الكتاب: سنن أبي داود
المؤلف: ابن الأشعث السجستاني
الجزء: ٢
الوفاة: ٢٧٥
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه
تحقيق: تحقيق وتعليق : سعيد محمد اللحام
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٠ - ١٩٩٠ م
المطبعة:
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
ردمك:
ملاحظات: طبعة جديدة منقحة ومفهرسة / أخرجه وراجعه ووضع فهارسه : مكتب الدراسات والبحوث في دار الفكر

سنن أبي داود
للحافظ
أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني
المتوفي سنة 257 ه‍
المجلد الثاني
3 - 4
تحقيق وتعليق
سعيد محمد اللحام
طبعة جديدة منقحة ومفهرسة
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

بسم الله الرحمن الرحيم
جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر
الطبعة الأولى
1410 ه‍ - 1990 م
المساهمون في اخراج هذا الكتاب
حققه وكتب حواشيه: سعيد محمد اللحام
أخرجه وراجعه ووضع فهارسه: مكتب الدراسات والبحوث في دار الفكر
2

13 - كتاب الفرائض
يشتمل على 18 بابا و 43 حديثا
(1) باب ما جاء في تعليم الفرائض
2885 حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، أخبرنا ابن وهب، حدثني
عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي، عن عبد الله بن عمرو بن
العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (العلم ثلاثة، وما سوى ذلك فهو فضل: آية
محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة).
(2) باب في الكلالة
2886 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا سفيان، قال: سمعت ابن المنكدر، أنه سمع جابرا
يقول: مرضت فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني هو وأبو بكر ماشيين، وقد أغمي على فلم أكلمه،
فتوضأ وصبه على فأفقت، فقلت: يا رسول الله، كيف أصنع في مالي ولى أخوات؟
قال: فنزلت آية المواريث (يستفتونك، قل: الله يفتيكم في الكلالة).
(3) باب من كان ليس له ولد وله أخوات
2887 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا كثير بن هشام، ثنا هشام يعنى
الدستوائي عن أبي الزبير، عن جابر، قال: اشتكيت وعندي سبع أخوات فدخل على
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنفخ في وجهي، فأفقت، فقلت: يا رسول الله، ألا أوصى لأخواتي
بالثلث؟ قال: (أحسن) قلت: الشطر؟ قال: (أحسن) ثم خرج وتركني فقال: (يا
جابر، لا أراك ميتا من وجعك هذا، وإن الله قد أنزل فبين الذي لأخواتك، فجعل لهن
الثلثين) قال: فكان جابر يقول: أنزلت هذه الآية في (يستفتونك، قل: الله يفتيكم في
الكلالة).

2886 - سورة النساء الآية (176).
3

2888 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن أبي إسحق، عن البراء بن
عازب، قال: آخر آية نزلت في الكلالة (يستفتونك، قل: الله يفتيكم في الكلالة).
2889 حدثنا منصور بن أبي مزاحم، ثنا أبو بكر، عن أبي إسحاق، عن البراء
ابن عازب، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، يستفتونك في الكلالة ما
الكلالة؟ قال: (تجزيك آية الصيف) فقلت لأبي إسحاق: هو من مات ولم يدع ولدا ولا
والدا؟ قال: كذلك ظنوا أنه كذلك.
(4) باب ما جاء في ميراث الصلب
2890 حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، ثنا علي بن مسهر، عن الأعمش،
عن أبي قيس الأودي، عن هزيل بن شرحبيل الأودي، قال: جاء رجل إلى أبى موسى
الأشعري وسلمان بن ربيعة فسألهما عن ابنة وابنة ابن وأخت لأب وأم، فقالا: لابنته
النصف، وللأخت من الأب والام النصف، ولم يورثا ابنة الابن شيئا، وأت ابن مسعود
فإنه سيتابعنا، فأتاه الرجل فسأله وأخبره بقولهما، فقال: لقد ضللت إذا وما أنا من
المهتدين، ولكني سأقضي فيها بقضاء النبي صلى الله عليه وسلم: لابنته النصف، ولابنة الابن سهم تكملة
الثلثين، وما بقي فللأخت من الأب والام.
2891 حدثنا مسدد، ثنا بشر بن المفضل، ثنا عبد الله بن محمد بن عقيل،
عن جابر بن عبد الله، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جئنا امرأة من الأنصار في
الأسواق، فجاءت المرأة بابنتين لها فقالت: يا رسول الله، هاتان بنتا ثابت بن قيس قتل
معك يوم أحد، وقد استفاء عمهما مالهما وميراثهما كله فلم يدع لهما مالا إلا أخذه، فما
ترى يا رسول الله؟ فوالله لا تنكحان أبدا إلا ولهما مال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقضى
الله في ذلك) قال: ونزلت سورة النساء (يوصيكم الله في أولادكم) الآية، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ادعوا لي المرأة وصاحبها) فقال لعمهما: (أعطهما الثلثين، وأعط
أمهما الثمن، وما بقي فلك) قال أبو داود: أخطأ بشر فيه إنما هما ابنتا سعد بن الربيع،
وثابت ابن قيس قتل يوم اليمامة.
2892 حدثنا ابن السرح، ثنا ابن وهب، أخبرني داود بن قيس وغيره من أهل

2891 - (يوصيكم الله في أولادكم)، سورة النساء من الآية (11).
4

العلم، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، أن امرأة سعد بن الربيع
قالت: يا رسول الله، إن سعدا هلك وترك ابنتين، وساق نحوه قال أبو داود: وهذا هو
أصح.
2893 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا قتادة، حدثني أبو حسان، عن
الأسود بن يزيد، أن معاذ بن جبل ورث أختا وابنة فجعل لكل واحدة منهما النصف، وهو
باليمن، ونبي الله صلى الله عليه وسلم يومئذ حي.
(5) باب في الجدة
2894 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عثمان بن إسحاق بن
خرشة، عن قبيصة بن ذؤيب، أنه قال: جاءت الجدة إلى أبى بكر الصديق تسأله ميراثها،
فقال: مالك في كتاب الله تعالى شئ، وما علمت لك في سنة نبي الله صلى الله عليه وسلم شيئا،
فارجعي حتى أسأل الناس، فسأل الناس فقال المغيرة بن شعبة: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم
أعطاها السدس، فقال أبو بكر: هل معك غيرك؟ فقام محمد بن مسلمة فقال مثل ما قال
المغيرة بن شعبة، فأنفذه لها أبو بكر، ثم جاءت الجدة الأخرى إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه
تسأله ميراثها، فقال: مالك في كتاب الله تعالى شئ، وما كان القضاء الذي
قضى به إلا لغيرك، وما أنا بزائد في الفرائض، ولكن هو ذلك السدس، فان اجتمعتما فيه
فهو بينكما، وأيتكما خلت به فهو لها.
2895 حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، أخبرني أبي، ثنا عبيد الله أبو
المنيب العتكي، عن ابن بريدة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل للجدة السدس إذا لم يكن
دونها أم.
(6) باب [ما جاء] في ميراث الجد
2896 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا همام، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران
ابن حصين، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن ابن ابني مات، فما لي من ميراثه؟ فقال:
(لك السدس) فلما أدبر دعاه فقال: (لك سدس آخر) فلما أدبر دعاه فقال: (إن
السدس الآخر طعمة) قال قتادة: فلا يدرون مع أي شئ ورثه، قال قتادة: أقل شئ
ورث الجد السدس.
5

2897 حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن يونس، عن الحسن، أن عمر
قال: أيكم يعلم ما ورث رسول الله صلى الله عليه وسلم الجد؟ فقال معقل بن يسار: أنا، ورثه رسول الله صلى الله عليه وسلم
السدس، قال: مع من؟ قال: لا أدرى، قال: لا دريت، فما تغنى إذا؟!.
(7) باب في ميراث العصبة
2898 - حدثنا أحمد بن صالح ومخلد بن خالد، وهذا حديث مخلد، وهو
الأشبع، قالا: ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقسم المال بين أهل الفرائض على كتاب الله، فما تركت
الفرائض فلأولى ذكر).
(8) باب في ميراث ذوي الأرحام
2899 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن بديل، عن علي بن أبي طلحة،
عن راشد بن سعد، عن أبي عامر الهوزني عبد الله بن لحى، عن المقدام، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ترك كلا فإلى) وربما قال: (إلى الله وإلى رسوله) (ومن ترك مالا
فلورثته، وأنا وارث من لا وارث له: أعقل له، وأرثه، والخال وارث من لا وارث له:
يعقل عنه، ويرثه).
2900 حدثنا سليمان بن حرب في آخرين، قالوا: ثنا حماد، عن بديل - يعنى
ابن ميسرة، عن علي بن أبي طلحة، عن راشد بن سعد، عن أبي عامر الهوزني، عن
المقدام الكندي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فمن ترك
دينا أو ضيعة فإلى، ومن ترك مالا فلورثته، وأنا مولى من لا مولى له: أرث ماله، وأفك
عانه، والخال مولى من لا مولى له: يرث ماله، ويفك عانه) قال أبو داود: رواه الزبيدي
عن راشد بن سعد عن ابن عائذ عن المقدام، ورواه معاوية بن صالح عن راشد قال:
سمعت المقدام، قال أبو داود يقول: الضيعة معناه عيال.
2901 حدثنا عبد السلام بن عتيق الدمشقي، ثنا محمد بن المبارك، ثنا
إسماعيل بن عياش، عن يزيد بن حجر، عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن أبيه، عن
جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أنا وارث من لا وارث له: أفك عانيه،

2900 - صنيعة: ورثة صغارا ولا ميراث له، فإلى أي أنا مسؤول عنهم أؤدي إليهم نفقتهم من بيت مال المسلمين.
6

وأرث ماله، والخال وارث من لا وارث له: يفك عانيه، ويرث ماله).
2902 حدثنا مسدد ثنا يحيى، ثنا شعبة، ح وثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا
وكيع بن الجراح، عن سفيان جميعا، عن ابن الأصبهاني، عن مجاهد بن وردان، عن
عروة، عن عائشة، رضي الله عنها، أن مولى للنبي صلى الله عليه وسلم مات وترك شيئا، ولم يدع ولدا ولا
حميما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أعطوا ميراثه رجلا من أهل قريته) قال أبو داود: وحديث
سفيان أتم، وقال مسدد: قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ههنا أحد من أهل أرضه)؟ قالوا:
نعم، قال: (فأعطوه ميراثه).
2903 حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، ثنا المحاربي، عن جبريل بن أحمر،
عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: إن عندي ميراث رجل
من الأزد، ولست أجد أزديا أدفعه إليه، قال: (اذهب فالتمس أزديا حولا) قال: فأتاه
بعد الحول فقال: يا رسول الله، لم أجد أزديا أدفعه إليه، قال: (فانطلق فانظر أول
خزاعي تلقاه فادفعه إليه) فلما ولى قال: (على الرجل) فلما جاء قال: (انظر كبر خزاعة
فادفعه إليه).
2904 حدثنا الحسين بن أسود العجلي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا شريك، عن
جبريل بن أحمر أبى بكر، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: مات رجل من خزاعة فأتى
النبي صلى الله عليه وسلم بميراثه، فقال: (التمسوا له وارثا أو ذا رحم) فلم يجدوا له وارثا ولا ذا رحم،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعطوه الكبر من خزاعة) قال يحيى: قد سمعته مرة يقول في هذا
الحديث: (انظروا أكبر رجل من خزاعة).
2905 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا عمرو بن دينار، عن
عوسجة، عن ابن عباس، أن رجلا مات ولم يدع وارثا إلا غلاما له كان أعتقه، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل له أحد)؟ قالوا: لا، إلا غلاما له كان أعتقه، فجعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم ميراثه له.
(9) باب ميراث ابن الملاعنة
2906 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، ثنا محمد بن حرب، حدثني عمر بن

2906 - أي أن ولد الملاعنة ترثه أمه ويرثها.
7

رؤبة التغلبي، عن عبد الواحد بن عبد الله النصري، عن واثلة بن الأسقع، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (المرأة تحرز ثلاثة مواريث: عتيقها، ولقيطها، وولدها الذي لاعنت عنه).
2907 حدثنا محمود بن خالد وموسى بن عامر، قالا: ثنا الوليد، أخبرنا ابن
جابر، ثنا مكحول، قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ميراث ابن الملاعنة لامه ولورثتها من
بعدها.
2908 حدثنا موسى بن عامر، ثنا الوليد، أخبرني عيسى أو محمد، عن العلاء
ابن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله.
(10) باب هل يرث المسلم الكافر؟؟
2909 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن عمرو
ابن عثمان، عن أسامة بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يرث المسلم الكافر، ولا الكفار
المسلم).
2910 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري،
عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد، قال: قلت: يا
رسول الله، أين تنزل غدا؟ في حجته، قال: (وهل ترك لنا عقيل منزلا) ثم قال:
(نحن نازلون بخيف بنى كنانة حيث تقاسمت قريش على الكفر) يعنى: المحصب، وذاك
أن بنى كنانة حالفت قريشا على بني هاشم: أن لا يناكحوهم، ولا يبايعوهم، ولا يؤووهم
قال الزهري: والخيف الوادي.
2911 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن حبيب المعلم، عن عمرو بن
شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يتوارث
أهل ملتين شتى).
2912 حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، عن عمرو بن أبي حكيم الواسطي
ثنا عبد الله بن بريدة، أن أخوين اختصما إلى يحيى بن يعمر يهودي ومسلم فورث المسلم
منهما، وقال: حدثني أبو الأسود، أن رجلا حدثه، أن معاذا حدثه قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الاسلام يزيد ولا ينقص) فورث المسلم.

2911 - شتى: مختلفين.
8

2913 حدثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن عمرو بن أبي
حكيم، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الديلي أن معاذا أتى
بميراث يهودي وارثه مسلم، بمعناه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(11) باب فيمن أسلم على ميراث
2914 حدثنا حجاج بن أبي يعقوب، ثنا موسى بن داود، ثنا محمد بن مسلم،
عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل قسم
قسم في الجاهلية فهو على ما قسم له، وكل قسم أدركه الاسلام فهو على قسم الاسلام).
(12) باب في الولاء
2915 حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: قرئ على مالك وأنا حاضر، قال مالك:
عرض على نافع، عن ابن عمر، أن عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين أرادت أن تشترى
جارية تعتقها، فقال أهلها: نبيعكها على أن ولاءها لنا، فذكرت عائشة ذاك
لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (لا يمنعك ذلك، فإن الولاء لمن أعتق).
2916 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع بن الجراح، عن سفيان الثوري،
عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الولاء
لمن أعطى الثمن وولى النعمة).
2917 حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج، أبو معمر، ثنا عبد الوارث، عن
حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رئاب بن حذيفة تزوج
امرأة، فولدت له ثلاثة غلمة فماتت أمهم فورثوها رباعها وولاء مواليها، وكان عمرو بن
العاص عصبة بنيها، فأخرجهم إلى الشام، فماتوا، فقد عمرو بن العاص، ومات
مولى، وترك مالا له، فخاصمه إخوتها إلى عمر بن الخطاب، فقال عمر: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أحرز الولد، أو الوالد، فهو لعصبته من كان) قال: فكتب له كتابا فيه
شهادة عبد الرحمن بن عوف وزيد بن ثابت ورجل آخر، فلما استخلف عبد الملك

2915 - أي أن البيع قائم والشرط باطل وكل بيع فيه شرط مخالف للكتاب والسنة فهذا حكمه.
9

اختصموا إلى هشام بن إسماعيل، أو إلى إسماعيل بن هشام، فرفعهم إلى عبد الملك
فقال: هذا من القضاء الذي ما كنت أراه، قال: فقضى لنا بكتاب عمر بن الخطاب،
فنحن فيه إلى الساعة.
(13) باب في الرجل يسلم على يدي الرجل
2918 حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي، وهشام بن عمار، قالا: ثنا يحيى،
قال أبو داود: وهو ابن حمزة، عن عبد العزيز بن عمر، قال: سمعت عبد الله بن موهب
يحدث عمر بن عبد العزيز عن قبيصة بن ذؤيب، قال هشام: عن تميم الداري أنه قال:
يا رسول الله، وقال يزيد: إن تميما قال: يا رسول الله، ما السنة في الرجل يسلم على
يدي الرجل من المسلمين؟ قال: (هو أولى الناس بمحياه ومماته).
(14) باب في بيع الولاء
2919 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر،
قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء، وعن هبته.
(15) باب في المولود يستهل ثم يموت
2920 حدثنا حسين بن معاذ، ثنا عبد الأعلى، ثنا محمد يعنى ابن إسحاق -
عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا استهل المولود
ورث).
(16) باب نسخ ميراث العقد بميراث الرحم
2921 حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت، حدثني علي بن حسين، عن أبيه، عن
يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (والذين عقدت أيمانكم فآتوهم
نصيبهم)، كان الرجل يحالف الرجل ليس بينهما نسب فيرث أحدهما الآخر، فنسخ ذلك

2919 - لان الولاء كالنسب لا يباع ولا يوهب.
2920 - استهل: أصدر صوتا ينم به عن حياته.
2921 - (والذين عقدت أيمانكم)، سورة النساء الآية (33). في الأصل [عاقدت] وأثرها اثبات الرسم القرآني. (وأولوا
الأرحام بعضهم أولى ببعض)، سورة الأنفال من الآية (75).
10

الأنفال، فقال: (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض).
2922 حدثنا هارون عبد الله، ثنا أبو أسامة، حدثني إدريس بن يزيد، ثنا
طلحة بن مصرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: (والذين عقدت
أيمانكم فآتوهم نصيبهم)، قال: كان المهاجرون حين قدموا المدينة تورث الأنصار دون
ذوي رحمه للاخوة التي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم، فلما نزلت هذه الآية: (ولكل جعلنا
موالي مما ترك) قال: نسختها (والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم) من النصر
والنصيحة والرفادة، ويوصى له، وقد ذهب الميراث.
2923 حدثنا أحمد بن حنبل، و عبد العزيز بن يحيى، المعنى، قال أحمد: ثنا
محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن داود بن الحصين، قال: كنت أقرأ على أم سعد
بنت الربيع، وكانت يتيمة في حجر أبى بكر، فقرأت: (والذين عقدت أيمانكم)
فقالت: لا تقرأ (والذين عقدت أيمانكم) إنما نزلت في أبى بكر وابنه عبد الرحمن حين
أبى الاسلام، فحلف أبو بكر ألا يورثه، فلما أسلم أمر الله تعالى نبيه عليه السلام أن يؤتيه
نصيبه، زاد عبد العزيز: فما أسلم حتى حمل على الاسلام بالسيف قال أبو داود: من
قال: (عقدت) جعله حلفا، ومن قال: (عاقدت) جعله حالفا، قال: والصواب
حديث طلحة (عاقدت).
2924 حدثنا أحمد بن محمد، ثنا علي بن حسين، عن أبيه، عن يزيد
النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس: (والذين آمنوا وهاجروا) (والذين آمنوا ولم

2922 - عقدت في الأصل [عاقدت] وأثرها اثبات الرسم القرآني. (ولكل جعلنا موالي مما ترك)، سورة النساء من
الآية (33).
2924 - (والذين آمنوا وهاجروا) (والذين آمنوا ولم يهاجروا) هي بداية العبارة الأولى ثم بداية العبارة الثانية من الآية (72)
من سورة الأنفال وقد جعلها النساخ تبدو وكأنها عبارة مستمرة من عبارات القرآن الكريم فوقع بعض المحققين في الخطأ
فنسبوها للآية (74) من سورة الأنفال وهذا غير صحيح. أما الآية (74) من سورة الأنفال فهذا نصها: (والذين آووا
وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم) وهي ليست
المقصودة بالذكر هنا بالتأكيد والمقصود هو الآية (72) من هذه السورة: (إن الذين آووا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم
وأنفسهم في سبيل الله والذين آمنوا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من
شئ حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير)
صدق الله العظيم. فهذه الآية هي التي نسخت حكمها (أولوا الأرحام).
11

يهاجروا) فكان الاعرابي لا يرث المهاجر، ولا يرثه المهاجر، فنسختها فقال: (وأولو
الأرحام بعضهم أولى ببعض).
(17) باب في الحلف
2925 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر وابن نمير وأبو أسامة، عن
زكريا، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جبير بن مطعم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا حلف في الاسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الاسلام إلا شدة).
2926 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن عاصم الأحول، قال: سمعت أنس بن
مالك يقول: حالف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار في دارنا، فقيل له: أليس قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا حلف في الاسلام)؟ فقال: حالف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين
والأنصار في دارنا، مرتين أو ثلاثا.
(18) باب في المرأة ترث من دية زوجها
2927 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد، قال:
كان عمر بن الخطاب يقول: الدية للعاقلة، ولا ترث المرأة من دية زوجها شيئا، حتى قال
له الضحاك بن سفيان: كتب إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أورث امرأة أشيم الضبابي من دية
زوجها، فرجع عمر، قال أحمد بن صالح: ثنا عبد الرزاق بهذا الحديث عن معمر، عن
الزهري، عن سعيد، وقال فيه: وكان النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على الاعراب.
(آخر كتاب الفرائض)

2927 - العاقلة: عصبة الرجل أو المرأة التي تؤدى عنهما الدية لأهل المقتول ان قتل أحدهما خطأ. واستناد عمر رضي الله عنه
هنا في قوله هو لكون العاقلة هي التي تؤدى عنه إن قتل فهي التي ترث ديته إن قتل وينفى هذا القول سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في
أن دية الرجل لورثته. رجع عمر: أي عن قوله الأول الذي ذكرناها أعلاه.
12

14 - كتاب الخراج والامارة والفئ
[40 بابا: 161 حديثا]
(1) [باب ما يلزم الامام من حق الرعية]
2928 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن
عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته:
فالأمير الذي على الناس راع عليهم وهو مسؤول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو
مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم، والعبد راع على
مال سيده وهو مسؤول عنه، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
(2) باب ما جاء في طلب الامارة
2929 حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا هشيم، أخبرنا يونس ومنصور، عن
الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عبد الرحمن بن سمرة
لا تسأل الامارة فإنك إذا أعطيتها عن مسألة وكلت فيها إلى نفسك، وإن أعطيتها عن غير
مسألة أعنت عليها).
2930 حدثنا وهب بن بقية، ثنا خالد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه،
عن بشر بن قرة الكلبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: انطلقت مع رجلين إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فتشهد أحدهما، ثم قال: جئنا لتستعين بنا على عملك، وقال الآخر مثل قول
صاحبه، فقال: (إن أخونكم عندنا من طلبه) فاعتذر أبو موسى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: لم
أعلم لما جاءا له، فلم يستعن بهما على شئ حتى مات.

2929 - لأنه ان طلبها فإنما يطلبها للدنيا والاعتزاز بموقعها وان أعطيها من غير مسألة فهي تكليف كلف به وثقل جعل على ظهره
وهو راغب عنها.
13

(3) باب في الضرير يولى
2931 حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا
عمران القطان، عن قتادة، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم على المدينة
مرتين.
(4) باب في اتخاذ الوزير
2932 حدثنا موسى بن عامر المري، ثنا الوليد، ثنا زهير بن محمد، عن
عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله
بالأمير خيرا جعل له وزير صدق: إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه، وإذا أراد [الله] به غير
ذلك جعل له وزير سوء: إن نسي لم يذكره، وإن ذكر لم يعنه).
(5) باب في العرافة
2933 حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا محمد بن حرب، عن أبي سلمة سليمان بن
سليم، عن يحيى بن جابر، عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن جده المقدام بن
معديكرب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب على منكبه ثم قال له: (أفلحت يا قديم إن مت ولم
تكن أميرا ولا كاتبا ولا عريفا).
2934 حدثنا مسدد، ثنا بشر بن المفضل، ثنا غالب القطان، عن رجل،
عن أبيه، عن جده، أنهم كانوا على منهل من المناهل، فلما بلغهم الاسلام جعل
صاحب الماء لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا، فأسلموا، وقسم الإبل بينهم، وبدا له
أن يرتجعها منهم، فأرسل ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: أئت النبي صلى الله عليه وسلم فقل له: إن أبى
يقرئك السلام، وإنه جعل لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا، فأسلموا، وقسم الإبل
بينهم، وبدا له أن يرتجعها منهم، أفهو أحق بها أم هم؟ فإن قال لك نعم أو لا فقل له: إن
أبى شيخ كبير وهو عريف الماء، وإنه يسألك أن تجعل لي العرافة بعده، فأتاه فقال: إن
أبى يقرئك السلام، فقال: (وعليك وعلى أبيك السلام) فقال: إن أبى جعل لقومه مائة
من الإبل على أن يسلموا، فأسلموا وحسن إسلامهم، ثم بدا له أن يرتجعها منهم، أفهو
أحق بها أم هم؟ فقال: (إن بدا له أن يسلمها لهم فليسلمها، وإن بدا له أن يرتجعها فهو
أحق بها منهم، فإن هم أسلموا فلهم إسلامهم، وإن لم يسلموا قوتلوا على الاسلام)
14

فقال: إن أبى شيخ كبير، وهو عريف الماء، وإنه يسألك أن تجعل لي العرافة بعده،
فقال: (إن العرافة حق ولا بد للناس من العرفاء، ولكن العرفاء في النار).
(6) باب في اتخاذ الكاتب
2935 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا نوح بن قيس، عن يزيد بن كعب عن عمرو
ابن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس، قال: السجل كاتب كان للنبي صلى الله عليه وسلم.
(7) باب في السعاية على الصدقة
2936 حدثنا محمد بن إبراهيم الأسباطي، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن
محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن
خديج، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (العامل على الصدقة بالحق كالغازي في
سبيل الله حتى يرجع إلى بيته).
2937 - حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن
إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة، عن عقبة بن عامر،
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل الجنة صاحب مكس).
2938 حدثنا محمد بن عبد الله القطان، عن ابن مغراء، عن ابن إسحاق،
قال: الذي يعشر الناس، يعنى صاحب المكس.
(8) باب في الخليفة يستخلف
2939 - حدثنا محمد بن داود بن سفيان وسلمة قالا: ثنا عبد الرزاق، أخبرنا
معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال: قال عمر: إني إن لا أستخلف
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف، وإن أستخلف فإن أبا بكر قد استخلف، قال: فوالله ما
هو إلا أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر فعلمت أنه لا يعدل برسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا، وأنه غير
مستخلف.

2938 - يعشر الناس: يأخذ منهم العشر وكانوا إذا مرت القوافل أو التجار أو الناس بأرض صاحب مكي أخذ منهم عشر ما
يحملون أو قيمة هذا العشر.
15

(9) باب [ما جاء] في البيعة
1240 - حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر،
قال: كنا نبايع النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ويلقننا: (فيما استطعت).
2941 - حدثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب، حدثني مالك، عن ابن شهاب،
عن عروة، أن عائشة رضي الله عنها أخبرته عن بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء قالت: ما مس
رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط إلا أن يأخذ عليها، فإذا أخذ عليها فأعطته قال: (اذهبي فقد
بايعتك).
2942 - حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، ثنا عبد الله بن يزيد ثنا سعيد بن أبي
أيوب حدثني أبو عقيل زهرة بن معبد، عن جده عبد الله بن هشام، وكان قد أدرك
النبي صلى الله وعليه وسلم وذهبت به أمه زينب بنت حميد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله
بايعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هو صغير) فمسح رأسه.
(10) باب في أرزاق العمال
2943 - حدثنا زيد بن أخزم أبو طالب، ثنا أبو عاصم، عن عبد الوارث بن
سعيد، عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من
استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول).
2944 حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا ليث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج،
عن بسر بن سعيد، عن ابن الساعدي، قال: استعملني عمر على الصدقة، فلما فرغت
أمر لي بعمالة، فقلت: إنما عملت لله، قال: خذ ما أعطيت، فإني قد عملت على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فعملني.
2945 حدثنا موسى بن مروان الرقي، ثنا المعافى، ثنا الأوزاعي، عن الحرث
ابن يزيد، عن جبير بن نفير، عن المستورد بن شداد، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

2940 - أي على السمع والطاعة فيما استطعت.
2943 - أي ليس له الا الاجر الذي حدد له.
2944 - بعمالة: بأجر. عملني: أعطاني أجر ما عملت.
2945 - أي ليس له أن يتخذ أكثر من هذه الأمور الضرورية لمعاشه من بيت المال.
16

(من كان لنا عاملا فليكتسب زوجة، فإن لم يكن له خادم فليكتسب خادما، فإن لم يكن له
مسكن فليكتسب مسكنا) قال: قال أبو بكر: أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من اتخذ غير
ذلك فهو غال أو سارق).
(11) باب في هدايا العمال
2946 حدثنا ابن السرح وابن أبي خلف، لفظه، قالا: ثنا سفيان، عن
الزهري، عن عروة، عن أبي حميد الساعدي، أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا من الأزد يقال
له ابن اللتبية، قال ابن السرح: ابن الأتبية، على الصدقة، فجاء فقال: هذا لكم وهذا
أهدى لي، فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: (ما بال العامل نبعثه
فيجئ فيقول: هذا لكم وهذا أهدى لي، ألا جلس في بيت أمه، أو أبيه، فينظر أيهدى
له أم لا؟ لا يأتي أحد منكم بشئ من ذلك إلا جاء به يوم القيامة، إن كان بعيرا فله رغاء، أو
بقرة فلها خوار، أو شاة تيعر) ثم رفع يديه حتى رأينا عفرة إبطيه، ثم قال: (اللهم هل
بلغت، اللهم هل بلغت).
(12) باب في غلول الصدقة
2947 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن مطرف، عن أبي الجهم،
عن أبي مسعود الأنصاري، قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم ساعيا، ثم قال: (انطلق أبا مسعود
[و] لا ألفينك يوم القيامة تجئ على ظهرك بعير من إبل الصدقة له رغاء قد غللته) قال:
إذا لا أنطلق، قال: (إذا لا أكرهك).
(13) باب فيما يلزم الامام من أمر الرعية [والحجبة عنه]
2948 حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ثنا يحيى بن حمزة، حدثني
ابن أبي مريم، أن القاسم بن مخيمرة أخبره، أن أبا مريم الأزدي أخبره، قال: دخلت
على معاوية فقال: ما أنعمنا بك أبا فلان، وهي كلمة تقولها العرب، فقلت: حديثا
سمعته أخبرك به، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من ولاه الله عز وجل شيئا من أمر
المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله عنه دون حاجته وخلته
وفقره) قال: فجعل رجلا على حوائج الناس.
17

2949 حدثنا سلمة بن شبيب، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن
منبه، قال: هذا ما حدثنا [به] أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أوتيكم من
شئ وما أمنعكموه، إن أنا إلا خازن أضع حيث أمرت).
2950 حدثنا النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد
ابن عمرو بن عطاء، عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: ذكر عمر بن الخطاب يوما
الفئ فقال: ما أنا بأحق بهذا الفئ منكم، وما أحد منا بأحق به من أحد، إلا أنا على
منازلنا من كتاب الله عز وجل، وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم: فالرجل وقدمه، والرجل وبلاؤه،
والرجل وعياله، والرجل وحاجته.
(14) باب في قسم الفئ
2951 حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، ثنا أبي، ثنا هشام بن سعد، عن
زيد بن أسلم، أن عبد الله بن عمر دخل على معاوية فقال: حاجتك يا أبا عبد الرحمن،
فقال: عطاء المحررين، فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما جاءه شئ بدأ بالمحررين.
2952 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى، ثنا ابن أبي ذئب، عن
القاسم بن عباس، عن عبد الله بن نيار، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها أن
النبي صلى الله عليه وسلم أتى بظبية فيها خرز فقسمها للحرة والأمة، قالت عائشة: كان أبى رضي الله عنه
يقسم للحر والعبد.
2953 حدثنا سعيد بن منصور، ثنا عبد الله بن المبارك، ح وثنا ابن المصفى،
قال: ثنا أبو المغيرة، جميعا عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير،
عن أبيه، عن عوف بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه الفئ قسمه في يومه،
فأعطى الآهل حظين، وأعطى العزب حظا، زاد ابن المصفى: فدعينا وكنت أدعى قبل
عمار فدعيت فأعطاني حظين وكان لي أهل، ثم دعى بعدي عمار بن ياسر فأعطى له حظا
واحدا.

2952 - الظبية: الجراب أو الجراب الصغير عليه الشعر أو هو شبه الخريطة طوله أو الكيس.
2953 - الآهل: المتزوج.
18

(15) باب في في أرزاق الذرية
2954 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر
ابن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من ترك
مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي).
2955 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن عدى بن ثابت، عن أبي حازم،
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ترك مالا فلورثته، ومن ترك كلا فإلينا).
2956 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري عن أبي
سلمة، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (أنا أولى يكل مؤمن من نفسه
فأيما رجل مات وترك دينا فإلى، ومن ترك مالا فلورثته).
(16) باب متى يفرض للرجل في المقاتلة؟
2957 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى، عن عبيد الله، أخبرني نافع، عن
ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة فلم يجزه، وعرضه يوم الخندق
وهو ابن خمس عشرة [سنة] فأجازه.
(17) باب في كراهية الافتراض في آخر الزمان
2958 حدثنا أحمد بن أبي الحوارى، ثنا سليم بن مطير، شيخ من أهل وادي
القرى، قال: حدثني أبي مطير أنه خرج حاجا حتى إذا كان بالسويداء إذا أنا برجل قد جاء
كأنه يطلب دواء وحضضا، فقال: أخبرني من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وهو
يعظ الناس ويأمرهم وينهاهم، فقال: (يا أيها الناس خذوا العطاء ما كان عطاء، فإذا
تجاحفت قريش على الملك وكان عن دين أحدكم فدعوه) قال أبو داود: ورواه ابن
المبارك عن محمد بن يسار عن سليم بن مطير.
2959 حدثنا هشام بن عمار، ثنا سليم بن مطير من أهل وادي القرى عن أبيه،

2955 - كلا: حملا رعيالا.
2958 - الحضض: نوع من العقاقير. كان على دين أحدكم: أي كان العطاء رشوة كي يميلوا مع أحد الفرقاء. تجاحفت:
تقاتلت وتصارعت بالعصى والسيوف.
19

أنه حدثه، قال: سمعت رجلا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فأمر الناس
ونهاهم، ثم قال: (اللهم هل بلغت)؟ قالوا: اللهم نعم، ثم قال: (إذا تجاحفت قريش
على الملك فيما بينها وعاد العطاء أو كان رشا فدعوه) فقيل: من هذا؟ قالوا: هذا ذو
الزوائد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(18) باب في تدوين العطاء
2960 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا إبراهيم يعنى ابن سعد ثنا ابن شهاب،
عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، أن جيشا من الأنصار كانوا بأرض فارس مع
أميرهم، وكان عمر يعقب الجيوش في كل عام، فشغل عنهم عمر، فلما مر الاجل قفل
أهل ذلك الثغر، فاشتد عليهم وتواعدهم وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا عمر،
إنك غفلت عنا وتركت فينا الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من إعقاب بعض الغزية بعضا.
2961 حدثنا محمود بن خالد، ثنا محمد بن عائذ، ثنا الوليد، ثنا عيسى بن
يونس، حدثني فيما حدثه ابن لعدي بن عدي الكندي، أن عمر بن عبد العزيز كتب: إن
من سأل عن مواضع الفئ فهو ما حكم فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرآه المؤمنون
عدلا موافقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: جعل الله الحق على لسان عمر وقلبه، فرض الأعطية، وعقد
لأهل الأديان ذمة بما فرض عليهم من الجزية، لم يضرب فيها بخمس، ولا مغنم.
2962 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا محمد بن إسحاق، عن مكحول،
عن غضيف بن الحرث، عن أبي ذر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله
وضع الحق على لسان عمر يقول به).
(19) باب في صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأموال
2963 حدثنا الحسن بن علي، ومحمد بن يحيى بن فارس، المعنى، قالا: ثنا
بشر بن عمر الزهراني، حدثني مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن مالك بن أوس بن
الحدثان، قال: أرسل إلى عمر حين تعالى النهار، فجئته، فوجدته جالسا على سرير

2963 - مفضيا إلى رماله: قاعدا على نسيج السرير دون وطاء. (وما أفاء الله على رسوله) الآية سورة الحشر الآية (6). لا
أوقع عليه اسم قسم: لأنه ان فعل وقعت عليه المقاسم فصار ميراثا وهذا مناقض لأصل المسألة.
20

مفضيا إلى رماله، فقال حين دخلت عليه: يا مال، إنه قد دف أهل أبيات من قومك،
وإني قد أمرت فيهم بشئ، فاقسم فيهم، قلت: لو أمرت غيري بذلك، فقال:
خذه، فجاءه يرفأ، فقال يا أمير المؤمنين، هل لك في عثمان بن عفان، و عبد الرحمن بن
عوف، والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص؟ قال: نعم، فأذن لهم فدخلوا، ثم جاءه يرفأ
فقال: يا أمير المؤمنين هل لك في العباس وعلى؟ قال: نعم، فأذن لهم، فدخلوا، فقال
العباس: يا أمير المؤمنين، اقض بيني وبين هذا يعنى عليا فقال بعضهم: أجل يا أمير
المؤمنين أقض بينهما وأرحمهما، قال مالك بن أوس: خيل إلى أنهما قدما أولئك النفر
لذلك، فقال عمر رحمه الله: اتئدا، ثم أقبل على أولئك الرهط فقال: أنشدكم بالله
الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا نورث ما تركنا
صدقة)؟ قالوا: نعم، ثم أقبل على على والعباس رضي الله عنهما فقال: أنشدكما بالله
الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا نورث ما تركنا
صدقة)؟ فقالا: نعم، قال: فإن الله خص رسول الله صلى الله عليه وسلم بخاصة لم يخص بها أحدا من
الناس، فقال الله: (وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب
ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير) فكان الله أفاء على رسوله
بنى النضير، فوالله ما استأثر بها عليكم ولا أخذها دونكم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منها
نفقة سنة، أو نفقته ونفقة أهله سنة، ويجعل ما بقي أسوة المال، ثم أقبل على أولئك
الرهط، فقال: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون ذلك؟ قالوا:
نعم، ثم أقبل على العباس وعلى رضي الله عنهما، فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم
السماء والأرض، هل تعلمان ذلك؟ قالا: نعم، فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر:
أنا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أنت وهذا إلى أبى بكر تطلب أنت ميراثك من ابن أخيك
ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، فقال أبو بكر رحمه الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا
نورث ما تركنا صدقة) والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق، فوليها أبو بكر، فلما
توفى أبو بكر قلت: أنا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وولى أبى بكر، فوليتها ما شاء الله أن إليها،
فجئت أنت وهذا، وأنتما جميع وأمركما واحد، فسألتمانيها، فقلت: إن شئتما أن أدفعها
إليكما على أن عليكما عهد الله أن تلياها بالذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يليها، فأخذتماها منى
على ذلك، ثم جئتماني لأقضي بينكما بغير ذلك، والله لا أقضى بينكما بغير ذلك حتى
21

تقوم الساعة، فإن عجزتما عنها فرداها إلى قال أبو داود: إنما سألاه أن يكون يصيره بينهما
نصفين، لا أنهما جهلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا نورث، ما تركنا صدقة) فإنهما كانا لا
يطلبان إلا الصواب، فقال عمر: لا أوقع عليه اسم القسم، أدعه على ما هو عليه.
2964 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الزهري،
عن مالك بن أوس، بهذه القصة، قال: وهما يعنى عليا والعباس رضي الله عنهما
يختصمان فيما أفاء الله على رسول الله من أموال بنى النضير، قال أبو داود: أراد أن لا يوقع
عليه اسم قسم.
2965 حدثنا عثمان بن أبي شيبة وأحمد بن عبدة، المعنى، أن سفيان بن عيينة
أخبرهم، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن عمر
قال: كانت أموال بنى النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل
ولا ركاب، كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصا ينفق على أهل بيته، قال ابن عبدة: ينفق على
أهله، قوت سنة، فما بقي جعل في الكراع وعدة في سبيل الله عز وجل، قال ابن عبدة:
في الكراع والسلاح.
2966 حدثنا مسدد، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا أيوب، عن الزهري
قال: قال عمر: (وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب)،
قال الزهري: قال عمر: هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة قرى عرينة فدك وكذا وكذا (ما أفاء
الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن
السبيل)، (وللفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم)، (والذين تبوأوا
الدار والايمان من قبلهم)، (والذين جاءوا من بعدهم)، فاستوعبت هذه الآية الناس
فلم يبق أحد من المسلمين إلا له فيها حق، فال أيوب: أو قال: حظ، إلا بعض من
تملكون من أرقائكم.
2967 حدثنا هشام بن عمار، ثنا حاتم بن إسماعيل، ح وثنا سليمان بن داود

2965 - الكراع: ما له كراع: أي الخيل والإبل والمقصود هذه المعدة للجهاد.
2966 - (وما أفاء الله على رسوله منهم) سورة الحشر الآية (6). (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى) سورة الحشر
من الآية (7). (وللفقراء الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم) سورة الحشر من الآية (8). (والذين تبوءوا الدار
والايمان من قبلهم) سورة الحشر من الآية (9). (والذين جاءوا من بعدهم) سورة الحشر من الآية (10).
22

المهري، أخبرنا ابن وهب، أخبرني عبد العزيز بن محمد، ح وثنا نصر بن علي، ثنا
صفوان بن عيسى، وهذا لفظ حديثه، كلهم عن أسامة بن زيد عن الزهري، عن مالك
ابن أوس بن الحدثان، قال: كان فيما احتج به عمر رضي الله عنه أنه قال: كانت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث صفايا: بنو النضير، وخيبر، وفدك، فأما بنو النضير فكانت حبسا
لنوائبه، وأما فدك فكانت حبسا لأبناء السبيل، وأما خيبر فجزأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة
أجزاء: جزءين بين المسلمين، جزءا نفقة لأهله، فما فضل عن نفقة أهله جعله بين فقراء
المهاجرين.
2968 حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني، ثنا الليث بن
سعد، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم أنها أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبى بكر الصديق رضي الله عنه
تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس
خيبر، فقال أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا نورث، ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل
محمد من هذا المال) وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي
كانت عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر
رضي الله عنه أن يدفع إلى فاطمة عليها السلام منها شيئا.
2969 حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي، ثنا أبي، ثنا شعيب بن أبي حمزة،
عن الزهري، حدثني عروة بن الزبير، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته بهذا الحديث،
قال: وفاطمة عليها السلام حينئذ تطلب صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بالمدينة وفدك وما بقي
من خمس خيبر، قالت عائشة رضي الله عنها: فقال أبو بكر رضي الله عنه: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا نورث، ما تركنا صدقة، وإنما يأكل آل محمد [من] هذا المال)
يعنى مال الله، ليس لهم أن يزيدوا على المأكل.
2970 حدثنا حجاج بن أبي يعقوب، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي،
عن صالح، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة، أن عائشة رضي الله عنها أخبرته بهذا
الحديث، قال فيه: فأبى أبو بكر رضي الله عنه عليها ذلك، وقال: لست تاركا شيئا كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به، إن أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ، فأما

2969 - [من] في الأصل [في] وهو خطأ نساخ تناقلته الكتب المطبوعة الواحد عن الآخر.
23

صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس رضي الله عنهم، فغلبه على عليها، وأما
خيبر وفدك فأمسكهما عمر، وقال: هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتا لحقوقه التي تعروه
ونوائبه، وأمرهما إلى من ولى الامر، قال: فهما على ذلك إلى اليوم.
2971 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الزهري، في
قوله: (فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب) قال: صالح النبي صلى الله عليه وسلم أهل فدك وقرى قد
سماها لا أحفظها وهو محاصر قوما آخرين فأرسلوا إليه بالصلح، قال: (فما أوجفتم عليه
من خيل ولا ركاب) يقول: بغير قتال، قال الزهري: وكانت بنو النضير للنبي صلى الله عليه وسلم خالصا
لم يفتحوها عنوة افتتحوها على صلح، فقسمها النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين، لم يعط الأنصار
منها شيئا، إلا رجلين كانت بهما حاجة.
2972 حدثنا عبد الله بن الجراح، ثنا جرير، عن المغيرة، قال: جمع عمر بن
عبد العزيز بنى مروان حين استخلف فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له فدك، فكان ينفق
منها، ويعود منها على صغير بن هاشم، ويزوج منها أيمهم، وإن فاطمة سألته أن يجعلها
لها، فأبى، فكانت كذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى مضى لسبيله، فلما أن ولى أبو
بكر رضي الله عنه عمل فيها بما عمل النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، حتى مضى لسبيله، فلما أن
ولى عمر عمل فيها بمثل ما عملا، حتى مضى لسبيله، ثم أقطعها مروان، ثم صارت لعمر
ابن عبد العزيز، قال يعنى عمر بن عبد العزيز: فرأيت أمرا منعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة
عليها السلام ليس لي بحق، وأنا أشهدكم أنى قد رددتها على ما كانت، يعنى على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو داود: ولى عمر بن عبد العزيز الخلافة وغلته أربعون ألف دينار،
وتوفى وغلته أربعمائة دينار، ولو بقي لكان أقل.
2953 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن الفضيل، عن الوليد بن
جميع، عن أبي الطفيل، قال: جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى أبى بكر رضي الله عنه
تطلب ميراثها من النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقال أبو بكر عليه السلام: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: (إن الله عز وجل إذا أطعم نبيا طعمة فهي للذي يقوم من بعده).
2974 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج،

2971 - (فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب) سورة الحشر من الآية (6).
24

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقتسم ورثتي دينارا، ما تركت بعد نفقة نسائي
ومؤنة عاملي فهو صدقة) قال أبو داود: (مؤنة عاملي) يعنى أكرة الأرض.
2975 حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي
البختري، قال: سمعت حديثا من رجل فأعجبني فقلت: اكتبه لي، فأتى به مكتوبا
مذبرا: دخل العباس وعلي على عمر، وعنده طلحة والزبير و عبد الرحمن وسعد، وهما
يختصمان، فقال عمر لطلحة والزبير و عبد الرحمن وسعد: ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: (كل مال النبي صلى الله عليه وسلم صدقة، إلا ما أطمعه أهله وكساهم، إنا لا نورث)؟ قالوا:
بلى، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق من ماله عن أهله ويتصدق بفضله، ثم توفى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوليها أبو بكر سنتين، فكان يصنع الذي كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم
ذكر شيئا من حديث مالك بن أوس.
2976 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أنها
قالت: إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفى رسول الله صلى الله عليها وسلم أردن أن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبى
بكر الصديق فيسألنه ثمنهن من النبي صلى الله عليه وسلم فقالت لهن عائشة: أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(لا نورث ما تركنا فهو صدقة).
2977 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا إبراهيم بن حمزة، ثنا حاتم بن
إسماعيل، عن أسامة بن زيد، عن ابن شهاب، بإسناده نحوه، قلت: ألا تتقين الله؟ ألم
تسمعن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا نورث، ما تركنا فهو صدقة، وإنما هذا المال لآل
محمد لنائبتهم ولضيفهم، فإذا مت فهو إلى ولى الامر من بعدي)؟!!.
(20) باب في بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى
2978 حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن
عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، أخبرني سعيد بن المسيب،
أخبرني جبير بن مطعم أنه جاء هو وعثمان بن عفان يكلمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قسم من
الخمس بين بني هاشم وبني المطلب، فقلت: يا رسول الله، قسمت لإخواننا بني المطلب
، ولم تعطنا شيئا، وقرابتنا وقرابتهم منك واحدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما بنو

2975 - مذبرا: مكتوبا كتابة واضحة تسهل قراءتها.
25

هاشم وبنو المطلب شئ واحد) قال جبير: ولم يقسم لبني عبد شمس، ولا لبني نوفل من
ذلك الخمس، كما قسم لبني هاشم وبني المطلب، قال: وكان أبو بكر يقسم الخمس
نحو قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أنه لم يكن يعطى قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان النبي صلى الله عليه وسلم
يعطيهم، قال: وكان عمر بن الخطاب يعطيهم منه، وعثمان بعده.
2979 حدثنا عبيد الله بن عمر، ثنا عثمان بن عمر، أخبرني يونس، عن
الزهري، عن سعيد بن المسيب، ثنا جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقسم لبني عبد
شمس ولا لبني نوفل من الخمس شيئا، كما قسم لنبي هاشم وبني المطلب، قال: وكان
أبو بكر يقسم الخمس نحو قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير أنه لم يكن يعطى قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما كان يعطيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمر يعطيهم ومن كان بعده منهم.
2980 حدثنا مسدد، ثنا هشيم، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن
سعيد بن المسيب، أخبرني جبير بن مطعم، قال: لما كان يوم خيبر وضع رسول الله سهم
ذي القربى في بني هاشم، وبني المطلب، وترك بنى نوفل، وبنى عبد شمس، فانطلقت أنا
وعثمان بن عفان حتى أتينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله، هؤلاء بنو هاشم لا ننكر فضلهم
للموضع الذي وضعك الله به منهم فما بال إخواننا بني المطلب أعطيتهم وتركتنا، وقرابتنا
واحدة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام، وإنما
نحن وهم شئ واحد) وشبك بين أصابعه.
2981 حدثنا حسين بن علي العجلي، ثنا وكيع، عن الحسن بن صالح عن
السدى في ذي القربى، قال: هم بنو عبد المطلب.
2982 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عنبسة، ثنا يونس، عن ابن شهاب أخبرني
يزيد بن هرمز أن نجدة الحروري حين حج في فتنة ابن الزبير أرسل إلى ابن عباس يسأله عن
سهم ذي القربى، ويقول: لمن تراه؟ قال ابن عباس: لقربي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قسمه لهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان عمر عرض علينا من ذلك عرضا رأيناه دون حقنا فرددناه عليه وأبينا
أن نقبله.
2983 حدثنا عباس بن عبد العظيم، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا أبو جعفر
الرازي، عن مطرف، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: سمعت عليا يقول: ولأني
26

رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس الخمس، فوضعته مواضعه حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياة أبى بكر وحياة
عمر، فأتى بمال فدعاني فقال: خذه، فقلت: لا أريده؟ قال: خذه فأنتم أحق به،
قلت: قد استغنينا عنه، فجعله في بيت المال.
2984 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا ابن نمير، ثنا هاشم بن البريد، ثنا حسين
ابن ميمون، عن عبد الله بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: سمعت عليا
عليه السلام يقول: اجتمعت أنا والعباس وفاطمة وزيد بن حارثة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا
رسول الله، إن رأيت أن توليني حقنا من هذا الخمس في كتاب الله فأقسمه حياتك كي لا
ينازعني أحد بعدك فافعل، قال: ففعل ذلك، قال: فقسمته حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم
ولانيه أبو بكر رضي الله عنه، حتى إذا كانت آخر سنة من سنى عمر رضي الله عنه فإنه
أتاه مال كثير، فعزل حقنا، ثم أرسل إلى فقلت: بنا عنه العام غنى، وبالمسلمين إليه
حاجة فاردده عليهم، فرده عليهم، ثم لم يدعني إليه أحد بعد عمر، فلقيت العباس بعد ما
خرجت من عند عمر، فقال: يا علي، حرمتنا الغداة شيئا لا يرد علينا أبدا وكان رجلا داهيا.
2985 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عنبسة، ثنا يونس، عن ابن شهاب، أخبرني
عبد الله بن الحرث بن نوفل الهاشمي، أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث بن
عبد المطلب أخبره أن أباه ربيعة بن الحرث وعباس بن عبد المطلب قالا لعبد المطلب بن
ربيعة وللفضل بن عباس: ائتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولا له: يا رسول الله، قد بلغنا من السن
ما ترى وأحببنا أن نتزوج، وأنت يا رسول أبر الناس وأوصلهم، وليس عند أبوينا ما
يصدقان عنا، فاستعملنا يا رسول الله على الصدقات، فلنؤد إليك ما يؤدى العمال،
ولنصب ما كان فيها من مرفق، قال: فأتى علي بن أبي طالب ونحن على تلك الحال فقال
لنا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا والله لا يستعمل منكم أحدا على الصدقة) فقال له
ربيعة: هذا من أمرك، قد نلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نحسدك عليه، فألقى على
رداءه، ثم اضطجع عليه، فقال: أنا أبو حسن القرم، والله لا أريم حتى يرجع إليكما
ابناكما بجواب ما بعثتما به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال عبد المطلب: فانطلقت أنا والفضل إلى

2985 - ما يصدقان: ما يؤدياه صداقا عنا لمن نريد الزواج منهن أخرجا ما تصرران: أخبراني بما تسران من أمر. تلمع بيدها:
تشير بيدها.
27

باب حجرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى نوافق صلاة الظهر قد قامت، فصلينا مع الناس، ثم أسرعت أنا
والفضل إلى باب حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يومئذ عند زينب بنت جحش، فقمنا بالباب حتى
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ بأذني وأذن الفضل، ثم قال: (أخرجا ما تصرران)، ثم دخل
فأذن لي وللفضل فدخلنا، فتواكلنا الكلام قليلا، ثم كلمته أو كلمه الفضل، قد شك في
ذلك عبد الله، قال: كلمه بالامر الذي أمرنا به أبوانا، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ورفع
بصره قبل سقف البيت حتى طال علينا أنه لا يرجع إلينا شيئا، حتى رأينا زينب تلمع من
وراء الحجاب بيدها، تريد أن لا تعجلا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرنا، ثم خفض
رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فقال لنا: (إن هذه الصدقة إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل
لمحمد ولا لآل محمد، ادعوا لي نوفل بن الحرث) فدعى له نوفل بن الحرث، فقال: (يا
نوفل، أنكح عبد المطلب) فأنكحني نوفل، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ادعوا إلى محمئة بن
جزء) وهو رجل من بنى زبيد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على الأخماس، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لمحمئة: (أنكح الفضل) فأنكحه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قم فأصدق
عنهما من الخمس كذا وكذا) لم يسمه لي عبد الله بن الحرث.
2986 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عنبسة بن خالد، ثنا يونس، عن ابن
شهاب، أخبرني علي بن حسين، أن حسين بن علي أخبره، أن علي بن أبي طالب قال:
كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني شارفا من
الخمس يومئذ، فلما أردت أن أبني بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم واعدت رجلا صواغا من
بنى قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه من الصواغين فأستعين به في وليمة
عرسي، فبينا أنا أجمع لشارفي متاعا من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى
جنب حجرة رجل من الأنصار أقبلت حين جمعت ما جمعت، فإذا بشار في قد اجتبت
أسنمتهما، وبقرت خواصرهما، وأخذ من أكبادهما، فلم أملك عيني حين رأيت ذلك
المنظر، فقلت: من فعل هذا؟ قالوا: فعله حمزة بن عبد المطلب، وهو في هذا البيت
في شرب من الأنصار غنته قينة وأصحابه فقالت في غنائها * ألا يا حمز للشرف النواء *
فوثب إلى السيف فاجتب أسنمتهما وبقر خواصرهما، وأخذ من أكبادهما، قال على:

2986 - الشارف من الإبل: التي اكتملت أسنانها. الشرف: جمع شارف. النواء: الناقة السمينة.
28

فانطلقت حتى أدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده زيد بن حارثة، قال: فعرف
رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لقيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مالك)؟ قال: قلت: يا
رسول الله، ما رأيت كاليوم، عدا حمزة على ناقتي فاجتب أسنمتهما وبقر خواصرهما،
وها هو ذا في بيت معه شرب، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بردائه فارتداه، ثم انطلق يمشى واتبعته
أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة، فاستأذن فأذن له، فإذا هم شرب،
فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوم حمزة فيما فعل، فإذا حمزة ثمل محمرة عيناه، فنظر حمزة إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صعد النظر فنظر إلى ركبته، ثم صعد النظر فنظر إلى سرته، ثم صعد
النظر فنظر إلى وجهه، ثم قال حمزة: وهل أنتم إلا عبيد لأبي؟ فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
ثمل، فنكص رسول الله صلى الله عليه وسلم على عقبه القهقرى، فخرج وخرجنا معه.
2987 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، حدثني عياش بن عقبة
الحضرمي، عن الفضل بن الحسن الضمري، أن أم الحكم، أو ضباعة ابنتي الزبير بن عبد
المطلب حدثته، عن إحداهما أنها قالت: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيا، فذهبت أنا وأختي
وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكونا إليه ما نحن فيه، وسألناه أن يأمر لنا بشئ من السبي،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبقكن يتامى بدر، لكن سأدلكن على ما هو خير لكن من ذلك
تكبرن الله على أثر كل صلاة ثلاثا وثلاثين تكبيرة، وثلاثا وثلاثين تسبيحة، وثلاثا وثلاثين
تحميدة، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير)
قال عياش: وهما ابنتا عم النبي صلى الله عليه وسلم.
2988 حدثنا يحيى بن خلف، ثنا عبد الأعلى، عن سعيد يعنى الجريري
عن أبي الورد، عن ابن أعبد، قال: قال لي علي رضي الله عنه: ألا أحدثك عنى وعن
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت من أحب أهله إليه؟ قلت: بلى، قال: إنها جرت
بالرحى حتى أثر في يدها، واستقت بالقربة حتى أثر في نحرها، وكنست البيت حتى
اغبرت ثيابها، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم خدم، فقلت: لو أتيت أباك فسألتيه خادما، فأتته فوجدت
عنده حداثا، فرجعت، فأتاها من الغد، فقال: (ما كان حاجتك)؟ فسكتت، فقلت:
أنا أحدثك يا رسول الله، جرت بالرحى حتى أثرت في يدها، وحملت بالقربة حتى أثرت

2988 - جرت بالرص: طحنت بها القمح والرص حجران مدوران في أعلاهن عصا ويوضع الحب بينهما ثم تدار العليا فيطحن
القمح بينهما.
29

في نحرها، فلما أن جاءك الخدم أمرتها أن تأتيك فتستخدمك خادما يقيها حر ما هي فيه،
قال: (اتقى الله يا فاطمة، وأدى فريضة ربك، واعملي عمل أهلك، فإذا أخذت
مضجعك فسبحي ثلاثا وثلاثين، واحمدي ثلاثا وثلاثين، وكبرى أربعا وثلاثين، فتلك
مائة، فهي خير لك من خادم) قالت: رضيت عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم.
2989 حدثنا أحمد بن محمد المروزي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن
الزهري، عن علي بن حسين، بهذه القصة، قال: ولم يخدمها.
2990 حدثنا محمد بن عيسى، ثنا عنبسة بن عبد الواحد القرشي، قال أبو
جعفر يعنى ابن عيسى: كنا نقول إنه من الابدال قبل أن نسمع أن الابدال من الموالي،
قال: حدثني الدخيل بن إياس بن نوح بن مجاعة، عن هلال بن سراج بن مجاعة، عن
أبيه، عن جده مجاعة، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب دية أخيه قتلته بنو سدوس من بنى ذهل،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كنت جاعلا لمشرك دية جعلت لأخيك، ولكن سأعطيك منه عقبى)
فكتب له النبي صلى الله عليه وسلم بمائة من الإبل من أول خمس يخرج من مشركي بنى ذهل، فأخذ طائفة
منها، وأسلمت بنو ذهل، فطلبها بعد مجاعة إلى أبى بكر، وأتاه بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم، فكتب
له أبو بكر باثني عشر ألف صاع من صدقة اليمامة: أربعة آلاف بر، وأربعة آلاف شعير،
وأربعة آلاف تمر، وكان في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لمجاعة (بسم الله الرحمن الرحيم، هذا
كتاب من محمد النبي لمجاعة بن مرارة من بنى سلمى، إني أعطيته مائة من الإبل من أول
خمس يخرج من مشركي بنى ذهل عقبة من أخيه).
(21) باب ما جاء في سهم الصفي
2991 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن مطرف، عن عامر الشعبي،
قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم سهم يدعى الصفي، إن شاء عبدا، وإن شاء أمة، وإن شاء فرسا،
يختاره قبل الخمس.
2992 حدثنا محمد بن بشار، ثنا أبو عاصم وأزهر، قالا: ثنا ابن عون، قال:

2989 - لم يخدمها: لم يعطها خادما.
2990 - الابدال: قوم من الصالحين جاء عنهم أن بهم تقوم الأرض وبهم يمطر الناس وبهم ينتصرون.
2992 - الصفي: شئ يصطفيه الرسول صلى الله عليه وسلم لنفسه قبل المقاسمة ففي بدر كان يصفي سيفا وكان صفية رضي الله عنها من هذا
الصفي أيضا يوم خيبر.
30

سألت محمدا عن سهم النبي صلى الله عليه وسلم والصفي، قال: كان يضرب له بسهم مع المسلمين وإن
لم يشهد، والصفي يؤخذ له رأس من الخمس قبل كل شئ.
2993 حدثنا محمود بن خالد السلمي، ثنا عمر يعنى ابن عبد الواحد عن
سعيد يعنى ابن بشير عن قتادة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا كان له سهم صاف
يأخذه من حيث شاءه، فكانت صفية من ذلك السهم، وكان إذا لم يغز بنفسه ضرب له
بسهمه ولم يخير.
2994 حدثنا نصر بن علي، ثنا أبو أحمد، أخبرنا سفيان، عن هشام بن عروة،
عن أبيه، عن عائشة قالت: كانت صفية من الصفي.
2995 حدثنا بن منصور، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن عمرو
ابن أبي عمرو، عن أنس بن مالك، قال: قدمنا خيبر فلما فتح الله تعالى الحصن ذكر له
جمال صفية بنت حيى، وقد قتل زوجها، وكانت عروسا، فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم
لنفسه، فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء حلت فبنى بها.
2996 حدثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس
ابن مالك، قال: صارت صفية لدحية الكلبي، ثم صارت لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
2979 حدثنا محمد بن خلاد الباهلي، ثنا بهز بن أسد، ثنا حماد، أخبرنا
ثابت، عن أنس، قال: وقع في سهم دحية جارية جميلة فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة
أرؤس، ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها وتهيئها، قال حماد: وأحسبه قال: وتعتد في بيتها
صفية بنت حيى.
2998 حدثنا داود بن معاذ، ثنا عبد الوارث، ح وثنا يعقوب بن إبراهيم،
المعنى، قال: ثنا ابن علية، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، قال: جمع السبي
يعنى بخيبر فجاء دحية فقال: يا رسول الله، أعطني جارية من السبي، قال: (اذهب
فخذ جارية) فأخذ صفية بنت حيى، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله،
أعطيت دحية، قال يعقوب: صفية بنت حيى سيدة قريظة والنضير؟ [ثم اتفقا]: ما
تصلح إلا لك، قال: (ادعوه بها) فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (خذ جارية من

2995 - حلت: طهرت فحل له أن يطأها أو ينكحها. سد الصهباء: اسم موضع.
31

السبي غيرها) وإن النبي صلى الله عليه وسلم أعتقها وتزوجها.
2999 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا قرة: سمعت يزيد بن عبد الله،
قال: كنا بالمربد، فجاء رجل أشعث الرأس بيده قطعة أديم أحمر، فقلنا: كأنك من أهل
البادية، فقال: أجل، قلنا: ناولنا هذه القطعة الأديم التي في يدك، فناولناها، فقرأناها،
فإذا فيها: (من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بنى زهير بن أقيش، إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا
الله، وأن محمد رسول الله، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأديتم الخمس من
المغنم، وسهم النبي صلى الله عليه وسلم وسهم الصفي، أنتم آمنون بأمان الله ورسوله) فقلنا: من
كتب لك هذا الكتاب؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(22) باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة
3000 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، أن الحكم بن نافع حدثهم، قال:
أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه،
وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، وكان كعب بن الأشرف يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه
كفار قريش، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة وأهلها أخلاط منهم المسلمون والمشركون
يعبدون الأوثان واليهود، وكانوا يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأمر الله عز وجل نبيه بالصبر
والعفو، ففيهم أنزل الله: (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) الآية، فلما
أبى كعب بن الأشرف أن ينزع عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم أمر النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ أن يبعث رهطا
يقتلونه، فبعث محمد بن مسلمة، وذكر قصة قتله، فلما قتلوه فزعت اليهود والمشركون،
فغدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: طرق صاحبنا فقتل، فذكر لهم النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول،
ودعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يكتب بينه وبينهم كتابا ينتهون إلى ما فيه، فكتب النبي صلى الله عليه وسلم بينه
وبينهم وبين المسلمين عامة صحيفة.
3001 حدثنا مصرف بن عمرو الأيامى، ثنا يونس يعنى ابن بكير قال: ثنا
محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن سعد بن جبير

3000 - (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب) سورة آل عمران من الآية (186).
3001 - أغمارا: ج. غمر وهو الجاهل الغر والمقصود لا يعرفون فنون الحرب والقتال. (قل للذين كفروا ستغلبون) سورة
آل عمران من الآية (12). (فئة تقاتل في سبيل الله) سورة آل عمران من الآية (13). (وأخرى كافرة) سورة آل
عمران من الآية (13). مصرف: شيخ أبى داود.
32

وعكرمة، عن ابن عباس، قال لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا يوم بدر وقدم المدينة
جمع اليهود في سوق بنى قينقاع، فقال: (يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما
أصاب قريشا) قالوا: يا محمد، لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفرا من قريش كانوا
أغمارا لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تلق مثلنا، فأنزل
الله عز وجل في ذلك: (قل للذين كفروا ستغلبون) قرأ مصرف إلى قوله: (فئة تقاتل
في سبيل الله) ببدر (وأخرى كافرة).
3002 حدثنا مصرف بن عمرو، ثنا يونس، قال ابن إسحاق: حدثني مولى لزيد
ابن ثابت، حدثتني ابنة محيصة، عن أبيها محيصة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من ظفرتم
به من رجال يهود فاقتلوه) فوثب محيصة على شبيبة رجل من تجار يهود كان يلابسهم،
فقتله، وكان حويصة إذ ذاك لم يسلم، وكان أسن من محيصة، فلما قتله جعل حويصة
يضربه ويقول: يا عدو الله، أما والله لرب شحم في بطنك من ماله.
3003 حدثنا قتيبة بن سعيد، أخبرنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن
أبيه، عن أبي هريرة أنه قال: بينا نحن في المسجد إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
(انطلقوا إلى يهود) فخرجنا معه حتى جئناهم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فناداهم فقال: (يا
معشر يهود، أسلموا تسلموا) فقالوا: قد بلغت يا أبا القاسم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أسلموا تسلموا) فقالوا: قد بلغت يا أبا القاسم، فقال لهم رسول الله: (ذلك أريد) ثم
قالها الثالثة (إعلموا أنما الأرض لله ورسوله، وإني أريد أن أجليكم من هذه الأرض
فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه وإلا فاعلموا أنما الأرض لله ورسوله صلى الله عليه وسلم).
(23) باب في خبر النضير
3004 حدثنا محمد بن داود بن سفيان، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن
الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن كفار
قريش كتبوا إلى ابن أبي ومن كان يعبد معه الأوثان من الأوس والخزرج ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يومئذ بالمدينة قبل وقعة بدر: إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم بالله لنقاتلنه أو لتخرجن أو

3004 - أهل الحلقة: أهل السلاح (وما أفاء الله على رسوله منهم) سورة الحشر من الآية (6).
33

لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم، فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لقيهم
فقال: (لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ ما كانت تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا
به أنفسكم، تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم) فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم تفرقوا،
فبلغ ذلك كفار قريش، فكتبت كفار قريش بعد وقعة بدر إلى اليهود: إنكم أهل الحلقة
والحصون وإنكم لتقاتلن صاحبنا ولنفعلن كذا وكذا، ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم
شئ، وهي الخلاخيل، فلما بلغ كتابهم النبي صلى الله عليه وسلم أجمعت بنو النضير بالغدر، فأرسلوا
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرج إلينا في ثلاثين رجلا من أصحابك، وليخرج منا ثلاثون حبرا،
حتى نلتقي بمكان المنصف فيسمعوا منك، فإن صدقوك وآمنوا بك آمنا بك، فقص
خبرهم فلما كان الغد غدا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتائب فحصرهم، فقال لهم: (إنكم
والله لا تأمنون عندي إلا بعهد تعاهدوني عليه) فأبوا أن يعطوه عهدا، فقاتلهم يومهم
ذلك، ثم غدا الغد على بني قريظة بالكتائب، وترك بنى النضير، ودعاهم إلى أن
يعاهدوه، فعاهدوه، فانصرف عنهم، وغدا على بنى النضير بالكتائب فقاتلهم حتى نزلوا
على الجلاء، فجلت بنو النضير واحتملوا ما أقلت الإبل من أمتعتهم وأبواب بيوتهم
وخشبها، فكان نخل بنى النضير لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، أعطاه الله إياها وخصه بها،
فقال: (وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب) يقول: بغير
قتال، فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم أكثرها للمهاجرين، وقسمها بينهم، وقسم منها لرجلين من
الأنصار، وكانا ذوي حاجة، لم يقسم لأحد من الأنصار غيرهما، وبقى منها صدقة
رسول الله صلى الله عليه وسلم التي في أيدي بنى فاطمة رضي الله عنها.
3005 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج،
عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر أن يهود النضير وقريظة حاربوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى النضير، وأقر قريظة ومن عليهم حتى حاربت
قريظة بعد ذلك فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين إلا بعضهم
لحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأمنهم وأسلموا، وأجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود المدينة كلهم بنى
قينقاع، وهم قوم عبد الله بن سلام، ويهود بنى حارثة، وكل يهودي كان بالمدينة.
34

(24) باب ما جاء في حكم أرض خيبر
3006 حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، ثنا أبي، ثنا حماد بن سلمة، عن
عبيد الله بن عمر، قال: أحسبه عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل أهل خيبر
فغلب على النخل والأرض، وألجأهم إلى قصرهم، فصالحوه على أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم
الصفراء والبيضاء والحلقة، ولهم ما حملت ركابهم، على أن لا يكتموا ولا يغيبوا شيئا،
فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد، فغيبوا مسكا لحيي بن أخطب، وقد كان قتل قبل خيبر،
كان احتمله معه يوم بنى النضير حين أجليت النضير، فيه حليهم، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم
لسعية: (أين مسك حيى بن أخطب)؟ قال: أذهبته الحروب والنفقات، فوجدوا
المسك، فقتل ابن الحقيق وسبى نساءهم وذراريهم، وأراد أن يجليهم، فقالوا: يا
محمد، دعنا نعمل في هذه الأرض ولنا الشطر ما بدا لك ولكم الشطر، وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطى كل امرأة من نسائه ثمانين وسقا من تمر وعشرين وسقا من شعير.
3007 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن ابن
إسحاق، حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، أن عمر قال: أيها
الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامل يهود خيبر على أنا نخرجهم إذا شئنا، فمن كان له مال
فليلحق به فإني مخرج يهود، فأخرجهم.
3008 حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، أخبرني أسامة بن زيد
الليثي، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، قال: لما افتتحت خيبر سألت يهود
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرهم على أن يعملوا على النصف مما خرج منها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أقركم فيها على ذلك ما شئنا) فكانوا على ذلك، وكان التمر يقسم على السهمان من
نصف خيبر ويأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمس، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعم كل امرأة من أزواجه
من الخمس مائة وسق تمرا وعشرين وسقا شعيرا، فلما أراد عمر إخراج اليهود أرسل إلى
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهن: من أحب منكن أن أقسم لها نخلا بخرصها مائة وسق فيكون لها
أصلها وأرضها وماؤها ومن الزرع مزرعة خرص عشرين وسقا فعلنا، ومن أحب أن نعزل
الذي لها في الخمس كما هو فعلنا.

3006 - الصفراء والبيضاء: المال من ذهب وفضة.
35

3009 حدثنا داود بن معاذ، ثنا عبد الوارث، ح وثنا يعقوب بن إبراهيم وزياد بن
أيوب، أن إسماعيل بن إبراهيم حدثهم، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن
مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر فأصبناها عنوة فجمع السبي.
3010 حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن، ثنا أسد بن موسى، ثنا يحيى بن
زكريا، حدثني سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي
حثمة، قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر نصفين نصفا لنوائبه وحاجته ونصفا بين المسلمين
قسمها بينهم على ثمانية عشر سهما.
3011 حدثنا حسين بن علي بن الأسود، أن يحيى بن آدم حدثهم، عن أبي
شهاب، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، أنه سمع نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
قالوا: فذكر هذا الحديث، قال: فكان النصف سهام المسلمين وسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وعزل النصف للمسلمين لما ينوبه من الأمور والنوائب.
3012 حدثنا حسين بن علي، ثنا محمد بن فضيل، عن يحيى بن سعيد، عن
بشير بن يسار مولى الأنصار، عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر
على خيبر قسمها على ستة وثلاثين سهما، جمع كل سهم مائة سهم، فكان
لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين النصف من ذلك، وعزل النصف الباقي لمن نزل به من الوفود
والأمور ونوائب الناس
3013 حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، ثنا أبو خالد يعنى سليمان عن يحيى
ابن سعيد، عن بشير بن يسار، قال: لما أفاء الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خيبر قسمها على ستة
وثلاثين سهما جمع كل سهم مائة سهم، فعزل نصفها لنوائبه وما ينزل به الوطيحة والكتيبة
وما أحيز معهما، وعزل النصف الآخر فقسمه بين المسلمين الشق والنطاة وما أحيز معهما،
وكان سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أحيز معهما.
3014 حدثنا محمد بن مسكين اليمامي، ثنا يحيى بن حسان، ثنا سليمان

3013 - الوطيمة من أقوى حصون خيبر وأشدها منعة وكان آخر حصن فتح منها. الكتيبة: من قرى خيبر. ما أحيز معها: أي
وما للوطيمة والكتيبة من أرض مجاورة لها. الشق والنطاة. من حصون خيبر أيضا. [و] لم تكن في الأصل وأضفناها
للضرورة ولا ريب أن سقطت من النساخ.
3014 - السلالم: حصن قيل هو من أشد حصون خيبر تحصينا.
36

يعنى ابن بلال عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أفاء الله
عليه خيبر قسمها ستة وثلاثين سهما جمع، فعزل للمسلمين الشطر ثمانية عشر سهما يجمع
كل سهم مائة [و] النبي صلى الله عليه وسلم معهم، له سهم كسهم أحدهم، وعزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية
عشر سهما وهو الشطر لنوائبه وما ينزل به من أمر المسلمين، فكان ذلك الوطيح والكتيبة
والسلالم وتوابعها، فلما صارت الأموال بيد النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين لم يكن لهم عمال
يكفونهم عملها، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود فعاملهم.
3015 حدثنا محمد بن عيسى، ثنا مجمع بن يعقوب بن مجمع بن يزيد
الأنصاري، قال: سمعت أبي يعقوب بن مجمع يذكر لي، عن عمه عبد الرحمن بن
يزيد الأنصاري، عن عمه مجمع بن جارية الأنصاري وكان أحد القراء الذين قرأوا
القرآن قال: قسمت خيبر على أهل الحديبية، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثمانية عشر
سهما، وكان الجيش ألفا وخمسمائة فيهم ثلاثمائة فارس، فأعطى الفارس سهمين، وأعطى
الراجل سهما.
3016 حدثنا حسين بن علي العجلي، ثنا يحيى يعنى ابن آدم ثنا ابن أبي
زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، و عبد الله بن أبي بكر وبعض ولد محمد بن
مسلمة، قالوا: بقيت بقية من أهل خيبر تحصنوا فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحقن دماءهم
ويسيرهم، ففعل، فسمع بذلك أهل فدك فنزلوا على مثل ذلك، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
خاصة، لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب.
3017 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد الله بن محمد، عن جويرية،
عن مالك، عن الزهري، أن سعيد بن المسيب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتح بعض
خيبر عنوة، قال أبو داود: وقرئ على الحرث بن مسكين وأنا شاهد: أخبركم ابن
وهب، قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، أن خيبر كان بعضها عنوة، وبعضها صلحا،
والكتيبة أكثرها عنوة وفيها صلح، قلت لمالك: وما الكتيبة؟ قال: أرض خيبر، وهي
أربعون ألف عذق.
3018 حدثنا ابن السرح، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد عن ابن

3017 - أربعون الف عذق: العذق هو ما تحمله النخلة وعليه التمر والمقصود أربعون الف نخلة وهو من تسمية الكل باسم
الجزء.
37

شهاب قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتح خيبر عنوة بعد القتال، ونزل من نزل من
أهلها على الجلاء بعد القتال.
3019 حدثنا ابن السرح، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن
شهاب، قال: خمس رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، ثم قسم سائرها على من شهدها ومن غاب
عنها من أهل الحديبية.
3020 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرحمن، عن مالك، عن زيد بن
أسلم عن أبيه، عن عمر، قال: لولا آخر المسلمين ما فتحت قرية إلا قسمتها كما قسم
رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر.
(25) باب ما جاء في خبر مكة
3021 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن آدم، ثنا ابن إدريس، عن
محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح جاءه العباس بن عبد المطلب بأبي سفيان بن حرب فأسلم بمر
الظهران، فقال له العباس: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر، فلو
جعلت له شيئا، قال: (نعم، من دخل دار أبي سفيان، فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه
فهو آمن).
3022 حدثنا محمد بن عمرو الرازي، ثنا سلمة يعنى ابن الفضل عن محمد
ابن إسحاق، عن العباس بن عبد الله بن معبد، عن بعض أهله، عن ابن عباس، قال:
لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران، قال العباس: قلت: والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة
عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه، إنه لهلاك قريش، فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت:
لعلى أجد ذا حاجة يأتي أهل مكة، فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرجوا إليه فيستأمنوه،
فإني لأسير إذ سمعت كلام أبا سفيان وبديل بن ورقاء، فقلت: يا أبا حنظلة، فعرف
صوتي، فقال: أبو الفضل، قلت: نعم، قال: مالك فداك أبي وأمي؟ قلت: هذا
رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس، قال: فما الحيلة؟ قال: فركب خلفي ورجع صاحبه، فلما أصبح

3020 - أي جعل أرضها سهاما.
3021 - مر الظهران: اسم موضع.
38

غدوت به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، قلت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل يحب هذا
الفخر فاجعل له شيئا، قال: (نعم: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه
داره فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن) قال: فتفرق الناس إلى دورهم وإلى
المسجد.
3023 حدثنا الحسن بن الصباح، ثنا إسماعيل يعنى ابن عبد الكريم حدثني
إبراهيم بن عقيل بن معقل، عن أبيه، عن وهب بن منبه قال: سألت جابرا: هل
غنموا يوم الفتح شيئا؟ قال: لا.
3024 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا سلام بن مسكين، ثنا ثابت البناني، عن
عبد الله بن رباح الأنصاري، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة سرح الزبير بن
العوام وأبا عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد على الخيل، وقال: (يا أبا هريرة، اهتف
بالأنصار)، قال: اسلكوا هذا الطريق، فلا يشرفن لكم أحد إلا أنمتموه، فنادى مناد: لا
قريش بعد اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من دخل دارا فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو
آمن) وعمد صناديد قريش فدخلوا الكعبة، فغص بهم، وطاف النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى خلف
المقام، ثم أخذ بجنبتي الباب، فخرجوا فبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الاسلام، قال أبو داود:
سمعت أحمد بن حنبل سأله رجل، قال: مكة عنوة هي؟ قال: أيش يضرك ما كانت؟!
قال: فصلح؟ قال: لا.
(26) باب ما جاء في خبر الطائف
3025 حدثنا الحسن بن الصباح، ثنا إسماعيل يعنى ابن عبد الكريم حدثني
إبراهيم يعنى ابن عقيل بن منبه عن أبيه، عن وهب، قال: سألت جابرا عن شأن ثقيف
إذ بايعت، قال: اشترطت على النبي صلى الله عليه وسلم أن لا صدقة عليها ولا جهاد، وأنه سمع
النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يقول: (سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا).
3026 حدثنا أحمد بن علي بن سويد يعنى ابن منجوف، ثنا أبو داود، عن
حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص، أن وفد ثقيف لما
قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزلهم المسجد، ليكون أرق لقلوبهم، فاشترطوا عليه أن لا

3024 - انمحتوه: قتلتموه. يشرفن لكم: يتصدى لكم. أي دخلها صلى الله عليه وسلم دون قتال أو صلح.
39

يحشروا ولا يعشروا ولا يجبوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لكم أن لا تحشروا ولا تعشروا،
ولا خير في دين ليس فيه ركوع.
(27) باب ما جاء في حكم أرض اليمن
3027 حدثنا هناد بن السرى، عن أبي أسامة، عن مجالد، عن الشعبي، عن
عامر بن شهر، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت لي همدان: هل أنت آت هذا الرجل
ومرتاد لنا: فإن رضيت لنا شيئا قبلناه، وإن كرهت شيئا كرهناه؟ قلت: نعم، فجئت حتى
قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضيت أمره وأسلم قومي، وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكتاب
إلى عمير ذي مران، قال: وبعث مالك بن مرارة الرهاوي إلى اليمن جميعا، فأسلم عك
ذو خيوان، قال: فقيل لعك: انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ منه الأمان على قريتك
ومالك، فقدم وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد
رسول الله لعك ذي خيوان، إن كان صادقا في أرضه وماله ورقيقه فله الأمان وذمة الله وذمة
محمد رسول الله، وكتب خالد بن سعيد بن العاص).
3028 حدثنا محمد بن أحمد القرشي، وهارون بن عبد الله، أن عبد الله بن الزبير
حدثهم، قال: ثنا فرج بن سعيد، حدثني عمى ثابت بن سعيد، عن أبيه سعيد يعنى ابن
أبيض، عن جده أبيض بن حمال، أنه كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصدقة، حين وفد عليه،
فقال: (يا أخا سبأ، لا بد من صدقة) فقال: إنما زرعنا القطن يا رسول الله، وقد تبددت
سبأ، ولم يبق منهم إلا قليل بمأرب، فصالح نبي الله صلى الله عليه وسلم على سبعين حلة بز من قيمة وفاء
بز المعافر، كل سنة، عمن بقي من سبأ بمأرب، فلم يزالوا يؤدونها حتى قبض
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن العمال انتقضوا عليهم بعد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صالح أبيض بن
حمال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلل السبعين فرد ذلك أبو بكر على ما وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
حتى مات أبو بكر، فلما مات أبو بكر رضي الله عنه انتقض ذلك وصارت على الصدقة.
(28) باب في إخراج اليهود من جزيرة العرب
3029 حدثنا سعيد بن منصور، ثنا سفيان بن عيينة، عن سليمان الأحول، عن

3027 - مرتاد لنا: كاشف لنا هذا الامر كتب خالد بن سعيد: أي الذي كتب هو خالد لان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يقرأ ولا
يكتب. البز: القماش.
40

سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بثلاثة فقال: (أخرجوا
المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم) قال ابن عباس:
وسكت عن الثالثة، أو قال: فأنسيتها وقال الحميدي عن سفيان: قال سليمان: لا أدرى
أذكر سعيد الثالثة فنسيتها أو سكت عنها؟.
3030 حدثنا الحسن بن علي، ثنا أبو عاصم و عبد الرزاق، قالا: أخبرنا ابن
جريح، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: أخبرني عمر بن الخطاب أنه
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب فلا أترك فيها
إلا مسلما).
3031 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله، ثنا سفيان، عن أبي
الزبير، عن جابر، عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمعناه، والأول أتم.
3032 حدثنا سليمان بن داود العتكي، ثنا جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان،
عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تكون قبلتان في بلد واحد).
3033 حدثنا محمود بن خالد، ثنا عمر يعنى ابن عبد الواحد قال: قال سعيد
يعنى ابن عبد العزيز: جزيرة العرب ما بين الوادي إلى أقصى اليمن إلى تخوم العراق
إلى البحر، قال أبو داود: قرئ على الحرث بن مسكين وأنا شاهد: أخبرك أشهب بن
عبد العزيز قال: قال مالك: عمر أجلى أهل بجران ولم يجلوا من تيماء لأنها ليست من
بلاد العرب، فأما الوادي فإني أرى أنما لم يجل من فيها من اليهود أنهم لم يروها من أرض
العرب.
3034 - حدثنا ابن السرح، ثنا ابن وهب، قال: قال مالك: قد أجلى عمر
رحمه الله يهود نجران وفدك.
(29) باب في إيقاف أرض السواد وأرض العنوة
3035 حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا زهير، ثنا سهيل بن أبي
صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (منعت العراق قفيزها
ودرهمها، ومنعت الشام مديها ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها، ثم عدتم من
حيث بدأتم) قالها زهير ثلاث مرات شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه.
41

3036 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن همام بن منبه،
قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما قرية
أتيتموها وأقمتم فيها فسهمكم فيها، وأيما قرية عصت الله ورسوله فان خمسها لله
وللرسول ثم هي لكم).
(30) باب في أخذ الجزية
3037 حدثنا العباس بن عبد العظيم، ثنا سهل بن محمد، ثنا يحيى بن أبي
زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن أنس بن مالك، وعن عثمان بن أبي
سليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة، فأخذ، فأتوه به، فحقن له
دمه، وصالحه على الجزية.
3038 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي
وائل، عن معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وجهه إلى اليمن أمره أن يأخذ من كل حالم يعنى
محتلما دينارا، أو عدله من المعافري، ثياب تكون باليمن.
3039 حدثنا النفيلي، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن
مسروق، عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله.
3040 حدثنا العباس بن عبد العظيم، ثنا عبد الرحمن بن هانئ أبو نعيم
النخعي، أخبرنا شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن زياد بن حدير، قال: قال على:
لئن بقيت لنصارى بنى تغلب لأقتلن المقاتلة ولأسبين الذرية، فإني كتبت الكتاب بينهم
وبين النبي صلى الله عليه وسلم على أن لا ينصروا أبناءهم، قال أبو داود: هذا حديث منكر، بلغني عن
أحمد أنه كان ينكر هذا الحديث إنكارا شديدا، قال أبو علي: ولم يقرأه أبو داود في العرضة
الثانية.
3041 حدثنا مصرف بن عمرو اليامي، ثنا يونس يعنى ابن بكير ثنا أسباط بن
نصر الهمداني، عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي، عن ابن عباس، قال: صالح

3037 - أكيدر: هو أكيدر بن عبد الملك الكندي وكان تابعا للروم ودومة هي دومة الجندل قريبة من تبوك وقد أسره خالد بن
الوليد رضي الله عنه وجاء به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء غزوة تبوك بناء لأمر منه صلى الله عليه وسلم.
المعافري: نوع من الأثواب.
42

رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل نجران على ألفي حلة، النصف في صفر والبقية في رجب، يؤدونها
إلى المسلمين، وعارية ثلاثين درعا وثلاثين فرسا وثلاثين بعيرا وثلاثين من كل صنف من
أصناف السلاح يغزون بها، والمسلمون ضامنون لها حتى يردوها عليهم إن كان باليمن كيد أو
غدرة، على أن لا تهدم لهم بيعة ولا يخرج لهم قس ولا يفتنوا عن دينهم، ما لم يحدثوا
حدثا أو يأكلوا الربا، قال إسماعيل: فقد أكلوا الربا قال أبو داود: إذا نقضوا بعض ما
اشترط عليهم فقد أحدثوا.
(31) باب في أخذ الجزية من المجوس
3042 حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، ثنا محمد بن بلال، عن عمران
القطان، عن أبي جمرة، عن ابن عباس، قال: إن أهل فارس لما مات نبيهم كتب لهم
إبليس المجوسية.
3043 حدثنا مسدد بن مسرهد ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، سمع بجالة
يحدث عمرو بن أوس وأبا الشعثاء، قال: كنت كاتبا لجزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس
إذ جاءنا كتاب عمر قبل موته بسنة: اقتلوا كل ساحر، وفرقوا بين كل ذي محرم من
المجوس، وانهوهم عن الزمزمة، فقتلنا في يوم ثلاثة سواحر، وفرقنا بين كل رجل من
المجوس وحريمه في كتاب الله، وصنع طعاما كثيرا فدعاهم فعرض السيف على فخذه
فأكلوا ولم يزمزموا، وألقوا وقر بغل، أو بغلين، من الورق، ولم يكن عمر أخذ الجزية
من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر.
3044 حدثنا محمد بن مسكين اليمامي، ثنا يحيى بن حسان، ثنا هشيم،
أخبرنا داود بن أبي هند، عن قشير بن عمرو، عن بجالة بن عبدة، عن ابن عباس قال:
جاء رجل من الأسبذيين من أهل البحرين وهم مجوس أهل هجر، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فمكث عنده، ثم خرج، فسألته: ما قضى الله ورسوله فيكم؟ قال: شر، قلت: مه؟ قال:
الاسلام أو القتل، قال: وقال عبد الرحمن بن عوف: قبل منهم الجزية، قال ابن
عباس: فأخذ الناس بقول عبد الرحمن بن عوف وتركوا ما سمعت أنا من الأسبذي

3043 - هجر: من أرض اليمن.
3044 - الأسبذيين: نسبة إلى الأسبذ بلد في البحرين وقيل لعبادتهم اتفرس وهو بالفارسية (أسب).
43

(32) باب في التشديد في جباية الجزية
3045 حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس بن
يزيد، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، أن هشام بن حكم بن حزام وجد رجلا
وهو على حمص يشمس ناسا من القبط في أداء الجزية، فقال: ما هذا؟! سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا).
(33) باب في تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات
3046 حدثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص، ثنا عطاء بن السائب، عن حرب بن
عبيد الله، عن جده أبى أمه، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما العشور على
اليهود والنصارى، وليس على المسلمين عشور).
3047 حدثنا محمد بن عبيد المحاربي، ثنا وكيع، عن سفيان، عن عطاء بن
السائب، عن حرب بن عبيد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمعناه قال: (خراج) مكان
(العشور).
3048 حدثنا محمد بن بشار، ثنا عبد الرحمن، ثنا سفيان عن عطاء، عن
رجل من بكر بن وائل، عن خاله، قال: قلت: يا رسول الله، أعشر قومي؟ قال: (إنما
العشور على اليهود والنصارى)
3049 حدثنا محمد بن إبراهيم البزاز، ثنا أبو نعيم، ثنا عبد السلام، عن عطاء
ابن السائب، عن حرب بن عبيد الله بن عمير الثقفي، عن جده رجل من بنى تغلب،
قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وعلمني الاسلام، وعلمني كيف آخذ الصدقة من قومي
ممن أسلم، ثم رجعت إليه، فقلت: يا رسول الله، كل ما علمتني قد حفظته إلا الصدقة،
أفأعشرهم؟ قال: (لا، إنما العشور على النصارى واليهود).
3050 حدثنا محمد بن عيسى، ثنا أشعث بن شعبة، ثنا أرطأة بن المنذر،
قال: سمعت حكيم بن عمير أبا الأحوص يحدث، عن العرباض بن سارية السلمي
قال: نزلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر ومعه من معه من أصحابه، وكان صاحب خيبر رجلا ماردا
منكرا، فأقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، ألكم أن تذبحوا حمرنا، وتأكلوا ثمرنا،
وتضربوا نساءنا؟ فغضب يعنى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (يا ابن عوف اركب فرسك) ثم ناد:
44

(ألا إن الجنة لا تحل إلا لمؤمن وأن اجتمعوا للصلاة) قال: فاجتمعوا ثم صلى بهم
النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام فقال: (أيحسب أحدكم متكئا على أريكته قد يظن أن الله لم يحرم شيئا
إلا ما في هذا القرآن، ألا وإني والله قد وعظت وأمرت ونهيت عن أشياء، إنها لمثل
القرآن أو أكثر، وإن الله عز وجل لم يحل لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذن،
ولا ضرب نسائهم، ولا أكل ثمارهم إذا أعطوكم الذي عليهم).
3051 حدثنا مسدد وسعيد بن منصور، قالا: ثنا أبو عوانة، عن منصور، عن
هلال، عن رجل من ثقيف، عن رجل من جهينة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعلكم
تقاتلون قوما فتظهرون عليهم فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم وأبنائهم) قال سعيد في
حديثه: (فيصالحونكم على صلح) ثم اتفقا: (فلا تصيبوا منهم شيئا فوق ذلك، فإنه
لا يصلح لكم).
3052 حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، حدثني أبو صخر
المديني، أن صفوان بن سليم أخبره، عن عدة من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن
آبائهم دنية، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته
أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة).
(34) باب في الذمي يسلم في بعض السنة هل عليه جزية؟
3053 حدثنا عبد الله بن الجراح، عن جرير، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن
عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس على المسلم جزية).
3054 حدثنا محمد بن كثير، قال: سئل سفيان عن تفسير هذا، فقال: إذا
أسلم فلا جزية عليه.
(35) باب في الامام يقبل هدايا المشركين
3055 حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، ثنا معاوية يعنى ابن سلام عن زيد، أنه
سمع أبا سلام قال: حدثني عبد الله الهوزني قال: لقيت بلالا مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بحلب، فقلت: يا بلال، حدثني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما كان له
شئ، كنت أنا الذي إلى ذلك منه منذ بعثه الله إلى أن توفى، وكان إذا أتاه الانسان مسلما
45

فرآه عاريا يأمرني فأنطلق فأستقرض فاشترى له البردة فأكسوه وأطعمه، حتى اعترضني رجل
من المشركين فقال: يا بلال، إن عندي سعة فلا تستقرض من أحد إلا منى، ففعلت،
فلما أن كان ذات يوم توضأت ثم قمت لاؤذن بالصلاة، فإذا المشرك قد أقبل في عصابة من
التجار، فلما أن رآني قال: يا حبشي، قلت: يا لباه، فتجهمني وقال لي قولا غليظا،
وقال لي: أتدري كم بينك وبين الشهر؟ قال: قلت: قريب، قال: إنما بينك وبينه
أربع، فأخذك بالذي عليك فأردك ترعى الغنم كما كنت قبل ذلك، فأخذ في نفسي ما يأخذ
في أنفس الناس، حتى إذا صليت العتمة رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فاستأذنت عليه،
فأذن لي، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي إن المشرك الذي كنت أتدين منه قال
لي كذا وكذا، وليس عندك ما تقضى عنى، ولا عندي، وهو فاضحي، فأذن لي أن آبق
إلى بعض هؤلاء الاحياء الذين قد أسلموا حتى يرزق الله رسوله صلى الله عليه وسلم ما يقضى عنى،
فخرجت حتى إذا أتيت منزلي فجعلت سيفي وجرابي ونعلي ومجني عند رأسي، حتى إذا
انشق عمود الصبح الأول أردت أن أنطلق فإذا إنسان يسعى يدعو: يا بلال، أجب
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقت حتى أتيته، فإذا أربع ركائب مناخات عليهن أحمالهن، فاستأذنت، فقال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبشر، فقد جاءك الله بقضائك) ثم قال: (ألم تر الركائب المناخات
الأربع)؟ فقلت: بلى، فقال: (إن لك رقابهن وما عليهن فإن عليهن كسوة وطعاما
أهداهن إلى عظيم فدك، فأقبضهن واقض دينك) ففعلت، فذكر الحديث، ثم انطلقت
إلى المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في المسجد، فسلمت عليه، فقال: (ما فعل ما
قبلك)؟ قلت: قضى الله كل شئ كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يبق شئ، قال:
(أفضل شئ)؟ قلت: نعم، قال: (انظر أن تريحني منه، فإني لست بداخل على أحد
من أهلي حتى تريحني منه) فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العتمة دعاني فقال: (ما فعل الذي
قبلك) قال: قلت: هو معي لم يأتنا أحد، فبات رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، وقص
الحديث، حتى إذا صلى العتمة يعنى من الغد دعاني قال: (ما فعل الذي قبلك)؟
قال: قلت: قد أراحك الله منه يا رسول الله، فكبر وحمد الله شفقا من أن يدركه الموت
وعنده ذلك، ثم اتبعته حتى إذا جاء أزواجه فسلم على امرأة امرأة، حتى أتى مبيته،
فهذا الذي سألتني عنه.
3056 حدثنا محمود بن خالد، ثنا مروان بن محمد، ثنا معاوية، بمعنى إسناد
46

أبى توبة وحديثه، قال عند قوله: (ما يقضى عنى): فسكت عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاغتمزتها.
3057 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا أبو داود، ثنا عمران، عن قتادة، عن يزيد
ابن عبد الله بن الشخير، عن عياض بن حماد، قال: أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة، فقال:
(أسلمت)؟ فقلت: لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني نهيت عن زبد المشركين).
(36) باب في إقطاع الأرضين
3058 حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن سماك، عن علقمة بن
وائل، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه أرضا بحضر موت.
3059 حدثنا حفص بن عمر، ثنا جامع بن مطر، عن علقمة بن وائل بإسناده
مثله.
3060 حدثنا مسدد، ثنا عبد الله بن داود، عن فطر، حدثني أبي، عن عمرو
ابن حريث، قال: خط لي رسول الله صلى الله عليه وسلم دارا بالمدينة بقوس وقال: (أزيدك أزيدك).
3061 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن،
عن غير واحد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن الحرث المزني معادن القبلية، وهي من
ناحية الفرع، فتلك المعادن لا يؤخذ منها إلا الزكاة إلى اليوم.
3062 حدثنا العباس بن محمد بن حاتم وغيره، قال العباس: ثنا الحسين بن
محمد، أخبرنا أبو أويس، ثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه،
عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن حرث المزني معادن القبلية جلسيها وغوريها، وقال
غيره: جلسها وغورها، وحيث يصلح الزرع من قدس، ولم يعطه حق مسلم، وكتب له
النبي صلى الله عليه وسلم: (بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى محمد رسول الله بلال بن الحرث
المزني، أعطاه معادن القبلية جلسيها وغوريها) وقال غيره: (جلسها وغورها) (وحيث
يصلح الزرع من قدس، ولم يعطه حق مسلم) قال أبو أويس: وحدثني ثور بن زيد مولى
بنى الديل بن بكر بن كنانة عن عكرمة عن ابن عباس مثله.

3057 - زبد المشركين: رفدهم وهداياهم وأعطياتهم.
3062 - جليسها وغوريها: ما ارتفع جالسا وما انخفض منها غائرا منحدرا. والمعادن: الأرض الزراعية التي تصلح بالمعدن
وهو الفأس.
47

3063 حدثنا محمد بن النضر، قال: سمعت الحنيني قال: قرأته غير مرة
يعنى كتاب قطيعة النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو داود: وحدثنا غير واحد عن حسين بن محمد،
أخبرنا أبو أويس، حدثني كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع بلال
ابن الحرث المزني معادن القبلية جلسيها وغوريها، قال ابن النضر: وجرسها وذات
النصب، ثم اتفقا: وحيث يصلح الزرع من قدس، ولم يعط بلال بن الحرث حق
مسلم، وكتب له النبي صلى الله عليه وسلم: (هذا ما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلال بن الحرث المزني،
أعطاه القبلية جلسها وغورها وحيث يصلح الزرع من قدس، ولم يعطه حق مسلم)
قال أبو أويس: وحدثني ثور بن زيد، عن عكرمة عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله،
زاد ابن النضر: وكتب أبي بن كعب.
3064 حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي ومحمد بن المتوكل العسقلاني، المعنى
واحد، أن محمد بن يحيى بن قيس المأربي حدثهم، أخبرني أبي، عن ثمامة بن
شراحيل، عن سمى بن قيس، عن شمير، قال ابن المتوكل: ابن عبد المدان، عن
أبيض بن حمال، أنه وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقطعه الملح، قال ابن المتوكل: الذي
بمأرب، فقطعه له، فلما أن ولى قال رجل من المجلس: أتدري ما قطعت له؟ إنما قطعت
له الماء العد، قال: فانتزع منه، قال: وسأله عما يحمى من الأراك، قال: (ما لم تنله
خفاف) وقال ابن المتوكل: (أخفاف الإبل).
3065 حدثنا هارون بن عبد الله، قال: قال محمد بن الحسن المخزومي:
(ما لم تنله أخفاف الإبل): يعنى أن الإبل تأكل منتهى رؤوسها ويحمى ما فوقه.
3066 حدثنا محمد بن أحمد القرشي، ثنا عبد الله بن الزبير، ثنا فرج بن
سعيد، حدثني عمى ثابت بن سعيد، عن أبيه، عن جده، عن أبيض بن حمال أنه سأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حمى الأراك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا حمى في الأراك) فقال:
أراكة في حظاري، فقال النبي عليه والسلام: (لا حمى في الأراك) قال فرج: يعنى

3064 - الماء العد: الذي ليس عليه الا ان يعد ما يأتيه به من مال أي أعطيته شيئا يأتيه بالمال دون وأيضا لان الملح ضروري
كالماء.
3066 - في حظاري: أي داخل أرض محظورة مزروعة وحظر الأرض تحديدها أو تسويرها ببناء أو حديد أو حديد أو شجر أو
زرع.
48

بحظاري الأرض التي فيها الزرع المحاط عليها.
3067 حدثنا عمر بن الخطاب أبو حفص، ثنا الفريابي، ثنا أبان، قال عمر:
وهو ابن عبد الله بن أبي حازم، قال: حدثني عثمان بن أبي حازم، عن أبيه، عن جده
صخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا ثقيفا فلما أن سمع ذلك صخر ركب في خيل يمد النبي صلى الله عليه وسلم،
فوجد نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انصرف ولم يفتح، فجعل صخر يومئذ عهد الله وذمته أن لا يفارق
هذا القصر حتى ينزلوا على حكم رسول الله، فلم يفارقهم حتى نزلوا على حكم
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه صخر: أما بعد، فإن ثقيفا قد نزلت على حكمك يا رسول الله،
وأنا مقبل إليهم وهم في خيل، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة جامعة، فدعا لأحمس عشر
دعوات: (اللهم بارك لأحمس في خيلها ورجالها) وأتاه القوم فتكلم المغيرة بن شعبة
فقال: يا نبي الله، إن صخرا أخذ عمتي ودخلت فيما دخل فيه المسلمون، فدعاه فقال:
(يا صخر إن القوم إذا أسلموا أحرزوا دماءهم وأموالهم، فادفع إلى المغيرة عمته) فدفعها
إليه وسأل نبي الله صلى الله عليه وسلم: (ما لبني سليم قد هربوا عن الاسلام، وتركوا ذلك الماء)؟
فقال: يا نبي الله أنزلنيه أنا وقومي، قال: (نعم)، فأنزله وأسلم يعنى السلميين فأتوا
صخرا، فسألوه أن يدفع إليهم الماء، فأبى، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا نبي الله، أسلمنا
وأتينا صخرا ليدفع إلينا ماءنا فأبى علينا فأتاه فقال: (يا صخر إن القوم إذا أسلموا أحرزوا
أموالهم ودماءهم، فادفع إلى القوم ماءهم) قال: نعم، يا نبي الله، فرأيت وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير عند ذلك حمرة حياء من أخذه الجارية وأخذه الماء.
3068 حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا أبو وهب، حدثني سبرة بن
عبد العزيز بن الربيع الجهني، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل في موضع المسجد
تحت دومة، فأقام ثلاثا، ثم خرج إلى تبوك، وإن جهينة لحقوه بالرحبة، فقال لهم:
(من أهل ذي المروءة)؟ فقالوا: بنو رفاعة بن جهينة، فقال: (قد أقطعتها لبني رفاعة)
فاقتسموها: فمنهم من باع، ومنهم من أمسك فعمل، ثم سألت أباه عبد العزيز عن هذا
الحديث فحدثني ببعضه ولم يحدثني به كله.
3069 حدثنا حسين بن علي، ثنا يحيى يعنى ابن آدم ثنا أبو بكر بن عياش،
عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطع الزبير
نخلا.
49

3070 حدثنا حفص بن عمر وموسى بن إسماعيل، المعنى واحد، قالا: ثنا
عبد الله بن حسان العنبري، حدثتني جدتاي صفية ودحيبة ابنتا عليبة وكانتا ربيبتي قيلة بنت
مخرمة، وكانت جدة أبيهما، أنها أخبرتهما، قالت: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت:
تقدم صاحبي تعنى حريث بن حسان، وافد بكر بن وائل فبايعه على الاسلام عليه وعلى
قومه، ثم قال: يا رسول الله، اكتب بيننا وبين بنى تميم بالدهناء أن لا يجاوزها إلينا
منهم أحد إلا مسافر أو مجاوز، فقال: (اكتب له يا غلام بالدهناء) فلما رأيته قد أمر له بها
شخص بي وهي وطني وداري، فقلت: يا رسول الله، إنه لم يسألك السوية من الأرض
إذ سألك، إنما هي هذه الدهناء عندك مقيد الجمل، ومرعى الغنم، ونساء بنى
تيمم وأبناؤها وراء ذلك، فقال: (أمسك يا غلام، صدقت المسكينة، المسلم أخو
المسلم يسعهما الماء والشجر، ويتعاونان على الفتان).
3071 حدثنا محمد بن بشار، حدثني عبد الحميد بن عبد الواحد، حدثتني أم
جنوب بنت نميلة، عن أمها سويدة بنت جابر، عن أمها عقيلة بنت أسمر بن مضرس، عن
أبيها أسمر بن مضرس، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته، فقال: (من سبق إلى ماء لم
يسبقه إليه مسلم فهو له) قال: فخرج الناس يتعادون يتخاطون.
3072 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا حماد بن خالد، عن عبد الله بن عمر، عن
نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع الزبير حضر فرسه، فأجرى فرسه حتى قام، ثم
رمى بسوطه، فقال: (أعطوه من حيث بلغ السوط).
(37) باب في إحياء الموات
3073 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الوهاب، ثنا أيوب، عن هشام بن

3070 - شخص بي: فزعت وأقلقني ذلك. السوية من الأرض: أي لم يطلب طلبا عادلا فيه المساواة بينه وبين سواه. مقيد
الجمل: مرعاه. الفتان: الذي يأتون بالفتنة أو يريدون سرقة قطعانهم وفيه ان الماء والمرعى شرك بين المسلمين فلا
يمنع عن أحد. لا ماء ولا كلا.
3071 - يتخاطون: يرسمون الخطوط والمقصود يضعون الحدود لأملاكهم وأرضيهم.
3072 - حضر فرسه: عدوة الفرس حتى يتوقف. حتى قام: حتى وقف يلهث.
3073 - الأرض الميتة: الأرض البور لا مالك لها. ليس لعرق ظالم حق: أي ليس لمن يغرس في ارض لا يملكها ولها مالك
أن يدعى ملكيته الأرض بما غرسه فيها من شجر.
50

عروة، عن أبيه، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحيا أرضا ميتة فهي له
وليس لعرق ظالم حق).
3074 حدثنا هناد بن السرى، ثنا عبدة، عن محمد يعنى ابن إسحاق عن
يحيى بن عروة، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أحيا أرضا ميتة فهي له) وذكر
مثله، قال: فلقد خبرني الذي حدثني هذا الحديث أن رجلين اختصما إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم: غرس أحدهما نخلا في أرض الآخر، فقضى لصاحب الأرض بأرضه،
وأمر صاحب النخل أن يخرج نخله منها، قال: فلقد رأيتها وإنها لتضرب أصولها بالفؤوس،
وإنها لنخل عم حتى أخرجت منها.
3075 حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي، ثنا وهب، عن أبيه، عن ابن إسحاق،
بإسناده ومعناه، إلا أنه قال عند قوله مكان الذي حدثني هذا فقال: رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم وأكثر ظني أنه أبو سعيد الخدري: فأنا رأيت الرجل يضرب في أصول النخل.
3076 حدثنا أحمد بن عبدة الآملي، ثنا عبد الله بن عثمان، ثنا عبد الله بن
المبارك، أخبرنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، عن عروة، قال: أشهد أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى أن الأرض أرض الله، والعباد عباد الله، ومن أحياء مواتا فهو أحق به،
جاءنا بهذا عن النبي صلى الله عليه وسلم الذين جاءوا بالصلوات عنه.
3077 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن بشر، ثنا سعيد، عن قتادة، عن
الحسن، عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحاط حائطا على أرض فهي له).
3078 حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني مالك، قال
هشام: العرق الظالم أن يغرس الرجل في أرض غيره فيستحقها بذلك، قال مالك:
والعرق الظالم كل ما أخذ واحتقر وغرس بغير حق.
3079 حدثنا سهل بن بكار، ثنا وهيب بن خالد، عن عمرو بن يحيى، عن
العباس الساعدي يعنى ابن سهل بن سعد عن أبي حميد الساعدي، قال: غزوت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك فلما أتى وادي القرى إذا امرأة في حديقة لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأصحابه: (اخرصوا) فخرص رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أوسق، فقال للمرأة: (أحصى ما

3074 - الفؤوس: الفؤوس والقصود انها تقتلع من جذورها ويحفر عن جذورها. نخل عم: طوال، أي قد صارت في السن
التي تثمر فيها.
51

يخرج منها) فأتينا تبوك، فأهدى ملك أيلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء وكساه بردة،
وكتب له، يعنى ببحره، قال: فلما أتينا وادي القرى قال للمرأة: (كم كان في
حديقتك)؟ قالت: عشرة أوسق خرص رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني
متعجل إلى المدينة، فمن أراد منكم أن يتعجل معي فليتعجل).
3080 حدثنا عبد الواحد بن غياث، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا الأعمش، عن
جامع بن شداد، عن كلثوم، عن زينب أنها كانت تفلي رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده امرأة
عثمان بن عفان ونساء من المهاجرات، وهن يشتكين منازلهن أنها تضيق عليهن ويخرجن
منها، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تورث دور المهاجرين النساء، فمات عبد الله بن مسعود
فورثته امرأته دارا بالمدينة.
(38) باب ما جاء في الدخول في أرض الخراج
3081 حدثنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال، أخبرنا محمد بن عيسى يعنى
ابن سميع ثنا زيد بن واقد، حدثني أبو عبد الله، عن معاذ أنه قال: من عقد الجزية
في عنقه فقد برئ مما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3082 حدثنا حياة بن شريح الحضرمي، ثنا بقية، حدثنا عمارة بن أبي
الشعثاء، حدثني سنان بن قيس، حدثني شبيب بن نعيم، حدثني يزيد بن خمير، حدثني
أبو الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أخذ أرضا بجزيتها فقد استقال هجرته، ومن
نزع صغار كافر من عنقه فجعله في عنقه فقد ولى الاسلام ظهره) قال: فسمع منى خالد بن
معدان هذا الحديث، فقال لي: أشبيب حدثك؟ قلت: نعم، قال: فإذا قدمت فسله
فليكتب إلى بالحديث، قال: فكتبه له، فلما قدمت سألني خالد بن معدان القرطاس،

3081 - من عقد الجزية في عنقه: أي من اشترى أرضا عليها الخراج. فقد برن مما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي صار عليه أن
يؤدى خراج هذه الأرض كما كان يؤديها أهل الأرض من أهل الذمة وهذه الأرض إنما هي للمسلمين بالفتح وما يدفعه
أهلها من خراج إنما هو بمثابة الكراء فشراؤه هذه الأرض قد أعطى لهؤلاء حقا في هذه الأرض هو حق بيعها وشرائها
وهذا ليس لهم، وقد نزع الجزية من رقبة الكافر وجعلها في رقبته فلذلك برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3082 - أي هو بشرائه الأرض من الكافر قد نزع الجزية التي فيها صغار الكافر من رقبة هذا الكافر وجعلها في رقبته فجلب
الصغار لواحد من المسلمين فكأنه تراجع عن هجرته واسلامه وجعل حاله حال الكفار الذين يؤدون الجزية عن بدوهم
صاغرون.
52

فأعطيته، فلما قرأه ترك ما في يده من الأرضين حين سمع ذلك، قال أبو داود: هذا يزيد
ابن خمير اليزني، ليس هو صاحب شعبة.
(39) باب في الأرض يحميها الامام أو الرجل
3083 حدثنا ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب،
عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(لا حمى إلا لله ولرسوله) قال ابن شهاب: وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمى النقيع.
3084 حدثنا سعيد بن منصور، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد الرحمن بن
الحرث، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عبد الله بن عباس، عن
الصعب بن جثامة أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع، وقال: (لا حمى إلا لله عز وجل)
(40) باب ما جاء في الركاز وما فيه
3085 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبى
سلمة، سمعا أبا هريرة يحدث، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (في الركاز الخمس).
3086 حدثنا يحيى بن أيوب، ثنا عباد بن العوام، عن هشام، عن الحسن،
قال: الركاز: الكنز العادي.
3087 حدثنا جعفر بن مسافر، ثنا ابن أبي فديك، ثنا الزمعي، عن عمته قريبة
بنت عبد الله بن وهب، عن أمها كريمة بنت المقداد، عن ضباعة بنت الزبير بن عبد
المطلب بن هاشم أنها أخبرتها قالت: ذهب المقداد لحاجته ببقيع الخبخبة فإذا جرذ يخرج
من جحر دينارا، ثم لم يزل يخرج دينارا دينارا حتى أخرج سبعة عشر دينارا، ثم أخرج
خرقة حمراء يعنى فيها دينار فكانت ثمانية عشر دينارا، فذهب بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره،
وقال له: خذ صدقها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (هل هويت إلى الجحر)؟ قال: لا، فقال
له رسول الله: صلى الله عليه وسلم (بارك الله لك فيها).

3085 - الركاز: دفائن الجاهلية أي الحال يوجد مدفونا في الأرض والكنوز المخبوءة في الأرض من عصور بعيدة.
3086 - العادي: القديم الذي لقدمه كأنه من عهد عاد.
53

(41) باب نبش القبور العادية يكون فيها المال
3088 حدثنا يحيى بن معين، ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي، سمعت محمد بن إسحاق
يحدث، عن إسماعيل بن أمية، عن بجير بن أبي بجير، قال: سمعت عبد الله
ابن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: حين خرجنا معه إلى الطائف فمررنا بقبر
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا قبر أبى رغال، وكان بهذا الحرم يدفع عنه فلما خرج أصابته
النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه، وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب إن
أنتم نبشتم عنه أصبتموه معه) فابتدره الناس فاستخرجوا الغصن.
(آخر كتاب الخراج)

3088 - أبى رغال هو الذي أسره أبرهة الأشرم مع رفيقين له فقتلهما إبرهة لأنهما رفضا أن يدلاه على الطريق إلى مكة وقاده أبو
رغال وكان دليله فأراد من قومه ان يكون موقفهم كموقفه من التعاون مع أبرهة فرجموه وقتلوه.
54

15 - كتاب الجنائز
[84 بابا: 153 حديثا]
(1) باب الأمراض المكفر للذنوب
3089 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق
، قال: حدثني رجل من أهل الشام يقال له أبو منظور، عن عمه، قال: حدثني
عمى، عن عامر الرام أخي الخضر قال أبو داود: قال النفيلي: هو الخضر ولكن كذا
قال، قال: إني لببلادنا إذ رفعت لنا رايات وألوية، فقلت: ما هذا؟ قالوا: هذا لواء
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته وهو تحت شجرة قد بسط له كساء وهو جالس عليه وقد اجتمع إليه
أصحابه، فجلست إليهم، فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسقام، فقال: (إن المؤمن إذا أصابه
السقم ثم أعفاه الله منه كان كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل، وإن المنافق
إذا مرض ثم أعفى كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلم يدر لم عقلوه ولم يدر لم أرسلوه)
فقال رجل ممن حوله: يا رسول الله، وما الأسقام؟ والله ما مرضت قط، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قم عنا فلست منا) فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل عليه كساء وفى يده شئ
قد التف عليه، فقال: يا رسول الله، إني لما رأيتك أقبلت إليك فمررت بغيضة شجر
فسمعت فيها أصوات فراخ طائر، فأخذتهن فوضعتهن في كسائي، فجاءت أمهن
فاستدارت على رأسي، فكشفت لها عنهن، فوقعت عليهن معهن، فلففتهن بكسائي،
فهن أولاء معي، قال: (ضعهن عنك) فوضعتهن، وأبت أمهن إلا لزومهن، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (أتعجبون لرحم أم الأفراخ فراخها)؟ قالوا: نعم يا رسول الله
صلى الله عليه وسلم، قال: (فوالذي بعثني بالحق لله أرحم بعباده من أم الأفراخ
بفراخها، ارجع بهن حتى تضعهن من حيث أخذتهن وأمهن معهن) فرجع بهن.
3090 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي وإبراهيم بن مهدي المصيصي،
المعنى، قالا: ثنا أبو المليح، عن محمد بن خالد، قال أبو داود: قال إبراهيم بن
55

مهدي: السلمي، عن أبيه، عن جده، وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه
الله في جسده، أو في ماله، أو في ولده) قال أبو داود: زاد ابن نفيل (ثم صبره على
ذلك) ثم اتفقا (حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى).
(2) باب إذا كان الرجل يعمل عملا صالحا
فشغله عنه مرض أو سفر
3091 حدثنا محمد بن عيسى ومسدد، المعنى، قالا: ثنا هشيم، عن العوام
ابن حوشب، عن إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي، عن أبي بردة، عن أبي موسى،
قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين يقول: (إذا كان العبد يعمل عملا صالحا فشغله
عنه مرض أو سفر كتب له كصالح ما كان يعمل وهو صحيح مقيم).
(3) باب عيادة النساء
3092 حدثنا سهل بن بكار، عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن أم
العلاء، قالت: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة، فقال: (أبشري يا أم العلاء، فإن
مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الذهب والفضة).
3093 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، ح وثنا محمد بن بشار، ثنا عثمان بن عمر،
قال أبو داود: وهذا لفظ ابن بشار عن أبي عامر الخزاز، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة،
قالت: قلت: يا رسول الله، إني لأعلم أشد آية في القرآن، قال: (أية آية يا عائشة)؟
قالت: قول الله تعالى (من يعمل سوءا يجز به) قال: (أما علمت يا عائشة أن المؤمن
تصيبه النكبة أو الشوكة فيكافأ بأسوء عمله، ومن حوسب عذب) قالت: أليس الله يقول:
(فسوف يحاسب حسابا يسيرا)؟ قال: (ذاكم العرض، يا عائشة من نوقش الحساب
عذب) قال أبو داود: وهذا لفظ ابن بشار، قال: نا ابن أبي مليكة.

3093 - (من يعمل سوءا يجز به): سورة النساء من الآية (123). (فسوف يحاسب حسابا يسيرا): سورة النساء
الانشقاق الآية (8).
56

(4) باب في العيادة
3094 حدثنا عبد العزيز بن يحيى، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن
إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود
عبد الله بن أبي في مرضه الذي مات فيه، فلما دخل عليه عرف فيه الموت، قال: (قد
كنت أنهاك عن حب يهود) قال: فقد أبغضهم أسعد بن زرارة فمه؟ فلما مات أتاه ابنه
فقال: يا رسول الله، إن عبد الله بن أبي قد مات فأعطني قميصك أكفنه فيه، فنزع
رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه فأعطاه إياه.
(5) باب في عيادة الذمي
3095 حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد يعنى ابن زيد، عن ثابت، عن
أنس، أن غلاما من اليهود كان مرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه فقال له:
(أسلم) فنظر إلى أبيه وهو عند رأسه فقال [له أبوه]: أطلع أبا القاسم، فأسلم، فقام النبي
صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (الحمد لله أنقذه بي من النار).
(6) باب المشي في العيادة
3096 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن
محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعودني ليس براكب بغل ولا برذون.
(7) باب في فضل العيادة على وضوء
3097 حدثنا محمد بن عوف الطائي، ثنا الربيع بن روح بن خليد، ثنا محمد
ابن خالد، ثنا الفضل بن دلهم الواسطي، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من توضأ فأحسن الوضوء، وعاد أخاه المسلم محتسبا بوعد
من جهنم مسيرة سبعين خريفا) قلت: يا أبا حمزة، وما الخريف؟ قال: العام قال أبو
داود: والذي تفرد به المصريون منه العادة وهو متوضئ.

3094 - فمه: أي فمهلا أي لا تحدثني في ذلك فان أسعد بن زرارة قد كره اليهود وأبغضهم ومع ذلك مات. وكان ابن عبد الله
بن أبي مسلما مؤمنا حقا على عكس أبيه الذي كان رأس المنافقين.
3096 - أي كان يأتي لعيادته ماشيا.
57

3098 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا شعبة، عن الحكم، عن عبد الله بن
نافع، عن علي، قال: ما من رجل يعود مريضا ممسيا إلا خرج معه سبعون ألف ملك
يستغفرون له حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة، ومن أتاه مصبحا خرج معه سبعون
ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي، وكان له خريف في الجنة.
3099 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن الحكم،
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمعناه، لم يذكر الخريف
قال أبو داود: رواه منصور عن الحكم، كما رواه شعبة.
3100 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن الحكم، عن أبي
جعفر عبد الله بن نافع، قال: وكان نافع غلام الحسن بن علي، قال: جاء أبو موسى
إلى الحسن بن علي يعوده قال أبو داود: وساق معنى حديث شعبة، قال أبو داود:
أسند هذا عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه صحيح.
(8) باب في العيادة مرارا
3101 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن نمير، عن هشام بن عروة،
عن أبيه، عن عائشة، قالت: لما أصيب سعد بن معاذ يوم الخندق رماه رجل في الأكحل
فضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد فيعوده من قريب.
(9) باب في العيادة من الرمد
3102 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا حجاج بن محمد، عن يونس بن أبي
إسحاق، عن أبيه، عن زيد بن أرقم، قال: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع كان
بعيني.
(10) باب الخروج من الطاعون
3103 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الحميد بن
عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن عبد الله بن عبد الله بن الحرث بن نوفل، عن

3098 - والخريف كناية عن العام وهو من باب تسمية الكل باسم الجزء.
3101 - الأكحل عرق في عرقوب القدم.
58

عبد الله بن عباس، قال: قال عبد الرحمن بن عوف: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه)
يعنى الطاعون.
(11) باب الدعاء للمريض بالشفاء عند العيادة
3104 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا مكي بن إبراهيم، ثنا الجعيد، عن عائشة
بنت سعد، أن أباها قال: اشتكيت بمكة، فجاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني، ووضع يده على
جبهتي، ثم مسح صدري وبطني، ثم قال: (اللهم اشف سعدا، وأتمم له هجرته).
3105 حدثنا ابن كثير، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن أبي وائل، عن أبي
موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أطعموا الجائع، وعودوا المريض،
وفكوا العاني) قال سفيان والعاني الأسير.
(12) باب الدعاء للمريض عند العيادة
3106 حدثنا الربيع بن يحيى، ثنا شعبة، ثنا يزيد أبو خالد، عن المنهال بن
عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من عاد مريضا لم
يحضر أجله فقال عنده سبع مرار: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا
عافاه الله من ذلك المرض).
3107 حدثنا يزيد بن خالد الرملي، ثنا ابن وهب، عن حيى بن عبد الله، عن أبي
عبد الرحمن الحبلى، عن ابن عمرو، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا جاء الرجل يعود
مريضا فليقل: اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا أو يمشى لك إلى جنازة) قال أبو داود:
وقال ابن السرح: إلى صلاة.
(13) باب في كراهية تمنى الموت
3108 حدثنا بشر بن هلال، ثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب، عن
أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدعون أحدكم بالموت لضر نزل به،

3107 - ينكأ: يهزم ويغلب.
59

ولكن ليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي).
3109 حدثنا محمد بن بشار، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن
مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يتمنين أحدكم الموت).
(14) باب موت الفجأة
3101 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن شعبة، عن منصور، عن تميم بن سلمة أو
سعد بن عبيدة، عن عبيد بن خالد السلمي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال مرة: عن
النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال مرة: عن عبيد، قال: (موت الفجأة أخذة أسف).
(15) باب في فضل من مات في الطاعون
3111 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك،
عن عتيك بن الحرث بن عتيك، وهو جد عبد الله بن عبد الله أبو أمه، أنه أخبره أن
عمه جابر بن عتيك أخبره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت، فوجده قد
غلب، فصاح به رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجبه، فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (غلبنا عليك
يا أبا الربيع) فصاح النسوة وبكين، فجعل ابن عتيك يسكتهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(دعهن، فإذا وجب فلا تبكين باكية) قالوا: وما الوجوب يا رسول الله؟ قال: (الموت)
قالت ابنته: والله إن كنت لأرجو أن تكون شهيدا فإنك كنت قد قضيت جهازك، قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل قد أوقع أجره على قدر نيته، وما تعدون الشهادة)؟
قالوا: القتل في سبيل الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشهادة سبع سوى القتل في
سبيل الله: المطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون
شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت
بجمع شهيدة).
(16) باب المريض يؤخذ من أظفاره وعانته
3112 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا إبراهيم بن سعد، أخبرنا ابن شهاب،

3111 - قد غلب: قد غلبه المرض ودخل في حال النزع. إذا وجب: إذا مات وبدأ إعداده للدفن. ذات الجنب: داء يصيب
الكبد. تموت بجمع: أي أثناء الوضع.
60

أخبرني عمر بن جارية الثقفي حليف بنى زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة، عن أبي
هريرة، قال: ابتاع بنو الحرث بن عامر بن نوفل خبيبا، وكان خبيب هو قتل الحارث بن
عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرا، حتى أجمعوا لقتله، فاستعار من ابنة الحارث
موسى يستحد بها، فأعارته، فدرج بنى لها وهي غافلة فحتى أتته فوجدته مخليا، وهو على
فخذه والموسى بيده، ففزعت فزعة عرفها فيها، فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت
لأفعل ذلك، قال أبو داود: روى هذه القصة شعيب بن أبي حمزة عن الزهري، قال:
أخبرني عبيد الله بن عياض أن ابنة الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا يعنى لقتله استعار
منها موسى يستحد بها فأعارته.
(17) باب ما يستحب من حسن الظن بالله عند الموت
3113 حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن
جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث، قال: (لا يموت
أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله).
(18) باب ما يستحب من تطهير ثياب الميت عند الموت
3114 حدثنا الحسن بن علي، ثنا ابن أبي مريم، أخبرنا يحيى بن أيوب، عن
ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري أنه لما حضره
الموت دعا بثياب جدد فلبسها، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الميت
يبعث في ثيابه التي يموت فيها).
(19) باب ما يستحب أن يقال عند الميت من الكلام
3115 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل،
عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا حضرتم الميت فقولوا خيرا، فإن
الملائكة يؤمنون على ما تقولون) فلما مات أبو سلمة قلت: يا رسول الله، ما أقول؟
قال: (قولي: اللهم اغفر له، وأعقبنا عقبى صالحة) قالت: فأعقبني الله تعالى به
محمدا صلى الله عليه وسلم.
61

باب في التلقين
3116 حدثنا مالك بن عبد الواحد المسمعي، ثنا الضحاك بن مخلد، ثنا
عبد الحميد بن جعفر، حدثني صالح بن أبي غريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ بن
جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة).
3117 حدثنا مسدد، ثنا بشر، ثنا عمارة بن غزية، ثنا يحيى بن عمارة، قال:
سمعت أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقنوا موتاكم قول لا إله
إلا الله).
(21) باب تغميض الميت
3118 حدثنا عبد الملك بن حبيب أبو مروان، ثنا أبو إسحاق يعنى الفزاري
عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن قبيصة بن ذؤيب، عن أم سلمة، قالت: دخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبى سلمة وقد شق بصره فأغمضه، فصيح ناس من أهله، فقال: (لا
تدعو على أنفسكم الا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون) ثم قال: (اللهم اغفر
لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله رب
العالمين، اللهم افسح له في قبره، ونور له فيه) قال أبو داود: وتغميض الميت بعد خروج
الروح، سمعت محمد بن محمد بن النعمان المقري، قال: سمعت أبا ميسرة رجلا عابدا
يقول: غمضت جعفرا المعلم، وكان رجلا عابدا، في حالة الموت، فرأيته في منامي ليلة
مات يقول: أعظم ما كان على تغميضك لي قبل أن أموت.
(22) باب في الاسترجاع
3119 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا ثابت، عن ابن عمر بن أبي
سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أصابت أحدكم
مصيبة فليقل: (إنا لله وإنا إليه راجعون) اللهم عندك أحتسب مصيبتي فآجرني فيها
وأبدل لي بها خيرا منها).

