الكتاب: مجمع الزوائد
المؤلف: الهيثمي
الجزء: ٣
الوفاة: ٨٠٧
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٨ - ١٩٨٨ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: طبع بإذن خاص من ورثة حسام الدين القدسي مؤسس مكتبة القدسي بالقاهرة

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة 807
بتحرير الحافظين الجليلين: العراقي وابن حجر
الجزء الثالث
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
1

بسم الله الرحمن الرحيم
(باب في الصبر والتسلي بموت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن سابط قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر
مصيبته بي فإنها أعظم المصائب. رواه الطبراني في الكبير، وفيه أبو بردة عمرو بن
يزيد وثقه ابن حبان وضعفه غيره. وعن أبي هريرة قال مر رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالبقيع على امرأة حائمة على قبر تبكي فقال لها يا أمة الله اتقى الله واصبري
فقالت يا عبد الله إني أنا الحري الثكلى فقال يا أمة الله اتقي الله واصبري فقالت يا عبد الله
لو كنت مصابا عذرتني فقال يا أمة الله اتقي الله واصبري فقالت يا عبد الله قد أسمعت
فانصرف عنى قال فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه رجل من أصحابه فوقف
على المرأة فقال لها ما قال لك الرجل الذاهب قالت قال لي كذا وكذا قال فهل
تعرفينه قالت لا قال ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فوثبت مسرعة وهي
تقول أنا أصبر أنا أصبر يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبر عند
الصدمة الأولى الصبر عند الصدمة الأولى. رواه أبو يعلى. وروى البزار طرفا منه
وفيه بكر بن الأسود أبو عبيدة الناجي (1) وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الفضل بن عباس أن يعدله طهورا فانطلق
رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته وكان إذا كانت له حاجة تباعد حتى لا يكاد
يرى فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته أقبل راجعا فمر بامرأة على قبر
ميت لها وهي تعدد وتعول فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها وهي لا تعرفه
فقال لها اتقى الله واصبري قالت يا عبد الله إذهب لحاجتك فقال لها ثلاثا ثم
انصرف فحاء فأخذ المطهرة من الفضل فقام الفضل فأتى المرأة فقال لها ما قال لك
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت فقالت يا ويلها هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أعرفه

(1) في نسخة " الباجي " وفى نسخة غير منقوطة، والصواب " الناجي " على ما في مشتبه النسبة.
2

فسعت حتى لحقته على باب المسجد فقالت يا رسول الله والله ما عرفتك فقال لها رسول
الله صلى الله عليه وسلم الصبر عند الصدمة الأولى، قالها ثلاثا قلت في الصحيح طرف
منه عن أنس رواه الطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن عطية السعدي وهو ضعيف.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبر عند أول الصدمة.
رواه البزار وفيه الواقدي وفيه كلام كثير وفد وثق.
(باب التعزية)
عن معاذ بن جبل أنه مات ابن له فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعزيه بابنه فكتب
إليه: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل سلام عليك فإني
أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فأعظم الله لك الاجر وألهمك الصبر ورزقنا
وإياك الشكر فان أنفسنا وأموالنا وأهلنا من مواهب الله الهسه وعواريه المستودعة
متعك الله به في غبطة وسرور وقبضه منك بأجر كثير الصلاة والرحمة والهدى إن
احتسبته فاصبر ولا يحبط جزعك أجرك فتندم واعلم أن الجزع لا يرد ميتا ولا يدفع
حزنا وما هو نازل فكان قد والسلام. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه
مجاشع بن عمرو وهو ضعيف. وعن أنس رضي الله عنه قال لما قبض رسول الله
صلى الله عليه وسلم قعد أصحابه حزان يبكون حوله فحاء رجل طويل صبيح. فصيح في إزار ورداء
أشعر المنكبين والصدر فتخطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أخذ
بعضادي الباب فبكى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم قال إن في الله عزاء من كل مصيبة
وخلفا من كل هالك وعوضا من كل ما فات فإلى الله فأنيبوا وإليه فارغبوا فإنما المصاب
من لم يجبره الثواب. فقال القوم تعرفون الرجل فنظروا يمينا وشمالا فلم يروا أحدا
فقال أبو بكر هذا الخضر أخو النبي صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عباد بن
عبد الصمد أبو معمر ضعفه البخاري، وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الرجل يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه " بهن أبيه " (1)
ولا تكنوا. وراه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب الثناء على الميت)
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعى إلى

(1) ما بين القوسين غير موجود في الأصل.
3

جنازة سال عنها فان أثنى عليها خيرا قام فصلى عليها وإن أثنى عليها غير ذلك قال لأهلها
شأنكم بها ولم يصل عليها. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يموت فتشهد له أهل
أربعة أبيات من جيرانه الأدنين إلا قال قبلت علمكم فيه وغفرت له مالا تعلمون.
رواه أحمد وأبو يعلى وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يموت فيشهد
له أهل أربعة أبيات من جيرانه الأدنين أنهم لا يعلمون إلا خيرا إلا قال الله قد قبلت
علمكم وغفرت له مالا تعلمون. ورجال أحمد رجال الصحيح، قلت لأنس حديث
في الصحيح غير هذا. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز
وجل ما من عبد مسلم يموت فتشهد له ثلاثة أبيات من جيرانه الأدنين بخير إلا قال
الله عز وجل قد قبلت شهادة عبادي على ما علموا وغفرت له ما أعلم قلت لأبي
هريرة حديث في الصحيح غير هذا رواه أحمد وفيه راو لم يسم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه
قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى بجنازة فأثنى الناس عليها خيرا فقال
النبي صلى الله عليه وسلم وجبت ثم أتى بأخرى فكان الناس نالوا منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم
وجبت فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بفلان فقال وجبت وأتى بفلان فقال وجبت
فقال عمر بأبي أنت وأمي أتى بفلان فأثنى الناس عليه خيرا فقلت وجبت ثم أتى بفلان
فأثنى الناس عليه شرا فقلت وجبت فقال أتى بأخيكم فشهدتم بما شهدتم فوجبت شهادتكم
ثم أتى بأخيكم فلان فشهدتم بما شهدتم فوجبت شهادتكم أنتم شهداء الله في الأرض
بعضكم على بعض. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. ورواه البزار
باختصار. وعن كعب بن عجرة قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسين أما أحدهما
فأتى بجنازة فقيل هذا فلان بئس الرجل وأثنى عليه شرا فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم تعلمون ذلك قالوا نعم قال وجبت وأما الآخر فأتى بجنازة رجل فقالوا هذا فلان
وأثنوا عليه خيرا قال تعلمون ذلك قالوا نعم قال وجبت. رواه الطبراني في الكبير
وفيه عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة وهو ضعيف. وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه
قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى بجنازة فقال له القوم إن كنت
وإن كنت ثم أتى بأخرى فقال القوم إن كنت لكنت وكنت فأثنوا على واحدة
4

خيرا والأخرى شرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم شهداء الله في الأرض والملائكة شهداء الله
في السماء، وفى رواية فإذا شهدتم وجبت. رواه الطبراني في الكبير، وفى السند الأول
عبد الغفار بن القاسم أبوه مريم وهو ضعيف، وفى الأخرى موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
وعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مات العبد والله يعلم منه
سرا ونقول الناس خيرا قال الله عز وجل لملائكته قد قبلت شهادة عبادي على عبدي
وغفرت له علمي فيه. رواه البزار وفيه محمد بن عبد الرحمن القشيري وهو متروك
الحديث. وعن أنس رضي الله عنه قال كنت قاعدا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمرت جنازة
فقال ما هذه الجنازة فقال جنازة فلان بن فلان كان يحب الله ورسوله فقال وجبت
ثلاثا ثم مرت أخرى فقال ما هذه فقالوا جنازة فلان بن فلان كان يبغض الله ورسوله فقال
وجبت ثلاثا. قلت له حديث في الصحيح بغير هذا السياق. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
(باب في الطعام يصنع)
عن مريم بنت فروة أن عمران بن حصين لما حضرته الوفاة قال إذا أنامت فشدوا
على بطني عمامة وإذا رجعتم فانحروا وأطعموا، قال خالد قال لي حفص ليس كما يصنع
أهل بيتك آل المهلب وثقيف. رواه الطبراني في الكبير، ومريم لم أجد من ذكرها.
(باب في موت الأولاد)
عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات ابن آدم قال آدم
لا مرأته حواء إنه قد مات ابنك قالت وما الموت قال لا يطعم ولا يشرب ولا يبطش
ولا يمشى فلما قال ذلك صرخت فقال الرنة عليك وعلى بناتك وأنا وبنى برآء
فصارت المواتيم على النساء. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسين بن سيار وهو
متروك. وعن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة قال قلت له حدثنا حديثا سمعته من رسول
الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه انتقاص ولا وهم قال سمعته يقول من ولد له ثلاثة أولاد في
الاسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث أدخله الله الجنة برحمته إياهم ومن أنفق زوجين
في سبيل الله فان للجنة ثمانية أبواب يدخله الله من أي باب شاء منها الجنة. رواه أحمد
والطبراني في الكبير باختصار النفقة إلا أنه قال من أثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم
على الله في سبيل الله عز وجل وجبت له الجنة. رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال الطبراني
5

ثقات. وعن محمد بن سيرين قال حدثتنا امرأة كانت تأتينا يقال لها ماوية كانت ترزأ
في ولدها فأتت عبيد الله بن معمر القرشي ومعه رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فحدث
ذلك الرجل أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لها فقالت يا رسول الله
أدع الله تبارك وتعالى أن يبقيه لي فقد مات لي قبله ثلاثة فقال أمنذ أسلمت قالت
نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنذ أسلت قالت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أمنذ أسلمت قالت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنة حصينة. فقالت
ماوية قال عبيد الله بن معمر اسمعي يا ماوية قال محمد فخرجت ماوية من عند ابن معمر
فحدثتنا هذا الحديث. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا ماوية شيخة ابن
سيرين. وعن أم سليم أم أنس بن مالك رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهم الله الجنة
بفضل رحمته إياهم. رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عمرو بن عاصم الأنصاري
ولم أجد من وثقه ولا ضعفه وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن امرأة يقال لها رحا
قالت كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءته امرأة بابن لها فقالت يا رسول الله ادع الله لي
فيه بالبركة فإنه قد توفى لي ثلاثة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنذ أسلمت قالت نعم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنة حصينة فقال لي رجل اسمعي يا رجا ما يقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه سماها رحما ورجاله
رجال الصحيح. وعن عثمان بن أبي العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد استجن
جنة حصينة من سلف له ثلاثة أولاد في الاسلام. رواه أبو يعلى والبزار إلا أنه
بجنة كنيفة، والطبراني في الكبير وفيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة وهو ضعيف.
وعن عبد الرحمن بن عائذ أن شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة هل أنت محدثي
حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
قال الله تعالى حقت محبتي للذين يتصافون من أجلى وحقت محبتي للذين يتناصرون
من أجلى وما من مؤمن ولا مؤمنة يعدم الله لهم ثلاثة أولاد من صلبهم لم يبلغوا الحنث
إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه
مسه بن عثمان ولم أجد من ترجمه. وعن عبد الرحمن بن بشير الأنصاري قال قال
6

رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث لم يرد النار إلا عابر
سبيل يعنى الجواز على الصراط. ورجاله موثقون خلا شيخ الطبراني أحمد بن مسعود
المقدسي ولم أجد من ترجمه. وعن حبيبة أنها كانت عند عائشة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى
دخل عليها فقال ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا جئ بهم
يوم القيامة حتى يوقفوا على باب الجنة فيقال لهم ادخلوا الجنة فيقولون حتى يدخل
آباؤنا فيقال لهم ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال
الصحيح خلا يزيد بن أبي بكرة ولم أجد من ترجمه. وأعاده باسناد آخر ورجاله
ثقات وليس فيه يزيد بن أبي بكرة والله أعلم، وعن زهير بن علقمة قال جاءت امرأة
من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله قد مات لي ابنان منذ دخلت
في الاسلام سوى هذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد احتظرت من النار بحظار (1) شديد. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. قلت ويأتي له حديث آخر في الباب
الذي بعد هذا إن شاء الله. وعن سنان مولى واثلة قال توفى ولد الريان وشهده واثلة فلما
انصرفوا من المقبرة قعد واثلة على باب دمشق فمر به الريان فقال له واثلة يا أبا سعيد
جبر الله مصيبتك وغفر لمتوفاك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه آله وسلم يقول من دفن ثلاثة
من الولد حرم الله عليه النار. رواه الطبراني في الكبير وسنان مجهول.
(باب فيمن مات له ابنان)
عن أبي ثعلبة الأشجعي قال قلت يا رسول الله مات لي ولدان في الاسلام فقال
من مات له ولدان في الاسلام أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهما قال فلما كان بعد ذلك
لقيني أبو هريرة قال فقال لي أنت الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم في الولدين ما قال
قلت نعم فقال لان يكون قاله لي أحب إلى مما غلقت عليه حمص وفلسطين. رواه
أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم دخل الجنة قال قلنا يا رسول الله واثنان
قال واثنان. قال محمود فقلت لجابر أراكم لو قلتم واحدا لقال واحدا قال وأنا والله
أظن ذاك. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) أراد: لقد احتميت بحمى عظيم من النار يقيك حرها ويؤمنك دخولها النهاية.
7

أوجب ذو ثلاثة فقال له معاذ وذو الاثنين فقال وذو الاثنين. رواه أحمد والطبراني
في الكبير إلا أنه زاد أو واحد قال وواحد ويأتي في الباب الآتي إن شاء الله وفيه
أبو رملة ولم أجد من وثقه ولا جرحه. وعن الحارث بن قيس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما من مسلمين يموت لهما أربعة أولاد إلا أدخلهما الجنة بفضل رحمته قالوا
يا رسول الله وثلاثة قال وثلاثة قالوا واثنان قال واثنان. رواه عبد الله بن أحمد والطبراني
في الكبير وأبو يعلى ورجاله ثقات. وعن الحارث بن قيس قال كنا عند أبي برزة
فحدث ليلتئذ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلمين يموت لهما أربعة أفراط إلا أدخلهما
الله الجنة بفضل رحمته فقالوا يا رسول الله وثلاثة قال وثلاثة قالوا واثنان قال واثنان قال
وإن من أمتي لمن يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها وإن من أمتي من يدخل الجنة
بشفاعته مثل مضر. رواه أحمد من حديث أبي برزة ورجاله ثقات. وعن أم سليم
ابنة ملحان وهي أم أنس بن مالك قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من
مسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته
قالها ثلاثا قلت يا رسول الله واثنان قال واثنان. رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه
عمرو بن عاصم الأنصاري ولم أجد من وثقه ولا جرحه وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن بريدة قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فبلغه أن امرأة من الأنصار مات ابن لها فجزعت
عليه فقام النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه فلما بلغ باب المرأة قيل للمرأة إن نبي
الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يدخل يعزيها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أما انه
بلغني أنك جزعت على ابنك قالت يا نبي الله ما لي لا أجزع وأنا رقوب لا يعيش لي
ولد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الرقوب الذي يعيش ولدها إنه
لا يموت لامرأة مسلمة أو امرئ مسلم نسمة قال أو ثلاثة من ولده يحتسبهم إلا وجبت
له الجنة فقال عمر وهو عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم بأبي وأمي واثنين قال نبي الله
صلى الله عليه وسلم واثنين. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن زهير
ابن أبي علقمة قال جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن لها فقالت
يا رسول الله إنه قد مات لي ابنان سوى هذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد
احتظرت من دون النار بحظار شديد. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن أبي ثعلبة
8

الخشني قال توفى لي ولدان فقلت يا رسول الله توفى لي ولدان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات
له ولدان أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم، فلقيني أبو هريرة فقال أنت الذي حدثك
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الولدين قلت نعم قال لان تكون حدثتني به
أحب إلى مما غلقت عليه فلسطين. رواه الطبراني في الكبير وفرقهما جعل الأشجعي
الذي تقدم غير هذا والله أعلم، ورجاله رجال الصحيح. وعن عائشة قالت
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قدم شيئا من ولده صابرا محتسبا حجبوه بإذن الله
من النار. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو يحيى التيمي وهو ضعيف، وقال
ابن عدي له أحاديث حسان، وبقية رجاله ثقات. وعن أم ميسر أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لها يا أم ميسر من كان له ثلاثة أفراط من ولده أدخله الله الجنة بفضل
رحمته إياهم، وكانت أم ميسر تطبخ طبيخا قالت وفرطان فقال أو فرطان رواه
الطبراني في الكبير وفيه المثنى بن الصباح وهو ضعيف.
(باب فيمن مات له واحد)
عن معاذ رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثة
من الولد إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهما فقالوا يا رسول الله أو اثنان فقال
أو اثنان قالوا أو واحد قال أو واحد ثم قال والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه
بسرره إلى الجنة إذا احتسبته قلت روى ابن ماجة منه إن السقط إلى آخره رواه
أحمد والطبراني في الكبير وفيه يحيى بن عبيد الله التيمي ولم أجد من وثقه ولا
جرحه. وعن حسان بن كريت أن غلاما منهم توفى فوجد عليه أبواه أشد الوجد
فقال حوشب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول في مثل ابنك أن رجلا من أصحابه كان له ابن قد أدب أو دب وكان يأتي مع
أبيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن ابنه توفى فوجد عليه أبوه قريبا من ستة أيام لا يأتي النبي
صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أرى فلانا قالوا يا رسول الله إن ابنه توفى فوجد
عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فلان أتحب أن ابنك عندك إلا كأنشط الصبيان
نشاطا أتحب أن ابنك عندك أجرأ الغلمان جراءة أتحب أن ابنك عندك كهلا كأفضل
الكهول أو يقال لك أدخل الجنة ثواب ما أخذ منك. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة
وفيه كلام. وعن قرة بن أياس أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه
9

ابن له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أتحبه قال نعم يا رسول الله أحبك الله كما أحبه ففقده
النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل فلان بن فلان قالوا يا رسول الله مات فقال النبي
صلى الله عليه وسلم لأبيه ألا تحب أن لا تأتى بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك
فقال رجل يا رسول الله أله خاصة أم كلنا قال بل لكلكم قلت رواه النسائي
باختصار قول الرجل أله خاصة رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة
أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم ومعها ابن لها مريض فقالت يا رسول الله ادع الله أن يشفى
ابني هذا قال فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لك فرط قالت نعم يا رسول
الله قال في الجاهلية أو في الاسلام قالت بل في الاسلام قال جنة حصينة جنة حصينة.
رواه أبو يعلى وفيه أبو عبيدة الناجي وهو ضعيف. وعن جابر بن سمرة قال قال
رسول الله صلى عليه وسلم من دفن ثلاثة فصبر عليهم واحتسب وجبت له الجنة فقالت أم أيمن واثنين
قال من دفن اثنين فصبر علهما واحتسبهما وجبت له الجنة فقالت أم أيمن وواحد فسكت
وأمسك ثم قال يا أم أيمن من دفن واحدا فصبر عليه واحتسبه وجبت له الجنة. رواه
الطبراني في الأوسط والكبير وفيه ناصح بن عبد الله أبو عبد الله وهو متروك.
وعن عبد الله بن عمر أن رجلا من الأنصار كان له ابن يروح إذا راح النبي صلى الله عليه وسلم
فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فقال أتحبه فقال يا نبي الله نعم فأحبك الله كما أحبه
فقال إن الله تعالى أشد لي حبا منك له فلم يلبث أن مات ابنه ذاك فراح إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقد أقبل عليه تبه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أجزعت قال نعم فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن يكون ابنك مع ابني إبراهيم يلاعبه
تحت ظل العرش قال بلى يا رسول الله. رواه الطبراني في الكبير من حديث إبراهيم
ابن عبيد في التابعين وهو ضعيف وبقية رجاله موثقون. وعن قيس بن أبي حازم قال
رأى عبد الله بن مسعود صبيانا مع ولده يلعبون فقال هؤلاء أهون على من عدلهم
من الجعلان. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن
مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات له ولد ذكر أو أنثى سلم أو لم يسلم رضى
أو لم يرض صبر أو لم يصبر لم يكن له ثواب دون الجنة. رواه الطبراني في
الكبير والأوسط وفيه عمرو بن خالد الأعشى وهو ضعيف وبقية رجاله ثقات.
وعن سهل بن حنيف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجوا فإني مكاثر
10

بكم الأمم وإن السقط ليرى محبنطئا (1) بباب الجنة يقال له أدخل يقول حتى يدخل
أبوى. رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. وعن بعض
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنه يقال للوالدان يوم القيامة
أدخلوا الجنة فيقولون يا رب حتى تدخل آباؤنا وأمهاتنا قال فيأبون قال فيقول الله
عز وجل ما لي أراهم محبنطئين أدخلوا الجنة قال فيقولون يا رب آباؤنا فيقول
أدخلوا الجنة أنتم وآباؤكم. رواه أحمد ورجاله ثقات.
(باب فيمن لم يقدم ولدا ولا غيره)
عن أنس بن مالك قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على مجلس من بنى سلمة فقال يا بنى
سلمة ما الرقوب فيكم قال الذي لا ولد له قال بل هو الذي لا فرط له قال ما المعدم
فيكم قالوا الذي لا مال له قال بل هو الذي يقدم وليس له عند الله خير. رواه أبو يعلى
والبزار باختصار ورجال البزار رجال الصحيح. وغن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما تعدون الرقوب فيكم قالوا الذي لا ولد له قال بل الذي لا فرط
له. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعن رجل شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
يخطب قال تدرون ما الرقوب قالوا الذي لا ولد له فقال الرقوب كل الرقوب الرقوب
كل الرقوب الرقوب كل الرقوب الرقوب كل الرقوب الذي له ولد فمات ولم يقدم
منهن شيئا قال تدرون ما الصعلوك قالوا الذي ليس له مال قال الصعلوك كل الصعلوك
الصعلوك كل الصعلوك الصعلوك كل الصعلوك الذي له مال فمات ولم يقدم منه شيئا
قال ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ما الصرعة قالوا الصريع قال فقال رسول الله صلى عليه وسلم
الصرعة كل الصرعة الصرعة كل الصرعة الصرعة كل الصرعة الرجل الذي يغضب
يشد غضبه ويحمر وجهه ويقشعر شعره فيصرع غضبه. رواه أحمد وفيه أبو حصنة
أو ابن حصنة قال الحسيني مجهول وبقية رجاله ثقات.
(باب فيما يعد فرطا أو مصيبة)
عن عائشة رضي الله عنها قالت كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم سترا وفتح بابا في
مرضه فنظر إلى الناس يصلون خلف أبى بكر فسر بذلك وقال الحمد لله إنه لم يمت نبي
حتى يؤمه رجل من أمته ثم أقبل على الناس فقال يا أيها الناس من أصيب منكم بمصيبة

(1) المحبنطئ المتغضب المستبطئ للشئ، وقيل هو الممتنع امتناع طلبة لا امتناع إباء.
11

من بعدي فليتعز بمصيبته بي عن مصيبته التي تصيبه فإنه لن يصيب أمتي من بعدي بمثل
مصيبتهم بي. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيد الله بن جعفر بن نجيح المدني وهو
ضعيف. وعن سهل بن حنيف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن له منكم فرط
لم يدخل الجنة إلا تصريدا (1) قال يا رسول الله ما لكلنا فرط قال أوليس من فرط
أحدكم أن يفقد أخاه المسلم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
(باب موت البنات)
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما عزى النبي صلى الله عليه وسلم بابنته رقية قال الحمد لله
دفن البنات من المكرمات. رواه الطبراني في الأوسط والكبير، والبزار إلا أنه قال
موت البنات، وفيه عثمان بن عطاء الخراساني وهو ضعيف.
(باب موت الزوجة)
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ليس في الدنيا
حسرة إلا في ثلاث رجل كان له سقى وله سانية (2) يسقى عليها أرضه فلما اشتد ظمأ أرضه
وخرج ثمرها ماتت سانيته فيجد حسرة على سانيته الذي قد علم السقي أن لا يجد مثله
ويجد حسرة على ثمرة أرضه إن تفسد قبل أن يحتل لها حيلة ورجل كان على فرس
جواد فلقى جمعا من الكفار فلما دنا بعضهم من بعض انهزم أعداء الله فسبق الرجل
على فرسه فلما كرب (3) أن تلحق كسر به فرسه وترك قائما عنده يجد حسرة على فرسه
أن لا يجد مثله ويجد حسرة على ما فاته من الظفر الذي كان قد أشرف عليه ورجل تحته
امرأة قد رضى هيئتها ودينا فنفست غلاما فماتت بنفسه فيجد حسرة على امرأته يظن
أنه لن يصادف مثلها ويجد حسرة على ولدها يخشى أن يهلك ضيعة قبل أن يجدله مرضعة
قال فهذه أكبر أولئك الحسرات. رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه، ورواه
البزار وفى بعضها أشد حسرات بني آدم على ثلاث رجل كانت له مرأة حسناء جميلة فذكر
نحوه باختصار. وله سندان أحدهما حسن ليس فيه غير سعيد بن بشير وقد وثق.
(باب في النوح)
عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يزلن في أمتي حتى تقوم
الساعة النياحة والمفاخرة في الأنساب والأنواء. رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. وعن

(1) أي قليلا.
(2) السانية: الناقة التي يسقى عليها
(3) في الأصل " لزت ".
12

جنادة بن ملك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث من أمر الجاهلية لم يدعهن
أهل الاسلام أبدا الاستمطار بالكواكب وطعنا في النسب والنياحة على الميت. رواه
البزار والطبراني في الكبير من طريق مصعب بن عبيد الله بن جنادة عن أبيه عن
جده ولم أجد من ترجم مصعبا ولا أباه وعن عوف بن مالك (1) المزني قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من أمر الجاهلية لا يدعهن الناس أولا يتركهن الناس الطعن
في النسب والنياحة وقولهم انا مطرنا بنوء كدا ونجم كذا. رواه البزار والطبراني
في الكبير وفيه كبير بن عبد الله المزني وهو ضعيف. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
أربع في أمتي ليس هم بتاركيها الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والنياحة تبعث يوم
القيامة النائحة إذا لم تتب عليها درع من قطران. قلت هو في الصحيح باختصار. رواه
البزار وإسناده حسن. وعن العباس بن عبد المطلب قال أخذ رسول الله صلى الله عليه
وسلم بيدي فقال يا عباس ثلاث لا يدعهن قومك الطعن في النسب والنياحة والاستمطار
بالأنواء. رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن دينار وهو ضعيف. وعن سلمان
عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة من الجاهلية الفخر في الأنساب والطعن في الأحساب
والنياحة. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الغفور أبو الصباح وهو ضعيف. وعن
ابن عباس قال لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة رن إبليس رنة (2) اجتمعت
إليه جنوده فقالوا ايئسوا أن تردوا أمة محمد على الشرك بعد يومكم هذا ولكن أفتنوهم
في دينهم وأفشوا فيهم النوح. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن أبي
هريرة أن رسول صلى الله عليه وسلم قال لا تصلى الملائكة على نائحة ولا مرنة. رواه أحمد وأبو
يعلى وفيه أبو مرانة ولم أجد من وثقه ولا جرحه وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن النائحة والمستمعة وقال ليس للنساء في الجنازة
نصيب. رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه الصباح أبو عبد الله ولم أجد من ذكره.
وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة
مزمار عند نعمة ورنة (2) عند مصيبة. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن أبي هريرة
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما نائحة ماتت قبل أن تتوب ألبسها
الله سربالا من نار وأقامها للناس يوم القيامة. رواه أبو يعلى وإسناده حسن. وعن

(1) تحذف في الكتب القديمة الألف المتوسطة في الاعلام أحيانا.
(2) الرنة: الصوت.
13

أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذه النوائح يجعلن يوم القيامة صفين في
جهنم صف عن يمينهم وصف عن يسارهم فينبحن على أهل النار كما تنبح الكلاب.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن داود اليمامي وهو ضعيف. وعن ابن عمر
قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة. رواه الطبراني في الكبير
وفيه الحسن بن عطية ضعيف. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
النوائح عليهن سرابيل من قطران. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن عياش.
وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال النائحة يوم القيامة على طريق بين
الجنة والنار سرابيلها من قطران ويغشى وجهها النار إذا لم تتب. رواه الطبراني في
الكبير وفيه عبيد الله (1) بن زحر وهو ضعيف. وعن عبد الله بن مسعود عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النوح. رواه البزار وفيه عيسى بن أبي عيسى الحناط (2)
وهو ضعيف. وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه. رواه البزار وفيه محمد بن
عمرو وفيه كلام وحديثه حسن. وعن ابن عمر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
وعاد أبا سلمة وهو وجع فسمع قول أم سلمة وهي تبكي فنكل نبي الله صلى الله عليه
وسلم عن الدخول حين سمعها تبكيه بكتاب الله تقول (جاءت سكرة الموت بالحق ذلك
ما كنت منه تحيد) فدخل ثم سلم ثم قال أخلف الله عليك يا أم سلمة فلما خرج ومعه
أبو بكر قال رأيتك يا رسول الله كرهت الدخول لأنهم ينوحون قال لست أدخل
دارا فيها نوح ولا كلب أسود. رواه الطبراني في الكبير وفيه أيوب بن نهيك وقد
ضعفه جماعة ووثقه ابن حبان وقال يخطئ. وعن عبد الله بن عمرو قال بينما أنا أمشى
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمعت الواعية (3) فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهب فانظر
ما هذا قالوا عبد الله بن رواحة مات قال لم يمت فأفاق وكان أغمي عليه فأخبر أن النبي
صلى الله عليه وسلم يأتيه فتلقاه قال يا رسول الله أغمي على فصاحت النساء وا عزآه
وا جبلاه فقال ملك معه مرزبة فجعلها بين رجلي كما تقول تقول قلت لا ولو
قلت نعم ضربني بها. رواه الطبراني في الكبير والأعمش لم يسمع من عبد الله
ابن عمرو ومحمد بن جابر الحنفي فيه كلام. وعن الحسن أن معاذ بن جبل

(1) في الأصل " عبد الله " والتصحيح مما تقدم، ومما ورد في الميزان وغيره.
(2) وهو الخياط والخباط، عمل الحرف الثلاث كما في الميزان.
(3) أي الصراخ.
14

أغمي عليه فجعلت أخته تقول وا جبلاه أو كلمة أخرى فلما أفاق قال ما زلت مؤذية لي
منذ اليوم قالت لقد كان يعز على أن أؤذيك قال ما زال ملك شديد الانتهار كلما قلت
وا كذا قال وكذا أنت فأقول لا. رواه الطبراني في الكبير والحسن لم يدرك
معاذا. وعن مصعب بن نوح قال أدركت عجوزا لنا كانت فيمن بايعت النبي صلى الله عليه وسلم
قالت فأتيناه يوما فأخذ علينا أن لا تنحن فذكر الحديث. رواه أحمد ورجاله ثقات.
وعن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الميت يعذب بما نيح عليه. رواه البزار وأحمد.
وفيه عمر بن إبراهيم العبدي وفيه كلام وهو ثقة. وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الكافر من كفار قريش يموت فيبكيه أهله فيقولون المطعم
الجفان المقاتل الذي فيزيده الله عذابا بما يقولون. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام.
(باب فيما يقال في الميت مما فيه)
عن أم عباس قال جعلت أم سعد تقول " ويل أم سعد سعدا صرامة وجدا " فقال
النبي صلى الله عليه وسلم لا تزيدين على هذا لا تزيدين على هذا وكان والله ما علمت حازما في أمر الله قويا في أمر الله. رواه الطبراني في الكبير وفيه مسلم الملائي وهو ضعيف. ورواه
أيضا عن محمد بن إسحاق قالت أم سعد حين حمل نعشه وهي تبكيه " ويل أم سعد سعدا
صرامة وجدا وسيدا سد به مسدا " فقال النبي صلى الله عليه وسلم كل باكية تكذب إلا باكية
سعد بن معاذ. وعن أم سلمة أنها قالت يا رسول الله إن نساء بنى مخزوم قد أقمن مأتمهن
على الوليد بن الوليد بن المغيرة فأذن لها فقالت وهي تبكيه " أبكى الوليد بن المغيرة
أبكى الوليد بن الوليد أخا العشيرة ". رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه ثابت
أبو حمزة الثمالي وهو ضعيف.
(باب فيمن ضرب الخدود وغير ذلك)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من ضرب الخدود وشق
الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الله بن عبد
القدوس وفيه كلام وقد وثق. وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من حلق
ولا سلق (1) ولا حرق. رواه البزار ورجاله ثقات. ورواه أبو يعلى أيضا.

(1) أي ليس من أهل سنتنا من حلق شعره عند المصيبة ورفع صوته عندها.
15

(باب ما جاء في البكاء)
عن معاذ. بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن خرج عليه السلام ومعاذ
راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى تحت راحلته فقال يا معاذ انك عسى
أن لا تلقاني بعد عامي هذا فتمر بقبري ومسجدي فبكى معاذ جشعا لفراق رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال لا تبك يا معاذ فان البكاء من الشيطان. رواه البزار ورجاله ثقات،
ورواه الطبراني في الكبير. وعن عائشة قالت لما توفى عبد الله بن أبو بكر بكى عليه
فخرج أبو بكر فقال إني أعتذر إليكم من شان أولاء إنهن حديث عهد بجاهلية
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الميت تنضح (1) عليه الحميم ببكاء الحي. رواه البزار
وأبو يعلى وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف، وعن سمرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الميت يعذب ببكاء الحي، رواه الطبراني في الكبير وفيه عمر بن
إبراهيم الأنصاري وفيه كلام وهو ثقة. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إن الميت ليعذب ببكاء الحي. رواه أبو يعلى وفيه من لم أجد من ذكره. وعن
حاجب بن عمر قال دخلت مع الحكم بن الأعرج على بكر بن عبد الله المزني فتذاكروا
أمر الميت يعذب ببكاء الحي فحدثنا بكر فقال ثنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم وكان أبو هريرة خالفه في ذلك فقال قال أبو هريرة والله لئن انطلق رجل محاربا
في سبيل الله ثم قتل في قطر من أقطار الأرض شهيدا فعمدت امرأته سفها أو جهلا
فبكت عليه ليعذبن هذا الشهيد ببكاء هذه السفيهة عليه فقال رجل صدق رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكذب أبو هريرة. رواه أبو هريرة وفيه من لا يعرف. وعن أبي الربيع قال
كنت مع ابن عمر رحمه الله في جنازة فسمعت صوت إنسان يصيح فبعث إليه فأسكته
قلت يا أبا عبد الرحمن لم أسكته قال إنه يتأذى به الميت حتى يدخل قبره. رواه أحمد
وفيه أبو شعبة الطحان وهو متروك. وعن ربيع الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد
ابن أخي جبر الأنصاري فجعل أهله يبكون عليه فقال لهم جبر لا تؤذوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم بأصواتكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهن يبكين ما دام حيا فإذا
وجب فليسكتن، قلت ويأتي بتمامه في الجهاد إن شاء الله. رواه الطبراني في الكبير
ورجاله ثقات. وعن أسماء بنت عميس قالت لما أصيب جعفر أتى النبي صلى الله عليه

(1) في الأصل مهملة من النقط.
16

وسلم فقال تسلى ثلاثا ثم اصنعي ما شئت. وفى رواية عنها قالت دخل على رسول الله
صلى الله عليه وسلم اليوم الثالث من قتل جعفر فقال لأتحدى (1) بعد يومك هذا. رواه كله أحمد
وروى الطبراني بعضه في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن أم سلمة رضي الله عنها
أن أسماء بكت على حمزة وجعفر ثلاثا فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
ترقا وتكتحل. رواه الطبراني في الكبير، وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام، وبقية
رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما مات عثمان بن
مظعون قالت امرأته هنيئا لك الجنة عثمان بن مظعون فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
غضبان فقال وما يدريك قالت يا رسول الله فارسك وصاحبك فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم وإني لرسول الله وما أدرى ما يفعل بي فأشفق الناس على عثمان فلما ماتت زينب
ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحقي بسلفنا الخير عثمان بن
مظعون فبكت النساء فجعل عمر يضربهن بسوط فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيده وقال مهلا يا عمر ثم قال أبكين وإياكن ونعيق الشيطان ثم قال إنه مهما كان من
القلب والعين فمن الله عز وجل ومن الرحمة وما كان من القلب ومن اللسان فمن الشيطان.
رواه أحمد وفيه علي بن زيد وفيه كلام وهو موثق، وزاد في رواية وقعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى شفير القبر وفاطمة إلى جنبه تبكي فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
يمسح عن فاطمة بثوبه رحمة لها. وعن عبد الرحمن بن عوف قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم
بيدي فانطلقت معه إلى ابنه إبراهيم وهو يجود بنفسه قال فأخذه النبي صلى الله عليه
وسلم ووضعه في حجره حتى خرجت نفسه قال فوضعه ثم بكى فقلت تبكي يا رسول
الله وأنت تنهى عن البكاء فقال إني لم أنه عن البكاء ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين
صوت عند نعمة لهو ولعب ومزامير شيطان وصوت عند مصيبة لطم وجوه وشق جيوب
وهذه رحمة ومن لا يرحم لا يرحم يا إبراهيم لولا أنه وعد صادق وقول حق وأن آخرنا
سيلحق بأولنا لحزنا عليك حزنا أشد من هذا وانا عليك يا إبراهيم لمحزونون تبكي العين
ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب عز وجل. رواه أبو يعلى والبزار وفيه محمد
ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى وفيه كلام. وعن أبي أمامة قال جاء رجل إلى نبي الله
صلى الله عليه وسلم حين توفى إبراهيم وعيناه تدمعان فقال يا نبي الله تبكي على هذا السخل (2) والذي بعثك
بالحق لقد دفنت اثنى عشر ولدا في الجاهلية كلهم أشب منه كلهم أدسهم في التراب أحياء

(1) حدت المرأة: حزنت ولبست ثياب الحزن.
(2) السخل: المولود المحبب إلى أبويه.
17

فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم فما هذا إن كانت الرحمة ذهبت منك يحزن القلب وتدمع العين
ولا نقول ما يسخط الرب وانا على إبراهيم لمحزونون. رواه الطبراني في
الكبير وفيه علي بن زيد الألهاني وهو ضعيف. وعن السائب بن يزيد أن النبي
صلى الله عليه وسلم لما هلك ابنه طاهر ذرفت عين النبي صلى الله عليه وسلم فقيل يا رسول الله
بكيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان العين تذرف وان الدمع يغلب وان القلب
يحزن ولا نعصي الله عز وجل. رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن يزيد بن
عبد الملك النوفلي وهو ضعيف. وعن عبد الرحمن بن عوف قال بعثت ابنة لرسول
الله صلى الله عليه وسلم ان ابنتي مغلوبة فقال للرسول قل لها إن لله ما أخذ وله ما أعطى ثم بعثت
إليه الثانية فقال لها مثل ذلك ثم بعثت إليه الثالثة فجاءها في ناس من أصحابه فأخرجت
إليه الصبية ونفسها تقعقع (1) في صدرها فرق عليها فذرفت عيناه ففطن به بعض أصحابه
وهم ينظرون إليه حين ذرفت عيناه فقال مالكم تنظرون رحمة الله بضعها حيث يشاء
إنما يرحم الله من عباده الرحماء. رواه البزار والطبراني في الكبير بنحوه إلا أنه قال
استعن بامامة بنت أبي العاص فبعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه الوليد بن
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ولم أجد من ذكره. وعن أبي هريرة قال ثقل ابن
لفاطمة فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تدعوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع
فان له ما أخذ وله ما أبقى وكل لأجل بمقدار فلما احتضر بعثت إليه وقال لنا قوموا
فلما جلس جعل يقرأ (فلو لا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون) حتى قبض فدمعت
عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد يا رسول الله أتبكي وتنهى عن البكاء قال إنما هي
رحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء. رواه البزار وفيه إسماعيل بن موسى المكي
وفيه كلام وقد وثق. وعن ابن عباس قال احتضرت ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاها
فضمها إليه وجعلها بين ثدييه فدمعت عيناه صلى الله عليه وسلم فبكت أم أيمن فقال
لها تبكين ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندك فقالت ما لي لا أبكى ورسول الله
صلى الله عليه وسلم يبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني لست أبكى ولكنها رحمة نظرت إليها
على هذه الحال ونفسها تنزع. رواه البزار وفيه كلام لاختلاطه (2). وعن
سالم أبى النضر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون وهو

(1) أي تضطرب.
(2) كذا.
18

يموت فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب فسجي (1) عليه وكان عثمان نازلا على امرأة من
الأنصار يقال لها أم معاذ قالت فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم مكبا عليه
طويلا وأصحابه معه ثم تنحى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى فلما بكى بكى أهل البيت فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمك الله أبا السائب وكان السائب قد شهد معه بدرا
قال فتقول أم معاذ هنيئا لك أبا السائب الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وما يدريك يا أم معاذ أما هو فقد جاءه اليقين ولا نعلم إلا خيرا قالت لا والله لا أقولها
لأحد بعده أبدا. رواه الطبراني في الكبير وهو مرسل ورجاله ثقات. وعن جابر بن
عبد الله أن أباه يوم أحد قتله المشركون ثم مثلوا به فجدعوا أنفه وأذنيه قال جابر فجعلت
أنظر إليه والى ما صنعوا به وصحت فجاءت الأنصار فسجوه بثوب ثم انى كشفت الثوب
فلما رأيت ما صنع به صحت فجاءت الأنصار فسجوه بالثوب قال وذلك بعين رسول
الله صلى الله عليه وسلم فذهب الأنصار حتى أتوا رسول صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول
الله ألا ترى ما يصنع جابر قال دعوه قلت فذكر الحديث وفى الصحيح بعض هذا رواه
الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن عائذ بن عمر وقال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في
غزاة فلما أقبلنا راجعين بكت امرأة رجل كان استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ما هذه الباكية قيل فاطمة بنت على فالتفت إلى عائذ بن عمرو فزوجها إياه وأوصاه
بها. رواه الطبراني في الكبير وفيه مجاهيل. وعن عبد الله بن يزيد قال رخص في البكاء
من غير نوح. رواه الطبراني في الكبير وأسناده حسن. وعن عامر بن سعد قال دخلت
عريشا وفيه قرظة (2) بن كعب وأبو مسعود الأنصاري قال فذكر حديثا لهما قالا فيه انه رخص
لنا في البكاء عند المصيبة من غير نوح. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
وعن أم اسحق قالت هاجرت مع أخي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فلما كنت في بعض
الطريق قال لي أخي اقعدي يا أم إسحق فإني نسيت نفقتي بمكة فقلت إني أخشى عليك
الفاسق زوجي فقال لا إن شاء الله قالت فلبثت أياما فمر بي رجل قد عرفته ولا أسميه
فقال ما يقعدك ههنا يا أم اسحق قالت أنتظر اسحق ذهب لنفقة له بمكة قال لا اسحق لك
قد لحقه زوجك الفاسق فقتله فقدمت فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ
فقلت يا رسول الله قتل اسحق وأنا أبكى وينظر إلى فإذا نظرت إليه نكس وأخذ

(1) سجى: أي غطى.
(2) في الأصل " فرطه " والتصويب من الإصابة.
19

كفا من ماء فنضحه (1) في وجهي قال بشار قالت جدتي فلقد كانت تصيبنا المصيبة
العظيمة فترى الدموع على عينيها ولا يصيب خدها. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
بشار بن عبد الملك ضعفه ابن معين. وعن عبد الله بن عتبة قال لما مات عتبة بن مسعود
بكى عبد الله بن مسعود فقالوا له تبكي فقال نعم أخي في النسب وصاحبي مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأحب الناس إلى إلا ما كان من عمر بن الخطاب. رواه الطبراني
في الأوسط والكبير بنحوه وزاد وما أحب مع ذلك أنى كنب مت قبله لان يموت
فأحتسبه أحب إلى من أن أموت فيحتسبني. ورجاله ثقات. وعن أم عبد الله امرأة أبى
موسى قالت مرض أبو موسى فبكيت عنده فنهيت فقال ذروها تهريق من عبرتها سجلا (2)
أو سجلين فذكر الحديث. رواه الطبراني في الكبير. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يبكى إلا على أحد رجلين فاجر مكمل فجوره أو بار مكمل بره. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه رشدين بن سعد وفيه كلام. وعن عائشة قالت دخلت على أبى بكر فرأيت به الموت فقلت
هيج هيج من لا يزال دمعه مقدما فإنه مرة مدفون فقال لا تقولي ذلك ولكن قولي وجاءت
سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد. رواه أبو يعلى وإسناده رجاله رجال الصحيح.
(باب تقبيل الميت)
عن معاذ بن ربيعة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون. رواه
البزار واسناده حسن.
(باب تجهيز الميت وغسله والاسراع بذلك)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات بكرة فلا يقيلن إلا في قبره
ومن مات عشية فلا يبيتن إلا في قبره. رواه الطبراني في الكبير وفيه الحكم بن ظهير
وهو متروك. وعن عائشة قالت إن أبا بكر لما حضرته الوفاة قال أي يوم هذا قالوا يوم
الاثنين قال فان مت من ليلتي فلا تنتظروا بي الغد فان أحب الأيام والليالي إلى أقربها
من رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد وفيه شيخ أحمد بن محمد بن ميسر أبو سعد ضعفه
جماعة كثيرون وقال أحمد صدوق. وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من حفر قبرا بنى الله له بيتا في الجنة ومن غسل ميتا خرج من ذنوبه كيوم ولدته
أمه ومن كفن ميتا كساه الله من حلل الجنة ومن عزى حزينا ألبسه الله التقوى وصلى

