الميثاق قال ارفع يدك يا عثمان فبايعه وبايع له على وولج
أهل الدار فبايعوه باب مناقب على ابن أبي طالب القرشي الهاشمي أبى
الحسن رضي الله عنه وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلى أنت منى وانا منك وقال
عمر توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض حدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه قال فبات
الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقالوا يشتكى
عينيه يا رسول الله قال فأرسلوا إليه فأتوني به فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى
كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال على يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا
فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الاسلام وأخبرهم بما
يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لان يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من أن
يكون لك حمر النعم حدثنا قتيبة حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة
قال كان على قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان به رمد فقال
انا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج على فحلق بالنبي صلى الله
عليه وسلم فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله أو قال
يحب الله ورسوله يفتح الله عليه فإذا نحن بعلى وما نرجوه فقالوا هذا علي فأعطاه
رسول الله صلى الله عليه وسلم ففتح الله عليه حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا
عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه ان رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال هذا فلان
207

لأمير المدينة يدعو عليا عند المنبر قال فيقول ماذا قال يقول له أبو تراب فضحك
قال والله ما سماه الا النبي صلى الله عليه وسلم وما كان له اسم أحب إليه منه
فاستطعمت الحديث سهلا وقلت يا أبا عباس كيف قال دخل علي على فاطمة ثم
خرج فاضطجع في المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين ابن عمك قالت
في المسجد فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلص التراب إلى
ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول اجلس يا أبا تراب مرتين حدثنا
محمد بن رافع حدثنا حسين عن زائدة عن أب حصين عن سعد بن عبيدة قال جاء
رجل إلى ابن عمر فسأله عن عثمان فذكر عن محاسن عمله قال لعل ذاك يسوءك
قال نعم فأرغم الله بأنفك ثم سأله عن علي فذكر محاسن عمله قال هو ذاك
بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لعل ذاك يسوءك قال أجل
قال فأرغم الله بأنفك انطلق فاجهد على جهدك حدثني محمد بن بشار حدثنا
غندر حدثنا شعبة عن الحكم قال سمعت ابن أبي ليلى قال حدثنا على أن فاطمة عليها
السلام شكت ما تلقى من اثر الرحى فأتى النبي صلى الله عليه وسلم سبى فانطلقت
فلم تجده فوجدت عائشة فأخبرتها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته
عائشة بمجئ فاطمة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم الينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت
لا قوم فقال على مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري وقال
الا أعلمكما خيرا مما سألتماني إذا اخذتما مضاجعكما تكبرا أربعا وثلاثين
وتسبحا ثلاثا وثلاثين وتحمدا ثلاثة وثلاثين فهو خير لكما من خادم حدثنا
محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد قال سمعت إبراهيم بن سعد
عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلى اما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون
من موسى حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن أيوب عن ابن سيرين عن
عبيدة عن علي رضي الله عنه قال اقضوا كما كنتم تقضون فانى اكره الاختلاف
208

حتى يكون للناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي * فكان ابن سيرين يرى أن عامة
ما يروى على على الكذب باب مناقب جعفر بن أب طالب الهاشمي
رضي الله عنه * وقال النبي صلى الله عليه وسلم اشبهت خلقي وخلقي حدثنا احمد
ابن أبي بكر حدثنا محمد بن إبراهيم بن دينار أبو عبد الله الجهني عن ابن أبي ذئب
عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه ان الناس كانوا يقولون أكثر
أبو هريرة وانى كنت الزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطني حتى
لا آكل الخمير ولا البس الحبير ولا يخدمني فلان ولا فلانه وكنت الصق بطني
بالحصباء من الجوع وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية هي معي كي ينقلب بي
فيطعمني وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب كان ينقلب بنا فيطعمنا
ما كان في بيته حتى أن كان ليخرج الينا العكة التي ليس فيها شئ فيشقها فنلعق
ما فيها حدثني عمر وبن على حد ثنا يزيد بن هارون أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد
عن الشعبي ان ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا سلم على ابن جعفر قال السلام
عليك يا ابن ذي الجناحين * قال أبو عبد الله الجناحان كل ناحيتين * (ذكر العباس
ابن عبد المطلب رضي الله عنه) حدثنا الحسن بن محمد حدثنا محمد بن عبد الله
الأنصاري حدثني أبي عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس
رضي الله عنه ان عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب
فقال اللهم انا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وانا نتوسل
إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون باب مناقب قرابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومنقبة فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم
وقال النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة سيدة نساء أهل الجنة حدثنا أبو اليمان
أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها
ان فاطمة عليها السلام أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي صلى الله عليه وسلم
209

فيما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم تطلب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم
التي بالمدينة وقدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا فهو صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال
يعنى مال الله ليس لهم ان يزيدوا على الماء كل وانى والله لا أغير شيئا من صدقات
النبي صلى الله عليه وسلم كانت عليها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولأعملن
فيما بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشهد على ثم قال انا قد عرفنا
يا أبا بكر فضيلتك وذكر قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقهم
فتكلم أبو بكر فقال والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب
إلى أن أصل من قرابتي * أخبرني عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد حدثنا شعبة
عن واقد قال سمعت أبي يحدث عن ابن عمر عن أبي بكر رضي الله عنهم قال ارقبوا
محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته حدثنا أبو الوليد حدثنا ابن عيينة عن عمر و
ابن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال فاطمة بضعة منى فمن أغضبها أغضبني حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا
إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت دعا النبي صلى الله
عليه وسلم فاطمة ابنته في شكواه الذي قبض فيها فسارها بشئ فبكت ثم دعاها
فسارها فضحكت قالت فسألتها عن ذلك فقالت سارني النبي صلى الله عليه وسلم
فأخبرني انه يقبض في وجعه الذي توفى فيه فبكيت ثم سارني فأخبرني انى أول
أهل بيته اتبعه فضحكت باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه *
وقال ابن عباس هو حواري النبي صلى الله عليه وسلم وسمى الحواريون لبياض
ثيابهم حدثنا خالد بن مخلد حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه
قال أخبرني مروان بن الحكم قال أصاب عثمان بن عفان رضي الله عنه رعاف
شديد سنة الرعاف حتى حبسه عن الحج وأوصى فدخل عليه رجل من قريش
210

قال استخلف قال وقالوه قال نعم قال ومن فسكت فدخل عليه رجل آخر احسبه
الحرث فقال استخلف فقال عثمان وقالوا فقال نعم قال ومن هو فسكت قال فلعلهم
قالوا الزبير قال نعم قال اما والذي نفسي بيده انه لخيرهم ما علمت وإن كان لا حبهم
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة
عن هشام أخبرني أبي سمعت مروان بن الحكم كنت عند عثمان اتاه رجل فقال
استخلف قال وقيل ذاك قال نعم الزبير قال اما والله انكم لتعلمون انه خيركم ثلاثا
حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز هو ابن أبي سلمة عن محمد بن المنكدر
عن جابر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لكل نبي حواري
وان حواري الزبير بن العوام حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا
هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال كنت يوم
الأحزاب جعلت انا وعمر بن أبي سلمة في النساء فنظرت فإذا انا بالزبير على
فرسه يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثا فلما رجعت قلت يا أبت رأيتك
تختلف قال أوهل رأيتني يا بنى قلت نعم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من يأت بني قريظة فيأتيني بخبرهم فانطلقت فلما رجعت جمع لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم بين أبويه فقال فداك أبي وأمي حدثنا علي بن حفص
حدثنا ابن المبارك أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه ان أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم قالوا للزبير يوم وقعة اليرموك الا تشد فنشد معك فحمل عليهم فضربوه
ضربتين على عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر قال عروة فكنت ادخل أصابعي
في تلك الضربات العب وانا صغير باب ذكر طلحة بن عبيد الله * وقال
عمر توفى النبي صلى الله عليه وسلم وهو راض حدثني محمد بن أبي بكر
المقدمي حدثنا معتمر عن أبيه عن أبي عثمان قال لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم
في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير طلحة
211

وسعد عن حديثهما حدثنا مسدد حدثنا خالد حدثنا ابن أبي خالد عن قيس
ابن أبي حازم قال رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم قد شلت
باب مناقب سعد بن أبي وقاص الزهري وبنو زهرة أخوال النبي صلى الله
عليه وسلم وهو سعد بن مالك حدثني محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال
سمعت يحيى قال سمعت سعيد بن المسيب قال سمعت سعدا يقول جمع لي النبي
صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا هشام بن
هاشم عن عامر بن سعد عن أبيه قال لقد رأيتني وانا ثلث الاسلام حدثني
إبراهيم بن موسى أخبرنا ابن أبي زائدة حدثنا هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي
وقاص قال سمعت سعيد بن المسيب يقول سمعت سعد بن أبي وقاص يقول
ما أسلم أحد الا في اليوم الذي أسلمت فيه ولقد مكثت سبعة أيام وانى لثلث
الاسلام * تابعه أبو أسامة حدثنا هاشم حدثنا عمر وبن عون حدثنا خالد بن
عبد الله عن إسماعيل عن قيس قال سمعت سعدا رضي الله عنه يقول انى لأول
العرب رمى بسهم في سبيل الله وكنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وما لنا
طعام الا ورق الشجر حتى أن أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشاة ماله خلط ثم
أصبحت بنو أسد تعزرني على الاسلام لقد خبت إذا وضل عملي * وكانوا وشوا به
إلى عمر قالوا لا يحسن يصلى باب ذكر اصهار النبي صلى الله عليه وسلم
منهم أبو العاص بن الربيع حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال
حدثني علي بن حسين ان المسور بن مخرمة قال إن عليا خطب بنت أبي جهل
فسمعت بذلك فاطمة فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يزعم قومك
انك لا تغضب لبناتك وهذا على ناكح بنت أبي جهل فقام رسول الله صلى الله
عليه وسلم فسمعته حين تشهد يقول اما بعد فانى أنكحت أبا العاص بن الربيع
فحدثني وصدقني وان فاطمة بضعة منى وانى اكره ان يسوءها والله لا تجتمع
212

بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله عند رجل واحد فترك على
الخطبة * وزاد محمد بن عمرو بن حلحلة عن ابن شهاب عن علي عن مسور سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم وذكر صهرا له من بنى عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته
إياه فأحسن قال حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي باب مناقب زيد بن
حارية مولى النبي صلى الله عليه وسلم * وقال البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنت أخونا ومولانا حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان قال حدثني عبد الله بن
دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا
وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن بعض الناس في امارته فقال النبي صلى الله عليه
وسلم ان تطعنوا في امارته فقد كنتم تطعنون في امارة أبيه من قبل وأيم الله
إن كان لخليقا للإمرة وإن كان لمن أحب الناس إلى وان هذا لمن أحب الناس
إلى بعده حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن عسد عن الزهري عن عروة
عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل على قائف والنبي صلى الله عليه وسلم شاهد
وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة مضطجعان فقال إن هذه الاقدام بعضها من
بعض قال فسر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأعجبه فأخبر به عائشة باب
ذكر أسامة بن زيد حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن الزهري عن
عروة عن عائشة رضي الله عنها ان قريشا أهمهم شأن المخزومية فقالوا من
يجترئ عليه الا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثنا
على حدثنا سفيان قال ذهبت اسأل الزهري عن حديث المخزومية فصاح بي
قلت لسفيان فلم تحتمله عن أحد قال وجدته في كتاب كان كتبه أيوب بن موسى
عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ان امرأة من بنى مخزوم سرقت
فقالوا من يكلم فيها النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجترئ أحد ان يكلمه فكلمه
أسامة بن زيد فقال إن بني إسرائيل كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق
213

فيهم الضعيف قطعوه لو كانت فاطمة لقطعت يدها باب حدثني الحسن
ابن محمد حدثنا أبو عباد يحيى بن عباد حدثنا الماجشون أخبرنا عبد الله بن دينار
قال نظر ابن عمر يوما وهو في المسجد إلى رجل يسحب ثيابه في ناحية من المسجد
فقال انظر من هذا ليت هذا عندي قال له انسان اما تعرف هذا يا أبا عبد الرحمن
هذا محمد بن أسامة قال فطأطأ ابن عمر رأسه ونقر بيديه في الأرض ثم قال لو
رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبه حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
معتمر قال سمعت أبي حدثنا أبو عثمان عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما حدث
عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يأخذه والحسن فيقول اللهم أحبهما فانى
أحبهما وقال نعيم عن ابن المبارك أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني مولى
لأسامة بن زيد ان الحجاج بن أيمن ابن أم أيمن وكان أيمن ابن أم أيمن أخا
أسامة بن زيد لامه وهو رجل من الأنصار فرآه ابن عمر لم يتم ركوعه
ولا سجوده فقال أعد * قال أبو عبد الله وحدثني سليمان بن عبد الرحمن حدثنا
الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن نمر عن الزهري حدثني حرملة مولى أسامة
ابن زيد انه بينما هو مع عبد الله بن عمر إذ دخل الحجاج بن أيمن فلم يتم ركوعه
ولا سجوده فقال أعد فلما ولى قال لي ابن عمر من هذا قلت الحجاج بن أيمن ابن
أم أيمن فقال ابن عمر لو رأى هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبه
فذكر حبه وما ولدته أم أيمن قال وحدثني بعض أصحابي عن سليمان وكانت
حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم باب مناقب عبد الله بن عمر بن الخطاب
رضي الله عنهما حدثنا محمد حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر
عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان الرجل في حياة
النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على النبي صلى الله عليه وسلم
فتمنيت ان أرى رؤيا أقصها على النبي صلى الله عليه وسلم وكنت غلاما أعزب
214