3118 - شق بصره: فتح جفناه وبدت منهما عيناه عند الموت.
62

(23) باب في الميت يسجى
3120 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن الزهري، عن أبي
سلمة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سجى في ثوب حبرة.
(24) باب القراءة عند الميت
3121 حدثنا محمد بن العلاء، ومحمد بن مكي المروزي، المعنى، قالا: ثنا
ابن المبارك، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، وليس بالنهدي، عن أبيه، عن معقل
ابن يسار، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرأوا (يس) على موتاكم) وهذا لفظ ابن العلاء.
(25) باب الجلوس عنه المصيبة
3122 حدثنا محمد بن كثير، ثنا سليمان بن كثير، عن يحيى بن سعيد عن
عمرة، عن عائشة، قالت: لما قتل زيد بن حارثة وجعفر و عبد الله بن رواحة جلس
رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد يعرف في وجهه الحزن، وذكر القصة.
(26) باب في التعزية
3123 حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني، ثنا المفضل، عن
ربيعة بن سيف المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلى، عن عبد الله بن عمرو بن
العاص، قال: قبرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى ميتا فلما فرغنا انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم
وانصرفنا معه، فلما حاذى بابه وقف فإذا نحن بامرأة مقبلة، قال: أظنه عرفها، فلما ذهبت
إذا هي فاطمة عليها السلام فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أخرجك يا فاطمة من
بيتك)؟ فقالت: أتيت رسول الله أهل هذا البيت فرحمت إليهم ميتهم أو عزيتهم به، فقال
لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلعلك بلغت معهم الكدي) قالت: معاذ الله! وقد سمعتك تذكر
فيها ما تذكر، قال: (لو بلغت معهم الكدي) فذكر تشديدا في ذلك، فسألت ربيعة عن
الكدي، فقال: القبور فيما أحسب.
(27) باب الصبر عند الصدمة
3124 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا عثمان بن عمر، ثنا شعبة، عن ثابت، عن
63

أنس، قال: أتى نبي الله صلى الله عليه وسلم على امرأة تبكي على صبي لها، فقال لها: (اتقى الله
واصبري) فقالت: وما تبالي أنت بمصيبتي؟ فقيل لها: هذا النبي صلى الله عليه وسلم، فأتته، فلم تجد
على بابه بوابين، فقالت: يا رسول الله لم أعرفك، فقال: (إنما الصبر عند الصدمة
الأولى) أو (عند أول صدمة).
(28) باب في البكاء على الميت
3125 حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، عن عاصم الأحول، قال:
سمعت أبا عثمان، عن أسامة بن زيد، أن ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إليه وأنا معه
وسعد، وأحسب أبيا، أن ابني أو بنتي قد حضر فأشهدنا، فأرسل يقرئ السلام، فقال:
(قل: لله ما أخذ، وما أعطى، وكل شئ عنده إلى أجل) فأرسلت تقسم عليه، فأتاها،
فوضع الصبي في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفسه تقعقع، ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال
له سعد: ما هذا؟ قال: (إنها رحمة، وضعها الله في قلوب من يشاء، وإنما يرحم الله
من عباده الرحماء).
3126 حدثنا شيبان بن فروخ، ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن
أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبى
إبراهيم) فذكر الحديث، قال أنس: لقد رأيته يكيد بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضى
ربنا، إنا بك يا إبراهيم لمحزونون).
(29) باب في النوح
3127 حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن حفصة، عن أم عطية
قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن النياحة.
312 حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا محمد بن ربيعة، عن محمد بن الحسن

3125 - نفسه تقعقع: دخل في حال النزع الأخير والقعقعة هي الحشرجة.
3126 - يكبد بنفسه: يفيض بنفسه وهي بنفس المعنى السابق أي الحشرجة.
3127 - النياحة: هي رفع الصوت والندب والتعديد.
64

ابن عطية، عن أبيه، عن جده، عن أبي سعيد الخدري، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم
النائحة والمستمعة.
3129 حدثنا هناد بن السرى، عن عبدة وأبى معاوية، المعنى، عن هشام بن
عروة، عن أبيه عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الميت ليعذب ببكاء أهله
عليه) فذكر ذلك لعائشة، فقالت: وهل تعنى ابن عمر إنما مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبر
فقال: (إن صاحب هذا ليعذب وأهله يبكون عليه) ثم قرأت: (ولا تزر وازرة وزر
أخرى) قال عن أبي معاوية: على قبر يهودي.
3130 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن
يزيد بن أوس، قال: دخلت على أبى موسى وهو ثقيل، فذهبت امرأته لتبكي، أو تهم
به، فقال لها أبو موسى: أما سمعت ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: بلى، قال:
فسكتت، فلما مات أبو موسى قال يزيد: لقيت المرأة فقلت لها: ما قول أبى موسى لك
أما سمعت ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سكت؟ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من
حلق، ومن سلق، ومن خرق).
3131 حدثنا مسدد، ثنا حميد بن الأسود، ثنا الحجاج عامل لعمر بن عبد العزيز
على الربذة، حدثني أسيد بن أبي أسيد، عن امرأة من المبايعات، قالت: كان فيما أخذ
علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المعروف الذي أخذ علينا أن لا نعصيه فيه أن لا نخمش وجها، ولا
ندعو ويلا، ولا نشق جيبا، وأن لا ننشر شعرا.
(30) باب صنعة الطعام لأهل الميت
3132 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، حدثني جعفر بن خالد، عن أبيه، عن
عبد الله بن جعفر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد أتاهم
أمر شغلهم).

3129 - (ولا تزر وازرة وزر أخرى) سورة الإسراء الآية (15).
3130 - والحلق: حلق شعر الرأس عند المصيبة. والسلق: النياحة. والخرق: شق الثياب من عند الصدر.
3131 - لا نخمش وجها: لا نخدشه بالأظافر. ولا ندعو ويلا: أي لا نقول يا ويلاه ولا نولول. الحبيب: مجمع الثوب عند
الصدر. ننشر شعرا: نكشف رؤوسنا ونجعل الشعر منتشرا ومنهن من كانت تشده أيضا فتقطع بعضه وكل هذا عند
المصيبة بموت عزيز.
65

(31) باب في الشهيد يغسل
3133 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا معين بن عيسى، ح وثنا عبيد الله بن عمر
الجشمي ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن
جابر، قال: رمى رجل بسهم في صدره، أو في حلقه، فمات، فأدرج في ثيابه كما هو،
قال: ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3134 حدثنا زياد بن أيوب وعيسى بن يونس، قالا: ثنا علي بن عاصم،
عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقتلى أحد أن ينزع عنهم الحديد والجلود، وأن يدفنوا بدمائهم، وثيابهم.
3135 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، ح وثنا سليمان بن داود المهري،
أخبرنا ابن وهب، وهذا لفظه، أخبرني أسامة بن زيد الليثي، أن ابن شهاب أخبره، أن
أنس بن مالك حدثهم، أن شهداء أحد لم يغسلوا، ودفنوا بدمائهم، ولم يصل عليهم.
3136 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا زيد يعنى ابن الحباب ح وثنا قتيبة بن
سعيد، ثنا أبو صفوان يعنى المرواني عن أسامة، عن الزهري، عن أنس بن مالك
المعنى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على حمزة وقد مثل به فقال: (لولا أن تجد صفية في نفسها
لتركته حتى تأكله العافية حتى يحشر من بطونها) وقلت الثياب وكثرت القتلى، فكان الرجل
والرجلان والثلاثة يكفنون في الثوب الواحد، زاد قتيبة: ثم يدفنون في قبر واحد، فكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل: (أيهم أكثر قرآنا)؟ فيقدمه إلى القبلة.
3137 حدثنا عباس العنبري، ثنا عثمان بن عمر، ثنا أسامة، عن الزهري،
عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بحمزة وقد مثل به، ولم يصل على أحد من الشهداء غيره.
3138 حدثنا قتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد بن موهب، أن الليث حدثهم، عن
ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، أن جابر بن عبد الله أخبره، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد، ويقول: (أيهما أكثر أخذا
للقرآن)؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد، وقال: (أنا شهيد على هؤلاء يوم

3134 - الحديد: أي الدروع والقلانس وما شابه ذلك من عدة الحرب. والجلود كانت تلبس أيضا تحت أقمصة الحديد أو
فوقها وتجعل على شكل القمصلة، والقمصلة هي القميص يصل إلى منتصف الساق.
3136 - تجد في نفسها: تحزن.
66

القيامة) وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يغسلوا.
3139 حدثنا سليمان بن داود المهري، ثنا ابن وهب، عن الليث، بهذا
الحديث بمعناه، قال: يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد.
(32) باب في ستر الميت عند غسله
3140 حدثنا علي بن سهل الرملي، ثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرت
عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تبرز
فخذك، ولا تنظرن إلى فخذ حي ولا ميت).
3141 حدثنا النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، حدثني
يحيى بن عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير، قال: سمعت عائشة تقول: لما أرادوا
غسل النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: والله ما ندري أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه كما نجرد موتانا أم
نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في
صدره، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو: أن اغسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه
ثيابه، فقاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسلوه وعليه قميصه يصبون الماء فوق القميص ويدلكونه
بالقميص دون أيديهم، وكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله
إلا نساؤه.
(33) باب كيف غسل الميت
3142 حدثنا القعنبي عن مالك، ح وثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، المعنى،
عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية، قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
توفيت ابنته فقال: (أغسلها ثلاثا، أو خمسا، أو أكثر من ذلك، إن رأيتن ذلك، بماء
وسدر، واجعلن في الآخرة كافورا، أو شيئا من كافور، فإذا فرغتن فآذنني) فلما فرغنا
آذناه فأعطانا حقوه فقال: (أشعرنها إياه) قال عن مالك: يعنى إزاره، ولم يقل مسدد دخل
علينا.
143 3 حدثنا أحمد بن عبدة وأبو كامل بمعنى الاسناد، أن يزيد بن زريع
حدثهم، ثنا أيوب، عن محمد بن سيرين، عن حفصة أخته، عن أم عطية، قالت:
مشطناها ثلاثة قرون.
67

3144 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الأعلى، ثنا هشام، عن حفصة بنت
سيرين، عن أم عطية، قالت: وضفرنا رأسها ثلاثة قرون، ثم ألقيناها خلفها مقدم رأسها
وقرنيها.
3145 حدثنا أبو كامل، ثنا إسماعيل، ثنا خالد، عن حفصة بنت سيرين، عن
أم عطية، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهن في غسل ابنته: (ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء
منها).
3146 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد، عن أيوب، عن محمد، عن أم
عطية، بمعنى حديث مالك، زاد في حديث حفصة عن أم عطية بنحو هذا، وزادت فيه:
(أو سبعا أو أكثر من ذلك إن رأيتنه).
3147 حدثنا هدبة بن خالد، ثنا همام، ثنا قتادة، عن محمد بن سيرين، أنه
كان يأخذ الغسل عن أم عطية: يغسل بالسدر مرتين، والثالثة بالماء والكافور.
(34) باب في الكفن
3148 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، عن أبي
الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب يوما فذكر رجلا من
أصحابه قبض فكفن في كفن غير طائل وقبر ليلا، فزجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبر الرجل بالليل حتى
يصلى عليه إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا كفن أحدكم أخاه
فليحسن كفنه).
3149 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، ثنا الزهري،
عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: أدرج النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب حبرة ثم أخر
عنه.
3150 حدثنا الحسن بن الصباح البزار، ثنا إسماعيل يعنى ابن عبد الكريم

3144 - ثلاثة قرون: ثلاث جدائل.
3147 - السدر: هو شجر النبق.
3148 - غير طائل: أي غير طويل والمقصود لا يستره بكامله.
3149 - أدرج: كفن.
68

حدثني إبراهيم بن عقيل بن معقل، عن أبيه، عن وهب يعنى ابن منبه عن جابر،
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا توفى أحدكم فوجد شيئا فليكفن في ثوب
حبرة).
3151 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن سعيد، عن هشام، قال: أخبرني أبي
، أخبرتني عائشة، قالت: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب يمانية بيض ليس فيها
قميص ولا عمامة.
3152 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا حفص، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة، مثله، زاد: من كرسف، قال: فذكر لعائشة قولهم في ثوبين وبرد حبرة،
فقالت: قد أتى بالبرد ولكنهم ردوه ولم يكفنوه فيه.
3153 حدثنا أحمد بن حنبل، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: ثنا ابن إدريس، عن
يزيد يعنى ابن أبي زياد عن مقسم، عن أبن عباس، قال: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في
ثلاثة أثواب نجرانية: الحلة ثوبان، وقميصه الذي مات فيه، قال أبو داود: قال عثمان: في
ثلاثة أثواب: حلة حمراء وقميصه الذي مات فيه.
(35) باب كراهية المغالاة في الكفن
3154 - حدثنا محمد بن عبيد المحاربي، ثنا عمرو بن هاشم أبو مالك
الجنبي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، عن علي بن أبي طالب، قال: لا تغال
لي في كفن، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تغالوا في الكفن فإنه يسلبه سلبا
سريعا).
3155 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل،
عن خباب، قال إن مصعب بن عمير قتل يوم أحد ولم يكن له إلا نمرة كنا إذا غطينا
بها رأسه خرج رجلاه، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غطوا بها
رأسه، واجعلوا على رجليه شيئا من الإذخر).

3152 - كرسف: قطن.
3154 - يسلبه سلبا سريا: أي أن الأرض تأكل القماش.
3155 - نمرة: ثوب مربع.
69

3156 حدثنا أحمد بن صالح، حدثني ابن وهب، حدثني هشام بن سعد، عن
حاتم بن أبي نصر، عن عبادة بن نسي، عن أبيه، عن عبادة بن الصامت، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خير الكفن الحلة، وخير الأضحية الكبش الأقرن).
(36) باب في كفن المرأة
3157 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن ابن
إسحاق، حدثني نوح بن حكيم الثقفي، وكان قارئا للقرآن، عن رجل من بنى عروة بن
مسعود، يقال له داود، قد ولدته أم حبيبة بنت أبي سفيان، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن ليلى بنت قانف
الثقفية، قالت كنت فيمن غسل أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاتها، فكان أول ما
أعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحقاء، ثم الدرع، ثم الخمار، ثم الملحفة، ثم أدرجت بعد في
الثوب الآخر، قالت: ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند الباب معه كفنها يناولناها ثوبا ثوبا.
(37) باب في المسك للميت
3158 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا المستمر بن الريان، عن أبي نضرة، عن أبي
سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أطيب طيبكم المسك).
(38) باب التعجيل بالجنازة وكراهية حبسها
3159 حدثنا عبد الرحيم بن مطرف الرواسي أبو سفيان، وأحمد بن جناب،
قالا: ثنا عيسى، قال أبو داود: هو ابن يونس، عن سعيد بن عثمان البلوى، عن عزرة،
وقال عبد الرحيم: عروة بن سعيد الأنصاري، عن أبيه، عن الحصين بن وحوح، أن
طلحة بن البراء مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقال: (إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه
الموت، فآذنوني به وعجلوا، فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله).
(39) باب في الغسل من غسل الميت
3160 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر، ثنا زكريا، ثنا مصعب بن

3157 - الحقاء: أي القماش الذي يلف به الحقو. الدرع: الثوب الذي يلف به الصدر. الخمار: ما يلف به الرأس.
الملحفة: الثوب الذي يلف الجسد كله.
3159 - الجيفة الجثة الميت.
70

شيبة، عن طلق بن حبيب العنزي، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، أنها حدثته، أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من أربع: من الجنابة، ويوم الجمعة، ومن الحجامة، وغسل الميت.
3161 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن أبي فديك، حدثني ابن أبي ذئب، عن
القاسم بن عباس، عن عمرو بن عمير، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من
غسل الميت فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ).
3162 حدثنا حامد بن يحيى، عن سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن
أبيه عن إسحاق مولى زائدة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه، قال أبو داود: هذا
منسوخ، وسمعت أحمد بن حنبل وسئل عن الغسل من غسل الميت، فقال: يجزيه
الوضوء، قال أبو داود: أدخل أبو صالح بينه وبين أبي هريرة في هذا الحديث - يعنى
إسحاق مولى زائدة قال: وحديث مصعب ضعيف فيه خصال ليس العمل عليه.
(40) باب في تقبيل الميت
3163 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن عاصم بن عبد الله، عن
القاسم، عن عائشة، قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل عثمان بن مظعون وهو ميت،
حتى رأيت الدموع تسيل.
(41) باب في الدفن بالليل
3164 حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، ثنا أبو نعيم، عن محمد بن مسلم، عن
عمرو بن دينار، أخبرني جابر بن عبد الله، أو سمعت جابر بن عبد الله، قال: رأى ناس
نارا في المقبرة، فأتوها، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر، وإذا هو يقول: (ناولوني
صاحبكم) فإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر.
(42) باب في الميت يحمل من أرض
إلى أرض وكراهة ذلك
3165 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن الأسود بن قيس، عن نبيح،

3165 - فيه وجوب دفن الشهيد حيث يقتل.
71

عن جابر بن عبد الله، قال: كنا حملنا القتلى يوم أحد لندفنهم، فجاء منادى النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تدفنوا القتلى في مضاجعهم، فرددناهم.
(43) باب في الصفوف على الجنازة
3166 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي
حبيب، عن مرثد اليزني، عن مالك بن هبيرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من
مسلم يموت فيصلى عليه ثلاثة صفوف من المسلمين إلا أوجب) قال: فكان مالك إذا
استقل أهل الجنازة جزأهم ثلاثة صفوف للحديث.
(44) باب اتباع النساء الجنائز
3167 حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن أيوب، عن حفصة، عن أم
عطية، قالت: نهينا أن نتبع الجنائز، ولم يعزم علينا.
(45) باب فضل الصلاة على الجنائز وتشييعها
3168 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن سمى، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
يرويه، قال: من تبع جنازة فصلى عليها فله قيراط، ومن تبعها حتى يفرغ منها فله
قيراطان أصغرهما مثل أحد، أو أحدهما مثل أحد.
3169 حدثنا هارون بن عبد الله و عبد الرحمن بن حسين الهروي، قالا: ثنا
المقري، ثنا حيوه، حدثني أبو صخر وهو حميد بن زياد أن يزيد بن عبد الله بن قسيط
حدثه، أن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص حدثه، عن أبيه، أنه كان عند ابن عمر بن
الخطاب إذ طلع خباب صاحب المقصورة، فقال: يا عبد الله بن عمر، ألا تسمع ما يقول
أبو هريرة إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها)
فذكر معنى حديث سفيان، فأرسل ابن عمر إلى عائشة، فقالت: صدق أبو هريرة.
3170 حدثنا الوليد بن شجاع السكوني، ثنا ابن وهب، أخبرني أبو صخر، عن

3166 - أوجب: وجبت له الجنة.
3167 - أي ان الامر بقي نهيا ولم يصل إلى حد التحريم.
3170 - شفعوا فيه قبلت شفاعتهم فيه.
72

شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن كريب عن ابن عباس، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: (ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا
شفعوا فيه).
(46) باب في النار يتبع بها الميت
3171 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا عبد الصمد، ح وثنا ابن المثنى، ثنا أبو
داود، قالا: ثنا حرب يعنى ابن شداد ثنا يحيى، حدثني باب بن عمير، حدثني رجل
من أهل المدينة، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تتبع الجنازة بصوت
ولا نار) زاد هارون (ولا يمشى بين يديها).
(47) باب القيام للجنازة
3172 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن
عامر بن ربيعة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى تخلفكم أو
توضع).
3173 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا سهيل بن أبي صالح، عن ابن أبي
سعيد الخدري، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا تبعتم الجنازة فلا تجلسوا حتى
توضع) قال أبو داود: روى هذا الحديث الثوري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال
فيه: حتى توضع بالأرض، ورواه أبو معاوية عن سهيل قال: حتى توضع في اللحد قال
أبو داود: وسفيان أحفظ من أبى معاوية.
3174 حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، ثنا الوليد، ثنا أبو عمرو، عن يحيى بن أبي
كثير، عن عبيد الله بن مقسم، حدثني جابر، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ مرت بنا
جنازة، فقام لها، فلما ذهبنا لنحمل إذا هي جنازة يهودي، فقلنا: يا رسول الله، إنما هي
جنازة يهودي، فقال: (إن الموت فزع، فإذا رأيتم جنازة فقوموا).
3175 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن واقد بن عمرو بن
سعد بن معاذ الأنصاري، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن مسعود بن الحكم، عن علي

3173 - حتى توضع: أي حتى تدفن.
73

ابن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قام في الجنائز ثم قعد بعد.
3176 حدثنا هشام بن بهرام المدائني، أخبرنا حاتم بن إسماعيل، ثنا أبو
الأسباط الحارثي، عن عبد الله بن سليمان بن جنادة بن أبي أمية، عن أبيه، عن جده،
عن عبادة بن الصامت، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم في الجنازة حتى توضع في اللحد،
فمر به حبر من اليهود فقال: هكذا نفعل، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: (اجلسوا
خالفوهم).
(48) باب الركوب في الجنازة
3177 حدثنا يحيى بن موسى البخلي، أخبرنا معمر، عن
يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن ثوبان، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بدابة وهو مع الجنازة فأبى أن يركبها، فلما انصرف أتى بدابة فركب،
فقيل له، فقال: (إن الملائكة كانت تمشى فلم أكن لأركب وهم يمشون، فلما ذهبوا
ركبت).
3178 حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن سماك، سمع جابر بن
سمرة، قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم على ابن الدحداح ونحن شهود، ثم أتى بفرس فعقل حتى
ركبه، فجعل يتوقص به ونحن نسعى حوله.
(49) باب المشي أمام الجنازة
3179 حدثنا القعنبي، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن
أبيه، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة.
3180 حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن يونس، عن زياد بن جبير، عن
أبيه، عن المغيرة بن شعبة، وأحسب أن أهل زياد أخبروني أنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
(الراكب يسير خلف الجنازة، والماشي يمشى خلفها وأمامها وعن يمينها وعن يسارها
قريبا منها، والسقط يصلى عليه ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة).

3178 - يتوقص به: يتمايل به والمقصود أن الفرس هو الذي كان يتمايل وذلك لاجتماع الناس حوله.
3180 - السقط: الجنين تسقطه المرأة لم تتم أيام حمله.
74

(50) باب الاسراع بالجنازة
3181 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي
هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه،
وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم).
3182 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن عيينة بن عبد الرحمن، عن
أبيه، أنه كان في جنازة عثمان بن أبي العاص، وكنا نمشي مشيا خفيفا، فلحقنا أبو بكرة
فرفع سوطه فقال: لقد رأيتنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نرمل رملا.
3183 حدثنا حميد بن مسعدة، ثنا خالد بن الحرث، ح وثنا إبراهيم بن
موسى، ثنا عيسى يعنى ابن يونس عن عيينة، بهذا الحديث، قالا: في جنازة
عبد الرحمن بن سمرة، وقال: فحمل عليهم بغلته وأهوى بالسوط.
3184 حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن يحيى المجبر، قال أبو داود: وهو
يحيى بن عبد الله التيمي، عن أبي ماجدة، عن ابن مسعود، قال: سألنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن
المشي مع الجنازة فقال: (ما دون الخبب إن يكن خيرا تعجل إليه وإن يكن غير ذلك
فبعدا لأهل النار، والجنازة متبوعة ولا تتبع ليس معها من يقدمها) قال أبو داود: وهو
ضعيف، هو يحيى بن عبد الله، وهو يحيى الجابر، قال أبو داود: وهذا كوفي وأبو ماجدة
بصرى، قال أبو داود: أبو ماجدة هذا لا يعرف.
(51) باب الامام يصلى على من قتل نفسه
3185 حدثنا ابن نفيل، ثنا زهير، ثنا سماك، حدثني جابر بن سمرة، قال:
مرض رجل فصيح عليه، فجاء جاره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: إنه قد مات، قال:
(وما يدريك)؟ قال: أنا رأيته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنه لم يمت) قال: فرجع فصيح
عليه، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنه قد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه لم يمت)
فرجع فصيح عليه، فقالت امرأته: انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال الرجل: اللهم

3182 - نرحل رحلا: نهرول هرولة وهو السير السريع ما دون الركض.
3184 - ما دون الجنب: أي سيرا متعجلا.
3185 - المشقص: نصل السهم وهو شفرة طويلة قليلة العرض مقوسة أي أنها دقيقة الطرفين.
75

العنه، قال: ثم انطلق الرجل، فرآه قد نحر نفسه بمشقص معه، فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فأخبره أنه قد مات، فقال: (وما يدريك)؟ قال: رأيته ينحر نفسه بمشاقص معه، قال:
(أنت رأيته)؟ قال: نعم، قال: (إذا لا أصلى عليه).
(52) باب الصلاة على من قتلته الحدود
3186 حدثنا أبو كامل، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، حدثني نفر من أهل
البصرة، عن أبي برزة الأسلمي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصل على ماعز بن مالك، ولم ينه
عن الصلاة عليه.
(53) باب في الصلاة على الطفل
3187 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي
، عن ابن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن
عائشة، قالت: مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمانية عشر شهرا، فلم يصل عليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3188 حدثنا هناد بن السرى، ثنا محمد بن عبيد، عن وائل بن داود قال:
سمعت البهى قال: لما مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المقاعد،
قال أبو داود: قرأت على سعيد بن يعقوب الطالقاني قيل له: حدثكم ابن المبارك، عن
يعقوب بن القعقاع عن عطاء أن النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم صلى على ابنه إبراهيم وهو ابن سبعين ليلة.
(54) باب الصلاة على الجنازة في المسجد
3189 حدثنا سعيد بن منصور، ثنا فليح بن سليمان، عن صالح بن عجلان
ومحمد بن عبد الله بن عباد، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، قالت: والله ما
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن البيضاء إلا في المسجد.

3186 - وقد قتل ماعز بن مالك عند رجمه بعد اعترافه على نفسه بالزنا.
3188 - المقاعد: موضع كان يقعد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم لحوائج الناس.
3189 - وفيه جواز الصلاة على الميت في المسجد.
76

3190 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا ابن أبي فديك، عن الضحاك يعنى ابن
عثمان عن أبي النضر، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: والله لقد صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابني بيضاء في المسجد: سهيل، وأخيه.
3191 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ابن أبي ذئب، حدثني صالح مولى
التوأمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى على جنازة في المسجد
فلا شئ عليه).
(55) باب الدفن عند طلوع الشمس وعند غروبها
3112 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، ثنا موسى بن علي بن رباح،
قال: سمعت أبي يحدث، أنه سمع عقبة بن عامر، قال: ثلاث ساعات كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن أو نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى
ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب،
أو كما قال.
(56) باب إذا حضر جنائز رجال ونساء من يقدم
3193 حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي، ثنا ابن وهب، عن ابن جريج
عن يحيى بن صبيح، حدثني عمار مولى الحرث بن نوفل، أنه شهد جنازة أم كلثوم
وابنها، فجعل الغلام مما يلي الامام، فأنكرت ذلك، وفى القوم ابن عباس وأبو سعيد
الخدري وأبو قتادة وأبو هريرة، فقالوا: هذه السنة.
(57) باب أين يقوم الامام من الميت إذا صلى عليه
3194 حدثنا داود بن معاذ، ثنا عبد الوارث، عن نافع أبى غالب، قال: كنت

3192 - وإنما النهى عند طلوع الشمس وغروبها لان الشيطان يقارنها، وحين يقوم قائم الظهيرة لامره صلى الله عليه وسلم بالإبراد في صلاة
الظهر.
3194 - البريذنة: تصغير البرذون والبرذون دابة كالخيل الا انها من غير الخيل العراب وهي أقرب إلى البغل، والعرب لا تقول
فرسا الا للخيل العراب. الدهقان: لفظ فارسي يعنى إقطاع الأرض أي مالك الأرض الذي يعمل الفلاحون عنده.
أومضت إلي: أشرت إليه إشارة خفية، ليس لنبي ان يومض أي مثل قوله: (ليس لنبي أن تكون له خائنة الأعين).
77

في سكة المربد فمرت جنازة معها ناس كثير قالوا: جنازة عبد الله بن عمير، فتبعتها، فإذا
أنا برجل عليه كساء رقيق على بريذينته وعلى رأسه خرقة تقيه من الشمس، فقلت: من
هذا الدهقان؟ قالوا: هذا أنس بن مالك، فلما وضعت الجنازة قام أنس فصلى عليها وأنا
خلفه لا يحول بيني وبينه شئ، فقام عند رأسه فكبر أربع تكبيرات لم يطل ولم يسرع، ثم
ذهب يقعد، فقالوا: يا أبا حمزة المرأة الأنصارية، فقربوها وعليها نعش أخضر، فقام عند
عجيزتها فصلى عليها نحو صلاته على الرجل، ثم جلس، فقال العلاء بن زياد: يا أبا
حمزة هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى على الجنازة كصلاتك يكبر عليها أربعا ويقوم عند
رأس الرجل وعجيزة المرأة؟ قال: نعم، قال: يا أبا حمزة، غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: نعم، غزوت معه حنينا فخرج المشركون فحملوا علينا حتى رأينا خيلنا وراء ظهورنا،
وفى القوم رجل يحمل علينا فيدقنا ويحطمنا، فهزمهم الله، وجعل يجاء بهم فيبايعونه على
الاسلام، فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: إن علي نذر إن جاء الله بالرجل الذي كان
منذ اليوم يحطمنا لأضربن عنقه، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجئ بالرجل، فلما رأى
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله، تبت إلى الله، فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبايعه ليفي
الآخر بنذره، قال: فجعل الرجل يتصدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليأمره بقتله، وجعل يهاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتله، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يصنع شيئا بايعه، فقال الرجل:
يا رسول الله نذري، فقال: (إني لم أمسك عنه منذ اليوم إلا لتوفي بنذرك) فقال:
يا رسول الله، ألا أومضت إلى؟ فقال النبي: صلى الله عليه وسلم: (إنه ليس لنبي أن يومض) قال أبو
غالب: فسألت عن صنيع أنس في قيامه على المرأة عند عجيزتها، فحدثوني أنه إنما كان
لأنه لم تكن النعوش فكان الامام يقوم حيال عجيزتها يسترها من القوم قال أبو داود: قول
النبي صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) نسخ من هذا الحديث الوفاء
بالنذر في قتله بقوله: إني قد تبت.
3195 حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا حسين المعلم، ثنا عبد الله بن
بريدة، عن سمرة بن جندب، قال: صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة ماتت في نفاسها
فقام عليها للصلاة وسطها.

3195 - وهو الأرجح عندنا.
78

(58) باب التكبير على الجنازة
3196 حدثنا محمد بن العلاء، قال: أخبرنا ابن إدريس، قال: سمعت أبا
إسحاق، عن الشعبي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبر رطب فصفوا عليه وكبر عليه أربعا،
فقلت للشعبي: من حدثك؟ قال: الثقة من شهده عبد الله بن عباس.
3197 حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، ح وثنا محمد بن المثنى، ثنا
محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، قال: كان زيد
يعنى ابن أرقم يكبر على جنائزنا أربعا وإنه كبر على جنازة خمسا، فسألته، فقال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبرها، قال أبو داود: وأنا لحديث ابن المثنى أتقن.
(59) باب ما يقرأ على الجنازة
3198 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن طلحة
ابن عبد الله بن عوف، قال: صليت مع ابن عباس على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب،
فقال: إنها من السنة.
(60) باب الدعاء للميت
3199 حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني، حدثني محمد يعنى ابن سلمة
عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي
هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا صليتم على الميت فأخلصوا له
الدعاء).
3200 حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو، ثنا عبد الوارث، ثنا أبو الجلاس عقبة
ابن سيار حدثني علي بن شماخ، قال: شهدت مروان سأل أبا هريرة: كيف سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى على الجنازة؟ قال: أمع الذي قلت؟ قال: نعم، قال: كلام كان
بينهما قبل ذلك، قال أبو هريرة: (اللهم أنت ربها، وأنت خلقتها، وأنت هديتها
للاسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها، جئناك شفعاء فاغفر له)
قال أبو داود: أخطأ شعبة في اسم علي بن شماخ، قال فيه: عثمان بن شماس،

3196 - قبر رطب: أي قد دفن صاحبه حديثا.
79

وسمعت أحمد بن إبراهيم الموصلي يحدث أحمد بن حنبل، قال: ما أعلم أنى جلست
من حماد بن زيد مجلسا إلا نهى فيه عن عبد الوارث وجعفر بن سليمان.
3201 حدثنا موسى بن مروان الرقي، ثنا شعيب يعنى ابن إسحاق عن
الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فقال: (اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا
وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الايمان، ومن توفيته منا فتوفه
على الاسلام، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تضلنا بعده).
3202 حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، ثنا الوليد، ح وثنا إبراهيم بن
موسى الرازي، أخبرنا الوليد، وحديث عبد الرحمن أتم، ثنا مروان بن جناح، عن يونس
ابن ميسرة بن حلبس، عن واثلة بن الأسقع، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من
المسلمين فسمعته يقول: (اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك فقه فتنة القبر) قال
عبد الرحمن: (في ذمتك وحبا جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء
والحمد، اللهم فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم) قال عبد الرحمن: عن مروان
ابن جناح.
(61) باب الصلاة على القبر
3203 حدثنا سليمان بن حرب ومسدد، قالا: ثنا حماد، عن ثابت، عن أبي
رافع، عن أبي هريرة أن امرأة سوداء أو رجلا كان يقم المسجد، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم، فسأل
عنه، فقيل: مات، فقال: (ألا آذنتموني به)؟ قال: (دلوني على قبره) فدلوه،
فصلى عليه.
(62) باب في الصلاة على المسلم يموت في بلاد الشرك
3204 - حدثنا القعنبي، قال: قرأت على مالك بن أنس، عن ابن شهاب عن
سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى للناس النجاشي في اليوم الذي

3203 - يقم المسجد: ينظفه من القمامة أي يكنسه ويرشه.
3204 - وفيه جواز الصلاة على الغائب.
80

مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر أربع تكبيرات.
3205 حدثنا عباد بن موسى، ثنا إسماعيل يعنى ابن جعفر عن إسرائيل، عن أبي
إسحاق، عن أبي بردة، عن أبيه، قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننطلق إلى أرض
النجاشي، فذكر حديثه، قال النجاشي: أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه الذي بشر به عيسى
ابن مريم، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أحمل نعليه.
(63) باب في جمع الموتى في قبر والقبر يعلم
3206 حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا سعيد بن سالم، ح وثنا يحيى بن الفضل
السجستاني، ثنا حاتم يعنى ابن إسماعيل بمعناه، عن كثير بن زيد المدني، عن
المطلب، قال: لما مات عثمان بن مظعون أخرج بجنازته فدفن فأمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يأتيه
بحجر فلم يستطع حمله فقام إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسر عن ذراعيه، قال كثير: قال
المطلب: قال الذي يخبرني ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: كأني أنظر إلى بياض
ذراعي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حسر عنهما ثم حملها فوضعها عند رأسه، وقال: (أتعلم بها
قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي).
(64) باب في الحفار يجد العظم هل يتنكب ذلك المكان
3207 حدثنا القعنبي، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن سعد يعنى ابن سعيد
عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كسر عظم الميت
ككسره حيا).
(65) باب في اللحد
3208 حدثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا حكام بن سلم، عن علي بن
عبد الأعلى، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(اللحد لنا والشق لغيرنا).

3206 - أتعلم: أضع علامة أعرفه بها. (64) يتنكب المكان: يدعه ويحفر في مكان آخر.
3208 - اللحد: توسيع حفرة القبر ونصب اللبن على جانبيه ثم وضع الأحجار فوق الميت قبل رد التراب. والشق: الحفر
بمقدار حجم الميت وانزاله مع تابوته.
81

(66) باب كم يدخل القبر
3209 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن
عامر، قال: غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم على والفضل وأسامة بن زيد، وهم أدخلوه قبره، قال:
وحدثني مرحب أو أبو مرحب أنهم أدخلوا معهم عبد الرحمن بن عوف، فلما فرغ على
قال: إنما يلي الرجل أهله.
3210 حدثنا محمد بن الصباح، أخبرنا سفيان، عن ابن أبي خالد، عن
الشعبي، عن أبي مرحب، أن عبد الرحمن بن عوف نزل في قبر النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كأني
أنظر إليهم أربعة.
(67) باب في الميت يدخل من قبل رجليه
3211 حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال:
أوصى الحرث أن يصلى عليه عبد الله بن يزيد، فصلى عليه، ثم أدخله القبر من قبل
رجلي القبر، وقال: هذا من السنة.
(68) باب الجلوس عند القبر
3212 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن المنهال بن
عمرو، عن زاذان، عن البراء بن عازب، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل
من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولم يلحد بعد، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة، وجلسنا
معه.
(69) باب الدعاء للميت إذا وضع في قبره
3213 حدثنا محمد بن كثير، ح وثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا همام، عن قتادة،
عن أبي الصديق، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع الميت في القبر قال: (بسم
الله، وعلى سنة رسول الله) صلى الله عليه وسلم، هذا لفظ مسلم.
(70) باب الرجل يموت له قرابة مشرك
3214 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، حدثني أبو إسحاق، عن ناجية

3214 - وإنما أمره بالاغتسال لان الميت كان مشركا.
82

ابن كعب، عن علي عليه السلام قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: إن عمك الشيخ الضال قد مات،
قال: (اذهب فوار أباك، ثم لا تحدثن شيئا حتى تأتيني) فذهبت فواريته، وجئته، فأمرني
فاغتسلت، ودعا لي.
(71) باب في تعميق القبر
3215 حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي أن سليمان بن المغيرة حدثهم، عن
حميد يعنى ابن هلال عن هشام بن عامر، قال: جاءت الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
أحد فقالوا: أصابنا قرح وجهد، فكيف تأمرنا؟ قال: (احفروا، وأوسعوا، واجعلوا
الرجلين والثلاثة في القبر) قيل: فأيهم يقدم؟ قال: (أكثرهم قرآنا) قال: أصيب أبى
يومئذ عامر بين اثنين أو قال واحد.
3216 حدثنا أبو صالح يعنى الأنطاكي أخبرنا أبو إسحاق يعنى الفزاري عن
الثوري، عن أيوب، عن حميد بن هلال، بإسناده ومعناه، زاد فيه (وأعمقوا).
3217 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا جرير، ثنا حميد يعنى ابن هلال عن
سعد بن هشام بن عامر، بهذا الحديث.
(72) باب في تسوية القبر
3218 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، ثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي
وائل، عن أبي هياج الأسدي، قال: بعثني على، قال لي: أبعثك على ما بعثني
عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أدع قبرا مشرفا إلا سويته، ولا تمثالا إلا طمسته.
3219 حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، ثنا ابن وهب، حدثني عمرو بن
الحرث، أن أبا على الهمداني حدثه، قال: كنا مع فضالة بن عبيد برودس من أرض
الروم، فتوفى صاحب لنا، فأمر فضالة بقبره فسوى، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر

3215 - أصابنا قرح وجهد: أي قد تسلخت أيدينا وتعبنا من طول القتال والمجالدة.
3216 - وأعمقوا: فيه جواز تعميق الحفر، والأرجح هنا أن هذا كان لأنهم دفنوا في القبر الواحد أكثر من رجل ولان المكان
بعيد عن المدينة فيخشى من حفر الوحوش الضارية للقبر بحثا عن الجثث.
3218 - مشرفا: مرتفعا. تمثالا: صورة.
3219 - رودس: هي الجزيرة المعروفة في البحر المتوسط.
83

بتسويتها، قال أبو داود: رودس جزيرة في البحر.
3220 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن أبي فديك، أخبرني عمرو بن عثمان بن
هاني، عن القاسم، قال: دخلت على عائشة فقلت: يا أمه، اكشفي لي عن قبر
النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما، فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطئة
مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء، قال أبو علي: يقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدم، وأبو بكر
عند رأسه، وعمر عند رجليه، رأسه عند رجلي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
النبي صلى الله عليه وسلم
أبو بكر رضي الله عنه
عمر رضي الله عنه
(73) باب الاستغفار عند القبر للميت في وقت الانصراف
3221 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، ثنا هشام، عن عبد الله بن بحير، عن
هانئ مولى عثمان، عن عثمان بن عفان، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت
وقف عليه فقال: (استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل) قال أبو داود: بحير
ابن ريسان
(74) باب كراهية الذبح عند القبر
3222 حدثنا يحيى بن موسى البلخي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن
ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عقر في الاسلام) قال عبد الرزاق:
كانوا يعقرون عند القبر بقرة أو شاة.
(75) باب الميت يصلى على قبره بعد حين
3223 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي
الخير، عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على
الميت ثم انصرف.

3220 - الأسطر الثلاثة الأخيرة من هذا الحديث توضح مواضع القبور بعضها من بعض.
3221 - التثبيت: الثبات على التوحيد عند سؤال منكر ونكير.
84

3224 حدثنا الحسن بن علي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا ابن المبارك، عن حياة
ابن شريح، عن يزيد بن أبي حبيب، بهذا الحديث، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى
أحد بعد ثمان سنين كالمودع للاحياء والأموات.
(76) باب في البناء على القبر
3225 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني أبو
الزبير، أنه سمع جابرا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يعقد على القبر وأن يقصص
ويبنى عليه.
3226 حدثنا مسدد وعثمان بن أبي شيبة، قالا: ثنا حفص بن غياث، عن ابن
جريج، عن سليمان بن موسى، وعن أبي الزبير، عن جابر، بهذا الحديث، قال أبو
داود: قال عثمان: أو يزاد عليه، وزاد سليمان بن موسى: أو أن يكتب عليه، ولم يذكر
مسدد في حديثه: (أو يزاد عليه) قال أبو داود: خفى على من حديث مسدد حرف
(وأن).
3227 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب،
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
(77) باب في كراهية القعود على القبر
3228 حدثنا مسدد، ثنا خالد، ثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لان يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه حتى
تخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر).
3229 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى، ثنا عبد الرحمن يعنى
ابن يزيد بن جابر عن بسر بن عبيد الله، قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول: سمعت
أبا مرثد الغنوي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها).

3225 - التقصيص: التجصيص أي طلاء القبر بالجص والقصة: نوع من الجص خشن الحب يسمى الان البورق في بعض
البلاد.
85

(78) باب المشي في النعل بين القبور
3230 حدثنا سهل بن بكار، ثنا الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير
السدوسي، عن بشير بن نهيك، عن بشير مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان اسمه في الجاهلية
زحم بن معبد، فهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ما اسمك)؟ قال زحم. قال: (بل
أنت بشير) قال: بينما أنا أماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبور المشركين، فقال: (لقد سبق
هؤلاء خيرا كثيرا) ثلاثا، ثم مر بقبول المسلمين فقال: (لقد أدرك هؤلاء خيرا كثيرا)
وحانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرة فإذا رجل يمشى في القبور عليه نعلان فقال: (يا صاحب
السبتيتين، ويحك ألق سبتيتيك) فنظر الرجل فلما عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم خلعهما فرمى
بهما.
3231 - حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا عبد الوهاب يعنى ابن عطاء عن
سعيد، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى
عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم).
(79) باب في تحويل الميت من موضعه للامر يحدث
3232 حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن سعيد بن يزيد أبى
مسلمة، عن أبي نضرة، عن جابر، قال: دفن مع أبي رجل فكان في نفسي من ذلك
حاجة، فأخرجته بعد ستة أشهر، فما أنكرت منه شيئا إلا شعيرات كن في لحيته مما يلي
الأرض.
(80) باب في الثناء على الميت
3233 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن إبراهيم بن عامر، عن عامر بن
سعد، عن أبي هريرة، قال: مروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال:
(وجبت) ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: (وجبت) ثم قال: (إن بعضكم
على بعض شهداء).

3230 - النعال السبتية: نعال من جلد قد حلق شعره.
86

(81) باب في زيارة القبور
3234 حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا محمد بن عبيد، عن يزيد بن
كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر أمه، فبكى وأبكى
من حوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استأذنت ربى تعالى على أن أستغفر لها، فلم يؤذن لي،
فاستأذنت أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور، فإنها تذكر بالموت).
3235 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا معرف بن واصل، عن محارب بن دثار، عن
ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن
في زيارتها تذكرة).
(82) باب في زيارة النساء القبور
3236 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا شعبة، عن محمد بن جحادة، قال:
سمعت أبا صالح يحدث، عن ابن عباس، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور
والمتخذين عليها المساجد والسرج.
(83) باب ما يقول إذا زار القبور أو مر بها
3237 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي
هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة، فقال: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا
إنشاء الله بكم لاحقون).
(84) باب المحرم يموت كيف يصنع به
3238 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، حدثني عمرو بن دينار، عن سعيد
ابن جبير، عن ابن عباس، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل وقصته راحلته، فمات وهو محرم،
فقال: (كفنوه في ثوبيه واغسلوه بماء وسدر، ولا تخمروا رأسه، فإن الله يبعثه يوم
القيامة يلبى) قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: في هذا الحديث خمس سنن
(كفنوه في ثوبيه) أي: يكفن الميت في ثوبين (واغسلوه بماء وسدر) أي: إن في

3235 - تذكرة: أي بالموت والآخرة والحساب.
87

الغسلات كلها سدرا، (ولا تخمروا رأسه)، ولا تقربوه طيبا، وكان الكفن من جميع
المال.
3239 حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عبيد، المعنى، قالا: ثنا حماد،
عن عمرو وأيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه، قال: (وكفنوه في
ثوبين) قال أبو داود: قال سليمان: قال أيوب: (ثوبيه)، وقال عمرو: (ثوبين) وقال
ابن عبيد: قال أيوب: (في ثوبين) وقال عمرو: (في ثوبيه) زاد سليمان وحده: (ولا
تحنطوه).
3240 حدثنا مسدد، ثنا حماد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن
عباس، بمعنى سليمان (في ثوبين).
3241 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن الحكم، عن
سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: وقصت برجل محرم ناقته فقتلته، فأتى به
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (اغسلوه وكفنوه، ولا تغطوا رأسه ولا تقربوه طيبا فإنه يبعث يهل).
(آخر كتاب الجنائز).
88

16 - كتاب الايمان والنذور
[32 بابا: 84 حديثا]
(1) باب التغليظ في الايمان الفاجرة
3242 حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام بن
حسان، عن محمد بن سيرين، عن عمران بن حصين، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من
حلف على يمين مصبورة كاذبا فليتبوأ بوجهه مقعده من النار).
(2) باب فيمن حلف يمينا ليقتطع بها مالا لأحد
3243 حدثنا محمد بن عيسى وهناد بن السرى، المعنى، قالا: ثنا أبو
معاوية، ثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حلف
على يمين هو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقى الله وهو عليه غضبان) فقال
الأشعث: في والله كان ذلك، كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني، فقدمته
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (ألك بينة)؟ قلت: لا، قال لليهودي: (احلف)
قلت: يا رسول الله، إذا يحلف ويذهب بمالي، فأنزل الله تعالى: (إن الذين يشترون
بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا) إلى آخر الآية.
3244 حدثنا محمود بن خالد، ثنا الفريابي، ثنا الحرث بن سليمان، حدثني
كردوس، عن الأشعث بن قيس، أن رجلا من كندة ورجلا من حضرموت اختصما إلى
النبي صلى الله عليه وسلم في أرض من اليمن، فقال الحضرمي: يا رسول الله، إن أرضى اغتصبنيها أبو
هذا وهي في يده، قال: (هل لك بينة)؟ قال: لا، ولكن أحلفه والله ما يعلم أنها أرضى

3242 - يمين مصبورة: أي يمين الصبر، والصبر هو الحبس وربط الأطراف ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يقتل بعد هذا اليوم
قرشي صبرا)، وسميت مصبورة لأنها تقهر وتلزم بعمل ما لا محيص عنه أي أنه بحلفه هذا قد ألزم غيره بعمل فيه إذاء
له بدون وجه حق.
3243 - فاجر: كاذب. (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا): سورة آل عمران الآية (77).
3244 - أجذم: مصابا بالجذام وهو داء لا شفاء له يزيل اللحم عن العظم.
89

اغتصبنيها أبوه، فتهيأ الكندي لليمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يقتطع أحد مالا بيمين
إلا لقى الله وهو أجذم) فقال الكندي: هي أرضه.
3245 حدثنا هناد بن السرى، ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن علقمة بن
وائل بن حجر الحضرمي، عن أبيه، قال: جاء رجل من حضرموت ورجل من كندة إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الحضرمي: يا رسول الله، إن هذا غلبني على أرض كانت لأبي،
فقال الكندي: هي أرضى في يدي أزرعها ليس له فيها حق، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم
للحضرمي: (ألك بينة)؟ قال: لا، قال: (فلك يمينه) قال: يا رسول الله، إنه فاجر
لا يبالي ما حلف عليه ليس يتورع من شئ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس لك منه إلا ذاك)
فانطلق ليحلف له، فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما لئن حلف على مال ليأكله ظالما
ليلقين الله عز وجل وهو عنه معرض).
(3) باب ما جاء في تعظيم اليمين عند منبر النبي
3246 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا ابن نمير، ثنا هاشم بن هاشم، أخبرني
عبد الله بن نسطاس من آل كثير بن الصلت أنه سمع جابر بن عبد الله، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحلف أحد عند منبري هذا على يمين آثمة ولو على سواك أخضر إلا
تبوأ مقعدة من النار) أو (وجبت له النار).
(4) باب الحلف بالأنداد
3247 حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري،
عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حلف فقال
في حلفه واللات فليقل لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق بشئ).
(5) باب في كراهية الحلف بغير الله
3248 حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا عوف، عن محمد بن سيرين،

3246 - السواك: عود من شجر الأراك.
3247 - وإنما ذكر اللات هنا لان بعضهم كان يخطئ فيحلف بها وذاك لقرب عهدهم من الجاهلية وعبادة الأصنام ومنها
اللات. (5) - في بعض النسخ في (كراهية الحلف بالآباء).
3248 - الأنداد: أي الاشخاص الذين يماثلونهم في العمر والمكانة.
90

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تحلفوا بآبائكم، ولا بأمهاتكم، ولا
بالأنداد، ولا تحلفوا إلا بالله، ولا تحلفوا [بالله] إلا وأنتم صادقون).
3249 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع،
عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدركه وهو في ركب وهو يحلف
بأبيه، فقال: (إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفا فليحلف بالله أو
ليسكت).
3250 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن الزهري، عن
سالم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه، قال: سمعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحو معناه
إلى: (بآبائكم) زاد: قال عمر: فوالله ما حلفت بهذا ذاكرا ولا آثرا.
3251 حدثنا محمد بن العلاء، ثنا ابن إدريس، قال: سمعت الحسن بن
عبيد الله، عن سعد بن عبيدة، قال: سمع ابن عمر رجلا يحلف لا والكعبة فقال له ابن
عمر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من حلف بغير الله فقد أشرك).
3252 حدثنا سليمان بن داود العتكي، ثنا إسماعيل بن جعفر المدني، عن أبي
سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر، عن أبيه، أنه سمع طلحة بن عبيد الله، يعنى في
حديث قصة الاعرابي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفلح وأبيه إن صدق، دخل الجنة وأبيه إن
صدق).
(6) باب في كراهية الحلف بالأمانة
3253 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا الوليد بن ثعلبة الطائي، عن ابن
بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حلف بالأمانة فليس منا).
(7) باب لغو اليمين
3254 حدثنا حميد بن مسعدة الشامي ثنا حسان يعنى ابن إبراهيم، ثنا
إبراهيم يعنى الصائغ عن عطاء في اللغو في اليمين، قال: قالت عائشة: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (هو كلام الرجل في بيته كلا والله، وبلى والله) قال أبو داود: كان

3354 - عرندس: اسم موضع.
91

إبراهيم الصائغ رجلا صالحا، قتله أبو مسلم بعرندس، قال: وكان إذا رفع المطرقة فسمع
النداء سيبها، قال أبو داود: روى هذا الحديث داود بن أبي الفرات عن إبراهيم الصائغ
موقوفا على عائشة، وكذلك رواه الزهري و عبد الملك بن أبي سليمان ومالك بن مغول،
وكلهم عن عطاء عن عائشة موقوفا.
(8) باب المعاريض في اليمين
3255 حدثنا عمرو بن عون، قال: أنا هشيم ح وثنا مسدد، ثنا هشيم، عن
عباد بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يمينك على
ما يصدقك عليها صاحبك) قال مسدد: قال أخبرني عبد الله بن أبي صالح، قال أبو
داود: هما واحد عبد الله بن أبي صالح وعباد بن أبي صالح.
3256 حدثنا عمرو بن محمد الناقد، ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا إسرائيل، عن
إبراهيم بن عبد الأعلى، عن جدته، عن أبيها سويد بن حنظلة، قال: خرجنا نريد
رسول الله ومعنا وائل بن حجر، فأخذه عدو له، فتحرج القوم أن يحلفوا، وحلفت أنه
أخي، فخلى سبيله، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته أن القوم تحرجوا أن يحلفوا وحلفت أنه
أخي، قال: (صدقت المسلم أخو المسلم).
(9) باب ما جاء في الحلف بالبراءة وبملة غير الاسلام
3257 حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، ثنا معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي
كثير، قال: أخبرني أبو قلابة، أن ثابت بن الضحاك أخبره أنه بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت
الشجرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من حلف بملة غير ملة الاسلام كاذبا فهو كما قال، ومن
قتل نفسه بشئ عذب به يوم القيامة، وليس على رجل نذر فيما لا يملكه).
3258 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا زيد بن الحباب، ثنا حسين يعنى ابن واقد
حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حلف فقال: إني
برئ من الاسلام فإن كان كاذبا فهو كما قال، وإن كان صادقا فلن يرجع إلى الاسلام
سالما).
92

(10) باب الرجل يحلف أن لا يتأدم
3259 حدثنا محمد بن عيسى، ثنا يحيى بن العلاء، عن محمد بن يحيى بن
حبان عن يوسف بن عبد الله بن سلام، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع تمرة على كسرة
فقال: (هذه إدام هذه).
3260 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا عمر بن حفص، ثنا أبي، عن محمد بن أبي
يحيى، عن يزيد الأعور، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، مثله.
(11) باب الاستثناء في اليمين
3261 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا سفيان، عن أيوب، عن نافع، عن ابن
عمر، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (من حلف على يمين فقال: إن شاء الله فقد استثنى).
3262 حدثنا محمد بن عيسى ومسدد، وهذا حديثه، قالا: ثنا عبد الوارث،
عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حلف فاستثنى فإن
شاء رجع، وإن شاء ترك غير حنث).
(12) باب ما جاء في يمين النبي صلى الله عليه وسلم ما كانت
3263 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا ابن المبارك، عن موسى بن
عقبة، عن سالم، عن ابن عمر، قال: أكثر ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلف بهذه اليمين:
(لا، ومقلب القلوب).
3264 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا وكيع، ثنا عكرمة بن عمار، عن عاصم بن
شميخ، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتهد في اليمين قال:
(والذي نفس أبى القاسم بيده).
3265 حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، أخبرني زيد بن حباب،
أخبرني محمد بن هلال، حدثني أبي، أنه سمع أبا هريرة يقول: كانت يمين

3259 - كسرة: قطعة خبز.
3261 - استثنى: إن شاء أمضى وإن شاء ترك ولم يحنث.
3262 - لان الله سبحانه هو الذي يقلب القلوب كيف يشاء.
93

رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حلف يقول: (لا، وأستغفر الله)
3266 حدثنا الحسن بن علي، ثنا إبراهيم بن حمزة، ثنا عبد الملك بن عياش
السمعي الأنصاري، عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق
العقيلي، عن أبيه، عن عمه لقيط بن عامر، قال دلهم: وحدثنيه أيضا الأسود بن
عبد الله، عن عاصم بن لقيط، أن لقيط بن عامر خرج وافدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال لقيط:
فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر حديثا فيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لعمر إلهك).
(13) باب في القسم هل يكون يمينا
3267 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا سفيان، عن الزهري، عن عبيد الله بن
عبد الله عن ابن عباس، أن أبا بكر أقسم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (لا
تقسم).
3268 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد الرزاق، قال ابن يحيى: كتبته من كتابه، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، قال: كان أبو
هريرة يحدث أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أرى الليلة، فذكر رؤيا، فعبرها أبو
بكر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أصبت بعضا وأخطأت بعضا) فقال: أقسمت عليك يا رسول الله
بأبي أنت لتحدثني ما الذي أخطأت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقسم).
3269 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، أخبرنا محمد بن كثير، أخبرنا
سليمان بن كثير، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا
الحديث، لم يذكر القسم، زاد فيه: ولم يخبره.
(14) باب فيمن حلف على طعام لا يأكل
3270 حدثنا مؤمل بن هشام، ثنا إسماعيل، عن الجريري، عن أبي عثمان،
أو عن أبي السليل عنه، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، قال: نزل بنا أضياف لنا، قال:
وكان أبو بكر يتحدث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، فقال: لا أرجعن إليك حتى تفرغ من
ضيافة هؤلاء ومن قراهم، فأتاهم بقراهم، فقالوا: لا نطعمه حتى يأتي أبو بكر، فجاء،

3270 - القرى: طعام الضيف.
94

فقال: ما فعل أضيافكم؟ أفرغتم من قراهم؟ قالوا: لا، قلت: قد أتيتهم بقراهم،
فأبوا، وقالوا: والله لا نطعمه حتى يجئ، فقالوا: صدق، قد أتانا به فأبينا حتى
تجئ، قال: فما منعكم؟ قالوا: مكانك، قال: والله لا أطعمه الليلة، قال: فقالوا:
ونحن والله لا نطعمه حتى تطعمه، قال: ما رأيت في الشر كالليلة قط، قال: قربوا
طعامكم، قال: فقرب طعامهم، فقال: بسم الله، فطعم وطعموا، فأخبرت أنه أصبح
فغدا على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي صنع وصنعوا، قال: (بل أنت أبرهم وأصدقهم).
3271 حدثنا ابن المثنى، ثنا سالم بن نوح و عبد الأعلى، عن الجريري، عن أبي
عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، بهذا الحديث نحوه، زاد عن سالم في حديثه،
قال: ولم يبلغني كفارة.
(15) باب اليمين في قطيعة الرحم
3272 حدثنا محمد بن المنهال، ثنا يزيد بن زريع، ثنا حبيب المعلم، عن
عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، أن أخوين من الأنصار كان بينهما ميراث،
فسأل أحدهما صاحبه القسمة، فقال: إن عدت تسألني عن القسمة فكل مال لي في
رتاج الكعبة، فقال له عمر: إن الكعبة غنية عن مالك، كفر عن يمينك وكلم أخاك،
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يمين عليك، ولا نذر في معصية الرب، وفى قطعية
الرحم، وفيما لا تملك).
3273 حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، ثنا المغيرة بن عبد الرحمن، حدثني أبي
عبد الرحمن، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا
نذر إلا فيما يبتغى به وجه الله، ولا يمين في قطعية رحم).
3274 حدثنا المنذر بن الوليد، ثنا عبد الله بن بكر، ثنا عبيد الله بن الأخنس،
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا نذر ولا يمين
فيما لا يملك ابن آدم، ولا في معصية الله، ولا في قطعية رحم، ومن حلف على يمين

3271 - لم يبلغي كفارة: أي لم يكن فعله حنثا ليستوجب الكفارة.
3272 - الرتاج -: الباب والمقصود أن ماله كله هدى الكعبة.
3273 - لان قطيعة الرحم معصية فالله سبحانه أمر ان توصل ولا نذر في معصية ولا يمين.
95

فرأى غيرها خيرا منها فليدعها وليأت الذي هو خير، فإن تركها كفارتها) قال أبو داود:
الأحاديث كلها عن النبي صلى الله عليه وسلم: (وليكفر عن يمينه) إلا فيما لا يعبأ به، قال أبو داود: قلت
لأحمد: روى يحيى بن سعيد عن يحيى بن عبيد الله؟ فقال: تركه بعد ذلك، وكان أهلا
لذلك، قال أحمد: أحاديثه مناكير، وأبوه لا يعرف.
(16) باب فيمن يحلف كاذبا متعمدا
3275 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا عطاء بن السائب، عن أبي
يحيى، عن ابن عباس، أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم الطالب
البينة، فلم تكن له بينة، فاستحلف المطلوب فحلف بالله الذي لا إله إلا هو، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بلى قد فعلت ولكن قد غفر لك بإخلاص قول لا إله إلا الله) قال أبو
داود: يراد من هذا الحديث أنه لم يأمره بالكفارة.
(17) باب الرجل يكفر قبل أن يحنث
3276 حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، ثنا غيلان بن جرير، عن أبي بردة،
عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني والله إن شاء الله لا أحلف عن يمين فأرى غيرها خيرا
منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير) أو قال: (إلا أتيت الذي هو خير وكفرت
يميني).
3277 حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا هشيم، أخبرنا يونس ومنصور يعنى
ابن زاذان عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (يا
عبد الرحمن بن سمرة، إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خير
وكفر يمينك) قال أبو داود: سمعت أحمد يرخص فيها الكفارة قبل الحنث.
3278 حدثنا يحيى بن خلف، ثنا عبد الأعلى، ثنا سعيد، عن قتادة، عن
الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة، نحوه، قال: (فكفر عن يمينك ثم ائت الذي هو
خير) قال أبو داود: أحاديث أبى موسى الأشعري وعدي بن حاتم وأبي هريرة في هذا
الحديث، روى عن كل واحد منهم في بعض الرواية الحنث قبل الكفارة، وفى بعض
الرواية الكفارة قبل الحنث.
96

(18) باب كم الصاع في الكفارة
3279 حدثنا أحمد بن صالح، قال: قرأت على أنس بن عياض، حدثني
عبد الرحمن بن حرملة، عن أم حبيب بنت ذؤيب بن قيس المزنية، وكانت تحت رجل
منهم من أسلم، ثم كانت تحت ابن أخ لصفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن حرملة: فوهبت
لنا أم حبيب صاعا، حدثتنا عن ابن أخي صفية، عن صفية، أنه صاع النبي صلى الله عليه وسلم، قال
أنس: فجربته، أو قال: فحزرته، فوجدته مدين ونصفا بمد هشام.
3280 حدثنا محمد بن محمد بن خلاد أبو عمر، قال: كان عندنا مكوك يقال
له مكوك خالد، وكان كيلجتين بكيلجة هارون، قال محمد: صاع خالد صاع هشام،
يعنى ابن عبد الملك.
3281 حدثنا محمد بن محمد بن خلاد أبو عمر، ثنا مسدد، عن أمية بن خالد،
قال: لما ولى خالد القسري أضعف الصاع، فصار الصاع ستة عشر رطلا، قال أبو داود:
محمد بن محمد بن خلاد قتله الزنج صبرا، فقال بيده هكذا، ومد أبو داود يده وجعل بطون
كفيه إلى الأرض، قال: ورأيته في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: أدخلني
الجنة، فقلت: فلم يضرك الوقف.
(19) باب في الرقبة المؤمنة
3282 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن الحجاج الصواف، حدثني يحيى بن أبي
كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي،

3279 - صاع النبي صلى الله عليه وسلم = 32, 545, 1 كلغ والمد على اعتبارات عدة:
فهو على الاعتبار الأول: 602, 386 غرام
وعلى الاعتبار الثاني: 375, 412 غرام
وعلى الاعتبار الثالث: 563, 618 غرام
وعلى الاعتبار الرابع 883, 695 غرام
وعلى الاعتبار الخامس: 615, 703 غرام
فمد هشام هو المد على الاعتبار الثالث أي باعتبار المد رطلان.
3280 - المكوك = حوالي 5, 3 كلغ. والكليجة = حوالي 160, 1 كلغ.
3281 - أضعف الصاع: ضاعفه.
3282 - الصكة: اللطمة. وفيه أن من عليه عتق الرقبة يكون برقبة مؤمنة مسلمة.
97

قال: قلت: يا رسول الله، جارية لي صككتها صكة، فعظم ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت: أفلا أعتقها؟ قال: (ائتني بها) قال: فجئت بها، قال: (أين الله)؟ قالت: في
السماء، قال: (من أنا)؟ قالت: أنت رسول الله، قال: (أعتقها فإنها مؤمنة).
3283 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي
سلمة، عن الشريد، أن أمه أوصته أن يعتق عنها رقبة مؤمنة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله، إن أمي أوصت أن أعتق عنها رقبة مؤمنة، وعندي جارية سوداء نوبية، فذكر
نحوه، قال أبو داود: خالد بن عبد الله أرسله لم يذكر الشريد.
3284 حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، ثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرني
المسعودي، عن عون بن عبد الله، عن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة أن رجلا أتى
النبي صلى الله عليه وسلم بجارية سوداء، فقال: يا رسول الله، إن على رقبة مؤمنة، فقال لها: (أين
الله)؟ فأشارت إلى السماء بأصبعها، فقال لها: (فمن أنا)؟ فأشارت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى
السماء، يعنى أنت رسول الله، فقال: (أعتقها فإنها مؤمنة).
(20) باب الاستثناء في اليمين بعد السكوت
3285 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا شريك، عن سماك، عن عكرمة، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (والله لأغزون قريشا، والله لأغزون قريشا، والله لأغزون قريشا)
ثم قال: (إن شاء الله) قال أبو داود: وقد أسند هذا الحديث غير واحد عن شريك عن
سماك عن عكرمة عن ابن عباس، أسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الوليد بن مسلم عن
شريك: ثم لم يغزهم.
3286 حدثنا محمد بن العلاء، أخبرنا ابن بشر، عن مسعر، عن سماك، عن
عكرمة يرفعه، قال: (والله لأغزون قريشا) ثم قال: (إن شاء الله) ثم قال: (والله
لأغزون قريشا إن شاء الله) ثم قال: (والله لأغزون قريشا) ثم سكت، ثم قال: (إن
شاء الله) قال أبو داود: زاد فيه الوليد بن مسلم، عن شريك: قال: ثم لم يغزهم.

3286 - ما دام قد قال إن شاء الله فقد استثنى والاستثناء يكون ما دام في الامر لم يتحدث في أمر سواه ولم يدعه إلى موضوع
آخر.
98

(21) باب النهى عن النذر
3287 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير بن عبد الحميد ح وثنا مسدد، ثنا
أبو عوانة، عن منصور، عن عبد الله بن مرة، قال عثمان: الهمداني، عن عبد الله بن
عمر، قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النذر، ثم اتفقا: ويقول: (لا يرد شيئا وإنما
يستخرج به من البخيل) قال مسدد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (النذر لا يرد شيئا).
3288 حدثنا أبو داود، قال: قرئ على الحارث بن مسكين وأنا شاهد:
أخبركم ابن وهب، قال: أخبرني مالك، عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن هرمز،
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يأتي ابن آدم النذر القدر بشئ لم أكن قدرته
له، ولكن يلقيه النذر القدر قدرته يستخرج من البخيل يؤتى عليه ما لم يكن يؤتى من
قبل).
(22) باب ما جاء في النذر في المعصية
3289 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن طلحة بن عبد الملك الأيلي، عن
القاسم، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله
فليطعه، ومن نذر أن يعصى الله فلا يعصه).
(23) باب من رأى عليه كفارة إذا كان في معصية
3290 حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو معمر، ثنا عبد الله بن المبارك، عن
يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لا نذر في معصية، وكفارته كفارة يمين).
3291 حدثنا ابن السرح، قال: ثنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب،
بمعناه وإسناده، قال أبو داود: سمعت أحمد بن شبوية يقول: قال ابن المبارك يعنى في
هذا الحديث: حدث أبو سلمة، فدل ذلك على أن الزهري لم يسمعه من أبى سلمة وقال
أحمد بن محمد: وتصديق ذلك ما حدثنا أيوب يعنى ابن سليمان قال أبو داود: سمعت
أحمد بن حنبل يقول: أفسدوا علينا هذا الحديث، قيل له: وصح إفساده عندك وهل

3289 - وفيه أن لا نذر في معصية.
99

رواه غير ابن أبي أويس؟ قال: أيوب كان أمثل منه، يعنى أيوب بن سليمان بن بلال،
وقد رواه أيوب.
3292 حدثنا أحمد بن محمد المروزي، ثنا أيوب بن سليمان، عن أبي بكر بن أبي
أويس، عن سليمان بن بلال، عن ابن أبي عتيق وموسى بن عقبة، عن ابن شهاب،
عن سليمان بن أرقم، أن يحيى بن أبي كثير أخبره، عن أبي سلمة، عن عائشة عليها
السلام قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين)، قال أحمد
ابن محمد المروزي: إنما الحديث حديث علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن
محمد بن الزبير عن أبيه عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم، أراد أن سليمان بن أرقم وهم
فيه وحمله عنه الزهري وأرسله عن أبي سلمة عن عائشة رحمها الله قال أبو داود: روى
بقية عن الأوزاعي عن يحيى عن محمد بن الزبير بإسناد علي بن المبارك مثله.
3293 حدثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد القطان قال: أخبرني يحيى بن سعيد
الأنصاري، أخبرني عبيد الله بن زحر، أن أبا سعيد أخبره، أن عبد الله بن مالك أخبره،
أن عقبة بن عامر أخبره، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أخت له نذرت أن تحج حافية غير مختمرة،
فقال: (مروها فلتختمر ولتركب ولتصم ثلاثة أيام).
3294 حدثنا مخلد بن خالد، ثنا عبد الرزاق، ثنا ابن جريح، قال: كتب إلى
يحيى بن سعيد، أخبرني عبيد الله بن زحر مولى لبني ضمرة وكان أيما رجل، أن أبا سعيد
الرعيني أخبره، بإسناد يحيى ومعناه.
3295 حدثنا حجاج بن أبي يعقوب، ثنا أبو النضر، ثنا شريك، عن محمد بن
عبد الرحمن، مولى آل طلحة، عن كريب، عن ابن عباس، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله: إن أختي نذرت يعنى أن تحج ماشية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا
يصنع بشقاء أختك شيئا، فلتحج راكبة، ولتكفر عن يمينها).
3296 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا أبو الوليد، ثنا همام، عن قتادة، عن
عكرمة، عن ابن عباس، أن أخت عقبة بن عامر نذرت أن تمشى إلى البيت، فأمرها

3293 - وصيام ثلاثة أيام هو كفارة نذر المعصية الذي نذرته وهو ان تخرج إلى الحج غير مختمرة فيسقط عنها بالكفارة ترك
الخمار وعليها ان تحج.
100

النبي صلى الله عليه وسلم (أن تركب وتهدى هديا).
3297 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن
عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أخت عقبة بن عامر نذرت أن تحج ماشية قال: (إن الله
لغني عن نذرها، مرها فلتركب) قال أبو داود: رواه سعيد بن أبي عروبة نحوه، وخالد عن
عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
3298 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا ابن عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن
عكرمة، أن أخت عقبة بن عامر، بمعنى هشام، ولم يذكر الهدى، وقال فيه: (مر أختك
فلتركب) قال أبو داود: رواه خالد عن عكرمة بمعنى هشام.
3299 حدثنا مخلد بن خالد، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني سعيد
ابن أبي أيوب، أن يزيد بن أبي حبيب أخبره، أن أبا الخير حدثه، عن عقبة بن عامر
الجهني، قال: نذرت أختي أن تمشى إلى بيت الله، فأمرتني أن أستفتي لها
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (لتمش ولتركب).
3300 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن
عباس قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم في الشمس، فسأل عنه؟ قالوا:
هذا أبو إسرائيل نذر أن يقوم، ولا يعقد، ولا يستظل، ولا يتكلم، ويصوم، قال:
(مروه فليتكلم وليستظل وليقعد، وليتم صومه).
3301 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن حميد الطويل، عن ثابت البناني، عن
أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يهادي بين أبنيه، فسأل عنه، فقالوا: نذر أن
يمشى، فقال: (إن الله لغني عن تعذيب هذا نفسه) وأمره أن يركب قال أبو داود: رواه
عمرو بن أبي عمرو، عن الأعرج عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
3302 حدثنا يحيى بن معين، ثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني
عاصم الأحول، أن طاوسا أخبره، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر وهو يطوف بالكعبة
بإنسان يقوده بخزامة في أنفه، فقطعها النبي صلى الله عليه وسلم بيده وأمره أن يقوده بيده.
3303 حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله السلمي، قال: حدثني أبي، قال:

3299 - أي لتمش ما طاقت المشي وقدرت عليه فان تعبت فلتركب حتى ترتاح وهكذا دواليك.
3302 - أي أنه قد نذر ان يطوف وهو يقاد بخزامة من أنفه والخزامة حلقة توضع في الانف.
101

حدثني إبراهيم يعنى ابن طهمان عن مطر، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن أخت
عقبة بن عامر نذرت أن تحج ماشية وأنها لا تطيق ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لغني
عن مشى أختك فلتركب ولتهد بدنة).
3304 حدثنا شعيب بن أيوب، ثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن أبيه،
عن عكرمة، عن عقبة بن عامر الجهني أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أختي نذرت أن تمشى إلى
البيت فقال: (إن الله لا يصنع بمشي أختك إلى البيت شيئا).
(24) باب من نذر أن يصلى في بيت المقدس
3305 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا حبيب
المعلم، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله أن رجلا قام يوم الفتح فقال:
يا رسول الله، إني نذرت لله إن فتح الله عليك مكة أن أصلى في بيت المقدس ركعتين
قال: (صل ههنا) ثم أعاد عليه فقال: (صل ههنا) ثم أعاد عليه فقال: (شأنك إذن).
قال أبو داود: روى نحوه عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3306 حدثنا مخلد بن خالد، ثنا أبو عاصم، ح وثنا عباس العنبري، المعنى
ثنا روح، عن ابن جريج، أخبرني يوسف بن الحكم بن أبي سفيان، أنه
سمع حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، وعمرو، وقال عباس: ابن حنة، أخبراه
عن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر، زاد:
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي بعث محمدا بالحق لو صليت ههنا لأجزأ عنك صلاة في بيت
المقدس).
قال أبو داود: رواه الأنصاري عن ابن جريج، فقال: جعفر بن عمر، وقال: عمرو
ابن حية، وقال: أخبراه عن عبد الرحمن بن عوف، وعن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
(25) باب في قضاء النذر عن الميت
3307 حدثنا القعنبي، قال: قرأت على مالك، عن ابن شهاب، عن عبيد الله

3307 - وفيه جواز قضاء النذر عن الميت يقضيه الفرع من الأصل لان الام أصل والولد فرع كما يجوز قضاء الوالد عن ولده لأنه
وليه.
102

ابن عبد الله، عن عبد الله بن عباس، أن سعد بن عبادة استفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن
أمي ماتت وعليها نذر لم تقضه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقضه عنها).
3308 حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس، أن امرأة ركبت البحر فنذرت إن نجاها الله أن تصوم شهرا، فنجاها
الله، فلم تصم حتى ماتت، فجاءت ابنتها أو أختها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها أن تصوم
عنها.
3309 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا عبد الله بن عطاء، عن عبد الله بن
بريدة، عن أبيه بريدة، أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كنت تصدقت على أمي
بوليدة، وإنها ماتت وتركت تلك الوليدة، قال: (قد وجب أجرك ورجعت إليك في
الميراث) قالت: وإنها ماتت وعليها صوم شهر، فذكر نحو حديث عمرو.
(26) باب ما جاء فيمن مات وعليه صيام صام عنه وليه
3310 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، قال: سمعت الأعمش، ح وحدثنا محمد بن
العلاء، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، المعنى، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير،
عن ابن عباس، أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إنه كان على أمها صوم شهر أفأقضيه
عنها؟ فقال: (لو كان على أمك دين، أكنت قاضيته)؟ قالت: نعم، قال (فدين الله
أحق أن يقضى).
3311 حدثنا حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن
عبيد الله بن أبي جعفر، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة، أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من مات وعليه صيام صام عنه وليه).
(27) باب ما يؤمر به من الوفاء بالنذر
3312 حدثنا مسدد، ثنا الحرث بن عبيد أبو قدامة، عن عبيد الله بن الأخنس،
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:

3309 - وليدة: أمة.
3312 - أن أضرب على رأسك بالدف أي أن أضرب عندك بالدف فرحا.
103

يا رسول الله، إني نذرت أن أضرب على رأسك بالدف، قال: (أوفى بنذرك) قالت: إني
نذرت أن أذبح بمكان كذا وكذا، مكان كان يذبح فيه أهل الجاهلية، قال: (لصنم)
قالت: لا، قال: (لوثن)؟ قالت: لا، قال: (أوفى بنذرك).
3313 حدثنا داود بن رشيد، ثنا شعيب بن إسحاق، عن الأوزاعي، عن يحيى
ابن أبي كثير، قال: حدثني أبو قلابة، قال: حدثني ثابت بن الضحاك، قال: نذر رجل
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني نذرت أن أنحر
إبلا ببوانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد)؟ قالوا: لا،
قال: (هل كان فيها عيد من أعيادهم)؟ قالوا: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوف
بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم).
3314 حدثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، ثنا عبد الله بن يزيد بن
مقسم الثقفي، من أهل الطائف، قال: حدثتني سارة بنت مقسم الثقفي، أنها سمعت
ميمونة بنت كردم، قالت: خرجت مع أبي في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت الناس يقولون: رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أبده بصرى، فدنا إليه
أبى وهو على ناقة له معه درة كدرة الكتاب، فسمعت الأعراب والناس يقولون: الطبطبية
الطبطبية، فدنا إليه أبى، فأخذ بقدمه، قالت: فأقر له ووقف فاستمع منه، فقال:
يا رسول الله، إني نذرت إن ولد لي ولد ذكر أن أنحر على رأس بوانة في عقبة من الثنايا
عدة من الغنم، قال: لا أعلم إلا أنها قالت خمسين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل بها من
الأوثان شئ)؟ قال: لا، قال: (فأوف بما نذرت به لله) قالت: فجمعها فجعل
يذبحها، فانفلتت منها شاة، فطلبها وهو يقول: اللهم أوف عنى نذري، فظفرها
فذبحها.
3315 حدثنا محمد بن بشار، ثنا أبو بكر الحنفي، ثنا عبد الحميد بن جعفر،
عن عمرو بن شعيب، عن ميمونة بنت كردم بن سفيان، عن أبيها، نحوه، مختصر منه
شئ، قال: (هل بها وثن أو عيد من أعياد الجاهلية)؟ قال: لا، قلت: إن أمي هذه
عليها نذر، ومشى، أفأقضيه عنها؟ وربما قال ابن بشار: أنقضيه عنها؟ قال: (نعم).

3313 - بوانة: اسم موضع.
3314 - الطبطبية: محاكاة وقع الاقدام.
104

(28) باب في النذر فيما لا يملك
3316 حدثنا سليمان بن حرب ومحمد بن عيسى، قالا: ثنا حماد، عن
أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين، قال: كانت العضباء
لرجل من بنى عقيل، وكانت من سوابق الحاج، قال: فأسر، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في وثاق
النبي صلى الله عليه وسلم على حمار عليه قطيفة، فقال: يا محمد علام تأخذني وتأخذ سابقة الحاج؟
قال: (نأخذك بجريرة حلفائك ثقيف) قال: وكان ثقيف قد أسروا رجلين من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وقد قال فيما قال: وأنا مسلم، أو قال: وقد أسلمت، فلما مضى
النبي صلى الله عليه وسلم - قال أبو داود: فهمت هذا من محمد بن عيسى - ناداه يا محمد يا محمد، قال:
وكان النبي صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا فرجع إليه، قال: (ما شأنك)؟ قال: إني مسلم، قال:
(لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح) - قال أبو داود: ثم رجعت إلى حديث
سليمان، قال: يا محمد، إني جائع فأطعمني، إني ظمآن فاسقني، قال: فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: (هذه حاجتك) أو قال: (هذه حاجته) قال: ففودي الرجل بعد بالرجلين،
قال: وحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء لرحله، قال: فأغار المشركون على سرح المدينة
فذهبوا بالعضباء، قال: فلما ذهبوا بها وأسروا امرأة من المسلمين، قال: فكانوا إذا كان
الليل يريحون إبلهم في أفنيتهم، قال: فنوموا ليلة وقامت المرأة فجعلت لا تضع يدها على
بعير إلا رغا، حتى أتت على العضباء، قال: فأتت على ناقة ذلول مجرسة، قال:
فركبتها ثم جعلت لله عليها إن نجاها الله لتنحرنها، قال: فلما قدمت المدينة عرفت الناقة
ناقة النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فأرسل إليها، فجئ بها، وأخبر بنذرها، فقال:
(بئس ما جزيتيها) أو (جزتها) (إن الله أنجاها عليها لتنحرنها، لا وفاء لنذر في معصية
الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم) قال أبو داود: والمرأة هذه امرأة أبي ذر.
(29) باب فيمن نذر أن يتصدق بماله
3317 حدثنا سليمان بن داود وابن السرح، قالا: ثنا ابن وهب، أخبرني

3316 - سابقة الحج: أي كانت تسبق غيرها من الدواب القادمة عليها أصحابها إلى الحج.
3317 - وكعب بن مالك واحد من الثلاثة الذين خلفوا.
105

يونس، قال: قال ابن شهاب: فأخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أن
عبد الله بن كعب وكان قائد كعب من بنيه حين عمى، عن كعب بن مالك، قال:
قلت: يا رسول الله، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله، قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمسك عليك بعض مالك، فهو خير لك) قال: فقلت: إني أمسك
سهمي الذي بخيبر.
3318 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن
شهاب، أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين تيب
عليه: إني أنخلع من مالي، فذكر نحوه، إلى (خير لك).
3319 حدثني عبيد الله بن عمر، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن ابن
كعب بن مالك، عن أبيه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم، أو أبو لبابة أو من شاء الله: إن من توبتي أن
أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأن أنخلع من مالي كله صدقة، قال: (يجزئ
عنك الثلث).
3320 حدثنا محمد بن المتوكل، ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرني معمر عن
الزهري، قال: أخبرني ابن كعب بن مالك، قال: كان أبو لبابة، فذكر معناه، والقصة
لأبي لبابة، قال أبو داود: رواه يونس عن ابن شهاب عن بعض بنى السائب بن أبي لبابة،
ورواه الزبيدي عن الزهري عن حسين بن السائب بن أبي لبابة، مثله.
3321 حدثنا محمد بن يحيى، ثنا حسن بن الربيع، ثنا ابن إدريس قال: قال
ابن إسحاق: حدثني الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أبيه، عن
جده، في قصته، قال: قلت: يا رسول الله، إن من توبتي إلى الله أن أخرج من مالي كله
إلى الله وإلى رسوله صدقه، قال: (لا) قلت: فنصفه، قال: (لا) قلت: فثلثه،
قال: (نعم) قلت: فإني سأمسك سهمي من خيبر.
(30) باب من نذر نذرا لا يطيقه
3322 حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي، عن ابن أبي فديك قال: حدثني طلحة
ابن يحيى الأنصاري، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن بكير بن عبد الله بن
الأشج، عن كريب، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من نذر نذرا لم يسمه
106

فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا في معصية فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا لا
يطيقه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا أطاقه فليف به) قال أبو داود: روى هذا
الحديث وكيع وغيره عن عبد الله بن سعيد بن أبي الهند أوقفوه على ابن عباس.
(31) باب من نذر نذرا لم يسمه
3323 حدثنا هارون بن عباد الأزدي، ثنا أبو بكر يعنى ابن عياش عن محمد
مولى المغيرة، قال: حدثني كعب بن علقمة، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كفارة النذر كفارة اليمين) قال أبو داود: ورواه عمرو بن الحرث
عن كعب بن علقمة عن ابن شماسة عن عقبة.
3324 حدثنا محمد بن عوف، أن سعيد بن الحكم حدثهم، أخبرنا يحيى يعنى بن
أيوب، حدثني كعب بن علقمة، أنه سمع ابن شماسة، عن أبي الخير، عن عقبة بن
عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله.
(32) باب من نذر في الجاهلية ثم أدرك الاسلام
3325 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى، عن عبيد الله، حدثني نافع، عن ابن
عمر، عن عمر رضي الله عنه، أنه قال: يا رسول الله، إني نذرت في الجاهلية أن
أعتكف في المسجد الحرام ليلة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أوف بنذرك)
(آخر كتاب الايمان والنذور)
107

17 - كتاب البيوع
[36 بابا: 89 حديثا]
(1) باب في التجارة يخالطها الحلف واللغو
3326 حدثنا مسدد، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن قيس
ابن أبي غرزة، قال: كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نسمي السماسرة فمر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسمانا باسم هو أحسن منه، فقال: (يا معشر التجار، إن البيع يحضره اللغو والحلف،
فشوبوه بالصدقة).
3327 حدثنا الحسن بن عيسى البسطامي وحامد بن يحيى و عبد الله بن محمد
الزهري، قالوا: ثنا سفيان، عن جامع بن أبي راشد و عبد الملك بن أعين وعاصم، وعن أبي
وائل، عن قيس بن أبي غرزة، بمعناه، قال: (يحضره الكذب والحلف) وقال
عبد الله الزهري: (اللغو والكذب).
(2) باب في استخراج المعادن
3328 حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، ثنا عبد العزيز يعنى ابن محمد
عن عمرو يعنى ابن أبي عمرو عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رجلا لزم
غريما له بعشرة دنانير، فقال: والله لا أفارقك حتى تقضيني، أو تأتيني بحميل، فتحمل بها
النبي صلى الله عليه وسلم، فأتاه بقدر ما وعده، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (من أين أصبت هذا الذهب)؟ قال:
من معدن، قال: (لا حاجة لنا فيها، ليس فيها خير) فقضاها عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(3) باب في اجتناب الشبهات
3329 حدثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا أبو شهاب، ثنا ابن عون، عن

3326 - وفيه ان الصدقة كفارة عن اللغو ولغو الحلف في البيع والشراء.
3328 - حميل: شخص يتحمل عنك قضاء الدين وهو قادر على القضاء ثقة.
3329 - يوشك أن يجسر: أي يعتاد على مقاربة الريبة حتى ليصير ارتكابها سهلا عليه والأفضل البعد عن مواطن الريبة.
108

الشعبي، قال: سمعت النعمان بن بشير، ولا أسمع أحدا بعده، يقول: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات)
وأحيانا يقول: (مشتبهة) (وسأضرب لكم في ذلك مثلا: إن الله حمى حمى، وإن حمى
الله ما حرم، وإنه من يرع حول الحمى يوشك أن يخالطه، وإنه من يخالط الريبة يوشك
أن يجسر).
3330 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى، ثنا زكريا، عن عامر
الشعبي، قال: سمعت النعمان بن بشير، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، بهذا
الحديث، قال: (وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ
عرضه ودينه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام).
3331 حدثنا محمد بن عيسى، ثنا هشيم، أخبرنا عباد بن راشد، قال:
سمعت سعيد بن أبي خيرة يقول: ثنا الحسن منذ أربعين سنة، عن أبي هريرة، قال: قال
النبي صلى الله عليه وسلم، ح وحدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد، عن داود يعنى ابن أبي هند وهذا
لفظه، عن سعيد بن أبي خيرة، عن الحسن، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(ليأتين على الناس زمان لا يبقى أحد إلا أكل الربا، فإن لم يأكله أصابه من بخاره) قال
ابن عيسى: (أصابه من غباره).
3332 حدثنا محمد بن العلاء، أخبرنا ابن إدريس، أخبرنا عاصم بن كليب،
عن أبيه، عن رجل من الأنصار، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فرأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على القبر يوصى الحافر: (أوسع من قبل رجليه، أوسع من قبل
رأسه) فلما رجع استقبله داعي امرأة، فجاء، وجئ بالطعام، فوضع يده ثم وضع القوم
فأكلوا، فنظر آباؤنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوك لقمة في فمه، ثم قال: (أجد لحم شاة أخذت
بغير إذن أهلها) فأرسلت المرأة قالت: يا رسول الله، إني أرسلت إلى البقيع يشترى لي
شاة، فلم أجد، فأرسلت إلى جار لي قد اشترى شاة أن أرسل بها بثمنها فلم يوجد،
فأرسلت إلى امرأته فأرسلت إلى بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أطعميه الأسارى)

3331 - كما في أيامنا يأخذ بعض الناس الربا ويتعاملون مع الآخرين يبيعون ويشترون فينتقل هذا الربا من يد ليد والاخر لا
يدرى.
3332 - فلم يوجد: لم يكن الرجل في داره.
109

(4) باب في آكل الربا وموكله
3333 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا سماك، حدثني عبد الرحمن بن
عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهده
وكاتبه.
(5) باب في وضع الربا
3334 حدثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص، ثنا شبيب بن غرقدة، عن سليمان بن
عمرو، عن أبيه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يقول: (ألا إن كل ربا
من ربا الجاهلية موضوع، لكم رؤس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون، ألا وإن كل دم
من دم الجاهلية موضوع، وأول دم أضع منها دم الحارث بن عبد المطلب) كان مسترضعا
في بنى ليث فقتلته هذيل قال: (اللهم هل بلغت)، قالوا: نعم، ثلاث مرات، قال:
(اللهم اشهد) ثلاث مرات.
(6) باب في كراهية اليمين في البيع
3335 حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، ثنا ابن وهب، ح وثنا أحمد بن
صالح، ثنا عنبسة، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: قال ابن المسيب: إن أبا هريرة
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة) قال ابن
السرح (للكسب)، وقال: عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(7) باب في الرجحان في الوزن والوزن بالاجر
3336 حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا سفيان، عن سماك بن حرب،
حدثني سويد بن قيس، قال: جلبت أنا ومخرمة العبدي بزا من هجر، فأتينا به مكة،
فجاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى، فساومنا بسراويل، فبعناه، وثم رجل يزن بالاجر، فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (زن وأرجح).
3337 حدثنا حفص بن عمر ومسلم بن إبراهيم، المعنى قريب، قالا: ثنا

3336 - أرجح الميزان أي اجعل البضاعة راجحة على الوزن قليلا ليكون الحق قد وصل بالتأكيد إلى أصحابه لان الميزان قد
يتأثر بالريح أو بميل اليد التي تحمله فلا يصل الوزن المطلوب والمدفوع ثمنه إلى أصحابه.
110

شعبة، عن سماك بن حرب، عن أبي صفوان بن عميرة، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة
قبل أن يهاجر، بهذا الحديث، ولم يذكر يزن بأجر، قال أبو داود، رواه قيس كما قال
سفيان، والقول قول سفيان.
3338 حدثنا ابن أبي رزمة، سمعت أبي يقول: قال رجل لشعبة: خالفك
سفيان، قال: دمغتني، وبلغني عن يحيى بن معين قال: كل من خالف سفيان فالقول
قول سفيان.
3339 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا وكيع، عن شعبة، قال: كان سفيان أحفظ
منى.
(8) باب في قول النبي صلى الله عليه وسلم (المكيال مكيال المدينة)
3340 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا ابن دكين، ثنا سفيان، عن حنظلة، عن
طاوس، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الوزن وزن أهل مكة، والمكيال
مكيال أهل المدينة) قال أبو داود: وكذا رواه الفريابي وأبو أحمد عن سفيان، وافقهما في
المتن، وقال أبو أحمد: عن ابن عباس، مكان ابن عمر، ورواه الوليد بن مسلم عن
حنظلة، قال: وزن المدينة ومكيال مكة، قال أبو داود: واختلف في المتن في حديث مالك
ابن دينار، عن عطاء، عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا.
(9) باب في التشديد في الدين
3341 حدثنا سعيد بن منصور، ثنا أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن
الشعبي، عن سمعان، عن سمرة، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (هاهنا أحد من
بنى فلان)؟ فلم يجبه أحد، ثم قال: (هاهنا أحد من بنى فلان)؟ فلم يجبه أحد، ثم
قال: (ها هنا أحد من بنى فلان)؟ فقام رجل، فقال: أنا يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (ما
منعك أن تجيبني في المرتين الأوليين؟ أما إني لم أنوه بكم إلا خيرا، إن صاحبكم
مأسور بدينه) فلقد رأيته أدى عنه حتى ما بقي أحد يطلبه بشئ قال أبو داود: سمعان بن
مشنج.

3340 - الوزن وزن أهل مكة: أي فيما خص الذهب والفضة لأداء الزكاة والمكيال مكيال المدينة فيما خص الحبوب لأداء
الزكاة وذلك لان أهل مكة كانوا تجارا وأهل المدينة زراع.
111

3342 حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا وهب، حدثني سعيد بن أبي
أيوب، أنه سمع أبا عبد الله القرشي يقول: سمعت أبا بردة بن أبي موسى الأشعري يقول
عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن أعظم الذنوب عند الله أن يلقاه بها عبد بعد
الكبائر التي نهى الله عنها أن يموت رجل وعليه دين لا يدع له قضاء).
3343 حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر،
عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلى على رجل
مات وعليه دين، فأتى بميت، فقال: (أعليه دين)؟ قالوا: نعم ديناران، قال: (صلوا
على صاحبكم) فقال أبو قتادة الأنصاري: هما على يا رسول الله، قال: فصلى عليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فتح الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنا أولى بكل مؤمن من نفسه،
فمن ترك دينا فعلى قضاؤه، ومن ترك مالا فلورثته).
3344 حدثنا عثمان بن أبي شيبة وقتيبة بن سعيد، عن شريك، عن سماك،
عن عكرمة، رفعه، قال عثمان: وثنا وكيع، عن شريك، عن سماك، عن عكرمة، عن
ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله، قال: اشترى من عير تبيعا وليس عنده ثمنه، فأربح
فيه، فباعه، فتصدق بالربح على أرامل بنى عبد المطلب، وقال: لا أشتري بعدها شيئا
إلا وعندي ثمنه.
(10) باب في المطل
3345 حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن أبي الزناد، عن
الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مطل الغنى ظلم، وإذا أتبع أحدكم
على ملئ فليتبع).
(11) باب في حسن القضاء
3346 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن

3344 - من عير: من قافلة تجارة. والتبيع: صغير البغر يتبع أمه.
3345 - المطل: المماطلة وتأخير سداد الدين مع القدرة على ذلك. أتبع على ملئ: أحيل على شخص آخر قادر على
السداد فليقبل هذه الإحالة.
3346 - البكر: البعير.
112

أبى رافع، قال: استسلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا، فجاءته إبل من الصدقة فأمرني أن أقضى
الرجل بكره، فقلت: لم أجد في الإبل إلا جملا خيارا رباعيا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أعطه
إياه، فان خيار الناس أحسنهم قضاء).
3347 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى، عن مسعر، عن محارب بن دثار
، قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: كان لي على النبي صلى الله عليه وسلم دين فقضاني وزادني.
(12) باب في الصرف
3348 حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن
مالك بن أوس، عن عمر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الذهب بالورق ربا
إلا هاء وهاء، والبر بالبر ربا إلا هاء وهاء، والتمر بالتمر ربا إلا هاء وهاء، والشعير
بالشعير ربا إلا هاء وهاء).
3349 حدثنا الحسن بن علي، ثنا بشر بن عمر، ثنا همام، عن قتادة، عن أبي
الخليل، عن مسلم المكي، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن عبادة بن الصامت، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الذهب بالذهب تبرها وعينها، والفضة بالفضة تبرها وعينها، والبر
بالبر مدى بمدى، والشعير بالشعير مدى بمدى، والتمر بالتمر مدى بمدى، والملح
بالملح مدى بمدى، فمن زاد أو ازداد فقد أربى، ولا بأس ببيع الذهب بالفضة والفضة
أكثرهما يدا بيد، وأما نسيئة فلا، ولا بأس ببيع البر بالشعير والشعير أكثرهما يدا بيد، وأما
نسيئة فلا) قال أبو داود: روى هذا الحديث سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي عن
قتادة عن مسلم بن يسار بإسناده.
3350 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن خالد، عن أبي
قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الخبر
يزيد وينقص، وزاد: قال: فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد.

3348 - الا هاء وهاء: أي الا يدا بيد.
3349 - نسيئة: بالدين، أي بالدفع المؤجل.
113

(13) باب في حلية السيف تباع بالدراهم
3351 حدثنا محمد بن عيسى وأبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن منيع، قالوا: ثنا
ابن المبارك، ح وثنا ابن العلاء، وأخبرنا ابن المبارك، عن سعيد بن يزيد، حدثني خالد
ابن أبي عمران، عن حنش، عن فضالة بن عبيد، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم عام خيبر بقلادة
فيها ذهب وخرز، قال أبو بكر وابن منيع: فيها خرز معلقة بذهب ابتاعها رجل بتسعة دنانير
أو بسبعة دنانير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا، حتى تميز بينه وبينه) فقال: إنما أردت
الحجارة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا، حتى تميز بينهما) قال: فرده حتى ميز بينهما، وقال
ابن عيسى: أردت التجارة قال أبو داود: وكان في كتابه الحجارة.
3352 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن أبي شجاع سعيد بن يزيد، عن
خالد بن أبي عمران، عن حنش الصنعاني، عن فضالة بن عبيد قال: اشتريت يوم خيبر
قلادة باثني عشر دينارا فيها ذهب وخرز، ففصلتها، فوجدت فيها أكثر من اثنى عشر دينارا،
فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (لا تباع حتى تفصل).
3353 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن ابن أبي جعفر، عن الجلاح أبى
كثير، حدثني حنش الصنعاني، عن فضالة بن عبيد، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
خيبر نبايع اليهود الأوقية من الذهب بالدينار، قال غير قتيبة: بالدينارين والثلاثة، ثم اتفقا:
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا وزنا بوزن).
(14) باب في اقتضاء الذهب من الورق
3354 حدثنا موسى بن إسماعيل، ومحمد بن محبوب، المعنى واحد، قالا: ثنا
حماد، عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، قال: كنت أبيع الإبل
بالبقيع، فأبيع بالدنانير وآخذ الدراهم، وأبيع بالدراهم وآخذ الدنانير، آخذ هذه من هذه،
وأعطى هذه من هذه، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت حفصة، فقلت: يا رسول الله،
رويدك أسألك، إني أبيع الإبل بالبقيع، فأبيع بالدنانير وآخذ الدراهم، وأبيع بالدراهم وآخذ

3351 - حتى تميز بينه وبينه: أي حتى تميز بين ما بين الحلية من ذهب وما فيها من حجارة كريمة أو غير كريمة لان لك نوع ثمن
مختلف عن الاخر فلا يباع الذهب بسعر الحجارة ولا تباع الحجارة بسعر الذهب.
3354 - لان أسعار الذهب والفضة تتغير من يوم لآخر والنهى هنا دفع للظلم واستبعاد لأبواب الخلاف.
114

الدنانير، آخذ هذه من هذه وأعطى هذه من هذه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا بأس أن تأخذها
بسعر يومها، ما لم تفترقا وبينكما شئ).
3355 حدثنا حسين بن الأسود، ثنا عبيد الله، أخبرنا إسرائيل، عن سماك،
بإسناده ومعناه، والأول أتم، لم يذكر: (بسعر يومها).
(15) باب في الحيوان بالحيوان نسيئة
3356 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن قتادة، عن الحسن، عن
سمرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة.
(16) باب في الرخصة في ذلك
3357 حدثنا حفص بن عمر، ثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن
يزيد بن أبي حبيب، عن مسلم بن جبير، عن أبي سفيان، عن عمرو بن حريش، عن
عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يجهز جيشا، فنفدت الإبل، فأمره أن يأخذ
في قلاص الصدقة، فكان يأخذ البعير بالبعيرين إلى إبل الصدقة.
(17) باب في ذلك إذا كان يدا بيد
3358 حدثنا يزيد بن خالد الهمداني، وقتيبة بن سعيد الثقفي، أن الليث
حدثهم، عن أبي الزبير، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى عبدا بعبدين.
(18) باب في التمر بالتمر
3359 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن عبد الله بن يزيد، أن زيدا
أبا عياش أخبره، أنه سأل سعد بن أبي وقاص عن البيضاء بالسلت، فقال له سعد: أيهما
أفضل؟ قال: البيضاء، فنهاه عن ذلك، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن شراء
التمر بالرطب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أينقص الرطب إذا يبس)؟ قالوا: نعم، فنهاه
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، قال أبو داود: رواه إسماعيل بن أمية نحو مالك.
3360 حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة، ثنا معاوية يعنى ابن سلام عن يحيى بن أبي
كثير، أخبرنا عبد الله، أن أبا عياش أخبره، أنه سمع سعد بن أبي وقاص يقول: نهى
115

رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الرطب بالتمر نسيئة، قال أبو داود: رواه عمران بن أبي أنس عن
مولى لبني مخزوم، عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
(19) باب في المزابنة
3361 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا ابن أبي زائدة، عن عبيد الله، عن
نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمر بالتمر كيلا، وعن بيع العنب بالزبيب
كيلا، وعن بيع الزرع بالحنطة كيلا.
(20) باب في بيع العرايا
3362 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن
شهاب، أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في بيع العرايا
بالتمر والرطب.
3363 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن
بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمر بالتمر،
ورخص في العرايا أن تباع بخرصها يأكلها أهلها رطبا.
(21) باب في مقدار العرية
3364 حدثنا عبد الله بن مسلمة، ثنا مالك، عن داود بن الحصين، عن مولى
ابن أبي أحمد قال أبو داود: وقال لنا القعنبي فيما قرأ على مالك عن أبي سفيان: واسمه
قزمان مولى ابن أبي أحمد عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في بيع العرايا فيما
دون خمسة أوسق، أو في خمسة أوسق، شك داود بن الحصين قال أبو داود: حديث
جابر إلى أربعة أوسق.

3361 - وذلك لفرق القيمة بينهما فحب الرطب أكبر حجما من حب التمر وبالتالي إذا بيع كيلا كان الاجحاف نصيب أحدهما
وكذا الحال في العنب بالزبيب والزرع بالحنطة والأرجح هنا أن يبيع الثمر بنقد تمرا وكذا في العنب
والزبيب والزرع والحنطة وكل هذا لاستبعاد احتمال حصول الربا في البيع.
3362 - العرايا: نخلات ما بين الواحدة إلى الخمس أو العشر، ولا يزيد نتاجها في أي حال عن حد وجوب الزكاة في التمر أي
إنما هي طعام لمن أعيرت له ولأهله والعرايا هي نخلات يهب مالكها لشخص آخر أن ينتفع بثمرها صدقة على أن يبقى
أصل الشجر له ونتاجها على كل حال لا يزيد عن خمسة أوسق.
116

(22) باب تفسير العرايا
3365 حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، ثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن
الحارث، عن عبد ربه بن سعيد الأنصاري، أنه قال: العرية الرجل يعرى الرجل النخلة،
أو الرجل يستثنى من ماله النخلة أو الاثنتين يأكلها فيبيعها بتمر.
3366 حدثنا هناد بن السرى، عن عبدة، عن ابن إسحاق، قال: العرايا أن
يهب الرجل للرجل النخلات فيشق عليه أن يقوم عليها فيبيعها بمثل خرصها.
(23) باب في بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها
3367 حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن عبد الله
ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها، نهى البايع والمشترى.
3368 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا ابن علية، عن أيوب، عن نافع،
عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع النخل حتى يزهو، وعن السنبل حتى يبيض
ويأمن العاهة، نهى البائع والمشترى.
3369 حدثنا حفص بن عمر النمري ثنا شعبة، عن يزيد بن خمير، عن
مولى لقريش، عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الغنائم حتى تقسم، وعن
بيع النخل حتى تحرز من كل عارض، وأن يصلى الرجل بغير حزام.
3370 حدثنا أبو بكر محمد بن خلاد الباهلي، ثنا يحيى بن سعيد، عن سليم
ابن حيان، أخبرنا سعيد بن ميناء، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تباع الثمرة حتى تشقح، قيل: وما تشقح؟ قال: تحمار وتصفار ويؤكل
منها.
3371 حدثنا الحسن بن علي، ثنا أبو الوليد، عن حماد بن سلمة، عن

3368 - حتى يزهو: حتى يبدو صلاحه فيحمار أو يصفار. والسنبل حتى يبيض: أي حتى يتماسك الحب فيه ويمتلئ
والمقصود أن يكون في حال قد صار نضجه مسألة وقت وتجاوز الوقت الذي يمكن ان تقضى عليه فيه الأمراض التي
تصيب الزرع وهو ما سماه هنا العاهة.
3370 - أي حتى يصير فيها طعم الحلاوة وتكون صالحة للاكل.
3371 - حتى يسود: أي حتى ينضج والعنب بكل أنواعه وألوانه حتى قرب أوان نضجه صار شديد الزرقة إلى الخضرة ثم بدأ
بعد ذلك يأخذ لون الصنف أو النوع الذي هو منه.
117

حميد، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع العنب حتى يسود، وعن بيع الحب حتى
يشتد.
3372 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عنبسة بن خالد، حدثني يونس، قال:
سألت أبا الزناد عن بيع الثمر قبل أن يبدو صلاحه وما ذكر في ذلك، فقال: كان عروة بن
الزبير يحدث عن سهل بن أبي حثمة عن زيد بن ثابت، قال: كان الناس يتبايعون الثمار
قبل أن يبدو صلاحها، فإذا جد الناس وحضر تقاضيهم قال المبتاع: قد أصاب الثمر
الدمان، وأصابه قشام وأصابه مراض، عاهات يحتجون بها، فلما كثرت خصومتهم عند
النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كالمشورة يشير بها: (فأما لا فلا تتبايعوا الثمرة حتى يبدو
صلاحها) لكثرة خصومتهم واختلافهم.
3373 حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، ثنا سفيان، عن ابن جريج،
عن عطاء، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه، ولا يباع إلا
بالدينار أو بالدراهم إلا العرايا.
(24) باب في بيع السنين
3374 حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، قال: ثنا سفيان، عن حميد
الأعرج، عن سليمان بن عتيق، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع السنين

3372 - الدمان: الدمان هو السرقين وهو عفن النخلة وسوادها، وفساد التمر وعتقه، والدمان هو الرماد، وإنما سمي هذا الداء
بهذا الاسم تشبيها له بالرماد لان التمر وطلع النخل يتفتت باليد ويصير كالرماد وقد يقال له أيضا الأدمان. وقد رويت
بضم الدال والأرجح ما ضبطناه بفتحها وإنما ضحت قياسا على الأسماء الدالة على داء وأثبتناها بالفتح لأنها استعارة
وتشبيه لما يصيب الناقة بالدمان الذي هو الرماد وكذلك ضبطها الجوهري. القشام: هو أن ينتفض ثمر النخل أي يسقط
قبل ان يصير بلحا وإنما سمي هذا الداء بهذا الاسم لان القشامة هو ما بقي على المائدة ونحوها مما لا خير فيه: وإنما
ترك لان الناس لم تستسغ أكله والمقشم: الموت، فان كانت التسمية استنادا إلى ذلك صح أيضا أي ان الثمر يموت
قبل بلوغه. المراض: داء يقع في الثمرة فيهلكها.
3374 - بيع السنين: هو بيع ثمر النخلة لسنين عدة قادمة وهو ما يسمى عندنا الضمان فيضمن فيه الشاري نتاج البستاني لسنوات
عديدة قادمة وهي قد تعطى في سنة ولا تعطى في أخرى، وهذا باب فيه ريح المقامرة لان البائع فيه أي صاحب البستان
يقبض المال آمنا متأكدا من الربح والاخر حاله عرضة للتلف لما قد يصيب الشجر من أمراض. وضع الجوائح: إنزال
نسبة من قيمة المعاومة مقابل ما أصاب الثمر من جائحة أو داء أذهب وذلك لأنه لا ضرر ولا ضرار في الاسلام فلا
يصح أن يأخذ أحدهما ماله كاملا ولا يأخذ الاخر الثمر الموعود كاملا وفى هذا دعوة للمؤاساة بين الناس والتواد في
التعامل.
118

ووضع الجوائح قال أبو داود: لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في الثلث شئ، وهو رأى أهل
المدينة.
3375 حدثنا مسدد، ثنا حماد، عن أيوب، عن أبي الزبير وسعيد بن ميناء،
عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المعاومة وقال أحدهما: بيع السنين.
(25) باب في بيع الغرر
3376 حدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبى شيبة، قالا: ثنا ابن إدريس، عن
عبيد الله، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع
الغرر، زاد عثمان: والحصاة.
3377 حدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن عمرو بن السرح، وهذا لفظه قالا: ثنا
سفيان، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم
نهى عن بيعتين وعن لبستين: أما البيعتان فالملامسة والمنابذة، وأما اللبستان فاشتمال
الصماء وأن يحتبى الرجل في ثوب واحد كاشفا عن فرجه، أو لبس على فرجه منه شئ.
3378 حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري،
عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث، زاد:

3375 - المعاومة ربيع السنين أسماء لمسمى واحد.
3376 - بيع الغرر: هو بيع حبل الحبلة أي ان يكون عند المرء مثلا ناقة عشراء توشك أن تضع حملها فيكون البيع هو بيع ما
سوف تحمله الناقة التي في بطنها إن ولدتها وكبرت وحملت وقد تلد بعيرا ذكرا لا يحمل ولا يلد وقد تلد ناقة إذا كبرت
لم تنتج أو قد يصيبها داء فتموت ولا تنتج ولذا أسماه صلى الله عليه وسلم بيع الغرر لان فيه تغريرا بالمشتري فهو يشترى ما لا يعرف عنه
شيئا وما زال في طي الغيب قد يكون وقد لا يكون. وبيع الحصاة في الأرض ان يبيعه مدى ما تصل إليه الحصاة إذا
رماها أو ثمر الشجر مدى ما تصل إليه الحصاة فيكون ثمر الشجر بينه وبين مكان وصول الحصاة مباعا بالثمن المتفق عليه
أو السلعة التي تصيبها الحصاة بين السلع المنشورة امامه ومثله ما كان يجرى في بعض البلاد أن يبيع غطسة الغطاس في
البحر وهو قد يطلع بأصداف فيها لؤلؤ وقد يطلع بأصداف لا شئ فيها وقد لا يطلع الصياد أصلا إذ قد تهاجمه الحيوانات
البحرية وهذا أيضا بيع فيه غرر إذ لا يدرى الشاري ما يشترى أما البائع فينال الثمن كاملا، ومثله بيع السمك في البحر
قبل سحب الشباك.
3377 - الملامسة: أن يلزم المشترى بشراء السلعة التي يلمسها دون أن ينشرها ويراها. والمنابذة: أن يلزم الشاري بشراء ما
ينبذ أي يناله البائع دون ان ينشره ويراه. الصحاء: الثوب لا أكمام له فإذا أراد لابسه ان يخرج يديه اضطر ان يرفع
الثوب وهذا يكشف عن خرجه وأجزاء من جسده.
119

واشتمال الصماء أن يشتمل في ثوب واحد يضع طرفي الثوب على عاتقه الأيسر ويبرز
شقه الأيمن، والمنابذة أن يقول: إذا نبذت إليك هذا الثوب فقد وجب البيع،
والملامسة أن يمسه بيده ولا ينشره ولا يقبله، فإذا مسه وجب البيع.
3379 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عنبسة بن خالد، ثنا يونس، عن ابن
شهاب، قال: أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص، أن أبا سعيد الخدري قال: نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمعنى حديث سفيان وعبد الرزاق جميعا.
3380 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن نافع، عن عبد الله بن
عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع حبل الحبلة.
3381 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن
عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه، وقال: حبل الحبلة أن تنتج الناقة بطنها ثم تحمل التي
نتجت.
(26) باب في بيع المضطر
3382 حدثنا محمد بن عيسى، ثنا هشيم، أخبرنا صالح بن عامر قال أبو
داود كذا قال محمد، ثنا شيخ من بنى تميم، قال: خطبنا علي بن أبي طالب، أو قال:
قال على، قال ابن عيسى: هكذا حدثنا هشيم، قال: سيأتي على الناس زمان عضوض
يعض الموسر على ما في يديه ولم يؤمر بذلك، قال الله تعالى: (ولا تنسوا الفضل
بينكم) ويبايع المضطرون، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع المضطر، وبيع الغرر، وبيع
الثمرة قبل أن تدرك.
(27) باب في الشركة
3383 حدثنا محمد بن سليمان المصيصي، ثنا محمد بن الزبرقان، عن أبي
حيان التيمي، عن أبيه، عن أبي هريرة، رفعه، قال: (إن الله يقول: أنا ثالث
الشريكين، ما لم يخن أحدهما صاحبه، فإذا خانه خرجت من بينهما).

3380 - بيع حبل الحبلة: هو بيع الغرر الذي سبق ذكره.
3382 - (ولا تنسوا الفضل بينكم): سورة البقرة من الآية (238). قبل ان تدرك: قبل ان يبدو صلاحها.
120

(28) باب في المضارب يخالف
3384 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن شبيب بن غرقدة، حدثني الحي، عن
عروة يعنى ابن أبي الجعد البارقي قال: أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم دينارا يشترى به أضحية أو
شاة، فاشترى شاتين، فباع إحداهما بدينار، فأتاه بشاة ودينار، فدعا له بالبركة في بيعه،
فكان لو اشترى ترابا لربح فيه.
3385 حدثنا الحسن بن الصباح، ثنا أبو المنذر، ثنا سعيد بن زيد، هو أخو
حماد بن زيد، ثنا الزبير بن الخريت، عن أبي لبيد، حدثني عروة البارقي، بهذا الخبر،
ولفظه مختلف.
3386 حدثنا محمد بن كثير العبدي، أخبرنا سفيان، حدثني أبو حصين، عن
شيخ من أهل المدينة، عن حكيم بن حزام، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معه بدينار يشترى له
أضحية، فاشتراها بدينار وباعها بدينارين، فرجع فاشترى له أضحية بدينار، وجاء بدينار
إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فتصدق به النبي صلى الله عليه وسلم، ودعا له أن يبارك في تجارته.
(29) باب في الرجل يتجر في مال الرجل بغير إذنه
3387 حدثنا محمد بن العلاء، ثنا أبو أسامة، ثنا عمر بن حمزة، أخبرنا سالم
ابن عبد الله، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من استطاع منكم أن يكون
مثل صاحب فرق الأرز فليكن مثله) قالوا: ومن صاحب فرق الأرز يا رسول الله؟ فذكر
حديث الغار حين سقط عليهم الجبل، فقال كل واحد منهم: اذكروا أحسن عملكم،
قال: (وقال الثالث: اللهم إنك تعلم أنى استأجرت أجيرا بفرق أرز، فلما أمسيت عرضت
عليه حقه فأبى أن يأخذه، وذهب، فثمرته له حتى جمعت له بقرا ورعاءها، فلقيني،
فقال: أعطني حقي، فقلت: اذهب إلى تلك البقر ورعائها فخذها، فذهب فاستاقها).
(30) باب في الشركة على غير رأس مال
3388 حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا يحيى، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن

3387 - الفرق مكيال إن كان ستة عشر رطلا فهو يساوى حوالي 5 كلغ وإن كان 120 رطلا يساوى 114, 37 كلغ. المزارعة،
كراء الأرض للمزارع على أن لصاحبها قسما مما تنتجه أو خراجا معلوما.
121

أبى عبيدة، عن عبد الله، قال: اشتركت أنا وعمار وسعد فيما نصيب يوم بدر، قال:
فجاء سعد بأسيرين ولم أجيئ أنا وعمار بشئ.
(31) باب في المزارعة
3389 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينار، قال:
سمعت ابن عمر يقول: ما كنا نرى بالمزارعة بأسا، حتى سمعت رافع بن خديج يقول:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها، فذكرته لطاوس، فقال: قال لي ابن عباس: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينه عنها، ولكن قال: (لان يمنح أحدكم أرضه خير من أن يأخذ
عليها خراجا معلوما).
3390 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا ابن علية، ح وثنا مسدد، ثنا بشر،
المعنى، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار، عن الوليد بن أبي
الوليد، عن عروة بن الزبير، قال: قال زيد بن ثابت: يغفر الله لرافع بن خديج، أنا
والله أعلم بالحديث منه، إنما أتاه رجلان، قال مسدد: من الأنصار، ثم اتفقا: قد اقتتلا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن كان هذا شأنكم فلا تكروا المزارع) زاد مسدد: فسمع قوله:
لا تكروا المزارع).
3391 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا إبراهيم بن
سعد، عن محمد بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن محمد بن
عبد الرحمن بن أبي لبيبة، عن سعيد بن المسيب، عن سعد، قال: كنا نكري الأرض
بما على السواقي من الزرع وما سعد بالماء منها، فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وأمرنا أن
نكريها بذهب أو فضة.
3392 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى، ثنا الأوزاعي، ح، وثنا
قتيبة بن سعيد، ثنا ليث، كلاهما عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، واللفظ للأوزاعي،
حدثني حنظلة بن قيس الأنصاري، قال: سألت رافع بن خديج عن كراء الأرض بالذهب
والورق، فقال: لا بأس بها، إنما كان الناس يؤاجرون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بما على
الماذيانات وإقبال الجداول وأشياء من الزرع، فيهلك هذا ويسلم هذا، ويسلم هذا ويهلك

3392 - الماذيانات: ما ينبت على حافتي مسيل الماء والسواقي وهو فارسي معرب.
122

هذا، ولم يكن للناس كراء إلا هذا، فلذلك زجر عنه، فأما شئ مضمون معلوم فلا بأس
به، وحديث إبراهيم أتم، وقال قتيبة: عن حنظلة عن رافع، قال أبو داود: رواية يحيى
ابن سعيد عن حنظلة نحوه.
3393 حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن
حنظلة بن قيس، أنه سأل رافع بن خديج عن كراء الأرض، فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن كراء الأرض، فقلت: أبالذهب والورق؟ فقال: أما بالذهب والورق فلا بأس به.
(32) باب في التشديد في ذلك
3394 حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، حدثني أبي، عن جدي الليث،
حدثني عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر، أن ابن عمر كان
يكرى أرضه حتى بلغه أن رافع بن خديج الأنصاري حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى
عن كراء الأرض، فلقيه عبد الله فقال: يا ابن خديج، ماذا تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في
كراء الأرض؟ قال رافع لعبد الله بن عمر: سمعت عمى وكانا قد شهدا بدرا يحدثان
أهل الدار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كراء الأرض، قال عبد الله: والله لقد كنت أعلم في
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأرض تكرى، ثم خشي عبد الله أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث
في ذلك شيئا لم يكن علمه فترك كراء الأرض، قال أبو داود: رواه أيوب وعبيد الله وكثير
ابن فرقد ومالك عن نافع عن رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه الأوزاعي عن حفص بن عنان عن
نافع عن رافع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك رواه زيد بن أبي أنيسة عن الحكم، عن
نافع عن ابن عمر أنه أتى رافعا فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم، وكذا قال
عكرمة بن عمار عن أبي النجاشي عن رافع بن خديج قال: سمعت النبي عليه والسلام،
ورواه الأوزاعي عن أبي النجاشي عن رافع بن خديج عن عمه ظهير بن رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال أبو داود: أبو النجاشي عطاء بن صهيب.
3395 حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، ثنا خالد بن الحرث، ثنا سعيد، عن

3395 - المخابرة: هي المعاملة على زرع الأرض ببعض ما يخرج منها وقد اشتق هذا من اسم خيبر لأنها أول أرض عوملت
كذلك وخابره أي عامله على زرعه كمعاملة أهل خيبر.
123

يعلى بن حكيم، عن سليمان بن يسار، أن رافع بن خديج قال: كنا نخابر على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أن بعض عمومته أتاه فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمر كان لنا
نافعا، وطواعية الله ورسوله أنفع لنا وأنفع، قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت له أرض فليزرعها أو فليزرعها أخاه ولا يكاريها بثلث ولا بربع
ولا بطعام مسمى).
3396 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، قال: كتب إلى
يعلى بن حكيم أنى سمعت سليمان بن يسار، بمعنى إسناد عبيد الله وحديثه.
3397 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، ثنا عمر بن ذر، عن مجاهد، عن
ابن رافع بن خديج، عن أبيه، قال: جاءنا أبو رافع من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: نهانا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمر كان يرفق بنا، وطاعة الله وطاعة رسوله أرفق بنا، نهانا أن يزرع
أحدنا إلا أرضا يملك رقبتها أو منيحة يمنحها رجل.
3398 - حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، أن
أسيد بن ظهير قال: جاءنا رافع بن خديج، فقال: إن رسول الله ينهاكم عن أمر كان لكم
نافعا، وطاعة الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفع لكم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهاكم عن الحقل
وقال: (من استغنى عن أرضه فليمنحها أخاه أو ليدع) قال أبو داود: وهكذا رواه شعبة
ومفضل بن مهلهل عن منصور، قال شعبة: أسيد ابن أخي رافع بن خديج.
3399 حدثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى، ثنا أبو جعفر الخطمي، قال: بعثني
عمى أنا وغلاما له إلى سعيد بن المسيب، قال: فقلنا له: شئ بلغنا عنك في المزارعة،
قال: كان ابن عمر لا يرى بها بأسا، حتى بلغه عن رافع بن خديج حديث فأتاه فأخبره رافع
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بنى حارثة فرأى زرعا في أرض ظهير، فقال: (ما أحسن زرع
ظهير)!! قالوا: ليس لظهير، قال: (أليس أرض ظهير)؟ قالوا: بلى، ولكنه زرع
فلان، قال: (فخذوا زرعكم وردوا عليه النفقة): قال رافع: فأخذنا زرعنا ورددنا إليه
النفقة، قال سعيد: أفقر أخاك أو أكره بالدراهم.

3397 - فيحة الأرض: أن يهب الواحد للآخر حق استثمار الأرض وزرعها دون مقابل على أن يبقى ملك الأرض لصاحبها.
3399 - أفقر أخال: أركبه فقار الأرض أي امنحه حق زرعها والاستفادة منها ان لم تكن بحاجة إليها.
124

3400 حدثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص، ثنا طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد
ابن المسيب، عن رافع بن خديج، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المحاقلة والمزابنة،
وقال: (إنما يزرع ثلاثة: رجل له أرض فهو يزرعها، ورجل منح أرضا فهو يزرع ما
منح، ورجل استكرى أرضا بذهب أو فضة).
3401 قال أبو داود: قرأت على سعيد بن يعقوب الطالقاني، قلت له:
حدثكم ابن المبارك، عن سعيد أبى شجاع، حدثني عثمان بن سهل بن رافع بن خديج،
قال: إني ليتيم في حجر رافع بن خديج وحججت معه فجاءه أخي عمران بن سهل فقال:
أكرينا أرضنا فلانة بمائتي درهم، فقال: دعه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كراء الأرض.
3402 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا الفضل بن دكين، ثنا بكير يعنى ابن
عامر عن ابن أبي نعم، حدثني رافع بن خديج، أنه زرع أرضا فمر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو
يسقيها، فسأله: (لمن الزرع؟ ولمن الأرض)؟ فقال: زرعي ببذري وعملي، لي
الشطر ولبني فلان الشطر، فقال: (أربيتما فرد الأرض على أهلها وخذ نفقتك).
(33) باب في زرع الأرض بغير إذن صاحبها
3403 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن عطاء، عن
رافع بن خديج قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من زرع في أرض قوم بغير إذنهم فليس له
من الزرع شئ وله نفقته).
(34) باب في المخابرة
3404 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا إسماعيل، ح وثنا مسدد، أن حمادا
و عبد الوارث حدثاهم، كلهم عن أيوب، عن أبي الزبير، قال: عن حماد وسعيد بن
ميناء، ثم اتفقوا: عن جابر بن عبد الله، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المحاقلة والمزابنة

3404 - المحاقلة بيع الزرع ما زال في حقله بالحب الجاهز للتسليم. المزابنة: بيع الرطب بالتمر. المخابرة: سبق
شرحها. المعاومة: سبق شرحها. الثنيا: بيع ثمر الشجر على أن يكون لصاحب الأرض والشجر ثمر كذا نخلة أو
شجرة دون تحديد فهو بالتالي سيختار الأفضل ويترك الأسوء للمبتاع أما ان حدد نخلات أو شجرات بعينها فلا بأس
بذلك أو ان حدد ربع أو ثلث الثمار أيضا فلا بأس لأنه شئ معلوم والمكروه أن يكون الاتفاق أن للفلاح أو المشترى
بعضها وللبائع أو صاحب الأرض بعضها دون تحديد لان البيع يكون بيعا لمجهول فهو بيع غرر.
125

والمخابرة والمعاومة، قال عن حماد: وقال أحدهما: والمعاومة، وقال الآخر: بيع
السنين، ثم اتفقوا: وعن الثنيا، ورخص في العرايا.
3405 حدثنا أبو حفص عمر بن يزيد السياري، ثنا عباد بن العوام، عن
سفيان بن حسين، عن يونس بن عبيد، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، قال: نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزابنة والمحاقلة وعن الثنيا إلا أن يعلم.
3406 حدثنا يحيى بن معين، ثنا ابن رجاء يعنى المكي قال: ابن خيثم
حدثني، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(من لم يذر المخابرة فليأذن بحرب من الله ورسوله).
3407 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عمر بن أيوب، عن جعفر بن برقان، عن
ثابت بن الحجاج، عن زيد بن ثابت، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المخابرة، قلت:
وما المخابرة؟ قال: أن تأخذ الأرض بنصف أو ثلث أو ربع.
(35) باب في المساقاة
3408 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن
عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج من ثمر أو زرع.
3409 حدثنا قتيبة بن سعيد، عن الليث، عن محمد بن عبد الرحمن يعنى ابن
غنج عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع إلى يهود خيبر نخل خيبر وأرضها على أن
يعتملوها من أموالهم وأن لرسول الله صلى الله عليه وسلم شطر ثمرتها.
3410 حدثنا أيوب بن محمد الرقي، ثنا عمر بن أيوب، ثنا جعفر بن برقان، عن
ميمون بن مهران، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر واشترط
أن له الأرض وكل صفراء وبيضاء، قال أهل خيبر: نحن أعلم بالأرض منكم فأعطناها على
أن لكم نصف الثمرة ولنا نصف، فزعم أنه أعطاهم على ذلك، فلما كان حين يصرم النخل
بعث إليهم عبد الله بن رواحة فحزر عليهم النخل، وهو الذي يسميه أهل المدينة
الخرص، فقال: في ذه كذا وكذا، قالوا: أكثرت علينا يا ابن رواحة، فقال: فأنا إلى
حزر النخل وأعطيكم نصف الذي قلت، قالوا: هذا الحق وبه تقوم السماء والأرض،
قد رضينا أن نأخذه بالذي قلت.
126

3411 حدثنا علي بن سهل الرملي، ثنا زيد بن أبي الزرقاء، عن جعفر بن
برقان، بإسناده ومعناه، قال: فحزر، وقال عند قوله: (وكل صفراء وبيضاء): يعنى
الذهب والفضة له.
3412 حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا كثير يعنى ابن هشام عن جعفر
ابن برقان، ثنا ميمون، عن مقسم، أن النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فذكر نحو حديث
زيد، قال: فحزر النخل، وقال: فأنا ألي جذاذ النخل وأعطيكم نصف الذي قلت.
(36) باب في الخرص
3413 حدثنا يحيى بن معين، ثنا حجاج، عن ابن جريح، قال: أخبرت عن
ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث عبد الله
ابن رواحة فيخرص النخل حين يطيب قبل أن يؤكل منه، ثم يخير يهود يأخذونه بذلك
الخرص أو يدفعونه إليهم بذلك الخرص، لكي تحصى الزكاة قبل أن تؤكل الثمار وتفرق.
3414 حدثنا ابن أبي خلف، ثنا محمد بن سابق، عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي
الزبير، عن جابر أنه قال: أفاء الله على رسوله خيبر، فأقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما
كانوا، وجعلها بينه وبينهم، فبعث عبد الله بن رواحة فخرصها عليهم.
3415 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق ومحمد بن بكر، قالا: ثنا ابن
جريح، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: خرصها ابن رواحة أربعين
ألف وسق، وزعم أن اليهود لما خيرهم ابن رواحة أخذوا الثمر وعليهم عشرون ألف
وسق.
(آخر كتاب البيوع)

3413 - الخرص والحرز تخمين كمية الثمر الذي تحمله الشجر.
127

18 - كتاب الإجارة
[56 بابا: 154 حديثا]
(1) باب في كسب المعلم
3416 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع وحميد بن عبد الرحمن الرواسي،
عن مغيرة بن زياد، عن عبادة بن نسي، عن الأسود بن ثعلبة، عن عبادة بن الصامت،
قال: علمت ناسا من أهل الصفة الكتاب والقرآن، فأهدى إلى رجل منهم قوسا، فقلت:
ليست بمال وأرمى عنها في سبيل الله عز وجل؟ لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه، فأتيته،
فقلت: يا رسول الله، رجل أهدى إلى قوسا ممن كنت أعلمه الكتاب والقرآن، وليست
بمال وأرمى عنها في سبيل الله، قال: (إن كنت تحب أن تطوق طوقا من نار فاقبلها).
3417 حدثنا عمرو بن عثمان وكثير بن عبيد، قالا: ثنا بقية، حدثني بشر بن
عبد الله بن يسار، قال عمرو: حدثني عبادة بن نسي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة
ابن الصامت، نحو هذا الخبر، والأول أتم، فقلت: ما ترى فيها يا رسول الله؟ فقال:
(جمرة بين كتفيك تقلدتها) أو (تعلقتها).
(2) باب في كسب الأطباء
3418 حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن أبي المتوكل، عن أبي
سعيد الخدري، أن رهطا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا في سفرة سافروها، فنزلوا
بحي من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبوا أن يضيفوهم، قال: فلدغ سيد ذلك الحي،
فشفوا له بكل شئ لا ينفعه شئ، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا بكم
لعل أن يكون عند بعضهم شئ ينفع صاحبكم، فقال بعضهم: إن سيدنا لدغ فشفينا له
بكل شئ فلا ينفعه شئ فهل عند أحد منكم شئ يشفى صاحبنا؟ يعنى رقية، فقال

3418 - جعلا: أجرا معلوما. أنشط من عقال: فك من رباط ووثاق.
128

رجل من القوم: إني لأرقي ولكن استضفناكم فأبيتم أن تضيفونا، ما أنا براق حتى تجعلوا
لي جعلا، فجعلوا له قطيعا من الشاء، فأتاه فقرأ عليه بأم الكتاب، ويتفل حتى برأ كأنما
أنشط من عقال، فأوفاهم جعلهم الذي صالحوه عليه، فقالوا: اقتسموا، فقال الذي
رقي: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنستأمره، فغدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أين علمتم أنها رقية؟؟ أحسنتم واضربوا لي معكم بسهم).
3419 حدثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام بن حسان،
عن محمد بن سيرين، عن أخيه معبد بن سيرين، عن أبي سعيد الخدري، عن
النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث.
3420 حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي
السفر، عن الشعبي، عن خارجة بن الصلت، عن عمه أنه مر بقوم فأتوه فقالوا: إنك
جئت من عند هذا الرجل بخير فارق لنا هذا الرجل، فأتوه برجل معتوه في القيود، فرقاه بأم
القرآن ثلاثة أيام غدوة وعشية، كلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل فكأنما أنشط من عقال،
فأعطوه شيئا، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل فلعمري لمن أكل برقية
باطل لقد أكلت برقية حق).
(3) باب في كسب الحجام
3421 حدثنا موسى بن إسماعيل، أخبرنا أبان، عن يحيى، عن إبراهيم بن
عبد الله يعنى ابن قارظ عن السائب بن يزيد، عن رافع عن بن خديج، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: (كسب الحجام خبيث، وثمن الكلب خبيث، ومهر البغي خبيث).
3422 حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن ابن
محيصة، عن أبيه، أنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إجارة الحجام، فنهاه عنها، فلم يزل
يسأله ويستأذنه حتى أمره أن أعلفه ناضحك ورقيقك.
3423 حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن

3421 - والحجامة إخراج الدم من الجلد بالشرط أي المحجم وهو نوع قديم من أنواع العلاج. وإنما كراهة أجر الحجام لأنه
أجر اخراج دم وليس حراما لان الرسول صلى الله عليه وسلم قد احتجم وادي للحجام أجره ولو علمه حراما لم يعطه وفى ذلك حديث ابن
عباس (3423). مهر البغي: أجرها على الزنا.
3422 - الناضح: البعير أو الناقة التي ينقل عليها الماء.
129

عباس، قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام أجره، ولو علمه خبيثا لم يعطه.
3424 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك أنه
قال: حجم أبو طيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر له بصاع من تمر، وأمر أهله أن يخففوا عنه من
خراجه.
(4) باب في كسب الإماء
3425 حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن محمد بن جحادة،
قال: سمعت أبا حازم، سمع أبا هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب الإماء.
3426 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا عكرمة، حدثني
طارق بن عبد الرحمن القرشي، قال: جاء رافع بن رفاعة إلى مجلس الأنصار، فقال:
لقد نهانا نبي الله صلى الله عليه وسلم اليوم، فذكر أشياء (ونهى عن كسب الأمة إلا ما عملت بيدها) وقال
هكذا بأصابعه نحو الخبز والغزل والنفش.
3427 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن أبي فديك، عن عبيد الله يعنى ابن
هرير عن أبيه، عن جده رافع هو ابن خديج قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب الأمة
حتى يعلم من أين هو.
(5) باب في حلوان الكاهن
3428 حدثنا قتيبة، عن سفيان، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن،
عن أبي مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي، وحلوان الكاهن.
(6) باب في عسب الفحل
3429 - حدثنا مسدد بن مسرهد، ثنا إسماعيل، عن علي بن الحكم، عن
نافع، عن ابن عمر، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل.