(1) أي رشه.
(2) السجل: الدلو.
20

على روحه في الأرواح ومن عزى مصابا كساه الله حلتين من حلل الجنة لا تقوم لهما
الدنيا ومن اتبع جنازة حتى يقضى بدفنها كتب له ثلاثة قراريط القيراط منها أعظم
من جبل أحد ومن كفل يتيما أو أرملة أظله الله في ظله وأدخله الجنة. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه الخليل بن مرة وفيه كلام. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من غسل ميتا فكتم عليه طهره الله من ذنوبه فان كفنه كساه الله من السندس.
رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو عبد الله الشامي روى عن أبي خالد ولم أجد من ترجمه.
وعن أبي رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله
له أربعين كبيرة ومن حفر لأخيه قبرا حتى يجنه فكأنما أسكنه مسكنا حتى يبعث.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن عائشة قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من غسل ميتا فأدى فيه الأمانة ولم يفش عليه ما يكون منه عند ذلك خرج
من ذنوبه كيوم ولدته أمه قال ليله أقربكم منه إن كان يعلم فان لا يعلم فمن ترون عنده
حظا من ورع وأمانة. رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه جابر الجعفي وفيه
كلام كثير. عن معاوية بن خديج وكانت له صحبة قال من غسل ميتا وكفنه وتبعه وولى
جنيه رجع مغفورا له. رواه أحمد وفيه صالح أبو محين وهو مجهول. وعن أبي
سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت ليعرف من يحمله ومن يغسله ومن
يدليه في القبر فقال ابن عمر وهو في المجلس ممن سمعت هذا قال من أبي سعيد فانطلق
ابن عمر إلى أبي سعيد فقال يا أبا سعيد ممن سمعت هذا قال من النبي صلى الله عليه
وسلم. رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه رجل لم أنجد من ترجمه. وعن محمد بن
سيرين قال غسلت أنس بن ملك فلما بلغت عورته قلت لبنيه أنتم أحق بغسل عورته
دونكم فاغسلوها فجعل الذي يغسلها على يده خرقة وعليها ثوب ثم غسل العورة من تحت
الثوب. رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن. وعن حميد قال توفى أنس بن مالك
فجعل في حنوطه سكة أو سك ومسكة فيها من عرق النبي صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الكبير
ورجاله ثقات. وعن أم سليم أم أنس بن مالك قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توفيت
المرأة فأرادوا أن يغسلوها فليبدؤا ببطنها فليمسح بطنها مسحا رفيقا إن لم تكن حبلى
فان كانت حبلى فلا يحركها فان أردت غسلها فابدئي بسفلتها فألقى على عورتها ثوبا ستيرا ثم
21

خذي كرسفة (1) فاغسليها فأحسني غسلها ثم أدخلي يدك من تحت الثوب فامسحيها بكر سف
ثلاث مرات فأحسني مسحها قبل أن توضئيها ثم وضئيها بماء فيه سدر وليفرغ الماء
امرأة وهي قائمة لا تلي شيئا غيره حتى تنقى بالسدر وأنت تغسلين وليل غسلها أولى
الناس بها وإلا فامرأة ورعة مسلمة فان كانت صغيرة أو ضعيفة فلتليها امرأة أخرى ورعة
مسلمة فإذا فرغت من غسل سفلتها غسلا نقاء بسدر وماء فلتوضئها وضوء الصلاة فهذا
بيان وضوئها ثم اغسليها بعد ذلك ثلاث مرات بماء وسدر فابدئي برأسها قبل كل شئ فأنقي
غسله من السدر بالماء ولا تسرحي رأسها بمشط فان حدث بها حدث بعد الغسلات
الثلاث فاجعليها خمسا فان حدث في الخامسة فاجعليها سبعا وكل ذلك فليكن وترا بماء
وسدر فإن كان في الخامسة أو الثالثة فاجعلي فيه شيئا من كافور وشيئا من سدر ثم اجعلي
ذلك في جر جديد ثم اقعديها فأفرغي عليها وابدئي برأسها حتى تبلغي رجليها فإذا
فرغت منها فألقى عليها ثوبا نظيفا ثم ادخلي يدك من وراء الثوب فانزعيه عنها ثم احشي
سفلتها كرسفا ما استطعت واحشي من طيبها ثم خذي سبيبة طويلة مغسولة فاربطيها
على عجزها إلى قريب من ركبتها فهذا شأن سفلتها ثم طيبيها وكفنيها واطوى شعرها
ثلاثة أقرن قصة وقرنين ولا تشبهيها بالرجال وليكن كفنها في خمسة أثواب أحدها
الإزار تلفي به فخذيها ولا تنقصي من شعرها شيئا بنورة ولا غيرها وما يسقط من
شعرها فاغسليه ثم اغرزيه في شعر رأسها وطيبي شعر رأسها فأحسني تطييبه ولا تغسليها
بماء مسخن واخمريها وما تكفنيها به بسبع تنذات إن شئت واجعلي كل شئ منها وترا
وإن بدا لك أن تخمريها في نعشها فاجعليه وترا هذا شأن كفنها ورأسها وان كانت
مجدورة أو مخصوبة أو أشباه ذلك فخذي خرقة واحدة واغسليها بالماء واجعلي تتبعي كل
شئ منها. ولا تحركيها أخشى أن يتنفس منها شئ لا يستطاع رده. رواه الطبراني في الكبير
باسنادين في أحدهما ليث بن أبي سليم وهو مدلس ولكنه ثقة وفى الآخر بجنيد وقد
وثق وفيه بعض كلام. وعن المغيرة بن شعبة أنه حدث أنه سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول من غسل ميتا فليغتسل. رواه أحمد وفى إسناده من لم يسم. وعن عائشة
قالت من السنة أن تتخذ إحداكن في يديها أو عنقها شيئا تسلبه إذا وضعت على سرير غسلها.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لا يعرف. وعن حذيفة قال قال رسول الله صلى

(1) الكرسف: القطن.
22

الله عليه وسلم من غسل ميتا فليغتسل. رواه الطبراني في الأوسط من رواية أبي إسحاق
السبيعي عن أبيه ولم أجد من ذكر أباه وعن إبراهيم قال سئل عبد الله عن غاسل
الميت أيغتسل قال إن كنتم ترون أن صاحبكم نجسا فاغتسلوا منه وإلا فإنما يكفيكم
الوضوء. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات إلا أن إبراهيم لم يسمع من ابن مسعود.
(باب فيمن يجنب ثم يموت قبل أن يغتسل)
عن إسحاق بن الحارث قال رأيت خالد بن الحوارى رجلا من الحبشة من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم أتى أهله فلما حضرته الوفاة قال اغسلوني غسلتين غسلة للجنابة وغسلة
للموت. رواه الطبراني في الكبير وإسحاق لم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات. وعن
ابن عباس قال أصيب حمزة بن عبد المطلب وحنظلة بن الراهب وهما جنب فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت الملائكة تغسلهما. رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.
(باب في المرأة تموت مع الرجال ولا محرم لها فيهم)
عن سنان بن عرفة وكانت له صحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل يموت مع
النساء والمرأة تموت مع الرجال وليس لهما محرم قال ييمما. رواه الطبراني في الكبير
وفيه عبد الخالق بن يزيد بن واقد وهو ضعيف.
(باب في الشهيد)
عن سعيد بن عبيد وكان يدعى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم القاري وكان له عدو فانهزم
منهم فقال له عمر هل لك في الشام لعل الله أن يمن عليك قال لا إلا العدو الذي فررت
منهم قال فخطبهم بالفارسية فقال إنا لاقوا العدو إن شاء الله غذا وإنا مستشهدون فلا تغسلوا
عنا دما ولا نكفن إلا في ثوب كان علينا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
(باب ما جاء في الكفن)
عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكفن من جميع المال. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه عبد الله بن هارون الفروي وهو ضعيف. وعن علي قال كفن النبي صلى الله عليه
وسلم في سبعة أثواب. رواه أحمد وإسناده حسن والبزار. وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
كفن في ريطتين وترا بحراني. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر بن سمرة
قال كفن النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض وإزار ولفافة وكفن عمر في
ثوبين. رواه البزار وفيه ناصح المحلمي وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال إذا مت فلا
23

تقمصوني فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقمص ولم يعمم. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه خالد بن يزيد العمرى وهو ضعيف. وعن أنس بن ملك أن النبي صلى
الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب أحدها قميص. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده
حسن. وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه محمد بن القاسم الأسدي وهو ضعيف. وعن عبد الله بن مسود قال كفن النبي
صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب برد صنعاني وبرد حبرة. رواه الطبراني في الكبير
وفيه قعيب بن المحرز ولم أجد من ذكره. وعن عبد الله بن مغفل قال إذا أنامت فاجعلوا
في غسلي كافورا وكفنوني في بردين وقميص فان النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك. رواه الطبراني
في الكبير وفيه صدقة بن موسى وفيه كلام. وعن أبي إسحاق قال سألت آل محمد وفيهم
ابن نوفل في أي شئ كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حلة حمراء ليس
فيها قميص وجعل في قبره شق قطيفة كانت لهم. رواه الطبراني في الكبير ورجاله
رجال الصحيح وله عند الطبراني في رواية أخرى قال أتيت حلقة من بنى عبد المطلب
فسألت أشياخهم في كم كفن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه. وعن ابن عباس
قال لما قتل حمزة بن عبد المطلب كانت عليه نمرة (1) فكان على هو الذي أدخله قبره
فكان إذا غطى بها رأسه خرجت قدماه وإذا غطى قدميه خرجت رأسه فسأل عن
ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يغطى رأسه وأن يأخذ شجرا من هذا العلجان فيجعله
على رجليه. رواه الطبراني في الكبير من رواية أيوب عن الحكم بن عيينة وأيوب
لم أعرف من هو، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس قال قتل حمزة يوم أحد وقتل معه
رجل من الأنصار فجاءت صفية بنت عبد المطلب بثوبين لتكفن فيهما حمزة فلم يكن
للأنصار كفن فأسهم النبي صلى الله عليه وسلم بين الثوبين ثم كفن كل واحد
منهما في ثوب. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عثمان الجزري الشاهد ولم أجد من
ترجمه، وبقية رجاله ثقات. وعن أنس قال لما كان يوم أحد مر النبي صلى الله عليه وسلم بحمزة
وقد جدع أنفه ومثل به فقال لولا أن تجد صفية في نفسها تركته حتى يحشره الله من
بطون السباع والطير فكفن في نمرة إذا خمر رأسه بدت رجلاه وإذا خمر رجلاه
بدا رأسه فخمروا رأسه. رواه أبو يعلى وروى أبو داود بعضه من غير ذكر الكفن
ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) تقدم أن كل شملة مخططة من مآزر الاعراب فهي نمرة.
24

خمروا وجوه موتاكم ولا تشبهوا باليهود. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
وعن شيخ من قيس عن أبيه قال جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم وعندنا بكرة صعبة
لا نقدر عليها قال فدنا منها النبي صلى الله عليه وسلم فمسح ضرعها فاحتفل فحلب قال
فلما مات أبى جاء وقد شددته في كفنه وأخذت سلاه فشددت بها الكفن فقال
لا تعذب أباك بالسلى ثم بزق على صدره حتى رأيت رضاب بزاقه على صدره. رواه
أحمد وفيه رجل لم يستم. وبقية رجاله ثقات. وعن ابنة أهبان أن أباها أمر أهله ان
يكفنوه ولا يلبسوه قميصا قالت فألبسناه قميصا فأصبحنا والقميص على المشجب. رواه أحمد
هكذا. وروى الطبراني في الكبير فقال عن عديسة بنت أهبان قالت حيث حضر أبى
الوفاة قال لا تكفنوني في ثوب مخيط فحيث قبض وغسل أرسلوا إلى أن أرسلوا
بالكفن فأرسل إليهم بالكفن قالوا قميص قلت إن أبى قد نهاني أن أكفه في قميص
فخيط قالت فأرسلت إلى القصار ولأبي قميص في القصار فأتى به فألبس وذهب به
فأغلقت بابي وتبعته ورجعت والقميص في البيت فأرسلت إلى الذين غسلوا أبى
فقلت كفنتموه في قميص قالوا نعم قلت هو ذا قالوا نعم. وفيه أبو عمر القسملي قال
الحسيني لا يعرف. وعن الزهري أن سعد بن أبي وقاص لما حضره الموت دعا
بخلق جبة صوف فقال كفنوني فيها فإني لقيت فيها المشركين يوم بدر وأنا إنما
كنت أخبئها لهذا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات إلا أن الزهري لم يدرك
سعدا. وعن صلة بن زفر أن حذيفة بن اليمان كفن في ثوبين بعثني وأبا مسعود
فابتعنا له كفنا حلة عصب بثلاثمائة درهم قال أرياني ما ابتعت مالي فأريناه فقال ما
هذا لي بكفن إنما يكفيني ريطتان بيضا وان ليس منها قميص انى لا أترك إلا قليلا حتى
أنال خيرا منهما أو شرا منهما فابتعنا له ريطتين بيضاوين. رواه الطبراني في الكبير وزاد
في رواية أخرى سألنا أبا مسعود ما قال حذيفة عند الموت قال قال أعوذ بالله من صياح
إلى النار واشتر والى ثوبين فذكر نحوه ورجاله ثقات. وعن علي بن أبي طلحة أن
ميمونة كفنت في درع معصفر. رواه الطبراني في الكبير وفيه إسماعيل بن عياش وفيه كلام.
(باب الإيذان بالميت)
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء رجل يؤذن بجنازة الناس فقال رسول الله
25

صلى الله عليه وسلم أيها الناس سلوا إلى الله موتاكم ولا تؤذنون بهم الناس. رواه الطبراني في الكبير وفيه
عبد الله بن خراش ضعفه جماعة ووثقه ابن حبان. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قال لما قدم المدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم كنا نؤذنه بمن حضر من موتانا فيأتيه
قبل أن يموت فيحضره ويستغفر له وينتظر موته قال فكان ذلك ربما حبسه الحبس
الطويل فيشق عليه قال فقلنا إنه أرفق برسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نؤذنه بالميت حتى يموت
قال فكنا إذا مات الميت أذناه به فجاء في أهله فاستغفر له وصلى عليه ثم إن بدا له أن
يشهده انتظر شهوده وان بدا له أن ينصرف انصرف قال فكنا على ذلك طبقة أخرى
قال فقلنا انه أرفق برسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحمل موتانا إلى بيته ولا نشخصه
ولا نتعبه قال ففعلنا ذلك فكان الامر. رواه أحمد ورجاله ثقات.
(باب إخمار الميت)
عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خمرتم الميت
فأخمروه ثلاثا. رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح.
(باب حضور النساء عند الميت)
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا خير في جماعة النساء
ولا عند ميت فإنهم إذا اجتمعن قلن وقلن. رواه الطبراني في الكبير وفيه الوازع
ابن نافع وهو ضعيف. وقد تقدم أحاديث في هذا في مواضعها.
(باب ستر سرير امرأة)
عن أسماء ابنة عميس أن ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم توفيت وكانوا
يحملون الرجال والنساء على الأسرة سواء فقالت يا رسول الله إني كنت بالحبشة وهم
نصارى أهل كتاب وهم يجعلون للمرأة نعشا فوقه أضلاع يكرهون أن يوصف شئ من
خلقها أفلا أجعل لابنتك نعشا مثله فقال اجعليه فهي أول من جعل نعشا في الاسلام لرقية
ابنة رسول الله صلى الله وعليه وسلم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه خلف بن راشد وهو مجهول.
(باب حمل السرير)
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من محمل جوانب السرير الأربع كفر
الله عنه أربعين كبيرة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن أبي سارة وهو ضعيف.
26

(باب القيام للجنازة)
عن عثمان بن عفان أنه رأى جنازة فقام لها وقال رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم رأس جنازة فقام لها. رواه أحمد والبزار وفيه موسى بن عمران بن مباح
ولم أجد من ترجمه بما يشفى. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال سأل
رجل رسول الله عليه وسلم فقال يا رسول الله تمر بنا جنازة الكافر نقوم
لها قال نعم قوموا لها فإنكم لستم تقومون لها إنما تقومون إعظاما للذي
يقبض الأرواح. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات.
وعن أبي سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام لها.
رواه أحمد وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير وقد وثق. وعن سعيد بن زيد أن النبي
صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام. رواه البزار وقال لا نعلمه عن سعيد بن زيد
الا من هذا الوجه وقال بعضهم عن أبي سعيد بن يزيد وفيه جابر الجعفي وفيه كلام.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة
يهودي فقام فقيل له يا رسول الله إنها جنازة يهودي فقال إن للموت فزعا. رواه أحمد
وإسناده حسن. قلت ولأبي هريرة عند النسائي للقيام في الجنازة غير هذا.
وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مرت بكم جنازة فإن كان
يهوديا أو نصرانيا فقوموا لها فإنه أليس لها نقوم. ولكن نقوم لمن معها من الملائكة. قال
ليث فحدثت هذا الحديث لمجاهد فقال حدثني عبد الله بن سخبرة الأزدي فقال إنا
لجلوس مع علي ننتظر جنازة إذ مرت بنا أخرى فقمنا فقال على ما يقيمكم فقلنا هذا
ما تأتونا به يا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال وما ذاك قلت زعم أبو موسى أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مرت بكم جنازة فإن كان مسلما أو يهوديا أو نصرانيا
فقوموا لها فإنه ليس نقوم لها ولكن نقوم لمن معها من الملائكة. فقال على ما فعلها
رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة برجل من اليهود كانوا أهل كتاب وكان ينسبه بهم فإذا نهى
انتهى فما عاد بعد قلت حديث على رواه النسائي باختصار رواه أحمد وفيه ليث
ابن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى
الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام فقيل له فقال إن للموت فزعا. رواه البزار وفيه
قيس بن الربيع الأسدي وفيه كلام. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال رأيت رسول
27

الله صلى الله عليه وسلم قام لجنازة يهودي مرت عليه. وراه الطبراني في الكبير وفيه أبو يحيى
القتات وفيه كلام. وعن زيد بن وهب قال تذاكرنا القيام عند الجنازة عند على
فقال أبو مسعود ما زلنا نفعله فقال على صدقت ذاك وأنتم يهود. رواه الطبراني في
الكبير واسناده حسن وعن عائشة قالت إنما قام رسول الله عليه وسلم في
جنازة يهودي مر بها عليه. رواه البزار وإسناده حسن. وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما
أنه مرت بهم جنازة فقام القوم ولم يقم فقال ماذا صنعتم إنما قام رسول
الله صلى الله عليه وسلم تأذيا بريح اليهود قلت رواه النسائي باختصار رواه أحمد وفيه الحجاج
ابن أرطاة وفيه كلام. وعن حسين وابن عباس أو عن أحدهما أنه قال إنما قام
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل جنازة يهودي مر بها عليه فقال آذاني ريحها قلت حديث
ابن عباس رواه النسائي خلا قوله أذاني ريحها وحديث حسين ليس عند أحد منهم
رواه أحمد والطبراني في الأوسط بنحوه. ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عياش
ابن أبي ربيعة قال ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم لتلك الجنازة إلا أنها كانت يهودية فإذا
هي ريح بخورها فقام حتى جازته. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو عمرو السدوسي
ولم يرو عنه غير أبى عامر العقدي وبقية رجاله ثقات.
(باب اتباع النساء الجنائز)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس للنساء أجر في اتباع الجنائز. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه مجاهيل. وعن أنس بن مالك قال خرجنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في جنازة فرأى نسوة فقال أتحملنه قلن لا قال أتدفنه قلن لا قال
فارجعن مأزورات غير مأجورات. رواه أبو يعلى وفيه الحارث بن زياد قال الذهبي
ضعيف. وعن المفضل بن فضالة قال سألت ربيعة المعافري عن الكدي فقال أحسبها
المقابر قال فلما رأيت ربيعة شك لقيت يزيد بن أبي حبيب وحضر رسول الله صلى
الله عليه وسلم جنازة رجل فلما وضعت ليصلي عليها أبصر امرأة فسأل عنها فقيل هي
أخت الميت يا رسول الله فقال لها ارجعي ولم يصل عليها حتى توارت. قال يزيد
ولكنه منقطع الاسناد. وعن أسامة بن شريك قال أنى لمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ
قربت إليه جنازة ليصلي عليها فالتفت فنظر إلى امرأة مقبلة فقال ردوها فردوها مرارا
28

حي توارت فلما رآها توارت كبر عليها. رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عبيد الله
العرزمي وهو ضعيف. وعن حليس بن المعتمر عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يصلى على جنازة فجاءت امرأة بمخمر تريد الجنازة فصاح بها حتى دخلت
في آجام المدينة. رواه الطبراني في الكبير وحليس لم أجد من ذكره. وعن عبد
الرحمن بن أبزى قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فلما أراد أن يصلى عليها التفت
فإذا هو بامرأة فأمر بها فطردت حتى لم يرها ثم تقدم وكبر عليها أربعا. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن سالم وهو ضعيف.
(باب الصمت والتفكر لمن اتبع جنازة)
عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل يحب الصمت
عند ثالث عند تلاوة القرآن وعند الزحف وعند الجنازة. رواه الطبراني في الكبير
وفيه رجل لم يسم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا شهد
جنازة رؤيت عليه كآبة وأكثر حديث النفس. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة
وفيه كلام. قلت وتأتي آثار في هذا في المناقب وفى باب ما يقول عند ادخال الميت القبر.
(باب لا يتبع الميت صوت ولا نار)
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يتبع الميت صوت أو نار. رواه أبو يعلى
وفيه عبد الله بن المحدر ولم أجد من ذكره.
(باب اتباع الجنازة والمشي معها والصلاة عليها)
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عودوا المريض وامشوا
مع الجنازة تذكركم الآخرة. رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات. وعن عثمان بن
عفان قال إنا قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحضر والسفر فكان يعود
مرضى المسلمين ويشهد جنائزهم أو قال يتبع جنائزهم. رواه البزار ورجاله ثقات.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أول
ما يجازى به العبد بعد موته أن يغفر لجميع من اتبع جنازته. رواه البزار وفيه مروان بن
سالم السامي وهو ضعيف. وعن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على جنازة
فله قيراط ومن تبعها حتى يجنها فله قيراطان والقيراط مثل أحد. رواه البزار وأحمد
وأبو يعلى وإسناده حسن. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تبع جنازة
29

فحمل من علوها وحثا في قبرها وقعد حتى يؤذن له آب بقيراطين من الاجر كل
قيراط مثل أحد قلت لأبي هريرة حديث في الصحيح باختصار غير هذا رواه أحمد
وفيه ابن لهيعة وفيه كلام. وعن ابن عمر رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تبع جنازة
حتى يصلى عليها فان له قيراطا فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن القيراط فقال مثل أحد. وفى
رواية قالوا يا رسول الله مثل قراريطنا هذه قال لا بل مثل أحد أو أعظم من أحد.
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال في الكبير عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم من بتع جنازة حتى يصلى علها ثم يرجع فله قيراط ومن صلى عليها
ثم مشى معها حتى يدفنها فله قيراطان قيل يا رسول الله وما القيراطان قال مثل
أحد. والبزار بنحوه ورجاله ثقات. وعن أنس قال ما من مسلم يشهد جنازة امرئ
مسلم الا كان له قيراط من الاجر فان قعد حتى يسوى عليها كان له قيراطان من الاجر
كل قيراط مثل أحد، وفي رواية من صلى على جنازة كتب له قيراط. رواه
أبو يعلى والطبراني في الأوسط بلفظ من تبع جنازة فصلى عليها وقالوا وما القيراط
يا رسول الله قال مثل أحد. وفى إسناد أحدهما محسب وفى الآخر روح بن عطاء وكلاهما
ضعيف. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أتى جنازة في أهلها
فله قيراط فان اتبعها فله قيراط فان صلى عليها فله قيراط فان انتظرها حتى
تدفن فله قيراط قلت له حديث غير هذا في الصحيح رواه البزار وفيه
معدي بن سليمان صحح له الترمذي ووثقه أبو حاتم وغيره وضعفه أبو زرعة
والنسائي وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوضع في ميزانه قيراطان مثل أحد، يعنى من
تبع جنازة. رواه الطبراني في الكبير وفيه نافع أبو هرمز وهو متروك. وعن
عبد الله بن يسار أن عمرو بن حريث عاد الحسن بن علي فقال له على تعود الحسن
وفى نفسك ما فيها فقال له عمرو إنك لست ترى بصرف قلبي حيث شئت قال على
أما إن ذلك لا يمنعنا أن نؤدي إليك النصيحة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من
مسلم عاد أخاه إلا ابتعث له سبعون ألف ملك يصلون عليه من أي ساعات النهار
كان حتى يمسي ومن أي ساعات الليل كان حتى يصبح قال له عمرو كيف تقول
في المشي مع الجنازة بين يديها أو من خلفها فقال له على إن فضل المشي خلفها على
30

بين يديها كفضلي صلاة المكتوبة في جماعة على الواحدة قال عمرو فإني رأيت أبا بكر
وعمر يمشيان أمام الجنازة قال على إنهما كرها أن يخرجا الناس قلت روى أبو داود منه عيادة المريض فقط وجعل العائد أبا موسى وهنا عمرو بن حريث رواه أحمد
والبزار باختصار ورجال أحمد ثقات. ويأتي أثر عن علي أبين من هذا فيما يقول عند
إدخال الميت القبر. وعن إبراهيم بن مسلم الهجري قال خرجت في جنازة ابن عبد الله
ابن أبي أو في وهو على بغلة له حوى يعنى سوداء فجعل النساء يقلن لقائده قدمه أمام
الجنازة ففعل فسمعته يقول له أين الجنازة قال فقال خلفك قال ألم أنهك أن تقدمني
أمام الجنازة قال فسمع صوت امرأة تلتدم (1) وقال مرة ترثي فقال مه ألم أنهكن عن
هذا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن المراثي لتفض أحدا كن
من عبرتها ما شاءت قلت روى ابن ماجة منه النهى عن المراثي فقط رواه أحمد
وإبراهيم الهجري فيه كلام. وعن سهل بن سعد قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى خلف
الجنازة. رواه الطبراني في الكبير وفيه سلمان بن سلمة الجنائزي (2) وهو ضعيف. وعن
دراج قال رأيت عبد الله بن عمرو بن العاص راكبا على دابة بين يدي الجنازة حتى أتى
المقبرة فنزل فجلس قبل أن تأتى الجنازة. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام.
(باب الصلاة على الجنازة)
عن أبي حازم قال شهدت حسينا حين مات الحسن وهو يدفع في قفا سعيد بن العاص
وهو يقول تقدم فلولا أنها السنة ما قدمتك وسعيد أمير على المدينة يومئذ. رواه
الطبراني في الكبير والبزار ورجاله موثقون. وعن أبي الحويرث قال هلك جابر
ابن عبد الله فحضرنا بابه في بنى سلمة فلما خرج سريره من حجرته إذا حسن ابن حسن
بين عمودي السرير فأمره الحجاج بن يوسف أن يخرج من بين العمودين فتأبى عليهم
حتى تعاطوه فسألوه بنو جابر الا اخرج فخرج وجاء الحجاج حتى وقف بين العمودين
حتى وضع فصلى عليه ثم جاء إلى القبر فإذا حسن بن حسن قد نزل في قبره فأمر به
الحجاج أن يخرج فتأبى فقال بنو جابر بالله فخرج فاقتحم الحجاج الحفرة حتى فرغ
منه. رواه الطبراني في الكبير وأبو الحويرث وثقه ابن حبان وضعفه مالك وغيره.
وعن أبي أمامة بن ثعلبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرهم بالخروج إلى بدر وأجمع الخروج

(1) الالتدام: ضرب النساء وجوههن في النياحة.
(2) في الأصل غير منقوطة.
31

معه فقال له خاله أبو بردة بن نيار أقم على أمك يا ابن أخت فقال له أبو أمامة بل أنت
فأقم على أختك فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأمر أبا أمامة بالمقام على أمه
وخرج بأبي بردة فقدم النبي صلى الله عليه وسلم وقد توفيت فصلى عليها. رواه الطبراني
في الكبير ورجاله ثقات. وعن جنادة بن سلم قال توفى جابر بن سمرة فصلى عليه عمرو
ابن حريث. رواه الطبراني في الكبير وجنادة وثقه ابن حبان وضعفه أبو زرعة وأبو
حاتم. وعن قيس بن أبي حازم قال اجتمع جرير والأشعث في جنازة فقدم الأشعث
جريرا فصلى عليها. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن ثابت البناني
أن عائذ بن عمرو أوصى أن يصلى عليه أبو برزة فركب راجعا. رواه الطبراني في الكبير
ورجاله رجال الصحيح. وعن الحرث بن وهب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال أمتي
في مسكة من دينها ما لم يكلوا الجنائز إلى أهلها. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
وعن عبد الله بن مسعود قال لم يوقت لنا في الصلاة على الميت قراءة ولا قول كبر ما كبر
الامام وأكثر من طيب الكلام. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عمر أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه عند التكبيرة في كل صلاة وعلى الجنائز قلت هو في الصحيح
خلا قوله وعلى الجنائز رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن محرز وهو مجهول.
وعن أبي أمامة قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة ومعه سبعة نفر فجعل ثلاثة صفا
واثنين صفا واثنين صفا. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام. وعن
أسماء بنت يزيد قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صليتم على الجنازة فاقرؤا بفاتحة الكتاب.
رواه الطبراني في الكبير وفيه معلى بن حمران ولم أجد من ذكره وبقية رجاله موثقون
وفى بعضهم كلام. وعن أم عفيف قالت بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بايع النساء فأخذ عليهن
أن لا يجدين الرجل إلا محرما وأمرنا أن نقرأ على ميتنا بفاتحة الكتاب. رواه الطبراني
في الكبير وفيه عبد المنعم أبو سعيد وهو ضعيف. وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه
وسلم قرأ على الجنازة أربع مرات الحمد لله رب العالمين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
ناهض بن القاسم ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس قال أتى بجنازة
جابر بن عتيك أو قال سهل بن عتيك وكان أول من صلى عليه في موضع الجنائز فتقدم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر فقرأ بأم القرآن فجهر بها ثم كبر الثانية فدعى للميت فقال
اللهم اغفر له وارحمه وارفع درجته ثم كبر الرابعة فدعى للمؤمنين والمؤمنات ثم سلم.
32

رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو ضعيف. وعن أبي
قتادة أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم على ميت قال فسمعته يقول اللهم اغفر لحينا
وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا. وزاد أبو سلمة من أحييته منا
فأحيه على الاسلام ومن توفيته منا فتوفه على الايمان. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان
يقول في الصلاة على الميت اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا ذكرنا وأنثانا
وصغيرنا وكبيرنا من أحييته منا فأحيه على الاسلام ومن توفيته منا فتوفه على الايمان.
رواه البزار وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام. وعن عائشة قالت سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول في الصلاة على الميت اللهم اغفر له وصلى عليه وأورده حوض رسولك.
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وزاد وبارك فيه. وفيه عاصم بن هلال وثقه
أبو حاتم وضعفه غيره. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا صلى
على الجنازة قال اللهم عبدك وابن عبدك كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدا
عبدك ورسولك وأنت أعلم به إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فاغفر
له ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح وعن أبي
الصديق الناجي قال سألنا أبا سعيد عن الصلاة على الجنازة قال كنا نقول اللهم أنت
ربنا وربه خلقته ورزقته وأحييته وكفلته فاغفر لنا وله ولا تحرمنا أجره ولا تضلنا
بعده. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ البزار. وعن ابن عباس رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى على الميت قال اللهم اغفر لحينا وميتنا
وشاهدنا وغائبنا ولإناثنا وذكورنا من أحييته منا فأحيه على الاسلام ومن توفيته
منا فتوفه على الايمان اللهم عفوك عفوك. رواه الطبراني في الكبير والأوسط
وإسناده حسن. وعن الحرث أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم الصلاة على الميت اللهم اغفر
لأحيائنا وأمواتنا وأصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا اللهم هذا عبدك فلان بن فلان
لا نعلم إلا خيرا وأنت أعلم به فاغفر لنا وله قال فقلت له وأنا أصغر القوم فإن لم أعلم
خيرا قال لا تقل إلا ما تعلم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه ليث بن أبي
سليم وهو ثقة ولكنه مدلس. وعن يزيد بن ركانة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى على
الميت كبر أربعا ثم قال اللهم عبدك وابن أمتك احتاج إلى رحمتك وأنت غنى عن
33

عذابه فإن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عنه ثم يدعو ما شاء الله
أن يدعو. رواه الطبراني في الكبير وفيه يعقوب بن حميد وفيه كلام. وعن أنس
ابن مالك قال مات ابن لأبي طلحة فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأم سليم خلف
أبى طلحة كأنهم عرف ديك. رواه أحمد وفيه أم يحيى ولم أجد من ترجمها. وعن عبد الله
ابن أبي طلحة أن أبا طلحة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمير بن أبي طلحة
حين توفى فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه في منزله فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان أبو طلحة وراءه وأم سليم وراء أبى طلحة ولم يكن معهم غيرهم. رواه الطبراني
في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي موسى قال صلينا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم على جنازة فسلم عن يمينه وعن شماله. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه
خالد بن نافع الأشعري ضعفه أبو زرعة. وعن ابن مسعود قال خلال كان يفعلهن
رسول الله صلى الله عليه وسلم تركهن الناس إحداهن تسليم الامام في الجنازة مثل
تسليمه في الصلاة. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب صلاة النساء على الجنائز)
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه انتظر أم عبد الله حتى صلت على عتبة.
رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن (1).
(باب التكبير على الجنازة)
عن يحيى بن عبد الله الحائر قال صليت خلف عيسى مولى لحذيفة بالمدائن على جنازة فكبر
خمسا ثم التفت إلينا فقال ما وهمت ولا نسيت ولكن كبرت كما كبر مولاي وولى
نعمتي حذيفة بن اليمان قال صلى على جنازة فكبر خمسا ثم التفت إلينا فقال ما نسيت
ولا وهمت ولكن كبرت كما كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة فكبر خمسا.
رواه أحمد ويحيى الحائر فيه كلام. وعن عبد الله بن مغفل أن عليا صلى على سهل بن
حنيف فكبر عليه ستا ثم التفت إلينا فقال أيه تدرى. رواه الطبراني في الكبير ورجاله
رجال الصحيح. وعن عبد الله بن مسعود قال لا وقت ولا عدد في الصلاة على الجنازة
يعنى التكبير. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن مسعود قال قد كبر

(1) بلغ سماعا ومقابلة على مؤلفه بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر من
نسخة الأصل بخط المؤلف في السادس والعشرين كما في هامش الأصل.
34

رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعا وخمسا وأربعا فكبروا ما كبر الامام إذا قدمتموه. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه عطاء بن السائب وفيه كلام وهو حسن الحديث. وعن
ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى أحد فكبر
تسعا تسعا ثم سبعا سبعا ثم أربعا أربعا حتى بالله. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وإسناده حسن. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر
على أهل بدر سبع تكبيرات وعلى بني هاشم خمس تكبيرات ثم كان آخر صلاته أربع
تكبيرات حتى خرج من الدنيا. رواه الطبراني في الكبير وإسناده فيه نافع أبو هرمز
وهو ضعيف. قلت ويأتي حديث في الصلاة على الغائب أنه كبر على النجاشي خمس
تكبيرات إن شاء الله. وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كفن أحدكم
أخاه فليحسن كفنه وصلوا على الميت بالليل والنهار أربع تكبيرات في الليل والنهار
سواء قلت أخرجته لقوله أربع تكبيرات وبقيته في الصحيح بعضه وعند ابن ماجة
بعضه رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام. وعن أنس أن النبي
صلى الله عليه وسلم صلى على ابنه إبراهيم فكبر عليه أربعا. رواه أبو يعلى وفيه محمد بن عبيد الله
العرزمي وهو ضعيف. وعن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على ابنه إبراهيم وكبر
عليه أربعا. رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن مالك بن مغول
وهو متروك. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال آخر جنازة صلى عليها رسول الله
صلى الله عليه وسلم كبر عليها أربعا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه النضر أبو عمر
وهو متروك. وعن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الملائكة غسلت آدم وكبرت
عليه أربعا وقالوا هذه سنتكم يا بني آدم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عثمان
ابن سعد وثقة أبو نعيم وغيره وضعفه جماعة وعن عامر بن ربيعة قال رأيت النبي
صلى الله عليه وسلم صلى على عثمان بن مظعون وكبر عليه أربعا وقام على قبره وحثا فيه ثلاث
حثيات. رواه الطبراني في الكبير وفيه القاسم بن عبد الله العمرى وهو متروك
وعن عمران بن أبي عطاء قال شهدت محمد بن الحنفية حين مات ابن عباس بالطائف
فوليه محمد بن الحنفية وكبر عليه أربعا وأخذه من قبل القبلة حتى أدخله القبر وضرب
عليه فسطاطا (1) ثلاثة أيام. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.

(1) الفسطاط دون السرادق.
35

(باب الصلاة على الجنازة بعد العصر)
عن عائشة قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة وما نرى الشمس إلا
على أطراف الحيطان. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحكم بن سعيد وهو ضعيف.
(باب الصلاة على الجنازة بين القبور)
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى على الجنائز بين القبور.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
(باب الصلاة على أكثر من ميت)
عن الشعبي قال صلى على يوم صفين على عمار بن ياسر وهاشم بن عتبة فكان
عمار أقربهما إلى علي وكان هاشم أقربهما إلى القبلة. رواه الطبراني في الكبير وفيه
سنان بن هارون وفيه كلام وقد وثق.
(باب فيمن صلى عليه جماعة)
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من رجل يصلى عليه مائة إلا غفر الله له
رواه الطبراني في الكبير وفيه مبشر بن أبي المليح ولم أجد من ذكره. وعن أبي
المليح الهذلي أنه خرج في جنازة فلما وضع السرير أقبل على القوم فقال سووا
صفوفكم وأحسنوا شفاعتكم ثم قال أبو المليح حدثني سليك وكان أخا ميمونة أم
المؤمنين عن ميمونة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من صلى عليه مائة شفعوا في
أخيهم والأمة أربعون إلى مائة والعصبة عشرة إلى أربعين والنفر ثلاثة إلى عشرة
قلت رواه النسائي باختصار رواه الطبراني في الكبير وفيه القسم بن مطيب وهو ضعيف.
(باب الصلاة على القبر)
عن أنس أن أسود كان ينظف المسجد فمات فدفن ليلا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر فقال
انطلقوا إلى قبره فانطلقوا فقال إن هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة وان الله عز وجل
ينورها بصلاتي عليها فأتى القبر فصلى عليه وقال رجل من الأنصار يا رسول الله إن أخي
مات ولم تصل عليه قال فأين قبره فأخبره فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنصاري
فصلى قلت في الصحيح طرف منه رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي قتادة
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر بعد ما دفن رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن جامع
العطار وهو ضعيف. وعن سهل بن حنيف قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود
36

فقراء أهل المدينة ويشهد جنائزهم إذا ماتوا فتوفيت امرأة من أهل العوالي فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا حضرت فآذنوني فاتوه ليؤذنوه فوجدوه نائما وقد ذهب من الليل فكرهوا
أن يوقظوه وتخوفوا عليه ظلمة الليل وهوام الأرض فذهبوا بها فلما أصبح سألوا عنها
قالوا يا رسول الله أتيناك لنؤذنك فوجدناك نائما فكرهنا أن نوقظك وتخوفنا عليك
ظلمة الليل وهوام الأرض فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبرها فصلى عليها وكبر
أربعا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سفيان بن حسين وفيه كلام وقد وثقه جماعة
وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن حصين بن وخوخ أن طلحة بن البراء لما لقى النبي صلى
الله عليه وسلم قال يا رسول الله مرني بأمرك ولا أعصى لك أمرا قال فعجب لذلك النبي
صلى الله عليه وسلم وهو غلام فقال له عند ذلك أذهب فاقتل أباك قال فذهب موليا يفعل فدعاه فقال
أقبل فأنى لم أبعث بقطيعة الرحم فمرض طلحة بعد ذلك فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده في الشتاء
في برد وغيم فلما انصرف قال لأهله إني لا أرى طلحة إلا حدث فيه الموت فأذنوني
به حتى أشهده وأصلي عليه وعجلوا فلم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم بنى سالم بن عوف
حتى توفى وجن عليه الليل فكان فيما قال طلحة ادفنوني وألحقوني بربي عز وجل
ولا تدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أخاف اليهود أن تصاف في سنتي وأخبر
النبي صلى الله عليه وسلم حين أصبح فجاء حتى وقف على قبره وصف الناس معه فقال اللهم
الق طلحة تضحك إليه ويضحك إليك قلت عزا صاحب الأطراف بعض هذا إلى أبى
داود ولم أره رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.
(باب الصلاة على الغائب)
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي. رواه أحمد وفيه رجل لم
يسم وعن سعيد بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي. رواه أبو يعلى
وفيه خديج بن معاوية وفيه كلام. وعن أنس بن مالك قال نزل جبريل على النبي صلى الله
عليه وسلم قال مات معاوية بن معاوية الليثي فتحب أن تصلى عليه قال نعم قال فضرب بجناحه
الأرض فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تصعصعت (1) قال فرفع سريره فنظر إليه فكبر عليه
وخلفه صفان من الملائكة في كل صف سبعون ألف ملك فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا جبريل بما نال
هذه المنزلة من الله قال بحبه قل هو الله أحد وقراءته ذاهبا إياها وجائيا وقائما وقاعدا وعلى

(1) أي تحركت واضطربت.
37

كل حال. رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير وفى إسناد أبى يعلى محمد بن إبراهيم بن العلاء
وهو ضعيف جدا، وفى إسناد الطبراني محبوب بن هلال قال الذهبي لا يعرف وحديثه منكر.
وعن أبي أمامة قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل وهو بتبوك فقال يا محمد اشهد
جنازة معاوية بن معاوية المزني فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل جبريل في سبعين ألفا من
الملائكة فوضع جناحه الأيمن على الجبال فتواضعت ووضع جناحه الأيسر على
الأرضين فتواضعن حتى نظر إلى مكة والمدينة فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وجبريل والملائكة فلما فرغ قال يا جبريل بما بلغ معاوية بن معاوية المزني هذه المنزلة
قال بقراءة قل هو الله أحد قائما وقاعد أو راكبا وماشيا. رواه الطبراني في الكبير والأوسط
وفيه نوح بن عمر قال ابن حبان يقال إنه سرق هذا الحديث. قلت ليس هذا بضعف في
الحديث وفيه بقية وهو مدلس وليس فيه علة غير هذا. وعن معاوية أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان غازيا بتبوك فأتاه جبريل صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد هل لك في جنازة
معاوية بن معاوية فقال نعم فقال جبريل بيده هكذا ففرج له عن الجبال والآكام
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى ومعه جبريل ومع جبريل سبعون ألف ملك فصلى على
معاوية بن معاوية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل صلى الله عليه وسلم بم بلغ
معاوية هذا قال بكثرة قراءة قل هو الله أحد كان يقرؤها قائما وقاعدا وراقدا فبهذا
بلغ ما بلغ. رواه الطبراني في الكبير وفيه صدقة بن أبي سهل ولم أعرفه وبقية
رجاله ثقات. وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي فكبر عليه أربعا.
رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال الطبراني رجال الصحيح. وعن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي حين نعى فقيل يا رسول الله تصلى
على عبد حبشي فأنزل الله عز وجل (وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله) الآية.
رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال الطبراني ثقات. وعن كبير بن عبد الله عن
جده عن أبيه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على النجاشي فكبر عليه خمسا قلت
رواه ابن ماجة خلا ذكر النجاشي رواه الطبراني في الكبير والأوسط وكثير
ضعيف. وعن أبي سعيد الخدري قال لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم
وفاة النجاشي قال اخرجوا فصلوا على أخ لكم لم تروه قط فخرجنا وتقدم النبي
صلى الله عليه وسلم وصفنا خلفه فصلى وصلينا فلما انصرفنا قال المنافقون انظروا إلى هذا خرج
38

فصلى على علج نصراني لم يره قطا فأنزل الله (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن
بالله) إلى آخر الآية. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو
ضعيف. وعن جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن النجاشي قد مات فصلوا عليه.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن ابن خارجة قال لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم
وفاة النجاشي قال إن أخاكم قد توفى فخرجنا فصففنا خلفه فصلينا وما نرى شيئا.
رواه الطبراني في الكبير وفيه حمران بن أعين وثقه أبو حاتم وضعفه ابن معين
وبقية رجاله ثقات. وعن وحشي بن حرب قال لما مات النجاشي قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لأصحابه إن أخاكم النجاشي قد مات قوموا فصلوا عليه فقال رجل يا رسول الله
كيف نصلى عليه وقد مات في كفره فقال ألا تسمعون إلى قول الله (وإن من أهل الكتاب
لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم) إلى آخر الآية. رواه الطبراني في
الكبير وفيه سليمان بن أبي داود الحراني وهو ضعيف. وعن حذيفة بن أسيد أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم بلغه موت النجاشي فقال لأصحابه إن أخاكم النجاشي قد مات
فمن أراد أن يصلى عليه فليصل عليه فتوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو الجثة فكبر
عليه أربعا قلت رواه ابن ماجة خلا التكبير رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.
(باب الصلاة على من عليه دين)
عن جابر قال توفى رجل فغسلناه وكفناه وحنطناه ثم أتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى
على فقلنا تصلى عليه فخطا خطوة ثم قال أعليه دين قلت ديناران فانصرف فتحملها أبو قتادة
فأتيناه فقال أبو قتادة الديناران على فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوفى الله حق
الغريم وبرئ منها الميت قال نعم فصلى عليه ثم قال بعد ذلك بيوم ما فعل الديناران
قلت إنما مات من الأمس قال فعاد إليه من الغد قال قد قضيتهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن
بردت عليه جلدته قلت رواه أبو داود باختصار رواه أحمد والبزار وإسناده حسن.
وعن عيسى بن صدقة بن عباد اليشكر قال دخلت مع أبي عيسى على أنس بن ملك فقلنا
حدثنا حديثا ينفعنا الله به فسمعته يقول من استطاع منكم أن يموت ولا عليه دين فليفعل
فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بجنازة رجل وعليه دين فقال لا أصلى عليه
حتى تضمنوا دينه فان صلاتي عليه تنفعه فلم يضمنوا دينه ولم يصل عليه وقال إنه مرتهن
في قبره. رواه أبو يعلى وعيسى وثقه أبو حاتم وضعفه غيه. وعن أنس أن النبي صلى الله
39

عليه وسلم أتى بجنازة ليصلي عليها قال هل عليه دين قالوا نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن جبريل
نهاني أن أصلى على من عليه دين فقال إن صاحب الدين مرتهن في قبره حتى يقضى دينه عنه.
رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه. وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بجنازة
فقام يصلى عليها قالوا عليه دين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا بصاحبكم فصلوا عليه فقال
رجل على دينه فصلى عليه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه. رواه البزار ورجاله رجال
الصحيح. وعن أنس بن مالك قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم وأتى برجل يصلى عليه فقال
هل على صاحبكم دين قالوا نعم قال فما ينفعكم أن أصلى على رجل روحه مرتهن في قبره لا تصعد
روحه إلى السماء فلو ضمن رجل دينه قمت فصليت عليه فان صلاتي تنفعه. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه عبد الحميد بن أمية وهو ضعيف. وعن أبي قتادة قال أتى بجنازة فقال
النبي صلى الله عليه وسلم هل على صاحبكم دين قالوا نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلوا على صاحبكم فقال رجل هو على فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الطبراني في الأوسط
وفيه عبد الله العمرى وفيه كلام وبقية رجال ثقات. وعن ابن عمر قال مات ميت فمروا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعوه للصلاة عليه فقال عليه صاحبكم دين قالوا نعم
يا رسول الله ديناران قال صلوا على صاحبكم فقال رجل من قرابته هو على يا رسول الله
قال هو عليك وهو بربئ منه قال نعم فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه بعد فقال ما صنعت
قال ما فرغت قال برد على صاحبك ثم عجل قضاءه ثم لقيه فقال قد قضيته يا رسول الله
قال الآن حين بردت على صاحبك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه حكيم بن نافع
وثقه ابن معين وضعفه أبو زرعة وبقية رجاله ثقات. وعن أبي أمامة قال توفى رجل على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك دينارين دينا عليه ليس له وفاء فأبى رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى عليه وقال صلوا على صاحبكم فقام إليه أبو قتادة فقال أنا أقضى عنه
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو عتبة
الكندي ولم أعرفه. وعن أسماء بنت يزيد قالت دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى جنازة رجل من الأنصار فلما وضع السرير تقدم نبي الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه ثم التفت
فقال عليه صاحبكم دين قالوا نعم يا رسول الله ديناران قال صلوا على صاحبكم فقال أبو قتادة
أنا بدينه (1) يا نبي الله فصلى عليه. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.