وكنت انا م في المسجد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت في المنام كأن
ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان
كقرني البئر وإذا فيها ناس قد عرفتهم فجعلت أقول أعوذ بالله من النار أعوذ
بالله من النار فلقيهما ملك آخر فقال لي لن تراع فقصصتها على حفصة فقصتها
حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال نعم الرجل عبد الله لو كان يصلى بالليل
قال سالم فكان عبد الله لا ينام من الليل الا قليلا حدثنا يحيى بن سليمان
حدثنا ابن وهب عن يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن أخته حفصة
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها ان عبد الله رجل صالح باب مناقب
عمار وحذيفة رضي الله عنهما حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل عن
المغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال قدمت الشأم فصليت ركعتين ثم قلت اللهم
يسر لي جليسا صالحا فأتيت قوما فجلست إليهم فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى
جنبي قلت من هذا قالوا أبو الدرداء فقلت انى دعوت الله ان ييسر لي جليسا
صالحا فيسرك لي قال ممن أنت فقلت من أهل الكوفة قال أوليس عندكم ابن
أم عبد صاحب النعلين والوساد والمطهرة وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان
على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أوليس فيكم صاحب سر النبي صلى الله عليه
وسلم الذي لا يعلم أحد غيره ثم قال كيف يقرأ عبد الله والليل إذا يغشى فقرأت
عليه والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى قال والله لقد أقرأنيها
رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيه إلى في حدثنا سليمان بن حرب حدثنا
شعبة عن مغيرة عن إبراهيم قال ذهب علقمة إلى الشأم فلما دخل المسجد قال
اللهم يسر لي جليسا صالحا فجلس إلى أبي الدرداء فقال أبو الدرداء ممن أنت قال
من أهل الكوفة قال أليس فيكم أو منكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره يعنى
حذيفة قال قلت بلى قال أليس فيكم أو منكم الذي أجاره الله على لسان نبيه
215

صلى الله عليه وسلم يعنى من الشيطان يعنى عمارا قلت بلى قال أليس فيكم أو
منكم صاحب السواك والسرار قال بلى قال كيف كان عبد الله يقرا والليل إذا
يغشى والنهار إذا تجلى قلت والذكر والأنثى قال ما زال بي هؤلاء حتى كادوا
يستزلوني عن شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم باب مناقب
أبى عبيدة بن الجراح رضي الله عنه حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الأعلى
حدثنا خالد عن أبي قلابة قال حدثني أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لكل أمة امين وان أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الحراج حدثنا
مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة رضي الله عنه
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأهل نجران لأبعثن يعنى عليكم أمينا حق امين
فأشرف أصحابه فبعث أبا عبيدة رضي الله عنه باب ذكر مصعب بن عمير
باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما قال نافع بن جبير عن أبي
هريرة عانق النبي صلى الله عليه وسلم الحسن حدثنا صدقة حدثنا ابن عيينة
حدثنا أبو موسى عن الحسن سمع أبا بكرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
على المنبر والحسن إلى جنبه ينظر إلى الناس مرة واليه مرة ويقول ابني هذا
سيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين حدثنا مسدد حدثنا المعتمر
قال سمعت أبي قال حدثنا أبو عثمان عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه وسلم انه كان يأخذه والحسن ويقول اللهم إني أحبهما فأحبهما
أو كما قال حدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم قال حدثني حسين بن محمد حدثنا
جرير عن محمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أتى عبيد الله بن زياد برأس
الحسين بن علي فجعل في طست فجعل ينكت وقال في حسنه شيئا فقال أنس كان
أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مخضوبا بالوسمة حدثنا حجاج
ابن المنهال حدثنا شعبة قال أخبرني عدى قال سمعت البراء رضي الله عنه قال
216

رأيت النبي صلى الله عليه وسلم والحسن بن علي على عاتقه يقول اللهم إني أحبه
فأحبه حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله قال أخبرني عمر بن سعيد بن أبي حسين
عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحرث قال رأيت أبا بكر رضي الله عنه وحمل
الحسن وهو يقول بأبي شبيه بالنبي ليس شبيه بعلى وعلى يضحك حدثنا يحيى
ابن معين وصدقه قالا أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن واقد بن محمد عن أبيه
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال أبو بكر ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم
في أهل بيته حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف عن معمر عن
الزهري عن أنس * وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني أنس
قال لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي حدثنا
محمد بن بشار حدثنا غندر شعبة عن محمد بن أبي يعقوب سمعت ابن أبي نعم
سمعت عبد الله بن عمر وسأله عن المحرم قال شعبة احسبه يقتل الذباب فقال
أهل العراق يسألون عن الذباب وقد قتلوا ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال النبي صلى الله عليه وسلم هما ريحانتاي من الدنيا باب مناقب
بلال بن رباح مولى أبى بكر رضي الله عنهما * وقال النبي صلى الله عليه وسلم
سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد العزيز بن أبي
سلمة عن محمد بن المنكدر أخبرنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان عمر
يقول أبو بكر سيدنا واعتق سيدنا يعنى بلالا حدثنا ابن نمير عن محمد بن عبيد
حدثنا إسماعيل عن قيس ان بلالا قال لأبي بكر ان كنت إنما اشتريتني لنفسك
فأمسكني وإن كنت إنما اشتريتني لله فدعني وعمل الله باب ذكر ابن
عباس رضي الله عنهما حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن خالد عن عكرمة
عن ابن عباس قال ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال اللهم علمه
الحكمة حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث وقال اللهم علمه الكتاب حدثنا
217

موسى حدثنا وهيب عن خالد مثله والحكمة الإصابة في غير النبوة
باب مناقب خالد بن الوليد رضي الله عنه حدثنا أحمد بن واقد حدثنا
حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله
عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال
اخذ الراية زيد فأصيب ثم اخذ جعفر فأصيب ثم اخذ ابن رواحة فأصيب
وعيناه تذرفان حتى اخذ سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم باب
مناقب سالم مولى أبى حذيفة رضي الله عنه حدثنا سليمان بن حرب حدثنا
شعبة عن عمر وبن مرة عن إبراهيم عن مسروق قال ذكر عبد الله عند عبد الله
ابن عمر وفقال ذاك رجل لا أزال أحبه بعدما سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول استقرؤا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود فبدأ به وسالم
مولى أبى حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل قال لا أدرى بدأ بابي أو بمعاذ
باب مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حدثنا حفص بن عمر
حدثنا شعبة عن سلميان قال سمعت أبا وائل قال سمعت مسروقا قال قال عبد الله
ابن عمر وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشا ولا متفحشا وقال إن
من أحبكم إلى أحسنكم أخلاقا وقال استقرؤوا القرآن من أربعة من عبد الله
ابن مسعود و سالم مولى أبى حذيفة وابن بن كعب ومعاذ بن جبل حدثنا
موسى عن أبي عوانة عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة دخلت الشأم فصليت
ركعتين فقلت اللهم يسر لي جليسا فرأيت شيخا مقبلا فلما دنا قلت ارجوان
يكون استجاب الله قال من أين أنت قلت من أهل الكوفة قال أفلم يكن فيكم
صاحب النعلين والوساد والمطهرة أولم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان أولم يكن
فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره كيف قرأ ابن أم عبد والليل فقرأت
والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى قال أقرأنيها النبي صلى الله
218

عليه وسلم فاه إلى في فما زال هؤلاء حتى كادوا يردوني حدثنا سليمان بن حرب
حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال سألنا حذيفة عن رجل
قريب السمت والهدى من النبي صلى الله عليه وسلم حتى نأخذ عنه فقال اما اعرف
أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا النبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد حدثني
محمد بن العلاء حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق قال حدثني أبي عن أبي إسحاق
قال حدثني الأسود بن يزيد قال سمعت أبا موسى الأشعري يقول قدمت انا
واخى من اليمن فمكثنا حينا ما نرى الا ان عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت
النبي صلى الله عليه وسلم لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله
عليه وسلم باب ذكر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حدثنا
الحسن بن بشر حدثنا المعافى عن عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة قال أوتر
معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لا بن عباس فأتى ابن عباس فقال دعه
فإنه قد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا ابن أبي مريم حدثنا نافع
ابن عمر حدثني ابن أبي مليكة قيل لا بن عباس هل لك في أمير المؤمنين معاوية
فإنه ما أوتر الا بواحدة قال إنه فقيه حدثنا عمر وبن عباس حدثنا محمد بن
جعفر حدثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت حمران بن ابان عن معاوية رضي الله عنه
قال إنكم لتصلون صلاة لقد صحبنا النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيناه يصليها
ولقد نهى عنهما يعنى الركعتين بعد العصر باب مناقب فاطمة رضي الله عنها
* وقال النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة سيدة نساء أهل الجنة حدثنا أبو
الوليد حدثنا ابن عيينة عن عمر وبن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور بن
مخرمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاطمة بضعة منى فمن أغضبها أغضبني
باب فضل عائشة رضي الله عنها حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن
يونس عن ابن شهاب قال أبو سلمة ان عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله
219

صلى الله عليه وسلم يوما يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام ففلت عليه السلام
ورحمة الله وبركاته ترى مالا أرى تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا
آدم أخبرنا شعبة قال ح وحدثنا عمر وأخبرنا شعبة عن عمر وبن مرة عن مرة
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كمل من الرجل كثير ولم يكمل من النساء الا مريم بنت عمران وآسية امرأة
فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام حدثنا عبد
العزيز بن عبد الله قال حدثني محمد بن جعفر عن عبد الله بن عبد الرحمن انه سمع
أنس بن مالك رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام حدثنا محمد بن بشار حدثنا
عبد الوهاب بن عبد الحميد حدثنا ابن عون عن القاسم بن محمد ان عائشة اشتكت
فجاء ابن عباس فقال يا أم المؤمنين تقدمين على فرط صدق على رسول الله صلى الله
عليه وسلم وعلى أبى بكر حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن
الحكم سمعت أبا وائل قال لما بعث على عمارا والحسن إلى الكوفة ليستنفر هم
خطب عمار فقال إني لا علم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم
لتتبعوه أو إياها حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه
عن عائشة رضي الله عنها انها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فأرسل
رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا
بغير وضوء فلما اتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه فنزلت آية التميم
فقال أسيد بن حضير جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك امر قط الا جعل الله لك
منه مخرجا وجعل للمسلمين فيه بركة حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة
عن هشام عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان في مرضه جعل يدور
في نسائه ويقول أين انا غدا أين انا غدا حرضا على بيت عائشة قالت عائشة فلما
220

كان يومى سكن حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد حدثنا هشام عن
أبيه قال كان الناس يتحرون بهدايا هم يوم عائشة قالت عائشة فاجتمع صواحبي إلى
أم سلمة فقلن يا أم سلمة والله ان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وانا نريد
الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يأمر الناس ان
يهدوا إليه حيثما كان أو حيثما دار قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله
عليه وسلم قالت فأعرض عنى فلما عاد إلى ذكرت له ذاك فأعرض عنى فلما كان
في الثالثة ذكرت له فقال يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل على
الوحي وانا في لحاف امرأة منكن غيرها
(بسم الله الرحمن الرحيم) باب مناقب الأنصار وقول الله عز وجل
والذين آووا ونصروا والذين تبوؤوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر
إليهم ولا يجدون في صدور هم حاجة مما أو توا حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
مهدي بن ميمون حدثنا غيلان بن جرير قال قلت لأنس أرأيت اسم الأنصار
كنتم تسمون به أم سماكم الله قال بل سما نا الله كنا ندخل على انس فيحدثنا
مناقب الأنصار ومشاهدهم ويقبل على أو على رجل من الأزد فيقول فعل
قومك يوم كذا وكذا كذا وكذا حدثنا عبيد بن إسماعيل قال حدثنا أبو أسامة
عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم بعاث يوما قدمه الله
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد افترق
ملؤهم وقتلت سرواتهم وجرحوا فقدمه الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم
في دخولهم في الاسلام حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت
انسا رضي الله عنه يقول قالت الأنصار يوم فتح مكة وأعطى قريشا والله ان هذا
لهو العجب ان سيوفنا لتقطر من دماء قريش وغنائمنا ترد عليهم فبلغ ذلك النبي
صلى الله عليه وسلم فدعا الأنصار قال فقال ما الذي بلغني عنكم وكانوا لا يكذبون
221

فقالوا هو الذي بلغك قال أولا ترضون ان يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم
وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم لو سلكت الأنصار واديا
أو شعبا لسلكت وادى الأنصار أو شعبهم باب قول النبي صلى الله عليه
وسلم لولا الهجرة لكنت من الأنصار * قاله عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله
عليه وسلم حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أو قال أبو القاسم صلى الله
عليه وسلم لو أن الأنصار سلكوا واديا أو شعبا لسلكت في وادى الأنصار
ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار فقال أبو هريرة ما ظلم بأبي وأمي
آووه ونصروه أو كلمة أخرى باب إخاء النبي صلى الله عليه وسلم بين
المهاجرين والأنصار حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعد
عن أبيه عن جده قال لما قدموا المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين
عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع قال لعبد الرحمن انى أكثر الأنصار مالا
فأقسم مالي نصفين ولى امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها فإذا انقضت
عدتها فتزوجها قال بارك الله لك في أهلك ومالك أين سوقكم فدلوه على سوق
بنى قينقاع فما انقلب الا ومعه فضل من أقط وسمن ثم تابع الغدو ثم جاء يوما
وبه اثر صفرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم مهيم قال تزوجت قال كم سقت إليها
قال نواة من ذهب أو وزن نواة من ذهب شك إبراهيم حدثنا قتيبة حدثنا
إسماعيل بن جعفر عن حميد عن انس رضي الله عنه أنه قال قدم علينا عبد الرحمن
ابن عوف وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع وكان
كثير المال فقال سعد قد علمت الأنصار انى من أكثرها مالا سأقسم مالي بيني
وبينك شطرين ولى امرأتان فانظر أعجبهما إليك فأطلقها حتى إذا حلت تزوجتها
فقال عبد الرحمن بارك الله لك في أهلك فلم يرجع يومئذ حتى أفضل شيئا من سمن
222