3425 - وإنما النهى عن ذلك كي لا تلزم الأمة بأداء المال المعنى لسيدها وربما لا مهنة لديها فتلجأ إلى الزنا.
3428 - حلوان الكاهن: ما يعطى له مقابل تكهنه ولما كانت الكهانة نفسها حرام فأجرها حرام.
3429 - عسب الفحل: أجر فحل الإبل يعاد لمن عنده نوق ولا فحل لها كي يلقحها فتنتج.
130

(7) باب في الصائغ
3430 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، أخبرنا محمد بن
إسحاق، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي ماجدة، قال: قطعت من أذن غلام أو قطع
من أذني، فقدم علينا أبو بكر حاجا، فاجتمعنا إليه، فرفعنا إلى عمر بن الخطاب، فقال
عمر: إن هذا قد بلغ القصاص، ادعو إلى حجاما ليقتص منه، فلما دعى الحجام قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إني وهبت لخالتي غلاما وأنا أرجو أن يبارك لها فيه،
فقلت لها: لا تسلميه حجاما ولا صائغا ولا قصابا) قال أبو داود: روى عبد الأعلى،
عن ابن إسحاق قال ابن ماجدة رجل من بنى سهم، عن عمر بن الخطاب.
3431 حدثنا يوسف بن موسى، ثنا سلمة بن الفضل، ثنا ابن إسحاق، عن
العلاء بن عبد الرحمن الحرقي عن ابن ماجدة السهمي، عن عمر بن خطاب، عن
النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه.
3432 حدثنا الفضل بن يعقوب، ثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، ثنا
العلاء بن عبد الرحمن الحرقي، عن ابن ماجدة السهمي، عن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله.
(8) باب في العبد يباع وله مال
3433 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (من باع عبدا وله مال فماله للبائع إلا أن يشترط المبتاع، ومن باع
نخلا مؤبرا فالثمرة للبائع إلا أن يشترط المبتاع).
3434 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقصة العبد، وعن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، بقصة النخل قال
أبو داود: واختلف الزهري ونافع في أربعة أحاديث هذا أحدها.
3435 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، حدثني سلمة بن كهيل، حدثني

3433 - مؤبرا: ملقحا قد عقد زهره والنخل تؤبر بواسطة الانسان فينقل طلع النخل الذكر إلى النخل الأنثى ليحمل والا لم
يحمل أو حمل ثمرا صغيرا لا يؤكل.
131

من سمع جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من باع عبدا وله مال فماله للبائع
إلا أن يشترط المبتاع).
(9) باب في التلقي
3436 حدثنا عبد الله بن مسلمة [القعنبي]، عن مالك، عن نافع، عن
عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يبع بعضكم على بيع بعض، ولا تلقوا
السلع حتى يهبط بها الأسواق).
3437 حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة، ثنا عبيد الله يعنى ابن عمرو الرقي عن
أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تلقى الجلب فإن تلقاه
متلق مشتر فاشتراه فصاحب السلعة بالخيار، إذا وردت السوق، قال أبو علي: سمعت
أبا داود يقول: قال سفيان: لا يبع بعضكم على بيع بعض أن يقول: إن عندي خيرا منه
بعشرة.
(10) باب في النهى عن النجش
3438 حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، ثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد
بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تناجشوا).
(11) باب في النهى أن يبيع حاضر لباد
3439 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن ابن طاوس،
عن أبيه، عن ابن عباس، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيع حاضر لباد، فقلت: ما يبيع
حاضر لباد؟ قال: لا يكون له سمسارا.
3440 حدثنا زهير بن حرب، أن محمد بن الزبرقان أبا همام حدثهم، قال
زهير: وكان ثقة، عن يونس، عن الحسن، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا
يبيع حاضر لباد وإن كان أخاه أو أباه) قال أبو داود: سمعت حفص بن عمر يقول: حدثنا

3436 - وهذا لمنع الاحتكار.
3438 - المناجشة والتناجش أن يزايد الرجل على السلعة ولا يريد شراءها وإنما هو اتفاق بينه وبين البائع ليرفع ثمنها فيأخذها
المشترى بثمن أعلى من ثمنها الحقيقي.
132

أبو هلال ثنا محمد عن أنس بن مالك قال: كان يقال لا يبيع حاضر لباد، وهي كلمة جامعة
لا يبيع له شيئا ولا يبتاع له شيئا.
3441 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن محمد بن إسحاق، عن سالم
المكي، أن أعرابيا حدثه، أنه قدم بحلوبة له على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل على طلحة
ابن عبيد الله، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبيع حاضر لباد، ولكن اذهب إلى السوق فانظر
من يبايعك فشاروني حتى آمرك أو أنهاك.
3442 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا زهير، ثنا أبو الزبير، عن جابر،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يبيع حاضر لباد، وذروا الناس يرزق الله بعضهم من
بعض).
(12) باب من اشترى مصراة فكرهها
3443 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج،
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تلقوا الركبان للبيع، ولا يبع بعضكم على
بيع بعض، ولا تصروا الإبل والغنم، فمن ابتاعها بعد ذلك فهو بخير النظرين بعد أن
يحلبها: فإن رضيها أمسكها، وإن سخطها ردها وصاعا من تمر).
3444 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن أيوب وهشام وحبيب، عن
محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من اشترى شاة مصراة فهو
بالخيار ثلاثة أيام إن شاء ردها وصاعا من طعام لا سمراء).
3445 حدثنا عبد الله بن مخلد التميمي، ثنا المكي يعنى ابن إبراهيم ثنا ابن
جريج، حدثني زياد، أن ثابتا مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره، أنه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اشترى غنما مصراة احتلبها: فإن رضيها أمسكها، وإن سخطها
ففي حلبتها صاع من تمر).
3446 حدثنا أبو كامل، ثنا عبد الواحد، ثنا صدقة بن سعيد، عن جميع بن

3443 - المصراة: الناقة أو الشاة يترك حلبها عدة أيام حتى يجتمع اللبن في ضرعها فيظنها المشترى غزيرة الحليب فيشتريها بما
يطلبه البائع من ثمن.
3446 - المحفلة: هي المصراة وسحبت المحفلة لان ضرعها يكون حافلا أي ممتلئا متضمخا من الحليب.
133

عمير التيمي، قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ابتاع
محفلة فهو بالخيار ثلاثة أيام، فإن ردها رد معها مثل أو مثلي لبنها قمحا).
(13) باب في النهى عن الحكرة
3447 حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد، عن عمرو بن يحيى، عن محمد بن
عمرو بن عطاء، عن سعيد بن المسيب، عن معمر بن أبي معمر أحد بنى عدى بن كعب،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحتكر إلا خاطئ) فقلت لسعيد: فإنك تحتكر، قال:
ومعمر كان يحتكر، قال أبو داود: وسألت أحمد ما الحكرة؟ قال: ما فيه عيش الناس
قال أبو داود: قال الأوزاعي: المحتكر من يعترض السوق.
3448 حدثنا محمد بن يحيى بن فياض، ثنا أبي، ح وثنا ابن المثنى، ثنا يحيى
ابن الفياض، ثنا همام، عن قتادة، قال: ليس في التمر حكرة، قال ابن المثنى: قال:
عن الحسن، فقلنا له: لا تقل عن الحسن، قال أبو داود: هذا الحديث عندنا باطل، قال
أبو داود: كان سعيد بن المسيب يحتكر النوى والخبط والبزر، سمعت أحمد بن يونس
يقول: سألت سفيان عن كبس ألقت، فقال: كانوا يكرهون الحكرة، وسألت أبا بكر بن
عياش، فقال: اكبسه.
(14) باب في كسر الدراهم
3449 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا معتمر، سمعت محمد بن فضاء يحدث، عن
أبيه، عن علقمة بن عبد الله، عن أبيه، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تكسر سكة
المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس.
(15) باب في التسعير
3450 حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي، أن سليمان بن بلال حدثهم، حدثني
العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رجلا جاء فقال: يا رسول الله،

3448 - ألقت: هي الفصفصة الرطبة، من علف الدواب واليابسة منها أيضا وكانوا يشترونه ويجففونه ويكبسونه أحمالا تحفظ لما
بعد الموسم والمقصود أن يشتريه من السوق والفلاحين ويجمعه عنده.
3450 - سعر: ثبت لكل شئ سعرا.
134

سعر، فقال: (بل أدعو) ثم جاءه رجل، فقال: يا رسول الله، سعر، فقال: (بل الله
يخفض ويرفع، وإني لأرجو أن ألقى الله وليس لأحد عندي مظلمة).
3451 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت،
عن أنس وقتادة وحميد، عن أنس، قال: قال الناس: يا رسول الله، غلا السعر فسعر
لنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق، وإني لأرجو أن
ألقى الله وليس أحد منكم يطالبني بمظلمة في دم ولا مال).
(16) باب في النهى عن الغش
3452 حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا سفيان بن عيينة، عن العلاء،
عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يبيع طعاما، فسأله: (كيف
تبيع)؟ فأخبره، فأوحى إليه أن أدخل يدك فيه، فأدخل يده فيه، فإذا هو مبلول، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من غش ".
3453 حدثنا الحسن بن الصباح، عن علي، عن يحيى، قال: كان سفيان
يكره هذا التفسير ليس منا ليس مثلنا.
(17) باب في خيار المتبايعين
3454 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن نافع، عن عبد الله بن
عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المتبايعان كل واحد منهما بالخيار على صاحبه ما لم
يفترقا، إلا بيع الخيار).
3455 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن
عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمعناه، قال: (أو يقول أحدهما لصاحبه: اختر).
3456 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن ابن عجلان، عن عمرو بن
شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(المتبايعان بالخيار ما لم يفترقا، إلا أن تكون صفقة خيار، ولا يحل له أن يفارق صاحبه
خشية أن يستقيله).

3454 - بالخيار: أي لأي واحد منها الحق بنقض البيع ما لم يفترقا. بيع الخيار: أي يعطى البائع المشترى فرصة لفترة معينة
هو فيها بالخيار إن شاء أمضى البيع وإن شاء نقضه.
3456 - خشية أن يستقيله: خوف ان يطلب إقالته من الشراء أي نقض البيع.
135

3457 حدثنا مسدد، ثنا حماد، عن جميل بن مرة، عن أبي الوضئ، قال:
غزونا غزوة لنا، فنزلنا منزلا، فباع صاحب لنا فرسا بغلام، ثم أقاما بقية يومهما وليلتهما،
فلما أصبحا من الغد حضر الرحيل فقام إلى فرسه يسرجه فندم، فأتى الرجل وأخذه بالبيع،
فأبى الرجل ان يدفعه إليه، فقال: بيني وبينك أبو برزة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيا أبا برزة في
ناحية العسكر، فقالا له هذه القصة، فقال: أترضيان أن أقضى بينكما بقضاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا) قال هشام بن حسان:
حدث جميل أنه قال: ما أراكما افترقتما.
3458 حدثنا محمد بن حاتم الجرجرائي، قال: مروان الفزاري أخبرنا، عن
يحيى بن أيوب، قال: كان أبو زرعة إذا بايع رجلا خيره، قال: ثم يقول: خيرني،
ويقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه سلم: (لا يفترقن اثنان إلا عن تراض).
3459 حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن
عبد الله بن الحارث، عن حكيم بن حزام، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (البيعان بالخيار
ما لم يفترقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت البركة من
بيعهما) قال أبو داود: وكذلك رواه سعيد بن أبي عروبة وحماد، وأما همام فقال: (حتى
يتفرقا أو يختارا) ثلاث مرار.
(18) باب في فضل الإقالة
3460 حدثنا يحيى بن معين، ثنا حفص، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أقال مسلما أقاله الله عثرته).
(19) باب فيمن باع بيعتين في بيعة
3461 حدثنا أبو بكر بن أبن شيبة، عن يحيى بن زكريا، عن محمد بن عمرو:

3459 - كتما وكذبا: في مواصفات السلعة وعيوبها.
3460 - أقاله: قبل منه نقض البيع.
3461 - بيعتين في بيعة: أي أن يقول له نقدا بكذا ونسيئة مؤجلة بكذا أي بأكثر من السعر الأول. له أوكسهما: له أدنى
السعرين وأقلهما.
136

عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا).
(20) باب في النهى عن العينة
3462 حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، أخبرني حياة بن
شريح، ح وثنا جعفر بن مسافر التنيسي، ثنا عبد الله بن يحيى البرلسي، ثنا حياة بن
شريح، عن إسحاق أبى عبد الرحمن، قال سليمان: عن أبي عبد الرحمن الخراساني،
أن عطاء الخراساني حدثه، أن نافعا حدثه، عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله
عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) قال أبو داود: الاخبار لجعفر، وهذا لفظه.
(21) باب في السلف
3463 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن
عبيد الله بن كثير، عن أبي المنهال، عن ابن عباس، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة
وهم يسلفون في التمر السنة والسنتين والثلاثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أسلف في تمر
فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل معلوم).
3464 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، ح وثنا ابن كثير، أخبرنا شعبة،
أخبرني محمد أو عبد الله بن مجالد، قال: اختلف عبد الله بن شداد وأبو بردة في
السلف، فبعثوني إلى ابن أبي أوفى، فسألته، فقال: إن كنا نسلف على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر، في الحنطة والشعير والتمر والزبيب، زاد ابن كثير: إلى
قوم ما هو عندهم، ثم اتفقا: وسألت ابن أبزى فقال مثل ذلك.

3462 - بيع العينة: بيع العين بالدين وان تبيع السلعة بثمن إلى أجل ثم تشتريها بالنقد بثمن أقل وهذا احتيال للربا فيقول الأول
للآخر أبيعك هذه السلعة بمائة إلى سنة ثم يشتريها منه بثمانين نقدا أي انه يعطيه الثمانين نقدا ليأخذها مائة بعد أجل
والفرق هو ربا المال إنما دون شكليات الربا المعتادة. يظنون أنهم بذلك يخادعون الله والله يعلم ما يفعلون وحسابهم
حساب المرابي.
3463 - السلف والسلم هو دفع مبلغ معين سلفا من المشترى إلى المزارع يعينه به على زرع ارضه على أن يبيعه نتاج الأرض
عند حصاده أو ثمر النخل عند جذاذه والسلف قد يكون بنقد أو ثمر يحتاجه الاخر لطعامه.
137

3465 حدثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى وابن مهدي، قالا: ثنا شعبة، عن
عبد الله بن أبي المجالد، وقال عبد الرحمن: عن ابن أبي المجالد، بهذا الحديث،
قال: عند قوم ما هو عندهم، قال أبو داود: الصواب ابن أبي المجالد، وشعبة أخطأ فيه.
3466 حدثنا محمد بن المصفى، ثنا أبو المغيرة، ثنا عبد الملك بن أبي غنية،
حدثني أبو إسحاق، عن عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي، قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
الشام، فكان يأتينا أنباط من أنباط الشام فنسلفهم في البر والزيت سعرا معلوما وأجلا
معلوما، فقيل له: ممن له ذلك؟ قال: ما كنا نسألهم.
(22) باب في السلم في ثمرة بعينها
3467 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن رجل
نجراني، عن ابن عمر، أن رجلا أسلف رجلا في نخل، فلم تخرج تلك السنة شيئا،
فاختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (بم تستحل ماله؟ أردد عليه ماله) ثم قال: (لا تسلفوا
في النخل حتى يبدو صلاحه).
(23) باب السلف لا يحول
3468 حدثنا محمد بن عيسى، ثنا أبو بدر، عن زياد بن خيثمة، عن سعد
يعنى الطائي عن عطية بن سعد، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من أسلف في شئ فلا يصرفه إلى غيره).
(24) باب في وضع الجائحة
3469 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن بكير، عن عياض بن عبد الله،
عن أبي سعيد الخدري، أنه قال: أصيب رجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمار ابتاعها،
فكثر دينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تصدقوا عليه) فتصدق الناس عليه، فلم يبلغ ذلك
وفاء دينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خذوا ما وجدتم، وليس لكم إلا ذلك).
3470 حدثنا سليمان بن داود المهري وأحمد بن سعيد الهمداني، قالا: أخبرنا

3466 - ممن له ذلك: أي لمن يملك هذه السلع.
3468 - لا يعرفه إلى غيره: أي إن أسلف في تمر لا يطلب به حنطة وهكذا.
138

ابن وهب، قال: أخبرني ابن جريج، ح وثنا محمد بن معمر، ثنا أبو عاصم، عن ابن
جريج، المعنى، أن أبا الزبير المكي أخبره، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: (إن بعت من أخيك تمرا فأصابتها جائحة فلا يحل لك أن تأخذ منه شيئا، بم تأخذ
مال أخيك بغير حق)؟.
(25) باب في تفسير الجائحة
3471 حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، أخبرني عثمان بن
الحكم، عن ابن جريج، عن عطاء، قال: الجوائح كل ظاهر مفسد من مطر أو برد أو
جراد أو ريح أو حريق.
3472 حدثنا سليمان بن داود، أخبرنا ابن وهب، أخبرني عثمان بن الحكم،
عن يحيى بن سعيد، أنه قال: لا جائحة فيما أصيب دون ثلث رأس المال، قال يحيى:
وذلك في سنة المسلمين.
(26) باب في منع الماء
3473 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ).
3474 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، ثنا الأعمش، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة: رجل منع
ابن السبيل فضل ماء عنده، ورجل حلف على سلعة بعد العصر يعنى كاذبا ورجل بايع
إماما فإن أعطاه وفى له وإن لم يعطه لم يف له).
3475 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، بإسناده ومعناه،
قال: ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، وقال في السلعة: بالله لقد أعطى بها كذا وكذا فصدقه
الآخر فأخذها).
3476 حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا كهمس، عن سيار بن منظور رجل
من بنى فزارة، عن أبيه، عن امرأة يقال لها بهيسة، عن أبيها، قالت: استأذن أبى

3473 - فضل الماء: هو ما زاد عن حاجته وحاجة أرضه من الري. الكلأ: النبات والعشب.
139

النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل بينه وبين قميصه فجعل يقبل ويلتزم، ثم قال: يا نبي الله، ما الشئ
الذي لا يحل منعه؟ قال: (الماء) قال: يا نبي الله، ما الشئ الذي لا يحل منعه؟
قال: (الملح) قال: يا نبي الله، ما الشئ الذي لا يحل منعه؟ قال: (أن تفعل الخير
خير لك).
3477 حدثنا علي بن الجعد اللؤلؤي، أخبرنا حريز بن عثمان، عن حبان بن
زيد الشرعبي، عن رجل من قرن، ح وثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا حريز بن
عثمان، ثنا أبو خداش، وهذا لفظ على، عن رجل من المهاجرين من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم، قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا أسمعه يقول: (المسلمون شركاء في ثلاث:
في الكلأ، والماء، والنار).
(27) باب في بيع فضل الماء
3478 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا داود بن عبد الرحمن العطار، عن
عمر بن دينار، عن أبي المنهال، عن إياس بن عبد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع
فضل الماء.
(28) باب في ثمن السنور
3479 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي ح وثنا الربيع بن نافع أبو توبة وعلي بن
بحر، قالا: ثنا عيسى، وقال إبراهيم: أخبرنا، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن
جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب والسنور.
3480 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، ثنا عمر بن زيد الصنعاني، أنه
سمع أبا الزبير، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الهرة.
(29) باب في أثمان الكلاب
3481 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي بكر بن

3477 - أي هذه الثلاث لا يحل منعها من محتاجها.
3479 - السنور: الهر.
140

عبد الرحمن، عن أبي مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي،
وحلوان الكاهن.
3482 حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة، ثنا عبيد الله يعنى ابن عمرو عن عبد
الكريم، عن قيس بن حبتر، عن عبد الله بن عباس، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن
الكلب، وإن جاء يطلب ثمن الكلب فاملأ كفه ترابا.
3483 حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، أخبرني عون بن أبي جحيفة، أن
أباه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب.
3484 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، حدثني معروف بن سويد
الجذامي، أن علي بن رباح اللخمي حدثه، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل ثمن الكلب، ولا حلوان الكاهن، ولا مهر البغي).
(30) باب في ثمن الخمر والميتة
3485 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، ثنا معاوية بن صالح،
عن عبد الوهاب بن بخت، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله حرم الخمر وثمنها، وحرم الميتة وثمنها، وحرم الخنزير
وثمنه).
3486 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عطاء بن أبي
رباح، عن جابر بن عبد الله، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح وهو بمكة:
(إن الله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام) فقيل: يا رسول الله، أرأيت شحوم
الميتة، فإنه يطلى بها السفن، ويدهن بها الجلود، ويستصبح بها الناس؟ فقال: (لا،
هو حرام) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: (قاتل الله اليهود، إن الله لما حرم عليهم
شحومها أجملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه).
3487 حدثنا محمد بن بشار، ثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن
يزيد بن أبي حبيب، قال: كتب إلى عطاء عن جابر، نحوه، لم يقل: (هو حرام).

3486 - يستصبح بها: تستعمل للمصابيح أي وقودا يشعل وينير بها.
141

3488 حدثنا مسدد، أن بشر بن المفضل وخالد بن عبد الله حدثاهم،
المعنى، عن خالد الحذاء، عن بركة، قال مسدد في حديث خالد بن عبد الله: عن
بركة أبى الوليد ثم اتفقا عن ابن عباس، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا عند الركن،
قال: فرفع بصره إلى السماء فضحك فقال: (لعن الله اليهود) ثلاثا (إن الله حرم عليهم
الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها، وإن الله إذا حرم على قوم أكل شئ حرم عليهم ثمنه) ولم
يقل في حديث خالد بن عبد الله الطحان: (رأيت) وقال: (قاتل الله اليهود).
3489 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا ابن إدريس ووكيع، عن طعمة بن
عمرو الجعفري، عن عمر بن بيان التغلبي، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، عن المغيرة
ابن شعبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من باع الخمر فليشقص الخنازير).
3490 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي الضحى،
عن مسروق، عن عائشة، قالت لما نزلت الآيات الأواخر من سورة البقرة خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأهن علينا، وقال: (حرمت التجارة في الخمر).
3491 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، بإسناده
ومعناه، قال: الآيات الأواخر في الربا.
(31) باب في بيع الطعام قبل أن يستوفى
3492 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه).
3493 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر أنه قال:
كنا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتاع الطعام، فيبعث علينا من يأمرنا بانتقاله من المكان الذي
ابتعناه فيه إلى مكان سواه قبل أن نبيعه، يعنى جزافا.
3494 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى، عن عبد الله، أخبرني نافع، عن ابن

3489 - ليشقص الخنازير: أي ما دام قد استحل ثمن الخمر فقد خرج من جماعة المسلمين وصار من أكلة الخنازير فليذبحها
وليأكل أي ليس له يطعم مع المسلمين.
3492 - لا يحق له إعادة بيعه قبل ان يتسلمه ويتأكد من حاله وكمه ووزنه أي لا يجوز البيع الذي يحصل في هذه الأيام بأن تباع
بوالص الشحن قبل استلام البضاعة.
142

عمر، قال: كانوا يتبايعون الطعام جزافا بأعلى السوق فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيعوه حتى
ينقلوه.
3495 حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، ثنا عمرو، عن المنذر بن
عبيد المديني، أن القاسم بن محمد حدثه، أن عبد الله بن عمر حدثه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
نهى أن يبيع أحد طعاما اشتراه بكيل حتى يستوفيه.
3496 حدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبى شيبة، قالا: ثنا وكيع، عن سفيان، عن
ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ابتاع طعاما فلا
يبعه حتى يكتاله) زاد أبو بكر قال: قلت لابن عباس: لم؟ قال: ألا ترى أنهم يتبايعون
بالذهب والطعام مرجئ.
3497 حدثنا مسدد وسليمان بن حرب، قالا: ثنا حماد، ح وثنا مسدد، ثنا أبو
عوانة، وهذا لفظ مسدد، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا اشترى أحدكم طعاما فلا يبعه حتى يقبضه) قال سليمان بن حرب:
(حتى يستوفيه) زاد مسدد قال: وقال ابن عباس: وأحسب أن كل شئ مثل الطعام.
3498 حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن الزهري عن
سالم، عن ابن عمر، قال: رأيت الناس يضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتروا
الطعام جزافا أن يبيعوه حتى يبلغه إلى رحله.
3499 حدثنا محمد بن عوف الطائي، ثنا أحمد بن خالد الوهبي، ثنا محمد
ابن إسحاق، عن أبي الزناد، عن عبيد بن حنين، عن ابن عمر، قال: ابتعت زيتا في
السوق، فلما استوجبته لنفسي لقيني رجل، فأعطاني به ربحا حسنا، فأردت أن أضرب
على يده، فأخذ رجل من خلفي بذراعي، فالتفت فإذا زيد بن ثابت، فقال: لا تبعه حيث
ابتعته حتى تحوزه إلى رحلك، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تباع السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار
إلى رحالهم.

3497 - الطعام: لفظ كان يطلق اصطلاحا على القمح باعتباره الطعام الأساسي للناس.
143

(32) باب في الرجل يقول في البيع (لا خلابة)
3500 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن
عمر، أن رجلا ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يخدع في البيع، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا
بايعت فقل لا خلابة) فكان الرجل إذا بايع يقول لا خلابة.
3501 حدثنا محمد بن عبد الله الأزدي وإبراهيم بن خالد أبو ثور الكلبي،
المعنى، قالا: ثنا عبد الوهاب، قال محمد: عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا سعيد، عن
قتادة، عن أنس بن مالك، أن رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبتاع وفى عقدته
ضعف، فأتى أهله نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا نبي الله، احجر على فلان فإنه يبتاع وفى عقدته
ضعف، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم، فنهاه عن البيع، فقال: يا نبي الله، إني لا أصبر على البيع،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن كنت غير تارك البيع فقل هاء وهاء ولا خلابة) قال أبو ثور: عن
سعيد.
(33) باب في العربان
3502 حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: قرأت على مالك بن أنس أنه بلغه،
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع
العربان، قال مالك: وذلك فيما نرى، والله أعلم أن يشترى الرجل العبد أو يتكارى
الدابة ثم يقول: أعطيك دينارا على أنى إن تركت السلعة أو الكراء فما أعطيتك لك.
(34) باب في الرجل يبيع ما ليس عنده
3503 حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك، عن
حكيم بن حزام، قال: يا رسول الله، يأتيني الرجل فيريد منى البيع ليس عندي، أفأبتاعه
له من السوق فقال: (لا تبع ما ليس عندك).

3500 - لا خلابة: لا غش ولا خداع فان اتضح انه قد خدع فيما بيع فله يستقيل الصفقة وينتقض البيع.
3502 - العربان هو الذي نسميه العربون وهو دفعة سلفا من أصل القيمة ان تم البيع فإن لم يتم البيع أو لم يقدر على السداد
في الوقت المطلوب كانت من حق البائع ليس له ان يطالب بها وهذا باب من أبواب الحكرة.
3503 - سلف وبيع هو بيعتان في بيعة أو هو أشبه ببيع العينة وقد تقدم. شرطان في بيع: هو بيعتان في بيعة له أوكسهما. بيع
ما ليس عندك: سبق شرحه في (3492) فليراجع.
144

3504 - حدثنا زهير بن حرب، ثنا إسماعيل، عن أيوب، حدثني عمرو بن
شعيب، حدثني أبي، عن أبيه حتى ذكر عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا
يحل سلف وبيع، ولا شرطان في بيع، ولا ربح ما لم تضمن، ولا بيع ما ليس عندك).
(35) باب في شرط في بيع
3505 حدثنا مسدد، ثنا يحيى يعنى ابن سعيد عن زكريا، ثنا عامر، عن
جابر بن عبد الله، قال: بعته يعنى بعيره من النبي صلى الله عليه وسلم واشترطت حملانه إلى أهلي،
قال في آخره: (تراني إنما ماكستك لأذهب بجملك؟! خذ جملك وثمنه فهما لك).
(36) باب في عهدة الرقيق
3506 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبان، عن قتادة، عن الحسن، عن عقبة
ابن عامر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (عهدة الرقيق ثلاثة أيام).
3507 حدثنا هارون بن عبد الله، حدثني عبد الصمد، ثنا همام، عن قتادة،
بإسناده ومعناه، زاد: إن وجد داء في الثلاث ليالي رد بغير بينة، وإن وجد داء بعد
الثلاث كلف البينة أنه اشتراه وبه هذا الداء، قال أبو داود: هذا التفسير من كلام قتادة.
(37) باب فيمن اشترى عبدا فاستعمله ثم وجد به عيبا
3508 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا ابن أبي ذئب، عن مخلد بن خفاف، عن
عروة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الخراج بالضمان).
3509 حدثنا محمود بن خالد، ثنا الفريابي، عن سفيان، عن محمد بن
عبد الرحمن، عن مخلد بن خفاف الغفاري، قال: كان بيني وبين أناس شركة في
عبد، فاقتويته وبعضنا غائب، فأغل على غلة، فخاصمني في نصيبه إلى بعض القضاة،
فأمرني أن أرد الغلة، فأتيت عروة بن الزبير فحدثته، فأتاه عروة فحدثه عن عائشة عليها
السلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الخراج بالضمان).
3510 حدثنا إبراهيم بن مروان، ثنا أبي، ثنا مسلم بن خالد الزنجي، ثنا هشام

3509 - اقتويته: استفدت من قوته أي استخدمته.
145

ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، أن رجلا ابتاع غلاما فأقام عنده ما شاء
الله أن يقيم، ثم وجد به عيبا، فخاصمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فرده عليه، فقال الرجل:
يا رسول الله قد استغل غلامي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الخراج بالضمان) قال أبو داود:
هذا إسناد ليس بذاك.
(38) باب إذا اختلف البيعان والمبيع قائم
3511 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عمر بن حفص بن غياث، ثنا أبي
، عن أبي عميس، أخبرني عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث، عن أبيه،
عن جده، قال: اشترى الأشعث رقيقا من رقيق الخمس من عبد الله بعشرين ألفا، فأرسل
عبد الله إليه في ثمنهم، فقال: إنما أخذتهم بعشرة آلاف، فقال عبد الله: فاختر رجلا
يكون بيني وبينك، قال الأشعث: أنت بيني وبين نفسك، قال: عبد الله: فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا اختلف البيعان وليس بينهما بينة فهو ما يقول رب السلعة، أو
يتتاركان).
3512 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا هشيم، أخبرنا ابن أبي ليلى، عن
القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، أن ابن مسعود باع من الأشعث بن قيس رقيقا، فذكر
معناه، والكلام يزيد وينقص.
(39) باب في الشفعة
3513 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن جريج، عن أبي
الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشفعة في كل شرك ربعة أو حائط،
لا يصلح أن يبيع حتى يؤذن شريكه، فإن باع فهو أحق به حتى يؤذنه).
3514 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن الزهري، عن

3513 - الشفعة: حق الأفضلية للشريك في الشراء ان أراد وشريكه بيع نصيبه. ربعة: أرض سكن أو منزل وإنما اشتق من
الأرباع أي الإقامة زمن الربيع ثم أطلق على مكان الإقامة مطلقا. الحائط: البستان.
3514 - إذا وقعت الحدود أي وضعت بين الأملاك المشتركة وعرف كل واحد أرضه. وصرفت الطرق: أي صار لكل ربعة أو
أرض أو دار طريق مستقل عن الاخر فقد زال إمكان حصول الضرر على الاخر وصار كل واحد منهما حر فيما يمتلك وله
أن يبيعه لمن يشاء.
146

أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله، قال: إنما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفعة
في كل ما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة.
3515 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا الحسن بن الربيع، ثنا ابن
إدريس، عن ابن جريج، عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة، أو عن سعيد بن
المسيب، أو عنهما جميعا، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قسمت
الأرض وحدت فلا شفعة فيها).
3516 حدثنا عبد الله بن النفيلي، ثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة،
سمع عمرو بن الشريد، سمع أبا رافع، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الجار أحق بسقبه).
3517 حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن
سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (جار الدار أحق بدار الجار أو الأرض).
3518 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا هشيم، أخبرنا عبد الملك، عن عطاء، عن
جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الجار أحق بشفعة جاره: ينتظر بها وإن
كان غائبا، إذا كان طريقهما واحدا).
(40) باب في الرجل يفلس فيجد الرجل متاعه بعينه عنده
3519 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، ح وثنا النفيلي، ثنا زهير،
المعنى، عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمر بن
عبد العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(أيما رجل أفلس فأدرك الرجل متاعه بعينه فهو أحق به من غيره).
3520 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن
عبد الرحمن بن الحرث بن هشام، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أيما رجل باع متاعا فأفلس
الذي ابتاعه ولم يقبض الذي باعه من ثمنه شيئا فوجد متاعه بعينه فهو أحق به، وإن مات
المشترى فصاحب المتاع أسوة الغرماء).

3515 - حدت: حددت حدود كل مالك.
3516 - بسبقه أو بصغبه أي بجاره أي له حق الشفعة.
3520 - أسوة الغرماء: حاله حالهم ينال نصيبا من المال بنسبة الدين الذي له.
147

3521 حدثنا سليمان بن داود، ثنا عبد الله يعنى ابن وهب أخبرني يونس،
عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر معنى حديث مالك، زاد: (وإن [كان قد] قضى من ثمنها شيئا فهو
أسوة الغرماء فيها).
3522 حدثنا محمد بن عوف الطائي، ثنا عبد الله بن عبد الجبار يعنى
الخبايري ثنا إسماعيل يعنى ابن عياش عن الزبيدي، قال أبو داود: وهو محمد بن
الوليد أبو الهذيل الحمصي عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه، قال: (فإن كان قضاه من ثمنها شيئا فما بقي فهو أسوة الغرماء،
وأيما امرئ هلك وعنده متاع امرئ بعينه، أقتضي منه شيئا أو لم يقتض فهو أسوة
الغرماء) قال أبو داود: حديث مالك أصلح.
3523 حدثنا محمد بن بشار، ثنا أبو داود هو الطيالسي، ثنا ابن أبي ذئب،
عن أبي المعتمر، عن عمر بن خلدة قال: أتينا أبا هريرة في صاحب لنا أفلس، فقال:
لأقضين فيكم بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أفلس أو مات فوجد رجل متاعه بعينه فهو أحق
به).
(41) باب فيمن أحيا حسيرا
3524 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ح وثنا موسى، ثنا أبان، عن
عبيد الله بن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن الشعبي، وقال عن أبان: إن عامرا
الشعبي حدثه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من وجد دابة قد عجز عنها أهلها أن يعلفوها
فسيبوها فأخذها فأحياها فهي له) قال في حديث أبان: قال عبيد الله: فقلت: عمن؟
قال: عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو داود: وهذا حديث حماد، وهو أبين
وأتم.
3525 حدثنا محمد بن عبيد، عن حماد يعنى ابن زيد عن خالد الحذاء،
عن عبيد الله بن حميد بن عبد الرحمن، عن الشعبي، يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه

3524 - لأنه لو لم يأخذها لتركت حتى ماتت وهذا كاحياء الأرض الموات أو كمن وجد دابة في أرض مهلكة لو تركها لماتت
جوعا أو أكلها السبع.
148

قال: (من ترك دابة بمهلك فأحياها رجل فهي لمن أحياها).
(42) باب في الرهن
3526 حدثنا هناد، عن ابن المبارك، عن زكرياء، عن الشعبي، عن أبي
هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لبن الدر يحلب بنفقته إذا كان مرهونا، والظهر يركب بنفقته
إذا كان مرهونا، وعلى الذي يركب ويحلب النفقة) قال أبو داود: وهو عندنا صحيح.
3527 حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة، قالا: ثنا جرير، عن عمارة
ابن القعقاع، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، أن عمر بن الخطاب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة
بمكانهم من الله تعالى) قالوا: يا رسول الله، تخبرنا من هم، قال: (هم قوم تحابوا
بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم
على نور: لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس) وقرأ هذه الآية:
(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
(43) باب في الرجل يأكل من مال ولده
3528 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم عن
عمارة بن عمير، عن عمته، أنها سألت عائشة رضي الله عنها: في حجري يتيم أفآكل من
ماله، فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أطيب ما أكل الرجل من كسبه وولده من
كسبه).
3529 حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة وعثمان بن أبي شيبة، المعنى، قالا:
ثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن الحكم، عن عمارة بن عمير، عن أمه، عن
عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ولد الرجل من كسبه، من أطيب كسبه، فكلوا من
أموالهم) قال أبو داود: حماد بن أبي سليمان زاد فيه: (إذا احتجتم) وهو منكر.
3530 حدثنا محمد بن المنهال، ثنا يزيد بن زريع، ثنا حبيب المعلم، عن

3527 (ألا إن أولياء الله) سورة يونس من الآية (62).
3530 - [يجتاح] أي يأخذ من المال دون حساب أو يأخذ أكثره. وفى الأصل [يحتاج] وهو خطأ يثبت خطأه ما جاء بعده
(أنت ومالك لوالدك).
149

عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن
لي مالا وولدا، وإن والدي يجتاح مالي، قال: (أنت ومالك لوالدك، إن أولادكم من
أطيب كسبكم، فكلوا من كسب أولادكم).
(44) باب في الرجل يجد عين ماله عند رجل
3531 حدثنا عمر بن عون، ثنا هشيم، عن موسى بن السائب، عن قتادة،
عن الحسن، عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من وجد عين ماله عند
رجل فهو أحق به، ويتبع البيع من باعه).
(45) باب في الرجل يأخذ حقه من تحت يده
3532 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا هشام بن عروة، عن عروة، عن
عائشة، أن هندا أم معاوية جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن أبا سفيان رجل شحيح، وإنه
لا يعطيني ما يكفيني وبنى، فهل على جناح أن آخذ من ماله شيئا؟ قال: (خذي ما يكفيك
وبنيك بالمعروف).
3533 حدثنا خشيش بن أصرم، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن الزهري، عن
عروة، عن عائشة، قالت: جاءت هند إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن أبا
سفيان رجل ممسك، فهل على من حرج أن أنفق على عياله من ماله بغير إذنه؟ فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: (لا حرج عليك أن تنفقي بالمعروف).
3534 حدثنا أبو كامل، أن يزيد بن زريع حدثهم، ثنا حميد يعنى الطويل
عن يوسف بن ماهك المكي، قال: كنت أكتب لفلان نفقة أيتام كان وليهم، فغالطوه بألف
درهم، فأداها إليهم، فأدركت لهم من مالهم مثليها، قال: قلت: أقبض الألف الذي
ذهبوا به منك؟ قال: لا، حدثني أبي انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أد الأمانة إلى من
ائتمنك، ولا تخن من خانك).
3535 حدثنا محمد بن العلاء، وأحمد بن إبراهيم، قالا: ثنا طلق بن غنام، عن

3532 - المعروف: أي بغير إسراف.
3533 - ممسك: شحيح - بخيل.
150

شريك، قال ابن العلاء: وقيس، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك).
(46) باب في قبول الهدايا
3536 حدثنا علي بن بحر و عبد الرحيم بن مطرف الرواسي، قالا: ثنا عيسى
وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية ويثيب عليها.
3537 حدثنا محمد بن عمرو الرازي، ثنا سلمة يعنى ابن الفضل حدثني
محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وأيم الله لا أقبل بعد يومى هذا من أحد هدية إلا أن يكون مهاجرا قرشيا
أو أنصاريا أو دوسيا أو ثقفيا).
(47) باب الرجوع في الهبة
3538 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبان وهمام وشعبة، قالوا: ثنا قتادة، عن
سعيد بن المسيب، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العائد في هبته كالعائد في قيئه).
قال همام: وقال قتادة: ولا نعلم القئ إلا حراما.
3539 حدثنا مسدد، ثنا يزيد يعنى ابن زريع ثنا حسين المعلم، عن عمرو
ابن شعيب، عن طاوس، عن ابن عمر وابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل لرجل
أن يعطى عطية أو يهب هبة فيرجع فيها، إلا الوالد فيما يعطى ولده، ومثل الذي يعطى
العطية ثم يرجع فيها كمثل الكلب يأكل فإذا شبع قاء ثم عاد في قيئه).
3540 حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، أخبرني أسامة بن
زيد، أن عمرو بن شعيب حدثه، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: (مثل الذي يسترد ما وهب كمثل الكلب يقئ فيأكل قيئه، فإذا استرد الواهب فليوقف
فليعرف بما استرد ثم ليدفع إليه ما وهب).

3536 - يثيب عليها: يكافئ مهديه.
3539 - عاد في قيئه: عاد إلى قيئه فأكله.
151

(48) باب في الهدية لقضاء الحاجة
3541 حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، ثنا ابن وهب، عن عمر بن مالك،
عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن خالد بن أبي عمران، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من شفع لأخيه بشفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها فقد أتى بابا عظيما من
أبواب الربا).
(49) باب في الرجل يفضل بعض ولده في النحل
3542 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا هشيم، أخبرنا سيار، وأخبرنا مغيرة، وأخبرنا
داود، عن الشعبي، وأنا مجالد وإسماعيل بن سالم، عن الشعبي، عن النعمان بن
بشير، قال: أنحلني أبى نحلا، قال إسماعيل بن سالم من بين القوم: نحلة، غلاما له،
قال: فقالت له أمي عمرة بنت رواحة: إيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشهده، فأتى صلى الله عليه وسلم
فأشهده فذكر ذلك له، فقال: إني نحلت ابني النعمان نحلا وإن عمرة سألتني أن أشهدك
على ذلك، قال: فقال (ألك ولد سواه)؟ قال: قلت: نعم، قال: (فكلهم أعطيت
مثل ما أعطيت النعمان)؟ قال: لا، قال: فقال بعض هؤلاء المحدثين: (هذا جور)
وقال بعضهم: (هذا تلجئة فأشهد على هذا غيري) قال مغيرة في حديثه: (أليس يسرك
أن يكونوا لك في البر واللطف سواء)؟ قال: نعم، قال: (فأشهد على هذا غيري) وذكر
مجالد في حديثه (إن لهم عليك من الحق أن تعدل بينهم، كما أن لك عليهم من الحق أن
يبروك) قال أبو داود: في حديث الزهري قال بعضهم: (أكل بنيك) وقال بعضهم:
(ولدك) وقال ابن أبي خالد عن الشعبي فيه: (ألك بنون سواه)؟ وقال أبو الضحى عن
النعمان بن بشير: (ألك ولد غيره)؟.
3543 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه،
حدثني النعمان بن بشير، قال: أعطاه أبوه غلاما، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما هذا
الغلام)؟ قال: غلامي أعطانيه أبى، قال: (فكل إخوتك أعطى كما أعطاك)؟ قال:

3541 - فالهدية هنا رشوة.
3542 - النحل: الهبة من غير عوض ولا استحقاق.
152

لا، قال: (فاردده).
3544 حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن حاجب بن المفضل بن
المهلب، عن أبيه، قال: سمعت النعمان بن بشير يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اعدلوا
بين أولادكم، اعدلوا بين أبنائكم).
3545 حدثنا محمد بن رافع، ثنا يحيى بن آدم، ثنا زهير، عن أبي الزبير، عن
جابر، قال: قالت امرأة بشير: أنحل ابني غلامك، وأشهد لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن ابنة فلان سألتني أن أنحل ابنها غلاما وقالت لي: أشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: (له إخوة)؟ فقال: نعم، قال: (فكلهم أعطيت مثل ما أعطيته) قال: لا، قال:
(فليس يصلح هذا وإني لا أشهد إلا على حق)
(50) باب في عطية المرأة بغير إذن زوجها
3546 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن داود بن أبي هند وحبيب
المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يجوز
لامرأة أمر في مالها إذا ملك زوجها عصمتها).
3547 حدثنا أبو كامل، ثنا خالد يعنى ابن الحرث ثنا حسين، عن عمرو بن
شعيب، أن أباه أخبره، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يجوز لامرأة
عطية إلا بإذن زوجها).
(51) باب في العمرى
3548 حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا همام، عن قتادة، عن النضر بن أنس،
عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العمرى جائزة).
3549 حدثنا أبو الوليد، ثنا همام، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم، مثله.

3548 - العمرى: أن يقول الواحد للآخر أعمرتك هذه الدار أي هي لك مدة عمرك فإن كان قد أجاز له التصرف فيها فهي له
ولعقبه. وقال الامام مالك: العمرى تمليك المنفعة دون الرقبة أي له ان يسكنها حياته على أن تعود لمالكها الأصلي
بعد وفاتها المعمر فإن أعمرها إياها له ولعقبه ورث عقبه منفعة الدار وليس لمالكها أن يطالب بها وصارت ملكا لهم تقع
فيه المواريث.
153

3550 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، عن يحيى، عن أبي سلمة عن
جابر، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (العمرى لمن وهبت له).
3551 حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، ثنا محمد بن شعيب، أخبرني
الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أعمر عمري فهي
له ولعقبه يرثها من يرثه من عقبه).
3552 حدثنا أحمد بن أبي الحوارى، ثنا الوليد، عن الأوزاعي، عن
الزهري، عن أبي سلمة وعروة، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمعناه، قال أبو داود:
وهكذا رواه الليث بن سعد عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر.
(52) باب من قال فيه ولعقبه
3553 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس ومحمد بن المثنى، قالا: ثنا بشر بن
عمر، ثنا مالك يعنى ابن أنس عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن جابر بن
عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أيما رجل أعمر عمري له ولعقبه فإنها للذي يعطاها لا
ترجع إلى الذي أعطاها لأنه أعطى عطاء وقعت فيه المواريث).
3554 حدثنا حجاج بن أبي يعقوب، ثنا يعقوب، ثنا أبي، عن صالح، عن
ابن شهاب، بإسناده ومعناه، قال أبو داود: وكذلك رواه عقيل عن ابن شهاب ويزيد بن أبي
حبيب، عن ابن شهاب، واختلف على الأوزاعي في لفظه عن ابن شهاب، ورواه
فليح بن سليمان مثل حديث مالك.
3555 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري،
عن أبي سلمة، عن جابر بن عبد الله، قال: (إنما العمرى التي أجازها رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يقول: (هي لك ولعقبك) فأما إذا قال: (هي لك ما عشت) فإنها ترجع إلى
صاحبها.
3556 حدثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء،

3556 - لا ترقبوا: أي لا تعملوا بالرقبى وهي أن ينفق اثنان في أرض أو دار أو شئ من ذلك على أنهما شريكان فيهما ما داما
حيين فإن مات أحدهما فهي للآخر منهما.
154

عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا ترقبوا ولا تعمروا فمن أرقب شيئا أو أعمره فهو
لورثته).
3557 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشام، ثنا سفيان، عن حبيب
يعنى ابن أبي ثابت عن حميد الأعرج، عن طارق المكي، عن جابر بن عبد الله،
قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأة من الأنصار أعطاها ابنها حديقة من نخل فماتت فقال
ابنها: إنما أعطيتها حياتها، وله إخوة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هي لها حياتها وموتها)
قال: كنت تصدقت بها عليها، قال: (ذلك أبعد لك).
(53) باب في الرقبى
3558 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا هشيم، أخبرنا داود، عن أبي الزبير، عن
جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العمرى جائزة لأهلها، والرقبى جائزة لأهلها).
3559 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: قرأت على معقل، عن عمرو
ابن دينار، عن طاوس، عن حجر، عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من
أعمر شيئا فهو لمعمره محياه ومماته، ولا ترقبوا فمن أرقب شيئا فهو سبيله).
3560 حدثنا عبد الله بن الجراح، عن عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن
الأسود، عن مجاهد، قال: العمرى أن يقول الرجل للرجل: هو لك ما عشت، فإذا قال
ذلك فهو له ولورثته، والرقبى هو أن يقول الانسان: هو للآخر منى ومنك.
(54) باب في تضمين العارية
3561 حدثنا مسدد بن مسرهد، ثنا يحيى، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة،
عن الحسن، عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (على اليد ما أخذت حتى تؤدى) ثم إن
الحسن نسي فقال: هو أمينك لا ضمان عليه.
3562 حدثنا الحسن بن محمد وسلمة بن شبيب، قالا: ثنا يزيد بن هارون،
ثنا شريك، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أمية بن صفوان بن أمية، عن أبيه، أن

3562 - العارية: الشئ المستعار بشرط ان يرد إلى صاحبه في وقت محدد أو عند انتفاء حاجة المستعير له أو عند احتياج
المستعار منه له. عارية مضمونة: أي إن ذهبتا أو فقدت لأي سبب من الأسباب يرد مثلها أو ثمنها وفى هذا أقوال.
155

رسول الله صلى الله عليه وسلم استعار منه أدراعا يوم حنين، فقال: أغصب يا محمد، فقال: (لا، بل
عارية مضمونة) قال أبو داود: وهذه رواية يزيد ببغداد، وفى روايته بواسط تغير على غير
هذا.
3563 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن
أناس من آل عبد الله بن صفوان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا صفوان هل عندك من
سلاح)؟ قال: عارية أم غصبا؟ قال: (لا، بل عارية) فأعاره ما بين الثلاثين إلى الأربعين
درعا، وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، فلما هزم المشركون جمعت دروع صفوان ففقد منها
أدراعا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصفوان: (إنا قد فقدنا من أدراعك أدراعا فهل نغرم لك)؟
قال: لا يا رسول الله، لان في قلبي اليوم ما لم يكن يومئذ قال أبو داود: وكان أعاره قبل
أن يسلم ثم أسلم.
3564 حدثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص، ثنا عبد العزيز بن رفيع، عن عطاء، عن
ناس من آل صفوان، قال: استعار النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر معناه.
3565 حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ثنا ابن عياش، عن شرحبيل بن
مسلم، قال: سمعت أبا أمامة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله عز وجل
قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث، ولا تنفق المرأة شيئا من بيتها إلا بإذن
زوجها) فقيل: يا رسول الله ولا الطعام؟ قال: (ذاك أفضل أموالنا) ثم قال: (العارية
مؤداة، والمنحة مردودة والدين مقضى والزعيم غارم).
3566 حدثنا إبراهيم بن المستمر العصفري ثنا حبان بن هلال، ثنا همام،
عن قتادة، عن عطاء بن أبي رباح، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه، قال: قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أتتك رسلي فأعطهم ثلاثين درعا وثلاثين بعيرا) قال: فقلت:
يا رسول الله أعارية مضمونة أو عارية مؤداة؟ قال: (بل مؤداة) قال أبو داود: حبان خال هلال
الرأي.
(55) باب فيمن أفسد شيئا يغرم مثله
3567 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، ح وثنا محمد بن المثنى، ثنا خالد، عن

3565 - الزعيم: الكفيل.
156

حميد، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين
مع خادمها قصعة فيها طعام، قال: فضربت بيدها فكسرت القصعة، قال ابن المثنى:
فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكسرتين فضم إحداهما إلى الآخرى، فجعل يجمع فيها الطعام ويقول:
(غارت أمكم) زاد ابن المثنى (كلوا) فأكلوا حتى جاءت قصعتها التي في بيتها، ثم رجعنا
إلى لفظ [حديث] مسدد: وقال: (كلوا) وحبس الرسول والقصعة حتى فرغوا فدفع
القصعة الصحيحة إلى الرسول وحبس المكسورة في بيته.
3568 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، حدثني فليت العامري، عن
جسرة بنت دجاجة، قالت: قالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت صانعا طعاما مثل
صفية، صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما فبعثت به، فأخذني أفكل فكسرت الاناء، فقلت:
يا رسول الله، ما كفارة ما صنعت؟ قال: (إناء مثل إناء وطعام مثل طعام).
(56) باب المواشي تفسد زرع قوم
3569 حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا
معمر، عن الزهري، عن حرام بن محيصة، عن أبيه أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط
رجل فأفسدته عليهم، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل الأموال حفظها بالنهار، وعلى
أهل المواشي حفظها بالليل.
3570 حدثنا محمود بن خالد، ثنا الفريابي، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن
حرام بن محيصة الأنصاري، عن البراء بن عازب، قال: كانت له ناقة ضارية، فدخلت
حائطا فأفسدت فيه، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فقضى أن حفظ الحوائط بالنهار على
أهلها، وأن حفظ الماشية بالليل على أهلها، وأن على أهل الماشية ما أصابت ماشيتهم
بالليل.
(آخر كتاب البيوع)

3568 - الأفكل: الرعدة تعلو الانسان من برد أو خوف وهنا من الغيرة (ولا فعل له).
157

19 - كتاب الأقضية
[31 بابا: 69 حديثا]
(1) باب في طلب القضاء
3571 حدثنا نصر بن علي، أخبرنا فضيل بن سليمان، ثنا عمرو بن أبي عمرو،
عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من ولى القضاء فقد ذبح
بغير سكين).
3572 حدثنا نصر بن علي، أخبرنا بشر بن عمر، عن عبد الله بن جعفر، عن
عثمان بن محمد الأخنسي، عن المقبري والأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(من جعل قاضيا بين الناس فقد ذبح بغير سكين).
(2) باب في القاضي يخطئ
3573 حدثنا محمد بن حسان السمتي، ثنا خلف بن خليفة، عن أبي هاشم،
عن ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (القضاة ثلاثة: واحد في الجنة، واثنان
في النار، فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به، ورجل عرف الحق فجار في
الحكم فهو في النار، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار) قال أبو داود: وهذا
أصح شئ فيه، يعنى حديث ابن بريدة القضاة ثلاثة.
3574 حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، ثنا عبد العزيز يعنى ابن محمد
أخبرني يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن بسر بن سعيد، عن أبي
قيس مولى عمرو بن العاص، عن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر) فحدثت

3574 - على أن يكون ممن يمتلكون عدة الاجتهاد من العلم والمعرفة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعرفة الناسخ والمنسوخ
وآثار الصحابة والتابعين والعربية قديمها وحديثها واختلاف معاني الألفاظ في قبائلها الخ..
158

به أبا بكر بن حزم فقال: هكذا حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة.
3575 حدثنا عبد العنبري، ثنا عمر بن يونس، ثنا ملازم بن عمرو، حدثني
موسى بن نجدة، عن جده يزيد بن عبد الرحمن وهو أبو كثير، قال: حدثني أبو هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من طلب قضاء المسلمين حتى يناله ثم غلب عدله جوره فله الجنة،
ومن غلب جوره عدله فله النار).
3576 حدثنا إبراهيم بن حمزة بن أبي يحيى الرملي، ثنا زيد بن أبي الزرقاء،
ثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال:
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) إلى قوله: (الفاسقون) هؤلاء
الآيات الثلاث نزلت في اليهود خاصة في قريظة والنضير.
(3) باب في طلب القضاء والتسرع إليه
3577 حدثنا محمد بن العلاء ومحمد بن المثنى، قالا: أخبرنا أبو معاوية، عن
الأعمش، عن رجاء الأنصاري، عن عبد الرحمن بن بشر الأنصاري الأزرق، قال:
دخل رجلان من أبواب كندة وأبو مسعود الأنصاري جالس في حلقة، فقالا: ألا رجل ينفذ
بيننا، فقال رجل من الحلقة: أنا، فأخذ أبو مسعود كفا من حصى فرماه به، وقال: مه إنه
كان يكره التسرع إلى الحكم.
3578 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا إسرائيل، ثنا عبد الأعلى، عن بلال، عن
أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من طلب القضاء واستعان عليه
وكل إليه، ومن لم يطلبه ولم يستعن عليه أنزل الله ملكا يسدده) وقال وكيع: عن
إسرائيل عن عبد الأعلى عن بلال بن أبي موسى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال أبو عوانة:
عن عبد الأعلى عن بلال بن مرداس الفزاري عن خيثمة البصري عن أنس.
3579 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا قرة بن خالد، ثنا حميد
ابن هلال، حدثني أبو بردة، قال: قال أبو موسى: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لن نستعمل، أو لا
نستعمل، على عملنا من أراده).

3576 - (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون) سورة المائدة من الآية (44) إلى قوله: (الفاسقون) أي إلى
آخر الآية (47) من نفس السورة.
159

(4) باب في كراهية الرشوة
3580 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا ابن أبي ذئب، عن الحرث بن عبد الرحمن،
عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي.
(5) باب في هدايا العمال
3581 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن إسماعيل بن أبي خالد، حدثني قيس،
قال: حدثني عدى بن عميرة الكندي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا أيها الناس من عمل
منكم لنا على عمل فكتمنا منه مخيطا فما فوقه فهو غل يأتي به يوم القيامة) فقام رجل من
الأنصار أسود كأني أنظر إليه فقال: يا رسول الله اقبل عنى عملك، قال: (وما ذاك)؟
قال: سمعتك تقول كذا وكذا، قال: (وأنا أقول ذلك، من استعملناه على عمل فليأت
بقليله وكثيره، فما أوتى منه أخذه، وما نهى عنه انتهى).
(6) باب كيف القضاء
3582 حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا شريك، عن سماك، عن حنش،
عن علي عليه السلام، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيا فقلت: يا رسول الله
ترسلني وأنا حديث السن ولا علم لي بالقضاء؟ فقال: (إن الله سيهدي قلبك ويثبت
لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من
الأول فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء) قال: فما زلت قاضيا، أو ما شككت في قضاء
بعد.
(7) باب في قضاء القاضي إذا أخطأ
3583 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن عروة،
عن زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا بشر،
وإنكم تختصمون إلى ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما

3580 - وفى رواية (والرائش) أي الذي يمشى بينهما في الرشوة.
3583 - ألحن بحجته: أقدر على الكلام والتعبير.
160

أسمع منه، فمن قضيت له من حق أخيه بشئ فلا يأخذ منه شيئا فإنما أقطع له قطعة من
النار).
3584 حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة، ثنا ابن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن
عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، عن أم سلمة، قالت: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان
يختصان في مواريث لهما لم تكن لهما بينة إلا دعواهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر مثله،
فبكى الرجلان وقال كل واحد منها: حقي لك، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: (أما إذ فعلتما
ما فعلتما فاقتسما وتوخيا الحق) ثم استهما ثم تحالا.
3585 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى، ثنا أسامة، عن عبد الله
ابن رافع، قال: سمعت أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث، قال: يختصمان في
مواريث وأشياء قد درست، فقال: (إني إنما أقضى بينكم برأيي فيما لم ينزل على
فيه).
3586 حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، عن يونس بن يزيد،
عن ابن شهاب، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال وهو على المنبر: يا أيها الناس،
إن الرأي إنما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبا، لان الله كان يريه، وإنما هو منا الظن والتكلف.
3587 حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، أنا معاذ بن معاذ، قال: أخبرني أبو
عثمان الشامي، ولا إخالني رأيت شاميا أفضل منه، يعنى حريز بن عثمان.
(8) باب كيف يجلس الخصمان بين يدي القاضي
3588 حدثنا أحمد بن منيع، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا مصعب بن ثابت،
عن عبد الله بن الزبير، قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الخصمين يقعدان بين يدي الحكم.
(9) باب القاضي يقضى وهو غضبان
3589 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، ثنا

3585 - قد درست: قد انمحت آثارها أي قد مضى عليها زمن طويل.
3587 - الحديث ناقص في الأصل ولم نعثر على تتمته ولعل المقصود انه بنحو الحديث السابق والله أعلم.
3588 - أي لا يقعد واحد منهما في مقعد أفضل من الاخر.
3589 - لان الغضب مذهبه العقل.
161

عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، أنه كتب إلى ابنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا
يقضى الحكم بين اثنين وهو غضبان).
(10) باب الحكم بين أهل الذمة
3590 حدثنا أحمد بن محمد المروزي، حدثني علي بن حسين، عن أبيه،
عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: (فإن جاءوك فأحكم بينهم أو
أعرض عنهم) فنسخت قال: (فاحكم بينهم بما أنزل الله).
3591 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن
إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية
(فإن جاؤوك فأحكم بينهم أو أعرض عنهم) (وإن حكمت فأحكم بينهم بالقسط)
الآية، قال: كان بنو النضير إذا قتلوا من بني قريظة أدوا نصف الدية، وإذا قتل بنو قريظة
من بنى النضير أدوا إليهم الدية كاملة، فسوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم.
(11) باب اجتهاد الرأي في القضاء
3592 حدثنا حفص بن عمر، عن شعبة، عن أبي عون، عن الحارث بن
عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة، عن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ بن جبل،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن قال: (كيف تقضى إذا عرض لك
قضاء)؟ قال: أقضى بكتاب الله، قال: (فإن لم تجد في كتاب الله)؟ قال: فبسنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في كتاب الله)؟ قال:
أجتهد رأيي ولا آلو، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: (الحمد لله الذي وفق
رسول الله لما يرضى من رسول الله).
3593 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن شعبة، حدثني أبو عون، عن الحرث بن

3590 - (فإن جاءوك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم) سورة المائدة من الآية (42). (فاحكم بينهم بما أنزل الله) سورة
المائدة من الآية (47).
3591 - سورة المائدة وفى الموضعين من الآية (42).
3592 - ولا آلو: ولا آلو جهدا عن محاولة إحقاق الحق.
162

عمرو، عن ناس من أصحاب معاذ، عن معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن، فذكر معناه.
(12) باب في الصلح
3594 حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، أخبرني سليمان بن
بلال، ح وثنا أحمد بن عبد الواحد الدمشقي، ثنا مروان يعنى ابن محمد ثنا سليمان بن
بلال أو عبد العزيز بن محمد، شك الشيخ، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلح جائز بين المسلمين) زاد أحمد: (إلا
صلحا أحل حراما أو حرم حلالا) وزاد سليمان بن داود: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(المسلمون على شروطهم).
3595 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن
شهاب، أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك، أن كعب بن مالك أخبره، أنه تقاضى ابن أبي
حدرد دينا كان له عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فارتفعت أصواتهما حتى
سمعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته، فخرج إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كشف سجف
حجرته، ونادى كعب بن مالك، فقال: (يا كعب) فقال: لبيك يا رسول الله، فأشار له
بيده أن ضع الشطر من دينك، قال كعب: قد فعلت يا رسول الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قم
فاقضه).
(13) باب في الشهادات
3596 حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني وأحمد بن السرح، قالا: أخبرنا ابن
وهب، أخبرني مالك بن أنس، عن عبد الله بن أبي بكر، أن أباه أخبره، أن عبد الله بن
عمرو بن عثمان بن عفان أخبره، أن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري أخبره، أن زيد
ابن خالد الجهني أخبره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أخبركم بخير الشهداء؟ الذي يأتي
بشهادته، أو يخبر بشهادته، قبل أن يسألها) شك عبد الله بن أبي بكر أيتهما قال: قال أبو
داود: قال مالك: الذي يخبر بشهادته ولا يعلم بها الذي هي له، قال الهمداني: ويرفعها

3595 - السجف: الستائر التي تكون امام الأبواب.
163

إلى السلطان، قال ابن السرح: أو يأتي بها الامام، والاخبار في حديث الهمداني، قال
ابن السرح: ابن أبي عمرة، لم يقل عبد الرحمن.
(14) باب فيمن يعين على خصومة من غير أن يعلم أمرها
3597 - حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا عمارة بن غزية، عن يحيى بن
راشد، قال: جلسنا لعبد الله بن عمر، فخرج إلينا فجلس، فقال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله، ومن
خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع عنه، ومن قال في مؤمن ما
ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال).
3598 حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم، ثنا عمر بن يونس، ثنا عاصم بن
محمد بن زيد العمرى، حدثني المثنى بن يزيد، عن مطر الوراق، عن نافع، عن ابن
عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمعناه، قال: (ومن أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله
عز وجل).
(15) باب في شهادة الزور
3599 حدثنا يحيى بن موسى البلخي، ثنا محمد بن عبيد، حدثني سفيان
يعنى العصفري عن أبيه، عن حبيب بن النعمان الأسدي، عن خريم بن فاتك، قال:
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، فلما انصرف قام قائما فقال: (عدلت شهادة الزور
بالإشراك بالله) ثلاث مرار، ثم قرأ (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء
لله غير مشركين به).
(16) باب من ترد شهادته
3600 حدثنا حفص بن عمر، ثنا محمد بن راشد، ثنا سليمان بن موسى، عن

3597 - فقد ضاد الله: أي وقف ضد إقامة ما أمر الله به أن يقام من الحدود. وهو يعلمه: وهو يعلم أنه باطل. حتى ينزع
عنه: حتى يرجع عن هذا الباطل. ردغة الخبال: عصارة أهل النار.
3599 - (فاجتنبوا الرجس من الأوثان) سورة الحج الآية (30).
3600 - لان الخائن يكذب. ذي الغمر: الحاقد، وهذا يريد ان يثأر لنفسه أو يشفى حقده وبعضاده فلا يتورع من الكذب. لا
القانع لأهل البيت: من يخدمهم بفوت بطنه وهذا يكذب لأنه لا يجد لنفسه ملجأ سواهم فيفعل ما يرضيهم ولو
اضطره ذلك إلى الكذب.
164

عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد شهادة الخائن والخائنة،
وذي الغمر على أخيه، ورد شهادة القانع لأهل البيت، وأجازها لغيرهم، قال أبو داود:
الغمر الحنة والشحناء، والقانع: الأجير التابع مثل الأجير الخاص.
3601 حدثنا محمد بن خلف بن طارق الرازي، ثنا زيد بن يحيى بن عبيد
الخزاعي، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى بإسناده، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا زان ولا زانية ولا ذي غمر على
أخيه).
(17) باب شهادة البدوي على أهل الأمصار
3602 حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن
أيوب ونافع بن يزيد، عن ابن الهاد، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار،
عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تجوز شهادة بدوي على صاحب
قرية).
(18) باب الشهادة في الرضاع
3603 حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي
ملكية، حدثني عقبة بن الحارث، وحدثنيه صاحب لي عنه، وأنا لحديث صاحبي
أحفظ، قال: تزوجت أم يحيى بنت أبي إهاب، فدخلت علينا امرأة سوداء فزعمت أنها
أرضعتنا جميعا، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فأعرض عنى، فقلت: يا رسول الله
إنها لكاذبة، قال: (وما يدريك وقد قالت ما قالت؟ دعها عنك).
3604 حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني، ثنا الحارث بن عمير البصري،
ح وثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا إسماعيل بن علية، كلاهما عن أيوب، عن ابن أبي
مليكة، عن عبيد بن أبي مريم، عن عقبة بن الحارث، وقد سمعته من عقبة ولكني
لحديث عبيد أحفظ، فذكر معناه قال أبو داود: نظر حماد بن زيد إلى الحارث بن عمير

3603 - أرضعتنا جميعا أي أرضعته وأرضعت امرأته. دعها عنك: دع امرأتك لوجود الشبهة في كونها أخته من الرضاع.
165

فقال: هذا من ثقات أصحاب أيوب.
(19) باب شهادة أهل الذمة وفى الوصية في السفر
3605 حدثنا زياد بن أيوب، ثنا هشيم، أخبرنا زكريا، عن الشعبي، أن رجلا
من المسلمين حضرته الوفاة بدقوقاء هذه ولم يجد أحدا من المسلمين يشهده على وصيته،
فأشهد رجلين من أهل الكتاب، فقدما الكوفة، فأتيا أبا موسى الأشعري فأخبراه وقدما
بتركته ووصيته، فقال الأشعري: هذا أمر لم يكن بعد الذي كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأحلفهما بعد العصر بالله ما خانا ولا كذبا ولا بدلا ولا كتما ولا غيرا، وإنها لوصية الرجل
وتركته، فأمضى شهادتهما.
3606 حدثنا الحسن بن علي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا ابن أبي زائدة، عن محمد
ابن أبي القاسم، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس، قال:
خرج رجل من بنى سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء، فمات السهمي بأرض ليس بها
مسلم، فلما قدما بتركته فقدوا جام فضة مخوصا بالذهب، فأحلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم
وجد الجام بمكة، فقالوا: اشتريناه من تميم وعدي، فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا
لشهادتنا أحق من شهادتهما. وإن الجام لصاحبهم، قال: فنزلت فيهم (يا أيها الذين آمنوا
شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت) الآية.
(20) باب إذا علم الحاكم صدق الشاهد الواحد يجوز له أن يحكم به
3607 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، أن الحكم بن نافع حدثهم، أخبرنا
شعيب، عن الزهري، عن عمارة بن خزيمة، أن عمه حدثه، وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
ليقضيه ثمن فرسه، فأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشي وأبطأ الاعرابي، فطفق رجال يعترضون
الاعرابي فيساومونه بالفرس، ولا يشعرون أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاعه، فنادى الاعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: إن كنت مبتاعا هذا الفرس وإلا بعته، فقام النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع نداء الاعرابي فقال:

3606 - دقوقاء: بلدة على الطريق بين بغداد وأربيل. جام: نوع من الآنية يكون عادة من فضة. مخوص بالذهب: مطوق
بالذهب (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) سورة المائدة من الآية (106).
3607 - استتبعه: طلب منه أن يتبعه.
166

(أوليس قد ابتعته منك) فقال الاعرابي: لا، والله ما بعتكه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (بلى قد
ابتعته منك) فطفق الاعرابي يقول: هلم شهيدا، فقال خزيمة بن ثابت: أنا أشهد أنك قد
بايعته، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على خزيمة فقال (بم تشهد)؟ فقال: بتصديقك يا رسول الله،
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين.
(21) باب القضاء باليمين والشاهد
3608 حدثنا عثمان بن أبي شيبة والحسن بن علي، أن زيد بن الحباب
حدثهم، ثنا سيف المكي، قال عثمان: سيف بن سليمان، عن قيس بن سعد، عن
عمرو بن دينار، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بيمين وشاهد.
3609 حدثنا محمد بن يحيى وسلمة بن شبيب، قالا: ثنا عبد الرزاق، أخبرنا
محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، بإسناده ومعناه، قال سلمة في حديثه: قال عمرو:
في الحقوق.
3610 حدثنا أحمد بن أبي بكر أبو مصعب الزهري، ثنا الدراوردي، عن ربيعة
ابن أبي عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
قضى باليمين مع الشاهد، قال أبو داود: وزادني الربيع بن سليمان المؤذن في هذا
الحديث، قال: أخبرني الشافعي عن عبد العزيز، قال: فذكرت ذلك لسهيل فقال:
أخبرني ربيعة وهو عندي ثقة أنى حدثته إياه، ولا أحفظه، قال عبد العزيز: وقد كان
أصابت سهيلا علة أذهبت بعض عقله ونسي بعض حديثه فكان سهيل بعد يحدثه عن ربيعة
عنه عن أبيه.
3611 حدثنا محمد بن داود الإسكندراني، ثنا زياد يعنى ابن يونس حدثني
سليمان بن بلال، عن ربيعة، بإسناد أبى مصعب ومعناه، قال سليمان: فلقيت سهيلا
فسألته عن هذا الحديث، فقال: ما أعرفه، فقلت له: إن ربيعة أخبرني به عنك، قال:
فإن كان ربيعة أخبرك عنى فحدث به عن ربيعة عنى.
3612 حدثنا أحمد بن عبدة، ثنا عمار بن شعيب بن عبد الله بن الزبيب

3612 - خضرمنا آذان النعم: قطعنا أطراف آذانها وكانت هذه علامة بين أموال المسلمين وغيرهم. ما رزيناكم: ما رزأناكم:
ما حملناكم عبثا ولا أخذنا منكم شيئا، وقريش لا تهمز شيئا من الكلام. الزريبة: الطنفسة أو القطعة من السجاد.
167

العنبري، حدثني أبي، قال: سمعت جدي الزبيب يقول: بعث نبي الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى
بنى العنبر فأخذوهم بركبة من ناحية الطائف، فاستاقوهم إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فركبت
فسبقتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: السلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته، أتانا جندك
فأخذونا، وقد كنا أسلمنا وخضرمنا آذان النعم فلما قدم بلعنبر قال لي نبي الله صلى الله عليه وسلم: (هل
لكم بينة على أنكم أسلمتم قبل أن تؤخذوا في هذه الأيام)؟ قلت: نعم، قال: (من
بينتك)؟ قلت: سمرة رجل من بنى العنبر ورجل آخر سماه له، فشهد الرجل، وأبى سمرة
أن يشهد، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: (قد أبى أن يشهد لك فتحلف مع شاهدك الآخر)؟ قلت:
نعم، فاستحلفني، فحلفت بالله لقد أسلمنا يوم كذا وكذا وخضرمنا آذان النعم، فقال
نبي الله صلى الله عليه وسلم: (اذهبوا فقاسموهم أنصاف الأموال ولا تمسوا ذراريهم، لولا أن الله لا يحب
ضلالة العمل ما رزيناكم عقالا) قال الزبيب: فدعتني أمي، فقالت: هذا الرجل أخذ
زر بيتي، فانصرفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يعنى فأخبرته، فقال لي: (احبسه) فأخذت بتلبيبه،
وقمت معه مكاننا، ثم نظر إلينا نبي الله صلى الله عليه وسلم قائمين فقال: (ما تريد بأسيرك)؟ فأرسلته من
يدي، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال للرجل: (رد على هذا زربية أمه التي أخذت منها) فقال:
يا نبي الله، إنها خرجت من يدي، قال: فاختلع نبي الله صلى الله عليه وسلم سيف الرجل فأعطانيه، وقال
للرجل: (اذهب فزده آصعا من طعام) قال: فزادني: آصعا من شعير.
(22) باب الرجلين يدعيان شيئا وليست لهما بينة
3613 حدثنا محمد بن منهال الضرير، ثنا يزيد بن زريع، ثنا ابن أبي عروبة،
عن قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده أبى موسى الأشعري أن رجلين
ادعيا بعيرا أو دابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليست لواحد منهما بينة، فجعله النبي صلى الله عليه وسلم بينهما.
3614 حدثنا الحسن بن علي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا عبد الرحيم بن سليمان،
عن سعيد، بإسناده، ومعناه.
3615 حدثنا محمد بن بشار، ثنا حجاج بن منهال، ثنا همام، عن قتادة،
بمعنى إسناده، أن رجلين ادعيا بعيرا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبعث كل واحد منهما شاهدين،
فقسمه النبي صلى الله عليه وسلم بينهما نصفين.
168

3616 حدثنا محمد بن المنهال، ثنا يزيد بن زريع، ثنا ابن أبي عروبة، عن
قتادة، عن خلاس، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن رجلين اختصما في متاع إلى
النبي صلى الله عليه وسلم، ليس لواحد منهما بينة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (استهما على اليمين ما كان أحبا ذلك
أو كرها).
3617 حدثنا أحمد بن حنبل، وسلمة بن شبيب، قالا: ثنا عبد الرزاق، قال
أحمد: قال: ثنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا
كره الاثنان اليمين أو استحباها فليستهما عليها) قال سلمة: قال: أخبرنا معمر، وقال:
إذا أكره الاثنان على اليمين.
3618 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا خالد بن الحارث، عن سعيد بن أبي
عروبة، بإسناد ابن منهال مثله، قال: في دابة، وليس لهما بينة، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يستهما على اليمين.
(23) باب اليمين على المدعى عليه
3619 حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، ثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي
مليكة، قال: كتب إلى ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى باليمين على المدعى عليه.
(24) باب كيف اليمين؟
3620 حدثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص، ثنا عطاء بن السائب، عن أبي يحيى،
عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال يعنى لرجل حلفه: (احلف بالله الذي لا إله إلا هو
ماله عندك شئ) يعنى للمدعى قال أبو داود: أبو يحيى اسمه زياد كوفي ثقة.
(25) باب إذا كان المدعى عليه ذميا أيحلف؟
3621 حدثنا محمد بن عيسى، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن شقيق، عن

3616 - استهما: اقترعا فمن وقعت عليه القرعة كان عليه اليمين وإنما قيل استهم لان القرعة كانت بالسهام بأن يجعل سهم
قصير بين سهام عادية بحسب عدد المستهمين وتخفى السهام فلا يظهر الا رأسها فمن أخذ السهم القصير وقعت عليه
القرعة.
3621 - جحدني: أنكر حقي. (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم) سورة آل عمران من الآية (77).
169

الأشعث، قال: كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني، فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (ألك بينة) قلت: لا، قال لليهودي: (احلف) قلت: يا رسول الله، إذا
يحلف ويذهب بمالي، فأنزل الله: (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم) إلى آخر الآية.
(26) باب الرجل يحلف على علمه فيما غاب عنه
3622 حدثنا محمود بن خالد، ثنا الفريابي، ثنا الحرث بن سليمان، حدثني
كردوس، عن الأشعث بن قيس، أن رجلا من كندة، ورجلا من حضرموت اختصما إلى
النبي صلى الله عليه وسلم في أرض من اليمن، فقال الحضرمي: يا رسول الله، إن أرضى اغتصبنيها أبو
هذا، وهي في يده، قال: (هل لك بينة)؟ قال: لا، ولكن أحلفه والله ما يعلم أنها
أرضى اغتصبنيها أبوه، فتهيأ الكندي، يعنى لليمين، وساق الحديث.
3623 حدثنا هناد بن السرى، ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن علقمة بن
وائل بن حجر الحضرمي، عن أبيه، قال: جاء رجل من حضرموت، ورجل من كندة إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الحضرمي: يا رسول الله، إن هذا غلبني على أرض كانت لأبي،
فقال الكندي: هي أرضى في يدي أزرعها ليس له فيها حق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للحضرمي:
(ألك بينة)؟ قال: لا، قال: (فلك يمينه)، فقال: يا رسول الله، إنه فاجر، ليس يبالي ما
حلف ليس يتورع من شئ، فقال: (ليس لك منه إلا ذلك).
(27) باب كيف يحلف الذمي؟
3624 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن
الزهري، ثنا رجل من مزينة، ونحن عند سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال
النبي صلى الله عليه وسلم، يعنى لليهود: (أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ما تجدون في التوراة
على من زنى)؟ وساق الحديث في قصة الرجم.
3625 حدثنا عبد العزيز بن يحيى أبو الأصبغ، حدثني محمد - يعنى ابن سلمة -
عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، بهذا الحديث وبإسناده، قال: حدثني رجل من
مزينة ممن كان يتبع العلم ويعيه، يحدث سعيد بن المسيب وساق الحديث بمعناه.
170

3626 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الأعلى، ثنا سعيد، عن قتادة، عن
عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يعنى لابن صوريا: (أذكركم بالله الذي نجاكم من آل فرعون
وأقطعكم البحر وظلل عليكم الغمام وأنزل عليكم المن والسلوى وأنزل عليكم التوراة على
موسى، أتجدون في كتابكم الرجم)؟ قال: ذكرتني بعظيم، ولا يسعني أن أكذبك،
وساق الحديث.
(28) باب الرجل يحلف على حقه
3627 حدثنا عبد الوهاب بن نجدة وموسى بن مروان الرقي، قالا: ثنا بقية بن
الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن سيف، عن عوف بن مالك، أنه
حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين، فقال: المقضى عليه لما أدبر: حسبي الله ونعم
الوكيل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يلوم على العجز، ولكن عليك بالكيس، فإذا غلبك
امرؤ فقل: حسبي الله ونعم الوكيل).
(29) باب في الحبس في الدين وغيره
3628 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا عبد الله بن المبارك، عن وبر بن أبي
دليلة، عن محمد بن ميمون، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: (لي الواجد يحل عرضه وعقوبته) قال ابن المبارك: يحل عرضه يغلظ له، وعقوبته
يحبس له.
3629 حدثنا معاذ بن أسد، ثنا النضر بن شميل، أخبرنا هرماس بن حبيب
رجل من أهل البادية، عن أبيه، عن جده قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بغريم لي، فقال لي:
(ألزمه) ثم قال لي: (يا أخا بنى تميم، ما تريد أن تفعل بأسيرك)؟.
3630 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن
بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم حبس رجلا في تهمة.

3626 - وابن صوريا: هو الذي جاء به اليهود عندما طلب منهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأتون بأعلمهم يسأله عن عقوبة الزنا في التوراة
عندما طلبوا منه صلى الله عليه وسلم أن يحكم في المرأة والرجل اليهوديين اللذين زنيا.
3627 - العجز: التسويف في العمل وتأجيل القيام به. الكيس: العقل والفطنة.
3628 - اللي: المماطلة. الواجد: الذي يجد ويملك المال ليسد به دينه.
171

3631 حدثنا محمد بن قدامة، ومؤمل بن هشام، قال ابن قدامة: حدثني
إسماعيل، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال ابن قدامة: أن أخاه أو عمه،
وقال مؤمل: أنه قام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، فقال جيراني بما أخذوا، فأعرض عنه،
مرتين، ثم ذكر شيئا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (خلوا له عن جيرانه) لم يذكر مؤمل وهو
يخطب.
(30) باب في الوكالة
3632 حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم، ثنا عمى، ثنا أبي، عن ابن
إسحاق، عن أبي نعيم وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله، أنه سمعه يحدث قال:
أردت الخروج إلى خيبر، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلمت عليه، وقلت له: إني أردت
الخروج إلى خيبر، فقال: (إذا أتيت وكيلي فخذ منه خمسة عشر وسقا، فان ابتغى منك
آية فضع يدك على ترقوته).
(31) أبواب من القضاء
3633 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا المثنى بن سعيد، ثنا قتادة، عن بشير بن
كعب العدوي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا تدارأتم في طريق فاجعلوه سبعة
أذرع).
3634 حدثنا مسدد، وابن أبي خلف، قالا: ثنا سفيان، عن الزهري عن
الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا استأذن أحدكم أخاه أن يغرز
خشبة في جداره فلا يمنعه) فنكسوا، فقال: (مالي أراكم قد أعرضتم؟ لألقينها بين
أكتافكم) قال أبو داود: وهذا حديث ابن أبي خلف، وهو أتم.
3635 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن يحيى، عن محمد بن يحيى بن
حبان، عن لؤلؤة، عن أبي صرمة، قال غير قتيبة في هذا الحديث: عن أبي صرمة

3632 - آية: علامة يعرف بها انى أرسلتك إليه. تدارأتم: اختلفتم.
3634 - وكان يغرزون الخشب في الجدران لتقوية البناء إذ كان أكثر البناء باللبن النئ أي غير المشوي بالنار وهذا يحتاج إلى
دعائم ليرتفع.
172

صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من ضار أضر الله به، ومن شاق شاق الله
عليه).
3636 حدثنا سليمان بن داود العتكي، ثنا حماد، ثنا واصل مولى أبى عيينة،
قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي يحدث، عن سمرة بن جندب أنه كانت له عضد من
نخل في حائط رجل من الأنصار، قال: ومع الرجل أهله، قال: فكان سمرة يدخل إلى
نخله فيتأذى به ويشق عليه، فطالب إليه أن يبيعه، فأبى، فطلب إليه أن يناقله، فأبى، فأتى
النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فطلب إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيعه، فأبى، فطلب إليه أن يناقله، فأبى،
قال: (فهبه له ولك كذا وكذا) أمرا رغبه فيه، فأبى، فقال: (أنت مضار) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
للأنصاري: (اذهب فاقلع نخله).
3637 حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا الليث، عن الزهري، عن عروة، أن
عبد الله بن الزبير حدثه، أن رجلا خاصم الزبير في شراج الحرة التي يسقون بها، فقال
الأنصاري: سرح الماء يمر، فأبى عليه الزبير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير: (اسق يا
زبير ثم أرسل إلى جارك): فغضب الأنصاري، فقال: يا رسول الله، أن كان ابن عمتك؟
فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: (اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر) فقال
الزبير: فوالله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك (فلا وربك لا يؤمنون حتى
يحكموك) الآية.
3638 حدثنا محمد بن العلاء، ثنا أبو أسامة، عن الوليد يعنى ابن كثير عن أبي
مالك بن ثعلبة، عن أبيه ثعلبة بن أبي مالك، أنه سمع كبراءهم يذكرون أن رجلا من
قريش كان له سهم في بني قريظة، فخاصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مهزور يعنى السيل
الذي يقتسمون ماءه، فقضى بينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الماء إلى الكعبين لا يحبس الأعلى
على الأسفل.

3636 - عضد وعضيد: الطريقة من النخل. وهي النخل القصار ينال ثمرها باليد دون صعود فوق النخلة.
3637 - شراج: ج. شرجة وهو مجرى ماء الري. أن كان ابن عمتك: أي هل حكمت بهذا لأنه ابن عمتك؟ الجدر:
الجذر: أصول الشجر وهذا عقابا له لرفضه حكم الرسول صلى الله عليه وسلم وشكه في عدالة حكمه. (فلا وربك لا يؤمنون حتى
يحكموك) سورة النساء من الآية (65).
3638 - مهزوز: واد في المدينة كان ماء السيل يجتمع فيه ويستعملون ما اجتمع فيه من ماء للري.
173

3639 حدثنا أحمد بن عبدة، ثنا المغيرة بن عبد الرحمن، حدثني أبي
عبد الرحمن بن الحرث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قضى في السيل المهزور أن يمسك حتى يبلغ الكعبين ثم يرسل الأعلى على الأسفل.
3640 حدثنا محمود بن خالد، أن محمد بن عثمان حدثهم، ثنا عبد العزيز بن
محمد، عن أبي طوالة وعمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال:
اختصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان في حريم نخلة، في حديث أحدهما: فأمر بها فذرعت
فوجدت سبعة أذرع، وفى حديث الآخر فوجدت خمسة أذرع، فقضى بذاك، قال
عبد العزيز: فأمر بجريدة من جريدها فذرعت.
" آخر كتاب الأقضية "
174

20 - كتاب العلم
[23 بابا: 28 حديثا]
(1) باب الحث على طلب العلم
3641 حدثنا مسدد بن مسرهد، ثنا عبد الله بن داود، سمعت عاصم بن رجاء
ابن حياة يحدث، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس، قال: كنت جالسا مع أبي
الدرداء في مسجد دمشق، فجاءه رجل فقال: يا أبا الدرداء، إني جئتك من مدينة
الرسول الله صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما جئت لحاجة، قال: فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من
طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من
في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد
كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم
يورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
3642 حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي، ثنا الوليد، قال: لقيت شبيب بن شيبة
فحدثني به، عن عثمان بن أبي سودة، عن أبي الدرداء يعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه.
3643 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زائدة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من رجل يسلك طريقا يطلب فيه علما إلا
سهل الله له به طريق الجنة، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه).
(2) باب رواية حديث أهل الكتاب
3644 حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا
معمر، عن الزهري، أخبرني ابن أبي نملة الأنصاري، عن أبيه أنه بينما هو جالس عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده رجل من اليهود مر بجنازة، فقال: يا محمد، هل تتكلم هذه
الجنازة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الله أعلم) فقال اليهودي: إنها تتكلم، فقال
175

رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله
ورسله، فإن كان باطلا لم تصدقوه، وإن كان حقا لم تكذبوه).
3645 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة يعنى
ابن زيد بن ثابت قال: قال زيد بن ثابت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلمت له كتاب يهود،
وقال: (إني والله ما آمن يهود على كتابي) فتعلمته، فلم يمر بي إلا نصف شهر حتى
حذقته، فكنت أكتب له إذا كتب وأقرأ له إذا كتب إليه.
(3) باب في كتاب العلم
3646 حدثنا مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: ثنا يحيى عن عبيد الله بن
الأخنس، عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله
ابن عمرو، قال: كنت أكتب كل شئ أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني
قريش، وقالوا: أتكتب كل شئ تسمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب
والرضا، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأومأ بأصبعه إلى
فيه، فقال: (اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق).
3647 حدثنا نصر بن علي، أخبرنا أبو أحمد، ثنا كثير بن زيد، عن المطلب
ابن عبد الله بن حنطب، قال: دخل زيد بن ثابت على معاوية، فسأله عن حديث، فأمر
إنسانا يكتبه، فقال له زيد: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن لا نكتب شيئا من حديثه، فمحاه.
3648 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا ابن شهاب، عن الحذاء، عن أبي المتوكل
الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: ما كنا نكتب غير التشهد والقرآن.
3649 حدثنا مؤمل، قال: ثنا الوليد، ح وحدثنا العباس بن الوليد بن مزيد،
قال: أخبرني أبي، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: ثنا أبو سلمة يعنى ابن
عبد الرحمن قال: حدثني أبو هريرة قال: لما فتحت مكة قام النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الخطبة
خطبة النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقام رجل من أهل اليمن يقال له أبو شاه فقال: يا رسول الله،

3645 - تعلمت كتاب اليهود: أي تعلم اللغة العبرية والتوراة.
3646 - وفى ذلك قوله تعالى: (ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى).
3649 - ومن الثابت ان كثيرا من الصحابة كانوا يكتبون الأحاديث النبوية الشريفة وقد أشرنا إلى ذلك في أبحاث عديدة لنا ومن
الذين كتبوا عبد الله بن عمرو وكان عنده صحيفة يسميها " الصادقة " وغيره أيضا.
176

اكتبوا لي، فقال: (اكتبوا لأبي شاه).
365 حدثنا علي بن سهل الرملي، قال: ثنا الوليد، قال: قلت لأبي عمرو:
ما يكتبوه؟ قال: الخطبة التي سمعها يومئذ منه.
(4) باب في التشديد في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
3651 حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا خالد ح، وثنا مسدد، ثنا خالد،
المعنى، عن بيان بن بشر، قال مسدد: أبو بشر، عن وبرة بن عبد الرحمن، عن عامر بن
عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: قلت للزبير: ما يمنعك أن تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما يحدث عنه أصحابه؟ فقال: أما والله لقد كان لي منه وجه ومنزلة، ولكني سمعته
يقول: (من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).
(5) باب الكلام في كتاب الله بغير علم
3652 حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى، ثنا يعقوب بن إسحاق المقري
الحضرمي، ثنا سهيل بن مهران أخو حزم القطعي، ثنا أبو عمران، عن جندب،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال في كتاب الله عز وجل برأيه فأصاب فقد أخطأ).
(6) باب تكرير الحديث
3653 حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن أبي عقيل هاشم بن بلال،
عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام، عن رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا
حدث حديثا أعاده ثلاث مرات.
(7) باب في سرد الحديث
3654 حدثنا محمد بن منصور الطوسي، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري،
عن عروة، قال: جلس أبو هريرة إلى جنب حجرة عائشة رضي الله عنها، وهي تصلى،

3652 - وفيه عدم جواز القول في القرآن بالرأي.
3654 - وفيه استنكار عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها لإكثار أبي هريرة من رواية الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم لان من يكثر من
الرواية لا بد ان يقع في الخطأ وليس في هذا اتهام لأبي هريرة رضي الله عنه إنما نهي عن كثرة الرواية ودفع لوقوع
الخطأ بسبب النسيان أو أي شئ آخر.
177

فجعل يقول: اسمعي يا ربة الحجرة، مرتين، فلما قضت صلاتها قالت: ألا تعجب إلى
هذا وحديثه، إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحدث الحديث لو شاء العاد أن يحصيه أحصاه.
3655 حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن
ابن شهاب، أن عروة بن الزبير حدثه، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ألا يعجبك أبو
هريرة؟ جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعني ذلك، وكنت
أسبح، فقام قبل أن أقضى سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن
يسرد الحديث مثل سردكم.
(8) باب التوقي في الفتيا
3656 - حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، ثنا عيسى، عن الأوزاعي، عن
عبد الله بن سعد، عن الصنابحي، عن معاوية، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الغلوطات.
3657 - حدثنا الحسن بن علي، ثنا أبو عبد الرحمن المقري، ثنا سعيد - يعنى
ابن أبي أيوب - عن بكر بن عمرو، عن مسلم بن يسار أبى عثمان، عن أبي هريرة، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أفتى) ح وحدثنا سليمان بن داود: أخبرنا ابن وهب،
حدثني يحيى بن أيوب، عن بكر بن عمرو، عن عمرو بن أبي نعيمة، عن أبي عثمان
الطنبذي رضيع عبد الملك بن مروان، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أفتى بغير علم كان إثمه على من أفتاه) زاد سليمان سليمان المهري في
حديثه: (ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه) وهذا لفظ سليمان.

3655 - وإنما جلس يسمعها رضي الله عنها ليؤكد لها صحة ما يرويه لان ما سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم لا بد أن تكون قد سمعته هي
أيضا أو سمعت أكثره على الأقل وقولها: لم يكن يسرد الحديث مثل سردكم أي لم يكن يطيل الكلام بل كان كلامه
موجزا بليغا يجمع المعنى الكثير في الكلام القليل.
3656 - الغلوطات والأغلوطات: واحد وهي جمع أغلوطة وهي شرار المسائل أي المسائل التي تثير الخلاف والتي إذا انتقلت
العامة فتحت أبواب الفتن وهي ابتداع المسائل والأسئلة العويصة المعقدة ثم الاتيان بها إلى العلماء بحجة طلب الفتيات
كي يمسكوا عليهم سقطة فيتخذونها سبيلا لنفى قولهم أو حجة في مسائل أخرى وفيه النهي وكراهة التعمق والتكلف عما
لا حاجة للانسان إليه ووجوب الوقوف عند المسائل التي تهم الناس في حياتهم وترك المعميات والمسائل المبتدعة وقد
جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم (إن من أحسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
3657 - من أفتي: من أستفتي أي من جاء يطلب الفتيا ممن لا علم يكفي للفتيا عنده أو من أفتى شخصا في أمر وهو لا يعلم القول
الصحيح فيه فإن أتى السائل بأمر بناء على هذه الفتيا فإن إثم عمله إنما يعود على من أفتاه.
178

3658 (9) باب كراهة منع العلم
3658 - حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا علي بن الحكم، عن
عطاء، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله
بلجام من نار يوم القيامة).
(10) باب فضل نشر العلم
3659 حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة، قالا: ثنا جرير عن
الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم).
3660 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن شعبة، حدثني عمر بن سليمان من ولد
عمر بن الخطاب، عن عبد الرحمن بن أبان، عن أبيه، عن زيد بن ثابت، قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول؟: (نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه، فرب حامل فقه
إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه).
3661 حدثنا سعيد بن منصور، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه عن سهل
يعنى ابن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والله لان يهدى بهداك رجلا واحدا خير لك من
حمر النعم).
(11) باب الحديث عن بني إسرائيل
3662 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا علي بن مسهر، عن محمد بن عمرو،

3658 - لان حاله حال مانع الخير عن الناس.
3659 - وفيه أن الحديث والأثر سيؤخذ عن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ومثل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (خير القرون قرني ثم الذين
يلونهم ثم الذين يلونهم).
3660 - حامل فقه: حافظ له يرويه لسواه.
3661 - قوله: (لان يهدى) وفى نسخة أخرى: (لان يهدى الله بهداك..).
3662 - علي بن مسهر ضعفه غير واحد وقد روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه إنما ورود روايته في المصنف لا يوثقه لان
ابن أبي شيبة قد جمع في مصنفه كل قول ورأي وأثر دون محاكمة ولا يعني الحديث عن بني إسرائيل تصديق كل ما
يرووه لأنهم في أخبارهم وفى النسخ المحرفة في توراتهم الأباطيل عن أنبياء الله عليهم السلام ويتهمونهم بأبشع
179

عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا
حرج).
3663 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا معاذ، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي
حسان، عن عبد الله بن عمرو، قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن بني إسرائيل حتى
يصبح، ما يقوم إلا إلى عظم صلاة.
(12) باب في طلب العلم لغير الله تعالى
3664 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا سريج بن النعمان، ثنا فليح، عن أبي
طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، عن سعيد بن يسار، عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا
يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) يعنى ريحها.
(13) باب في القصص
3665 حدثنا محمود بن خالد، ثنا أبو مسهر، حدثني عباد بن عباد الخواص،
عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عمرو بن عبد الله السيباني، عن عوف بن مالك
الأشجعي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال).
3666 حدثنا مسدد، ثنا جعفر بن سليمان، عن المعلى بن زياد، عن العلاء بن
بشير المزني، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: جلست في
عصابة من ضعفاء المهاجرين، وإن بعضهم ليستتر ببعض من العرى، وقارئ يقرأ علينا، إذ
جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام علينا، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت القارئ، فسلم، ثم
قال: (ما كنتم تصنعون)؟ قلنا: يا رسول الله، إنه كان قارئ لنا يقرأ علينا، فكنا
نستمع إلى كتاب الله، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله الذي جعل من أمتي من
أمرت أن أصبر نفسي معهم) قال: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطنا ليعدل بنفسه فينا، ثم قال

الأمور والعياذ بالله وفيه دليل أيضا على أنه إن جازت الرواية عن بني إسرائيل دون اسناد لطول المدة وبعد العهد فهذا لا
يجوز في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يروي الا بإسناد.
3663 - عظم الصلاة: أي صلاة الفريضة.
3666 - عصابة: عصبة أو جماعة. صعاليك المهاجرين: فقراءهم.
180

بيده هكذا، فتحلقوا، وبرزت وجوههم له، قال: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف منهم
أحدا غيري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم
القيامة، تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم وذاك خمسمائة سنة).
3667 حدثنا محمد بن المثنى، حدثني عبد السلام يعنى ابن مطهر أبو
ظفر ثنا موسى بن خلف العمى، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لان أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس
أحب إلى من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ولان أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة
العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلى من أن أعتق أربعة).
3668 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا حفص بن غياث، عن الأعمش عن
إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ على سورة
النساء) قال: قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: (إني أحب أن أسمعه من غيري)
قال: فقرأت عليه، حتى إذا انتهيت إلى قوله: (فكيف إذ جئنا من كل أمة بشهيد) الآية،
فرفعت رأسي فإذا عيناه تهملان.
(آخر كتاب العلم)

3668 - (فكنت إذا جئنا من كل أمة بشهيد): سورة النساء من الآية (41). تهملان: تفيضان بالدمع.
181

21 - كتاب الأشربة
[22 بابا: 67 حديثا] (1) باب في تحريم الخمر
3669 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا أبو حيان، حدثني
الشعبي، عن ابن عمر، عن عمر قال: نزل تحريم الخمر يوم نزل وهي من خمسة
أشياء: من العنب، والتمر، والعسل، والحنطة، والشعير، والخمر ما خامر العقل،
وثلاث وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد إلينا فيهن عهدا ننتهي إليه: الجد،
والكلالة، وأبواب من أبواب الربا.
3670 حدثنا عباد بن موسى الحتلي، أخبرنا إسماعيل يعنى ابن جعفر عن
إسرائيل، عن أبي إسحق، عن عمرو، عن عمر بن الخطاب قال: لما نزل تحريم الخمر
قال عمر: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء، فنزلت الآية التي في البقرة (يسألونك عن
الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير) الآية، قال: فدعى عمر، فقرئت عليه، قال: اللهم
بين لنا في الخمر بيانا شفاء، فنزلت الآية التي في النساء: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا
الصلاة وأنتم سكارى) فكان منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة ينادى: ألا لا يقربن
الصلاة سكران، فدعى عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء،
فنزلت هذه الآية: (فهل أنتم منتهون) قال عمر: انتهينا.
3671 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، ثنا عطاء بن السائب، عن أبي
عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب عليه السلام أن رجلا من الأنصار دعاه
و عبد الرحمن بن عوف فسقاهما قبل أن تحرم الخمر فأمهم على في المغرب فقرأ: (قل يا

3669 - الجد: أي ميراث الجد مع الأحفاد والدلالة فيها أقوال عديدة لعل أرجحها انه ميراث من لا وارث له من عصبته من
الذكور أو من لم يترك ذكرا يعصب بقية ورثته من النساء.
3670 - (يسألونك عن الخمر والميسر): سورة البقرة الآية (219). (يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم
سكارى): سورة النساء الآية (43). (فهل أنتم منتهون): سورة النساء الآية (91).
3671 - (قل يا أيها الكافرون): سورة الكافرون. (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى): سورة النساء من الآية (43).
182

أيها الكافرون) فخلط فيها، فنزلت: (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما
تقولون).
3672 حدثنا أحمد بن محمد المروزي، ثنا علي بن حسين، عن أبيه، عن
يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة
وأنتم سكارى) و (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس)
نسختها التي في المائدة (إنما الخمر والميسر والأنصاب) الآية.
3673 حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس،
قال: كنت ساقى القوم حيث حرمت الخمر في منزل أبى طلحة، وما شرابنا يومئذ إلا
الفضيخ، فدخل علينا رجل، فقال: إن الخمر قد حرمت، ونادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقلنا: هذا منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2) باب العنب يعصر للخمر
3674 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع بن الجراح، عن عبد العزيز بن
عمر، عن أبي علقمة مولاهم و عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، أنهما سمعا ابن عمر
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها
ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه).
(3) باب ما جاء في الخمر تخلل
3675 حدثنا زهير بن حرب، ثنا وكيع، عن سفيان، عن السدى، عن أبي
هبيرة، عن أنس بن مالك، أن أبا طلحة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أيتام ورثوا خمرا، قال:
(أهرقها) قال: أفلا أجعلها خلا؟ قال: (لا).
(4) باب الخمر مما هو
3676 - حدثنا الحسن بن علي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن

3672 - (إنما الخمر والميسر والأنصاب): سورة المائدة من الآية (90).
3673 - الفضيخ: نوع من الخمر يتخذ من البسر أي البلح والمفضوخ هو المسكور والمتشقق.
3675 - وفيه أن استحالة ما حرم عن حاله إلى حال آخر لا تحله وحكم الخمر هنا كحكم شحم الميتة.
183

مهاجر، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من العنب
خمرا، وإن من التمر خمرا، وإن من العسل خمرا، وإن من البر خمرا، وإن من
الشعير خمرا).
3677 حدثنا مالك بن عبد الواحد أبو غسان، ثنا معتمر، قال: قرأت على
الفضيل بن ميسرة، عن أبي حريز، أن عامرا حدثه، أن النعمان بن بشير قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الخمر من العصير، والزبيب، والتمر، والحنطة،
والشعير، والذرة، وإني أنهاكم عن كل مسكر).
3678 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، حدثني يحيى، عن أبي كثير، عن أبي
هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الخمر من هاتين الشجرتين: النخلة، والعنبة)
قال أبو داود: اسم أبى كثير الغبرى يزيد بن عبد الرحمن بن غفيلة السحمي، وقال
بعضهم: أذينة، والصواب غفيلة.
(5) باب النهى عن المسكر
3679 حدثنا سليمان بن داود ومحمد بن عيسى في آخرين، قالوا: ثنا حماد
يعنى ابن زيد عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل
مسكر خمر، وكل مسكر حرام، ومن مات وهو يشرب الخمر يدمنها لم يشربها في
الآخرة).
3680 حدثنا محمد بن رافع النيسابوري، ثنا إبراهيم بن عمر الصنعاني، قال:
سمعت النعمان بن بشير يقول: عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(كل مخمر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب مسكرا بخست صلاته أربعين صباحا،
فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال)
قيل: وما طينة الخبال يا رسول الله؟ قال: (صديد أهل النار، ومن سقاه صغيرا لا يعرف
حلاله من حرامه كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال).

3678 - والراجح عندنا ما ذكر في الحديث التالي أي (3679) بأن كل مسكر خمر وكل مسكر حرام من أي مادة صنع سواء كان
سائلا أو جامدا وهم قد تفننوا في أيامنا بصنع الخمر من الفواكه كلها ومن أنواع مختلفة من الحبوب وحكم الجديد منها
هو حكم القديم لان الخمر هو كل ما خامر العقل مهما كان اسمه وطريقة صنعه.
184

3681 حدثنا قتيبة، ثنا إسماعيل يعنى ابن جعفر عن داود بن بكر بن أبي
الفرات، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما
أسكر كثيره فقليله حرام).
3682 حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي
سلمة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البتع، فقال:
(كل شراب أسكر فهو حرام) قال أبو داود: قرأت على يزيد بن عبد ربه الجرجسي:
حدثكم محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري بهذا الحديث، بإسناده، زاد: والبتع
نبيذ العسل، كان أهل اليمن يشربونه، قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا إله
إلا الله ما كان أثبته، ما كان فيهم مثله، يعنى في أهل حمص، يعنى الجرجسي.
3683 حدثنا هناد بن السرى ثنا عبدة، عن محمد يعنى ابن إسحاق،
عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن ديلم الحميري، قال: سألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إنا بأرض باردة نعالج فيها عملا شديدا، وإنا نتخذ
شرابا من هذا القمح نتقوى به على أعمالنا وعلى برد بلادنا، قال: (هل يسكر)؟ قلت:
نعم، قال: (فاجتنبوه) قال: قلت: فإن الناس غير تاركيه، قال: (فإن لم يتركوه
فقاتلوهم).
3684 حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن عاصم بن كليب، عن أبي بردة،
عن أبي موسى، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن شراب من العسل، فقال: (ذاك البتع)
قلت: وينتبذ من الشعير والذرة، فقال: (ذاك المزر) ثم قال: (أخبر قومك أن كل
مسكر حرام).
3685 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد

3681 - أي لا عبرة بقلة أو ضعف تأثير بعض المشروبات فإن كان كثيرها يسكر فقليلها حرام.
3685 - الكوبة: قيل هي النرد والشطرنج وقيل هو الطبل الصغير المخصر (الطبلة) وأطلقه مجمع دار العلوم مقابل الدف
المعروف بالدربكة وقيل هو البربط أيضا. الغبيراء: نوع من الخمر يصنع من تخمير نبتة تعرف بهذا الاسم وهو الأرجح
عندنا لأن هذه النبتة معروفة إلى يومنا وعلى كل حال فإن اختلفت الأقوال في مادة إعدادها فالاتفاق على أنها نوع من
الخمر.
185

ابن أبي حبيب، عن الوليد بن عبدة، عن عبد الله بن عمرو، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم نهى عن
الخمر والميسر والكوبة والغبيراء، وقال: (كل مسكر حرام) قال أبو داود: قال ابن
سلام أبو عبيد: الغبيراء السكركة تعمل من الذرة، شراب يعمله الحبشة.
3686 حدثنا سعيد بن منصور، ثنا أبو شهاب عبد ربه بن نافع، عن الحسن بن
عمرو الفقيمي، عن الحكم بن عتيبة، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة، قالت: نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر.
3687 حدثنا مسدد وموسى بن إسماعيل، قالا: ثنا مهدي يعنى ابن ميمون
ثنا أبو عثمان، قال موسى وهو عمرو بن سلم الأنصاري، عن القاسم، عن عائشة
رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل مسكر حرام، وما أسكر منه
الفرق فملء الكف منه حرام).
(6) باب في الداذي
3688 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا زيد بن الحباب، ثنا معاوية بن صالح، عن
حاتم بن حريث، عن مالك بن أبي مريم، قال: دخل علينا عبد الرحمن بن غنم،
فتذاكرنا الطلاء فقال: حدثني أبو مالك الأشعري، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها).
3689 قال أبو داود: حدثنا شيخ من أهل واسط، قال: حدثنا أبو منصور
الحارث بن منصور، قال: سمعت سفيان الثوري وسئل عن الداذي، فقال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها) قال أبو داود: وقال
سفيان الثوري: الداذي شراب الفاسقين.

3686 - مفتر: أي الشراب الذي يورث الفتور والخدر في الأطراف.
3688 - الطلاء: هو أصلا المعروف في أيامنا باسم الدبس ومنه أنواع قليلة الكثافة تخمر فتصير نوعا من الخمر يسمونها الآن
بالأجنبية (Liqueur) وهي من الخمر الشديد التأثير لارتفاع نسبة الكحول فيها.
3689 - الداذي: نبت أو شئ له عنقود مستطيل وحبه على شكل حب الشعير يوضع منه مقدار رطل في العرق فتعبق رائحته
ويصير شديد الاسكار، والدادي: حي يطرح في النبيذ فيشتد حتى يسكر وقد روي عندنا هنا بالذال فالراجح أن
المقصود هو الأول وعلى كل فكلا النوعين حرام ومسكر.
186

(7) باب في الأوعية
3690 حدثنا مسدد، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا منصور بن حيان، عن سعيد
ابن جبير، عن ابن عمر وابن عباس، قالا: نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء
والحنتم والمزفت والنقير.
3691 حدثنا موسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم، المعنى، قالا: ثنا
جرير، عن يعلى يعنى ابن حكيم عن سعيد بن جبير، قال: سمعت عبد الله بن عمر
يقول: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيذ الجر فخرجت فزعا من قوله: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيذ الجر
فدخلت على ابن عباس، فقلت: أما تسمع ما يقول ابن عمر؟ قال: وما ذاك؟ قلت:
قال: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيذ الجر، قال: صدق، حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيذ الجر
قلت: ما الجر؟ قال: كل شئ يصنع من مدر.
3692 حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عبيد، قالا: ثنا حماد، ح وثنا
مسدد، ثنا عباد بن عباد، عن أبي جمرة، قال: سمعت ابن عباس يقول، وقال مسدد:
عن ابن عباس، وهذا حديث سليمان، قال: قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقالوا: يا رسول الله، إن هذا الحي من ربيعة قد حال بيننا وبينك كفار مضر، وليس نخلص
إليك إلا في شهر حرام فمرنا بشئ نأخذ به وندعو إليه من وراءنا، قال: (آمركم بأربع،
وأنهاكم عن أربع: الايمان بالله وشهادة أن لا إله إلا الله) وعقد بيده واحدة، وقال
مسدد: الايمان بالله، ثم فسرها لهم شهادة أن لا إله إلا الله (وأن محمدا رسول الله،
وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تؤدوا الخمس مما غنمتم، وأنهاكم عن الدباء والحنتم
والمزفت والمقير) وقال ابن عبيد: النقير مكان المقير، وقال مسدد: والنقير والمقير، لم

3690 - الدباء: القرع الكبير إذا جف ويبس نظف مما فيه فصار وعاء. الحنتم: جرار الفخار المطلية بمادة تعطيها لونا
أخضر. المزفت: الأوعية المطلية بالزفت ولعله الخوص إذا جدل حتى صار وعاء ثم طلى بالزفت كي لا تتسرب منه
السوائل. النقير: جذع الشجرة أو النخلة ينقر جوفه فيصير وعاء وإنما النهى عن استعمال هذه الأوعية لأنهم كانوا
يصنعون فيها النبيذ المسكر.
3691 - الجر: الجرار. المدر: الطين أي أن المقصود هو جرار الفخار لان النبيذ يتخمر فيها فيصير خمرا وإنما النهى عن
استعمال هذه الأشياء لقرب عهدهم بتحريم الخمر وهذه الأشياء تذكر الخمر فاستعمالها يذكرهم الخمر بالتالي ويثير
الشوق إليها ولذا كان الابتعاد عنها للابتعاد عن تأثيرها في النفس أكثر من تأثيرها في المواد التي تجعل فيها. أسقية
الأدم: الأوعية المصنوعة من الجلد التي تربط أفواهها فلا يتسرب إليها الهواء ولا يتخمر فيها الشراب.
187

يذكر المزفت، قال أبو داود: أبو جمرة نصر بن عمران الضبعي.
3693 حدثنا وهب بن بقية، عن نوح بن قيس، ثنا عبد الله بن عون، عن
محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لوفد عبد القيس: (أنهاكم عن
النقير، والمقير، والحنتم، والدباء، والمزادة المجبوبة، ولكن أشرب في سقائك
وأوكه).
3694 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبان، ثنا قتادة عن عكرمة وسعيد بن
المسيب، عن ابن عباس في قصة وفد عبد القيس، قالوا: فيم نشرب يا نبي الله؟ فقال
نبي الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بأسقية الأدم التي يلاث على أفواهها).
3695 حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن عوف، عن أبي القموص زيد بن علي
، حدثني رجل كان من الوفد الذين وفدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من عبد القيس يحسب عوف
أن اسمه قيس بن النعمان، فقال: (لا تشربوا في نقير، ولا مزفت، ولا دباء، ولا
حنتم، واشربوا في الجلد الموكأ عليه، فان اشتد فاكسروه بالماء، فإن أعياكم
فأهريقوه).
3695 حدثنا محمد بن بشار، ثنا أبو أحمد، ثنا سفيان، عن علي بن بذيمة،
حدثني قيس بن حبتر النهشلي، عن ابن عباس، أن وفد عبد القيس قالوا: يا رسول الله
فيم نشرب؟ قال: (لا تشربوا في الدباء، ولا في المزفت، ولا في النقير، وانتبذوا في
الأسقية) قالوا: يا رسول الله، فإن اشتد في الأسقية؟ قال: (فصبوا عليه الماء) قالوا:
يا رسول الله، فقال لهم في الثالثة أو الرابعة: (أهريقوه) ثم قال: (إن الله حرم على،
أو حرم، الخمر، والميسر، والكوبة) قال: (وكل مسكر حرام) قال سفيان: فسألت
علي بن بذيمة عن الكوبة، قال: الطبل.
3697 حدثنا مسدد، ثنا عبد الواحد، ثنا إسماعيل بن سميع، ثنا مالك بن
عمير، عن علي عليه السلام، قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنتم والنقير
والجعة.
3698 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا معرف بن واصل، عن محارب بن دثار، عن

3698 - وإنما الإباحة هنا لثبوت تحريم الخمر في النفوس بعد مرور الوقت وزوال تأثير هذه الأوعية من قلوبهم.
188

ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نهيتكم عن ثلاث، وأنا آمركم بهن:
نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن في زيارتها تذكرة، ونهيتكم عن الأشربة أن تشربوا
إلا في ظروف الأدم فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكرا، ونهيتكم عن لحوم
الأضاحي أن تأكلوها بعد ثلاث فكلوا واستمتعوا بها أسفاركم).
3699 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، حدثني منصور، عن سالم بن أبي
الجعد، عن جابر بن عبد الله، قال: لما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأوعية، قال:
قالت الأنصار: إنه لا بد لنا، قال: (فلا إذن).
3700 حدثنا محمد بن جعفر بن زياد، ثنا شريك، عن زياد بن فياض، عن أبي
عياض، عن عبد الله بن عمرو، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأوعية الدباء والحنتم والمزفت
والنقير، فقال أعرابي: إنه لا ظروف، فقال: (اشربوا ما حل).
3701 حدثنا الحسن يعنى ابن علي ثنا يحيى بن آدم، ثنا شريك، بإسناده،
قال: (اجتنبوا ما أسكر).
3702 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا زهير، ثنا أبو الزبير، عن جابر
ابن عبد الله قال: كان ينبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاء، فإذا لم يجدوا سقاء نبذ له في تور
من حجارة.
(8) باب في الخليطين
3703 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن
عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن ينتبذ الزبيب والتمر جميعا، ونهى أن ينتبذ البسر
والرطب جميعا.
3704 حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، حدثني يحيى، عن
عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، أنه نهى عن خليط الزبيب والتمر، وعن خليط البسر
والتمر، وعن خليط الزهو والرطب، وقال: (انتبذوا كل واحد على حدة) قال: وحدثني
أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث.
3705 حدثنا سليمان بن حرب وحفص بن عمر النمري، قالا: ثنا شعبة، عن

3703 - لان تخمرها أسرع إن كانت معا لوجود الحموضة والرطوبة في الأول ووجود الحلاوة في الثاني.
189

الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن رجل، قال حفص: من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن
النبي صلى الله عليه وسلم، قال: نهى عن البلح والتمر، والزبيب والتمر.
3706 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ثابت بن عمارة، حدثتني ريطة عن كبشة
بنت أبي مريم، قالت: سألت أم سلمة: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عنه؟ قالت: كان ينهانا
أن نعجم النوى طبخا أو نخلط الزبيب والتمر.
3707 حدثنا مسدد، ثنا عبد الله بن داود، عن مسعر، عن موسى بن عبد الله،
عن امرأة من بنى أسد، عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينبذ له زبيب
فيلقى فيه تمرا، وتمر فيلقى فيه الزبيب.
3708 حدثنا زياد بن يحيى الحساني، ثنا أبو بحر، ثنا عتاب بن عبد العزيز
الحماني، حدثتني صفية بنت عطية، قالت: دخلت مع نسوة من عبد القيس على
عائشة، فسألناها عن التمر والزبيب، فقالت: كنت آخذ قبضة من تمر وقبضة من زبيب،
فألقيه في إناء، فأمرسه، ثم أسقيه النبي صلى الله عليه وسلم.
(9) باب في نبيذ البسر
3709 حدثنا محمد بن بشار، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن
جابر بن زيد وعكرمة، أنهما كانا يكرهان البسر وحده، ويأخذان ذلك عن ابن عباس،
وقال ابن عباس: أخشى أن يكون المزاء الذي نهيت عنه عبد القيس، فقلت لقتادة: ما
المزاء؟ قال: النبيذ في الحنتم والمزفت.
(10) باب في صفة النبيذ
3710 حدثنا عيسى بن محمد، ثنا ضمرة، عن السيباني، عن عبد الله بن
الديلمي، عن أبيه، قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله قد علمت من نحن
ومن أين نحن فإلى من نحن؟ قال: (إلى الله وإلى رسوله)، فقلنا: يا رسول الله، إن لنا
أعنابا ما نصنع بها؟ قال: (زببوها) قلنا: ما نصنع بالزبيب؟ قال: (انبذوه على
غدائكم واشربوه على عشائكم، وانبذوه على عشائكم واشربوه على غدائكم، وانبذوه في

3710 - النبيذ المقصود هو الشراب المعروف عندنا باسم الجلاب وهو يصنع من الزبيب بعد طحنه وطبخه مع الماء.
190

الشنان، ولا تنبذوه في القلل، فإنه إذا تأخر عن عصره صار خلا).
3711 حدثنا محمد بن المثنى، حدثني عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن
يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أمه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان ينبذ
لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاء يوكأ أعلاه وله عزلاء ينبذ غدوة فيشربه عشاء، وينبذ عشاء فيشربه
غدوة.
3712 حدثنا مسدد، ثنا المعتمر، قال: سمعت شبيب بن عبد الملك
يحدث، عن مقاتل بن حيان، قال حدثتني عمتي عمرة، عن عائشة رضي الله عنها
أنها كانت تنبذ للنبي صلى الله عليه وسلم غدوة فإذا كان من العشى فتعشى شرب على عشائه، وإن فضل
شئ صببته، أو فرغته، ثم تنبذ له بالليل فإذا أصبح تغدى فشرب على غدائه، قالت:
يغسل السقاء غدوة وعشية، فقال لها أبى: مرتين في يوم؟ قالت: نعم.
3713 حدثنا مخلد بن خالد، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي عمر
يحيى البهراني، عن ابن عباس، قال: كان ينبذ للنبي صلى الله عليه وسلم الزبيب فيشربه اليوم والغد وبعد
الغد إلى مساء الثالثة، ثم يأمر به فيسقى الخدم أو يهراق قال أبو داود: معنى يسقى الخدم
يبادر به الفساد قال أبو داود: أبو عمر يحيى بن عبيد البهراني.
(11) باب في شراب العسل
3714 حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا حجاج بن محمد، قال: قال ابن
جريج: عن عطاء، أنه سمع عبيد بن عمير، قال: سمعت عائشة رضي الله عنها زوج
النبي صلى الله عليه وسلم تخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلا،
فتواصيت أنا وحفصة أيتنا ما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل: إني أجد منك ريح مغافير،
فدخل على إحداهن، فقالت له ذلك، فقال: (بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش
ولن أعود له) فنزلت: (لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى) إلى (إن تتوبا إلى الله)

3711 - لأنه ان طال عليه الوقت أكثر من ذلك بدأ بالتخمر وكل ما فيه حلاوة (سكر) ورطوبة أي سائل يتخمر بمرور الوقت فإن
لم تصله برودة صار خمرا وان وصلته بعض البرودة صار خلا.
3714 - المغافير: ثمر العرفط وهو حلو كالناطف الا أن ريحه منكر. (لم تحرم ما أحل الله لك): سورة التحريم الآية
(1). (إن تتوبا إلى الله): سورة التحريم من الآية (4). (وإذا أسر لنبي إلى بعض أزواجه): سورة التحريم
الآية (3). جرست نحله العرفط: أي رعت وأكلت من ثمر العرفط.
191

لعائشة وحفصة رضي الله عنهما (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا) لقوله: (بل
شربت عسلا).
3715 حدثنا الحسن بن علي، ثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن
عائشة، قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء، والعسل، فذكر بعض هذا الخبر، وكان
النبي صلى الله عليه وسلم يشتد عليه أن توجد منه الريح، وفى هذا الحديث قالت سودة: بل أكلت
مغافير، قال: (بل شربت عسلا سقتني حفصة) فقلت: جرست نحله العرفط، نبت من
نبت النحل قال أبو داود: المغافير مقلة، وهي صمغة، و (جرست): رعت،
و (العرفط): نبت من نبت النحل.
(12) باب في النبيذ إذا غلى
3716 حدثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، ثنا زيد بن واقد، عن خالد
ابن عبد الله بن حسين، عن أبي هريرة، قال: علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم،
فتحينت فطره بنبيذ صنعته في دباء ثم أتيته به فإذا هو ينش، فقال: (اضرب بهذا الحائط،
فإن هذا شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر).
(13) باب في الشرب قائما
3717 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، عن قتادة عن أنس، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يشرب الرجل قائما.
3718 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن مسعر بن كدام، عن عبد الملك بن
ميسرة، عن النزال بن سبرة، أن عليا دعا بماء فشربه وهو قائم ثم، قال: إن رجالا
يكره أحدهم أن يفعل هذا، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل مثل ما رأيتموني أفعله.
(14) باب الشراب من في السقاء
3719 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا قتادة، عن عكرمة عن ابن

3716 - ينش: أي يصدر عنه صوت نشيش والنشيش هو صوت السائل إذا بدأ يغلى ولا ينش النبيذ الا إذا بدأ تخمره.
3719 - وإنما النهى عن الشرب من في السقاء مباشرة لان ريح الفم وبعض الريق يخالط الماء ويترك أثرا وريحا يشمه من يريد
الشرب بعده من نفس السقاء. (15) اختناث الأسقية: أن يثني رؤوسها ويعطف رأس السقاء نحوه ليشرب منه.
192

عباس، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من في السقاء، وعن ركوب الجلالة
والمجثمة قال أبو داود: الجلالة التي تأكل العذرة.
(15) باب في اختناث الأسقية
3720 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن الزهري، أنه سمع عبيد الله بن
عبد الله، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن اختناث الأسقية.
3721 حدثنا نصر بن علي، ثنا عبد الأعلى، ثنا عبد الله بن عمر، عن عيسى
ابن عبد الله رجل من الأنصار، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بإداوة يوم أحد، فقال:
(أخنث فم الإداوة) ثم شرب من فيها.
(16) باب في الشرب من ثلمة القدح
3722 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني، قرة بن
عبد الرحمن، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي سعيد
الخدري أنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من ثلمة القدح وأن ينفخ في الشراب.
(17) باب في الشرب في آنية الذهب والفضة
3723 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى،
قال: كان حذيفة بالمدائن، فاستسقى، فأتاه دهقان بإناء من فضة، فرماه به، وقال:
إني لم أرمه به إلا أنى قد نهيته فلم ينته، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحرير، والديباج،
وعن الشرب في آنية الذهب والفضة، وقال: (هي لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة).
(18) باب في الكرع
3724 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يونس بن محمد، حدثني وكيع عن سعيد
ابن الحرث، عن جابر بن عبد الله، قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم ورجل من أصحابه على رجل
من الأنصار وهو يحول الماء في حائطه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن كان عندك ماء بات

3722 - والنهى عن الشرب من ثلمة القدح لان القذر والغبار يتجمع في هذه الثلمة. والنفخ: التنفس، أي يجب أن يتنفس
خارج الاناء.
3724 - الشن وعاء من جلد قديم يحفظ فيه الماء لتبريده.
193

هذه الليلة في شن وإلا كرعنا) قال: بل عندي ماء بات في شن.
(19) باب في الساقي متى يشرب
3725 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن أبي المختار، عن عبد الله بن أبي
أوفى، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ساقى القوم آخرهم شربا).
3726 حدثنا القعنبي عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن
أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بلبن قد شيب بماء وعن يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكر،
فشرب، ثم أعطى الاعرابي وقال: (الأيمن فالأيمن).
3727 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، عن أبي عصام، عن أنس بن
مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا شرب تنفس ثلاثا، وقال: (هو أهنأ وأمرأ وأبرأ).
(20) باب في النفخ في الشراب والتنفس فيه
3728 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا ابن عيينة، عن عبد الكريم، عن
عكرمة، عن ابن عباس، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتنفس في الاناء أو ينفخ فيه.
3729 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن يزيد بن خمير، عن عبد الله بن
بسر من بنى سليم، قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبى، فنزل عليه، فقدم إليه طعاما،
فذكر حيسا أتاه به، ثم أتاه بشراب فشرب فناول من على يمينه، وأكل تمرا فجعل يلقى
النوى على ظهر أصبعيه السبابة والوسطى، فلما قام قام أبى فأخذ بلجام دابته فقال:
ادع الله لي، فقال: (اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم).
(21) باب ما يقول إذا شرب اللبن
3730 حدثنا مسدد، ثنا حماد يعنى ابن زيد ح وثنا موسى بن إسماعيل، ثنا
حماد يعنى ابن سلمة عن علي بن زيد، عن عمر بن حرملة، عن ابن عباس، قال:
كنت في بيت في بيت ميمونة، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه خالد بن الوليد فجاءوا بضبين مشويين على
ثمامتين، فتبزق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال خالد: إخالك تقذره يا رسول الله، قال: (أجل)

3727 - لان الصدر يرتاح بالشرب بعد التنفس فلا يشرق وهو يشرب.
3730 - الضب: حيوان صحراوي صغير. ثمامتين: عودان من شجر التمام إذ كان يشك الضب بهذا العود ثم يشوى.
194

ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلبن فشرب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أكل أحدكم طعاما فليقل:
اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرا منه، وإذا سقى لبنا فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا
منه، فإنه ليس شئ يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن) قال أبو داود هذا لفظ
مسدد.
(22) باب في إيكاء الآنية
3731 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى، عن ابن جريج، أخبرني عطاء، عن
جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أغلق بابك واذكر اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا،
وأطف مصباحك وأذكر أسم الله، وخمر إناءك ولو بعود تعرضه عليه واذكر اسم الله،
وأوك سقاءك واذكر اسم الله).
3732 حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن أبي الزبير، عن جابر
ابن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الخبر، وليس بتمامه، قال: (فإن الشيطان لا يفتح
بابا غلقا، ولا يحل وكاء، ولا يكشف إناء، وإن الفويسقة تضرم على الناس بيتهم) أو
(بيوتهم).
3733 حدثنا مسدد وفضيل بن عبد الوهاب السكري، قالا: ثنا حماد، عن
كثير بن شنظير، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، رفعه، قال: (واكفتوا صبيانكم عند
العشاء) وقال مسدد: (عند المساء) (فان للجن انتشارا وخطفة).
3734 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن أبي
صالح، عن جابر، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فاستسقى، فقال رجل من القوم: ألا نسقيك
نبيذا؟ قال: (بلى) قال: فخرج الرجل يشتد فجاء بقدح فيه نبيذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
(ألا خمرته ولو أن تعرض عليه عودا) قال أبو داود: قال الأصمعي: تعرضه عليه.
3735 حدثنا سعيد بن منصور و عبد الله بن محمد النفيلي وقتيبة بن سعيد،
قالوا: ثنا عبد العزيز بن محمد عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعذب له الماء من بيوت السقيا، قال قتيبة: عين بينها وبين المدينة يومان.
(آخر كتاب الأشربة).