(1) كذا ومعنى الساقط ظاهر.
40

(باب)
عن أبي أمامة قال توفى رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يوجد له كفن
فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انظروا إلى داخلة إزاره فأصيب دينار أو ديناران فقال كتيان
صلوا على صاحبكم. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. ويأتي في الزهد وغيره
أحاديث من هذا إن شاء الله.
(باب الصلاة على أهل المعاصي)
عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير
له إنا مدلجون فلا تدلجن مصعب ولا مضعف فأدلج رجل على ناقة له صعبة فسقط
فاندقت فخذه فمات فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه ثم أمر مناديا ينادى في الناس إن
الجنة لا تحل لعاص ثلاث مرات. رواه أحمد والطبراني في الكبير وأسناد أحمد حسن.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة
غزاها فأمر المنادى فنادى من كان مضعفا معنا فليرجع فجعل الناس يتراجعون حتى
بالغوا مضيقا من الطريق فوقصت برجل ناقته فقتلته فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما شأنكم أو
ما حبسكم قالوا يا رسول الله فلان أتى المضيق من الطريق فوقصته (1) ناقته فقتلته فدعوه
نصلى عليه فأتى فأمر مناديا فنادى إن الجنة لا تحل لعاص ألا وإن الحمر الأهلية حرام
وكل ذي ناب أو قال ظفر. رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو
مدلس ولكنه ثقة. وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رجلا أعتق عند موته
ستة رجله له فجاء ورثته من الاعراب فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع فقال أو
فعل ذلك وقال لو أعلمتنا إن شاء الله ما صلينا عليه قلت هو في الصحيح باختصار
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(باب الصلاة على أهل لا إله إلا الله)
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على زانية ماتت في نفاسها
وولدها. رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن زياد صاحب نافع ولم أجد من ترجمه.
وعن عطاء بن السائب عن أبيه عن جده قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على بئر فيها أسود ميت
قال فأشرف في البئر فإذا هو ملقى في البئر فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ماله ملقى في
البئر قالوا يا رسول الله إنه كان جافى الدين يصلى أحيانا وأحيانا لا يصلى قال ويحكم

(1) الوقص: كسر العنق.
41

أخرجوه فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فغسل وكفن وقال احملوه وقال إن كادت الملائكة لتسبقنا
قال وصلى عليه. رواه الطبراني في الكبير وعطاء فيه كلام وراوية لا يعرف. وعن أنس
قال كان غلام شاب يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال
تشهد أنه لا إله إلا الله وأنى رسول الله قال فجعل ينظر إلى أبيه فقال له قل كما يقول لك
محمد قال فقبل ثم مات فقال النبي صلى الله عليه وسلم صلوا على أخيكم. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
(باب النهى عن الصلاة على المنافقين)
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يصلى على عبد الله بن أبي فأخذ
جبريل بثوبه فقال لا تصلى على أحد منهم ولا تقم على قبره. رواه أبو يعلى وفيه يزيد
الرقاشي وفيه كلام وقد وثق. وعن حذيفة قال دعى عمر لجنازة فخرج فيها أو يريدها
فتعلقت به فقلت إجلس يا أمير المؤمنين فإنه من أولئك فقال نشدتك بالله أنا منهم
قال لا ولا أبرئ أحدا بعدك. رواه البزار ورجاله ثقات.
(باب كل أحد يدفن في التربة التي خلق منها)
عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بالمدينة فرأى جماعة يحفرون قبرا فسأل عنه
فقالوا حبشيا قدم فمات فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا إله إلا الله سيق من أرضه وسمائه إلى التربة
التي خلق منها. رواه البزار وفيه عبد الله والد علي بن المديني وهو ضعيف. وعن أبي الدرداء
قال مر بنا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نحفر قبرا فقال ما تصنعون فقلنا نحفر قبرا لهذا
الأسود فقال جاءت به منيته إلى تربته. قال أبو أسامة تدرون يا أهل الكوفة لم حدثتكم
بهذا الحديث لان أبا بكر وعمر خلقا من تربة رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه الأحوص بن حكيم وثقه العجلي وضعفه الجمهور. وعن ابن عمر أن حبشيا دفن
بالمدينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دفن بالطينة التي خلق منها. رواه الطبراني في الكبير
وفيه عبد الله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف.
(باب في اللحد)
عن عائشة وابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم ألحد له لحد. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن بريدة قال ألحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونصب عليه اللبن نصبا
وأخذ من قبل القبلة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى الحماني وفيه كلام. وعن أبي
بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما توفى آدم غسلته الملائكة بالماء وترا ولحد له وقالت
42

هذه سنة آدم وولده. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون وفى بعضهم كلام.
(باب في دفن الميت)
عن أنس أن رقية رحمها الله لما ماتت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل القبر رجل
فارق أهله فلم يدخل عثمان عليه السلام القبر. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وعن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يدخلون الميت من قبل القبلة.
رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن خراش وثقه ابن حبان وضعفه جماعة.
وعن صفوان بن عمرو السكسكي قال خرجنا في جنازة فإذا أهلها يدخلونها القبر من
قبل القبلة فقال كرب اليحصبي قال النعمان بن بشير إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لكل
بيت بابا وباب القبر من تلقاء رجليه. رواه الطبراني في الكبير وفيه جماعة لم يعرفوا.
وعن محمد قال كنت مع أنس بن مالك في جنازة فأمر بالميت فسل من قبل رجل القبر.
رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن أنس بن مالك قال من السنة أن يبدؤا بدفن الميت وأن يلقى
التراب من قبل القبلة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيدة بن حسان وهو ضعيف.
(باب الدفن بالليل)
عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده عن عبد الله ذي النجادين الذي هلك في غزوة
تبوك في جوف الليل فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته وقال لأبي بكر وعمر دليا إلى
أخاكما فلما وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في لحده قال اللهم إني راض عنه فارض عنه فقال
أبو بكر والله لوددت أنى صاحب الحفرة. رواه الطبراني في الأوسط وكثير ضعيف.
(باب دفن الشهداء في مصارعهم)
عن أبي سعيد قال لما كان يوم أحد نادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ردوا القتلى إلى
مضاجعهم. رواه البزار وإسناده حسن.
(باب ما يقول عند ادخال الميت القبر)
عن أبي أمامة قال لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى قال ثم
قال لا أدرى أقال بسم الله وفى سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا
فلما بنى عليها لحدها طفق يطرح إليهم الحبوب ويقول سدوا خلال اللبن ثم قال أما
هذا ليس بشئ ولكنه يطيب نفس الحي. رواه أحمد وإسناده ضعيف. وعن ابن
43

سيرين أن أنس بن مالك شهد جنازة رجل من الأنصار قال فأظهروا الاستغفار فلم
ينكر ذلك أنس وأدخلوه من قبل رجل القبر. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سألت علي بن أبي طالب فقلت يا أبا الحسن
أيهما أفضل المشي خلف الجنازة أو أمامها فقال لي يا أبا سعيد ومثلك يسأل عن هذا
إلى مثلي إني رأيت أبا بكر وعمر يمشيان أمامها فقال رحمهما الله وغفر لهما والله لقد
سمعا كما سمعنا ولكنهما كانا سهلين يحبان السهولة يا أبا سعيد إذا مشيت خلف أخيك
المسلم فانصت وفكر في نفسك كأنك قد صرت مثله أخوك كان يشاحك على الدنيا
خرج منها حزينا سليبا ليس له إلا ما تزود من عمل صالح فإذا بلغت القبر فجلس الناس
فلا تجلس ولكن قم على قير قبره فقل بسم الله وفى سبيل الله وعلى ملة رسول الله
صلى الله عليه وسلم اللهم عبدك نزل بك وأنت خير منزول به خلف الدنيا خلف ظهره فاجعل
ما قدم عليه خيرا مما خلف فإنك قلت (وما عند الله خير للأبرار) ثم احث عليه
ثلاث حثيات. رواه البزار وفيه عبد الله بن أيوب وهو ضعيف. وعن ابن عمر رضي الله عنهما
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا مات أحدكم فلا تحبسوه وأسرعوا به
إلى قبره. وليقرأ عند رأسه بفاتحة الكتاب وعند رجليه بخاتمة سورة البقرة في قبرة.
رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف. وعن عبد الرحمن
ابن العلاء بن اللجلاج (1) قال قال لي أبى يا بنى إذا أنا مت فالحد لي لحدا فإذا وضعتني في
لحدي فقل بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سن التراب على سنا (2) ثم اقرأ عند رأسي
بفاتحة البقرة وخاتمتها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك. رواه الطبراني في
الكبير ورجاله موثقون. وعن واثلة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
وضع الميت في قبره قال بسم الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع خلف قفاه مدرة
وبين كتفيه مدرة وبين ركبتيه مدرة ومن ورائه أخرى. رواه الطبراني في الكبير
وفيه بسطام بن عبد الوهاب وهو مجهول. وعن الحكم بن الحارث السلمي أنه غزا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث غزوات قال قال لنا إذا دفنتموني ورششتم على قبري الماء
فقوموا على قبري واستقبلوا القبلة وادعوا لي. رواه الطبراني في الكبير وفيه عطية
الدعاء ولم أعرفه. وعن قتادة أن أنسا دفن ابنا له فقال اللهم جاف الأرض عن جنبيه وافتح
أبواب السماء لروحه وأبدله دارا خيرا من داره. وراه الطبراني في الكبير ورجاله ثفات.

(1) في الأصل " الكحلاح ".
(2) أي ضعه وضعا سهلا.
44

(باب دفن الآثار الصالحة مع الميت)
عن أنس رضي الله عنه أنه كانت عنده عصبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدفنت معه بين
جيبه وقميصه. رواه البزار ورجاله موثقون.
(باب تلقين الميت بعد دفنه)
عن سعيد بن عبد الله الأودي قال شهدت أبا أمامة وهو في النزع فقال إذا أنا
مت فاصنعوا بي كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم
التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل يا فلان بن فلان فإنه يسمعه
ولا يجيب ثم يقول يا فلان بن فلانة فإنه يستوي قاعدا ثم يقول يا فلان بن فلانة فإنه
يقول أرشدنا رحمك الله ولكن لا تشعرون فليقل إذ كرما خرجت عليه من الدنيا
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأنك رضيت بالله ربا وبالإسلام
دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما فان منكر أو نكيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه
ويقول انطلق بنا ما نقعد عند من لقن حجته فيكون الله حجيجه دونهما قال رجل
يا رسول الله فإن لم يعرف أمه قال فينسبه إلى حواء يا فلان بن حواء. رواه الطبراني
في الكبير وفى إسناده جماعة لم أعرفهم.
(باب رش الماء على القبر)
عن عامر بن ربيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قام على قبر عثمان بن مظعون وأمر فرش عليه
الماء. رواه البزار ورجاله موثقون إلا أن شيخ البزار محمد بن عبد الله لم أعرفه.
وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم رش على قبر ابنه إبراهيم. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني.
(باب خطاب القبر)
عن أبي الحجاج اليماني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول القبر للميت حين يوضع
فيه ويحك يا ابن آدم ما غرك بي ألم تعلم أنى بيت الفتنة وبيت الظلمة ما غرك إذ كنت
تمر بي فدادا فإن كان مصلحا أجاب عنه مجيب القبر أرأيت إن كان يأمر بالمعروف
وينهى عن المنكر قال فيقول القبر إني إذا أعود عليه حضرا ويعود جسده نور أو تصعد
روحه إلى رب العالمين، فقال له ابن عابد يا أبا الحجاج وما الفداد قال الذي يقدم رجلا
45

ويؤخر أخي كمشيتك (1) يا ابن أخير أحيانا قال وهو يومئذ يلبس ويتهيأ. رواه
أبو يعلى والطبراني في الكبير وفيه أبو بكر بن أبي مريم وفيه ضعف لاختلاطه. وعن
أبي هريرة قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فجلس إلى قبر منها فقال ما يأتي على
هذا القبر من يوم إلا وهو ينادى بصوت ذلق طلق (2) يا ابن آدم كيف نسيتني ألم تعلم
أنى بيت الوحدة وبيت الغربة وبيت الوحشة وبيت الدود وبيت الضيق إلا من وسعني
الله عليه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر
النار. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أيوب بن سويد وهو ضعيف.
(باب في ضغطة القبر)
عن حذيفة قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فلما انتهينا إلى القبر قعد على
شقته فجعل يردد بصره فيه ثم قال يضغط فيه المؤمن ضغطة تزول منها حمائله (3) ويملأ
على الكافر نارا فذكر الحديث ويأتي بتمامه في الزهد إن شاء الله. رواه أحمد وفيه
محمد بن جابر وهو ضعيف. وعن جابر بن عبد الله قال لما دفن سعد بن معاذ ونحن
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبح الناس معه طويلا ثم
كبر وكبر الناس ثم قالوا يا رسول الله لم سبحت قال لقد تضايق على هذا الرجل الصالح
قبره حتى فرج الله عز وجل عنه. رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه محمود بن محمد
ابن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح قال الحسيني فيه نظر قلت ولم أجد من ذكره غيره.
وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناج منها لنجا منها سعد بن
معاذ. رواه أحمد عن نافع عن عائشة، وعن نافع عن إنسان عن عائشة، وكلا
الطريقين رجالها رجال الصحيح. وعن عائشة أم المؤمنين قالت دخلت على يهودية
فحدثتني عن عذاب القبر قالت فلما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته بقولها فلم يرجع
إلى شيئا فلما كان بعد ذلك قال يا عائشة تعوذي بالله من عذاب القبر فإنه لو نجا أحد
نجا منه سعد بن معاذ ولكنه لم يزد على ضمة. قلت ذكر هذا في حديث طويل في
عذاب القبر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام. وعن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم دفن سعد بن معاذ وهو قاعد على قبره قال لو نجا أحد من فتنة
القبر أو مسألة القبر لنجا سعد بن معاذ ولقد ضم ضمة ثم أرخى عنه. رواه الطبراني

(1) في الأصل غير منقوطة.
(2) أي فصيح بليغ.
(3) أي عواتقه وصدره.
46

في الكبير والأوسط ورجاله موثقون. وعن أنس قال توفيت زينب بنت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فخرجنا معه فرأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مهتما شديد الحزن فجعلنا
لا نكلمه حتى انتهينا إلى القبر فإذا هو لم يفرغ من لحده فقعد رسول الله صلى الله عليه
وسلم وقعدنا حوله فحدث نفسه هنيهة وجعل ينظر إلى السماء ثم فرغ من القبر فنزل
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فرأيته يزداد حزنه ثم إنه فرغ فخرج فرأيته سرى عنه وتبسم
صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله رأيناك مهتما حزينا فلم نستطع أن نكلمك ثم
رأيناك سرى عنك فلم ذلك قال كنت أذكر ضيق القبر وغمه وضعف زينب فكان
ذلك يشق على فدعوت الله عز وجل أن يخفف عنها ففعل ولقد ضغطها ضغطة سمعها من
بين الخافقين. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده ضعيف. وعن أبي أيوب
أن صبيا دفن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس أن النبي صلى الله عليه
وسلم صلى على صبي أو صبية فقال لو كان أحد نجا من ضمة القبر لنجا هذا الصبي.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون. وعن نافع قال أتينا صفية بنت أبي عبيد
فحدثتنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن كنت لأرى لو أن أحدا أعفى من
ضغطة القبر لعفي سعد بن معاذ ولقد ضم ضمة. رواه الطبراني في الأوسط وهو
مرسل وفى إسناده من لم أعرفه.
(باب السؤال في القبر)
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتان القبر فقال
عمر أترد علينا عقولنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم كهيئتكم اليوم
فقال عمر بقيه الحجر. رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح
وعن أبي سعيد الخدري قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فإذا الانسان دفن فتفرق عنه أصحابه
جاءه ملك في يده مطراق فأقعده قال ما تقول في هذا الرجل فإن كان مؤمنا قال أشهد أن
لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقول له صدقت ثم يفتح له باب إلى النار فيقول
هذا كان منزلك لو كفرت بربك فأما إذ آمنت بربك فهذا منزلك فيفتح له باب إلى الجنة
فيريد أن ينهض إليه فيقول له أسكن ويفسح له في قبره وإن كان كافرا أو منافقا يقول
47

له ما تقول في هذا الرجل فيقول لا أدرى سمعت الناس يقولون شيئا فيقول لا دريت
ولا تليت ولا اهتديت ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول هذا منزلك لو آمنت بربك
فأما إذ كفرت بربك فان الله عز وجل أبدلك هذا ويفتح له باب إلى النار ثم يقمعه
مقمعة بالمطراق يسمعها خلق الله كلهم غير الثقلين فقال بعض القوم يا رسول الله ما أحد
يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هيل عند ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبت الله
الذين آمنوا بالقول الثابت. رواه أحمد والبزار وزاد في الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل
الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء. ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فإذا أدخل المؤمن
قبره وتولى عنه أصحابه جاء ملك شديد الانتهار فيقول له ما كنت تقول في هذا الرجل
فيقول المؤمن أقول إنه رسول الله وعبده فيقول له الملك أنظر إلى مقعدك الذي كان لك
في النار قد أنجاك الله منه وأبدلك بمقعدك الذي ترى من النار مقعدك الذي ترى من
الجنة فيراهما كلاهما فيقول المؤمن دعوني أبشر أهلي فيقال له أسكن وأما المنافق فيقعد
إذا تولى عنه أهله فيقول له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدرى أقول كما
تقول الناس فيقال لا دريت هذا مقعدك الذي كان لك في الجنة قد أبدلك الله مقعدك
من النار، قال جابر فيراهما جميعا فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يبعث كل عبد
في القبر على ما مات عليه المؤمن على إيمانه والمنافق على نفاقه قلت في الصحيح منه
يبعث كل عبد على ما مات عليه فقط رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه ابن
لهيعة وفيه كلام وبقية رجاله ثقات. وعن عائشة قالت جاءت يهودية استطعمت على
بأبي فقالت أطعموني أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر قالت فلم أزل
أحبسها حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ما تقول هذه
اليهودية قال وما تقول قلت تقول أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر
قالت عائشة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع يديه مدا يستعيذ بالله من فتنة
الدجال ومن فتنة عذاب القبر ثم قال أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إلا حذره أمته
وسأحدثكموه بحديث لم يحذره نبي أمته إنه أعود وإن الله ليس بأعور مكتوب بين
عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن فأما فتنة القبر فبي تفتنون وعنى تسألون فإذا كان الرجل
الصالح أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف فيقال فيم كنت فيقول في الاسلام فيقال
48

ما هذا الرجل الذي كان فيكم فيقول محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى من
عند الله فصدقناه فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له
انظر إلى ما وقاك الله ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال
له هذا مقعدك منها وعلى اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله وإذا كان
الرجل السوء جلس في قبره فزعا مشعوفا (1) فيقال له ما كنت تقول فيقول لا أدرى
فيقال له ما هذا الرجل الذي كان قبلكم فيقول سمعت الناس يقولون قولا
فقلت كما قالوا فيفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرها وما فيها فيقال له انظر
إلى ما صرف الله عنك ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا
ويقال هذا مقعدك منها على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ثم
يعذب. رواه أحمد. وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلي القبر ولما يلحد فجلس رسول
الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفى يده عود ينكث به في
الأرض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال إن
العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الآخرة نزل الله ملائكة
من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط
من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ويجئ ملك الموت عليه السلام حتى
يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان
قال فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في
يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفى ذلك الحنوط ويخرج
منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض قال فيصعدون بها فلا يمرون
على ملأ من الملائكة الا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون فلان بن فلان بأحسن
أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون
لهم فيشيعهم من كل السماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة
فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض في

(1) الشعف: شدة الخوف حتى يذهب بالقلب.
49

جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك فيقول ربى الله فيقولان ما دينك
فيقول ديني الاسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول رسول الله
فيقولان له ما عملك فيقول قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقته فينادي مناد من
السماء أن صدق عبدي فافرشوا له من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى
الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره قال ويأتيه رجل
حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي بشرك هذا يومك الذي
كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجئ بالخير فيقول انا عملك الصالح
فيقول رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي وان العبد الكافر إذا كان في
انقطاع من الدنيا واقبال من الآخرة نزل ملائكة سود الوجوه معهم المسوح
فيجلسون منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس
الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب فتفرق في جسده فينزعها كما ينزع السفود
من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها
في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن جيفة وجدت علي وجه الأرض فيصعدون بها
فلا يمرون بها على ملا من الملائكة الا قالوا ما هذه الريح الخبيثة فيقولون فلان بن
فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا
فيستفتح له فلا يفتح ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون
الجنة حتى يلج الجمل في شم الخياط) فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين
في الأرض السفلى ثم تطرح روحه طرحا ثم تلا (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء
فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق) فيعاد روحه في جسده ويأتيه
ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا أدرى فينادي مناد من
السماء ان كذب فافرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها
ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب
منثن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من
أنت فوجهك الذي يأتي بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة
قلت هو في الصحيح وغيره باختصار رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، وعند
أحمد في رواية عنه أيضا نحو هذا وزاد فيه فيأتيه آت قبيح الوجه قبيح الثياب
50

منتن الريح فيقول ابشر بهوان من الله وعذاب مقيم فبشرك الله بالشر من أنت
فيقول أنا عملك الخبيث كنت بطيئا عن طاعة الله سريعا في معصيته فجزاك الله
شرا ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبل كان ترابا
فيضربه ضربة فيصير ترابا ثم يعيده الله كما كان فيضربه ضربة أخرى فيصيح
صيحة يسمعه كل شئ الا الثقلين. قال البراء ثم بفتح له باب إلى النار ويمهد له من فرش
النار. وعن أسماء انها كانت تحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت إذا دخل الانسان قبره
فإن كان مؤمنا أحف به عمله الصلاة والصيام قال فيأتيه الملك من نحو الصلاة
فيرده ومن نحو الصيام فيرده فيناديه اجلس قال فيجلس فيقول له ما تقول في
هذا الرجل يعنى النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال محمد قال أشهد انه رسول الله قال يقول
على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث قال وإن كان فاجرا أو كافرا قال جاءه
ملك ليس بينه وبينه شئ يرده قال فأجلسه قال اجلس ماذا تقول في هذا الرجل
قال أي رجل قال محمد يقول ما أدرى والله سمعت الناس يقولون شيئا فقلته قال
له الملك على ذلك عشت وعليه مت وعليه تعش وتسلط عليه دابة في قبره معها
سوط تمر به جمرة مثل البعير تضربه ما شاء الله صماء لا تسمع صوته فترحمه
قلت لها في الصحيح حديث غير هذا رواه أحمد وروى الطبراني منه طرفا في
الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انه ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه
فإذا كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه والزكاة عن يمينه والصوم عن شماله
وفعل الخيرات والمعروف والاحسان إلى الناس من قبل رجليه فيؤتى من قبل رأسه
فتقول الصلاة ليس قبلي مدخل فيؤتى عن يمينه فتقول الزكاة ليس قبلي مدخل
ويؤتى من قبل شماله فيقول الصوم ليس قبلي مدخل ثم يؤتى من قبل رجليه
فيقول فعل الخيرات إلى الناس ليس من قبلي مدخل فيقال له اجلس فيجلس وقد
مثلث له الشمس للغروب فيقال له ما تقول في هذا الرجل الذي كان قبلكم
يعنى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات من عند ربنا
فصدقناه واتبعناه فيقال له صدقت وعلى هذا حييت وعلى هذا مت وعليه تبعث ان
51

شاء الله ويفسح له قبره مد بصره فذلك قول الله عز وجل (يثبت الله الذين آمنوا
بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة) ويقال افتحوا له بابا إلى النار فيقال
هذا كان منزلك لو عصيت الله عز وجل فيزداد غبطة وسرورا ويقال افتحوا له
بابا إلى الجنة فيفتح له فيقال هذا منزلك وما أعده الله لك فيزداد غبطة وسرورا
فيعاد الجلد إلى ما بدا منه ويجعل روحه (1) في نسم طير يعلق في شجر
الجنة واما الكافر فيؤتى من قبل رأسه فلا يوجد شئ فيؤتى من قبل رجليه فلا
يوجد شئ فيجلس خائفا مرعوبا فيقال له ما تقول في هذا الرجل كان فيكم وما
تشهد به فلا يهتدى لاسمه فيقال محمد صلى الله عليه وسلم فيقولون سمعت الناس يقولون
شيئا فقلت كما قالوا فيقال له صدقت على هذا حييت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله
ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فذلك قول الله عز وجل (ومن
أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا) فيقال افتحوا له بابا إلى الجنة فيقال له
هذا كان منزلك وما أعد الله لك لو أطعته فيزداد حسرة ثبورا ثم يقال افتحوا له بابا إلى
النار فيفتح له إليها يقال هذا منزلك وما أعد الله لك فيزداد حسرة وثبورا. قال أبو عمر
يعنى الضرير قلت لحماد بن سلمة كان هذا من أهل القبلة قال نعم قال أبو عمر كأنه
يشهد بهذه الشهادة على غير يقين يرجع إلى قلبه كان يسمع الناس يقولون شيئا
فيقوله. رواه الطبراني في الأوسط واسناده حسن. ولأبي هريرة في الأوسط
أيضا رفعه قال يؤتى الرجل في قبره فإذا أتى من قبل رأسه دفعته تلاوة القرآن
وإذا أتى من قبل يديه دفعته الصدقة وإذا أتى من قبل رجليه دفعه مشيه إلى
المساجد والصبر حجره فقال أما انى لو رأيت خليلا كنت صاحبه. وروى
البزار طرفا منه. وعن أبي حازم عن أبي هريرة أحسبه رفعه قال إن المؤمن ينزل
به الموت ويعاين ما يعاين فود لو خرجت يعنى نفسه والله يحب لقاءه فان المؤمن
يصعد بروحه إلى السماء فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن معارفهم من أهل
الأرض فإذا قال تركت فلانا في الدنيا أعجبهم ذلك وإذا قال إن فلانا قد مات
قالوا ما جئ به إلينا وان المؤمن يجلس في قبره فيسأل من ربه فيقول ربى الله
فيقول من نبيك فيقول نبيي محمد صلى الله عليه وسلم قال فما دينك قال ديني الاسلام فيفتح له

(1) الروح تذكر وتؤنث.
52

باب في قبره فيقول أو يقال انظر إلى مجلسك ثم يرى القبر فإنما كانت رقدة فإذا
كان عدو الله نزل به الموت وعاين ما عاين فإنه يحب أن لا تخرج روحه أبدا
والله يبغض لقاءه فإذا جلس في قبره أو أجلس فيقال من ربك فيقول لا أدرى
فيقال لا دريت فيفتح له باب من جهنم ثم يضرب ضربة تسمع كل دابة
الا الثقلين ثم يقال له نم كما ينام المنهوش، فقلت لأبي هريرة ما المنهوش قال الذي
تنهشه الدواب والجنادب ثم يضيق عليه قبره قلت في الصحيح طرف منه
رواه البزار ورجاله ثقات خلا سعيد بن بحر القراطيسي فإني لم أعرفه. وعن
عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله تبتلي هذه الأمة في قبورها فكيف
بي وأنا امرأة ضعيفة قال يثبت الله الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفى الآخرة
قلت لها حديث غير هذا في الصحيح رواه للبزار ورجاله ثقات. وعن أبي
رافع رضي الله عنه قال بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بقيع الغرقد وأنا أمشى
خلفه إذ قال لا هديت ولا اهتديت لا هديت ولا اهتديت ولا هديت ولا اهتديت
قال أبو رافع ما لي يا رسول الله قال لست أريدك ولكن أريد صاحب هذا القبر
سئل عنى فزعم أنه لا يعرفني فإذا قبر مرشوش عليه ماء حين دفن صاحبه.
رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه. وعن أيوب بن بشير عن
أبيه قال كانت ثائرة (1) في بنى معاوية فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح
بينهم فالتفت إلى قبر فقال لا دريت فقيل له فقال إن هذا يسأل عنى فقال لا أدري.
رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه عمر بن محمد بن صهبان وهو ضعيف. وعن أبي
رافع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج بالليل يدعو بالبقيع ومعه
أبو رافع فدعا بما شاء الله أن يدعو ثم انصرف مقبلا فمر على قبر فقال أف أف
أف فقال له أبو رافع يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما معك غيري فمني أففت فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ولكني أففت من صاحب هذا القبر الذي سئل عنى فشك
في. رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه

(1) في الأصل غير منقوطة.
53

قال شهدنا جنازة مع نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من دفنها وانصرف الناس قال نبي
الله صلى الله عليه وسلم انه الآن يسمع خفق نعالكم اتاه نكير ومنكر أعينهما مثل قدور
النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر وأصواتهما مثل الرعد فيجلسانه
فيسألانه ما كان يعبد ومن كان نبيه فإن كان ممن يعبد الله قال كنت أعبد الله
ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات فآمنا به واتبعناه فذلك قول الله (يثبت الله الذين
آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة) فيقال له على اليقين حييت
وعليه مت وعليه تبعث ثم يفتح له باب إلى الجنة ويوسع له في حفرته وإن كان
من أهل الشك قال لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيقال له على الشك
حييت وعليه مت وعليه تبعث ثم يفتح له باب إلى النار ويسلط عليه عقارب وتنانين
لو نفخ أحدهم في الدنيا ما نبتت شيئا تنهشه وتؤمر الأرض فتضمه حتى تختلف
أضلاعه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة قلت وفيه كلام. وعن
ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دفن الميت سمع خفق
نعالهم إذا ولوا عنه منصرفين. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن
عبد الله قال إذا حدثتكم بحديث أنبئكم بتصديق ذلك أن المؤمن إذا مات جلس
في قبره فيقال من ربك ما دينك من نبيك فيقول ربى الله وديني الاسلام ونبيي
محمد صلى الله عليه وسلم فيوسع له في قبره ويفرج له فيه ثم قرأ عبد الله (يثبت الله الذين آمنوا
بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين) رواه الطبراني
في الكبير واسناده حسن وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان الميت ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا عنه يعنى مدبرين. رواه البزار
واسناده حسن. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال اسم الملكين اللذين
يأتيان في القبر منكر ونكير وكان اسم هاروت وماروت وهما في السماء عززا
وعزيزا. رواه الطبراني في الأوسط واسناده حسن.
(باب في العذاب في القبر)
عن عائشة رضي الله عنها أن يهودية كانت تخدمها فلا تصنع عائشة إليها
شيئا من المعروف إلا قالت لها اليهودية وقاك الله عذاب القبر قالت فدخل رسول
54

الله صلى الله عليه وسلم على فقلت يا رسول الله هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة قال لا وعم
ذاك قالت هذه يهودية لا نصنع إليها شيئا من المعروف إلا قالت وقاك الله عذاب
القبر قال كذبت يهودهم على الله كذب لا عذاب دون يوم القيامة قالت ثم
مكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث فخرج ذات يوم بنصف النهار مشتملا بثوبه
محمرة عيناه وهو ينادى بأعلى صوته أيها الناس أظلتكم الفتن كقطع الليل المظلم
أيها الناس لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا أيها الناس استعيذوا بالله من
عذاب القبر فان عذاب القبر حق قلت هو في الصحيح باختصار رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال دخل رسول الله
صلى الله عليه وسلم محلا لبني النجار فسمع أصوات رجال من بنى النجار ماتوا في الجاهلية
يعذبون في قبورهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا فأمر أصحابه أن يتعوذوا من
عذاب القبر. رواه أحمد والبزار. وقال الطبراني في الأوسط عن جابر قال مر
رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبور نساء من بنى النجار هلكوا في الجاهلية فسمعهم
يعذبون في القبور في النميمة. ورجال أحمد رجال الصحيح وفي إسناد الطبراني
ابن لهيعة وفيه كلام. وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
يرسل على الكافر حيتان واحدة من قبل رأسه والأخرى من قبل رجليه
يقرصانه قرصا كلما فرغتا عادتا إلى يوم القيامة. رواه أحمد وإسناده حسن.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلط على
الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تلدغه حتى تقوم القيامة ولو أن تنينا منها
نفخ في الأرض ما أنبتت خضرا. رواه أحمد وأبو يعلى موقوفا وفيه دراج وفيه
كلام وقد وثق. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
المؤمن في قبره في روضة ويرحب له قبره سبعين ذراعا وينور له كالقمر
ليلة البدر أتدرون فيما أنزلت هذه الآية (فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم
القيامة أعمى) قالوا الله ورسوله أعلم قال عذاب الكافر في قبره والذي نفسي
بيده إنه ليسلط عليهم تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما التنين قال تسع وتسعون
حية لكل حية سبعة رؤوس ينفخون في جسمه ويلسعونه ويخدشونه إلى يوم
القيامة. رواه أبو يعلى وفيه دراج وحديثه حسن واختلف فيه. وعن أنس
55

رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل لأبي طلحة يبرز لحاجته قال
وبلال يمشى وراءه يكرم نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يمشى إلى جنبه فمر نبي الله صلى الله عليه وسلم
بقبر فقام حتى تم إليه بلال فقال ويحك يا بلال هل تسمع ما أسمع قال ما أسمع شيئا
قال صاحب القبر يعذب فسأل عنه فوجد يهوديا. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن أنس رضي الله عنه قال أخبرني من لا أتهم من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلال يمشيان بالبقيع إذ قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يا بلال هل تسمع ما أسمع قال والله يا رسول الله ما أسمعه قال ألا تسمع
أهل هذه القبور يعذبون يعنى قبور أهل الجاهلية. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن أم ميسر قال دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في حائط من
حوائط بنى النجار فيه قبور منهم قد ماتوا في الجاهلية فسمعهم يعذبون
فخرج وهو يقول استعيذوا بالله من عذاب القبر قالت قلت يا رسول الله وإنهم
ليعذبون في قبورهم قال نعم عذابا تسمعه البهائم. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في سفر وهو يسير على راحلته فنفرت قلت يا رسول الله ما شأن راحلتك نفرت
قال إنها سمعت صوت رجل يعذب في قبره فنفرت لذلك. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير وقد وثق. وعن عبد الله يعنى ابن
مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الموتى ليعذبون في قبورهم حتى أن البهائم تسمع
أصواتهم. رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن. وعن أبي أمامة رضي الله عنه
قال مر النبي صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد فلما مر ببقيع
الغرقد قال إذا بقبرين دفنوا فيهما رجلين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دفنتم ههنا
اليوم قالوا يا رسول الله وما ذاك قال أما أحدهما فكان يمشى بالنميمة وأما الآخر
فكان لا ينتره من البول وأخذ جريدة فشقها ثم جعلها على القبرين قالوا
يا نبي الله ولم فعلت ذاك قال ليخفف عنهما قالوا يا نبي الله وحتى متى يعذبان قال غيب لا يعلمه
إلا الله ولولا تجافى قلوبكم وتزيدكم في الحديث سمعتم ما أسمع. رواه الطبراني
في الكبير وفيه علي بن يزيد وفيه كلام. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول
56

الله صلى الله عليه وسلم مر يوما بقبور ومعه جريدة رطبة فشقها باثنتين ووضع واحدة على
قبر والأخرى على قبر آخر ثم مضى فقلنا يا رسول الله لم فعلت ذلك فقال أما
أحدهما فكان يعذب في النميمة وأما الآخر فكان لا يتقى البول ولن
يعذبا ما دامت هذه رطبة. رواه الطبراني في الكبير وفيه جعفر بن ميسرة وهو
ضعيف وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال بينا أسير بجنبات بدر إذ خرج رجل
من حفرة في عنقه سلسلة فناداني يا عبد الله اسقني فلا أدرى أعرف اسمي أو دعاني
بدعاية العرب وخرج رجل في ذلك الحفير في يده سوط فناداني لا تسقه فإنه
كفر ثم ضربه بالسوط حتى عاد إلى حفرته فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم مسرعا فأخبرته
فقال لي أو قد رأيته قلت نعم قال ذاك عدو الله أبو جهل بن هشام وذاك عذابه
إلى يوم القيامة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن محمد بن المغيرة
وهو ضعيف. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر
فقال ائتوني بجريدتين فجعل إحداهما عند رأسه والأخرى عند رجليه فقيل
يا رسول الله أينفعه ذلك قال لن يزال يخفف عنه بعض عذاب القبر ما دام فيهما
ندو. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن يعلى بن سيابة أن النبي صلى الله عليه وسلم
مر بقبر فقال إن صاحب هذا القبر يعذب في غير كبير ثم دعا بجريدة فوضعها على
قبره فقال لعله يخفف عنه ما دامت رطبة. رواه أحمد وفيه حبيب بن أبي حبيرة
قال الحسيني مجهول. وعن معاوية قال إن تسوية القبر من السنة قد رفعت اليهود (1)
وأنصاري فلا تشبهوا بهما. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
وعن عثمان بن عبد الرحمن قال أخبرني أخي قال أصيب أبوك عبد الرحمن مع.
ابن الزبير فأمر به ابن الزبير فدفن في مسجد الكعبة ثم أمر الخيل على قبره لئلا
يرى أثره. رواه الطبراني في الكبير، وعثمان ضعفه الدارقطني.
(باب زيارة القبور)
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى

(1) " اليهود " غير موجودة في الأصل.
57

نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فان فيها عبرة. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نهيتكم عن
زيارة القبور فزوروها فان لكم فيها عبرة. رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى
ابن المتوكل وهو ضعيف. وعن ابن سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فكلوا وادخروا
ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا ما يسخط الرب ونهيتكم عن
الأوعية فانتبذوا وكل مسكر حرام. رواه البزار واسناده رجاله رجال الصحيح.
وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور ثم رخص فيها
أحسبه قال فإنها تذكر الآخرة. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن زيد بن
الخطاب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة نحو المقابر فقعد رسول
الله صلى الله عليه وسلم نحو قبر فرأيناه كأنه يناجي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدموع من
عينيه فتلقاه عمر وكان أولنا فقال بأبي أنت وأمي ما يبكيك قال إني استأذنت ربى
في زيارة قبر أمي وكانت والدة ولها قبلي حق فأردت أن استغفر لها فنهاني قال
ثم أومأ إلينا أن اجلسوا فجلسنا فقال إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فمن
شاء منكم أن يزور فليزر وإني نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام
فكلوا وادخروا ما بدا لكم وأني نهيتكم عن ظروف ونهيتكم عن ظروف
فانتبذوا فان الآنية لا تحل شيئا ولا تحرمه واجتنبوا كل مسكر. رواه الطبراني
في الكبير وفى اسناده من لم أعرفه. قلت وتأتي أحاديث من هذا النوع في
الشربة إن شاء الله. وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن
زيارة القبور وعن الأوعية وان تحبس لحو الأضاحي بعد ثلاث ثم قال إني كنت
نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنهما تذكركم الآخرة ونهيتكم عن الأوعية
فاشربوا فيها واجتنبوا ما أسكر ونهيتكم عن لحوم الأضاحي ان تحتبسوا فوق
ثلاث فاحتبسوا ما بدا لكم قلت في الصحيح طرف منه رواه أبو يعلى
واحمد وفيه ربيعة بن التابعة قال البخاري لم يصح حديثه عن علي في الأضاحي.
وعن زبد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زوروا القبور ولا تقولوا هجرا
58

رواه الطبراني في الصغير وفيه محمد بن كثير بن مروان وهو ضعيف جدا. وعن
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا
ونهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا وامسكوا ونهيتكم عن النبيذ فاشربوا ولا
تشربوا مسكرا. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه النضر أبو عمر وهو ضعيف جدا.
قلت وتأتي بقية هذه الأحاديث في الأضاحي والأشربة إن شاء الله. وعن ثوبان
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها واجعلوا
زيارتكم لها صلاة عليهم واستغفارا لهم ونهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث
فكلوا منها وادخروا أو نهيتكم عما ينبذ في الدباء والحنتم والنقير (1) فانتبذوا وانتفعوا
بها. رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو ضعيف. وعن
عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث نهيتكم عنها زيارة
القبور ولحوم الأضاحي فوق ثلاث ونبذ في المزفت والحنتم والنقير الا فزوروا
إخوانكم وسلموا عليهم فان فيهم عبرة الا ولحوم الأضاحي فكلوا منها وادخروا
الا وكل مسكر خمر الا وكل خمر حرام قلت في الصحيح بعضه رواه الطبراني
في الأوسط وقال لم يروه عن عبد الجبار الا محمد بن أبي الخصيب قلت ولم أجد
من ذكره. وعن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى
على أهل البقيع فصلى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا ثلاث مرات. رواه أحمد مطولا
ويأتي إن شاء الله في الوفاء في علامات النبوة. ولفظه عند البزار ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم طرقه ذات ليلة فقال يا أبا مويهبة أمرت أن استغفر لأهل البقيع فانطلقت
فلما أتى البقيع قال السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه بما أصبح
الناس فيه لو تدرون ما نجاكم الله منه أقبلت الفتن. واسناد أحمد والبزار كلاهما
ضعيف. وعن ابن عمر رضي الله عنهما إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذهب إلى الجبان
ماشيا وأبو بكر وعمر. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وزاد فيه ويرجع
ماشيا. وفى اسناده من لم أعرفه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من زار قبر أبويه أو أحدهما كل جمعة غفر له وكتب برا. رواه