وإقط فلم يلبث الا يسيرا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه وضر
من صفرة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مهيم قال تزوجت امرأة
من الأنصار فقال ما سقت فيها قال وزن نواة من ذهب أو نواة من ذهب فقال
أولم ولو بشاة حدثنا الصلت بن محمد أبو همام قال سمعت المغيرة بن عبد الرحمن
حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قالت الأنصار
اقسم بيننا وبينهم النخل قال لا قال تكفونا المؤنة وتشركونا في التمر قالوا سمعنا
وأطعنا باب حب الأنصار من الايمان حدثنا حجاج بن منهال حدثنا
شعبة قال أخبرني عدى بن ثابت قال سمعت البراء رضي الله عنه قال سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم أو قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار لا يحبهم الا
مؤمن ولا يبغضهم الا منافق فمن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبر عن
أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال آية الايمان حب
الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار باب قول النبي صلى الله عليه وسلم
للأنصار أنتم أحب الناس إلى حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد
العزيز عن أنس رضي الله عنه قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم النساء والصبيان
مقبلين قال حسبت أنه قال من عرس فقام النبي صلى الله عليه وسلم ممثلا فقال
اللهم أنتم من أحب الناس إلى * قالها ثلاث مرات حدثنا يعقوب بن إبراهيم
ابن كثير حدثنا بهز بن أسد حدثنا شعبة قال أخبرني هشام بن زيد قال سمعت
أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومعها صبي لها فكلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
والذي نفس بيده انكم أحب الناس إلى مرتين باب اتباع الأنصار
حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عمر وسمعت أبا حمزة عن
223

زيد بن أرقم قالت الأنصار يا رسول الله لكل نبي اتباع وانا قد اتبعناك فادع الله
ان يجعل اتباعنا منا فدعا به فنميت ذلك إلى ابن أبي ليلى قال قد زعم ذلك زيد
حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عمر وبن مرة سمعت أبا حمزة رجلا من الأنصار
قالت الأنصار ان لكل قوم اتباعا وانا قد اتبعناك فادع الله ان يجعل اتباعا
منا قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل اتباعهم منهم قال عمر فذكرته
لا بن أبي ليلى قال قد زعم ذاك زيد قال شعبة أظنه زيد بن أرقم باب
فضل دور الأنصار حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت
قتادة عن أنس بن مالك عن أبي أسيد رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحرث بن خزرج
ثم بنو ساعدة وفي كل دور الأنصار خير فقال سعد ما أرى النبي صلى الله عليه
وسلم الا قد فضل علينا فقيل قد فضلكم على كثير وقال عبد الصمد حدثنا شعبة
حدثنا قتادة سمعت انسا قال أبو أسيد عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا * وقال
سعد بن عبادة حدثنا سعد بن حفص الطلحي حدثنا شيبان عن يحيى قال أبو
سلمة أخبرني أو أسيد انه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خير الأنصار أو قال
خير دور الأنصار بنو النجار وبنو عبد الأشهل وبنو الحرث وبنو ساعدة حدثنا
خالد بن مخلد حدثنا سليمان قال حدثني عمر وبن يحيى عن عباس بن سهل عن أبي حميد
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن خير دور الأنصار دار بني النجار ثم بنى
عبد الأشهل ثم دار بنى الحرث يم بنى ساعدة وفي كل دور الأنصار خير فلحقنا
سعد بن عبادة فقال أبو أسيد ألم تر ان نبي الله صلى الله عليه وسلم خير الأنصار
فجعلنا أخيرا فأدرك سعد النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله خير دور
الأنصار فجعلنا آخرا فقال أوليس بحسبكم ان تكونوا من الخيار باب
قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار اصبروا حتى تلقوني على الحوض قاله
224

عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر
حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس بن مالك عن أسيد بن حضير رضي الله عنه
ان رجلا من الأنصار قال يا رسول الله الا تستعملني كما استعملت فلانا قال
ستلقون بعدي اثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض حدثني محمد بن بشار
حدثنا غندر حدثنا شعبة عن هشام قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول
قال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار انكم ستلقون بعدي اثرة فاصبروا حتى
تلقوني وموعدكم الحوض حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن يحيى بن
سعيد سمع أنس بن مالك رضي الله عنه حين خرج معه إلى الوليد قال دعا النبي
صلى الله عليه وسلم الأنصار إلى أن يقطع لهم البحرين فقالوا لا الا ان تقطع
لإخواننا من المهاجرين مثلها قال اما لا فاصبروا حتى تلقوني فإنه سيصيبكم
بعدي اثرة باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اصلح الأنصار والمهاجرة
حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا أبو اياس معاوية بن قرة عن أنس بن مالك
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا عيش الا عيش الآخرة * فأصلح الأنصار والمهاجرة
وعن قتادة عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وقال فاغفر للأنصار
حدثنا آدم حدثنا شعبة عن حميد الطويل سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه
قال كانت الأنصار يوم الخندق تقول
نحن الذين بايعوا محمدا * على الجهاد ما حيينا ابدا
فأجابهم اللهم لا عيش الا عيش الآخرة * فأكرم الأنصار والمهاجرة حدثني
محمد بن عبيد الله حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال جاء نا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ونحن نحفر الخندق وننقل التراب على أكتادنا فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اللهم لا عيش الا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار
225

باب ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة حدثنا مسدد حدثنا
عبد الله بن داود عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه
ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إلى نسائه فقلن ما معنا الا الماء فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من يضم أو يضيف هذا فقال رجل من الأنصار
انا فانطلق به إلى امرأته فقال أكرمي ضعيف رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت ما عندنا الا قوت صبياني فقال هيئي طعامك وأصبحي سراجك ونومي
صبيانك إذا أرادوا عشاء فهيأ ت طعامها وأصبحت سراجها ونومت صبيانها
ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته فجعلا يريانه انهما يأكلان فباتا طاويين
فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ضحك الله الليلة أو عجب
من فعالكما فأنزل الله ويؤثرون على أنفسهم ولكان بهم خصاصة ومن يوق
شح نفسه فأولئك هم المفلحون باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اقبلوا
من محسنهم وتجاوز وأعن مسيئهم حدثني محمد بن يحيى أبو علي حدثنا شاذان
أخو عبدان قال حدثنا أبي أخبرنا شعبة بن الحجاج عن هشام بن زيد قال سمعت
أنس بن مالك يقول مر أبو بكر والعباس رضي الله عنهما بمجلس من مجالس
الأنصار وهم يبكون فقال ما يبكيكم قالوا ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم
منا فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك قال فخرج النبي صلى الله
عليه وسلم وقد عصب على رأسه حاشية برد قال فصعد المنبر ولم يصعده بعد
ذلك اليوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي
وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوز وأعن مسيئهم
حدثنا أحمد بن يعقوب حدثنا ابن الغسيل سمت عكرمة يقول سمعت ابن
عباس رضي الله عنهما يقول خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ملحفة
متعطفا بها على منكبيه وعليه عصابة دسماء حتى جلس على المنبر فحمد الله واثنى
226

عليه ثم قال اما بعد أيها الناس فان الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا
كالملح في الطعام فمن ولى منك امرا يضر فيه أحدا أو ينفعه فليقبل من محسنهم
ويتجاوز عن مسيئهم حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت
قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأنصار
كرشي وعيبتي والناس سيكثرون ويقلون فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن
مسيئهم باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه حدثنا محمد بن بشار
حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه يقول
أهديت النبي صلى الله عليه وسلم حلة حرير فجعل أصحابه يمسونها ويعجبون من
لينها فقال أتعجبون من لين هذه لمناديل سعد بن معاذ خير منها أو ألين * رواه
قتادة والزهري سمعا أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثني محمد
ابن المثنى حدثنا فضل بن مساور ختن أبى عوانة حدثنا أبو عوانة عن الأعمش
عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
اهتز العرش لموت سعد بن معاذ * وعن الأعمش حدثنا أبو صالح عن جابر عن
النبي صلى الله عليه وسلم مثله فقال رجل لجابر فان البراء يقول اهتز السرير
فقال إنه كان بين هذين الحيين ضغائن سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
اهتز عرش الرحمن لموت سعد ابن معاذ حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة
عن سعد بن إبراهيم عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه ان انا سا نزلوا على حكم سعد بن معاذ فأرسل إليه فجاء على حمار فلما
بلغ قريبا من المسجد قال النبي صلى الله عليه وسلم قوموا إلى خيركم أو سيدكم
فقال يا سعد ان هؤلاء نزلوا على حكمك قال فانى احكم فيهم ان تقتل مقاتلتهم
وتسبى ذراريهم قال حكمت بحكم الله أو بحكم الملك باب منقبة أسيد
ابن حضير وعباد بن بشر رضي الله عنهما حدثنا علي بن مسلم حدثنا حبان
227

حدثنا همام أخبرا قتادة عن أنس رضي الله عنه ان رجلين خرجا من عند النبي
صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة وإذا نور بين أيديهما حتى تفرقا فتفرق النور
معهما * وقال معمر عن ثابت عن أنس ان أسيد بن حضير ورجلا من الأنصار
وقال حماد أخبرنا ثابت عن أنس كان أسيد بن حضير وعباد بن بشر عند
النبي صلى الله عليه وسلم باب مناقب معاذ بن جبل رضي الله عنه حدثني
محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عمر وعن إبراهيم عن مسروق عن
عبد الله بن عمر ورضى الله عنهما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول استقرؤا
القرآن من أربعة من ابن مسعود وسالم مولى أبى حذيفة وأبى ومعاذ بن جبل *
منقبة سعد بن عبادة رضي الله عنه وقالت عائشة وكان قبل ذلك رجلا صالحا
حدثنا إسحاق حدثنا عبد الصمد حدثنا شعبة حدثنا قتادة قال سمعت أنس
ابن مالك رضي الله عنه قال أبو أسيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير
دور الأنصار بنى النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحرث بن الخزرج ثم بنو
ساعدة وفي كل دور الأنصار خير فقال سعد بن عبادة وكان ذا قدم في الاسلام
أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فضل علينا فقيل له قد فضلكم على ناس
كثير باب مناقب أبي بن كعب رضي الله عنه حدثنا أبو الوليد حدثنا
شعبة عن عمر وبن مرة عن إبراهيم عن مسروق قال ذكر عبد الله بن مسعود
عند عبد الله بن عمر وفقال ذاك رجل لا أزال أحبه سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود فبدأ به وسالم مولى
أبى حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر
قال سمعت شعبة سمعت قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال النبي صلى الله
عليه وسلم لأبي ان الله امرني ان اقرأ عليك لم يكن الذين كفروا قال وسماني
قال نعم قال فبكى باب مناقب زيد بن ثابت حدثني محمد بن بشار حدثنا
228

يحيى حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه جمع القرآن على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار أبى ومعاذ بن جبل وأبو زيد وزيد
ابن ثابت قلت لأنس من أبو زيد قال أحد عمومتي باب مناقب أبى طلحة
رضي الله عنه حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس
رضي الله عنه قال لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم
وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوب به عليه بحجفة له وكان أبو طلحة
رجلا راميا شديد القد يكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا وكان الرجل يمر ومعه
الجعبة من النبل فيقول انشرها لأبي طلحة فأشرف النبي صلى الله عليه وسلم
ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تشرف يصيبك
سهم من سهام القوم نحري دون نحرك ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم
سليم وانهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب على متونهما تفرغانه
في أفواه القوم ثم ترجعان فتملأنها ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم ولقد
وقع السيف من يدي أبى طلحة اما مرتين واما ثلاثا باب مناقب عبد الله
ابن سلام رضي الله عنه حدثنا عبد الله بن يوسف قال سمعت مالكا يحدث
عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن
أبيه قال ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا حد يمشي على الأرض انه
من أهل الجنة الا لعبد الله بن سلام قال وفيه نزلت هذه الآية وشهد شاهد
من بني إسرائيل الآية قال لا أدرى قال مالك الآية أو في الحديث حدثني
عبد الله بن محمد حدثنا أزهر السمان عن ابن عون عن محمد عن قيس بن عباد قال
كنت جالسا في المسجد المدينة فدخل رجل على وجهه اثر الخشوع فقالوا هذا
رجل من أهل الجنة فصلى ركعتين تجوز فيهما ثم خرج وتبعته فقلت انك
حين دخلت المسجد قالوا هذا رجل من أهل الجنة قال والله ما ينبغي لاحد
229

أن يقول مالا يعلم وسأحدثك لم ذاك رأيت رؤيا على عهد النبي صلى الله
عليه وسلم فقصصتها عليه ورأيت كأني في روضة ذكر من سعتها وخضرتها
وسطها عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة
فقيل لي ارقه قلت لا أستطيع فأتاني منصف فرفع ثيابي من خلفي فرقيت حتى
كنت في أعلاها فأخذت بالعروة فقيل لي استمسك فاستيقظت وانها لفي
يدي فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم قال تلك الروضة الاسلام وذلك
العمود عمود الاسلام وتلك العروة الوثقى فأنت على الاسلام حتى تموت وذاك
الرجل عبد الله بن سلام وقال لي خليفة حدثنا معاذ حدثنا ابن عون عن محمد
حدثنا قيس بن عباد عن ابن سلام قال وصيف مكان منصف حدثنا سليمان بن
حرب حدثنا شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال اتيت المدينة فلقيت
عبد الله بن سلام فقال الا تجئ فأطعمك سويقا وتمرا وتدخل في بيت ثم قال إنك
بأرض الربا بها فاش إذا كان لك على رجل حق فأهدى إليك حمل تبن أو حمل
شعير أو حمل قت فلا تأخذه فإنه ربا ولم يذكر النصر وأبو داود ووهب عن
شعبة البيت باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها
رضى الله تعالى عنها حدثني محمد أخبرنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه
قال سمعت عبد الله بن جعفر قال سمعت عليا يقول سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول حدثني صدقة أخبرنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه قال
سمعت عبد الله بن جعفر عن علي رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة حدثنا سعيد بن عفير حدثنا الليث
قال كتب إلى هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت ما غرت على امرأة
النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة هلكت قبل أن يتزوجني لما كنت
اسمعه يذكرها وأمره الله ان يبشرها بيت من قصب وإن كان ليذبح الشاة
230