3731 - خمر إناءك: غطه.
3732 - الوكاء: الخيط الذي يشد على فم السقاء. الفويسقة: الفأرة.
3733 - أكفتوا صبيانكم: لا تدعوهم خارج الدور بل الزموهم البقاء داخل الدور.
195

22 - كتاب الأطعمة
[55 بابا: 119 حديثا]
(1) باب ما جاء في إجابة الدعوة
3736 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دعى أحدكم إلى الوليمة فليأتها).
3737 حدثنا مخلد بن خالد، ثنا أبو أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن
عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعناه، زاد: (فإن كان مفطرا فليطعم، وإن كان
صائما فليدع).
3738 حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب، عن
نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا أحدكم أخاه فليجب عرسا كان
أو نحوه).
3739 حدثنا ابن المصفى، ثنا بقية، ثنا الزبيدي، عن نافع، بإسناد أيوب
ومعناه.
3740 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من دعى فليجب، فإن شاء طعم، وإن شاء ترك).
3741 حدثنا مسدد، ثنا درست بن زياد، عن أبان بن طارق، عن طارق، عن
نافع، قال: قال عبد الله بن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من دعى فلم يجب فقد عصى
الله ورسوله، ومن دخل على غير دعوة دخل سارقا وخرج مغيرا) قال أبو داود: أبان بن
طارق مجهول.
3742 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن الأعرج، عن أبي
هريرة أنه كان يقول: شر الطعام طعام الوليمة، يدعى لها الأغنياء، ويترك المساكين، ومن
لم يأت الدعوة فقد عصى الله ورسوله.
196

(2) باب في استحباب الوليمة عند النكاح
3743 حدثنا مسدد، وقتيبة بن سعيد، قالا: ثنا حماد، عن ثابت، قال:
ذكر تزويج زينب بنت جحش عند أنس بن مالك، فقال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أولم على
أحد من نسائه ما أولم عليها، أولم بشاة.
3744 حدثنا حامد بن يحيى، ثنا سفيان، ثنا وائل بن داود، عن ابنه بكر بن
وائل، عن الزهري، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم أولم على صفية بسويق وتمر.
(3) باب في كم تستحب الوليمة
3745 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا عفان بن مسلم، ثنا همام، ثنا قتادة، عن
الحسن، عن عبد الله بن عثمان الثقفي، عن رجل أعور من ثقيف كان يقال له معروفا،
أي: يثنى عليه خيرا، إن لم يكن اسمه زهير بن عثمان فلا أدرى ما اسمه، أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (الوليمة أول يوم حق، والثاني معروف، واليوم الثالث سمعة ورياء) قال قتادة:
وحدثني رجل أن سعيد بن المسيب دعى أول يوم فأجاب، ودعى اليوم الثاني فأجاب،
ودعى اليوم الثالث فلم يجب، وقال: أهل سمعة ورياء.
3746 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب،
بهذه القصة، قال: فدعى اليوم الثالث فلم يجب وحصب الرسول.
(4) باب الاطعام عند القدوم من السفر
3747 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن شعبة، عن محارب بن دثار،
عن جابر، قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة نحر جزورا أو بقرة.
(5) باب ما جاء في الضيافة
3748 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي شريح
الكعبي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، جائزته

3746 - حصبة: رماه بالحصى.
3748 - جائزته: إكرامه. يثوي عنده: يطيل الإقامة.
197

يومه وليلته، الضيافة ثلاثة أيام وما بعد ذلك فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى
يحرجه) قال أبو داود: قرئ على الحرث بن مسكين وأنا شاهد: أخبركم أشهب،
قال: وسئل مالك عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (جائزته يوم وليلة) فقال: يكرمه ويتحفه ويحفظه
يوما وليلة، وثلاثة أيام ضيافة.
3749 حدثنا موسى بن إسماعيل، ومحمد بن محبوب، قالا: ثنا حماد، عن
عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الضيافة ثلاثة أيام، فما
سوى ذلك فهو صدقة).
3750 حدثنا مسدد، وخلف بن هشام، قالا: ثنا أبو عوانة، عن منصور، عن
عامر، عن أبي كريمة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليلة الضيف حق على كل مسلم،
فمن أصبح بفنائه فهو عليه دين، إن شاء اقتضى، وإن شاء ترك).
3751 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن شعبة، حدثني أبو الجودي، عن سعيد بن أبي
المهاجر، عن المقدام أبى كريمة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما رجل أضاف
قوما فأصبح الضيف محروما فإن نصره حق على كل مسلم حتى يأخذ بقرى ليلة من زرعه
وماله).
3752 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي
الخير، عن عقبة بن عامر، أنه قال: قلنا: يا رسول الله، إنك تبعثنا فننزل بقوم فما
يقروننا، فما ترى؟ فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي
للضيف فاقبلوا، فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم) قال أبو داود:
وهذه حجة للرجل يأخذ الشئ إذا كان له حقا.
(6) باب نسخ الضيف يأكل من مال غيره
3753 حدثنا أحمد بن محمد المروزي، حدثني علي بن الحسين بن واقد،
عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: (لا تأكلوا أموالكم
بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم) فكان الرجل يحرج أن يأكل عند أحد

3753 - (لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل): سورة النساء من الآية (29). (ليس عليكم جناح أن تأكلوا من بيوتكم):
سورة النور من الآية (61).
198

من الناس بعد ما نزلت هذه الآية، فنسخ ذلك الآية التي في النور، قال: (ليس عليكم
جناح أن تأكلوا من بيوتكم) إلى قوله: (أشتاتا) كان الرجل الغنى يدعو الرجل من أهله
إلى الطعام، قال: إني لأجنح أن آكل منه، والتجنح: الحرج، ويقول: المسكين أحق
به منى، فأحل في ذلك أن يأكلوا مما ذكر اسم الله عليه، وأحل طعام أهل الكتاب.
(7) باب في طعام المتباريين
3754 حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، ثنا أبي، ثنا جرير بن حازم، عن
الزبير بن خريت، قال: سمعت عكرمة يقول: كان ابن عباس يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى
عن طعام المتباريين أن يؤكل، قال أبو داود: أكثر من رواه عن جرير لا يذكر فيه ابن
عباس، وهارون النحوي ذكر فيه ابن عباس أيضا، وحماد بن زيد لم يذكر ابن عباس.
(8) باب إجابة الدعوة إذا حضرها مكروه
3755 حدثنا موسى بن إسماعيل، أخبرنا حماد، عن سعيد بن جمهان، عن
سفينة أبى عبد الرحمن، أن رجلا أضاف علي بن أبي طالب، فصنع له طعاما، فقالت
فاطمة: لو دعونا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكل معنا، فدعوه، فجاء، فوضع يده على عضادتي
الباب، فرأى القرام قد ضرب به في ناحية البيت، فرجع فقالت فاطمة لعلى: الحقه فانظر
ما رجعه، فتبعته، فقلت: يا رسول الله ما ردك؟ فقال: (إنه ليس لي، أو لنبي، أن
يدخل بيتا مزوقا).
(9) باب إذا اجتمع داعيان أيهما أحق
3756 حدثنا هناد بن السرى، عن عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد
الدالاني، عن أبي العلاء الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن رجل من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا اجتمع الداعيان فأجب أقربهما بابا، فإن
أقربهما بابا أقربهما جوارا، وإن سبق أحدهما فأجب الذي سبق).

3754 - المتباريان: الرجلان يذبح أحدهما أو يقدم طعاما فيقدم الاخر أكثر منه فيعمد الاخر إلى زيادة ما كان قدم وهكذا،
وهذا من باب المباهاة والتفاخر والنهى عنه لأنه فيه شبهة أكل المال بالباطل لان التفاخر والمباهاة من الباطل.
3755 - القرام: نوع من الستائر. مزوقا: فيه صور.
199

باب إذا حضرت الصلاة والعشاء
3757 حدثنا أحمد بن حنبل، ومسدد، المعنى، قال أحمد: حدثني يحيى
القطان عن عبيد الله، قال: حدثني نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا
وضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة فلا يقوم حتى يفرغ)، زاد مسدد، وكان عبد الله إذا
وضع عشاؤه، أو حضر عشاؤه، لم يقم حتى يفرغ، وإن سمع الإقامة، وإن سمع قراءة الإمام.
3758 حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، ثنا معلى يعنى ابن منصور عن محمد
ابن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تؤخر الصلاة لطعام ولا لغيره).
3759 حدثنا علي بن مسلم الطوسي، ثنا أبو بكر الحنفي، ثنا الضحاك بن
عثمان، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: كنت مع أبي في زمان ابن الزبير إلى جنب
عبد الله بن عمر، فقال عباد بن عبد الله بن الزبير: إنا سمعنا أنه يبدأ بالعشاء قبل
الصلاة، فقال عبد الله بن عمر: ويحك! ما كان عشاؤهم؟ أتراه كان مثل عشاء أبيك.
(11) باب في غسل اليدين عند الطعام
3760 حدثنا مسدد، ثنا إسماعيل، ثنا أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن
عبد الله بن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من الخلاء فقدم إليه طعام، فقالوا: ألا نأتيك
بوضوء، فقال: (إنما أمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة).
(12) باب في غسل اليد قبل الطعام
3761 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا قيس، عن أبي هشام، عن زاذان، عن
سلمان، قال: قرأت في التوراة أن بركة الطعام الوضوء قبله، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم،
فقال: (بركة الطعام الوضوء قبله، والوضوء بعده) وكان سفيان يكره الوضوء قبل الطعام
قال أبو داود: وهو ضعيف.

3657 - كي لا يقوم إلى الصلاة ونفسه تحدثه بالطعام فلا ينصرف للصلاة بالخشوع الواجب.
200

(13) باب في طعام الفجاءة
3762 حدثنا أحمد بن أبي مريم، ثنا عمى يعنى سعيد بن الحكم ثنا الليث
ابن سعد، أخبرني خالد بن يزيد، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله أنه قال: أقبل
رسول الله صلى الله عليه وسلم من شعب من الجبل وقد قضى حاجته، وبين أيدينا تمر على ترس أو
حجفة، فدعوناه فأكل معنا، وما مس ماء.
(14) باب في كراهية ذم الطعام
3763 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي حازم
عن أبي هريرة، قال: ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه.
(15) باب في الاجتماع على الطعام
3764 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، ثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثني
وحشي بن حرب، عن أبيه، عن جده، أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، إنا
نأكل ولا نشبع، قال: (فلعلكم تفترقون)؟ قالوا: نعم، قال: (فاجتمعوا على
طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه) قال أبو داود: إذا كنت في وليمة فوضع
العشاء، فلا تأكل حتى يأذن لك صاحب الدار.
(16) باب التسمية على الطعام
3765 حدثنا يحيى بن خلف، ثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، قال: أخبرني
أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله
عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله
عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، فإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم
المبيت والعشاء).
3766 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن خيثمة،
عن أبي حذيفة، عن حذيفة، قال: كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما لم يضع

3762 - الجحفة: ترس صغير، والشك من الراوي.
201

أحدنا يده حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنا حضرنا معه طعاما، فجاء أعرابي كأنما
يدفع، فذهب ليضع يده في الطعام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ثم جاءت جارية كأنما
تدفع، فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها، وقال: (إن الشيطان
ليستحل الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه، وإنه جاء بهذا الاعرابي يستحل به، فأخذت
بيده، وجاء بهذه الجارية يستحل بها فأخذت بيدها، فوالذي نفسي بيده إن يده لفي يدي
مع أيديهما).
3767 حدثنا مؤمل بن هشام، ثنا إسماعيل، عن هشام يعنى ابن أبي عبد الله
الدستوائي عن بديل، عن عبد الله بن عبيد، عن امرأة منهم يقال لها أم كلثوم، عن
عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى،
فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره).
3768 حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، ثنا عيسى يعنى ابن يونس ثنا جابر
ابن صبح، ثنا المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي، عن عمه أمية بن مخشى وكان من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يأكل فلم يسم حتى لم
يبق من طعامه إلا لقمة فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله أوله وآخره، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم
قال: (ما زال الشيطان يأكل معه، فلما ذكر اسم الله عز وجل استقاء ما في بطنه) قال أبو
داود: جابر بن صبح جد سليمان بن حرب من قبل أمه.
(17) باب ما جاء في الاكل متكئا
3769 - حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن علي بن الأقمر، قال:
سمعت أبا جحيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا آكل متكئا).
3770 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت البناني، عن شعيب بن
عبد الله بن عمرو، عن أبيه، قال: ما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط ولا يطأ عقبه
رجلان.
3771 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا وكيع، عن مصعب بن سليم،
قال: سمعت أنسا يقول: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم فرجعت إليه فوجدته يأكل تمرا وهو مقع.

3769 - وفى الاكل متكئا إجهاد للجسد كله وخصوصا الأمعاء.
202

(18) باب ما جاء في الاكل من أعلى الصحفة
3772 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أكل أحدكم طعاما فلا يأكل من أعلى
الصحفة، ولكن ليأكل من أسفلها، فإن البركة تنزل من أعلاها).
3773 حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي، ثنا أبي، ثنا محمد بن عبد الرحمن
ابن عرق، ثنا عبد الله بن بسر، قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم قصعة يقال لها الغراء يحملها أربعة
رجال، فلما أضحوا وسجدوا الضحى أتى بتلك القصعة يعنى وقد ثرد فيها فالتفوا
عليها، فلما كثروا جثى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أعرابي: ما هذه الجلسة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(إن الله جعلني عبدا كريما، ولم يجعلني جبارا عنيدا) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلوا من
حواليها ودعوا ذروتها يبارك فيها).
(19) باب ما جاء في الجلوس على مائدة عليها بعض ما يكره
3774 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن
الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مطعمين: عن الجلوس
على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن يأكل الرجل وهو منبطح على بطنه قال أبو داود:
هذا الحديث لم يسمعه جعفر من الزهري، وهو منكر.
3775 حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، ثنا أبي، ثنا جعفر، أنه بلغه عن
الزهري، بهذا الحديث.
(20) باب الاكل باليمين
3776 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا سفيان، عن الزهري، أخبرني أبو بكر بن
عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن جده ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أكل أحدكم
فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله).
3777 حدثنا محمد بن سليمان لوين، عن سليمان بن بلال، عن أبي وجزة،

3772 - أعلى الصحفة: وسطها. أسفلها: أي الجانب الذي تليه.
3773 - ثرد فيها: جعل فيها الثريد وهو الطعام المعروف في بعض البلاد باسم التشريب في أيامنا هذه.
203

عن عمر بن أبي سلمة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ادن بنى فسم الله وكل بيمينك وكل مما
يليك).
(21) باب في أكل اللحم
3778 حدثنا سعيد بن منصور، ثنا أبو معشر، عن هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقطعوا اللحم بالسكين فإنه من
صنيع الأعاجم، وأنهسوه فإنه أهنأ وأمرأ) قال أبو داود: وليس هو بالقوى.
3779 حدثنا محمد بن عيسى، ثنا ابن علية، عن عبد الرحمن بن إسحاق،
عن عبد الرحمن بن معاوية، عن عثمان بن أبي سليمان، عن صفوان بن أمية، قال:
كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم فآخذ اللحم بيدي من العظم، فقال: (أدن العظم من فيك فإنه
أهنأ وأمرأ) قال أبو داود: عثمان لم يسمع من صفوان، وهو مرسل.
3780 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا أبو داود، عن زهير، عن أبي إسحاق،
عن سعد بن عياض، عن عبد الله بن مسعود، قال: كان أحب العراق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عراق الشاة.
3781 حدثنا محمد بن بشار، ثنا أبو داود، بهذا الاسناد، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم
يعجبه الذراع، قال: وسم في الذراع، وكان يرى أن اليهود هم سموه.
(22) باب في أكل الدباء
3782 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه
سمع أنس بن مالك يقول: إن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه، قال أنس: فذهبت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام، فقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا من شعير ومرقا فيه دباء
وقديد، قال أنس: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي الصحفة، فلم أزل أحب
الدباء بعد يومئذ.

3778 - انهسوه: من النهس وهو القضم بمقدم الفم.
3780 - العراق: هو العظم المعرق أي قد أكل معظم ما عليه من لحم ولم يبق الا القليل فيأكلوا ما بقي عليه من لحم ثم
يمتص مخ العظام.
3782 - الدباء: هو القرع.
204

(23) باب في أكل الثريد
3783 حدثنا محمد بن حسان السمتي، ثنا المبارك بن سعيد، عن عمر بن
سعيد، عن رجل من أهل البصرة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان أحب الطعام
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الثريد من الخبز، والثريد من الحيس، قال أبو داود: وهو ضعيف.
(24) باب في كراهية التقذر للطعام
3784 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا زهير، ثنا سماك بن حرب،
حدثني قبيصة بن هلب، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله رجل فقال: إن من
الطعام طعاما أتحرج منه، فقال: (لا يتخلجن في صدرك شئ ضارعت فيه النصرانية).
(25) باب النهى عن أكل الجلالة وألبانها
3785 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبدة، عن محمد بن إسحاق، عن ابن أبي
نجيح، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الجلالة
وألبانها.
3786 حدثنا ابن المثنى، حدثني أبو عامر، ثنا هشام، عن قتادة، عن
عكرمة، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لبن الجلالة.
3787 حدثنا أحمد بن أبي سريج، أخبرني عبد الله بن جهم، ثنا عمرو بن أبي
قيس، عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الجلالة في الإبل: أن يركب عليها، أو يشرب من ألبانها.
(26) باب في أكل لحوم الخيل
3788 حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن

3783 - الحيس: الطعام المتخذ من التمر والأقت والسمن وقد يجعل موضع الأقت الدقيق والفتيت. والأقت هو ما يعرف اليوم
باسم الكشك. التمر البرنى يخلط بالأقت ويدقان ويعجنان بالسمن عجنا شديدا حتى يندر النوى منه ثم يسوى كالثريد
وهي الوطبة.
3784 - يتخلج: يدخل في نفسه الشك والريبة.
3785 - الجلالة: الدابة التي تأكل الجلة أي الروث، وهو شذوذ في الاكل يصيب بعض الانعام من شياه أو بقر أو إبل.
205

على، عن جابر بن عبد الله، قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر، وأذن
لنا في لحوم الخيل.
3789 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن أبي الزبير، عن جابر بن
عبد الله، قال: ذبحنا يوم خيبر الخيل والبغال والحمير، فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البغال
والحمير، ولم ينهنا عن الخيل.
3790 حدثنا سعيد بن شبيب وحياة بن شريح الحمصي، قال حياة: ثنا بقية،
عن ثور بن يزيد، عن صالح بن يحيى بن المقدام بن معديكرب، عن أبيه، عن جده،
عن خالد بن الوليد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل لحوم الخيل والبغال والحمير، زاد
حياة: وكل ذي ناب من السباع، قال أبو داود: وهو قول مالك، قال أبو داود: لا بأس
بلحوم الخيل، وليس العمل عليه، قال أبو داود: وهذا منسوخ قد أكل لحوم الخيل جماعة
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم ابن الزبير، وفضالة بن عبيد، وأنس بن مالك، وأسماء ابنة
أبى بكر، وسويد بن غفلة، وعلقمة، وكانت قريس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تذبحها.
(27) باب في أكل الأرنب
3791 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن هشام بن زيد، عن أنس بن
مالك، قال: كنت غلاما حزورا فصدت أرنبا، فشويتها، فبعث معي أبو طلحة بعجزها
إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيته بها فقبلها.
3792 حدثنا يحيى بن خلف، ثنا روح بن عبادة، ثنا محمد بن خالد، قال:
سمعت أبي خالد بن الحويرث يقول: إن عبد الله بن عمرو كان بالصفاح، قال محمد:
مكان بمكة، وإن رجلا جاء بأرنب قد صادها، فقال: يا عبد الله بن عمرو، ما تقول؟
قال: قد جئ بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس فلم يأكلها ولم ينه عن أكلها، وزعم أنها
تحيض.
(28) باب في أكل الضب
3793 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير،

3791 - الحزور: هو الغلام إذا شب وقوى وخدم أو الذي كاد يدرك أو قارب الحلم وهو القوي إذا وصفت به شابا والضعيف إذا
وصفت به كبيرا.
206

عن ابن عباس، أن خالته أهدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سمنا وأضبا وأقطا، فأكل من السمن
ومن الأقط، وترك الأضب تقذرا، وأكل على مائدته، ولو كان حراما ما أكل على مائدة
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3794 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن
حنيف، عن عبد الله بن عباس، عن خالد بن الوليد أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت
ميمونة، فأتى بضب محنوذ فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، فقال بعض النسوة اللاتي في
بيت ميمونة: أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بما يريد أن يأكل منه، فقالوا: هو ضب، فرفع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، قال: فقلت: أحرام هو يا رسول الله؟ قال: (لا، ولكنه لم يكن
بأرض قومي فأجدني أعافه) قال خالد: فاجتررته، فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر.
3795 حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا خالد، عن حصين، عن زيد بن وهب،
عن ثابت بن وديعة، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش فأصبنا ضبابا، قال: فشويت
منها ضبا، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه، قال: فأخذ عودا فعد به أصابعه، ثم
قال: (إن أمة من بني إسرائيل مسخت دواب في الأرض، وإني لا أدرى أي الدواب هي)
قال: فلم يأكل ولم ينه.
3796 حدثنا محمد بن عوف الطائي، أن الحكم بن نافع حدثهم، ثنا ابن
عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي راشد الحبراني، عن
عبد الرحمن بن شبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل لحم الضب.
(29) باب في أكل لحم الحبارى
3797 حدثنا الفضل بن سهل، ثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي حدثني
بريه بن عمر بن سفينة، عن أبيه، عن جده، قال: أكلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم حبارى.
(30) باب في أكل حشرات الأرض
3798 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا غالب بن حجرة، حدثني ملقام بن تلب،
207

عن أبيه، قال: صحبت النبي صلى الله عليه وسلم فلم أسمع لحشرة الأرض تحريما.
3799 حدثنا إبراهيم بن خالد الكلبي أبو ثور، ثنا سعيد بن منصور، ثنا عبد العزيز
ابن محمد، عن عيسى بن نميلة، عن أبيه، قال: كنت عند ابن عمر فسئل عن أكل
القنفذ فتلا (قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما) الآية، قال: قال شيخ عنده: سمعت أبا
هريرة يقول: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (خبيثة من الخبائث) فقال ابن عمر: إن كان قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا فهو كما قال ما لم ندر.
(31) باب ما لم يذكر تحريمه
3800 حدثنا محمد بن داود بن صبيح، ثنا الفضل بن دكين، ثنا محمد يعنى
ابن شريك المكي عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس، قال: كان
أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذرا، فبعث الله تعالى نبيه، وأنزل كتابه،
وأحل حلاله، وحرم حرامه، فما أحل فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو
عفو، وتلا: (قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما) إلى آخر الآية.
(32) باب في أكل الضبع
3801 حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي، ثنا جرير بن حازم، عن عبد الله بن
عبيد، عن عبد الرحمن بن أبي عمار، عن جابر بن عبد الله، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن الضبع، فقال: (هو صيد ويجعل فيه كبش إذا صاده المحرم).
(33) باب النهى عن أكل السباع
3802 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي إدريس
الخولاني، عن أبي ثعلبة الخشني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من
السبع.
3803 حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن ميمون بن مهران، عن

3799 - (قل لا أجد في ما أوحى إلي محرما): سورة الأنعام من الآية (145).
208

ابن عباس، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السبع، وعن كل ذي
مخلب من الطير.
3804 حدثنا محمد بن المصفى الحمصي، ثنا محمد بن حرب، عن
الزبيدي، عن مروان بن روبة التغلبي، عن عبد الرحمن بن أبي عوف، عن المقدام بن
معد يكرب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (ألا لا يحل ذو ناب من السباع، ولا الحمار
الأهلي، ولا اللقطة من مال معاهد إلا أن يستغنى عنها، وأيما رجل ضاف قوما فلم يقروه
فإن له أن يعقبهم بمثل قراه).
3805 حدثنا محمد بن بشار، عن ابن أبي عدى، عن ابن أبي عروبة، عن
علي بن الحكم، عن ميمون بن مهران، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن أكل كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير.
3806 حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا محمد بن حرب، حدثني أبو سلمة سليمان
ابن سليم، عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن جده المقدام بن معد يكرب، عن خالد
ابن الوليد، قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، فأتت اليهود، فشكوا أن الناس قد
أسرعوا إلى حظائرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها،
وحرام عليكم حمر الأهلية، وخيلها، وبغالها، وكل ذي ناب من السباع، وكل ذي
مخلب من الطير).
3807 حدثنا أحمد بن حنبل ومحمد بن عبد الملك، قالا: ثنا عبد الرزاق،
عن عمر بن زيد الصنعاني، أنه سمع أبا الزبير، عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى
عن ثمن الهر، قال ابن عبد الملك: عن أكل الهر وأكل ثمنها.
(34) باب في لحوم الحمر الأهلية
3808 حدثنا إبراهيم بن حسن المصيصي، ثنا حجاج، عن ابن جريج،
أخبرني عمرو بن دينار، أخبرني رجل، عن جابر بن عبد الله، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم خيبر عن أن نأكل لحوم الحمر، وأمرنا أن نأكل لحوم الخيل، قال عمرو: فأخبرت

3804 - يعقبهم: يطالبهم ويلاحقهم.
209

هذا الخبر أبا الشعثاء، فقال: قد كان الحكم الغفاري فينا يقول هذا، وأبى ذلك البحر،
يريد ابن عباس.
3809 حدثنا عبد الله بن أبي زياد، ثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن منصور،
عن عبيد أبى الحسن، عن عبد الرحمن، عن غالب بن أبجر، قال: أصابتنا سنة فلم
يكن في مالي شئ أطعم أهلي إلا شئ من حمر، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم لحوم
الحمر الأهلية، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، أصابتنا السنة ولم يكن في مالي ما
أطعم أهلي إلا سمان الحمر، وإنك حرمت لحوم الحمر الأهلية، فقال: (أطعم أهلك
من سمين حمرك، فإنما حرمتها من أجل جوال القرية) يعنى الجلالة.
قال أبو داود: عبد الرحمن هذا هو ابن معقل، قال أبو داود: روى شعبة هذا
الحديث، عن عبيد أبى الحسن، عن عبد الرحمن بن معقل عن عبد الرحمن بن بشر عن ناس
من مزينة، أن سيد مزينة أبجر أو ابن أبجر سأل النبي صلى الله عليه وسلم.
3810 حدثنا محمد بن سليمان، ثنا أبو نعيم، عن مسعر، عن ابن عبيد، عن
ابن معقل، عن رجلين من مزينة، أحدهما عن الآخر أحدهما عبد الله بن عمرو بن عويم
والآخر غالب بن الأبجر، قال مسعر: أرى غالبا الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث.
3811 حدثنا سهل بن بكار، ثنا وهيب، عن ابن طاوس، عن عمر بن
شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر
الأهلية، وعن الجلالة: عن ركوبها، وأكل لحمها.
(35) باب في أكل الجراد
3812 حدثنا حفص بن عمر النمري، ثنا شعبة، عن أبي يعفور، قال:
سمعت ابن أبي أوفى وسألته عن الجراد، فقال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست أو سبع
غزوات، فكنا نأكله معه.
3813 حدثنا محمد بن الفرج البغدادي، ثنا ابن الزبرقان، ثنا سليمان التيمي،
عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجراد، فقال: (أكثر
جنود الله، لا آكله، ولا أحرمه) قال أبو داود: رواه المعتمر، عن أبيه، عن أبي عثمان،
عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكر سلمان.
210

3814 حدثنا نصر بن علي وعلي بن عبد الله، قالا: ثنا زكرياء بن يحيى بن
عمارة، عن أبي العوام الجزار، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
سئل، فقال مثله، فقال: (أكثر جند الله) قال على: اسمه فائد، يعنى أبا العوام، قال
أبو داود: رواه حماد بن سلمة عن أبي العوام، عن أبي عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكر
سلمان.
(36) باب في أكل الطافي من السمك
3815 حدثنا أحمد بن عبدة، ثنا يحيى بن سليم الطائفي، ثنا إسماعيل بن
أمية، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما ألقى البحر
أو جزر عنه فكلوه، وما مات فيه وطفا فلا تأكلوه) قال أبو داود: روى هذا الحديث سفيان
الثوري وأيوب وحماد عن أبي الزبير، أوقفوه على جابر، وقد أسند هذا الحديث أيضا من
وجه ضعيف عن ابن أبي ذئب عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(37) باب في المضطر إلى الميتة
3816 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن سماك بن حرب، عن جابر
ابن سمرة، أن رجلا نزل الحرة ومعه أهله وولده، فقال رجل: إن ناقة لي ضلت، فإن
وجدتها فأمسكها، فوجدها، فلم يجد صاحبها، فمرضت، فقالت امرأته: انحرها،
فأبى، فنفقت، فقالت: اسلخها حتى نقدد شحمها ولحمها ونأكله، فقال: حتى أسأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه فسأله، فقال: (هل عندك غنى يغنيك)؟ قال: لا، قال:
(فكلوها) قال: فجاء صاحبها فأخبره الخبر، فقال: (هلا كنت نحرتها) قال:
استحييت منك.
3817 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا الفضل بن دكين، ثنا عقبة بن وهب بن
عقبة العامري، قال: سمعت أبي يحدث، عن الفجيع العامري، أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: ما يحل لنا من الميتة؟ قال: (ما طعامكم)؟ قلنا: نغتبق ونصطبح، قال أبو
نعيم: فسره لي عقبة، قدح غدوة وقدح عشية، قال: (ذاك وأبى الجوع) فأحل لهم
الميتة على هذه الحال، قال أبو داود: الغبوق من آخر النهار، والصبوح من أول النهار.
211

(38) باب في الجمع بين لونين من الطعام
3818 حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، أخبرنا الفضل بن موسى، عن
حسين بن واقد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وددت
أن عندي خبزة بيضاء من برة سمراء ملبقة بسمن ولبن) فقام رجل من القوم فاتخذه، فجاء
به، فقال: (في أي شئ كان هذا)؟ قال: في عكة ضب، قال: (ارفعه) قال أبو داود:
هذا حديث منكر، قال أبو داود: وأيوب ليس هو السختياني.
(39) باب في أكل الجبن
3819 حدثنا يحيى بن موسى البلخي، ثنا إبراهيم بن عيينة، عن عمرو بن
منصور، عن الشعبي، عن ابن عمر، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجبنة في تبوك، فدعا
بسكين، فسمى وقطع.
(40) باب في الخل
3820 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشام، ثنا سفيان، عن
محارب بن دثار، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (نعم الادام الخل).
3821 حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ومسلم بن إبراهيم، قالا: ثنا المثنى بن
سعيد، عن طلحة بن نافع، عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نعم الادام
الخل).
(41) باب في أكل الثوم
3822 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن
شهاب، حدثني عطاء بن أبي رباح، أن جابر بن عبد الله قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا، أو ليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته) وإنه أتى ببدر فيه
خضرات من البقول، فوجد لها ريحا، فسأل، فأخبر بما فيها من البقول، فقال: (قربوها)

3818 - مليقة بسمن ولبن: مخلوطة أو ممزوجة. العكة: آنية أو وعاء من جلد يجعل فيه السمن، وعكة الضب أي عكة من
جلد الضب.
212

إلى بعض أصحابه كان معه، فلما رآه كره أكلها قال: (كل فإني أناجي من لا تناجى) قال
أحمد بن صالح: ببدر فسره ابن وهب طبق.
3823 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، أن بكر بن سوادة
حدثه، أن أبا النجيب مولى عبد الله بن سعد حدثه، أن أبا سعيد الخدري حدثه، أنه ذكر
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الثوم والبصل، قيل: يا رسول الله، وأشد ذلك كله الثوم، أفتحرمه؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كلوه ومن أكله منكم فلا يقرب هذا المسجد حتى يذهب ريحه منه).
3824 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الشيباني، عن عدى بن
ثابت، عن زر بن حبيش، عن حذيفة، أظنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من تفل تجاه
القبلة جاء يوم القيامة تفله بين عينية، ومن أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا)
ثلاثا.
3825 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن
عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن المساجد).
3826 حدثنا شيبان بن فروخ، ثنا أبو هلال، ثنا حميد بن هلال، عن أبي
بردة، عن المغيرة بن شعبة، قال: أكلت ثوما فأتيت مصلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد سبقت بركعة،
فلما دخلت المسجد وجد النبي صلى الله عليه وسلم ريح الثوم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال: (من
أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا حتى يذهب ريحها) أو (ريحه) فلما قضيت الصلاة جئت
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، والله لتعطيني يدك، قال: فأدخلت يده في
كم قميصي إلى صدري فإذا أنا معصوب الصدر، قال: (إن لك عذرا).
3827 حدثنا عباس بن عبد العظيم، ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو، ثنا خالد
ابن ميسرة يعنى العطار عن معاوية بن قرة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن هاتين
الشجرتين، وقال: (من أكلهما فلا يقربن مسجدنا) وقال: (إن كنتم لابد آكليهما
فأميتوهما طبخا) قال: يعنى البصل والثوم.
3828 حدثنا مسدد، ثنا الجراح أبو وكيع، عن أبي إسحاق، عن شريك، عن علي
عليه السلام، قال: نهى عن أكل الثوم إلا مطبوخا، قال أبو داود: شريك ابن
حنبل.
3829 حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا، ح وثنا حياة بن شريح، ثنا بقية، عن
213

بحير، عن خالد، عن أبي زياد خيار بن سلمة، أنه سأل عائشة عن البصل، فقالت: إن
آخر طعام أكله رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام فيه بصل.
(42) باب في التمر
3830 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا عمر بن حفص، ثنا أبي، عن محمد بن أبي
يحيى، عن يزيد الأعور، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
أخذ كسرة من خبز شعير فوضع عليها تمرة، وقال: (هذه إدام هذه).
3831 حدثنا الوليد بن عتبة، ثنا مروان بن محمد، ثنا سليمان بن بلال،
حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(بيت لا تمر فيه جياع أهله).
(43) باب في تفتيش التمر المسوس عند الاكل
3832 حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة، ثنا سلم بن قتيبة أبو قتيبة، عن
همام، عن إسحاق بن عبد الله، بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم
بتمر عتيق فجعل يفتشه يخرج السوس منه.
3833 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا همام، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي
طلحة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالتمر فيه دود، فذكر معناه.
(44) باب الاقران في التمر عند الاكل
3834 حدثنا واصل بن عبد الأعلى، ثنا ابن فضيل، عن أبي إسحاق، عن
جبلة بن سحيم، عن ابن عمر، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاقران، إلا أن تستأذن
أصحابك.
(45) باب في الجمع بين لونين في الاكل
3835 حدثنا حفص بن عمر النمري، ثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن
عبد الله بن جعفر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل القثاء بالرطب.

3834 - الاقران: أن يأكل التمرين معا، يرفعها في وقت واحد من الاناء.
214

3836 حدثنا سعيد بن نصير، ثنا أبو أسامة، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل البطيخ بالرطب، فيقول:
(نكسر حر هذا ببرد هذا، وبرد هذا بحر هذا).
3837 حدثنا محمد بن الوزير، ثنا الوليد بن مزيد، قال: سمعت ابن جابر،
قال: حدثني سليم بن عامر، عن ابني بسر السلميين، قالا: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقدمنا زبدا وتمرا، وكان يحب الزبد والتمر.
(46) باب الاكل في آنية أهل الكتاب
3838 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبد الأعلى وإسماعيل، عن برد بن
سنان، عن عطاء، عن جابر، قال: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنعيب من آنية
المشركين وأسقيتهم فنستمتع بها، فلا يعيب ذلك عليهم.
3839 حدثنا نصر بن عاصم، ثنا محمد بن شعيب، أخبرنا عبد الله بن العلاء
ابن زبر، عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم، عن أبي ثعلبة الخشني أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: إنا نجاور أهل الكتاب وهم يطبخون في قدورهم الخنزير ويشربون في آنيتهم الخمر،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن وجدتم غيرها فكلوا فيها واشربوا، وإن لم تجدوا غيرها
فارحضوها بالماء وكلوا واشربوا).
(47) باب في دواب البحر
3840 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا زهير، ثنا أبو الزبير، عن جابر،
قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر علينا أبا عبيدة بن الجراح نتلقى عيرا لقريش، وزودنا
جرابا من تمر لم نجد له غيره، فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة، كنا نمصها كما يمص
الصبي، ثم نشرب عليها من الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضرب بعصينا الخبط ثم
نبله بالماء، فنأكله، وانطلقنا على ساحل البحر فرفع لنا كهيئة الكثيب الضخم، فأتيناه فإذا
هو دابة تدعى العنبر، فقال أبو عبيدة: ميتة ولا تحل لنا، ثم قال: لا، بل نحن رسل
رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى سبيل الله، وقد اضطررتم إليه فكلوا، فأقمنا عليه شهرا ونحن ثلاثمائة

3839 - ارحضوها بالماء: اغسلوها.
215

حتى سمنا، فلما قدمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرنا ذلك له، فقال: (هو رزق أخرجه الله
لكم، فهل معكم من لحمه شئ فتطعمونا منه)؟ فأرسلنا منه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكل.
(48) باب في الفأرة تقع في السمن
3841 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، ثنا الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن
ابن عباس، عن ميمونة أن فأرة وقعت في سمن فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (ألقوا ما حولها
وكلوا).
3842 حدثنا أحمد بن صالح والحسن بن علي واللفظ للحسن، قالا: ثنا
عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا وقعت الفأرة في السمن: فإن كان جامدا فألقوها وما حولها،
وإن كان مائعا فلا تقربوه) قال الحسن: قال عبد الرزاق: وربما حدث به معمر عن
الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن ميمونة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3843 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا عبد الرحمن بن بوذويه،
عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة، عن
النبي صلى الله عليه وسلم، بمثل حديث الزهري عن ابن المسيب.
(49) باب في الذباب يقع في الطعام
3844 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا بشر يعنى ابن المفضل عن ابن عجلان،
عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا وقع الذباب في إناء
أحدكم فامقلوه فإن في أحد جناحيه داء وفى الآخر شفاء، وإنه يتقى بجناحه الذي فيه
الداء، فليغمسه كله).
(50) باب في اللقمة تسقط
3845 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس بن مالك،

3841 - لان السمن جامد فلا يصل أذاها الا لما حولها، أما إن كان سائلا مائعا فيترك كله.
216

ان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث، وقال: (إذا سقطت لقمة
أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان) وأمرنا أن نسلت الصحفة، وقال:
(إن أحدكم لا يدرى في أي طعامه يبارك له).
(51) باب في الخادم يأكل مع المولى
3846 حدثنا القعنبي، ثنا داود بن قيس، عن موسى بن يسار، عن أبي هريرة،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا صنع لأحدكم خادمه طعاما ثم جاءه به وقد ولى حره
ودخانه فليقعده معه ليأكل، فإن كان الطعام مشفوها فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين).
(52) باب في المنديل
3847 - حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أكل أحدكم فلا يمسحن يده بالمنديل حتى يلعقها أو
يلعقها).
3848 حدثنا النفيلي، ثنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن
سعد، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاث أصابع، ولا
يمسح يده حتى يلعقها.
(53) باب ما يقول الرجل إذا طعم
3849 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن أبي
أمامة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفعت المائدة قال: (الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه
غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا).
3850 حدثنا محمد بن العلاء، ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي هاشم
الواسطي، عن إسماعيل بن رباح، عن أبيه أو غيره، عن أبي سعيد الخدري، أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من طعامه قال: (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين).
3851 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن

3846 - مشفوها: أي قليلا، وأصل الكلمة من الشفاه أي أنه طعام للشفاه وليس للفم كله وهذه كناية عن قلته.
217

أبى عقيل القرشي، عن أبي عبد الرحمن الحبلى، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال: (الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له
مخرجا).
(54) باب في غسل اليد من الطعام
3852 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه،
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نام وفى يده غمر ولم يغسله فأصابه شئ
فلا يلومن إلا نفسه).
(55) باب ما جاء في الدعاء لرب الطعام إذا أكل عنده
3853 حدثنا محمد بن بشار، ثنا أبو أحمد، ثنا سفيان، عن يزيد أبى خالد
الدالاني، عن رجل، عن جابر بن عبد الله، قال: صنع أبو الهيثم بن التيهان للنبي صلى الله عليه وسلم
طعاما، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فلما فرغوا قال: (أثيبوا أخاكم) قالوا: يا رسول الله،
وما إثابته؟ قال: (إن الرجل إذا دخل بيته فأكل طعامه وشرب شرابه فدعوا له فذلك
إثابته).
3854 حدثنا مخلد بن خالد، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ثابت، عن
أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد بن عبادة، فجاء بخبز وزيت، فأكل، ثم قال
النبي صلى الله عليه وسلم: (أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم
الملائكة).
(آخر كتاب الأطعمة)
بعونه تعالى تم الجزء الثالث من السنن
ويليه الجزء الرابع مبتدئا بكتاب الطب

3852 - لان رائحة الطعام تجلب الهوام فان كانت الريح صادرة عن يده فربما لدغ أو عضه فأر أو ما شابه ذلك.
218

23 - كتاب الطب
[24 بابا: 71 حديثا]
(1) باب في الرجل يتداوى
3855 حدثنا حفص بن عمر النمري، ثنا شعبة، عن زياد بن علاقة، عن أسامة
ابن شريك، قال: اتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كأنما على رؤوسهم الطير، فسلمت ثم
قعدت، فجاء الاعراب من هنا وههنا، فقالوا: يا رسول الله، أنتداوى؟ فقال:
(تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم).
(2) باب في الحمية
3856 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا أبو داود وأبو عامر، وهذا لفظ أبى عامر،
عن فليح بن سليمان، عن أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة الأنصاري، عن يعقوب بن أبي
يعقوب، عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية، قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي
عليه السلام وعلى ناقة ولنا دوالي معلقة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منها، وقام على ليأكل،
فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى: (مه إنك ناقة) حتى كف علي عليه السلام، قالت:
وصنعت شعيرا وسلقا، فجئت به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا علي أصب من هذا فهو أنفع
لك) قال أبو داود: قال هارون: العدوية.
(3) باب في الحجامة
3857 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي

* هنا بداية الجزء الرابع من السنن حسب النسخة المخطوطة.
3855 - كأنما على رؤوسهم الطير: أي كانوا يجلسون بصمت وسكون.
3856 - ناقة: أي قد انتهت مرحلة مرضه الشديد ودخل في طور النقاهة. دوالي: ج دالية: وهي عذق النخلة يعلق وهو ما
زال بلحا بانتظار ان يبلغ ويصير رطبا. والنهى عن الاكل منها لان السكريات ثقيلة على معدة المريض الناقة ويجب أن
يبدأ بالأطعمة الخفيفة السهلة الهضم.
3857 - مما تداويتم به: أي مما كنتم تتداوون به وما زالت الحجامة في بعض البلاد الحارة الوسيلة الرئيسة لتفادي الحميات
والتهابات الدم.
219

سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن كان في شئ مما تداويتم به خير
فالحجامة).
3858 حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي، ثنا يحيى يعنى ابن حسان ثنا
عبد الرحمن بن أبي الموالي، ثنا فائد مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن مولاه
عبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن جدته سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ما كان
أحد يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا في رأسه إلا قال: (احتجم) ولا وجعا في رجليه
إلا قال: (اخضبهما).
(4) باب في موضع الحجامة
3859 حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي وكثير بن عبيد، قالا: ثنا
الوليد، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن أبي كبشة الأنماري، قال كثير: إنه حدثه، أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجم على هامته وبين كتفيه، وهو يقول: (من أهراق من هذه الدماء فلا
يضره أن لا يتداوى بشئ لشئ).
386 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا جرير يعنى ابن حازم ثنا قتادة، عن
أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم ثلاثا في الأخدعين والكاهل، قال معمر: احتجمت فذهب
عقلي حتى كنت القن فاتحة الكتاب في صلاتي، وكان احتجم على هامته.
(5) باب متى تستحب الحجامة؟
3861 حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن
سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من احتجم لسبع عشرة
وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء).
3862 حدثنا موسى بن إسماعيل، أخبرني أبو بكرة بكار بن عبد العزيز،
أخبرتني عمتي كبشة بنت أبي بكرة، وقال غير موسى كيسة بنت أبي بكرة، أن أباها كان

3858 - رخضاب القدمين: يضعف عملية تبخر الرطوبة والتعرق في القدمين فيحفظ القدمين بالتالي واضئتين وهذا مما يمنع
انسداد شرايين القدمين.
3860 - على هامته: في أم رأسه وهذا خطر جدا.
220

ينهى أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء، ويزعم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه
ساعة لا يرقأ.
3863 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، عن أبي الزبير، عن جابر أن
النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على وركه من وثء كان به.
(6) باب في قطع العرق وموضع الحجم
3864 حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي
سفيان، عن جابر، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبى طبيبا فقطع منه عرقا.
(7) باب في الكي
3865 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت، عن مطرف، عن
عمران بن حصين، قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكي، فاكتوينا، فما أفلحن ولا أنجحن قال
أبو داود: وكان يسمع تسليم الملائكة، فلما اكتوى انقطع عنه، فلما ترك رجع إليه.
3866 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن أبي الزبير، عن جابر أن
النبي صلى الله عليه وسلم كوى سعد بن معاذ من رميته.
(8) باب في السعوط
3867 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا وهيب، عن
عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعط.
(9) باب في النشرة
3868 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، ثنا عقيل بن معقل، قال:
سمعت وهب بن منبه يحدث، عن جابر بن عبد الله، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
النشرة، فقال: (هو من عمل الشيطان).

3863 - وثء: شرخ في العظام ما دون الكسر وهو شعر دقيق وسمي هكذا لأنه دقيق كالشعرة.
3866 - وقد رمي سعد بن معاذ رضي الله عنه بسهم في أكحله في غزوة الخندق.
3867 - استعط: استعمل السعوط وهو ذرور تشم بالأنف.
3868 - النشرة: رقية تكتب في ورقة ثم توضع في الماء ويشرب من ماءها.
221

(10) باب في الترياق
3869 حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، ثنا عبد الله بن يزيد، ثنا سعيد بن أبي
أيوب، ثنا شرحبيل بن يزيد المعافري، عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي، قال:
سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما أبالي ما أتيت إن أنا
شربت ترياقا أو تعلقت تميمة أو قلت الشعر من قبل نفسي) قال أبو داود: هذا كان
للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، وقد رخص فيه قوم، يعنى الترياق.
(11) باب في الأدوية المكروهة
3870 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا محمد بن بشر، ثنا يونس بن أبي
إسحاق، عن مجاهد، عن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث.
3871 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن
خالد، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن عثمان، أن طبيبا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن
ضفدع يجعلها في دواء، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلها.
3872 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حسا سما فسمه في يده يتحساه في نار
جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا).
3873 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن سماك، عن علقمة بن وائل،
عن أبيه، ذكر طارق بن سويد أو سويد بن طارق، سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر فنهاه، ثم
سأله فنهاه، فقال له: يا نبي الله، إنها دواء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا، ولكنها داء).
3874 حدثنا محمد بن عبادة الواسطي، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا إسماعيل بن
عياش، عن ثعلبة بن مسلم، عن أبي عمران الأنصاري، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء

3869 - والنهى عن الترياق لخطورته لان به الحد بين الحدين إما أن يشفى المريض أو يموت. والتميمة حجب أو أشياء تعلق
على المريض بدعوى أنها تشفيه ومنها الخرزة الصفراء للمصاب بداء الصفرة (اليرقان) والخرزة الزرقاء من العين،
والضفادع الفضية لإدرار حليب المرأة المرضعة الخ...
3870 - الدواء الخبيث: ما دخل في تركيبه مواد خبيثة كالخمر أو النجاسات.
222

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا
تداووا بحرام).
(12) باب في تمرة العجوة
3875 حدثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن
مجاهد، عن سعد قال: مرضت مرضا أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني، فوضع يده بين
ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي، فقال: (إنك رجل مفؤود، ائت الحارث بن كلدة
أخا ثقيف فإنه رجل يتطبب فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليجأهن بنواهن ثم ليلدك
بهن).
3876 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة ثنا هاشم بن هاشم، عن عامر
ابن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (من تصبح سبع تمرات عجوة
لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر).
(13) باب في العلاق
3877 حدثنا مسدد وحامد بن يحيى، قالا: ثنا سفيان، عن الزهري، عن
عبيد الله بن عبد الله، عن أم قيس بنت محصن قالت: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن
لي قد أعلقت عليه من العذرة قال: (علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن بهذا العود
الهندي فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب: يسعط من العذرة، ويلد من ذات الجنب)
قال أبو داود: يعنى بالعود القسط.

3875 - المفؤود: المصاب بالتهاب في أعصاب الحزام الناري للقلب وهو يعالج بمركبات الفيتامين ب 12 و ب 6 وتمر العجوة
وفواه أغنى من كل أنواع التمر بهذين النوعين من الفيتامينات. يتطبب: يمارس مهنة الطب. يجأهن: يدقهن معا.
يلدك بهن: يسقيك إياهن ويفرك بهن فمك. وهذا من الطب النبوي.
3877 - العذرة: التهاب يصيب أخر وأصل اللهاة فيسبب قرحة وكانت الام تعمد إلى خرقة فتفتلها وتدخلها في أنف الولد حتى
تصل إلى القرحة فتفجرها فيخرج منها دم أسود ثم يعقلون على ذلك الموضع (العلق) ليمتص الدم، والعلق: دودة
صغيرة توضع في الموضع المرغوب في سحب الدم الفاسد منه فتمتصه حتى تمتلئ فتسقط فيوضع واحدة أخرى.
والعلاج هذا خطر على الطفل أما العود الهندي، فيسقط بمائة فيجفف القرحة ويزيلها دون إجبار الطفل على تحمل
آلام العلاق وتفجير القرحة (الدغر)...
223

باب في الامر بالكحل
3878 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن
سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (البسوا من ثيابكم البياض
فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم، وإن خير أكحالكم الإثمد: يحلو البصر،
وينبت الشعر).
(15) باب ما جاء في العين
3879 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن همام بن منبه،
قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (العين حق).
3880 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم،
عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه
المعين.
(16) باب في الغيل
3881 حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة، ثنا محمد بن مهاجر، عن أبيه، عن
أسماء بنت يزيد بن السكن، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تقتلوا أولادكم
سرا فإن الغيل يدرك الفارس فيدعثره عن فرسه).
3882 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل أخبرني
عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن جد أمه الأسدية، أنها سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس
يفعلون ذلك فلا يضر أولادهم) قال مالك: الغيلة أن يمس الرجل امرأته وهي ترضع.
(17) باب في تعليق التمائم
3883 حدثنا محمد بن العلاء، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن عمرو بن

3878 - ينبت الشعر: شعر الأجفان (الأهداب).
3880 - العائن: الذي يصيب بالعين. المعين: المصاب بالعين.
3883 - الرقي: المحرم منها ما كان فيه شرك. التمائم: هي ما يعلق من أحجبة وخرز وقد سبق شرحه. التولة: السحر أو
224

مرة، عن يحيى بن الجزار، عن ابن أخي زينب امرأة عبد الله، عن زينب امرأة عبد الله،
عن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرقي والتمائم والتولة شرك)
قالت: قلت: لم تقول هذا؟ والله لقد كانت عيني تقذف وكنت أختلف إلى فلان اليهودي
يرقيني فإذا رقاني سكنت، فقال عبد الله: إنما ذاك عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا
رقاها كف عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أذهب الباس
رب الناس، اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما).
3884 حدثنا مسدد، ثنا عبد الله بن داود، عن مالك بن مغول، عن حصين،
عن الشعبي، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا رقية إلا من عين أو
حمة).
(18) باب ما جاء في الرقي
3885 حدثنا أحمد بن صالح وابن السرح، قال أحمد: ثنا ابن وهب، وقال
ابن السرح: أخبرنا ابن وهب، ثنا داود بن عبد الرحمن، عن عمرو بن يحيى، عن يوسف
ابن محمد، وقال ابن صالح: محمد بن يوسف بن ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيه،
عن جده، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل على ثابت بن قيس، قال أحمد: وهو مريض،
فقال: (اكشف الباس رب الناس) عن ثابت بن قيس ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في
قدح، ثم نفث عليه بماء، وصبه عليه. قال أبو داود: قال ابن السرح: يوسف بن
محمد، وهو الصواب.
3886 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني معاوية، عن
عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن عوف بن مالك، قال: كنا نرقى في الجاهلية،
فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ فقال: (أعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما
لم تكن شركا).
3887 حدثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي، ثنا علي بن مسهر، عن عبد العزيز
ابن عمر بن عبد العزيز، عن صالح بن كيسان، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة،

شبهه: خرزة تحبب معها المرأة إلى زوجها تجعلها في عنقها تتحسن بها وقد اشتق الاسم من التوله وهو شدة الحب.
3884 - حمة: هي الجزء الذي تلدغ به النحلة أو الدبور أو العقرب أو الأفعى، ومن الحمة أي من اللدغة السامة.
225

عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة، فقال لي:
(ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة).
3888 حدثنا مسدد، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا عثمان بن حكيم، حدثتني
جدتي الرباب قالت: سمعت سهل بن حنيف يقول: مررنا بسيل فدخلت، فاغتسلت
فيه، فخرجت محموما، فنمى ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (مروا أبا ثابت يتعوذ)
قالت: فقلت: يا سيدي والرقى صالحة؟ فقال: (لا رقية إلا في نفس أو حمة أو لدغة)
قال أبو داود: الحمة من الحيات وما يلسع.
3889 حدثنا سليمان بن داود، ثنا شريك، ح وثنا العباس العنبري، ثنا يزيد بن
هارون، أخبرنا شريك، عن العباس بن ذريح، عن الشعبي، قال العباس: عن أنس،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم يرقأ) لم يذكر العباس
العين، وهذا لفظ سليمان بن داود.
(19) باب كيف الرقي؟
3890 حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب قال: قال
أنس يعنى لثابت: ألا أرقيك برقية رسول الله؟ قال: بلى، قال: فقال: (اللهم رب
الناس مذهب الباس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، اشفه شفاء لا يغادر
سقما).
3891 حدثنا عبد الله القعنبي، عن مالك، عن يزيد بن خصيفة، أن عمرو بن
عبد الله بن كعب السلمي أخبره، أن نافع بن جبير أخبره، عن عثمان بن أبي العاص، أنه
أتى النبي صلى الله عليه وسلم، قال عثمان: وبي وجع قد كاد يهلكني، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(امسحه بيمينك سبع مرات، وقل: أعوذ بعزة الله وقدرته، من شر ما أجد) قال:
ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل ما كان بي، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم.
3892 حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي، ثنا الليث، عن زياد بن

3888 - في نفس: أي المنفوس، المصاب بالعين.
3900 - سبق ذكره تحت رقم (3418).
3901 - سبق ذكره تحت رقم (3420).
226

محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن فضالة بن عبيد، عن أبي الدرداء، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من اشتكى منكم شيئا أو اشتكاه أخ له فليقل: ربنا الله
الذي في السماء، تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء،
فاجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت رب الطيبين، أنزل رحمة من
رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع، فيبرأ).
3893 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن محمد بن إسحاق، عن
عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات
(أعوذ بكلمات الله التامة، من غضبه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون)
وكان عبد الله بن عمرو يعلمهن من عقل من بنيه، ومن لم يعقل كتبه فأعلقه عليه.
3894 حدثنا أحمد بن أبي سريج الرازي، أخبرنا مكي بن إبراهيم ثنا يزيد بن أبي
عبيد، قال: رأيت أثر ضربة في ساق سلمة، فقلت: ما هذه؟ قال: أصابتني يوم
خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة، فأتى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفث في ثلاث نفثات، فما
اشتكيتها حتى الساعة.
3895 حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة، قالا: ثنا سفيان بن عيينة،
عن عبد ربه يعنى ابن سعيد عن عمرة، عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول
للانسان إذا اشتكى، يقول بريقه، ثم قال به في التراب: (تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى
سقيمنا بإذن ربنا).
3896 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن زكريا، قال: حدثني عامر، عن خارجة
ابن الصلت التميمي، عن عمه، أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم أقبل راجعا من عنده،
فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد، فقال أهله: إنا حدثنا أن صاحبكم هذا
قد جاء بخير، فهل عندك شئ تداويه؟ فرقيته بفاتحة الكتاب، فبرأ، فأعطوني مائة شاة،
فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: (هل إلا هذا) وقال مسدد في موضع آخر: (هل
قلت غير هذا)؟ قلت: لا، قال: (خذها فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية
حق).
3897 حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ح وثنا ابن بشار، ثنا ابن جعفر ثنا
شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن خارجة بن الصلت، عن عمه، أنه
227

مر، قال: فرقاه بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية، كلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل،
فكأنما أنشط من عقال، فأعطوه شيئا، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر معنى حديث مسدد.
3898 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه،
قال: سمعت رجلا من أسلم، قال: كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل من
أصحابه، فقال: يا رسول الله، لدغت الليلة فلم أنم حتى أصبحت، قال: (ماذا)؟
قال: عقرب، قال: (أما إنك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر
ما خلق لم تضرك إن شاء الله).
3899 حدثنا حياة بن شريح، ثنا بقية، حدثني الزبيدي، عن الزهري، عن
طارق - يعنى ابن مخاشن، عن أبي هريرة، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بلديغ لدغته عقرب،
قال: فقال: (لو قال أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق لم يلدغ) أو (لم تضره).
3900 حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن أبي المتوكل، عن أبي
سعيد الخدري، أن رهطا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انطلقوا في سفرة سافروها، فنزلوا بحي
من أحياء العرب، فقال بعضهم: إن سيدنا لدغ فهل عند أحد منكم شئ ينفع صاحبنا؟
فقال رجل من القوم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن استضفناكم فأبيتم أن تضيفونا، ما أنا
براق حتى تجعلوا لي جعلا فجعلوا له قطيعا من الشاء، فأتاه، فقرأ عليه أم الكتاب،
ويتفل، حتى برأ كأنما أنشط من عقال، قال: فأوفاهم جعلهم الذي صالحوهم عليه،
فقالوا: اقتسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنستأمره، فغدوا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أين علمتم أنها رقية؟
أحسنتم، اقتسموا واضربوا لي معكم بسهم).
3901 حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ح وثنا ابن بشار، ثنا محمد بن
جعفر، قال: ثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن خارجة بن
الصلت التميمي، عن عمه، قال: أقبلنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا على حي من
العرب، فقالوا: إنا أنبئنا أنكم جئتم من عند هذا الرجل بخير، فهل عندكم من دواء أو
رقية فإن عندنا معتوها في القيود؟ قال: فقلنا: نعم، قال: فجاؤوا بمعتوه في القيود،
قال: فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية، كلما ختمتها أجمع بزاقي ثم أتفل
فكأنما نشط من عقال، قال: فأعطوني جعلا، فقلت: لا، حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم،
228

فقال: (كل فلعمري من أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق).
3902 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ في نفسه بالمعوذات وينفث، فلما
اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عليه بيده رجاء بركتها.
(20) باب في السمنة
3903 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس ثنا نوح بن يزيد بن سيار، ثنا إبراهيم بن
سعد، عن محمد بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها
، قالت: أرادت أمي أن تسمني لدخولي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أقبل عليها بشئ
مما تريد، حتى أطعمتني القثاء بالرطب، فسمنت عليه كأحسن السمن.
(21) باب في الكاهن
3904 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ح وثنا مسدد، ثنا يحيى، عن
حماد بن سلمة، عن حكيم الأثرم، عن أبي تميمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: (من أتى كاهنا) قال موسى في حديثه: (فصدقه بما يقول) ثم اتفقا (أو أتى امرأة)
قال مسدد: (امرأته حائضا أو أتى امرأة) قال مسدد: (امرأته في دبرها فقد برئ مما أنزل
الله على محمد).
(22) باب في النجوم
3905 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومسدد، المعنى، قالا: ثنا يحيى، عن
عبيد الله بن الأخنس، عن الوليد بن عبد الله، عن يوسف بن ماهك، عن ابن عباس،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما
زاد).
3906 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن
عبد الله، عن زيد بن خالد الجهني، أنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح

3903 - السحنة: أطعمة أو أدوية ليمتلئ جسد النحيل.
3905 - زاد ما زاد: أي كلما ازداد أخذا بعلم التنجيم ازدادت نسبته إلى السحر وعظم عذابه لكفره.
229

بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: (هل تدرون
ماذا قال ربكم)؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: (قال: أصبح من عبادي مؤمن بي
وكافر: فأما من قال مطرنا بفضل الله وبرحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من
قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب).
(23) باب في الخط وزجر الطير
3907 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، ثنا عوف، ثنا حيان، قال غير مسدد: حيان
ابن العلاء، ثنا قطن بن قبيصة، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (العيافة
والطيرة والطرق من الجبت) الطرق: الزجر، والعيافة: الخط.
3908 حدثنا ابن بشار، قال: قال محمد بن جعفر: قال عوف: العيافة زجر
الطير، والطرق الخط يخط في الأرض.
3909 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن الحجاج الصواف، حدثني يحيى بن أبي
كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي،
قال: قلت: يا رسول الله، ومنا رجال يخطون، قال: (كان نبي من الأنبياء يخط فمن
وافق خطه فذاك).
(24) باب في الطيرة
3910 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن عيسى بن
عاصم، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الطيرة
شرك) ثلاثا (وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل).
3911 حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني والحسن بن علي، قالا: ثنا

3907 - الخط: هو ما يسمى قراءة الرمل أو علم الرمل وهو نوع من الكهانة وادعاء معرفة الغيب بواسطة خطوط الرمل.
3910 - الطيرة: التشاؤم من الأشياء والطيرة في الأصل مشتقة من زجر الطير في مجاثمه حتى يطير فان طار نحو اليمن تيامنوا به،
وان طار نحو الشام تراجعوا عن فعل ما كانوا يزمعون فعله ومن هنا جاء اشتقاق التيمن أي من اتجاه الطير نحو اليمن
والتشاؤم من اتجاه الطير نحو الشام.
3911 - صفر: هو شهر صفر المعروف وكانوا يتشاءمون منه ويعتقدون بأنه شهر خطر يكثر فيه الموت. الهامة: خرافة تقول ان
طيرا يخرج من رأس المقتول ويبقى يصرخ أسقوني حتى يقتل قاتله.
230

عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة، ولا صفر، ولا هامة) فقال أعرابي ما بال الإبل
تكون في الرمل كأنها الظباء فيخالطها البعير الأجرب فيجربها؟ قال: (فمن أعدى الأول)
قال معمر: قال الزهري: فحدثني رجل عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا
يوردن ممرض على مصح) قال: فراجعه الرجل فقال: أليس قد حدثتنا أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (لا عدوى ولا صفر ولا هامة)؟ قال: لم أحدثكموه، قال الزهري: قال أبو
سلمة: قد حدث به، وما سمعت أبا هريرة نسي حديثا قط غيره.
3912 حدثنا القعنبي، ثنا عبد العزيز يعنى ابن محمد عن العلاء، عن أبيه،
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا هامة، ولا نوء، ولا صفر).
3913 حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن البرقي، أن سعيد بن الحكم حدثهم،
قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، حدثني ابن عجلان، حدثني القعقاع بن حكيم وعبيد الله
ابن مقسم وزيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا
غول).
3914 قال أبو داود: قرئ على الحرث بن مسكين وأنا شاهد: أخبركم
أشهب، قال: سئل مالك عن قوله: (لا صفر) قال: إن أهل الجاهلية كانوا يحلون
صفر، يحلونه عاما ويحرمونه عاما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا صفر).
3915 حدثنا محمد بن المصفى، ثنا بقية، قال: قلت لمحمد يعنى ابن
راشد قوله (هام) قال: كانت الجاهلية تقول: ليس أحد يموت فيدفن إلا خرج من قبره
هامة، قلت: فقوله صفر، قال: سمعت أن أهل الجاهلية يستشئمون بصفر، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: (لا صفر) قال محمد: وقد سمعنا من يقول: هو وجع يأخذ في البطن،
فكانوا يقولون: هو يعدى، فقال: (لا صفر).
3916 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، عن قتادة، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم

3912 - نوء: هو الاعتقاد بان المطر إنما هو بسبب حركات النجوم في الفضاء وان بعض النجوم لها تأثير على المطر فيقولون
مثلا مطرنا بنوء الشعرى أو بنوء كوكب كذا.
3913 - الغول: أسطورة قديمة عن مخلوق بعين واحدة يأكل من يصادفه من الناس وأنها تظهر في أشكال مختلفة وصور مختلفة
وأنها من سحرة الجن. وتضل الناس عن الطريق.
231

قال: (لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح، والفأل الصالح الكلمة الحسنة).
3917 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، عن سهيل، عن رجل، عن أبي
هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع كلمة فأعجبته فقال: (أخذنا فألك من فيك).
3918 حدثنا يحيى بن خلف، ثنا أبو عاصم، ثنا ابن جريح، عن عطاء،
قال: يقول الناس: الصفر وجع يأخذ في البطن، قلت: فما الهامة؟ قال: يقول
الناس: الهامة التي تصرخ هامة الناس، وليست بهامة الانسان، إنما هي دابة.
3919 حدثنا أحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: ثنا وكيع، عن
سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن عامر، قال أحمد: القرشي، قال:
ذكرت الطيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (أحسنها الفأل ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما
يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا
قوة إلا بك).
3920 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، عن قتادة، عن عبد الله بن بريدة،
عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطير من شئ، وكان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه: فإذا
أعجبه اسمه فرح به ورئى بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمه رئي كراهية ذلك في وجهه،
وإذا دخل قرية سأل عن اسمها: فإن أعجبه اسمها فرح بها ورئى بشر ذلك في وجهه، وإن
كره اسمها رئي كراهية ذلك في وجهه.
3921 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، حدثني يحيى، أن الحضرمي بن
لاحق حدثه، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
(لا هامة، ولا عدوى، ولا طيرة، وإن تكن الطيرة في شئ ففي الفرس والمرأة
والدار).
3922 حدثنا القعنبي، ثنا مالك، عن ابن شهاب، عن حمزة وسالم بن
عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الشؤم في الدار
والمرأة والفرس) قال أبو داود: قرئ على الحرث بن مسكين وأنا شاهد: أخبرك ابن
القسم قال: سئل مالك عن الشؤم في الفرس والدار، قال: كم من دار سكنها ناس
فهلكوا، ثم سكنها آخرون فهلكوا، فهذا تفسيره فيما نرى، والله أعلم، قال أبو داود:
قال عمر رضي الله عنه: حصير في البيت خير من امرأة لا تلد.
232

3923 حدثنا مخلد بن خالد وعباس العنبري، قالا: ثنا عبد الرزاق، أخبرنا
معمر، عن يحيى بن عبد الله بن بحير، قال: أخبرني من سمع فروة بن مسيك، قال:
قلت: يا رسول الله، أرض عندنا يقال لها أرض أبين هي أرض ريفنا وميرتنا وإنها وبئة، أو
قال: وباؤها شديد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (دعها عنك فإن من القرف التلف).
3924 حدثنا الحسن بن يحيى، ثنا بشر بن عمر، عن عكرمة بن عمار، عن
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: قال رجل: يا رسول الله،
إنا كنا في دار كثير فيها عددنا وكثير فيها أموالنا فتحولنا إلى دار أخرى فقل فيها عددنا وقلت
فيها أموالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذروها ذميمة).
3925 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يونس بن محمد، ثنا مفضل بن فضالة،
عن حبيب بن الشهيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد
مجذوم فوضعها معه في القصعة، وقال: (كل ثقة بالله وتوكلا عليه).
(آخر كتاب الطب)

3923 - القرف: الاسم من المقارفة والقراف أي المداناة والمخالطة وقوله هنا يعنى ان التلف إنما يكون من مداناة المرضى
وملابسة الداء والوباء والنكس في المرض.
233

24 - كتاب العتق
[15 بابا: 43 حديثا]
(1) باب في المكاتب يؤدى بعض كتابته فيعجز أو يموت
3926 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا أبو بدر، حدثني أبو عتبة إسماعيل بن
عياش، حدثني سليمان بن سليم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المكاتب عبد ما بقي عليه من مكاتبته درهم).
3927 حدثنا محمد بن المثنى، حدثني عبد الصمد، ثنا همام، ثنا عباس
الجرير ى، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيما عبد كاتب
على مائة أوقية فأداها إلا عشرة أواق فهو عبد، وأيما عبد كاتب على مائة دينار فأداها إلا
عشرة دنانير فهو عبد) قال أبو داود: ليس هو عباس الجريري، قالوا: هو وهم، ولكنه
هو شيخ آخر.
3928 حدثنا مسدد بن مسرهد ثنا سفيان، عن الزهري، عن نبهان مكاتب أم
سلمة، قال: سمعت أم سلمة تقول: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن كان لإحداكن مكاتب
فكان عنده ما يؤدى فلتحتجب منه).
(2) باب في بيع المكاتب إذا فسخت الكتابة
3929 حدثنا عبد الله بن مسلمة وقتيبة بن سعيد، قالا: ثنا الليث، عن ابن
شهاب، عن عروة، أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن بريرة جاءت عائشة تستعينها في

3926 - المكاتب: هو العبد يعقد اتفاقا مكتوبا مع سيده على مبلغ يؤديه إليه أقساطا فإذا أكمل أداء الأقساط امتلك حريته.
3927 - أي هو عبد ما بقي عليه من مكاتبته شئ وحكمه حكم العبد في ميراثه، وإنما هو عبد لأنه إن عجز عن أداء مكاتبته فهو
بالتالي أعجز عن كسب صاشه عندما يتحرر ولذا يبقى في عهدة سيده ويكون هو المسؤول عن طعامه وكسائه.
3928 - لان حاله صار حال الحر ما دام يملك سداد ثمن حريته.
3929 - أي ما كان من شرط مخالف للشرع فالشرط باطل والبيع جائز أما إن كان الشرط مطابقا للشرع فالشرط قائم والبيع قائم.
234

كتابتها، ولم تكن قضت من كتابتها شيئا، فقالت لها عائشة: ارجعي إلى أهلك، فان
أحبوا أن أقضى عنك كتابتها شيئا، فقالت لها عائشة: ارجعي إلى أهلك فان أحبوا ان
أقضى عنك كتابتك ويكون ولاؤك لي فعلت، فذكرت ذلك بريرة لأهلها، فأبوا، وقالوا:
إن شاءت أن تحتسب عليك فلتفعل ويكون لنا ولاؤك، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال
لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ابتاعي فأعتقي، فإنما الولاء لمن أعتق) ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: (ما بال أناس يشترطون شروطا ليست في كتاب الله؟ من اشترط شرطا ليس في
كتاب الله فليس له، وإن شرطه مائة مرة، شرط الله أحق وأوثق).
3930 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، عن هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: جاءت بريرة لتستعين في كتابتها، فقالت: إني كاتبت
أهلي على تسع أواق في كل عام أوقية، فأعينيني، فقالت: إن أحب أهلك أن أعدها عدة
واحدة وأعتقك ويكون ولاؤك لي فعلت، فذهبت إلى أهلها، وساق الحديث نحو
الزهري، زاد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم في آخره: (ما بال رجال يقول أحدهم: أعتق يا فلان
والولاء لي، إنما الولاء لمن أعتق).
3931 حدثنا عبد العزيز بن يحيى أبو الأصبغ الحراني، حدثني محمد يعنى
ابن سلمة عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن
عائشة رضي الله عنها، قالت وقعت جويرية بنت الحارث بن المصطلق في سهم ثابت
ابن قيس بن شماس، أو ابن عم له، فكاتبت على نفسها، وكانت امرأة ملاحة تأخذها
العين، قالت عائشة رضي الله عنها: فجاءت تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابتها، فلما قامت
على الباب فرأيتها كرهت مكانها، وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرى منها مثل الذي رأيت،
فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحرث، وإنما كان من أمري ما لا يخفى
عليك، وإني وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس، وإني كاتبت على نفسي،
فجئتك أسألك في كتابتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فهل لك إلى ما هو خير منه)؟ قالت:
وما هو يا رسول الله؟ قال: (أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك) قالت: قد فعلت، قالت:
فتسامع تعنى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج جويرية، فأرسلوا ما في أيديهم من

3931 - ملاحة تأخذها العين: جميلة شديدة الجمال.
235

السبي، فأعتقوهم، وقالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما رأينا امرأة كانت أعظم بركة على
قومها منها، أعتق في سببها مائة أهل بيت من بنى المصطلق، قال أبو داود: هذا حجة في
أن الولي هو يزوج نفسه.
(3) باب في العتق على الشرط
3932 حدثنا مسدد بن مسدد بن مسرهد، ثنا عبد الوارث، عن سعيد بن جمهان، عن
سفينة، قال: كنت مملوكا لام سلمة، فقالت: أعتقك وأشترط عليك أن تخدم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عشت، فقلت: إن لم تشترطي على ما فارقت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عشت،
فأعتقتني واشترطت على.
(4) باب فيمن أعتق نصيبا له من مملوك
3932 حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا همام، ح وثنا محمد بن كثير، المعنى،
أخبرنا همام، عن قتادة، عن أبي المليح، قال أبو الوليد: عن أبيه، أن رجلا أعتق شقصا
له من غلام، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (ليس لله شريك) زاد ابن كثير في حديثه:
فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم عتقه.
3934 حدثنا محمد بن كثير، أخبرني همام، عن قتادة، عن النضر بن أنس،
عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، أن رجلا أعتق شقصا له من غلام، فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم
عتقه، وغرمه بقية ثمنه.
3935 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن جعفر، ح وثنا أحمد بن علي بن
سويد، ثنا روح، قالا: ثنا شعبة، عن قتادة، بإسناده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أعتق
مملوكا بينه وبين آخر فعليه خلاصه) وهذا لفظ ابن سويد.
3936 حدثنا ابن المثنى، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، ح وثنا أحمد بن علي
بن سويد، ثنا روح، ثنا هشام بن أبي عبد الله، عن قتادة، بإسناده، أن النبي صلى الله عليه وسلم

3932 - وفيه جواز العتق مع اشتراط السيد على عبده خدمته حياة سيده.
3933 - شقعا: نصيبا أو حصة وجزءا. وفيه أن لمن كان يمتلك حصة من رقبة فأعتقها حصته أعتق العبد عليه ودفع إليهم من
حاله قيمة حصصهم.
236

قال: (من أعتق نصيبا له في مملوك عتق من ماله إن كان له مال) ولم يذكر ابن المثنى
النضر بن أنس، وهذا لفظ ابن سويد.
(5) باب من ذكر السعاية في هذا الحديث
3937 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبان يعنى العطار ثنا قتادة، عن النضر بن
أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أعتق شقيصا في
مملوكه فعليه أن يعتقه كله إن كان له مال، وإلا استسعى العبد غير مشقوق عليه).
3938 حدثنا نصر بن علي، أخبرنا يزيد يعنى ابن زريع ح وثنا علي بن
عبد الله، ثنا محمد بن بشر، وهذا لفظه، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن
النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أعتق
شقصا له، أو شقيصا له، في مملوك فخلاصه عليه في ماله إن كان له مال، فإن لم يكن له
مال قوم العبد قيمة عدل ثم استسعى لصاحبه في قيمته غير مشقوق عليه) قال أبو داود: في
حديثهما جميعا (فاستسعى غير مشقوق عليه) وهذا لفظ على.
3939 حدثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى وابن أبي عدى، عن سعيد، بإسناده
ومعناه، قال أبو داود: ورواه روح بن عبادة عن سعيد بن أبي عروبة، لم يذكر السعاية،
ورواه جرير بن حازم وموسى بن خلف جميعا عن قتادة، بإسناد يزيد بن زريع ومعناه،
وذكرا فيه السعاية.
(6) باب فيمن روى أنه لا يستسعى
3940 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أعتق شركا له في مملوكه أقيم عليه قيمة العدل فأعطى شركاءه
حصصهم، وأعتق عليه العبد، وإلا فقد عتق منه ما عتق).
3941 حدثنا مؤمل، ثنا إسماعيل، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن
النبي صلى الله عليه وسلم، بمعناه، قال: وكان نافع ربما قال: (فقد عتق منه ما عتق) وربما لم يقله.

3937 - أي صار حال العبد حال المكاتب يسدد بسعيه وعمله حال بقية الشركاء. غير مشقوق عليه: أي ليس لهم أن يتزيدوا
في الثمن ليطيلوا مدة استعباده.
237

3942 حدثنا سليمان بو داود، ثنا حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن
عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث، قال أيوب: فلا أدرى هو في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
أو شئ قاله نافع (وإلا عتق منه ما عتق).
3943 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى بن يونس ثنا عبيد الله،
عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أعتق شركا من مملوك له فعليه
عتق كله إن كان له ما يبلغ ثمنه، وإن لم يكن له مال عتق نصيبه).
3944 حدثنا مخلد بن خالد، ثنا يزيد بن هارون، أخبرني يحيى بن سعيد، عن
نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمعنى إبراهيم ابن موسى.
3945 حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، ثنا جويرية، عن نافع، عن ابن
عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمعنى مالك، ولم يذكر: (وإلا فقد عتق منه ما عتق) انتهى
حديثه إلى: (وأعتق عليه العبد) على معناه.
3946 حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري،
عن سالم، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أعتق شركا له في عبد عتق منه ما بقي
في ماله إذا كان له ما يبلغ ثمن العبد).
3947 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سالم، عن
أبيه، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا كان العبد بين اثنين فأعتق أحدهما نصيبه فإن كان موسرا
يقوم عليه قيمة لا وكس ولا شطط ثم يعتق).
3948 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن خالد، عن أبي
بشر العنبري، عن ابن التلب، عن أبيه، أن رجلا أعتق نصيبا له من مملوك فلم
يضمنه النبي صلى الله عليه وسلم، قال أحمد: إنما هو بالتاء، يعنى التلب وكان شعبة ألثغ لم يبين التاء
من الثاء.
(7) باب فيمن ملك ذا رحم محرم
3949 حدثنا مسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل، قالا: ثنا حماد بن

3947 - لا وكس ولا شطط: لا تزيد ولا استخفاف بالثمن.
3949 - أي أنه يتحرر بمجرد وقوع الملك.
238

سلمة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال موسى في موضع
آخر: عن سمرة بن جندب فيما يحسب حماد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ملك ذا
رحم محرم فهو حر) قال أبو داود: روى محمد بن بكر البرساني عن حماد بن سلمة عن
قتادة، وعاصم عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل ذلك الحديث، قال أبو داود:
ولم يحدث ذلك الحديث إلا حماد بن سلمة، وقد شك فيه.
3950 حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن
قتادة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: من ملك ذا رحم محرم فهو حر.
3951 حدثنا محمد بن سليمان، ثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، عن
الحسن، قال: من ملك ذا رحم محرم فهو حر.
3952 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، عن سعيد، عن قتادة، عن
جابر بن زيد والحسن، مثله قال أبو داود: سعيد أحفظ من حماد.
(8) باب في عتق أمهات الأولاد
3953 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن
إسحاق، عن خطاب بن صالح مولى الأنصاري، عن أمه، عن سلامة بنت معقل امرأة من
خارجة قيس عيلان، قالت: قدم بي عمى في الجاهلية، فباعني من الحباب بن عمرو
أخي أبى اليسر بن عمرو، فولدت له عبد الرحمن بن الحباب، ثم هلك، فقالت امرأته:
الآن والله تباعين في دينه، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إني امرأة من
خارجة قيس عيلان، قدم بي عمى المدينة في الجاهلية، فباعني من الحباب بن عمرو
أخي أبى اليسر بن عمرو، فولدت له عبد الرحمن بن الحباب، فقالت امرأته: الآن والله
تباعين في دينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ولى الحباب)؟ قيل: أخوه أبو اليسر بن
عمرو، فبعث إليه، فقال: (أعتقوها، فإذا سمعتم برقيق قدم على فأتوني أعوضكم
منها).
3954 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن قيس، عن عطاء، عن جابر
ابن عبد الله، قال: بعنا أمهات الأولاد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر، فلما كان عمر
نهانا فانتهينا.
239

(9) باب في بيع المدبر
3955 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا هشيم، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن
عطاء، وإسماعيل بن أبي خالد عن سلمة بن كهيل عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، أن
رجلا أعتق غلاما له عن دبر منه، ولم يكن له مال غيره، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم بسبعمائة أو
بتسعمائة.
3956 حدثنا جعفر بن مسافر، ثنا بشر بن بكر، أخبرنا الأوزاعي، حدثني عطاء
ابن أبي رباح، حدثني جابر بن عبد الله، بهذا، زاد: وقال يعنى النبي صلى الله عليه وسلم: (أنت
أحق بثمنه والله أغنى عنه).
3957 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا أيوب، عن أبي
الزبير، عن جابر، أن رجلا من الأنصار يقال له أبو مذكور أعتق غلاما له يقال له يعقوب عن
دبر ولم يكن له مال غيره، فدعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (من يشتريه)؟ فاشتراه نعيم
ابن عبد الله بن النحام بثمانمائة درهم، فدفعها إليه، ثم قال: (إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ
بنفسه، فإن كان فيها فضل فعلى عياله، فإن كان فيها فضل فعلى ذي قرابته) أو قال
(على ذي رحمه، فإن كان فضلا فههنا وههنا).
(10) باب فيمن أعتق عبيدا له لم يبلغهم الثلث
3958 حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة،
عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين، أن رجلا أعتق ستة أعبد عند موته، ولم يكن له
مال غيرهم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له قولا شديدا، ثم دعاهم فجزأهم ثلاثة أجزاء،
فأقرع بينهم: فأعتق اثنين، وأرق أربعة.
3959 حدثنا أبو كامل، ثنا عبد العزيز يعنى ابن المختار ثنا خالد، عن أبي
قلابة، بإسناده ومعناه، ولم يقل: فقال له قولا شديدا.

3955 - وفيه جواز بيع المدبر ان لم يكن لصاحبه مال غيره.
3957 - وفيه ان صاحب المال أولى بماله فان زاد عنه كان عياله أحق من سواهم فان زاد عن عياله فذي القرابة وذي الرحم أولى
من سواه فان زاد عن هؤلاء كان أن يعتق ويهب ويتصدق.
3958 - وفيه توكيد على أن لا وصية لمسلم إلا في الثلث فان زادت وصيته عن ذلك لم يلزم الورثة بأكثر من الثلث إلا إن أجازوا
وكان بهم غنى عن ميراثه.
240

3960 حدثنا وهب بن بقية، ثنا خالد بن عبد الله هو الطحان عن خالد، عن أبي
قلابة، عن أبي زيد، أن رجلا من الأنصار، بمعناه، وقال يعنى النبي صلى الله عليه وسلم: (لو
شهدته قبل ان يدفن لم يدفن في مقابر المسلمين).
3961 حدثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق وأيوب، عن محمد
ابن سيرين، عن عمران بن حصين، أن رجلا أعتق ستة أعبد عند موته ولم يكن له مال
غيرهم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فأقرع بينهم: فأعتق، اثنين، وأرق أربعة.
(11) باب فيمن أعتق عبدا وله مال
3962 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة والليث بن
سعد، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير بن الأشج، عن نافع، عن عبد الله بن
عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أعتق عبدا وله مال فمال العبد له، إلا أن يشترطه السيد).
(12) باب في عتق ولد الزنا
3963 حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا جرير، عن سهيل بن أبي صالح، عن
أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ولد الزنا شر الثلاثة) وقال أبو هريرة:
لان أمتع بسوط في سبيل الله عز وجل أحب إلى من أن أعتق ولد زنية.
(13) باب في ثواب العتق
3964 حدثنا عيسى بن محمد الرملي، ثنا ضمرة، عن إبراهيم بن أبي عبلة،
عن الغريف بن الديلمي، قال: أتينا واثلة بن الأسقع، فقلنا له: حدثنا حديثا ليس فيه
زيادة ولا نقصان، فغضب، وقال: إن أحدكم ليقرأ ومصحفه معلق في بيته فيزيد وينقص،
قلنا: إنما أردنا حديثا سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صاحب لنا أوجب
يعنى النار بالقتل، فقال: (أعتقوا عنه يعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار).
(14) باب أي الرقاب أفضل؟
3965 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة،

3963 - ولد الزنا شر الثلاثة: اختلف في معناه وتأويله فقيل إن الاثنين قبله هما والده ووالدته وقيل أشياء أخرى ونحن نقول كما
قال أبو هريرة رضي الله عنه: فهو على ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
241

عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، عن أبي نجيح السلمي،
قال: حاصرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصر الطائف، قال معاذ: سمعت أبي يقول بقصر الطائف
بحصن الطائف، كل ذلك، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من بلغ بسهم في سبيل الله
عز وجل فله درجة) وساق الحديث، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أيما رجل مسلم
أعتق رجلا مسلما فإن الله عز وجل جاعل وقاء كل عظم من عظامه عظما من عظام محرره
من النار، وأيما امرأة أعتقت امرأة مسلمة فإن الله جاعل وقاء كل عظم من عظامها عظما
من عظام محررها من النار يوم القيامة).
3966 حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا بقية، ثنا صفوان بن عمرو، حدثني
سليم بن عامر، عن شرحبيل بن السمط، أنه قال لعمرو بن عبسة: حدثنا حديثا سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه
من النار).
3967 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي
الجعد، عن شرحبيل بن السمط، أنه قال لكعب بن مرة أو مرة بن كعب: حدثنا حديثا
سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر معنى معاذ، إلى قوله (وأيما امرئ أعتق مسلما وأيما
امرأة أعتقت امرأة مسلمة) زاد (وأيما رجل أعتق امرأتين مسلمتين إلا كانتا فكاكه من
النار، يجزئ مكان كل عظمين منهما عظم من عظامه) قال أبو داود: سالم لم يسمع من
شرحبيل، مات شرحبيل بصفين.
(15) باب في فضل العتق في الصحة
3968 حدثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي حبيبة
الطائي، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل الذي يعتق عند الموت
كمثل الذي يهدى إذا شبع).
(آخر كتاب العتق)

3965 - وقاء كل عظم من عظامه: أي يدرأ عن كل عظم من عظامه عذاب النار عظم من عظام عرره والمعنى انه يغفر له بذلك.
3967 - وأيما رجل أعتق امرأتين لان دية الرجل تساوى دية امرأتين وشهادة الرجل بشهادة امرأتين الخ.. والله أعلم.
3968 - أي لا فضل له لأنه يعتق في الوقت الذي لم يعد فيه محتاجا إلى شئ من أشياء الدنيا، وان خير العتق ما كان عن ظهر
غنى وفى وقت الصحة وفى المرء رغبة في الحياة وفى الدنيا.
242

25 - كتاب الحروف والقراءات
[باب واحد: 40 حديثا]
24 - أول كتاب الحروف والقراءات
1 باب
3969 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا حاتم بن إسماعيل، ح وثنا نصر بن
عاصم، ثنا يحيى بن سعيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر رضي الله عنه،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى).
3970 حدثنا موسى يعنى ابن إسماعيل ثنا حماد، عن هشام بن عروة، عن
عروة، عن عائشة رضي الله عنها، أن رجلا قام من الليل فقرأ فرفع صوته بالقرآن، فلما
أصبح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يرحم الله فلانا كائن من آية أذكرنيها الليلة كنت قد
أسقطتها).
3971 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا خصيف، ثنا مقسم
مولى ابن عباس، قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: نزلت هذه الآية (وما كان لنبي
أن يغل) في قطيفة حمراء: فقدت يوم بدر، فقال بعض الناس: لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخذها، فأنزل الله عز وجل (وما كان لنبي أن يغل) إلى آخر الآية قال أبو داود: يغل
مفتوحة الياء.
3972 حدثنا محمد بن عيسى، ثنا معتمر، قال: سمعت أبي، قال: سمعت
أنس بن مالك يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك من البخل والهرم).
3973 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن كثير، عن

[1 - باب] والكتاب كله باب واحد على كل حال ولم يكن فيه رقم لباب فأثرنا وضعه تسهيلا للقارئ الكريم.
3969 - سورة البقرة من الآية (125). والمقصود قراءة خص المثبتة هنا.
- (وكان النبي أن يغل). سورة آل عمران من الآية (161).
3973 - سبق ذكره مطولا في رقم (142) في كتاب الطهارة باب الاستنثار. و (لا تحسبن) وقد وردت في عدد من آي القرآن
الكريم هي: سورة آل عمران الآية (169). سورة آل عمران الآية (188). سورة إبراهيم الآية (42). سورة
إبراهيم الآية (47). سورة النور الآية (57).
243

عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه لقيط بن صبرة قال: كنت وافد بنى المنتفق إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث، فقال يعنى النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تحسبن) ولم يقل لا
تحسبن.
3974 حدثنا محمد بن عيسى، ثنا سفيان، ثنا عمرو بن دينار، عن عطاء، عن
ابن عباس، قال: لحق المسلمون رجلا في غنيمة له، فقال: السلام عليكم، فقتلوه،
وأخذوا تلك الغنيمة فنزلت (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض
الحياة الدنيا) تلك الغنيمة.
3975 - حدثنا سعيد بن منصور، ثنا ابن أبي الزناد، ح وثنا محمد بن سليمان
الأنباري، ثنا حجاج بن محمد، عن ابن أبي الزناد، وهو أشبع، عن أبيه، عن خارجة
ابن زيد بن ثابت، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ (غير أولى الضرر) ولم يقل سعيد كان
يقرأ.
3976 حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء، قالا: ثنا عبد الله بن
المبارك، ثنا يونس بن يزيد، عن أبي علي بن يزيد، عن الزهري، عن أنس بن مالك،
قال: قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والعين بالعين).
3977 حدثنا نصر بن علي، ثنا أبي، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا يونس بن
يزيد، عن أبي علي بن يزيد، عن الزهري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين).
3978 حدثنا النفيلي، ثنا زهير، ثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية بن سعد
العوفي، قال: قرأت على عبد الله بن عمر (الله الذي خلقكم من ضعف) فقال:
(من ضعف) قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قرأتها علي فأخذ علي كما أخذت عليك.

3974 - سورة النساء من الآية (94).
3975 - سورة النساء من الآية (95).
3976 - (العين بالعين) سورة المائدة من الآية (45).
3977 - هي نفس الآية المذكورة في الحديث السابق.
3978 - سورة الروم من الآية (54) أخذ علي: لامني وصحح لي القراءة.
244

3979 حدثنا محمد بن يحيى القطعي، ثنا عبيد يعنى ابن عقيل عن هارون،
عن عبد الله بن جابر، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من ضعف)
3980 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن أسلم المنقري، عن عبد الله، عن أبيه
عبد الرحمن بن أبزى، قال: قال أبي بن كعب: (بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا) قال أبو
داود: بالتاء.
3981 حدثنا محمد بن عبد الله، ثنا المغيرة بن سلمة، ثنا ابن المبارك، عن
الأجلح، حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ:
(بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا هو خير مما تجمعون).
3982 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا ثابت، عن شهر بن
حوشب، عن أسماء بنت يزيد، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: (إنه عمل غير صالح).
3983 حدثنا أبو كامل، ثنا عبد العزيز يعنى ابن المختار ثنا ثابت، عن شهر
ابن حوشب، قال: سألت أم سلمة: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية (إنه عمل
غير صالح)؟ فقالت: قرأها (إنه عمل غير صالح) قال أبو داود: ورواه هارون
النحوي وموسى بن خلف عن ثابت كما قال عبد العزيز.
3984 حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسى، عن حمزة الزيات، عن أبي
إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا بدأ بنفسه، وقال: (رحمة الله علينا وعلى موسى لو صبر لرأى من
صاحبه العجب)، ولكنها قال: (إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من
لدني) طولها حمزة.
3985 حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو عبد الله العنبري، ثنا أمية بن خالد، ثنا
أبو الجارية العبدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس،
عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأها (قد بلغت من لدني) وثقلها.

3980 - سورة يونس من الآية (58).
3982 - سورة هود الآية (46). وفى رواية حفص (إنه عمل غير صالح) وفى رواية الامام قالون أيضا.
3984 - سورة الكهف من الآية (76)، وفى رواية حفص بفتح الياء دون تطويل، وفى رواية قالون رقم (75) وكلمة
لدني دون حركة على الياء كقراءة حمزة.
245

3976 حدثنا محمد بن مسعود المصيصي ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا
محمد بن دينار، ثنا سعد بن أوس، عن مصدع أبى يحيى، قال: سمعت ابن عباس يقول: أقرأني أبي بن كعب كما أقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم، (في عين حمئة) مخففة.
3977 حدثنا يحيى بن الفضل، ثنا وهيب يعنى ابن عمرو النمري أخبرنا
هارون، أخبرني أبان بن تغلب، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرجل من أهل عليين ليشرف على أهل الجنة فتضئ الجنة لوجهه
كأنها كوكب درى) قال: وهكذا جاء الحديث: (درى) مرفوعة الدال لا تهمز (وإن أبا
بكر وعمر لمنهم وأنعما).
3978 حدثنا عثمان بن أبي شيبة وهارون بن عبد الله، قالا: ثنا أبو أسامة،
حدثني الحسن بن الحكم النخعي، ثنا أبو سبرة النخعي، عن فروة بن مسيك الغطيفي،
قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث، فقال رجل من القوم: يا رسول الله، أخبرنا عن
سبأ ما هو أرض أم امرأة؟ فقال: (ليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من
العرب فتيامن ستة وتشاءم أربعة) قال عثمان: الغطفاني، مكان الغطيفي، وقال: حدثنا
الحسن بن الحكم النخعي.
3979 حدثنا أحمد بن عبدة وإسماعيل بن إبراهيم أبو معمر الهذلي، عن
سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، قال: حدثنا أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال
إسماعيل: عن أبي هريرة رواية، فذكر حديث الوحي، قال: فذلك قوله تعالى: (حتى
إذا فرغ عن قلوبهم).
3990 حدثنا محمد بن رافع النيسابوري، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي،
سمعت أبا جعفر يذكر، عن الربيع بن أنس، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: قراءة
النبي صلى الله عليه وسلم (بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين) قال أبو
داود: هذا مرسل، الربيع لم يدرك أم سلمة.

3986 - سورة الكهف الآية (86)، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر (عين حامية): أي حارة، إن رواية قالون كرواية
حفص (حمئة).
3988 - تيامن: سكن اليمن. تشاءم: سكن الشام.
3989 - سورة سبأ من الآية (23).
3990 - سورة الزمر من الآية (59).
246

3991 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هارون بن موسى النحوي، عن بديل بن
ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة رضى الله تعالى عنها، قالت: سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها (فروح وريحان).
3992 حدثنا أحمد بن حنبل وأحمد بن عبدة، قالا: ثنا سفيان، عن عمرو،
عن عطاء قال ابن حنبل، لم أفهمه جيدا، عن صفوان، قال ابن عبدة: ابن يعلى،
عن أبيه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يقرأ: (ونادوا يا ملك) قال أبو داود:
يعنى بلا ترخيم.
3993 حدثنا نصر بن علي، أخبرنا إسرائيل، عن أبي
إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني أنا
الرزاق ذو القوة المتين).
3994 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن
عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأها (فهل من مدكر) يعنى مثقلا، قال أبو داود:
مضمومة الميم مفتوحة الدال مكسورة الكاف.
3995 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، ثنا
سفيان، حدثني محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ (أيحسب أن
ماله أخلده).
3996 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن خالد، عن أبي قلابة، عمن أقرأه
رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد) قال أبو داود: بعضهم
أدخل بين خالد وأبى قلابة رجلا.
3997 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة،
قال: أنبأني من أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم، أو من أقرأه من أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم (فيومئذ لا يعذب) قال

3991 - سورة الواقعة الآية (89). 3992 - سورة الزخرف من الآية (77).
3993 - سورة الذاريات الآية (51). وقراءة حفص: (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين).
3994 - سورة القمر الآية (22).
3995 - سورة الهمزة الآية (3).
3996 - سورة الفجر الآيتان (25 - 26) وقراءة حفص بكسر الثاء (يوثق).
3997 - سورة الفجر من الآية (25) وقراءة حفص بكسر الذال في (يعذب).
247

أبو داود: قرأ عاصم والأعمش وطلحة بن مصرف وأبو جعفر يزيد بن القعقاع وشيبة بن
نصاح ونافع بن عبد الرحمن و عبد الله بن كثير الداري وأبو عمرو بن العلاء وحمزة الزيات
و عبد الرحمن الأعرج وقتادة والحسن البصري ومجاهد وحميد الأعرج و عبد الله بن
عباس، و عبد الرحمن بن أبي بكر (لا يعذب) (ولا يوثق) إلا الحديث المرفوع،
فإنه (يعذب) بالفتح.
3998 حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء، أن محمد بن أبي عبيدة
حدثهم، قال: حدثنا أبي، عن الأعمش، عن سعد الطائي، عن عطية العوفي، عن أبي
سعيد الخدري، قال: حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا ذكر فيه: (جبريل وميكال) فقرأ
(جبرائل وميكائل) قال أبو داود: قال خلف: منذ أربعين سنة لم أرفع القلم عن كتابة
الحروف ما أعياني شئ ما أعياني جبرائل وميكائل.
3999 حدثنا زيد بن أخزم، ثنا بشر يعنى ابن عمر ثنا محمد بن خازم،
قال: ذكر كيف قراءة جبرائل وميكائل عند الأعمش، فحدثنا الأعمش، عن سعد الطائي،
عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الصور
فقال: (عن يمينه جبرائل، وعن يساره ميكائل).
4000 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري،
قال معمر: وربما ذكر ابن المسيب، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان يقرأون
(مالك يوم الدين) وأول من قرأها (ملك يوم الدين) مروان، قال أبو داود: هذا أصح
من حديث الزهري عن أنس، والزهري عن سالم عن أبيه.
4001 حدثنا سعيد بن يحيى الأموي، حدثني أبي، ثنا ابن جريج، عن
عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة أنها ذكرت، أو كلمة غيرها، قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم
(بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. ملك يوم
الدين) يقطع قراءته آية آية، قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: القراءة القديمة (مالك
يوم الدين).
4002 حدثنا عثمان بن أبي شيبة وعبيد الله بن عمر بن ميسرة، المعنى، قالا:

4000 - هي عندنا الآية الرابعة من سورة الفاتحة وعند أبي حنيفة الآية الثالثة.
4001 - سورة الفاتحة الآيات (1 - 4).
248

ثنا يزيد بن هارون، عن سفيان بن حسين، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم التيمي،
عن أبيه، عن أبي ذر، قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار، والشمس عند
غروبها، فقال: (هل تدرى أين تغرب هذه)؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (فإنها
تغرب في عين حامية).
4003 حدثنا محمد بن عيسى، ثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني
عمر بن عطاء، أن مولى لابن الأسقع رجل صدق أخبره، عن ابن الأسقع، أنه سمعه
يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم جاءهم في صفة المهاجرين فسأله إنسان: أي آية في القرآن أعظم؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم).
4004 حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المنقري ثنا عبد الوارث، حدثنا
شيبان، عن الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود، أنه قرأ (هيت لك) فقال شقيق:
إنا نقرؤها (هئت لك) يعنى قال ابن مسعود: أقرأها كما علمت أحب إلى.
4005 حدثنا هناد، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، قال: قيل
لعبد الله: إن أناسا يقرؤن هذه الآية (وقالت هيت لك) فقال: إني أقرأ كما علمت
أحب إلى (وقالت هيت لك).
4006 حدثنا أحمد بن صالح، قال: نا، ح وثنا سليمان بن داود المهري أخبرنا
ابن وهب، أخبرنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد
الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل لبني إسرائيل: (ادخلوا الباب
سجدا وقولوا حطة تغفر لكم خطاياكم).
4007 حدثنا جعفر بن مسافر، ثنا ابن أبي فديك، عن هشام بن سعد،
باسناده، مثله.
4008 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ثنا هشام بن عروة، عن عروة،
أن عائشة رضي الله عنها قالت: نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ علينا: (سورة
أنزلناها وفرضناها) قال أبو داود: يعنى مخففة، حتى أتى على هذه الآيات.
آخر كتاب الحروف والقراءات

4003 - سورة البقرة من الآية (255) وهي من آية الكرسي. 4004 - سورة يوسف من الآية (23).
4006 - سورة البقرة من الآية (58).
4008 - سورة النور الآية (1) وفى رواية أبو عمرو وابن كثير بتشديد الراء.
249

26 - كتاب الحمام
[ثلاثة أبواب: 11 حديثا]
(1) [باب النهى عن دخول الحمام]
4009 - حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن عبد الله بن شداد، عن أبي
عذرة، عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن دخول الحمامات ثم رخص
للرجال أن يدخلوها في الميازر.
4010 حدثنا محمد بن قدامة، ثنا جرير، ح وثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد
ابن جعفر، ثنا شعبة، جميعا عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، قال ابن المثنى: عن أبي
المليح، قال: دخل نسوة من أهل الشام على عائشة رضي الله عنها، فقالت: ممن
أنتن؟ قلن: من أهل الشام، قالت: لعلكن من الكورة التي تدخل نساؤها الحمامات؟
قلن: نعم، قالت: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من امرأة تخلع ثيابها في
غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى) قال أبو داود: هذا حديث جرير وهو أتم،
ولم يذكر جرير أبا المليح، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4011 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم،
عن عبد الرحمن بن رافع، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنها ستفتح
لكم أرض العجم وستجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات، فلا يدخلنها الرجال إلا
بالأزر، وامنعوها النساء إلا مريضة أو نفساء).
(2) باب النهى عن التعري
4012 حدثنا عبد الله بن محمد بن نفيل، ثنا زهير، عن عبد الملك بن أبي

4009 - ليس لهذا الباب رقم في الأصل ولا عنوان وقد أضفناه للضرورة. والترخيص للرجال في الميازر أي مستوري العورة فلا
يفضي الرجل إلى الرجل الا مستور العورة.
4010 - وفيه التشديد في منع المرأة من التعري في غير بيتها وهذا يشمل بالتالي الحمامات.
4011 - فيه جواز دخول النساء إلى الحمامات عند الضرورة القصوى أي في حالة المرض واستعمال الحمام كوسيلة للعلاج.
250

سليمان العرزمي، عن عطاء، عن يعلى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يغتسل بالبراز بلا
إزار، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل حي ستير
يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر).
4013 حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، ثنا الأسود بن عامر، ثنا أبو بكر بن
عياش، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث، قال أبو داود: الأول أتم.
4014 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي النضر، عن زرعة بن
عبد الرحمن بن جرهد، عن أبيه، قال: كان جرهد هذا من أصحاب الصفة، قال:
جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا وفخذي منكشفة، فقال: (أما علمت أن الفخذ عورة).
4015 حدثنا علي بن سهل الرملي، ثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرت
عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي الله عنه، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تكشف فخذك ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت) قال أبو داود: هذا
الحديث فيه نكارة.
(3) باب ما جاء في التعري
4016 حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن عثمان بن
حكيم، عن أبي أمامة بن سهل، عن المسور بن مخرمة، قال: حملت حجرا ثقيلا، فبينا
أمشى فسقط عنى ثوبي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خذ عليك ثوبك ولا تمشوا عراة).
4017 حدثنا عبد الله بن مسلمة، ثنا أبي، ح وثنا ابن بشار، ثنا يحيى نحوه،
عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: قلت: يا رسول الله عوراتنا ما نأتى منها
وما نذر؟ قال: (احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك) قال: قلت:
يا رسول الله، إذا كان القوم بعضهم في بعض قال: (إن استطعت أن لا يرينها أحد فلا
يرينها) قال: قلت: يا رسول الله إذا كان أحدنا خاليا، قال: (الله أحق أن يستحيا منه
من الناس).

4014 - وأصحاب الصفة أو أهل الصفة جماعة من فقراء المهاجرين كانوا يتخذون الصفة مكانا لجلوسهم. والصفة مقعد
حجري كان بجانب المجلس.
251

4018 حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، ثنا ابن أبي فديك، عن الضحاك بن
عثمان، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، عن
النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لا ينظر الرجل إلى عرية الرجل، ولا المرأة إلى عرية المرأة، ولا
يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة في ثوب).
4019 حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا ابن علية، عن الجريري، ح وثنا مؤمل
ابن هشام، قال: ثنا إسماعيل، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن رجل من الطفاوة،
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يفضين رجل إلى رجل ولا امرأة إلى امرأة
إلا ولدا أو والدا) قال: وذكر الثالثة فنسيتها.
(آخر كتاب الحمام)
252

27 - كتاب اللباس
[48 بابا: 39 حديثا]
(1) باب في ما يقول عندما يلبس ثوبا (1)
4020 حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا ابن المبارك، عن الجريري، عن أبي
نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا سماه باسمه:
إما قميصا أو عمامة، ثم يقول: (اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره وخير ما
صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له) قال أبو نضرة: فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا
لبس أحدهم ثوبا جديدا قيل له: تبلى ويخلف الله تعالى.
4021 حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، عن الجريري، بإسناده، نحوه
4022 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا محمد بن دينار، عن الجريري بإسناده
ومعناه قال أبو داود: عبد الوهاب الثقفي لم يذكر فيه أبا سعيد، وحماد بن سلمة قال:
عن الجريري عن أبي العلاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو داود: حماد بن سلمة والثقفي
سماعهما واحد.
4023 حدثنا نصير بن الفرج، ثنا عبد الله بن يزيد، ثنا سعيد يعنى بن أبي
أيوب عن أبي مرحوم، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(من أكل طعاما ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول منى
ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال: ومن لبس ثوبا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا
الثوب ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر).
(2) باب فيما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا
4024 حدثنا إسحاق بن الجراح الأذني، ثنا أبو النضر، ثنا إسحاق بن سعيد،

(1) لم يكن لهذا الباب رقم ولا عنوان وقد أثبتناه للضرورة.
4020 - استجد ثوبا: اشترى ثوبا جديدا أو لبسه.
253

عن أبيه، عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بكسوة فيها
خميصة صغيرة فقال (من ترون أحق بهذه)؟ فسكت القوم، فقال: (ائتوني بأم خالد)
فأتى بها، فألبسها إياها، ثم قال: (أبلى وأخلقي) مرتين، وجعل ينظر إلى علم في
الخميصة أحمر أو أصفر ويقول: (سناه سناه يا أم خالد) وسناه في كلام الحبشة الحسن.
(3) باب ما جاء في القميص
4025 حدثنا إبراهيم بن موسى، ثنا الفضل بن موسى، عن عبد المؤمن بن
خالد الحنفي، عن عبد الله بن بريدة، عن أم سلمة، قالت: كان أحب الثياب إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص.
4026 حدثنا زياد بن أيوب، ثنا أبو تميله، قال: حدثني عبد المؤمن بن خالد،
عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن أم سلمة، قالت: لم يكن ثوب أحب إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم من قميص.
4027 حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ثنا معاذ بن هشام، عن أبيه، عن
بديل بن ميسرة، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد قالت: كانت يد كم قميص
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرصغ.
(4) باب ما جاء في الأقبية
4028 حدثنا قتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد بن موهب، المعنى، أن الليث
يعنى ابن سعد حدثهم، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن المسور بن
مخرمة، أنه قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبية ولم يعط مخرمة شيئا، فقال مخرمة: يا بنى،
انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقت معه، قال: ادخل فادعه لي، قال: فدعوته،
فخرج إليه وعليه قباء منها، فقال: (خبأت هذا لك) قال: فنظر إليه، زاد ابن موهب:
مخرمة، ثم اتفقا، قال: رضى مخرمة، قال قتيبة: عن ابن أبي مليكة ولم يسمه.

4025 - القميص هو الرداء المعروف اليوم باسم (الدشداشة) أي هو يغطى الجسم إلى الكعبين.
4027 - الرصغ: لغة في الرسغ والمعنى واحد.
254

(5) باب في لبس الشهرة
4029 حدثنا محمد بن عيسى، ثنا أبو عوانة، ح وثنا محمد يعنى ابن عيسى
عن شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن المهاجر الشامي، عن ابن عمر، قال في
حديث شريك: يرفعه، قال: (من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوبا مثله) زاد
عن أبي عوانة (ثم تلهب فيه النار).
4030 حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، قال: ثوب مذلة.
4031 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو النضر، ثنا عبد الرحمن بن ثابت، ثنا
حسان بن عطية، عن أبي منيب الجرشى، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من تشبه بقوم فهو منهم).
(6) باب في لبس الصوف والشعر
4032 حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الرملي وحسين بن علي
، قالا: ثنا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن مصعب بن شيبة، عن صفية بنت شيبة،
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه مرط مرحل من شعر اسود
وقال حسين: ثنا يحيى بن زكريا، ثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي، ثنا إسماعيل بن عياش،
عن عقيل بن مدرك، عن لقمان بن عامر، عن عتبة بن عبد السلمي، قال: استكسيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكساني خيشتين فلقد رأيتني وأنا أكسى أصحابي.
4033 حدثنا عمرو بن عون، ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أبي بردة، قال:
قال لي أبى: يا بنى، لو رأيتنا ونحن مع نبينا صلى الله عليه وسلم وقد أصابتنا السماء حسبت أن ريحنا ريح
الضأن.
4034 حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن انس بن

4029 - ثوب شهرة: ثوبا يشتهر فيه أي ثوبا مميزا كأن يكون كثير الاعلام أو من قماش غال فيه تطريز وما أشبه ذلك من أثواب
يلبسونها ثم يتبخترون يملأ الكبر نفوسهم.
4031 - والتشبه قد يكون بأن يلبس كلباسهم.
4032 - أي لم يكن يملك ثمن الكساء أولا ثم فتح الله عليه الرزق حتى كسا أصحابه.
4033 - لان الواحد منهم لم يكن يملك غير ثوبه الذي يرتديه فيتعرق فيه المرة بعد المرة حتى يصير له ريح إن مسه الماء.
أصابتنا السماء: أمطرتنا.
255

مالك، أن ملك ذي يزن أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة أخذها بثلاثة وثلاثين بعيرا أو ثلاث
وثلاثين ناقة، فقبلها.
4035 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن علي بن زيد، عن إسحاق بن
عبد الله بن الحرث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى حلة ببضعة وعشرين قلوصا فأهداها إلى ذي
يزن.
(7) باب لباس الغليظ
4036 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ح وثنا موسى، ثنا سليمان يعنى
ابن المغيرة المعنى عن حميد بن هلال، عن أبي بردة، قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها
، فأخرجت إلينا إزارا غليظا مما يصنع باليمن وكساء من التي يسمونها الملبدة،
فأقسمت بالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض في هذين الثوبين.
4037 حدثنا إبراهيم بن خالد أبو ثور الكلبي، ثنا عمر بن يونس بن القاسم
اليمامي، ثنا عكرمة بن عمار، ثنا أبو زميل، حدثني عبد الله بن عباس، قال: لما
خرجت الحرورية أتيت عليا رضي الله عنه، فقال: ائت هؤلاء القوم، فلبست أحسن ما
يكون من حلل اليمن، قال أبو زميل: وكان ابن عباس رجلا جميلا جهيرا، قال ابن
عباس: فأتيتهم، فقالوا: مرحبا بك يا ابن عباس، ما هذه الحلة؟ قال: ما تعيبون
علي؟ لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن ما يكون من الحلل قال أبو داود: اسم أبى
زميل سماك بن الوليد الحنفي.
(8) باب ما جاء في الخز
4038 حدثنا عثمان بن محمد الأنماطي البصري، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله
الرازي، ح وثنا أحمد بن عبد الرحمن الرازي، ثنا أبي، أخبرني أبي عبد الله بن سعد،
عن أبيه سعد، قال: رأيت رجلا ببخارى على بغلة بيضاء عليه عمامة خز سوداء، فقال:

4035 - القلوص: الناقة القوية تستعمل للركوب والسفر.
4037 - الحرورية: طائفة من الخوارج وسموا كذلك لنزولهم من حروراء وهو موضع في الكوفة أو بجانبها وخرجت الحرورية أي
ثاروا وخرجوا عن الطاعة وأعلنوا الحرب على الامام.
4038 - الخز: نوع من القماش من الكتان والحرير.
256

كسانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا لفظ عثمان، والاخبار في حديثه.
4039 حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا بشر بن بكر، عن عبد الرحمن بن يزيد
بن جابر، ثنا عطية بن قيس، قال: سمعت عبد الرحمن بن غنم الأشعري، قال:
حدثني أبو عامر أو أبو مالك، والله يمين أخرى ما كذبني، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الخز والحرير) وذكر كلاما، قال: (يمسخ منهم
آخرون قردة وخنازير إلى يوم القيامة) قال أبو داود: وعشرون نفسا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أكثر لبسوا الخز: منهم أنس والبراء بن عازب.
(9) باب ما جاء في لبس الحرير
4040 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن نافع، عن عبد الله بن
عمر، أن عمر بن الخطاب رأى حلة سيراء عند باب المسجد تباع، فقال: يا رسول الله،
لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما
يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة) ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حلل فأعطى عمر بن
الخطاب منها حلة، فقال عمر: يا رسول الله، كسوتنيها وقد قلت في حلة عطارد ما
قلت! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني لم أكسكها لتلبسها) فكساها عمر بن الخطاب أخا له
مشركا بمكة.
4041 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس وعمرو بن
الحارث، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، بهذه القصة، قال: حلة
إستبرق، وقال فيه: ثم أرسل إليه بجبة ديباج، وقال: تبيعها وتصيب بها حاجتك.
4042 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ثنا عاصم الأحول، عن أبي
عثمان النهدي، قال: كتب عمر إلى عتبة بن فرقد أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحرير إلا ما كان
هكذا وهكذا: إصبعين، وثلاثة، وأربعة.
4034 حدثنا سليمان بن حرب، ثنا شعبة، عن أبي عون، قال: سمعت أبا
صالح يحدث، عن علي رضي الله عنه، قال: أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة سيراء،

4040 - سيراء: أي قماشها كالسيور أي مخطط مضلع فضلع من حرير وضلع من خيط آخر.
4043 - أطرتها: قطعتها وقسمتها.
257

فأرسل بها إلى، فلبستها فأتيته، فرأيت الغضب في وجهه وقال: (إني لم أرسل بها
إليك لتلبسها) وأمرني فأطرتها بين نسائي.
(10) باب من كره [لبس الحرير]
4044 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن إبراهيم بن عبد الله بن
حنين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس
القسي، وعن لبس المعصفر، وعن تختم الذهب، وعن القراءة في الركوع.
4045 حدثنا أحمد بن محمد يعنى المروزي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر،
عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا، قال: عن القراءة في الركوع والسجود.
4046 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن محمد بن عمرو، عن إبراهيم
ابن عبد الله، بهذا، زاد: ولا أقول نهاكم.
4047 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن علي بن زيد، عن أنس بن
مالك، أن ملك الروم أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم مستقة من سندس، فلبسها، فكأني أنظر إلى
يديه تذبذبان، ثم بعث بها إلى جعفر فلبسها ثم جاءه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إني لم أعطكها
لتلبسها) قال: فما أصنع بها؟ قال: (أرسل بها إلى أخيك النجاشي).
4048 حدثنا مخلد بن خالد، ثنا روح، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة،
عن الحسن، عن عمران بن حصين، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال (لا أركب الأرجوان، ولا
ألبس المعصفر، ولا ألبس القميص المكفف بالحرير) قال: وأومأ الحسن إلى جيب
قميصه، قال: وقال (ألا وطيب الرجال ريح لا لون له، ألا وطيب النساء لون لا ريح
له) قال سعيد: أراه قال: إنما حملوا قوله في طيب النساء على أنها إذا خرجت، فأما إذا
كانت عند زوجها فلتطيب بما شاءت.

4044 - القسي: نوع من القماش ينسب إلى قرية في مصر ويدخل في صناعتها خيوط الحرير. المعصفر: المصبوغ بالعصفر
أو الزعفران وهو يعطى لونا اصفر برتقاليا، التختم: لبس الخواتم.
4047 - المستقة: فروة طويلة الأكمام واسعتها والكلمة فارسية معربة.
4048 - الأرجوان: القماش الأحمر. ولا اركب الأرجوان: أي لا اتخذ من الأرجوان ميثرة أو رحلا أضعه على ناقتي واجلس
فوقه. القميص المكفف بالحرير: أي الذي خيطت أطراف أكمامه وأدناه وجيوبه بقماش من حرير.
258

4049 حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني، أخبرنا المفضل
يعنى ابن فضالة عن عياش بن عباس القتباني، عن أبي الحصين يعنى الهيثم بن شفى
قال: خرجت أنا وصاحب لي يكنى أبا عامر رجل من المعافر لنصلي بإيلياء، وكان قاصهم
رجل من الأزد يقال له أبو ريحانة من الصحابة، قال أبو الحصين: فسبقني صاحبي إلى
المسجد، ثم ردفته فجلست إلى جنبه، فسألني: هل أدركت قصص أبى ريحانة؟ قلت:
لا، قال: سمعته يقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عشر: عن الوشر، والوشم، والنتف،
وعن مكامعة الرجل الرجل بغير شعار، وعن مكامعة المرأة المرأة بغير شعار، وأن يجعل
الرجل في أسفل ثيابه حريرا مثل الأعاجم، أو يجعل على منكبيه حريرا مثل الأعاجم،
وعن النهبي، وركوب النمور، ولبوس الخاتم إلا لذي سلطان قال أبو داود: الذي تفرد به
من هذا الحديث ذكر الخاتم.
4050 - حدثنا يحيى بن حبيب، ثنا روح، ثنا هشام، عن محمد، عن عبيدة،
عن علي رضي الله عنه أنه قال: نهى عن مياثر الأرجوان.
4051 - حدثنا حفص بن عمر ومسلم بن إبراهيم، قالا: ثنا شعبة، عن أبي
إسحق، عن هبيرة، عن علي رضي الله عنه، قال نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خاتم
الذهب، وعن لبس القسي، والميثرة الحمراء.
4052 - حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا إبراهيم بن سعد، ثنا ابن شهاب
الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في
خميصة لها أعلام، فنظر إلى أعلامها، فلما سلم قال: (اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبى
جهم فإنها ألهتني آنفا في صلاتي وأتوني بأنبجانيته) قال أبو داود: أبو جهم بن حذيفة من
بنى عدى بن كعب بن غانم.

4049 - الوشر: تفليج الأسنان أي بردها بالمبرد لتبتعد عن بعضها وكان ذلك من علامات الحسن لان أحد الشعراء قد وصف
حبيبة فقال عنها مفلجة الأسنان الوشم: هو الوشم المعروف ويكون بغرز الإبر وحشو مكان الغرز بالكحل أو الرماد
فيعطى لونا أخضر يميل إلى السواد ويرسمون به رسوما النتف: هو نتف الحاجبين وقد لعن الله الناحصة والمتنمصة
والواشمة والمستوشمة والمتفلجات للحسن مكامعة: مباشرة أي ظهور الواحد أمام الاخر. والشعار: ما لامس
الجسد من الثياب أي فيه النهى عن نظر الرجل إلى الرجل والمرأة إلى المرأة بغير أثواب تسترهما.
4050 - المياثر: جمع ميثرة وهي ما يوضع على ظهر الدابة ليجلس عليه راكبها، وكانت عادة الروم وضع المياثر الحمر.
4052 - الخميصة: كساء معلم الطرفين من خز أو صوف والأمبجانية: كساء لا علم له.
259

4053 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة في آخرين: ثنا سفيان عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة، نحوه، والأول أشبع.
(11) باب الرخصة في العلم وخيط الحرير
4054 - حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا المغيرة بن زياد، ثنا عبد الله أبو
عمر مولى أسماء بنت أبي بكر، قال: رأيت ابن عمر في السوق اشترى ثوبا شاميا، فرأى
فيه خيطا أحمر، فرده، فأتيت أسماء فذكرت ذلك لها، فقالت: يا جارية، ناوليني جبة
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخرجت جبة طيالسة مكفوفة الجيب والكمين والفرجين بالديباج.
4055 - حدثنا ابن نفيل، ثنا زهير، ثنا خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس،
قال: إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الثوب المصمت من الحرير، فأما العلم من الحرير
وسدى الثوب فلا بأس به.
(12) باب في لبس الحرير لعذر
4056 - حدثنا النفيلي، ثنا عيسى - يعنى ابن يونس - عن سعيد بن أبي عروبة،
عن قتادة، عن أنس، قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف وللزبير بن العوام
في قمص الحرير في السفر من حكة كانت بهما.
(13) باب في الحرير للنساء
4057 - حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن زيد بن أبي حبيب، عن أبي أفلح
الهمداني، عن عبد الله بن زرير يعني الغافقي أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه
يقول: إن نبي الله أخذ حريرا فجعله في يمينه، وأخذ ذهبا فجعله في شماله، ثم
قال: (إن هذين حرام على ذكور أمتي).
4058 - حدثنا عمرو بن عثمان وكثير بن عبيد الحمصيان، قالا: ثنا بقية: عن
الزبيدي، عن الزهري، عن أنس بن مالك أنه حدثه، أنه رأى على أم كلثوم بنت

4055 - الثوب المصمط من الحرير: أي قد صنع بكامله من خيط الحرير ولا قطن فيه. السدى واللحمة: خيطي الطول
والعرض في القماش والذين بتداخلهما ينسج القماش.
4058 - القز: الحرير وإنما سمي الحرير بالقز لان الحرير أصلا هو نتاج دودة القز.
260

رسول الله صلى الله عليه وسلم بردا سيراء، قال: والسيراء المضلع بالقز.
4059 - حدثنا نصر بن علي، ثنا أبو أحمد - يعنى الزبيدي - ثنا مسعر، عن
عبد الملك بن ميسرة، عن عمرو بن دينار، عن جابر، قال: كنا ننزعه عن الغلمان،
ونتركه على الجواري، قال مسعر: فسألت عمرو بن دينار عنه، فلم يعرفه.
(14) باب في لبس الحبرة
4060 - حدثنا هدبة بن خالد الأزدي، ثنا همام، عن قتادة، قال: قلنا لأنس
- يعنى ابن مالك -: أي اللباس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أعجب إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: الحبرة.
(15) باب في البياض
4061 - حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن
سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (البسوا من ثيابكم البياض،
فإنها خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم، وإن خير أكحالكم الإثمد: يجلو البصر، وينبت
الشعر).
(16) باب في غسل الثوب وفى الخلقان
4062 - حدثنا النفيلي، ثنا مسكين، عن الأوزاعي، ح وثنا عثمان بن أبي
شيبة، عن وكيع، عن الأوزاعي، نحوه، عن حسان بن عطية، عن محمد بن المنكدر،
عن جابر بن عبد الله، قال: أتانا رسول الله عليه وسلم فرأى رجلا شعثا قد تفرق شعره، فقال:
(أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره)؟ ورأى رجلا آخر وعليه ثياب وسخة فقال: (أما
كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه).
4063 حدثنا النفيلي، ثنا زهير، ثنا أبو إسحاق، عن أبي الأحوص عن أبيه،
قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب دون، فقال: (ألك مال)؟ قال: نعم، قال: (من أي
المال)؟ قال: قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق، قال: (فإذا أتاك الله مالا
فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته).

4060 - الحبرة: أثواب وبرد يمانية والراجح فيها اللون الأخضر.
261

(17) باب في المصبوغ بالصفرة
4064 حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، ثنا عبد العزيز يعنى ابن محمد عن
زيد يعنى ابن أسلم أن ابن عمر كان يصبغ لحيته بالصفرة حتى تمتلئ ثيابه من الصفرة،
فقيل له: لم تصبغ بالصفرة؟ فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها، ولم يكن شئ
أحب إليه منها، وقد كان يصبغ بها ثيابه كلها حتى عمامته.
(18) باب في الخضرة
4065 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا عبيد الله يعنى ابن إياد ثنا إياد، عن أبي
رمثة، قال: انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت عليه بردين أخضرين.
(19) باب في الحمرة
4066 حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا هشام بن الغاز، عن عمرو بن
شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: هبطنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثنية، فالتفت إلى وعلي
ريطة مضرجة بالعصفر، فقال: (ما هذه الريطة عليك)؟ فعرفت ما كره، فأتيت أهلي
وهم يسجرون تنورا لهم، فقذفتها فيه، ثم أتيته من الغد، فقال: (يا عبد الله، ما فعلت
الريطة)؟ فأخبرته، فقال: (ألا كسوتها بعض أهلك، فإنه لا بأس به للنساء).
4067 حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي، ثنا الوليد، قال: قال هشام يعنى
ابن الغاز: المضرجة التي ليست بمشبعة ولا الموردة.
4068 حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل
ابن مسلم، عن شفعة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال أبو علي اللؤلؤي: أراه وعلى ثوب مصبوغ بعصفر مورد، فقال: (ما هذا)؟
فانطلقت فأحرقته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما صنعت بثوبك) فقلت: أحرقته، قال: (أفلا
كسوته بعض أهلك) قال أبو داود: رواه ثور عن خالد فقال: مورد، وطاوس قال:
معصفر.

4066 - الريطة: ملاءة من طبقة واحدة. مضرجة: مصبوغة. صبغا: لا إشباع فيه.
262

4069 حدثنا محمد بن حزابة، ثنا إسحاق يعنى ابن منصور ثنا إسرائيل، عن أبي
يحيى، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل عليه
ثوبان أحمران، فسلم عليه، فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه.
4070 حدثنا محمد بن العلاء، أخبرنا أبو أسامة، عن الوليد يعنى ابن كثير عن
محمد بن عمرو بن عطاء، عن رجل من بنى حارثة، عن رافع بن خديج، قال: خرجنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رواحلنا وعلى إبلنا أكسية فيها خيوط
عهن حمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أرى هذه الحمرة قد علتكم) فقمنا سراعا لقول
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفر بعض إبلنا، فأخذنا الأكسية فنزعناها عنها.
4071 حدثنا ابن عوف الطائي، ثنا محمد بن إسماعيل، حدثني أبي، قال ابن
عوف الطائي: وقرأت في أصل إسماعيل، قال: حدثني ضمضم يعنى ابن زرعة عن
شريح بن عبيد، عن حبيب بن عبيد، عن حريث بن الأبج السليحي، أن امرأة من بنى
أسد قالت: كنت يوما عند زينب امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نصبغ ثيابا لها بمغرة، فبينا نحن
كذلك إذ طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى المغرة رجع، فلما رأت ذلك زينب علمت
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كره ما فعلت، فأخذت فغسلت ثيابها ووارت كل حمرة، ثم إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع، فاطلع، فلما لم ير شيئا دخل.
(20) باب في الرخصة في ذلك
4072 حدثنا حفص بن عمر النمري، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء،
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم له شعر يبلغ شحمة أذنيه، ورأيته في حلة حمراء، لم أر شيئا قط
أحسن منه.
4073 حدثنا مسدد، ثنا أبو معاوية، عن هلال عن عامر، عن أبيه، قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى يخطب على بغلة، وعليه برد أحمر، وعلي رضي الله عنه أمامه
يعبر عنه.

4070 - العهن: الصوف.
4072 - المغرة: صبغ احمر من الطين تستعمل في القرى لأرضيات المنازل وهو في القماش صبغ غير ثابت يزول بالغسل.
263

(21) باب في السواد
4074 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا همام، عن قتادة، عن مطرف، عن عائشة
رضي الله عنها، قالت: صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بردة سوداء فلبسها، فلما عرق فيها وجد
ريح الصوف فقذفها، قال: وأحسبه قال: وكان تعجبه الريح الطيبة.
(22) باب في الهدب
4075 حدثنا عبيد الله بن محمد القرشي، ثنا حماد بن سلمة، أخبرنا يونس بن
عبيد، عن عبيدة أبى خداش، عن أبي تميمة الهجيمي، عن جابر يعنى ابن سليم -،
قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو محتب بشملة وقد [وقع] هدبها على قدميه.
(23) باب في العمائم
4076 حدثنا أبو الوليد الطيالسي ومسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل،
قالوا: ثنا حماد، عن أبي الزبير، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح مكة وعليه
عمامة سوداء.
4077 حدثنا الحسن بن علي، ثنا أبو أسامة، عن مساور الوراق، عن جعفر بن
عمرو بن حريث، عن أبيه، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى
طرفها بين كتفيه.
4078 حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي، ثنا محمد بن ربيعة، ثنا أبو الحسن
العسقلاني، عن أبي جعفر بن محمد بن علي بن ركانة، عن أبيه، أن ركانة صارع
النبي صلى الله عليه وسلم، فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم، قال ركانة: وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (فرق ما بيننا وبين
المشركين العمائم على القلانس).
4079 حدثنا محمد بن إسماعيل مولى بن هاشم، ثنا عثمان بن عثمان
الغطفاني، ثنا سليمان بن خربوذ، حدثني شيخ من أهل المدينة، قال: سمعت
عبد الرحمن بن عوف يقول: عممني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسدلها بين يدي ومن خلفي.