(1) الحنتم: جرار مدهونة خضر، والنقير: وعاء يصنع من أصل النخلة.
59

الطبراني في الأوسط والصغير وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف. وعن علي
رضي الله عنه قال الخروج إلى الجبان في العيدين من السنة. وراه الطبراني في
الأوسط وفيه الحارث وهو ضعيف. وعن ابن أبي مليكة قال توفى يعنى عبد الرحمن
ابن أبي بكر بالحبش فلما حجت عائشة أتت قبره فقالت:
وكنا كندماني جذيمة حقبة * من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا * لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
أما والله لو شهدتك ما زرتك ولدفنتك حيث مت. رواه الطبراني في الكبير
ورجاله رجال الصحيح.
(باب ما يقول إذا زار القبور)
عن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى البقيع بقيع الغرقد
فقال السلام على أهل الديار من المسلمين والمؤمنين ورحم الله المستقدمين وانا إن شاء الله
لاحقون يعنى بكم. رواه البزار وفيه غالب بن عبد الله وهو ضعيف.
وعنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على مصعب بن عمير حين رجع من أحد فوقف عليه
وعلى أصحابه فقال أشهد أنكم أحياء عند الله فزوروهم وسلموا عليهم فوالذي
نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد الا ردوا عليه إلى يوم القيامة. رواه الطبراني في
الكبير وفيه أبو بلال الأشعري ضعفه الدارقطني. وعن مجمع بن حارثة قال خرج
النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة من بنى عمرو بن عوف حتى انتهى إلى المقبرة فقال السلام
على أهل القبور ثلاث مرات من كان منكم من المؤمنين والمسلمين أنتم لنا فرط
ونحن لكم تبع عافانا الله وإياكم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط فيه
إسماعيل بن عياش وفيه كلام وقد وثق. وعن بشير بن الخصاصية قال أتيت
النبي صلى الله عليه وسلم فلحقته بالبقيع فسمعته يقول السلام على أهل الديار من المؤمنين
وانقطع شسعي فقال أنعش قدمك فقلت يا رسول الله طالت عزوبتي ونأيت
عن دار قومي فقال يا بشير ألا تحمد الله الذي أخذ بناصيتك من بين ربيعة قوم
يرون لولا أنهم انكفت الأرض بمن عليها. رواه الطبراني في الكبير والأوسط
ورجاله ثقات. وله طريق عند أحمد تأتى في المناقب إن شاء الله.
60

(باب البناء على القبور والجلوس عليها وغير ذلك)
عن أم سلمة رض الله عنها قالت نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبر
أو يجصص. رواه أحمد وزاد في رواية مرسلة أو يجلس عليه. وفى الاسنادين
ابن لهيعة وفيه كلام وقد وثق. وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال نهى نبي الله
صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبور أو يقعد عليها قلت روى ابن ماجة
النهى عن البناء عليها فقط رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. وعن عمارة بن حزم
قال رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا على قبر فقال يا صاحب القبر انزل من على
القبر لا تؤذي صاحب القبر ولا يؤذيك. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن
لهيعة وفيه كلام وقد وثق.
(باب المشي على القبور)
عن عبد الله يعنى ابن مسعود رضي الله عنه قال لان أطأ على جمرة أحب إلي
من أن أطأ على قبر مسلم. رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن السائب
وفيه كلام.
(باب المشي بين القبور في النعال)
عن عصمة قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل يمشى في نعليه بين المقابر
فقال يا صاحب السبتية اخلع نعليك. رواه الطبراني في الكبير وإسناده ضعيف
61

كتاب الزكاة
بسم الله الرحمن الرحيم
(باب فرض الزكاة)
عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله فرض على أغنياء
المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقراءهم ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا وعروا
الا بما يصنع أغنياؤهم ألا وان الله يحاسبهم حسابا شديد أو يعذبهم عذابا أليما.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وقال تفرد به ثابت بن محمد الزاهد. قلت
ثابت من رجال الصحيح وبقية رجاله وثقوا وفيهم كلام. وعن أنس رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة يقولون ربنا
ظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا عليهم فيقول الله تعالى وعزتي وجلالي لأدنينكم
ولأباعدنهم ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (وفى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه الحارث بن النعمان وهو ضعيف. وعن
علقمة رضي الله عنه انهم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم ان تمام
اسلامكم أن تؤدوا زكاة أموالكم. رواه البزار والطبراني في الكبير ولفظ الكبير
ان من تمام وفيه من لا يعرف. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال الزكاة قنطرة الاسلام. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله موثقون
الا أن بقية مدلس وهو ثقة. وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الاسلام ثمانية أسهم الاسلام سهم والصلاة سهم والصيام سهم والزكاة
سهم وحج البيت سهم والامر بالمعروف سهم والنهى عن المنكر سهم والجهاد
في سبيل الله سهم وقد خاب من لا سهم له. رواه البزار وفيه يزيد بن
عطاء وثقه أحمد وضعفه جماعة. قلت وقد تقدم في الايمان أحاديث نحو هذا.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال أمرنا بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ومن لم يزك
فلا صلاة له. رواه الطبراني في الكبير وله اسناد صحيح. وعن أبي ذر رضى
62

الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الإبل صدقتها وفى الغنم صدقتها وفى
البر صدقته. رواه أحمد وفيه راو لم يسم. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آتيه بطبق يكتب فيه مالا يضل أمته من بعده فخشيت
أن تفوتني نفسه قال قلت انى أحفظ وأعي قال أوصى بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم
قلت رواه أبو داود باختصار رواه أحمد وفيه نعيم بن يزيد ولم يرو عنه غير
عمر بن الفضل. وعن أنس بن ملك رضي الله عنه قال أتى رجل من بنى تميم رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى ذو مال كثير وذو أهل ومال وحاضرة فأخبرني
كيف أصنع وكيف أنفق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج الزكاة من مالك
فإنها طهرة تطهرك وتصل أقربائك وتعرف حق المسكين والجار والسائل فقال
يا رسول الله أقلل لي فقال آت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر
تبذيرا فقال يا رسول الله إذا أديت الزكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى
الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه سلم نعم إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها ولك
أجرها وإثمها على من بدلها. رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله رجال
الصحيح. وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ما أسلموا
عليه من أرضهم ورفيقهم وماشيتهم وليس عليه فيه الا الصدقة. رواه أحمد والبزار
والطبراني في الأوسط الا انهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل الذمة لهم ما
أسلموا عليه. وفيه لبث بن أبي سليم وقد وثق ولكنه مدلس. وعن جابر رضي الله عنه
قال قال رجل من القوم يا رسول الله أرأيت إن أدى الرجل زكاة ماله فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من أدى زكاة ماله فقد ذهب عنه شره. رواه الطبراني في الأوسط
واسناده حسن وإن كان في بعض رجاله كلام. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال
سمعت من عمر بن الخطاب حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعته منه وكنت
أكثرهم لزوما لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تلف مال في
بر ولا بحر إلا بحبس الزكاة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن هارون
وهو ضعيف. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة وأعدوا للبلاء الدعاء. رواه
63

الطبراني في الأوسط والكبير فيه موسى بن عمير الكوفي وهو متروك. وعن
أنس بن ملك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مانع الزكاة يوم القيامة
في النار. رواه الطبراني في الصغير وفيه سنان بن سعد وفيه كلام كثير وقد وثق.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل مال وإن كان تحت
سبع أرضين تؤدوا زكاته فليس بكنز وكل مال لا تؤدوا زكاته وإن كان ظاهرا
فهو كنز قلت هو في الصحيح بنحوه ولكنه موقوف على ابن عمر رواه
الطبراني في الأوسط وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف. وعن أبي شداد
رجل من أهل عمان قال جاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد فأقروا بشهادة
أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله وأدوا الزكاة وخطوا المساجد كذا وكذا
وإلا غزوتكم. قال أبو شداد فلم نجد من يقرأ علينا ذلك الكتاب حتى أصبنا غلاما
يقرأ فقرأ علينا قال عبد العزيز فقلت لأبي شداد من كان على عمان يومئذ قال
سوار من أساور كسرى. رواه البزار وهو مرسل وفيه من لا يعرف. وعن
ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك بعده كنزا مثل له يوم
القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يتبعه يقول ويلك ما أنت يقول أنا كنزك
الذي كنزت فلا يزال حتى يلقم يده ثم يتبعه سائر جسده. رواه
البزار وقال إسناده حسن، قلت ورجاله ثقات. ورواه الطبراني في الكبير. وعن
عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خالطت الصدقة أو قال مالا الا أفسدته.
رواه البزار وفيه عثمان بن عبد الرحمن الجمحي قال أبو حاتم يكتب حديثه ولا
يحتج به. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهرت لهم
الصلاة فصلوها وخفيت لهم الزكاة فأكلوها أولئك هم المنافقون. رواه البزار وفيه
عبد الله بن إبراهيم الغفاري وهو ضعيف. وعن ابن الزبير رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال ما من صاحب إبل لا يؤدي حقها في رسلها ونجدتها (1) إلا جئ يوم القيامة
حتى تبطح لها بقاع قرقر (2) تطؤه بأخفافها كلما نفدت أولاها اعتدت عليه أخراها (3) حتى

(1) أي في الشدة والرخاء
(2) أي مكان مستوى
(3) في الأصل هنا نفدت أخراها اعتدت عليه أخراها " والتصحيح مما سيأتي.
64

يقضى بين الناس ويرى سبيله. رواه البزار ورجاله ثقلت. وعن ابن الزبير رضي الله عنهما
قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من صاحب إبل الا يؤتى بها يوم القيامة إذا لم
يكن يؤدي حقها فتمشى عليه بقاع تطؤه بأخفافها ويؤتى بصاحب البقر إذا لم يكن
يؤدي حقها فتمشى عليه تطؤه بأظلافها ليس فيها جماء (1) ولا مكسورة القرن ويؤتى
بصاحب الغنم إذا لم يكن يؤدي حقها فتمشى عليه بقاع فتنطحه بقرونها وتطؤه
بأظلافها ليس فيها جماء ولا مكسورة القرن ويؤتى بصاحب الكنز فيمثل له شجاعا
أقرع فلا يجد شيئا فيدخل يده في فيه. رواه الطبراني بطوله وروى البزار طرفا
منه ورجاله موثقون. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول من كان يؤمن بالله ورسوله فليؤد زكاة ماله ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليقل حقا أو ليسكت ومن كان يؤمن بالله ورسوله فليكرم ضيفه. رواه الطبراني
في الكبير وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف. وعن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس بخمس قيل يا رسول الله وما خمس بخمس
قال ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا
فيهم الموت ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر ولا طففوا المكيال إلا حبس
عنهم النبات وأخذوا بالسنين (2). رواه الطبراني في الكبير وفيه إسحاق بن عبد الله
ابن كيسان المروزي لينه الحاكم وبقية رجاله موثقون وفيهم كلام. وعن عبد
الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على الناس زمان
قلوبهم قلب العجم قلت وما قلب العجم قال حب الدنيا قلوبهم قلوب العجم قلت وما
قلوب العجم قال سنتهم سنة الاعراب ما أتاهم من رزق جعلوه في الحيوان يرون
الجهاد ضررا والزكاة مغرما. رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية بن الوليد وهو
ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله موثقون. وعن عبد الله بن مسعود قال من
كسب طيبا خبثته منع الزكاة ومن كسب خبيثا لم تطيبه الزكاة. رواه الطبراني في
الكبير واسناده منقطع. وعنه قال لا يكون رجل يكنز فيمس درهم درهما ولا دينار
دينارا يوسع جلده حتى يوضع كل دينار ودرهم عل حدته. رواه الطبراني في
الكبير ورجاله ثقات. وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منع

(1) الجماء: التي لا قرن لها.
(2) أي أقحطوا وأجدبوا.
65

قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين. وراه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة فمر
على بئر يسقى عليها فقال إن صاحب هذه البئر يحملها يوم القيامة إن لم يؤد حقها
وأتى على غنم فقال إن صاحب هذه الغنم يفعل به كذا وكذا إن لم يؤد حقها
وأنى على إبل فقال مثل ذلك فقلت يا رسول الله أي المال خير قال ليس في المال
خير قلت مما تعبنا قال الخادم يخدمك فإذا صلى فهو أخوك أو فرسك تجاهد
عليه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عدي بن الفضل وهو متروك. وعن أبي
ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بجمع الصدقة فجعل الرجل يجئ بقدر ماله
وبصدقته فيكتب فقال يا أبا ذر ما تبكي قلت ذهب المكثرون بالاجر قال كيف
قلت يصلون كما نصلى ويصومون كما نصوم ويجدون ما يتصدقون ولا نجد فقال بل
المكثرون هم الأسفلون إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وقليل ما هم قلت كيف
يا رسول الله قال إنه ما من صاحب إبل لا يؤدي زكاتها في رسلها ونجدتها الا أتت
يوم القيامة بقاع قرقر تطؤه أخفافها كلما نقد أولاها عاد عليه أخراها حتى يقضى
بين الناس قلت فالخيل يا رسول الله قال الخيل لثلاثة رهط من اتخذها نجدة في
سبيل الله كان له عسرها ويسرها وأيم الله لو قطعت رحاما فأسندت شرفا أو شرفين
هبطت على روضة خضراء ومن اتخذها أشرا كانت عليه وبالا يوم القيامة قالوا
فالحمر يا نبي الله قال ما أنزل الله فيها شيئا إلا آية الفاذة (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره
ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره). قلت رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم
أعرفهم. وعن ميمون بن مهران قال قيل لابن عمر إن زيد بن حارثة قد مات
فقال رحمه الله فقيل يا أبا عبد الرحمن إنه قد ترك مائة الف فقال لكنها لم تتركه.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح (1).
(باب زكاة الحلي)
عن عمرو بن يعلى بن مرة الثقفي قال أنى النبي صلى الله عليه وسلم رجل عليه خاتم من

(1) بلغ مقابلة وسماعا على مؤلفه بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر
من نسخة الأصل بخط المصنف في السابع والعشرين كما في هامش الأصل.
66

ذهب عظيم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أتزكي هذا قال يا رسول الله فما زكاة هذا قال جمرة
عظيمة عليه. رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أن لفظه عن يعلى قال أتيت النبي
صلى الله عليه وسلم وفى يدي خاتم من ذهب فذكر نحوه وفيه عثمان بن يعلى ولم يرو عنه غير أبيه.
وعن أسماء بنت يزيد قالت دخلت أنا وخالتي على النبي صلى الله عليه وسلم وعليها أسورة من
ذهب فقال لنا أتعطيان زكاته قالت فقلنا لا قال أما تخافا أن يسور كما الله أسورة من نار
أديا زكاته قلت لأسماء حديث رواه أبو داود في الخاتم من غير ذكر زكاة رواه
أحمد وإسناده حسن. وعن عمران الثقفي عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم
رأى عليه خاتما من ذهب فقال أتزكيه فقال وما زكاته قال جمرة عظيمة. رواه
الطبراني في الكبير فيه ضرار بن صرد وهو ضعيف. وعن محمد بن زياد قال
سمعت أبا أمامة وهو يسأل عن حلية السيوف أمن الكنوز هي قال نعم هي من
الكنوز فقال رجل هذا شيخ أحمق قد ذهب عقله فقال أبو أمامة أما انى ما
أحدثكم إلا ما سمعت. رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية وهو ثقة ولكنه
مدلس. وعن ابن مسعود أنه قال وسألته امرأة عن حلي لها أفيه زكاة قال
إذا بلغ مائتي درهم فزكيه قالت إن في حجري أيتاما أفأدفعه إليهم قال نعم.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات ولكن إبراهيم لم يسمع من ابن مسعود.
(باب زكاة أموال الأيتام)
عن أنس بن ملك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتجروا في
أموال اليتامى لا تأكلها الزكاة. رواه الطبراني في الأوسط وأخبرني سيدي
وشيخي ان إسناده صحيح. وعن ابن مسعود وسئل عن أموال اليتامى فقال
إذا بلغوا فاعلموهم ما حل فيها من زكاة فان شاؤوا زكوا وان لم يشاؤا لم يزكوا
رواه الطبراني في الكبير ومجاهد لم يسمع من ابن مسعود. وعن ابن مسعود
قال ولى اليتيم يحصى السنين فإذا احتلم قال إن عليك كذا وكذا سنة. ومجاهد
لم يدرك أين مسعود.
67

(باب أخذ الزكاة من العطاء)
عن هبيرة بن يريم عن ابن مسعود قال كان يعطينا العطاء ثم يأخذ زكاته.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا هبيرة وهو ثقة.
(باب فيمن أدى الزكاة وقرى الضيف)
عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه فقد برئ
من الشح من أدى زكاة ماله طيبة بها نفسه وقرى الضيف وأعطى في النوائب.
رواه الطبراني في الصغير وفيه زكريا بن يحيى الوقار وهو ضعيف. وعن خالد
ابن زيد بن جارية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه وقى شح نفسه من أدى
الزكاة وقرى الضيف وأعطى في النائبة. وفى رواية له برئ من الشح من أدى
الزكاة وقرى الضيف وأعطى في النائبة. رواهما الطبراني في الكبير وفيه إبراهيم
ابن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف.
(باب فيمن يتصدق بثلث ما يخرج من زرعه)
عن ابن مسعود ان رجلا بينا هو يسقى زرعا إذ رأى غيابة برها فسمع فيها
صوتا ان أسقي أرض فلان فاتبع الصوت حتى انتهى إلى الأرض التي سميت
فسأل صاحبها ما علمك فيها قال إني أعيد فيها ثلثا وأتصدق بثلث وأحبس لأهلي
ثلثا. وعن مسروق ان ابن مسعود كان يبعث إلى أرضه أن يفعل فيها ذلك
رواهما الطبراني في الكبير ورجالهما رجال الصحيح.
(باب أفضل درجات الاسلام بعد الصلاة الزكاة)
عن زر بن حبيش أن ابن مسعود كان عنده غلام يقرأ المصحف وعنده
أصحابه فجاء رجل يقال له حصرمة فقال يا أبا عبد الرحمن أي درجات الاسلام
أفضل قال الصلاة قال ثم أي قال الزكاة. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
(باب مالا زكاة فيه)
عن طلحة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في
68

الخضروات صدقة. رواه الطبراني في الأوسط والبزار وفيه الحارث بن نبهان
وهو متروك وقد وثقه ابن عدي.
(باب صدقة الخيل والرقيق وغير ذلك)
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الخيل
السائمة في كل فرس دينار. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الليث بن حماد وعورك
وكلاهما ضعيف. وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قد عفوت
لكم عن صدقة الخيل والرقيق وليس فيما دون المائتين زكاة. رواه الطبراني في
الصغير والأوسط وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام. وعن حارثة بن مضرب قال
جاء ناس إلى عمر فقالوا انا أصبنا أموالا خيلا ورقيقا نحب أن تكون لنا فيها
زكاة وطهور فقال ما فعله صاحباي فأفعله واستشار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وفيهم على فقال
على هو حسن ان لم يكن جزية دائبة يؤخذون بها من بعدك. رواه أحمد والطبراني
في الكبير ورجاله ثقات. وعن عمر بن الخطاب وحذيفة بن اليمان أن النبي
صلى الله عليه وسلم لم يأخذ من الخيل والرقيق صدقة. رواه أحمد وفيه أبو بكر بن أبي مريم
وهو ضعيف لاختلاطه. وعن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لا صدقة في الكسعة والجبهة والنخة وفسره أبو عمر قال الكسعة الحمير
والجبهة الخيل والنخة العبيد. رواه الطبراني في الكبير وفيه سليمان بن أرقم وهو
متروك. وعن أبي ثعلبة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أفي الحمير زكاة قال لا الا الآية
الفاذة الشاذة (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن بشير
وفيه كلام وقد وثق. وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يأمرنا أن لا نخرج الصدقة عن الرقيق. رواه البزار وفى اسناده ضعف. وعنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا برقيق الرجل والمرأة الذين هم تلاده وهم غلمته
لا يريد بيعهم فكان يأمرنا إلا نخرج عنهم من الصدقة شيئا وكان يأمرنا أن نخرج
الصدقة عن الذي بعد للبيع. رواه الطبراني في الكبير وروى أبو داود منه كان
يأمرنا أن خرج الصدقة من الذي نعد للبيع فقط ر وفى اسناده ضعف.
69

(باب فيما كان دون النصاب وما تجب فيه الزكاة)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيما دون خمس من الإبل صدقة
ولا خمس أواق ولا خمسة أوساق. رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط
وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال ليس فيما دون خمس أواق صدقة وليس فيما دون خمس ذود صدقة وليس
فيما دون خمسة أو سق صدقة. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن عائشة قالت جرت
السنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في صداق النساء اثنا عشر أوقية والوقية أربعون
درهما فذلك ثمانون وأربعمائة وجرت السنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغسل من
الجنابة صاع والوضوء رطلين والصاع ثمانية أرطال وجرت السنة فيما أخرجت
الأرض من الحنطة والشعير والزبيب والتمر إذا بلغ خمسة أو سق والوسق ستون
صاعا فذلك ثلاثمائة صاع بهذا الصاع الذي جرت به السنة وجرت السنة منه يعنى
النبي صلى الله عليه وسلم انه ليس فيما دون خمسة أوسق زكاة والوسق ستون صاعا بهذا الصاع
فذلك ثلاثمائة صاع. رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح أبو موسى الطلحي وهو
ضعيف. وعن أبي رافع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من بنى مخزون على
الصدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيما دون خمسة أوساق صدقة ولا فيما دون
خمس ذود صدقة ولا فيما دون خمس أواق صدقة. رواه الطبراني في الكبير.
(باب فيما تجب فيه الزكاة)
عن معاوية بن حيدة القشيري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في كل خمس ذود سائمة صدقة
قلت له حديث رواه أبو داود غير هذا رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون
غير شيخ الطبراني محمد بن جعفر بن سام فإني لم أعرفه. وعن أنس بن ملك قال
فرض محمد صلى الله عليه وسلم في أموال المسلمين في كل أربعين درهما درهم وفى
أموال أهل الذمة في كل عشرين درهما درهم وفى أموال من لا ذمة له في كل
عشرة دراهم درهم. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات الا أنه قال تفرد
به زنيج (1). ورواه جماعة ثقات فوقفوه على عمر بن الخطاب.

(1) لعل صوابه " ربيح ".
70

(باب منه في بيان الزكاة)
عن عمرو بن حزم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض
والسنن والديات وبعث به عمرو بن حزم فقرئت عل أهل اليمن وهذه نسختها
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى شرحبيل بن عبد كلال
والحارث بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال قيل ذي رعين ومغافر وهمدان أما بعد
فقد رجع رسولكم وأعطيتم من المغانم خمس الله وما كتب الله على المؤمنين من العشر
في العقار وما سقت السماء أو كان سبخا أو كان بعلافيه العشر إذا بلغ خمسة
أو سق وفى كل خمس من الإبل سائمة شاة إلى أن تبلغ أربعا وعشرين ففيها بنت
مخاض فإن لم توجد بنت مخاض فابن لبون ذكر إلى أن تبلغ خمسا وثلاثين فان
زادت واحدة ففيها بنت لبون إلى أن تبلغ خمسا وأربعين فان زادت واحدة على
خمسة وأربعين ففيها حقة طروقة الجمل إلى أن تبلغ ستين فان زادت على ستين واحدة
ففيها جذعة إلى أن تبلغ خمسا وسبعين فان زادت واحدة على خمس وسبعين ففيها
بنتا لبون إلى أن تبلغ تسعين فان زادت واحدة ففيها حقتان طروقتا الجمل إلى
أن تبلغ عشرين ومائة فان زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين بنت لبون
وفى كل خمسين حقة طروقة الجمل وفى كل ثلاثين ياقورة بقرة جذع أو جذعة وفى
كل أربعين ياقورة بقرة وفى كل أربعين شاة سائمة شاة إلى أن تبلغ عشرين ومائة
فان زادت على العشرين ومائة شاة ففيها شاتان إلى تبلغ مائتين فان زادت واحدة
ففيها ثلاث شياه إلى أن تبلغ ثلاثمائة فان زادت ففي كل مائة شاة شاة ولا يؤخذ
في الصدقة محمفا جحفاه هرمة ولا عجفاء ولا ذات عوار ولا تيس الغنم ولا يجمع بين
متفرق ولا يفرق بين مجتمع حسنة الصدقة وما اخذ من خليطين فإنهما مراجعان
بينهما بالسوية وفى كل خمس أواق من الورق خمسة دراهم وما زاد ففي كل
أربعين درهما درهم وليس فيما دون خمس أواق شئ وفى كل أربعين دينارا
دينار والصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهل بيته إنما هي الزكاة تزكى بها أنفسهم وللفقراء
المؤمنين وفى سبيل الله ولا في رقيق ولا في مزرعة ولا عمالها شئ إذا كانت تؤدى
صدقتها من العشر وانه ليس في عبد مسلم ولا في فرسه شئ وكان في الكتاب أن
71

أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة اشراك بالله وقتل النفس المؤمنة بغير حق
والفرار في سبيل الله يوم الزحف وعقوق الوالدين ورمي المحصنة وتعلم السحر
وأكل الربا وأكل مال اليتيم وان العمرة الحج الأصغر (1) ولا يمس القرآن
إلا طاهر ولاطلاق قبل أملاك ولا عتاق حتى تبتاع ولا يصلين أحدكم في ثوب
واحد وشقه باد ولا يصلين أحدكم عاقصا شعره قلت فذكر الحديث وبقيته
رواه النسائي رواه الطبراني في الكبير وفيه سليمان بن داود الحرسي وثقه
احمد وتكلم فيه ابن معين وقال احمد ان الحديث صحيح. قلت وبقية رجاله
ثقات. وعن ملك بن أوس قال كنت في المسجد فدخل أبو ذر المسجد فصلى
ركعتين عند سارية فقال له عثمان كيف أنت ثم ولى واستفتح (ألها كم التكاثر)
وكان رجلا صلب الصوت فرفع صوته فارتج المسجد ثم أقبل على الناس فقلت
يا أبا ذر أو قال له الناس حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الإبل صدقتها وفى الغنم صدقتها قال أبو عاصم
وأظنه قال في البقر صدقتها وفى البر صدقته وفي الذهب والفضة والتبر صدقته ومن
جمع مالا فلم ينفقه في سبيل الله وفى الغارمين وابن السبيل فهو كية عليه يوم القيامة
يا أبا ذر اتق الله وانظر ما تقول فان الناس قد كثرت في أيديهم قال يا ابن أخي
انتسب لي فانتسبت له قال قد عرفت نسبك الا كبر قال أفتقرأ القرآن قلت نعم
قال اقرأ (الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها) إلى آخر الآية قال فافقه
إذا. رواه البزار بطوله وروى احمد طرفا منه وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو
ضعيف. وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم سن فيما سقت السماء والعيون العشر وما سقى
بالنواضح نصف العشر. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن قزعة قال أتيت أبا سعيد
وهو مكثور (2) عليه فلما تفرق الناس قلت إني لا أسألك عما يسألك عنه هؤلاء قال
وسأله عن الزكاة فقال لا أدرى أرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أم لا في مائة درهم خمسة
الدراهم وفى أربعين شاة شاة إلى عشرين ومائة فإذا زادت واحدة ففيها شاتان

(1) سقط من الأصل " الأصغر ".
(2) أي كثرت عليه الحقوق والناس
يطلبونها.
72

إلى مأتين فإذا زادت ففي كل مائة شاة إلى ثلاثمائة فإذا زادت ففي كل مائة
شاة وفى الإبل في خمس شاة وفى عشر شاتان وفى خمس عشرة ثلاث شياه وفى
عشرين أربع شياه وفى خمس وعشرين بنت مخاض إلى خمس وثلاثين. فإذا
زادت واحدة ففيها جذعة إلى خمس وسبعين فإذا زادت واحدة ففيها ابنتا لبون
إلى تسعين فإذا زادت واحدة ففيها حقتان إلى عشرين ومائة فإذا زادت
واحدة ففي كل خمسين حقة وفى كل أربعين بنت لبون. رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن أنس بن ملك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى عماله في
سنة الصدقات في أربعين شاة إلى عشرين ومائة فان زادت واحدة ففيها شاتان
إلى مائتين وان زادت واحدة ففيها شاتان إلى ثلاثمائة فان كثرت الغنم ففي
كل مائة شاة شاة وكتب في صدقة البقر في كل ثلاثين بقرة جذعة وفى كل
أربعين بقرة مسنة وكتب في صدقة الإبل في خمس شاة وفى عشر شاتين
وفى خمس عشرة ثلاث شياه وفي عشرين أربع شاء وفى خمس وعشرين بنت
مخاض إلى خمس وثلاثين فان زادت واحدة ففيها بنت لبون إلى خمس وأربعين
فان زادت واحدة ففيها حقة طروقة الفحل إلى ستين فان زادت واحدة ففيها
جذعة إلى خمسة وسبعين فان زادت واحدة ففيها ابنتا لبون إلى تسعين فان
زادت واحدة فحقتان إلى عشرين ومائة فان كثرت الإبل ففي كل خمسين حقة
وفى كل أربعين بنت لبون. رواه الطبراني في الأوسط عن محمد بن إسماعيل
ابن عبد الله عن أبيه ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات. وعن معاذ بن جبل قال لم
يأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوقاص البقر شيئا. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن ابن عباس قال لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن أمره
أن يأخذ في كل ثلاثين من البقر تبيعا أو تبيعة جذعا أو جذعة ومن كل أربعين
بقرة مسنة قالوا فالأوقاص قال ما أمرني فيها بشئ وسأسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا قدمت فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله فقال ليس فيها شئ قال قال
المسعودي والأوقاص ما بين الثلاثين إلى الأربعين والأربعين إلى الستين. رواه
البزار وقال لم يتابع بقية أحد على رفعه إلا الحسن بن عمارة والحسن ضعيف
73

وقد روى عن طاووس مرسلا. وعن نافع أنه قرأ كتاب عمر بن الخطاب أنه
ليس فيما دون خمس من الإبل شئ فإذا بلغت خمسا ففيها شاة إلى تسع فإذا كانت
عشرا فشاتان إلى أربع عشرة فإذا بلغت خمس عشرة ففيها ثلاث إلى تسع عشرة
فإذا بلغت العشرين فأربع إلى أربع وعشرين فإذا بلغت خمسا وعشرين ففيها بنت مخاض
إلى خمس وثلاثين فإذا زادت ففيها ابنة لبون إلى خمس وأربعين فإذا زادت ففيها حقتان
إلى الستين فإذا زادت ففيها ابنتا لبون إلى التسعين فإذا زادت ففيها حقتان إلى العشرين
ومائة فإذا زادت ففي كل خمسين حقة وفي كل أربعين ابنة لبون وليس في الغنم
شئ فيما دون الأربعين فإذا بلغت الأربعين ففيها شاة إلى العشرين ومائة فإذا
زادت فشاتان إلى المائتين فإذا زادت على المائتين فثلاث شياه إلى الثلاثمائة
فإذا زادت على الثلاثمائة ففي كل مائة شاة. رواه أبو يعلى وجادة كما تراه
ورجاله ثقات. وعن المغيرة بن شعبة قال قال عثمان بن أبي العاص وكان
شانا وقدنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدني أفضلهم أخذا للقرآن وقد فضلتهم بسورة البقرة
فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرتك على أصحابك وأنت أصغرهم فإذا أممت قوما فأمهم
بأضعفهم فان وراءك الكبير والصغير وذا الحاجة وإذا كنت مصدقا فلا تأخذ الشافع
وهي الماخض ولا الربى ولا فحل الغنم وجزرة الرجل هو أحق بها منك ولا تمس
القرآن إلا وأنت طاهر واعلم أن العمرة هي الحج الأصغر وان عمرة هي خير
من الدنيا وما فيها وحجة خير من عمرة قلت في الصحيح منه قصة الإمامة
رواه الطبراني في الكبير وفيه هشام بن سليمان وقد ضعفه جماعة من الأئمة ووثقه
البخاري. وعن سلمة بن الأكوع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال نعم الإبل الثلاثون
يخرج في زكاتها واحدة ويرحل منها في سبيل الله واحدة ويمنح منها واحدة هي
خير من الأربعين والخمسين والستين والثمانين والتسعين والمائة وويل لصاحب
المائة من المائة. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام. وعن يعلى
ابن الأشدق قال أدركت عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم رقاد بن ربيعة قال
أخذ منا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغنم من المائة شاة فإذا زادت فشاتان. رواه
الطبراني في الكبير وفيه أحمد بن كثير البجلي ولم أجد من ذكره. وعن سفيان
74

ابن عبد الله ان عمر بن الخطاب بعث مصدقا فقال تعتد عليهم بالسخل فقالوا يعتد
علينا بالسخل ولا يأخذ منه فلما قدم على عمر ذكر ذلك له فقال له عمر بن الخطاب
نعم يعتد عليهم بالسخلة يحملها الراعي ولا تأخذها ولا يأخذ الأكولة ولا الربى (1) ولا
الماخض ولا فحل الغنم ويأخذ الجذعة والثنية فذلك عدل بين عدى المال وخياره.
رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في البقر العوامل صدقة ولكن في كل ثلاثين
تبيع وفى كل أربعين مسن أو مسنة. رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي
سليم وهو ثقة ولكنه مدلس وعن ابن مسعود أنه قال في خمس وعشرين من
الإبل بنت مخاض فإن لم يكن فابن لبون ذكر. رواه الطبراني في الكبير وأبو
عبيدة لم يسمع من أبيه. وعن الضحاك بن النعمان بن سعد أن مسروق بن وائل
قدم علي رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بالعقيق فأسلم وحسن إسلامه وقال يا رسول الله
إني أحب أن تبعث إلى قومي تدعوهم إلى الاسلام وان تكتب لي كتابا إلى
قومي عسى الله أن يهديهم فقال لمعاوية اكتب له فكتب له بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأقيال من حضرموت بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصدقة على البيعة والسمة
وفى السوق الخمس وفي البعل العشر لا خلاط ولا وراط ولا شغار ولا شناق ولا
جنب ولا حمل به ولا يجمع بين بعيرين في عقال من أجبا فقد أربى وكل مسكر
حرام وبعث إليهم زياد بن لبيد الأنصاري. أما الخلاط فلا يجمع بين الماشية وأما
الوراط فلا يقومها بالقيمة وأما الشغار فيزوج الرجل ابنته وينكح الآخر ابنته
بلا مهر والشناق أن يعقلها في مباركها والإجباء أن تباع قبل أن تؤمن عليها
العاهة. رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية ولكنه مدلس وهو ثقة.
(باب زكاة الحبوب)
عن أبي موسى ومعاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثهما إلى اليمن فأمرهما
أن يعلما الناس أمر دينهم وقال لا تأخذ الصدقة الا من هذه الأربعة الشعير والحنطة
والزبيب والتمر. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.

(1) أي التي تربى في البيت للانتفاع بلبنها.
75

(باب الخرص)
عن عائشة أنها قالت وهي تذكر شأن خيبر كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث ابن رواحة
إلى اليهود فيخرص عليهم النخل حين تطيب قبل ان تأكل منه ثم يخيرون اليهود
أن يأخذوه بذلك الخرص أم يدفعوه إليهم بذلك وإنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالخرص لكي لا تحصى الزكاة قبل أن توجد الثمرة وتفرق قلت رواه أبو داود
باختصار ذكر الزكاة وغيرها رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد
رجال الصحيح الا أنه قال في رواية عن ابن جريج عن ابن شهاب، وفى رواية
عن ابن جريج أخبرت عن ابن شهاب. وعن ابن عمران النبي صلى الله عليه وسلم بعث
ابن رواحة إلى خيبر يخرص عليهم ثم خيرهم أن يأخذوا أو يردوا فقالوا هذا هو
الحق بهذا قامت السماوات والأرض. رواه أحمد وفيه العمرى وفيه كلام. وعن
عبد الله بن ابن بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال إنما خرص ابن رواحة على
أهل خيبر عاما واحدا فأصيب يوم مؤتة ثم إن حيار بن صخر بن خنسا كان يبعثه
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ابن رواحة فيخرص عليهم. رواه الطبراني في الكبير
وهو مرسل واسناده صحيح. وعن رافع بن خديج ان النبي صلى الله عليه وسلم
كان يبعث فروة بن عمرو يخرص النخل فإذا دخل الحائط حسب ما فيه من الأقناء
ثم ضرب بعضها على بعض على ما فيها ولا يخطئ. رواه الطبراني في الكبير وفيه
إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو ضعيف. وعن جابر أن النبي صلى الله
عليه وسلم كان يبعث رجلا من الأنصار يقال له فروة بن عمرو فيخرص تمر
أهل المدينة. رواه الطبراني في الكبير وفيه حرام بن عثمان وهو متروك. وعن
سهل بن أبي حثمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أباه أبا حثمة خارصا
فجاءه رجل فقال يا رسول الله إن أبا حثمة زاد على فدعا أبا حثمة فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان ابن عمك يزعم انك قد زدت عليه فقال يا رسول الله
قد تركت عرية أهله وما تطعمه المساكين وما يصيب الريح فقال قد زادك ابن
عمك وأنصف. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن صدقة وهو ضعيف.
76

(باب النهى عن جداد (1) المخل بالليل)
عن عائشة رفعته أنه نهى عن جداد النخل بالليل. رواه البزار وفيه عنبسة
ابن سعيد البصري وهو ضعيف وقد وثق.
(باب وضع الأقناء في المسجد)
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر من كل حائط بقناء المسجد.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
(باب زكاة العسل)
عن سعد بن أبي دباب قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت يا رسول الله اجعل لقومي ما أسلموا عليه ففعل رسول الله صلى الله عليه
وسلم واستعملني عليهم ثم استعملني أبو بكر من بعده قال فقدمت على قومي فقلت
في العسل زكاة فإنه لا خير في مال لا يزكي قال فقالوا لي كم ترى قال فقلت العشر قال
فأخذ منهم العشر فقدم به عمر فأخبره بما فيه وأخذه عمر فباعه وجعل في صدقات
المسلمين. رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه منير بن عبد الله وهو ضعيف.
وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في العسل العشر في كل ثنتي عشرة قربة
قربة وليس فيما دون ذلك شئ. رواه الطبراني في الأوسط وقد رواه الترمذي
باختصار وفيه صدقة بن عبد الله وفيه كلام كثير وقد وثقه أبو حاتم وغيره.
(باب في الركاز والمعادن)
عن أنس بن ملك قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فدخل
صاحب لنا إلى خربة فقضى حاجته فتناول لبنة يستطيب بها فانهارت عليه تبرا
فأخذها فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بها فقال زنها فوزنها فإذا هي مائنا درهم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا ركاز وفيه الخمس. رواه أحمد والبزار وفيه عبد الرحمن
ابن زيد بن أسلم وفيه كلام وقد وثقه ابن عدي. وعن جابر قال قال رسول الله

(1) أي قطع ثمرها، والنهى لكي يحضر المساكين بالنهار فيتصدق عليهم منها.
77

صلى الله عليه وسلم السائبة جبار والجب جبار والمعدن جبار وفى الركاز الخمس قال الشعبي
الركاز الكنز العادي. رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجاله موثقون.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العجماء جبار والمعدن
جبار والسائمة جبار وفى الركاز الخمس. رواه الطبراني في الكبير وفى الأوسط
بعضه وفيه عبد الله بن بزيع وهو ضعيف. وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الركاز الخمس. رواه الطبراني في الكبير وفى يزيد
ابن سنان وفيه كلام وقد وثق. وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا عاملا على اليمن فأتى بركاز فأخذ منه الخمس ودفع بقيته إلى
صاحبه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأعجبه. وراه الطبراني في الكبير وفيه راو لم
يسم. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الركاز الذهب الذي ينبت من
الأرض. رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد وهو ضعيف.
وعنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يظهر معدن في أرض بنى سليم يقال له
فرعون وفرعان وذلك بلسان أبى جهم قريب من السوء يخرج إليه شرار الناس أو
يحشر إليه شرار الناس. رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. وعن سراء بنت
نبهان الغنوية قالت احتفر الحي في دار كلاب فأصابوا بها كنزا عاديا فقالت
كلاب دارنا وقال الحي احتفرنا فنافروهم في ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقضى به للحي وأخذ منهم الخمس فاشترينا بنصيبنا ذلك مائة من النعم فأتينا
يه الحي فأراد المصدق ان يصدقنا فأتينا عليه وأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن كنتم
جعلتموها في غيرها والا فلا شئ عليكم في هذا العام وقال إن المصدق إذا انصرف
عن القوم وهو عنهم راض رضي الله عنهم وإذا انصرف وهو عليهم ساخط سخط
الله عليهم. رواه الطبراني في الكبير وفيه أحمد بن الحارث الغساني وهو ضعيف.
وعن الحسن قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المعدن جبار والبئر جبار وفى
الركاز الخمس. رواه أحمد مرسلا واسناده صحيح. وعن ابن عمر قال أتى النبي
صلى الله عليه وسلم بقطعة من ذهب كانت أول صدقة جاءته من معدن لنا فقال إنها ستكون معادن
وسيكون فيها شر الخلق. رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح.
78

(باب متى تجب الزكاة)
عن أم سعد الأنصارية امرأة زيد بن ثابت قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليس على من استفاد مالا زكاة حتى يحول عليه الحول. رواه الطبراني في الكبير
وفيه عنبسة بن عبد الرحمن وهو ضعيف.
(باب تعجيل الزكاة)
عن طلحة بن عبيد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعجل صدقة العباس بن
عبد المطلب سنتين. رواه أبو يعلى والبزار وفيه الحسن بن عمارة وفيه كلام.
وعن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم تعجل من العباس صدقة سنتين. رواه
البزار والطبراني في الكبير والأوسط وزاد أن عم الرجل صنو أبيه. وفيه محمد
ابن ذكوان وفيه كلام وقد وثق. وعن أبي رافع قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
عمر بن الخطاب ساعيا على الصدقة فأتى العباس بن عبد المطلب فأغلظ له العباس
فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فقال له صلى الله عليه وسلم يا عمر أما علمت أن عم الرجل
صنو أبيه ان العباس كان أسلفنا صدقة العام عام أول. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه إسماعيل المكي وفيه كلام كثير وقد وثق.
(باب أين تؤخذ الصدقة)
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه سلم تؤخذ صدقة أهل البادية على مياههم
وبأفنيتهم. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
(باب رضا المصدق)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصدر المصدق الا وهو عنكم
راض. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. قلت وقد تقدم حديث في
رضاء الصدق في باب الركاز. وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيأتيكم ركب
مبغضون فإذا جاؤوكم فرحبوا بهم وخلوا بينهم وبين ما يبغون فان عدلوا فلا نفسهم
79

ان ظلموا فعليها وأرضوهم فان تمام زكاتكم رضاهم وليدعوا لكم. رواه البزار
ورجاله ثقات، وفى بعضهم خلاف لا يضر.
(باب دفع الصدقات إلى الامراء)
عن عبد الله بن عمر أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أمرتنا
بالزكاة زكاة الفطر فنحن نؤديها فكيف بنا ان أدركنا ولاة لا يضعونها
مواضعها قال أدوها إلى ولاتكم فإنهم يحاسبون بها. وراه الطبراني في الأوسط
وفيه عبد الحليم بن عبد الله وهو ضعيف. وعن سعد بن أبي وقاص قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ادفعوها إليهم ما صلوا الخمس. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف.
(باب صدقة الفطر)
عن أبي هريرة في زكاة الفطر على كل حر وعبد ذكر وأنثى صغير أو كبير
فقير أو غنى صاع من تمر أو نصف صاع من قمح قال معمر بلغني أن الزهري كان
يرويه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد وهو موقوف صحيح ورفعه لا يصح.
وعن عمين عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يأمر بزكاة الفطر قبل أن
يصلى صلاة العيد ويتلو هذه الآية (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى).
رواه البزار وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف. وعن حصيلة بنت وائلة قالت
سمعت أبي يقول (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى) قال إلقاء القمح يوم
الفطر قبل الصلاة في المصلى. رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن أشقر
وهو ضعيف. وعن عمين عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة
على المسلمين صاع من تمر أو صاع من زبيب أو صاع من شعير أو صاع من أقط.
رواه البزار وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف. وعن ابن عباس أن النبي صلى
الله عليه وسلم أمر صارخا يصرخ في بطن مكة يأمر بصدقة الفطر ويقول هي حق
واجب على كل مسلم ذكر أو أنثى صغير أو كبير حر أو عبد حاضر أو باد مدان
من قمح أو صاح مما سوى ذلك من الطعام ألا وان الولد للفراش وللعاهر الحجر
80