فيهدى في خلائلها منها ما يسعهن حدثنا قتيبة بن سعد حدثنا حميد بن
عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت ما غرت
على امرأة ما غرت على خديجة من كثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم
إياها قالت وتزوجني بعدها بثلاث سنين وأمره ربه عز وجل أو جبريل عليه
السلام ان يبشرها ببيت في الجنة من قصب حدثني عمر بن محمد بن حسن
حدثنا أبي حدثنا حفص عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت ما غرت
على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن
كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء
ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا الا خديجة
فيقول انها كانت وكانت وكان لي منها ولد حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن
إسماعيل قال قلت لعبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما بشر النبي صلى الله عليه
وسلم خديجة قال نعم بيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب حدثنا قتيبة
ابن سعيد حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذه خديجة قد اتت معها اناء فيه أدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من
ربها ومنى وبشرها بيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب * وقال
إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
قالت استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك فقال اللهم هالة قالت فغرت فقلت ما تذكر
من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهدر قد أبدلك الله خيرا
منها باب ذكر جرير بن عبد الله الجبلي رضي الله عنه حدثنا إسحاق
الواسطي حدثنا خالد عن بيان عن قيس قال سمعته يقول قال جرير بن عبد الله
231

رضي الله عنه ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني الا
ضحك وعن قيس عن جرير بن عبد الله قال كان في الجاهلية بيت يقال له
ذو الخلصة وكان يقال له الكعبة اليمانية أو الكعبة الشامية فقال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم هل أنت مريحي من ذي الخلصة قال فنفرت إليه في خمسين
ومائة فارس من أحمس قال فكسرناه وقتلنا من وجدنا عنده فأتيناه فأخبرناه
فدعا لنا ولأحمس باب ذكر حذيفة بن اليمان العبسي رضي الله عنه
حدثني إسماعيل بن خليل حدثنا سلمة بن رجاء عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة رضي الله عنها قالت لما كان يوم أحد هزم المشركون هزيمة بينة
فصاح إبليس أي عباد الله أخراكم فرجعت أولاهم على أخراهم فاجتلدت
أخراهم فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه فنادى أي عباد الله أبى أبى فقالت فوالله
ما احتجزوا حتى قتلوه فقال حذيفة غفر الله لكم قال أبى فوالله ما زالت في حذيفة
منها بقية خير حتى لقى الله عز وجل باب ذكر هند بنت عتبة بن ربيعة
رضي الله عنها وقال عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري حدثني عروة
ان عائشة رضي الله عنها قالت جاءت هند بنت عتبة قالت يا رسول الله ما كان على
ظهر الأرض من أهل خباء أحب إلى أن يذلوا من أهل خبائك ثم ما أصبح اليوم
على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلى أن يغزوا من أهل خبائك قالت وأيضا
والذي نفسي بيده قالت يا رسول الله ان أبا سفيان رجل مسيك فهل على حرج
ان أطعم من الذي له عيالنا قال لا أراه الا بالمعروف باب حديث زيد
ابن عمرو بن نفيل حدثني محمد بن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا
موسى حدثنا سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله
عليه وسلم لقى زيد بن عمر وبن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي صلى الله
عليه وسلم الوحي فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة فأبى ان يأكل
232

منها ثم قال زيد انى لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل الا ما ذكر
اسم الله عليه وان زيد بن عمر وكان يعيب على فريش ذبائحهم ويقول الشاة
حلقها الله وانزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير
اسم الله انكارا لذلك واعظاما له قال موسى حدثني سالم بن عبد الله ولا اعلمه
الا تحدث به عن ابن عمر ان زيد بن عمر وبن نفيل خرج إلى الشام يسال عن
الدين ويتبعه فلقى عالما من اليهود فسأله عن دينهم فقال إني لعلى ان أدين دينكم
فأخبرني فقال لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله قال زيد
ما أفر الا من غضب الله ولا احمل من غضب الله شيئا ابدا وانا أستطيعه فهل
تدلني على غيره قال ما علمه إلا أن يكون حنيفا قال زيد وما الحنيف قال دين
إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد الا الله فخرج زيد فلقى عالما من
النصارى فذكر مثله فقال لن تكون على ديننا حتى ت اخذ بنصيبك من لعنة الله
قال ما أفر الا من لعنة الله ولا احمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئا ابدا وانا
أستطيع فهل تدلني على غيره قال ما اعلمه إلا أن يكون حنيفا قال وما الحنيف
قال دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد الا الله فلما رأى زيد قولهم
في إبراهيم عليه السلام خرج فلما برز رفع يديه فقال اللهم إني أشهدك انى
على دين إبراهيم * وقال الليث كتب إلى هشام عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر
رضي الله عنهما قالت رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى
الكعبة يقول يا معاشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري وكان يحيى
الموؤودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته لا تقتلها انا أكفيكها مؤنتها
فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك
مؤنتها باب بنيان الكعبة حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق قال أخبرني
ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
233

قال لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة فقال
عباس للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة
فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى المساء ثم أفاق فقال إزاري إزاري فشد
عليه أراه حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمر وبن دينار وعبيد الله
ابن أبي يزيد قالا لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم حول البيت حائط
كانوا يصلون حول البيت حتى كان عمر فبنى حوله حائطا قال عبيد الله جدره
قصير فبناه ابن الزبير باب أيام الجاهلية حدثنا مسدد حدثنا يحيى
قال هشام حدثني أبي عن عائشة رضي الله عنها قالت كان عاشوراء يوما تصومه
قريش في الجاهلية وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه
وأمر بصيامه فلما نزل رمضان كان من شاء صامه ومن شاء لا يصومه حدثنا
مسلم حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
كانوا يرون ان العمرة في أشهر الحج من الفجور في الأرض وكانوا يسمون المحرم
صفرا ويقولون (إذا برا الدبر وعفا الأثر * حلت العمرة لمن اعتمر) قال فقدم
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رابعة مهلين بالحج وأمر هم النبي صلى الله
عليه وسلم ان يجعلوها عمرة قالوا يا رسول الله أي الحل قال الحل كله حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال كان عمرو يقول حدثنا سعيد بن المسيب عن
أبيه عن جده قال جاء سيل في الجاهلية فكسا ما بين الجبلين قال سفيان ويقول إن
هذا الحديث له شأن حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن بيان أبى بشر
عن قيس بن أبي حازم قال دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب
فرآها لا تكلم فقال مالها لا تكلم قالوا حجت مصمتة قال لها تكلمي فان هذا
لا يحل هذا من عمل الجاهلية فتكلمت فقالت من أنت قال امرؤ من المهاجرين
قالت أي المهاجرين قال من قريش قالت من أي قريش أنت قال إنك لسؤول
234

انا أبو بكر قالت ما بقاؤنا على هذا الامر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية
قال بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم قالت وما الأئمة قال اما كان لقومك
روس واشراف يأمرونهم فيطيعونهم قالت بلى قال فهم أولئك على الناس
حدثني فروة بن أبي المغراء أخبرنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة
رضي الله عنها قالت أسلمت امرأة سوداء لبعض العرب وكان لها حفش
في المسجد قالت فكانت تأتينا فتحدث عندنا فإذا فرغت من حديثها قالت
ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا * الا انه من بلدة الكفر أنجاني
فلما أكثرت قالت لها عائشة وما يوم الوشاح قالت خرجت جويرية لبعض
أهلي وعليها وشاح من ادم فسقط منها فانحطت عليه الحديا وهي تحسبه لحما
فأخذت فاتهموني به فعذبوني حتى بلغا من امرهم انهم طلبوا في قبلي فبينا هم
حولي وانا في كربى إذا قبلت الحديا حتى وازت برؤوسنا ثم ألقته فأخذوه
فقلت لهم هذا الذي اتهمتموني به وانا منه بريئة حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل
ابن جعفر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال الا من كان حالفا فلا يحلف الا بالله فكانت قريش تحلف بآبائها
فقال لا تحلفوا بآبائكم حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال أخبرني
عمر وان عبد الرحمن بن القاسم حدثه ان القاسم كان يمشي بين يدي الجنازة
ولا يقوم لها ويخبر عن عائشة قالت كان أهل الجاهلية يقومون لها يقولون إذا
رأوها كنت في أهلك ما أنت مرتين حدثني عمر وبن العباس حدثنا عبد
الرحمن حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال قال عمر رضي الله عنه
ان المشركين كانوا لا يفيضون من جمع حتى تشرق الشمس على ثبير فخالفهم النبي
صلى الله عليه وسلم فأفاض قبل أن تطلع الشمس حدثني إسحاق بن إبراهيم
قال قلت لأبي أسامة حدثكم يحيى بن المهلب حدثنا حصين عن عكرمة و كأسا
235

دهاقا قال ملأى متتابعة * قال وقال ابن عباس سمعت أبي يقول في الجاهلية
اسقنا كأسا دهاقا حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن أبي
سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أصدق
كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد * الا كل شئ ما خلا الله باطل * وكاد أمية بن أبي
الصلت ان يسلم حدثنا إسماعيل حدثني اخى عن سليمان بن بلال عن يحيى بن
سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت
كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء
يوما بشئ فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام تدرى ما هذا فقال أبو بكر وما هو
قال كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة الا انى خدعته
فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شئ
في بطنه حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال أخبرني نافع عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال كان أهل الجاهلية يتبايعون لحوم الجزور إلى حبل الحبلة
قال وحبل الحبلة ان تنتج الناقة ما في بطنها ثم تحمل التي نتجت فنها هم النبي صلى الله
عليه وسلم عن ذلك حدثنا أبو النعمان حدثنا مهدى قال حدثنا غيلان بن
جرير كنا نأتي أنس بن مالك فيحدثنا عن الأنصار وكان يقول لي فعل قومك
كذا وكذا يوم كذا وكذا وفعل قومك كذا وكذا يوم كذا وكذا (القسامة
في الجاهلية) حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا قطن أبو الهيثم حدثنا
أبو يريد المدني عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن أول قسامة
كانت في الجاهلية لفينا بني هاشم كان رجل من بني هاشم استأجره رجل من
قريش من فخذ أخرى فانطلق معه في إبله فمر رجل به من بني هاشم قد انقطعت
عروة جوالقه فقال أغثني بعقال أشد به عروة جوالقي لا تنفر الإبل فأعطاه
عقالا فشد به عروة جوالقه فلما نزلوا عقلت الإبل الا بعيرا واحدا فقال الذي
236

استأجره ما شأن هذا البعير لم يعقل من بين الإبل قال ليس له عقال قال فأين
عقاله قال فحذفه بعصا كان فيها اجله فمر به رجل من أهل اليمن فقال أتشهد
الموسم قال ما اشهد وربما شهدته قال هل أنت مبلغ عنى رسالة مرة من الدهر
قال نعم قال فكنت إذا أنت شهدت الموسم فناد يا آل قريش فإذا أجابوك
فناد يا آل بني هاشم فان أجابوك فاسأل عن أبي طالب فأخبره ان فلانا قتلني
في عقال ومات المستأجر فلما قدم الذي استأجره اتاه أبو طالب فقال ما فعل
صاحبنا قال مرض فأحسنت القيام عليه فوليت دفنه قال قد كان أهل ذاك
منك فمكث حينا ثم إن الرجل الذي أوصى إليه ان يبلغ عنه وافى الموسم فقال
يا آل قريش قالوا هذه قريش قال يا آل بني هاشم قالوا هذه بنو هاشم قال أين
أبو طالب قالوا هذا أبو طالب قال امرني فلان ان أبلغك رسالة ان فلانا قتله
في عقال فأتاه أبو طالب فقال له اختر منا احدى ثلاث إن شئت ان تؤدى مائة
من الإبل فإنك قتلت صاحبنا وإن شئت حلف خمسون من قومك انك لم تقتله
فان أبيت قتلناك به فأتى قومه فقالوا نحلف فأتته امرأة من بني هاشم كانت
تحت رجل منهم قد ولدت له فقالت يا أبا طالب أحب ان يجيز ابني هذا برجل
من الخمسين ولا تصبر يمينه حيث تصبر الايمان ففعل فأتاه رجل منهم فقال يا أبا
طالب أردت خمسين رجلا ان يحلفوا مكان مائة من الإبل يصيب كل رجل
بعيران هذان بعيران فاقبلهما عنى ولا تصبر يميني حيث تصبر الايمان فقبلهما
وجاء ثمانية وأربعون فحلفوا قال ابن عباس فوالذي نفسي بيده ما حال الحول
ومن الثمانية وأربعين عين تطرف حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة
عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم بعاث يوما قدمه الله
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد افترق ملؤهم
و قتلت سرواتهم وجرحوا قدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في دخولهم
237

في الاسلام * وقال ابن وهب أخبرنا عمرو عن بكير بن الأشبح ان كريبا
مولى ابن عباس حدثه ان ابن عباس قال ليس السعي ببطن الوادي بين الصفا والمروة
سنة إنما كان أهل الجاهلية يسعونها ويقولون لا نجيز البطحاء الا شدا حدثنا
عبيد الله بن محمد الجعفي حدثنا سفيان أخبرنا مطرف قال سمعت أبا السفر يقول
سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول يا أيها الناس اسمعوا منى ما أقول لكم
وأسمعوني ما تقولون ولا تذهبوا فتقولوا قال ابن عباس قال ابن عباس من طاف
بالبيت فليطف من وراء الحجر ولا تقولوا الحطيم فان الرجل في الجاهلية كان
يحلف فيلقى سوطه أو نعله أو قوسه حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن
حصين عن عمرو بن ميمون قال رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة
قد زنت فرجموها فرجمتها معهم حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن
عبيد الله سمع ابن عباس رضي الله عنهما قال خلال من خلال الجاهلية الطعن
في الأنساب والنياحة ونسي الثالثة قال سفيان ويقولون انها الاستسقاء بالا نواء
باب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن
هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن
فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن
نزار بن معد بن عدنان حدثنا أحمد بن أبي رجاء حدثنا النضر عن هشام عن
عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال انزل على رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو ابن أربعين فمكث ثلاث عشرة سنة ثم امر بالهجرة فها جر إلى
المدينة فمكث بها عشر سنين ثم توفى صلى الله عليه وسلم باب ما لقى
النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة حدثنا الحميدي حدثنا
سفيان حدثنا بيان وإسماعيل قالا سمعنا قيسا يقول سمعت خبابا يقول اتيت النبي
صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة وهو في ظل الكعبة وقد لقينا من
238