4075 - [وقع]: ناقصة في الأصل والإضافة في نسخة أخرى.
264

(24) باب في لبسة الصماء
4080 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبستين أن يحتبى الرجل مفضيا بفرجه إلى
السماء، ويلبس ثوبه وأحد جانبيه خارج ويلقى ثوبه على عاتقه.
4081 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن أبي الزبير، عن جابر،
قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصماء وعن الاحتباء في ثوب واحد.
(25) باب في حل الأزرار
4082 حدثنا النفيلي وأحمد بن يونس، قالا: ثنا زهير، ثنا عروة بن عبد الله،
قال ابن نفيل: ابن قشير أبو مهل الجعفي، ثنا معاوية بن قرة، حدثني أبي، قال: أتيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من مزينة، فبايعناه، وإن قميصه لمطلق الأزرار، قال: فبايعته ثم
أدخلت يدي في حبيب فمسست الخاتم، قال عروة: فما رأيت معاوية ولا ابنه قط
إلا مطلقي أزرارهما في شتاء ولا حر، ولا يزرران أزرارهما أبدا.
(26) باب في التقنع
4083 حدثنا محمد بن داود بن سفيان، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، قال:
قال الزهري: قال عروة: قالت عائشة رضي الله عنها: بينا نحن جلوس في بيتنا في نحر
الظهيرة قال قائل لأبي بكر رضي الله عنه: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا متقنعا في ساعة لم يكن
يأتينا فيها، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذن، فأذن له، فدخل.
(27) باب ما جاء في إسبال الإزار
4084 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن أبي غفار، ثنا أبو تميمة الهجيمي، وأبو
تميمة اسمه طريف بن مجالد عن أبي جرى جابر بن سليم، قال: رأيت رجلا يصدر الناس

4080 - الاختباء: أن يتلف الرجل بالثوب فإن تحرك ظهر فرجه.
4081 - العماء: ثوب لا أكمام له.
4083 - التقنع: رد طرف العمامة على الوجه.
4084 - المخيلة: الخيلاء والكبر.
265

عن رأيه، لا يقول شيئا إلا صدروا عنه، قلت من هذا؟ قالوا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قلت: عليك السلام يا رسول الله، مرتين، قال: (لا تقل عليك السلام، فإن عليك
السلام تحية الميت، قل: السلام عليك) قال: قلت: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: (أنا
رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها
لك، وإذا كنت بأرض قفراء أو فلاة فضلت راحلتك فدعوته ردها عليك) قلت: أعهد
إلى، قال: (لا تسبن أحدا) قال: فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة، قال:
(ولا تحقرن شيئا من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من
المعروف، وأرفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار
فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا
تعيره بما تعلم فيه فإنما وبال ذلك عليه).
4085 حدثنا النفيلي، ثنا زهير، ثنا موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله،
عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة) قال
أبو بكر: إن أحد جانبي إزاري يسترخي، إني لا تعاهد ذلك منه، قال: (لست ممن يفعله
خيلاء).
4086 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا يحيى، عن أبي جعفر، عن
عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، قال: بينما رجل يصلى مسبلا إزاره، فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اذهب فتوضأ) فذهب فتوضأ، ثم جاء، ثم قال: (اذهب فتوضأ)
فقال له رجل: يا رسول الله، مالك أمرته أن يتوضأ ثم سكت عنه، قال: (إنه كان يصلى
وهو مسبل إزاره، وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل).
4087 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن علي بن مدرك، عن أبي زرعة بن
عمرو بن جرير، عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ثلاثة لا
يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم) قلت: من هم يا
رسول الله، قد خابوا وخسروا؟ فأعادها ثلاثا، قلت: من هم يا رسول الله خابوا وخسروا؟
فقال (المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) أو (الفاجر).
4088 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، عن الأعمش، عن سليمان بن
مسهر، عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا، والأول أتم، قال:
266

(المنان الذي لا يعطى شيئا إلا منه).
4089 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا أبو عامر يعنى عبد الملك بن عمرو ثنا
هشام بن سعد، عن قيس بن بشر التغلبي، قال: أخبرني أبي، وكان جليسا لأبي
الدرداء، قال: كان بدمشق رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له ابن الحنظلية، وكان رجلا
متوحدا قلما يجالس الناس، إنما هو صلاة، فإذا فرغ فإنما هو تسبيح وتكبير حتى يأتي
أهله، فمر بنا ونحن عند أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، فقدمت، فجاء رجل منهم فجلس في المجلس الذي يجلس
فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل إلى جنبه: لو رأيتنا حين التقينا نحن والعدو فحمل فلان
فطعن فقال: خذها منى وأنا الغلام الغفاري، كيف ترى في قوله؟ قال: ما أراه إلا قد
بطل أجره، فسمع بذلك آخر، فقال: ما أرى بذلك بأسا، فتنازعا، حتى سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (سبحان الله! لا بأس أن يؤجر ويحمد) فرأيت أبا الدرداء سر
بذلك، وجعل يرفع رأسه إليه ويقول: أنت سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقول:
نعم، فما زال يعيد عليه حتى إني لأقول: ليبركن على ركبتيه، قال: فمر بنا يوما آخر،
فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المنفق على
الخيل كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها) ثم مر بنا يوما آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمة
تنفعنا ولا تضرك، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم الرجل خريم الأسدي لولا طول
جمته وإسبال إزاره) فبلغ ذلك خريما فعجل فأخذ شفرة فقطع بها جمته إلى أذنيه ورفع
إزاره إلى أنصاف ساقيه، ثم مر بنا يوما آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك،
فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنكم قادمون على إخوانكم، فأصلحوا رحالكم،
وأصلحوا لباسكم، حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس، فإن الله لا يحب الفحش ولا
التفحش) قال أبو داود: وكذلك قال أبو نعيم عن هشام، قال: حتى تكونوا كالشامة في
الناس.
(28) باب ما جاء في الكبر
4090 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ح وثنا هناد يعنى ابن السرى

4089 - الجمة: شعر الرأس.
267

عن أبي الأحوص، المعنى، عن عطاء بن السائب، قال موسى: عن سلمان الأغر،
وقال هناد: عن الأغر أبى مسلم، عن أبي هريرة، قال هناد: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما قذفته
في النار).
4091 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا أبو بكر يعنى ابن عياش عن الأعمش، عن
إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان
في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال خردلة من
إيمان) قال أبو داود: رواه القسملي عن الأعمش مثله.
4092 حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، ثنا عبد الوهاب، ثنا هشام، عن
محمد، عن أبي هريرة، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رجلا جميلا، فقال: يا رسول الله،
إني رجل حبب إلى الجمال، وأعطيت منه ما ترى، حتى ما أحب أن يفوقني أحد، إما
قال: بشراك نعلي، وإما قال: بشسع نعلي، أفمن الكبر ذلك؟ قال: (لا، ولكن الكبر
من بطر الحق وغمط الناس).
(29) باب في قدر موضع الإزار
4093 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن
أبيه، قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار، قال على الخبير سقطت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إزرة المسلم إلى نصف الساق ولا حرج، أو لا جناح، فيما بينه وبين
الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه).
4094 حدثنا هناد بن السرى، ثنا حسين الجعفي، عن عبد العزيز بن أبي
رواد، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (الإسبال في الإزار
والقميص والعمامة، من جر منها شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة).
4095 حدثنا هناد، ثنا ابن المبارك وعباد عن أبي الصباح، عن يزيد بن أبي
سمية، قال: سمعت ابن عمر يقول: ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار فهو في
القميص.
4096 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن محمد بن أبي يحيى، قال: حدثني
عكرمة أنه رأى ابن عباس يأتزر فيضع حاشية إزاره من مقدمه على ظهر قدميه ويرفع من
268

مؤخره، قلت: لم تأتزر هذه الأزرة؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتزرها.
(30) باب لباس النساء
4097 حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن قتادة، عن عكرمة،
عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من
الرجال بالنساء.
4098 حدثنا زهير بن حرب، ثنا أبو عامر، عن سليمان بن بلال، عن سهيل،
عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة
تلبس لبسة الرجل.
4099 حدثنا محمد بن سليمان لوين، وبعضه قراءة عليه، عن سفيان عن ابن
جريح، عن ابن أبي ملكية، قال: قيل لعائشة رضي الله عنها: إن امرأة تلبس النعل،
فقالت: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجلة من النساء.
(31) باب في قوله تعالى (يدنين عليهن من جلابيبهن)
4100 حدثنا أبو كامل، ثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن مهاجر، عن صفية بنت
شيبة، عن عائشة رضي الله عنها، أنها ذكرت نساء الأنصار فأثنت عليهن، وقالت لهن
معروفا، وقالت: لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجور، أو حجوز، شك أبو كامل،
فشققنهن فاتخذنه خمرا.
4101 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا ابن ثور، عن معمر، عن ابن خثيم، عن
صفية بنت شيبة، عن أم سلمة، قالت: لما نزلت (يدنين عليهن من جلابيبهن) خرج
نساء الأنصار كأن على رؤوسهن العربان من الأكسية.

4092 - غمط الناس: ظلمهم حقوقهم.
4097 - وتشبه النساء بالرجال هو ان تلبس المرأة لبس الرجل وتعمل عمله وتواجه الرجال كأنها ند لهم وهو ما تدعوا إليه في أيامنا
والعياذ بالله الجمعيات المسماة جمعيات تحرير المرأة وهو بالحقيقة جمعيات تخريب المرأة، والمتشبهون من الرجال
بالنساء هم المخنثون.
(31) سورة الأحزاب من الآية (59).
4100 - الحجوز هي الأصح وهي المناطق: جمع منطقة وهي قطعة من القماش تلف فوق الملابس عند الخصر. خمر:
جمع خمار وهو قماش يستر الرأس والصدر وجانبا من الوجه.
269

(32) باب في قوله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن)
4102 حدثنا أحمد بن صالح، ح وثنا سليمان بن داود المهري وابن السرح
وأحمد بن سعيد الهمداني، قالوا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني قرة بن عبد الرحمن
المعافري، عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) شققن
أكنف، قال ابن صالح: أكثف مروطهن، فاختمرن بها.
4103 حدثنا ابن السرح، قال: رأيت في كتاب خالي، عن عقيل عن ابن
شهاب، بإسناده ومعناه.
(33) باب فيما تبدي المرأة من زينتها
4104 حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي ومؤمل بن الفضل الحراني، قالا: ثنا
الوليد، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن خالد، قال يعقوب: ابن دريك، عن عائشة
رضي الله عنها، أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق،
فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: (يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح
أن يرى منها إلا هذا وهذا) وأشار إلى وجهه وكفيه، قال أبو داود: هذا مرسل، خالد بن
دريك لم يدرك عائشة رضي الله عنها.
(34) باب في العبد ينظر إلى شعر مولاته
4105 حدثنا قتيبة بن سعيد وابن موهب، قالا: ثنا الليث، عن أبي الزبير،
عن جابر، أن أم سلمة استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجامة، فأمر أبا طيبة أن يحجمها،
قال: حسبت أنه قال: كان أخاها من الرضاعة، أو غلاما لم يحتلم.
4106 حدثنا محمد بن عيسى، ثنا أبو جميع سالم بن دينار، عن ثابت عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة بعبد قد وهبه لها، قال: وعلى فاطمة رضي الله عنها ثوب إذا
قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها، وإذا غطت به رجليها لم يبلغ رأسها، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم

4102 - سورة النور من الآية (31).
(35) سورة النور من الآية (31).
270

ما تلقى قال (إنه ليس عليك بأس، إنما هو أبوك وغلامك).
(35) باب في قوله (غير أولى الإربة)
4107 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الزهري
وهشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان يدخل على أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم مخنث، فكانوا يعدونه من غير أولى الإربة، فدخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو عند
بعض نسائه، وهو ينعت امرأة، فقال: إنها إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإذا أدبرت أدبرت
بثمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أرى هذا يعلم ما ها هنا، لا يدخلن عليكن هذا) فحجبوه.
4108 حدثنا محمد بن داود بن سفيان، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن
الزهري، عن عروة، عن عائشة، بمعناه.
4109 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن
شهاب، عن عروة، عن عائشة، بهذا الحديث، زاد: وأخرجه، فكان بالبيداء يدخل كل
جمعة يستطعم.
4110 حدثنا محمود بن خالد، ثنا عمر، عن الأوزاعي، في هذه القصة،
فقيل: يا رسول الله، إنه إذن يموت من الجوع، فإذن له أن يدخل في كل جمعة مرتين فيسأل
ثم يرجع.
(36) باب في قوله عز وجل (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن)
4111 حدثنا أحمد بن محمد المروزي، ثنا علي بن الحسين بن واقد، عن
أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس (وقل للمؤمنات يغضضن من
أبصارهن) الآية، فنسخ واستثنى من ذلك (والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون
نكاحا) الآية.
4112 حدثنا محمد بن العلاء، ثنا ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري،
قال: حدثني نبهان مولى أم سلمة، عن أم سلمة، قالت: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده

4107 - أقبلت بأربع وهي أعكان بطنها، وأدبرت بثمان هي أعكان البطن من الجانبين من الخلف.
4111 - سورة النور من الآية (31).
271

ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم، وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (احتجبا
منه) فقلنا: يا رسول الله، أليس أعمى، لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفعمياوان
أنتما؟ ألستما تبصرانه)؟ قال أبو داود: هذا لأزواج النبي صلى الله عليه خاصة، ألا ترى إلى اعتداد
فاطمة بنت قيس عند ابن أم مكتوم، قد قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس: (اعتدى عند ابن
أم مكتوم، فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده).
4113 حدثنا محمد بن عبد الله بن الميمون، ثنا الوليد، عن الأوزاعي عن
عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا زوج أحدكم خادمه عبده أمته
فلا ينظر إلى عورتها).
4114 حدثنا زهير بن حرب، ثنا وكيع، حدثني داود بن سوار المزني، عن عمرو
ابن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا زوج أحدكم خادمه عبده أو
أجيره، فلا ينظر إلى ما دون السرة وفوق الركبة) قال أبو داود: صوابه سوار بن داود المزني
الصيرفي، وهم فيه وكيع.
(37) باب في الاختمار
4115 حدثنا زهير بن حرب، ثنا عبد الرحمن، ح وثنا مسدد، ثنا يحيى، عن
سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن وهب مولى أبى أحمد، عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم
دخل عليها وهي تختمر، فقال: (لية لا ليتين) قال أبو داود: معنى قوله: (لية لا ليتين)
يقول: لا تعتم مثل الرجل لا تكرره طاقا أو طاقين.
(38) باب في لبس القباطي للنساء
4116 حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح وأحمد بن سعيد الهمداني، قالا:
أخبرنا ابن وهب، أخبرنا ابن لهيعة، عن موسى بن جبير، أن عبيد الله بن عباس حدثه،
عن خالد بن يزيد بن معاوية، عن دحية بن خليفة الكلبي أنه قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقباطي، فأعطاني منها قبطية، فقال: (اصدعها صدعين فاقطع أحدهما قميصا وأعط

4116 - القباطي: جمع قبطية وهي نوع من الثياب كان يصنعها أقباط مصر فنسبت إليهم. اصدعها صدعين: اقسمها
قطعتين. ثوابا لا يصفها: لا يشف عما تحته من جسدها.
272

الآخر امرأتك تختمر به) فلما أدبر قال: (وأمر امرأتك أن تجعل تحته ثوبا لا يصفها) قال
أبو داود: رواه يحيى بن أيوب، فقال: عباس بن عبيد الله بن عباس.
(39) باب في قدر الذيل
4117 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي بكر بن نافع، عن أبيه،
عن صفية بنت أبي عبيد أنها أخبرته، أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين
ذكر الإزار: فالمرأة يا رسول الله، قال: (ترخي شبرا) قالت أم سلمة: إذا ينكشف
عنهما، قال: (فذراعا لا تزيد عليه).
4118 حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسى، عن عبيد الله، عن نافع، عن
سليمان بن يسار، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث، قال أبو داود: رواه ابن
إسحاق، وأيوب بن موسى عن نافع عن صفية.
4119 حدثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، أخبرني زيد العمى،
عن أبي الصديق الناجي، عن ابن عمر، قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمهات المؤمنين في
الذيل شبرا، ثم استزدته فزادهن شبرا، فكن يرسلن إلينا فنذرع لهن ذراعا.
(40) باب في أهب الميتة
4120 حدثنا مسدد ووهب بن بيان وعثمان بن أبي شيبة وابن أبي خلف، قالوا:
ثنا سفيان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال مسدد ووهب:
عن ميمونة، قالت أهدى لمولاة لنا شاة من الصدقة، فماتت، فمر بها النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: (ألا دبغتم إهابها واستنفعتم به) قالوا: يا رسول الله، إنها ميتة، قال: (إنما حرم
أكلها).
4121 حدثنا مسدد، ثنا يزيد، ثنا معمر، عن الزهري، بهذا الحديث، لم
يذكر ميمونة، قال: فقال: (ألا انتفعتم بإهابها)، ثم ذكر معناه، لم يذكر الدباغ.
4122 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد الرزاق، قال: قال معمر:

(40) أهب ج إهاب وهو الجلد قبل الدبغ.
4120 - وفيه جواز الانتفاع بإهاب الميتة بعد دبغه.
4121 - لم يذكر الدباغ: وعلى كل حال سواء ذكر أم لم يذكر فإن الإهاب لا يستعمل الا بعد الدبغ والا تعفن وأكله الدود.
273

وكان الزهري ينكر الدباغ ويقول: يستمتع به على كل حال، قال أبو داود: لم يذكر
الأوزاعي ويونس وعقيل في حديث الزهري الدباغ، وذكره الزبيدي وسعيد بن عبد العزيز
وحفص بن الوليد ذكروا الدباغ.
4123 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن
عبد الرحمن بن وعلة، عن ابن عباس، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا دبغ
الإهاب فقد طهر).
4124 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط،
عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أمه، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يستمتع بجلود الميتة إذا دبغت.
4125 حدثنا حفص بن عمر وموسى بن إسماعيل، قالا: ثنا همام، عن قتادة،
عن الحسن، عن جون بن قتادة، عن سلمة بن المحبق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك
أتى على بيت فإذا قربة معلقة، فسأل الماء، فقالوا: يا رسول الله إنها ميتة، فقال:
(دباغها طهورها).
4126 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو يعنى ابن
الحارث عن كثير بن فرقد، عن عبد الله بن مالك بن حذافة، حدثه عن أمه العالية بنت
سبيع أنها قالت: كان لي غنم بأحد، فوقع فيها الموت، فدخلت على ميمونة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك لها، فقالت لي ميمونة: لو أخذت جلودها فانتفعت بها، فقالت:
أو يحل ذلك؟ قالت: نعم، مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال من قريش يجرون شاة لهم مثل
الحمار، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أخذتم إهابها) قالوا: إنها ميتة، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يطهر الماء والقرظ).
(41) باب من روى أن لا ينتفع بإهاب الميتة
4127 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن

4126 - شاة مثل الحمار: أي كبيرة الحجم. القرظ: حب معروف يخرج في غلف كالعدس من شجر العضاة، شجر يدبغ به
أو ورق السلم يدبغ به الأدم أو ثمر السنط ويعتصر منه أقافيا وكله يستعمل لدبغ الجلود.
4127 - والعصب كان يستعمل لأوتار القسي وأوتار المندفة والدقيق منه لأوتار العود.
274

أبى ليلى، عن عبد الله بن عكيم، قال: قرئ علينا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرض جهينة
وأنا غلام شاب (أن لا تستمعتوا من الميتة بإهاب ولا عصب).
4128 حدثنا محمد بن إسماعيل مولى بني هاشم، ثنا الثقفي، عن خالد، عن
الحكم بن عتيبة، أنه انطلق هو وناس معه إلى عبد الله بن عكيم رجل من جهينة، قال
الحكم: فدخلوا وقعدت على الباب، فخرجوا إلى فأخبروني أن عبد الله بن عكيم أخبرهم
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى جهينة قبل موته بشهر أن لا ينتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب
قال أبو داود: فإذا دبغ لا يقال له إهاب، إنما يسمى شنا وقربة، قال النضر بن شميل:
يسمى إهابا ما لم يدبغ.
(42) باب في جلود النمور والسباع
4129 حدثنا هناد بن السرى، عن وكيع، عن أبي المعتمر، عن ابن سيرين،
عن معاوية، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تركبوا الخز ولا النمار) قال: وكان معاوية لا
يتهم في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا أبو سعيد: قال لنا أبو داود: أبو المعتمر اسمه
يزيد بن طهمان، كان ينزل الحيرة.
4130 حدثنا محمد بن بشار، ثنا أبو داود، ثنا عمران، عن قتادة، عن زرارة،
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلد نمر).
4131 حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي ثنا بقية، عن بحير، عن
خالد، قال: وفد المقدام بن معد يكرب وعمرو بن الأسود ورجل من بنى أسد من أهل
قنسرين إلى معاوية بن أبي سفيان، فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن علي
توفى؟ فرجع المقدام، فقال له رجل: أتراها مصيبة؟ قال له: ولم لا أراها مصيبة وقد
وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره فقال: (هذا منى وحسين من على)؟! فقال الأسدي:
جمرة أطفأها الله عز وجل، قال: فقال المقدام: أما أنا فلا أبرح اليوم حتى أغيظك
وأسمعك ما تكره، ثم قال: يا معاوية، إن أنا صدقت فصدقني، وإن أنا كذبت فكذبني،

4130 - رفقة: جماعة في سفر. والنهي من جلود النمور والسباع إنما هو نهي عن الكبر لان استعمالها للجلوس فوقها من
مظاهر الكبر وعادات المشركين.
4131 - رجع: قال: (انا لله وانا إليه راجعون).
275

قال: أفعل، قال: فأنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس الذهب؟ قال:
نعم، قال: فأنشدك بالله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن لبس الحرير؟ قال: نعم،
قال: فأنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس جلود السباع والركوب عليها؟
قال: نعم، قال: فوالله لقد رأيت هذا كله في بيتك يا معاوية، فقال معاوية: قد علمت
أنى لن أنجو منك يا مقدام، قال خالد: فأمر له معاوية بما لم يأمر لصاحبيه وفرض لابنه في
المائتين، ففرقها المقدام في أصحابه قال: ولم يعط الأسدي أحدا شيئا مما أخذ، فبلغ
ذلك معاوية، فقال: أما المقدام فرجل كريم بسط يده، وأما الأسدي فرجل حسن الامساك
لشيئه.
4132 حدثنا مسدد بن مسرهد أن يحيى بن سعيد وإسماعيل بن إبراهيم
حدثاهم، المعنى، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي المليح بن أسامة، عن
أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن جلود السباع.
(43) باب في الانتعال
4133 حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا ابن أبي الزناد، عن موسى بن
عقبة، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فقال: (أكثروا من
النعال، فإن الرجل لا يزال راكبا ما انتعل).
4134 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا همام، عن قتادة، عن أنس أن نعل
النبي صلى الله عليه وسلم كان لها قبالان.
4135 حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى، أخبرنا أبو أحمد الزبيري، ثنا
إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتعل
الرجل قائما.
4136 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج،
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يمشى أحدكم في النعل الواحدة، لينتعلهما

4133 - القبال: سير من جلد يكون بين إصبعي الرجل وقد خيط القبال بالنعل ومن النعال حالة قبال واحد واسع تدخل دونه
الأصابع كلها ومنها ما له قبالان، قبال للابهام وقبال لباقي الأصابع، ومجمع القبالين أو القبال الواحد أو الثلاثة، إذ قد
يجعل واحد آخر فوق صدر القدم هو الشراك.
276

جميعا، أو ليخلعهما جميعا).
4137 حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا زهير، ثنا أبو الزبير، عن جابر، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمش في نعل واحدة حتى يصلح شسعه
ولا يمش في خف واحد، ولا يأكل بشماله).
4138 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا صفوان بن عيسى، ثنا عبد الله بن هارون،
عن زياد بن سعد، عن أبي نهيك، عن ابن عباس، قال: من السنة إذا جلس الرجل أن
يخلع نعليه فيضعهما بجنبه.
4139 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج،
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين وإذا نزع فليبدأ
بالشمال، لتكن اليمين أولهما ينتعل، وآخرهما ينزع).
4140 حدثنا حفص بن عمر ومسلم بن إبراهيم، قالا: ثنا شعبة، عن الأشعث
ابن سليم، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن
ما استطاع في شأنه كله: في طهوره، وترجله، وفعله، قال مسلم: وسواكه، ولم يذكر
في شأنه كله، قال أبو داود: رواه عن شعبة معاذ ولم يذكر سواكه.
4141 حدثنا النفيلي، ثنا زهير، ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا لبستم وإذا توضأتم فابدأوا بأيامنكم).
(44) باب في الفرش
4142 حدثنا يزيد بن خالد الهمداني الرملي، ثنا ابن وهب، عن أبي هاني،
عن أبي عبد الرحمن الحبلى، عن جابر بن عبد الله، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الفرش
فقال: (فراش للرجل، وفراش للمرأة، وفراش للضيف، والرابع للشيطان).
4143 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا وكيع، ح وثنا عبد الله بن الجراح، عن
وكيع، عن إسرائيل، عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في
بيته فرأيته متكئا على وسادة، زاد ابن الجراح: على يساره، قال أبو داود: رواه إسحاق بن
منصور عن إسرائيل أيضا على يساره.
4144 حدثنا هناد بن السرى، عن وكيع، عن إسحاق بن سعيد بن عمرو
277

القرشي، عن أبيه، عن ابن عمر أنه رأى رفقة من أهل اليمن رحالهم الأدم، فقال: من
أحب أن ينظر إلى أشبه رفقة كانوا بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هؤلاء.
4145 حدثنا ابن السرح، ثنا سفيان، عن ابن المنكدر، عن جابر، قال: قال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتخذتم أنماطا)؟ قلت: وأنى لنا الأنماط؟ قال: (أما إنها ستكون
لكم أنماط).
4146 حدثنا عثمان بن أبي شيبة وأحمد بن منيع، قالا: ثنا أبو معاوية، عن
هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت كان وسادة
رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن منيع: التي ينام عليها بالليل ثم اتفقا من أدم حشوها ليف.
4147 حدثنا أبو توبة، ثنا سليمان يعنى ابن حيان عن هشام، عن أبيه، عن
عائشة رضي الله عنها، قالت: كانت ضجعة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدم حشوها ليف.
4148 حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن
زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة، قالت: كان فراشها حيال مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(45) باب في اتخاذ الستور
4149 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا ابن نمير، ثنا فضيل بن غزوان، عن
نافع، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة رضي الله عنها، فوجد على بابها
سترا، فلم يدخل، قال: وقلما كان يدخل إلا بدأ بها، فجاء علي رضي الله عنه فرآها
مهتمة، فقال: مالك؟ قالت: جاء النبي صلى الله عليه عليه وسلم إلي فلم يدخل، فأتاه علي رضي الله عنه،
فقال: يا رسول الله، إن فاطمة اشتد عليها أنك جئتها فلم تدخل عليها، قال: (وما أنا
والدنيا؟ وما أنا والرقم) فذهب إلى فاطمة فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: قل
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما يأمرني به، قال: (قل لها فلترسل به إلى بنى فلان).
4150 حدثنا واصل بن عبد الأعلى الأسدي ثنا ابن فضيل، عن أبيه، بهذا
الحديث، قال: وكان سترا موشيا.

4145 - الأنماط: البساط له خمل كأنه السجاد المعروف وفى الأصل كان يستخدم الأدم أي الجلد للفرش ثم صارت من
القماش.
4149 - مهتمة: قد اخذها الهم. الرقم: الأقمشة المرقومة أي المنقوشة بالرسوم.
4151 - قضبة: قطعة أي كي يقطع الصليب.
278

(46) باب في الصليب في الثوب
4151 - حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا يحيى، ثنا عمران بن حطان،
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يترك في بيته شيئا فيه تصليب إلا
قضبه.
(47) باب في الصور
4152 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن علي بن مدرك، عن أبي زرعة بن
عمرو بن جرير، عن عبد الله بن نجى، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب ولا جنب).
4153 حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد، عن سهيل - يعنى ابن أبي صالح -،
عن سعيد بن يسار الأنصاري، عن زيد بن خالد الجهني، عن أبي طلحة الأنصاري،
قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تمثال) وقال: انطلق
بنا إلى أم المؤمنين عائشة نسألها عن ذلك، فانطلقنا، فقلنا: يا أم المؤمنين، إن أبا طلحة
حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا، فهل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر ذلك، قالت: لا، ولكن
سأحدثكم بما رأيته فعل، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه، وكنت أتحين قفوله،
فأخذت نمطا كان لنا فسترته على العرض فلما جاء استقبلته، فقلت: السلام عليك
يا رسول الله ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي أعزك وأكرمك، فنظر إلى البيت فرأى
النمط، فلم يرد على شيئا، ورأيت الكراهية في وجهه، فأتى النمط حتى هتكه، ثم قال:
(إن الله لم يأمرنا فيما رزقنا أن نكسو الحجارة واللبن) قالت: فقطعته وجعلته وسادتين
وحشوتهما ليفا، فلم ينكر ذلك على.
4154 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن سهيل، بإسناده مثله، قال:
فقلت: يا أمه، إن هذا حدثني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال، وقال فيه: سعيد بن يسار مولى بنى الجار.
4155 حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن بكير، عن بسر بن سعيد،

4153 - قفوله: عودته من قفل أي عاد ورجع أدآب من سفره. العرض: الخشبة المعترضة كالجسر في سقف البيت تستند
إليها قطع الخشب الأخرى التي توضع طولا. هتكه: أزاله من موضعه.
279

عن زيد بن خالد، عن أبي طلحة، أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الملائكة لا
تدخل بيتا فيه صورة) قال بسر: ثم اشتكى زيد، فعدناه، فإذا على بابه ستر فيه صورة،
فقلت لعبيد الله الخولاني ربيب ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: ألم يخبرنا زيد عن الصور يوم
الأول؟ فقال عبيد الله: ألم تسمعه حين قال: إلا رقما في ثوب.
4156 حدثنا الحسن بن الصباح، أن إسماعيل بن عبد الكريم حدثهم، قال:
حدثني إبراهيم يعنى ابن عقيل عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم
أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه زمن الفتح وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل
صورة فيها، فلم يدخلها النبي صلى الله عليه وسلم حتى محيت كل صورة فيها.
4157 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن
شهاب، عن ابن السياق، عن ابن عباس، قال: حدثتني ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن جبريل عليه السلام كان وعدني أن يلقاني الليلة، فلم يلقني) ثم وقع
في نفسه جرو كلب تحت بساط لنا فأمر به فأخرج، ثم أخذ بيده ماء فنضح به مكانه، فلما
لقيه جبريل عليه السلام قال: إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة، فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم فأمر
بقتل الكلاب، حتى إنه ليأمر بقتل كلب الحائط الصغير، ويترك كلب الحائط الكبير.
4158 حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى، ثنا أبو إسحاق الفزاري، عن يونس
ابن أبي إسحاق، عن مجاهد، قال: حدثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتاني
جبريل عليه السلام فقال لي: أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على
الباب تماثيل، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فمر برأس
التمثال الذي في البيت يقطع فيصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر فليقطع فليجعل منه وسادتين
منبوذتين توطآن، ومر بالكلب فليخرج) ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا الكلب لحسن أو
حسين كان تحت نضد لهم، فأمر به فأخرج أبو داود: والنضد شئ توضع عليه الثياب شبه
السرير.
(آخر كتاب اللباس)

4157 - أي لم يترك الا الذي لابد منه وجوده للحراسة، فالحائط الصغير أي البستان الصغير لا يحتاج للحراسة كالحائط
الكبير.
4158 - النضد: المنضدة ولعله مقعد طويل من خشب ليشبه السرير ولا ظهر له.
280

28 - كتاب الترجل
[21 بابا: 55 حديثا]
(1) [باب في النهى عن الاكثار من الترجل]
4159 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن
عبد الله بن مغفل، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبا.
4160 حدثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد المازني، أخبرنا الجريري، عن
عبد الله بن بريدة، أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر،
فقدم عليه، فقال: أما إني لم آتك زائرا، ولكني سمعت أنا وأنت حديثا من
رسول الله صلى الله عليه وسلم رجوت أن يكون عندك منه علم، قال: وما هو؟ قال: كذا وكذا، قال:
فمالي أراك شعثا وأنت أمير الأرض؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن كثير من
الإرفاه، قال: فما لي لا أرى عليك حذاء؟ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نحتفي أحيانا.
4161 حدثنا النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن
عبد الله بن أبي أمامة، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبي أمامة، قال: ذكر
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما عنده الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا تسمعون، ألا
تسمعون، إن البذاذة من الايمان، إن البذاذة من الايمان) يعنى التقحل، وقال أبو داود:
هو أبو أمامة بن ثعلبة الأنصاري.

(1) ليس في الأصل رقم لهذا الباب أو عنوان وقد أضفناهما للضرورة.
4159 - الترجل: تسريح الشعر. غبا: أي من وقت لآخر بينهما فاصل زمني معقول وفيه النهى عن الاكثار من الترجل وتسريح
الشعر لأنه اقبال على الزينة من الرجال كأنه تشبه بالنساء ولا ينكر الرجل على النساء، لأن المرأة إنما تتجمل لزوجها.
4160 - الإرفاه: الترفه أي الاهتمام بالرفاهية ونعومة العيش. شعثا: أي شعرك غير مسرح.
4161 - البذاذة: تعود خشونة العيش في المأكل والمشرب والملبس والمقعد، وفى الحديث أيضا: (اخشوشنوا فان النعم لا
تدوم). وبذا الرجل: صار رث الهيئة واللباس وهذا لا يعنى ترك النظافة وغسل الثياب فهذه من الطهارة والنظافة من
الايمان. التعجل: عيش المرء كأنه في سنة قاحلة.
281

(2) باب ما جاء في استحباب الطيب
4162 حدثنا نصر بن علي، ثنا أبو أحمد، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن
عبد الله بن المختار، عن موسى بن أنس، عن أنس بن مالك، قال: كانت للنبي صلى الله عليه وسلم
سكة يتطيب منها.
(3) باب في إصلاح الشعر
4163 حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، حدثني ابن أبي
الزناد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من
كان له شعر فليكرمه).
(4) باب في الخضاب للنساء
4164 حدثنا عبيد الله بن عمر، ثنا يحيى بن سعيد، عن علي بن المبارك،
عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثتني كريمة بنت همام أن امرأة أتت عائشة رضي الله عنها
فسألتها عن خضاب الحناء، فقالت: لا بأس به، ولكني أكرهه، كان حبيبي
رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره ريحه قال أبو داود: تعنى خضاب شعر الرأس.
4165 حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثتني غبطة بنت عمرو المجاشعية، قالت:
حدثتني عمتي أم الحسن، عن جدتها، عن عائشة رضي الله عنها، أن هندا بنت عتبة
قالت: يا نبي الله بايعني، قال: (لا أبايعك حتى تغيري كفيك كأنهما كفا سبع).
4166 حدثنا محمد بن محمد الصوري، ثنا خالد بن عبد الرحمن، ثنا مطيع بن
ميمون، عن صفية بنت عصمة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: أومت امرأة من وراء
ستر بيدها كتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبض النبي صلى الله عليه وسلم يده، فقال: (ما أدرى أيد رجل أم
يد امرأة) قالت: بل امرأة، قال: (لو كنت امرأة لغيرت أظفارك) يعنى بالحناء.
(5) باب في صلة الشعر
4167 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن

4162 - السلة: دعاء يجعل فيه الطيب.
4167 - قصة: خصلة أو جدلة من الشعر وبعض النساء يتخذن هذه الجدائل المستعارة لإطالة شعورهن، وقد لعن رسول الله
صلى الله عليه وسلم، الواصلة والمستوصلة.
282

عبد الرحمن، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان، عام حج وهو على المنبر وتناول قصة من شعر
كانت في يد حرسي يقول: يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى
عن مثل هذه، ويقول: (إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم).
4168 حدثنا أحمد بن حنبل ومسدد، قالا: ثنا يحيى، عن عبيد الله، قال:
حدثني نافع، عن عبد الله، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة، والواشمة
والمستوشمة.
4169 حدثنا محمد بن عيسى وعثمان بن أبي شيبة المعنى، قالا: ثنا جرير
، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: لعن الله الواشمات
والمستوشمات، قال محمد: والواصلات، وقال عثمان: والمتنمصات، ثم اتفقا:
والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله عز وجل، فبلغ ذلك امرأة من بنى أسد يقال لها أم
يعقوب، زاد عثمان: كانت تقرأ القرآن، ثم اتفقا: فأتته فقالت: بلغني عنك أنك لعنت
الواشمات والمستوشمات، قال محمد: والواصلات، وقال عثمان: والمتنمصات، ثم
اتفقا: والمتفلجات، قال عثمان: للحسن المغيرات خلق الله تعالى، فقال: ومالي لا
ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله تعالى؟ قالت: لقد قرأت ما بين لوحي
المصحف فما وجدته، فقال: والله لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، ثم قرأ (ما آتاكم
الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا) قالت: إني أرى بعض هذا على امرأتك، قال:
فادخلي فانظري، فدخلت، ثم خرجت، فقال: ما رأيت؟ وقال عثمان: فقالت: ما
رأيت، فقال: لو كان ذلك ما كانت معنا.
4170 حدثنا ابن السرح، ثنا ابن وهب، عن أسامة، عن أبان بن صالح، عن
مجاهد بن جبر، عن ابن عباس، قال: لعنت الواصلة والمستوصلة، والنامصة
والمتنمصة، والواشمة والمستوشمة، من غير داء، قال أبو داود: وتفسير الواصلة التي

4169 - المتنمصات: اللواتي ينتفن شعر حواجبهن حتى لا يبقى منها شئ هم يرسمن الحواجب بالقلم أو يبقين من حواجبهن
خيطا من الشعر دقيقا. المتفلجات: اللواتي يبردن أسنانهن حتى تتفرق وكان هذا في الجاهلية من علامات الحسن.
(وما أتاكم الرسول فخذوه) سورة الحشر من الآية (7).
4170 - من غير داء: لان بعض الوشم يستعمل للعلاج في بعض مواضع الجسد وهو هنا نوع من العلاج أشبه بالعلاج الصيني
بالإبر.
283

تصل الشعر بشعر النساء، والمستوصلة المعمول بها، والنامصة التي تنقش الحاجب حتى
ترقه، والمتنمصة المعمول بها، والواشمة التي تجعل الخيلان في وجهها بكحل أو مداد،
والمستوشمة المعمول بها.
4171 حدثنا محمد بن جعفر بن زياد، قال: ثنا شريك، عن سالم، عن سعيد
ابن جبير، قال: لا بأس بالقرامل، قال أبو داود: كأنه يذهب إلى أن المنهي عنه شعور
النساء، قال أبو داود: كان أحمد يقول: القرامل ليس به بأس.
(6) باب في رد الطيب
4172 حدثنا الحسن بن علي وهارون بن عبد الله المعنى، أن أبا عبد الرحمن
المقري حدثهم، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن الأعرج عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عرض عليه طيب فلا يرده، فإنه طيب الريح
خفيف المحمل).
(7) باب ما جاء في المرأة تتطيب للخروج
4173 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، أخبرنا ثابت بن عمارة، حدثني غنيم بن
قيس، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم
ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا) قال قولا شديدا.
4174 حدثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن
عبيد الله مولى أبى رهم، عن أبي هريرة، قال: لقيته امرأة وجد منها ريح الطيب ينفح
ولذيلها إعصار، فقال: يا أمة الجبار، جئت من المسجد؟ قالت: نعم، قال: وله
تطيبت؟ قالت: نعم، قال: إني سمعت حبى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تقبل صلاة
لامرأة تطيبت لهذا المسجد حتى ترجع فتغتسل غسلها من الجنابة) قال أبو داود:
الاعصار: غبار.
4175 حدثنا النفيلي وسعيد بن منصور، قالا: ثنا عبد الله بن محمد أبو

4171 - القوامل واحدها قرمل وهو ما وصلت به المرأة شعرها من صوف أو إبريسم أو حرير ومات به ذلك وهو هنا ليس صلة
للشعر وإنما هو زينة له.
284

علقمة، قال: حدثني يزيد بن خصيفة، عن بسر بن سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهدن معنا العشاء) قال ابن نفيل:
(عشاء الآخرة).
(8) باب في الخلوق للرجال
4176 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا عطاء الخراساني، عن
يحيى بن يعمر، عن عمار بن ياسر، قال: قدمت على أهلي ليلا وقد تشققت يداي،
فخلقوني بزعفران، فغدوت على النبي صلى الله عليه وسلم، فسلمت عليه، فلم يرد على ولم يرحب
بي، فقال: (اذهب فاغسل هذا عنك) فذهبت فغسلته ثم جئت وقد بقي على منه ردع،
فسلمت فلم يرد على ولم يرحب بي، وقال: (اذهب فاغسل هذا عنك) فذهبت
فغسلته، ثم جئت فسلمت عليه فرد على ورحب بي، وقال: (إن الملائكة لا تحضر
جنازة الكافر بخير، ولا المتضمخ بالزعفران، ولا الجنب) قال: ورخص للجنب إذا نام
أو أكل أو شرب أن يتوضأ.
4177 حدثنا نصر بن علي، ثنا محمد بن بكر، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عمر
ابن عطاء بن أبي الحوار، أنه سمع يحيى بن يعمر يخبر عن رجل أخبره عن عمار بن ياسر،
زعم عمر أن يحيى سمى ذلك الرجل فنسى عمر اسمه، أن عمارا قال: تخلقت، بهذه
القصة، والأول أتم بكثير، فيه ذكر الغسل، قال: قلت لعمر: وهم حرم؟ قال: لا،
القوم مقيمون.
4178 حدثنا زهير بن حرب الأسدي ثنا محمد بن عبد الله بن حرب الأسدي،
ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن جديه، قالا: سمعنا أبا موسى يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يقبل الله تعالى صلاة رجل في جسده شئ من خلوق) قال أبو
داود: جداه زيد وزياد.
4179 حدثنا مسدد، أن حماد بن زيد وإسماعيل بن إبراهيم حدثاهم، عن

4176 - الخلوق: طيب له لون ورائحة كالزعفران، والزعفران يستعمل بعد مزجه بالمسك وإذابته بماء الورد لفرك أماكن
التشقق في الجلد علاجا لها. ردع: لطخ قليل أي قد ذهب ريحه وبقى لونه.
4179 - التزعفر: التخلف أي التطيب بالزعفران لأنه له لونا يبقى.
285

عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التزعفر للرجال، وقال
عن إسماعيل: أن يتزعفر الرجل.
4180 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ثنا
سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، عن الحسن بن أبي الحسن، عن عمار بن ياسر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوق،
والجنب إلا أن يتوضأ).
4181 حدثنا أيوب بن محمد الرقي، ثنا عمر بن أيوب، عن جعفر بن برقان،
عن ثابت بن الحجاج، عن عبد الله الهمداني، عن الوليد بن عقبة، قال: لما فتح
نبي الله صلى الله عليه وسلم مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم فيدعو لهم بالبركة ويمسح رؤوسهم، قال:
فجئ بي إليه وأنا مخلق فلم يمسني من أجل الخلوق.
4182 حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، ثنا حماد بن زيد، ثنا مسلم العلوي،
عن أنس بن مالك، أن رجلا دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه أثر صفرة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم
قلما يواجه رجلا في وجهه بشئ يكرهه، فلما خرج قال: (لو أمرتم هذا أن يغسل
ذراعيه).
(9) باب ما جاء في الشعر
4183 حدثنا عبد الله بن مسلمة ومحمد بن سليمان الأنباري، قالا: ثنا وكيع،
عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة
حمراء من رسول الله صلى الله عليه وسلم، زاد محمد بن سليمان: له شعر يضرب منكبيه، قال أبو داود:
وكذا رواه إسرائيل عن أبي إسحاق، قال: يضرب منكبيه، وقال شعبة: يبلغ شحمة
أذنيه.
4184 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم له شعر يبلغ شحمة أذنيه.
4185 حدثنا مخلد بن خالد، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ثابت، عن

4182 - وفى شرح الخطابي ونسخة أخرى: (أن يغسل هذا عنه).
4183 - اللمة: الشعر يسترخي عن شحمة الأذن ويطول دون أن يبلغ المنكبين.
286

أنس، قال: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شحمة أذنيه.
4186 حدثنا مسدد، ثنا إسماعيل، أخبرنا حميد، عن أنس بن مالك، قال:
كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه.
4187 حدثنا ابن نفيل، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة،
عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة ودون الجمة.
(10) باب ما جاء في الفرق
4188 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا إبراهيم بن سعد، أخبرني ابن شهاب،
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال: كان أهل الكتاب يعنى
يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه موافقة
أهل الكتاب فيما لم يؤمر به، فسدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصيته، ثم فرق بعد.
4189 حدثنا يحيى بن خلف، ثنا عبد الأعلى، عن محمد يعنى ابن إسحاق
قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت:
كنت إذا أردت أن أفرق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم صدعت الفرق من يافوخه وأرسل ناصيته بين
عينيه.
(11) باب في تطويل الجمة
4190 حدثنا محمد بن العلاء، ثنا معاوية بن هشام وسفيان بن عقبة السوائي هو
أخو قبيصة وحميد بن خوار، عن سفيان الثوري، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن
وائل بن حجر، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ولى شعر طويل، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(ذباب ذباب) قال: فرجعت فجززته، ثم أتيته من الغد فقال: (إني لم أعنك، وهذا
أحسن).

4187 - الوفرة: الشعر يبلغ الاذن ولا يتجاوزها والجمة الشعر يبلغ المنكبين وما بينهما اللمة.
4188 - يسدلون أشعارهم: يردونها إلى الوراء والجانبين وتترك حرة دون فرق. وإنما ترك الرسول صلى الله عليه وسلم فرق الشعر عندما كانت
قريش على شركها مخالفة للمشركين فلما كان الفتح وآمنت قريش عاد إلى عادة العرب في فرق الشعر.
4190 - الذباب: حد السيف وهو الشؤم أو الشر الدائم.
287

(12) باب في الرجل يعقص شعره
4191 حدثنا النفيلي، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال:
قالت أم هاني: قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة، وله أربع غدائر، تعنى عقائص.
(13) باب في حلق الرأس
4192 حدثنا عقبة بن مكرم وابن المثنى، قالا: ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي،
قال: سمعت محمد بن أبي يعقوب يحدث، عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن
جعفر، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمهل آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم، ثم أتاهم فقال: (لا تبكوا على أخي
بعد اليوم) ثم قال: (ادعوا لي بنى أخي) فجئ بنا كأنا أفرخ فقال: (ادعوا لي
الحلاق) فأمره فحلق رؤوسنا.
(14) باب في الذؤابة
4193 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عثمان بن عثمان، قال أحمد: كان رجلا
صالحا، قال: أخبرنا عمر بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن القزع، والقزع أن يحلق رأس الصبي فيترك بعض شعره.
4194 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ثنا أيوب، عن نافع، عن ابن
عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع، وهو أن يحلق رأس الصبي فتترك له ذؤابة.
4195 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن أيوب، عن
نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيا قد حلق بعض شعره وترك بعضه، فنهاهم عن
ذلك، وقال: (احلقوه كله أو اتركوه كله).
(15) باب ما جاء في الرخصة
4196 حدثنا محمد بن العلاء، ثنا زيد بن الحباب، عن ميمون بن عبد الله، عن
ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: كانت لي ذؤابة فقالت لي أمي: لا أجزها، كان

(12) يقصص شعره: يجعله ضفائر.
4193 - والقزع هو ان يحلق شعر الرأس ويترك موضع أم الرأس دون حلاقة ثم يجعل ضفيرة تسمى الذؤابة وهذا من عادات
اليهود حتى يومنا هذا.
288

رسول الله صلى الله عليه وسلم يمدها ويأخذ بها.
4197 حدثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، ثنا الحجاج بن حسان،
قال: دخلنا على أنس بن مالك فحدثتني أختي المغيرة قالت: وأنت يومئذ غلام ولك
قرنان، أو قصتان، فمسح رأسك، وبرك عليك، وقال: (احلقوا هذين، أو قصوهما،
فإن هذا زي اليهود).
(16) باب في أخذ الشارب
4198 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة يبلغ
به النبي صلى الله عليه وسلم: (الفطرة خمس، أو خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، ونتف
الإبط، وتقليم الأظفار، وقص الشارب).
4199 حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن أبي بكر بن نافع،
عن أبيه، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحى.
4200 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا صدقة الدقيقي، ثنا أبو عمران الجوني،
عن أنس بن مالك، قال: وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حلق العانة وتقليم الأظفار وقص الشارب
ونتف الإبط أربعين يوما مرة، قال أبو داود: رواه جعفر بن سليمان عن أبي عمران عن أنس
لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال: وقت لنا، وهذا أصح.
4201 حدثنا ابن نفيل، ثنا زهير، قرأت على عبد الملك بن أبي سليمان،
وقرأه عبد الملك على أبى الزبير، ورواه أبو الزبير عن جابر، قال: كنا نعفي السبال إلا في
حج أو عمرة قال أبو داود: الاستحداد حلق العانة.
(17) باب في نتف الشيب
4202 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، ح وثنا مسدد، ثنا سفيان، المعنى، عن ابن
عجلان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا
تنتفوا الشيب، ما من مسلم يشيب شيبة في الاسلام) قال عن سفيان: (إلا كانت له نورا

4198 - الاستمداد: إزالة شعر العانة.
4101 - السبال: اللحية. الا في صبح أو عمرة أو يقص في الحج والعمرة ولا تحلف اللحية إنما يؤخذ منها.
289

يوم القيامة) وقال في حديث يحيى: (إلا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة).
(18) باب في الخضاب
4203 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة وسليمان بن
يسار، عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إن اليهود والنصارى لا يصبغون
فخالفوهم).
4204 حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح وأحمد بن سعيد الهمداني، قالا: ثنا
ابن وهب، ثنا ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: أتى بأبي قحافة
يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غيروا هذا بشئ
واجتنبوا السواد).
4205 حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن سعيد
الجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود الديلي، عن أبي ذر، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أحسن ما غير به هذا الشيب الحناء والكتم).
4206 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا عبيد الله - يعنى ابن إياد - قال: ثنا إياد، عن أبي
رمثة، قال: انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو ذو وفرة بها ردع حناء وعليه بردان
أخضران.
4207 حدثنا محمد بن العلاء، ثنا ابن إدريس، قال: سمعت ابن أبجر، عن
إياد بن لقيط، عن أبي رمثة، في هذا الخبر، قال: فقال له أبى: أرني هذا الذي بظهرك
فإني رجل طبيب، قال: (الله الطبيب، بل أنت رجل رفيق، طبيبها الذي خلقها).
4208 حدثنا ابن بشار، ثنا عبد الرحمن، ثنا سفيان، عن إياد بن لقيط، عن أبي
رمثة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأبى فقال لرجل أو لأبيه: (من هذا)؟ قال: ابني، قال:
(لا تجنى عليه) وكان قد لطخ لحيته بالحناء.

4204 - الثغامة واحدة الثغام وهو نبت له زهر صغير إذا تفتح وانتشر صار شديد البياض.
4205 - والنوعان عندما يعرفا بالحناء الا ان الأول منها لونه حمرة فاتحة والكتم: لونه أقرب إلى السواد منه إلى الحمرة فإذا مزجا
معا صار اللون الناتج عنهما هو لون الشعر الأكثر انتشارا عندنا وهو النبي الخرنوبي.
4206 - بها ردع حناء: بها آثار الصبغ بالحناء.
290

4209 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس أنه سئل عن
خضاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر أنه لم يخضب، ولكن قد خضب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
(19) باب ما جاء في خضاب الصفرة
4210 حدثنا عبد الرحيم بن مطرف أبو سفيان، ثنا عمرو بن محمد، ثنا ابن أبي
رواد، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس النعال السبتية ويصفر لحيته بالورس
والزعفران، وكان ابن عمر يفعل ذلك.
4211 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا إسحاق بن منصور، ثنا محمد بن
طلحة، عن حميد بن وهب، عن ابن طاوس، عن طاوس، عن ابن عباس، قال: مر
على النبي صلى الله عليه وسلم رجل قد خضب بالحناء، فقال: (ما أحسن هذا) قال: فمر آخر قد
خضب بالحناء والكتم فقال: (هذا أحسن من هذا) قال: فمر آخر قد خضب بالصفرة
فقال: (هذا أحسن من هذا كله).
(20) باب ما جاء في خضاب السواد
4212 حدثنا أبو توبة، ثنا عبيد الله، عن عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يكون قوم يخضبون في آخر الزمان
بالسواد كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة).
(21) باب ما جاء في الانتفاع بالعاج
4213 حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن جحادة، عن
حميد الشامي، عن سليمان المنبهي، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة، وأول من يدخل عليها إذا
قدم فاطمة، فقدم من غراة له وقد علقت مسحا أو سترا على بابها، وملت الحسن والحسين

4210 - النعال السبتية: نعال من جلد أزيل أو قص شعره.
4212 - بالسواد كالحواصل الحمام وهو الأسود الشديد السواد فإن كان صبغا طبيعيا فهو حجر يعطى لونا اسود يعطى لمعة من
اللون الكحلي وهو أشد السواد هكذا والا فهو من الأصبغة المركبة وما أكثر الذين يستعملونها في أيامنا رجالا ونساء.
291

قلبين من فضة، فقدم فلم يدخل، فظنت أن ما منعه أن يدخل ما رأى، فهتكت الستر
وفككت القلبين عن الصبيين، وقطعته بينهما، فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما يبكيان،
فأخذه منهما، وقال: (يا ثوبان، اذهب بهذا إلى آل فلان) أهل بيت بالمدينة (إن هؤلاء
أهل بيتي أكره أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا. يا ثوبان، اشتر لفاطمة قلادة من عصب
وسوارين من عاج)
(آخر كتاب الترجل)
292

29 - كتاب الخاتم
[ثمانية أبواب ستة وعشرين حديثا]
(1) باب ما جاء في اتخاذ الخاتم
4214 - حدثنا عبد الرحيم بن مطرف الرؤاسي، ثنا عيسى، عن سعيد، عن
قتادة، عن أنس بن مالك، قال: أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى بعض الأعاجم، فقيل
له: إنهم لا يقرأون كتابا إلا بخاتم، فاتخذ خاتما من فضة، ونقش فيه (محمد
رسول الله).
4215 حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس،
بمعنى حديث عيسى بن يونس، زاد: فكان في يده حتى قبض، وفى يد أبى بكر حتى
قبض، وفى يد عمر حتى قبض، وفى يد عثمان فبينما هو عند بئر إذ سقط في البئر فأمر بها
فنزحت فلم يقدر عليه.
4216 حدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن صالح، قالا: ثنا ابن وهب، أخبرني
يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: حدثني أنس، قال: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من ورق
فصه حبشي.
4217 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا حميد الطويل، عن أنس بن
مالك، قال: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من فضة كله فصه منه.
4218 حدثنا نصير بن الفرج، ثنا أبو أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن
عمر، قال: اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب، وجعل فصه مما يلي بطن كفه، ونقش
فيه (محمد رسول الله) فاتخذ الناس خواتم الذهب، فلما رآهم قد اتخذوها رمى به،

4214 - أي أنه كان خاتما يختم به الرسائل ولم يكن خاتم زينة أي أنه ختم على شكل خاتم يلبس وكانت الأختام إلى عهد
قريب هكذا.
4216 - فصه حبشي أي من جزع أو عقيق لان أكثر ما يوجد من هذين الحجرين في اليمن والحبشة. وهو الراجح عندنا ولا يقال
فصه بفتح الصاد مع التشديد فلا معنى لذلك هنا.
293

وقال: (لا ألبسه أبدا) ثم اتخذ خاتما من فضة نقش فيه (محمد رسول الله) ثم لبس
الخاتم بعده أبو بكر، ثم لبسه بعد أبي بكر عمر، ثم لبسه بعده عثمان حتى وقع في بئر
أريس قال أبو داود: ولم يختلف الناس على عثمان حتى سقط الخاتم من يده.
4219 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى،
عن نافع، عن ابن عمر في هذا الخبر، عن النبي صلى الله عليه وسلم فنقش فيه (محمد رسول الله) وقال: (لا ينقش أحد على نقش خاتمي هذا) ثم ساق الحديث.
4220 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا أبو عاصم، عن المغيرة بن زياد،
عن نافع، عن ابن عمر، بهذا الخبر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فالتمسوه فلم يجدوه، فاتخذ
عثمان خاتما ونقش فيه (محمد رسول الله) قال: فكان يختم به، أو يتختم به.
(2) باب ما جاء في ترك الخاتم
2142 حدثنا محمد بن سليمان لوين، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب،
عن أنس بن مالك أنه رأى في يد النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق يوما واحدا، فصنع الناس،
فلبسوا، وطرح النبي صلى الله عليه وسلم فطرح الناس، قال أبو داود: رواه عن الزهري زياد بن سعد
وشعيب وابن مسافر، كلهم قال: من ورق.
(3) باب ما جاء في خاتم الذهب
4222 حدثنا مسدد، ثنا المعتمر، قال: سمعت الركين بن الربيع يحدث، عن
القاسم بن حسان، عن عبد الرحمن بن حرملة، أن ابن مسعود كان يقول: كان
نبي الله صلى الله عليه وسلم يكره عشر خلال: الصفرة يعنى الخلوق وتغيير الشيب، وجر الإزار،
والتختم بالذهب، والتبرج بالزينة لغير محلها، والضرب بالكعاب، والرقى إلا
بالمعوذات، وعقد التمائم، وعزل الماء لغير أو غير محله أو عن محله، وفساد الصبي غير
محرمه قال أبو داود: انفرد بإسناد هذا الحديث أهل البصرة، والله أعلم.

4221 - من ورق: من فضة.
4222 - فساد الصبي غير محرمة: أي أن ذلك غير محرم وإنما هو مكروه والمقصود هو ان يطأ المرأة المرضع فإذا حملت فسد
لبنها وبالتالي فسد الصبي وبعض النساء إذا حملن في زمن الرضاع انقطع لبنهن.
294

(4) باب ما جاء في خاتم الحديد
4223 حدثنا الحسن بن علي، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، المعنى، أن
زيد بن حباب أخبرهم، عن عبد الله بن مسلم السلمي المروزي أبى طيبة، عن عبد الله
ابن بريدة، عن أبيه، أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من شبه فقال له: (ما لي أجد
منك ريح الأصنام)؟ فطرحه، ثم جاء وعليه خاتم من حديد، فقال: (ما لي أرى عليك
حلية أهل النار) فطرحه، فقال: يا رسول الله، من أي شئ أتخذه؟ قال: (اتخذه من
ورق ولا تتمه مثقالا) ولم يقل محمد عبد الله بن مسلم، ولم يقل الحسن السلمي
المروزي.
4224 حدثنا ابن المثنى وزياد بن يحيى والحسن بن علي، قالوا: ثنا سهل بن
حماد أبو عتاب، ثنا أبو مكين نوح بن ربيعة، حدثني إياس بن الحارث بن المعيقيب،
وجده من قبل أمه أو ذباب، عن جده، قال: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من حديد ملوي عليه
فضة، قال: فربما كان في يدي، قال: وكان المعيقيب على خاتم النبي صلى الله عليه وسلم.
4225 حدثنا مسدد، ثنا بشر بن المفضل، ثنا عاصم بن كليب، عن أبي بردة،
عن علي رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قل اللهم اهدني وسددني،
واذكر بالهداية هداية الطريق، واذكر بالسداد تسديدك السهم) قال: ونهاني أن أضع
الخاتم في هذه أو في هذه، للسبابة والوسطى، شك عاصم، ونهاني عن القسية
والميثرة، قال أبو بردة: فقلنا لعلى: ما القسية، قال: ثياب تأتينا من الشام أو من مصر
مضلعة فيها أمثال الأترج، قال: والميثرة: شئ كانت تصنعه النساء لبعولتهن.

4223 - الشبه هو النحاس فإذا جعل خاتما طلى بمادة تعطيه لمعانا فيبدو كالذهب. لا يتمه مثقالا: أي يجب ان يكون وزنه أقل
من مثقال، والمثقال الشرعي حوالي 5, 3 جرام تقريبا.
4224 - كان على خاتم النبي: أي كان هو الذي يختم الرسائل بخاتم النبي.
4225 - واذكر بالهداية هداية الطريق: أي لكي الهدى طريقك فلا تبتعد عنه يمنة ولا يسرة. واذكر بالسداد تسديدك السهم:
أي لتأكل أعمالك متجهة إلى السداد كاتجاه السهم إلى هدفه. المثيرة: فراش صغير يحشى بقطن أو صوف يجلس
عليه المرء أو يجعله الراكب على الرحال والسروج. وهي المسماة عندنا (الطراحة) لأنها تطرح للجلوس وفى مصر
(الشلتة)، وأطلق عليها مجمع دار العلوم: (الحشية).
295

(5) باب ما جاء في التختم في اليمين أو اليسار
4226 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن
شريك بن أبي نمرة، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن علي رضى الله
تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال شريك: وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يتختم في يمينه.
4227 حدثنا نصر بن علي، حدثني أبي، ثنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن
نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يساره، وكان فصه في باطن كفه، قال
أبو داود: قال ابن إسحاق وأسامة يعنى ابن زيد عن نافع بإسناده: في يمينه.
4228 حدثنا هناد، عن عبدة، عن عبيد الله، عن نافع، أن ابن عمر كان
يلبس خاتمه في يده اليسرى.
4229 حدثنا عبد الله بن سعيد، ثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق،
قال: رأيت على الصلت بن عبد الله بن نوفل بن عبد المطلب خاتما في خنصره اليمنى،
فقلت: ما هذا؟ قال: رأيت ابن عباس يلبس خاتمه هكذا، وجعل فصه على ظهرها،
قال: ولا يخال ابن عباس إلا قد كان يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبس خاتمه كذلك.
(6) باب ما جاء في الجلاجل
4230 حدثنا علي بن سهل وإبراهيم بن الحسن، قالا: ثنا حجاج، عن ابن
جريج، أخبرني عمر بن حفص، أن عامر بن عبد الله، قال علي بن سهل: ابن الزبير،
أخبره أن مولاة لهم ذهبت بابنة الزبير إلى عمر بن الخطاب وفى رجلها أجراس، فقطعها
عمر، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن مع كل جرس شيطانا).
4231 حدثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا روح، ثنا ابن جريج، عن بنانة مولاة
عبد الرحمن بن حيان الأنصاري، عن عائشة، قالت: بينما هي عندها إذ دخل عليها
بجارية وعليها جلاجل يصوتن، فقالت: لا تدخلنها على إلا أن تقطعوا جلاجلها،
وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه جرس).

4230 - في رجلها أجراس: هي الخلخال تتدلى منه كرات صغيرة فإذا مشت رف الخلخال من طرق هذه الكرات عليه.
4231 - الجلاجل: ج. جلجل وهو الجرس الصغير والمقصود الخلاخل.
296

(7) باب ما جاء في ربط الأسنان بالذهب
4232 حدثنا موسى بن إسماعيل ومحمد بن عبد الله الخزاعي، المعنى،
قالا: ثنا أبو الأشهب، عن عبد الرحمن بن طرفة، أن جده عرفجة بن أسعد قطع أنفه يوم
الكلاب فاتخذ أنفا من ورق، فأنتن عليه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذ أنفا من ذهب.
4233 حدثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون وأبو عاصم، قالا: ثنا أبو
الأشهب، عن عبد الرحمن بن طرفة، عن عرفجة بن أسعد، بمعناه، قال يزيد: قلت
لأبي الأشهب: أدرك عبد الرحمن بن طرفة جده عرفجة؟ قال: نعم.
4234 حدثنا مؤمل بن هشام، ثنا إسماعيل، عن أبي الأشهب، عن
عبد الرحمن بن طرفة، عن عرفجة بن أسعد، عن أبيه أن عرفجة بمعناه.
(8) باب ما جاء في الذهب للنساء
4235 حدثنا ابن نفيل، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال:
حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله، عن عائشة رضي الله عنها، قالت:
قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم حلية من عند النجاشي أهداها له فيها خاتم من ذهب فيه فص
حبشي، قالت: فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعود معرضا عنه، أو ببعض أصابعه، ثم دعى أمامة
ابنة أبى العاص ابنة ابنته زينب، فقال: (تحلي بهذا يا بنية).
4236 حدثنا عبد الله بن مسلمة، ثنا عبد العزيز يعنى ابن محمد عن أسيد بن أبي
أسيد البراد، عن نافع بن عياش، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب
أن يحلق حبيبه حلقة من نار فليحلقه حلقة من ذهب، ومن أحب أن يطوق حبيبه طوقا من
نار فليطوقه طوقا من ذهب، ومن أحب أن يسور حبيبه سوارا من نار فليسوره سوارا من
ذهب، ولكن عليكم بالفضة فالعبوا بها).
4237 حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن منصور، عن ربعي بن حراش عن

4235 - وفيه جواز تحلى النساء بالذهب
4236 - وفيه تفضيل التحلي بالفضة.
4237 - والراجح ان التحريم هنا هو باظهار الحلي الذهبية لورود كثير من الأحاديث الصحاح في جواز تحلى النساء بالذهب.
297

امرأته، عن أخت لحذيفة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا معشر النساء، أما لكن في الفضة
ما تحلين به، أما إنه ليس منكن امرأة تحلى ذهبا تظهره إلا عذبت به).
4238 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان بن يزيد العطار، ثنا يحيى، أن
محمود بن عمرو الأنصاري حدثه، أن أسماء بنت يزيد حدثته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(أيما امرأة تقلدت قلادة من ذهب قلدت في عنقها مثله من النار يوم القيامة، وأيما امرأة
جعلت في أذنها خرصا من ذهب جعل في أذنها مثله من النار يوم القيامة).
4239 حدثنا حميد بن مسعدة، ثنا إسماعيل، ثنا خالد، عن ميمون القناد،
عن أبي قلابة، عن معاوية بن أبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ركوب النمار، وعن
لبس الذهب إلا مقطعا قال أبو داود: أبو قلابة لم يلق معاوية.
(آخر كتاب الخاتم)

4238 - الخرص: الحلق الصغير.
298

30 - أول كتاب الفتن والملاحم
[سبعة أبواب: تسعة وثلاثين حديثا]
(1) باب ذكر الفتن ودلائلها
4240 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل،
عن حذيفة، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما فما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام
الساعة إلا حدثه، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه، قد علمه أصحابه هؤلاء، وإنه ليكون
منه الشئ فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه.
4241 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا أبو داود الحفري، عن بدر بن عثمان،
عن عامر، عن رجل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يكون في هذه الأمة أربع فتن
في آخرها الفناء).
4242 حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصي، ثنا أبو المغيرة، حدثني
عبد الله بن سالم، حدثني العلاء بن عتبة، عن عمير بن هاني العنسي، قال: سمعت
عبد الله بن عمر يقول: كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر
فتنة الأحلاس، فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال: (هي هرب وحرب،
ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه منى وليس منى، وإنما
أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع، ثم فتنة الدهيماء لا
تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، فإذا قيل انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا
ويمسي كافرا، حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا
إيمان فيه، فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده).

4241 - عن عبد الله أي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
4242 - الأحلاس: جمع حلس أو حلس: ما يبسط في البيت تحت المتاع من مسح وغيره والمقصود الدوام والاستمرار إذ
يقال للرجل حلس بيته إذا طال لبثه فيه لان الحلس إذا فرش فلا يرفع وقد يكون التشبيه بسواد الأحلاس وذلك لسواد
لونها لطول ملازمتها الأرض والرطوبة.
299

4243 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا ابن أبي مريم، أخبرنا ابن فروخ،
أخبرني أسامة بن زيد، أخبرني ابن لقبيصة بن ذؤيب، عن أبيه قال: قال حذيفة بن
اليمان: والله ما أدرى أنسى أصحابي أم تناسوا؟ والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قائد فتنة
إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلاثمائة فصاعدا إلا قد سماه لنا باسمه واسم أبيه واسم
قبيلته.
4244 حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن سبيع
ابن خالد، قال: أتيت الكوفة في زمن فتحت تستر أجلب منها بغالا، فدخلت المسجد،
فإذا صدع من الرجال، وإذا رجل جالس تعرف إذا رأيته أنه من رجال أهل الحجاز، قال:
قلت: من هذا؟ فتجهمني القوم، وقالوا: أما تعرف هذا؟ هذا حذيفة بن اليمان صاحب
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال حذيفة إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت
أسأله عن الشر، فأحدقه القوم بأبصارهم، فقال: إني قد أرى الذي تنكرون، إني قلت:
يا رسول الله أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله أيكون بعده شر كما كان قبله؟ قال:
(نعم) قلت: فما العصمة من ذلك؟ قال: (السيف) قلت: يا رسول الله، ثم ماذا
يكون؟ قال: (إن كان لله خليفة في الأرض فضرب ظهرك وأخذ مالك فأطعه وإلا فمت
وأنت عاض بجذل شجرة) قلت: ثم ماذا؟ قال: (ثم يخرج الدجال معه نهر ونار فمن
وقع في ناره وجب أجره وحط وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره) قال:
قلت: ثم ماذا؟ قال: (ثم هي قيام الساعة).
4245 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن
قتادة، عن نصر بن عاصم، عن خالد بن خالد اليشكري، بهذا الحديث، قال: قلت:
بعد السيف، قال: (بقية على أقذاء وهدنة على دخن) ثم ساق الحديث، قال: كان
قتادة يضعه على الردة التي في زمن أبى بكر (على أقذاء) يقول: قذي، (وهدنة) يقول
صلح (على دخن) على ضغائن.
4246 حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي ثنا سليمان يعنى ابن المغيرة عن

4243 - الصدع من الرجال: هو الشاب المعتدل القوام. تجهمني القوم: نظروا إليه عبوسا وهنا مستنكرين جهلي به. جذل
شجرة: جذع شجرة.
300

حميد، عن نصر بن عاصم الليثي، قال: أتينا اليشكري في رهط من بنى ليث فقال: من
القوم؟ قلنا: بنو ليث أتيناك نسألك عن حديث حذيفة، فذكر الحديث، قال: قلت
يا رسول الله، هل بعد هذا الخير شر؟ قال: (فتنة وشر) قال: قلت: يا رسول الله، هل
بعد هذا الشر خير؟ قال: (يا حذيفة، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه) ثلاث مرار، قال:
قلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الشر خير؟ قال: (هدنة على دخن، وجماعة على
أقذاء، فيها، أو فيهم) قلت: يا رسول الله الهدنة على الدخن ما هي؟ قال: (لا ترجع
قلوب أقوام على الذي كانت عليه) قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال:
(فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار، فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل
خير لك من أن تتبع أحدا منهم).
4247 حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، ثنا أبو التياح، عن صخر بن بدر
العجلي، عن سبيع بن خالد، بهذا الحديث، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فإن لم
تجد يومئذ خليفة فاهرب حتى تموت، فإن تمت وأنت عاض) وقال في آخره: قال:
قلت: فما يكون بعد ذلك؟ قال: (لو أن رجلا نتج فرسا لم تنتج حتى تقوم الساعة).
4248 حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا الأعمش، عن زيد بن وهب،
عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة؟ عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من
بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا رقبة
الآخر) قلت: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعته أذناي، ووعاه قلبي،
قلت: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نفعل ونفعل، قال: أطعه في طاعة الله واعصه في
معصية الله.
4249 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان،
عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ويل للعرب من
شر قد اقترب، أفلح من كف يده).
4250 حدثنا أبو داود: حدثت عن ابن وهب، قال: ثنا جرير بن حازم، عن

4250 - المسالح: ج. مسلحة، في الأصل يعنى موضع السلاح ويستعمل بمعنى الثغر أي حيث يخشى هجوم العدو.
سلاح: سلاح قرب خيبر.
301

عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك
المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح).
4251 حدثنا أحمد بن صالح، عن عنبسة، عن يونس، عن الزهري، قال:
وسلاح: قريب من خيبر.
4252 حدثنا سليمان بن حرب ومحمد بن عيسى، قالا: ثنا حماد بن زيد، عن
أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله
زوى لي الأرض) أو قال: (إني ربى زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن
ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربى
لامتي أن لا يهلكها بسنة بعامة، ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم،
وإن ربى قال لي: يا محمد، إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، ولا أهلكهم بسنة بعامة،
ولا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بين
أقطارها، أو قال بأقطارها، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، وحتى يكون بعضهم يسبى
بعضا، وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها
إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل
من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم
النبيين لا نبي بعدي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق) قال ابن عيسى: (ظاهرين) ثم
اتفقا (لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله).
4253 حدثنا محمد بن عوف الطائي، ثنا محمد بن إسماعيل، حدثني أبي،
قال ابن عوف: وقرأت في أصل إسماعيل، قال: حدثني ضمضم، عن شريح، عن أبي
مالك يعنى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أجاركم من ثلاث خلال: أن
لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا، وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق، وأن لا
تجتمعوا على ضلالة).
4254 حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن
منصور، عن ربعي بن حراش، عن البراء بن ناجية، عن عبد الله بن مسعود، عن

4252 - زوى لي الأرض: قبضها وجمعها حتى أراها. الأحمر والأبيض: الذهب والفضة. سنة عامة: قحط ومجاعة.
بيضتهم: أرضهم وبلادهم وجماعتهم وسلطانهم، والبيض والمقصود لا يبيدهم أحد.
302

النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تدور رحى الاسلام لخمس وثلاثين، أو ست وثلاثين، أو سبع
وثلاثين، فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما) قال:
قلت: أمما بقي أو مما مضى؟ قال: (مما مضى) قال أبو داود: من قال خراش فقد
أخطأ.
4255 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عنبسة حدثني يونس، عن ابن شهاب،
قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يتقارب
الزمان وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح، يكثر الهرج) قيل: يا رسول الله،
أية هو؟ قال: (القتل القتل).
(2) باب في النهى عن السعي في الفتنة
4256 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن عثمان الشحام، قال:
حدثني مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنها ستكون فتنة يكون
المضطجع فيها خيرا من الجالس والجالس خيرا من القائم والقائم خيرا من الماشي
والماشي خيرا من الساعي) قال: يا رسول الله ما تأمرني؟ قال: (من كانت له إبل
فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه) قال:
فمن لم يكن له شئ من ذلك؟ قال: (فليعمد إلى سيفه فليضرب بحده على حرة ثم
لينجو ما استطاع النجاء).
4257 حدثنا يزيد بن خالد الرملي، ثنا مفضل، عن عياش، عن بكير، عن
بسر بن سعيد، عن حسين بن عبد الرحمن الأشجعي، أنه سمع سعد بن أبي وقاص،
عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، قال: فقلت يا رسول الله، أرأيت إن دخل على بيتي
وبسط يده ليقتلني؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كن كابني آدم) وتلا يزيد (لئن بسطت
إلي يدك) الآية.
4258 حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبي، ثنا شهاب بن خراش، عن القاسم بن
زوان، عن إسحاق بن راشد الجزري، عن سالم، حدثني عمرو بن وابصة الأسدي، عن

4256 - يضرب بسيفه على حرة أي على صخرة صحار سوداء حتى يكسره. وفيه الامر باعتزال الفتنة وعدم المشاركة فيها.
4257 - أي كن كخير ابني آدم الذي رفض أن يمد يده لأخيه بالشر (لئن بسطت إلي يدك) سورة المائدة من الآية (28).
303

أبيه وابصة، عن ابن مسعود، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكر بعض حديث أبي
بكرة، قال: (قتلاها كلهم في النار) قال فيه: قلت: متى ذلك يا ابن مسعود؟ قال:
(تلك أيام الهرج حيث لا يأمن الرجل جليسه)، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك
الزمان؟ قال: تكف لسانك ويدك، وتكون حلسا من أحلاس بيتك، فلما قتل عثمان طار
قلبي مطاره، فركبت حتى أتيت دمشق، فلقيت خريم بن فاتك فحدثته، فحلف بالله الذي
لا إله إلا هو لسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثنيه ابن مسعود.
4259 حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن جحادة، عن
عبد الرحمن بن ثروان، عن هزيل، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي
كافرا ويمسي مؤمنا ويصمح كافرا القاعد فيها خير من القائم، والماشي فيها خير من
الساعي، فكسروا قسيكم، وقطعوا أوتاركم، واضربوا سيوفكم بالحجارة، فإن دخل
يعنى على أحد منكم فليكن كخير ابني آدم).
4260 حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا أبو عوانة، عن رقبة بن مصقلة، عن عون
ابن أبي جحيفة، عن عبد الرحمن، يعنى ابن سمرة، قال: كنت آخذا بيد ابن عمر في
طريق من طرق المدينة إذ أتى على رأس منصوب، فقال: شقي قاتل هذا، فلما مضى
قال: وما أرى هذا إلا قد شقي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من مشى إلى رجل من
أمتي ليقتله فليقل: هكذا، فالقاتل في النار، والمقتول في الجنة) قال أبو داود: رواه
الثوري عن عون عن عبد الرحمن بن سمير أو سميرة، ورواه ليث بن أبي سليم عن عون
عن عبد الرحمن بن سميرة، قال أبو داود: قال لي الحسن بن علي: ثنا الوليد يعنى بهذا
الحديث عن أبي عوانة، وقال: هو في كتابي ابن سيرة، وقالوا: سمرة، وقالوا:
سميرة، هذا كلام أبى الوليد.
4261 حدثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، عن المشعث
ابن طريف، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

4259 - كخير ابني آدم: أي ليكن المقتول ولا يكن القاتل.
4260 - هكذا: أي فليمد عنقه ولا يرفع سلاحه.
4261 - يكون البيت فيه بالوصيف: أي يكون البيت قبرا يدفن فيه أهله فلا يجدون من يدفنهم الا خادما بالاجر.
304

(يا أبا ذر) قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، فذكر الحديث، قال فيه: (كيف أنت إذا
أصاب الناس موت يكون البيت فيه بالوصيف)؟ قلت: الله ورسوله أعلم، أو قال: ما
خار الله لي ورسوله، قال: (عليك بالصبر) أو قال: (تصبر) ثم قال لي: (يا أبا ذر)
قلت: لبيك وسعديك، قال: (كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت بالدم)؟
قلت: ما خار الله لي ورسوله، قال: (عليك بمن أنت منه) قلت: يا رسول الله أفلا
آخذ سيفي وأضعه على عاتقي؟ قال: (شاركت القوم إذن) قلت: فما تأمرني؟ (تلزم
بيتك) قلت: فإن دخل على بيتي؟ قال: (فإن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك
على وجهك يبوء بإثمك وإثمه) قال أبو داود: لم يذكر المشعث في هذا الحديث غير حماد
ابن زيد.
4262 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عفان بن مسلم، ثنا عبد الواحد بن
زياد، ثنا عاصم الأحول، عن أبي كبشة، قال: سمعت أبا موسى يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي
كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من
الماشي، والماشي فيها خير من الساعي) قالوا: فما تأمرنا؟ قال: (كونوا أحلاس بيوتكم).
4263 حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصي، ثنا حجاج يعنى ابن محمد ثنا
الليث بن سعد، قال: حدثني معاوية بن صالح، أن عبد الرحمن بن جبير حدثه، عن
أبيه، عن المقداد بن الأسود، قال: أيم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن
السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن
ابتلى فصبر فواها).
(3) باب في كف اللسان
4264 حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، حدثني ابن وهب، حدثني
الليث، عن يحيى بن سعيد، قال: قال خالد بن أبي عمران، عن عبد الرحمن بن
البيلماني، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ستكون
فتنة صماء بكماء عمياء من أشرف لها استشرفت له وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف).

4262 - كونوا أحلاس بيوتكم: لازموا بيوتكم ملازمة الأحلاس للأرض.
305

4265 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد، ثنا ليث، عن طاوس عن رجل
يقال له زياد، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنها ستكون فتنة
تستنظف العرب فتلاها في النار، اللسان فيها أشد من وقع السيف) قال أبو داود: رواه
الثوري عن ليث عن طاوس عن الأعجم.
4266 حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع، ثنا عبد الله بن عبد الله القدوس قال زياد
سميين كوش.
(4) باب ما يرخص فيه من البداوة في الفتنة
4267 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شغف الجبال ومواقع
القطر يفر بدينه من الفتن).
(5) باب في النهى عن القتال في الفتنة
4268 حدثنا أبو كامل، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب ويونس، عن الحسن،
عن الأحنف بن قيس، قال: خرجت وأنا أريد يعنى في القتال فلقيني أبو بكرة، فقال:
أرجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا تواجه المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول
في النار) قال: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: (إنه أراد قتل
صاحبه).
4269 حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن
أيوب، عن الحسن، بإسناده ومعناه مختصرا.
(6) باب في تعظيم قتل المؤمن
4270 حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، ثنا محمد بن شعيب، عن خالد بن

4265 - تستنظف العرب: أي تستأصلهم أو تقتل الكثير منهم.
4266 - سيمين كوش: هو زياد المذكور في الحديث السابق قيل هو زياد الأعجم وقيل زياد بن سيمين كوش، وسيمين كوش
كلمة فارسية تعنى أبيض الاذن.
4267 - شعف الجبال: مسالكها البعيدة.
4270 - ذلقية: مدينة في بلاد الروم هي الان من مدن تركية. - اغتبط: سر وفرح. معنقا: يسير سير العنق أي سيرا سريعا.
306

دهقان، قال: كنا في غزوة القسطنطينية بذلقية، فأقبل رجل من أهل فلسطين من أشرافهم
وخيارهم، يعرفون ذلك له، يقال له هاني بن كلثوم بن شريك الكناني، فسلم على
عبد الله بن أبي زكريا، وكان يعرف له حقه، قال لنا خالد: فحدثنا عبد الله بن أبي زكريا
قال: سمعت أم الدرداء تقول: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(كل ذنب عسى الله أن يغفره، إلا من مات مشركا، أو مؤمن قتل مؤمنا متعمدا) فقال
هاني بن كلثوم: سمعت محمود بن الربيع يحدث عن عبادة بن الصامت، أنه سمعه
يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا
عدلا) قال لنا خالد: ثم حدثني ابن أبي زكريا، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال المؤمن معنقا صالحا ما لم يصب دما حراما، فإذا أصاب دما
حراما بلح) وحدث هاني بن كلثوم، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثله سواء.
4271 حدثنا عبد الرحمن بن عمرو، عن محمد بن مبارك، ثنا صدقة بن
خالد، أو غيره، قال: قال خالد بن دهقان: سألت يحيى بن يحيى الغساني عن قوله:
(اغتبط بقتله) قال: الذين يقاتلون في الفتنة فيقتل أحدهم فيرى أنه على هدى لا يستغفر
الله، يعنى من ذلك قال أبو داود: وقال: فاغتبط يصب دمه صبا.
4272 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا حماد، أخبرنا عبد الرحمن بن إسحاق،
عن أبي الزناد، عن مجالد بن عوف، أن خارجة بن زيد قال: سمعت زيد بن ثابت في
هذا المكان يقول: أنزلت هذا الآية (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها)
بعد التي في الفرقان (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله
إلا بالحق) بستة أشهر.
4273 حدثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير، عن منصور، عن سعيد بن جبير،

بلح: حار في موضعه وانقطع سيره وفيه عظيم عقاب من قتل مؤمنا عمدا. وقد رويت اعتبط بدل اغتبط والأرجح انها
كذلك لما في الحديث التالي (4271). واعتبط بقتله أي سال دمه حتى ملا ثيابه.
4272 - (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم): سورة النساء من الآية (93). - (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر):
سورة الفرقان من الآية (68).
4273 - (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا): سورة الفرقان من الآية (7).
307

أو حدثني الحكم عن سعيد بن جبير، قال: سألت ابن عباس فقال: لما نزلت التي في
الفرقان (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق)
قال مشركو أهل مكة: قد قتلنا النفس التي حرم الله ودعونا مع الله إلها آخر وأتينا الفواحش
فأنزل الله (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات)
فهذه لأولئك، قال: وأما التي في النساء (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم) الآية،
قال: الرجل إذا عرف شرائع الاسلام ثم قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم لا توبة له،
فذكرت هذا لمجاهد، فقال: إلا من ندم.
4274 حدثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا حجاج، عن ابن جريج، حدثني يعلى،
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في هذه القصة في (الذين لا يدعون مع الله إلها
آخر) أهل الشرك، قال: ونزل (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم).
4275 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرحمن، ثنا سفيان، عن المغيرة بن
النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا) قال:
ما نسخها شئ.
4276 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا أبو شهاب، عن سليمان التيمي، عن أبي
مجلز في قوله: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم) قال هي جزاؤه، فإن شاء الله أن
يتجاوز عنه فعل.
(7) باب ما يرجى في القتل
4277 حدثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص سلام بن سليم، عن منصور عن هلال بن
يساف، عن سعيد بن زيد، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر فتنة فعظم أمرها، فقلنا أو
قالوا: يا رسول الله، لئن أدركتنا هذه لتهلكنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلا إن بحسبكم
القتل) قال سعيد: فرأيت إخواني قتلوا.
4278 حدثنا عثمان بن شيبة، ثنا كثير بن هشام، ثنا المسعودي، عن سعيد بن أبي
بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمتي هذه أمة مرحومة
ليس عليها عذاب في الآخرة عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل).
(آخر كتاب الفتن)

4274 - (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم): سورة الزمر من الآية (53).
308

31 - كتاب المهدى
4279 حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا مروان بن معاوية، عن إسماعيل يعنى ابن أبي
خالد عن أبيه، عن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يزال
هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة) فسمعت كلاما
من النبي صلى الله عليه وسلم لم أفهمه، قلت لأبي: ما يقول؟ قال: كلهم من قريش.
4280 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ثنا داود، عن عامر، عن جابر
ابن سمرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثنى عشر
خليفة) قال: فكبر الناس وضجوا، ثم قال كلمة خفية، قلت لأبي: يا أبة ما قال؟ قال:
كلهم من قريش.
4281 حدثنا ابن نفيل، ثنا زهير، ثنا زياد بن خيثمة، ثنا الأسود بن سعيد
الهمداني، عن جابر بن سمرة، بهذا الحديث، زاد: فلما رجع إلى منزله أتته قريش
فقالوا: ثم يكون ماذا؟ قال: (ثم يكون الهرج).
4282 حدثنا مسدد، أن عمر بن عبيد حدثهم، ح وثنا محمد بن العلاء، ثنا أبو
بكر يعنى ابن عياش ح وثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، ح وثنا أحمد بن إبراهيم،
ثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا زائدة، ح وثنا أحمد بن إبراهيم، حدثني عبيد الله بن
موسى، عن فطر، المعنى واحد كلهم عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم) قال زائدة في حديثه: (لطول الله ذلك اليوم) ثم
اتفقوا (حتى يبعث فيه رجلا منى) أو (من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه
اسم أبى) زاد في حديث فطر (يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا) وقال في

(8) باب ما جاء في المهدى: في النسخ الموجودة جاء كتاب المهدى مستقلا عما سبقه وما بعده، وآثرنا جعله جزءا من كتب
الفتن والملاحم استنادا لكتب الصحاح والسنن الأخرى التي ذكرت هذا الباب كجزء من كتاب الفتن والملاحم لان
المهدى يظهر في فترة هذه الفتن والملاحم أو في آخرها والله أعلم.
309

حديث سفيان: (لا تذهب، أو لا تنقضي، الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل
بيتي، يواطئ اسمه اسمي) قال أبو داود: لفظ عمر وأبى بكر بمعنى سفيان.
4283 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا الفضل بن دكين، ثنا فطر عن القاسم بن أبي
بزة، عن أبي الطفيل، عن علي رضى الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو لم
يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا).
4284 حدثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن جعفر الرقي، ثنا أبو المليح
الحسن بن عمر، عن زياد بن بيان، عن علي بن نفيل، عن سعيد بن المسيب، عن أم
سلمة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (المهدى من عترتي من ولد فاطمة) قال
عبد الله بن جعفر: وسمعت أبا المليح يثنى على علي بن نفيل ويذكر منه صلاحا.
4285 حدثنا سهل بن تمام بن بزيع، ثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أبي
نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المهدى منى أجلى
الجبهة، أقنى الانف، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، يملك سبع
سنين).
4286 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة،
عن صالح أبى الخليل، عن صاحب له، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه
ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام، ويبعث إليه بعث من
الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب
أهل العراق فيبايعونه بين الركن والمقام ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم
بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب، والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب، فيقسم المال

4284 - والشيعة الامامية الاثنا عشرية تقول: إن إمامهم الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري الذي غاب وسيظهر من غيبته
في آخر الزمان، والقول بالرجعة تنفيه جماعة فقهاء أهل الجماعة، والله سبحانه وتعالى قادر على أن يخلق هذا الامام
من سلالة الرسول صلى الله عليه وسلم أو ممن هو أعلم به في آخر الزمان ويبعثه كما بعث الرسل والأنبياء وكما خلق آدم من غير أب
وأم أو مثال سابق وكما نفخ في مريم عليها السلام من روحه وألقى إليها كلمته التي هي عيسى ابن مريم على رسول الله
وعليه السلام.
4286 - يلقى الاسلام بجرانه إلى الأرض: أي يعود إلى سابق عزه وسلطانه والجران مقدم العنق وأصله في البعير إذا برك ومد
عنقه على وجه الأرض وإنما يفعل ذلك إذا طال مقامه، والمقصود انه لن تكون عندها فتن ولا ملاحم. - والابدال:
العباد والصالحين. - وعصائب أهل العراق المقصود خيارهم.
310

ويعمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويلقى الاسلام بجرانه في الأرض فيلبث سبع سنين، ثم
يتوفى ويصلى عليه المسلمون) قال أبو داود: قال بعضهم عن هشام: (تسع سنين) وقال
بعضهم: (سبع سنين).
4287 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا عبد الصمد، عن همام، عن قتادة بهذا
الحديث، وقال: (تسع سنين) قال أبو داود: وقال غير معاذ عن هشام (تسع سنين).
4288 حدثنا ابن المثنى، ثنا عمرو بن عاصم، ثنا أبو العوام، ثنا قتادة عن أبي
الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث وحديث
معاذ أتم.
4289 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن
عبيد الله بن القبطية، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بقصة جيش الخسف، قلت:
يا رسول الله، فكيف بمن كان كارها؟ قال: (يخسف بهم ولكن يبعث يوم القيامة على
نيته).
4290 قال أبو داود: حدثت عن هارون بن المغيرة، قال: ثنا عمرو بن أبي
قيس، عن شعيب بن خالد، عن أبي إسحاق، قال: قال علي رضي الله عنه ونظر إلى
ابنه الحسن فقال: إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى
باسم نبيكم يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق، ثم ذكر قصة: يملأ الأرض عدلا،
وقال هارون: ثنا عمرو بن أبي قيس، عن مطرف بن طريف، عن أبي الحسن، عن
هلال بن عمرو، قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يخرج رجل
من وراء النهر يقال له الحارث بن حراث على مقدمته رجل يقال له منصور يوطئ، أو
يمكن، لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجب على كل مؤمن نصره) أو
قال: (إجابته).
(9) باب ما يذكر في قرن المائة
4291 حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، أخبرني سعيد بن أبي
أيوب، عن شراحيل بن يزيد المعافري، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة، فيما أعلم، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)
قال أبو داود: رواه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني لم يجز به شراحيل.
311

32 - كتاب الملاحم
(10) باب ما يذكر من ملاحم الروم
4292 حدثنا النفيلي، ثنا عيسى بن يونس، ثنا الأوزاعي، عن حسان بن
عطية، قال: مال مكحول وابن أبي زكريا إلى خالد بن معدان، وملت معهم، فحدثنا عن
جبير بن نفير عن الهدنة قال: قال جبير: انطلق بنا إلى ذي مخبر رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيناه، فسأله جبير عن الهدنة، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(ستصالحون الروم صلحا آمنا فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم، فتنصرون وتغنمون
وتسلمون ثم ترجعون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب
فيقول: غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين فيدقه، فعند ذلك تغدر الروم
وتجمع للملحمة).
4293 حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا أبو عمرو، عن
حسان بن عطية، بهذا الحديث، زاد فيه (ويثور المسلمون إلى أسلحتهم، فيقتتلون،
فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة) إلا أن الوليد جعل الحديث عن جبير عن ذي مخبر عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو داود: ورواه روح ويحيى بن حمزة وبشر بن بكر عن الأوزاعي كما قال
عيسى.
(11) باب في أمارات الملاحم
4294 حدثنا عباس العنبري، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا عبد الرحمن بن ثابت
ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن
جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب
خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح قسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال)

4292 - تقدم ذكر هذا الحديث في كتاب الجهاد تحت رقم 2767.
4294 - في اسناده عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وقد تكلم فيه غير واحد وضعفوه، أفاده المنذري.
312

ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبه ثم قال: إن هذا لحق كما أنك ها هنا، أو
كما أنك قاعد، يعنى معاذ بن جبل.
(12) باب في تواتر الملاحم
4295 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا عيسى بن يونس عن أبي بكر بن أبي
مريم، عن الوليد بن سفيان الغساني، عن يزيد بن قتيب السكوني، عن أبي بحرية،
عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج
الدجال في سبعة أشهر).
4296 حدثنا حياة بن شريج الحمصي، ثنا بقية، عن بحير، عن خالد، عن
ابن أبي بلال، عن عبد الله بن بسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بين الملحمة وفتح المدينة
ست سنين، ويخرج المسيح الدجال في السابعة) قال أبو داود: هذا أصح من حديث
عيسى.
(13) باب في تداعى الأمم على الاسلام
4297 حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، ثنا بشر بن بكر، ثنا ابن جابر،
حدثني أبو عبد السلام، عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك الأمم أن تداعى
عليكم كما تداعى الاكلة إلى قصعتها) فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: (بل أنتم
يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم
وليقذفن الله في قلوبكم الوهن) فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: (حب
الدنيا وكراهية الموت).
(14) باب في المعقل من الملاحم
4298 حدثنا هشام بن عمار، ثنا يحيى بن حمزة، ثنا ابن جابر، حدثني زيد بن
أرطاة، قال: سمعت خبير بن نفير يحدث، عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن
فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن
الشام).

4297 - غثاء السيل: الرغوة من الماء والغبار تجتمع فوقه ولا قوام لها.
313

4299 حدثنا أبو داود: حدثت عن ابن وهب، قال: حدثني جرير بن حازم،
عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك
المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح).
4300 حدثنا أحمد بن صالح، عن عنبسة، عن يونس، عن الزهري قال:
وسلاح قريب من خيبر.
(15) باب ارتفاع الفتنة في الملاحم
4301 حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا إسماعيل، ح، وثنا هارون بن
عبد الله، ثنا الحسن بن سوار، ثنا إسماعيل، ثنا سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر
الطائي، قال هارون في حديثه: عن عوف بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن
يجمع الله على هذه الأمة سيفين سيفا منها وسيفا من عدوها).
(16) باب في النهى عن تهييج الترك والحبشة
4302 حدثنا عيسى بن محمد الرملي، ثنا ضمرة، عن السيباني، عن أبي
سكينة رجل من المحررين، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم).
(17) باب في قتال الترك
4303 حدثنا قتيبة، ثنا يعقوب يعنى الإسكندراني عن سهيل يعنى ابن أبي
صالح عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل
الترك قوما وجوههم كالمجان المطرقة يلبسون الشعر).
4304 حدثنا قتيبة وابن السرح وغيرهما، قالوا: ثنا سفيان، عن الزهري، عن

4299 - سبق ذكر ما يقاربه في حديث رقم (4250) و (4251).
4301 - أي إذا كانت الملحمة رفعت الفتنة فلا تجتمع الفتنة والملحمة على المسلحين في آن معا.
4302 - والترك بحمد الله قد جعلهم الله من المسلمين، وبعضهم يرزح الان تحت حكم الملاحدة.
4303 - وجوههم كالمجان المطرقة: أي صفراء قاسية الملامح كأنها النحاس المطروق.
4304 - الانف الأذلف: هو الانف الغليظ المنبطح.
314

سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رواية، قال ابن المسرح، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم
الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين
ذلف الآنف كأن وجوههم المجان المطرقة).
4305 حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا بشير بن
المهاجر، ثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث (يقاتلكم قوم صغار
الأعين) يعنى الترك، قال: (تسوقونهم ثلاث مرار حتى تلحقوهم بجزيرة العرب، فأما
في السياقة الأولى فينجو من هرب منهم، وأما في الثانية فينجو بعض ويهلك بعض، وأما
في الثالثة فيصطلمون) أو كما قال.
(18) باب في ذكر البصرة
4306 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث،
حدثني أبي، ثنا سعيد بن جمهان، ثنا مسلم بن أبي بكرة، قال: سمعت أبي يحدث أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة عند نهر يقال له دجلة
يكون عليه جسر يكثر أهلها وتكون من أمصار المهاجرين) قال ابن يحيى: قال أبو معمر:
(وتكون من أمصار المسلمين، فإذا كان في آخر الزمان جاء بنو قنطوراء عراض الوجوه
صغار الأعين حتى ينزلوا على شط النهر، فيتفرق أهلها ثلاث فرق: فرقة يأخذون أذناب
البقر والبرية وهلكوا، وفرقة يأخذون لأنفسهم وكفروا، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف
ظهورهم ويقاتلونهم وهم الشهداء).
4307 حدثنا عبد الله بن الصباح، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، ثنا موسى
الحناط، لا أعلمه إلا ذكره عن موسى بن أنس، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
له: (يا أنس، إن الناس يمصرون أمصارا، وإن مصرا منها يقال له البصرة أو البصيرة،
فإن أنت مررت بها، أو دخلتها، فإياك وسباخها وكلاءها وسوقها وباب أمرائها، وعليك

4305 - يصطلحون: يستأصلون.
4306 - غائط: أرض منخفضة. ولعل بنو قنطوراء هم الذين غلبوا فترة على البصرة وأعلموا في أهلها السيف وهم من الفرس
حتى استعادها منهم المسلمون واخرجوهم منها.
4307 - السباخ: الأرض الرطبة رديئة الريح وهي الأهوار.
315

بضواحيها، فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير).
4308 حدثنا محمد بن المثنى، حدثني إبراهيم بن صالح بن درهم، قال:
سمعت أبي يقول: انطلقنا حاجين فإذا رجل فقال لنا: إلى جنبكم قرية يقال لها الأبلة؟
قلنا: نعم، قال: من يضمن لي منكم أن يصلى لي في مسجد العشار ركعتين أو أربعا
ويقول هذه لأبي هريرة؟ سمعت خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله يبعث من مسجد
العشار يوم القيامة شهداء لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم) قال أبو داود: هذا المسجد مما
يلي النهر.
(19) باب النهى عن تهييج الحبشة
4309 حدثنا القاسم بن أحمد البغدادي، ثنا أبو عامر، عن زهير بن محمد،
عن موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عمرو، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اتركوا الحبشة ما تركوكم، فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين
من الحبشة).
(20) باب أمارات الساعة
4310 حدثنا مؤمل بن هشام، ثنا إسماعيل، عن أبي حيان التيمي، عن أبي
زرعة، قال: جاء نفر إلى مروان بالمدينة، فسمعوه يحدث في الآيات أن أولها الدجال،
قال: فانصرفت إلى عبد الله بن عمرو فحدثته، فقال عبد الله: لم يقل شيئا، سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، أو الدابة على
الناس ضحى، فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها) قال عبد الله، وكان يقرأ
الكتب: وأظن أولهما خروجا طلوع الشمس من مغربها.
4311 حدثنا مسدد وهناد، المعنى، قال مسدد: ثنا أبو الأحوص، ثنا فرات
القزاز، عن عامر بن واثلة، وقال هناد: عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد
الغفاري،

4308 - العشار: حي أو منطقة في مدينة البصرة ما زال معروفا إلى أيامنا بهذا الاسم.
4309 - ذو السويقتين: ذو الساقين الصغيرتين الدقيقتين.
4310 - أو الدابة: أو خروج الدابة.
4311 - من قعر عدن: من أبعد نقطة فيها.
316

قال: كنا قعودا نتحدث في ظل غرفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا الساعة فارتفعت أصواتنا،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن تكون، أو لن تقوم، الساعة حتى يكون قبلها عشر آيات:
طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، والدجال،
وعيسى ابن مريم، والدخان، وثلاث خسوف: خسف بالمغرب وخسف بالمشرق وخسف
بجزيرة العرب، وآخر ذلك تخرج نار من اليمن من قعر عدن تسوق الناس إلى
المحشر).
4312 حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني، ثنا محمد بن الفضيل، عن
عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى
تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمن من عليها، فذاك حين (لا ينفع
نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا)).
(21) باب في حسر الفرات عن كنز
4313 حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، حدثني عقبة بن خالد السكوني، ثنا
عبيد الله، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ
منه شيئا).
4314 حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، حدثني عقبة يعنى ابن خالد حدثني
عبيد الله، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله، إلا أنه
قال: (يحسر عن جبل من ذهب).
(22) باب خروج الدجال
4315 حدثنا الحسن بن عمرو، ثنا جرير، عن منصور، عن ربعي بن
حراش، قال: اجتمع حذيفة وأبو مسعود فقال حذيفة: لأنا بما مع الدجال أعلم منه، إن
معه بحرا من ماء ونهرا من نار، فالذي ترون أنه نار ماء، والذي ترون أنه ماء نار، فمن

4312 - سورة الأنعام من الآية (158).
4313 - يحسر النهر: ينكشف ماؤه عما تحته.
317

أدرك ذلك منكم فأراد الماء فليشرب من الذي يرى أنه نار فإنه سيجده ماء، قال أبو مسعود
البدري: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.
4316 حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أنس بن
مالك يحدث، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما بعث نبي إلا قد أنذر أمته الدجال الأعور
الكذاب، إلا وإنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإن بين عينيه مكتوبا كافر).
4317 حدثنا محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة ك ف ر.
4318 حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن
مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في هذا الحديث، قال: (يقرأه كل مسلم).
4319 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا جرير، ثنا حميد بن هلال، عن أبي
الدهماء، قال: سمعت عمران بن حصين يحدث، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من
سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من
الشبهات، أو لما يبعث به من الشبهات) هكذا قال.
4320 حدثنا حياة بن شريح، ثنا بقية، حدثني بحير، عن خالد بن معدان،
عن عمرو بن الأسود، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت أنه حدثهم، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا، إن مسيح
الدجال رجل قصير أفحج جعد أعور مطموس العين ليس بناتئة ولا حجراء، فإن ألبس
عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور) قال أبو داود: عمرو بن الأسود ولى القضاء.
4321 حدثنا صفوان بن صالح الدمشقي المؤذن، ثنا الوليد، ثنا ابن جابر،
حدثني يحيى بن جابر الطائي، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن النواس
ابن سمعان الكلابي، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال: (إن يخرج وأنا فيكم فأنا
حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل
مسلم، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف فإنها جواركم من فتنته) قلنا:

4318 - أي أن الكافر لا يقرأه.
4319 - من الشبهات: من الأمور التي يشبه له بها أنه نبي أو غير ذلك.
4320 - الأفحج: الذي يباعد بين قدميه إذا سار. العين الحجراء: التي ذهب حجرها ولم يبق منها الا كف العين.
4321 - فامرؤ حجيج نفسه: أي كل واحد حجيج نفسه ومسؤول عنها. المنارة البيضاء: في دمشق ولعل باب لد من أطرافها
أو سيكون اسما لمكان يومها اما لد اليوم فهي بلد في فلسطين.
318

وما لبثه في الأرض؟ قال: (أربعون يوما: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة،
وسائر أيامه كأيامكم) فقلنا: يا رسول الله، هذا اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم
وليلة؟ قال: (لا، اقدروا له قدره، ثم ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي
دمشق فيدركه عند باب لد فيقتله).
4322 حدثنا عيسى بن محمد، ثنا ضمرة، عن السيباني، عن عمرو بن
عبد الله، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه، وذكر الصلوات مثل معناه.
4323 حدثنا حفص بن عمر، ثنا همام، ثنا قتادة، عن سالم بن أبي الجعد،
عن معدان بن أبي طلحة، عن حديث أبي الدرداء، يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حفظ
عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال) قال أبو داود: وكذا قال هشام
الدستوائي عن قتادة، إلا أنه قال: (من حفظ من خواتيم سورة الكهف) وقال شعبة عن
قتادة: (من آخر الكهف).
4324 حدثنا هدبة بن خالد، ثنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن عبد الرحمن
ابن آدم، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس بيني وبينه نبي يعنى عيسى وإنه
نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه: رجل مربوع، إلى الحمرة والبياض، بين ممصرتين، كأن
رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس على الاسلام، فيدق الصليب، ويقتل
الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الاسلام، ويهلك المسيح
الدجال فيمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى فيصلى عليه المسلمون).
(23) باب في خبر الجساسة
4325 حدثنا النفيلي، ثنا عثمان بن عبد الرحمن، ثنا ابن أبي ذئب، عن
الزهري، عن أبي سلمة، عن فاطمة بنت قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر العشاء الآخرة ذات
ليلة، ثم خرج فقال: (إنه حبسني حديث كان يحدثنيه تميم الداري عن رجل كان في
جزيرة من جزائر البحر فإذا أنا بامرأة تجر شعرها، قال: ما أنت، قالت: أنا الجساسة،
اذهب إلى ذلك القصر، فأتيته، فإذا رجل يجر شعره مسلسل في الأغلال ينزو فيما بين
السماء والأرض، فقلت: من أنت؟ قال: أنا الدجال، خرج نبي الأميين بعد؟ قلت:

4324 - بين ممصرتين: أي يلبس ثوبين لونهما مشوب بصفرة خفيفة.
319

نعم، قال: أطاعوه أم عصوه؟ قلت: بل أطاعوه، قال: ذاك خير لهم).
4326 حدثنا حجاج بن أبي يعقوب، ثنا عبد الصمد، ثنا أبي، قال: سمعت
حسينا المعلم، ثنا عبد الله بن بريدة، ثنا عامر بن شراحيل الشعبي، عن فاطمة بنت
قيس، قالت: سمعت منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادى: أن الصلاة جامعة، فخرجت،
فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو
يضحك، قال: (ليلزم كل إنسان مصلاه) ثم قال: (هل تدرون لم جمعتكم)؟ قالوا:
الله ورسوله أعلم، قال: (إني ما جمعتكم لرهبة ولا رغبة، ولكن جمعتكم أن تميما
الداري كان رجلا نصرانيا، فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثا وافق الذي حدثتكم عن
الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لحم وجذام، فلعب بهم
الموج شهرا في البحر، وأرفأوا إلى جزيرة حين مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب
السفينة، فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابة أهلب كثيرة الشعر، قالوا: ويلك ما أنت؟
قالت: أنا الجساسة، انطلقوا إلى هذا الرجل في هذا الدير، فإنه إلى خبركم بالأشواق،
قال: لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة، فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير،
فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه) فذكر الحديث،
وسألهم عن نخل بيسان، وعن عين زغر، وعن النبي الأمي، قال: إني أنا المسيح، وإنه
يوشك أن يؤذن لي في الخروج قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وإنه في بحر الشام، أو بحر اليمن،
لا بل من قبل المشرق ما هو) مرتين، وأومأ بيده قبل المشرق، قالت: حفظت هذا من
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وساق الحديث.
4327 حدثنا محمد بن صدران، ثنا المعتمر، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن
مجالد بن سعيد، عن عامر، قال: حدثتني فاطمة بنت قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر ثم
صعد المنبر، وكان لا يصعد عليه إلا يوم جمعة قبل يومئذ، ثم ذكر هذه القصة، قال أبو
داود: وابن صدران بصرى غرق في البحر مع ابن مسور لم يسلم منهم غيره.
4328 حدثنا واصل بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن فضيل، عن الوليد بن عبد الله

4326 - أرفأوا: لجأوا إلى مرفأ ورسوا فيه. أقرب السفينة: قوارب النجاة أو النزول إلى الشاطئ وهي قوارب صغيرة تحملها
السفن عادة.
320

ابن جميع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
على المنبر: (إنه بينما أناس يسيرون في البحر فنفذ طعامهم، فرفعت لهم جزيرة،
فخرجوا يريدون الخبز، فلقيتهم الجساسة) قلت لأبي سلمة: وما الجساسة؟ قال: امرأة
تجر شعر جلدها ورأسها، قالت: في هذا القصر، فذكر الحديث، وسأل عن نخل
بيسان، وعن عين زغر، قال: هو المسيح، فقال لي ابن أبي سلمة: إن في هذا الحديث
شيئا ما حفظته، قال: شهد جابر أنه هو ابن صياد، قلت: فإنه قد مات، قال: وإن
مات، قلت: فإنه أسلم، قال: وإن أسلم، قلت: فإنه قد دخل المدينة، قال: وإن
دخل المدينة.
(24) باب في خبر ابن صائد
4329 حدثنا أبو عاصم خشيش بن أصرم، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن
الزهري، عن سالم، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بابن صائد في نفر من أصحابه فيهم
عمر بن الخطاب، وهو يلعب مع الغلمان عند أطم بنى مغالة، وهو غلام، فلم يشعر
حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده ثم قال: (أتشهد أنى رسول الله)؟ قال: فنظر إليه
ابن صياد، فقال: أشهد أنك رسول الأميين، ثم قال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم: أتشهد أنى
رسول الله؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (آمنت بالله ورسله) ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ما يأتيك)؟
قال: يأتيني صادق وكاذب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (خلط عليك الامر)، ثم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني قد خبأت لك خبيئة) وخبأ له (يوم تأتى السماء بدخان مبين) قال ابن
صياد: هو الدخ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أخسأ فلن تعدو قدرك) فقال عمر:
يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن يكن فلن تسلط عليه)
يعنى الدجال (وإلا يكن هو فلا خير في قتله).
4330 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب يعنى ابن عبد الرحمن عن موسى بن
عقبة، عن نافع، قال: كان ابن عمر يقول: والله ما أشك أن المسيح الدجال ابن صياد.

4329 - ابن صائد وابن صياد: شخص واحد والصياد هو الصائد. (يوم تأتى السماء بدخان مبين) سورة الدخان من الآية
(10). الأطم: برج أو حصن صغير.
321

4331 حدثنا ابن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن محمد
ابن المنكدر، قال: رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن صائد الدجال، فقلت:
تحلف بالله؟! فقال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم ينكره
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4332 حدثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا عبيد الله يعنى ابن موسى ثنا شيبان، عن
الأعمش، عن سالم، عن جابر، قال: فقدنا ابن صياد يوم الحرة.
4333 حدثنا عبد الله بن مسلمة، ثنا عبد العزيز يعنى ابن محمد عن
العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى
يخرج ثلاثون دجالون كلهم يزعم أنه رسول الله).
4334 حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا محمد يعنى ابن عمرو عن أبي
سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون
كذابا دجالا كلهم يكذب على الله وعلى رسوله).
4335 حدثنا عبد الله بن الجراح، عن جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال:
قال عبيدة السلماني، بهذا الخبر، قال: فذكر نحوه، فقلت له: أترى هذا منهم؟ يعنى
المختار، فقال عبيدة: أما إنه من الرؤوس.
(25) باب الأمر والنهى
4336 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا يونس بن راشد، عن علي بن
بذيمة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أول ما
دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق الله ودع ما
تصنع فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما
فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض) ثم قال: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل
على لسان داود وعيسى ابن مريم)) إلى قوله: (فاسقون) ثم قال: (كلا

4336 - أكيله: فواكله أي يأكل معه. شريبه: يشرب معه. قعيده: يقعد بجانبه. (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل)
سورة المائدة من الآية (78). تأطرنه على الحق: تلزمنه به وتجبرونه إجبارا.
322

والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق
أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا).
4337 حدثنا خلف بن هشام، ثنا أبو شهاب الحناط، عن العلاء بن المسيب،
عن عمرو بن مرة، عن سالم، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه،
زاد (أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعننكم كما لعنهم) قال أبو داود:
رواه المحاربي عن العلاء بن المسيب عن عبد الله بن عمرو بن مرة عن سالم الأفطس عن أبي
عبيدة عن عبد الله، ورواه خالد الطحان عن العلاء عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة.
4338 حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، ح وثنا عمرو بن عون، أخبرنا هشيم،
المعنى، عن إسماعيل، عن قيس، قال: قال أبو بكر بعد أن حمد الله وأثنى عليه: يا أيها
الناس، إنكم تقرؤن هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها (عليكم أنفسكم لا يضركم
من ضل إذا اهتديتم) قال عن خالد: وإنا سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الناس إذا رأوا
الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب) وقال عمرو عن هشيم: وإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا
ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب) قال أبو داود: ورواه كما قال خالد أبو أسامة
وجماعة، وقال شعبة فيه: (ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أكثر ممن يعمله).
4339 حدثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص، ثنا أبو إسحاق، أظنه عن ابن جرير،
عن جرير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم
بالمعاصي يقدرون على أن يغيروا عليه فلا يغيروا إلا أصابهم الله بعذاب من قبل أن
يموتوا).
4340 حدثنا محمد بن العلاء وهناد بن السرى، قالا: ثنا أبو معاوية، عن
الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد، وعن قيس بن مسلم عن
طارق بن شهاب عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من رأى
منكرا فاستطاع أن يغيره بيده فليغيره بيده) وقطع هناد بقية الحديث وفاه ابن العلاء (فإن لم

4338 - (عليكم أنفسكم لا يضركم) سورة المائدة من الآية (105).
4339 - أي رضوا ووافقوا على ارتكاب المعاصي والا لما سكتوا.
323

يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع بلسانه فبقلبه، وذلك أضعف الايمان).
4341 حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود العتكي، ثنا ابن المبارك، عن عتبة بن أبي
حكيم، قال: حدثني عمرو بن جارية اللخمي، حدثني أبو أمية الشعباني، قال:
سألت أبا ثعلبة الخشني فقلت: يا أبا ثعلبة، كيف تقول في هذه الآية: (عليكم
أنفسكم)؟ قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
(بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا
مؤثرة وإعجاب كل ذي رأى برأيه فعليك يعنى بنفسك ودع عنك العوام فإن من ورائكم
أيام الصبر الصبر فيه مثل قبض على الجمر، للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون
مثل عمله) وزادني غيره قال: يا رسول الله أجر خمسين منهم؟ قال: (أجر خمسين
منكم).
4342 حدثنا القعنبي، أن عبد العزيز بن أبي حازم حدثهم، عن أبيه، عن
عمارة بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كيف بكم
وبزمان) أو (يوشك أن يأتي زمان يغربل الناس فيه غربلة تبقى حثالة من الناس قد مرجت
عهودهم وأماناتهم واختلفوا فكانوا هكذا) وشبك بين أصابعه، فقالوا: وكيف بنا يا
رسول الله؟ قال: (تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر
خاصتكم وتذرون أمر عامتكم) قال أبو داود: هكذا روى عن عبد الله بن عمرو عن
النبي صلى الله عليه وسلم ومن غير وجه.
4343 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا الفضل بن دكين، ثنا يونس بن أبي
إسحاق، عن هلال بن خباب أبى العلاء، قال: حدثني عكرمة، حدثني عبد الله بن
عمرو بن العاص، قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة، فقال: (إذا رأيتم
الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا) وشبك بين أصابعه، قال: فقمت
إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟ قال: (الزم بيتك واملك عليك
لسانك وخذ بما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة).

4341 - لهم هذا الاجر العظيم لان البيئة المحيطة بهم معادية لصبرهم على دينهم تدعوهم إلى الدنيا والفجور والكفر والضلال
فلا يقدر الرجل على منع أولاده وإخوته وأقاربه من الانحراف في تيار المعاصي.
324

4344 حدثنا محمد بن عبادة الواسطي، ثنا يزيد يعنى ابن هارون أخبرنا إسرائيل، ثنا محمد بن جحادة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر) أو (أمير جائر).
4345 حدثنا محمد بن العلاء، أخبرنا أبو بكر، ثنا مغيرة بن زياد الموصلي،
عن عدى بن عدي، عن العرس بن عميرة الكندي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا عملت
الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها) وقال مرة: (أنكرها) (كمن غاب عنها،
ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها).
4346 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا أبو شهاب، عن مغيرة بن زياد، عن عدى بن عدي
، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه، قال: (من شهدها فكرهها كان كمن غاب عنها).
4347 حدثنا سليمان بن حرب وحفص بن عمر، قالا: ثنا شعبة، وهذا لفظه،
عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، قال: أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول، وقال
سليمان: حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لن يهلك الناس حتى
يعذروا، أو يعذروا من أنفسهم).
(26) باب قيام الساعة
4348 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري،
قال: أخبرني سالم بن عبد الله وأبو بكر بن سليمان، أن عبد الله بن عمر قال: صلى بنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سلم قام فقال: (أرأيتكم
ليلتكم هذه، فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد) قال ابن
عمر: فوهل الناس في مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك فيما يتحدثون عن هذه الأحاديث عن مائة
سنة، وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض، يريد أن ينخرم
ذلك القرن.

4342 - يغربل الناس فيه: يذهب الأخيار ويبقى الأشرار مرجت عهودهم: ضاعت ولم ويحفظونها.
4344 - لان السلطان الجائر إذا لم يجد من يردعه ولو بالكلمة عن جوره ويرده إلى الصواب ازداد جورا وطغيانا.
4346 - لان من غاب عنها ورضيها لو حضر لشارك فيها.
4348 - أي لن واحد من الموجودين حينها إلى ما بعد مائة عام وقد مات عام المائة من الهجرة الصحابي عامر بن واثلة وكان آخر
الصحابة موتا.
325

4349 حدثنا موسى بن سهل، ثنا حجاج بن إبراهيم، ثنا ابن وهب حدثني
معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن أبي ثعلبة الخشني، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم).
4350 حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبو المغيرة، حدثني صفوان، عن شريح بن
عبيد، عن سعد بن أبي وقاص، أن النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند
ربها أو يؤخرهم نصف يوم) قيل لسعد: وكم نصف ذلك اليوم؟ قال: خمسمائة سنة.
(آخر كتاب الملاحم)

4349 - ونصف يوم من أيام الآخرة خمسمائة عام وفى ذلك قوله تعالى: (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) سورة
الحج من الآية (47).
326

33 - كتاب الحدود
[40 بابا: و 43 حديثا]
(1) باب الحكم فيمن ارتد
4351 حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا
أيوب، عن عكرمة أن عليا عليه السلام أحرق ناسا ارتدوا عن الاسلام فبلغ ذلك ابن
عباس، فقال: لم أكن لأحرقهم بالنار، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تعذبوا بعذاب الله)
وكنت قاتلهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من بدل دينه فاقتلوه) فبلغ
ذلك عليا عليه السلام، فقال: ويح ابن عباس.
4352 حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عبد الله بن
مرة، عن مسروق، عن عبد الله، قال رسول الله صلى الله وسلم: (لا يحل دم رجل مسلم يشهد أن
لا إله إلا الله وأنى رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس،
والتارك لدينه المفارق للجماعة).
4353 حدثنا محمد بن سنان الباهلي، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن عبد العزيز
ابن رفيع، عن عبيد بن عمير، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، إلا بإحدى
ثلاث: رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم، ورجل خرج محاربا لله ورسوله فإنه يقتل أو
يصلب أو ينفى من الأرض، أو يقتل نفسا فيقتل بها).
4354 حدثنا أحمد بن حنبل ومسدد، قالا: ثنا يحيى بن سعيد، قال مسدد:
ثنا قرة بن خالد، ثنا حميد بن هلال، ثنا أبو بردة، قال: قال أبو موسى: أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم

4351 - وإنما أحرق علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذين زعموا أنه إله (والعياذ بالله) وعبدوه وما زال منهم بقية يسمون
العلي اللهية.
4354 - سأل العمل: أي طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجعله عاملا أي واليا لمنطقة ما أو مسؤولا عن جمع الزكاة فيها وما شابه
ذلك. أرجو في نومتي ما أرجو في قومتي أي من الثواب.
327

ومعي رجلان من الأشعريين أحدهما عن يميني والآخر عن يساري، فكلاهما سأل العمل، والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت، فقال: (ما تقول يا أبا موسى) أو (يا عبد الله بن قيس)؟ قلت:
والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما، وما شعرت أنهما يطلبان العمل، قال:
وكأني أنظر إلى سواكه تحت شفته قلصت، قال: (لن نستعمل، أو لا نستعمل، على
عملنا من أراده، ولكن اذهب أنت يا أبا موسى، أو يا عبد الله بن قيس) فبعثه على
اليمن، ثم أتبعه معاذ بن جبل، قال: فلما قدم عليه معاذ قال: انزل، وألقى له وسادة،
وإذا رجل عنده موثق، قال: ما هذا؟ قال: هذا كان يهوديا فأسلم ثم راجع دينه دين
السوء، قال: لا أجلس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله، قال: اجلس نعم، قال: لا
أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله، ثلاث مرات، فأمر به فقتل، ثم تذاكرا قيام الليل،
فقال أحدهما معاذ بن جبل: أما أنا فأنام وأقوم، أو أقوم وأنام، وأرجو في نومتي ما أرجو
في قومتي
. 4359 حدثنا الحسن بن علي، ثنا الحماني يعنى عبد الحميد بن
عبد الرحمن عن طلحة بن يحيى وبريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي
موسى، قال: قدم على معاذ وأنا باليمن، ورجل كان يهوديا فأسلم فارتد عن الاسلام،
فلما قدم معاذ قال: لا أنزل عن دابتي حتى يقتل، فقتل، قال أحدهما: وكان قد استتيب
قبل ذلك.
4356 حدثنا محمد بن العلاء، ثنا حفص، ثنا الشيباني، عن أبي بردة، بهذه
القصة، قال: فأتى أبو موسى برجل قد ارتد عن الاسلام، فدعاه عشرين ليلة أو قريبا
منها، فجاء معاذ، فدعاه، فأبى، فضرب عنقه، قال أبو داود: ورواه عبد الملك بن
عمير عن أبي بردة لم يذكر الاستتابة، ورواه ابن فضيل عن الشيباني عن سعيد بن أبي بردة
عن أبيه عن أبي موسى ولم يذكر فيه الاستتابة.
4357 حدثنا ابن معاذ، ثنا أبي، ثنا المسعودي، عن القاسم، بهذه القصة،
قال: فلم ينزل حتى ضرب عنقه، وما استتابه.
4358 حدثنا أحمد بن محمد المروزي، ثنا علي بن الحسين بن واقد، عن
أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان عبد الله بن سعد بن أبي
سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأزله الشيطان، فلحق بالكفار، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
328

يقتل يوم الفتح، فاستجار له عثمان بن عفان، فأجاره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4359 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أحمد بن المفضل، ثنا أسباط بن نصر،
قال: زعم السدى، عن مصعب بن سعد، عن سعد، قال: لما كان يوم فتح مكة اختبأ
عبد الله بن سعد بن أبي سرح عند عثمان بن عفان، فجاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال: يا رسول الله بايع عبد الله، فرفع رأسه، فنظر إليه ثلاثا، كل ذلك يأبى، فبايعه
بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال: (أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث
رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله)؟ فقالوا: ما ندري يا رسول الله ما في نفسك ألا أومأت
إلينا بعينك؟ قال: (إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين).
4360 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا حميد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي
إسحاق، عن الشعبي، عن جرير، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا أبق العبد إلى
الشرك فقد حل دمه).
(2) باب الحكم فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم
4361 حدثنا عباد بن موسى الختلي، أخبرنا إسماعيل بن جعفر المدني، عن
إسرائيل، عن عثمان الشحام، عن عكرمة، قال: ثنا ابن عباس، أن أعمى كانت له أم
ولد تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي، ويزجرها فلا تنزجر، قال: فلما كانت ذات
ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه، فأخذ المغول فوضعه في بطنها، واتكأ عليها
فقتلها، فوقع بين رجليها طفل، فلطخت ما هناك بالدم، فلما أصبح ذكر ذلك
لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فجمع الناس فقال: (أنشد الله رجلا فعل ما فعل لي عليه حق إلا قام)
فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتزلزل حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله،
أنا صاحبها، كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي، وأزجرها فلا تنزجر، ولى منها
ابنان مثل اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك

4359 - هو أكمل وأرجح من الحديث السابق.
4360 - ابق إلى الشرك: هرب من سيده في دار الاسلام إلى ديار المشركين. حل دمه: أبيح قتله وأهدر دمه فلا قود فيه ولا
دية له.
4361 - المغول: سيف قصير يجعل بين الثياب أو سوط في داخله حربة دقيقة تسحب منه كأنها الشيش المعروف في الألعاب
الرياضية.
329

فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا
اشهدوا أن دمها هدر).
4362 حدثنا عثمان بن أبي شيبة و عبد الله بن الجراح، عن جرير، عن مغيرة،
عن الشعبي، عن علي رضي الله عنه أن يهودية كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه، فخنقها
رجل حتى ماتت، فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها.
4363 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن يونس، عن حميد بن
هلال، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ح وثنا هارون بن عبد الله ونصير بن الفرج، قالا: ثنا أبو أسامة،
عن يزيد بن زريع، عن يونس بن عبيد، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن مطرف،
عن أبي برزة، قال: كنت عند أبي بكر رضي الله عنه فتغيظ على رجل فاشتد عليه،
فقلت: تأذن لي يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أضرب عنقه؟ قال: فأذهبت كلمتي غضبه، فقام
فدخل فأرسل إلى فقال: ما الذي قلت آنفا؟ قلت: ائذن لي أضرب عنقه، قال: أكنت
فاعلا لو أمرتك؟ قلت: نعم، قال: لا والله، ما كانت لبشر بعد محمد صلى الله عليه وسلم، قال أبو
داود: هذا لفظ يزيد، قال أحمد بن حنبل: أي: لم يكن لأبي بكر أن يقتل رجلا إلا
بإحدى الثلاث التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفر بعد إيمان، أو زنا بعد إحصان، أو قتل
نفس بغير نفس، وكان للنبي صلى الله عليه وسلم أن يقتل.
(3) باب ما جاء في المحاربة
4364 حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة عن أنس
ابن مالك، أن قوما من عكل، أو قال من عرينة، قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتووا
المدينة، فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بلقاح وأمرهم أن يشربوا من أبوالها وألبانها، فانطلقوا،
فلما صحوا قتلوا راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستاقوا النعم، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم خبرهم من أول
النهار، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم في أثارهم، فما ارتفع النهار حتى جئ بهم، فأمر بهم فقطعت
أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون، قال أبو قلابة: فهؤلاء
قوم سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله.

4364 - اجتووا المدينة: عافوا المقام فيها ولم يلائمهم مناخها وكان عند أطرافها سبخة رديئة الريح، وحرضوا من جراء إقامتهم
هذه. اللقاح: الناقة الحلوب.
330

4365 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، عن أيوب، بإسناده، بهذا
الحديث، قال فيه: فأمر بمسامير فأحميت، فكحلهم، وقطع أيديهم وأرجلهم، وما
حسمهم.
4366 حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان، قال: أخبرنا ح وثنا عمرو بن
عثمان، ثنا الوليد، عن الأوزاعي، عن يحيى يعنى ابن أبي كثير عن أبي قلابة، عن
أنس بن مالك، بهذا الحديث، قال فيه: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم قافة، فأتى
بهم، قال: فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله
ويسعون في الأرض فسادا) الآية.
4367 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا ثابت وقتادة وحميد، عن
أنس بن مالك، ذكر هذا الحديث، قال أنس: فلقد رأيت أحدهم يكدم الأرض بفيه عطشا
حتى ماتوا.
4368 حدثنا محمد بن بشار، ثنا ابن أبي عدى، عن هشام، عن قتادة، عن
أنس بن مالك، بهذا الحديث، نحوه، زاد: ثم نهى عن المثلة ولم يذكر (من خلاف)
ورواه شعبة عن قتادة وسلام بن مسكين عن ثابت جميعا عن أنس، لم يذكرا (من خلاف)
ولم أجد في حديث أحد (قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف) إلا في حديث حماد بن
سلمة.
4369 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو، عن سعيد
ابن أبي هلال، عن أبي الزناد، عن عبد الله بن عبيد الله، قال أحمد: هو يعنى عبد الله
ابن عبيد الله بن عمر بن الخطاب عن ابن عمر أن ناسا أغاروا على إبل النبي صلى الله عليه وسلم
فاستاقوها، وارتدوا عن الاسلام، وقتلوا راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنا، فبعث في آثارهم،
فأخذوا، فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم، قال: ونزلت فيهم آية المحاربة، وهم
الذين أخبر عنهم أنس بن مالك الحجاج حين سأله.
4370 حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني الليث بن

4365 - والحسم معالجة الجرح مكان القطع وأكثر الحسم كان كان بالزيت المغلى لأنه يجمع اللحم مكان القطع ويقطع النزف
ويسرع في الشفاء. وقد يكوى المكان بالنار فقط.
4366 - سورة المائدة من الآية (33). القافة: الخبير باتباع الأثر.
331

سعد، عن محمد بن العجلان، عن أبي الزناد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قطع الذين سرقوا
لقاحه وسمل أعينهم بالنار عاتبه الله تعالى في ذلك، فأنزل الله تعالى: (إنما جزاء الذين
يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا) الآية.
4371 حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا ح وثنا موسى بن إسماعيل، ثنا
همام، عن قتادة، عن محمد بن سيرين، قال: كان هذا قبل أن تنزل الحدود، يعنى
حديث أنس.
4372 حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت، ثنا علي بن حسين، عن أبيه، عن
يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: (إنما جزاء الذين يحاربون الله
ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو
ينفوا من الأرض) إلى قوله (غفور رحيم) نزلت هذه الآية في المشركين، فمن تاب
منهم قبل أن يقدر عليه لم يمنعه ذلك أن يقام فيه الحد الذي أصابه.
(4) باب في الحد يشفع فيه
4373 حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني، قال: حدثني،
ح وثنا قتيبة بن سعيد الثقفي، ثنا الليث، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة
رضي الله عنها أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم
فيها؟ يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: ومن يجترئ إلا أسامة بن زيد حب
رسول الله صلى الله عليه وسلم!؟ فكلمه أسامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أسامة، أتشفع في حد من
حدود الله)؟ ثم قام فاختطب، فقال: (إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق
فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة
بنت محمد سرقت لقطعت يدها).
4374 حدثنا عباس بن عبد العظيم ومحمد بن يحيى، قالا: ثنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كانت امرأة
مخزومية تستعير المتاع، وتجحده، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها، وقص نحو حديث الليث،

4374 - تجحده: تنكره.
332

قال: فقطع النبي صلى الله عليه وسلم يدها، قال أبو داود: روى ابن وهب هذا الحديث عن يونس عن
الزهري، وقال فيه كما قال الليث: إن امرأة سرقت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح،
ورواه الليث عن يونس عن ابن شهاب، بإسناده، فقال: استعارت امرأة، وروى مسعود
ابن الأسود عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا الخبر، قال: سرقت قطيفة من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ورواه أبو الزبير عن جابر أن امرأة سرقت فعاذت بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4375 حدثنا جعفر بن مسافر ومحمد بن سليمان الأنباري، قالا: أخبرنا ابن أبي
فديك، عن عبد الملك بن زيد، نسبه جعفر إلى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، عن
محمد بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود).
(5) باب العفو عن الحدود ما لم تبلغ السلطان
4376 حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت ابن
جريج يحدث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تعافوا الحدود فيما بينكم، فما بلغني من حد فقد وجب).
(6) باب في الستر على أهل الحدود
4377 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، عن زيد بن أسلم، عن يزيد بن
نعيم، عن أبيه، أن ماعزا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأقر عنده أربع مرات، فأمر برجمه، وقال
لهزال: (لو سترته بثوبك كان خيرا لك).
4378 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد، ثنا يحيى، عن ابن المنكدر أن
هزالا أمر ماعزا أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيخبره.