وفى رواية أو نصف صاع من بر من أتى بدقيق قبل منه ومن. أتى بسويق قبل
منه. رواه كله البزار وفيه يحيى بن عباد السعدي فيه كلام. وقوله من أتى
بدقيق قبل منه من رواية الحسن عن ابن عباس والحسن مدلس ولكنه ثقة.
وعن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا زيد اعط زكاة رأسك
مع الناس وان لم تجد إلا صاعا من حنطة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط
إلا أنه قال وان لم تجد الا خيطا. وفيه عبد الصمد بن سليمان الأزرق وهو ضعيف.
وعن أوس بن الحدثان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخرجوا صدقة
الفطر صاعا من طعام وكان طعامنا يومئذ البسر والتمر والزبيب، وفى رواية
والأقط. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الصمد بن سليمان الأزرق وهو ضعيف.
وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر على
كل انسان مدان من دقيق أو قمح ومن الشعير صاع ومن الحلواء زبيب أو تمر صاع
صاع. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الليث بن حماد وهو ضعيف. وعن أبي
سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ زكاة الفطر من أهل البادية الأقط. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف. وعنه قال رأيت ناسا
من العرب أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انا أولو ماشية وإنما نخرج
صدقتها فهل تجزئ عنا من زكاة رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أدوها عن الصغير
والكبير والحر والعبد فإنها طهور لكم. وراه الطبراني في الأوسط والبزار باختصار
وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال كنا نأكل ونشرب
ونخرج صدقة الفطر ثم نخرج إلى المصلى. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم
ابن يزيد الجوزي وهو ضعيف. وعن أسماء بنت أبي بكر أنها كانت تخرج على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهلها الحر منهم والمملوك مدين من حنطة أو صاعا من
تمر بالمد الذي يقتاتون به. وفى رواية عنها أنهم كانوا يخرجون زكاة الفطر على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمد الذي يقتات به أهل المدينة يفعل ذلك أهل المدينة كلهم.
روى أحمد الرواية الأولى فقط ورواه كله الطبراني في الكبير وفي الأوسط
بعضه واسناده له طريق رجالها رجال الصحيح. وعن ابن مسعود في زكاه الفطر
81

قال مدان قمح أو صاع من تمر أو شعير. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد
الكريم أبو أمية وهو ضعيف.
(باب التعدي في الصدقة)
عن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فجاء رجل فقال يا رسول
الله كم صدقة كذا وكذا قال فان فلانا تعدى على قال فنظروا
فوجدوه قد تعدى عليه بصاع فقال النبي صلى الله عليه وسلم كيف بكم إذا سعى عليكم من يتعدى
عليكم أشد من هذا التعدي. رواه أحمد هكذا وزاد الطبراني بعد قوله
أشد من هذا التعدي فخاض القوم وبهرهم الحديث حتى قال رجل منهم كيف
يا رسول الله إذا كان رجل غائب عنك في إبله وماشيته وزرعه فأدى زكاة
ماله فتعدى عليه فكيف يصنع وهو عنك غائب فقال. رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدى
زكاة ماله طيب النفس بها يريد بها وجه الله والدار الآخرة فلم يغيب شيئا من
ماله وأقام الصلاة ثم أدى الزكاة فتعدى عليه في الحق فأخذ سلاحه فقاتل فقتل
فهو شهيد. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الجميع رجال الصحيح. وعن
جرير بن حازم قال جلس إلينا شيخ في دكان أيوب فسمع القوم يتحدثون فقال
حدثني مولاي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له ما اسمه قال قرة بن دعموص النميري قال
قدمت المدينة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وحوله الناس فجعلت أريد أن أدنو منه فلم أستطع
فناديته يا رسول الله استغفر للغلام النميري قال غفر الله لك قال وبعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم الضحاك بن قيس ساعيا فلما رجع رجع بابل حلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتيت هلال بن عامر ونمير بن عامر وعامر بن ربيعة فأخذت حلة أموالهم فقال
يا رسول الله انى سمعك تذكر الغزو فأحببت أن آتيك بابل حلة تركبها وتحمل عليها
فقال والله للذي تركت أحب إلى من الذي أخذت أرددها وخذ من حواشي
أموالهم وصدقاتهم قال فسمعت المسلمين يسمون تلك الإبل المسان المجاهدات.
رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه راو لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن سالم بن أبي أمية أبى النضر قال جلس إلى شيخ من بنى تميم في مسجد البصرة
ومعه صحيفة في يده قال وذاك في زمن الحجاج فقال لي يا عبد الله ترى هذا
82

الكتاب مغنيا عنا شيئا عند هذا السلطان قال قلت وما هذا الكتاب قال هذا
كتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبه لنا أن لا يتعدى علينا في صدقاتنا قال قلت لا
والله ما أظن أن يغنى عنك شيئا وكيف كان هذا الكتاب قال قدمت المدينة
مع أبي وأنا غلام شاب بابل لنا نبيعها وكان أبى صديقا لطلحة بن عبيد الله
التيمي فقال له أبى أخرج معي إلى إبلي هذه قال فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
نهى أن يبيع حاضر لباد ولكن سأخرج معك وأجلس وتعرض إبلك فإذا رأيت
من رجل وفاء وصدقا ممن ساومك أمرتك ببيعه قال فخرجنا إلى السوق فوقفنا ظهرنا
وجلس طلحة قريبا فساومنا الرجال حتى إذا أعطانا رجل ما نرضى قال له أبى
أبايعه قال بعه قد رضيت لكم وفاءه فبايعوه فبايعناه فلما قضينا مالنا وفرغنا من
حاجتنا قال أبى لطلحة خذلنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا أن لا يتعدى علينا في صدقاتنا
قال فقال هذا لكم ولكل مسلم قال على ذلك انى أحب أن يكون عندي من رسول
الله صلى الله عليه وسلم كتاب قال فخرج حتى جاء بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
ان هذا الرجل من أهل البادية صديق لنا يريد أن يكون له كتاب ان لا يتعدى
عليه في صدقته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا له ولكل مسلم قال يا رسول الله انه
قد أحب أن يكون عنده منك كتاب على ذلك قال فكتب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا الكتاب قلت روى أبو داود منه النهي عن بيع الحاضر للباد عن طلحة فقط
رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعن جرير عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال المتعدي في الصدقة كمانعها. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
وعن عبادة بن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا إيمان لمن لا أمانة
له والمتعدي في الصدقة كمانعها. رواه الطبراني في الكبير واسناده منقطع لم يسمع
إسحاق بن يحيى من جده عبادة. وعن الصنابحي قال أبصر رسول الله صلى الله
عليه وسلم ناقة حسنة في إبل الصدقة فقال قاتل الله صاحب هذه الناقة فقال يا رسول
الله انى ارتجعتها ببعيرين من حاشية الإبل قال فنعم إذا. رواه الطبراني في الكبير
وفيه محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي وهو ضعيف.
83

(باب العمال على الصدقة ومالهم منها)
عن رافع بن خديج قلل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول العامل
على الصدقة بالحق لوجه الله عز وجل كالغازي في سبيل الله حتى يرجع إلى أهله
رواه أحمد وفيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العامل إذا استعمل فأخذ
الحق وأعطى الحق لم يزل كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته. رواه
الطبراني في الكبير وفيه دويب بن عمامة قال الذهبي ضعفه الدارقطني وغيره ولم
يهدر. وعن عدي بن حاتم ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه مصدقا إلى قومه
فلما أخذ صدقاتهم وافق ذلك وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني
في الكبير وفيه داود بن الزبرقان وهو ضعيف. وعن عقبة بن عامر قال بعثني رسول الله
صلى الله عليه وسلم ساعيا فاستأذنته أن آكل من الصدقة فأذن لنا. رواه أحمد وفيه راو لم يسم.
وعن سلمة الهمداني أن رسولي الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيس بن ملك
الأرحبي باسمك اللهم من محمد رسول الله إلى قيس بن ملك سلام عليك ورحمة
الله وبركاته ومغفرته اما بعد فذاكم انى استعملتك على قومك عربهم وجمهورهم
ومواليهم وحاشيتهم وأعطيتك من درة يسار مائتي صاع من زبيب خيران مائتي
صاع جارى ذلك لك ولعقبك من بعدك أبدا أبدا أحب إلى انى لأرجو أن
يبقى عقبى أبدا. قال يحيى عربهم أهل البادية وجمهورهم أهل القرى. رواه أبو يعلى وفيه
عمرو بن يحيى بن سلمة وهو ضعيف.
(باب)
عن علي قال مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم إبل الصدقة فأخذ وبرة من ظهر
بعير فقال ما أنا بأحق بهذه الوبرة من رجل من المسلمين. رواه أبو يعلى وفيه
عمر بن غزى ولم يروه عنه غير أبان وبقية رجاله ثقات.
84

(باب ما يخاف على العمال)
عن مسعود بن قبيصة أو قيبصة بن مسعود قال صلى هذا الحي من محارب
الصبح فلما صلوا قال شاب منهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه ستفتح عليكم
مشارق الأرض ومغاربها وان عمالها في النار الا من اتقى الله عز وجل وأدى
الأمانة. رواه أحمد وفيه مسعود وشقيق بن حبان وهما مجهولان. وعن سعد بن
عبادة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له قم على صدقة بنى فلان وانظر لا تأتي يوم
القيامة ببكر تحمله على عاتقك أو كاهلك له رغاء يوم القيامة قال يا رسول الله
اصرفها عنى فصرفها عنه. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله ثقات
الا أن سعيد بن المسيب لم ير سعد بن عبادة. وعن هلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر الصدقة فقال لا يجيئن أحدكم بشاة لها ثغاء. رواه أحمد ورجاله ثقات.
وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه سلم انى ممسك بحجزكم عن النار هلم
عن النار هلم عن النار وتغلبونني تقاحمون فيه تقاحم الفراش أو الجنادب فأوشك
أن أرسل بحجزكم أنا فرطكم على الحوض فتردون على معا وأشتاتا فأعرفكم
بسيماكم كما يعرف الرجل الغريبة من الإبل في إبله ويذهب بكم ذات الشمال وأناشد
فيكم رب العالمين فأقول أي رب قومي أي رب أمتي فيقول يا محمد انك لا تدري
ما أحدثوا بعدك انهم كانوا يمشون بعدك القهقرى على أعقابهم فلا أعرفن أحدكم يوم
القيامة يحمل شاة لها ثغاء فينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك
فلا أعرفن أحدكم يوم القيامة يحمل بعيرا له رغاء فينادي يا محمد يا محمد فيقول لا أملك لك
شيئا قد بلغتك فلا أعرفن أحدكم يوم القيامة يحمل فرسا لها همهمة فينادي يا محمد
يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك فلا أعرفن أحدكم يوم القيامة يحمل سقاء من
أدم ينادى يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك. رواه أبو يعلى في
الكبير والبزار الا أنه قال يحمل قشعا مكان سقاء، ورجال الجميع ثقات. وعن
عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا مصدقا يقال له ابن اللتبية فصدق ثم رجع
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما تركت لكم حقا ولقد أهدى إلى فقبلت
الهدية فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم علي المنبر فقال إني أبعث رجالا على الصدقة فيأتي
85

أحدهم فيقول والله ما تعديت ولا تركت لكم حقا ولقد أهدى إلى فقبلت الهدية
الا جلس في حفش (1) أمه فينظر من هذا يهدى له إياكم وأن يأتي أحدكم على
عاتقه ببعير له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تثغو ثم رفع يديه حتى نظر إلى
بياض إبطيه. رواه البزار وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة وهو ضعيف.
وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا يصدق يقال له ابن اللتبية
فصدق ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما تعديت ولا
تركت لهم حقا ولقد أهدى إلى فقبلت الهدية فجلس رسول الله صلى
الله عليه وسلم على المنبر فقال إني أبعث رجالا على الصدقة فيأتي أحدهم فيقول
والله ما تعديت ولا تركت لهم حقا ولقد أهدى إلى فقبلت الهدية ألا جلس في
حفش أمه فينظر ما هذا الذي يهدى إليه (2) إياكم ان يأتي أحدكم على عنقه بعير له
رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة لها ثغاء ثم رفع يديه حتى نظر إلى بياض إبطيه ثم
قال اللهم هل بلغت. رواه الطبراني في الكبير وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حنيفة
وهو ضعيف. وعن ابن عمر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة مصدقا فقال
يا سعد اتق أن تجئ يوم لقيامة ببعير تحمله له رغاء قال لا أجدني أعفني فأعفاه.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعثه على الصدقة فقال يا أبا الوليد اتق الله لا تأت يوم القيامة
ببعير تحمله له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة لها ثغاء فقال يا رسول الله ان ذلك
لكذلك قال أي والذي نفسي بيده قال فوالذي بعثك بالحق لا أعمل لك على شئ
أبدا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي مسعود أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه ساعيا قال انظر أبا مسعود ولا ألفينك تجئ
يوم القيامة على ظهرك بعير له رغاء من إبل الصدقة قال قد عللته قال ما أنا بسائر
في وجهي هذا قال إذا لا أكرهك. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال
الصحيح. وعن جهم بن فضالة قال دخلت مسجد دمشق فإذا فيه أبو أمامة
الباهلي يتفلى ويدفن القمل في فجلست إليه فسبح ثلاثا وحمد ثلاثا وكبر ثلاثا ثم
قال خفيفات علمي اللسان ثقيلات في الميزان يصعدن إلى الرحمن فقلت يا أبا أمامة انا من

(1) الحفش هو البيت الصغير كما قاله عبد الغني المقدسي كما في هامش الأصل.
(2) في النهاية " فينظر أيهدى إليه أم لا ".
86

أهل البادية وإن المصدقين يأتونا فيتعدون علينا فقال الصدقة حق وتباعها في النار
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر أو تعدى جيئوا بالمال ولا تغيبوا منها شيئا
فتخبثوا ما غيبتم وما جئتم به وإذا رأيتموهم فلا تسبوهم واستعيذوا بالله من شرهم.
وفى رواية سألت أبا امامة وذكرت له عمال الصدقة فقال الصدقة حق وعمالها في
النار لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه قزعة بن سويد وفيه كلام كثير
وقد وثق وجهم لا يعرف. رواه الطبراني في الكبير.
(باب تفرقة الصدقات)
عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا بعث السعاة على الصدقات
أمرهم بما أخذوا من الصدقات أن يجعل في ذوي قرابة من أحد منهم الأول
فالأول فإن لم يكن له قرابة فلأولى العشيرة ثم لذي الحاجة من الجيران وغيرهم.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي وهو ضعيف.
وعن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان
بالكوفة كان أميرا قال فخطب يوما فقال إن في اعطاء هذا المال فتنة
وفى امساكه فتنة وكذلك قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فرغ ثم ترك. رواه أحمد
ورجاله ثقات. وعن أبي الفيض قال شهدت معاوية وأعطى المقداد بن الأسود.
حمارا فقام رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له العرباض بن سارية فقال مالك
أن تأخذه وما لمعاوية أن يعطيكه كأني أنظر إليك يوم القيامة تحمله على عنقك
رأسه أسفله. رواه الطبراني في الكبير وأبو الفيض لم يدرك المقداد والمقداد
لم يدرك خلافة معاوية.
(باب في العشارين والعرفاء وأصحاب المكوس)
عن سعيد بن زيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا معشر العرب احمدوا
الله الذي رفع عنكم العشور. رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه رجل لم يسم
وبقية رجاله موثقون. وعن ملك بن عتاهية قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا
رأيتم عاشرا فاقتلوه يعنى بذلك الصدقة على غير حقها. رواه أحمد والطبراني في
87

الكبير إلا أنه قال الصدقة يأخذها على غير حقها. وفيه رجل لم يسم. وعن الحسن
قال مر عثمان بن أبي العاص على كلاب بن أمية وهو جالس على مجلس العاشر
بالبصرة فقال ما يجلسك ههنا قال استعملني على هذا المكان يعنى زيادا فقال له
عثمان ألا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بلى فقال عثمان سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان لداود نبي الله صلى الله عليه وسلم ساعة يوقظ
فيها أهله يقول يا آل داود قوموا فصلوا فان هذه ساعة يستجيب الله فيها
الدعاء إلا لساحر أو عاشر فركب كلاب بن أمية سفينة فأتى زياد فاستعفاه
فأعفاه. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ولفظه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد هل من داع
فيستجاب له هل من سائل فيعطى هل من مكروب فيفرج عنه فلا يبقى مسلم
يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز وجل له الا زانية تسعى بفرجها أو عشارا.
رواه الطبراني في الكبير ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
الله يدنو من خلقه فيغفر لمن يستغفر إلا لبغى بفرجها أو عشار. ورجال أحمد
رجال الصحيح إلا أن فيه علي بن زيد وفيه كلام وقد وثق. ولهذا الحديث
طرق تأتي فيما يناسبها إن شاء الله. وعن أبي الخير قال عرض مسلمة بن مخلد
وكان أميرا على مصر على رويفع بن ثابت أن يوليه العشور فقال إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن صاحب المكس في النار. رواه أحمد
والطبراني في الكبير بنحوه إلا أنه قال صاحب المكس في النار يعنى العاشر. وفيه
ابن لهيعة وفيه كلام. وعن ان عمر أنه كان إذا رأى سهيلا قال لعن الله سهيلا
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان عشارا من عشاري اليمن يظلمهم
فمسخه الله فجعله حيث ترون. وفى رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر
سهيلا فقال كان عشارا ظلوما فمسخه الله شهابا. رواهما البزار والطبراني في الكبير
والأوسط ولفظه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان عشارا
يظلمهم ويغصبهم أموالهم فمسخه الله شهابا فجعله حيث ترون. وضعفه البزار لان
في رواته إبراهيم بن يزيد الجوزي وهو متروك وفى الأخرى ميسر بن عبيد
وهو متروك أيضا. وعن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن
88

سهيلا ثلاث مرات فإنه كان يعشر الناس فمسخه الله شهابا. رواه الطبراني في
الكبير وفيه جابر الجعفي وفيه كثير وقد وثقه شعبة وسفيان الثوري.
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقال طوبى له ان لم يكن عريفا. رواه
أبو يعلى عن محمد ولم ينسبه فلم أعرفه وبقية رجاله ثقات. وعن سعد بن أبي
وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في النار حجرا يقال له ويل يصعد عليه
العرفاء وينزلون فيه. رواه أبو يعلى وفيه جماعة لم أجد من ذكرهم. وعن
مودود بن الحارث بن يزيد بن كريب بن يزيد بن سيف بن جارية اليربوعي
عن أبيه عن جده أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن رجلا من بنى تميم
ذهب بمالي كله فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عندي ما أعطيكه ثم قال هل لك
أن تعرف على قومك أو ألا أعرفك على قومك قلت لا قال أما ان العريف
يدفع في النار دفعا. رواه الطبراني في الكبير ومودود وأبوه لم أجد من ترجمهما.
(باب الصدقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولآله ولمواليهم)
عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد تمرة تحت جنبه من الليل
فأكلها فلم ينم تلك الليلة فقال بعض نسائه يا رسول الله أرقت البارحة قال إني
وجدت تمرة فأكلتها وكان عندنا تمر من تمر الصدقة فخشيت أن تكون منه. رواه أحمد
ورجاله موثقون. وعن أبي عمير أو أبى عميرة قال كنا جلوسا عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل بطبق عليه تمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا أصدقة أم
هدية فقال صدقة فقال فقدمه إلى القوم وحسن صلوات الله عليه يتعفر بين يديه
فأخذ الصبي تمرة فجعلها في فيه فأدخل النبي صلى الله عليه وسلم أصبعه في في الصبي فانتزع
التمرة فقذف بها ثم قال إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة. رواه أحمد والطبراني في
الكبير إلا أن احمد سماه أسيد بن ملك وسماه الطبراني رشدين بن ملك وفيه
حفصة بنت طلق ولم يرو عنها غير معرف بن واصل ولم يوثقها أحد. وعن عطاء
ابن السائب قال حدثتني أم كلثوم ابنة على قال أتيتها بصدقة كان أمر بها قالت
أحد ربائبنا فان ميمون أو مهران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أنه مر على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا ميمون أو يا مهران إنا أهل بيت نهينا عن الصدقة
89

وأن موالينا من أنفسنا فلا نأكل الصدقة. رواه أحمد والطبراني في الكبير. وفى
رواية عند الطبراني حدثني مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له طهمان
أو ذكوان. وعنده أيضا في رواية أخرى يقال له كيسان أو هرمز، وأم كلثوم لم
أر من روى عنها غير عطاء بن السائب وفيه كلام. وعن أبي الحوراء قال كنا
عند الحسن بن علي عليهما السلام فسئل ما عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال كنت أمشى معه فمر على جرين (1) من تمر الصدقة فأخذت تمرة فألقيتها في في
فأخذها بلعا بها فقال بعض القوم وما عليك لو تركتها فقال إنا آل محمد لا تحل
لنا الصدقة قال وعقلت منه الصلوات الخمس. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في
الكبير ورجال أحمد ثقات. وعن ربيعة بن شيبان أبى الحوراء قال قلت للحسين
ابن علي عليهما السلام ما تعقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صعدت عرفة
فأخذت تمرة فسلكتها في في قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألقها فانا لا تحل
لنا الصدقة. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن سلمان قال كان النبي صلى الله
عليه وسلم يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وعن سلمان قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بطعام وأنا مملوك فقلت هذه صدقة
فأمر أصحابه فأكلوا ولم يأكل ثم أتيته بطعام فقلت هذه هدية أهديتها لك
أكرمك بها فإني رأيتك لا تأكل الصدقة فامر أصحابه فأكلوا وأكل معهم. رواه أحمد
والطبراني في الكبير وفيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية
رجاله رجال الصحيح. وعن سلمان أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمائدة
عليها رطب فقال ما هذه قال هذه صدقة عليك وعلى أصحابك قال يا سلمان إنا لا تأكل
الصدقة فذهب بها سلمان فلما كان من الغد جاءه سلمان بمائدة عليها رطب فقال
ما هذه المائدة قال هدية فقال لأصحابه أدنوا فكلوا. رواه الطبراني في الكبير
ورجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى
بطعام من غير أهله سأل عنه فان قيل هدية أكل وإن قيل صدقة قال كلوا ولم
يأكل. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال بعث النبي صلى
الله عليه وسلم أرقم بن أبي أرقم الزهري على بعض الصدقة فمر بأبي رافع فاستتبعه

(1) الجرين: هو موضع تجفيف التمر.
90

فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال يا أبا رافع إن الصدقة حرام على
محمد وآل محمد وإن مولى القوم منهم أو من أنفسهم. رواه أبو يعلى والطبراني في
الكبير وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام. وعن ابن عباس ان فتيانا من بني هاشم
أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله استعملنا على الصدقة
نصيب منها ما يصيب الناس ونؤدي كما يؤدون فقال إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة
وهي أو ساخ الناس ولكن ما ظنكم إذا أخذت بحلقة باب الجنة هل أؤثر عليكم أحدا.
رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن جعفر والد ابن المديني وهو ضعيف
وعنه قال قال رسول الله صلى عليه وسلم لا تحل الصدقة لنا ولا لموالينا. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن عياش وفيه كلام. وعنه قال بعث نوفل
ابن الحارث ابنيه إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقال لهما انطلقا إلى ابن عمكما
لعله يستعين بكما على الصدقات لعلكما تصيبان شيئا فتتزوجان فلقيا عليا رضوان الله
عليه فقال أين تأخذان فحدثاه حاجتهما فقال لهما ارجعا فلما أمسيا أمرهما أن
ينطلقا إلى نبي صلى الله عليه وسلم فلما دفعا الباب استأذنا فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لعائشة أرخي عليك سجفك (1) أدخل على ابني عمى فحدثا النبي صلى
الله عليه وسلم بحاجتهما فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لكما أهل البيت من
الصدقات شئ ولا غسالة أيدي الناس إن لكم في خمس الخمس لما يغنيكم أو يكفيكم.
رواه الطبراني في الكبير وفيه حسين بن قيس الملقب بحنش وفيه كلام كثير وقد
وثقه أبو محصن.
(باب في الفقير يهدى للغنى من الصدقة)
عن أم سلمة أن امرأة أهدت لها رجل شاة وتصدق عليها بها فأمرها النبي
صلى الله عليه وسلم أن تقبلها. رواه أحمد ورجال أحمد رجال الصحيح.
(باب فيمن لا تحل له الزكاة)
عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تحل الصدقة لغنى ولا
لذي مرة سوى (2). رواه الطبراني في الكبير والبزار وفيه ابن لهيعة وفيه كلام.

(1) السجف: الستر.
(2) أي ذي قوة صحيح.
91

وعن عبيد الله بن عدي بن الخيار أن رجلين أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع
يسألانه من الصدقة فرفع لهما بصره وخفضه فرأهما رجلين جلدين فقال إن شئتما
أعنتكما ولاحظ فيها لغنى ولا لقوي مكتسب. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله
رجل الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحل الصدقة لغنى
ولا لذي مرة سوى. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن
رجل من بنى هلال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تحل المسألة لغنى ولا لذي مرة
سوى. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. قلت وتأتي أحاديث من هذا النحو
في الباب الآتي إن شاء الله. وعن مينا أنهم جاءوا إلي عبد الله بن مسعود في زمن
عثمان فقالوا أعطنا أعطياتنا فقال مالكم عندي عطاء إنما عطاؤكم من فيئكم ومن
جزيتكم والصدقة لأهلها فلما ترددوا إليه جاء بالمفاتيح إلى عثمان فرمى بها وقال
إني لست بخازن. رواه الطبراني في الكبير ومينا فيه كلام كثير وقد وثقه ابن حبان.
(باب في المسكين)
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المسكين بالطواف
ولا بالذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة واللقمتان ولكن المسكين المتعفف
الذي لا يسأل الناس ولا يفطن له فيتصدق عليه. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (1).
(باب ما جاء في السؤال)
عن ابن أبي مليكة قال ربما سقط الخطام من يد أبى بكر الصديق قال فيضرب
بذراع ناقته فينيخها فيأخذه قال فقالوا له أفلا أمرتنا فنناولكه قال إن حبى صلى الله عليه وسلم
أمرني إن لا أسأل الناس شيئا. رواه أحمد وابن أبي مليكة لم يدرك أبا بكر،
وعبد الله بن المؤمل فيه كلام وقد وثق. وعن أبي ذر قال با يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم
خمسا وأوثقني سبعا وأشهد الله على تسعا أنى لا أخاف في الله لومة لائم قال

(1) بلغ مقابلة وسماعا على مؤلفه بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر
من نسخة الأصل خط المؤلف في الثامن والعشرين - كما في هامش الأصل.
92

أبو المثنى قال أبو ذر فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل لك هي البيعة ولك الجنة قلت
نعم وبسطت يدي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشترط على أن لا أسأل الناس
شيئا قلت نعم قال ولا سوطك إن سقط منك حتى تنزل فتأخذه. وفى رواية أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال ستة أيام ثم أغفل يا أبا ذر ما يقال لك بعد فلما كان اليوم السابع
قال أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته وإذا أسأت فأحسن ولا تسألن
أحدا شيئا وإن سقط سوطك ولا تقبض أمانة. رواه كله أحمد ورجاله ثقات.
وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يبايع فقال ثوبان مولى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعنا يا رسول الله قال على أن لا تسألوا أحدا شيئا
فقال ثوبان فماله به يا رسول الله قال الجنة فبايعه ثوبان قال أبو أمامة فلقد رأيته
بمكة في أجمع ما يكون من الناس يسقط سوطه وهو راكب فربما وقع على عاتق
رجل فيأخذه الرجل فينا وله فما يأخذه منه حتى يكون هو ينزل فيأخذه. وفى
رواية عن أبي أمامة قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما في نفر من
أصحابه فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال من يبايعني ثلاث مرات فلم
يقم إليه أحد إلا ثوبان فذكر نحوه. رواهما الطبراني في الكبير وفيه علي بن يزيد
وهو ضعيف. وعن أبي ذر قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع بحب المساكين
وأن أدنو منهم وأن أنظر إلى من هو أسفل منى ولا أنظر إلى من هو فوقي وأن
أصل رحمي وإن جفاني وأن أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله وأن أتكلم بمر
الحق ولا تأخذني في الله لومة لائم وأن لا أسأل الناس شيئا. رواه الطبراني
في الكبير والصغير بنحوه وأظنه رواه أحمد، وله طريق تأتى في مواضيعها إن شاء الله
، ورجاله ثقات إلا أن الشعبي لم أجد له سماعا من أبي ذر. وعن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم صاحب المسألة ماله فيها لم يسأل.
رواه الطبراني في الكبير وفيه قابوس وفيه كلام وقد وثق. وعن أم سنان الأسلمية
وكانت من المبايعات قالت جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله
إني جئتك على حياء وما جئتك حتى ألجئت من الحاجة فقال لو استغنيت لكان خيرا
لك. رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عمر بن صالح وهو ضعف. وعن ابن
93

عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك (1).
رواه البزار والطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن عائشة قالت قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لان يأخذ أحدكم حبلا فيأخذ ويتصدق خير من أن
يسأل الناس أعطوه أو منعوه. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن أبي هريرة أن
رجلين أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه فقال اذهبا إلى هذه الشعوب
فاحتطبا فبيعاه فذهبا فاحتطبا ثم جاءا فباعا فأصابا طعاما ثم ذهبا فاحتطبا أيضا فجاءا
فلم يزالا حتى ابتاعا ثوبين ثم ابتاعا حمارين فقالا قد بارك الله لنا في أمر رسول
الله صلى الله عليه وسلم. رواه البزار وفيه بشر بن حرب وفيه كلام وقد وثق. وعن أبي
سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال كانت لي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة فلما
فتحت قريظة جئت لينجز لي ما وعدني فسمعته يقول من يستغن يغنه الله ومن
يقنع يقنعه الله فقلت في نفسي لا جرم لا أسأله شيئا صلى الله عليه وسلم. رواه البزار وأبو سلمة
قيل إنه لم يسمع من أبيه. وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
سأل مسألة عن ظهر غنى استكثر بها من رضف (2) جهنم قالوا وما ظهر غنى قال عشاء
ليلة. رواه عبد الله بن أحمد والطبراني في الأوسط وفى اسنادهما الحسن بن
ذكوان عن حبيب بن أبي ثابت والحسن وان أخرج له البخاري فقد ضعفه غير
واحد ولم يسمعه من حبيب بينهما عمرو بن خالد الواسطي كما حكاه ابن عدي في
الكامل عن ابن صاعد وعمر بن خالد كذبه احمد وابن معين والدار قطني.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال عمر يا رسول الله لقد سمعت فلانا
وفلانا يحسنان الثناء يذكران أنك أعطيتهما دينارين قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله
لكن فلانا ما هو كذلك لقد أعطيته ما بين عشرة إلى مائة فما يقول ذلك أما والله
ان أحدكم ليخرج بمسألته من عندي يتأبطها يعنى يكون تحت إبطه يعني نارا قال
قال عمر يا رسول الله لم تعطيها إياهم قال فما أصنع يأبون إلا ذاك ويأبى الله لي
البخل. وفى رواية لقد أعطيته ما بين العشرة إلى المائة أو قال المائتين. رواه أحمد
وأبو يعلى والبزار بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن عمر رضي الله عنه
قال دخل رجلان على النبي صلى الله عليه وسلم يسألانه في شئ فأعانهما

(1) أي بغسالته، وقيل بما يتفتت منه عند التسوك.
(2) أي جمر جهنم.
94

بدينارين فخرجا فإذا هما يثنيان خيرا فدخلت عليه فقلت يا رسول الله رأيت فلانا
وفلانا خرجا من عندك يثنيان خيرا قال لكن فلانا ما يقول ذاك وقد أعطيته
ما بين عشرة إلى مائة فما يقول ذاك وإن أحدكم ليخرج بصدقته من عندي متأبطها
وإنما هي له نار، قلت يا رسول الله كيف تعطيه وقد علمت أنها له نار قال فما أصنع
يأتوني يسألوني ويأبى الله عز وجل لي البخل قلت في الصحيح بعضه رواه أبو
يعلى في الكبير ورجاله ثقات. وعن جعفر بن عبد الله بن الحكم عن أبيه عن
رجل من مزينة أنه قالت له أمه ألا ننطلق فنسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما يسأله الناس فانطلقت أسأله فوجدته قائما يخطب وهو يقول من استعف أعفه
الله ومن استغنى أغناه الله ومن سأل الناس وله عدل خمس أواق فقد سأل إلحافا
قال فقلت بيني وبين نفسي لناقة لها خير من خمس أواق ولفلانة ناقة أخرى خير
من خمس أواق فرجعت ولم أسأله. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن
أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفتح أحدكم
على نفسه باب مسألة الا فتح الله عليه باب فقر. رواه أبو يعلى من رواية محمد
ابن عبد الرحمن عن سهيل والعلا ولم أعرفه. وعن ابن عمر يرفع الحديث إلى النبي
صلى الله عليه وسلم قال لا تلحوا في المسألة فإنه من يستخرج منا بها شيئا لم يبارك
له فيه. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعن سهل بن الحنظلية الأنصاري
رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عيينة والأقرع سألا
رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فامر معاوية أن يكتب به لهما وختمهما رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأمره أن يدفعه إليهما قال فأما عيينة فقال ما فيه فقال فيه
الذي أمرت به قبله وعقده في عمامته وكان أحلم الرجلين وأما الأقرع فقال احمل
صحيفة لا أدري ما فيها كصحيفة المتلمس فأخبر معاوية رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقولهما وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة فمر ببعير مناخ على باب
المسجد من أول النهار ثم مر به في آخر النهار فقال أين صاحب هذا البعير فابتغى فلم
يوجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا الله في هذه البهائم اركبوها
صحاحا واركبوها سمانا كالمتسخط آنفا إنه من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر
95

من جمر جهنم قالوا يا رسول الله ما يغنيه قال ما يغديه أو يعشيه قلت رواه
أبو داود باختصار وجعل أن الذي قال أحمل صحيفة كصحيفة المتلمس هو عيينة
على العكس من هذا رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن مطرف بن عبد
الله بن الشخير عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان بالكوفة أميرا
فخطب فقال إن في إعطاء هذا المال فتنة وفى إمساكه فتنة ولذلك قام به رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى فرغ ثم نزل. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن ثوبان رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل مسألة وهو عنها غنى كانت شينا في
وجهه يوم القيامة. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال
الصحيح. وعن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مسألة
الغنى شين في وجهه يوم القيامة. رواه أحمد والبزار وزاد ومسألة الغنى نار إن
أعطى قليلا فقليل وان أعطي كثيرا فكثير. والطبراني في الكبير والأوسط
ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن ابن عمر رضي الله عنها قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول المسألة كدوح (1) في وجه صاحبها يوم القيامة فمن شاء
استبقى على وجهه وأهون المسألة مسألة ذي الرحم يسأله في حاجة وخير المسألة
المسألة عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سأل وهو غنى
عن المسألة يحشر يوم القيامة وهي خموش في وجهه. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله موثقون. وعن حبشي بن جنادة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول من سأل من غير فقر فكأنما يأكل الجمر. وفى رواية أخرى سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سأل الناس في غير مصيبة جاحته (2) فكأنما
يلقم الرضفة (3). رواهما الطبراني في الكبير ورجال الأولى رجال الصحيح، وفى
اسناد الرواية الأخرى جابر الجعفي وفيه كلام وقد وثقه الثوري وشعبة. وعن
مسعود بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال العبد يسأل
وهو غنى حتى يحلق وجهه فما يكون له عند الله وجه. رواه البزار والطبراني في
الكبير وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام. وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه

(1) أي خدوش.
(2) الجوح: الهلاك والاستئصال.
(3) اي جمرة النار.
96

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصلح المسألة لغنى إلا من ذي رحم أو
سلطان. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الأوسط وفيه عبد الله بن خراش وثقه ابن حبان
وضعفه جماعة. وله عند أبي داود والترمذي والنسائي من رواية زيد بن عقبة
عنه أن المسألة كد يكد بها الرجل وجهه إلا أن يسأل الرجل سلطانا أو في أمر لابد
منه. وعن أم الدرداء عن أبي الدرداء قالت قلت له مالك لا تطلبه كما يطلب فلان
وفلان قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن وراءكم عقبة كؤودا
لا يجوزها المثقلون فأنا أحب أن أتخفف لتلك العقبة. رواه الطبراني في الكبير
ورجاله ثقات. وعن حكيم بن حزام قال جاء مال من البحرين فدعا النبي صلى الله عليه وسلم
العباس فحفن له قال أزيدك قال نعم فحفن له ثم قال أزيدك قال نعم فحفن له ثم قال
أزيدك قال نعم قال أبق لمن بعدك ثم دعاني فحفن لي فقلت يا رسول الله خير
لي أو شر لي قال بل شر لك فرددت عليه ما أعطاني ثم قلت لا والذي نفسي بيده
لا أقبل من أحد عطية بعدك قال محمد يعنى ابن سيرين قال حكيم فقلت يا رسول الله
ادع الله أن يبارك لي قال اللهم بارك له في صفقة يده قلت لحكيم حديث غير هذا
في الصحيح رواه الطبراني في الكبير وله عنده في رواية أخرى أنه أعان بفرسين
يوم حنين فأصيبتا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن فرسي أصيبتا فعوضني
فأعطاه فاستزاده. وفى الأول إسماعيل بن مسلم وفيه كلام كثير وقد قيل فيه انه صدوق يهم.
(باب في اليد العليا ومن أحق بالصلة)
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا يدي ثلاثة فيد الله العليا
ويد المعطى التي تليها ويد السائل السفلى. رواه أحمد وأبو يعلى وزاد ويد المسائل
السفلى إلى يوم القيامة فاستعف عن السؤال وعن المسألة ما استطعت فان أعطيت
شيئا أو قال خيرا فكثر عليك وابدأ بمن تعول وارضخ من الفضل ولا تلام على
العفاف. ورجاله موثقون. وعن عطية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اليد
المعطية خير من اليد السفلى. رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط والكبير
إلا أنه قال عن عطية أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد قومه فلما دخلوا على
النبي صلى الله عليه وسلم قال هل قدم معكم أحد غيركم قالوا نعم فتى خلفناه على رحالنا قال
97

أرسلوا إليه فلما أدخلت عليه وهم عنده استقبلني فقال إن اليد المنطية هي العليا وإن
اليد السائلة هي السفلى وما استغنيت فلا تسل فان مال الله مسؤول ومنطى فكلمني
رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغتي. رجال أحمد ثقات. وعن أبي رمثة قال أتيت النبي صلى الله عليه
وسلم وهو يخطب ويقول يد المعطى العليا أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك.
رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط. وعن
رجل من بنى يربوع قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول يد المعطى
العليا أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك ثم أدناك فأدناك. رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن ثعلبة بن زهدم اليربوعي أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فسمعه يقول يد المعطى العليا أمك وأباك وأختك فأخاك وأدناك أدناك.
رواه البزار وذكر بأسانيد أخر عن الأسود بن ثعلبة قال مثله ورجالهما ثقات ورجال
الأول رجال الصحيح. وعن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول. رواه البزار عن محمد
ابن عبد الله التميمي وهو ضعيف. وعن رافع بن خديج قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم يد المعطى العليا ويد الآخذ السفلى إلى يوم القيامة. رواه الطبراني
في الكبير وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم خير الصدقة ما أبقت غنى واليد العليا خير من اليد السفلى
وابدأ بمن تعول. رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن أبي جعفر الجفري
وفيه كلام. وعن عمران وسمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اليد
العليا خير من اليد السفلي وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأدناك أدناك. رواه الطبراني
في الكبير ورجاله ثقات. وعن حكيم بن حزام قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم اليد العليا خير من السفلي وليبدأ أحدكم بمن يعول وخير الصدقة ما كان
عن ظهر غنى ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله عز وجل قلت هو في
الصحيح خلا قوله ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله رواه الطبراني
في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن عدى الجذامي أنه لقى رسول الله صلى الله عليه
وسلم في بعض أسفاره فقال يا رسول الله كانت لي أمر أتان فاقتتلتا فرميت
98

إحداهما فقتلتها فقال اعقلها ولا ترثها فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم على ناقة جدعاء وهو يقول يا أيها الناس تعلموا فإنما الأيدي ثلاثة فيد
الله العليا ويد المعطي الوسطى ويد المعطى السفلى فتعففوا ولو بحزم الحطب ألا قد بلغت.
رواه الطبراني في الكبير وله طريق نأتي في الفرائض إن شاء الله وفيه رجل لم يسم
(باب)
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الدنيا حلوة خضرة (1) فمن أعطيناه
منها شيئا بغير طيب نفس كان غير مبارك له فيه. رواه البزار ورجاله ثقات وعن
أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا المال خضرة حلوة
فمن أخذه قال يحيى ذكر شيئا لا أدرى ما هو بورك له فيه ورب متخوض في مال
الله ورسوله فيما اشتهت نفسه له النار يوم القيامة. رواه أبو يعلى وفيه داود
العطار وفيه كلام. قلت وتأتي أحاديث نحو هذا في الزهد إن شاء الله. وعن زيد
ابن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا المال خضرة حلوة.
رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وفيه كلام وقد وثق.
وعن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الدنيا
حلوة خضرة فمن أخذها بحقه بورك له فيها ورب متخوض فيما اشتهت نفسه ليس
له في الآخرة إلا النار. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب في من سأل فرد)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رددت السائل ثلاثا فلا
عليك أن تزبره. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف
وقال أبو حاتم صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به.
(باب فيمن يحل له السؤال)
عن معاوية بن حيدة قال قلت يا رسول الله إنا قوم نتسأل أموالنا قال يسأل

(1) اي غضة طرية.
99

الرجل في الحاجة أو الضيق ليصلح به فإذا بلغ أو كرب استعف. رواه أحمد
ورجاله ثقات. وعن مجاهد قال جاء رجل إلى الحسن والحسين فسألهما فقالا إن
المسألة لا تصلح إلا لثلاثة لجائحة مجحفة أو لحمالة مثقلة أو دين فادح فأعطياه فأتى
ابن عمر فأعطاه ولم يسأله فقال له الرجل أتيت ابني عمى فسألاني وأنت لم تسألني فقال ابن عمر أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كانا يعزان العلم عزا. رواه الطبراني
في الصغير والأوسط وفيه يونس بن خباب وهو ضعيف. وعن سمرة بن جندب
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصلح المسألة لغنى الا من ذي رحم أو سلطان.
رواه الطبراني في الأوسط وفى عبد الله بن خراش وقد وثقه ابن حبان وضعفه
جماعة. يأتي حديث للسائل حق وإن جاء على فرس إن شاء الله.
(باب فيمن جاءه شئ من غير مسألة ولا إشراف)
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الدنيا خضرة حلوة فمن آتيناه
منها شيئا بطيب نفس أو طيب طعمة ولا إشراف بورك له فيه ومن آتيناه منها
شيئا بغير طيب نفس منا وغير طيب طعمة وإشراف منه لم يبارك له فيه. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح. وعن المطلب بن حنطب ان عبد الله بن عامر
بعث إلى عائشة بنفقة وكسوة فقالت للرسول أي بنى لا أقبل من أحد شيئا فلما
خرج الرسول قال ردوه على فردوه قالت إني ذكرت شيئا قال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم يا عائشة من أعطاك عطاء بغير مسالة فاقبليه فإنما هو رزق عرضه الله إليك.
ورجاله ثقات الا أن المطلب بن عبد الله مدلس واختلف في سماعه من عائشة. وعن
عمر بن الخطاب قال قلت يا رسول الله قد قلت لي إن خيرا لك أن لا تسأل أحدا
من الناس شيئا قال إنما ذاك أن تسأل وما آتاك الله من غير مسألة فإنما هو رزق
رزقكه الله قلت هو في الصحيح باختصار رواه أبو يعلى ورجاله موثقون. وعن
خالد بن عدي الجهني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بلغه من أخيه معروف
من غير مسألة ولا إشراف نفس فليقبله ولا يرده فإنما هو رزق ساقه الله عز
وجل إليه. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير إلا أنهما قالا من بلغه
معروف من أخيه، وقال احمد عن أخيه، ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن أبي
100

هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من آتاه الله شيئا من هذا المال من غير
أن يسأله فليقبله فإنما هو رزق ساقه الله إليه. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن أبي الدرداء قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أموال السلطان
قال ما آتاك الله منها من غير مسألة ولا إشراف فخذه وتموله، وقال الحسن لا بأس
بها ما لم يرحل إليها أو يشرف لها. وفى رواية ما آتاك الله منا من غير مسألة فكله.
رواه كله أحمد وفيه رجل لم يسم. وعن عائذ بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من عرض له من هذا الرزق شئ من غير مسأله ولا إشراف فليتوسع به في رزقه
فإن كان عنه غنيا فليوجهه إلى من هو أحوج إليه منه. رواه أحمد والطبراني
في الكبير وقال من عرض عليه من هذا الرزق شئ، وأسقط أحمد شئ. ورجال أحمد
رجال الصحيح. قال عبد الله بن أحمد سألت أبى ما الاشراف قال تقول
في نفسك سيبعث إلى فلان سيصلني فلان. وعن زيد بن خالد بن عدي الجهني
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بلغه معروف من أخيه من غير مسألة ولا
اشراف فليقبله ولا يرده فإنما هو رزق ساقه الله إليه. رواه الطبراني في الكبير
وأبو يعلى عن أحمد بن إبراهيم الموصلي وهو ثقة وبقية رجاله رجال الصحيح،
وفيه ابن لهيعة وفيه كلام.
(باب فيمن جاءه شئ وهو محتاج إليه)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما المعطى من سعة بأفضل من الآخذ إذا
كان محتاجا. رواه الطبراني في الكبير وفيه مصعب بن سعيد وهو ضعيف. وعن
أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الذي يعطى من سعة بأعظم أجرا من الذي
يقبل إذا كان محتاجا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عائذ بن سريج وهو ضعيف.
(باب في حق السائل)
عن الهر ماس بن زياد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للسائل حق وإن جاء على فرس.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عثمان بن فايد وهو ضعيف. وعن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنعن أحدكم أولا يمتنعن أحدكم من
101

السائل أن يعطيه وإن رأى في يديه قلبتين (1) من ذهب. رواه البزار وفيه الحسن
ابن علي الهاشمي النوفلي وهو ضعيف وقال ابن عدي هو أقرب إلى الضعف منه إلى الصدق
(باب فيمن رضى بالقليل أو سخطه)
عن أنس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم سائل فأمر له بتمرة فلم يأخذها
أو وحش لها قال وجاء له آخر فأمر له بتمرة قال فقال سبحان الله تمرة من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال للجارية اذهبي إلى أم سلمة فاعطيه
الأربعين درهما التي عندها. رواه أحمد والبزار باختصار وفيه عمارة بن زاذان
وهو ثقة وفيه كلام لا يضر وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب فيمن سأله محتاج فرده)
عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن المساكين صدقوا
ما أفلح من ردهم. رواه كله الطبراني في الكبير وفيه جعفر بن الزبير وهو ضعيف.
(باب فيمن سأل بوجه الله عز وجل)
عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أحدثكم عن الخضر
عليه السلام قالوا بلى يا رسول الله قال بينما هو ذات يوم يمشى في سوق بني إسرائيل
أبصره رجل مكاتب فقال بصدق على بارك الله فيك فقال الخضر عليه السلام
آمنت بالله ما شاء الله من أمر يكون ما عندي شئ أعطيكه فقال المسكين أسألك
بوجه الله لما تصدقت على فإني نظرت السماحة في وجهك ورجوت البركة عندك
فقال الخضر آمنت بالله ما عندي شئ أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني فقال المسكين
وهل تستطيع هذا قال نعم أقول لقد سألتني بأمر عظيم أما إني لا أخيبك بوجه
ربى بعني قال فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم فمكث عند المشترى زمانا
لا يستعمله في شئ فقال له إنك إنما اشتريتني التماس خير عندي فأوصني بعمل قال
أكره ان أشق عليك إنك شيخ كبير ضعيف قال لبس تشق عليه قال قم فانقل

(1) القلب: السوار.
102

هذه الحجارة وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم فخرج في بعض حاجته ثم
انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة قال أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك
تطيقه قال ثم عرض للرجل سفر قال إني أحسبك أمينا فاخلفني في أهلي خلافة
حسنة قال وأوصني بعمل قال إني أكره أن أشق عليك قال ليس تشق على قال
فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك قال فمر الرحل لسفره قال فرجع الرجل
وقد شيد (1) بناؤه قال أسألك بوجه الله ما سببك وما أمرك قال سألتني بوجه الله
ووجه الله أوقعني في العبودية فقال الخضر سأخبرك من أنا أنا الخضر الذي سمعت
به سألني مسكين صدقة فلم يكن عندي شئ أعطيه فسألني بوجه الله فأمكنته من
رقبتي فباعني وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو يقدر وقف
يوم القيامة جلدة لا لحم له ولا عظم يتقعقع (2) فقال الرجل آمنت بالله شققت عليك
يا نبي الله ولم أعلم قال لا بأس أحسنت واتقيت فقال الرجل بأبي أنت وأبى يا نبي
الله أحكم في أهلي ومالي بما شئت أو اختر فأخلي سبيلك قال أحب أن تخلي سبيلي
فأعبد ربى فخلى سبيله فقال الخضر الحمد لله الذي أوثقني في العبودية ثم نجاني
منها. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون إلا أن فيه بقية بن الوليد
وهو مدلس ولكنه ثقة.
(باب)
عن أبي عبيد مولى رفاعة بن رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ملعون من
سأل بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله فمنع سائله. رواه الطبراني في الكبير
وفيه من لم أعرفه. وعن أبي موسى الأشعري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
ملعون من سأل بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله فمنع سائله ما لم يسأل هجرا.
رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن على ضعف في بعضه مع توثيق.
(باب عرض الصدقة على أهلها)
عن عبد الله بن عبد الرحمن أن عمر قدم الجابية جابية دمشق ثم قال إذا

(1) في الأصل " شيل ".
(2) أي يضطرب ويتحرك.
103

انصرفت من مقامي هذا فلا يبقين أحد له حق في الصدقة إلا أتاني فلم يأته ممن
حضر إلا رجلان فأمر لهما فأعطيا فقام رجل فقال أصلح الله أمير المؤمنين ما هذا
الغنى المتفقد بأحق بالصدقة من هذا الفقير المتعفف قال عمر ويحك كيف لنا
بأولئك. رواه أبو يعلى في أثناء حديث الجابية وفيه أبو سكينة الحمصي
ولم أجد من ترجمه.
(باب تألف الناس بالعطية)
عن أنس بن ملك قال إن كان الرجل ليأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم للشئ
من الدنيا لا يسلم إلا له فما يمسي حتى يكون حتى يكون الاسلام أحب إليه من الدنيا وما
فيها. وفى رواية إن كان الرجل ليسأل النبي صلى الله عليه وسلم الشئ للدنيا فيسلم له والباقي
بمعناه. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
(باب الصدقة التي على الانسان كل يوم)
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يصبح على كل
مسلم من الانسان صلاة فقال رجل من القوم ومن يطيق هذا فقال أمر بالمعروف
صلاة ونهى عن المنكر صلاة وان حملا عن الضعيف صلاة وأن كل خطوة يخطوها
أحدكم إلى صلاة صلاة. وفى رواية يصبح على كل مسلم من ابن آدم كل يوم
صدقة بدل صلاة. رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الكبير والصغير بنحوه
وزاد فيها: ويجزى من ذلك كله ركعتا الضحى. ورجال أبى يعلى رجال الصحيح.
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل مسلم في كل يوم
صدقة فقال رجل من يطيق هذا يا رسول الله قال إماطتك الأذى عن الطريق
صدقة وإرشادك الرجل الطريق صدقة ونهيك عن المنكر صدقة وعيادتك المريض
صدقة واتباعك الجنازة صدقة ورد المسلم على المسلم السلام صدقة. وفى رواية قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الانسان ثلاثمائة وستون عظما أو ستة وثلاثون
سلامي عليه في كل يوم صدقة قالوا يا رسول الله فمن لم يجمد قال يأمر بالمعروف
وينهى عن المنكر قالوا فمن لم يستطع برفع عظما من الطريق قال فمن لم يستطع
104

فليهد سبيلا قالوا فمن لم يستطع قال فليعن ضعيفا قالوا فمن لم يستطع ذلك قال فليدع
الناس من شره قلت هو في الصحيح باختصار رواه كله البزار ورجاله رجال الصحيح.
(باب ما نقص مال من صدقة)
عن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث والذي
نفسي بيده إن كنت لحالفا عليهن لا ينقصن مال من صدقة فتصدقوا ولا يعفو
عبد عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا يوم القيامة ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح
الله عليه باب فقر. رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه رجل لم يسم. وله عند
البزار طريق عن أبي سلمة عن أبيه وقال إن الرواية هذه أصح والله أعلم. وعن
أبي هريرة قال قال رسول الله صلى عليه وسلم ليس أحد يظلم بمظلمة فيدعها لله إلا
زاده بها عزا وتصدقوا فإنه ما نقصت صدقة من مال ولكن تزيد فيه. رواه
البزار وأشار إلى ضعفه. وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما نقص مال من صدقة ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا فاعفوا يعزكم
الله ولا فتح رجل على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر. رواه الطبراني
في الصغير والأوسط وفيه زكريا بن دويد وهو ضعيف جدا.
(باب الحث على الصدقة بقوله اتقوا النار ولو بشق تمرة ونحو ذلك)
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتق أحدكم وجهه النار
ولو بشق تمرة. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن عائشة قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة، وفى رواية يا عائشة استتري من النار
ولو بشق تمرة فإنها تسد مع الجائع مسدها من الشبعان. رواه كله أحمد وروى
البزار بعضه وفيه أبو هلال وفيه بعض كلام وهو ثقة. وعن أبي بكر الصديق
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعواد المنبر يقول اتقوا النار ولو بشق تمرة فإنها
تقيم العوج وتدفع ميتة السوء وتقع من الجائع موقعها من الشبعان. رواه أبو يعلى
والبزار وفيه محمد بن إسماعيل الوساوسي وهو ضعيف جدا. وعن ابن عباس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة. رواه أبو يعلى والطبراني في
105

الكبير وفيه أبو بحر البكراوي وفيه كلام وقد وثق. وعن أنس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة. رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال
البزار رجال الصحيح. وعن النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا النار ولو
بشق تمرة. رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه أيوب بن جابر وفيه كلام كثير
وقد وثقه ابن عدي. وعن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا النار ولو بشق
تمرة. رواه البزار وفيه عثمان بن عبد الرحمن الجمحي قال أبو حاتم يكتب حديثه
ولا يحتج به وحسن البزار حديثه. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بنحو حديث
تقدم وزاد يا عائشة اشترى نفسك من الله لا أغنى عنك من الله شيئا ولو بشق تمرة يا عائشة
لا يرجعن عندك سائل ولو بطرف محرق. رواه البزار وفيه عبد الله بن شبيب وهو
ضعيف. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس اتقوا النار ولو بشق
تمرة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه فضال بن جبير وهو ضعيف. وعن
أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقوا فان الصدقة فكا ككم من النار. رواه الطبراني
في الأوسط ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن عبد الرحمن أنه سمع عبد الله بن مجمر
من أهل اليمن يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة احتجبي من النار ولو بشق
تمرة. رواه الطبراني في الكبير وفى سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف لاختلاطه.
وعن فضالة بن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اجعلوا بينكم وبين النار حجابة ولو بشق
تمرة. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام. وعن أبي جحيفة قال
دهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من قيس مجتابي النمار (1) متقلدي السيوف فساءه ما رأى
من حالهم فصلى ثم دخل بيته ثم خرج فصلى وجلس في مجلسه فأمر بالصدقة وحض
عليها فقال تصدق رجل من ديناره تصدق من درهمه تصدق رجل من صاع
بره تصدق رجل من صاع تمره فجاء رجل من الأنصار بصرة من ذهب فوضعها
في يده ثم تتابع الناس حتى رأى كومين من ثياب وطعام فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتهلل (2) كأنه مذهبة. رواه البزار وفيه أبو إسرائيل الملائي وفيه كلام وقد وثق.
وعن عدى بن حاتم قال جاء أعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بحر الظهيرة متقلدي

(1) أي لابسي أزر مخططة من صوف.
(2) لعله سقط " وجهه " كما في حديث آخر.
106

السيوف مجتابي النمار فحث رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليهم فقال ليتصدق ذو الدينار من
ديناره وذو الدرهم من درهمه وذو البر من بره وذو الشعير من شعيره وذو التمر
من تمره من قيل أنه يأتي عليه يوم فينظر أمامه فلا يرى إلا النار وينظر عن
يمينه فلا يرى إلا النار وينظر عن شماله فلا يرى إلا النار وينظر من ورائه فلا
يرى إلا النار قلت في الصحيح بعضه - رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن
ابن أبي جعفر الجفري وهو ضعيف.
(باب في حق المال)
عن جابر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حق الإبل قال أن ينحر سمينها
ويطرق فحلها ويحلبها يوم وردها. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح
خلا شيخ الطبراني وقد روى عنه ابن أبي حاتم كتابه ولم يضعفه أحد. وعن
الشريد قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن شئ من أمر الإبل فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم انحر سمينها واحمل على نجيبها واحلب يوم وردها تدخل الجنة بسلام.
رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. وعن قيس بن عاصم المنقري قال قدمت
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآني سمعته يقول هذا سيد أهل الوبر قال فلما نزلت
أتيته فجعلت أحدثه قلت يا رسول الله المال الذي لا يكون على فيه سبب من ضيف
ضافني وعيال كثرت على قال نعم المال الأربعون والأكثر الستون وويل لأصحاب
المئين إلا من أعطى في رسلها ونجدتها وأفقر ظهرها ونحر سمينها فأطعم القانع والمعتر
قال قلت يا رسول الله ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها يا نبي الله لا يحل بالوادي
الذي أنا فيه لكثرة إبلي قال وكيف تصنع قال تغدو الإبل ويغدوا الناس فمن
شاء أخذ برأسي بعير فذهب به قال ما تفعل بأفقار الظهر قلت انى لا أفقر الصغير
ولا الناب المدبرة قال فمالك أحب إليك أم مال مواليك قال قلت مالي أحب إلى
من مال موالي فقال فان لك من مالك ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو أعطيت
فأمضيت والا فلمواليك فقلت والله لئن بقيت لأفنين عددها قال الحسن يفعل
والله فلما حضرت قيسا الوفاة قال يا بنى خذوا عني لا أجد أنصح لكم منى
إذا أنامت فسودوا أكبركم ولا تسودوا أصاغركم فيسفهكم الناس وتهونوا عليهم
107

وعليكم باصلاح المال فإنه منبهه للكريم ويستغنى به عن اللئيم وإياكم والمسألة فإنها
آخر كسب المرء فإذا أنا مت فلا تنوحوا على فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى
عن النياحة وكفنوني في ثيابي التي كنت أصلى فيها وأصوم فإذا دفنتموني فلا
تدفنوني في موضع يطلع عليه أحد فإنه قد كان بيني وبين بكرين وائل خماشات (1)
في الجاهلية فأخاف أن ينبشوني فيصنعون في ذلك ما يذهب فيه دينكم ودنياكم
قال الحسن رحمه الله نصح لهم في الحياة ونصح لهم في الممات قلت له عند النسائي
لا تنوحوا على فان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينج عليه رواه الطبراني في
الكبير وفى الأوسط باختصار وفيه زياد الخصاص وفيه كلام وقد وثق.
(باب لا حسد الا في اثنتين)
عن يزيد بن الأخنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تنافس بينكم الا في اثنتين
رجل أعطاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار ويتبع ما فيه فيقول رجل
لو أن الله عز وجل أعطاني مثل ما أعطى فلانا فأقوم به كما يقوم به ورجل
أعطاه الله مالا فهو ينفق منه ويتصدق فيقول رجل لو أن الله أعطاني مثل
ما أعطي فلانا فأتصدق به فقال رجل يا رسول الله أرأيتك النجدة تكون في
الرجل قال سقط باقي الحديث. رواه أحمد كتابة والطبراني في الكبير والأوسط
وفيه سليمان بن موسى وفيه كلام وقد وثقه جماعة. وعن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين رجل أعطاه الله القرآن فهو يتلوه
آناء الليل والنهار فسمعه رجل فقال يا ليتني أوتيت بمثل ما أوتى هذا فعملت فيه
مثل ما يعمل هذا ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق فقال رجل يا ليتني
أوتيت مثل ما أوتى هذا فعملت فيه مثل ما يعمل. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الحسد في اثنتين رجل آتاه
الله القرآن فأقام به فأحل حلاله وحرم حرامه ورجل آتاه الله مالا فوصل منه
أقاربه ورحمه وعمل بطاعة الله. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون.

(1) أي جراحات وجنايات، وفى الأصل غير منقوطة، والحديث سيأتي في الجزء الرابع.
108

(باب ارغام الشيطان بالصدقة)
عن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج رجل شيئا
من الصدقة حتى يفك عنه لحيي سبعين شيطانا. رواه أحمد والبزار والطبراني
في الأوسط ورجاله ثقات.
(باب ما تصدقت فأبقيت)
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يذبح شاة فيقسمها بين الجيران
قال فذبحها فقسمها بين الجيران ورفعت الذراع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان أحب الشاة
إليه الذراع فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قالت عائشة ما بقي عندنا منها إلا الذراع قال
كلها بقي إلا الذراع. رواه البزار ورجاله ثقات.
(باب فضل الصدقة)
عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ما تقول في الصلاة قال تمام العمل قلت
يا رسول الله أسألك عن فضل الصدقة قال صدقة شئ عجب قلت يا رسول الله
تركت أفضل عمل في نفسي أو خيره قال ما هو قلت الصوم قال خير وليس هناك
قال يا رسول الله وأي الصدقة وذكر كلمة قلت فإن لم أقدر أفعل قال بفضل
طعامك قلت فإن لم أفعل قال بشق تمرة قلت فإن لم أفعل قال بكلمة طيبة قلت
فإن لم أفعل قال دع الناس من الشر فإنها صدقة بها على نفسك قلت فإن لم
أفعل قال تريد أن لا تدع فيك من الخير شيئا قلت عند النسائي طرف منه
رواه البزار وفيه العوام بن جويرية وهو ضعيف. وعن رافع بن خديج قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدقة تسد سبعين بابا من السوء. رواه الطبراني في الكبير
وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف. وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
نفرا مروا على عيسى بن مريم عليه السلام فقال يموت أحد هؤلاء اليوم
إن شاء الله فمضوا ثم رجعوا عليه بالعشي ومعهم حزم الحطب فقال ضعوا فقال للذي
قال يموت اليوم حل حطبك فحله فإذا فيه حية سوداء فقال ما عملت اليوم قال
ما عملت شيئا قال انظر ما عملت قال ما عملت شيئا إلا أنه كان معي في يدي فلقة
109

من خبز فمر بي مسكين فسألني فأعطيته بعضها فقال بها دفع عنك. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه أحمد بن أبي شيبة ولم أعرفه. وعن علي بن أبي طالب قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم با كروا بالصدقة فان البلاء لا يتخطاها. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه عيسى بن عبد الله بن محمد وهو ضعيف. وعن عبد الله بن جعفر قال
وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصدقة تطفئ غضب الرب. رواه الطبراني في
الأوسط في حديث طويل يأتي في المناقب إن شاء الله وفيه أصرم بن حوشب
وهو ضعيف. وعن رافع بن مكيث وكان ممن شهد الحديبية ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم والبر زيادة في العمر والصدقة تقى ميتة
السوء قلت روى أبو داود منه حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم فقط رواه
الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم. وعن عمرو بن عوف قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إن صدقة المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء ويذهب الله
بها الكبر والفقر والفخر. رواه الطبراني في الكبير وفيه كثير بن عبد الله المزي
وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أبواب البر
الصدقة. رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه. وعن ابن عباس رفعه
قال ما نقص صدقة من مال وما مد عبد يده بصدقة إلا ألقيت في يد الله قبل
أن تقع في يد السائل ولا فتح عبد باب مسألة له عنها غنى إلا فتح الله عليه باب
فقر. رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه. وعن عقبة بن عامر قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين
الناس. وفي رواية عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال ظل المؤمن يوم القيامة صدقته وكان يزيد لا يخطئه يوم إلا
تصدق فيه بشئ ولو كعكة أو بصلة أو كذا. رواه كله احمد. وروى أبو يعلى
والطبراني في الكبير بعضه ورجال أحمد ثقات. وعن عقبة بن عامر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة
في ظل صدقته. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وعن أبي
برزة الأسلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد ليتصدق بالكسرة تربو عند الله
110

عز وجل حتى تكون مثل أحد. رواه الطبراني في الكبير وفيه سوار بن مصعب
وهو ضعيف. وعن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يقبل الصدقة ويربيها
لأحدكم كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله
رجال الصحيح. ولعائشة حديث يأتي بعد هذا. وعن ميمونة بنت سعد أنها
قالت يا رسول الله أفتنا عن الصدقة فقال إنها حجاب من النار لمن احتسبها يبتغى
بها وجه الله عز وجل. رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه. وعن عبد
الله بن مسعود إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل ثم قرأ عبد
الله (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده). رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن
قتادة المحاربي ولم يضعفه أحد وبقية رجاله ثقات.
(باب أجر الصدقة)
عن علي بن أبي طالب قال جاء ثلاثة نفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم يا رسول
الله كانت لي مائة دينار فتصدقت منها بعشرة دنانير وقال الآخر يا رسول الله كانت
لي عشرة دنانير فتصدقت منها بدينار وقال الآخر يا رسول الله كان لي دينار
فتصدقت بعشره قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم فيه الاجر سواء كلكم تصدق
بعشر ماله. رواه أحمد والبزار وفيه الحارث وفيه كلام كثير. وعن أبي مالك
الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر كان لأحدهم عشرة دنانير تصدق
منها بدينار كان لآخر عشر أواق فتصدق منها بأوقية وآخر له مائة أوقية
فتصدق منها بعشر أواق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم في الاجر سواء كل قد تصدق
بعشر ماله قال الله عز وجل (لينفق ذو سعة من سعته). رواه الطبراني في الكبير
وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وفيه ضعيف. وعن عبد الله بن مسعود عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال ما أحسن من محسن من مسلم ولا كافر إلا أثيب قلنا يا رسول الله هذه
إثابة المسلم قد عرفناها فما إثابة الكافر قال إذا تصدق بصدقة أو وصل رحما أو
عمل حسنة أثابه الله وإثابته المال والولد في الدنيا وعذاب دون العذاب يعنى في
الآخرة وقرأ (أدخلوا آل فرعون أشد العذاب). رواه البزار وفيه عتبة بن يقظان
وفيه كلام وقد وثقه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال قال
111

رسول الله صلى الله عليه وسلم ارموا وانتضلوا (1) وان تنتضلوا أحب إلى وان الله عز وجل ليدخل
بالسهم الواحد الجنة أصايعه محتسب فيه والمستمد به والرامي به وإن الله عز وجل
ليدخل باللقمة الخبز وقبضة التمر ومثله مما ينتفع به المسكين ثلاثة الجنة رب البيت
والآمر به والزوجة تصلحه والخادم الذي يناول المسكين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحمد لله الذي لم ينس أحدا منا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سويد بن عبد العزيز
وهو ضعيف. وعن ابن عمر قال لما أنزلت هذه الآية (مثل الذين ينفقون أموالهم
في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة) قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم رب زد أمتي فنزلت (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا يضاعفه له أضعافا
كثيرة) قال رب زد أمتي فنزلت (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) رواه
الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن المسيب.
(باب مناولة المسكين)
عن عثمان قال كان حارثة قد ذهب بصره فاتخذ خيطا في مصلاه إلى باب
حجرته ووضع عنده مكيلا فيه تمر وغيره فكان إذا جاء المسكين فسلم أخذ من
ذلك المكيل ثم أخذ بطرف الخيط حتى يناوله وكان أهله يقولون نحن نكفيك فقال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مناولة المسكين تقى ميتة السوء. رواه الطبراني
في الكبير وفيه من لم أعرفه.
(باب لا يقبل الله إلا الطيب)
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليتصدق بالصدقة من الكسب
الطيب ولا يقبل الله إلا الطيب فيتلقاها الرحمن تبارك وتعالى بيده فيربيها كما بربي
أحدكم فلوه أو وصيفه أو فصيله (2). رواه البزار ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن مسعود
رفعه قال إن الخبيث لا يكفر الخبيث ولكن الطيب يكفر الخبيث. رواه البزار
والطبراني في الأوسط وفيه قيس بن الربيع وفيه كلام وقد وثقه شعبة والثوري.

(1) أي ارتموا بالسهام.
(2) أي الذي فصل عن اللبن حديثا.
112

(باب فيمن تصدق بما يكره)
عن عائشة أنها أرادت أن تتصدق بلحم منتن فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتتصدقين
بما لا تأكلين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه خالد القسري وفيه كلام. وعن
عائشة قالت أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضب فلم يأكله قالت عائشة يا رسول الله ألا
نطعمه المساكين قال لا تطعموهم مالا تأكلون. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله موثقون.
(باب الصدقة بجميع المال)
عن جرير قال لما رآني النبي صلى الله عليه وسلم لا أمسك مالا (1) إنما أنفقه قال لي يا جرير
لا عليك ان تمسك عليك مالك فان لهذا الامر مدة. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه عمرو بن عبد الغفار وهو ضعيف.
(باب الهدية إلى الكعبة)
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان أتصدق بخاتمي أحب
إلى من ألف درهم أهديها إلى الكعبة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
أبو العنبس وفيه كلام.
(باب الصدقة بأفضل ما يجد)
عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت (من ذا الذي
يقرض الله فرضا حسنا) قال أبو الدحداح استقرضنا ربنا من أموالنا يا رسول الله
قال نعم قال فان لي حائطين أحدهما بالعامية والآخر بالسافلة فقد أقرضت خيرهما
ربى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو لليتيم الذي عندكم ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم رب عذق لابن الدحداح في الجنة مدلل. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه إسماعيل بن قيس وهو ضعيف. وعن عبد الله بن مسعود قال
لما نزلت (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) قال أبو الدحداح يا رسول الله وإن

(1) " مالا " غير موجودة في الأصل.
113

الله يريد منا القرض قال نعم يا أبا الدحداح قال فإني قد أقرضت ربي حائطي
حائطا فيه ستمائة نخلة ثم جاء يمشى حتى أتى الحائط وفيه أم الدحداح في عيالها
فناداها يا أم الدحداح قالت لبيك قال أخرجي فأنى قد أقرضت ربى حائطا فيه ستمائة
نخلة. رواه البزار وفيه حميد بن عطاء الأعرج وهو ضعيف. قلت وتأتي أحاديث
من نحو هذا في المناقب إن شاء الله.
(باب فيمن تصدق بعرضه)
عن علبة بن زيد قال حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة فقام علبة فقال
يا رسول الله حثثت على الصدقة وما عندي إلا عرضي فقد تصدقت به على من
ظلمني قال فأعرض عنه قال فلما كان في اليوم الثاني قال أين علبة بن زيد أو أين
المتصدق بعرضه فان الله تبارك وتعالى قد قبل ذلك منه أو نحو هذا. رواه البزار
وفيه محمد بن سليمان بن مشمول وهو ضعيف. وعن عمرو بن عوف أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم حث يوما على الصدقة فقام علبة بن زيد فقال ما عندي إلا عرضي فإني
أشهدك يا رسول الله أني تصدقت بعرضي على من ظلمني ثم جلس قال فقال رسول
الله صلى الله عليه سلم أين علبة بن زيد قالها مرتين أو ثلاثا قال فقام علبة فقال أنت المتصدق
بعرضك قد قبل الله منك. رواه البزار وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف.
وعن أبي عبس بن حبر قال لما حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على الزكاة قال علبة بن
زيد الحارثي اللهم إنه ليس عندي شئ أتصدق به إلا أعواد عليها شجب (1) من
ماء ووسادة حشوها ليف اللهم إني أتصدق بعرضي على من ناله من الناس فأصبح
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر مناديا فنادى أين المتصدق بعرضه البارحة فصمت ثم أعاد
ذلك مرتين أو ثلاثا ثم قام علبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظر إليه ألا إن
الله عز وجل قد قبل صدقتك يا أبا محمد. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد المجيد
ابن محمد بن أبي عبس وهو ضعيف.

(1) الشجب بالسكون: السقاء الذي قد أخلق وبلى وصار شنا.
114

(باب صدقة السر)
عن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن صدقة السر تطفئ غضب الرب
تبارك وتعالى. رواه الطبراني في الكبير والأوسط أطول من هذا ويأتي بطوله
في البر إن شاء الله، وفيه صدقة بن عبد الله وثقه دخيم وضعفه جماعة. وعن أبي
أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنائع المعروف تقى مصارع السوء وصدقة
السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر. رواه الطبراني في الكبير
وإسناده حسن. وعن أبي جعفر محمد بن علي قال قلت لعبد الله بن جعفر حدثنا
حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صدقة
السر تطفئ غضب الرب. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه أصرم بن
حوشب وهو ضعيف. وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنائع المعروف
تقى مصارع السوء والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب وصلة الرحم زيادة في العمر
وكل معروف صدقة وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل
المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة وأول من يدخل الجنة أهل المعروف.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيد الله بن الوليد الوصافي (1) وهو ضعيف.
(باب أي الصدقة أفضل)
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقة عن ظهر غنى
وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن أبي أمامة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس جالسا وكانوا يظنون
أن ينزل عليه فأقصروا عنه حتى جاء أبو ذر فأقحم فجلس إليه فذكر الحديث إلى
أن قال قلت يا نبي الله الصدقة ما هي قال أضعاف مضاعفة وعند الله المزيد قال قلت
يا نبي الله أي الصدقة أفضل قال سر إلى فقير وجهد من مقل. رواه أحمد في
حديث طويل والطبراني في الكبير، وفيه علي بن زيد وفيه كلام. وعن أبي ذر
قال قلت يا رسول الله ما الصدقة قال أضعاف مضاعفة قلت يا رسول الله فأيها أفضل

(1) بفتح الواو وتشديد الصاد المهملة وآخره فاء.
115

قال جهد من مقل أو سر إلى فقير. رواه أحمد في حديث طويل وفيه أبو عمرو
الدمشقي وهو متروك. وعن قتادة بن سعد أن رجلا قال يا رسول الله أي الصلاة
أفضل قال طول القنوت قال أي الصدقة أفضل قال جهد مقل قال أي المؤمنين
أكمل إيمانا قال أحسنهم خلقا. رواه الطبراني في الكبير وفيه سويد أبو حاتم
وفيه كلام. وعن أبي أمامة أن أبا ذر قال يا رسول الله ما الصدقة قال أضعاف
مضاعفة وعند الله المزيد ثم قرأ (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له
أضعافا كثيرة) قيل يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال سر إلى فقير أو جهد من مقل
ثم قرأ (إن تبدوا الصدقات فنعما هي) الأول رواه الطبراني في الكبير وفيه علي بن
زيد وفيه كلام. وعن حكيم بن حزام أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الصدقة أفضل قال
ابدأ بمن تعول. رواه الطبراني في الكبير، وأبو صالح مولى حكيم بلم أجد من ترجمه.
وعن الحكم بن عمير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الأعمال إلى الله عز وجل
من أطعم مسكينا من جوع أو دفع عنه مغرما أو كشف عنه كربا. رواه الطبراني
في الكبير وفيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو ضعيف.
(باب الصدقة على الا قارب وصدقة المرأة على زوجها)
عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أفضل الصدقة الصدقة
على ذي الرحم الكاشح (1). رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه الحجاج بن
أرطاة وفيه كلام. وعن حكيم بن حزام أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الصدقات أيها أفضل قال على ذي الرحم الكاشح. رواه أحمد والطبراني في الكبير
وأسناده حسن. وعن أبي طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصدقة على المسكين
صدقة وعلى ذي الرحم صدقه وصلة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه
من لم أعرفه. وعن أم كلثوم بنت عقبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الصدقة الصدقة
على ذي الرحم الكاشح. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.

(1) الكاشح: العدو الذي يضمر عداوته ويطوي عليها كشحه أي باطنه،
والكشح: الخصر.
116

وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الصدقة على ذي قرابة يضعف
أجرها مرتين. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن زحر وهو ضعيف.
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بعثني بالحق لا يعذب
الله يوم القيامة من رحم اليتيم ولان له في الكلام ورحم يتمه وضعفه ولم يتطاول على
جاره بفضل ما آتاه الله وقال يا أمة محمد والذي بعثني بالحق لا يقبل الله صدقة
من رجل وله قرابة محتاجون إلى صلته ويصرفها إلى غيرهم والذي نفسي بيده
لا ينظر الله إليه يوم القيامة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن عامر
الأسلمي وهو ضعيف، وقال أبو حاتم ليس بالمتروك، وبقية رجاله ثقات. وعن
عبد الله بن مسعود قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرجال والنساء
فحض الرجال على الصدقة ثم أقبل على النساء فحثهن على الصدقة فبعثت إليه زينب
امرأة عبد الله بلالا فقالت اقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم من امرأة من
المهاجرين السلام ولا تبين له وقل هل لها من أجر في زوجها من المهاجرين ليس
له شئ وأيتام في حجرها وهم بنو أخيها أن تجعل صدقتها فيهم فأتى بلال النبي
صلى الله عليه وسلم فقال نعم لها أجران أجر القرابة وأجر الصدقة. رواه الطبراني
في الأوسط والبزار بنحو، وفيه حجاج بن نصر وثقه ابن حبان وغيره وفيه كلام،
رجال البزار رجال الصحيح. وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
انصرف يوما من صلاة الصبح فأتى النساء في المسجد فوقف عليهن فقال يا معشر
النساء ما رأيت من نواقص عقل ودين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن وإني
قد رأيت أنكن أكثر أهل النار يوم القيامة فتقربن إلى الله بما استطعتن، وكان في
النساء امرأة عبد الله بن مسعود فأتت إلى عبد الله بن مسعود فأخبرته بما سمعت من
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذت حليا لها فقال ابن مسعود أين تذهبين
بهذا الحلي قالت أتقرب به إلى الله ورسوله رجاء أن لا يجعلني من أهل النار فقال
ويلك هلمي فتصدقي على وعلى ولدى فانا له موضع فقالت لا والله حتى أذهب إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت تستأذن علي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم هذه زينب تستأذن يا رسول الله قال أي الزيانب
117

قالوا امرأة عبد الله بن مسعود قال ائذنوا لها فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت يا رسول الله انى سمعت منك مقالة فرجعت إلى ابن مسعود فحدثته فأخذت
حلي أتقرب به إلى الله واليك رجاء أن لا يجعلني من أهل النار فقال لي ابن مسعود
تصدقي به على وعلى ولدى فانا له موضع فقلت حتى أستأذن النبي صلى الله عليه
وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم تصدقي به عليه وعلى بنيه فإنهم له موضع ثم
قالت يا رسول الله أرأيت ما سمعت منك حين وقفت علينا ما رأيت من نواقص عقل
ولا دين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن قالت يا رسول الله فما نقصان ديننا
وعقولنا قال أما ما ذكرت من نقصان دينكن فالحيضة التي تصيبكن تمكث إحداكن ما شاء
الله أن تمكث لا تصلى ولا تصوم فذلكن من نقصان دينكن وأماما ذكرت من
نقصان عقولكن فشهادتكن إنما شهادة المرأة نصف شهادة الرجل قلت في
الصحيح طرف منه رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد ثقات. وعن رائطة امرأة عبد
الله بن مسعود وأم ولده وكانت امرأة صناع اليد (1) قال فكانت تنفق عليه وعلى
ولده من صنعتها قالت فقلت لعبد الله لقد شغلتني أنت وولدك عن الصدقة فما أستطيع
أن أتصدق معكم بشئ فقال لها عبد الله والله ما أحب إن لم يكن لك في ذلك أجر
أن تفعلي فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني امرأة ذات ضيعة أبيع
منها وليس لي ولا لولدي ولا لزوجي نفقة غيرها وقد شغلوني عن الصدقة فما
أستطيع أن أتصدق بشئ فهل لي في ذلك من أجر فيما أنفقت عليهم فقال لها رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنفقي عليهم فان لك في ذلك أجر ما أنفقت عليهم. رواه أحمد والطبراني في
الكبير وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ولكنه ثقة وقد توبع. وعن أبي سعيد الخدري
أنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحي أو فطر ثم انصرف فوعظ الناس وأمرهم
بالصدقة وقال يا أيها الناس تصدقوا ثم انصرف فمر على النساء فقال لهن تصدقن فإني
رأيتكن أكثر أهل النار فقلن بم ذاك يا رسول الله قال إنكن تكثرن اللعن وتكفرن
العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب لقلب الرجل الحازم من إحداكن
يا معشر النساء فقلن ما نقصان عقلنا وديننا يا رسول الله قال أليس شهادة المرأة

(1) أي لها صنعة تعملها بيديها.
118

بنصف شهادة الرجل فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت المرأة لم تصل
قلن بلى قال فذلك من نقصان دينها قال ثم انصرف فلما صار إلى منزله جاءته
امرأة عبد الله بن مسعود تستأذن عليه فقيل يا رسول الله هذه زينب تستأذن
عليك قال أي الزيانب قيل امرأة عبد الله بن معسود قال ائذن لها فقالت يا نبي
الله انك أمرتنا اليوم الصدقة وعندي حلى لي فأردت أن أتصدق به فزعم ابن
مسعود أنه هو وولده أحق من تصدقت به عليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق ابن
مسعود زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم. رواه البزار ورجاله ثقات.
وعن جمرة بنت قحافة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع
يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فإنكن أكثر أهل النار فأتت زينب فقالت
يا رسول الله زوجي محتاج فهل يجوز لي أن أعود عليه قال نعم لك أجران. رواه
الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن عازب ولم أجد من ترجمه.
(باب في نفقة الرجل على نفسه وأهله وغير ذلك)
عن عمرو بن أمية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أعطي الرجل امرأته فهو
صدقة. رواه أحمد وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف. وعن العرباض بن سارية
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أجر قال
فأتيتها فسقيتها وحدثتها بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد والطبراني
في الكبير والأوسط وفيه سفيان بن حسين وفى حديثه عن الزهري ضعف وهذا منها.
وعن المقدام بن معد يكرب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة
وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة وما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة وما أطعمت
خادمك فهو لك صدقه. رواه أحمد ورجاله ثقات. قلت وتأتي لهذه الأحاديث
وغيرها طرق في النكاح إن شاء الله. وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من كان له بنتان أو أختان أو عمتان أو خالتان وعالهن فتحت له ثمانية أبواب
الجنة يا عباد الله أعينوه يا عباد الله أقرضوه. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه عمر بن حبيب العدوي وهو متروك. وعن جابر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما أنفق المرء على نفسه وولده وأهله وذي رحمه وقرابته فهو له صدقة.
119

رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسور بن الصلت وهو متروك. وعن معاذ بن جبل
قال أقبل رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أعطي من فضل
ما خولني الله قال ابدأ بأمك وأبيك وأختك وأخيك والأدنى فالأدنى ولا تنس
الجيران وذا الحاجة. رواه الطبراني في الكبير وفيه عباد بن أحمد العرزمي وهو ضعيف
وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى عليه وسلم اليد العليا أفضل
من اليد السفلى وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك.
رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. وعن صعصعة بن ناجية قال دخلت
على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ربما فضلت لي الفضلة خبأتها للنائبة
وابن السبيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك أدناك.
رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من أنفق على نفسه نفقة يستعف بها فهي صدقة ومن أنفق على
امرأته وولده وأهل بيته فهي صدقة. رواه الطبراني في الأوسط والكبير باسنادين
أحدهما حسن. وعن عبد الله بن أبي أو في قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم نفقة الرجل على أهله صدقة. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه
محمد بن كثير الكوفي وهو ضعيف. قلت وبقية أحاديث النفقة في النكاح.
(باب في المكثرين)
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلك المكثرون قالوا إلا
من؟ قال هلك المكثرون قالوا الا من؟ قال هلك المكثرون قالوا إلا من؟ قال
حتى خفنا أن تكون قد وجبت قال إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا وقليل
ما هم قلت رواه ابن ماجة باختصار رواه أحمد وفيه عطية بن سعيد
وفية كلام وقد وثق. وعن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا أبا ذر أي جبل هذا قلت أحد يا رسول الله قال والذي نفسي بيده ما يسرني أنه
لي قطعا ذهبا أنفقه في سبيل الله عز وجل أدع منه قيراطا قال قلت قنطارا يا رسول
الله قال قيراطا قالها ثلاث مرات أنما أقول الذي أقل ولا أقول الذي هو أكثر.
رواه أحمد وفيه سالم بن أبي حفصة وفيه كلام. وعن أبي السليل قال وقف علينا
120

رجل في مجلسنا بالبقيع فقال حدثني أبي أو عمى أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع وهو
يقول من يتصدق بصدقة أشهد له بها يوم القيامة قال فحللت من عمامتي لوثا أو لوثين (1)
وأنا أريد أن أتصدق بهما فأدركني ما يدرك نبي آدم فقعدت على عمامتي فجاء رجل
ولم أر رجلا بالبقيع أشد سوادا منه ولا آدم بعين ناقة لم أر بالبقيع ناقة أحسن منها
فقال يا رسول الله أصدقة قال نعم قال دونك هذه الناقة قال فلمزه رجل فقال هذا
يتصدق بهذه فوالله لهي خير منه فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم فقال كذبت بل هو خير
منك ومنها ثلاث مرات ثم قال ويل لأصحاب المئين من الإبل قالوا إلا من يا رسول
الله؟ قال إلا من قال هكذا وهكذا وجمع بين كفيه عن يمينه وعن شماله ثم قال قد
أفلح المجد المزهد ثلاثا المزهد في العيش المجد في العبادة. رواه أحمد وفيه رجل
لم يسم. وعن عبد الرحمن بن أبزي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلك المكثرون إلا
من قال هكذا وهكذا. رواه الطبراني في الكبير وفيه عمران بن سليمان قال فيه
الأزدي يعرف وينكر. قلت وتأتي أحاديث من نحو هذا في الزهد إن شاء الله.
(باب فيمن تفتح عليهم الدنيا)
عن المسور بن مخرمة قال سمعت الأنصار أن أبا عبيدة قدم بمال من قبل البحرين
وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى البحرين فوافوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فلما انصرف
تعرضوا له فلما رآهم تبسم وقال لعلكم سمعتم أن أبا عبيدة بن الجراح قدم وقدم بمال قالوا
أجل يا رسول الله قال أبشروا وأملوا خيرا فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن إذا
صبت عليكم الدنيا فتنافستموها كما تنافسها من كان قبلكم. رواه أحمد ورجاله
رجاله الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخشى عليكم
الفقر ولكن أخشى عليكم التكاثر وما أخشى عليكم الخطأ ولكن أخشى عليكم
العمد. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي سنان الدؤلي أنه دخل على
عمر بن الخطاب وعنده نفر من المهاجرين الأولين فأرسل عمر إلى سقط أتى به
من قلعة من العراق فكان به خاتم فأخذه بعض بنيه فأدخله في فيه فانتزعه عمر منه

(1) أي لفة أو لفتين.
121

ثم بكى عمر فقال له من عنده لم تبكي وقد فتح الله لك وأظهرك على عدوك وأقر
عينك قال عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تفتح الدنيا على قوم
إلا ألقى الله عز وجل بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وأنا أشفق من
ذلك. رواه أحمد وأبو يعلى في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام. وعن عبد
الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا الدينار والدرهم
أهلكا من كان قبلكم ولا أراهما إلا مهلكاكم. رواه الطبراني في الكبير وفيه
يحيى بن المنذر وهو ضعيف. قلت وتأتي أحاديث من نحو هذا في الزهد إن شاء الله.
(باب اللهم اعط منفقا خلفا)
عن أبي الدرداء قال قال صلى الله عليه وسلم ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان
يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فان ما قل وكفى
خير مما كثر وألهى ولا آبت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان يسمعان
أهل الأرض إلا الثقلين اللهم اعط منفقا خلفا واعط ممسكا تلفا. رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن عبد الرحمن بن أبي سبرة قال دخلت أنا وأبى على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال لأبي هذا ابنك قلت نعم قال ما اسمه قال الحباب قال لا تسمه
الحباب فان الحباب شيطان ولكن هو عبد الرحمن ثم قال لأبي ما ذلك ما المال
قال لي من أنواع المال أتصدق به واعتق وأحمل ولكن أنفقه فيه فيذهب ثم
أقيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما علمت أن ملكا ينادى اللهم اجعل لمنفق خلفا
ولممسك قال تلفا قلت يا رسول الله بما أوتر قال بسبح اسم ربك الا على وقل
يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد. رواه الطبراني في الكبير وفيه سويد بن
عبد العزيز وهو ضعيف. وعن عائشة ان سائلا سأل فأمرت الخادم فأخرج له
شيئا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لها يا عائشة لا تحصى فيحصى الله عز وجل عليك. رواه أحمد
ورجاله ثقات.
(باب في الانفاق)
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد إلا وله ثلاثة أخلاء فأما خليل
122