المشركين شدة فقلت الا تدعوا الله فقعد وهو محمر وجهه فقال لقد كان من
قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب ما يصرفه ذلك
على دينه ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه
وليتمن الله هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت ما يخاف
الا الله * زاد بيان والذئب على غنمه حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن أبي إسحاق
عن الأسود عن عبد الله رضي الله عنه قال قرأ النبي صلى الله عليه وسلم النجم
فسجد فما بقي أحد الا سجد الأرجل رايته اخذ كفا من حصا فرفعه فسجد عليه
وقال هذا يكفيني فلقد رايته بعد قتل كافرا بالله حدثني محمد بن بشار حدثنا
غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عمر وبن ميمون عن عبد الله رضي الله عنه قال
بينا النبي صلى الله عليه وسلم ساجد وحوله ناس من قريش جاء عقبة بن أبي معيط
بسلي جزور فقذفه على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرفع رأسه فجاءت
فاطمة اللهم عليك الملا من قريش أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن
ربيعة وأمية بن خلف أو أبي بن خلف شعبة الشاك فرأيتهم قتلوا يوم بدر فألقوا
في بئر غير أمية أو أبى تقطعت أوصاله فلم يلق في البئر حدثنا عثمان بن أبي شيبه
حدثنا جرير عن منصور حدثني سعيد بن جبير أو قال حدثني الحكم عن سعيد
ابن جبير قال امرني عبد الرحمن بن أبزي قال سل ابن عباس عن هاتين الآيتين
ما امر هما ولا تقتلوا النفس التي حرم الله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فسألت ابن
عباس فقال لما أنزلت التي في الفرقان قال مشركوا أهل مكة فقد قتلنا النفس التي
حرم الله ودعونا مع الله إلها آخر وقد اتينا الفواحش فأنزل الله الا من تاب وآمن
الآية فهذه لأولئك واما التي في النساء الرجل إذا عرف الاسلام وشرائعه ثم
قتل فجزاؤه جهنم خالدا فيها فذكرته لمجاهد فقال الا من ندم حدثنا عياش بن
239

الوليد حدثنا الوليد بن مسلم حدثني الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير عن محمد
ابن إبراهيم التيمي حدثني عروة بن الزبير قال سالت ابن عمرو بن العاص قلت
أخبرني بأشد شئ صنعه المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم قال بينا النبي صلى الله
عليه وسلم يصلى في حجر الكعبة إذا قبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه
فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر حتى اخذ بمنكبه ودفعه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله الآية * تابعه ابن إسحاق حدثني
يحيى بن عروة عن عروة قلت لعبد الله بن عمرو * وقال عبدة عن هشام عن
أبيه قيل لعمر وبن العاص * وقال محمد بن عمرو عن أبي سلمة حدثني عمر وبن
العاص باب اسلام أبى بكر الصديق رضي الله عنه حدثني عبد الله
ابن محمد الآملي قال حدثني يحيى بن معين حدثنا إسماعيل بن مجالد عن بيان عن
وبرة عن همام بن الحرث قال قال عمار بن ياسر رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم وما معه الا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر باب اسلام سعد
رضي الله عنه حدثني اسحق أخبرنا أبو أسامة حدثنا هاشم قال سمعت سعيد بن
المسيب قال سمعت أبا إسحاق سعد بن أبي وقاص يقول ما أسلم أحد الا في اليوم
الذي أسلمت فيه ولقد مكثت سبعة أيام وانى لثلث الاسلام باب ذكر
الجن وقول الله تعالى قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن حدثني عبيد الله
ابن سعيد حدثنا أبو أسامة حدثنا مسعر عن معن بن عبد الرحمن قال سمعت أبي
قال سألت مسروقا من آذن النبي صلى الله عليه وسلم بالجن ليلة استمعوا القرآن
فقال حدثني أبوك يعنى عبد الله انه آذنت بهم شجرة حدثنا موسى بن إسماعيل
حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد قال أخبرني جدي عن أبي هريرة رضي الله عنه
انه كان يحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم إداوة لوضوئه وحاجته فبينما هو
يتبعه بها فقال من هذا فقال انا أبو هريرة فقال ابغني أحجارا استنفض بها
240

ولا تأتني بعظم ولا بروثة فأتيته بأحجار احملها في طرف ثوبي حتى وضعتها
إلى جنبه ثم انصرفت حتى إذا فرغ مشيت معه فقلت ما بال العظم والروثة قال
هما من طعام الجن وانه اتاني وفد جن نصيبين ونعم الجن فسألوني الزاد فدعوت
الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا روثة الا وجدوا عليها طعاما باب اسلام
أبي ذر الغفاري رضي الله عنه حدثني عمر وبن عباس حدثنا عبد الرحمن بن مهدي
حدثنا المثنى عن أبي جمرة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما بلغ أبا ذر
مبعث النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حيه اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم
هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخير من السماء واسمع من قوله ثم ائتني
فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر فقال له رأيته
يأمر بمكارم الأخلاق وكلاما ما هو بالشعر فقال ما شفيتني مما أردت فتزود
وحمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة فأتى المسجد فالتمس النبي صلى الله عليه
وسلم ولا يعرفه وكره ان يسأل عنه حتى أدركه بعض الليل فرآه على فعرف
انه غريب فلما رآه تبعه فلم يسال واحد منهما صاحبه عن شئ حتى أصبح ثم
احتمل قربته وزاده إلى المسجد وظل ذلك اليوم ولا يراه النبي صلى الله عليه
وسلم حتى أمسى فعاد إلى مضجعه فمر به على فقال اما نال للرجل ان يعلم منزله
فأقامه فذهب به معه لا يسال واحد منهما صاحبه عن شئ حتى إذا كان يوم
الثالث فعاد على على مثل ذلك فأقام معه ثم قال الا تحدثني ما الذي أقدمك قال إن
أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدنني فعلت ففعل فأخبره قال فإنه حق وهو
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أصبحت فاتبعني فانى ان رأيت شيئا أخاف
عليك قمت كأني أريق الماء فان مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي ففعل فانطلق
يقفوه حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ودخل معه فسمع من قوله وأسلم
مكانه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك
241

امرى قال والذي نفسي بيده لا صرخن بها بين ظهرانيهم فخرج حتى أتى المسجد
فنادى بأعلى صوته اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم قام القوم
فضر بوه حتى أضجعوه واتى العباس فأكب عليه قال ويلكم ألستم تعلمون انه
من غفار وان طريق تجاركم إلى الشام فأنقذه منهم ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه
وثاروا إليه فأكب العباس عليه باب اسلام سعيد بن زيد رضي الله عنه
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس قال سمعت سعيد بن
زيد بن عمرو بن نفيل في مسجد الكوفة يقول والله لقد رأيتني وان عمر لموثقي
على الاسلام قبل أن يسلم عمر ولو أن أحدا ارفض للذي صنعتم بعثمان لكان محقوقا
ان يرفض باب اسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه حدثني محمد بن
كثير أخبرنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عبد الله
ابن مسعود رضي الله عنه قال ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر حدثنا يحيى بن
سليمان قال حدثني ابن وهب قال حدثني عمر بن محمد قال فأخبرني جدي زيد بن
عبد الله بن عمر عن أبيه قال بينما هو في الدار خائفا إذ جاء ه العاص بن وائل السهمي
أبو عمر وعليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحرير وهو من بنى سهم وهم
حلفاؤنا في الجاهلية فقال له ما بالك قال زعم قومك انهم سيقتلونني ان أسلمت
قال لا سبيل إليك بعد أن قالها امنت فخرج العاص فلقى الناس قد سال بهم الوادي
فقال أين تريدون فقالوا نريد هذا ابن الخطاب الذي صبا قال لا سبيل إليه فكر
الناس حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو بن دينار سمعته قال قال
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لما أسلم عمر اجتمع الناس عند داره وقالوا صبا
عمر وانا غلام فوق ظهر بيتي فجاء رجل عليه قباء من ديباج فقال قد صبا عمر
فما ذاك فانا له جار قال فرأيت الناس تصدعوا عنه فقلت من هذا الرجل قال العاص
ابن وائل حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب حدثني عمر ان سالما
242

حدثه عن عبد الله بن عمر قال ما سمعت عمر لشئ قط يقول أبى لأظنه كذا الا
كان كما نظن بينما عمر جالس إذا مر به رجل جميل فقال عمر لقد أخطأ ظني أو ان
هذا على دينه في الجاهلية أو لقد كان كاهنهم على الرجل فدعى له فقال له ذلك
فقال ما رأيت كاليوم استقبل به رجل مسلم قال فانى اعزم عليك الا ما أخبرتني
قال كنت كاهنهم قال فما أعجب ما جاءتك به جنيتك قال بينما انا يوما في السوق
جاءتني اعرف فيها الفزع فقالت ألم تر الجن وابلاسها ويأسها من بعد انكاسها
ولحوقها بالقلاص وأحلاسها قال عمر صدق بينما انا عند آلهتهم إذا جاء رجل
بعجل فذبحه فصرخ به صارخ لم اسمع صارخا قط أشد صوتا منه يقول يا جليح
امر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا أنت فوثب الثوم قلت لا أبرح حتى اعلم
ما وراء هذا ثم نادى يا جليح امر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا الله فقمت فما
نشبنا ان قيل هذا نبي حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل حدثنا
قيس سمعت سعيد بن زيد يقول للقوم لو رأيتني موثقي عمر على الاسلام انا
وأخته وما أسلم ولو أن أحدا انقض لما صنعتم بعثمان لكان محقوقا ان ينقض
باب انشقاق القمر حدثني عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا بشر بن
المفضل حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه
ان أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يريهم آية فأراهم القمر
شقتين حتى رأوا حراء بينهما حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن
إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله رضي الله عنه قال انشق القمر ونحن مع النبي
صلى الله عليه وسلم بمنى فقال اشهدوا وذهبت فرقة نحو الجبل وقال أبو
الضحى عن مسروق عن عبد الله انشق بمكة وتابعه محمد بن مسلم عن ابن أبي
نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله حدثنا عثمان بن صالح حدثنا بكر بن
مضر حدثني جعفر بن ربيعة عن عراك بن مالك عن عبيد الله بن عبد الله بن
243

عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ان القمر انشق على زمان
رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي الا عمش
حدثنا إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله رضي الله عنه قال انشق القمر باب
هجرة الحبشة وقالت عائشة قال النبي صلى الله عليه وسلم أريت دار هجرتكم
ذات نخل بين لا بتين فهاجر من هاجر قبل المدينة ورجع عامة من كان هاجر
بأرض الحبشة إلى المدينة فيه عن أبي موسى وأسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري حدثنا
عروة بن الزبير ان عبد الله بن عدي بن الخيار أخبره ان المسور بن مخرمة
وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قالا له ما يمنعك ان تكلم خالك عثمان
في أخيه الوليد بن عقبة وكان أكثر الناس فيما فعل به قال عبيد الله فانتصبت
لعثمان حين خرج إلى الصلاة فقلت له ان لي إليك حاجة وهي نصيحة فقال أيها
المرء أعوذ بالله منك فانصرفت فلما قضيت الصلاة جلست إلى المسور والى
ابن عبد يغوث فحدثتهما بالذي قلت لعثمان وقال لي فقالا قد قضيت الذي كان
عليك فبينما انا جالس معهما إذ جاء نى رسول عثمان فقالا لي قد ابتلاك الله
فانطلقت حي دخلت عليه فقال ما نصيحتك التي ذكرت آنفا قال فتشهدت
ثم قلت إن الله بعص محمدا صلى الله عليه وسلم وانزل عليه الكتاب وكنت
ممن استجاب له ورسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت هديه وقد أكثر
الناس في شأن الوليد بن عقبة فحق عليك ان تقيم عليه الحد فقال لي يا ابن أخي
أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت لا ولكن قد خلص إلى من
علمه ما خلص إلى العذراء في سترها قال فتشهد عثمان فقال إن الله قد بعث محمدا
صلى الله عليه وسلم بالحق وانزل عليها لكتاب وكنت ممن استجاب لله
244

ورسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنت وبما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وهاجرت
الهجرتين الأوليين كما قلت وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعته
والله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله ثم استخلف الله أبا بكر فوالله ما عصيته
ولا غششته ثم استخلف عمر فوالله ما عصيته ولا غششته ثم استخلفت أفليس لي
عليكم مثل الذي كان لهم على قال بل يقال فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم
فأما ما ذكرت من شأن الوليد بن عقبة فسنأخذ فيه أن شاء الله بالحق قال فجلد
الوليد أربعين جلدة وأمر عليا ان يجلده وكان هو يجلده وقال يونس وابن أخي
الزهري عن الزهري أفليس لي عليكم من الحق مثل الذي كان لهم قال أبو
عبد الله بلاء من ربكم ما ابتليتم به من شدة وفي موضع البلاء الا بتلاء والتمحيص
من بلوته ومحصته أي استخرجت ما عنده يبلوا يختبر مبتليكم مختبركم واما
قوله بلاء عظيم النعم وهي من أبليته وتلك من ابتليته حدثني محمد بن المثنى
حدثنا يحيى عن هشام قال حدثني أبي عن عائشة رضي الله عنها ان أم جيبة وأم
سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير فذكر تا للنبي صلى الله عليه
وسلم فقال إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا
وصوروا فيه تيك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة حدثنا
الحميدي حدثنا سفيان حدثنا إسحاق بن سعيد السعيدي عن أبيه عن أم خالد بنت
خالد قالت قدمت من ارض الحبشة وانا جويرية فكساني رسول الله صلى الله
عليه وسلم خميصة لها اعلام فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الاعلام
بيده ويقول سناه سناه قال الحميدي يعنى حسن حسن حدثنا يحيى بن حماد
حدثنا أبو عوانه عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال
كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلى فيرد علينا فلما رجعنا من عند
النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا فقلنا يا رسول الله انا كنا نسلم عليك فترد
245