4375 - ذوي الهيئات: قال الشافعي هم الذين لم تظهر فيهم ريبة. وفى القاموس: أصحاب المقام والمكانة في قومهم. إلا
الحدود: أي إلا في الحدود فالواجب الحتمي إقامتها كائنا من كان مستحق الحد.
4376 - تعافوا: أي يجوز أن يعفوا المسلم عن أخيه المسلم إذا آذاه ما لم يبلغ الامر السلطان فان بلغ وجب إقامة الحد.
4377 - وقوله لهزال لان هزال هو الذي امره ان يذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويعترف. وليس الامر بالشر ممالاته على فعله بل
استتابته.
333

(7) باب في صاحب الحد يجئ فيقر
4379 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا الفريابي، ثنا إسرائيل، ثنا سماك
ابن حرب، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، أن امرأة خرجت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم تريد
الصلاة، فتلقاها رجل، فتجللها، فقضى حاجته منها، فصاحت، وانطلق،
فمر عليها رجل فقالت: إن ذاك فعل بي كذا وكذا، ومرت عصابة من المهاجرين،
فقالت: إن ذلك الرجل فعل بي كذا وكذا، فانطلقوا، فأخذوا الرجل الذي ظنت أنه وقع
عليها، فأتوها به، فقالت: نعم هو هذا، فأتوا به النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أمر به قام صاحبها الذي
وقع عليها، فقال: يا رسول الله، أنا صاحبها، فقال لها: (اذهبي فقد غفر الله لك)
وقال للرجل قولا حسنا قال أبو داود: يعنى الرجل المأخوذ وقال للرجل الذي وقع عليها:
(ارجموه) فقال: (لقد تاب توبة لو تابها أهل المدينة لقبل منهم) قال أبو داود: رواه
أسباط بن نصر أيضا عن سماك.
(8) باب في التلقين في الحد
4380 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي
طلحة، عن أبي المنذر مولى أبي ذر، عن أبي أمية المخزومي، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بلص
قد اعترف، ولم يوجد معه متاع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (ما إخالك سرقت) قال:
بلى، فأعاد عليه مرتين أو ثلاثا، فأمر به فقطع، وجئ به، فقال: (استغفر الله وتب
إليه) فقال: أستغفر الله وأتوب إليه، فقال: (اللهم تب عليه) ثلاثا، قال أبو داود: رواه
عمرو بن عاصم عن همام، عن إسحاق بن عبد الله، قال: عن أبي أمية رجل من الأنصار
عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(9) باب في الرجل يعترف بحد ولا يسميه
4381 حدثنا محمود بن خالد، ثنا عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، قال:

4379 - تجللها: رماها أرضا ثم اغتصبها. عصابة: جماعة. لقد تاب قوية.. الخ: لان غيره أخذ بالذنب ولم يلزمه أحد
بالاعتراف ولم تتعرف المرأة إليه بل ظنت الاخر هو الفاعل ورغم ذلك رفض أن يؤخذ غيره بجريرته فتاب واعترف مع
معرفته بعقوبة فعله.
334

حدثني أبو عمار، حدثني أبو أمامة، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني
أصبت حدا فأقمه على، قال: (توضأت حين أقبلت)؟ قال: نعم، قال: (هل صليت
معنا حين صلينا)؟ قال: نعم، قال: (اذهب فإن الله تعالى قد عفا عنك).
(10) باب في الامتحان بالضرب
4382 حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا بقية، ثنا صفوان، ثنا أزهر بن عبد الله
الرازي، أن قوما من الكلاعيين سرق لهم متاع، فاتهموا أناسا من الحاكة، فأتوا النعمان
ابن بشير صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، فحبسهم أياما ثم خلى سبيلهم، فأتوا النعمان فقالوا: خليت
سبيلهم بغير ضرب ولا امتحان، فقال النعمان: ما شئتم، إن شئتم أن أضربهم فإن خرج
متاعكم فذاك وإلا أخذت من ظهوركم مثل ما أخذت من ظهورهم، فقالوا: هذا حكمك؟
فقال: هذا حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم قال أبو داود: إنما أرهبهم بهذا القول، أي لا
يجب الضرب إلا بعد الاعتراف.
(11) باب ما يقطع فيه السارق
4383 حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا سفيان، عن الزهري، قال سمعته
منه، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقطع في ربع دينار فصاعدا.
4384 حدثنا أحمد بن صالح ووهب بن بيان، قالا: ثنا، ح وثنا ابن السرح،
قال: أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عروة وعمرة، عن عائشة
رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تقطع يد السارق في ربع دينار فصاعدا) قال أحمد
ابن صالح: القطع في ربع دينار فصاعدا.
4385 حدثنا عبد الله بن مسلمة، ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع في مجن ثمنه ثلاثة دراهم.
4386 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني
إسماعيل بن أمية، أن نافعا مولى عبد الله بن عمر حدثه، أن عبد الله بن عمر حدثهم أن

4382 - الحاكة: الذين يعملون في الحياكة.
4385 - وثلاثة دراهم هي ربع دينار لان صرف الدينار كان اثنى عشر درهما.
335

النبي صلى الله عليه وسلم قطع يد رجل سرق ترسا من صفة النساء ثمنه ثلاثة دراهم.
4387 حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن أبي السرى العسقلاني، وهذا
لفظه، وهو أتم، قالا: ثنا ابن نمير، عن محمد بن إسحاق، عن أيوب بن موسى، عن
عطاء، عن ابن عباس، قال: قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم يد رجل في مجن قيمته دينار أو عشرة
دراهم، قال أبو داود: رواه محمد بن سلمة وسعدان بن يحيى عن ابن إسحاق بإسناده.
(12) باب ما لا قطع فيه
4388 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد،
عن محمد بن يحيى بن حبان، أن عبدا سرق وديا من حائط رجل فغرسه في حائط سيده،
فخرج صاحب الودي يلتمس ودية، فوجده، فاستعدى على العبد مروان بن الحكم وهو
أمير المدينة يومئذ، فسجن مروان العبد، وأراد قطع يده، فانطلق سيد العبد إلى رافع بن
خديج، فسأله عن ذلك، فأخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا قطع في ثمر ولا
كثر) فقال الرجل: إن مروان أخذ غلامي وهو يريد قطع يده، وأنا أحب أن تمشى معي
إليه فتخبره بالذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمشى معه رافع بن خديج حتى أتى مروان
ابن الحكم، فقال له رافع: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا قطع في ثمر ولا كثر) فأمر
مروان بالعبد فأرسل، قال أبو داود: الكثر: الجمار.
4389 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد، ثنا يحيى، عن محمد بن يحيى بن
حبان، بهذا الحديث، قال: فجلده مروان جلدات وخلى سبيله.
4390 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن ابن عجلان، عن عمرو بن
شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل
عن الثمر المعلق فقال: (من أصاب بفيه من ذي حاجة غير متخذ خبنة فلا شئ عليه،
ومن خرج بشئ منه فعليه غرامة مثليه والعقوبة، ومن سرق منه شيئا بعد أن يؤويه الجرين
فبلغ ثمن المجن فعليه القطع).

4387 - قيمة المجن تختلف من زمن لآخر.
4388 - الودي: النسيل من جانب جذع النخلة فيؤخذ وينقل ويزرع في مكان آخر.
336

(13) باب القطع في الخلسة والخيانة
4391 حدثنا نصر بن علي، أخبرنا محمد بن بكر، ثنا ابن جريج، قال: قال
أبو الزبير: قال جابر بن عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس على المنتهب قطع، ومن
انتهب نهبة مشهورة فليس منا).
4392 وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس على الخائن قطع).
4393 حدثنا نصر بن علي، أخبرنا عيسى بن يونس، عن ابن جريج عن أبي
الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله، زاد: (ولا على المختلس قطع) قال أبو
داود: هذان الحديثان لم يسمعهما ابن جريج من أبى الزبير، وبلغني عن أحمد بن حنبل أنه
قال: إنما سمعهما ابن جريج من ياسين الزيات قال أبو داود: وقد رواهما المغيرة بن مسلم
عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(14) باب من سرق من حرز
4394 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عمرو بن حماد بن طلحة، ثنا
أسباط، عن سماك بن حرب، عن حميد بن أخت صفوان، عن صفوان بن أمية، قال:
كنت نائما في المسجد على خميصة لي ثمن ثلاثين درهما، فجاء رجل فاختلسها منى،
فأخذ الرجل، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر به ليقطع، قال: فأتيته، فقلت: أتقطعه من
أجل ثلاثين درهما، أنا أبيعه وأنسأه ثمنها؟ قال: (فهلا كان هذا قبل أن تأتيني به) قال أبو
داود: ورواه زائدة، عن سماك، عن جعيد بن حجير، قال: نام صفوان، ورواه مجاهد
وطاوس، أنه كان نائما فجاء سارق فسرق خميصة من تحت رأسه، ورواه أبو سلمة بن
عبد الرحمن، قال: فاستله من تحت رأسه فاستيقظ فصاح به فأخذ، ورواه الزهري عن
صفوان بن عبد الله، قال: فنام في المسجد وتوسد رداءه فجاء سارق فأخذ رداءه فأخذ
السارق فجئ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

4398 - أي جلده تأديبا لا حدا.
4390 - الخبنة: طرف الثوب. الجرين: المستودع المقفل لحفظ التمر والحبوب. ولا يقطع من حمل من البستان لأنه ليس
في حرز بعكس من أخذ من الجرين فقد أخذ من حرز.
4391 - ليس على المنتهب قطع لأنه يأخذ بين الناس وبإمكان المنتهب منه أن يستنجد بالناس فيعينوه فإن سكت فقد ساعد على
نفسه والخائن والمختلس عملهما سوء إئتمان لا يعنى عدم القطع انقطاع العقوبة فالعقوبة هنا أقل من الحد.
337

(15) باب في القطع في العارية إذا جحدت
4395 حدثنا الحسن بن علي ومخلد بن خالد، المعنى قالا: ثنا
عبد الرزاق، أخبرنا معمر، قال مخلد: عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن
عمر، أن امرأة مخزومية كانت تستعير المتاع فتجحده، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بها فقطعت يدها،
قال أبو داود: رواه جويرية عن نافع عن ابن عمر أو عن صفية بنت أبي عبيد، زاد فيه: وأن
النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيبا فقال: (هل من امرأة تائبة إلى الله عز وجل ورسوله) ثلاث مرات،
وتلك شاهدة فلم تقم ولم تتكلم، ورواه ابن غنج عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد قال
فيه: فشهد عليها.
4396 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا أبو صالح، عن الليث، قال:
حدثني يونس، عن ابن شهاب، قال: كان عروة يحدث أن عائشة رضي الله عنها قالت:
استعارت امرأة، تعنى حليا على ألسنة أناس يعرفون ولا تعرف هي، فباعته، فأخذت، فأتى
بها النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر بقطع يدها، وهي التي شفع فيها أسامة بن زيد، وقال فيها
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال.
4397 حدثنا عباس بن عبد العظيم ومحمد بن يحيى، قالا: ثنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: كانت امرأة مخزومية تستعير
المتاع وتجحده، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها، وقص نحو حديث قتيبة عن الليث عن ابن
شهاب، زاد: فقطع النبي صلى الله عليه وسلم يدها.
(16) باب في المجنون يسرق أو يصيب حدا
4398 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة،
عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المبتلى حتى يبرأ، وعن الصبي
حتى يكبر).

4398 - لان عمل العقل رقابته على الأعمال والتصرفات متوقفة في الحالات الثلاث. فالنائم لا يعي ما يفعل، والمجنون لا
يعقل والصغير لم يصل إلى حد تقدير العواقب. أما السكير فيحاسب بفعله لأنه أذهب قدرته على التفكير بإرادته.
338

4399 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي ظبيان،
عن ابن عباس، قال: أتى عمر بمجنونة قد زنت، فاستشار فيها أناسا فأمر بها أن ترجم، فمر
بها على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، فقال: ما شأن هذه؟ قالوا: مجنونة بنى
فلان زنت فأمر بها عمر أن ترجم، قال: فقال: ارجعوا بها، ثم أتاه فقال: يا أمير
المؤمنين، أما علمت أن القلم قد رفع عن ثلاثة: عن المجنون حتى يبرأ، وعن النائم
حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يعقل؟ قال: بلى، قال: فما بال هذه ترجم؟ قال: لا
شئ، قال: فأرسلها، قال: فأرسلها، قال: فجعل يكبر.
4400 حدثنا يوسف بن موسى، ثنا وكيع، عن الأعمش، نحوه، وقال أيضا:
حتى يعقل، وقال: وعن المجنون حتى يفيق، قال: فجعل عمر يكبر.
4401 حدثنا ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني جرير بن حازم، عن
سليمان بن مهران، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، قال: مر على علي بن أبي طالب
رضي الله عنه، بمعنى عثمان، قال: أو ما تذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رفع القلم عن
ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن
الصبي حتى يحتلم)؟ قال: صدقت، قال: فخلى عنها.
4402 حدثنا هناد، عن أبي الأحوص، ح وثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير،
المعنى، عن عطاء بن السائب، عن أبي ظبيان، قال هناد: الجنبي، قال: أتي عمر
بامرأة قد فجرت، فأمر برجمها، فمر علي رضي الله عنه فأخذها فخلى سبيلها، فأخبر
عمر، قال: ادعوا لي عليا، فجاء علي رضي الله عنه، فقال: يا أمير المؤمنين لقد
علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رفع القلم عن ثلاثة: عن الصبي حتى يبلغ، وعن النائم
حتى يستيقظ، وعن المعتوه حتى يبرأ) وإن هذه معتوهة بنى فلان لعل الذي أتاها أتاها وهي
في بلائها، قال: فقال عمر: لا أدرى، فقال علي عليه السلام: وأنا لا أدرى.
4403 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، عن خالد، عن أبي الضحى،
عن علي عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى
يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل) قال أبو داود: رواه ابن
جريج عن القاسم بن يزيد عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، زاد فيه: والخرف.
339

(17) باب في الغلام يصيب الحد
4404 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، أخبرنا عبد الملك بن عمير حدثني
عطية القرظي، قال: كنت من سبى بني قريظة، فكانوا ينظرون، فمن أنبت الشعر قتل ومن
لم ينبت لم يقتل، فكنت فيمن لم ينبت.
4405 حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير بهذا الحديث،
قال: فكشفوا عانتي فوجدوها لم تنبت، فجعلوني من السبي.
4406 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى، عن عبيد الله، قال: أخبرني نافع،
عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزه، وعرضه يوم
الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة فأجازه.
4407 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا ابن إدريس، عن عبيد الله بن عمر،
قال: قال نافع: حدثت بهذا الحديث عمر بن عبد العزيز، فقال: إن هذا الحد بين
الصغير والكبير.
(18) باب في الرجل يسرق في الغزو أيقطع
4408 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني حياة بن شريح عن عياش
ابن عباس القتباني، عن شييم بن بيتان ويزيد بن صبح الأصبحي، عن جنادة بن أبي أمية،
قال: كنا مع بسر بن أرطاة في البحر، فأتى بسارق يقال له مصدر، قد سرق بختية،
فقال: قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تقطع الأيدي في السفر) ولولا ذلك لقطعته.
(19) باب في قطع النباش
4409 حدثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، عن أبي عمران، عن المشعث بن
طريف، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا
ذر) قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، فقال: (كيف أنت إذا أصاب الناس موت

4404 - وإنبات الشعر دليل البلوغ يكون في الذقن ويكون في العانة وقد يتأخر شعر اللحية أما شعر العانة فدليل لا مجال لرده.
4409 - سبق ذكره عدا قول حماد بن سليمان والمقصود إثبات أن القبر للميت بمثابة البيت للحي، والنباش هو الذي يحفر
القبور ليسرق ملابس الموتى أو لأي سبب آخر.
340

يكون البيت فيه بالوصيف) يعنى القبر، قلت: الله ورسوله أعلم أو ما خار الله ورسوله،
قال: (عليك بالصبر) أو قال: (تصبر) قال أبو داود: قال حماد بن أبي سليمان: يقطع
النباش، لأنه دخل على الميت بيته.
(20) باب في السارق يسرق مرارا
4410 حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل الهلالي، ثنا جدي، عن
مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله،
قال: جئ بسارق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (اقتلوه) فقالوا: يا رسول الله، إنما سرق،
فقال: (اقطعوه) قال: فقطع، ثم جئ به الثانية فقال: (اقتلوه) فقالوا: يا
رسول الله، إنما سرق، قال: (اقطعوه) قال: فقطع، ثم جئ به الثالثة فقال:
(اقتلوه) فقالوا: يا رسول الله، إنما سرق، قال: (اقطعوه) ثم أتى به الرابعة فقال:
(اقتلوه) فقالوا: يا رسول الله، إنما سرق، قال: (اقطعوه) فأتى به الخامسة فقال:
(اقتلوه) قال جابر: فانطلقنا به فقتلناه، ثم اجتررناه فألقيناه في بئر ورمينا عليه الحجارة.
(21) باب في تعليق يد السارق في عنقه
4411 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عمر بن علي، ثنا الحجاج، عن مكحول،
عن عبد الرحمن بن محيريز، قال: سألنا فضالة بن عبيد عن تعليق اليد في العنق للسارق
أمن السنة هو؟ قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسارق فقطعت يده، ثم أمر بها فعلقت في
عنقه.
(22) باب بيع المملوك إذا سرق
4412 حدثنا موسى يعنى ابن إسماعيل ثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي
سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا سرق المملوك فبعه
ولو بنش).

4412 - النش نصف أوقية والأوقية أربعون درهما والمقصود ولو بثمن بخس وهذا ان سرق من مال سيده فإن سرق من مال غيره
استحق القطع.
341

(23) باب في الرجم
4413 حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، حدثني علي بن الحسين،
عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة عن ابن عباس، قال: (واللاتي يأتين
الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم، فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى
يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا) وذكر الرجل بعد المرأة ثم جمعهما فقال:
(واللذان يأتيانها منكم فآذوهما، فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما) فنسخ ذلك بآية
الجلد: فقال: (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة).
4414 حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت، ثنا موسى يعنى ابن مسعود عن
شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: السبيل الحد قال سفيان: فآذوهما
البكران، فأمسكوهن في البيوت الثيبان.
4415 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن
الحسن، عن حطان بن عبد الله الرقاشي، عن عبادة بن الصامت، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خذوا عنى، خذوا عنى، قد جعل الله لهن سبيلا: الثيب بالثيب جلد
مائة ورمى بالحجارة، والبكر بالبكر جلد مائة ونفى سنة).
4416 حدثنا وهب بن بقية ومحمد بن الصباح بن سفيان قالا: ثنا هشيم، عن
منصور، عن الحسن، بإسناد يحيى ومعناه، قال: جلد مائة والرجم.
4417 حدثنا محمد بن عوف الطائي، ثنا الربيع بن روح بن خليد، ثنا محمد
ابن خالد يعنى الوهبي ثنا الفضل بن دلهم، عن الحسن، عن سلمة بن المحبق، عن
عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث، فقال ناس لسعد بن عبادة: يا أبا
ثابت، قد نزلت الحدود، لو أنك وجدت مع امرأتك رجلا كيف كنت صانعا؟ قال: كنت
ضاربهما بالسيف حتى يسكتا، أفأنا أذهب فأجمع أربعة شهداء؟ فإلى ذلك قد قضى

4413 - (واللاتي يأتين الفاحشة) سورة النساء من الآية (15). (واللذان يأتيانها منكم) سورة النساء الآية (16). (الزانية
والزاني فاجلدوا) سورة النور من الآية (2).
4417 - يتتابع فيها السكران والغيران: أي يتخذان هذا الامر وسيلة لقتل نسائهم دون شهود إذ قد يرون أحدهم في دارهم
فيقتلونه ويقتلون المرأة وقد يكون قريبا أو أخا لها أو قد جاء من غير ريبة والغيران والسكران يسرعا إلى التصرف دون
إمعان العقل. وهما على كل حال من الذين يتحملون وزر ما يعملون ولا تعتبر حالتهم مخففة للجريمة.
342

الحاجة، فانطلقوا فاجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، ألم تر إلى أبى
ثابت قال كذا وكذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كفى بالسيف شاهدا) ثم قال: (لا لا،
أخاف أن يتتابع فيها السكران والغيران) قال أبو داود: روى وكيع أول هذا الحديث عن
الفضل بن دلهم عن الحسن عن قبيصة بن حريث عن سلمة بن المحبق عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما
هذا إسناد حديث ابن المحبق أن رجلا وقع على جارية امرأته، قال أبو داود: الفضل بن
دلهم ليس بالحافظ كان قصابا بواسط.
4418 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا هشيم، ثنا الزهري، عن عبيد الله
ابن عتبة، عن عبد الله بن عباس، أن عمر يعنى ابن الخطاب رضي الله عنه خطب
فقال: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل عليه آية
الرجم، فقرأناها ووعيناها، ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا من بعده، وإني خشيت إن طال
بالناس الزمان أن يقول قائل: ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها
الله تعالى، فالرجم حق على من زنى من الرجال والنساء إذا كان محصنا إذا قامت البينة أو
كان حمل أو اعتراف، وأيم الله لولا أن يقول الناس: زاد عمر في كتاب الله عز وجل،
لكتبتها.
(24) باب رجم ماعز بن مالك
4419 حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا وكيع، عن هشام بن سعد،
قال: حدثني يزيد بن نعيم بن هزال، عن أبيه، قال: كان ماعز بن مالك يتيما في حجر
أبى، فأصاب جارية من الحي، فقال له أبى: أئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنعت لعله
يستغفر لك، وإنما يريد بذلك رجاء أن يكون له مخرجا، فأتاه فقال: يا رسول الله، إني
زنيت فأقم على كتاب الله، فأعرض عنه، فعاد فقال: يا رسول الله، إني زنيت فأقم على
كتاب الله، فأعرض عنه، فعاد فقال: يا رسول الله، إني زنيت فأقم على
كتاب الله، حتى قالها أربع مرار، قال صلى الله عليه وسلم: (إنك قد قلتها أربع مرات، فبمن)؟ قال:

4418 - لكتبتها أي لأنها كانت موجودة أصلا ثم نسخت الآية ولم ينسخ الحكم، وبعض الآيات نسخ حكمها وبقيت.
4419 - والاقرار أربع مرات لمعادلة شهادة الأربع شهود الواجبين في حد الزنا كما في اللعان أربع أيمان للإثبات وأربع للنفي
والخامسة توكيد للاثبات وتحمل لعبء الايمان وعقوبتها عند الله في حال كونه كاذبا أو كونها كاذبة في نفيها وباب توبة
للكاذب فهما جزع: فزع والجزع أشد الفزع والخوف. خرج يشتد: ركض هاربا من راجميه. وظيف البعير: أدنى
ساقه.
343

فلانة، فقال (هل ضاجعتها)؟ قال: نعم قال: (هل باشرتها)؟ قال: نعم،
قال: (هل جامعتها) قال: نعم، قال: فأمر به أن يرجم، فأخرج به إلى الحرة
فلما رجم فوجد مس الحجارة جزع فخرج يشتد، فلقيه عبد الله بن أنيس وقد عجز أصحابه
فنزع له بوظيف بعير فرماه به فقتله، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: (هلا
تركتموه لعله أن يتوب فيتوب الله عليه).
4420 حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، ثنا يزيد بن زريع، عن محمد بن
إسحاق، قال: ذكرت لعاصم بن عمر بن قتادة، قصة ماعز بن مالك، فقال لي: حدثني
حسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: حدثني ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(فهلا تركتموه) من شئتم من رجال أسلم ممن لا أتهم، قال: ولم أعرف هذا الحديث،
قال: فجئت جابر بن عبد الله، فقلت: إن رجالا من أسلم يحدثون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لهم حين ذكروا له جزع ماعز من الحجارة حين أصابته: (ألا تركتموه) وما أعرف
الحديث، قال: يا ابن أخي، أنا أعلم الناس بهذا الحديث، كنت فيمن رجم الرجل،
إنا لما خرجنا به فرجمناه فوجد مس الحجارة صرخ بنا: يا قوم ردوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإن قومي قتلوني وغروني من نفسي وأخبروني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير قاتلي، فلم ننزع عنه
حتى قتلناه، فلما رجعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرناه قال: (فهلا تركتموه وجئتموني به)
ليستثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، فأما لترك حد فلا، قال: فعرفت وجه الحديث.
4421 حدثنا أبو كامل، ثنا يزيد بن زريع، ثنا خالد يعنى الحذاء عن
عكرمة، عن ابن عباس أن ماعز بن مالك أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنه زنى، فأعرض عنه، فأعاد
عليه، مرارا، فأعرض عنه، فسأل قومه: (أمجنون هو)؟ قالوا: ليس به بأس، قال:
(أفعلت بها)؟ قال: نعم، فأمر به أن يرجم، فانطلق به فرجم، ولم يصل عليه.
4422 حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال:
رأيت ماعز بن مالك حين جئ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا قصيرا أعضل ليس عليه رداء، فشهد
على نفسه أربع مرات أنه قد زنى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلعلك قبلتها) قال: لا والله إنه
قد زنى الآخر، قال: فرجمه ثم خطب فقال: (ألا كلما نفرنا في سبيل الله عز وجل

4421 - ليس عليه رداء: أي لا يرتدي الا القميص والقميص يغطى الجسد كله وهو المعروف بالدشداشة أو الجلابية.
4422 - نبيب التيس: صوته عند الفساد. الكثبة: القليل من اللين والمقصود يقع عليها. نكلته عنهن: جعلته وإياهن نكالا.
344

خلف أحدهم له نبيب كنبيب التيس يمنح إحداهن الكثبة، أما إن الله إن يمكني من أحد
منهم إلا نكلته عنهن).
4423 حدثنا محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سماك
قال: سمعت جابر بن سمرة، بهذا الحديث، والأول أتم، قال: فرده مرتين، قال سماك:
فحدثت به سعيد بن جبير فقال: إنه رده أربع مرات.
4424 حدثنا عبد الغنى بن أبي عقيل المصري، ثنا خالد يعنى ابن
عبد الرحمن قال: قال شعبة: فسألت سماكا عن الكثبة، فقال: اللبن القليل.
4425 حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير،
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لماعز بن مالك: (أحق ما بلغني عنك)؟
قال: وما بلغك عنى؟ قال: (بلغني عنك أنك وقعت على جارية بنى فلان)؟ قال:
نعم، فشهد أربع شهادات، فأمر به فرجم.
4426 حدثنا نصر بن علي، أخبرنا أبو أحمد، أخبرنا إسرائيل، عن سماك بن
حرب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فاعترف بالزنا مرتين، فطرده، ثم جاء فاعترف بالزنا مرتين، فقال: (شهدت على نفسك
أربع مرات، اذهبوا به فارجموه).
4427 حدثنا بن إسماعيل، ثنا جرير، حدثني يعلى، عن عكرمة أن
النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا زهير بن حرب وعقبة بن مكرم، قالا: ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي،
قال: سمعت يعلى يعنى بن حكيم يحدث، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لماعز بن مالك: (لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت) قال: لا، قال: (أفنكتها)؟ قال:
نعم، قال: فعند ذلك أمر برجمه، ولم يذكر موسى عن ابن عباس، وهذا لفظ وهب.
4428 حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: أخبرني
أبو الزبير، أن عبد الرحمن بن الصامت ابن عم أبي هريرة أخبره، أنه سمع أبا هريرة
يقول: جاء الأسلمي نبي الله صلى الله عليه وسلم فشهد على نفسه أنه أصاب امرأة حراما أربع مرات، كل
ذلك يعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل في الخامسة فقال: (أنكتها)؟ قال: نعم، قال:

4428 - المرود: العود الدقيق الناعم يوضع في المكحلة كي يعلق عليه الكحل فيكتحل به الانسان. والرشاء: الدلو.
ينقمس: ينغمس وذلك لما كان من توبته واعترافه وطلبه أن يطهره الرسول صلى الله عليه وسلم من إثمه.
345

(حتى غاب ذلك منك في ذلك منها)؟ قال: نعم، قال: (كما يغيب المرود في
المكحلة والرشاء في البئر)؟ قال: نعم، قال: (فهل تدرى ما الزنا)؟ قال: نعم أتيت
منها حراما ما يأتي الرجل من امرأته حلالا، قال: (فما تريد بهذا القول)؟ قال: أريد أن
تطهرني، فأمر به فرجم، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه: أنظر
إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب، فسكت عنهما ثم سار
ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله، فقال: (أين فلان وفلان)؟ فقالا: نحن ذان يا
رسول الله، قال: (انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار)؟ فقالا: يا نبي الله، من يأكل من
هذا؟ قال: (فما نلتما من عرض أخيكما آنفا أشد من أكل منه، والذي نفسي بيده إنه
الآن لفي أنهار الجنة ينقمس فيها).
4429 حدثنا الحسن بن علي، ثنا أبو عاصم، ثنا ابن جريج، قال: أخبرنا أبو
الزبير، عن ابن عم أبي هريرة، عن أبي هريرة، بنحوه، زاد: واختلفوا، فقال بعضهم:
ربط إلى شجرة، وقال بعضهم وقف.
4430 حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني والحسن بن علي، قالا: ثنا
عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر بن عبد الله أن رجلا
من أسلم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعترف بالزنا، فأعرض عنه، ثم اعترف فأعرض عنه،
حتى شهد على نفسه أربع شهادات، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أبك جنون)؟ قال: لا،
قال: (أحصنت)؟ قال: نعم، قال: فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فرجم في المصلى، فلما أذلقته
الحجارة فر، فأدرك فرجم حتى مات، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم خيرا، ولم يصل عليه.
4431 حدثنا أبو كامل، ثنا يزيد يعنى ابن زريع ح وثنا أحمد بن منيع، عن
يحيى بن زكريا، وهذا لفظه، عن داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: لما أمر
النبي صلى الله عليه وسلم برجم ماعز بن مالك خرجنا به إلى البقيع، فوالله ما أوثقناه ولا حفرنا له، ولكنه
قام لنا، قال أبو كامل: قال: فرميناه بالعظام والمدر والخزف، فاشتد واشتددنا خلفه حتى

4429 - وقف: أوقف.
4430 - أذلقته الحجارة: اصابته وآذته.
4431 - المدر: الطين اليابس، الخزف: الفخار. جلاميد الحمرة. حجارة القاسية الكبيرة حتى سكت: حتى مات وسكنت
حركته.
346

أتى عرض الحرة فانتصب لنا فرميناه بجلاميد الحرة حتى سكت، قال: فما استغفر له ولا
سبه.
4432 حدثنا مؤمل بن هشام، ثنا إسماعيل، عن الجريري، عن أبي نضرة،
قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه وليس بتمامه، قال: ذهبوا يسبونه فنهاهم، قال:
ذهبوا يستغفرون له فنهاهم، قال: (هو رجل أصاب ذنبا حسيبه الله).
4433 حدثنا محمد بن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن يعلى بن الحرث،
ثنا أبي، عن غيلان، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم استنكه
ماعزا.
4434 حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، ثنا أبو أحمد، ثنا بشير بن المهاجر،
حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: كنا أصحاب رسول الله نتحدث أن الغامدية
وماعز بن مالك لو رجعا بعد اعترافهما، أو قال: لو لم يرجعا بعد اعترافهما، لم يطلبهما،
وإنما رجمهما عند الرابعة.
4435 حدثنا عبدة بن عبد الله ومحمد بن داود بن صبيح، قال عبدة: أخبرنا
حرمي بن حفص، قال: ثنا محمد بن عبد الله بن علاثة، ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد
العزيز، أن خالد بن اللجلاج حدثه، أن اللجلاج أباه أخبره، أنه كان قاعدا يعتمل في
السوق، فمرت امرأة تحمل صبيا فثار الناس معها وثرت فيمن ثار، فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو
يقول: (من أبو هذا معك)؟ فسكتت، فقال شاب: حذوها، أنا أبوه يا رسول الله، فأقبل
عليها فقال: (من أبو هذا معك)؟ قال الفتى: أنا أبوه يا رسول الله، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى بعض من حوله يسألهم عنه، فقالوا: ما علمنا إلا خيرا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
(أحصنت)؟ قال: نعم، فأمر به فرجم، قال: فخرجنا به فحفرنا له حتى أمكنا ثم رميناه
بالحجارة حتى هدأ، فجاء رجل يسأل عن المرحوم فانطلقنا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: هذا
جاء يسأل عن الخبيث، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لهو أطيب عند الله من ريح المسك) فإذا
هو أبوه، فأعناه على غسله وتكفينه ودفنه، وما أدرى قال: والصلاة عليه، أم لا، وهذا
حديث عبدة وهو أتم.

4433 - استنكه: شم نكهة أي رائحة فمه، وذلك ليرى إن كان سكرانا يتكلم من غير وعى.
4435 - يعتمل: يعمل. ثار الناس معها تجمعوا حولها.
347

4436 حدثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، ح وثنا نصر بن عاصم
الأنطاكي، ثنا الوليد، جميعا قالا: ثنا محمد، وقال هشام: محمد بن عبد الله الشعيثي،
عن مسلمة بن عبد الله الجهني، عن خالد بن اللجلاج، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ببعض
هذا الحديث
4437 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا طلق بن غنام، ثنا عبد السلام بن
حفص، ثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا أتاه فأقر عنده أنه زنى
بامرأة سماها له، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المرأة فسألها عن ذلك فأنكرت أن تكون زنت،
فجلده الحد وتركها.
4438 حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا، ح وثنا ابن السرح، المعنى، قال:
أخبرنا عبد الله بن وهب، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر أن رجلا زنى بامرأة،
فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فجلد الحد، ثم أخبر أنه محصن فأمر به فرجم قال أبو داود: روى هذا
الحديث محمد بن بكر البرساني عن ابن جريج، موقوفا على جابر، ورواه أبو عاصم عن
ابن جريج بنحو ابن وهب، لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إن رجلا زنى فلم يعلم بإحصانه
فجلد، ثم علم بإحصانه فرجم.
4439 حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزاز، أخبرنا أبو عاصم، عن ابن
جريج، عن أبي الزبير، عن جابر أن رجلا زنى بامرأة فلم يعلم بإحصانه فجلد ثم علم
بإحصانه فرجم.
(25) باب المرأة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمها من جهينة
4440 حدثنا مسلم بن إبراهيم، أن هشاما الدستوائي وأبان بن يزيد حدثاهم،
المعنى، عن يحيى، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين، أن امرأة،
قال في حديث أبان: من جهينة، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إنها زنت وهي حبلى، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم وليا لها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحسن إليها فإذا وضعت فجئ بها) فلما أن

4437 - لقد حده باعترافه ودرئ عنها الحد بإنكارها إذ لا شهود في القضية ولا بينة من حمل.
4439 - إحصانه: كونه متزوجا أو قد سبق له الزواج.
4440 - شكت عليها ثيابها: شدت ثيابها وذلك كي لا تتكشف عند الرجم.
348

وضعت جاء بها، فأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فشكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت، ثم أمرهم
فصلوا عليها، فقال عمر: يا رسول الله تصلى عليها وقد زنت؟ قال: (والذي نفسي
بيده لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت أفضل
من أن جادت بنفسها) لم يقل عن أبان: فشكت عليها ثيابها.
4441 حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي، ثنا الوليد، عن الأوزاعي، قال:
(فشكت عليها ثيابها) يعنى فشدت.
4442 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى بن يونس، عن بشير بن
المهاجر، ثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه، أن امرأة يعنى من غامد أتت النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت: إني قد فجرت، فقال: (ارجعي) فرجعت فلما كان الغد أتته فقالت: لعلك
أن تردني كما رددت ماعز بن مالك، فوالله إني لحبلى، فقال لها: (ارجعي) فرجعت،
فلما كان الغد أتته، فقال لها: (ارجعي حتى تلدي) فرجعت، فلما ولدت أتته بالصبي
فقالت: هذا قد ولدته، فقال لها: (ارجعي فأرضعيه حتى تفطميه) فجاءت به وقد فطمته
وفى يده شئ يأكله فأمر بالصبي فدفع إلى رجل من المسلمين، وأمر بها فحفر لها، وأمر
بها فرجمت، وكان خالد فيمن يرجمها فرجمها بحجر فوقعت قطرة من دمها على وجنته،
فسبها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (مهلا يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها
صاحب مكس لغفر له) وأمر بها فصلى عليها ودفنت.
4443 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع بن الجراح، عن زكريا أبى عمران،
قال: سمعت شيخا يحدث عن ابن أبي بكرة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم امرأة فحفر لها
إلى الثندوة، قال أبو داود: أفهمني رجل عن عثمان، قال أبو داود: قال الغساني: جهية، وغامد وبارق واحد.
4444 قال أبو داود: حدثت عن عبد الصمد بن عبد الوارث قال: ثنا زكريا بن
سليم، بإسناده نحوه، زاد: ثم رماها بحصاة مثل الحمصة، ثم قال: (ارموا واتقوا
الوجه) فلما طفئت أخرجها فصلى عليها، وقال في التوبة نحو حديث بريدة.
4445 حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن

4442 - صاحب مكس: الذي يستقوي في أرضه فيأخذ العشور ممن يمرون به.
4443 - الثندوة أصل الثدي من الصدر.
349

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني أنهما أخبراه
أن رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما: يا رسول الله، اقض بيننا بكتاب
الله، وقال الآخر وكان أفقههما: أجل يا رسول الله فاقض بيننا بكتاب الله، وائذن لي أن
أتكلم، قال: (تكلم) قال: إن ابني كان عسيفا على هذا والعسيف الأخير فزنى
بامرأته، فأخبروني أن على ابني الرجم، فافتديت منه بمائة شاة وبجارية لي، ثم إني
سألت أهل العلم فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام، وإنما الرجم على امرأته،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله، أما غنمك
وجاريتك فرد إليك) وجلد ابنه مائة وغربه عاما، وأمر أنيسا الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر
فإن اعترفت رجمها، فاعترفت، فرجمها.
(26) باب في رجم اليهوديين
4446 حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: قرأت على مالك بن أنس، عن نافع،
عن ابن عمر أنه قال: إن اليهود جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا،
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تجدون في التوراة في شأن الزنا)؟ فقالوا: نفضحهم
ويجلدون، فقال عبد الله بن سلام: كذبتم إن فيها الرجم، فأتوا بالتوراة فنشروها فجعل
أحدهم يده على آية الرجم، ثم جعل يقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له عبد الله بن سلام:
ارفع يدك، فرفعها فإذا فيها آية الرجم، فقالوا: صدق يا محمد فيها آية الرجم، فأمر بهما
رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما، قال عبد الله بن عمر: فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها
الحجارة.
4447 حدثنا مسدد، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن عبد الله بن
مرة، عن البراء بن عازب، قال: مروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهودي قد حمم وجهه وهو
يطاف به، فناشدهم ما حد الزاني في كتابهم، قال: فأحالوه على رجل منهم، فنشده
النبي صلى الله عليه وسلم ما حد الزاني في كتابكم؟ فقال: الرجم، ولكن ظهر الزنا في أشرافنا فكرهنا أن
يترك الشريف ويقام على من دونه، فوضعنا هذا عنا، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجم، ثم

4446 - والرجم في التوراة قد ذكر في أكثر من موضع، فقد ذكر في سفر تثنية الاشتراع وفى سفر اللاويين.
4447 - حمم وجهه: طلى بغبار الفحم أي سود وجهه بالفحم.
350

قال: (اللهم إني أول من أحيا ما أماتوا من كتابك).
4448 حدثنا محمد بن العلاء، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عبد الله بن
مرة، عن البراء بن عازب، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهودي محمم مجلود، فدعاهم
فقال: (هكذا تجدون حد الزاني)؟ فقالوا: نعم، فدعا رجلا من علمائهم قال:
(نشدتك بالله الذي أنزل التوراة على موسى، هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم)؟
فقال: اللهم لا، ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك، نجد حد الزاني في كتابنا الرجم،
ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الرجل الشريف تركناه وإذا أخذنا الرجل الضعيف أقمنا
عليه الحد، فقلنا: تعالوا فنجتمع على شئ نقيمه على الشريف والوضيع، فاجتمعنا على
التحميم والجلد، وتركنا الرجم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ
أماتوه) فأمر به فرجم، فأنزل الله عز وجل: (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون
في الكفر) إلى قوله (يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا) إلى قوله
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) في اليهود إلى قوله (ومن لم يحكم
بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) في اليهود إلى قوله (ومن لم يحكم بما أنزل الله
فأولئك هم الفاسقون) قال: هي في الكفار كلها، يعنى هذه الآية.
4449 حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، ثنا ابن وهب، حدثني هشام بن
سعد، أن زيد بن أسلم حدثه، عن ابن عمر، قال: أتى نفر من يهود فدعوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القف فأتاهم في بيت المدارس فقالوا: يا أبا القاسم: إن رجلا منا زنى
بامرأة فاحكم، فوضعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسادة فجلس عليها، ثم قال: (ائتوني بالتوراة)
فأتى بها، فنزع الوسادة من تحته فوضع التوارة عليها، ثم قال: (آمنت بك وبمن أنزلك)
ثم قال: (ائتوني بأعلمكم) فأتى بفتى شاب، ثم ذكر قصة الرجم نحو حديث مالك عن
نافع.

4448 - الآيات المذكورة هنا من سورة المائدة. (يا أيها الرسول لا يحزنك) من الآية (41). (يقولون أن أوتيتم هذا
فخذوه) من الآية (41). (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون) من الآية (44). (ومن لم يحكم
بما انزل الله فأولئك هم الظالمون) من الآية (45). (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون) من
الآية (47).
4449 - القف: أحد أدوية المدينة. المدارس: مكان الدرس.
351

4450 حدثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري،
ثنا رجل من مزينة، ح وثنا أحمد بن صالح، ثنا عنبسة، ثنا يونس، قال: قال محمد بن
مسلم: سمعت رجلا من مزينة ممن يتبع العلم ويعيه، ثم اتفقا: ونحن عند سعيد بن
المسيب، فحدثنا عن أبي هريرة، وهذا حديث معمر وهو أتم، قال: زنى رجل من اليهود
وامرأة، فقال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى هذا النبي فإنه نبي بعث بالتخفيف فإن أفتانا بفتيا
دون الرجم قبلناها واحتججنا بها عند الله قلنا: فتيا نبي من أنبيائك، قال: فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم
وهو جالس في المسجد في أصحابه، فقالوا: يا أبا القاسم، ما ترى في رجل وامرأة زنيا؟
فلم يكلمهم كلمة حتى أتى بيت مدراسهم، فقام على الباب فقال: (أنشدكم بالله الذي
أنزل التوراة على موسى ما تجدون في التوراة على من زنى إذا أحصن)؟ قالوا: يحمم
ويجبه ويجلد، والتجبية: أن يحمل الزانيان على حمار وتقابل أقفيتهما ويطاف بهما، قال:
وسكت شاب منهم، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم سكت ألظ به النشدة، فقال: اللهم إذ نشدتنا فإنا
نجد في التوراة الرجم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فما أول ما ارتخصتم أمر الله) قال: زنى ذو
قرابة من ملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم، ثم زنى رجل في أسرة من الناس فأراد رجمه
فحال قومه دونه وقالوا: لا يرجم صاحبنا حتى تجئ بصاحبك فترجمه، فاصطلحوا على
هذه العقوبة بينهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فإني أحكم بما في التوراة) فأمر بهما فرجما، قال
الزهري: فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها
النبيون الذين أسلموا) كان النبي صلى الله عليه وسلم منهم.
4451 حدثنا عبد العزيز بن يحيى أبو الأصبغ الحراني حدثني محمد يعنى ابن
سلمة عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، قال: سمعت رجلا من مزينة يحدث سعيد
ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال: زنى رجل وامرأة من اليهود وقد أحصنا حين قدم
رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وقد كان الرجم مكتوبا عليهم في التوراة فتركوه وأخذوا بالتجبية،
يضرب مائة بحبل مصلى بقار ويحمل على حمار وجهه مما يلي دبر الحمار، فاجتمع أحبار
من أحبارهم فبعثوا قوما آخرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: سلوه عن حد الزاني، وساق

4450 - يجبه: أي تحنى جبهته والمقصود ينكس ويخزى بأن يركب على حمار وجهه إلى دبر الحمار. ألظ به التشدة: شدد
عليه في المناشدة. (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى) سورة المائدة من الآية (44).
4451 - (فإن جاءوك فاحكم) سورة المائدة من الآية (42).
352

الحديث، فقال فيه: قال: ولم يكونوا من أهل دينه، فيحكم بينهم فخير في ذلك، قال:
(فإن جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم).
4452 حدثنا يحيى بن موسى البلخي، ثنا أبو أسامة، قال: مجالد أخبرنا، عن
عامر، عن جابر بن عبد الله، قال: جاءت اليهود برجل وامرأة منهم زنيا، فقال: (ائتوني
بأعلم رجلين منكم) فأتوه بابني صوريا، فنشدهما كيف تجدان أمر هذين في التوراة؟
قالا: نجد في التوراة إذا شهد أربعة أنهم رأوا ذكره في فرجها مثل الميل في المكحلة
رجما، قال: (فما يمنعكما أن ترجموهما)؟ قالا: ذهب سلطاننا فكرهنا القتل، فدعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهود، فجاؤوا بأربعة فشهدوا أنهم رأوا ذكره في فرجها مثل الميل في
المكحلة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجمهما.
4453 حدثنا وهب بن بقية، عن هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم والشعبي،
عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه، لم يذكر فدعا بالشهود فشهدوا.
4454 حدثنا وهب بن بقية، عن هشيم، عن ابن شبرمة، عن الشعبي، بنحو
منه.
4455 حدثنا إبراهيم بن حسن المصيصي، ثنا حجاج بن محمد، قال: ثنا ابن
جريج أنه سمع أبا الزبير، سمع جابر بن عبد الله يقول: رجم النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من اليهود
وامرأة زنيا.
(27) باب في الرجل يزنى بحريمه
4456 حدثنا مسدد، ثنا خالد بن عبد الله، ثنا مطرف، عن أبي الجهم، عن
البراء بن عازب، قال: بينا أنا أطوف على إبل لي ضلت إذ أقبل ركب، أو فوارس، معهم
لواء، فجعل الاعراب يطيفون بي لمنزلتي من النبي صلى الله عليه وسلم، إذ أتوا قبة فاستخرجوا منها رجلا
فضربوا عنقه، فسألت عنه، فذكروا أنه أعرس بامرأة أبيه.
4457 حدثنا عمرو بن قسيط الرقي، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي
أنيسة، عن عدى بن ثابت، عن يزيد بن البراء، عن أبيه، قال: لقيت عمى ومعه راية،

4456 - أعرس: تزوج. وفى المحارم! النكاح والوطئ بغيره واحد وحكمه القتل وأخذ المال، لأنه زنا بالمحارم وبه قال الإمام أحمد
.
353

فقلت له: أين تريد؟ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل نكح امرأة أبيه فأمرني أن
أضرب عنقه وآخذ ماله.
(200) باب في الرجل يزني بجارية امرأته
4458 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا قتادة، عن خالد بن عرفطة،
عن حبيب بن سالم أن رجلا يقال له عبد الرحمن بن حنين وقع على جارية امرأته، فرفع
إلى النعمان بن بشير وهو أمير على الكوفة، فقال: لأقضين فيك بقضية رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن كانت أحلتها لك جلدتك مائة، وإن لم تكن أحلتها لك رجمتك بالحجارة، فوجدوه قد أحلتها
له، فجلده مائة، قال قتادة: كتبت إلى حبيب بن سالم فكتب إلى بهذا.
4459 حدثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي بشر،
عن خالد بن عرفطة، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم في
الرجل يأتي جارية امرأته، قال: (إن كانت أحلتها له جلد مائة، وإن لم تكن أحلتها له
رجمته).
4460 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن قتادة، عن
الحسن، عن قبيصة بن حريث، عن سلمة بن المحبق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في رجل
وقع على جارية امرأته إن كان استكرهها فهي حرة وعليه لسيدتها مثلها، فإن كانت طاوعته
فهي له وعليه لسيدتها مثلها قال أبو داود: روى يونس بن عبيد وعمرو بن دينار ومنصور بن
زاذان وسلام عن الحسن هذا الحديث بمعناه، لم يذكر يونس ومنصور قبيصة.
4461 حدثنا علي بن حسين الدرهمي، ثنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن
قتادة، عن الحسن، عن سلمة بن المحبق، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه، إلا أنه قال: وإن
كانت طاوعته فهي حرة ومثلها من ماله لسيدتها.
(29) باب فيمن عمل عمل قوم لوط
4462 حدثنا عبد الله بن محمد بن علي النفيلي، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن

4458 - إذ لا يجوز الوطئ بغير نكاح الا في ملك اليمين ملكا كاملا لا نقض فيه ولا شرط ولا استثناء.
4462 - وهو الراجح عندنا اتباعا للحديث وما فعله الصحابة تركوه من أثر بأن أحرقوا ورجموا قياسا على ما جاء في القرآن الكريم
من عقوبته تعالى لقوم لوط. وبه قال مالك وإسحاق بن راهويه وآخرين.
354

عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من
وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به) قال أبو داود: رواه سليمان بن
بلال عن عمرو بن أبي عمرو مثله، ورواه عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس رفعه،
ورواه ابن جريج عن إبراهيم عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس رفعه.
4463 حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن
جريج، أخبرني ابن خثيم، قال: سمعت سعيد بن جبير ومجاهدا يحدثان، عن ابن
عباس، في البكر يؤخذ على اللوطية، قال: يرجم، قال أبو داود: حديث عاصم يضعف
حديث عمرو بن أبي عمرو.
(30) باب فيمن أتى بهيمة
4464 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا عبد العزيز بن محمد، حدثني
عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أتى
بهيمة فاقتلوه واقتلوها معه) قال: قلت له: ما شأن البهيمة؟ قال: ما أراه إلا قال: ذلك
أنه كره أن يؤكل لحمها وقد عمل بها ذلك العمل قال أبو داود: ليس هذا بالقوى.
4465 حدثنا أحمد بن يونس، أن شريكا وأبا الأحوص وأبا بكر حدثوهم، عن
عاصم، عن أبي رزين، عن ابن عباس، قال: ليس على الذي يأتي البهيمة حد، قال
أبو داود: وكذا قال عطاء، وقال الحكم: أرى أن يجلد ولا يبلغ به الحد، وقال الحسن:
هو بمنزلة الزاني قال أبو داود: حديث عاصم يضعف حديث عمرو بن أبي عمرو.
(31) باب إذا أقر الرجل بالزنا ولم تقر المرأة
4466 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا طلق بن غنام، ثنا عبد السلام بن
حفص، ثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا أتاه فأقر عنده أنه زنى
بامرأة سماها له، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المرأة فسألها عن ذلك، فأنكرت أن تكون زنت،
فجلده الحد وتركها.

4466 - وإنما العقوبة على من أقر لأنه الاعتراف يعادل البينة ولا بينة على الاخر ولا اعتراف.
355

4467 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا موسى بن هارون البردي، ثنا هشام
ابن يوسف، عن القاسم بن فياض الا بناوي، عن خلاد بن عبد الرحمن، عن ابن
المسيب، عن ابن عباس أن رجلا من بكر بن ليث أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأقر أنه زنى بامرأة أربع
مرات، فجلده مائة، وكان بكرا، ثم سأله البينة على المرأة، فقالت: كذب والله يا
رسول الله، فجلده حد الفرية ثمانين.
(32) باب في الرجل يصيب من المرأة دون الجماع
فيتوب قبل أن يأخذه الامام
4468 حدثنا مسدد بن مسرهد ثنا أبو الأحوص، ثنا سماك، عن إبراهيم، عن
علقمة والأسود، قالا: قال عبد الله: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني عالجت امرأة
من أقصى المدينة، فأصبت منها ما دون أن أمسها، فأنا هذا فأقم على ما شئت، فقال عمر:
قد ستر الله عليك لو سترت على نفسك، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، فانطلق الرجل
فتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا، فدعاه، فتلا عليه (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل) إلى
آخر الآية، فقال رجل من القوم: يا رسول الله، أله خاصة أم للناس كافة؟ فقال:
(للناس كافة).
(33) باب في الأمة تزني ولم تحصن
4469 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبيد الله
ابن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن
الأمة إذا زنت ولم تحصن، قال: (إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم إن
زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فبيعوها ولو بضفير) قال ابن شهاب: لا أدرى في الثالثة أو
الرابعة، والضفير: الحبل.
4470 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن عبيد الله، حدثني سعيد بن أبي سعيد
المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا زنت أمة أحدكم فليحدها ولا يعيرها
ثلاث مرار، فإن عادت في الرابعة فليجلدها وليبعها بضفير، أو بحبل من شعر).

4468 - سورة هود من الآية (114).
356

4471 حدثنا ابن نفيل، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد
ابن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث، قال
في كل مرة: (فليضربها كتاب الله ولا يثرب عليها) وقال في الرابعة: (فإن عادت
فليضربها كتاب الله ثم ليبعها ولو بحبل من شعر).
(34) باب في إقامة الحد على المريض
4472 حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن
ابن شهاب، قال: أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف، أنه أخبره بعض أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار أنه اشتكى رجل منهم حتى أضنى فعاد جلدة على عظم،
فدخلت عليه جارية لبعضهم، فهش لها فوقع عليها فلما دخل عليه رجال قومه يعودونه
أخبرهم بذلك، وقال: استفتوا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإني قد وقعت على جارية دخلت على،
فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: ما رأينا بأحد من الناس من الضر مثل الذي هو به،
لو حملناه إليك لتفسخت عظامه، ما هو إلا جلد على عظم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذوا
له مائة شمراخ فيضربوه بها ضربة واحدة.
4473 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا إسرائيل، ثنا عبد الأعلى، عن أبي
جميلة، عن علي رضي الله عنه، قال: فجرت جارية لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
(يا علي، انطلق فأقم عليها الحد) فانطلقت فإذا بها دم يسيل لم ينقطع، فأتيته، فقال:
(يا علي أفرغت)؟ قلت: أتيتها ودمها يسيل، فقال: (دعها حتى ينقطع دمها ثم أقم عليها
الحد، وأقيموا الحدود على ما ملكت أيمانكم) قال أبو داود: وكذلك رواه أبو الأحوص
عن عبد الأعلى، ورواه شعبة عن عبد الأعلى فقال فيه: قال: (لا تضربها حتى تضع)
والأول أصح.

4471 - فليضربها كتاب الله: أي ليضربها الحد الذي نص عليه كتاب الله وهو نصف حد الحرة.
4472 - أضنى: اشتد عليه المرض حتى نحل بدنه وأصابه الهزال. وليس التخفيف بالضرب عليه لضعفه بل لأنه حد الجلد
دون الرجم إذ كان غير محصن، وفى حالة المرض التي هو بها لو جلد لمات فكانت العقوبة أشد مما هو مأمور به.
والشمراخ واحد الشماريخ وهو العيدان التي ينبت عليها ثمر النخل ويصير تمرا.
3473 - فجرت: زنت. حتى تضع: حتى تلد وتضع حملها.
357

(35) باب في حد القدف
4474 حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي ومالك بن عبد الواحد المسمعي، وهذا
حديثه، أن ابن أبي عدى حدثهم، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن
عمرة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: لما نزل عذري قام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فذكر
ذاك وتلا تعنى القرآن فلما نزل من المنبر أمر بالرجلين والمرأة فضربوا حدهم.
4475 حدثنا النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، بهذا
الحديث، لم يذكر عائشة، قال: فأمر برجلين وامرأة ممن تكلم بالفاحشة حسان بن ثابت
ومسطح بن أثاثة، قال النفيلي: ويقولون المرأة حمنة بنت جحش.
(36) باب الحد في الخمر
4476 حدثنا الحسن بن علي ومحمد بن المثنى، وهذا حديثه، قالا: ثنا أبو
عاصم، عن ابن جريج، عن محمد بن علي بن ركانة، عن عكرمة، عن ابن عباس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقت في الخمر حدا، وقال ابن عباس: شرب رجل فسكر فلقي يميل
في الفج، فانطلق به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما حاذى بدار العباس انفلت فدخل على العباس
فالتزمه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضحك وقال: (أفعلها)؟ ولم يأمر فيه بشئ، قال أبو
داود: هذا مما تفرد به أهل المدينة حديث الحسن بن علي هذا.
4477 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا أبو ضمرة، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن
إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى برجل قد شرب، فقال:
(اضربوه) قال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما
انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقولوا هكذا، لا تعينوا
عليه الشيطان).
4478 حدثنا محمد بن داود بن أبي ناجية الإسكندراني، ثنا ابن وهب، أخبرني

4474 - لما نزل عذري: المقصود الآية (11) وما بعدها من سورة النور. (إن الذين جاءوك بالإفك عصبة منكم) الآيات.
الرجلين والمرأة: الذين أفاضوا بحديث الإفك واتهموا عائشة رضي الله عنها بالباطل.
4476 - لم يقت: لم يحدد عدد جلدات حد الخمر. يميل في الفج: يتمايل في الطريق.
4478 - بشكوه: أنبوه وأرشدوه.
358

يحيى بن أيوب وحياة بن شريح وابن لهيعة، عن ابن الهاد، بإسناده ومعناه، قال فيه بعد
الضرب: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (بكتوه) فأقبلوا عليه يقولون: ما اتقيت الله،
ما خشيت الله، وما استحيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أرسلوه، وقال في آخره: (ولكن
قولوا اللهم اغفر له، اللهم ارحمه) وبعضهم يزيد الكلمة ونحوها.
4479 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، ح وثنا مسدد، ثنا يحيى، عن
هشام، المعنى، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم جلد في الخمر بالجريد
والنعال، وجلد أبو بكر رضي الله عنه أربعين، فلما ولى عمر دعا الناس فقال لهم: إن
الناس قد دنوا من الريف، وقال مسدد: من القرى والريف، فما ترون في حد الخمر؟
فقال له عبد الرحمن بن عوف: نرى أن تجعله كأخف الحدود، فجلد فيه ثمانين، قال أبو
داود: رواه ابن أبي عروبة عن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جلد بالجريد والنعال أربعين، ورواه
شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ضرب بجريدتين نحو الأربعين.
4480 حدثنا مسدد بن مسرهد وموسى بن إسماعيل، المعنى، قالا: ثنا
عبد العزيز بن المختار، ثنا عبد الله الداناج، حدثني حضين بن المنذر الرقاشي هو أبو
ساسان قال: شهدت عثمان بن عفان وأتي بالوليد بن عقبة فشهد عليه حمران ورجل
آخر، فشهد أحدهما أنه رآه شربها يعنى الخمر وشهد الآخر أنه رآه يتقيأها، فقال
عثمان: إنه لم يتقيأها حتى شربها، فقال لعلى رضي الله عنه: أقم عليه الحد، فقال
على للحسن: أقم عليه الحد، فقال الحسن: ول حارها من تولى قارها، فقال على
لعبد الله بن جعفر: أقم عليه الحد، قال: فأخذ السوط فجلده وعلى يعد، فلما بلغ
أربعين قال: حسبك، جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين، أحسبه قال: وجلد أبو بكر أربعين، وعمر
ثمانين، وكل سنة، وهذا أحب إلى.
4481 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ابن أبي عروبة، عن الداناج، عن حضين
ابن المنذر، عن علي رضي الله عنه، قال: جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر وأبو بكر
أربعين وكملها عمر ثمانين، وكل سنة قال أبو داود: وقال الأصمعي: ول حارها من

4479 - من الريف: أي من الأماكن التي يسكنها غير المسلمين أي من النصارى وغيرهم من الذين يشربون الخمر،
ويصنعونها.
4480 - القار عكس الحار: أي هو البارد والمقصود ولى صعبها من تولى سهلها.
359

تولى قارها ول شديدها من تولى هينها قال أبو داود: هذا كان سيد قومه: حضين بن المنذر
أبو ساسان.
(37) باب إذا تتابع في شرب الخمر
4482 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، عن عاصم، عن أبي صالح
ذكوان، عن معاوية بن أبي سفيان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا شربوا الخمر
فاجلدوهم، ثم إن شربوا فاجلدوهم، ثم إن شربوا فاجلدوهم، ثم إن شربوا
فاقتلوهم).
4483 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن حميد بن يزيد، عن نافع،
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، بهذا المعنى، قال: وأحسبه قال في الخامسة: (إن
شربها فاقتلوه) قال أبو داود: وكذا في حديث أبي غطيف في الخامسة.
4484 حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي، ثنا يزيد بن هارون الواسطي، ثنا ابن أبي
ذئب، عن الحرث بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا سكر فاجلدوه، ثم إن سكر فاجلدوه، ثم إن سكر فاجلدوه، فإن
عاد الرابعة فاقتلوه) قال أبو داود: وكذا حديث عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد الرابعة فاقتلوه) قال أبو داود: وكذا
حدث سهيل عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن شربوا الرابعة فاقتلوهم)
وكذا حديث ابن أبي نعم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذا حديث عبد الله بن عمرو عن
النبي صلى الله عليه وسلم والشريد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفى حديث الجدلي عن معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (فإن
عاد في الثالثة، أو الرابعة، فاقتلوه).
4485 حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، ثنا سفيان، قال: الزهري أخبرنا، عن
قبيصة بن ذؤيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن
عاد فاجلدوه، فإن عاد في الثالثة أو الرابعة فاقتلوه) فأتى برجل قد شرب فجلده، ثم أتى به
فجلده، ثم أتى به فجلده، ثم أتى به فجلده، ورفع القتل، وكانت رخصة، قال سفيان:

4482 - أي أن من تكرر شربه لها رغم إقامة الحد عليه أربع مرات متتالية فلا ريب انه قد وقر في نفسه حبها ولا سبيل لخلاصه
منها الا بالقتل أي كأنه باصرار على استباحتها رغم تحريمها قد خرج من جماعة المسلمين وكفر.
360

حدث الزهري بهذا الحديث وعنده منصور بن المعتمر ومخول بن راشد، فقال لهما: كونا
وافدي أهل العراق بهذا الحديث قال أبو داود: روى هذا الحديث الشريد بن سويد،
وشرحبيل بن أوس، و عبد الله بن عمرو، و عبد الله بن عمر، وأبو غطيف الكندي، وأبو
سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
4486 حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، ثنا شريك، عن أبي حصين، عن
عمير بن سعيد، عن علي رضي الله عنه، قال: لا أدى، أوما كنت لأدي من أقمت عليه
حدا إلا شارب الخمر، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسن فيه شيئا، إنما هو شئ قلناه نحن.
4487 حدثنا سليمان بن داود المهري المصري ابن أخي رشدين بن سعد،
أخبرنا ابن وهب، أخبرني أسامة بن زيد، أن ابن شهاب حدثه، عن عبد الرحمن بن
أزهر، قال: كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن وهو في الرحال يلتمس رحل خالد بن
الوليد، فبينما هو كذلك إذا أتى برجل قد شرب الخمر، فقال للناس: (اضربوه) فمنهم
من ضربه بالنعال، ومنهم من ضربه بالعصا، ومنهم من ضربه بالميتخة، وقال ابن وهب:
الجريدة الرطبة، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ترابا من الأرض فرمى به وجهه.
4488 حدثنا ابن السرح، قال: وجدت في كتاب خالي عبد الرحمن ابن عبد
الحميد، عن عقيل، عن ابن شهاب أخبره، أن عبد الله بن عبد الرحمن بن الأزهر
أخبره، عن أبيه، قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بشارب، وهو بحنين، فحثى في وجهه التراب،
ثم أمر أصحابه فضربوه بنعالهم وما كان في أيديهم، حتى قال لهم: (ارفعوا) فرفعوا،
فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلد أبو بكر في الخمر أربعين، ثم جلد عمر أربعين صدرا من
إمارته، ثم جلد ثمانين في آخر خلافته، ثم جلد عثمان الحدين كليهما ثمانين وأربعين،
ثم أثبت معاوية الحد ثمانين.
4489 حدثنا الحسن بن علي، ثنا عثمان بن عمر، ثنا أسامة بن زيد،

4486 - أي ان قتل شارب الخمر من أثر إقامة الحد عليه وداه أي أدى ديته إلى أهله إذ لا نص يحدد عدد الجلدات أو كيفيتها
وبأي شئ هي على شارب الخمر أما في سواه فالنص واضح صريح فإن مات القاذف وهو يحد فلا دية له.
4487 - وفى الحديث يريد أبو داود بنقله إثبات الأسنة محددة لحد الشارب.
4489 - تحاقروا الحد والعقوبة: استسهلوها واحتقروها: أي شربوا الخمر ويأبهوا بإقامة الحد عليهم بعد ذلك لأنه ضربات
قليلة.
361

عن الزهري، عن عبد الرحمن بن أزهر، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة الفتح وأنا غلام
شاب يتخلل الناس يسأل عن منزل خالد بن الوليد، فأتى بشارب، فأمرهم فضربوه بما في
أيديهم: فمنهم من ضربه بالسوط، ومنهم من ضربه بعصا، ومنهم من ضربه بنعله،
وحثى رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب، فلما كان أبو بكر أتى بشارب، فسألهم عن ضرب النبي صلى الله عليه وسلم
الذي ضربه، فحزروه أربعين، فضرب أبو بكر أربعين، فلما كان عمر كتب إليه خالد بن
الوليد: إن الناس قد انهمكوا في الشرب وتحاقروا الحد والعقوبة، قال: هم عندك
فسلهم، وعنده المهاجرون الأولون، فسألهم، فأجمعوا على أن يضرب ثمانين، قال: وقال
على: إن الرجل إذا شرب افترى فأرى أن يجعله كحد الفرية، قال أبو داود: أدخل عقيل
ابن خالد بين الزهري وبين ابن الأزهر في هذا الحديث عبد الله بن عبد الرحمن بن الأزهر
عن أبيه.
(38) باب في إقامة الحد في المسجد
4490 حدثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة يعنى ابن خالد ثنا الشعيثي، عن زفر
ابن وثيمة، عن حكيم بن حزام، أنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستفاد في المسجد،
وأن تنشد فيه الاشعار، وأن تقام فيه الحدود.
(39) باب في التعزير
4491 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن
عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، عن أبي
بردة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله عز
وجل).
4492 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، أن بكير بن
الأشج حدثه، عن سليمان بن يسار، قال: حدثني عبد الرحمن بن جابر، أن أباه حدثه،
أنه سمع أبا بردة الأنصاري يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، فذكر معناه.

4491 - وفيه أن التعزير لا يزيد على عشر جلدات.
362

(40) باب في ضرب الوجه في الجد
4493 حدثنا أبو كامل، ثنا أبو عوانة، عن عمر يعنى ابن أبي سلمة عن
أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه)
" آخر كتاب الحدود "

4493 - أي توزيع الضربات على الجسم كله إلا الوجه فلا يمس لأنه في الضرب عليه تشويه لخلق الله.
363

34 - كتاب الديات
[32 بابا: 102 حديثا]
(1) باب النفس بالنفس
4494 حدثنا محمد بن العلاء، ثنا عبيد الله يعنى ابن موسى عن علي بن
صالح، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان قريظة والنضير،
وكان النضير أشرف من قريظة، فكان إذا قتل رجل من قريظة رجلا من النضير قتل به، وإذا
قتل رجل من النضير رجلا من قريظة فودى بمائة وسق من تمر، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم قتل
رجل من النضير رجلا من قريظة، فقالوا: ادفعوه إلينا نقلته، فقالوا: بيننا وبينكم
النبي صلى الله عليه وسلم، فأتوه، فنزلت: (وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط) والقسط النفس
بالنفس، ثم نزلت: (أفحكم الجاهلية يبغون) قال أبو داود: قريظة والنضير جميعا من
ولد هارون النبي عليه السلام.
(2) باب لا يؤخذ أحد بجريرة أخيه أو أبيه
4495 - حدثنا أحمد بن يونس، ثنا عبيد الله يعنى ابن إياد ثنا إياد، عن أبي
رمثة، قال: انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي: (ابنك
هذا)؟ قال: أي ورب الكعبة، قال: (حقا)؟ قال: أشهد به، قال: فتبسم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا من ثبت شبهي في أبى، ومن حلف أبى على، ثم قال: (أما إنه
لا يجنى عليك ولا تجني عليه) وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ولا تزر وازرة وزر أخرى).

3494 - الوسق: ستون صاعا. (وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط) سورة المائدة من الآية (42). (أفحكم الجاهلية
يبغون) سورة المائدة من الآية (50).
4495 - (ولا تزر وازرة وزر أخرى) سورة الأنعام من الآية (164) وسورة الاسراء من الآية (15) وسورة فاطر من الآية
(18).
364

(3) باب الامام يأمر بالعفو في الدم
4496 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد أخبرنا محمد بن إسحاق، عن
الحرث بن فضيل، عن سفيان بن أبي العوجاء، عن أبي شريح الخزاعي، أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (من أصيب بقتل أو خبل فإنه يختار إحدى ثلاث: إما أن يقتص، وإما أن يعفو،
وإما أن يأخذ الدية، فإن أراد الرابعة فخذوا على يديه، ومن اعتدى بعد ذلك فله عذاب
أليم).
4497 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني، عن
عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس بن مالك، قال: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم رفع إليه شئ، فيه
قصاص إلا أمر فيه بالعفو.
4498 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، أخبرنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن أبي
صالح، عن أبي هريرة قال: قتل رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
فدفعه إلى ولى المقتول، فقال القاتل: يا رسول الله، والله ما أردت قتله، قال: فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم للولي: (أما إنه إن كان صادقا ثم قتلته دخلت النار) قال: فخلى سبيله،
قال: وكان مكتوبا بنسعة فخرج يجر نسعته فسمى ذا النسعة.
4499 حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي، ثنا يحيى بن سعيد، عن
عوف، ثنا حمزة أبو عمر العائذي، حدثني علقمة بن وائل، حدثني وائل بن حجر،
قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جئ برجل قاتل في عنقه النسعة، قال: فدعا ولى المقتول
فقال: (أتعفو)؟ قال: لا، قال: (أفتأخذ الدية) قال: لا، قال: (أفتقتل)؟ قال:
نعم، قال: (اذهب به) فلما ولى قال: (أتعفو)؟ قال: لا، قال: (أفتأخذ الدية)؟
قال: لا، قال: (أفتقتل) قال: نعم، قال: (اذهب به) فلما كان في الرابعة قال:
(أما إنك إن عفوت عنه يبوء بإثمه وإثم صاحبه) قال: فعفا عنه، قال: فأنا رأيته يجر النسعة.

4496 - الخبل: إصابة العضو بعطل دائم. أراد الرابعة: أي أراد غير هذه الأحوال الثلاثة كأن يأخذ الدية ثم يريد الثأر
والقصاص أو أن يسرف في القتل فيقتل غير القاتل كعادة الثأر في الجاهلية بأنه إن قتل رجل من قبيلة كان كل قبيلة القتل
هدف قبيلة المقتول.
4498 - مكتوفا بنسعة: مربوطا بحبل أو ضفير مما يجعل زمانا للبعير عادة.
365

4500 حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، ثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثني
جامع بن مطر، حدثني علقمة بن وائل، بإسناده ومعناه.
4501 حدثنا محمد بن عوف الطائي، ثنا عبد القدوس بن الحجاج، ثنا يزيد بن
عطاء الواسطي، عن سماك، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، قال: جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم بحبشي، فقل: إن هذا قتل ابن أخي، قال: (كيف قتلته)؟ قال: ضربت
رأسه بالفأس ولم أرد قتله، قال: (هل لك مال تؤدى ديته)؟ قال: لا، قال: (أفرأيت
إن أرسلتك تسأل الناس تجمع ديته)؟ قال: لا، قال: (فمواليك يعطونك ديته)؟ قال:
لا، قال للرجل: (خذه) فخرج به ليقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما إنه إن قتله كان
مثله) فبلغ به الرجل حيث يسمع قوله، فقال: (هو ذا فمر فيه ما شئت) فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرسله وقال مرة دعه يبوء بإثم صاحبه وإثمه فيكون من أصحاب النار)
قال: فأرسله.
4502 حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد عن أبي
أمامة بن سهل، قال: كنا مع عثمان وهو محصور في الدار، وكان في الدار مدخل من
دخله سمع كلام من على البلاط، فدخله عثمان، فخرج إلينا وهو متغير لونه، فقال:
إنهم ليتواعدونني بالقتل آنفا، قلنا: يكفيكهم الله يا أمير المؤمنين، قال: ولم يقتلونني؟
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: كفر بعد
إسلام، أو زنا بعد إحصان، أو قتل نفس بغير نفس) فوالله ما زنيت في جاهلية ولا في إسلام
قط، ولا أحببت أن لي بديني بدلا منذ هداني الله، ولا قتلت نفسا، فبم يقتلونني؟ قال
أبو داود: عثمان وأبو بكر رضي الله عنهما تركا الخمر في الجاهلية.
4503 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، قال: ثنا محمد بن إسحاق
فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير، قال: سمعت زياد بن ضميرة الضمري، ح وثنا وهب

4502 - ليتواعدونني: يتفقون على قتلى.
4503 - أول غير: أول دية. شكة: سلاح أي قد جعل سيفه على على صدره والدرقة. الدرع في يده. غرة الاسلام: أول
وعزه. أي إن كان هذه قتل غير آبه والاسلام في عزه والرسول صلى الله عليه وسلم بينهم فكيف سيكون الامر بعد ذلك هل تسن
السنة اليوم كي تغير وتبدل غدا؟. والأقرع بن حابس من سادات تميم واسمه فراس. ومحلم مات بعد ذلك بقليل
ودفنوه عدة مرات والأرض تلفظه حتى جعل في واد وردم عليه الحجارة.
366

ابن بيان وأحمد بن سعيد الهمداني، قالا: ثنا ابن وهب، أخبرني عبد الرحمن بن أبي
الزناد، عن عبد الرحمن بن الحرث، عن محمد بن جعفر، أنه سمع زياد بن
ضميرة السلمي، وهذا حديث وهب وهو أتم، يحدث عروة بن الزبير، عن أبيه، قال
موسى: وجده، وكانا شهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، ثم رجعنا إلى حديث وهب، أن
محلم بن جثامة الليثي قتل رجلا من أشجع في الاسلام، وذلك أول غير قضى به رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فتكلم، عيينة في قتل الأشجعي لأنه من غطفان، وتكلم الأقرع بن حابس دون
محلم لأنه من خندف، فارتفعت الأصوات وكثرت الخصومة واللغط، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (يا عيينة ألا تقبل الغير)؟ فقال عيينة: لا، والله حتى أدخل على نسائه من
الحرب والحزن ما أدخل على نسائي، قال: ثم ارتفعت الأصوات وكثرت الخصومة
واللغط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عيينة ألا تقبل الغير)؟ فقال عيينة مثل ذلك أيضا،
إلى أن قام رجل من بنى ليث يقال له مكيتل عليه شكة وفى يده درقة، فقال: يا رسول الله
إني لم أجد لما فعل هذا في غرة الاسلام مثلا إلا غنما وردت فرمى أولها فنفر آخرها،
أسنن اليوم وغير غدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمسون في فورنا هذا وخمسون إذا رجعنا
إلى المدينة) وذلك في بعض أسفاره، ومحلم رجل طويل آدم، وهو في طرف الناس،
فلم يزالوا حتى تخلص فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تدمعان، فقال:
يا رسول الله، إني قد فعلت الذي بلغك، وإني أتوب إلى الله تبارك وتعالى، فاستغفر الله
عز وجل لي يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقتلته بسلاحك في غرة الاسلام،
اللهم لا تغفر لمحلم) بصوت عال: زاد أبو سلمة فقام وإنه ليتلقى دموعه بطرف ردائه،
قال ابن إسحاق: فزعم قومه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر له بعد ذلك قال أبو داود: قال النضر
ابن شميل الغير: الدية.
(4) باب ولى العمد يرضى بالدية
4504 حدثنا مسدد بن مسرهد، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا ابن أبي ذئب، قال:
حدثني سعيد بن أبي سعيد، قال: سمعت أبا شريح الكعبي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا إنكم يا معشر خزاعة قتلتم هذا القتيل من هذيل، وإني عاقله، فمن قتل له بعد

4504 - عاقله: أي سأؤدي ديته والعقل: الدية والعاقلة: عصبة الرجل التي تؤدى عنه الدية إن قتل عن غير قصد.
367

مقالتي هذه قتيل فأهله بين خيرتين: أن يأخذوا العقل، أو يقتلوا).
4505 حدثنا عباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي، ثنا الأوزاعي، حدثني
يحيى، ح وثنا أحمد بن إبراهيم، حدثني أبو داود، ثنا حرب بن شداد، ثنا يحيى بن أبي
كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، ثنا أبو هريرة، قال: لما فتحت مكة قام
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (من قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما أن يودي، أو يقاد) فقام
رجل من أهل اليمن يقال له أبو شاه، فقال: يا رسول الله، اكتب لي، قال العباس:
اكتبوا لي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اكتبوا لأبي شاه) وهذا لفظ حديث أحمد، قال أبو
داود: اكتبوا لي يعنى خطبة النبي صلى الله عليه وسلم.
4506 حدثنا مسلم، ثنا محمد بن راشد، ثنا سليمان بن موسى، عن عمرو بن
شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لا يقتل مؤمن بكافر، ومن قتل
مؤمنا متعمدا دفع إلى أولياء المقتول: فإن شاءوا قتلوه، وإن شاءوا أخذوا الدية).
(5) باب من يقتل بعد أخذ الدية
4507 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا مطر الوراق، وأحسبه عن
الحسن، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا أعفى من قتل بعد أخذه
الدية).
(6) باب فيمن سقى رجلا سما أو أطعمه فمات أيقاد منه
4508 حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي، ثنا خالد بن الحرث، ثنا شعبة، عن
هشام بن زيد، عن أنس بن مالك، أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة،
فأكل منها، فجئ بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألها عن ذلك، فقالت: أردت
لأقتلك، فقال: (ما كان الله ليسلطك على ذلك) أو قال (على) فقالوا: ألا
نقتلها؟ قال: (لا) فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم.

4507 - لأنه رضى بإحدى الثلاثة ثم قتل أي أتى الرابعة التي سبق ذكرها في (4496) فلا يعفى عنه بل يقتل بفعلته.
4508 - لهوات ج لهاة وهي اللحمة في أقصى الحلق.
368

4509 حدثنا داود بن رشيد، ثنا عباد بن العوام، ح وثنا هارون بن عبد الله، ثنا
سعيد بن سليمان، ثنا عباد، عن سفيان بن حسين، عن الزهري عن سعيد وأبى سلمة،
قال هارون: عن أبي هريرة أن امرأة من اليهود أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاة مسمومة، قال:
فما عرض لها النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو داود: هذه أخت مرحب اليهودية التي سمت النبي صلى الله عليه وسلم.
4510 حدثنا سليمان بن داود المهري، ثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس،
عن ابن شهاب، قال: كان جابر بن عبد الله يحدث أن يهودية من أهل خيبر سمت شاة
مصلية ثم أهدتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذراع، فأكل منها، وأكل رهط
من أصحابه معه، ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ارفعوا أيديكم) وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى اليهودية فدعاها، فقال لها: (أسممت هذه الشاة)؟ قالت اليهودية: من أخبرك؟ قال:
(أخبرتني هذه في يدي) للذراع، قالت: نعم، قال: (فما أردت إلى ذلك)؟ قالت:
قلت: إن كان نبيا فلن يضره، وإن لم يكن استرحنا منه، فعفا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم يعاقبها، وتوفى بعض أصحابه الذين أكلوا من الشاة، واحتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم على كاهله
من أجل الذي أكل من الشاة، حجمه أبو هند بالقرن والشفرة، وهو مولى لبني بياضة من
الأنصار.
4511 حدثنا وهب بن بقية، ثنا خالد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية، نحو حديث جابر، قال: فمات بشر بن
البراء بن معرور الأنصاري، فأرسل إلى اليهودية: (ما حملك على الذي صنعت)؟ فذكر
نحو حديث جابر، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت، ولم يذكر أمر الحجامة.
4512 حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة،
عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة، وثنا وهب بن بقية
في موضع آخر، عن خالد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، ولم يذكر أبا هريرة،
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة، زاد: فأهدت له يهودية بخيبر شاة

4509 - ما عرض لها: أي لم يقتلها بعضها.
3410 - مصلية: شويه.
4511 - أي أنها قتلت بعد موت البشر بن براء بن معرور ولم تقتل أولا. والله أعلم.
4512 - الأبهر: شريان من شرايين القلب فهذا أوان: أي أن تأثير السم لم ينقض مع الوقت وإنما تأخر حتى أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقطع الشريان الأبهر.
369

مصلية سمتها، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وأكل القوم، فقال: (ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني
أنها مسمومة) فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري، فأرسل إلى اليهودية: (ما حملك
على الذي صنعت)؟ قالت: إن كنت نبيا لم يضرك الذي صنعت، وإن كنت ملكا أرحت
الناس منك، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت، ثم قال في وجعه الذي مات فيه: (ما زلت
أجد من الاكلة التي أكلت بخيبر، فهذا أوان قطعت أبهري).
4513 حدثنا مخلد بن خالد، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن الزهري عن ابن
كعب بن مالك، عن أبيه، أن أم مبشر قالت للنبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه: ما يتهم
بك يا رسول الله؟ فإني لا أتهم بابني شيئا إلا الشاة المسمومة التي أكل معك بخيبر، وقال
النبي صلى الله عليه وسلم: (وأنا لا أتهم بنفسي إلا ذلك، فهذا أوان قطعت أبهري) قال أبو داود: وربما
حدث عبد الرزاق بهذا الحديث مرسلا عن معمر عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم، وربما حدث
به عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وذكر عبد الرزاق أن معمرا كان
يحدثهم بالحديث مرة مرسلا فيكتبونه ويحدثهم مرة به فيسنده فيكتبونه، وكل صحيح
عندنا، قال عبد الرزاق: فلما قدم ابن المبارك على معمر أسند له معمر أحاديث كان
يوقفها.
4514 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا إبراهيم بن خالد، ثنا رباح، عن معمر، عن
الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أمه أم مبشر، قال أبو
سعيد بن الاعرابي: كذا قال عن أمه، والصواب عن أبيه، عن أم مبشر: دخلت على
النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر معنى حديث مخلد بن خالد نحو حديث جابر، قال: فمات بشر بن
البراء بن معرور، فأرسل إلى اليهودية فقال: (ما حملك على الذي صنعت)؟ فذكر نحو
حديث جابر، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت، ولم يذكر الحجامة.
(7) باب من قتل عبده أو مثل به أيقاد منه
4515 - حدثنا علي بن الجعد، ثنا شعبة، ح وثنا موسى بن إسماعيل، ثنا
حماد، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل عبده قتلناه، ومن
جدع عبده جدعناه).

4515 - والجذع قطع الأنف.
370

4516 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة،
بإسناده مثله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من خصى عبده خصيناه) ثم ذكر مثل حديث
شعبة وحماد، قال أبو داود: ورواه أبو داود الطيالسي، عن هشام، مثل حديث معاذ.
4517 حدثنا الحسن بن علي، ثنا سعيد بن عامر، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة،
بإسناد شعبة مثله، زاد: ثم إن الحسن نسي هذا الحديث، فكان يقول: لا يقتل حر بعبد.
4518 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، عن قتادة، عن الحسن، قال: لا
يقاد الحر بالعبد.
4519 حدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم العتكي، ثنا محمد بن بكر، أخبرنا
سوار أبو حمزة، ثنا عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: جاء رجل مستصرخ إلى
النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: جارية له يا رسول الله، فقال: (ويحك مالك)؟ قال: شر، أبصر
لسيده جارية له فغار فجب مذاكيره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (على بالرجل) فطلب فلم
يقدر عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اذهب فأنت حر) فقال: يا رسول الله على من
نصرتي؟ قال: (على كل مؤمن) أو قال: (كل مسلم) قال أبو داود: الذي عتق كان
اسمه روح بن دينار، قال أبو داود: الذي جبه زنباع، قال أبو داود: هذا زنباع أبو
روح كان مولى العبد.
(8) باب القتل بالقسامة
4520 حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة ومحمد بن عبيد، المعنى، قالا: ثنا
حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة ورافع بن
خديج، أن محيصة بن مسعود و عبد الله بن سهل، انطلقا قبل خيبر، فتفرقا في النخل،
فقتل عبد الله بن سهل، فاتهموا اليهود، فجاء أخوه عبد الرحمن بن سهل وابنا عمه
حويصة ومحيصة، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فتكلم عبد الرحمن في أمر أخيه وهو أصغرهم، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الكبر الكبر) أو قال: (ليبدأ الأكبر) فتكلما في أمر صاحبهما، فقال

4519 - جب مذاكيره: قطعها.
4520 - ركضتين ناقة: ضربتني برجلها. الكبر الكبر: أي ليتكلم الأكبر سنا وهذا من باب الأدب وفيه جواز الوكالة في
الادعاء. والمربد: مكان خزن الثمر.
371

رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقسم خمسون منكم على رجل منهم فيدفع برمته) قالوا: أمر لم نشهده
كيف نحلف؟ قال: (فتبرئكم يهود بأيمان خمسين منهم) قالوا: يا رسول الله، قوم
كفار، قال: فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبله، قال: قال سهل: دخلت مربدا لهم يوما
فركضتني ناقة من تلك الإبل ركضة برجلها، قال حماد أو نحوه، قال أبو داود: رواه
بشر بن المفضل ومالك عن يحيى بن سعيد قال فيه: (أتحلفون خمسين يمينا وتستحقون
دم صاحبكم أو قاتلكم)؟ ولم يذكر بشر دما، وقال عبدة عن يحيى كما قال حماد، ورواه
ابن عيينة عن يحيى، فبدأ بقوله: (تبرئكم يهود بخمسين يمينا يحلفون) ولم يذكر
الاستحقاق وهذا وهم من ابن عيينة.
4521 حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني مالك، عن أبي
ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل، عن سهل بن أبي حثمة أنه أخبره هو
ورجال من كبراء قومه أن عبد الله بن سهل ومحيصة خرجا إلى خيبر من جهد أصابهم،
فأتى محيصة فأخبر أن عبد الله بن سهل قد قتل وطرح في فقير أو عين، فأتى يهود، فقال:
أنتم والله قتلتموه، قالوا: والله ما قتلناه، فأقبل حتى قدم على قومه، فذكر لهم ذلك، ثم
أقبل هو وأخوه حويصة وهو أكبر منه و عبد الرحمن بن سهل، فذهب محيصة ليتكلم،
وهو الذي كان بخيبر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كبر كبر) يريد السن، فتكلم حويصة،
ثم تكلم محيصة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إما أن يدوا صاحبكم وإما أن يؤذنوا بحرب)
فكتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فكتبوا: إنا والله ما قتلناه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحويصة
ومحيصة و عبد الرحمن: (أتحلفون وتستحقون دم صاحبكم)؟ قالوا: لا، قال:
(فتحلف لكم يهود) قالوا: ليسوا مسلمين، فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده، فبعث إليهم
مائة ناقة حتى أدخلت عليهم الدار، قال سهل: لقد ركضتني منها ناقة حمراء.
4522 حدثنا محمود بن خالد وكثير بن عبيد، قالا: ثنا، ح وثنا محمد بن
الصباح بن سفيان، أخبرنا الوليد، عن أبي عمرو، عن عمرو بن شعيب، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قتل بالقسامة رجلا من بنى نصر بن مالك ببحرة الرغاء على شط لية

4521 - الفقير: البئر غير العميقة وسميت الفقير لقلة مائها.
4522 - بحرة الرغاء: موضع بالطائف بنى النبي صلى الله عليه وسلم فيه مسجدا والبحرة: البلدة لية: جبل بالطائف أعلاه لثقيف وأدناه لنضر
بن معاوية. شط لية البحرة: طرف الجبل القائم بجوار البحرة.
372

البحرة، قال: القاتل والمقتول منهم، وهذا لفظ محمود ببحرة إقامة محمود وحده على
شط لية.
(9) باب في ترك القود بالقسامة
4523 حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، ثنا أبو نعيم، ثنا سعيد
ابن عبيد الطائي، عن بشير بن يسار، زعم أن رجلا من الأنصار يقال له سهل بن أبي
حثمة، أخبره أن نفرا من قومه انطلقوا إلى خيبر، فتفرقوا فيها، فوجدوا أحدهم قتيلا،
فقالوا للذين وجدوه عندهم: قتلتم صاحبنا، فقالوا: ما قتلناه ولا علمنا قاتلا، فانطقنا إلى
نبي الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال لهم: (تأتوني بالبينة على من قتل هذا) قالوا: ما لنا بينة،
قال: (فيحلفون لكم) قالوا: لا نرضى بأيمان اليهود، فكره نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يبطل دمه،
فوداه مائة من إبل الصدقة.
4524 حدثنا الحسن بن علي بن راشد، أخبرنا هشيم، عن أبي حيان التيمي،
ثنا عباية بن رفاعة، عن رافع بن خديج، قال: أصبح رجل من الأنصار مقتولا بخيبر،
فانطلق أولياؤه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكروا ذلك له، فقال: (لكم شاهدان يشهدان على قتل
صاحبكم)؟ قالوا: يا رسول الله، لم يكن ثم أحد من المسلمين، وإنما هو يهود وقد
يجترئون على أعظم من هذا، قال: (فاختاروا منهم خمسين فاستحلفوهم) فأبوا، فوداه
النبي صلى الله عليه وسلم من عنده.
4525 حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني، حدثني محمد يعنى ابن سلمة
عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحرث، عن عبد الرحمن بن بجيد،
قال: إن سهلا والله أوهم الحديث، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى يهود أنه قد وجد بين
أظهركم قتيل فدوه، فكتبوا يحلفون بالله خمسين يمينا ما قتلناه ولا علمنا قاتلا، قال: فواده
رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده مائة ناقة.
4526 حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري،
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار، عن رجال من الأنصار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لليهود وبدأ بهم: (يحلف منكم خمسون رجلا) فأبوا، فقال للأنصار: (استحقوا)

4524 - شاهدان أي من غيرهم.
373

قالوا: نحلف على الغيب يا رسول الله؟! فجعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم دية على يهود لأنه وجد
بين أظهرهم.
(10) باب يقاد من القاتل
4527 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا همام، عن قتادة، عن أنس أن جارية
وجدت قد رض رأسها بين حجرين، فقيل لها: من فعل بك هذا؟ أفلان؟ أفلان؟ حتى
سمى اليهودي، فأومت برأسها، فأخذ اليهودي، فاعترف، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرض
رأسه بالحجارة.
4528 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن أبي
قلابة، عن أنس أن يهوديا قتل جارية من الأنصار على حلى لها، ثم ألقاها في
قليب، ورضخ رأسها بالحجارة، فأخذ، فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر بن أن يرجم حتى
يموت، فرجم حتى مات، قال أبو داود: رواه ابن جريج عن أيوب نحوه.
4529 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا ابن إدريس، عن شعبة، عن هشام بن
زيد، عن جده أنس أن جارية كان عليها أوضاح لها، فرضخ رأسها يهودي بحجر، فدخل
عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبها رمق، فقال لها: (من قتلك؟ فلان قتلك؟) فقالت: لا،
برأسها، قال: (من قتلك؟ فلان قتلك؟) قالت: لا، برأسها، قال: (فلان قتلك)؟
قالت: نعم، برأسها، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل بين حجرين.
(11) باب، أيقاد المسلم بالكافر؟
4530 حدثنا أحمد بن حنبل ومسدد، قالا: ثنا يحيى بن سعيد، أخبرنا سعيد
ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عباد، قال: انطلقت أنا والأشتر
إلى علي عليه السلام، فقلنا: هل عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لم يعهده إلى الناس
عامة؟ قال: لا، إلا ما في كتابي هذا، قال مسدد: قال: فأخرج كتابا، وقال أحمد:

4527 - أي أن العقوبة تكون بنفس طريقة ارتكاب الجريمة.
4528 - على حلي لها: ليسرق حليا تلبسها.
4529 - الأرضاح: الحلي من الفضة وسميت كذلك بياضها.
4530 - تكافأ دماؤهم: تتكافأ: تتساوى.
374

كتابا من قراب سيفه، فإذا فيه: (المؤمنون تكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم،
ويسعى بذمتهم أدناهم، ألا لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده، من أحدث حدثا
فعلى نفسه، ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)
قال مسدد: عن ابن أبي عروبة فأخرج كتابا.
4531 حدثنا عبيد الله بن عمر، ثنا هشيم، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن
شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكر نحو حديث، على، زاد فيه: (ويجير عليهم أقصاهم، ويرد مشدهم على مضعفهم ومتسريهم على قاعدهم).
(12) باب في من وجد مع أهله رجلا أيقتله؟
4532 حدثنا قتيبة بن سعيد و عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، المعنى واحد،
قالا: ثنا عبد العزيز بن محمد، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة أن سعد بن عبادة
قال: يا رسول الله، الرجل يجد مع امرأته رجلا، أيقتله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا) قال
سعد: بلى والذي أكرمك بالحق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اسمعوا إلى ما يقول سيدكم) قال
عبد الوهاب: (إلى ما يقول سعد).
4533 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن سهيل بن أبي صالح، عن
أبيه، عن أبي هريرة أن سعد بن عبادة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت لو وجدت مع امرأتي
رجلا أمهله حتى آتي بأربعة شهداء؟ قال: (نعم).
(13) باب العامل يصاب على يديه خطأ
4534 حدثنا محمد بن داود بن سفيان، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن
الزهري، عن عروة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا جهم بن حذيفة مصدقا فلاجه رجل
في صدقته، فضربه أبو جهم، فشجه، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: القود يا رسول الله،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لكم كذا وكذا) فلم يرضوا، فقال: (لكم كذا وكذا) فلم يرضوا،
فقال: (لكم كذا وكذا) فرضوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني خاطب العشية على الناس
ومخبرهم برضاكم) فقالوا: نعم، فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (إن هؤلاء الليثيين

4534 - لاجه: أكثر من اللجاج عليه: أي اشتد عليه في النقاش واحتد بقوله.
375

أتوني يريدون القود، فعرضت عليهم كذا وكذا فرضوا، أرضيتم)؟ قالوا: لا، فهم
المهاجرون بهم، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكفوا عنهم، فكفوا، ثم دعاهم فزادهم،
فقال: (أرضيتم)؟ فقالوا: نعم، قال: (إني خاطب على الناس، ومخبرهم برضاكم)
قالوا: نعم، فخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أرضيتم)؟ قالوا: نعم.
(14) باب القود بغير حديد
4535 حدثنا محمد بن كثير، ثنا همام، عن قتادة، عن أنس أن جارية وجدت
قد رض رأسها بين حجرين، فقيل لها: من فعل بك هذا؟ أفلان؟ أفلان؟ حتى سمى
اليهودي، فأومت برأسها، فأخذ اليهودي، فاعترف، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يرض رأسه
بالحجارة.
(15) باب القود من الضربة، وقص الأمير من نفسه
4536 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، عن عمرو يعنى ابن الحارث
عن بكر بن الأشج، عن عبيدة بن مسافع، عن أبي سعيد الخدري، قال: بينما
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسما أقبل رجل فأكب عليه، فطعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرجون كان معه،
فجرح بوجهه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (تعال فاستقد) فقال: بل عفوت يا رسول الله.
4537 حدثنا أبو صالح، أخبرنا أبو إسحاق الفزاري، عن الجريري، عن أبي
نضرة، عن أبي فراس، قال: خطبنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: إني لم ابعث
عمالي ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، فمن فعل به ذلك فليرفعه إلى أقصه منه،
قال عمرو بن العاص: لو أن رجلا أدب بعض رعيته أتقصه منه؟ قال: أي والذي نفسي
بيده أقصه، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أقص من نفسه.
(16) باب عفو النساء عن الدم
4538 حدثنا داود بن رشيد، ثنا الوليد، عن الأوزاعي، أنه سمع حصنا، أنه

4536 - يقسم قسما: يقسم شيئا أعطيات بين الناس.
4537 - أبشاركم: جلودكم. أقصه منه: أمكنه من الاقتصاص منه.
4538 - عن القود: أي عن القتل. وفيه ان أسقط أحد أولياء الدم وإن كان امرأة حقه في الدم فقد سقط القود ووجبت الدية.
376

سمع أبا سلمة يخبر، عن عائشة رضي الله عنها، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (على
المقتتلين أن ينحجزوا الأول فالأول، وإن كانت امرأة) قال أبو داود: بلغني أن عفو النساء
في القتل جائز إذا كانت إحدى الأولياء، وبلغني عن أبي عبيد في قوله (ينحجزوا) يكفوا
عن القود.
(17) باب من قتل في عمياء بين قوم
4539 حدثنا محمد بن عبد، ثنا حماد، ح وثنا ابن السرح، ثنا سفيان، وهذا
حديثه، عن عمرو، عن طاوس، قال: من قتل، وقال ابن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من قتل في عميا في رميا يكون بينهم بحجارة أو بالسياط أو ضرب بعضا فهو
خطأ، وعقله عقل الخطأ، ومن قتل عمدا فهو قود) قال ابن عبيد: (قود يد) ثم اتفقا
(ومن حال دونه فعليه لعنة الله وغضبه، لا يقبل منه صرف ولا عدل) وحديث سفيان أتم.
4540 حدثنا محمد بن أبي غالب، ثنا سعيد بن سليمان، عن سليمان بن
كثير، ثنا عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر
معنى حديث سفيان.
(18) باب الدية كم هي؟
4541 حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا محمد بن راشد، ح وثنا هارون بن
زيد بن أبي الزرقاء، ثنا أبي، ثنا محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى، عن عمرو بن
شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى أن من قتل خطأ فديته مائة من
الإبل: ثلاثون بنت مخاض، وثلاثون بنت لبون، وثلاثون حقة، وعشرة بنى لبون ذكر.
4542 حدثنا يحيى بن حكيم، ثنا عبد الرحمن بن عثمان، ثنا حسين المعلم،
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: كانت قيمة الدية على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانمائة دينار أو ثمانية آلاف درهم، ودية أهل الكتاب يومئذ النصف من دية

4539 - عميا: ترام بالسهام أو قتال بالعصى لا يعرف الضارب والمضروب فيه وقوله: (في رميا) وفى نسخة: في (رمي).
4541 - بنت مخاض: الناقة استكملت الحول ودخلت في الثاني. بنت لبون: الناقة إذا استكملت العام الثاني ودخلت في
الثالث. حقة: الناقة أتمت العام الثالث ودخلت في الرابع. بنى لبون: هو كبنت اللبون عمرا الا انه لم يذكر في
أسنان إبل الصدقة.
377

المسلمين، قال: فكان ذلك كذلك حتى استخلف عمر رحمه الله، فقام خطيبا فقال: ألا
إن الإبل قد غلت، قال: ففرضها عمر على أهل الذهب ألف دينار، وعلى أهل الورق
اثنى عشر ألفا، وعلى أهل البقر مائتي بقرة، وعلى أهل الشاء ألفي شاة، وعلى أهل
الحل مائتي حلة، قال: وترك دية أهل الذمة لم يرفعها فيما رفع من الدية.
4543 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن
عطاء بن أبي رباح، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في الدية على أهل الإبل مائة من الإبل،
وعلى أهل البقر مائتي بقرة، وعلى أهل الشاء ألفي شاة، وعلى أهل الحلل مائتي حلة،
وعلى أهل القمح شيئا لم يحفظه محمد.
4544 قال أبو داود: قرأت على سعيد بن يعقوب الطالقاني، قال: ثنا أبو
تميلة ثنا محمد بن إسحاق، قال: ذكر عطاء، عن جابر بن عبد الله، قال: فرض
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر مثل حديث موسى، قال: وعلى أهل الطعام شيئا لا أحفظه.
4545 حدثنا مسدد، ثنا عبد الواحد، ثنا الحجاج، عن زيد بن جبير، عن
خشف بن مالك الطائي، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (في دية
الخطأ عشرون حقة وعشرون جذعة وعشرون بنت مخاص وعشرون بنت لبون وعشرون
بنى مخاض ذكر) وهو قول عبد الله.
4546 حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا زيد بن الحباب، عن محمد بن
مسلم، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رجلا من بنى عدى قتل،
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ديته اثنى عشر ألفا، قال أبو داود: رواه ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة عن
النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكر ابن عباس.
(19) باب في الخطأ شبه العمد
4547 حدثنا سليمان بن حرب ومسدد المعنى، قالا: ثنا حماد، عن خالد،
عن القاسم بن ربيعة، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب
يوم الفتح بمكة فكبر ثلاثا ثم قال: (لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده،
وهزم الأحزاب وحده) إلى ها هنا حفظته عن مسدد، ثم اتفقا (ألا إن كل مأثرة كانت في

4545 - الجذعة من الإبل في السنة الخامسة.
378

الجاهلية تذكر وتدعى من دم أو مال تحت قدمي، إلا ما كان من سقاية الحاج، وسدانة
البيت) ثم قال: (ألا إن دية الخطأ شبه العمد ما كان بالسوط والعصا مائة من الإبل: منها
أربعون في بطونها أولادها) وحديث مسدد أتم.
4548 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، عن خالد، بهذا الاسناد، نحو معناه.
4549 حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، عن علي بن زيد، عن القاسم بن
ربيعة، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمعناه، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح،
أو فتح مكة، على درجة البيت، أو الكعبة، قال أبو داود: كذا رواه ابن عيينة أيضا عن
علي بن زيد عن القاسم بن ربيعة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه أيوب السختياني عن
القاسم بن ربيعة عن عبد الله بن عمرو مثل حديث خالد، ورواه حماد بن سلمة عن علي
ابن زيد عن يعقوب الدوسي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقول زيد وأبي موسى
مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم وحديث عمر رضي الله عنه.
4550 حدثنا النفيلي، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال:
قضى عمر في شبه العمد ثلاثين حقة، وثلاثين جذعة وأربعين خلفة ما بين ثنية إلى بازل
عامها.
4551 حدثنا هناد، ثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن
ضمرة، عن علي رضي الله عنه أنه قال: في شبه العمد أثلاث: ثلاث وثلاثون حقة،
وثلاث وثلاثون جذعة، وأربع وثلاثون ثنية إلى بازل عامها وكلها خلفة.
4552 وبه عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود، قال: عبد الله: في شبه العمد
خمس وعشرون حقة، وخمس وعشرون جذعة، وخمس وعشرون بنات لبون، وخمس
وعشرون بنات مخاض.
4553 حدثنا هناد، ثنا أبو الأحوص، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن
عاصم بن ضمرة، قال: قال علي رضي الله عنه: في الخطأ أرباعا: خمس وعشرون

4550 - خلفة: نوقا حاملة في بطونها أولادها. الثنية: الناقة التي ألقت ثنيتها ويكون ذلك في الإبل في السنة السادس.
البازل: الناقة التي يزل نابها أي قد خطر وطلع ويكون ذلك حوالي العم التاسع من عمرها. وبازل عامها: أي في العام
الذي بزلت فيه وهو ليس عمرا محددا فقد يكون في العام الثامن من عمرها كما يكون بعده.
379

حقة، وخمس وعشرون جذعة، وخمس وعشرون بنات لبون، وخمس وعشرون بنات
مخاض.
4554 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن عبد الله، ثنا سعيد، عن قتادة،
عن عبد ربه، عن أبي عياض، عن عثمان بن عفان وزيد بن ثابت: في المغلظة أربعون جذعة خلفة، وثلاثون حقه، وثلاثون بنات لبون، وفى الخطأ ثلاثون حقة، وثلاثون بنات
لبون، وعشرون بنو لبون ذكور، وعشرون بنات مخاض.
4555 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن عبد الله، ثنا سعيد، عن قتادة،
عن سعيد بن المسيب، عن زيد بن ثابت في الدية المغلظة، فذكر مثله سواء، قال أبو
داود: قال أبو عبيد وغير واحد إذا دخلت الناقة في السنة الرابعة فهو حق والأنثى حقة، لأنه
يستحق أن يحمل عليه ويركب، فإذا دخل في الخامسة فهو جذع وجذعة، فإذا دخل في
السادسة وألقى ثنيته فهو ثنى وثنية، فإذا دخل في السابعة فهو رباع ورباعية، فإذا دخل في
الثامنة وألقى السن الذي بعد الرباعية فهو سديس وسدس، فإذا دخل في التاسعة وفطر نابه
وطلع فهو بازل، فإذا دخل في العاشرة فهو مخلف، ثم ليس له اسم ولكن يقال: بازل
عام، وبازل عامين، ومخلف عام، ومخلف عامين، إلى ما زاد، وقال النضر بن
شميل: ابنة مخاض لسنة، وابنة لبون لسنتين، وحقة لثلاث، وجذعة لأربع والثنى
لخمس، ورباع لست، وسديس لسبع، وبازل لثمان، قال أبو داود: قال أبو حاتم
والأصمعي: والجذوعة وقت وليس بسن، قال أبو حاتم قال بعضهم فإذا ألقى رباعيته فهو
رباع، وإذا ألقى ثنيته فهو ثنى، وقال أبو عبيد: إذا لقحت فهي خلفة، فلا تزل خلفة إلى
عشرة أشهر، فإذا بلغ عشرة أشهر فهي عشراء، قال أبو حاتم: إذا ألقى ثنيته فهو ثنى،
وإذا ألقى رباعيته فهو رباع.
(20) باب ديات الأعضاء
4556 حدثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا عبدة يعنى ابن سليمان ثنا سعيد بن أبي
عروبة، عن غالب التمار، عن حميد بن هلال، عن مسروق بن أوس، عن أبي
موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الأصابع سواء عشر عشر من الإبل).

4556 - لان الأصابع في اليدين عشر ففي كل واحد عشرة الدية.
380

4557 حدثنا أبو الوليد، ثنا شعبة، عن غالب التمار، عن مسروق بن أوس،
عن الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الأصابع سواء) قلت: عشر عشر؟ قال: (نعم)
قال أبو داود: رواه محمد بن جعفر عن شعبة عن غالب قال: سمعت مسروق بن أوس،
ورواه إسماعيل قال: حدثني غالب التمار بإسناد أبى الوليد، ورواه حنظلة بن أبي صفية
عن غالب بإسناد إسماعيل.
4558 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، ح وثنا ابن معاذ، ثنا أبي، ح وثنا نصر بن علي
، أخبرنا يزيد بن زريع، كلهم عن شعبة، عن قتادة، عن عكرمة عن ابن عباس،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذه وهذه سواء) يعنى الابهام والخنصر.
4559 حدثنا عباس العنبري، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثني شعبة عن
قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الأصابع سواء، والأسنان
سواء، الثنية والضرس سواء، هذه وهذه سواء) قال أبو داود: ورواه النضر بن شميل عن
شعبة بمعنى عبد الصمد.
4560 حدثنا الدارمي، عن النضر، ثنا محمد بن حاتم بن بزيع، ثنا علي بن
الحسن، أخبرنا أبو حمزة، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأسنان سواء، والأصابع سواء).
4561 حدثنا عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان، ثنا أبا تميلة، عن حسين
المعلم، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
أصابع اليدين والرجلين سواء.
4562 حدثنا هدبة بن خالد، ثنا همام، ثنا حسين المعلم، عن عمرو بن
شعيب، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته وهو مسند ظهره إلى الكعبة: (في
الأصابع عشر عشر).
4563 حدثنا زهير بن حرب أبو خيثمة، ثنا يزيد بن هارون، ثنا حسين المعلم،
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (في الأسنان خمس
خمس).

4563 - أي كأنها عشرون سنا في كل واحد جزء من عشرين من الدية.
381

4564 حدثنا قال أبو داود: وجدت في كتابي عن شيبان ولم أسمعه منه، فحدثناه أبو
بكر صاحب لنا ثقة قال: ثنا شيبان، ثنا محمد يعنى ابن راشد عن سليمان يعنى ابن
موسى عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم دية الخطأ
على أهل القرى أربعمائة دينار أو عدلها من الورق يقومها على أثمان الإبل، فإذا غلت
رفع في قيمتها، وإذا هاجت رخصا نقص من قيمتها، وبلغت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما بين أربعمائة دينار إلى ثمانمائة دينار، وعدلها من الورق ثمانية آلاف درهم،
وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل البقر مائتي بقرة، ومن كان دية عقله في الشاء فألفى شاة،
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العقل ميراث بين ورثة القتيل على قرابتهم، فما فضل
فللعصبة) قال: وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الانف إذا جدع الدية كاملة، وإن جدعت ثندوته
فنصف العقل خمسون من الإبل أو عدلها من الذهب أو الورق أو مائة بقرة أو ألف شاة،
وفى اليد إذا قطعت نصف العقل، وفى الرجل نصف العقل، وفى المأمومة ثلث العقل
ثلاث وثلاثون من الإبل وثلث أو قيمتها من الذهب أو الورق أو البقر أو الشاء والجائفة مثل
ذلك، وفى الأصابع في كل أصبع عشر من الإبل، وفى الأسنان في كل سن خمس من
الإبل، وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عقل المرأة بين عصبتها من كانوا لا يرثون منها شيئا إلا ما
فضل عن ورثتها، وإن قتلت فعقلها بين ورثتها، وهم يقتلون قاتلهم، وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس للقاتل شئ، وإن لم يكن له وارث فوارثه أقرب الناس إليه، ولا
يرث القاتل شيئا) قال محمد: هذا كله حدثني به سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب،
عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو داود: محمد بن راشد من أهل دمشق هرب
إلى البصرة من القتل.
4565 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا محمد بن بكار بن بلال العاملي،
أخبرنا محمد يعنى ابن راشد عن سليمان يعنى ابن موسى عن عمرو بن شعيب، عن
أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عقل شبه العمد مغلظ مثل عقد العمد ولا يقتل
صاحبه) قال: وزادنا خليل عن ابن راشد (وذلك أن ينزو الشيطان بين الناس، فتكون دماء

4564 - ما كان من الأعضاء واحد ففيه الدية كاملة وما كان منه اثنين كانت الدية في كليهما وفى كل واحد نصف الدية وما كان
أكثر من ذلك فبنسبة عدده. وذهاب العقل والفهم بسبب ضربة هو كالقتل. نصف العقل: نصف الدية. ليس للقاتل
شئ: اي لا يرث القاتل من المقتول إن كان من ورثته أصلا ولو كان القتل خطأ غير عمد.
382

في عميا في غير ضغينة، ولا حمل سلاح).
4566 حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين، أن خالد بن الحرث حدثهم، قال:
أخبرنا حسين يعنى المعلم عن عمرو بن شعيب، أن أباه أخبره، عن عبد الله بن عمرو
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (في المواضح خمس).
4567 حدثنا محمود بن خالد السلمي، ثنا مروان يعنى ابن محمد ثنا الهيثم
ابن حميد، حدثني العلاء بن الحرث، حدثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده،
قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في العين القائمة السادة لمكانها بثلث الدية.
(21) باب دية الجنين
4568 حدثنا حفص بن عمر النمري، ثنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم،
عن عبيد بن نضلة، عن المغيرة بن شعبة أن امرأتين كانتا تحت رجل من هذيل، فضربت
إحداهما الأخرى بعمود فقتلتها، فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أحد الرجلين: كيف
ندى من لا صلح ولا أكل، ولا شرب ولا استهل، فقال: (أسجع كسجع الاعراب)؟
فقضى فيه بغرة وجعله على عاقلة المرأة.
4569 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، بإسناده ومعناه،
وزاد: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها، قال أبو داود:
وكذلك رواه الحكم عن مجاهد عن المغيرة.
4570 حدثنا عثمان بن أبي شيبة وهارون بن عباد الأزدي، المعنى، قالا: ثنا
وكيع، عن هشام، عن عروة، عن المسور بن مخرمة، أن عمر استشار الناس في إملاص
المرأة، فقال المغيرة بن شعبة: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى فيه بغرة عبد أو أمة، فقال:
ائتني بمن يشهد معك، فأتاه بمحمد بن مسلمة، زاد هارون: فشهد له يعنى ضرب

4566 - المواضح: ج موضحة وهي الضربة توضح أي تظهر العظم وتقطع ما فوقه من لحم وجلد.
4567 - العين القائمة السادة لمكانها: أي العين التي قد ذهب بصرها إلا أنها بقيت في مكانها، ففي اقتلاعها ثلث الدية لان
في ذلك إضعافا للأخرى المبصرة وتشويها لوجه المصاب.
4568 - الغرة: عبد أو أمة.
4570 - إملاص المرأة: سقوط حملها قبل أوانه (أي الاجهاض).
383

الرجل بطن امرأته قال أبو داود: بلغني عن أبي عبيد إنما سمى إملاصا لأن المرأة تزلقه
قبل وقت الولادة، وكذلك كل ما زلق من اليد وغيره فقد ملص.
4571 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، عن هشام، عن أبيه، عن
المغيرة، عن عمر، بمعناه قال أبو داود: رواه حماد بن زيد وحماد بن سلمة عن هشام
ابن عروة عن أبيه أن عمر قال.
4572 حدثنا محمد بن مسعود المصيصي، ثنا أبو عاصم، عن ابن جريج،
قال: أخبرني عمرو بن دينار، أنه سمع طاوسا، عن ابن عباس، عن عمر أنه سأل عن
قضية النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، فقام حمل بن مالك بن النابغة فقال: كنت بين امرأتين فضربت
إحداهما الأخرى بمسطح فقتلتها وجنينها، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنينها بغرة وأن
تقتل، قال أبو داود: قال النضر بن شميل: المسطح هو الصوبج، قال أبو داود: وقال
أبو عبيد: المسطح عود من أعواد الخباء.
4573 حدثنا عبد الله بن محمد الزهري، ثنا سفيان، عن عمرو، عن طاوس،
قال: قام عمر رضي الله عنه على المنبر، فذكر معناه، لم يذكر (وأن تقتل) زاد: بغرة
عبد أو أمة، قال: فقال عمر: الله أكبر لو لم أسمع بهذا لقضينا بغير هذا.
4574 حدثنا سليمان بن عبد الرحمن التمار، أن عمرو بن طلحة حدثهم،
قال: ثنا أسباط، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قصة حمل بن مالك، قال:
فأسقطت غلاما قد نبت شعره ميتا، وماتت المرأة، فقضى على العاقلة الدية، فقال عمها:
إنها قد أسقطت يا نبي الله غلاما قد نبت شعره، فقال أبو القاتلة: إنه كاذب، إنه والله ما
استهل، ولا شرب ولا أكل، فمثله يطل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أسجع الجاهلية وكهانتها،
أد في الصبي غرة) قال ابن عباس: كان أسم إحداهما مليكة والأخرى أم غطيف.
4575 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يونس بن محمد ثنا عبد الواحد بن
زياد، ثنا مجالد، قال: ثنا الشعبي، عن جابر بن عبد الله أن امرأتين من هذيل قتلت
إحداهما الأخرى ولكل واحدة منهما زوج وولد، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم دية المقتولة على

4572 - المسطح: هو كما ذكر هنا عمود الخباء وهو وأيضا الشوبق أي (الشوبك) وهو الذي يسطح به العجين ويرقق فإذا صار
رقاقا خبز وتوكيد ذلك قوله الصوبج لان الصوبج هو الشوبك. والصوبج والشوبك معرب (جوبة) واللفظ غير عربي
أصلا.
384

عاقلة القاتلة، وبرأ زوجها وولدها، قال: فقال عاقلة المقتولة: ميراثها لنا؟ قال: فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا، ميراثها لزوجها وولدها).
4576 حدثنا وهب بن بيان وابن السرح، قالا: ثنا ابن وهب، أخبرني يونس،
عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبى سلمة، عن أبي هريرة قال: اقتتلت امرأتان
من هذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها، فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقضى
رسول الله صلى الله عليه وسلم دية جنينها غرة عبد أو وليدة، وقضى بدية المرأة على عاقلتها، وورثها ولدها
ومن معهم، فقال حمل بن مالك بن النابغة الهذلي: يا رسول الله، كيف أغرم دية من لا
شرب ولا أكل، ولا نطق ولا استهل، فمثل ذلك يطل؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما
هذا من إخوان الكهان) من أجل سجعه الذي سجع.
4577 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب،
عن أبي هريرة، في هذه القصة، قال: ثم إن المرأة التي قضى عليها بالغرة توفيت،
فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ميراثها لبنيها، وأن العقل على عصبتها.
4578 حدثنا عباس بن عبد العظيم، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا يوسف بن
صهيب، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، أن امرأة حذفت امرأة فأسقطت، فرفع ذلك
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل في ولدها خمسمائة شاة، ونهى يومئذ عن الحذف، قال أبو
داود: كذا الحديث (خمسمائة شاة) والصواب مائة شاة. قال أبو داود: هكذا قال
عباس، وهو وهم.
4579 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، ثنا عيسى، عن محمد يعنى ابن
عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنين بغرة عبد
أو أمة، أو فرس أو بغل، قال أبو داود ك روى هذا الحديث حماد بن سلمة وخالد بن
عبد الله بن محمد بن عمرو لم يذكرا (أو فرس أو بغل).
4580 حدثنا محمد بن سنان العوقي ثنا شريك، عن مغيرة، عن إبراهيم وجابر
عن الشعبي، قال: الغرة خمسمائة درهم، قال أبو داود: قال ربيعة: الغرة خمسون
دينارا.

4578 - حذفه: رماه بالعصى أو بالحجر.
385

(22) باب في دية المكاتب
4581 حدثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد، وحدثنا إسماعيل، عن هشام،
حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا حجاج الصواف، جميعا عن يحيى بن أبي
كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في دية المكاتب يقتل
يؤدى ما أدى من مكاتبته دية الحر، وما بقي دية المملوك.
4582 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، عن أيوب عن
عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أصاب المكاتب حدا أو ورث ميراثا
يرث على قدر ما عتق منه) قال أبو داود: رواه وهيب عن أيوب عن عكرمة [عن علي] عن
النبي صلى الله عليه وسلم وأرسله حماد بن زيد وإسماعيل عن أيوب عن عكرمة عن النبي صلى إليه عليه وسلم، وجعله
إسماعيل بن علية قول عكرمة.
(23) باب في دية الذمي
4583 حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي، ثنا عيسى بن يونس، عن محمد
ابن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (دية
المعاهد نصف دية الحر) قال أبو داود: رواه أسامة بن زيد الليثي و عبد الرحمن بن الحرث
عن عمرو بن شعيب مثله.
(24) باب في الرجل يقاتل الرجل فيدفعه عن نفسه
4584 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، عن
صفوان بن يعلى، عن أبيه، قال: قاتل أجير لي رجلا فعض يده، فانتزعها، فندرت ثنيته،
فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأهدرها، وقال: (أتريد أن يضع يده في فيك تقضمها كالفحل)؟
قال: وأخبرني ابن أبي مليكة عن جده أن أبا بكر رضي الله عنه أهدرها، وقال: بعدت
سنه.

4581 - أي هو حر بنسبة ما أدى من مكاتبته ومملوك بنسبة ما بقي عليه، فالجزء الحر يؤدى عنه ما يعادله من دية الحر والجزء
المملوك يؤدى عنه ما يعادله من دية المملوك.
4584 - ندرت ثنيته: اقتلع سن من مقدمة فمه. الفحل: البعير الفتي.
386

4585 حدثنا زياد بن أيوب، أخبرنا هشيم، ثنا حجاج، و عبد الملك، عن
عطاء، عن يعلى بن أمية، بهذا، زاد: ثم قال يعنى النبي صلى الله عليه وسلم للعاض: (إن شئت أن
تمكنه من يدك فيعضها ثم تنزعها من فيه) وأبطل دية أسنانه.
(25) باب فيمن تطبب بغير علم فأعنت
4586 حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي، ومحمد بن الصباح بن سفيان، أن
الوليد بن مسلم أخبرهم، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من تطبب ولا يعلم منه طب فهو ضامن) قال نصر: قال: حدثني
ابن جريج قال أبو داود: هذا لم يروه إلا الوليد، لا ندري هو صحيح أم لا.
4587 حدثنا محمد بن العلاء، ثنا حفص، ثنا عبد العزيز بن عمر بن
عبد العزيز، حدثني بعض الوفد الذين قدموا على أبى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما
طبيب تطبب على قوم لا يعرف له تطبب قبل ذلك فأعنت فهو ضامن) قال عبد العزيز: أما
إنه ليس بالنعت إنما هو قطع العروق والبط والكي.
(26) باب في دية الخطأ شبه العمد
4588 حدثنا سليمان بن حرب ومسدد، المعنى، قالا: ثنا حماد، عن خالد،
عن القاسم بن ربيعة، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال
مسدد: خطب يوم الفتح، ثم اتفقا: فقال: (ألا إن كل مأثرة كانت في الجاهلية من دم أو
مال تذكر وتدعى تحت قدمي، إلا ما كان من سقاية الحاج، وسدانة البيت) ثم قال: (ألا إن دية الخطأ شبه العمد ما كان بالسوط والعصا مائة من الإبل: منها أربعون في بطونها
أولادها).
4589 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، عن خالد، بهذا الاسناد، نحو
معناه.

4586 - تطبب: ادعى معرفة الطب. ضامن: أي إن أصاب المريض أذى من جزاء ما أعطاه من دواء أو علاج فهو مسؤول عن
ذلك.
4587 - أعنت: عطل عضوا أو سبب أذى بليغا.
387

(27) باب في جناية العبد يكون للفقراء
4590 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي
نضرة، عن عمران بن حصين أن غلاما لأناس فقراء قطع أذن غلام لأناس أغنياء، فأتى
أهله النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، إنا أناس فقراء، فلم يجعل عليه شيئا.
(28) باب فيمن قتل في عميا بين قوم
4591 حدثنا أبو داود: حدثت عن سعيد بن سليمان، عن سليمان بن كثير، ثنا
عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل في
عميا أو رميا يكون بينهم بحجر أو بسوط فعقله عقل خطأ، ومن قتل عمدا فقود يديه، فمن
حال بينه وبينه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).
(29) باب في الدابة تنفح برجلها
4592 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن يزيد، ثنا سفيان بن حسين،
عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الرجل
جبار) قال أبو داود: الدابة تضرب برجلها وهو راكب.
(30) باب العجماء والمعدن والبئر جبار
4593 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبى
سلمة، سمعا أبو هريرة يحدث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (العجماء جرحها جبار،
والمعدن جبار، والبئر جبار، وفى الركاز الخمس) قال أبو داود: العجماء المنفلتة التي
لا يكون معها أحد، وتكون بالنهار لا تكون بالليل.
(31) باب في النار تعدى
4594 حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، ثنا عبد الرزاق، ح وثنا جعفر بن

4592 - جبار: أي لا دية لما سببت من أذى.
4593 - الركاز: الدفائن من الأموال والذهب والفضة تكون في أرض من عهود سابقة. لا تكون بالليل لان على أهلها حفظها
بالليل. (31) النار تعدى أي تنتقل وتمتد فتحرق شيئا أو يطير منها شرر فيحرق منها شيئا أو تسبب أذى.
388

مسافر التنيسي، ثنا زيد بن المبارك، ثنا عبد الملك الصنعاني، كلاهما عن معمر، عن
همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (النار جبار).
(32) باب القصاص من السن
4595 حدثنا مسدد، ثنا المعتمر، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك،
قال: كسرت الربيع أخت أنس بن النضر ثنية امرأة، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقضى بكتاب الله
القصاص، فقال أنس بن النضر: والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها اليوم، قال: (يا
أنس كتاب الله القصاص) فرضوا بأرش أخذوه، فعجب نبي صلى الله عليه وسلم، وقال: (إن من
عباد الله من لو أقسم على الله لأبره) قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل قيل له: كيف
يقتص من السن؟ قال: تبرد
(آخر كتاب الديات)

4595 - الأرش: التعويض. تبرد: المقصود إزالتها بوسيلة لا تسبب أذى لما بجانبها كأن تقتلع بواسطة الآلة التي يقتلع بها
طبيب الأسنان السن.
389

35 - كتاب السنة
[32 بابا: 77 حديثا]
(1) باب شرح السنة
4596 حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة،
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين
فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث
وسبعين فرقة).
4597 حدثنا أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى، قالا: ثنا أبو المغيرة، ثنا
صفوان، ح وثنا عمرو بن عثمان، ثنا بقية، قال: حدثني صفوان، نحوه، قال: حدثني
أزهر بن عبد الله الحرازي، عن أبي عامر الهوزني، عن معاوية بن أبي سفيان، أنه قام فينا
فقال: ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال: (ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على
ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النار،
وواحدة في الجنة، وهي الجماعة) زاد ابن يحيى وعمرو في حديثهما (وإنه سيخرج من
أمتي أقوام تجاري بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب لصاحبه) وقال عمرو: (الكلب
بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله).
(2) باب مجانبة أهل الأهواء
4598 حدثنا القعنبي، ثنا يزيد بن إبراهيم التستري، عن عبد الله بن أبي
مليكة، عن القسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه
الآية: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات) إلى (أولو الألباب)

4597 - تجاري بهم الأهواء: أي تسلك بهم كل مسلك والمقصود أنهم يتبعون أهوائهم.
4598 - سورة آل عمران الآية (7).
390

قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى
الله فاحذروهم).
(3) باب مجانبة أهل الأهواء، وبغضهم
4599 حدثنا مسدد، ثنا خالد بن عبد الله، ثنا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد،
عن رجل، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الأعمال الحب في الله
والبغض في الله).
4600 حدثنا ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن
شهاب، قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أن عبد الله بن
كعب، وكان قائد كعب من بنيه حين عمى، قال: سمعت كعب بن مالك، وذكر ابن
السرح قصة تخلفه عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، قال: ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن
كلامنا أيها الثلاثة، حتى إذا طال على تسورت جدار حائط أبى قتادة، وهو ابن عمى،
فسلمت عليه، فوالله ما رد على السلام، ثم ساق خبر تنزيل توبته.
(4) باب ترك السلام على أهل الأهواء
4601 - حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا عطاء الخراساني، عن
يحيى بن يعمر، عن عمار بن ياسر، قال: قدمت على أهلي وقد تشققت يداي،
فخلقوني بزعفران، فغدوت على النبي صلى الله عليه وسلم، فسلمت عليه، فلم يرد على، وقال:
(أذهب فاغسل هذا عنك).
4602 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت البناني، عن سمية،
عن عائشة رضي الله عنها، أنه اعتل بعير لصفية بنت حي، وعند زينب فضل ظهر، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لزينب: (أعطيها بعيرا) فقالت: أنا أعطى تلك اليهودية؟! فغضب
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهجرها ذا الحجة والمحرم وبعض صفر.

4600 - تسورت: تسلقت. والحديث المذكور هنا جزء مختصر من حديث كعب بن مالك.
4601 - خلقوني بزعفران: لطخوا يدي وطلوها بالزعفران لعلاج التشقق الذي بها.
4602 - فضل ظهر: أي عندها بعير أو أكثر يفيض عن حاجتها.
391

(5) باب النهى عن الجدال في القرآن
4603 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يزيد يعنى ابن هارون أخبرنا محمد بن
عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (المراء في القرآن
كفر).
(6) باب في لزوم السنة
4604 حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا أبو عمرو بن كثير بن دينار، عن حريز
ابن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عوف، عن المقدام بن معديكرب، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، لا يوشك رجل شبعان على
أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام
فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السبع، ولا لقطة
معاهد إلا أن يستغنى عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن
يعقبهم بمثل قراه).
4605 حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل و عبد الله بن محمد النفيلي، قالا: ثنا
سفيان، عن أبي النضر، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا
ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الامر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا
ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه).
4606 حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا إبراهيم بن سعد، ح وثنا محمد بن
عيسى، ثنا عبد الله بن جعفر المخرمي وإبراهيم بن سعد، عن سعد بن إبراهيم، عن
القسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث
في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد) قال ابن عيسى: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من صنع أمرا على
غير أمرنا فهو رد).