فيقول ما أنفقت فلك وما أمسكت فليس لك فذلك ماله قلت فذكر الحديث ويأتي
بتمامه في الزهد إن شاء الله رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات وفى
بعضهم كلام. وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسر الله عبد بن عباده
أكثر لهما المال والولد فقال لأحدهما أي فلان بن فلان قال لبيك رب وسعديك
قال ألم أكثر لك من المال والولد قال بلى أي رب قال وكيف صنعت فيما آتيتك
قال تركته لولدي مخافة العيلة عليهم قال أما إنك لو تعلم العلم لضحكت قليلا ولبكيت كثيرا
أما إن الذي تخوفت عليهم قد أنزلت بهم ويقول للآخر أي فلان بن فلان فيقول
لبيك أي رب وسعديك قال له ألم أكثر لك من المال والولد قال بلى أي رب قال
فكيف صنعت فيما آتيتك قال أنفقت في طاعتك ووثقت لولدي من بعدي بحسن
طولك قال أما إنك لو تعلم العلم لضحكت قليلا ولبكيت كثيرا أما إن الذي قد
وثقت لهم به قد أنزلت بهم. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه يوسف
ابن العز وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات
يوم وفى يده قطعة من ذهب فقال لعبد الله بن عمر ما كان محمد قائل لربه لو مات
وهذه عنده فقسمها قبل أن يقوم وقال ما يسرني أن لأصحاب محمد مثل هذا
الجبل وأشار إلى أحد ذهبا وفضة فينفقها في سبيل الله ويترك منها دينارا فقال
ابن عباس قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قبض ولم يدع دينارا ولا درهما ولا عبدا
ولا أمة ولقد ترك درعه مرهونة عند رجل من اليهود بثلاثين صاعا من شعير
كان يأكل منها ويطعم عياله. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن
ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم التفت إلى أحد فقال والذي نفسي بيده ما يسرني أن
أحدا تحول لآل محمد ذهبا أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت وأدع منه دينارين
إلا دينارين أعدهما لدين كان على. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات،
ورواه أحمد. وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إني لألج
هذه الغرفة ما ألجها إلا خشية أن يكون فيها مال ما ولم أنفقه. رواه الطبراني
في الكبير وإسناده حسن. وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول
لنا إني والله ما يسرني أن لي أحدا ذهبا كله ثم أورثه. رواه الطبراني في الكبير
123

وفى إسناده ضعف. وعن سهل بن سعد قال كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة
دنانير وضعها عند عائشة فلما كان عند مرضه قال يا عائشة ابعثي بالذهب إلى علي ثم
أغمي عليه وشغل عائشة ما به حتى قال ذلك مرارا كل ذلك يغمى على رسول الله
صلى الله عليه وسلم ويشغل عائشة ما به فبعث إلى علي فتصدق بها وأمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم
في جديد الموت لليلة الاثنين فأرسلت عائشة بمصباح لها إلى امرأة من نسائها فقالت
أهدى لنا في مصباحنا من عكتك السمن فان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسى في جديد
الموت. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. قلت وتأتي أحاديث
من نحو هذا في الزهد إن شاء الله. وعن سعيد بن عامر بن حذيم قال بلغ عمر
أنه لا يدخر في بيته من الحاجة فبعث إليه بعشرة آلاف فأخذها فجعل يفرقها
صررا فقالت له امرأته أين تذهب بهذه قال أذهب بها إلى من يرجح لنا فيها فما
أبقى لنا إلا شيئا يسيرا فلما نفذ الذي كان عندهم قالت له امرأته اذهب إلى بعض
أصحابك الذين أعطيتهم يرجحون لك فخذ من أرباحهم وجعل يدافعها ويماطلها
حتى طال ذلك فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أن حوراء اطلعت أصبعا
من إصبعها لوجد ريحها كل ذي روح فأنا أدعهن لكن لا والله لأنتن أحق ان
أدعكن لهن منهن لكن. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وله طرق في
صفة الجنة. وعن ملك الدار ان عمر بن الخطاب اخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة
فقال للغلام اذهب بها إلى أبى عبيدة بن الجراح ثم تله في البيت ساعة حتى تنظر
ما يصنع فذهب بها الغلام إليه فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض
حاجاتك فقال وصله الله ورحمه فقال تعالى يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان وبهذه
الخمسة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفدها فرجع الغلام إلى عمر فأخبره
فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فقال اذهب بها إلى معاذ بن جبل وتله في البيت
حتى تنظر ما يصنع فذهب بها إليه فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض
حاجاتك فقال رحمه الله ووصله تعالى يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا اذهبي
إلى بيت فلان بكذا فاطلعت امرأة معاذ وقالت ونحن والله مساكين فأعطنا فلم
يبق في الخرقة إلا ديناران فدحا بهما إليها ورجع الغلام إلا عمر فأخبره فسر بذلك
124

وقال إنهم أخوة بعضهم من بعض. رواه الطبراني في الكبير ومالك الدار لم أعرفه
وبقية رجاله ثقات. وعن عمرو بن حيان الطائي قال كان رافع بن عميرة السعي
يغدي أهل ثلاثة مساجد ويسقيهم القرطمة وليس له إلا قميص واحد هو للمبيت
وهو للجمعة. رواه الطبراني في الكبير وعمرو بن حيان لم أعرفه.
(باب في الادخار)
عن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يموت يوم يموت
فيترك اصفر ولا أبيض إلا كوى به. رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية وهو
مدلس. وعن أبي ذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أوكأ
على ذهب أو فضة ولم ينفقه في سبيل الله كان جمرا يوم القيامة يكوى به. رواه
الطبراني في الكبير واحمد بنحوه ورجاله ثقات وله طريق رجالها رجال الصحيح.
وعن بلال قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال مت فقيرا. ولا تمت
غنيا قلت وكيف لي بذلك قال ما رزقت فلا تخبئ وما سئلت فلا تمنع فقلت يا رسول
الله وكيف لي بذلك قال هو ذاك أو النار. رواه الطبراني في الكبير وفيه طلحة
ابن زيد القرشي وهو ضعيف. وعن قيس بن أبي حازم قال دخلنا على
ابن مسعود نعوده فقال ما أدري ما يقولون ولكن ليت ما في تابوتي هذا
حجر فلما مات نظروا فإذا فيه الف أو الفان. رواه الطبراني في الكبير ورجاله
رجال الصحيح. وعن أبي أمامة قال توفى رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك دينارين دينا عليه وليس له وفاء فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى عليه وقال صلوا
على صاحبكم فقام أبو قتادة فقال أنا أقضى عنه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه.
وذكر أيضا أن رجلا توفي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك دينارين فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم كيتين. وفى رواية توفى رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يوجد له
كفن فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انظروا إلى داخلة إزاره فأصيب دينار
أو ديناران فقال كيتين. وفى رواية توفى رجل من أهل الصفة فوجد في مئزره
دينار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيتان. رواه الطبراني في الكبير وبعض
طرقه رجاله رجال الصحيح غير شهر بن حوشب وهو ثقة وفيه كلام قلت وتأتي
125

أحاديث من هذا في الزهد إن شاء الله. وعن عبد الله بن أبي الهذيل قال دخلنا
على جناب فرأيت في بيته دراهم مكشوفة فقلت ما هذا قال بعث ضيعتي الفلانية
وأنفقتها ما أرى أحدا أحق منى. رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم.
وعن بلال قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي شئ من تمر فقال ما
هذا فقلت ادخرناه لشتائنا فقال ما تخاف ان تري له بخارا في جهنم. وفي رواية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا يا بلال ثم أقبضت بعضها فقال زدنا يا بلال
فزدته ثلاثا فقلت لم يبق شئ إلا ادخرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا. رواه الطبراني في الكبير وفى
الأولى محمد بن الحسن بن زبالة وفى الثانية طلحة بن زيد القرشي وكلاهما ضعيف.
وعن عبد الله بن مسعود قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على بلال وعنده
صبرة (1) من تمر فقال ما هذا يا بلال قال يا رسول الله دخرته لك ولضيفانك فقال
اما تخشى ان يفور له بخار في جنهم أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا.
رواه كله الطبراني في الكبير وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وفيه كلام،
وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم عاد بلالا فأخرج
له صبرة من تمر فقال ما هذا يا بلال قال ادخرته لك يا رسول الله قال اما تخشى ان
يجعل لك بخار في جهنم أنفق بلال. ولا تخش من ذي العرش إقلالا (2). رواه
الطبراني في الكبير وفيه مبارك بن فضالة وهو ثقة وفيه كلام. وبقية رجاله رجال
الصحيح، ورواه الطبراني في الأوسط باسناد حسن.
(باب في البخل)
عن جابر قال جاء حي من الأنصار يقال لهم بنو سلمة رهط معاذ بن جبل فقال
النبي صلى الله عليه وسلم يا بنى سلمة من سيدكم قالوا جد بن قيس وإنا لننحله فقال النبي
صلى الله عليه وسلم وأي أدوى من البخل. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو الربيع

(1) أي تمر مجتمع كالكومة.
(2) بسط الكلام على الحديث ومخرجيه في كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس للعجلوني.
126

السمان وهو ضعيف. قلت وتأتي أحاديث من هذا في المناقب إن شاء الله. وعن أبي
صالح عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال جاء رجل إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن لفلان في حائطي نخلة فمره فليبعها أو ليهبها
فأتى الرجل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إفعل ولك بها نخلة في الجنة فأباه فقال نبي صلى
الله عليه وسلم هذا أبخل الناس. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر أن
رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن لفلان في حائطي عذق (1) وانه قد آذاني وشق على مكان
عذقه فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعني عذقك الذي في حائط فلان
قال لا قال فهبه لي قال لا قال فبعنيه بعذق في الجنة قال لا يا رسول الله فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت الذي هو أبخل منك إلا الذي هو يبخل بالسلام.
رواه أحمد والبزار وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وفيه كلام وقد وثق. وعن أبي
القين أنه مر بالنبي صلى الله عليه وسلم ومعه شئ من تمر فأهوى النبي صلى الله
عليه وسلم ليأخذ منه قبضة لينثرها بين يدي أصحابه فضم طرف ردائه إلى بطنه
وإلى صدره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم زادك الله شحا. رواه الطبراني في الكبير
وفيه سعيد بن جمهان وثقه جماعة وفيه خلاف وبقية رجاله رحال الصحيح. قلت
وبقية طرق أحاديث هذا الباب في الزهد (2)
(باب في السخاء)
عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله استخلص
هذا الدين لنفسه فلا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق ألا فزينوا دينكم بهما.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك. وعن
عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول السخي قريب من الله بعيد من النار
قريب من الجنة والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من
النار والجاهل السخي أحب إلى الله من العابد البخيل. رواه الطبراني في الأوسط

(1) العذق بالفتح النخلة، وبالكسر العرجون.
(2) بلغ سماعا ومقابلة على مؤلفه بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر من نسخة الأصل بخط المؤلف في التاسع والعشرين كما في هامش الأصل.
127

وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو ضعيف. وعنها قالت قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم في الجنة بيت يقال له بيت السخاء. رواه الطبراني في الأوسط وقال
تفرد به جحدر بن عبد الله، قلت ولم أجد من ترجمه. وعن ابن عباس قال قيل
يا رسول الله من السيد قال يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم قالوا فما في
أمتك سيد قال بلى رجل أعطى مالا حلالا ورزق سماحة وأدنى الفقير وقلت
شكاته في الناس. رواه الطبراني في الأوسط وفيه نافع أبو هرمز وهو ضعيف.
وعن قيس بن سلع الأنصاري ان إخوته شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا إنه يبذر ماله ويبسط فيه قلت يا رسول الله آخذ نصيبي من الثمرة فأنفقه في سبيل
الله وعلى من صحبني فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال أنفق
ينفق الله عليك ثلاث مرات فلما كان بعد ذلك خرجت في سبيل الله ومعي راحلة
قال وانا أكبر أهل بيتي اليوم وأيسره. رواه الطبراني في الأوسط وقال تفرد به
سعيد بن زياد أبو عاصم، قلت ولم أجد من ترجمه. وعن جابر بن عبد الله
السلمي قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم دار بني عمرو بن عوف يوم
الأربعاء فرأى حصنه في الأموال والأراضي ولم يكن رآه قبل ذلك فقال لهم
يا معشر الأنصار قالوا لبيك يا رسول الله بآبائنا وأمهاتنا أنت قال لو أنكم إذا هبطتم
لعيدكم يعنى الجمعة مكثتم حتى تسمعوا منى قولي قالوا نعم أي رسول الله بآبائنا وأمهاتنا
أنت فلما كانت الجمعة حضروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم انصرف
فتنفل ركعتين عند مقامه وكان قبل ذلك إذا صلى الجمعة انصرف إلى بيته فصلاهما
في بيته كان يومئذ فتنفلهما في المسجد فلما انصرف استقبلهم بوجهه فتتبعت
الأنصار في المسجد حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم معشر الأنصار فقالوا لبيك أي رسول الله بآبائنا وأمهاتنا أنت قال
كنتم في الجاهلية لا تعبدون الله تحملون الكل في أموالكم وتفعلون المعروف وتصلون
إذا من الله عليكم بالاسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم إذا تحصنون فيما يأكل ابن
آدم أجر وفيما يأكل الطير أجر وفيما يأكل السبع أجر فانصرف القوم فما بقي أحد
إلا هدم من ماله ثلمة أو ثلاثا يعنى هدموا في حيطان بساتينهم ليدخل القوم
128

فيأكلون من الثمرة. رواه الطبراني في الأوسط، والبزار بنحوه وزاد وكان يعود
المريض ويشهد الجنازة ويدعى فيجيب. وقال لا يروى عن جابر إلا بهذا الاسناد،
قلت وفيه جماعة لم أعرفهم.
(باب التجاوز عن ذنب السخي)
عن يحيى بن عباد الحنظلي أن وفدا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسألهم فكذبه بعضهم فقال لولا سخاء فيك ومقك الله عليه لسردت بك وافد قوم.
قلت ومقك أي أحبك. رواه الطبراني في الأوسط وكأن الصحابي سقط فان الأصل
سقيم، وفيه جماعة لم أعرفهم. قلت وتأتي أحاديث في هذا في الحدود إن شاء الله.
(باب في الوقف)
عن ابن عباس قال لما نزلت آية الفرائض في سورة النساء نهى رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن الحبس. رواه الطبراني في الأوسط وفيه المقدام بن داود وهو
ضعيف. وعن فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا حبس.
رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام. وعن أبي سلمة بشر بن بشير
الأسلمي عن أبيه قال لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء وكانت لرجل من بنى
غفار عين يقال لها رومة وكان يبيع منها القربة بمد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بعنيها
بعين في الجنة فقال يا رسول الله ليس لي ولا لعيالي غيرها ولا أستطيع ذلك فبلغ
ذلك عثمان فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
الله أتجعل لي مثل الذي جعلته له عينا في الجنة إن اشتريتها قال نعم قال قد اشتريتها
وجعلتها للمسلمين. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو ضعيف.
(باب الصدقة لا تورث)
عن أبي هريرة أن رجلا من الأنصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
الله مالي كله صدقة قال فافتقر أبواه حتى جلسا مع الأوفاض ثم جاءا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله كان ابننا من أكثر الأنصار مالا فتصدق بماله وافتقرنا
129

حتى جلسنا مع الأوفاض (1) قال صدقة ابنكما رد عليكما ثم توفيا فأرسل رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى ابنهما أن أردد الصدقة فان الصدقة لا تورث ولا تعتمر رواه الطبراني
في الأوسط وفى إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك. وأحاديث هذا
الباب كلها في آخر الفرائض.
(باب الصدقة المجحفة)
عن حنظلة قال قلت يا رسول الله ان في حجري يتيما وقد تصدقت عليه بمائة
من الإبل فرأينا الغضب في وجهه وقال إنما الصدقة خمس وإلا فعشر وإلا فخمس
عشرة حتى بلغ أربعين. رواه الطبراني في الكبير، قلت رواه أحمد أطول من هذا
وانه كانت وصية ولم تجزها الورثة ويأتي في الوصايا إن شاء الله وإسناده حسن
(باب الصدقة على المماليك)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من صدقة أفضل من صدقة تصدق على
مملوك عند مليك سوء. رواه الطبراني في الأوسط وفيه بشعير بن ميمون وهو ضعيف.
(باب فيمن أطعم مسلما أو سقاه)
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اهتم بجوعة أخيه المسلم فأطعمه حتى
يشبع غفر الله له وسقاه حتى يروى. رواه أبو يعلي وفيه بكر بن خنيس وهو
ضعيف. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أطعم أخاه حتى
يشبعه وسقاه من الماء حتى يرويه باعده الله من النار سبع خنادق ما بين كل خندقين
خمسمائة عام رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه إلا أنه قال من أطعم أخاه
خبزا. وفيه رجاء بن أبي عطاء وهو ضعيف. وعن عمر بن الخطاب قال سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال إدخالك السرور على مؤمن أشبعت
جوعته أو سترت (2) عورته أو قضيت له حاجة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
محمد بن بشير الكندي وهو ضعيف. وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

(1) أي أخلاط الناس
(2) وفى نسخة " كسوت عورته "
130

من أطعم مؤمنا حتى يشبعه من سغب (1) أدخله الله بابا من أبواب الجنة لا يدخله إلا
من كان مثله. رواه الطبراني في الكبير وفيه عمرو بن واقد وفيه كلام وقال محمد
ابن المبارك الصوري كان يتبع السلطان وكان صدوقا. وعن أبي حيدة الفهري
عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سقى عطشانا فأرواه فتح له باب
من الجنة فقيل له أدخل منه ومن أطعم جائعا فأشبعه وسقى عطشانا فأرواه فتحت
له أبواب الجنة كلها فقيل له أدخل من أيها شئت. رواه الطبراني في الكبير وفيه
إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو ضعيف.
(باب سقى الماء)
عن عياض بن مرثد أو مرثد بن عياض عن رجل منهم أنه سأل النبي
صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال هل من والديك أحد
حي حتى قال له ذلك مرات قال لا قال فاسق الماء قال وكيف أسقيه قال أكفهم آلته
إذا حضروه واحمله إليهم إذا غابوا، وفى رواية تكفيهم آلته إذ حضروه
وتحمله إليهم إذا غابوا عنه. رواه أحمد والطبراني في الكبير وقد جهل الحسيني
عياض بن مرثد أو مرثد بن عياض. وقد رواه الطبراني عنه انه سأل النبي
صلى الله عليه وسلم والراوي ثقة من رجال الصحيح فارتفعت الجهالة. وعن عاصم بن كليب
قال سمعت عياض بن مرثد أو مرثد بن عياض يحدث رجلا انه سأل النبي
صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة قال هل من والديك أحد حي قال لا فسأله ثلاثا قال
اسق الماء أحمله إليهم إذا غابوا واكفهم إياه إذا حضروا. رواه الطبراني في
الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو ان رجلا جاء إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال إني أنزع في حوضي حتى إذا ملأته لإبلي ورد على البعير لغيري فسقيته
فهل في ذلك من اجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ذات كبد حرى
اجر. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أفضل الصدقة الماء ألم تسمع إلى أهل النار لما استغاثوا بأهل الجنة أفيضوا
علينا من الماء أو مما رزقكم الله. رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه موسى

(1) السغب هو الجوع، وقيل لا يكون إلا مع التعب.
131

ابن المغيرة وهو مجهول. وعن ابن عباس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل
فقال ما عمل إن عملت به دخلت الجنة قال أنت ببلد تجلب به الماء قال فاشتريها
سقاء جديدا ثم اسق فيها حتى تخرقها فإنك لن تخرقها حتى تبلغ بها عمل الجنة
رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى الحماني وفيه كلام وقد وثق، وبقية رجاله
ثقات. وعن كدير الضبي ان أعرابيا انى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أخبرني
بعمل يقربني من الجنة ويباعدني عن النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم أو هما
أعملتاك قال نعم قال تقول العدل وتعطي الفضل قال والله لا أستطيع ان أقول
العدل كل ساعة وما أستطيع ان أعطي الفضل قال فتطعم الطعام وتفشى السلام قال
هذه أيضا شديدة قال فهل لك إبل قال نعم قال فانظر إلى بعير من إبلك وسقاء اعمد
إلى أهل بيت لا يشربون الماء إلا عبا فاسقهم فلعلك لا تهلك بعيرك ولا يتخرق
سقاؤك حتى تجب لك الجنة فانطلق الاعرابي يكبر فما انخرق سقاؤه ولأهلك بعيره
حتى قتل شهيدا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن سعد
ابن عبادة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا سعد ألا أدلك على صدقة خفيفة
مؤنتها عظيم أجرها قال بلى يا رسول الله قال سقى الماء فسقى سعد الماء قلت له
حديث في سقى الماء غير هذا رواه أبو داود رواه الطبراني في الكبير وفيه
ضرار بن صرد وهو ضعيف. وعن انس بن ملك عن نبي الله صلى الله عليه
وسلم سلك رجلان مفازة عابد والآخر به رهق فعطش العابد حتى سقط فجعل
صاحبه ينظر إليه وهو صريع فقال والله لئن مات هذا العبد الصالح عطشا ومعي
ماء لا أصبت من مال الله خيرا ولئن سقيته مائي لأموتن فتوكل على الله وسقاه
وعزم فرش عليه من مائه وسقاه فضله فقام فقطعا المفازة فيوقف الذي به رهق
للحساب فيؤمر به إلى النار فتسوقه الملائكة فيرى العابد فيقول يا فلان اما تعرفني
فيقول ومن أنت قال انا فلان الذي آثرتك على نفسي يوم المفازة فيقول بلى أعرفك
فيقول للملائكة قفوا فيقفوا فيجئ حتى يقف فيدعو ربه عز وجل فيقول يا رب
قد عرفت يده عندي وكيف آثرني على نفسه يا رب هبه لي فيقول هو لك فيجئ
فيأخذ بيد أخيه فيدخله الجنة فقلت لأبي ظلال أحدثك أنس عن رسول الله
132

صلى الله عليه وسلم قال نعم. رواه الطبراني في الأوسط، وأبو ظلال وثقه
البخاري وابن حبان وفيه كلام.
(باب أجر الماء والملح والنار)
عن عائشة انها قالت يا رسول الله ما الشئ الذي لا يحل منعه قال الماء والملح
والنار قالت هذا الماء قد عرفناه فما بال الملح والنار فقال من أعطى نارا فكأنما
تصدق بجميع ما أنضجت النار ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث يوجد الماء
فكأنما أعتق رقبة ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث لا يوجد الماء
فكأنما أحياه قلت رواه ابن ماجة باختصار رواه الطبراني في الأوسط وفيه
زهير بن مرزوق قال البخاري مجهول منكر الحديث. وعن انس ان أزواج النبي
صلى الله عليه وسلم كن يدلجن بالقرب يسقين أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
(باب ما جاء في المنحة)
عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتدرون أي الصدقة أفضل
قالوا الله ورسوله أعلم قال المنيحة أن يمنح أخاه الدرهم أو ظهر الدابة أو لبن الشاة
أو لبن البقر. رواه أحمد وأبو يعلى وزاد الدينار أو البقرة، والبزار والطبراني في
الأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال خير الصدقة
المنيحة تغدو بأجر وتروح بأجر ومنيحة الناقة كعتاقة الأحمر ومنيحة الشاة كعتاقة
الأسود. رواه أحمد وفيه عبد الله بن صبيحة ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر
فيه كلاما، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربعون خلقا
يدخل الله بها الجنة أرفعها منحة شاة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح
المري وهو ضعيف. وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يا أبا ذر أعقل ما أقول
لك لعناق يأتي رجلا من المسلمين خير له من أحد ذهبا يتركه وراءه. رواه أحمد
وفيه أبو الأسود الغفاري ضعفه النسائي.
133

(باب فيمن غرس غرسا أو بنى بنيانا)
عن معاذ بن انس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من بنى بنيانا من غير ظلم
ولا اعتداء أو غرس غرسا في غير ظلم ولا اعتداء كان له اجر جار ما انتفع به من
خلق الرحمن تبارك وتعالى. رواه أحمد وفيه زبان وثقه أبو حاتم وفيه كلام.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغرس مسلم غرسا
ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولا طائر ولا شئ إلا كان له اجر. رواه
الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. قلت وتأتي أحاديث في البناء والغرس في
البيع إن شاء الله تعالى، وقد تقدم حديث جابر في هذا في باب السخاء قبل هذا بيسير.
(باب فيما يؤجر فيه المسلم)
عن ابن هريرة ان رجلا انى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الأعمال
أفضل قال الايمان بالله والجهاد في سبيل الله قال فإن لم أستطع ذلك قال تعين
صانعا أو تصنع لأخرق قال فإن لم أستطع ذلك قال احبس نفسك عن الشر فإنها صدقة
تصدق بها عن نفسك. رواه أحمد ورجاله ثقات وعن انس قال حدث نبي
الله صلى الله عليه وسلم بحديث فما فرحنا بشئ منذ عرفنا الاسلام أشد من فرحنا به قال إن المؤمن
ليؤجر عن إماطته الأذى عن الطريق وفى هداية السبيل وفى تعبيره عن الأرثم (1)
وفى منحة اللبن حتى أنه ليؤجر في السلعة تكون مصرورة فيلمسها فتخطئها يده.
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط والبزار وزاد وانه ليؤجر في اتيانه أهله
حتى أنه ليؤجر في السلعة تكون في طرف ثوبه فيلمسها فيعقد مكانها أو كلمة
نحوها فيخفق بذلك فؤاده فيردها الله عليه ويكتب له أجرها. وفى اسناده المنهال
ابن خليفة وثقه أبو حاتم وأبو داود والبزار وفيه كلام. وعن ابن عمر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تبسمك في وجه أخيك يكتب لك به صدقة وان لفراغك من
دلوك في دلو أخيك يكتب لك به صدقة وإماطتك الأذى عن الطريق يكتب لك
به صدقة ان امرك بالمعروف صدقة ونهيك عن المنكر صدقة يكتب لك به صدقة

(1) الأرثم: هو الذي لا يصحح كلامه ولا يبينه لآفة في فمه.
134

وإرشادك الضال يكتب لك به صدقة. رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه
يحيى بن أبي عطاء وهو مجهول. وعن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ماذا ينجي
العبد من النار قال الايمان بالله قلت يا رسول الله إن مع الايمان عملا قال يرضخ (1)
مما رزقه الله قلت يا رسول الله أرأيت إن كان فقيرا لا يجد ما يرضخ به قال يأمر
بالمعروف وينهى عن المنكر قال قلت يا رسول الله أرأيت إن كان غنيا لا يستطيع أن يأمر
بالمعروف وينهى عن المنكر قال يصنع لأخرق قلت أرأيت إن كان أخرق
لا يستطيع أن يصنع شيئا قال يعين مغلوبا قلت أرأيت إن كان ضعيفا لا يستطيع
أن يعين مغلوبا قال ما تريد أن تترك في صاحبك من خير يمسك عن أذى الناس
فقلت يا رسول الله إذا فعل ذلك دخل الجنة قال ما من مسلم يفعل خصلة من
هؤلاء إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة. رواه الطبراني في الكبير ورجاله
ثقات وقد تقدمت له طرق.
(باب عزل الأذى عن الطريق)
عن أنس بن ملك قال كانت شجرة تؤذى الناس فأتاها رجل فعزلها عن
طريق الناس قال قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فلقد رأيته يتقلب في ظلها في الجنة. رواه
أحمد وأبو يعلى وفيه أبو هلال وهو ثقة وفيه كلام. وعن أبي الدرداء عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال من أخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب الله له به حسنة ومن كتب
له حسنة أدخله بها الجنة. رواه الطبراني في الأوسط ولفظه في الكبير عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال من أخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب الله له به مائة
حسنة ولم يرد. وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف. وعن أبي شيبة المهري
قال كان معاذ يمشى ورجل معه فرفع حجرا من الطريق فقال ما هذا قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رفع حجرا من الطريق كتبت له حسنة ومن كانت
له حسنة دخل الجنة. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن المستنير بن
الأخضر بن معاوية عن أبيه قال كنت مع معقل بن يسار في بعض الطرقات
فمررنا بأذى فأماطه أو نحاه عن الطريق فرأيت مثله فأخذته فنحيته فاخذ بيدي

(1) أي يتصدق ولو بالقليل
135

فقال يا ابن أخي ما حملك على ما صنعت قلت يا عم رأيتك صنعت شيئا فصنعت مثله
فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أماط أذى عن طريق المسلمين كتب له
حسنة ومن تقبلت منه حسنة دخل الجنة. رواه الطبراني في الكبير وقال المزي
صوابه عن المستنير بن أخضر بن معاوية بن قرة عن جده كما رواه البخاري
في كتاب الأدب فإن كان كما قال المزي فإسناده حسن إن شاء الله وإن كان فيه
عن أبيه أخضر فلم أجد من ذكر أخضر والله أعلم.
(باب كل معروف صدقة)
عن عبد الله بن يزيد الخطمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف
صدقة. رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات. وعن جابر بن
عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة ومن المعروف أن تلقى
أخاك بوجه طلق وأن تفرغ من دلوك في إنائه إلى ههنا انتهى حديث الإمام أحمد
. ولجابر عند أبي يعلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف
تصنعه إلى غنى أو فقير فهو لك صدقة يوم القيامة. ولجابر عند أبي يعلى في رواية
أخرى أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال كل معروف صدقة وما أنفق الرجل
على أهله وماله كتبت له صدقة وما وقى به عرضه فهو له صدقة قال وكل نفقة
مؤمن في غير معصية فعلى الله خلفه ضامنا إلا نفقة في بنيان قال مسور قال محمد
ابن المنكدر فقلنا لجابر بن عبد الله ما أراد بقوله وما وقى به المرء به عرضه قال يعطى
الشاعر وذا اللسان قال جابر كأنه يقول الذي يتقى لسانه قلت في الصحيح طرف
منه - رواه بطوله أبو يعلى واختصره الإمام أحمد كما تقدم وفي إسناد أحمد المنكدر
ابن محمد بن المنكدر وثقه أحمد وغيره وضعفه النسائي وغيره، وفى إسناد أبى يعلى مسور
ابن الصلت وهو ضعيف. وعن نبيط بن شريط قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول كل معروف صدقة. رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفه. وعن ابن
مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل معروف صدقة غنيا كان أو فقيرا.
رواه الطبراني في الكبير والبزار وفيه صدقة بن موسى الدقيقي وهو ضعيف.
وعن أبي مسعود الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة. رواه
136

الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن عدى بن ثابت عن أبيه عن
جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة. رواه الطبراني
في الكبير وثابت لم يرو عنه غير ابنه عدى، وبقية رجاله موثقون. وعن أبي ملك
الأشجعي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل معروف صدقة. رواه
الطبراني في الكبير وفيه جماعة لم أعرفهم.
(باب فيمن يجرى عليه أجره بعد موته)
عن أبي أمامة الباهلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال أربعة تجري
عليهم أجورهم بعد الموت رجل يرابط في سبيل الله ومن عمل عملا أجري عليه مثل
ما عمل ورجل تصدق بصدقة فأجرها له ما جرت ورجل ترك ولدا صالحا يدعو له.
رواه أحمد وقد تقدمت له طريق فيمن علم علما، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام.
(باب فيمن دل على خير)
عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدال على الخير كفاعله والله يحب
إعانة اللهفان. رواه البزار وفيه زياد النميري وثقه ابن حبان وقال يخطئ وابن عدي
وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات. ورواه أبو يعلى كذلك. وعن سهل بن
سعد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدال على الخير كفاعله. رواه الطبراني
في الأوسط وقال لا يروى عن سهل إلا بهذا الاسناد، قلت وفيه من لم أعرفه.
وقد تقدمت أحاديث هذا الباب في العلم.
(باب صدقة المرأة من بيت زوجها)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدق المرأة من بيت زوجها إلا
باذنه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه رشدين بن كريب ضعفه احمد وجماعة وقال
ابن عدي ممن يكتب حديثه على ضعفه. وعن أم سعد قالت دخلت على عائشة
فقلت يا أم المؤمنين المرأة تعطى الشئ من بيت زوجها صدقة فهو لها أو لزوجها
قالت هو بينهما حدثني به رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لعائشة في الصحيح
137

إذا أنفقت امرأة من بيت زوجها غير مفسدة فله اجره ولها مثل ذلك. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه.
(باب فيمن قاد أعمى)
عن انس بن ملك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاد أعمى
أربعين ذراعا كان له كعتق رقبة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن عطية
الصفار وهو متروك. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
قاد أعمى أربعين خطوة وحببت له الجنة. رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى وفيه
علي بن عروة وهو كذاب. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من قاد أعمى حتى يبلغه مأمنه غفرت له أربعون كبيرة وأربع كبائر توجب
النار. رواه الطبراني في الكبير وفيه عمر بن يحيى الآملي ولم أجد من ترجمه
ولكن فيه علي بن يزيد وفيه كلام.
(باب الصدقة على الميت)
عن عقبة بن عامر أن غلاما أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال موسى في حديثه سألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أمي ماتت وتركت حليا أفأتصدق به عنها
قال أمك أمرتك بذلك قال لا قال فأمسك عليك حلى أمك. رواه أحمد والطبراني
في الكبير إلا أنه قال إن أمي توفيت ولم توص فهل ينفعها إن تصدقت عنها قال
احبس عليك مالك. ورجال الطبراني رجال الصحيح، وفى إسناد أحمد ابن لهيعة،
وعن أنس أن سعدا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أمي توفيت ولم توص
أفينفعها ان أتصدق عليها قال نعم وعليك بالماء. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله
رجال الصحيح. وعن سهل بن عبادة قال جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت توفيت
أمي ولم توص ولم تتصدق فهل يقبل إن تصدقت عنها فهل ينفعها ذلك قال نعم ولو
بكراع شاة محترق قلت لسعد عند أبي داود حديث غير هذا رواه الطبراني
في الأوسط وفيه محمد بن كريب وهو ضعيف. وعن عبد الله بن عمرو قال قال
يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تصدق بصدقة تطوعا فيجعلها عن أبويه فيكون لها أجرها
138

ولا ينتقص من أجره شيئا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه خارجة بن مصعب
الضبي وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من
أهل بيت يموت منهم ميت فيتصدقون عنه بعد موته إلا أهداها له جبريل عليه
السلام على طبق من نور ثم يقف على شفير القبر العميق هذه هدية أهداها إليك
أهلك فاقبلها فيدخل عليه فيفرح بها ويستبشر ويحزن جيرانه الذين لا يهدى إليهم
شئ. رواه الطبراني. في الأوسط وفيه أبو محمد الشامي قال عنه الأزدي كذاب.
كتاب الصيام
بسم الله الرحمن الرحيم
(باب في قوله تعالى كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم)
عن دغفل بن حنظلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان على النصارى صوم شهر
رمضان وكان عليهم ملك فمرض فقال لئن شفاه الله ليزيدن عشرة أيام ثم كان عليهم
ملك بعده فأكل اللحم فوجع فقال لئن شفاه الله ليزيدن ثمانية أيام ثم كان عليهم
ملك بعده فقال ما يفرغ من هذه الأيام أن نتمها ونجعل صومها في الربيع فصارت
خمسين يوما. رواه الطبراني في الأوسط مرفوعا كما تراه ورواه الطبراني في الكبير
موقوفا على دغفل ورجال إسنادهما رجال الصحيح. وعن أبي أمامة الباهلي قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله فرض عليكم صوم رمضان ولم يفرض عليكم قيامه
وإنما قيامه شئ أحدثتموه فدوموا عليه فان ناسا من بني إسرائيل ابتدعوا بدعة
فعابهم الله بتركها فقال (رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله)
إلى آخر الآية. رواه الطبراني في الأوسط وفيه زكريا بن أبي مريم ضعفه النسائي وغيره.
(باب فيمن أدرك شهر رمضان فلم يصمه)
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدرك شهر رمضان ولم يصمه
فقد شقي ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يبره فقد شقي ومن ذكرت عنده فلم
139

يصل على فقد شقي. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل بن مبشر وفيه كلام
وقد وثقه ابن حبان وغيره.
(باب في شهور البركة وفضل شهر رمضان)
عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال اللهم بارك لنا في رجب وشعبان
وبلغنا رمضان. رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه زائدة بن أبي الرقاد وفيه
كلام وقد وثق. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الشهور
شهر رمضان وأعظمها حرمة ذو الحجة. رواه البزار وفيه يزيد بن عبد الملك
النوفلي. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بأفضل الملائكة
جبريل عليه السلام وأفضل النبيين آدم وأفضل الأيام يوم الجمعة وأفضل الشهور
شهر رمضان وأفضل الليالي ليلة القدر وأفضل النساء مريم بنت عمران. رواه
الطبراني في الكبير وفيه نافع أبو هرمز وهو ضعيف. وعن عبد الله بن مسعود قال
سيد الشهور شهر رمضان وسيد الأيام يوم الجمعة. رواه الطبراني في الكبير وأبو
عبيدة لم يسمع من أبيه. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطها أمة قبلهم خلوف فم الصائم الطيب
عند الله من ريح المسك وتستغفر لهم الحيتان حتى يفطروا ويزين الله عز وجل
كل يوم جنته ثم يقول يوشك عبادي الصالحون ان يلقوا عنهم المؤنة ويصيروا
إليك وتصفد (1) فيه مردة الشياطين فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه
في غيره ويغفر لهم في آخر ليلة قيل يا رسول الله أهي ليلة القدر قال لا ولكن
العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله. رواه أحمد والبزار وفيه هشام بن زياد
أبو المقدام وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أتى على
المسلمين شهر خير لهم من رمضان ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان وذلك لما
يعد المؤمنون فيه من القوة للعبادة وما يعد المنافقون فيه من غفلات الناس وعوراتهم هو
غنم للمؤمنين يغتبنه الفاجر. وفى رواية ان الله عز وجل ليكتب أجره ونوافله من
قبل أن يدخله ويكتب أجره وشقاءه من قبل أن يدخله. رواه أحمد والطبراني في الأوسط

(1) أي تشد وتوثق.
140

عن تميم مولى ابن رمانة ولم أجد من ترجمة. وعن مسعود أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يقول وقد أهل رمضان لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن تكون
السنة كلها رمضان فقال رجل من خزاعة حدثنا به قال إن الجنة تزين لرمضان
من رأس الحول إلى الحول حتى إذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت
العرش فصفقت ورق الجنة فنظر الحور العين إلى ذلك فقلن يا رب اجعل لنا
في هذا الشهر من عبادك أزواجا تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا فما من عبد يصوم
رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في. خيمة من درة مجوفة مما نعت الله
(حور مقصورات في الخيام) على كل امرأة منهن سبعون حلة ليس فيها حلة على
لون الأخرى ويعطى سبعون لونا من الطيب ليس منها لون على ريح الآخر
لكل امرأة منهن سبعون سريرا من ياقوتة حمراء موشحة بالدر على كل سرير
سبعون فراشا بطائنها من إستبرق وفوق السبعين فراشا سبعون أريكة لكل امرأة
منهن سبعون ألف وصيف لحاجاتها وسبعون ألف وصيف مع كل وصيف صحفة
من ذهب فيها لون طعام يجد لآخر لقمة منه لذة لا يجد لأوله ويعطى زوجها
مثل ذلك على سرير من ياقوتة حمراء عليه سوران من ذهب موشح بياقوت أحمر
هذا لكل يوم صام رمضان سوى ما عمل من الحسنات. رواه أبو يعلى وفيه
جرير بن أيوب وهو ضعيف. وعن أبي مسعود الفنايري قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول وقد أهل شهر رمضان لو يعلم العباد ما في شهر رمضان لتمني العباد أن يكون
شهر رمضان سنة فقال رجل من خزاعة يا رسول الله حدثنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الجنة لتزين لشهر رمضان من رأس الحول إلى رأس الحول حتى إذا كان أول
ليلة هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة فنظرت الحور العين إلى ذلك
فقلن يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم
بنا وما من عبد صام شهر رمضان الا زوجه الله زوجة في كل يوم من الحور العين في خيمة
من درة مجوفة مما نعت الله به الحور العين المقصورات في الخيام على كل امرأة منهن
سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى ويعطى سبعون لونا من الطيب ليس
منهن لون يشبه الآخر وكل امرأة منهن على سرير من ياقوت موشح بالدر على
141

سبعين فراشا بطائنها من إستبرق وفوق السبعين فراشا سبعون أريكة ولكل
امرأة منهن سبعون وصيفا لخدمتها وسبعون للقيها زوجها مع كل وصيف صحفة
من ذهب فيها لون من الطعام يجد لآخره من اللذة مثل الذي لأوله ويعطى
زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوتة حمراء عليه سواران من ذهب موشح
بالياقوت الأحمر هذا لكل يوم صامه من شهر رمضان سوى ما عمل من الحسنات.
رواه الطبراني في الكبير وفيه الميباح بن بصطام وهو ضعيف. وعن عبادة بن الصامت
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما وحضر رمضان أتاكم رمضان شهر بركة يغنيكم الله
فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ينظر الله إلى نفايسكم ويباهي
بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فان الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل.
رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبي قيس ولم أجد من ترجمه. وعن ابن
عمران النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الجنة لتزخرف لرمضان من رأس الحول إلى الحول
المقبل فإذا كان أول يوم من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش فسقت ورق
الجنة ويجئ الحور العين يقلن يا رب اجعل لنا من عبادك أزواجا تقربهم أعيننا
وتقر أعينهم بنا. رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار وفيه الوليد بن
الوليد القلانسي وثقه أبو حاتم وضعفه جماعة. وعن ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما من رمضان محتسبا كان له بصومه ما لو أن
أهل الدنيا اجتمعوا منذ كانت الدنيا إلى أن تنقضي لأوسعهم طعما وشرابا
لا يطلب إلى هل شيئا من ذلك. رواه الطبراني في الكبير وفيه الوليد بن الوليد
القلانسي وثقه أبو حاتم وضعفه جماعة. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم صيام رمضان إلى رمضان كفارة ما بينهما. رواه الطبراني
في الكبير وفيه عبد الله بن قريظ ذكره ابن أبي حاتم وقال يروى عنه يحيى بن أيوب
وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ذات يوم ان أبواب أسماء تفتح في أول ليلة من شهر رمضان فلا
تغلق إلى آخر ليلة منه. رواه الطبراني في الصغير وفيه محمد بن مروان السدي
وهو ضعيف. وعن أنس بن ملك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا رمضان
142

قد جاء تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين بعدا لمن
أدرك رمضان فلم يغفر له إذا لم يغفر له فيه فمتى. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل
ابن عيسى الرقاشي وهو ضعيف. وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنان كلها فلم يغلق منها باب إلى آخر
الشهر وسلسلت مردة الشياطين ولله عتقاء عند كل فطر يعتقهم من النار. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه كلام، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن أنس بن ملك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله ماذا
استقبلكم وماذا تستقبلون ثلاثا قال فقال عمر بن الخطاب أوحى نزل أم عدو
حضر قال فقال إن الله يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة
قال فقال رجل بين يديه وهو يهز رأسه بخ بخ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه ضاق
صدرك قال لا ولكن ذكرت المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المنافق كافر وليس
لكافر في ذلك شئ. رواه الطبراني في الأوسط وفيه خلف أبو الربيع ولم
أجد له راو غير عمرو بن حمزة كما ذكر ابن أبي حاتم. وعن عمر بن الخطاب قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاكر الله في رمضان مغفور له وسائل الله لا يخيب. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه هلال بن عبد الرحمن وهو ضعيف وعن ابن عمر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صام يوما من رمضان في إنصات وسكون بنى له بيت
في الجنة من ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء. وفيه الوليد بن الوليد وثقه
أبو حاتم وضعفه جماعة. وعن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله تبارك
وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة يعنى في رمضان وان لكل مسلم في كل يوم وليلة
دعوة مستجابة. رواه البزار وفيه أبان بن أبي عياش وهو ضعيف. وعن أبي
أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لله عند كل فطر عتقاء. رواه أحمد والطبراني في
الكبير ورجاله موثقون.
(باب احترام شهر رمضان ومعرفة حقه)
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام
143