علينا قال إن في الصلاة شغلا فقلت لإبراهيم كيف تصنع أنت قال أرد في نفسي
حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد بن عبد الله عن أبي بردة
عن أبي موسى رضي الله عنه قال بلغنا مخرج النبي صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن
فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي طالب
فأقمنا معه حتى قدمنا فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتح خيبر فقال النبي
صلى الله عليه وسلم لكم أنتم يا أهل السفينة هجرتان باب موت النجاشي
حدثنا أبو الربيع حدثنا ابن عيينة عن ابن جريج عن عطاء عن جابر رضي الله عنه
قال النبي صلى الله عليه وسلم حين مات النجاشي مات اليوم رجل صالح فقوموا
فصلوا على أخيكم أصحمة حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع
حدثنا سعيد قتادة ان عطاء حدثهم عن جابر بن عبد الله الأنصاري
رضي الله عنهما ان نبي الله صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي فصفنا وراءه
فكنت في الصف الثاني أو الثالث سعيد بن ميناء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى على أصحمة النجاشي فكبر عليه أربعا تابعة
عبد الصمد حدثنا زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي
عن صالح عن ابن شهاب قال حدثني أبو سملة بن عبد الرحمن وابن المسيب ان
أبا هريرة رضي الله عنه أخبرهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى لهم
النجاشي صاحب الحبشة في اليوم الذي مات فيه وقال استغفروا لأخيكم
وعن صالح عن ابن شهاب قال حدثني سعيد بن المسيب ان أبا هريرة رضي الله عنه
أخبرهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صف بهم في المصلى فصلى عليه
وكبر أربعا باب تقاسم المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا
عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن أبي سلمة
246

ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
وسلم حين أراد حنينا منزلنا غدا إن شاء الله بخيف بنى كنانة حيث تقاسموا
على الكفر باب قصة أبى طالب حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان
حدثنا عبد الملك حدثنا عبد الله بن الحرث قال حدثنا العباس بن عبد المطلب
رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ما أغنيت عن عمك فوالله كان يحوطك
ويغضب لك قال هو في ضحضاح من نار ولولا انا لكان في الدرك الأسفل
من النار حدثنا محمود حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري
عن ابن المسيب عن أبيه ان أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله
عليه وسلم وعنده أبو جهل فقال أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها
عند الله فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب ترغب عن ملة عبد
المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شئ كلمهم به على ملة عبد المطلب فقال
النبي صلى الله عليه وسلم لاستغفرن لك مالك انه عنه فنزلت ما كانوا للنبي والذين
آمنوا ان يستغفر وا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم انهم
أصحاب الجحيم ونزلت انك لا تهدى من أحببت حدثنا عبد الله بن يوسف
حدثنا الليث حدثنا ابن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري انه
سمع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر عنده عمه فقال لعله تنفعه شفاعتي يوم
القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلى منه دماغه حدثنا
إبراهيم بن حمزة حدثنا ابن أبي حازم والدراوردي عن يزيد بهذا وقال تغلى منه
أم دماغه باب حديث الاسراء وقول الله تعالى سبحان الذي أسرى
بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الا قصى حدثنا يحيى بن بكير حدثنا
الليث عن عقيل عن ابن شهاب حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن سمعت جابر بن
عبد الله رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لما كذبني
247

قريش قمت في الحجر فجلا الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وانا
انظر إليه باب المعراج حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى
حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما ان نبي الله
صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسرى به قال بينما انا في الحطيم وربما قال
في الحجر مضطجعا إذ اتاني آت فقد قال وسمعته يقول فشق ما بين هذه إلى هذه
فقلت للجارود وهو إلى جنبي ما يعنى به قال من ثغرة نحره إلى شعرته وسمعته
يقول من قصه إلى شعرته فاستخرج قلبي ثم اتيت بطست من ذهب مملوءة
ايمانا فغسل قلبي ثم حشى ثم أعيد ثم اتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار ابيض
فقال له الجارود هو البراق يا أبا حمزة قال أنس نعم يضع خطوه عند أقصى طرفه
فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح فقيل من هذا قال
جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم
المجئ جاء ففتح فلما خلصت فإذا فيها آدم فقال هذا أبوك آدم فسلم عليه فسلمت
عليه فرد السلام ثم قال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم صعد حتى أتى
السماء الثانية فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل
وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجئ جاء ففتح فلما خلصت إذا يحيى
وعيسى وهما ابنا الخالة قال هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما فسلمت فردا ثم قالا
مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم سعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح قيل
من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل
مرحبا به فنعم المجئ جاء ففتح فلما خلصت إذا يوسف قال هذا يوسف فسلم
عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم سعد بي حتى
أتى السماء الرابعة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل
وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجئ جاء ففتح فلما خلصت إلى إدريس
248

قا هذا إدريس فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي
الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل
ومن معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به
فنعم المجئ جاء فلما خلصت فإذا هارون قال هذا هارون فسلم عليه فسلمت عليه
فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة
فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل من معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه
قال نعم قال مرحبا به فنعم المجئ جاء فلما خلصت فإذا موسى قال هذا موسى فسلم
عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحلا بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما تجاوزت
بكى قيل له ما يبكيك قا أبكى لان غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر
من يدخلها من أمتي ثم سعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل قيل من هذا
قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وق د بعث إليه قال نعم قال مرحبا به
فنعم المجئ جاء فلما خلصت فإذا إبراهيم قال هذا أبوك فسلم عليه قال فسلمت
عليه فرد السلام قال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم رفعت لي سدرة
المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قال هذه سدرة
المنتهى وإذا أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت ما هذان يا جبريل
قال اما الباطنان فنهران في الجنة واما الظاهر أن فالنيل والفرات ثم رفع لي البيت
المعمور ثم اتيت باناء من خمر واناء من لبن واناء من عسل فأخذت اللبن فقال هي
الفطرة أنت عليها وأمتك ثم فرضت على الصلوات خمسين صلاة كل يوم فرجعت
فمررت على موسى فقال بما أمرت قال أمرت بخمسين صلاة كل يوم قال إن أمتك
لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم وانى والله قد جربت الناس قبلك وعالجت
بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لا متك فرجعت
فوضع عنى عشرا فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فوضع عنى عشرا
249

فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فوضع عنى عشرا فرجعت إلى موسى
فقال مثله فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم فرجعت فقال مثله فرجعت
فأمرت بخمس صلوات كل يوم فرجعت إلى موسى فقال بما أمرت قلت أمرت
بخمس صلوات كل يوم قال إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم وانى
قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك
فاسأله التخفيف لا متك قال سألت ربى حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم
قال فلما جاوزت ناداني مناد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي حدثنا
الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمر وعن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله تعالى وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس قال هي رويا عين أريها
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به إلى بيت المقدس قال والشجرة
الملعونة في القرآن قال هي شجرة الزقوم باب وفود الأنصار إلى النبي
صلى الله عليه وسلم بمكة وبيعة العقبة حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن
عقيل عن ابن شهاب ح وحدثنا أحمد بن صالح حدثنا عنبسة حدثنا يونس
عن ابن شهاب قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ان عبد الله
ابن كعب وكان قائد كعب حين عمى قال سمعت كعب بن مالك يحدث حين
تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك بطوله قال ابن بكير في حديثه
ولقد شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الاسلام
وما أحب ان لي بها مشهد بذر وان كانت بدر اذكر في الناس منها حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال كان عمرو يقول سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
يقول شهد بي خالاي العقبة قال أبو عبد الله قال ابن عيينة أحدهما البراء
ابن معرور حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام ان ابن جريج أخبرهم
قال عطاء قال جابرا ناو أبى وخالي من أصحاب العقبة حدثني إسحاق بن منصور
250

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال أخبرني أبو
إدريس عائذ الله بن عبد الله ان عبادة بن الصامت من الذين شهدوا بدرا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أصحابه ليلة العقبة أخبره ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا
بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتون ببهتان تفترونه بين
أيديكم وأرجلكم ولا تعصوني في معروف فمن وفي منكم فأجره على الله ومن
أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة ومن أصاب من ذلك شيئا
فستره الله فأمره إلى الله ان شاء عاقبه وان شاء عفا عنه قال فبايعته على ذلك
حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقال بايعناه على أن لا نشرك بالله شئ ولا نسرق ولا نزني
ولا نقتل النفس التي حرم الهل الا بالحق ولا ننتهب ولا نعصي بالجنة ان فعلنا
ذلك فان غشينا من ذلك شيئا كان قضاء ذلك إلى الله باب تزويج النبي
صلى الله عليه وسلم عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها حدثنا فروة بن أبي
المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وانا بنت ست سنين فقد منا المدينة فنزلنا
في بنى الحرث بن خزرج فوعكت فتمرق شعري فوفى جميمة فأتتني أمي أم رومان
وانى لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها لا أدرى ما تريد بي
فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وانى لا نهج حتى سكن بعض نفسي ثم
اخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من
الأنصار في البيت فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فأصلحن
من شأني فلم يرعني الا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمنني إليه وانا
251

يومئذ بنت تسع سنين حدثنا معلى حدثنا وهيب عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها أريتك في المنام
مرتين أرى انك في سرقة من حرير ويقول هذه امرأتك فأكشف فإذا
هي أنت فأقول ان يك هذا من عند الله يمضه حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا
أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال توفيت خديجة قبل مخرج النبي صلى الله عليه
وسلم إلى المدينة بثلاث سنين فلبث سنتين أو قريبا من ذلك ونكح عائشة
وهي بنت ست سنين ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين باب هجرة النبي
صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة وقال عبد الله بن زيد وأبو هريرة رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار
وقال أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم رأيت في المنام انى أهاجر من مكة
إلى ارض بها نحل فذهب وهلى إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الأعمش قال سمعت أبا وائل يقول عدنا
خبابا فقال هاجرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نريد وجه الله فوقع أجرنا على الله
فمنا من مضى لم يأخذ من اجره شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد وترك
نمرة فكنا إذا غطينا بها رأسه بدت رجلاه وإذا غطينا رجليه بدا رأسه فأمرنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نغطي رأسه ونجعل على رجليه شيئا من اذخر
ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهد بها حدثنا مسدد حدثنا حماد هو ابن زيد
عن يحيى عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص قال سمعت عمر رضي الله عنه
قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم أراه يقول الا عمال بالنية فمن كانت هجرته
إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ومن كانت هجرته
إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني اسحق
ابن يزيد الدمشقي حدثنا يحيى بن حمزة قال حدثني أبو عمر والأوزاعي عن عبدة
252

ابن أبي لبابة عن مجاهد بن جبر المكي ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان
يقول لا هجرة بعد الفتح وحدثني الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح قال زرت
عائشة مع عبيد بن عمير الليثي فسألنا ها عن الهجرة فقالت لا هجرة اليوم
كان المؤمنون يفر أحدهم بدينه إلى الله تعالى وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
مخافة ان يفتن عليه فأما اليوم فقد أظهر الله الاسلام واليوم يعبد ربه حيث
شاء ولكن جهاد ونية حدثني زكريا بن يحيى حدثنا ابن نمير قال هشام
فأخبرني أبى عن عائشة رضي الله عنها ان سعدا قال اللهم انك تعلم أنه ليس أحد
أحب إلى أن أجاهدهم فيك من قوم كذابوا رسولك صلى الله عليه وسلم
واخر جوه اللهم فانى أظن انك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم وقال أبان بن
يزيد حدثنا هشام عن أبيه أخبرتني عائشة من قوم كذابوا نبيك وأخرجوه من
قريش حدثنا مطر بن الفضل حدثنا روح بن عبادة حدثنا هشام حدثنا
عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا ربعين سنة فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه ثم امر بالهجرة فهاجر
عشر سنين ومات وهو ابن ثلاث وستين حدثنا مطر بن الفضل حدثنا روح
ابن عبادة حدثنا زكريا بن إسحاق حدثنا عمر وبن دينار عن ابن عباس قال مكث
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة وتوفى وهو ابن ثلاث وستين
حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله
عن عبيد يعنى ابن حنين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم جلس على المنبر فقال إن عبدا خيره الله بين ان يؤتيه من زهرة الدنيا
ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر وقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا
فعجبنا له وقال الناس انظر وا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن عبد خيره الله بين ان يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده وهو يقول فديناك
253

بآبائنا وأمهاتنا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر
هوا علمنا به وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من امن الناس على في صحبته
وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لا تخذت أبا بكر الا خلة الاسلام
لا يبقين في المسجد خوخة الا خوخة أبى بكر حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا
الليث عن عقيل قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير رضي الله عنه ان عائشة
رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لم اعقل أبوى قط الا وهما
يدينان الدين ولم يمر علينا يوم الا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي
النهار بكرة وعشية فلما ابتلى المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو ارض الحبشة
حتى بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فقال أين تريد يا أبا بكر
فقال أبو بكر أخرجني قومي فأريد ان أسيح في الأرض واعبد ربى فقال ابن الدغنة
فان مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج انك تكسب المعدوم وتصل الرحم
وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فأنا لك جار ارجع واعبد ربك
ببلدك فرجع وارتحل معه ابن الدغنة فطاف ابن الدغنة عشية في إسراف قريش
فقال لهم ان أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج أتخرجون رجلا يكسب المعدوم
ويصل الرحم ويحمل الكل ويقرى الضيف ويعين على نوائب الحق فلم تكذب
قريش بجوار ابن الدغنة وقالوا لا بن الدغنة مر أبا بكر فليعبد ربه في داره
فليصل فيها وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به فانا نخشى ان يفتن
نساءنا وأبناء نا فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر فلا بث أبو بكر بذلك يعبد ربه
في داره ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا
بفناء داره وكان يصلى فيه ويقرأ القرآن فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم
وهم يعجبون منه وينظرون اليه وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه إذا
قرأ القرآن فأفزع ذلك اشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة
254