4603 - المراء: الجدال.
4605 - وفى هذا الحديث رد مسبق على القائلين اليوم بإنكار الحديث النبوي الشريف والسنة النبوية المطهرة متخذين حجة
لفعلهم هذا الأحاديث الموضوعة والمذكورة التي أدخلت في فترة من الفترات على الحديث النبوي الشريف متناسين ما
قام به أئمة أهل الجماعة من خدام السنة النبوية الشريفة من درس وبحث وتمحيص لتنقية الحديث النبوي الشريف.
4606 - هو رد: أي مردود عليه إثمه ووزره.
392

4607 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا ثور بن يزيد، قال:
حدثني خالد بن معدان، قال: حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر،
قالا: أتينا العرباض بن سارية، وهو ممن نزل فيه (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم
قلت لا أجد ما أحملكم عليه) فسلمنا، وقلنا: أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين، فقال
العرباض: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة ذرفت
منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع، فماذا
تعهد إلينا؟ فقال: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنه من يعش
منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا
بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة
ضلالة).
4608 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ابن جريج، قال: حدثني سليمان يعنى
ابن عتيق عن طلق بن حبيب، عن الأحنف بن قيس، عن عبد الله بن مسعود، عن
النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا هلك المتنطعون) ثلاث مرات.
(7) باب لزوم السنة
4609 حدثنا يحيى بن أيوب، ثنا إسماعيل يعنى ابن جعفر قال: أخبرني
العلاء يعنى ابن عبد الرحمن عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من
دعا إلى هدى كان له من الاجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن
دعا إلى ضلالة كان عليه من الاثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا).
4610 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا سفيان، عن الزهري، عن عامر بن
سعد، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أعظم المسلمين في المسلمين جرما من
سأل عن أمر لم يحرم فحرم على الناس من أجل مسألته).
4611 حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني، ثنا الليث، عن
عقيل، عن ابن شهاب، أن أبا إدريس الخولاني عايذ الله أخبره، أن يزيد بن عميرة،

4607 - سورة التوبة من الآية (92). النواجذ: الأسنان.
4608 - المتنطعون: المغالون، وتنطع في كلامه تعمق فيه وغالي وتكلم بأقصى حلقه تكبرا.
393

وكان من أصحاب معاذ بن جبل، أخبره، قال: كان لا يجلس مجلسا للذكر حين يجلس
إلا قال: الله حكم قسط هلك المرتابون، فقال معاذ بن جبل يوما: إن من ورائكم فتنا
يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق والرجل والمرأة والصغير
والكبير والعبد والحر، فيوشك قائل أن يقول: ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن؟ ما
هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره، فإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة، وأحذركم زيغة
الحكيم، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة
الحق، قال: قلت لمعاذ: ما يدريني رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة وأن
المنافق قد يقول كلمة الحق؟ قال: بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال
لها ما هذه، ولا يثنينك ذلك عنه، فإنه لعله أن يراجع، وتلق الحق إذا سمعته فإن على
الحق نورا، قال أبو داود: قال معمر عن الزهري في هذا، ولا ينئينك ذلك عنه، مكان
يثنينك، وقال صالح بن كيسان عن الزهري في هذا: المشبهات، مكان المشتهرات،
وقال لا يثنينك كما قال عقيل، وقال ابن إسحاق عن الزهري قال: بلى ما تشابه عليك من
قول الحكيم حتى تقول ما أراد بهذه الكلمة.
4612 حدثنا محمد بن كثير، قال: ثنا سفيان، قال: كتب رجل إلى عمر بن
عبد العزيز يسأله عن القدر، ح وثنا الربيع بن سليمان المؤذن، قال: ثنا أسد بن موسى،
قال: ثنا حماد بن دليل، قال: سمعت سفيان الثوري يحدثنا عن النضر، ح وثنا هناد بن
السرى، عن قبيصة، قال: ثنا أبو رجاء، عن أبي الصلت وهذا لفظ حديث ابن كثير
ومعناهم، قال: كتب رجل إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن القدر، فكتب: أما بعد،
أوصيك بتقوى الله، والاقتصاد في أمره، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وترك ما أحدث المحدثون
بعد ما جرت به سنته، وكفوا مؤنته، فعليك بلزوم السنة فإنها لك بإذن الله عصمة، ثم
اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعة إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها أو عبرة فيها، فإن السنة
إنما سنها من قد علم ما في خلافها ولم يقل ابن كثير (من قد علم) من الخطأ والزلل
والحمق والتعمق، فارض لنفسك ما رضى به القوم لأنفسهم، فإنهم على علم وقفوا،
وببصر نافد كفوا، ولهم على كشف الأمور كانوا أقوى، وبفضل ما كانوا فيه أولى، فإن كان
الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه ولئن قلتم: (إنما حدث بعدهم) ما أحدثه إلا من
اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم، فإنهم هم السابقون، فقد تكلموا فيه بما يكفي،
394

ووصفوا منه ما يشفى، فما دونهم من مقصر، وما فوقهم من محسر، وقد قصر قوم دونهم
فجفوا، وطمح عنهم أقوام فغلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم، كتبت تسأل عن
الاقرار بالقدر فعلى الخبير بإذن الله وقعت، ما أعلم ما أحدث الناس من محدثة، ولا
ابتدعوا من بدعة هي أبين أثرا ولا أثبت أمرا من الاقرار بالقدر، لقد كان ذكره في الجاهلية
الجهلاء يتكلمون به في كلامهم وفى شعرهم، يعزون به أنفسهم على ما فاتهم، ثم لم
يزده الاسلام بعد إلا شدة، ولقد ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير حديث ولا حديثين، وقد
سمعه منه المسلمون فتكلموا به في حياته وبعد وفاته، يقينا وتسليما لربهم، وتضعيفا
لأنفسهم، أن يكون شئ لم يحط به علمه، ولم يحصه كتابه، ولم يمض فيه قدره، وإنه
مع ذلك لفي محكم كتابه: منه اقتبسوه، ومنه تعلموه، ولئن قلتم (لم أنزل الله آية كذا
ولم قال كذا) لقد قرأوا منه ما قرأتم، وعلموا من تأويله ما جهلتم، وقالوا بعد ذلك: كله
بكتاب وقدر، وكتبت الشقاوة، وما يقدر يكن، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا
نملك لأنفسنا ضرا ولا نفعا، ثم رغبوا بعد ذلك ورهبوا.
4613 حدثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا عبد الله بن يزيد، قال: ثنا سعيد
يعنى ابن أبي أيوب قال: أخبرني أبو صخر، عن نافع، قال: كان لابن عمر صديق
من أهل الشام يكاتبه، فكتب إليه عبد الله بن عمر: إنه بلغني أنك تكلمت في شئ من
القدر، فإياك أن تكتب إلى، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنه سيكون في أمتي
أقوام يكذبون بالقدر).
4614 حدثنا عبد الله بن الجراح، قال: ثنا حماد بن زيد، عن خالد الحذاء،
قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد، أخبرني عن آدم، للسماء خلق أم للأرض؟ قال: لا،
بل للأرض، قلت: أرأيت لو اعتصم فلم يأكل من الشجرة؟ قال: لم يكن له منه بد،
قلت: أخبرني عن قوله تعالى: (ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم) قال: إن
الشياطين لا يفتنون بضلالتهم إلا من أوجب الله عليه الجحيم.
4615 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ثنا خالد الحذاء، عن الحسن في
قوله تعالى: (ولذلك خلقهم) قال: خلق هؤلاء لهذه، وهؤلاء لهذه.

4614 - سورة الصافات الآيتان (162 - 163).
4615 - سورة هود من الآية (119).
395

4616 حدثنا أبو كامل، ثنا إسماعيل، ثنا خالد الحذاء، قال: قلت للحسن:
(ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم) قال: إلا من أوجب الله تعالى عليه أنه
يصلى الجحيم.
4617 حدثنا هلال بن بشر، قال: ثنا حماد، قال: أخبرني حميد، قال: كان
الحسن يقول: لان يسقط من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يقول: الامر بيدي.
4618 حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا حماد، ثنا حميد، قال: قدم علينا
الحسن مكة، فكلمني فقهاء أهل مكة أن أكلمه في أن يجلس لهم يوما يعظهم فيه، فقال:
نعم، فاجتمعوا فخطبهم، فما رأيت أخطب منه، فقال رجل: يا أبا سعيد، من خلق
الشيطان؟ فقال: سبحان الله! هل من خالق غير الله خلق الله الشيطان، وخلق الخير
وخلق الشر، قال الرجل: قاتلهم الله، كيف يكذبون على هذا الشيخ.
4619 حدثنا ابن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن حميد الطويل، عن الحسن
(كذلك نسلكه في قلوب المجرمين) قال: الشرك.
4620 حدثنا محمد بن كثير: قال: أخبرنا سفيان، عن رجل قد سماه غير ابن
كثير، عن سفيان، عن عبيد الصيد، عن الحسن في قول الله عز وجل (وحيل بينهم
وبين ما يشتهون) قال: بينهم وبين الايمان.
4621 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا سليم، عن ابن عون، قال: كنت أسير
بالشام، فناداني رجل من خلفي، فالتفت فإذا رجاء بن حياة، فقال: يا أبا عون، ما هذا
الذي يذكرون عن الحسن؟ قال: قلت: إنهم يكذبون على الحسن كثيرا.
4622 حدثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا حماد، قال: سمعت أيوب يقول:
كذب على الحسن ضربان من الناس: قوم القدر رأيهم وهم يريدون أن ينفقوا بذلك
رأيهم، وقوم له في قلوبهم شنآن، وبغض يقولون: أليس من قوله كذا؟ أليس من قوله
كذا؟.
4623 حدثنا ابن المثنى، أن يحيى بن كثير العنبري حدثهم، قال: كان قرة بن
خالد يقول لنا: يا فتيان، لا تغلبوا على الحسن، فإنه كان رأيه السنة والصواب.

4619 - سورة الحجر الآية (12).
4620 - سورة سبأ من الآية (54).
396

4624 حدثنا ابن المثنى وابن بشار، قالا: ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا حماد بن
زيد، عن ابن عون، قال: لو علمنا أن كلمة الحسن تبلغ ما بلغت لكتبنا برجوعه كتابا
وأشهدنا عليه شهودا، ولكنا قلنا: كلمة خرجت لا تحمل.
4625 حدثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، قال:
قال لي الحسن: ما أنا بعائد إلى شئ منه أبدا.
4626 حدثنا هلال بن بشر، قال: ثنا عثمان بن عثمان، عن عثمان البتي،
قال: ما فسر الحسن آية قط إلا عن الاثبات.
(8) باب في التفضيل
4627 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أسود بن عامر، ثنا عبد العزيز بن أبي
سلمة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كنا نقول في زمن النبي صلى الله عليه وسلم: لا
نعدل بأبي بكر أحدا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا تفاضل بينهم.
4628 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عنبسة، ثنا يونس، عن ابن شهاب، قال:
قال سالم بن عبد الله: إن ابن عمر قال: كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي: أفضل أمة
النبي صلى الله عليه وسلم بعده أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان رضى عنهم أجمعين.
4629 حدثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان، ثنا جامع بن أبي راشد، ثنا أبو
يعلى، عن محمد بن الحنفية، قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: أبو بكر، قال: قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، قال: ثم خشيت أن أقول ثم من
فيقول عثمان، فقلت: ثم أنت يا أبة؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.
4630 حدثنا محمد بن مسكين، ثنا محمد يعنى الفريابي قال: سمعت
سفيان يقول: من زعم أن عليا عليه السلام كان أحق بالولاية منهما فقد خطأ أبا بكر وعمر
والمهاجرين والأنصار، وما أراه يرتفع له مع هذا عمل إلى السماء.
4631 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا قبيصة، ثنا عباد السماك، قال:
سمعت سفيان الثوري يقول: الخلفاء خمسة: أبو بكر، وعمر وعثمان، وعلى، وعمر
ابن عبد العزيز رضي الله عنهم.

4626 - إلا في الاثبات: إلا عن الذين يعرفون معناها معرفة ثابتة لا شك فيها.
397

(9) باب في الخلفاء
4632 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد الرزاق، قال محمد: كتبته من
كتابه، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس،
قال: كان أبو هريرة يحدث أن رجلا أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أرى الليل ظلة
ينطف منها السمن والعسل، فأرى الناس يتكففون بأيديهم، فالمستكثر والمستقل، وأرى
سببا واصلا من السماء إلى الأرض، فأراك يا رسول الله أخذت به فعلوت به، ثم أخذ به
رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع، ثم وصل
فعلا به، قال أبو بكر: بأبي وأمي لتدعني فلأعبرنها، فقال: (أعبرها) قال: أما الظلة
فضلة الاسلام، وأما ما ينطف من السمن والعسل فهو القرآن لينه وحلاوته، وأما المستكثر
والمستقل فهو المستكثر من القرآن والمستقل منه، وأما السبب الواصل من السماء إلى
الأرض فهو الحق الذي أنت عليه: تأخذ به فيعليك الله، ثم يأخذ به بعدك رجل فيعلو به،
ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع، ثم يوصل له فيعلو به، أي
رسول الله لتحدثني أصبت أم أخطأت، فقال: (أصبت بعضا وأخطأت بعضا) فقال:
أقسمت يا رسول الله لتحدثني ما الذي أخطأت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقسم).
4633 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا محمد بن كثير، ثنا سليمان ابن
كثير، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذه
القصة، قال: فأبى أن يخبره.
4634 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا
الأشعث، عن الحسن، عن أبي بكرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: (من رأى منكم
رؤيا)؟ فقال رجل: أنا، رأيت كأن ميزانا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت
أنت بأبي بكر، ووزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر، ووزن عمر وعثمان فرجح عمر، ثم
رفع الميزان، فرأينا الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4635 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن علي بن زيد، عن
عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: (أيكم رأى رؤيا)؟
فذكر معناه، ولم يذكر الكراهية، قال: فاستاء لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعنى فساءه ذلك،
فقال: (خلافة نبوة، ثم يؤتى الله الملك من يشاء).
398

4636 - حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن ابن
شهاب، عن عمرو بن أبان بن عثمان، عن جابر بن عبد الله انه كان يحدث أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أري الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم، ونيط عمر
بأبي بكر، ونيط عثمان بعمر) قال جابر: فلما قمنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا: أما الرجل
الصالح فرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما تنوط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الامر الذي بعث الله به
نبيه صلى الله عليه وسلم، قال أبو داود: ورواه يونس وشعيب لم يذكرا عمر.
4637 حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني عفان بن مسلم، ثنا حماد بن
سلمة، عن أشعث بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن سمرة بن جندب أن رجلا قال:
يا رسول الله، إني رأيت كأن دلوا دلي من السماء، فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شربا
ضعيفا، ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع، ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها
فشرب حتى تضلع، ثم جاء على فأخذ بعراقيها فانتشطت وانتضح عليه منها شئ.
4638 حدثنا علي بن سهل الرملي، ثنا الوليد، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن
مكحول، قال: لتمخرن الروم الشام أربعين صباحا لا يمتنع منها إلا دمشق وعثمان.
4639 حدثنا موسى بن عامر المري، ثنا الوليد، ثنا عبد العزيز بن العلاء، أنه
سمع أبا الأعبس عبد الرحمن بن سلمان يقول: سيأتي ملك من ملوك العجم يظهر على
المدائن كلها إلا دمشق.
4640 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ثنا برد أبو العلاء، عن مكحول،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (موضع فسطاط المسلمين في الملاحم أرض يقال لها الغوطة).
4641 حدثنا أبو ظفر عبد السلام، ثنا جعفر، عن عوف، قال: سمعت
الحجاج يخطب وهو يقول: إن مثل عثمان عند الله كمثل عيسى بن مريم، ثم قرأ هذه

4636 - نيط به: قرن به وقورن به ووصل به.
4637 - عراقي الدلو: موضع امساكه من الجانبين. جمع عرقوة وهي عود يشد في عرى الدلو. تضلع: ارتوى. انتشطت:
اضطربت. انتضح عليه منها شئ: أصابه رشاش من مائها.
4638 - لتمخرن: لتجاض، وقد اجتاح الصليبيون البلاد حتى أجلاهم عنها صلاح الدين الأيوبي.
4639 - والعرب تسمي عجما كل مكان من غير العرب.
4640 - الغوطة: أرض وبساتين بضواحي دمشق. موضع الفسطاط: موضع قيادة جيوشهم.
4641 - سورة آل عمران من الآية (55).
399

الآية يقرؤها ويفسرها (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين
كفروا) يشير إلينا بيده وإلى أهل الشام.
4642 حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطلقاني، ثنا جرير، ح وثنا زهير بن
حرب، ثنا جرير، عن المغيرة، عن الربيع بن خالد الضبي، قال: سمعت الحجاج
يخطب فقال في خطبته: رسول أحدكم في حاجته أكرم عليه أم خليفته في أهله؟ فقلت في
نفسي: لله على ألا أصلى خلفك صلاة أبدا، وإن وجدت قوما يجاهدونك لأجاهدنك
معهم، زاد إسحاق في حديثه: قال: فقاتل في الجماجم حتى قتل.
4643 حدثنا محمد بن العلاء، ثنا أبو بكر، عن عاصم، قال: سمعت
الحجاج وهو على المنبر يقول: اتقوا الله ما استطعتم ليس فيها مثنوية، واسمعوا وأطيعوا
ليس فيها مثنوية، لأمير المؤمنين عبد الملك، والله لو أمرت الناس أن يخرجوا من باب من
أبواب المسجد فخرجوا من باب آخر لحلت لي دماؤهم وأموالهم، والله لو أخذت ربيعة
بمضر لكان ذلك لي من الله حلالا، ويا عذيري من عبد هذيل يزعم أن قراءته من عند
الله، والله ما هي إلا رجز من رجز الاعراب ما أنزلها الله على نبيه عليه السلام، وعذيري
من هذه الحمراء يزعم أحدهم أنه يرمى بالحجر فيقول: إلى أن يقع الحجر قد حدث أمر،
فوالله لأدعهم كالأمس الدابر، قال: فذكرته للأعمش، فقال: أنا والله سمعته منه.
4644 حدثنا عثمان بن أبي شيبة؟ ثنا ابن إدريس، عن الأعمش، قال:
سمعت الحجاج يقول على المنبر: هذه الحمراء هبر هبر، أما والله لقد قرعت عصا
بعصا، لأذرنهم كالأمس الذاهب، يعنى الموالي. 4645 حدثنا قطن بن نسير، ثنا جعفر يعنى ابن سليمان ثنا داود بن سليمان،
عن شريك، عن سليمان الأعمش، قال: جمعت مع الحجاج فخطب، فذكر حديث أبي
بكر بن عياش، قال فيها: فاسمعوا وأطيعوا لخليفة الله وصفيه عبد الملك بن مروان،
وساق الحديث، قال: ولو أخذت ربيعة بمضر، ولم يذكر قصة الحمراء.

4643 - عبد هذيل: يقصد عبد الله بن مسعود لأنه هذلي. الحمراء: الموالي والمقصود العجم لان العرب تسمي الموالي
الحمراء.
4644 - الهبر: قطع اللحم والمقصود القطع والقتل والضرب.
4645 - جمعت أو ضمت مع الحجاج: صليت الجماعة معه.
400

4646 حدثنا سوار بن عبد الله (؟)، ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن سعيد بن
جمهان، عن سفينة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتى الله
الملك، أو ملكه، من يشاء) قال سعيد: قال لي سفينة: أمسك عليك: أبا بكر سنتين،
وعمر عشرا، وعثمان اثنتي عشرة، وعلى كذا، قال سعيد: قلت لسفينة: إن هؤلاء
يزعمون أن عليا عليه السلام لم يكن بخليفة، قال: كذبت استاه بنى الزرقاء، يعنى بنى
مروان.
4647 حدثنا عمرو بن عون، ثنا هشيم، عن العوام بن حوشب، عن سعيد بن
جمهان، عن سفينة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتى الله
الملك من يشاء، أو ملكه من يشاء).
4648 حدثنا محمد بن العلاء، عن ابن إدريس، أخبرنا حصين، عن هلال بن
يساف، عن عبد الله بن ظالم، وسفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن عبد الله بن
ظالم المازني، ذكر سفيان رجلا فيما بينه وبين عبد الله بن ظالم المازني، قال: سمعت
سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال: لما قدم فلان الكوفة أقام فلان خطيبا، فأخذ بيدي
سعيد بن زيد، فقال: ألا ترى إلى هذا الظالم، فأشهد على التسعة إنهم في الجنة، ولو
شهدت على العاشر لم إثم، قال ابن إدريس: والعرب تقول: آثم، قلت: ومن التسعة؟
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حراء (أثبت حراء إنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو
شهيد) قلت: ومن التسعة؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلى،
وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، و عبد الرحمن بن عوف) قلت: ومن العاشر؟
فتلكأ هنية ثم قال: أنا، قال أبو داود: رواه الأشجعي عن سفيان عن منصور عن هلال بن
يساف عن ابن حيان عن عبد الله بن ظالم بإسناده.
4649 حدثنا حفص بن عمر النمري، ثنا شعبة، عن الحر بن الصياح، عن
عبد الرحمن بن الأخنس، أنه كان في المسجد فذكر رجل عليا عليه السلام، فقام سعيد
ابن زيد فقال: أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنى سمعته وهو يقول: (عشرة في الجنة: النبي
في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلى في الجنة،

4649 - سعد بن مالك: هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه واسم أبى وقاص مالك.
401

وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، و عبد الرحمن
ابن عوف في الجنة) ولو شئت لسميت العاشر، قال: فقالوا: من هو؟ فسكت، قال:
فقالوا: من هو؟ فقال: (هو سعيد بن زيد).
4650 حدثنا أبو كامل، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا صدقة بن المثنى النخعي،
حدثني جدي رياح بن الحارث، قال: كنت قاعدا عند فلان في مسجد الكوفة وعنده أهل
الكوفة، فجاء سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، فرحب به وحياه وأقعده عند رجله على
السرير، فجاء رجل من أهل الكوفة يقال له قيس بن علقمة فاستقبله فسب وسب، فقال
سعيد: من يسب هذا الرجل؟ فقال: يسب عليا، قال: ألا أرى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
يسبون عندك ثم لا تنكر ولا تغير، أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (وإني لغني أن أقول
عليه ما لم يقل فيسألني عنه غدا إذا لقيته): (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة) وساق
معناه، ثم قال: لمشهد رجل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يغبر فيه وجهه خير من عمل أحدكم
عمره ولو عمر عمر نوح.
4651 حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ح وثنا مسدد، ثنا يحيى، المعنى،
قالا: ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، أن أنس بن مالك حدثهم، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم
صعد أحدا فتبعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فضربه نبي الله صلى الله عليه وسلم برجله وقال:
(أثبت أحد نبي وصديق وشهيدان).
4652 حدثنا هناد بن السرى، عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن
عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد الدلالي، عن أبي خالد مولى آل جعدة، عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتاني جبريل فأخذ بيدي فأراني باب الجنة الذي
تدخل منه أمتي) فقال أبو بكر: يا رسول الله، وددت انى كنت معك حتى أنظر إليه، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي).
4653 حدثنا قتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد الرملي، أن الليث حدثهم، عن أبي
الزبير، عن جابر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت
الشجرة).

4653 - المقصود بيعة الرضوان في غزوة الحديبية.
402

4654 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، ح وثنا أحمد بن سنان،
ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال موسى: (فلعل الله) وقال ابن سنان: (اطلع
الله على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم).
4655 حدثنا محمد بن عبيد، أن محمد بن ثور حدثهم، عن معمر، عن
الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم زمن
الحديبية، فذكر الحديث، قال: فأتاه يعنى عروة بن مسعود فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم،
فكلما كلمه أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة، قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف وعليه
المغفر، فضرب يده بنعل السيف، وقال: أخر يدك عن لحيته، فرفع عروة رأسه،
فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة.
4656 حدثنا حفص بن عمر أبو عمر الضرير، ثنا حماد بن سلمة، أن سعيد
ابن إياس الجريري أخبرهم، عن عبد الله بن شقيق العقيلي، عن الأقرع مؤذن عمر بن
الخطاب، قال: بعثني عمر إلى الأسقف، فدعوته، فقال له عمر: وهل تجدني في الكتاب؟
قال: نعم، قال: كيف تجدني؟ قال: أجدك قرنا، فرفع عليه الدرة، فقال: قرن مه؟ فقال:
قرن حديد، أمين شديد، قال: كيف تجد الذي يجئ من بعدي؟ فقال: أجده خليفة
صالحا غير أنه يؤثر قرابته، قال عمر: يرحم الله عثمان! ثلاثا، فقال: كيف تجد الذي
بعده؟ قال: أجده صدأ حديد، فوضع عمر يده على رأسه فقال: يا دفراه يا دفراه، فقال:
يا أمير المؤمنين، إنه خليفة صالح ولكنه يستخلف حين يستخلف والسيف مسلول والدم
مهراق، قال أبو داود: الدفر النتن.
(10) باب في فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
4657 حدثنا عمرو بن عون، قال: أنبأنا، ح وثنا مسدد، قال: ثنا أبو عوانة،
عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير

4654 - (فلعل الله) أي فلعل الله اطلع على أهل بدر الخ.) وهذا عندما جئ بحاطب بن بلتعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بعد
استرداد الرسالة التي أرسلها إلى القريش يعلمهم فيها بمسير الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم في غزوة الفتح.
4657 - أي انهم يصيرون سمانا بطانا لقعودهم عن الجهاد واهتمامهم بالطعام والشراب وتركهم الصيام والقيام.
403

أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) والله أعلم أذكر الثالث
أم لا (ثم يظهر قوم يشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويخونون ولا
يؤتمنون، ويفشو فيهم السمن).
(11) باب في النهى عن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
4658 حدثنا مسدد، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي
سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق
أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه).
4659 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زائدة بن قدامة الثقفي، ثنا عمر بن قيس
الماصر، عن عمرو بن أبي قرة، قال: كان حذيفة بالمدائن، فكان يذكر أشياء قالها
رسول الله صلى الله عليه وسلم لأناس من أصحابه في الغضب، فينطلق ناس ممن سمع ذلك من حذيفة
فيأتون سلمان فيذكرون له قول حذيفة، فيقول سلمان: حذيفة أعلم بما يقول، فيرجعون
إلى حذيفة فيقولون له قد ذكرنا قولك لسلمان فما صدقك ولا كذبك، فأتى حذيفة سلمان
وهو في مبقلة فقال: يا سلمان، ما يمنعك أن تصدقني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقال سلمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه،
ويرضى فيقول في الرضا لناس من أصحابه، أما تنتهي حتى تورث رجالا حب رجال ورجالا
بغض رجال، وحتى توقع اختلافا وفرقة؟ ولقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال:
(أيما رجل من أمتي سببته سبة أو لعنته لعنة في غضبى فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما
يغضبون، وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة) والله لتنتهين أو
لأكتبن إلى عمر.
(12) باب في استخلاف أبي بكر رضي الله عنه
4660 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن
إسحاق، قال: حدثني الزهري، حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن

4658 - أي لم يبلغ ثواب مد أنفقه أو نصف مد.
4660 - استعز به: استعز به المرض أي اشتد عليه وغلبه.
404

الحرث بن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة، قال: لما استعز برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا
عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال إلى الصلاة، فقال: مروا من يصلى للناس، فخرج
عبد الله بن زمعة، فإذا عمر في الناس، وكان أبو بكر غائبا، فقلت: يا عمر، قم فصل
بالناس، فتقدم فكبر، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته وكان عمر رجلا مجهرا، قال:
(فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون) فبعث إلى أبى
بكر فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة فصلى بالناس.
4661 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن أبي فديك، قال: حدثني موسى بن
يعقوب، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة، أن عبد الله بن زمعة أخبره بهذا الخبر، قال: لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت عمر، قال
ابن زمعة: خرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى أطلع رأسه من حجرته ثم قال: (لا، لا، لا، ليصل
للناس ابن أبي قحافة) قال ذلك مغضبا.
(13) باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة 4662 حدثنا مسدد ومسلم بن إبراهيم، قال: ثنا حماد، عن علي بن زيد،
عن الحسن، عن أبي بكرة، ح وثنا محمد بن المثنى، عن محمد بن عبد الله
الأنصاري، قال: حدثني الأشعث، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي: (إن ابني هذا سيد، وإني أرجو أن يصلح الله به بين
فئتين من أمتي) وقال في حديث حماد: (ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين
عظيمتين).
4663 حدثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد، أخبرنا هشام، عن محمد، قال:
قال حذيفة: ما أحد من الناس تدركه الفتنة إلا أنا أخافها عليه إلا محمد بن مسلمة فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تضرك الفتنة).
4664 حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن الأشعث بن سليم، عن أبي
بردة، عن ثعلبة بن ضبيعة، قال: دخلنا على حذيفة، فقال: إني لأعرف رجلا لا تضره
الفتنة شيئا، قال: فخرجنا فإذا فسطاط مضروب، فدخلنا، فإذا فيه محمد بن مسلمة،

4661 - ابن أبي قحافة هو الصديق رضي الله عنه واسم أبى قحافة عثمان واسم أبى بكر عبد الله.
405

فسألناه عن ذلك، فقال: ما أريد أن يشتمل على شئ من أمصاركم حتى تنجلي عما
انجلت.
4665 حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن أشعث بن سليم، عن أبي بردة، عن
ضبيعة بن حصين الثعلبي، بمعناه.
4666 حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، ثنا ابن علية، عن يونس، عن
الحسن، عن قيس بن عباد، قال: قلت لعلى رضي الله عنه: أخبرنا عن مسيرك هذا،
أعهد عهده إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم أم رأى رأيته؟ فقال: ما عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ،
ولكنه رأى رأيته.
4667 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا القسم بن الفضل، عن أبي نضرة، عن أبي
سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى
الطائفتين بالحق).
(14) باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
4668 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ثنا عمرو يعنى ابن يحيى عن
أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تخيروا بين الأنبياء).
4669 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن
عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (ما ينبغي لعبد أن يقول إني خير من يونس بن متى).
4670 حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني، قال: حدثني محمد بن سلمة،
عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله
ابن جعفر، قال كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما ينبغي لنبي أن يقول إني خير من يونس بن
متى).
4671 حدثنا حجاج بن أبي يعقوب ومحمد بن يحيى بن فارس، قالا: ثنا

4667 - والمارقة التي مرقت: هي أول فرقة من الخوارج وقد قاتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبحث بينهم
حتى وجد ذا الثدية (راجع كتاب الفتن والملاحم).
4668 - أي لا تقولوا هذا النبي خير من ذاك النبي.
4671 - باطش: ممسك.
406

يعقوب، قال: ثنا أبي، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن و عبد الرحمن
الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رجل من اليهود: والذي اصطفى موسى، فرفع
المسلم يده فلطم وجهه اليهودي، فذهب اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق، فإذا موسى
باطش في جانب العرش، فلا أدرى أكان ممن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله عز
وجل) قال أبو داود: وحديث ابن يحيى أتم.
4672 حدثنا زياد بن أيوب، ثنا عبد الله بن إدريس، عن مختار بن فلفل،
يذكر عن أنس، قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا خير البرية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذاك إبراهيم).
4673 حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا الوليد، عن الأوزاعي، عن أبي عمار، عن
عبد الله بن فروخ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم، وأول
من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وأول مشفع)
4674 حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني ومخلد بن خالد الشعيري،
المعنى، قالا: ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي
سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أدرى أتبع لعين هو أم لا، وما
أدرى أعزير نبي هو أم لا).
4675 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن
شهاب، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: (أنا أولى الناس بابن مريم، الأنبياء أولاد علات، وليس بيني وبينه نبي).
(15) باب في رد الارجاء
4676 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا سهيل بن أبي صالح، عن
عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الايمان بضع

4675 - أولاد علات: أولاد رجل واحد من زوجات عديدات له. وعيسى عليه السلام من نسل يعقوب عليه السلام وبالتالي من
نسل إبراهيم عليه السلام من زوجه سارة والرسول صلى الله عليه وسلم من نسل إبراهيم من ولد إسماعيل وأمه هاجر عليهم السلام.
407

وسبعون: أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة العظم عن الطريق، والحياء شعبة من
الايمان).
4677 حدثنا أحمد بن حنبل، حدثني يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدثني أبو
جمرة، قال: سمعت ابن عباس قال: إن وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمرهم بالايمان بالله، قال: (أتدرون ما الايمان بالله)؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:
(شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم
رمضان، وأن تعطوا الخمس من المغنم).
4678 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن
جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة).
(16) باب الدليل على زيادة الايمان ونقصانه
4679 حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، ثنا ابن وهب، عن بكر بن مضر، عن
ابن الهاد، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما
رأيت من ناقصات عقل ولا دين أغلب لذي لب منكن) قالت: وما نقصان العقل والدين؟
قال: (أما نقصان العقل فشهادة امرأتين شهادة رجل، وأما نقصان الدين فإن إحداكن تفطر
رمضان وتقيم أياما لا تصلى).
4680 حدثنا محمد بن سليمان الأنباري وعثمان بن أبي شيبة، المعنى، قالا: ثنا
وكيع، عن سفيان، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما توجه النبي صلى الله عليه وسلم
إلى الكعبة قالوا: يا رسول الله، فكيف الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل
الله تعالى: (وما كان الله ليضيع إيمانكم).
4681 حدثنا مؤمل بن الفضل، ثنا محمد بن شعيب بن شابور، عن يحيى بن
الحرث، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أحب لله
وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان).
4682 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن عمرو، عن

4680 - سورة البقرة من الآية (143).
408

أبى سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم
خلقا).
4683 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا محمد بن ثور، عن معمر، قال: وأخبرني
الزهري، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالا
ولم يعط رجلا منهم شيئا، فقال سعد: يا رسول الله، أعطيت فلانا وفلانا ولم تعط فلانا
شيئا وهو مؤمن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أو مسلم) حتى أعادها سعد ثلاثا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(أو مسلم) ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني أعطى رجالا وأدع من هو أحب إلى منهم لا أعطيه شيئا
مخافة أن يكبوا في النار على وجوههم).
4684 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا ابن ثور، عن معمر، قال: وقال الزهري
(قل لم تؤمنوا ولكن قولا أسلمنا) قال: نرى أن الاسلام الكلمة والايمان والعمل.
4685 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، ح وثنا إبراهيم بن بشار، ثنا
سفيان، المعنى، قالا: ثنا معمر، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه، أن
النبي صلى الله عليه وسلم قسم بين الناس قسما، فقلت: أعط فلانا فإنه مؤمن، قال: (أو مسلم، إني
لأعطي الرجل العطاء وغيره أحب إلى منه مخافة أن يكب على وجهه).
4686 حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، قال: واقد بن عبد الله أخبرني،
عن أبيه، أنه سمع ابن عمر يحدث، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا ترجعوا بعدي كفارا
يضرب بعضكم رقاب بعض).
4687 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن فضيل بن غزوان، عن نافع،
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما رجل مسلم أكفر رجلا مسلما: فإن كان
كافرا، وإلا كان هو الكافر).
4688 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن نمير، ثنا الأعمش، عن
عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أربع من كن فيه فهو منافق خالص، ومن كانت فيه خلة منهن كان فيه خلة من نفاق حتى

4683 - أي أنه صلى الله عليه وسلم كان يعطى بعض الناس فيألف قلوبهم على الاسلام.
4684 - سورة الحجرات من الآية (14).
4686 - فإن كان كافرا أي اصابته الكلمة وإلا صدرت أي رجعت على صاحبها.
409

يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر).
4689 حدثنا أبو صالح الأنطاكي، أخبرنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأعمش،
عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزنى الزاني حين يزنى
وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو
مؤمن، والتوبة معروضة بعد).
4690 حدثنا إسحاق بن سويد الرملي، ثنا ابن أبي مريم، أخبرنا نافع يعنى
ابن يزيد قال: حدثني ابن الهاد، أن سعيد بن أبي سعيد المقبري حدثه، أنه سمع أبا
هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا زنى الرجل خرج منه الايمان كان عليه كالظلة،
فإذا انقطع رجع إليه الايمان).
(17) باب في القدر
4691 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، قال: حدثني
بمنى عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (القدرية مجوس هذه الأمة: إن
مرضوا فلا تعودهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم).
4692 حدثنا محمد بن أبي كثير، أخبرنا سفيان، عن عمر بن محمد، عن عمر
مولى غفرة، عن رجل من الأنصار، عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لكل أمة
مجوس، ومجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قدر، من مات منهم فلا تشهدوا جنازته،
ومن مرض منهم فلا تعودوهم، وهم شيعة الدجال، وحق على الله أن يلحقهم
بالدجال).
4693 حدثنا مسدد، أن يزيد بن زريع ويحيى بن سعيد حدثاهم، قالا: ثنا
عوف، قال: ثنا قسامة بن زهير، قال: ثنا أبو موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر
الأرض: جاء منهم الأحمر، والأبيض، والأسود، وبين ذلك، والسهل، والحزن،
والخبيث، والطيب) زاد في حديث يحيى: (وبين ذلك) والاخبار في حديث يزيد.

4691 - القدرية: الذين ينكرون القدر.
4693 - السهل والحزن: الطيب السهل والصعب. لان الحزن هو الجبل المرتفع.
410

4694 حدثنا مسدد بن مسرهد، ثنا المعتمر، قال: سمعت منصور بن المعتمر يحدث، عن سعد بن عبيدة، عن عبد الله بن حبيب أبى عبد الرحمن السلمي، عن علي
عليه السلام، قال: كنا في جنازة فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقيع الغرقد، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فجلس ومعه مخصرة، فجعل ينكت بالمخصرة في الأرض، ثم رفع رأسه فقال: (ما
منكم من أحد، ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من النار أو من الجنة، إلا قد
كتبت شقية أو سعيدة) قال: فقال رجل من القوم: يا نبي الله أفلا نمكث على كتابنا وندع
العمل فمن كان من أهل السعادة ليكونن إلى السعادة ومن كان من أهل الشقوة ليكونن إلى
الشقوة؟ قال: (اعملوا فكل ميسر: أما أهل السعادة فييسرون للسعادة، وأما أهل الشقوة
فييسرون للشقوة) ثم قال نبي الله: (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره
لليسرى، وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للحسنى).
4695 حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا كهمس، عن ابن بريدة، عن
يحيى بن يعمر، قال: كان أول من تكلم في القدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا
وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين، أو معتمرين، فقلنا: لو لقينا أحدا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، فوفق الله لنا عبد الله بن عمر داخلا في
المسجد، فاكتنفته أنا وصاحبي فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلى، فقلت: أبا
عبد الرحمن، إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرأون القرآن ويتفقرون العلم يزعمون أن لا قدر،
والامر أنف، فقال: إذا لقيت أولئك فأخبرهم أنى برئ منهم، وهم برآء منى، والذي
يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبله الله منه حتى يؤمن
بالقدر، ثم قال: حدثني عمر بن الخطاب، قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع
علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا نعرفه، حتى
جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخديه، وقال: يا محمد،
أخبرني عن الاسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الاسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن

4694 - سورة الليل الآيات (5 - 10).
4695 - اكتنفته أنا وصاحبي: أحطنا به فجاء واحد يمينه والاخر عن يساره. يتفقرون العلم: يبحثون عن فقاره أي في أسسه
وأصوله والمقصود يبحثون عن غامض معانيه وخفاياه.
411

استطعت إليه سبيلا) قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن
الايمان، قال: (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن
بالقدر خيره وشره) قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الاحسان قال: (أن تعبد الله
كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) قال: فأخبرني عن الساعة، قال: (ما المسؤول
عنها بأعلم من السائل) قال: فأخبرني عن أماراتها قال: (أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى
الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان) قال: ثم انطلق، فلبثت ثلاثا، ثم
قال: (يا عمر، هل تدرى من السائل)؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (فإنه جبريل
أتاكم يعلمكم دينكم).
4696 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن عثمان بن غياث، قال: حدثني عبد الله
ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن، قال: لقينا عبد الله بن عمر،
فذكرنا له القدر وما يقولون فيه، فذكر نحوه، زاد قال: وسأله رجل من مزينة، أو جهينة،
فقال: يا رسول الله، فيما نعمل؟ أفي شئ قد خلا أو مضى أو في شئ يستأنف الآن؟ قال:
(في شئ قد خلا ومضى) فقال الرجل أو بعض القوم: ففيم العمل؟ قال: (إن أهل
الجنة ييسرون لعمل أهل الجنة، وإن أهل النار ييسرون لعمل أهل النار).
4697 حدثنا محمود بن خالد، ثنا الفريابي، عن سفيان، قال: ثنا علقمة بن
مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن ابن يعمر، بهذا الحديث يزيد وينقص، قال: فما
الاسلام؟ قال: (إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم شهر رمضان،
والاغتسال من الجنابة) قال أبو داود: علقمة مرجئ.
4698 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن أبي فروة الهمداني عن أبي
زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي ذر وأبي هريرة، قالا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين
ظهري أصحابه، فيجئ الغريب فلا يدرى أيهم هو حتى يسأل، فطلبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن نجعل له مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه، قال: فبنينا له دكانا من طين، فجلس عليه،
وكنا نجلس بجنبتيه، وذكر نحو هذا الخبر، فأقبل رجل فذكر هيئته، حتى سلم من طرف

4698 - دكانا: دكة مرتفعة قليلا. فذكر هيئته: أي كما سبق وضعها في الحديث المذكور عن عمر رضي الله عنه. من طرف
السماط: من طرف المجلس.
412

السماط، فقال: السلام عليك يا محمد، قال: فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم. 4699 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن أبي سنان، عن وهب بن
خالد الحمصي، عن ابن الديلمي، قال: أتيت أبي بن كعب فقلت له: وقع في نفسي
شئ من القدر، فحدثني بشئ لعل الله أن يذهبه من قلبي، قال لو أن الله عذب أهل
سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من
أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم
أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا
لدخلت النار، قال: ثم أتيت عبد الله بن مسعود فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيت حذيفة
ابن اليمان فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.
4700 حدثنا جعفر بن مسافر الهذلي، ثنا يحيى بن حسان، ثنا الوليد بن
رباح، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي حفصة، قال: قال عبادة بن الصامت لابنه: يا
بنى، إنك لن تجد طعم حقيقة الايمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما
أخطاك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول ما خلق الله القلم،
فقال له: اكتب، قال: رب وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شئ حتى تقوم
الساعة) يا بنى إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من مات على غير هذا فليس منى).
4701 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، ح وثنا أحمد بن صالح، المعنى، قال: ثنا
سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، سمع طاوسا يقول: سمعت أبا هريرة يخبر عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (احتج آدم وموسى، قال موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من
الجنة، فقال آدم: أنت موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده، تلومني على
أمر قدره على قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ فحج آدم موسى) قال أحمد بن صالح: عن
عمرو عن طاوس سمع أبا هريرة.
4702 حدثنا أحمد بن صالح، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن
سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن

4699 - وفى ذلك قوله تعالى: (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) صدق الله العظيم.
4700 - أي حتى تؤمن ايمانا مطلقا بالله وتسلم إليه كل امرك دون شك أو ظن أو اعتراض وأن تؤمن بالقدر خيره وشره.
4701 - صبح آدم موسى: أي غلبه بالحجة.
413

موسى قال: يا رب، أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة، فأراه الله آدم، فقال: أنت
أبونا آدم؟ فقال له آدم: نعم، قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه وعلمك الأسماء
كلها، وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: نعم، قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك
من الجنة؟ فقال له آدم: ومن أنت؟ قال: أنا موسى، قال: أنت نبي بني إسرائيل الذي
كلمك الله من وراء الحجاب لم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه؟ قال: نعم، قال:
أفما وجدت أن ذلك كان في كتاب الله قبل أن أخلق؟ قال: نعم، قال: فبم تلومني في
شئ سبق من الله تعالى فيه القضاء قبلي)؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: (فحج آدم
موسى، فحج آدم موسى).
4703 حدثنا عبد الله القعنبي، عن مالك، عن زيد بن أبي أنيسة، أن عبد
الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره، عن مسلم بن يسار الجهني، أن عمر
ابن الخطاب سئل عن هذه الآية (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم) قال: قرأ
القعنبي الآية، فقال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن
الله عز وجل خلق آدم، ثم مسح ظهره بيمينه، فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء
للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت
هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون) فقال رجل: يا رسول الله، ففيم العمل؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى
يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله
بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار).
4704 حدثنا محمد بن المصفى، ثنا بقية، قال: حدثني عمر بن جعثم
القرشي، قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن مسلم
ابن يسار، عن نعيم بن ربيعة، قال: كنت عند عمر بن الخطاب، بهذا الحديث،
وحديث مالك أتم.
4705 حدثنا القعنبي، ثنا المعتمر، عن أبيه، عن رقبة بن مصقلة، عن أبي
إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا، ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا).
414

4706 حدثنا محمود بن خالد، ثنا الفريابي، عن إسرائيل، ثنا أبو إسحاق، عن
سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: ثنا أبي بن كعب، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول في قوله (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين): (وكان طبع يوم طبع كافرا).
4707 حدثنا محمد بن مهران الرازي، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن
سعيد بن جبير، قال: قال ابن عباس: حدثني أبي بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(أبصر الخضر غلاما يلعب مع الصبيان، فتناول رأسه فقلعه: فقال موسى: (أقتلت
نفسا زكية)) الآية.
4708 حدثنا حفص بن عمر النمري، ثنا شعبة، ح وثنا محمد بن كثير، أخبرنا
سفيان، المعنى واحد، والاخبار في حديث سفيان، عن الأعمش، قال: ثنا زيد بن
وهب، ثنا عبد الله بن مسعود، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: (إن
خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة
مثل ذلك، ثم يبعث إليه ملك فيؤمر بأربع كلمات: فيكتب رزقه وأجله وعمله ثم يكتب
شقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه
وبينها إلا ذراع، أو قيد ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن
أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، أو قيد ذراع، فيسبق
عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها).
4709 حدثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، عن يزيد الرشك، قال: ثنا مطرف،
عن عمران بن حصين، قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، أعلم أهل الجنة من
أهل النار؟ قال: (نعم) قال: ففيم يعمل العاملون؟ قال: (كل ميسر لما خلق له).
4710 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الله بن يزيد المقري أبو عبد الرحمن
قال: حدثني سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني عطاء بن دينار، عن حكيم بن شريك
الهذلي، عن يحيى بن ميمون الحضرمي، عن ربيعة الجرشى، عن أبي هريرة، عن عمر
ابن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجالسوا أهل القدر، ولا تفاتحوهم).

4706 - سورة الكهف من الآية (80).
4707 - (أقتلت نفسا زكية) سورة الكهف من الآية (74).
4710 - أهل القدر: منكري القضاء والقدر. لا تفاتحوهم: لا تبدأوهم حديثا.
415

(18) باب في ذراري المشركين
4711 حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن
عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أولاد المشركين، فقال: (الله أعلم بما كانوا عاملين).
4712 حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا بقية، ح وثنا موسى بن مروان الرقي
وكثير بن عبيد المذحجي، قالا: ثنا محمد بن حرب، المعنى، عن محمد بن زياد، عن
عبد الله بن أبي قيس، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، ذراري المؤمنين؟
فقال (هم من آبائهم) فقلت: يا رسول الله بلا عمل؟ قال: (الله أعلم بما كانوا
عاملين) قلت: يا رسول الله فذراري المشركين؟ قال: (من آبائهم) قلت: بلا عمل؟
قال: (الله أعلم بما كانوا عاملين).
4713 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن طلحة بن يحيى، عن عائشة
بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بصبي من الأنصار يصلى
عليه، قالت: قلت: يا رسول الله، طوبى لهذا لم يعمل شرا ولم يدر به، فقال: (أو
غير ذلك يا عائشة، إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلا، وخلقها لهم وهم في أصلاب
آبائهم، وخلق النار وخلق لها أهلا، وخلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم).
4714 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه
وينصرانه، كما تناتج الإبل من بهيمة جمعاء، هل تحسن من جدعاء)؟ قالوا: يا
رسول الله، أفرأيت من يموت وهو صغير؟ قال: (الله أعلم بما كانوا عاملين).
4715 - حدثنا أبو داود: قرئ على الحرث بن مسكين وأنا أسمع: أخبرك يوسف
ابن عمرو، أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت مالكا، قيل له: إن أهل الأهواء يحتجون
علينا بهذا الحديث، قال مالك: احتج عليهم بآخره، قالوا: أرأيت من يموت وهو
صغير، قال: (الله أعلم بما كانوا عاملين).
4716 - حدثنا الحسن بن علي، ثنا حجاج بن المنهال، قال: سمعت حماد بن
سلمة يفسر حديث (كل مولود يولد على الفطرة) قال: هذا عندنا حيث أخذ الله عليهم

4716 - (الست بربك قالوا بلى) سورة الأعراف من الآية (172).
416

العهد في أصلاب آبائهم حيث قال: (ألست بربكم قالوا بلى).
4717 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، ثنا ابن أبي زائدة، قال: حدثني أبي،
عن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الوائدة والموؤودة في النار) قال يحيى بن زكريا:
قال أبى: فحدثني أبو إسحاق أن عامرا حدثه بذلك عن علقمة عن ابن مسعود عن
النبي صلى الله عليه وسلم.
4718 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس أن رجلا
قال: يا رسول الله، أين أبى؟ قال: (أبوك في النار) فلما قفى قال: (إن أبى وأباك في
النار).
4719 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس بن مالك،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم).
4720 حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن
لهيعة وعمرو بن الحرث وسعيد بن أبي أيوب، عن عطاء بن دينار، عن حكيم بن شريك
الهذلي، عن يحيى بن ميمون، عن ربيعة الجرشى، عن أبي هريرة، عن عمر بن
الخطاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجالسوا أهل القدر، ولا تفاتحوهم الحديث).
(19) باب في الجهمية
4721 حدثنا هارون بن معروف، ثنا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا: خلق الله
الخلق فمن خلق الله، فمن وجد من ذلك شيئا فليقل: آمنت بالله).
4722 حدثنا محمد بن عمرو، ثنا سلمة يعنى ابن الفضل قال: حدثني
محمد يعنى ابن إسحاق قال: حدثني عتبة بن مسلم مولى بنى تيم، عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكر نحوه، قال:
فإذا قالوا ذلك فقولوا: (الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا

4718 - قفى: ابتعد وولى قفاه.
4720 - سبق ذكره كما هو في (4710).
4722 - المقصود سورة الاخلاص.
417

أحد) ثم ليتفل عن يساره ثلاثا وليستعذ من الشيطان).
4723 حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا الوليد بن أبي ثور، عن سماك، عن
عبد الله بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب قال: كنت في
البطحاء في عصابة فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمرت بهم سحابة، فنظر إليها، فقال: (ما
تسمون هذه)؟ قالوا: السحاب، قال: (والمزن) قالوا: والمزن، قال: (والعنان)
قالوا: والعنان، قال أبو داود: لم أتقن العنان جيدا، قال: (هل تدرون ما بعد ما بين
السماء والأرض)؟ قالوا: لا ندري، قال: (إن بعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث
وسبعون سنة، ثم السماء فوقها كذلك) حتى عد سبع سماوات: (ثم فوق السابعة بحر
بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهم
وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم على ظهورهم العرش بين أسفله وأعلاه مثل ما بين
سماء إلى سماء، ثم الله تبارك وتعالى فوق ذلك).
4724 حدثنا أحمد بن أبي سريج، أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد
ومحمد بن سعيد، قالا: أخبرنا عمرو بن أبي قيس، عن سماك، بإسناده ومعناه.
4725 حدثنا أحمد بن حفص، قال: حدثني أبي، ثنا إبراهيم بن طهمان،
عن سماك، بإسناده ومعنى هذا الحديث الطويل.
4726 حدثنا عبد الأعلى بن حماد ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار وأحمد بن
سعيد الرباطي، قالوا: ثنا وهب بن جرير، قال أحمد: كتبناه من نسخته، وهذا لفظه،
قال: ثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث، عن يعقوب بن عتبة، عن جبير
ابن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده، قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي،
فقال: يا رسول الله، جهدت الأنفس، وضاعت العيال، ونهكت الأموال، وهلكت الانعام،
فاستسق الله لنا فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ويحك! أتدري ما تقول)؟ وسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما زال يسبح حتى عرف
ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: (ويحك! إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه،
شأن الله أعظم من ذلك، ويحك! أتدري ما الله، إن عرشه على سماواته لهكذا) وقال

4723 - العنان: السحاب جو الذي يمسك الماء واحدته عنانه، وعنان السماء ما بداخلها إذا نظرتها.
4726 - أط الرحل: صوت أي أصدر صوتا هو كصوت الطقطقة.
418

بأصابعه مثل القبة عليه (وإنه ليئط به أطيط الرجل بالراكب) قال ابن بشار في حديثه:
((إن الله فوق عرشه، وعرشه فوق سماواته) وساق الحديث، وقال عبد الأعلى وابن
المثنى وابن بشار عن يعقوب بن عتبة وجبير بن محمد بن جبير عن أبيه عن جده، والحديث
بإسناد أحمد بن سعيد هو الصحيح، وافقه عليه جماعة منهم يحيى بن معين وعلي بن
المديني ورواه جماعة عن ابن إسحاق كما قال أحمد أيضا، وكان سماع عبد الأعلى وابن
المثنى وابن بشار من نسخة واحدة فيما بلغني.
4727 حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثني
إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله،
عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، إن
ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام).
4728 حدثنا علي بن نصر ومحمد بن يونس النسائي، المعنى، قالا: ثنا
عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا حرملة يعنى ابن عمران حدثني أبو يونس سليم بن جبير
مولى أبي هريرة، قال: سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات
إلى أهلها) إلى قوله تعالى: (سميعا بصيرا) قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع إبهامه
على أذنه والتي تليها على عينه، قال أبو هريرة: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع
إصبعيه، قال ابن يونس: قال المقرئ: يعنى (أن الله سميع بصير) يعنى أن لله سمعا
وبصرا، قال أبو داود: وهذا رد على الجهمية.
(20) باب في الرؤية
4729 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير ووكيع وأبو أسامة، عن إسماعيل بن أبي
خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
جلوسا، فنظر إلى القمر ليلة البدر ليلة أربع عشرة، فقال: (إنكم سترون ربكم كما ترون
هذا لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل
غروبها فافعلوا) ثم قرأ هذه الآية (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها).

4728 - (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) إلى قوله تعالى (سميعا بصيرا)، سورة النساء الآية (58).
4729 - (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) سورة طه من الآية (130).
419

4730 حدثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن
أبيه، أنه سمعه يحدث، عن أبي هريرة، قال: قال ناس: يا رسول الله، أنرى ربنا يوم
القيامة؟ قال: (هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة)؟ قالوا: لا،
قال: (هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة)؟ قالوا: لا، قال:
(والذي نفسي بيده لا تضارون في رؤيته إلا كما تضارون في رؤية أحدهما).
4731 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ح وثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي
، ثنا شعبة، المعنى، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع، قال موسى: ابن عدس، عن أبي
رزين، قال موسى، العقيلي، قال: قلت: يا رسول الله، أكلنا يرى ربه؟ قال ابن
معاذ: مخليا به يوم القيامة، وما آية ذلك في خلقة؟ قال: (يا أبا رزين، أليس كلكم يرى
القمر)؟ قال ابن معاذ: (ليلة البدر مخليا به) ثم اتفقا: قلت: بلى، قال: (فالله
أعظم) قال ابن معاذ: قال: (فإنما هو خلق من خلق الله، فالله أجل وأعظم).
(21) باب في الرد على الجهمية
4732 حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء، أن أبا أسامة أخبرهم، عن
عمر بن حمزة، قال: قال سالم: أخبرني عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يطوى الله السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك، أين
الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوى الأرضين، ثم يأخذهن، قال ابن العلاء: (بيده
الأخرى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون)؟.
4733 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن وعن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ينزل
ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب
له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له)؟.
(22) باب في القرآن
4734 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا إسرائيل، ثنا عثمان بن المغيرة، عن
سالم، عن جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس في
420

الموقف، فقال: (ألا رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام
ربى).
4735 حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا عبد الله بن وهب، قال:
أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب
وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله، عن حديث عائشة، وكل حدثني طائفة من
الحديث، قالت: ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى.
4736 حدثنا إسماعيل بن عمر، أخبرنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا ابن أبي زائدة،
عن مجالد، عن عامر يعنى الشعبي عن عامر بن شهر، قال: كنت عند النجاشي فقرأ ابن
له آية من الإنجيل، فضحكت، فقال: أتضحك من كلام الله؟.
4737 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن المنهال بن
عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين
(أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة) ثم يقول:
(كان أبوكم يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق)، قال أبو داود: هذا دليل على أن القرآن ليس
بمخلوق.
4738 حدثنا أحمد بن أبي سريح الرازي وعلي بن الحسين بن إبراهيم وعلي بن
مسلم، قالوا: ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر
السلسلة على الصفا، فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل، حتى إذا جاءهم
جبريل فزع عن قلوبهم) قال: (فيقولون: يا جبريل ماذا قال ربك؟ فيقول: الحق،
فيقولون: الحق، الحق).
(23) باب في الشفاعة
4739 حدثنا سليمان بن حرب، ثنا بسطام بن حريث، عن أشعث الحداني،
عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي).
4740 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن الحسن بن ذكوان، ثنا أبو رجاء، قال:

4738 - فزع عن قلوبهم: كشف الفزع عنها.
421

حدثني عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج قوم من النار بشفاعة محمد
فيدخلون الجنة ويسمون الجهنميين).
4741 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان،
عن جابر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون).
(24) باب في ذكر البعث والصور
4742 حدثنا مسدد، ثنا معتمر، قال: سمعت أبي، قال: ثنا أسلم، عن بشر
ابن شغاف، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (الصور قرن ينفخ فيه).
4743 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي
هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كل ابن آدم تأكل الأرض، إلا عجب الذنب: منه خلق،
وفيه يركب).
(25) باب في خلق الجنة والنار
4744 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي
سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لما خلق الله الجنة قال لجبريل: اذهب
فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، ثم جاء، فقال: أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد إلا
دخلها، ثم حفها بالمكاره، ثم قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، ثم
جاء فقال: أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد) قال: (فلما خلق الله النار
قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لا
يسمع بها أحد فيدخلها، فحفها بالشهوات ثم قال: يا جبريل فانظر إليها، فذهب فنظر
إليها، ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها).
(26) باب في الحوض
4745 حدثنا سليمان بن حرب ومسدد، قالا: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب،

4743 - عجب الذنب: عظم العصعص.
4745 - جرباء: اسم قرية. أزرح: بلد في الشام.
422

عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أمامكم حوضا ما بين ناحيتيه
كما بين جرباء وأذرح).
4746 حدثنا حفص بن عمر النمري، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي
حمزة، عن زيد بن أرقم، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلنا منزلا، فقال: (ما أنتم
جزء من مائة ألف جزء ممن يرد على الحوض) قال: قلت: كم كنتم يومئذ؟ قال:
سبعمائة، أو ثمانمائة.
4747 حدثنا هناد بن السرى، ثنا محمد بن فضيل، عن المختار بن فلفل،
قال: سمعت أنس بن مالك يقول: أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة، فرفع رأسه متبسما، فإما
قال لهم، وإما قالوا له: يا رسول الله لم ضحكت؟ فقال: (إنه أنزلت على آنفا
سورة) فقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم، إنا أعطيناك الكوثر) حتى ختمها، فلما قرأها قال:
(هل تدرون ما الكوثر)؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: (فإنه نهر وعدنيه ربي عز
وجل في الجنة، وعليه خير كثير، عليه حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد
الكواكب).
4748 حدثنا عاصم بن النضر، ثنا المعتمر، قال: سمعت أبي، قال: ثنا
قتادة، عن أنس بن مالك، قال: لما عرج بنبي الله صلى الله عليه وسلم في الجنة أو كما قال: عرض له
نهر حافتاه الياقوت المجيب، أو قال المجوف، فضرب الملك الذي معه يده، فاستخرج
مسكا، فقال محمد صلى الله عليه وسلم للملك الذي معه: (ما هذا)؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك
الله عز وجل.
4749 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا عبد السلام بن أبي حازم أبو طالوت، قال:
شهدت أبا برزة دخل على عبيد الله بن زياد فحدثني فلان، سماه مسلم، وكان في
السماط، فلما رآه عبيد الله قال: إن محمديكم هذا الدحداح، ففهمها الشيخ، فقال،
ما كنت أحسب أنى أبقى في قوم يعيروني بصحبة محمد صلى الله عليه وسلم، فقال له عبيد الله: إن
صحبة محمد صلى الله عليه وسلم لك زين غير شين، ثم قال: إنما بعثت إليك لأسألك عن الحوض،
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر فيه شيئا؟ فقال أبو برزة: نعم لا مرة ولا ثنتين ولا ثلاثا ولا

4747 - حتى ختمها: حتى ختم قراءة سورة الكوثر.
4749 - الدحداح: القصير السمين والمستدير الململم.
423

أربعا ولا خمسا، فمن كذب به فلا سقاه الله منه، ثم خرج مغضبا.
(27) باب في المسألة في القبر وعذاب القبر
4750 حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن
عبيدة، عن البراء بن عازب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن المسلم إذا سئل في القبر فشهد
أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك قول الله عز وجل
(يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت).
4751 حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أبو
نصر، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم دخل نخلا لبني
النجار، فسمع صوتا ففزع، فقال: (من أصحاب هذه القبور)؟ قالوا: يا رسول الله ناس
ماتوا في الجاهلية، فقال: (تعوذوا بالله من عذاب النار، ومن فتنة الدجال) قالوا: ومم
ذاك يا رسول الله؟ قال: (إن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول له: ما كنت
تعبد؟ فإن الله هداه قال: كنت أ عبد الله، فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟
فيقول: هو عبد الله ورسوله، فما يسأل عن شئ، غيرها، فينطلق به إلى بيت كان له في
النار فيقال له: هذا بيتك كان لك في النار ولكن الله عصمك ورحمك فأبدلك به بيتا
في الجنة، فيقول: دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي، فيقال له: أسكن، وإن الكافر إذا وضع
في قبره أتاه ملك فينتهره فيقول له: ما كنت تعبد؟ فيقول: لا أدرى، فيقال له: لا دريت
ولا تليت، فيقال له: فما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: كنت أقول ما يقول الناس،
فيضربه بمطراق من حديد بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين).
4752 حدثنا محمد بن سليمان، ثنا عبد الوهاب، بمثل هذا الاسناد، نحوه،
قال: (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم، فيأتيه ملكان
فيقولان له) فذكر قريبا من حديث الأول، قال فيه (وأما الكافر والمنافق فيقولان له) زاد
(المنافق) وقال (يسمعها من وليه غير الثقلين).
4753 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، ح وثنا هناد بن السرى، ثنا أبو

4750 - سورة إبراهيم من الآية (27).
4751 - الثقلان: الإنس والجان أي يسمعه كل الكائنات عدا الإنس والجان.
424

معاوية، وهذا لفظ هناد، عن الأعمش، عن المنهال، عن زاذان، عن البراء بن عازب،
قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد،
فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رؤسنا الطير، وفى يده عود ينكت به في
الأرض، فرفع رأسه، فقال: (استعيذوا بالله من عذاب القبر) مرتين أو ثلاثا، زاد في
حديث جرير هاهنا وقال: (وإنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له: يا
هذا، من ربك وما دينك ومن نبيك)؟ قال هناد: قال: (ويأتيه ملكاه فيجلسانه فيقولان
له: من ربك؟ فيقول: ربى الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الاسلام،
فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم)؟ قال: (فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فيقولان: وما يدريك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت) زاد في حديث جرير
(فذلك قول الله عز وجل (يثبت الله الذين آمنوا) الآية، ثم اتفقا قال: (فينادي مناد من
السماء: أن قد صدق عبدي، فافرشوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، وألبسوه من
الجنة) قال: (فيأتيه من روحها وطيبها) قال: (ويفتح له فيها مد بصره) قال: (وإن
الكافر) فذكر موته قال: (وتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان: من
ربك؟ فيقول: هاه هاه هاه، لا أدرى، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه، لا
أدرى، فيقولان: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه، لا أدرى، فينادي مناد
من السماء: أن كذب، فافرشوه من النار، وألبسوه من النار، وافتحوا له بابا إلى النار)
قال: (فيأتيه من حرها وسمومها) قال: (ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه) زاد
في حديث جرير قال (ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لصار
ترابا) قال: (فيضربه بها ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلا الثقلين، فيصير
ترابا) قال: (ثم تعاد فيه الروح).
4754 حدثنا هناد بن السرى، ثنا عبد الله بن نمير، ثنا الأعمش، ثنا المنهال،
عن أبي عمر زاذان، قال: سمعت البراء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فذكر نحوه.
(28) باب في ذكر الميزان
4755 حدثنا يعقوب بن إبراهيم وحميد بن مسعدة، أن إسماعيل بن إبراهيم

4755 - (هاؤم اقرأوا كتابيه) سورة الحاقة من الآية (19). وإذا وضع بين ظهري جهنم: أي إذا مد الصراط فوق جانبي
جهنم كالجسر يعبر فوقه الناس.
425

حدثهم، قال: أخبرنا يونس، عن الحسن، عن عائشة أنها ذكرت النار فبكت، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يبكيك)؟ قالت: ذكرت النار فبكيت، فهل تذكرون أهليكم يوم
القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدا: عند الميزان حتى
يعلم أيخف ميزانه أو يثقل، وعند الكتاب حين يقال (هاؤم اقرؤا كتابيه) حتى يعلم أين
يقع كتابه أفي يمينه أم في شماله أم من وراء ظهره، وعند الصراط إذا وضع بين ظهري
جهنم) قال يعقوب: عن يونس، وهذا لفظ حديثه.
(29) باب في الدجال
4756 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن خالد الحذاء، عن عبد الله
ابن شقيق، عن عبد الله بن سراقة، عن أبي عبيدة بن الجراح، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر الدجال قومه، وإني أنذركموه) فوصفه لنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: (لعله سيدركه من قدر رآني وسمع كلامي) قالوا: يا رسول الله، كيف
قلوبنا يومئذ؟ أمثلها اليوم؟ قال: (أو خير).
4757 حدثنا مخلد بن خالد، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن
سالم، عن أبيه، قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله، فذكر
الدجال، فقال: (إني لأنذركموه، وما من نبي إلا قد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه،
ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه: أنه أعور، وأن الله ليس بأعور).
(30) باب في قتل الخوارج
4758 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير وأبو بكر بن عياش ومندل، عن مطرف،
عن أبي جهم، عن خالد بن وهبان، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من فارق
الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه).
4759 حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا زهير، ثنا مطرف بن طريف، عن

4758 - فقد خلع ربقة الاسلام: أي قد خرج من جماعة المسلمين لأنه بمفارقته الجماعة إنما يسعى ليفرق أمر المسلمين
ويجعل أمرهم شتى والربقة: العروة.
4759 - يستأثرون بهذا الفئ: يحتفظون به لأنفسهم فلا يوزعوه بين المسلمين.
426

أبى الجهم، عن خالد بن وهبان، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كيف أنتم
وأئمة من بعدي يستأثرون بهذا الفئ)؟ قلت: إذن والذي بعثك بالحق أضع سيفي على
عاتقي ثم أضرب به حتى ألقاك، أو ألحقك، قال: (أولا أدلك على خير من ذلك؟
تصبر حتى تلقاني).
4760 حدثنا مسدد وسليمان بن داود، المعنى، قالا: ثنا حماد بن زيد، عن
المعلى بن زياد وهشام بن حسان، عن الحسن، عن ضبة بن محصن، عن أم سلمة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ستكون عليكم أئمة تعرفون منهم وتنكرون،
فمن أنكر) قال أبو داود: قال هشام (بلسانه فقد برئ، ومن كره بقلبه فقد سلم، ولكن
من رضى وتابع) فقيل: يا رسول الله، أفلا نقتلهم؟ قال أبن داود: (أفلا نقاتلهم) قال:
(لا ما صلوا).
4761 حدثنا ابن بشار، ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة،
قال: ثنا الحسن، عن ضبة بن محصن العنزي، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمعناه،
قال: (فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم) قال قتادة: يعنى من أنكر بقلبه، ومن
كره بقلبه.
4762 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن شعبة، عن زياد بن علاقة، عن عرفجة،
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ستكون في أمتي هنات وهنات وهنات، فمن أراد
أن يفرق أمر المسلمين وهم جميع فاضربوه بالسيف، كائنا من كان).
(31) باب في قتال الخوارج
4763 حدثنا محمد بن عبيد ومحمد بن عيسى، المعنى، قالا: ثنا حماد، عن
أيوب، عن محمد، عن عبيدة، أن عليا ذكر أهل النهروان فقال: فيهم رجل مودن اليد، أو
مخدج اليد، أو مثدون اليد، لولا أن تبطروا لنبأتكم ما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان
محمد صلى الله عليه وسلم، قال: قلت: أنت سمعت هذا منه؟ قال: أي ورب الكعبة.
4764 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن أبيه، عن ابن أبي نعم، عن

4763 - مودن اليد ومخرج اليد: ناقعها، مثدون اليد: كأن يده ثندوة.
4764 - مسأل رجل قتله: أي سأل الرسول صلى الله عليه وسلم أن يسمح له بقتله من ضئضئ هذا أو في عقب هذا أي من جماعته أو سلالته.
427

أبي سعيد الخدري، قال: بعث علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة في تربتها،
فقسمها بين أربعة: بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي، وبين عيينة بن بدر
الفزاري، وبين زيد الخيل الطائي ثم أحد بنى نبهان، وبين علقمة بن علاثة العامري ثم
أحد بنى كلاب، قال: فغضبت قريش والأنصار، وقالت: يعطى صناديد أهل نجد
ويدعنا، فقال: (إنما أتألفهم) قال: فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ
الجبين كث اللحية محلوق، قال: اتق الله يا محمد، فقال: (من يطيع الله إذا عصيته،
أيأمنني الله على أهل الأرض ولا تأمنوني)؟ قال: فسأل رجل قتله أحسبه خالد
الوليد، قال: فمنعه، قال: فلما ولى قال: (إن من ضئضئ هذا، أو في عقب هذا،
قوما يقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الاسلام مروق السهم من الرمية،
يقتلون أهل الاسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم قتلتهم قتل عاد).
4765 حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي، ثنا الوليد ومبشر يعنى ابن إسماعيل
الحلبي، عن أبي عمرو، قال يعنى الوليد: ثنا أبو عمرو، قال: حدثني قتادة، عن أبي
سعيد الخدري وأنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سيكون في أمتي اختلاف
وفرقة، قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون
من الدين مروق السهم من الرمية، لا يرجعون حتى يرتد على فوته، هم شر الخلق
والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شئ، من
قاتلهم كان أولى بالله منهم) قالوا: يا رسول الله، ما سيماهم؟ قال: (التحليق).
4766 حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن قتادة، عن
أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحوه، قال: (سيماهم التحليق والتسبيد، فإذا رأيتموهم
فأنيموهم) قال أبو داود: التسبيد استئصال الشعر.
4767 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، ثنا الأعمش، عن خيثمة، عن
سويد بن غفلة، قال: قال على: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فلان أخر من

4765 - لا يرجعون حتى يرتد على فوقه أي لا يرجعون إلى الاسلام حتى يرجع السهم المنطلق فيأخذ مكانه في القوس المشدود
للرمي وهذا كناية عن عدم رجوعهم إلى الاسلام.
428

السماء أحب إلى من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإنما الحرب خدعة،
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام،
يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز
إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة).
4768 حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، عن عبد الملك بن أبي
سليمان، عن سلمة بن كهيل، قال: أخبرني زيد بن وهب الجهني، أنه كان في الجيش
الذين كانوا مع علي عليه السلام الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي عليه السلام: أيها
الناس، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يخرج قوم من أمتي يقرأون القرآن ليست
قراءتكم إلى قراءتهم شيئا، ولا صلاتكم إلى صلاتهم شيئا، ولا صيامكم إلى صيامهم
شيئا، يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون
من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية، لو يعلم الجيش يصيبونهم ما قضى لهم على
لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لنكلوا عن العمل، وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد وليست له ذراع على
عضده مثل حلمة الثدي، عليه شعرات بيض) أفتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون
هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم؟ والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم، فإنهم قد
سفكوا الدم الحرام، وأغاروا في سرح الناس، فسيروا على أسم الله، قال سلمة بن
كهيل: فنزلني زيد بن وهب منزلا منزلا، حتى مر بنا على قنطرة، قال: فلما التقينا وعلى
الخوارج عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهم: ألقوا الرماح وسلوا السيوف من جفونها،
فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء، قال: فوحشوا برماحهم، واستلوا
السيوف، وشجرهم الناس برماحهم، قال: وقتلوا بعضهم على بعضهم، قال: وما
أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان، فقال علي عليه السلام: التمسوا فيهم المخدج،
فلم يجدوا، قال: فقام علي رضي الله عنه بنفسه، حتى أتى ناسا قد قتل بعضهم على
بعض، فقال: أخرجوهم، فوجدوه مما يلي الأرض، فكبر، وقال: صدق الله، وبلغ
رسوله، فقام إليه عبيدة السلماني فقال: يا أمير المؤمنين، والله الذي لا إله إلا هو لقد
سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أي والله الذي لا إله إلا هو، حتى استحلفه

4768 - وحشوا برماحهم: رموا بها عن بعد.
429

ثلاثا، وهو يحلف.
4769 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد، عن جميل بن مرة، قال: ثنا
أبو الوضي، قال: قال علي عليه السلام اطلبوا المخدج، فذكر الحديث فاستخرجوه
من تحت القتلى في طين، قال أبو الوضي: فكأني أنظر إليه حبشي عليه قريطق له إحدى
يدين مثل ثدي المرأة عليها شعيرات مثل شعيرات التي تكون على ذنب اليربوع.
4770 حدثنا بشر بن خالد، ثنا شبابة بن سوار، عن نعيم بن حكيم عن أبي
مريم، قال: إن كان ذلك المخدج لمعنا يومئذ في المسجد، نجالسه بالليل والنهار، وكان
فقيرا، ورأيته مع المساكين يشهد طعام علي عليه السلام مع الناس وقد كسوته برنسا لي،
قال أبو مريم: وكان المخدج يسمى نافعا ذا الثدية، وكان في يده مثل ثدي المرأة، على
رأسه حلمة مثل حلمة الثدي، عليه شعيرات مثل سبالة السنور قال أبو داود: وهو عند
الناس أسمه حرقوس.
(32) باب في قتال اللصوص
4771 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، قال: حدثني عبد الله بن
حسن، قال: حدثني عمى إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أريد ماله بغير حق فقاتل فقتل فهو شهيد).
4782 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا أبو داود الطيالسي وسليمان بن داود يعنى
أبا أيوب الهاشمي، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن
ياسر، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل
دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله أو دون دمه أو دون دينه فهو شهيد).
(آخر كتاب السنة)

4769 - القريطق: تصغير قرطق والقرطق ملبوس يشبه العباء من ملابس العجم معرب (كرته).
4770 - سبالة السنور: شاربي الهر.
4772 - دون ماله: دفاعا عن ماله ضد اللصوص.
430

36 - كتاب الأدب
[180 - بابا: 502 حديثا] (1) باب في الحلم وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
4773 حدثنا مخلد بن خالد الشعيري ثنا عمر بن يونس، ثنا عكرمة يعنى ابن
عمار قال: حدثني إسحاق يعنى ابن عبد الله بن أبي طلحة قال: قال أنس: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا، فأرسلني يوما لحاجة، فقلت: والله لا أذهب
وفى نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم، قال: فخرجت، حتى أمر على صبيان
وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قابض بقفاي من ورائي فنظرت إليه وهو
يضحك فقال: (يا أنيس، اذهب حيث أمرتك) قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله، قال
أنس: والله لقد خدمته سبع سنين، أو تسع سنين، ما علمت قال لشئ صنعت: لم
فعلت كذا وكذا، ولا لشئ تركت: هلا فعلت كذا وكذا.
4774 حدثنا عبد الله بن مسلمة، ثنا سليمان يعنى ابن المغيرة عن ثابت،
عن أنس، قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين بالمدينة، وأنا غلام ليس كل أمري كما
يشتهى صاحبي أن أكون عليه، ما قال لي فيها أف قط، وما قال لي: لم فعلت هذا؟ أو
ألا فعلت هذا.
4775 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا أبو عامر، ثنا محمد بن هلال، سمع
أباه يحدث، قال: قال أبو هريرة وهو يحدثنا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس معنا في المجلس
يحدثنا، فإذا قام قمنا قياما حتى نراه قد دخل بعض بيوت أزواجه، فحدثنا يوما، فقمنا حين
قام، فنظرنا إلى أعرابي قد أدركه فجبذه بردائه فحمر رقبته، قال أبو هريرة: وكان رداء
خشنا، فالتفت، فقال له الاعرابي: احمل لي على بعيري هذين فإنك لا تحمل لي من
مالك ولا من مال أبيك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا، وأستغفر الله، لا، وأستغفر الله،

4775 - جبذه بردائه: جذبه به. حتى تقيدني من جذبتك: أي حتى أجذبك كما جذبتني.
431

لا وأستغفر الله لا أحمل لك حتى تقيدني من جبذتك التي جبذتني) فكل ذلك يقول له
الاعرابي: والله لا أقيدكها، فذكر الحديث، قال: ثم دعا رجلا فقال له: (احمل له
على بعيريه هذين: على بعير شعيرا، وعلى الآخر تمرا) ثم التفت إلينا فقال: (انصرفوا
على بركة الله تعالى).
(2) باب في الوقار
4776 حدثنا النفيلي، ثنا زهير، ثنا قابوس بن أبي ظبيان، أن أباه حدثه، ثنا
عبد الله بن عباس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الهدى الصالح والسمت والاقتصاد جزء من
خمسة وعشرين جزاء من النبوة).
(3) باب من كظم غيظا
4777 حدثنا ابن السرح، ثنا ابن وهب، عن سعيد يعنى ابن أبي أيوب عن أبي
مرحوم عن سهل بن معاذ، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كظم غيظا وهو قادر
على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور
ما شاء) قال أبو داود: اسم أبى مرحوم عبد الرحمن بن ميمون.
4778 حدثنا عقبة بن مكرم، ثنا عبد الرحمن يعنى ابن مهدي عن بشر يعنى
ابن منصور عن محمد بن عجلان، عن سويد بن وهب، عن رجل من أبناء أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحوه، قال: (ملأه الله أمنا وإيمانا)
لم يذكر قصة (دعاه الله) زاد (ومن ترك لبس ثوب جمال وهو يقدر عليه) قال بشر:
أحسبه قال: (تواضعا) (كساه الله حلة الكرامة، ومن زوج لله تعالى توجه الله تاج
الملك).

4776 - السمت: الطريق، النحو في مذهب الدين اتباع الحق والهدى وحسن الجوار وقلة الأذية والسمت هيئة أهل الخير،
والسمت: الدعاء.
4777 - وفى ذلك قوله تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في
السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين). سورة آل عمران الآيتان
(133 - 134).
4778 - أي من زوج ابنته أو وليته لرجل لا يطلب من هذا الزواج مالا ولا جاها وإنما يريد به وجه الله وإحصان ابنته أو وليته ومن
زوجها به.
432

4779 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن إبراهيم
التيمي، عن الحرث بن سويد، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تعدون
الصرعة فيكم)؟ قالوا: الذي لا يصرعه الرجال قال: (لا، ولكنه الذي يملك نفسه عند
الغضب).
(4) باب ما يقال عند الغضب
4780 حدثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير بن عبد الحميد عن عبد الملك بن
عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، قال: استب رجلان
عن النبي صلى الله عليه وسلم فغضب أحدهما غضبا شديدا حتى خيل إلى أن أنفه يتمزع من شدة
غضبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجده من الغضب)؟
فقال: ما هي يا رسول الله؟ قال: (يقول: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم)
قال: فجعل معاذ يأمره، فأبى ومحك، وجعل يزداد غضبا.
4781 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا معاوية، عن الأعمش، عن عدى بن
ثابت، عن سليمان بن صرد، قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل أحدهما تحمر
عيناه وتنتفخ أوداجه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني لأعرف كلمة لو قالها هذا لذهب عنه الذي
يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) فقال الرجل: هل ترى بي من جنون؟.
4782 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو معاوية، ثنا داود بن أبي هند عن أبي حرب
ابن أبي الأسود، عن أبي ذر، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: (إذا غضب أحدكم وهو
قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع).
4783 حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن داود، عن بكر، أن النبي صلى الله عليه وسلم
بعث أبا ذر، بهذا الحديث، قال أبو داود: وهذا أصح الحديثين.
4784 حدثنا بكر بن خلف والحسن بن علي، المعنى، قالا: ثنا إبراهيم بن

4779 - الصرعة: الذي يصرع من ينازله ولا يصرعه الرجال.
4780 - يتمرغ: يتمزق. محك وتماحك: ألح وتمادى.
4781 - الأوداج: عروق الرقبة. والغضب الشديد هو حال من أحوال الجنون الموقت.
4783 - المقصود أن يسترخي فترتاح أعصابه ويذهب ما به من توتر.
433

خالد، ثنا أبو وائل القاص، قال: دخلنا على عروة بن محمد بن السعدي فكلمه رجل
فأغضبه، فقام فتوضأ، ثم رجع وقد توضأ، فقال: حدثني أبي، عن جدي عطية، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار
بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ).
(5) باب في التجاوز في الامر
4785 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن
الزبير، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرين إلا اختار
أيسرهما، ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم
لنفسه، إلا أن تنتهك حرمة الله تعالى فينتقم لله بها.
4786 حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة عليها السلام، قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما ولا امرأة قط.
4787 حدثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عن
هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله يعنى ابن الزبير في قوله (خذ العفو) قال:
أمر نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس.
(6) باب في حسن العشرة
4788 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبد الحميد يعنى الحماني ثنا
الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا بلغه عن الرجل الشئ لم يقل: ما بال فلان يقول؟ ولكن يقول: ما بال أقوام يقولون
كذا وكذا؟.
4789 حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، ثنا حماد بن زيد، ثنا سلم العلوي،
عن أنس أن رجلا دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه أثر صفرة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما
يواجه رجلا في وجهه بشئ يكرهه، فلما خرج قال: (لو أمرتم هذا أن يغسل ذا عنه) قال

4787 - سورة الأعراف من الآية (199).
4788 - لان توجيه العبارة بشكل مباشر إلى الشخص نفسه يحمل في طياته نوعا من التأنيب قد يصل حد الإهانة، وهذا ادعى
لانكاره وبالتالي كذبه، ولم يكن من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أن يؤذى أصحابه ولو بالكلمة الواحدة.
434

أبو داود: سلم ليس هو علويا، كان يبصر في النجوم، وشهد عند عدى بن أرطاة على
رؤية الهلال فلم يجز شهادته.
4790 حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرني أبو أحمد، ثنا سفيان، عن الحجاج
ابن فرافصة، عن رجل عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ح وثنا محمد بن المتوكل
العسقلاني، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا بشر بن رافع، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي
سلمة، عن أبي هريرة، رفعاه جميعا، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن غر كريم
والفاجر خب لئيم).
4791 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن ابن المنكدر، عن عروة، عن عائشة،
قالت: استأذن رجل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (بئس ابن العشيرة) أو (بئس رجل العشيرة)
ثم قال (إيذنوا له) فلما دخل ألان له القول، فقالت عائشة: يا رسول الله، ألنت له القول
وقد قلت له ما قلت، قال: (إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من ودعه، أو تركه،
الناس لاتقاء فحشه).
4792 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي
سلمة، عن عائشة رضي الله عنها، أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(بئس أخو العشيرة) فلما دخل انبسط إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمه، فلما خرج قلت:
يا رسول الله، لما استأذن قلت: (بئس أخو العشيرة) فلما دخل انبسطت إليه، فقال:
(يا عائشة، إن الله لا يحب الفاحش المتفحش).
4793 حدثنا عباس العنبري، ثنا أسود بن عامر، ثنا شريك، عن الأعمش،
عن مجاهد عن عائشة، في هذه القصة، قالت: فقال تعنى النبي صلى الله عليه وسلم (يا عائشة، إن
من شرار الناس الذين يكرمون اتقاء ألسنتهم).
4794 حدثنا أحمد بن منيع، ثنا أبو قطن، أخبرنا مبارك، عن ثابت عن أنس،
قال: ما رأيت رجلا التقم أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فينحي رأسه، حتى يكون الرجل هو الذي
ينحي رأسه، وما رأيت رجلا أخذ بيده فترك يده، حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده.

4790 - الغر: أصلا الشاب الحديث السن لا تجربة له في الأمور وهو الذي لا يفطن للشر ويتغافل عنه والمقصود أنه طيب
القلب لا يحمل الامر على محمل السوء مباشرة. الخب: المخادع الشرير.
4794 - التقم أذنه: ساره بشئ يحدثه به بشكل لا يسمعه الآخرون.
435

(7) باب في الحياء
4795 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله عن
ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعه فإن الحياء من الايمان).
4796 حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن إسحاق بن سويد، عن أبي
قتادة، قال: كنا مع عمران بن حصين وثم بشير بن كعب، فحدث عمران بن حصين
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحياء خير كله) أو قال: (الحياء كله خير) فقال بشير بن
كعب: إنا نجد في بعض الكتب أن منه سكينة ووقارا، ومنه ضعفا، فأعاد عمران
الحديث، وأعاد بشير الكلام، قال: فغضب عمران حتى احمرت عيناه وقال: ألا أراني
أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن كتبك، قال: قلنا يا أبا نجيد، إيه إيه.
4797 حدثنا عبد الله بن مسلمة، ثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي بن
حراش، عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة
الأولى إذا لم تستح فالفعل ما شئت).
(8) باب في حسن الخلق
4798 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب يعنى الإسكندراني عن عمرو، عن
المطلب، عن عائشة رحمها الله، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن المؤمن
ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم).
4799 حدثنا أبو الوليد الطيالسي وحفص بن عمر، قالا: ثنا، ح وثنا ابن كثير،
أخبرنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزة، عن عطاء الكيخاراني، عن أم الدرداء، عن أبي
الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (ما من شئ أثقل في الميزان من حسن الخلق) قال أبو
داود: قال: سمعت عطاء الكيخاراني قال أبو داود: وهو عطاء بن يعقوب، وهو خال
إبراهيم بن نافع، يقال: كيخاراني وكوخاراني.
4800 حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي أبو الجماهر، قال: ثنا أبو كعب أيوب

4800 - ربض الجنة: الربض: وسط الشئ وأساس البناء والمقصود في أدنى أماكن الجنة.
436

ابن محمد السعدي، قال: حدثني سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي أمامة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في
وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه).
4801 حدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبى شيبة، قالا: ثنا وكيع، عن سفيان، عن
معبد بن خالد، عن حارثة بن وهب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة الجواظ،
ولا الجعظري) قال: والجواظ الغليظ الفظ.
(9) باب في كراهية الرفعة في الأمور
4802 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس، قال:
كانت العضباء لا تسبق، فجاء أعرابي على قعود له فسابقها فسبقها الاعرابي فكأن ذلك شق
على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (حق على الله عز وجل أن لا يرفع شيئا من الدنيا
إلا وضعه).
4803 حدثنا النفيلي، ثنا زهير، ثنا حميد، عن أنس، بهذه القصة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن حقا على الله عز وجل أن لا يرتفع شئ من الدنيا إلا وضعه).
(10) باب في كراهية التمادح
4804 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن منصور، عن
إبراهيم، عن همام، قال: جاء رجل فأثنى على عثمان في وجهه، فأخذ المقداد بن
الأسود ترابا فحثا في وجهه، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا لقيتم المداحين فاحشوا في
وجوههم التراب).
4805 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا أبو شهاب، عن خالد الحذاء، عن
عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، أن رجلا أثنى على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له:

4801 - الجواظ: الضخم الجافي الغليظ، المختال، الكثير الكلام والجبلة في الشر، الجموع المنوع، الفاجر، الكافر،
القصير البطين الأكول. الجعظري: القصير الغليظ الفظ، المتكبر الجافي عن الموعظة، وهو القليل العقل الذي
ينتفخ بما ليس عنده مع قصر، وهو البطر الكفور الأكول الذي يتسخط عند الطعام.
4802 - القعود: ما يقتعده الرجل للركوب والحمل ولا يكون إلا بكرا (بعيرا) ذكرا وأثناه قلوص، وأدناه أن يكون له سنتان،
وتطلق على الفصيل ما أمكن أن يركب.
437

(قطعت عنق صاحبك) ثلاث مرات، ثم قال: (إذا مدح أحدكم صاحبه لا محالة فليقل: إني أحسبه، كما يريد أن يقول، ولا أزكيه على الله).
4806 حدثنا مسدد، ثنا بشر يعنى ابن المفضل ثنا أبو مسلمة سعيد بن
يزيد، عن أبي نضرة، عن مطرف، قال: قال أبى: انطلقت في وفد بنى عامر إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: أنت سيدنا، فقال: (السيد الله تبارك وتعالى) قلنا: وأفضلنا
فضلا وأعظمنا طولا، فقال: (قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم
الشيطان).
(11) باب في الرفق
4807 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن يونس، وحميد، عن الحسن
عن عبد الله بن مغفل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله رفيق: يحب الرفق، ويعطى عليه
ما لا يعطى على العنف).
4808 حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبى شيبة ومحمد بن الصباح البزاز، قالوا ثنا
شريك، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، قال: سألت عائشة عن البداوة، فقالت: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو إلى هذه التلاع، وإنه أراد البداوة مرة فأرسل إلى ناقة محرمة من إبل
الصدقة، فقال لي (يا عائشة، ارفقي فإن الرفق لم يكن في شئ قط إلا زانه، ولا نزع
من شئ قط إلا شانه)
قال ابن الصباح في حديثه: محرمة يعنى لم تركب.
4809 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية ووكيع، عن الأعمش، عن
تميم بن سلمة، عن عبد الرحمن بن هلال، عن جرير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من
يحرم الرفق يحرم الخير كله).
4810 حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا عفان، ثنا عبد الواحد، ثنا
سليمان الأعمش، عن مالك بن الحرث، قال الأعمش: وقد سمعتهم يذكرون عن
مصعب بن سعد، عن أبيه، قال الأعمش: ولا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (التؤدة
في كل شئ، إلا في عمل الآخرة).

4808 - التلاع: جمع تلعة وهي من الأضداد فهي تعنى التلة والمرتفع كما تعنى منحدر السيل والوادي غير العميق.
438

(12) باب في شكر المعروف
4811 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، عن أبي
هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس).
4812 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس أن
المهاجرين قالوا: يا رسول الله، ذهبت الأنصار بالاجر كله، قال: (لا، ما دعوتم الله
لهم وأثنيتم عليهم).
4813 حدثنا مسدد، ثنا بشر، ثنا عمارة بن غزية، قال: حدثني رجل من
قومي، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أعطى عطاء فوجد فليجز
به، فإن لم يجد فليثن به، فمن أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره) قال أبو داود:
رواه يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن شرحبيل عن جابر قال أبو داود: وهو شرحبيل
يعنى رجلا من قومي كأنهم كرهوه فلم يسموه.
4814 حدثنا عبد الله بن الجراح، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان،
عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (من أبلى بلاء فذكره فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره).
(13) باب في الجلوس في الطرقات
4815 حدثنا عبد الله بن مسلمة، ثنا عبد العزيز يعنى ابن محمد عن زيد
يعنى ابن أسلم عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إياكم والجلوس بالطرقات) قالوا يا رسول الله، ما بدلنا من مجالسنا نتحدث فيها، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أبيتم فأعطوا الطريق حقه) قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟
قال: (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والامر بالمعروف، والنهى عن
المنكر).
4816 حدثنا مسدد، ثنا بشر يعنى ابن المفضل ثنا عبد الرحمن بن
إسحاق، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة، قال:
(وإرشاد السبيل).

4816 - إرشاد السبيل: إرشاد الضال يبحث عن المكان جو عن شخص بعينه.
439

4817 حدثنا الحسن بن عيسى النيسابوري، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا جرير
ابن حازم، عن إسحاق بن سويد، عن ابن حجير العدوي، قال: سمعت عمر بن
الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في هذه القصة، قال: (وتغيثوا الملهوف، وتهدوا الضال).
4818 حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع وكثير بن عبيد، قالا: ثنا مروان، قال
ابن عيسى: قال: ثنا حميد، عن أنس، قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:
يا رسول الله، إن لي إليك حاجة، فقال لها: (يا أم فلان، اجلسي في أي نواحي السكك
شئت حتى أجلس إليك) قال: فجلست فجلس النبي صلى الله عليه وسلم إليها حتى قضت حاجتها، لم
يذكر ابن عيسى (حتى قضت حاجتها) وقال كثير: عن حميد، عن أنس.
4819 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة،
عن ثابت، عن أنس، أن امرأة كان في عقلها شئ، بمعناه.
(14) باب في سعة المجلس
4820 حدثنا القعنبي، ثنا عبد الرحمن بن أبي الموال، عن عبد الرحمن بن أبي
عمرة الأنصاري، عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(خير المجالس أوسعها) قال أبو داود: هو عبد الرحمن ابن عمرو بن أبي عمرة الأنصاري.
(15) باب في الجلوس بين الظل والشمس
4821 حدثنا ابن السرح ومخلد بن خالد، قالا: ثنا سفيان، عن محمد بن
المنكدر، قال: حدثني من سمع أبا هريرة يقول: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: (إذا كان أحدكم
في الشمس) وقال مخلد (في الفئ) (فقلص عنه الظل وصار بعضه في الشمس وبعضه في
الظل فليقم).
4822 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن إسماعيل، قال: حدثني قيس، عن أبيه
أنه جاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فقام في الشمس، فأمر به، فحول إلى الظل.

4817 - الملهوف: المحتاج أو طالب النجدة في أمر لا يقدر عليه.
4818 - السكك: ج سكة وهي الطريق يمر بها الناس والمقصود أن تجلس إليه عن مرأى من الناس. قضت حاجتها: أخبرته
بما تريد ان تخبره أو تطلب منه صلى الله عليه وسلم.
4822 - حول إلى الظل: أوسع له مكان في الظل.
440

باب في التحلق
4823 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن الأعمش، قال: حدثني المسيب بن
رافع، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة، قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وهم
حلق فقال: (ما لي أراكم عزين).
4824 حدثنا واصل بن عبد الأعلى، عن ابن فضيل، عن الأعمش، بهذا،
قال: كأنه يحب الجماعة.
4825 حدثنا محمد بن جعفر الوركاني وهناد، أن شريكا أخبرهم، عن سماك،
عن جابر بن سمرة، قال: كنا إذا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم جلس أحدنا حيث ينتهى.
(17) باب الجلوس وسط الحلقة
4826 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا قتادة، قال: حدثني أبو
مجاز، عن حذيفة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة.
(18) باب في الرجل يقوم للرجل من مجلسه
4827 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن أبي عبد الله
مولى آل أبي بردة، عن سعيد بن أبي الحسن، قال: جائنا أبو بكرة في شهادة، فقام له رجل من
مجلسه، فأبى أن يجلس فيه، وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذا، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يمسح
الرجل يده بثوب من لم يكسه.
4828 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، أن محمد بن جعفر حدثهم، عن شعبة، عن
عقيل بن طلحة، قال: سمعت أبا الخصيب، عن ابن عمر، قال: جاء رجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام له رجل من مجلسه، فذهب ليجلس فيه، فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو
داود: أبو الخصيب اسمه زياد بن عبد الرحمن.

2823 - حلق: قد تجمعوا في حلقات متفرقة عزين - معتزلين بعضكم البعض قد انقسمتم إلى مجموعات منفصلة والفصل
أعزن أبدلت فيه اللام بالنون.
4826 - أي انه يجلس وسط الحلقة من باب الكبر والاستعظام لنفسه.
4828 - لان فيه استصغارا لمن أخلي مكانه لسواه واستكبارا ممن جلس في مكان سواه وأمامه منه.
441

(19) باب من يؤمر أن يجالس
4829 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبان، عن قتادة، عن أنس، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب،
ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر
الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن
كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها، ومثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك إن لم
يصبك منه شئ أصابك من ريحه، ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك
من سواده أصابك من دخانه).
4830 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، ح وحدثنا ابن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن
قتادة، عن أنس، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الكلام الأول إلى قوله:
(وطعامها مر) وزاد ابن معاذ قال: قال أنس وكنا نتحدث أن مثل جليس الصالح، وساق
بقية الحديث.
4831 حدثنا محمد بن الصباح العطار، ثنا سعيد بن عامر، عن شبيل بن
عزرة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل الجليس الصالح) فذكر نحوه.
4832 حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا ابن المبارك، عن حياة بن شريح، عن
سالم بن غيلان، عن الوليد بن قيس، عن أبي سعيد، أو عن أبي الهيثم عن أبي سعيد،
عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقى).
4833 حدثنا ابن بشار، ثنا أبو عامر وأبو داود: قالا: ثنا زهير، بن محمد،
قال: حدثني موسى بن وردان، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الرجل على دين خليله
فلينظر أحدكم من يخالل).
4834 حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، ثنا أبي، ثنا جعفر، يعنى ابن
برقان عن يزيد يعنى ابن الأصم عن أبي هريرة، يرفعه، قال: (الأرواح جنود

4829 - الأترج: تمر يسمى في بلاد الشام الكباد وفى الخليج العربي السندي وفى لبنان (الموملي) وهو (كالكريب فروت)
شكلا الا انه حلو الطعم والرائحة وأكبر حجما. الريحان: هو المعروف عندنا باسم الآس. صاحب الكبر: الحداد
والكير هو المنفاخ الذي يشعل به النار كي يحمر الحديد أو النحاس ويسهل تشكيله.
4833 - الخليل: الصديق الحميم.
442

مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).
(20) باب في كراهية المراء
4835 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة! ثنا بريد بن عبد الله، عن جده
أبى بردة، عن أبي موسى، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض
أمره قال: (بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا).
4836 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، قال: حدثني إبراهيم بن
المهاجر، عن مجاهد، عن قائد السائب، عن السائب، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلوا
يثنون على ويذكروني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا أعلمكم) يعنى به، قلت: صدقت
بأبي أنت وأمي: كنت شريكي فنعم الشريك، كنت لا تدارى، ولا تمارى.
(21) باب الهدى في الكلام
4837 حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني، قال: حدثني محمد يعنى ابن
سلمة عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن عمر بن عبد العزيز، عن يوسف
ابن عبد الله بن سلام، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع
طرفه إلى السماء.
4838 حدثنا محمد بن العلاء، ثنا محمد بن بشر، عن مسعر، قال: سمعت
شيخا في المسجد يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: كان في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
ترتيل، أو ترسيل.
4839 حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبى شيبة، قالا: ثنا وكيع، عن سفيان، عن
أسامة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رحمها الله، قالت: كان كلام
رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاما فصلا يفهمه كل من سمعه.
4840 حدثنا أبو توبة، قال: زعم الوليد، عن الأوزاعي، عن قرة، عن
الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل كلام لا يبدأ

4839 - أي لا إطالة فيه ولا إطناب ولا تعقيد ولا مقعرا من الألفاظ.
443

فيه بالحمد لله فهو أجذم) قال أبو داود: يونس وعقيل وشعيب وسعيد بن عبد العزيز
عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
(22) باب في الخطبة
4841 حدثنا مسدد وموسى بن إسماعيل، قالا: ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا
عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل خطبة ليس فيها
تشهد فهي كاليد الجذماء).
(23) باب في تنزيل الناس منازلهم
4842 حدثنا يحيى بن إسماعيل وابن أبي خلف، أن يحيى بن اليمان أخبرهم،
عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، أن عائشة عليها السلام
مر بها سائل فأعطته كسرة، ومر بها رجل عليه ثياب وهيئة فأقعدته فأكل، فقيل لها في
ذلك، فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنزلوا الناس منازلهم) قال أبو داود: وحديث
يحيى مختصر، قال أبو داود: ميمون لم يدرك عائشة.
4843 حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف، ثنا عبد الله بن حمران، أخبرنا عوف
ابن أبي جميلة، عن زياد بن مخراق، عن أبي كنانة، عن أبي موسى الأشعري، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير
الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط).
(24) باب في الرجل يجلس بين الرجلين بغير إذنهما
4844 حدثنا محمد بن عبيد وأحمد بن عبدة، المعنى، قالا: ثنا حماد، ثنا
عامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، قال ابن عبدة: عن أبيه، عن جده، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يجلس بين رجلين إلا بإذنهما).
4845 حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة
ابن زيد الليثي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن

4843 - المقسط: العادل.
4845 - أي لا يباعدها ليجلس بينهما.
444

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما).
(25) باب في جلوس الرجل
4846 حدثنا سلمة بن شبيب، ثنا عبد الله بن إبراهيم، قال: حدثني إسحاق
ابن محمد الأنصاري، عن ربيح بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده أبي سعيد
الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس احتبى بيده، قال أبو داود: عبد الله بن إبراهيم
شيخ منكر الحديث.
4847 حدثنا حفص بن عمر وموسى بن إسماعيل، قالا: ثنا عبد الله بن حسان
العنبري، قال: حدثتني جدتاي صفية ودحيبة ابنتا عليبة، قال موسى: بنت حرملة،
وكانتا ربيبتي قيلة بنت مخرمة، وكانت جدة أبيهما، أنها أخبرتهما أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم وهو
قاعد القرفصاء، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المختشع، وقال موسى: المتخشع، في
الجلسة أرعدت من الفرق.
(26) باب في الجلسة المكروهة
4848 حدثنا علي بن بحر، ثنا عيسى بن يونس، ثنا ابن جريج، عن إبراهيم
ابن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه الشريد بن سويد، قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنا جالس هكذا، وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري، واتكأت على إليه يدي، فقال:
(أتقعد قعدة المغضوب عليهم)؟!
(27) باب النهى عن السمر بعد العشاء
4849 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن عوف، قال حدثني أبو المنهال، عن أبي
برزة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النوم قبلها والحديث بعدها.
(28) باب في الرجل يجلس متربعا
4850 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو داود الحفري، ثنا سفيان الثوري، عن

4849 - العشاء المقصود صلاة العشاء الآخرة.
4850 - وقد فعل ذلك الكثير من الصحابة يترقبون طلوع الشمس هل تطلع من المشرق أم من الغرب.
445

سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر تربع في
مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء.
(29) باب في التناجي
4851 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية عن
الأعمش، ح وثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ينتجي اثنان دون الثالث فإن ذلك يحزنه).
4852 حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن
ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثله، قال أبو صالح: فقلت لابن عمر: فأربعة؟
قال: لا يضرك.
(30) باب إذا قام من مجلس ثم رجع
4853 حدثنا موسى ابن إسماعيل، ثنا حماد، عن سهيل بن أبي صالح، قال:
كنت عند أبي جالسا وعنده غلام، فقام ثم رجع، فحدث أبى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (إذا قام الرجل من مجلس ثم رجع إليه فهو أحق به).
4854 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، ثنا مبشر الحلبي، عن تمام بن
نجيح، عن كعب الأيادي، قال: كنت أختلف إلى أبى الدرداء، فقال أبو الدرداء: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس وجلسنا حوله فقام فأراد الرجوع نزع نعليه أو بعض ما يكون عليه،
فيعرف ذلك أصحابه، فيثبتون.
(31) باب كراهية أن يقوم الرجل من مجلسه ولا يذكر الله
4855 حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن سهيل بن أبي
صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من قوم يقومون
من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة).

4851 - أي يتصور انهما يئسا ان بالحديث عنه ولذا لا يريدانه ان يسمع قولهما أو لا يثقا في حفظه للسر الذي يتناجون به.
4852 - أي هل يجوز لأربعة ان يتحدثوا معا بمعزل عن سواهم. لا يغرك: لا بأس بذلك.
446

4856 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن ابن عجلان، عن سعيد
المقبري، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه
كانت عليه من الله ترة، ومن اضطجع مضجعا لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة).
(32) باب في كفارة المجلس
4857 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو، أن سعيد
ابن أبي هلال حدثه، أن سعيد بن أبي سعيد المقبري حدثه، عن عبد الله بن عمرو بن
العاص، أنه قال: كلمات لا يتكلم بهن أحد في مجلسه عند قيامه ثلاث مرات إلا كفر بهن
عنه، ولا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر إلا ختم له بهن عليه كما يختم بالخاتم على
الصحيفة: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
4858 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، قال: قال عمرو، وحدثني بنحو
ذلك عبد الرحمن بن أبي عمرو، عن المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله.
4859 حدثنا محمد بن حاتم الجرجرائي وعثمان بن أبي شيبة، المعنى، أن
عبدة بن سليمان أخبرهم، عن الحجاج بن دينار، عن أبي هاشم، عن أبي العالية، عن أبي
برزة الأسلمي، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس:
(سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك) فقال
رجل: يا رسول الله، إنك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى، فقال: (كفارة لما يكون
في المجلس).
(33) باب في رفع الحديث من المجلس
4860 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا الفريابي، عن إسرائيل، عن
الوليد، قال أبو داود: ونسبه لنا زهير بن حرب عن حسين بن محمد عن إسرائيل، في هذا
الحديث، قال: الوليد ابن أبي هشام، عن زيد بن زائد، عن عبد الله بن مسعود، قال:

4856 - أي كان قد أتى أمرا من أمور الظلم، ظلم فيه نفسه. والتره: الظلم في الدحل والذحل: الثأر أو الحقد والعداوة
وطلب المكافأة بجناية جنيت عليك أو عداوة اتيت إليك.
447

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئا، فإني أحب أن أخرج
إليكم وأنا سليم الصدر).
(34) باب في الحذر من الناس
4861 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا نوح بن يزيد بن سيار المؤدب، ثنا
إبراهيم بن سعد، قال: حدثنيه ابن إسحاق، عن عيسى بن معمر، عن عبد الله بن عمرو
ابن الفغواء الخزاعي، عن أبيه، قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أراد أن يبعثني بمال إلى
أبي سفيان يقسمه في قريش بمكة بعد الفتح، فقال: (التمس صاحبا) قال: فجاءني
عمرو بن أمية الضمري، فقال: بلغني أنك تريد الخروج وتلتمس صاحبا، قال: قلت:
أجل، قال: فأنا لك صاحب، قال: فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: قد وجدت صاحبا،
قال: فقال: (من)؟ قلت: عمرو بن أمية الضمري، قال: (إذا هبطت بلاد قومه
فاحذره فإنه قد قال القائل: أخوك البكري ولا تأمنه) فخرجنا حتى إذا كنت بالأبواء قال:
إني أريد حاجة إلى قومي بودان، فتلبث لي، قلت: راشدا، فلما ولى ذكرت قول
النبي صلى الله عليه وسلم، فشددت على بعيري حتى خرجت أوضعه حتى إذا كنت بالأصافر إذا هو
يعارضني في رهط، قال: وأوضعت، فسبقته، فلما رآني قد فته انصرفوا، وجاءني
فقال: كانت لي إلى قومي حاجة، قال: قلت: أجل، ومضينا حتى قدمنا مكة فدفعت
المال إلى أبي سفيان.
4862 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ليث، عن عقيل، عن الزهري، عن سعيد بن
المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يلدغ المؤمن من حجر واحد
مرتين).
(35) باب في هدى الرجل
4863 حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد، عن حميد، عن أنس، قال: كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا مشى كأنه يتوكأ.

4861 - ودان، الأبواء، الأصافر أسماء مواضع. يعارضني: يعترض طريقي. أوضعت: أسرعت وحثثت ناقتي.
448

4864 حدثنا حسين بن معاذ بن خليف، ثنا عبد الأعلى، ثنا سعيد الجريري،
عن أبي الطفيل، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: كيف رأيته؟ قال: كان أبيض مليحا
إذا مشى كأنما يهوى في صبوب.
(36) باب في الرجل يضع إحدى رجليه على الأخرى
4865 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، ح وثنا موسى بن إسماعيل، ثنا
حماد، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضع، وقال قتيبة:
يرفع، الرجل إحدى رجليه على الأخرى، زاد قتيبة: وهو مستلق على ظهره.
4866 حدثنا النفيلي، ثنا مالك، ح وثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن
شهاب، عن عباد بن تيمم، عن عمه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقيا، قال القعنبي: في
المسجد واضعا إحدى رجليه على الأخرى.
4867 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب،
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعثمان بن عفان كانا يفعلان ذلك.
(37) باب في نقل الحديث
4868 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن آدم، ثنا ابن أبي ذئب، عن
عبد الرحمن بن عطاء، عن عبد الملك بن جابر بن عتيك، عن جابر بن عبد الله، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة).
4869 حدثنا أحمد بن صالح، قال: قرأت على عبد الله بن نافع، قال:
أخبرني ابن أبي ذئب، عن ابن أخي جابر بن عبد الله، عن جابر بن عبد الله قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس: سفك دم حرام، أو فرج حرام،
أو اقتطاع مال بغير حق).
4870 حدثنا محمد بن العلاء وإبراهيم بن موسى الرازي، قالا: أخبرنا أبو
أسامة، عن عمر، قال إبراهيم هو عمر بن حمزة بن عبد الله العمرى، عن عبد الرحمن

4864 - يهوي في صبوب: يسير في منحدر أو في حجري ماء على اختلاف بين الفتح والضم.
449

ابن سعد، قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أعظم
الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها).
(38) باب في القتات
4871 حدثنا مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش،
عن إبراهيم، عن همام، عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة
قتات).
(39) باب في ذي الوجهين
4872 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي
هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء
بوجه).
4873 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا شريك، عن الركين بن الربيع، عن نعيم
ابن حنظلة، عن عمار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان له وجهان في الدنيا كان له
يوم القيامة لسانان من نار).
(40) باب في الغيبة
4874 حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، ثنا عبد العزيز يعنى ابن محمد عن
العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنه قيل: يا رسول الله، ما الغيبة؟ قال: (ذكرك
أخاك بما يكره) قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: (إن كان فيه ما تقول فقد
اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته).
4875 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، قال: حدثني علي بن الأقمر،
عن أبي حذيفة، عن عائشة، قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا، قال
غير مسدد: تعنى قصيرة، فقال: (لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته) قالت:
وحكيت له إنسانا، فقال: (ما أحب أنى حكيت إنسان وأن لي كذا وكذا).

4874 - بهتة: ظلمته وافتريت عليه.
450

4876 حدثنا محمد بن عوف، ثنا أبو اليمان، ثنا شعيب، ثنا عبد الله بن أبي
حسين، ثنا نوفل بن مساحق، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إن من أربى
الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق).
4877 حدثنا جعفر بن مسافر، ثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: ثنا زهير، عن
العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من
أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق، ومن الكبائر السبتان
بالسبة).
4878 حدثنا ابن المصفى، ثنا بقية وأبو المغيرة، قالا: ثنا صفوان، قال
حدثني راشد بن سعد و عبد الرحمن بن جبير، عن أنس بن مالك، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم
وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون
في أعراضهم) قال أبو داود: حدثناه يحيى بن عثمان عن بقية ليس فيه أنس.
4879 حدثنا عيسى أبى عيسى السليحيني، عن أبي المغيرة كما قال ابن
المصفى.
4880 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا الأسود بن عامر، ثنا أبو بكر بن عياش،
عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة الأسلمي، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا
تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في
بيته).
4881 حدثنا حياة بن شريح المصري، ثنا بقية، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن
مكحول، عن وقاص بن ربيعة، عن المستورد أنه حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أكل
برجل مسلم أكلة فإن الله يطعمه مثلها من جهنم، ومن كسى ثوبا برجل مسلم فإن الله
يكسوه مثله من جهنم، ومن قام برجل مقام سمعة ورياء فإن الله يقوم به مقام سمعة ورياء
يوم القيامة).

4876 - الاستطالة في العرض هنا بمعنى أن يذمه ويقذفه بالباطل في غيابه.
4881 - أكل برجل مسلم أكلة: أي دعي إلى طعام يأكله كي يغتاب الناس ويتحدث عن عيوبهم.
451

4882 حدثنا واصل بن عبد الأعلى، ثنا أسباط بن محمد، عن هشام بن
سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام: ماله وعرضه ودمه، حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه
المسلم).
(41) باب من رد عن مسلم غيبة
4883 حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء بن عبيد، ثنا ابن المبارك، عن يحيى
ابن أيوب، عن عبد الله بن سليمان، عن إسماعيل بن يحيى المعافري، عن سهل بن معاذ
ابن أنس الجهني، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حمى مؤمنا من منافق) أراه قال:
(بعث الله ملكا يحمى لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مسلما بشئ يريد شينه
به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال).
4884 حدثنا إسحاق بن الصباح، ثنا ابن أبي مريم، أخبرنا الليث، قال:
حدثني يحيى بن سليم، أنه سمع إسماعيل بن بشير يقول: سمعت جابر بن عبد الله وأبا
طلحة بن سهل الأنصاري يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئ يخذل امرأ مسلما
في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه
نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته
إلا نصره الله في موطن يحب نصرته) قال يحيى: وحدثنيه عبيد الله بن عبد الله بن عمر
وعقبة بن شداد، قال أبو داود: يحيى بن سليم هذا هو ابن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم،
وإسماعيل بن بشير مولى بنى مغالة، وقد قيل: عتبة بن شداد، موضع عقبة.
(42) باب من ليست له غيبة
4885 حدثنا علي بن نصر، أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث من كتابه، قال:
حدثني أبي، ثنا الجريري، عن أبي عبد الله الجشمي، قال: ثنا جندب، قال: جاء
أعرابي فأناخ راحلته ثم عقلها ثم دخل المسجد فصلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سلم

4884 - يخذله: يتأخر عن نصرته.
4885 - أي أن سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم ليس غيبة لان ذاك تحدث على رؤوس الاشهاد.
452

رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى راحلته فأطلقها، ثم ركب، ثم نادى: اللهم ارحمني ومحمدا ولا
تشرك في رحمتنا أحدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتقولون هو أضل أم بعيره ألم تسمعوا
إلى ما قال) قالوا: بلى.
(43) باب ما جاء في الرجل يحل الرجل قد اغتابه
4886 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: أيعجز
أحدكم أن يكون مثل أبى ضيغم، أو ضمضم، شك ابن عبيد، كان إذا أصبح قال:
اللهم إني قد تصدقت بعرضي على عبادك.
4887 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن
عجلان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيعجز أحدكم أن يكون مثل أبى ضمضم)؟ قالوا:
ومن أبو ضمضم؟ قال: (رجل فيمن كان من قلبكم) بمعناه قال: (عرضي لمن شتمني)
قال أبو داود: رواه هاشم بن القاسم، قال: عن محمد بن عبد الله العمى عن ثابت،
قال: ثنا أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمعناه، قال أبو داود: وحديث حماد أصح.
(44) باب في النهى عن التجسس
4888 حدثنا عيسى بن محمد الرملي وابن عوف، وهذا لفظه، قالا: ثنا
الفريابي، عن سفيان، عن ثور، عن راشد بن سعد، عن معاوية، قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم) فقال أبو
الدرداء كلمة سمعها معاوية، من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله تعالى بها.
4889 حدثنا سعيد بن عمرو الحضرمي، ثنا إسماعيل بن عياش، ثنا ضمضم
ابن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن جبير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود والمقدام
ابن معد يكرب وأبى أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس
أفسدهم).
4890 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن زيد بن
وهب، قال: أتى ابن مسعود فقيل: هذا فلان تقطر لحيته خمرا، فقال عبد الله: إنا قد

4889 - لان ان فعل أظهروا سره وأبطنوا أمرا آخر
453

نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شئ نأخذ به.
(45) باب في الستر على المسلم
4891 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن المبارك، عن إبراهيم بن
نشيط، عن كعب بن علقمة، عن أبي الهيثم، عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
(من رأى عورة فسترها كمن أحيا موؤودة).
4892 حدثنا محمد بن يحيى، ثنا ابن أبي مريم، أخبرنا الليث، قال: حدثني
إبراهيم بن نشيط، عن كعب بن علقمة، أنه سمع أبا الهيثم يذكر أنه سمع دخينا كاتب
عقبة بن عامر، قال: كان لنا جيران يشربون الخمر، فنهيتهم فلم ينتهوا، فأنا داع لهم الشرط،
فقال: دعهم، ثم رجعت إلى عقبة مرة أخرى فقلت: إن جيراننا قد أبوا أن ينتهوا عن
شرب الخمر وأنا داع لهم الشرط، قال: ويحك دعهم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر
معنى حديث مسلم، قال أبو داود: قال هاشم بن القاسم عن ليث في هذا الحديث،
قال: لا تفعل ولكن عظهم وتهددهم.
(46) باب المؤاخاة
4893 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن سالم،
عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، من كان
في حاجة أخيه فإن الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من
كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة).
(47) باب المستبان
4894 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، ثنا عبد العزيز - يعنى ابن محمد - عن
العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المستبان ما قالا، فعلى البادي
منهما ما لم يعتد المظلوم).

4893 - ستره: أي في أمر لا ضرر فيه على المسلمين.
454

(48) باب في التواضع
4895 حدثنا أحمد بن حفص، قال: حدثني أبي، حدثني إبراهيم بن
طهمان، عن الحجاج، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله، عن عياض بن حمار، أنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا
يفخر أحد على أحد).
(49) باب في الانتصار
4896 حدثنا عيسى بن حماد، أخبرنا الليث، عن سعيد المقبري، عن بشير بن
المحرر، عن سعيد بن المسيب، أنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ومعه أصحابه وقع
رجل بأبي بكر، فآذاه، فصمت عنه أبو بكر، ثم آذاه الثانية، فصمت عنه أبو بكر، ثم آذاه
الثالثة، فانتصر منه أبو بكر، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتصر أبو بكر، فقال أبو بكر:
أوجدت على يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نزل ملك من السماء يكذبه بما قال
لك، فلما انتصرت وقع الشيطان، فلم أكن لأجلس إذ وقع الشيطان).
4897 حدثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد بن أبي
سعيد، عن أبي هريرة، أن رجلا كان يسب أبا بكر، وساق نحوه، قال أبو داود:
وكذلك رواه صفوان بن عيسى، عن ابن عجلان كما قال سفيان.
4898 حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ح وثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة،
ثنا معاذ بن معاذ، المعنى واحد، قال: ثنا ابن عون، قال: كنت أسأل عن الانتصار
(ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل) فحدثني علي بن زيد بن جدعان،
عن أم محمد امرأة أبيه، قال ابن عون: وزعموا أنها كانت تدخل على أم المؤمنين،
قالت: قالت أم المؤمنين: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا زينب بنت جحش، فجعل
يصنع شيئا بيده، فقلت بيده، حتى فطنته لها، فأمسك، وأقبلت زينب تقحم لعائشة
رضي الله عنها فنهاها، فأبت أن تنتهي، فقال لعائشة: (سبيها) فسبتها، فغلبتها،

4896 - وقع رجل بأبي بكر: أي شتمه وسبه.
4898 - (ومن انتصر بعد ظلمه) سورة الشورى الآية (41).
455

فانطلقت زينب إلى علي رضي الله عنه فقالت: إن عائشة رضي الله عنها وقعت بكم،
وفعلت فجاءت فاطمة فقال لها: (إنها حبة أبيك ورب الكعبة) فانصرفت، فقالت
لهم: إني قلت له كذا وكذا، فقال لي كذا وكذا، قال: وجاء علي رضي الله عنه إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه في ذلك.
(50) باب في النهى عن سب الموتى
4899 حدثنا زهير بن حرب، ثنا وكيع، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات صاحبكم فدعوه لا تقعوا
فيه).
4900 حدثنا محمد بن العلاء، أخبرنا معاوية بن هشام، عن عمران بن
أنس المكي، عن عطاء، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اذكروا محاسن
موتاكم، وكفوا عن مساويهم).
(51) باب في النهى عن البغي
4901 حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان، أخبرنا علي بن ثابت، عن عكرمة
ابن عمار، قال: حدثني ضمضم بن جوس، قال: قال أبو هريرة، سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كان رجلان في بني إسرائيل متآخيين، فكان أحدهما يذنب
والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول:
أقصر، فوجده يوما على ذنب، فقال له: أقصر، فقال: خلنى وربى أبعثت على رقيبا؟
فقال: والله لا يغفر الله لك، أو لا يدخلك الله الجنة، فقبض أرواحهما، فاجتمعا
عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد: كنت بي عالما؟ أو كنت على ما في يدي قادرا؟
وقال للمذنب: أذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار) قال أبو
هريرة: والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
4902 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا ابن علية، عن عيينة بن عبد الرحمن،
عن أبيه، عن أبي بكرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله
تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة مثل البغي وقطيعة الرحم).
456

(52) باب في الحسد
4903 حدثنا عثمان بن صالح البغدادي ثنا أبو عامر يعنى عبد الملك بن
عمرو ثنا سليمان بن بلال، عن إبراهيم بن أبي أسيد، عن جده، عن أبي هريرة، أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) أو
قال: (العشب).
4904 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني سعيد بن
عبد الرحمن بن أبي العمياء، أن سهل بن أبي أمامة حدثه، أنه دخل هو وأبوه على أنس بن
مالك بالمدينة، في زمان عمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة، فإذا هو يصلى صلاة خفيفة
دقيقة كأنها صلاة مسافر أو قريبا منها، فلما سلم قال أبى: يرحمك، أرأيت هذه
الصلاة المكتوبة أو شئ تنفلته، قال: إنها المكتوبة، وإنها لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما
أخطأت إلا شيئا سهوت عنه فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (لا تشددوا على أنفسكم
فيشدد عليكم، فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع
والديار رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم) ثم غدا من الغد فقال: ألا تركب لتنظر ولتعتبر؟
قال: نعم، فركبوا جميعا فإذا هم بديار باد أهلها وانقضوا وفنوا خاوية على عروشها،
فقال: أتعرف هذه الديار؟ فقلت: ما أعرفني بها وبأهلها، هذه ديار قوم أهلكهم البغي
والحسد، إن الحسد يطفئ نور الحسنات والبغي يصدق ذلك أو يكذبه، والعين تزني
والكف والقدم والجسد واللسان، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه.
(53) باب في اللعن
4905 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا يحيى بن حسان، ثنا الوليد بن رباح، قال:
سمعت نمران يذكر، عن أم الدرداء، قالت: سمعت أبا الدرداء يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء
دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد
مساغا رجعت إلى الذي لعن، فإن كان لذلك أهلا وإلا رجعت إلى قائلها) قال أبو داود:

4904 - (رهبانية ابتدعوها) سورة الحديد من الآية (27).
457

قال مروان بن محمد: هو رباح بن الوليد، سمع منه، وذكر أن يحيى بن حسان وهم فيه.
4906 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، ثنا قتادة، عن الحسن، عن سمرة
ابن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار).
4907 حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، ثنا أبي، ثنا هشام بن سعد، عن أبي
حازم وزيد بن أسلم، أن أم الدرداء قالت: سمعت أبا الدرداء قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء).
4908 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبان، ح وثنا زيد بن أخزم الطائي، ثنا
بشر بن عمر، ثنا أبان بن يزيد العطار، ثنا قتادة، عن أبي العالية، قال زيد: عن ابن
عباس أن رجلا لعن الريح، وقال مسلم: إن رجلا نازعته الريح رداءه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
فلعنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تلعنها فإنها مأمورة وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت
اللعنة عليه).
(54) باب فيمن دعا على من ظلم
4909 حدثنا ابن معاذ، ثنا أبي، ثنا سفيان، عن حبيب، عن عطاء، عن
عائشة رضي الله عنها، قالت: سرق لها شئ فجعلت تدعو عليه، فقال لها
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبخي عنه).
(55) باب فيمن يهجر أخاه المسلم
4910 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أنس بن
مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله
إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال).
4911 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عطاء بن
يزيد الليثي، عن أبي أيوب الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل لمسلم أن
يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).

4906 - لان من أرسلت إليه هذه الكلمة ان لم يكن مستحقا لها حارت ورجعت على قائلها.
4909 - أي هي بدعائها عليه كأنها قد اخذت حقها بهذا الدعاء وأزالت عنه إثم سرقته.
458

4912 حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة وأحمد بن سعيد السرخسي، أن أبا
عامر أخبرهم، ثنا محمد بن هلال، قال: حدثني أبي، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنا فوق ثلاث، فإن مرت به ثلاث فليلقه فليسلم عليه،
فإن رد عليه السلام فقد اشتركا في الاجر، وإن لم يرد عليه فقد باء بالاثم) زاد أحمد:
(وخرج المسلم من الهجرة).
4913 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن خالد بن عثمة، ثنا عبد الله بن
المنيب يعنى المدني قال: أخبرني هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يكون لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاثة فإذا لقيه سلم
عليه ثلاث مرار كل ذلك لا يرد عليه فقد باء بإثمه).
4914 حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان
الثوري، عن منصور، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا
يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار).
4915 حدثنا ابن السرح، ثنا ابن وهب، عن حياة، عن أبي عثمان الوليد بن أبي
الوليد، عن عمران بن أبي أنس، عن أبي خراش السلمي، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: (من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه).
4916 حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي
هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تفتح أبواب الجنة كل يوم اثنين وخميس فيغفر في ذلك
اليومين لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا من بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين
حتى يصطلحا) قال أبو داود: النبي صلى الله عليه وسلم هجر بعض نسائه أربعين يوما، وابن عمر هجر ابنا
له إلى أن مات قال أبو داود: إذا كانت الهجرة لله فليس من هذا بشئ، وإن عمر بن
عبد العزيز غطى وجهه عن رجل.
(56) باب في الظن
4917 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج،

4912 - خرج مسلم من الهجر: أي خرج من إثم هجران أخيه المسلم.
4917 - التحسس: استدراج الاخبار والأعمال المستورة عنهم. التجسس: السعي شخصيا لمعرفة الاخبار والاسرار.
459

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا
تحسسوا، ولا تجسسوا).
(57) باب في النصحية والحياطة
4918 حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن، ثنا ابن وهب، عن سليمان يعنى ابن
بلال عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
(المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن: يكف عليه ضيعته، ويحوطه من
ورائه).
(58) باب في إصلاح ذات البين
4919 حدثنا محمد بن العلاء، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن
مرة، عن سالم، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا
أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة)؟ قالوا: بلى، قال: (إصلاح ذات
البين، وفساد ذات البين الحالقة).
4920 حدثنا نصر بن علي، أخبرنا سفيان، عن الزهري، ح وثنا مسدد، ثنا
إسماعيل، ح وثنا أحمد بن شبويه المروزي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن
الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أمه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لم يكذب من نمى
بين اثنين ليصلح) وقال أحمد بن محمد ومسدد: (ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال
خيرا أو نمى خيرا).
4921 حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي، ثنا أبو الأسود، عن نافع، يعنى ابن
يزيد عن ابن الهادي، أن عبد الوهاب بن أبي بكر حدثه، عن ابن شهاب، عن حميد بن
عبد الرحمن، عن أمه أم كلثوم بنت عقبة، قالت: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرخص في
شئ من الكذب إلا في ثلاث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا أعده كاذبا الرجل يصلح بين
الناس يقول القول ولا يريد به إلا الاصلاح، والرجل يقول في الحرب، والرجل يحدث
امرأته، والمرأة تحدث زوجها).

4919 - ذات البين المالقة: المودية إلى القتال والهلكة.
460

(59) باب في النهى عن الغناء
4922 حدثنا مسدد، ثنا بشر، عن خالد بن ذكوان، عن الربيع بنت معوذ بن
عفراء، قالت: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على صبيحة بنى بي، فجلس على فراشي
كمجلسك منى، فجعلت جويريات يضربن بدف لهن، ويندبن من قتل من آبائي يوم
بدر، إلى أن قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في الغد، فقال: (دعى هذه وقولي الذي
كنت تقولين).
4923 حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ثابت، عن
أنس، قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة لعبت الحبشة لقدومه فرحا بذلك، لعبوا
بحرابهم.
(60) باب كراهية الغناء والزمر
4924 حدثنا أحمد بن عبيد الله الغداني، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا سعيد بن
عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن نافع، قال: سمع ابن عمر مزمارا، قال: فوضع
أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئا؟ قال: فقلت:
لا، قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مثل هذا، فصنع مثل
هذا قال أبو علي اللؤلؤي: سمعت أبا داود يقول: هذا حديث منكر.
4925 حدثنا محمود بن خالد، ثنا أبي، ثنا مطعم بن المقدام، قال: ثنا
نافع، قال: كنت ردف ابن عمر إذ مر براع يزمر، فذكره نحوه، قال أبو داود: أدخل بين
مطعم ونافع سليمان بن موسى.
4926 حدثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن جعفر الرقي، قال:
ثنا أبو المليح، عن ميمون، عن نافع، قال: كنا مع ابن عمر فسمع صوت زامر، فذكر
نحوه، قال أبو داود: وهذا أنكرها.
4927 حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا سلام بن مسكين، عن شيخ شهد أبا
وائل في وليمة، فجعلوا يلعبون يتلعبون، يغنون، فحل أبو وائل حبوته، وقال: سمعت

4922 - جويريات: جواري صغيرات في السن. صبيحة بني بي: صبيحة عرسي.
461

عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الغناء ينبت النفاق في القلب).
(61) باب في الحكم في المخنثين
4928 حدثنا حدثنا هارون بن عبد الله ومحمد بن العلاء، أن أبا أسامة أخبرهم، عن
مفضل بن يونس، عن الأوزاعي، عن أبي يسار القرشي، عن أبي هاشم، عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بمخنث قد خضب يده ورجليه بالحناء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بال
هذا)؟ فقيل: يا رسول الله، يتشبه بالنساء، فأمر به فنفى إلى النقيع، فقالوا: يا
رسول الله، ألا نقتله؟ فقال: (إني نهيت عن قتل المصلين) قال أبو أسامة: والنقيع
ناحية عن المدينة، وليس بالبقيع.
4929 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن هشام يعنى ابن عروة عن
أبيه، عن زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها مخنث وهو
يقول لعبد الله أخيها: إن يفتح الله الطائف غدا دللتك على امرأة تقبل بأربع وتدبر بثمان،
فقال النبي الله صلى الله عليه وسلم: (أخرجوهم من بيوتكم) قال أبو داود: المرأة كان لها أربع عكن في
بطنها.
4930 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، عن يحيى، عن عكرمة، عن ابن
عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء، وقال: (أخرجوهم
من بيوتكم، وأخرجوا فلانا وفلانا) يعنى المخنثين.
(62) باب في اللعب بالبنات
4931 حدثنا مسدد، ثنا حماد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة
قالت: كنت ألعب بالبنات، فربما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي الجواري، فإذا دخل
خرجن، وإذا خرج دخلن.
4932 حدثنا محمد بن عوف، ثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا يحيى بن أيوب، قال:
حدثني عمارة بن غزية، أن محمد بن إبراهيم حدثه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن،

4929 - العكن: طيات البطن.
4932 - السهوة: بيت صغير ومستودع للمؤونة.
462

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، أو
خيبر، وفى سهوتها ستر، فهبت ربح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب، فقال:
(ما هذا يا عائشة)؟ قالت: بناتي، ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع، فقال: (ما
هذا الذي أرى وسطهن)؟ قالت: فرس، قال: (وما هذا الذي عليه)؟ قالت:
جناحان، قال: (فرس له جناحان)؟ قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة؟
قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه.
(63) باب في الأرجوحة
4933 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ح وحدثنا بشر بن خالد، ثنا أبو
أسامة، قالا: ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
تزوجني وأنا بنت سبع، فلما قدمنا المدينة أتين نسوة، وقال بشر: فأتتني أم رومان،
وأنا على أرجوحة، فذهبن بي، وهيأنني، وصنعنني، فأتى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبنى بي
وأنا ابنة تسع، فوقفت بي على الباب، فقلت: هيه هيه، قال أبو داود: أي: تنفست،
فأدخلت بيتا فإذا فيه نسوة من الأنصار، فقلن: على الخير والبركة، دخل حديث أحدهما
في الآخر.
4934 حدثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا أبو أسامة، مثله، قال: على خير طائر
، فسلمتني إليهن، فغسلن رأسي وأصلحنني، فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى،
فأسلمتني إليه.
4935 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا هشام بن عروة عن عروة،
عن عائشة عليها السلام، قالت: فلما قدمنا المدينة جاءني نسوة وأنا ألعب على أرجوحة،
وأنا مجمعة، فذهبن بي، فهيأنني وصنعنني، ثم أتين بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فبنى بي وأنا ابنة
تسع سنين.
4936 حدثنا بشر بن خالد، أخبرنا أبو أسامة، ثنا هشام بن عروة، بإسناده، في
هذا الحديث، قالت: وأنا على الأرجوحة، ومعي صواحباتي، فأدخلنني بيتا، فإذا نسوة
من الأنصار، فقلن: على الخير والبركة.