فقدم عليهم فقالوا انا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره فقد
جاوز ذلك فابتنى مسجد بفناء دار ه فأعلن بالصلاة والقراءة فيه وانا قد خشينا
ان يفتن نساءنا وأبناءنا فإنهم فان أحب ان يقتصر عليان يعبد ربه في داره فعل
وان أبى الا ان يعلن بذلك فسله ان يرد إليك ذمتك فانا قد كرهنا ان نخفرك
ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان قالت عائشة فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر فقال
قد علمت الذي عاقدت لك عليه فاما ان تقتصر على ذلك واما ان ترجع إلى ذمتي
فانى لا أحب ان تسمع العرب انى أخفرت في رجل عقدت له فقال أبو بكر فانى
أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم
يومئذ بمكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين انى أريت دار هجرتكم
ذات نحل بين لا بتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة ورجع عامة
من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة وتجهز أبو بكر قبل المدينة فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلك فانى أرجو ان يؤذن لي فقال أبو بكر
وهل ترجو ذلك بأبي أنت قال نعم فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليصحبه وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر وهو الخبط أربعة أشهر
قال ابن شهاب قال عروة قالت عائشة فبينما نحن يوما جلوس في بيت أبى بكر
في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعا
في ساعة لم يكن يأتينا فيها فقال أبو بكر فداء الله أبى وأمي والله ما جاء به في هذه
الساعة الا امر قالت فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له فدخل
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر اخرج من عندك فقال أبو بكر إنما هم
أهلك بابي أنت يا رسول الله قال فانى قد اذن لي في الخروج فقال أبو بكر الصحابة
بابي أنت يا رسول الله صلى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال أبو بكر فخذ بابي
أنت يا رسول الله احدى راحلتي هاتين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثمن
255

قالت عائشة فجهزنا هما احث الجهاز وصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء
بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب فبذلك سميت ذات
النطاق قالت ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل ثور
فكمنا فهي ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب ثقف
لقن فيدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائت فلا يسمع امرا
يكتادان به الا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ويرعى عليهما
عامر بن فهيرة مولى أبى بكر منحة من غنم فيريحها عليهما حين تذهب ساعة
من العشاء فيبيتان في رسل وهو لبن منحتهما ورضيفهما حتى ينعق بها عامر بن
فهيرة بغلس يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث واستأجر رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلا من بنى الديل وهو من بنى عبد بن عدي
هاديا خريتا والخريت الماهر بالهداية قد غمس حلفا في عال العاص بن وائل
السهمي وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار
ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل
فأخذ بهم طريق السواحل قال ابن شهاب وأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي
وهو ابن أخي سراقة بن مالك بن جعشم ان أباه أخبره انه سمع سراقة بن جعشم
يقول جاءنا رسول كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبى بكر دية كل واحد منهما من قتله أو اسره فبينما انا جالس في مجلس من
مجالس قومي بنى مد لج اقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس فقال يا سراقة
انى قد رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدا وأصحابه قال سراقة فعرفت
انهم هم فقلت له انهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا
يبتغون ضالة لهم ثم لبثت في المجلس ساعة ثم قمت فدخلت فأمرت جاريتي
ان تخرج بفرسي وهي من وراء كمة فتحبسها على واخذت رمحي فخرجت به
256

من ظهر البيت فحططت بزجه الأرض وخفضت عاليه حتى اتيت فرسي فركبتها
فرفعتها تقرب بي حتى دنوت منهم فعثرت بي فرسي فخررت عنها فقمت فأهويت
يدي إلى كنانتي فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا فخرج
الذي اكره فركبت فرسي وعصيت الأزلام تقرب بي حتى إذا سمعت قراءة
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت
يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم
تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة إذا لا ثر يديها عثان ساطع في السماء مثل
الدخان فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي اكره فناد يتهم بالأمان فو قفوا
فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم
ان سيظهر امر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له ان قومك قد جعلوا
فيك الداية وأخبرتهم اخبار ما يريد الناس بهم وعرضت عليهم الزاد والمتاع
فلم يرزآني ولم يسألاني الا ان قال أخف عنا فسألته ان يكتب لي كتاب امن
فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أديم ثم مضى رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم لقى الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام فكسا الزبير
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثياب بياض وسمع المسلمون بالمدينة
مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة فكانوا يغدون كل غداة إلى
الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظار هم
فلما أو وا إلى بيوتهم أو في رجل من يهود على اطم من آطامهم لامر ينظر إليه
فبصر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب فلم
يملك اليهودي ان قال بأعلى صوته يا معاشر العرب هذا جد كم الذي تنتظرون
فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرة
257

فعدل لهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بنى عمرو بن عوف وذلك يوم الاثنين
من شهر ربيع الأول فقام أبو بكر للناس وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
صامتا فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيى
أبا بكر حتى أصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر حتى
ظلل عليه برادئه فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك فلبث
رسول الله صلى الله عليه وسلم في بنى عمر وبن عوف بضع عشرة ليلة وأسس
المسجد الذي أسس على التقوى وصلى فهي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
ركب راحلته فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد الرسول صلى الله
عليه وسلم بالمدينة وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين وكان مربدا للتمر
لسهيل وسهل غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم حين بركت به راحلته هذا إن شاء الله المنزل ثم دعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم الغلامين فساو مهما بالمربد ليتخذه مسجدا فقالا بل نهبه لك
يا رسول الله فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقبله منهما هبة حتى ابتاعه
منهما ثم بناه مسجدا وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللبن
في بنيانه ويقول (هذا الحمال لا حمال خيبر هذا ابر ربنا وأطهر) ويقول (اللهم
ان الاجر اجر الآخرة فارحم الأنصار والمهارجة) فتمثل بشعر رجل من
المسلمين لم يسم لي قال ابن شهاب ولم يبلغنا في الأحاديث ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم تمثل ببيت شعر تام غير هذا البيت حدثنا عبد الله بن أبي شيبة
حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه وفاطمة عن أسماء رضي الله عنهما صنعت
سفرة النبي صلى الله عليه وسلم وأبى بكر حين أرادا المدينة فقلت لأبي ما أجد
شيئا اربطه الا نطاقي قال فشقيه ففعلت فسميت ذات النطاقين وقال ابن عباس
أسماء ذات النطاق حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق
258

قال سمعت البراء رضي الله عنه قال لما اقبل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
تبعه سراقة بن مالك بن جعشم فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فساخت به
فرسه قال ادع الله لي ولا أضرك فدعا له قال فعطش رسول الله صلى الله عليه
وسلم فمر براع قال أبو بكر فأخذت قدحا فحلبت فيه كثبة من لبن فأتيته فشرب
حتى رضيت حدثني زكريا بن يحيى عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن
أبيه عن أسماء رضي الله عنها انها حملت بعبد الله بن الزبير قالت فخرجت وانا متم
فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدته بقباء ثم اتيت به النبي صلى الله عليه وسلم
فوضعته في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شئ دخل جوفه
ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حنكه بتمرة ثم دعا له وبارك عليه وكان
أول مولود ولد في الاسلام تابعه خالد بن مخلد عن علي بن مسهر عن هشام
عن أبيه عن أسماء رضي الله عنها انها هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي
حبلى حدثنا قتيبة عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
رضي الله عنها قالت أول مولود ولد في الاسلام عبد الله بن الزبير اتوا به النبي
صلى الله عليه وسلم فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم تمرة فلاكها ثم ادخلها في فيه
فأول ما دخل بطنه ريق النبي صلى الله عليه وسلم حدثني محمد عبد الصمد
حدثنا أبي حدثنا عبد العزيز بن صهيب حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال
اقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو مردف أبا بكر وأبو بكر شيخ
يعرف ونبي الله صلى الله عليه وسلم شاب لا يعرف قال فيلقى الرجل أبا بكر
فيقول يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك فيقول هذا الرجل يهديني السبيل
قال فيحسب الحاسب انه إنما يعنى الطريق وإنما يعني سبيل الخير فالتفت أبو
بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم فقال يا رسول الله هذا فارس قد لحق بنا فالتفت
نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهما صرعه فصرعه الفرس ثم قامت تحمحم
259

قال يا نبي الله مرني بم شئت فقال فقف مكانك لا تتركن أحدا يلحق بنا قال
فكان أول النهار جاهدا على نبي الله صلى الله عليه وسلم وكان آخر النهار مسلحة له
فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم جانب الحرة ثم بعث إلى الأنصار فجاؤوا إلى
نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر فسلموا عليهما وقالوا اركبا آمنين مطاعين
فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وحفوا دونهما بالسلاح فقيل
في المدينة جاء نبي الله جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم فأشرفوا ينظرون ويقولون
جاء نبي الله فاقبل يسير حتى نزل جانب دار أبى أيوب فإنه ليحدث أهله إذا سمع به
عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله يخترف لهم فعجل ان يضع الذي يخترف لهم
فيها فجاء وهي معه فسمع من نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى أهله فقال
نبي الله صلى الله عليه وسلم أي بيوت أهلنا أقرب فقال أبو أيوب انا يا نبي الله هذه
داري وهذا بابي قال فانطلق فهي لنا مقيلا قال فوما على بركة الله تعالى فلما جاء
نبي الله صلى الله عليه وسلم جاء عبد الله بن سلام فقال اشهد انك رسول الله
وانك جئت بحق وقد علمت يهود انى سيدهم وابن سيد هم وأعلمهم وابن أعلمهم
فادعهم فاسألهم عنى قبل أن يعلموا انى قد أسملت فإنهم ان يعلموا انى قد أسملت
قالوا في ما ليس في فأرسل نبي الله صلى الله عليه وسلم فأقبلوا فدخلوا عليه فقال
لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر اليهود ويلكم اتقوا الله فوالله الذي
لا إله إلا هو انكم لتعلمون انى رسول الله حقا وانى جئتكم بحق فأسلموا قالوا
ما نعلمه قالوا النبي صلى الله عليه وسلم قالها ثلاث مرار قال فأي رجل فيكم
عبد الله بن سلام قالوا ذاك سيدنا وابن سيدنا و أعلمنا وابن علمنا قال أفرأيتم ان
أسلم قالوا حاشى لله ما كان ليسلم قال أفرأيتم ان أسلم قالوا حاشى لله ما كان
ليسلم قال أفرأيتم ان أسلم قالوا حاشى لله ما كان ليسلم قال يا ابن سلام اخرج
عليهم فخرج فقال يا معشر اليهود اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو انكم لتعلمون
260

انه رسول الله وانه جاء بحق فقالوا له كذبت فأخرجهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج قال أخبرني عبيد الله
ابن عمر عن نافع يعنى عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال كان فرض
للمهاجرين الأولين أربعة آلاف في أربعة وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف وخمسمائة
فقيل له هو من المهاجرين فلم نقصته من أربعة آلاف قال إنما هاجر به أبواه يقول
ليس هو كمن هاجر بنفسه حدثنا محمد بن كثر أخبرنا سفيان عن الا عمش
عن أبي وائل عن خباب قال هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ح حدثنا
مسدد حدثنا يحيى عن الأعمش قال سمعت شقيق بن سلمة قال حدثنا خباب
قال هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله ووجب أجرنا
على الله فمنا من مضى لم يأكل من اجره شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم
أحد فلم نجد شيئا نكفنه فيه الا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه
فإذا غطينا رجليه خرج رأسه فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نغطي
رأسه بها ونجعل على رجليه من اذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها
حدثنا يحيى بن بشر حدثنا روح حدثنا عوف عن معاوية بن قرة قال حدثني
أبو بردة بن أبي موسى الأشعري قال قال لي عبد الله بن عمر هل تدرى ما قال أبى
لأبيك قال قلت لا قال فان أبى قال لأبيك يا أبا موسى هل يسرك اسلامنا مع
بردلنا وان كل عمل عملناه بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس فقال أبى لا والله
قد جاهدنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلينا وصمنا وعملنا خيرا كثيرا
وأسلم على أيدينا بشر كثير وانا لنرجو ذلك فقال أبى لكني انا والذي نفس
عمر بيده لوددت ان ذلك بردلنا وان كل شى ء عملناه بعد نجونا منه كفافا
رأسا برأس فقلت ان أباك والله خير من أبى حدثني محمد بن صباح أو بلغني
261

عنه حدثنا إسماعيل عن عاصم عن أبي عثمان النهدي قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما
إذا قيل له هاجر قبل أبيه يغضب قال وقدمت انا وعمر على رسول الله صلى الله
عليه وسلم فوجدناه قائلا فرجعنا إلى المنزل فأرسلني عمر وقال اذهب فانظر
هل استيقظ فأتيته فدخلت عليه فبايعته ثم انطلقت إلى عمر فأخبرته انه قد
استيقظ فانطلقنا إليه نهر ول هرولة حتى دخل عليه فبايعه ثم بايعته حدثنا
أحمد بن عثمان حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق
قال سمعت البراء يحدث قال ابتاع أبو بكر من عازب رحلا فحملته معه
قال فسأله عازب عن مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اخذ علينا بالرصد
فخر جنا ليلا فاحثثنا ليلتنا ويومنا حتى قام قائم الظهيرة ثم رفعت لنا صخرة فأتيناها
ولها شئ من طل قال ففرشت لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فروة معي ثم
اضطجع عليها النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقت انفض ما حوله فإذا انا براع
قد اقبل في غنيمة يريد من الصخرة مثل الذي أردنا فسألته لمن أنت يا غلام
فقال انا لفلان فقلت له هل في غنمك من لبن قال نعم قلت له هل أنت حالب
قال نعم فاخذ شاة من غنمه فقلت له انفض الضرع قال فحلب كثبة من لبن
ومعي إداوة من ماء عليها خرقة قد روأتها ل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فصببت على اللبن حتى برد أسفله ثم اتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت
اشرب يا رسول الله فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رضيت ثم
ارتحلنا والطلب في أثرنا قال البراء فدخلت مع أبي بكر على أهله فإذا عائشة ابنته
مضطجعة قد اصابتها حمى فرأيت أباها فقبل خدها وقال كيف أنت يا بنية
حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن حمير حدثنا إبراهيم ابن أبي عبلة
ان عقبة بن وساج حدثه عن أنس خادم النبي صلى الله عليه وسلم قال قدم النبي
صلى الله عليه وسلم وليس في أصحابه اشمط غير أبى بكر فغلفها بالحناء والكتم
262

وقال دحيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني أبو عبيد عن عقبة بن وساج
حدثني انس بن مالك رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة
فكان أسن أصحابه أبو بكر فغلفها بالحناء والكتم حتى قنأ لونها حدثنا اصبغ
حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة ان أبا بكر
رضي الله عنه تزوج امرأة من كلب يقال لها أم بكر فلما هاجر أبو بكر طلقها
فتزوجها ابن عمها هذا الشاعر الذي قال هذه القصيدة رثى كفار قريش
وماذا بالقليب قليب بدر * من الشيزى تزين بالسنام
وما ذا بالقليب قليب بدر * من القينات والشرب الكرام
تحيى بالسلامة أم بكر * وهل لي بعد قومي من سلام
يحدثنا الرسول بأن سخيا * وكيف حياة أصداء وهام
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن ثابت عن أنس عن أبي بكر رضي الله عنه
قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرفعت رأسي فإذا انا
باقدام القوم فقلت يا بنى الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا قال اسكت يا أبا
بكر اثنان الله ثالثهما حدثنا علي بن عبد الله حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا
الأوزاعي وقال محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي حدثنا الزهري قال حدثني
عطاء بن يزيد الليثي قال حدثني أبو سعيد رضي الله عنه قال جاء اعرابي إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فسأله عن الهجرة فقال ويحك ان الهجرة شأنها شديد
فهل لك من إبل قال نعم قال فتعطى صدقتها قال نعم قال فهل تمنح منها قال نعم
قال فتحلبها يوم ورودها قال نعم قال فاعمل من وراء البحار فان الله لن يترك
من عملك شيئا باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة
حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال أنبأنا أبو إسحاق سمع البراء رضي الله عنه
قال أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم ثم قدم علينا عمار بن
263

ياسر وبلال رضي الله عنهم حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق
قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال أول من قدم علينا
مصعب بن عمير وابن أم مكتوم وكانا يقرئن الناس فقدم بلال وسعد وعمار
ابن ياسر ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشئ فرحهم
به رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جعل الإماء يقلن قدم رسول الله صلى الله
عليه وسلم فما قدم حتى قرأت سبح اسم ربك الأعلى في سور من المفصل حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
انها قالت لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الدينة وعك أبو بكر وبلال
قالت فدخلت عليهما فقلت يا أبت كيف تجدك ويا بلال كيف تجدك قالت فكان
أبو بكر إذا اخذته الحمى يقول
كل امرئ مصبح في أهله * والموت اذني من شراك نعله
وكان بلال إذا اقلع عنه الحمى يرفع عقيرته ويقول
الا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بواد وحولي اذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة * وهل يبدون لي شامة وطفيل
قالت عائشة فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال اللهم حبب الينا
المدينة مجنا مكة أو أشد وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها
فاجعلنا بالجحفة حدثني عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري
حدثني عروة بن الزبير ان عبيد الله بن عدي أخبره دخلت على عثمان ح وقال
بشر بن شعيب حدثني أبي عن الزهري حدثني عروة بن الزبير ان عبيد الله بن عدي
بن خيار أخبره قال دخلت على عثمان فتشهد ثم قال اما بعد فان الله بعث
محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وكنت ممن استجاب لله ول رسوله وآمن بما
264

بعث به محمد صلى الله عليه وسلم ثم هاجرت هجرتين ونلت صهر رسول الله
صلى الله عليه وسلم وبايعته فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله تعالى
تابعه اسحق الكلبي حدثني الزهري مثله حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب
حدثنا مالك ح وأخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله
ان ابن عباس أخبره ان عبد الرحمن بن عوف رجع إلى أهله وهو بمنى في آخر
حجة حجها عمر فوجدني فقال عبد الرحمن فقلت يا أمير المؤمنين ان الموسم يجمع
رعاع الناس وانى أرى ان تمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة
وتخلص لأهل الفقه واشراف الناس وذوي رأيهم قال عمر لأقومن في أول
مقام أقومه بالمدينة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم الأنصاري بن
سعد أخبرنا ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت ان أم العلاء امرأة من
نسائهم بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته ان عثمان بن مظعون طار لهم
في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين قالت أم العلاء فاشتكى
عثمان عندنا فمرضته حتى توفى وجعلناه في أثوابه فدخل علينا النبي صلى الله عليه
وسلم فقلت رحمة الله عليك أبا السائب شهادتي عليك لقد أكرمك الله فقال
النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك ان الهل أكرمه قالت قلت لا أدرى بابي
أنت وأمي يا رسول الله فمن قال اما هو فقد جاءه والله اليقين والله انى لأرجو له
الخير وما أدرى والله وانا رسول الله ما يفعل بي قالت فوالله لا أزكى بعده أحدا
قالت فأحزنني ذلك فنمت فأريت لعثمان بن مظعون عينا تجرى فجئت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ذلك عمله حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا
أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم بعاث
يوما قدمه الله عز وجل ل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم رسول الله صلى الله
عليه وسلم المدينة وقد افترق ملؤهم وقتلت سراتهم في دخولهم في الاسلام
265

حدثني محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة عن هشام عن أبيه عن عائشة
ان أبا بكر دخل عليها والنبي صلى الله عليه وسلم عندها يوم فطر أو أضحى وعندها
قينتان تغنيان بما تقاذفت الأنصار يوم بعاث فقال أبو بكر مرمار الشيطان
مرتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعهما يا أبا بكر ان لكل قوم عيدا وان
عيدنا هذا اليوم حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث ح وحدثنا إسحاق بن
منصور أخبرنا عبد الصمد قال سمعت أبي يحدث فقال حدثنا أبو التياح يزيد
ابن حميد الضبعي قال حدثني انس بن مالك رضي الله عنه قال لما قدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم المدينة نزل في علو المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن
عوف قال فأقام فيهم أربع عشرة ليلة ثم أرسل إلى ملا بنى النجار قال فجاؤوا
متقلدي سيوفهم قال وكأني انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته
وأبو بكر ردفه وملا بنى النجار حوله حتى القى بفناء أبى أيوب قال فكان يصلى
حيث أدركته الصلاة ويصلى في مرابض الغنم قال ثم إنه امر ببناء المسجد
فأرسل إلى ملا بنى النجار فجاؤوا فقال يا بنى النجار ثامنوني حائطكم هذا فقالوا
لا والله لا نطلب ثمنه الا إلى الله تعالى قال فكان فيه ما أقول لكم كانت فيه قبور
المشركين وكانت فيه خرب وكان فيه نخل فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقبور المشركين فنبشت وبالخرب فسويت وبالنخل فقطع قال فصفوا النخل
قبلة المسجد قال وجعلوا عضادتيه حجارة قال جعلوا ينقلون ذلك الصخر وهم
يرتجزون ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم يقولون (اللهم انه لا خير بمكة
بعد قضاء نسكه حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا حاتم عن عبد الرحمن بن حميد
الزهري قال سمعت عمر بن عبد العزيز يسال السائب بن أخت النمر ما سمعت
في سكنى مكة قال سمعت العلاء بن الحضر مى قال قال رسول الله صلى الله عليه
266

وسلم ثلاث للمهاجر بعد الصدر باب من أين أرخوا التاريخ حدثنا
عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز عن أبيه عن سهل بن سعد قال ما عدوا من
مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولا من وفاته ما عدوا اللا من مقدمه المدينة
حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن
عائشة رضي الله عنها قالت فرضت الصلاة ركعتين ثم هاجر النبي صلى الله عليه
وسلم ففرضت أربعا وتركت صلاة السفر على الأولى تابعه عبد الرزاق عن
معمر باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم امض لأصحابي هجرتهم
ومرثيته لمن مات بمكة حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم عن الزهري
عن عامر بن سعد بن مالك عن أبيه قال عادني النبي صلى الله عليه وسلم عام حجة
الوداع من مرض أشفيت منه على الموت فقلت يا رسول الله بلغ بي من الوجع
ما ترى وانا ذو مال ولا يرثني الا ابنة لي واحدة أفأتصدق بثلثي مالي قال لا قال
فأتصدق بشطره قال لا قال الثلث والثلث كثير انك ان تذر ذريتك أغنياء
خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس قال أحمد بن يونس عن إبراهيم ان
تذر ورثتك ولست بنافق نفقة تبتغى بها وجه الله الا آجرك الله بها حتى اللقمة
تجعلها في في امرأتك قلت يا رسول الله أخلف بعد أصحابي قال إنك لن تخلف
فتعمل عملا تبتغى به وجه الله الا ازددت به درجة ورفعة ولعلك تخلف حتى
ينتفع بك أقوام ويضربك آخرون اللهم امض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم
على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة يرثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان توفى بمكة وقال أحمد بن يونس وموسى عن إبراهيم ان تذر ورثتك
باب كيف آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين ا أصحابه وقال عبد الرحمن
ابن عوف آخى النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع لما قدمنا المدينة
وقال أبو حجيفة آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبى الدرداء حدثنا
267

محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال قدم عبد الرحمن بن
عوف فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري فعرض
عليه ان يناصفه أهله وماله فقال عبد الرحمن بارك الهل لك في أهلك ومالك دلني
على السوق فربح شيئا من أقط وسمن فرآه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيام
وعليه وضر من صفرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم مهيم يا عبد الرحمن قال
يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار قال فما سقت فيها فقال وزن نواة من
ذهب فقال النبي صلى الله عليه وسلم أولم ولو بشاة باب حدثنا حامد
ابن عمر عن بشر بن المفضل حدثنا حميد حدثنا أنس ان عبد الله بن سلام بلغة
مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه يسأله عن أشياء فقال إني سائلك عن
ثلاث لا يعلمهن الا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة
وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه قال أخبرني به جبريل آنفا قال ابن سلام
ذاك عدو اليهود من الملائكة قال اما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من
المشرق إلى المغرب واما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت واما
الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل
نزعت الولد قال اشهد أن لا إله إلا الله وانك رسول الله قال يا رسول الله ان
اليهود قوم بهت فاسألهم عنى قبل أن يعلموا باسلامي فجاءت اليهود فقال النبي
صلى الله عليه وسلم أي رجل عبد الله بن سلام فيكم قالوا أخير نا وابن خيرنا وأفضلنا
وابن أفضلنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أرأيتم ان أسلم عبد الله بن سلام قالوا
أعاذه الله من ذلك فأعاد عليهم فقالوا مثل ذلك فخرج إليهم عبد الله فقال اشهد
أن لا اله الا الهل وأن محمدا رسول الله قالوا شرنا وابن شرنا وتنقصوه قال هذا
كنت أخاف يا رسول الله حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو سمع أبا
المنهال عبد الرحمن بن مطعم قال باع شريك لي دراهم في السوق نسيئة فقلت
268

سبحان الله أيصلح هذا فقال سبحان الله والله لقد بعتها في السوق فما عابه أحد
فسالت البراء بن عازب فقال قدم النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نتبايع هذا
البيع فقال ما كان يدا بيد فليس به بأس وما كان نسيئة فلا يصلح أو الق زيد بن
أرقم فاسأله فإنه كان أعظمنا تجارة فسألت زيد بن أرقم فقال مثله وقال
سفيان مرة فقدم علينا النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ونحن نتبايع وقال
نسيئة إلى الموسم أو الحج باب اتيان اليهود النبي صلى الله عليه وسلم حين
قدم المدينة هادوا صاروا يهود واما قوله هدنا تبنا هائد تائب حدثنا
مسلم بن إبراهيم حدثنا قرة عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود حدثني حدثني احمد أو محمد بن
عبيد الله الغداني حدثنا حماد بن أسامة أخبرنا أبو عميس عن قيس بن سلم عن
طارق بن شهاب عن أبي موسى رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم
المدينة وإذا أناس من اليهود يعظمون عاشوراء ويصومونه فقال النبي صلى الله
عليه وسلم ونحن أحق بصومه فأمر بصومه حدثنا زياد بن أيوب حدثنا هشيم
حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما قدم النبي
صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء فسئلوا عن ذلك
فقالوا هذا هو اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبين إسرائيل على فرعون ونحن
نصومه تعظيما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن أولى بموسى منكم ثم
امر بصومه حدثنا عبدان حدثنا عبد الله عن يونس عن الزهري قال أخبرني
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله
عليه وسلم كان يسدل شعره وكان المشركون يفرقون رؤسهم وكان أهل الكتاب
يسدلون رؤسهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب
فيما لم يؤمر فيه بشئ ثم فرف النبي صلى الله عليه وسلم رأسه حدثني
269

زياد بن أيوب حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
رضى الله تعالى عنهما قال هم أهل الكتاب جزؤه اجزاء فآمنوا ببعضه
وكفروا ببعضه باب اسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه حدثنا
الحسن بن عمر بن شقيق حدثنا معتمر قال أبى ح وحدثنا أبو عثمان عن سلمان
الفارسي انه انه تداوله بضعة عشر من رب إلى رب حدثنا محمد بن يوسق
حدثنا سفيان عن عوف عن أبي عثمان قال سمعت سلمان رضي الله عنه
يقول انا من رام هرمز حدثنا الحسن بن مدرك
حدثنا يحيى بن حماد أخبرنا أبو عوانة عن عاصم
الأحول عن أبي عثمان عن سلمان قال فترة بين
عيسى ومحمد صلى الله عليهما
وسلم ستمائة سنة
(تم الجزء الرابع ويليه الجزء الخامس أوله كتاب المغازي)
270