4933 - وأم رومان: أمها وإحدى زوجات أبى بكر الصديق.
463

4937 حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا محمد يعنى ابن عمرو عن يحيى يعنى ابن عبد الرحمن بن حاطب قال: قالت عائشة رضي الله عنها: فقدمنا
المدينة، فنزلنا في بنى الحارث بن الخزرج، قالت: فوالله إني لعلى أرجوحة بين
عذقين، فجاءتني أمي، فأنزلتني ولى جميمة، وساق الحديث.
(64) باب في النهى عن اللعب بالنرد
4938 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن موسى بن ميسرة، عن سعيد
ابن أبي هند، عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من لعب بالنرد فقد
عصى الله ورسوله)
4939 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان
ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم
خنزير ودمه).
(65) باب في اللعب بالحمام
4940 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي
سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يتبع حمامة، فقال: (شيطان يتبع
شيطانة).
(66) باب في الرحمة
4941 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومسدد، المعنى، قالا: ثنا سفيان عن عمرو،
عن أبي قابوس مولى لعبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم
(الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء) لم يقل
مسدد: مولى عبد الله بن عمرو، وقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم.
4942 حدثنا حفص بن عمر، قال: ثنا، ح وثنا ابن كثير، قال: أخبرنا شعبة

4938 / 4939 - النرد والنردشير لفظ فارسي ولأول معرب وهو الزهر المرقم من وجوهه المختلفة من (1) إلى (6) ويستعمل
في طاولة الزهر المعروفة وفى ألعاب أخرى مماثلة لها وكلها مضيعة للوقت بغير ذكر الله.
4940 - وهم المعروفون ب‍ (كشاشي الحمام) يطيرونها ويسترجعونها ويسرقون من طيور بعضهم البعض ويكذبون جهارا نهارا.
464

قال: كتب إلى منصور، قال ابن كثير: في حديثه: وقرأته عليه، وقلت: أقول: حدثني
منصور؟ فقال: إذا قرأته على فقد حدثتك، ثم اتفقا: عن أبي عثمان مولى المغيرة بن
شعبة، عن أبي هريرة، قال: سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم صاحب هذه
الحجرة يقول: (لا تنزع الرحمة إلا من شقي).
4943 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن السرح، قالا: ثنا سفيان، عن ابن أبي
نجيح، عن ابن عامر، عن عبد الله بن عمرو يرويه، قال ابن السرح: عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا).
(67) باب في النصحية
4944 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن
يزيد، عن تميم الداري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الدين النصيحة، إن الدين
النصيحة، إن الدين النصيحة) قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله وكتابه ورسوله
وأئمة المؤمنين وعامتهم، وأئمة المسلمين وعامتهم).
4945 حدثنا عمرو بن عون، ثنا خالد، عن يونس، عن عمرو بن سعيد، عن أبي
زرعة بن عمرو بن جرير، عن جرير، قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة
وأن أنصح لكل مسلم، قال: وكان إذا باع الشئ أو اشتراه قال: (أما إن الذي أخذنا منك
أحب إلينا مما أعطيناك فاختر).
(68) باب في المعونة للمسلم
4946 حدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبى شيبة، المعنى، قالا: ثنا أبو معاوية، قال
عثمان: وجرير الرازي ح وثنا واصل بن عبد الأعلى، ثنا أسباط، عن الأعمش، عن أبي
صالح، وقال واصل: قال: حدثت عن أبي صالح، ثم اتفقوا: عن أبي هريرة، عن
النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب
يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم
ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)
قال أبو داود: لم يذكر عثمان عن أبي معاوية (ومن يسر على معسر).
4947 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن أبي مالك الأشجعي، عن
465

ربعي بن حراش، عن حذيفة، قال: قال نبيكم صلى الله عليه وسلم: (كل معروف صدقة).
(69) باب في تغير الأسماء
4948 حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا، ح وحدثنا مسدد، قال: ثنا
هشيم، عن داود بن عمرو، عن عبد الله بن أبي زكرياء، عن أبي الدرداء، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم)
قال أبو داود: ابن أبي زكرياء لم يدرك أبا الدرداء.
4949 حدثنا إبراهيم بن زياد سبلان، ثنا عباد بن عباد، عن عبيد الله، عن
نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله
و عبد الرحمن).
4950 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا هشام بن سعيد الطالقاني، أخبرنا محمد
ابن المهاجر الأنصاري، قال: حدثني عقيل بن شبيب، عن أبي وهب الجشمي وكانت له
صحبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله
عبد الله و عبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة).
4951 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس،
قال: ذهبت بعبد الله بن أبي طلحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين ولد، والنبي صلى الله عليه وسلم في عباءة يهنأ
بعيرا له قال: (هل معك تمر)؟ قلت: نعم، قال: فناولته تمرات، فألقاهن في فيه،
فلاكهن، ثم فغر فاه فأوجرهن إياه، فجعل الصبي يتلمظ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (حب الأنصار
التمر) وسماه عبد الله.
(70) باب في تغيير الاسم القبيح
4952 حدثنا أحمد بن حنبل ومسدد، قالا: ثنا يحيى، عن عبيد الله، عن
نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اسم عاصية، وقال: (أنت جميلة).
4953 حدثنا عيسى بن حماد، أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن
محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، أن زينب بنت أبي سلمة سألته: ما

4951 - يهنأ بعيرا له: يطيله بالهناء وهو القطران.
466

سميت ابنتك؟ قال: سميتها مرة، فقالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم،
سميت برة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم) فقال: ما
نسميها؟ قال: (سموها زينب).
4954 حدثنا مسدد، ثنا بشر يعنى ابن المفضل قال: حدثني بشير بن
ميمون، عن عمه أسامة بن أخدري أن رجلا يقال له أصرم كان في النفر الذي أتوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما اسمك)؟ قال: أنا أصرم، قال: (بل
أنت زرعة).
4955 حدثنا الربيع بن نافع، عن يزيد يعنى ابن المقدام بن شريح عن أبيه،
عن جده شريج، عن أبيه هاني أنه لما وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه سمعهم يكنونه بأبي
الحكم، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (إن الله هو الحكم، وإليه الحكم، فلم تكنى أبا
الحكم)؟ فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شئ أتوني فحكمت بينهم فرضى كلا الفريقين،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أحسن هذا، فما لك من الولد)؟ قال: لي شريح ومسلم
و عبد الله، قال: (فمن أكبرهم)؟ قلت: شريح، قال: (فأنت أبو شريح) قال أبو
داود: شريح هذا هو الذي كسر السلسلة، وهو ممن دخل تستر، قال أبو داود: وبلغني أن
شريحا كسر باب تستر، وذلك أنه دخل من سرب.
4956 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن
سعيد بن المسيب، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (ما اسمك)؟ قال: حزن،
قال: (أنت سهل) قال: لا، السهل يوطأ ويمتهن، قال سعيد: فظننت أنه سيصيبنا بعده
حزونة، قال أبو داود: وغير النبي صلى الله عليه وسلم اسم العاص وعزيز وعتلة وشيطان والحكم وغراب
وحباب وشهاب فسماه هشاما، وسمى حربا سلما، وسمى المضطجع المنبعث، وأرضا
تسمى عفرة سماها خضرة، وشعب الضلالة سماه شعب الهدى، وبنو الزنية سماهم بنى
الرشدة، وسمى بنى مغوية بنى رشدة، قال أبو داود: تركت أسانيدها للاختصار.
4957 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا أبو عقيل، ثنا

4954 - والأصرم: الحقل أو الأرض لا زرع فيها أو أصابها الجدب.
4955 - السرب: النفق يعبر فيه من تحت الماء.
4957 - وفيه جواز تغيير الاسم البشع أو الردئ إلى اسم اخر مقبول وجميل.
467

مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن مسروق، قال: لقيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه
، فقال: من أنت؟ قلت: مسروق بن الأجدع، فقال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: (الأجدع شيطان).
4958 حدثنا النفيلي، ثنا زهير، ثنا بن المعتمر، عن هلال بن يساف،
عن ربيع بن عميلة، عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسمين
غلامك يسارا ولا رباحا ولا نجيحا ولا أفلح، فإنك تقول: أثم هو؟ فيقول: لا، إنما هن
أربع، فلا تزيدن علي).
4959 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا المعتمر، قال: سمعت الركين يحدث، عن
أبيه، عن سمرة، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسمي رقيقنا أربعة أسماء: أفلح،
ويسارا، ونافعا، ورباحا.
4960 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي
سفيان، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عشت إن شاء الله أنهى أمتي أن
يسموا نافعا وأفلح وبركة) قال الأعمش: ولا أدرى ذكر نافعا أم لا (فإن الرجل يقول إذا
جاء: أثم بركة؟ فيقولون: لا) قال أبو داود: روى أبو الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
نحوه، لم يذكر بركة.
4961 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن
الأعرج، عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (أخنع اسم عند الله تبارك وتعالى يوم
القيامة رجل تسمى ملك الأملاك) قال أبو داود: رواه شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد،
بإسناده، قال: (أخنى اسم).
(71) باب في الألقاب
4962 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، عن داود، عن عامر، قال:
حدثني أبو جبيرة بن الضحاك، قال: فينا نزلت هذه الآية في بنى سلمة (ولا تنابزوا
بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعد الايمان) قال: قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس منا

4961 - أخنع: أحقر وخنى بنفس المعنى.
4962 - (ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعد الايمان) سورة الحجرات من الآية (11).
468

رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يا فلان) فيقولون: مه
يا رسول الله، إنه يغضب من هذا الاسم، فأنزلت هذه الآية (ولا تنابزوا بالألقاب).
(72) باب فيمن يتكنى بأبي عيسى
4963 حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، ثنا أبي هشام بن سعد، عن
زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضرب ابنا له تكنى أبا
عيسى، وأن المغيرة بن شعبة تكنى بأبي عيسى فقال له عمر: أما يكفيك أن تكنى بأبي
عبد الله؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من
ذنبه وما تأخر، وأنا في جلجتنا، فلم يزل يكنى بأبي عبد الله حتى هلك.
(73) باب في الرجل يقول لابن غيره يا بنى
4964 حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا، ح وثنا مسدد ومحمد بن محبوب،
قالوا: ثنا أبو عوانة، عن أبي عثمان، وسماه ابن محبوب الجعد، عن أنس بن مالك أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (يا بنى) قال أبو داود: سمعت يحيى بن معين يثنى على محمد بن
محبوب، ويقول: كثير الحديث.
(74) باب في الرجل يتكنى بأبي القاسم
4965 حدثنا مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: ثنا سفيان، عن أيوب
السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تسموا
بأسمى ولا تكتنوا بكنيتي) قال أبو داود: وكذلك رواه أبو صالح عن أبي هريرة، وكذلك
رواية أبي سفيان عن جابر، وسالم بن أبي الجعد عن جابر، وسليمان اليشكري عن جابر،
وابن المنكدر عن جابر، نحوهم، وأنس بن مالك.

4963 - الجلج: القلق والاضطراب وحباب الماء بلغة اليمامة، والجلجة: الجمجمة والرأس أي زلنا في دنيانا لا نعرف بما
يختم لنا.
4964 - وفيه جواز قول ذلك تحببا ولطفا.
469

(75) باب من رأى أن لا يجمع بينهما
4966 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، عن أبي الزبير، عن جابر أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تسمى باسمي فلا يكتني بكنيتي، ومن تكنى بكنيتي فلا يتسمى
باسمي) قال أبو داود: وروى بهذا المعنى ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة، وروى عن أبي
زرعة عن أبي هريرة مختلفا على الروايتين، وكذلك رواية عبد الرحمن بن أبي عمرة
عن أبي هريرة اختلف فيه: رواه الثوري وابن جريج على ما قال أبو الزبير، ورواه معقل بن
عبيد الله على ما قاله ابن سيرين، واختلف فيه على موسى بن يسار عن أبي هريرة أيضا
على القولين: اختلف فيه حماد بن خالد وابن أبي فديك.
(76) باب في الرخصة في الجمع بينهما
4967 حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبى شيبة، قالا: ثنا أبو أسامة، عن فطر، عن
منذر، عن محمد بن الحنفية، قال: قال على رحمه الله: قلت: يا رسول الله، إن ولد
لي من بعدك ولد أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال: (نعم) ولم يقل أبو بكر (قلت)
قال: قال علي عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم.
4968 حدثنا النفيلي، ثنا محمد بن عمران الحجبي، عن جدته صفية بنت
شيبة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:
يا رسول الله، إني قد ولدت غلاما فسميته محمدا وكنيته أبا القاسم، فذكر لي أنك تكره
ذلك، فقال: (ما الذي أحل اسمي وحرم كنيتي)؟ أو (ما الذي حرم كنيتي وأحل
اسمي).
(77) باب ما جاء في الرجل يتكنى وليس له ولد
4969 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ثنا ثابت، عن أنس بن مالك،
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل علينا ولى أخ صغير يكنى أبا عمير، وكان له نغر يلعب به،
فمات، فدخل عليه النبي الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فرآه حزينا، فقال: (ما شأنه)؟ قالوا: مات
نغره، فقال: (يا أبا عمير ما فعل النغير).

4966 - قوله: يكتني وفى نسخة يتكنى.
4969 - النغر: نوع من العصافير والنغير: تصغير النغر.
470

(78) باب في المرأة تكنى
4970 حدثنا مسدد وسليمان بن حرب، المعنى، قالا: ثنا حماد، عن هشام
ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، كل صواحبي
لهن كنى، قال: (فاكتني بابنك عبد الله) يعنى ابن أختها قال مسدد: عبد الله بن
الزبير، قال: فكانت تكنى بأم عبد الله قال أبو داود: وهكذا قال قران بن تمام ومعمر
جميعا عن هشام نحوه، ورواه أبو أسامة عن هشام عن عباد بن حمزة، وكذلك حماد بن
سلمة ومسلمة بن قعنب عن هشام كما قال أبو أسامة.
(79) باب في المعاريض
4971 حدثنا حياة بن شريح الحضرمي أمام مسجد حمص، ثنا بقية بن الوليد،
عن ضبارة بن مالك الحضرمي، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه،
عن سفيان بن أسيد الحضرمي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كبرت خيانة أن
تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق وأنت له به كاذب).
(80) باب في قول الرجل (زعموا)
4972 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي
قلابة، قال: قال أبو مسعود لأبي عبد الله، أو أبو عبد الله لأبي مسعود: ما
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في (زعموا)؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بئس
مطية الرجل زعموا) قال أبو داود: أبو عبد الله هذا حذيفة.
(81) باب في (أما بعد) في الخطب
4973 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن فضيل، عن أبي حيان، عن
يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم فقال: (أما بعد).

4970 - وفيه جواز تكنى المرأة باسم ولد وإن لم يكن لها ولد.
4972 - بئس مطية الرجل زعموا لأنها باب لكل كذب، يقول زعموا ولا يسمى من ذكر ذلك له وقد يكون من عند نفسه.
471

(82) باب في الكرم، وحفظ المنطق
4974 حدثنا سليمان بن داود، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني الليث بن
سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
(لا يقولن أحدكم الكرم، فإن الكرم الرجل المسلم، ولكن قولوا حدائق الأعناب).
(83) باب لا يقول المملوك (ربى) و (ربتي)
4975 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن أيوب وحبيب بن الشهيد
وهشام، عن محمد، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقولن أحدكم عبدي
وأمتي، ولا يقولن المملوك ربى وربتي، وليقل المالك فتاي وفتاتي، وليقل المملوك
سيدي وسيدتي، فإنكم المملوكون والرب الله عز وجل).
4976 حدثنا ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحرث،
أن أبا يونس حدثه، عن أبي هريرة في هذا الخبر، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (وليقل
سيدي ومولاي).
4977 حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي
، عن قتادة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقولوا
للمنافق: سيد، فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم عز وجل).
(84) باب لا يقال خبثت نفسي
4978 حدثنا بن صالح، ثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن
شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقولن
أحدكم: خبثت نفسي، وليقل: لقست نفسي).
4979 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقولن أحدكم: جاشت نفسي، ولكن

4975 - وكلنا عبيد له سبحانه وتعالى.
4977 - ان يك سيدا: أي ان سودتموه عليكم.
4978 - وخبثت ولقست نفسي: أي أحسست بالغثيان. والنهى عن الأولى لإبعاد الخبث عن نفس المسلم.
4979 - لان جاشت قد تعنى أيضا اقتراب النزع.
472

ليقل لقست نفسي).
4980 حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، عن منصور، عن عبد الله بن
، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لا تقولوا، ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا
ما شاء الله ثم شاء فلان).
(85) باب
4981 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان بن سعيد، قال: حدثني عبد العزيز
ابن رفيع، عن تميم الطائي، عن عدى بن حاتم، أن خطيبا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما، فقال: (قم) أو قال (اذهب فبئس الخطيب
أنت).
4982 حدثنا وهب بن بقية، عن خالد يعنى ابن عبد الله عن خالد يعنى
الحذاء عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن رجل، قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم،
فعثرت دابته، فقلت: تعس الشيطان، فقال: (لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت ذلك
تعاظم حتى يكون مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله، فإنك إذا قلت
ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب).
4983 حدثنا القعنبي، عن مالك، ح وثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن
سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سمعت)
وقال موسى (إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم) قال أبو داود: قال مالك: إذا قال
ذلك تحزنا لما يرى في الناس يعنى في أمر دينهم فلا أرى به بأسا، وإذا قال ذلك عجبا
بنفسه وتصاغرا للناس فهو المكروه الذي نهى عنه.
(86) باب في صلاة العتمة
4984 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا سفيان، عن ابن أبي لبيد، عن أبي

4980 - ولا يقال أيضا ما شاء الله وفلان لان فيها شبهة شرك وندية بين الله تعالى والشخص المذكور.
(85) [باب] كذا في الأصل بغير عنوان وهو كذلك في كراهية بعض الألفاظ.
4981 - لان جعل الله وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم فاعلين لفعل واحد.
4984 - وفيه كراهة تسمية صلاة العشاء باسم العتمة.
473

سلمة، قال: سمعت ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تغلبنكم الاعراب على اسم
صلاتكم، ألا وإنها العشاء، ولكنهم يعتمون بالإبل).
4985 حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا مسعر بن كدام، عن عمرو بن
مرة، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قال رجل قال مسعر: أراه من خزاعة: ليتني
صليت فاسترحت، فكأنهم عابوا عليه ذلك، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يا
بلال أقم الصلاة أرحنا بها).
4986 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا إسرائيل، ثنا عثمان بن المغيرة، عن سالم
ابن أبي الجعد، عن عبد الله بن محمد بن الحنفية، قال: انطلقت أنا وأبى إلى صهر لنا
من الأنصار نعوده، فحضرت الصلاة، فقال لبعض أهله: يا جارية ائتوني بوضوء لعلى
أصلى فأستريح، قال: فأنكرنا ذلك عليه، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قم يا
بلال فأرحنا بالصلاة).
4987 حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، ثنا أبي، ثنا هشام بن سعد، عن
زيد بن أسلم، عن عائشة عليها السلام، قالت: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينسب أحدا إلا
إلى الدين.
(87) باب ما روى في الرخصة في ذلك
4988 حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال:
كان فزع بالمدينة، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة، فقال: (ما رأينا شيئا) أو (ما
رأينا من فزع، وإن وجدناه لبحرا).
(88) باب في التشديد في الكذب
4989 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، أخبرنا الأعمش، ح وثنا مسدد،
ثنا عبد الله بن داود، ثنا الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إياكم والكذب، فإن الكذب يهدى إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى

4985 - أي أن المؤمن يجد راحته في الصلاة.
4988 - أي وجدنا الفرس يسير في أنحاء المدينة ولا شئ يفزعه أو يخيفه.
474

النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا، وعليكم بالصدق،
فإن الصدق يهدى إلى البر، وإن البر يهدى إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق ويتحرى
الصدق حتى يكتب عند الله صديقا).
4990 حدثنا مسدد بن مسرهد ثنا يحيى، عن بهز بن حكيم، قال: حدثني أبي
، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ويل للذي يحدث فيكذب
ليضحك به القوم، ويل له، ويل له).
4991 حدثنا قتيبة، ثنا الليث، عن ابن عجلان، أن رجلا من موالي عبد الله
ابن عامر بن ربيعة العدوي حدثه، عن عبد الله بن عامر، أنه قال: دعتني أمي يوما
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم
: (وما أردت أن تعطيه)؟ قالت: أعطيه تمرا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما إنك لو لم
تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة).
4992 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، ح وثنا محمد بن الحسين، ثنا على
ابن حفص، قال: ثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، قال
ابن حسين في حديثه: عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كفى بالمرء إثما أن يحدث
بكل ما سمع) قال أبو داود: ولم يذكر حفص أبا هريرة قال أبو داود: ولم يسنده إلا هذا
الشيخ، يعنى علي بن حفص المدائني.
(89) باب في حسن الظن
4993 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ح وثنا نصر بن علي، عن مهنأ
أبى شبل، قال أبو داود: ولم أفهمه منه جيدا، عن حماد بن سلمة، عن محمد بن
واسع، عن شتير، قال: نصر: ابن نهار، عن أبي هريرة، قال: نصر: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: (حسن الظن من حسن العبادة) قال أبو داود: مهنأ ثقة بصرى.
4994 حدثنا أحمد بن محمد المروزي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن

4992 - إذ لا بد ان يكون بين ما سمع بعض الكذب وقد يسمع الكلمة فيفهمها على غير الوجه الذي أريدت له أو يسمعها فيخيل
إليه انه سمع كلمة أخرى، وقيل بين الصدق والكذب أربع أصابع هي ما بين العين والاذن فالصدق ان تقول رأيت وقد
رأيت والكذب ان تقول سمعت وأنت لا تدرى ما سمعت ولا صدقه من كذبه.
4994 - ليقلبني: ليوصلني إلى البيت.
475

الزهري، عن علي بن حسين، عن صفية، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا، فأتيته
أزوره ليلا، فحدثته وقمت، فانقلبت، فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن
زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (على
رسلكما إنها صفية بنت حيى) قالا: سبحان الله يا رسول الله! قال: (إن الشيطان
يجرى من الانسان مجرى الدم، فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا) أو قال: (شرا).
(90) باب في العدة
4995 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا أبو عامر، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن علي
ابن عبد الأعلى، عن أبي النعمان، عن أبي وقاص، عن زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وسلم،
قال: (إذا وعد الرجل أخاه ومن نيته أن يفي له فلم يف ولم يجئ للميعاد فلا إثم عليه).
4996 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس النيسابوري، ثنا محمد بن سنان، ثنا
إبراهيم بن طهمان، عن بديل، عن عبد الكريم، عن عبد الله بن شقيق، عن أبيه، عن
عبد الله بن أبي الحمساء، قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ببيع قبل أن يبعث وبقيت له بقية فوعدته أن آتيه بها في مكانه، فنسيت، ثم ذكرت بعد ثلاث، فجئت فإذا هو في مكانه، فقال:
(يا فتى، لقد شققت على، أنا ههنا منذ ثلاث أنتظرك) قال أبو داود: قال محمد بن
يحيى: هذا عندنا عبد الكريم بن عبد الله بن شقيق قال أبو داود: هكذا بلغني عن علي بن
عبد الله، قال أبو داود: بلغني أن بشر بن السرى رواه عن عبد الكريم بن عبد الله بن
شقيق.
(91) باب في المتشبع بما لم يعط
4947 حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن
فاطمة بنت المنذر، عن أسماء بنت أبي بكر، أن امرأة قالت: يا رسول الله، إن لي جارة
تعنى ضرة هل على جناح إن تشبعت لها بما لم يعط زوجي، قال: (المتشبع بما لم
يعط كلابس ثوبي زور).
(92) باب ما جاء في المزاح
4998 حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد، عن حميد، عن أنس، أن رجلا
476

أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، احملني، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنا حاملوك على ولد
ناقة) قال: وما أصنع بولد الناقة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وهل تلد الإبل الا النوق).
4999 حدثنا يحيى بن معين، ثنا حجاج بن محمد، ثنا يونس بن أبي إسحاق،
عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن النعمان بن بشير، قال: استأذن أبو بكر
رحمة الله عليه على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة عاليا، فلما دخل تناولها ليلطمها،
وقال: ألا أراك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يحجزه، وخرج أبو
بكر مغضبا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج أبو بكر: (كيف رأيتني أنقذتك من الرجل)؟
قال: فمكث أبو بكر أياما، ثم استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدهما قد اصطلحا، فقال
لهما: أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قد فعلنا
قد فعلنا).
5000 حدثنا مؤمل بن الفضل، ثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء،
عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن عوف بن مالك الأشجعي، قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم، فسلمت فرد وقال: (ادخل)
فقلت: أكلي يا رسول الله؟ قال: (كلك) فدخلت.
5001 حدثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد، ثنا عثمان بن أبي العاتكة قال: إنما
قال: (أدخل كلي) من صغر القبة.
5002 حدثنا إبراهيم بن مهدي، ثنا شريك، عن عاصم، عن أنس، قال:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا ذا الاذنين).
(93) باب من يأخذ الشئ على المزاح
5003 حدثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى، عن ابن أبي ذئب، ح وثنا سليمان بن
عبد الرحمن الدمشقي، ثنا شعيب بن إسحاق، عن ابن أبي ذئب، عن عبد الله بن
السائب بن يزيد، عن أبيه، عن جده أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يأخذن أحدكم

4999 - يحجزه: يمنعه.
5000 - قبة من أدم: خيمة من جلد.
5002 - وهذا مزاح لان لكل انسان أذنين.
477

متاع أخيه لاعبا ولا جادا) وقال سليمان: (لعبا ولا جدا) (ومن أخذ عصا أخيه فليردها)
لم يقل ابن بشار: ابن يزيد، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
5004 حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا ابن نمير، عن الأعمش عن
عبد الله بن يسار، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم
إلى حبل معه فأخذه، ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يروع مسلما).
(94) باب ما جاء في المتشدق في الكلام
5005 حدثنا محمد بن سنان الباهلي وكان ينزل العوقة ثنا نافع بن عمر، عن بشر
ابن عاصم، عن أبيه، عن عبد الله قال أبو داود: هو ابن عمرو قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه تخلل
الباقرة بلسانها).
5006 حدثنا ابن السرح، ثنا ابن وهب، عن عبد الله بن المسيب، عن
الضحاك بن شرحبيل، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تعلم صرف
الكلام ليسبي به قلوب الرجال، أو الناس، لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا).
5007 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله
ابن عمر أنه قال: قدم رجلان من المشرق، فخطبا، فعجب الناس يعنى لبيانهما فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من البيان لسحرا) أو (إن بعض البيان لسحر).
5008 حدثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني، أنه قرأ في أصل إسماعيل بن
عياش، وحدثه محمد بن إسماعيل، ابنه، قال: حدثني أبي، قال: حدثني ضمضم،
عن شريح بن عبيد، قال: ثنا أبو ظبية، أن عمرو بن العاص قال يوما وقام رجل فأكثر
القول فقال عمرو: لو قصد في قوله لكان خيرا له، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لقد
رأيت، أو أمرت، أن أتجوز في القول، فإن الجواز هو خير).

5004 - أي جعل يظن أن أفعى بجانبه.
5005 - المتشدق والمتخلل بلسانه الذي يتفيهق بكلامه فيعظم القافات وبعض الحروف الأخرى. الباقرة: البقرة.
478

(95) باب ما جاء في الشعر
5009 حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لان يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن
يمتلئ شعرا) قال أبو علي: بلغني عن أبي عبيد أنه قال: وجهه أن يمتلئ قلبه حتى
يشغله عن القرآن وذكر الله، فإذا كان القرآن والعلم الغالب فليس جوف هذا عندنا ممتلئا
من الشعر، و (إن من البيان لسحرا) قال: كأن المعنى أن يبلغ من بيانه أن يمدح الانسان
فيصدق فيه حتى يصرف القلوب إلى قوله، ثم يذمه فيصدق فيه حتى يصرف القلوب إلى
قوله الآخر، فكأنه سحر السامعين بذلك.
5010 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري،
قال: ثنا أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن مروان بن الحكم، عن
عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، عن أبي بن كعب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من
الشعر حكمة).
5011 حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس،
قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يتكلم بكلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من
البيان سحرا، وإن من الشعر حكما).
5012 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا سعيد بن محمد، ثنا أبو تميلة،
قال: حدثني أبو جعفر النحوي عبد الله بن ثابت، قال: حدثني صخر بن عبد الله بن
بريدة، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن من البيان سحرا،
وإن من العلم جهلا، وإن من الشعر حكما، وإن من القول عيالا) فقال صعصعة بن
صوحان: صدق النبي صلى الله عليه وسلم: أما قوله: (إن من البيان سحرا) فالرجل يكون عليه الحق
وهو ألحن بالحجج من صاحب الحق فيسحر القوم ببيانه فيذهب بالحق، وأما قوله: (إن
من العلم جهلا) فيتكلف العالم إلى علمه ما لا يعلم فيجهله ذلك، وأما قوله: (إن من
الشعر حكما) فهي هذه المواعظ والأمثال التي يتعظ بها الناس، وأما قوله: (إن من القول
عيالا) فعرضك كلامك وحديثك على من ليس من شأنه ولا يريده.
5013 حدثنا ابن أبي خلف وأحمد بن عبدة، المعنى، قالا: ثنا سفيان بن
عيينة، عن الزهري، عن سعيد قال: مر عمر بحسان وهو ينشد في المسجد، فلحظ
479

إليه، فقال: قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك.
5014 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري،
عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، بمعناه، زاد: فخشي أن يرميه برسول الله صلى الله عليه وسلم
فأجازه.
5015 حدثنا محمد بن سليمان المصيصي لوين، ثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه،
عن عروة، وهشام عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يضع لحسان منبرا في المسجد فيقوم عليه يهجو من قال في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن روح القدس مع حسان ما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم).
5016 حدثنا أحمد بن محمد المروزي، قال: حدثني علي بن حسين، عن
أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: (والشعراء يتبعهم
الغاوون) فنسخ من ذلك واستثنى فقال: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا
الله كثيرا).
(96) باب ما جاء في الرؤيا
5017 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي
طلحة، عن زفر بن صعصعة، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف
من صلاة الغداة يقول: (هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا) ويقول: (إنه ليس يبقى بعدي
من النبوة إلا الرؤيا الصالحة).
5018 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، عن عبادة
ابن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من
النبوة).
5019 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبد الوهاب، عن أيوب، عن محمد، عن أبي
هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن أن تكذب،

5016 - ((والشعراء يتبعهم الغاوون) سورة الشعراء الآية (224). (إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات) سورة الشعراء من
الآية (227).
5019 - أحب القيد وأكره الفل أي في الرؤيا. والغل القيد بجمع يدي الأسير إلى عنقه، والقيد ما يربط اليدين وحدهما.
480

وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا، والرؤيا ثلاث: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، والرؤيا
تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث به المرء نفسه، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقم
فليصل ولا يحدث بها الناس) قال: (وأحب القيد وأكره الغل، والقيد ثبات في الدين)
قال أبو داود: إذا اقترب الزمان - يعنى - إذا اقترب الليل والنهار - يعنى - يستويان.
5020 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا هشيم، أخبرنا يعلى بن عطاء، عن وكيع بن
عدس، عن عمه أبى رزين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا على رجل طائر، ما لم
تعبر، فإذا عبرت وقعت) قال: وأحسبه قال: (ولا يقصها إلا على واد أو ذي رأى).
5021 حدثنا النفيلي، قال: سمعت زهيرا يقول: سمعت يحيى بن سعيد
يقول: سمعت أبا سلمة يقول: سمعت أبا قتادة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث عن يساره
ثلاث مرات، ثم ليتعوذ من شرها، فإنها لا تضره).
5022 حدثنا يزيد بن خالد الهمداني وقتيبة بن سعيد الثقفي، قالا: أخبرنا
الليث، عن أبي الزبير، عن جابر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (إذا رأى أحدكم
الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره وليتعود بالله من الشيطان ثلاثا، ويتحول عن جنبه الذي
كان عليه).
5023 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس،
عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة) أو (لكأنما رآني في
اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي).
5024 حدثنا مسدد وسليمان بن داود، قالا: ثنا حماد، ثنا أيوب، عن
عكرمة، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صور صورة عذبه الله بها يوم القامة حتى
ينفخ فيها، وليس بنافخ، ومن تحلم كلف أن يعقد شعيرة، ومن استمع إلى حديث قوم
يفرون به منه صب في أذنه الآنك يوم القيامة).

5020 - واد: ذو مودة.
5021 - والنفث: النفخ مع التفل.
5024 - تحلم: ادعى رؤية حلم لم يره استمع إلى حديث قوم يغرون به منه: تنصت عليهم. الآنك: الرصاص الذائب.
481

5025 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس بن مالك،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت الليلة كأنا في دار عقبة بن رافع، وأتينا برطب من رطب
ابن طاب، فأولت أن الرفعة لنا في الدنيا، والعاقبة في الآخرة، وأن ديننا قد طاب).
(97) باب ما جاء في التثاؤب
5026 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، عن سهيل، عن ابن أبي سعيد
الخدري، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا تثاءب أحدكم فليمسك على فيه،
فإن الشيطان يدخل).
5027 حدثنا ابن العلاء، عن وكيع، عن سفيان، عن سهيل، نحوه، قال:
(في الصلاة فليكظم ما استطاع).
5028 حدثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن
سعيد المقبري عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب
العطاس ويكره التثاؤب، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، ولا يقل هاه هاه فإنما ذلكم
من الشيطان يضحك منه).
(98) باب في العطاس
5029 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ابن عجلان، عن سمى، عن أبي
صالح، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده، أو ثوبه، على
فيه وخفض، أو غض، بها صوته، شك يحيى.
5030 حدثنا محمد بن داود بن سفيان وخشيش بن أصرم، قالا: ثنا
عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس،
وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، وأتباع الجنازة).
(99) باب ما جاء في تشميت العاطس
5031 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن هلال بن

5030 - تشميت العاطس: أن تقول له يرحمكم الله إذا قال الحمد لله.
482

يساف، قال: كنا مع سالم بن عبيد فعطس رجل من القوم، فقال: السلام عليكم، فقال
سالم: وعليك وعلى أمك، ثم قال بعد: لعلك وجدت مما قلت لك، قال: لوددت أنك
لم تذكر أمي بخير ولا بشر؟ قال: إنما قلت لك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنا بيننا نحن عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقال: السلام عليكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(وعليك وعلى أمك) ثم قال: (إذا عطس أحدكم فليحمد الله) قال: فذكر بعض
المحامد، (وليقل له من عنده يرحمك الله وليرد يعنى عليهم يغفر الله لنا ولكم).
5032 حدثنا تميم بن المنتصر، ثنا إسحاق يعنى ابن يوسف عن أبي بشر
ورقاء، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن خالد بن عرفجة، عن سالم بن عبيد
الأشجعي، بهذا الحديث، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5033 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة،
عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن البنى صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا
عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل أخوه أو صاحبه، يرحمك الله،
ويقول هو: يهديكم الله ويصلح بالكم).
(100) باب كم مرة يشمت العاطس
5034 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ابن عجلان، قال: حدثني سعيد ابن أبي
سعيد، عن أبي هريرة، قال شمت أخاك ثلاثا، فما زاد فهو زكام.
5035 حدثنا عيسى بن حماد المصري، أخبرنا الليث، عن ابن عجلان، عن
سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، قال: لا أعلمه إلا أنه رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
بمعناه، قال أبو داود: رواه أبو نعيم عن موسى بن قيس عن محمد بن عجلان عن سعيد
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5036 - حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا مالك بن إسماعيل، ثنا عبد السلام بن
حرب، عن يزيد بن عبد الرحمن، عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن
أمه حميدة أو عبيدة بنت عبيد بن رفاعة الزرقي، عن أبيها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تشمت
العاطس ثلاثا، فإن شئت أن تشمته فشمته وإن شئت فكف).

5036 - فكف: لأنه إن زاد عطاسه عن ذلك فهو مزكوم.
483

5037 - حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرني ابن أبي زائدة، عن عكرمة بن عمار،
عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، أن رجلا عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال له:
(يرحمك الله) ثم عطس فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الرجل مزكوم).
(101) باب كيف يشمت الذمي
5038 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن حكيم بن
الديلم، عن أبي بردة، عن أبيه، قال: كانت اليهود تعاطس عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول
لها يرحمكم الله فكان يقول: (يهديكم الله ويصلح بالكم).
(102) باب فيمن يعطس ولا يحمد الله
5039 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير ح وحدثنا محمد بن كثير، أخبرنا
سفيان، المعنى، قالا: ثنا سليمان التيمي، عن أنس، قال: عطس رجلان عند
النبي صلى الله عليه وسلم فشمت أحدها وترك الآخر، قال: فقيل: يا رسول الله، رجلان عطسا فشمت
أحدهما، قال أحمد: أو فشمت أحدهما وتركت الآخر، فقال: (إن هذا حمد الله وإن
هذا لم يحمد الله).
37 - أبواب النوم
(103) باب في الرجل ينبطح على بطنه
5040 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن
يحيى بن أبي كثير، قال: ثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن يعيش بن طخفة بن قيس
الغفاري، قال: كان أبى من أصحاب الصفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انطلقوا بنا إلى
بيت عائشة) رضي الله عنها، فانطلقنا، فقال: (يا عائشة أطعمينا) فجاءت بحشيشة
فأكلنا، ثم قال: (يا عائشة أطعمينا) فجاءت بحيسة مثل القطاة فأكلنا، ثم قال: (يا
عائشة أسقينا) فجاءت بعس من لبن فشربنا، ثم قال: (يا عائشة أسقينا) فجاءت بقدح

5040 - الحشيشة: طعام من القمح المكسور (البرغل) مع اللحم أو التمر. والحيس: طعام من سويق وتمر وأقط (كشك)
وسمن.
484

صغير فشربنا، ثم قال: (إن شئتم بتم وإن شئتم انطلقتم إلى المسجد) قال: فبينما أنا
مضطجع في المسجد من السحر على بطني إذا رجل يحركني برجله، فقال: (إن هذه
ضجعة يبغضها الله) قال: فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(104) باب في النوم على سطح غير محجر
5041 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا سالم يعنى ابن نوح عن عمر بن جابر
الحنفي، عن وعلة بن عبد الرحمن بن وثاب، عن عبد الرحمن بن علي يعنى ابن
شيبان عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من بات على ظهر بيت ليس له حجار فقد
برئت منه الذمة).
(105) باب في النوم على الطهارة
5042 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا عاصم بن بهدلة، عن شهر
ابن حوشب، عن أبي ظبية، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مسلم يبيت
على ذكر طاهرا فيتعار من الليل فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه) قال ثابت
البناني: قدم علينا أبو ظبية فحدثنا بهذا الحديث عن معاذ بن جبل على النبي صلى الله عليه وسلم، قال
ثابت قال فلان: لقد جهدت أن أقولها حين انبعث فما قدرت عليها.
5043 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل،
عن كريب، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من الليل فقضى حاجته فغسل وجهه ويديه
ثم نام قال أبو داود: يعنى بال.
(106) باب كيف يتوجه
5044 حدثنا مسدد، ثنا حماد، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن بعض
آل أم سلمة، قال: كان فراش النبي صلى الله عليه وسلم نحوا مما يوضع الانسان في قبره وكان المسجد
عند رأسه.

5041 ليس له حجار: ليس له حافة مرتفعة تحجر عما عليه لأنه ربما انزلق وهو يتقلب فسقط من السطح فمات.
5042 - يتعار من الليل: يستيقظ ليلا.
485

(107) باب ما يقال عند النوم
5045 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا عاصم، عن معبد بن خالد،
عن سواء، عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده
اليمنى تحت خده ثم يقول: (اللهم قنى عذابك يوم تبعث عبادك) ثلاث مرار.
5046 حدثنا مسدد، ثنا المعتمر، قال: سمعت منصورا يحدث، عن سعد بن
عبيدة، قال: حدثني البراء بن عازب، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أتيت
مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت
وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ
ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت) قال: (فإن
مت مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول) قال البراء: فقلت: أستذكرهن، فقلت:
وبرسولك الذي أرسلت، قال: (لا، وبنبيك الذي أرسلت).
5047 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن فطر بن خليفة، قال: سمعت سعد بن
عبيدة، قال: سمعت البراء بن عازب، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أويت إلى
فراشك وأنت طاهر فتوسد يمينك) ثم ذكر نحوه.
5048 حدثنا محمد بن عبد الملك الغزال، ثنا محمد بن يوسف، ثنا سفيان،
عن الأعمش ومنصور، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا،
قال سفيان: قال أحدهما: (إذا أتيت فراشك طاهرا) وقال الآخر: (توضأ وضوءك
للصلاة) وساق معنى معتمر.
5049 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الملك بن
عمير، عن ربعي، عن حذيفة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام قال: (اللهم باسمك أحيا
وأموت) وإذا استيقظ قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور).
5050 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي
سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أوى

5049 - أي يكون ذكر الله آخر ما يفعله قبل نومه وأول ما يفعله عند استيقاظه.
5050 - أي ينفض فراشه قبل ان ينام عليه فربما سبقه إليه بعض الهوام.
486

أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدرى ما خلفه عليه، ثم ليضطجع
على شقه الأيمن، ثم ليقل: باسمك ربى وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي
فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين).
5051 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ح وثنا وهب بن بقية، عن
خالد، نحوه، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أوى
إلى فراشه: (اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب كل شئ فالق الحب والنوى منزل
التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، أنت الأول
فليس قبلك شئ، وأنت الآخر فليس بعدك شئ، وأنت الظاهر فليس فوقك شئ،
وأنت الباطن فليس دونك شئ) زاد وهب في حديثه: (اقض عنى الدين وأغنني من
الفقر).
5052 حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري، ثنا الأحوص يعنى ابن جواب
ثنا عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن الحارث وأبى ميسرة، عن علي رحمه الله، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند مضجعه: (اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك
التامة، من شر ما أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت تكشف المغرم والمأثم، اللهم لا يهزم
جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك).
5053 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة،
عن ثابت، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: (الحمد لله الذي
أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي).
5054 حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي، ثنا يحيى بن حسان، ثنا يحيى بن
حمزة، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن أبي الأزهر الأنماري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا
أخذ مضجعه من الليل قال: (بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، وأخسئ
شيطاني، وفك رهاني، واجعلني في الندى الأعلى) قال أبو داود: رواه أبو همام
الأهوازي عن ثور، قال: أبو زهير الأنماري.
5055 حدثنا النفيلي، ثنا زهير، ثنا أبو إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن أبيه،

5055 - أي سورة الكافرون وهي براءة من الشرك لان فيها البراءة من عبادة ما يعبد الكافرون.
487

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنوفل: (اقرأ (قل يا أيها الكافرون) ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة
من الشرك).
5056 حدثنا قتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد بن موهب الهمداني، قالا: ثنا
المفضل يعنيان ابن فضالة عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيها وقرأ فيهما
(قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) ثم يمسح
بهما ما استطاع من جسده: يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك
ثلاث مرات.
5057 حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، ثنا بقية، عن بحير، عن خالد بن
معدان، عن ابن أبي بلال، عن عرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات
قبل أن يرقد، وقال: (إن فيهن آية أفضل من ألف آية).
5058 حدثنا علي بن مسلم، ثنا عبد الصمد، قال: حدثني أبي، ثنا حسين،
عن ابن بريدة، عن ابن عمر أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أخذ مضجعه
(الحمد لله الذي كفاني وآواني، وأطعمني وسقاني، والذي من على فأفضل، والذي
أعطاني فأجزل، الحمد لله على كل حال اللهم رب كل شئ ومليكه وإله كل شئ، أعوذ
بك من النار).
5059 حدثنا حامد بن يحيى، ثنا أبو عاصم، عن ابن عجلان، عن المقبري،
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اضطجع مضجعا لم يذكر الله تعالى فيه
إلا كان عليه ترة يوم القيامة، ومن قعد مقعدا لم يذكر الله عز وجل فيه إلا كان عليه ترة يوم
القيامة).
(108) باب ما يقول الرجل إذا تعار من الليل
5060 حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، ثنا الوليد، قال: قال
الأوزاعي: حدثني عمير بن هاني، قال: حدثني جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن
الصامت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تعار من الليل فقال حين يستيقظ: لا إله إلا

5056 - أي سورة الاخلاص وسورة الفلق وسورة الناس.
488

الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شئ قدير، سبحان
الله، والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم دعا: رب
اغفر لي) قال الوليد: أو قال: (دعا استجيب له، فإن قام فتوضأ ثم صلى قبلت
صلاته).
5061 حدثنا حامد بن يحيى، ثنا أبو عبد الرحمن، ثنا سعيد يعنى ابن أبي
أيوب قال: حدثني عبد الله بن الوليد، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة رضي الله عنها
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال: (لا إله إلا أنت، سبحانك، اللهم
أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علما، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني،
وهب لي من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب).
(109) باب في التسبيح عند النوم
5062 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، ح وثنا مسدد، ثنا يحيى، عن شعبة،
المعنى، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، قال مسدد: قال: ثنا على، قال: شكت
فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما تلقى في يدها من الرحى، فأتى بسبي، فأتته تسأله فلم تره،
فأخبرت بذلك عائشة، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته، فأتانا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا
لنقوم، فقال: (على مكانكما) فجاء فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري،
فقال: (ألا أدلكما على خير مما سألتما، إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا ثلاثا وثلاثين،
واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم).
5063 حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن
الجريري، عن أبي الورد بن ثمامة، قال: قال على لابن أعبد: ألا أحدثك عنى وعن
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت أحب أهله إليه، وكانت عندي فجرت بالرحى حتى
أثرت بيدها، واستقت بالقربة حتى أثرت في نحرها، وقمت البيت حتى أغبرت ثيابها،
وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها وأصابها من ذلك ضر، فسمعنا أن رقيقا أتى بهم إلى
النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك، فأتته، فوجدت عنده حداثا،

5063 - قمت البيت: كنسته ونظفته. لفاعنا: المقصود في فراشنا وعلينا الملحفة قد تغطينا بها، واللفاع: الملحفة أو الكساء
الغليظ.
489

فاستحيت، فرجعت، فغدا علينا ونحن في لفاعنا، فجلس عند رأسها، فأدخلت رأسها
في اللفاع حياء من أبيها، فقال: (ما كان حاجتك أمس إلى آل محمد)؟ فسكتت،
مرتين، فقلت: أنا والله أحدثك يا رسول الله، إن هذه جرت عندي بالرحى حتى أثرت
في يدها، واستقت بالقربة حتى أثرت في نحرها، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها،
وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها، وبلغنا أنه قد أتاك رقيق أو خدم، فقلت لها: سليه
خادما، فذكر معنى حديث الحكم وأتم.
5064 حدثنا عباس العنبري، ثنا عبد الملك بن عمرو، ثنا عبد العزيز بن
محمد، عن بزيد بن الهاد، عن محمد بن كعب القرظي، عن شبث بن ربعي عن علي
عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الخبر، قال فيه: قال على: فما تركتهن منذ سمعتهن
من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ليلة صفين فإني ذكرتها من آخر الليل فقلتها.
5065 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه عن
عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (خصلتان، أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد
مسلم إلا دخل الجنة، هما يسير، ومن يعمل بهما قليل، يسبح في دبر كل صلاة عشرا،
ويحمد عشرا، ويكبر عشرا، فذلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في
الميزان، ويكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه، ويحمد ثلاثا وثلاثين، ويسبح ثلاثا
وثلاثين، فذلك مائة باللسان، وألف في الميزان) فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده،
قالوا: يا رسول الله، كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل؟ قال: (يأتي أحدكم يعنى
الشيطان في منامه فينومه قبل أن يقوله، ويأتيه في صلاته فيذكره حاجة قبل أن يقولها).
5066 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني عياش بن
عقبة الحضرمي، عن الفضل بن حسن الضمري، أن ابن أم الحكم أو ضباعة ابنتي الزبير
حدثه، عن إحداهما، أنها قالت: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيا، فذهبت أنا وأختي وفاطمة
بنت النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فشكونا إليه ما نحن فيه، وسألناه أن يأمر لنا بشئ من السبي،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبقكن يتامى بدر) ثم ذكر قصة التسبيح، قال: (على أثر كل
صلاة)، لم يذكر النوم.
(110) باب ما يقول إذا أصبح
5067 حدثنا مسدد، ثنا هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن عمرو بن عاصم،
490

عن أبي هريرة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن
إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: (قل: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب
والشهادة رب كل شئ ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، وشر
الشيطان وشركه) قال: (قلها إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك).
5068 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي
هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أصبح: (اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك
نحيا، وبك نموت، وإليك النشور) وإذا أمسى قال: (اللهم بك أمسينا، وبك نحيا،
وبك نموت، وإليك النشور).
069 5 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا محمد بن أبي فديك، قال: أخبرني
عبد الرحمن بن عبد المجيد، عن هشام بن الغاز بن ربيعة، عن مكحول الدمشقي، عن
أنس ابن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني
أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا
أنت وأن محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار، فمن قالها مرتين أعتق الله
نصفه، ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه، فإن قالها أربعا أعتقه الله من النار).
5070 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا الوليد بن ثعلبة الطائي، عن ابن
بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يصبح أو حين يمسي: اللهم أنت
ربى لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من
شر ما صنعت، أبوء بنعمتك، وأبوء بذنبي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فمات
من يومه أو من ليلته دخل الجنة).
5071 حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، ح وثنا محمد بن قدامة بن أعين، ثنا
جرير، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن
عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أمسى: (أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا
إله إلا الله وحده، لا شريك له) زاد في حديث جرير وأما زبيد كان يقول: كان إبراهيم بن
سويد يقول: (لا إله إلا الله وحد، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على
كل شئ قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في
هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل، ومن سوء الكبر، أو الكفر رب أعوذ
491

بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر) وإذا أصبح قال ذلك أيضا (أصبحنا وأصبح
الملك لله) قال أبو داود: رواه شعبة عن سلمة بن كهيل عن إبراهيم بن سويد، قال:
(من سوء الكبر) ولم يذكر سوء الكفر.
5072 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن أبي عقيل، عن سابق بن ناجية،
عن أبي سلام، أنه كان في مسجد حمص فمر به رجل فقالوا: هذا خدم النبي صلى الله عليه وسلم، فقام
إليه فقال: حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتداوله بينك وبينه الرجال، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قال إذا أصبح وإذا أمسى: رضينا بالله ربا،
وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، إلا كان حقا على الله أن يرضيه).
5073 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا يحيى بن حسان وإسماعيل، قالا: ثنا
سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عنبسة، عن عبد الله
ابن غنام البياضي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من
نعمة فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر يومه، ومن
قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته).
5074 حدثنا يحيى بن موسى البلخي، ثنا وكيع، ح وثنا عثمان بن أبي شيبة،
المعنى، ثنا ابن نمير، قالا: ثنا عبادة من مسلم الفزاري، عن جبير بن أبي سليمان بن
جبير بن مطعم، قال: سمعت ابن عمر يقول: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء
الدعوات حين يمسي وحين يصبح: (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم
إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي) وقال
عثمان: (عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني
وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي) قال أبو داود: قال وكيع يعنى
الخسف.
5075 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو، أن
سالما الفراء حدثه، أن عبد الحميد مولى بني هاشم حدثه، أن أمه حدثته، وكانت تخدم
بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم، أن ابنة النبي صلى الله عليه وسلم حدثتها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمها فيقول: (قولي
حين تصبحين: سبحان الله وبحمده، لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم
يكن، أعلم أن الله على كل شئ قدير، وأن الله قد أحاط بكل شئ علما، فإنه من
492

قالهن حين يصبح حفظ حتى يمسي، ومن قالهن حين يمسي حفظ حتى يصبح).
5076 حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، قال: أخبرنا، ح، وثنا الربيع بن
سليمان، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني الليث، عن سعيد بن بشير النجاري، عن
محمد بن عبد الرحمن البيلماني، قال الربيع: ابن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عباس،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال حين يصبح (فسبحان الله حين تمسون وحين
تصبحون، وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون) إلى (وكذلك
تخرجون) أدرك ما فاته في يومه ذلك، ومن قالهن حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته) قال
الربيع: عن الليث.
5077 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد ووهيب، نحوه، عن سهيل، عن
أبيه، عن ابن أبي عائش، وقال حماد: عن أبي عياش، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من
قال إذا أصبح: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على
كل شئ قدير، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له عشر حسنات، وحط عنه
عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي، وإن قالها
إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح) قال في حديث حماد: فرأى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيما يرى النائم، فقال: يا رسول الله، إن أبا عياش يحدث عنك بكذا وكذا، قال:
(صدق أبو عياش) قال أبو داود: رواه إسماعيل بن جعفر وموسى الزمعي و عبد الله بن
جعفر عن سهيل عن أبيه عن ابن عائش.
5078 حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا بقية، عن مسلم يعنى ابن زياد قال
سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يصبح: اللهم إني
أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا
أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك، إلا غفر له ما أصاب في يومه ذلك
من ذنب، وإن قالها حين يمسي غفر له ما أصاب تلك الليلة).
5079 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبو النضر الدمشقي، ثنا محمد بن شعيب،

5076 - سورة الروم الآيات (17 - 18) وإلى اخر الآية (19).
5079 - جوارفها أي كنت بمناجاة منها. والجوار: الحماية والرعاية والمقصود حماك الله منها ورعاك بحفظه سبحانه عز وعجل.
493

قال: أخبرني أبو سعيد الفلسطيني عبد الرحمن بن حسان، عن الحارث بن مسلم أنه
أخبره، عن أبيه مسلم بن الحارث التميمي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أسر إليه فقال: (إذا
انصرفت من صلاة المغرب فقل: اللهم أجرني من النار، سبع مرات، فإنك إذا قلت ذلك
ثم مت في ليلتك كتب لك جوار منها، وإذا صليت الصبح فقل كذلك، فإنك إن مت في
يومك كتب لك جوار منها) أخبرني أبو سعيد عن الحارث أنه قال: أسرها إلينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن نخص بها إخواننا.
5080 حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي ومؤمل بن الفضل الحراني وعلي بن
سهل الرملي ومحمد بن المصفى الحمصي، قالوا: ثنا الوليد، ثنا عبد الرحمن بن حسان
الكناني، قال: حدثني مسلم بن الحرث بن مسلم التميمي، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال، نحوه، إلى قوله: (جوار منها) إلا أنه قال فيهما: (قبل أن يكلم أحدا) قال على
ابن سهل فيه: إن أباه حدثه، وقال على وابن المصفى: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فلما
بلغنا المغار استحثثت فرسي فسبقت أصحابي وتلقاني الحي بالرنين، فقلت لهم: قولوا لا
إله إلا الله تحرزوا، فقالوها، فلامني أصحابي، وقالوا: حرمتنا الغنيمة، فلما قدمنا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه بالذي صنعت، فدعاني، فحسن لي ما صنعت، وقال: (أما
إن الله قد كتب لك من كل إنسان منهم كذا وكذا) قال عبد الرحمن: فأنا نسيت الثواب،
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما إني سأكتب لك بالوصاة بعدي) قال: ففعل وختم عليه،
فدفعه إلى، وقال لي، ثم ذكر معناهم، وقال ابن المصفى: قال سمعت الحرث بن
مسلم بن الحارث التميمي يحدث عن أبيه.
5081 حدثنا يزيد بن محمد الدمشقي، ثنا عبد الرزاق بن مسلم الدمشقي،
وكان من ثقات المسلمين من المتعبدين، قال: ثنا مدرك بن سعد، قال يزيد: شيخ ثقة،
عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، رضي الله عنه قال: من
قال إذا أصبح وإذا أمسى: حسبي الله، لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم،
سبع مرات، كفاه الله ما أهمه، صادقا كان بها أو كاذبا.
5082 حدثنا محمد بن المصفى، ثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرني ابن أبي

5080 - المغار: مكان الإغارة.
494

ذئب، عن أبي أسيد البراد، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، عن أبيه، أنه قال: خرجنا
في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا، فأدركناه، فقال:
(أصليتم)؟ فلم أقل شيئا، فقال: (قل) فلم أقل شيئا، ثم قال: (قل) فلم أقل
شيئا، ثم قال: (قل) فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: (قل هو الله أحد)
والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شئ).
5083 حدثنا محمد بن عوف، ثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني أبي،
قال ابن عوف: ورأيته في أصل إسماعيل، قال: حدثني ضمضم، عن شريح، عن أبي
مالك، قال: قالوا: يا رسول الله، حدثنا بكلمة نقولها إذا أصحبنا وأمسينا واضطجعنا،
فأمرهم أن يقولوا: (اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة) أنت رب كل
شئ والملائكة يشهدون أنك لا إله إلا أنت فإنا نعوذ بك من شر أنفسنا ومن شر الشيطان
الرجيم وشركه، وأن نقترف سوءا على أنفسنا أو نجره إلى مسلم.
5084 قال أبو داود: وبهذا الاسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أصبح أحدكم
فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه
ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده، ثم إذا أمسى فليقل
مثل ذلك).
5085 حدثنا كثير بن عبيد، ثنا بقية بن الوليد، عن عمر بن جعثم، قال:
حدثني الأزهر بن عبد الله الحرازي، قال: حدثني شريق الهوزني، قال: دخلت على
عائشة رضي الله عنها، فسألتها: بم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح إذا هب من الليل؟ فقالت:
لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد قبلك، كان إذا هب من الليل كبر عشرا وحمد
عشرا، وقال: (سبحان الله وبحمده) عشرا، وقال: (سبحان الملك القدوس)
عشرا، واستغفر عشرا، وهلل عشرا، ثم قال: (اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا
وضيق يوم القيامة) عشرا، ثم يفتتح الصلاة.
5086 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني سليمان بن
بلال، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا

5083 - (اللهم فاطر السماوات والأرض) سورة الزمر من الآية (46).
495

كان في سفر فأسحر يقول: (سمع سامع بحمد الله ونعمته وحسن بلائه علينا، اللهم
صاحبنا فأفضل علينا عائذا بالله من النار).
5087 حدثنا ابن معاذ، ثنا أبي، ثنا المسعودي، ثنا القاسم، قال: كان أبو ذر
يقول: من قال حين يصبح: اللهم ما حلفت من حلف أو قلت من قول أو نذرت من نذر
فمشيئتك بين يدي ذلك كله: ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن، اللهم اغفر لي وتجاوز لي
عنه، اللهم فمن صليت عليه فعليه صلاتي، ومن لعنت فعليه لعنتي، كان في استثناء يومه
ذلك، أو قال: ذلك اليوم.
5088 حدثنا عبد الله بن مسلمة، ثنا أبو مودود، عمن سمع أبان بن عثمان
يقول: سمعت عثمان يعنى ابن عفان يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قال
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث
مرات، لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة
بلاء حتى يمسي) قال: فأصاب أبان بن عثمان الفالج، فجعل الرجل الذي سمع منه
الحديث ينظر إليه، فقال له: مالك تنظر إلى؟ فوالله ما كذبت على عثمان ولا كذب عثمان
على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت فنسيت أن أقولها.
5089 حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي، ثنا أنس بن عياض، قال: حدثني أبو
مودود، عن محمد بن كعب، عن أبان بن عثمان، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه،
لم يذكر قصة الفالج.
5090 حدثنا العباس بن عبد العظيم ومحمد بن المثنى، قالا: ثنا عبد الملك
ابن عمرو، عن عبد الجليل بن عطية، عن جعفر بن ميمون، قال: حدثني عبد الرحمن
ابن أبي بكرة أنه قال لأبيه: يا أبة إني أسمعك تدعو كل غداة: اللهم عافني في بدني،
اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصرى، لا إله إلا أنت، تعيدها ثلاثا حين
تصبح، وثلاثا حين تمسي، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن، فأنا أحب أن
أستن بسنته، قال عباس فيه: وتقول: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني
أعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت، تعيدها ثلاثا حين تصبح، وثلاثا حين تمسي،
فتدعو بهن، فأحب أن أستن بسنته، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوات المكروب:
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفه عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت)
496

وبعضهم يزيد على صاحبه.
5091 حدثنا محمد بن المنهال، ثنا يزيد يعنى ابن زريع ثنا روح بن القسم،
عن سهيل، عن سمى، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من قال حين يصبح: سبحان الله العظيم وبحمده، مائة مرة، وإذا أمسى كذلك، لم
يواف أحد من الخلائق بمثل ما وافى).
(111) باب ما يقول الرجل إذا رأى الهلال
5092 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا قتادة، أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
إذا رأى الهلال قال: (هلال خير ورشد، هلال خير ورشد، هلال خير ورشد، آمنت
بالذي خلقك) ثلاث مرات، ثم يقول: (الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر
كذا).
5093 حدثنا محمد بن العلاء، أن زيد بن حباب أخبرهم، عن أبي هلال،
عن قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال صرف وجهه عنه قال أبو داود: ليس عن
النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب حديث مسند صحيح.
(112) باب ما جاء فيمن دخل بيته ما يقول
5094 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن منصور، عن الشعبي، عن أم
سلمة، قالت: ما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء، فقال: (اللهم إني
أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل على).
5095 حدثنا إبراهيم بن الحسن الخثعمي، ثنا حجاج بن محمد، عن ابن
جريج، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله)
قال: (يقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان
آخر: كيف لك برجل قد هدى وكفى ووقى؟).
5096 حدثنا ابن عوف، ثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني أبي، قال ابن
عوف: ورأيت في أصل إسماعيل قال: حدثني ضمضم، عن شريح، عن أبي مالك
الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ولج الرجل في بيته فليقل: اللهم إني أسألك
497

خير المولج وخير المخرج، بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا،
ثم ليسلم على أهله).
(113) باب ما يقول إذا هاجت الريح
5097 حدثنا أحمد بن محمد المروزي وسلمة يعنى ابن شبيب قالا: ثنا عبد الرزاق،
أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: حدثني ثابت بن قيس، أن أبا هريرة قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الريح من روح الله) قال سلمة: فروح الله (تأتى بالرحمة، وتأتي
بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها).
5098 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرنا عمرو، أن أبا
النضر حدثه، عن سليمان بن يسار، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: ما رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم قط مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم، وكان إذا رأى غيما أو
ريحا عرف ذلك في وجهه، فقلت: يا رسول الله، الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن
يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية، فقال: (يا عائشة، ما
يؤمنني أن يكون فيه عذاب؟ قد عذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب (قالوا هذا
عارض ممطرنا).
5099 حدثنا ابن بشار، ثنا عبد الرحمن، ثنا سفيان، عن المقدام بن شريح،
عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ناشئا في أفق السماء ترك
العمل، وإن كان في صلاة، ثم يقول: (اللهم إني أعوذ بك من شرها) فإن مطر قال:
(اللهم صيبا هنيئا).
(114) باب ما جاء في المطر
5100 حدثنا قتيبة بن سعيد ومسدد، المعنى، قالا: ثنا جعفر بن سليمان، عن
ثابت، عن أنس، قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فحسر

5098 - (قالوا هذا عارض ممطرنا) سورة الأحقاف من الآية (24).
498

ثوبه عنه حتى أصابه، فقلنا: يا رسول الله، لم صنعت هذا؟ قال: (لأنه حديث عهد
بربه).
(115) باب ما جاء في الديك والبهائم
5101 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن صالح بن كيسان،
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن زيد بن خالد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا
تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة).
5102 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج،
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سمعتم صياح الديكة فسلوا الله تعالى من فضله فإنها
رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا).
5103 حدثنا هناد بن السرى، عن عبدة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد
ابن إبراهيم، عن عطاء بن يسار، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا
سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمر بالليل فتعوذوا بالله فإنهن يرين ما لا ترون).
5104 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي
هلال، عن سعيد بن زياد، عن جابر بن عبد الله، ح، وثنا إبراهيم بن مروان الدمشقي،
ثنا أبي، ثنا الليث بن سعد، ثنا يزيد بن عبد الله بن الهادي، عن علي بن عمر بن حسين
ابن علي وغيره، قالا: قال رسول الله: (أقلوا الخروج بعد هدأة الرجل، فإن لله تعالى
دواب يبثهن في الأرض) قال ابن مروان: (في تلك الساعة) وقال (فإن لله خلقا) ثم ذكر
نباح الكلب والحمير نحوه، وزاد في حديثه: قال ابن الهاد: وحدثني شرحبيل الحاجب
عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثله.
(116) باب في الصبي يولد فيؤذن في أذنه
5105 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، قال: حدثني عاصم بن عبيد الله، عن
عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي
حين ولدته فاطمة بالصلاة.
5106 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن فضيل، ح وثنا يوسف بن
موسى، ثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
499

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم بالبركة، زاد يوسف: ويحنكهم، ولم يذكر
بالبركة.
5107 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا إبراهيم بن أبي الوزير، ثنا داود بن
عبد الرحمن العطار، عن ابن جريج، عن أبيه، عن أم حميد، عن عائشة رضي الله عنها
قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل رئي - أو كلمة غيرها - فيكم المغربون)؟ قلت:
وما المغربون؟ قال: (الذين يشترك فيهم الجن).
(117) باب في الرجل يستعيذ من الرجل 5108 حدثنا نصر بن علي وعبيد الله بن عمر الجشمي، قالا: ثنا خالد بن
الحرث، ثنا سعيد، قال نصر: ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي نهيك، عن ابن
عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بوجه الله
فأعطوه) قال عبيد الله: (من سألكم بالله).
5109 حدثنا مسدد وسهل بن بكار، قالا: ثنا أبو عوانة، ح وثنا عثمان بن أبي
شيبة، ثنا جرير، المعنى، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه) وقال سهل
وعثمان: (ومن دعاكم فأجيبوه) ثم اتفقوا: (ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه) قال مسدد
وعثمان: (فإن لم تجدوا فأدعوا الله له حتى تعلموا أن قد كافأتموه).
(118) باب في رد الوسوسة
5110 حدثنا عباس بن عبد العظيم، ثنا النضر بن محمد، ثنا عكرمة يعنى ابن
عمار قال: وثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس فقلت ما شئ أجده في صدري؟ قال:
ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشئ من شك؟ قال: وضحك،
قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: (فإن كنت في شك مما
أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك) الآية، قال: فقال لي: إذا وجدت في

5110 - (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك): سورة يونس من الآية (94). (هو
الأول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم): سورة الحديد الآية (3).
500

نفسك شيئا فقل: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو بكل شئ عليم).
5111 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة،
قال: جاءه ناس من أصحابه فقالوا: يا رسول الله، نجد في أنفسنا الشئ نعظم أن نتكلم
به، أو الكلام به، ما نحب أن لنا وأنا تكلمنا به، قال: (أو قد وجدتموه)؟ قالوا: نعم،
قال: (ذاك صريح الايمان).
5112 حدثنا عثمان بن أبي شيبة وابن قدامة بن أعين، قالا: ثنا جرير، عن
منصور، عن ذر، عن عبد الله بن شداد، عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله، إن أحدنا يجد في نفسه، يعرض بالشئ، لان يكون حممة أحب
إليه من أن يتكلم به، فقال: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده
إلى الوسوسة) قال ابن قدامة: (رد مراده) مكان (رد كيده).
(119) باب في الرجل ينتمي إلى غير مواليه
5113 حدثنا النفيلي، ثنا زهير، ثنا عاصم الأحول، قال: حدثني أبو عثمان،
قال: حدثني سعد بن مالك، قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي من محمد عليه السلام، أنه
قال: (من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام) قال: فلقيت أبا
بكرة فذكرت ذلك له، فقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي من محمد صلى الله عليه وسلم قال عاصم:
فقلت: يا أبا عثمان، لقد شهد عندك رجلا أيما رجلين، فقال: أما أحدهما فأول من
رمى بسهم في سبيل الله، أو في الاسلام، يعنى سعد بن مالك، والآخر قدم من الطائف
في بضعة وعشرين رجلا على أقدامهم، فذكر فضلا قال النفيلي حيث حدث بهذا
الحديث: والله إنه عندي أحلى من العسل، يعنى قوله حدثنا وحدثني قال أبو علي:
وسمعت أبا داود يقول: سمعت أحمد يقول: ليس لحديث أهل الكوفة نور،
قال: وما رأيت مثل أهل البصرة كانوا تعلموه من شعبة.
5114 حدثنا حجاج بن أبي يعقوب، ثنا معاوية يعنى ابن عمرو ثنا زائدة،
عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تولى قوما بغير

5112 - الحممة: الفحم.
5113 - سعد بن مالك وهو سعد بن أبي وقاص.
501

إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة عدل ولا
صرف).
5115 حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ثنا عمر بن عبد الواحد، عن
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد ونحن ببيروت، عن أنس
ابن مالك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير
مواليه فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة).
(120) باب في التفاخر بالأحساب
5116 حدثنا موسى بن مروان الرقي، ثنا المعافى، ح وثنا أحمد بن سعيد
الهمداني، أخبرنا ابن وهب، هذا حديثه، عن هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي
سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل قد
أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقى وفاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من
تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام، إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على
الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن).
(121) باب في العصبية
5117 حدثنا النفيلي، ثنا زهير، ثنا سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن
عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال: من نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي ردى
فهو ينزع بذنبه.
5118 حدثنا ابن بشار، ثنا أبو عامر، ثنا سفيان، عن سماك بن حرب، عن
عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه، قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة من أدم،
فذكر نحوه.
5119 حدثنا محمود بن خالد الدمشقي، ثنا الفريابي، ثنا سلمة بن بشر
الدمشقي، عن بنت واثلة بن الأسقع، أنها سمعت أباها يقول: قلت: يا رسول الله، ما

5116 - الجعلان: جمع جعل وهو دويبة صغيرة تجمع قطع القذر فتدروها صغيرة ثم تدفعها أمامها إلى حجرها مؤونة لها.
5117 - ينزع بذنبه: يشد من ذيله ليقوم.
5119 - لان نصرته لقومه في حال الظلم تكون بنهيهم ونصحهم وإرشادهم وتبصرتهم بالباطل الذي إليه يذهبون كي يرتدعوا.
502

العصبية؟ قال: (أن تعين قومك على الظلم).
5120 حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، ثنا أيوب بن سويد، عن أسامة بن
زيد، أنه سمع سعيد بن المسيب يحدث، عن سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي،
قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (خيركم المدافع عن عشيرته ما لم يأثم) قال أبو داود:
أيوب بن سويد ضعيف.
5121 حدثنا ابن السرح، ثنا ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن محمد
ابن عبد الرحمن المكي يعنى ابن أبي لبيبة عن عبد الله بن أبي سليمان، عن جبير بن
مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على
عصبية، وليس منا من مات على عصبية).
5122 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، عن عوف، عن زياد بن
مخراق، عن أبي كنانة، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ابن أخت القوم
منهم).
5123 حدثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا الحسين بن محمد، ثنا جرير بن حازم
عن محمود بن إسحاق، عن داود بن حصين، عن عبد الرحمن بن أبي عقبة، عن أبي
عقبة وكان مولى من أهل فارس، قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا، فضربت رجلا
من المشركين، فقلت: خذها منى وأنا الغلام الفارسي، فالتفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: (فهلا قلت خذها منى وأنا الغلام الأنصاري).
(122) باب إخبار الرجل الرجل بمحبته إليه
5124 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ثور، قال: حدثني حبيب بن عبيد، عن
المقدام بن معد يكرب، وقد كان أدركه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أحب الرجل أخاه
فليخبره أنه يحبه).
5125 حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا المبارك بن فضالة، ثنا ثابت البناني عن أنس
ابن مالك، أن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل، فقال: يا رسول الله، إني لأحب

5123 - لأنه كان مولى للأنصار ومولى القوم منهم.
503

هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أعلمته)؟ قال: لا، قال: (أعلمه) قال: فلحقه، فقال:
إني أحبك في الله، فقال: أحبك الذي أحببتني له.
5126 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا سليمان، عن حميد بن هلال عن عبد الله
ابن الصامت، عن أبي ذر أنه قال: يا رسول الله الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل
كعملهم، قال: (أنت يا أبا ذر مع من أحببت) قال: فإني أحب الله ورسوله، قال:
(فإنك مع من أحببت) قال: فأعادها أبو ذر، فأعادها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
5127 حدثنا وهب بن بقية، ثنا خالد، عن يونس بن عبيد، عن ثابت، عن
أنس بن مالك، قال: رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحوا بشئ لم أرهم فرحوا بشئ
أشد منه، قال الرجل: يا رسول الله، الرجل يحب الرجل على العمل من الخير يعمل به
ولا يعمل بمثله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المرء مع من أحب).
(123) باب في المشورة
5128 حدثنا ابن المثنى، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا شيبان، عن عبد الملك
ابن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المستشار
مؤتمن).
(124) باب في الدال على الخير
5129 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي عمرو
الشيباني، عن أبي مسعود الأنصاري، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني
أبدع بي فاحملني، قال: (لا أجد ما أحملك عليه، ولكن ائت فلانا فلعله أن يحملك) فأتاه
فحمله، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر
فاعله).

5128 - وهو مؤتمن على وجوه عدة. أولا لا يفشي ما استشير فيه لأنه سر المستشير وليس سره هو. ثانيا: عليه أن يخلص
النصيحة في مشورته. ثالثا: يتوخى الصدق ولا يحابى لان المحاباة هنا مضرة. رابعا: عليه أن يشير في الأمور التي
يعرفها أو التي يقدر على إبداء المشورة فيها فإن كان غير قادر أو غير ملم بالأمر وجب أن يكون صادقا ويبدي عذره وجهله
بالامر ولا يحمله الكبر أن يشير بما يضر من استشاره. خامسا: أن تكون مشورته خالصة لوجه الله لا يطلب بسببها نفعا
دنيويا ولا تقربا إلى حاكم أو زلفى إلى غنى لينال بها المنافع الخ...
5129 - أبدع بي: انقطع بي السبيل لعجز راحلتي أو موتها.
504

(125) باب في الهوى
5130 حدثنا حياة بن شريح، ثنا بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن خالد بن
محمد الثقفي، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (حبك
الشئ يعمى ويصم).
(126) باب في الشفاعة
5131 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن بريد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي
موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اشفعوا إلى لتؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما
شاء).
5132 حدثنا أحمد بن صالح وأحمد بن عمرو بن السرح، قالا: ثنا سفيان بن
عيينة، عن عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه، عن أخيه، عن معاوية: اشفعوا تؤجروا
فإني لأريد الامر فأؤخره كيما تشفعوا فتؤجروا، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اشفعوا
تؤجروا).
5133 حدثنا أبو معمر، ثنا سفيان، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى،
عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله.
(127) باب فيمن يبدأ بنفسه في الكتاب
5134 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا هشيم، عن منصور، عن ابن سيرين قال
أحمد: قال مرة يعنى هشيما: عن بعض ولد العلاء، أن العلاء بن الحضرمي كان
عامل النبي صلى الله عليه وسلم على البحرين، فكان إذا كتب إليه بدأ بنفسه.
5135 حدثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا المعلى بن منصور، أخبرنا هشيم عن
منصور، عن ابن سيرين، عن ابن العلاء يعنى ابن الحضرمي أنه كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فبدأ باسمه.

5130 - والحب هنا هو الهوى الغالب فهذا يخفى النقائض والعيوب في الشخص أو الشئ المحبوب ولا يظهر منه الا السبب
الذي لأجله أحبه.
5131 - والشفاعة هنا هي الشفاعة في الخير وليست الشفاعة في الحدود فهذه لا شفعة ولا شفاعة فيها.
5134 - أي أنه في المراسلة يبدأ المرسل فيذكر نفسه فيقول من فلان الفلاني إلى...
505

(128) باب كيف يكتب إلى الذمي؟
5136 حدثنا الحسن بن علي ومحمد بن يحيى، قالا: ثنا عبد الرزاق، عن
معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب
إلى هرقل: (من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى) قال
ابن يحيى: عن ابن عباس أن أبا سفيان أخبره: قال: فدخلنا على هرقل فأجلسنا بين
يديه، ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد
رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد).
(129) باب في بر الوالدين
5137 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، قال: حدثني سهيل بن أبي
صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يجزى ولد والده إلا
أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه).
5138 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ابن أبي ذئب، قال: حدثني خالي
الحرث، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: كانت تحتي امرأة وكنت
أحبها، وكان عمر يكرهها، فقال لي: طلقها، فأبيت، فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك
له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (طلقها).
5139 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن
جده، قال: قلت يا رسول الله، من أبر؟ قال: (أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك،
ثم الأقرب فالأقرب) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يسأل رجل مولاه من فضل هو عنده فيمنعه
إياه إلا دعى له يوم القيامة فضله الذي منعه شجاعا أقرع) قال أبو داود: الأقرع الذي ذهب
شعر رأسه من السم.
514 حدثنا محمد بن عيسى، ثنا الحرث بن مرة، ثنا كليب بن منفعة عن
جده، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أبر؟ قال: (أمك، وأباك، وأختك،

5136 - أي لا يقال لغير المسلم السلام عليكم أو سلام الله عليك وما شابه.
5139 - الشجاع الأقرع: الثعبان العظيم الشديد السم.
506

وأخاك، ومولاك الذي يلي، ذاك حق واجب ورحم موصولة).
5141 حدثنا محمد بن جعفر بن زياد، قال: أخبرنا، ح وثنا عباد بن موسى
قال: ثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن
عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه) قيل:
يا رسول الله، كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: (يلعن أبا الرجل فيلعن أباه، ويعلن أمه
فيعلن أمه).
5142 حدثنا إبراهيم بن مهدي وعثمان بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء،
المعنى، قالوا: ثنا عبد الله بن إدريس، عن عبد الرحمن بن سلمان، عن أسيد بن علي
ابن عبيد مولى بنى ساعدة، عن أبيه، عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي، قال: بينا
نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بنى سلمة فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر
أبوى شئ أبرهما به بعد موتهما؟ قال: (نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ
عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما).
5143 حدثنا أحمد بن منيع، ثنا أبو النضر، ثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن
عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن أبر البر صلة المرء أهل ود أبيه بعد أن يولى).
5144 حدثنا ابن المثنى، ثنا أبو عاصم، قال: حدثني جعفر بن يحيى بن
عمارة بن ثوبان، أخبرنا عمارة بن ثوبان، أن أبا الطفيل أخبره، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقسم
لحما بالجعرانة، قال أبو الطفيل: وأنا يومئذ غلام أحمل عظم الجزور، إذ أقبلت امرأة
حتى دنت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبسط لها رداءه، فجلست عليه، فقلت: من هي؟ فقالوا:
هذه أمه التي أرضعته.
5145 حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، ثنا ابن وهب، قال: حدثني عمرو بن
الحرث، أن عمر بن السائب حدثه، أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا يوما فأقبل أبوه
من الرضاعة، فوضع له بعض ثوبه، فقعد عليه، ثم أقبلت أمه فوضع لها شق ثوبه من

5143 - أهل ود أبيه: أصدقاء أبيه.
5144 - أي هي حليمة السعدية.
5145 - وفيه وجوب بر الأقارب من الرضاع.
507

جانبه الآخر، فجلست عليه، ثم أقبل أخوه من الرضاعة، فقام له رسول صلى الله عليه وسلم فأجلسه
بين يديه.
(130) باب في فضل من عال يتيما
5146 حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبى شيبة، المعنى، قالا: ثنا أبو معاوية، عن أبي
مالك الأشجعي، عن ابن حدبر، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من
كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها قال يعنى الذكور أدخله الله
الجنة) ولم يذكر عثمان يعنى الذكور.
5147 حدثنا مسدد، ثنا خالد، ثنا سهيل يعنى ابن أبي صالح عن سعيد
الأعشى، قال أبو داود: وهو سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل الزهري، عن أيوب بن بشير
الأنصاري، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عال ثلاث بنات
فأدبهن وزوجهن وأحسن إليهن فله الجنة).
5148 حدثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير، عن سهيل، بهذا الاسناد بمعناه،
قال: (ثلاث أخوات، أو ثلاث بنات، أو بنتان، أو أختان).
5149 حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا النهاس بن قهم، قال: حدثني
شداد أبو عمار، عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا وامرأة
سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة) وأومأ يزيد بالوسطى والسبابة (امرأة آمت من زوجها
ذات منصب وجمال حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا).
(131) باب في من ضم اليتيم
5150 حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان، أخبرنا عبد العزيز يعنى ابن أبي
حازم قال: حدثني أبي، عن سهل، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في
الجنة) وقرن بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الابهام.

5147 - عال ثلاث بنات: أعالهم أي قام بنفقتهن وكسوتهن بالمعروف وليس ها هنا تحديد أي يكن بناته لصلبه فيجوز أن يكن
بنات أخيه أو أخته أو زوجته أو أخواته الخ...
5149 - آمت: صارت أيما أي توفى زوجها عنها. ذات منصب وجمال: أي يرغب الرجال في الزواج منها.
5150 - والتي تلي الابهام: هي السبابة.
508

(132) باب في حق الجوار
5151 حدثنا مسدد، ثنا حماد، عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن محمد،
عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما زال جبريل يوصيني بالجار
حتى قلت ليورثنه).
5152 حدثنا محمد بن عيسى، ثنا سفيان، عن بشير أبى إسماعيل، عن
مجاهد، عن عبد الله بن عمرو أنه ذبح شاة فقال: أهديتم لجاري اليهودي فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه).
5153 حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة، ثنا سليمان بن حيان، عن محمد بن
عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره، فقال:
(اذهب فاصبر) فأتاه مرتين أو ثلاثا فقال: (اذهب فاطرح متاعك في الطريق) فطرح متاعه
في الطريق، فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه: فعل الله به،
وفعل، وفعل، فجاء إليه جاره فقال له: ارجع لا ترى منى شيئا تكرهه.
5154 حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر،
عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره،
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت).
5155 حدثنا مسدد بن مسرهد وسعيد بن منصور، أن الحارث بن عبيد
حدثهم، عن أبي عمران الجوني، عن طلحة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت:
قلت: يا رسول الله، إن لي جارين بأيهما أبدأ؟ قال: (بأدناهما بابا) قال أبو داود: قال
شعبة في هذا الحديث: طلحة رجل من قريش.
(133) باب في حق المملوك
5156 حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة، قالا: ثنا محمد بن
الفضيل، عن مغيرة، عن أم موسى، عن علي عليه السلام، قال: كان آخر كلام

5153 - للعنونة: أي يلعنون جاره الذي اضطرته سوء معاملته إلى أن يطرح متاعه في الطريق.
509

رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم).
5157 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن المعرور بن
سويد، قال: رأيت أبا ذر بالربذة وعليه برد غليظ وعلى غلامه مثله، قال: فقال القوم: يا
أبا ذر، لو كنت أخذت الذي على غلامك فجعلته مع هذا فكانت حلة وكسوت غلامك ثوبا
غيره، قال: فقال أبو ذر: إني كنت ساببت رجلا وكانت أمه أعجمية، فعيرته بأمه،
فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (يا أبا ذر، إنك امرؤ فيك جاهلية) قال: (إنهم
إخوانكم فضلكم الله عليهم، فمن لم يلائمكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله).
5158 حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا الأعمش، عن المعرور بن سويد
قال: دخلنا على أبي ذر بالربذة فإذا عليه برد وعلى غلامه مثله، فقلنا: يا أبا ذر لو أخذت
برد غلامك إلى بردك فكانت حلة وكسوته ثوبا غيره، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يديه فليطعمه مما يأكل وليكسه
مما يلبس، ولا يكلفه ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه) قال أبو داود: ورواه ابن نمير عن
الأعمش نحوه.
5159 حدثنا محمد بن العلاء قال: ثنا أبو معاوية، ح وثنا ابن المثنى، قال:
ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي مسعود الأنصاري،
قال: كنت أضرب غلاما لي، فسمعت من خلفي صوتا: (اعلم أبا مسعود) قال ابن
المثنى: مرتين (لله أقدر عليك منك عليه) فالتفت فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت:
يا رسول الله هو حر لوجه الله تعالى، قال: (أما إنك لو تفعل للفعتك النار) أو
(لمستك النار).
5160 حدثنا أبو كامل، ثنا عبد الواحد، عن الأعمش، بإسناده ومعناه،
نحوه، قال: كنت أضرب غلاما لي أسود بالسوط، ولم يذكر أمر العتق.
5161 حدثنا محمد بن عمرو الرازي، ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن
مورق، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لاءمكم من مملوكيكم فأطعموه مما
تأكلون واكسوه مما تلبسون ومن لم يلائمكم منهم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله).

5157 - الربذة: اسم موضع.
510

5162 حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن عثمان
ابن زفر، عن بعض بنى رافع بن مكيث، عن رافع بن مكيث وكان ممن شهد الحديبية مع
النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم).
5163 حدثنا ابن المصفى، ثنا بقية، ثنا عثمان بن زفر، قال: حدثني محمد
ابن خالد بن رافع بن مكيث، عن عمه الحارث بن رافع بن مكيث وكان رافع من جهينة قد
شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (حسن الملكة نماء وسوء
الخلق شؤم).
5164 حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني وأحمد بن عمرو بن السرح، وهذا
حديث الهمداني وهو أتم، قالا: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني أبو هانئ الخولاني، عن
العباس بن جليد الحجري، قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كم نعفو عن الخادم؟ فصمت، ثم أعاد عليه الكلام،
فصمت، فلما كان في الثالثة قال: (اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة).
5165 حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: أخبرنا ح وثنا مؤمل بن الفضل
الحراني، قال: أخبرنا عيسى، ثنا فضيل يعنى ابن غزوان عن ابن أبي نعم، عن أبي
هريرة، قال، حدثني أبو القاسم نبي التوبة صلى الله عليه وسلم قال: (من قذف مملوكه وهو برئ مما
قال جلد له يوم القيامة حدا) قال مؤمل: ثنا عيسى عن الفضيل يعنى ابن غزوان.
5166 حدثنا مسدد، ثنا فضيل بن عياض، عن حصين، عن هلال بن يساف،
قال: كنا نزولا في دار سويد بن مقرن وفينا شيخ فيه حدة ومعه جارية له، فلطم وجهها،
فما رأيت سويدا أشد غضبا منه ذاك اليوم، قال: عجز عليك إلا حر وجهها؟! لقد رأيتنا
سابع سبعة من ولد مقرن وما لنا إلا خادم، فلطم أصغرنا وجهها، فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعتقها.
5167 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، قال: حدثني سلمة بن كهيل،
قال: حدثني معاوية بن سويد بن مقرن، قال: لطمت مولى لنا، فدعاه أبى ودعاني،
فقال: اقتص منه فإنه معشر بنى مقرن كنا سبعة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وليس لنا إلا خادم،
فلطمها رجل منا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعتقوها) قالوا: إنه ليس لنا خادم غيرها،

5162 - وحسن الملكة يكون بإحسان معاملة ما نملك ومن نملك وهو نماء أي بركة تنمى الرزق والمال وتكثره.
5165 - قذف مملوكه: اتهمه بالزنا جلد له يوم القيامة: لأنه لا يقدر أن يستفيد منه في الدنيا.
511

قال: (فلتخدمهم حتى يستغنوا، فإذا استغنوا فليعتقوها).
5168 حدثنا مسدد وأبو كامل، قالا: ثنا أبو عوانة، عن فراس، عن أبي صالح
ذكوان، عن زاذان، قال: أتيت ابن عمر وقد أعتق مملوكا له فأخذ من الأرض عودا، أو
شيئا، فقال: ما لي فيه من الاجر ما يسوى هذا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من لطم
مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه).
(134) باب ما جاء في المملوك إذا نصح
5169 حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن عبد الله
ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة الله فله أجره
مرتين).
(135) باب فيمن خبب مملوكا عن مولاه
5170 حدثنا الحسن بن علي، ثنا زيد بن الحباب، عن عمار بن زريق، عن
عبد الله بن عيسى، عن عكرمة، عن يحيى بن يعمر، عن أبي هريرة، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من خبب زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا).
(136) باب في الاستئذان
5171 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد، عن عبيد الله بن أبي بكر، عن أنس
ابن مالك أن رجلا اطلع من بعض حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص، أو
مشاقص، قال: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يختله ليطعنه.
5172 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن سهيل، عن أبيه، قال: ثنا
أبو هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من اطلع في دار قوم بغير إذنهم ففقأوا عينه فقد
هدرت عينه).

5170 - خبب: أفسد.
5171 - المشقص فصل السهم إن كان طويلا غير عريض. يختله: يضربه من حيث لا ينتظر الضربة.
5172 - هدرت عينه: أي لا قود بها ولا دية لها.
512

5173 حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن، ثنا ابن وهب، عن سليمان يعنى ابن
بلال عن كثير، عن وليد، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخل البصر فلا
إذن).
5174 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، ح وثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا
حفص، عن الأعمش، عن طلحة، عن هزيل، قال: جاء رجل، قال عثمان: سعد،
فوقف على باب النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن، فقام على الباب قال عثمان مستقبل الباب، فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم: (هكذا عنك أو هكذا، فإنما الاستئذان من النظر).
5175 حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا أبو داود الحفري، عن سفيان عن
الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن رجل، عن سعد، نحوه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(137) باب كيف الاستئذان
5176 حدثنا ابن بشار، ثنا أبو عاصم، ثنا ابن جريج، ح وثنا يحيى بن
حبيب، ثنا روح، عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان، أن عمرو بن
عبد الله بن صفوان أخبره، عن كلدة بن حنبل، أن صفوان بن أمية بعثه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بلبن وجداية وصغابيس، والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة، فدخلت ولم أسلم، فقال: (ارجع فقل
السلام عليكم) وذلك بعد ما أسلم صفوان بن أمية، قال عمرو: وأخبرني ابن صفوان بهذا
أجمع عن كلدة بن حنبل، ولم يقل سمعته منه قال أبو داود: قال يحيى بن حبيب: أمية
ابن صفوان، ولم يقل سمعته من كلدة بن حنبل وقال يحيى أيضا: عمرو بن عبد الله بن
صفوان أخبره أن كلدة بن الحنبل أخبره.
5177 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو الأحوص، عن منصور، عن ربعي،
قال: ثنا رجل من بنى عامر أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال: ألج؟ فقال
النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه: (اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، فقل له: قل السلام علكم،
أأدخل؟) فسمعه الرجل، فقال: السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل.

5173 - أي قد تجاوز حد الاذن لان الاستئذان إنما جعل من أجل البصر.
5176 - الجداية كالجدي: لان الجداية هي صغير الظباء كما الجدي صغير الماعز. صغابيس: ج صغبوس القثاء الصغير.
5177 - رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الأدب.
513

5178 حدثنا هناد بن السرى، عن أبي الأحوص، عن منصور، عن ربعي بن
حراش، قال: حدثت أن رجلا من بنى عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، بمعناه قال أبو
داود: وكذلك حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن منصور عن ربعي ولم يقل عن رجل من بنى
عامر.
5179 حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي،
عن رجل من بنى عامر أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، بمعناه، قال: فسمعته فقلت: السلام
عليكم، أأدخل؟.
(138) باب كم مرة يسلم الرجل في الاستئذان
5180 حدثنا أحمد بن عبدة، أخبرنا سفيان، عن يزيد بن خصيفة، عن بسر بن
سعيد، عن أبي سعيد الخدري، قال: كنت جالسا في مجلس من مجالس الأنصار،
فجاء أبو موسى فزعا، فقلنا له: ما أفزعك؟ قال: أمرني عمر أن آتيه، فأتيته، فاستأذنت
ثلاثا فلم يؤذن لي، فرجعت، فقال: ما منعك أن تأتيني؟ قلت: قد جئت فاستأذنت ثلاثا
فلم يؤذن لي، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع)
قال: لتأتين على هذا بالبينة، قال: فقال أبو سعيد: لا يقوم معك إلا أصغر القوم، قال:
فقام أبو سعيد معه فشهد له.
5181 حدثنا مسدد، ثنا عبد الله بن داود، عن طلحة بن يحيى، عن أبي
بردة، عن أبي موسى أنه أتى عمر فاستأذن ثلاثا، فقال: يستأذن أبو موسى يستأذن
الأشعري، يستأذن عبد الله بن قيس، فلم يؤذن له، فرجع، فبعث إليه عمر: ما ردك؟
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يستأذن أحدكم ثلاثا، فإن أذن له، وإلا فليرجع) قال: ائتني
ببينة على هذا، فذهب ثم رجع، فقال: هذا أبى، فقال أبى: يا عمر لا تكن عذابا على
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: لا أكون عذابا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
5182 حدثنا يحيى بن حبيب، ثنا روح، ثنا ابن جريج، قال: أخبرني عطاء،

5181 - ولم يفعل عمر رضي الله عنه ذلك عذابا لأبي مؤسسي أو تكذيبا له إنما للتثبت وتعليمهم كيفية التثبت فلا يقبل كل قول
ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بمجرد نسبته. والله أعلم.
5182 - السفق والصفق في الأسواق الغدر والرواح إليها للعمل والبيع. وفيه ان كبار الصحابة لانشغالهم بأمورهم ربما
فاتهم الحديث فأخذوه عن سواهم إنما بعد التثبت من صحته.
514

عن عبيد بن عمير، أن أبا موسى استأذن على عمر، بهذه القصة، قال فيه: فانطلق بأبي
سعيد، فشهد له، فقال: أخفى على هذا من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألهاني السفق بالأسواق،
ولكن سلم ما شئت ولا تستأذن.
5183 حدثنا زيد بن أخزم، ثنا عبد القاهر بن شعيب، ثنا هشام، عن حميد بن
هلال، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، بهذه القصة، قال: فقال عمر لأبي
موسى: إني لم أتهمك، ولكن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد.
5184 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن،
وعن غير واحد من علمائهم في هذا، فقال عمر لأبي موسى: أما إني لم أتهمك، ولكن
خشيت أن يتقول الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
5185 حدثنا هشام أبو مروان ومحمد بن المثنى المعنى قال محمد بن المثنى: ثنا
الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، قال: سمعت يحيى بن أبي كثير يقول: حدثني محمد بن
عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، عن قيس بن سعد، قال: زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا
فقال: (السلام عليكم ورحمة الله) فرد سعيد ردا خفيا، قال قيس: فقلت: ألا تأذن
لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ذره يكثر علينا من السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (السلام عليكم
ورحمة الله) فرد سعد ردا خفيا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (السلام عليكم ورحمة الله)
ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتبعه سعد، فقال: يا رسول الله، إني كنت أسمع تسليمك
وأرد عليك ردا خفيا لتكثر علينا من السلام، قال: فانصرف معه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر له سعد
بغسل، فاغتسل، ثم ناوله ملحفة مصبوغة بزعفران، أو ورس، فاشتمل بها، ثم رفع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وهو يقول: (اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة)
قال: ثم أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطعام، فلما أراد الانصراف قرب له سعد حمارا قد
وطأ عليه بقطيفة، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال سعد: يا قيس، أصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال قيس: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اركب) فأبيت، ثم قال: (إما أن تركب وإما أن

5184 - يقول الناس: يضعوا الأحاديث الباطلة والكاذبة ففرض وجود المشهود من الصحابة على الحديث تعنى ان أكثر من
واحد قد سمعه، إذ لا يعقل ان ينفرد صحابي واحد في حديث بشأن المعاملات والاستئذان وكانوا يستأذنون على
الرسول صلى الله عليه وسلم المرات العديدة في اليوم الواحد فلا ريب ان عددا من الاشخاص قد علمهم الرسول صلى الله عليه وسلم أدب الاستئذان
كما علمه لأبي موسى فالتواتر هنا ضروري لاثبات صحة الحديث.
515

تنصرف) قال: فانصرفت قال هشام: أبو مروان عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد
ابن زرارة، قال أبو داود: رواه عمر بن عبد الواحد وابن سماعة عن الأوزاعي مرسلا ولم
يذكرا قيس بن سعد.
5186 حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني في آخرين، قالوا: ثنا بقية بن الوليد،
ثنا محمد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن بسر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب
قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: (السلام
عليكم، السلام عليكم) وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذ ستور.
(139) باب الرجل يستأذن بالدق
5187 حدثنا مسدد، ثنا بشر، عن شعبة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر
أنه ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم في دين أبيه، فدققت الباب، فقال: (من هذا)؟ قلت: أنا،
قال: (أنا أنا) كأنه كرهه.
5188 حدثنا يحيى بن أيوب يعنى المقابري ثنا إسماعيل يعنى ابن جعفر
ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن نافع بن عبد الحرث، قال: خرجت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخلت حائطا، فقال لي: (أمسك الباب) فضرب الباب فقلت: (من
هذا)؟ وساق الحديث، قال أبو داود: يعنى حديث أبي موسى الأشعري قال فيه: فدق
الباب.
1848 باب في الرجل يدعى أيكون ذلك إذنه
5189 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن حبيب وهشام، عن محمد،
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رسول الرجل إلى الرجل إذنه).
5190 حدثنا حسين بن معاذ، ثنا عبد الأعلى، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي
رافع، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دعى أحدكم إلى طعام فجاء مع
الرسول فإن ذلك له إذن) قال أبو علي اللؤلؤي: سمعت أبا داود يقول: قتادة لم يسمع
من أبى رافع شيئا.

5187 - أي يجب أن يذكر اسمه إذا سئل لان (أنا) لا تعنى شيئا إذا لم يعرف الصوت أو يضاف الاسم بعدها.
5189 - أي لو لم يكن على استعداد لاستقباله لم يرسل إليه.
516

(141) باب الاستئذان في العورات الثلاث
5191 حدثنا ابن السرح، قال: ثنا ح وثنا ابن الصباح بن سفيان وابن عبدة وهذا
حديثه، قالا: أخبرنا سفيان، عن عبيد الله بن أبي يزيد، سمع ابن عباس يقول: لم يؤمر بها أكثر الناس آية الاذن، وإني لآمر جاريتي هذه تستأذن على، قال أبو داود: وكذلك رواه
عطاء عن ابن عباس يأمر به.
5192 حدثنا عبد الله بن مسلمة، ثنا عبد العزيز يعنى ابن محمد عن عمرو
ابن أبي عمرو، عن عكرمة أن نفرا من أهل العراق قالوا: يا ابن عباس، كيف ترى في هذه
الآية التي أمرنا فيها بما أمرنا ولا يعمل بها أحد قول الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا
ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة
الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس
عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم) قرأ القعنبي إلى (عليم حكيم) قال ابن
عباس: إن الله حليم رحيم بالمؤمنين يحب الستر، وكان الناس ليس لبيوتهم ستور ولا
حجال، فربما دخل الخادم أو الولد أو يتيمة الرجل والرجل على أهله، فأمرهم الله
بالاستئذان في تلك العورات، فجاءهم الله بالستور والخير، فلم أر أحدا يعمل بذلك بعد
قال أبو داود: حديث عبيد الله وعطاء يفسد هذا.
باب في إفشاء السلام
5193 حدثنا أحمد بن أبي شعيب، ثنا زهير، ثنا الأعمش، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى
تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام
بينكم).

5192 - (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم) إلى (عليم حكيم) أي سورة النور الآية (58) إلى آخرها. قال أبو داود حديث
عبيد الله وعطاء يفسد هذا، وفى نسخة يفسر هذا الا ان ذكر قوله (يفسد) هنا أصح لان حديث عبد الله وعطاء
المذكور أعلاه رقم (5191) يقول بوجوب الاذن سواء وجدت الستور أم لم توجد لان وجود الستر أو حتى الباب
الخشبي والمرور عبر رقع الستر أو فتح الباب دون اذن هو كالاطلاع قبل وجود الستر وإنما جعل الستور والأبواب ليستأذن
من خلفها. وفى حال صحة نسبة الحديثين لابن عباس فهذا يعنى قوله بوجوب الاستئذان إذ لم يوجد ستر وينفيه إذا
وجد الستر.
517

5194 حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي
الخير، عن عبد الله بن عمرو أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الاسلام خير؟ قال:
(تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف).
(143) باب كيف السلام؟
5195 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا جعفر بن سليمان، عن عوف، عن أبي
رجاء، عن عمران بن حصين، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد
عليه السلام، ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عشر) ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم
ورحمة الله، فرد عليه، فجلس، فقال: (عشرون) ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته، فرد عليه، فجلس، فقال: (ثلاثون).
5196 حدثنا إسحاق بن سويد الرملي، ثنا ابن أبي مريم، قال: أظن أنى
سمعت نافع بن يزيد، قال: أخبرني أبو مرحوم، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمعناه، زاد: ثم أتى آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومغفرته، فقال: (أربعون) قال: (هكذا تكون الفضائل).
(144) باب في فضل من بدأ السلام
5197 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس الذهلي، ثنا أبو عاصم، عن أبي خالد
وهب، عن أبي سفيان الحمصي، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أولى
الناس بالله من بدأهم بالسلام).
(145) باب من أولى بالسلام؟
5198 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن
منبه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يسلم الصغير على الكبير والمار على
القاعد والقليل على الكثير).

5195 - أي أن في إحسان السلام زيادة في الاجر.
5197 - أي أن أفضلهم هو الذي يبدأ بالسلام.
5199 - ثم ذكر الحديث أي المذكور في 5198.
518

5199 حدثنا يحيى بن حبيب بن غربي أخبرنا روح، ثنا ابن جريج، قال:
أخبرني زياد، أن ثابت مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يسلم الراكب على الماشي) ثم ذكر الحديث.
(146) باب في الرجل يفارق الرجل ثم يلقاه أيسلم عليه؟
5200 حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، ثنا ابن وهب، قال: أخبرني معاوية بن
صالح، عن أبي موسى، عن أبي مريم، عن أبي هريرة، قال: إذا لقى أحدكم أخاه
فليسلم عليه، فان حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه أيضا، قال
معاوية: وحدثني عبد الوهاب بن بخت عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله سواء.
5201 حدثنا عباس العنبري، ثنا أسود بن عامر، ثنا حسين بن صالح، عن
أبيه، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن عمر أنه أتى
النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مشربة له، فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليكم، أيدخل
عمر؟.
(147) باب في السلام على الصبيان
5202 حدثنا عبد الله بن مسلمة، ثنا سليمان يعنى ابن المغيرة عن ثابت،
قال: قال أنس: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على غلمان يلعبون فسلم عليهم.
5203 حدثنا ابن المثنى، ثنا خالد يعنى ابن الحرث ثنا حميد، قال: قال
أنس: انتهى إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا غلام في الغلمان، فسلم علينا، ثم أخذ بيدي
فأرسلني برسالة، وقعد في ظل جدار، أو قال: إلى جدار، حتى رجعت إليه.
(148) باب في السلام على النساء
5204 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي حسين،

5200 - وإنما الزيادة في السلام ورد السلام فباب لنيل الثواب وزيادة الحسنات ونشر للود بين المسلمين.
5201 - المشربة: غرفة مرتفعة عن البيت صغيرة فيها مستودع المؤونة (العلية).
519

سمعه من شهر بن حوشب يقول: أخبرته أسماء ابنة يزيد: مر علينا النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة،
فسلم علينا.
(149) باب في السلام على أهل الذمة
5205 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن سهيل بن أبي صالح، قال:
خرجت مع أبي إلى الشام، فجعلوا يمرون بصوامع فيها نصارى فيسلمون عليهم، فقال
أبى: لا تبدأهم بالسلام، فإن أبا هريرة حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تبدأوهم
بالسلام، وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيق الطريق).
5206 حدثنا عبد الله بن مسلمة، ثنا عبد العزيز يعنى ابن مسلم عن عبد الله
ابن دينار، عن عبد الله بن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن اليهود إذا سلم عليكم
أحدهم فإنما يقول السلام عليكم فقولوا وعليكم) قال أبو داود: وكذلك رواه مالك عن
عبد الله بن دينار، ورواه الثوري عن عبد الله بن دينار، قال فيه: (وعليكم).
5207 حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أنس أن أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أهل الكتاب يسلمون علينا فكيف نرد عليهم؟ قال: (قولوا
وعليكم) قال أبو داود: كذلك رواية عائشة وأبى عبد الرحمن الجهني وأبى بصرة يعنى
الغفاري.
(150) باب في السلام إذا قام من المجلس
5208 حدثنا أحمد بن حنبل ومسدد، قالا: ثنا بشر يعنيان ابن المفضل عن
ابن عجلان، عن المقبري، قال مسدد: سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم فإذا أراد أن يقوم
فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة).
(151) باب كراهية أن يقول: عليك السلام
5209 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو خالد الأحمر، عن أبي غفار، عن

5206 - وهذا ترد دعوتهم عليهم.
5208 - وفيه وجوب السلام عند دخول المجلس وعند خروجه.
520

أبى تميمة الهجيمي، عن أبي جرى الهجيمي، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: عليك
السلام يا رسول الله، قال: (لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الموتى).
(152) باب ما جاء في رد الواحد عن الجماعة
5210 حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي، ثنا سعيد بن
خالد الخزاعي، قال: حدثني عبد الله بن المفضل، ثنا عبيد الله بن أبي رافع، عن علي
ابن أبي طالب رضي الله عنه، قال أبو داود: رفعه الحسن بن علي، قال: (يجزئ عن
الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم ويجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم).
(153) باب في المصافحة
5211 حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا هشيم، عن أبي بلج، عن زيد أبى الحكم
العنزي، عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا التقى المسلمان فتصافحا
وحمدا الله عز وجل واستغفراه غفر لهما).
5212 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو خالد وابن نمير، عن الأجلح، عن أبي
إسحاق، عن البراء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان
إلا غفر لهما قبل أن يفترقا).
5213 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ثنا حميد، عن أنس بن مالك،
قال: لما جاء أهل اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد جاءكم أهل اليمن وهم أول من جاء
بالمصافحة).
(154) باب في المعانقة
5214 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا أبو الحسين يعنى خالد بن
ذكوان عن أيوب بن بشير بن كعب العدوي، عن رجل من عنزة أنه قال لأبي ذر حيث سير
من الشام: إني أريد أن أسألك عن حديث من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إذا أخبرك به

5212 - لان كل واحد منهما بعد المصافحة يسأل الاخر عن حاله فيحمد الله ويستغفره.
5214 - والالتزام معانقة الرجال.
521

إلا أن يكون سرا، قلت: إنه ليس بسر، هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصافحكم إذا لقيتموه؟
قال: ما لقيته قط إلا صافحني، وبعث إلى ذات يوم ولم أكن في أهلي فلما جئت أخبرت
أنه أرسل إلى، فأتيته وهو على سريره، فالتزمني، فكانت تلك أجود وأجود.
(155) باب ما جاء في القيام
5215 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي أمامة
ابن سهل بن حنيف، عن أبي سعيد الخدري أن أهل قريظة لما نزلوا على حكم سعد أرسل
إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء على حمار أقمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قوموا إلى سيدكم) أو (إلى
خيركم) فجاء حتى قعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
5216 حدثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الحديث،
قال: فلما كان قريبا من المسجد قال للأنصار: (قوموا إلى سيدكم).
5217 حدثنا الحسن بن علي وابن بشار، قالا: ثنا عثمان بن عمر، أخبرنا
إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة، عن أم
المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا وهديا ودلا، وقال
الحسن: حديثا وكلاما، ولم يذكر الحسن السمت والهدى والدل، برسول الله صلى الله عليه وسلم من
فاطمة كرم الله وجهها: كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها في
مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها.
(156) باب في قبلة الرجل ولده
5218 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة
أن الأقرع بن حابس أبصر النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقبل حسينا فقال: إن لي عشرة من الولد ما فعلت
هذا بواحد منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لا يرحم لا يرحم).
5219 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا هشام بن عروة عن عروة أن
عائشة رضي الله عنها قالت: ثم قال تعنى النبي صلى الله عليه وسلم: (أبشري يا عائشة فإن الله قد

5217 - وهذا من تكريم الوالد لولده والولد لوالده يستوي في ذلك الرجال والنساء.
522

أنزل عذرك) وقرأ عليها القرآن، فقال أبواي: قومي فقبلي رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت:
أحمد الله لا إياكما.
(157) باب في قبلة ما بين العينين
5220 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا علي بن مسهر، عن أجلح، عن الشعبي
أن النبي صلى الله عليه وسلم تلقى جعفر بن أبي طالب فالتزمه وقبل ما بين عينيه.
(158) باب في قبلة الخد
5221 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا المعتمر، عن إياس بن دغفل قال:
رأيت أبا نضرة قبل خد الحسن بن علي عليهما السلام.
5222 حدثنا عبد الله بن سالم، ثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي
إسحاق، عن البراء، قال: دخلت مع أبي بكر أول ما قدم المدينة فإذا عائشة ابنته مضطجعة
قد أصابتها حمى، فأتاها أبو بكر فقال لها: كيف أنت يا بنية؟ وقبل خدها.
(159) باب في قبلة اليد
5223 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا يزيد بن أبي زياد، أن عبد الرحمن
ابن أبي ليلى حدثة، أن عبد الله بن عمر حدثه، وذكر قصة، قال: فدنونا يعنى من
النبي صلى الله عليه وسلم فقبلنا يده.
(160) باب في قبلة الجسد
5224 حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا خالد، عن حصين، عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى، عن أسيد بن حضير رجل من الأنصار، قال: بينما هو يحدث القوم وكان فيه
مزاح بينا يضحكهم فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود، فقال: أصبرني فقال: (اصطبر)
قال: إن عليك قميصا وليس على قميص، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه، فاحتضنه وجعل
يقبل كشحه، قال: إنما أردت هذا يا رسول الله.

5224 - اصبرني - قف وأقنع عن فعل شئ حتى استوفي منك ما فعلته بي.
523

5225 حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع ثنا مطر بن عبد الرحمن الأعنق،
حدثتني أم أبان بنت الوازع بن زارع، عن جدها زارع وكان في وفد عبد القيس، قال: لما
قدمنا المدينة فجعلنا نتبادر من رواحلنا، فنقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجله، قال: وانتظر المنذر
الأشج حتى أتى عيبته فلبس ثوبيه، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: (إن فيك خلتين يحبهما الله
الحلم، والأناة) قال: يا رسول الله أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما؟ قال: (بل الله
جبلك عليهما) قال: الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله ورسوله.
(161) باب في الرجل يقول: جعلني الله فداك
5226 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد ح وثنا مسلم، ثنا هشام، عن حماد
يعنيان ابن أبي سليمان عن زيد بن وهب، عن أبي ذر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أبا
ذر) فقلت: لبيك وسعديك يا رسول الله وأنا فداؤك.
(162) باب في الرجل يقول: أنعم الله بك عينا
5227 حدثنا سلمة بن شبيب، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن قتادة أو
غيره، أن عمران بن حصين قال: كنا نقول في الجاهلية: أنعم الله بك عينا وأنعم
صباحا، فلما كان الاسلام نهينا عن ذلك، قال عبد الرزاق: قال معمر: يكره أن يقول
الرجل: أنعم الله بك عينا، ولا بأس أن يقول: أنعم الله عينك.
(163) باب في الرجل يقول للرجل: حفظك الله
5228 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت البناني، عن عبد الله
ابن رباح الأنصاري، قال: ثنا أبو قتادة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر له فعطشوا، فانطلق
سرعان الناس، فلزمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة، فقال: (حفظك الله بما حفظت به
نبيه).

5225 - أنا أتخلق بهما: أي أتكلفهما لأني ربيت عليها. أم جبلني الله عليها: أي خلقني الله ووهبني إياهما مع خلقي.
5228 - انطلق سرعان الناس: انطلق أسرعهم يريد الماء وبحثا عن الماء.
524

(164) باب في قيام الرجل للرجل
5229 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن حبيب بن الشهيد عن أبي
مجاز، قال: خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر، فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير،
فقال معاوية لابن عامر: اجلس، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أحب أن يمثل
له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار).
5230 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن نمير، عن مسعر عن أبي
العنبس، عن أبي العدبس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، قال:
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا، فقمنا إليه، فقال: (لا تقوموا كما تقوم
الأعاجم، يعظم بعضها بعضا).
(165) باب في الرجل يقول: فلان يقرئك السلام
5231 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا إسماعيل، عن غالب، قال: إنا
لجلوس بباب الحسن إذ جاء رجل، فقال: حدثني أبي، عن جدي، قال: بعثني أبى إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ائته فأقرئه السلام، قال: فأتيته فقلت: إن أبى يقرئك السلام،
فقال: (عليك وعلى أبيك السلام).
5232 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن زكريا، عن
الشعبي، عن أبي سلمة، أن عائشة رضي الله عنها حدثته، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: (إن
جبريل يقرأ عليك السلام) فقالت: وعليه السلام ورحمة الله.
(166) باب في الرجل ينادى الرجل فيقول: لبيك
5233 حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا يعلى بن عطاء، عن أبي
همام عبد الله بن يسار، أن أبا عبد الرحمن الفهري قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
حنينا، فسرنا في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظل الشجرة، فلما زالت الشمس
لبست لامتي وركبت فرسي، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في فسطاطه، فقلت: السلام

5233 - اللامة: الدرع والقمصلة وعدة الحرب.
525

عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، قد حان الرواح، قال: (أجل) ثم قال: (يا
بلال قم) فثار من تحت سمره كأن ظله ظل طائر فقال: لبيك وسعيدك وأنا فداؤك،
فقال: (أسرج لي الفرس) فأخرج سرجا دفتاه من ليف ليس فيه أشر ولا بطر، فركب
وركبنا، وساق الحديث قال أبو داود: أبو عبد الرحمن الفهري ليس له إلا هذا الحديث،
وهو حديث نبيل جاء به حماد بن سلمة.
(167) باب في الرجل يقول للرجل: أضحك الله سنك
5234 حدثنا عيسى بن إبراهيم البركي، وسمعته من أبى الوليد الطيالسي، وأنا
لحديث عيسى أضبط، قال: ثنا عبد القاهر بن السرى يعنى السلمي ثنا ابن كنانة بن
عباس بن مرداس، عن أبيه، عن جده، قال: ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له أبو بكر،
أو عمر: أضحك الله سنك، وساق الحديث.
(168) باب ما جاء في البناء
5235 حدثنا مسدد بن مسرهد ثنا حفص، عن الأعمش، عن أبي السفر، عن
عبد الله بن عمرو، قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أطين حائطا لي أنا وأمي، فقال: (ما
هذا يا عبد الله)؟ فقلت: يا رسول الله شئ أصلحه، فقال: (الامر أسرع من ذاك).
5236 حدثنا عثمان بن أبي شيبة وهناد، المعنى، قالا: ثنا أبو معاوية، عن
الأعمش، بإسناده بهذا، قال: مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نعالج خصا لنا وهي،
فقال: (ما هذا)؟ فقلنا: خص لنا وهي فنحن نصلحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أرى
الامر إلا أعجل من ذلك).
5237 حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا عثمان بن حكيم، قال: أخبرني
إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي، عن أبي طلحة الأسدي، عن أنس بن مالك، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج، فرأى قبة مشرفة، فقال: (ما هذه)؟ قال له أصحابه: هذه لفلان رجل
من الأنصار، قال: فسكت وحملها في نفسه، حتى إذا جاء صاحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم
عليه في الناس أعرض عنه، صنع ذلك مرارا، حتى عرف الرجل الغضب فيه والاعراض

5236 - وهي - صار واهيا يكاد يقع والخص بيت أو كوخ صغير.
526

عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه، فقال: والله إني لأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: خرج فرأى
قبتك، قال: فرجع الرجل إلى قبته فهدمها حتى سواها بالأرض، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذات يوم فلم يرها، قال: (ما فعلت القبة)؟ قالوا: شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه،
فأخبرناه، فهدمها، فقال: (أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا مالا، إلا مالا) يعنى مالا
بد منه.
(169) باب في اتخاذ الغرف
5238 حدثنا عبد الرحيم بن مطرف الرؤاسي، ثنا عيسى، عن إسماعيل، عن
قيس، عن دكين بن سعيد المزني، قال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فسألناه الطعام، فقال: (يا عمر
اذهب فأعطهم) فارتقى بنا إلى علية فأخذ المفتاح من حجزته ففتح.
(170) باب في قطع السدر
5239 حدثنا نصر بن علي، أخبرنا أبو أسامة، عن ابن جريج، عن عثمان بن أبي
سليمان، عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم، عن عبد الله بن حبشي، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار) سئل أبو داود عن معنى
هذا الحديث، فقال: هذا الحديث مختصر، يعنى من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن
السبيل والبهائم عبثا وظلما بغير حق يكون له فيها صوب الله رأسه في النار.
5240 حدثنا مخلد بن خالد وسلمة يعني ابن شيب قالا: ثنا عبد الرزاق،
أخبرنا معمر، عن عثمان بن أبي سليمان، عن رجل من ثقيف، عن عروة بن الزبير، يرفع
الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه.
5241 حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة وحميد بن مسعدة، قالا: ثنا حسان بن
إبراهيم، قال: سألت هشام بن عروة عن قطع السدر وهو مستند إلى قصر عروة، فقال:
أترى هذه الأبواب والمصاريع؟ إنما هي من سدر عروة، كان عروة يقطعه من أرضه،
وقال: لا بأس به، زاد حميد فقال: هي يا عراقي جئتني ببدعة، قال: قلت إنما البدعة
من قبلكم، سمعت من يقول بمكة: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطع السدر، ثم ساق معناه.

5241 - هي يا أو هيا، حرف نداء.
527

(171) باب في إماطة الأذى عن الطريق
5242 حدثنا أحمد بن محمد المروزي، قال: حدثني علي بن حسين، قال:
حدثني أبي، قال: حدثني عبد الله بن بريدة، قال: سمعت أبي بريدة يقول: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (في الانسان ثلاثمائة وستون مفصلا، فعليه أن يتصدق عن كل مفصل
منه بصدقة) قالوا: ومن يطيق ذلك يا نبي الله؟ قال: (النخاعة في المسجد تدفنها والشئ
تنحيه عن الطريق فإن لم تجد فركعتا الضحى تجزئك).
5243 حدثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، ح وثنا أحمد بن منيع، عن عباد بن
عباد، وهذا لفظه وهو أتم، عن واصل، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي
ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يصبح على كل سلامي من ابن آدم صدقة، تسليمه على من
لقي صدقة وأمره بالمعروف صدقة ونهيه عن المنكر صدقة وإماطته الأذى عن الطريق
صدقة وبضعته أهله صدقة) قالوا: يا رسول الله يأتي شهوة وتكون له صدقة؟ قال:
(أرأيت لو وضعها في غير حقها أكان يأثم)؟ قال: (ويجزئ من ذلك كله ركعتان من
الضحى) قال أبو داود: لم يذكر حماد الأمر والنهي.
5244 حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد، عن واصل، عن يحيى بن عقيل،
عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الديلي، عن أبي ذر، بهذا الحديث، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم
في وسطه.
5245 حدثنا عيسى بن حماد، أخبرنا الليث، عن محمد بن عجلان، عن زيد
ابن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (نزع رجل لم
يعمل خيرا قط غصن شوك عن الطريق إما كان في شجرة فقطعه وألقاه وإما كان موضوعا
فأماطه فشكر الله له بها فأدخله الجنة).
(172) باب في إطفاء النار بالليل
5246 حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا سفيان، عن الزهري، عن سالم،
عن أبيه رواية، وقال مرة: يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون).

5246 - أي لا تتركوا النار مشتعلة. فربما وقعت أو أوقعتها الريح أو الفأرة فسببت حريقا كبيرا.
528

5247 حدثنا سليمان بن عبد الرحمن التمار، ثنا عمرو بن طلحة، ثنا أسباط،
عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال جاءت فأرة فأخذت تجر الفتيلة فجاءت بها
فألقتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخمرة التي كان قاعدا عليها، فأحرقت منه مثل
موضع الدرهم، فقال: (إذا نمتم فأطفئوا سرجكم فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا
فتحرقكم).
(173) باب في قتل الحيات
5248 حدثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن أبيه،
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما سالمناهن منذ حاربناهن ومن ترك شيئا
منهن خيفة فليس منا).
5249 حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري، عن إسحاق بن يوسف، عن
شريك، عن أبي إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقتلوا الحيات كلهن، فمن خاف ثأرهن فليس منى).
5250 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن نمير، ثنا موسى بن مسلم،
قال: سمعت عكرمة يرفع الحديث فيما أرى إلى ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من ترك الحيات مخافة طلبهن فليس منا ما سالمناهن منذ حاربناهن).
5251 حدثنا أحمد بن منيع، ثنا مروان بن معاوية، عن موسى الطحان، قال:
ثنا عبد الرحمن بن سابط، عن العباس بن عبد المطلب أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا نريد
أن نكنس زمزم وإن فيها من هذه الجنان يعنى الحيات الصغار فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهن.
5252 حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اقتلوا الحيات وذا الطفيتين والأبتر فإنهما يلتمسان البصر ويسقطان
الحبل) قال: وكان عبد الله يقتل كل حية وجدها، فأبصره أبو لبابة أو زيد بن الخطاب وهو
يطارد حية فقال: إنه قد نهى عن ذوات البيوت.

5249 - لان القول بثأر الحيات كلام الجاهلية وادعاء السحرة.
5252 - ذا الطفيتين: نوع من الأفاعي عن ظهره خطان كأنهما القصبة وهو من الأنواع السامة الخطرة. الأبتر: الثعبان الذي
سبق أن قطع فإنه يصير خطرا شديد السم ويسمى عندنا (الحنش). وسمهما سواء وصل الانسان بالنهش أو
بإفرازهما له في الطعام فهو بسبب العمى وسقوط حمل الحامل وإن لم يسعف المصاب مات.
529

5253 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن أبي لبابة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
نهى عن قتل الجنان التي تكون في البيوت، إلا أن يكون ذا الطفيتين والأبتر، فإنهما يخطفان
البصر ويطرحان ما في بطون النساء.
5254 حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، أن ابن
عمر وجد بعد ذلك يعنى بعد ما حدثه أبو لبابة حية في داره فأمر بها فأخرجت، يعنى إلى
البقيع.
5255 حدثنا ابن السرح وأحمد بن سعيد الهمداني، قالا: أخبرنا ابن وهب،
قال: أخبرني أسامة، عن نافع، في هذا الحديث، قال نافع: ثم رأيتها بعد في بيته.
5256 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن محمد بن أبي يحيى، قال: حدثني أبي
، أنه انطلق هو وصاحب له إلى أبي سعيد يعودانه، فخرجنا من عنده، فلقينا صاحبا لنا
وهو يريد أن يدخل عليه، فأقبلنا نحن فجلسنا في المسجد، فجاء فأخبرنا أنه سمع أبا
سعيد الخدري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الهوام من الجن فمن رأى في بيته شيئا
فليحرج عليه ثلاث مرات فإن عاد فليقتله فإنه شيطان).
5257 حدثنا يزيد بن موهب الرملي، ثنا الليث، عن ابن عجلان، عن صيفي
أبي سعيد مولى الأنصار، عن أبي السائب، قال: أتيت أبا سعيد الخدري، فبينا أنا
جالس عنده سمعت تحت سريره تحريك شئ، فنظرت فإذا حية، فقمت، قال أبو
سعيد: مالك؟ قلت: حية ههنا، قال: فتريد ماذا؟ قلت: أقتلها، فأشار إلى بيت في
داره تلقاء بيته، فقال: إن ابن عم لي كان في هذا البيت، فلما كان يوم الأحزاب استأذن
إلى أهله، وكان حديث عهد بعرس، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يذهب بسلاحه،
فأتى داره فوجد امرأته قائمة على باب البيت، فأشار إليها بالرمح، فقالت: لا تعجل حتى
تنظر ما أخرجني، فدخل البيت فإذا حية منكرة، فطعنها بالرمح ثم خرج بها في الرمح
ترتكض، قال: فلا أدرى أيهما كان أسرع موتا الرجل أو الحية، فأتى قومه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا: ادع الله أن يرد صاحبنا، فقال: (استغفروا لصاحبكم) ثم قال: (إن نفرا من
الجن أسلموا بالمدينة، فإذا رأيتم أحدا منهم فحذروه ثلاث مرات، ثم إن بدا لكم بعد أن
تقتلوه فاقتلوه بعد الثلاث).
5258 حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ابن عجلان، بهذا الحديث مختصرا،
530

قال: (فليؤذنه ثلاثا فإن بدا له بعد فليقتله فإنه شيطان).
5259 حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني
مالك، عن صيفي مولى ابن أفلح، قال: أخبرني أبو السائب مولى هشام بن زهرة، أنه
دخل على أبي سعيد الخدري، فذكر نحوه وأتم منه، قال: (فأذنوه ثلاثة أيام فإن بدا
لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان).
5260 حدثنا سعيد بن سليمان، عن علي بن هاشم، قال: ثنا ابن أبي ليلى،
عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن
حياة البيوت، فقال: (إذا رأيتم منهن شيئا في مساكنكم فقولوا: أنشدكن العهد الذي
أخذ عليكن نوح أنشدكن العهد الذي أخذ عليكن سليمان أن لا تؤذونا فإن عدن
فاقتلوهن).
5261 حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن
ابن مسعود أنه قال: اقتلوا الحيات كلها إلا الجان الأبيض الذي كأنه قضيب فضة قال أبو
داود: فقال لي إنسان الجان لا يتعرج في مشيته، فإذا كان هذا صحيحا كانت علامة فيه إن
شاء الله.
(174) باب في قتل الأوزاغ
5262 حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن
الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الوزغ، وسماه
فويسقا.
5263 حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن سهيل، عن
أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا
وكذا حسنة، ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة أدنى من الأولى، ومن قتلها
في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة أدنى من الثانية).

5262 - الوزغ: هو سام أبرص وعندنا يسمونه (أبو بريص) ويقولون أن لعابه ان أصاب الملح سبب لآكل الملح داء
البرص أي البهق. وفى بعض البلاد يتركون قتله لأنه يتغذى (بالأرضة) وهي دويبة لا تكاد ترى بالعين المجردة تأكل
التراب والأحجار وتهدم على الناس بيوتهم.
531

5264 حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن سهيل قال:
حدثني أخي أو أختي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (في أول ضربة سبعين
حسنة).
(175) باب في قتل الذر
5265 حدثنا قتيبة بن سعيد، عن المغيرة يعنى ابن عبد الرحمن عن أبي
الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نزل نبي من الأنبياء تحت
شجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ثم أمر بها فأحرقت فأوحى الله إليه فهلا
نملة واحدة).
5266 حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس،
عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن نملة قرصت نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله
إليه: في أن قرصتك نملة أهلكت أمة من الأمم تسبح).
5267 حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن الزهري، عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل أربع من
الدواب: النملة، والنحلة، والهدهد، والصرد.
5268 حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى، أخبرنا أبو إسحاق الفزاري، عن أبي
إسحاق الشيباني، عن ابن سعد، قال أبو داود: وهو الحسن بن سعد، عن عبد الرحمن
ابن عبد الله، عن أبيه، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا
حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة، فجعلت تفرش، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: (من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها) ورأى قرية نمل قد حرقناها، فقال:
(من حرق هذه)؟ قلنا: نحن، قال: (إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار).
(176) باب في قتل الضفدع
5269 حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن

5267 - الصرد نوع من الغربان يقال له الواق ونوع يسميه أهل العراق العقعق وهو من سباع الطير يتغذى بصغار العصافير وفى
بلاد الشام يسمى الضرب.
532

خالد عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن عثمان أن طبيبا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن
ضفدع يجعلها في دواء، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلها.
(177) باب في الخذف
5270 حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن قتادة، عن عقبة بن صهبان، عن
عبد الله بن مغفل، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخذف، قال: (إنه لا يصيد صيدا ولا
ينكأ عدوا، إنما يفقأ العين ويكسر السن).
(178) باب ما جاء في الختان
5271 حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي و عبد الوهاب بن عبد الرحيم
الأشجعي، قالا: ثنا مروان، ثنا محمد بن حسان، قال عبد الوهاب: الكوفي، عن
عبد الملك بن عمير، عن أم عطية الأنصارية، أن امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها
النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل) قال أبو داود: روى عن
عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بمعناه وإسناده، قال أبو داود: ليس هو بالقوى وقد روى
مرسلا، قال أبو داود: ومحمد بن حسان مجهول وهذا الحديث ضعيف.
(179) باب في مشى النساء مع الرجال في الطريق
5272 حدثنا عبد الله بن مسلمة، ثنا عبد العزيز يعنى ابن محمد عن أبي
اليمان، عن شداد بن أبي عمرو بن حماس، عن أبيه، عن حمزة بن أبي أسيد
الأنصاري، عن أبيه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال
مع النساء في الطريق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: (استأخرن، فإنه ليس لكن أن
تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق) فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق
بالجدار من لصوقها به.

5270 - الخذف: وهو رمى الحصى أو الطين المدور المجفف بين الأصابع أو نوى بعض الثمار وقد يرمى أيضا بواسطة قطعة
من الجلد أو المطاط أو ما شابه ذلك.
5271 - امرأة كان تختن أي كانت تختن النساء وختان النساء يسمى الخفض. لا تنهكي: أي لا تكثري ولا تطيلي الجزء الذي
تقطعيه.
5272 - ليس لكن ان تحققن الطريق: أي ليس لكن ان تسيرن في حق الطريق أي في وسطها.
533

5273 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة، عن داود بن أبي صالح المزني، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يمشى يعنى الرجل
بين المرأتين.
(180) باب في الرجل يسب الدهر
5274 حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان وابن السرح، قالا: ثنا سفيان، عن
الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله عز وجل يؤذيني ابن
آدم: يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الامر أقلب الليل والنهار) قال ابن السرح: عن ابن
المسيب، مكان سعيد، والله أعلم
534