رمضان فعرف حدوده وتحفظ فيه مما كان ينبغي له أن يتحفظ فيه كفر ما قبله.
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وفيه عبد الله بن قريظ ذكره ابن أبي حاتم ولم
يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إن الجنة لتزين من السنة إلى السنة لشهر رمضان فإذا دخل رمضان
قالت الجنة اللهم اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك سكانا ويقلن الحور العين اللهم
اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا قال النبي صلى الله عليه وسلم فمن صان نفسه في
شهر رمضان فلم يشرب فيه مسكرا ولم يرم فيه مؤمنا بالبهتان ولم يعمل فيه خطيئة زوجه
الله كل ليلة مائة حوراء وبنى له قصرا في الجنة من ذهب وفضة وياقوت وزبر جدل وأن
الدنيا جمعت فجعلت في ذلك القصر لم تكن فيه الا كمربط عنز في الدنيا ومن شرب
فيه مسكرا أو رمى فيه مؤمنا ببهتان وعمل فيه خطيئة أحبط الله عمله سنة فاتقوا
شهر رمضان فإنه شهر الله ان تفرطوا فيه فقد جعل الله لكم أحد عشر شهرا
تنعمون فيها وجعل لنفسه شهر رمضان فاحذروا شهر رمضان. رواه الطبراني في
الأوسط وقال لم يروه عن الأوزاعي الا أحمد بن أبيض، قلت ولم أجد من ترجمه
وبقية رجاله موثقون. وعن أم هانئ بنت أبي طالب قالت قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إن أمتي لم يخزوا ما أقاموا شهر رمضان قيل يا رسول الله وما
خزيهم في إضاعة شهر رمضان قال انتهاك المحارم فيه من زنى فيه أو شرب فيه
خمرا لعنه الله ومن في السماوات إلى مثله من الحول فان مات قبل أن يدركه
رمضان فليست له عند الله حسنة يتقى بها النار فاتقوا
شهر رمضان فان الحسنات
تضاعف فيه مالا تضاعف فيما سواه وكذلك السيئات. رواه الطبراني في الصغير
والأوسط وفيه عيسى بي سليمان أبو طيبة (1) ضعفه ابن معين ولم يكن فيمن
يتعمد الكذب ولكنه نسب إلى الوهم.
(باب فيمن صام رمضان إيمانا واحتسابا)
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن الحسن عن النبي
صلى الله عليه وسلم من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما

(1) في الأصل " ظبية "، والتصحيح من لسان الميزان.
144

تأخر قلت هو في الصحيح من حديث أبي هريرة خلا قوله وما تأخر
رواه أحمد ورجاله موثقون إلا أن حمادا شك في وصله وإرساله.
(باب في صوم رمضان بمكة)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوم رمضان بمكة أفضل
من ألف رمضان بغير مكة. رواه البزار وفيه عاصم بن عمر ضعفه الأئمة أحمد
وغيره ووثقه ابن حبان وقال يخطئ ويخالف.
(باب في صيام رمضان بالمدينة)
عن بلال بن الحرث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان بالمدينة
أفضل من ألف رمضان فيما سواها وجمعة بالمدينة خير من ألف جمعة فيما سواها
من البلدان. رواه الطبراني في الكبير وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف.
(باب في فضل الصوم)
يأتي بعد إن شاء الله.
(باب في الأهلة وقوله صوموا لرؤيته)
عن طلق بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل جعل هذه
الأهلة مواقيت للناس صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فان غم عليكم فأتموا العدة.
رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه محمد بن جابر اليمامي وهو صدوق ولكنه
ضاعت كتبه وقبل التلقين. وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الهلال
فصوموا وإذا رأيتم الهلال فافطروا فان غم عليكم فعدوا ثلاثين. رواه أحمد وأبو
يعلى والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن أبي بكرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فان غم عليكم فأكملوا العدة
قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر هكذا وهكذا وهكذا. رواه البزار
والطبراني في الكبير وفيه عمران بن داود القطان وثقه ابن حبان وغيره وفته
كلام. وعن مسروق والبراء بن عازب قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته
وأفطروا لرؤيته فان غم عليكم فعدوا ثلاثين وقال بيده الشهر هكذا وهكذا يعني
145

تسعا وعشرين. رواه الطبراني في الكبير. وعن عدى بن حاتم قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء رمضان فصم رمضان ثلاثين إلا أن ترى الهلال
قبل ذلك. رواه الطبراني في الكبير وفيه مجالد بن سعيد وثقه النسائي وضعفه
جماعة. وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقدموا يعنى شهر رمضان
صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فان غم عليكم فأتموا ثلاثين. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ولكنه ثقة. وعن عبد الملك بن ميسرة قال
شهدت المدنية وبها ابن عمر وابن عباس فجاء رجل إلى واليها وشهد عنده على رؤية
هلال شهر رمضان فسأل ابن عمرو وابن عباس عن شهادته فأمراه ان يجيزها وقالا ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أجاز شهادة رجل واحد على رؤية هلال رمضان وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يجيز شهادة في الافطار إلا شهادة رجلين قلت هو في السنن باختصار عن هذا
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حفص بن عمرو الأبلي وهو ضعيف. وعن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة وأن يرى الهلال لليلة
فيقال لليلتين. رواه الطبراني في الصغير وفيه عبد الرحمن بن الأزرق الانطالى
ولم أجد من ترجمه. وعن عبد الله بن مسعود قال الصيام من رؤية الهلال إلى
رؤيته فان خفى عليكم فثلاثين يوما. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال
الصحيح. وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال خرج ابن الخطاب ينظر إلى الهلال
فطلع راكب فقال عمر من أين أقبلت قال من الشام قال أهللت قال نعم قال الله
أكبر يلقى المؤمنون فذكر الحديث. رواه أبو يعلى وفيه جرير بن أيوب
البجلي وهو ضعيف. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة. رواء الطبراني في الكبير وفيه عبد الرحمن بن
يوسف ذكر له في الميزان هذا الحديث وقال إنه مجهول. قلت ويأتي حديث
أنس في أمارات الساعة. وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال كنت عند عمر بن
الخطاب فأتاه رجل فقال إني رأيت الهلال هلال شوال فقال عمر يا أيها الناس
أفطروا. رواه أحمد والبزار وفيه عبد الأعلى الثعلبي قال النسائي ليس بالقوى
ويكتب حديثه وضعفه الأئمة. وعن أنس أن قوما شهدوا عند النبي صلى الله
146

عليه وسلم على رؤية الهلال هلال شوال فأمرهم أن يفطروا وأن يغدوا على
عيدهم. رواه البزار ورجاله (1) رجال الصحيح إلا أن البزار قال الصواب أنه
مرسل. وعن أبي مسعود قال أصبح الناس صياما لتمام ثلاثين فجاء رجلان
فشهدا أنهما رأيا الهلال بالأمس فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فأفطروا. رواه
الطبراني في الكبير وقال لم يقل في هذا الحديث عن أبي مسعود الا إسحق بن
إسماعيل الطالقاني، قلت وهو ثقة.
(باب)
عن سعيد بن عمرو الأموي قال قيل لعائشة رؤي هذا الشهر لتسع وعشرين
قالت وما يعجبك من ذاك لما صمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعا وعشرين أكثر
مما صمنا ثلاثين. رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن
جابر قال لا تقولوا نقص الشهر لما صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
تسعا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسور
ابن الصلت وهو ضعيف.
(باب)
عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكمل شهران ستين ليلة. رواه البزار
والطبراني في الكبير إلا أنه قال لا يتم شهران ستين يوما. وفى رواية عنده أيضا
ان الشهر لا يكمل ثلاثين ليلة. قال بعض الرواة إنه لا يكمل كل شهرين ثلاثين
يعنى أحيانا يكون تسعا وعشرين. وإسناده ضعيف. وعن عبد الرحمن بن أبي
عميرة المزي قال خمس حفظتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صفر ولا
عدوى ولا هام ولا يتم شهران ستين ليلة ومن خفر بذمة الله لم يرح رائحة
الجنة. رواه الطبراني في الكبير وفيه سويد بن عبد العزيز قال دحيم ثقة له
أحاديث يغلط فيها وضعفه جمهور الأئمة. وعن أبي بكرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كل شهر حرام لا ينقص ثلاثين يوما وثلاثين ليلة. رواه الطبراني في

(1) " ورجاله " غير موجودة في الأصل.
147

الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن القاسم قال قال عبد الله بن مسعود الشهران
تسع وخمسون يوما. رواه الطبراني في الكبير والقاسم لم يدرك ابن مسعود.
(باب فيمن يتقدم رمضان بصوم)
عن طلق بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يتقدم رمضان بصوم يوم
حتى يروا الهلال أو تفي العدة ثم لا يفطروا حتى يروه أو تفي العدة. رواه
الطبراني في الكبير وفيه من لا أعرفه. وعن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم
نهى عن صيام ثلاثة أيام تعجيل يوم قبل الرؤية والفطر والأضحى.
رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن مسلمة وثقه ابن حبان وقال يخطئ
وضعفه جماعة. وعن سمرة قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصل رمضان بصوم.
رواه الطبراني في الكبير وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف. وعن
عبد الله بن أبي موسى قال أرسلني مدرك أو ابن مدرك إلى عائشة أسألها عن
أشياء فأتيتها وسألتها عن اليوم الذي يختلف فيه من رمضان فقالت لان أصوم
يوما من شعبان أحب إلى من أن أفطر يوما من رمضان فسألت ابن عمر وأبا
هريرة فكل واحد منهما قال أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اعلم بذلك. رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن مسروق قال دخلت على عائشة في اليوم الذي يشك فيه
من رمضان فقالت يا جارية خوضي له سويقا فقلت إني صائم فقالت تقدمت الشهر
فقلت لا ولكني صمت شعبان كله فوافق ذلك هذا لا يوم فقالت إن ناسا كانوا
يتقدمون الشهر فيصومون قبل النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل
(يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله). رواه الطبراني في الأوسط
وفيه حبان بن رقيدة وهو مجهول. وعن محمد بن كعب قال دخلت على أنس بن
مالك عند العصر يوم يشكون فيه من رمضان وأنا أريد أن أسلم عليه فدعا بطعام
فأكل فقلت هذا الذي تصنع سنة قال نعم قلت روى له الترمذي حديثا في الفطر
إذا أراد السفر رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن
عتبة. بن عمار بن عياش عن أبيه قال أتيت ابن مسعود فقلت صام ناس من الحي
وناس من جيراننا اليوم فقال عن رؤية الهلال قلت لا قال لان أفطر يوما من
148

رمضان ثم أقضيه أحب إلى من أن أصوم يوما من شعبان. رواه الطبراني في
الكبير وعتبة وأبوه لم أجد من ذكرهما.
(باب في الكافر يسلم في أثناء الشهر)
عن سفيان بن عطية بن ربيعة الثقفي قال قدم وفدنا من ثقيف على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا في النصف من رمضان فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فصاموا واستقبلوا ولم يأمرهم بقضاء ما فاتهم. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن إسحاق
وهو ثقة ولكنه مدلس. وعن عطية بن سفيان عن عبد الله قال قدم وفد
ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فضرب لهم قبة في المسجد فلما أسلموا
صاموا معه. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس.
(باب نية الصيام الليل)
عن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرض الصيام من
الليل ثم يصبح فيقول هل عندكم شئ فيقولوا ما عندنا شئ ألست صائما. رواه
الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو ضعيف.
(باب فيمن أدركه رمضان وعليه رمضان آخر)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدركه رمضان وعليه رمضان
آخر لم بتقبل منه. رواه الطبراني في الأوسط، وأحمد أطول من هذا، ويأتي في بابه
إن شاء الله، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح
(باب فيمن أصبح جنبا وهو يريد الصوم)
عن عقبة بن عامر وفضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنبا ثم
يستحم فيصوم. رواه الطبراني في الكبير وفيه جماعة لم أجد من ذكرهم.
وعن عبد الله بن مرداس قال جاءني رجل من الحي فقال إني مررت بامرأتي
في القمر فأعجبتني فجامعتها في شهر رمضان فنمت حتى أصبحت فقلت عليك بعبد
الله بن مسعود أو بأبي حكيم المزني فإذا عبد الله بن مسعود فسأله فقال كنت
149

جنبا لا تحل لك الصلاة فاغتسلت فحل لك الصلاة وحل لك الصيام. وفى رواية
عن عبد الله بن مرداس بن مرداس أنه جاء إلى مسجد الحي بعد ما صلوا الفجر وذلك
في رمضان فقال لهم إني أصبت من أهلي ثم غلبتني عيني فأصبحت ولم أغتسل
فقال له القوم ما نراك الا قد أفطرت فانطلق إلى عبد الله بن مسعود فسأله فقال
لهم أتيت من هو خير منكم أو أفقه فقال إنما الافطار من الطعام والشراب فأتم
صومك. وعبد الله بن مرداس لم أجد من ذكره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن عبد الله بن مسعود قال لو أتيت امرأة من الليل ثم تركت الغسل عامدا
حتى أصبح لم يمنعني من الصيام إنما أتيتها وهي تحل لي. رواه الطبراني في الكبير
ويحيى بن الحرث لم أجد من ذكره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب فعل الخير والا كثار منه في رمضان)
عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل شهر رمضان أطلق
كل أسير وأعطى كل سائل. رواه البزار وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف. قلت وتأتي
أحاديث فيمن يتصدق وهو صائم أو يعود مريضا أو يشهد جنازة إن شاء الله.
(باب ما جاء في السحور)
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أراد ان يصوم فليتسحر بشئ.
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وفى عبد الله بن محمد بن عقيل
وحديثه حسن وفيه كلام. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فان الله عز
وجل وملائكته يصلون على المتسحرين. رواه أحمد وفيه أبو رفاعة ولم أجد
من وثقه ولا جرحه وبقيه رجاله رجال الصحيح. وعن أنس أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال تسحروا ولو بجرعة من ماء. رواه أبو يعلى وفيه عبد الواجد بن
ثابت الباهلي وهو ضعيف. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله
وملائكته يصلون على المتسحرين. رواه الطبراني في الأوسط وقال تفرد به
يحيى بن يزيد الخولاني، قلت ولم أجد من ترجمه. وعن رجل من أصحاب
150

النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على المتسحرين. رواه البزار
والطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن صالح وثقه عبد الملك بن شعيب بن الليث
وضعفه الأئمة. وعن السائب بن يزيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
نعم السحور التمر وقال يرحم الله المتسحرين. رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد
ابن عبد الملك النوفلي وهو ضعيف. وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث
ليس عليهم حساب فيما طعموا إن شاء الله إذا كان حلالا الصائم والمتسحر والمرابط
في سبيل الله. رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن عصمة عن أبي
الصباح وهما مجهولان. وعن أبي سعيد الخدري قال تسحروا فان في السحور
بركة. رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أبي ليلى
وعطية وكلاهما فيه كلام وحديثهما حسن. وعن ابن عباس قال أرسل إلى
عمر بن الخطاب يدعوني إلى السحور وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
سماه الغداء المبارك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن إبراهيم أخو أبى
معمر وهو محمد بن إبراهيم بن معمر بن الحسن أبو بكر الهذلي قال موسى بن
هارون الحمال صدوق لا بأس به وسئل ابن معين عن أبي معمر فقال مثل أبى
معمر لا يسأل عنه هو وأخوه من أهل الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قربى إلينا الغداء المبارك يعنى السحور
وربما لم يكن الا تمرتين. رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. وعن عتبة بن عبد
وأبى الدرداء قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسحروا في آخر الليل وكان يقول هو
الغداء المبارك. رواه الطبراني في الكبير وفيه جبارة بن مغلس وهو ضعيف.
وعن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البركة في ثلاثة في الجماعة والثريد والسحور.
رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو عبد الله البصري قال الذهبي لا يعرف،
وبقية رجاله ثقات. قلت ويأتي حديث أبي هريرة في الأطعمة في الثريد إن
شاء الله. وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم السحور التمر. رواه البزار
ورجاله رحال الصحيح.
151

(باب)
عن علي بن أبي طالب قال دخل علقمة بن علاثة فدعا له برأس وجعل يأكل معه
فجاء بلال فدعا إلى لا صلاة فلم يجب فرجع فمكث في المسجد ما شاء الله ثم رجع
فقال الصلاة يا رسول الله قد والله أصبحت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله بلالا
لولا بلال لرجونا أن يؤخر لنا ما بيننا وبين طلوع الشمس فقال علي لولا أن بلالا
حلف لاكل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقول له جبريل صلى الله عليه وسلم ارفع
يدك. رواه البزار وفيه سوار بن مصعب وهو ضعيف. وعن علقمة بن سهيل
الثقفي قال كنت في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب لنا قبة عند دار
المغيرة بن شعبة فكان بلال يأتينا يفطرنا ونحن مسفرون حتى والله ما نحسب
ان ذلك شيئا بيننا فنقول يا بلال أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول نعم والذي نفسي بيده
ما جئتكم حتى أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكان بلال يأتينا بسحورنا وإنا لمستدفئون
فنكشف سجف القبة فيستنير لنا طعامنا. رواه البزار والطبراني في الوسط
والكبير بنحوه إلا أنه قال: علقمة بن سفيان عن عبد الكريم عن علقمة، ولم أجد
من اسمه عبد الكريم وقد سمع من صحابي، وبقية رجاله ثقات. وعن بلال قال
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أوذنه بالصلاة قال أبو أحمد وهو يريد الصوم فدعا بقدح فشرب
وسقاني ثم خرج إلى المسجد يريد الصلاة فقام فصلى بغير وضوء يريد الصوم
قلت هكذا هو في الأصل ولعله أكل شيئا مما غيرت النار رواه أحمد والطبراني
في الكبير. وله عند أحمد في رواية أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أؤذنه بالصلاة وهو
يريد الصيام فشرب ثم ناولني وخرج إلى الصلاة. ورجالهما رجال الصحيح. وله عنده
في رواية جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه بالصلاة فوجده يتسحر في مسجد بيته. وشداد
مولى عياض لم يدرك بلال. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
انظر من في المسجد فادعه فدخلت يعنى المسجد فإذا أبو بكر وعمر فدعوتهما
فأتيته بشئ فوضعته بين يديه فأكل وأكلوا ثم خرجوا فصلى بهم رسول الله صلى
الله عليه وسلم صلاة الغداة. رواه البزار وإسناده حسن. وعن أبي الزبير قال
سألت جابرا على الرجل يريد الصيام والاناء على يده يشرب منه فيسمع النداء
152

فقال جابر كنا نتحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يشرب. رواه أحمد
وإسناده حسن. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنعنكم أذان
بلال من السحور فان في بصره شيئا. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح،
ورواه أبو يعلى أيضا. ولأنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا يؤذن بليل
فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن
حبيب بن عبد الرحمن قال سمعت عمتي تقول وكانت حجت مع النبي صلى الله عليه وسلم
قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن ابن أم مكتوم ينادى بليل فكلوا واشربوا حتى
ينادى بلال وان بلالا ينادى بليل فكلوا واشربوا حتى ينادى ابن أم مكتوم وكان يصعد
هذا وينزل هذا فنتعلق به فنقول كما أنت حتى نتسحر. وفى رواية إذا أذن ابن أم مكتوم
فكلوا واشربوا من غير شك قلت رواه النسائي باختصار رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن شيبان أنه غدا إلى المسجد فجلس إلى بعض حجر النبي صلى
الله عليه وسلم فسمع صوته فقال أبا يحيى قال نعم قال أدخل فدخل فرأى النبي
صلى الله عليه وسلم يتغدى قال هلم إلى الغداء فقال يا رسول الله إني أريد الصيام
قال وأنا أريد الصيام ان مؤذننا في بصره سوءا أذن قبل الفجر. رواه الطبراني
في الكبير والأوسط وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وفيه كلام. وعن
سهل بن سعد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن بلالا يؤذن بليل
فكلوا واشربوا حتى ينادى ابن أم مكتوم وكان ابن أم مكتوم لا يؤذن حتى يقال
له أصحبت أصبحت. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن
ابن عمر قال تسحر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وعنده قوم فجاء
علقمة بن علاثة العامري فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم برأس فجاء بلال ليؤذن بالصلاة فقال
رويدك يا بلال يتسحر علقمة. رواه الطبراني في الكبير وفيه قيس بن الربيع
وثقه شعبة وسفيان الثوري وفيه كلام. وعن عامر بن مطر قال تسحرنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
وعن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمنعن بلال أحدكم من سحوره فأنما بلال يؤذن
ليرجع قائمكم الذي في صلاته وينبه نائمكم. رواه الطبراني في الكبير وفيه سهل
153

ابن زياد وثقه أبو حاتم وفيه كلام لا يضر. وعن زيد بن ثابت قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم. رواه
الطبراني في الكبير وفيه عياض بن يزيد وهو متروك. وعن عائشة قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا واشربوا حتى يؤذن بلال. رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
وعن حبيب بن عبد الرحمن قال حدثتني عمتي وكانت قد حجت مع النبي صلى الله عليه وسلم
قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن
أم مكتوم وكان يصعد هذا وينزل هذا فكنا نتعلق به فنقول كما أنت حتى نتسحر.
رواه الطبراني في الكبير وروى لها النسائي إذا أذن ابن أم مكتوم فكلوا على
الغلس من هذا. ورجال الطبراني رجال الصحيح. وعن سالم
مولى أبى حذيفة أنه كان مع أبي بكر على سطح في رمضان وهو يصلى فأتاه
يقال ألا تطعم يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار بيده حتى فعل ذلك
فمرتين فلما كان في الثالثة قال ائتني بطعامك فطعم وصلى ركعتين ثم دخل المسجد
وأقيمت الصلاة. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن مطر
الشيباني قال تسحرنا مع عبد الله ثم خرجنا فأقيمت الصلاة. رواه الطبراني في
الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن عمرو بن حريث قال كان أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم أسرع الناس إفطارا وأبطأهم سحورا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله
رجال الصحيح. وعن عمرو بن ميمون قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرع
الناس إفطارا وأبطأه سحورا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
(باب تعجيل الافطار وتأخير السحور)
عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الافطار وأخروا
السحور. رواه أحمد وفيه سليمان بن أبي عثمان قال أبو حاتم مجهول. وعن قطبة
ابن قتادة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفطر إذا غربت. رواه أحمد والطبراني في الكبير
وفيه رجل لم يسم. وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن الوصال ويأمر
بتبكير الافطار وتأخير السحور. رواه أبو يعلى وفيه الطيب بن سليمان وهو ضعيف.
وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لن تزال أمتي على سنتي ما لم ينتظروا بفطرهم
154

طلوع النجم. رواه الطبراني في الكبير وفيه الواقدي وهو ضعيف وقد وثق
وباسناده عن أبي الدرداء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان صائما أمر رجلا يقوم
على نشر (1) من الأرض فإذا قال قد وجبت الشمس الفطر. رواه الطبراني في الكبير
وفيه الواقدي وهو ضعيف وقد وثق. وعن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نعجل فطرنا وأن نؤخر سحورنا وأن نضع
أيماننا على شمائلنا في الصلاة. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في الصلاة. وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
أنا معاشر الأنبياء أمرنا بثلاث بتعجيل الفطر وتأخير السحور ووضع اليمنى على
اليسرى في الصلاة. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه يحيى بن سعيد بن
سالم القداح وهو ضعيف. وعن يعلى بن مرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة
يحبها الله تعجيل الافطار وتأخير السحور وضرب اليدين إحداهما على الأخرى
في الصلاة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن عبد الله بن يعلى وهو ضعيف.
وعن أنس ابن ملك قال ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قط صلى صلاة المغرب حتى يفطر
ولو كان على شربة من ماء. رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط ورجال
أبى يعلى رجال الصحيح. وعن أم حكيم بنت وداع قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
عجلوا الافطار وأخروا السحور. رواه الطبراني في الكبير من طريق حبابة (2)
بنت عجلان عن أمها عن صفية بنت جرير وهؤلاء النسوة روى لهن ابن ماجة
ولم يجرحهن أحد ولم يوثقهن. وعن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ
بالشراب إذا كان صائما وكان لا يعب يشرب مرتين أو ثلاثا. رواه الطبراني في
الكبير وفيه يحيى ابن عبد الحميد الحماني وفيه كلام.
(باب على أي شئ يفطر)
عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يفطر على ثلاث تمرات أو شئ لم
تصبه النار. رواه أبو يعلي وفيه عبد الواحد بن ثابت وهو ضعيف. وعنه قال

(1) أي مرتفع
(2) في الأصل غير منقوطة، والتصحيح من خلاصة التهذيب.
155

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان صائما لم يصل حتى نأتيه برطب وماء فيأكل ويشرب
إذا كان الرطب وإذا كان الشتاء لم يصل حتى نأتيه بتمر وماء. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه من لم أعرفه. وعنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر إذا
كان صائما على اللبن وجئته بقدح من لبن فوضعه إلى جانبه فغطى عليه وهو يصلى.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عباد بن كثير الرملي وفيه كلام وقد وثق. وعن أبي
سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر في رمضان
فأفطر على تمر العجوة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن حفص بن
إبراهيم البلخي ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات. وعن محمد بن سيرين
قال ربما أفطر ابن عمر على الجماع. رواه الطبراني في الكبير وأسناده حسن.
(باب فيمن أفطر على محرم)
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله عز وجل عتقاء في
كل ليلة من شهر رمضان إلا رجل أفطر على خمر. رواه الطبراني في الصغير وفيه
واصل بن الحارث وهو ضعيف. قلت وقد تقدمت أحاديث من هذا في فضل شهر رمضان.
(باب ما يقول إذا أفطر)
عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال
بسم الله اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
داود بن الزبرقان وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه
وسلم إذا أفطر قال لك صمت وعلى رزقك أفطرت فتقبل منى إنك أنت السميع
العليم. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الملك بن هارون وهو ضعيف.
(باب فيمن فطر صائما)
عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فطر صائما على طعام
وشراب من حلال صلت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان وصلى عليه جبريل
ليلة القدر. رواه الطبراني في الكبير والبزار وزاد بعد قوله ليلة القدر: ورزق دموعا
156

ورقة، قال سلمان إن كان لا يقدر على قوته قال على كسرة خبز أو مذقة لبن (1) أو
شربة ماء كان له ذلك. وفيه الحسن بن أبي جعفر قال ابن عدي له أحاديث صالحة
وهو صدوق، قلت وفيه كلام. وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من فطر صائما كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيئا وما عمل
من أعمال البر شئ إلا كان أجره لصاحب الطعام ما كان قوة الطعام فيه. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه الحكم بن عبد الله الأبلي وهو متروك. وعن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فطر صائما فله مثل أجره. رواه الطبراني
في الكبير وفيه الحسين بن رشيد وهو ضعيف.
(باب فيمن أكل ناسيا)
عن أم إسحاق أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى بقصعة من ثريد
فأكلت معه ومعه ذو اليدين (2) فناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم عرقا فقال يا أم إسحاق
أصيبي من هذا فذكرت أنى صائمة فبردت يدي لا أقدمها ولا أؤخرها فقال النبي
صلى الله عليه وسلم مالك قالت كنت صائمة فنسيت فقال ذو اليدين الآن بعد ما شبعت فقال
النبي صلى الله عليه وسلم أتمي صومك فإنما هو رزق ساقه الله إليك. رواه أحمد
والطبراني في الكبير وفيه أم حكيم ولم أجد لها ترجمة. وعن الحسن قال بلغني أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان أحدكم صائما فنسى فأكل أو شرب فليتم صومه فان
الله عز وجل أطعمه وسقاه. رواه أحمد وهو مرسل صحيح الاسناد. وعن أبي
سعيد قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صائم أكل وشرب ناسيا فلم يأمره
بالقضاء وقال إنما ذلك طعام أطعمه الله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد
ابن عبيد الله العرزمي وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) المذقة: الشربة من اللبن الممذوق.
(2) ذو اليدين اسمه الخرباق قاله مسلم بن الحجاج في مسنده. كما في هامش الأصل. وفى جنى الجنتين في تمييز نوعي المثنيين للمحبي: وقيل لقبه الخرباق، واسمه عمير من بنى سليم، وقال
الثعالبي: من خزاعة، وكان يعمل بيديه جميعا فقيل له ذو اليدين. وفيه تفصيل لا محل لنقله هنا.
157

من أكل أو شرب ناسيا في رمضان فلا قضاء عليه ولا كفارة قلت له حديث في
الصحيح غير هذا رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عمرو وحديثه حسن.
(باب في الوصال)
عن علي بن أبي طالب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواصل إلى
السحر. رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن ليلى
امرأة بشير قالت أردت أن أصوم يومين مواصلة فمنعني بشير وقال إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم نهى عنه وقال يفعل ذلك النصارى ولكن صوموا كما أمركم لله
وأتموا الصيام إلى الليل فإذا كان الليل فافطروا. رواه أحمد والطبراني في الكبير
وليلي لم أجد من ذكرها (1) وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن سمرة بن جندب
قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نواصل وليست بالعزيمة. رواه البزار
والطبراني في الكبير وإسناده ضعيف. وعن أبي المليح عن أبيه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم صوموا من وضح إلى وضح. رواه البزار والطبراني في
الكبير والأوسط وفيه سالم بن عبيد الله بن سالم ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله
موثقون. وعن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواصل
من السحر إلى السحر رواه الطبراني في الأوسط وهو حديث حسن. وعن
ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وصال ثلاثة أيام قالوا إنك تواصل قال
إني أظل يطعمني ربى ويسقيني. رواه الطبراني في الكبير وفيه سهل بن سنان
النهرتيري ولم أجد من ترجمه. وعن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم واصل
بين يومين وليلة فأتاه جبريل فقال إن الله عز وجل قد قبل وصالك ولا يحل
لأحد بعدك وذلك لان الله تبارك وتعالى يقول (وأتموا الصيام إلى الليل) فلا
صيام بعد الليل وأمرني بالوتر بعد الفجر. رواه الطبراني في الأوسط عن عبد
الملك عن أبي ذر ولم أعرف عبد الملك، وبقيه رجاله رجال الصحيح.
(باب الصيام في السفر)
عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم في السفر ويفطر ويصلى

(1) في الأصل " خرجها ".
158

ركعتين لا يدعهما يقول لا يزيد عليهما يعني الفريضة. رواه أحمد وأبو يعلى والبزار
بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو قال رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصلي حفيا وناعلا ويصوم في السفر ويفطر قلت الصلاة حافيا وناعلا
رواه النسائي رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد ثقات. وعن
بشر بن حرب قال سأبت ابن عمر ما تقول في الصوم في السفر قال تأخذ إن
حدثتك قلت نعم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من هذه
المدينة قصر الصلاة ولم يصم حتى يرجع. رواه أحمد وبشر فيه كلام وقد وثق.
وعن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمشى حفيا وناعلا ويشرب قائما
وقاعدا وينفتل عن يمينه وعن يساره ويصوم في السفر ويفطر. رواه البزار
ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن عمرو قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم منا الصائم ومنا المفطر فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم. رواه
البزار وإسناده حسن. وعن أبي موسى قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمنا الصائم ومنا
المفطر فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم. رواه البزار والطبراني
في الأوسط وفيه الوليد بن مروان وهو ضعيف. وعن ابن عمر أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يصوم في السفر ويفطر فأنا أصوم وأفطر. رواه الطبراني
في الكبير، وله طريق رجالها ثقات كلهم. وعن متعب قال كان غزو مع النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن أحد منهم إلا وله راحلته يعتقب
عليها غيري قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل ثم يقول لي اركب فأقول ان بي
قوة حتى يفعل ذلك مرتين أو ثلاثا فيقول ما أنت إلا متعب قال فكان من أحب
أسمائي إلى قال فكنت أسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيصوم
بعضهم ويفطر بعضهم فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر علي الصائم. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله موثقون إلا أن أشعث بن أبي الشعثاء لم يسمع من أحد
من الصحابة والله أعلم. وعن أبي الأشعث العطار عن حمزة بن عمرو الأسلمي قال
سألته عن الصيام في السفر فقال إن كنا نصوم ونفطر فلا يعيب المفطر على الصائم
ولا الصائم على المفطر. رواه الطبراني في الكبير وأبو الأشعث العطار لم أعرفه.
159

وعن أبي أمامة قال لما كانت غزوة خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا مصبحوهم
بغارة فأفطروا وتقووا. رواه الطبراني في الكبير وفيه بشر بن نمير وهو
ضعيف. وعن عتبة بن عبد السلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما في
سبيل الله فريضة باعد الله منه جنهم كما بين السماوات والأرض ومن صام يوما
تطوعا باعد الله منه جهنم مسيرة ما بين السماء والأرض. رواه الطبراني في الكبير
وفيه الواقدي وفيه كلام كثير وقد وثق. وعن أنس بن ملك قال
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام وصام معه أصحابه ثم إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أفطر وأفطر معه أصحابه وكان الصائم أفضل من المفطر.
قلت هو في الصحيح خلا قوله وكان الصائم أفضل من المفطر. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف. وعن انس بن ملك أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر في رمضان فأتى باناء فوضعه على يده فلما رآه الناس
افطروا. رواه أحمد. وروى الطبراني في الأوسط عن أنس أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم خرج في غزوة حنين لثمان عشرة خلت من شهر رمضان وهو
صائم فمروا بنهر فسددوا النظر إليه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تشربون قالوا نشرب
وأنت صائم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم باناء فشرب فلما فرغ رسول الله صلى
الله عليه وسلم من غزوة حنين والطائف أتى الجعرانة فقسم الغنائم بها واعتمر منها.
ورجال أحمد رجال الصحيح ورجال الطبراني فيهم سعيد بن بشير وفيه كلام.
وعن ابن عمر قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربع عشرة خلت من رمضان فأناخ
راحلته ووضع إحدى رجليه في الغرز (1) والأخرى في الأرض ثم دعا بلبن من لبنها
فشرب. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه. وعن ابن عباس قال
سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام يوما إلى العصر ثم أفطر ثم صام فأتم
الصيام إلى الليل. رواه الطبراني في الكبير وفيه مسلم الملائي وهو ضعيف. وعن
جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم صام في رمضان فاشتد الصوم على رجل من أصحابه
فجعلت ناقته تهيم به تحت ظلال الشجر فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأمره فأفطر ثم دعا رسول

(1) الغرز: ركاب كور الجمل، مثل الركاب للسرج.
160

الله صلى الله عليه وسلم باناء فيه ماء فوضعه على يده فلما رأى الناس شرب فشربوا قلت لجابر
حديث في الصحيح غير هذا رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي
برزة الأسلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من البر الصيام
في السفر. رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط وفيه رجل لم يسم.
وعن كعب بن ملك الأشعري وكان من أهل السقيفة قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس من أم برام صيام فم سفر قلت رواه النسائي
وابن ماجة من حديثه أيضا إلا أنه قال ليس من البر الصيام في السفر رواه
أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس البر الصيام في السفر. رواه البزار والطبراني
في الكبير ورجال البزار رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو قال سافر رسول
الله صلى الله عليه وسلم فنزل بأصحابه وإذا ناس قد جعلوا عريشا على صاحبهم وهو صائم فمر
بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شأن صاحبكم أوجع قالوا لا يا رسول الله ولكنه
صائم وذلك في يوم حرور فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بر أن يصام في سفر. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن عمار بن ياسر قال أقبلنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة فسرنا في يوم شديد الحر فنزلنا في بعض الطريق
فانطلق رجل منا فدخل تحت شجرة فإذا أصحابه يلوذون به وهو مضطجع
كهيئة الوجع فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بال صاحبكم قالوا بصائم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من البر أن تصوموا في السفر عليكم بالرخصة التي أرخص
الله لكم فاقبلوها. رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. وعن أم الدرداء
قال عبد الواحد لا أعلمه إلا عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من
البر الصيام في السفر. ورجاله رجال الصحيح. وعن معاوية أنه قال ليس
من السنة الصوم في السفر. وفيه من لم أعرفه. وعن زرارة بن أو في عن رجل
منهم أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل فقال هلم فقال إني صائم فقال هلم
أحدثك إن الله تعالى وضع عن المسافر الصيام وشطر الصلاة. رواه الطبراني في
الكبير وفيه عباد بن السرى ولم أجد من ترجمه. وعن أبي الفيض قال خطبنا مسلمة
161

ابن عبد الملك فقال لا تصوموا رمضان في السفر فمن صام فليقضه قال أبو الفيض
فلقيت أبا قرصافة واثلة بن الأسقع فسألته فقال لو ما صمت ثم صمت ما قضيته.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن عثمان بن أبي العاص قال الافطار
في السفر رخصه. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات. وعن عثمان
ابن أبي العاص انه كان يستحب الصوم في السفر ويقول إنها كانت رخصة.
رواه الطبراني في الكبير وفيه أحمد بن عبد الله بن الحسين العنبري ولم أجد من
ترجمه. وعن أبي طعمة قال كنت عند ابن عمر فجاءه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن
انى أقوى على الصيام في السفر فقال ابن عمر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
لم يقبل رخصة الله عز وجل كان عليه من الاثم مثل جبال عرفة. رواه أحمد
والطبراني في الكبير، وإسناد أحمد حسن. وعن عقبة بن عامر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من لم يقبل رخصة الله عز وجل كان عليه من الذنوب مثل جبال عرفة.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه رزيق الثقفي ولم أجد من وثقه ولا جرحه
وبقيه رجاله ثقات. وعن عمرو بن حزم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يقبل
رخصة الله فعليه من الاثم مثل جبال عرفات آثاما. رواه الطبراني في الكبير وفيه
سليمان بن عمرو بن إبراهيم الأنصاري ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا
ولا تعديلا. وعن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تبارك وتعالي
يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح،
والبزار والطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. رواه الطبراني
في الكبير والبزار ورجال البزار ثقات وكذلك رجال الطبراني. وعن عبد الله
ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يحب أن تقبل
رخصه كما يجب أن تؤتى عزائمه. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه معمر
ابن عبد الله الأنصاري قال العقيلي لا يتابع على رفع حديثه. وعن عبد الله بن يزيد
ابن آدم قال حدثني أبو الدرداء وواثلة بن الأسقع وأبو أمامة وأنس بن ملك
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب أن تقبل رخصه كما يحب العبد مغفرة ربه.
162

رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وعبد الله بن يزيد ضعفه أحمد وغيره. وعن
عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب ان يؤخذ برخصه
كما يحب أن يؤخذ بعزائمه قلت وما عزائمه قال فرائضه. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه عمر بن عبيد صاحب الخمر وهو ضعيف.
(باب في الصائم يعود المريض ويفعل الخير)
عن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
من كان صائما وعاد مريضا وشهد جنازة غفر له الا أن يحدث من بعد. رواه
أحمد وفيه زبان بن فائد وثقه أبو حاتم وضعفه غيره. وعن انس بن ملك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ذات يوم من شهد منكم جنازة قال عمر أنا
قال من أصبح صائما قال عمر أنا قال وجبت وجبت. رواه أحمد والبزار وفيه
سلمة بن وردان وهو ضعيف. وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه
أيكم أصبح صائما قال أبو بكر أنا يا رسول الله قال فأيكم عاد مريضا قال أبو بكر
أنا يا رسول الله قال أيكم شيع جنازة قال أبو بكر أنا يا رسول الله قال أيكم أطعم
مسكينا قال أبو بكر أنا يا رسول لله، قال من كانت له هذه الأربع بنى له بيت في
الجنة. رواه البزار وسقط من الأصل أيكم أطعم مسكينا. رواه الطبراني في
الأوسط باختصار وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة وهو ضعيف. وعن أبي أمامة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل أصبح أحد منكم اليوم صائما فسكنوا فقال أبو بكر
أنا يا رسول الله ثم قال هل عاد أحد منكم اليوم مريضا فقال أبو بكر انا
يا رسول الله ثم قال هل تصدق أحد منكم اليوم بصدقة فسكتوا فقال أبو بكر انا
يا رسول الله فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استلقى به الضحك ثم
قال والذي نفسي بيده ما جمعهن في يوم واحد إلا مؤمن وإلا دخل الجنة. رواه
الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن زحر وفيه كلام وقد وثق. قلت ويأتي
حديث بنحو هذا في صوم يوم الجمعة إن شاء الله. وعن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح صائما قال أبو بكر أنا قال من عاد مريضا قال أبو
بكر أنا قال من شيع جنازة قال أبو بكر أنا قال من جمعهن في يوم واحد دخل
الجنة. رواه الطبراني في الكبير وفيه هشام بن طلق ولم أجد من ترجمه. وعن
عبد الرحمن بن أبي بكر قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ثم أقبل
163

على أصحابه فقال هل منكم أحد أصبح صائما فقال عمر يا رسول الله لم أحدث
نفسي بالصوم البارحة فأصبحت مفطرا فقال أبو بكر لكني حدثت نفسي بالصوم
البارحة فأصبحت صائما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل منكم اليوم أحد عاد مريضا
فقال عمر يا رسول الله صلينا ثم لم نبرح فكيف نعود المرضى فقال أبو بكر بلغني أن أخي
عبد الرحمن بن عوف اشتكي فجعلت طريقي عليه حين خرجت إلى المسجد
لأنظر كيف أصبح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا
فقال عمر يا رسول الله صلينا ثم لم نبرح فقال أبو بكر دخلت المسجد فإذا أنا بسائل يسأل
فوجدت كسرة خبز شعير في يد عبد الرحمن فأخذتها فدفعتها إليه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنت فأبشر بالجنة فتنفس عمر فقال واها للجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم
كلمة رضى بها عمر رحم الله عمر رحم الله عمر لم يرد خيرا قط الا سبقه أبو بكر
إليه قلت روى أبو داود منه طرفا رواه الطبراني في الكبير وفيه مبارك
ابن فضالة وهو ثقة وفيه كلام.
(باب فيمن يضعف عن الصوم)
عن قتادة أن أنسا ضعف عن الصوم قبل موته عاما فأفطر وأطعم عن كل
يوم مسكينا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أيوب بن أبي
تميمة قال ضعف أيوب عن الصوم فصنع جفنة من ثريد فدعا ثلاثين مسكينا
فأطعمهم. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعن مجاهد أن قيس بن
السائب كبر حتى مرت به ستون عن المائة وضعف عن الصيام فأطعم عنه، وفى رواية
سمعت قيس بن السائب يقول إن شهر رمضان يفتديه الانسان يطعم فيه كل يوم
مسكينا فأطعموا عنى مسكينا لكل يوم صاعا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم شريكا لي في الجاهلية
فخير شريك لا يماري ولا يساري. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب السواك للصائم)
عن علي وعن خباب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا
تستاكوا بالعشي فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي الا كان نورا بين عينيه يوم القيامة.
164

رواه الطبراني في الكبير ورفعه عن خباب ولم يرفعه عن علي وفيه كيسان أبو
عمر وثقه ابن حبان وضعفه غيره. وعن عبد الرحمن بن عم قال سألت معاذ بن
جبل أتسوك وأنا صائم فقال نعم قلت أي النهار أتسوك قال أي النهار شئت ان شئت
غدوة وان شئت عشية قلت فان الناس يكرهونه عشية قال ولم قلت يقولون إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخلوف فم الصائم أطيب عند الله قال سبحان الله لقد أمرهم
بالسواك حين أمرهم وهو يعلم أنه لابد أن يكون بفم الصائم خلوف وان استاك وما
كان بالذي يأمرهم ان ينتنوا أفواههم عمدا ما كان في ذلك من الخير شئ بل هو
شر إلا من ابتلى ببلاء لا يجد منه بدا قلت والغبار في سبيل الله أيضا كذلك إنما
يؤجر من اضطر إليه ولا يجد عنه محيصا قال نعم فأما من ألقى نفسه في البلاء
عمدا فماله في ذلك من أجر. رواه الطبراني في الكبير وفيه بكر بن خنيس
وهو ضعيف وقد وثقه ابن معين في رواية.
(باب المضمضة للصائم)
عن ابن عبسة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مضمض واستنشق
في رمضان. رواه أحمد وكثير بن زياد لم يدرك ابن عبسة.
(باب القبلة والمباشرة للصائم)
عن عبد الله بن ثعلبة بن صغير وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مسح على وجهه
وأدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كانوا ينهوني عن القبلة تخوفا أن أتقرب
لأكثر منها ثم إن المسلمين اليوم ينهوني عنها ويقول قائلهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان له من حفظ الله ما ليس لأحد. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن
عمر بن الخطاب قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فرأيته لا ينظر إلى قلت يا رسول
الله ما شأنك قال أو لست المقبل وأنت صائم فقلت والذي نفس عمر بيده لا اقبل
وانا صائم أبدا. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. قال البزار وقد روى عن
عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف هذا. وعن أبي هريرة قال نهى النبي صلى الله عليه
وسلم أن يقبل الرجل وهو صائم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحارث بن
165

نبهان قال ابن عدي له أحاديث حسان وهو ممن يكتب حديثه، وضعفه الأئمة. وعن
عمر بن الخطاب أنه كان ينهى الصائم ان يقبل ويقول إنه ليس لأحدكم من العصمة
ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه زين بن
حيان الرقي وقد وثقه ابن حبان وغيره وفيه كلام. وعن ابن مسعود في الرجل
يقبل وهو صائم قال يقضى يوما مكانه، قال سفيان لا يؤخذ به. رواه الطبراني في
الكبير ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن عمر قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء شاب
فقال أقبل يا رسول الله وأنا صائم قال لا قال فجاء شيخ فقال أقبل وأنا صائم قال
نعم قال فنظر بعضنا إلى بعض فقال النبي صلى الله عليه وسلم فد علمت لم نظر
بعضكم إلى بعض إن الشيخ يملك نفسه. رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن
لهيعة وحديثه حسن وفيه كلام. وعن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سأله شاب
عن القبلة نهاه وإذا سأله شيخ رخص له وقال إن الشاب ليس كالشيخ. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه عباد بن صهيب وهو متروك. وعن ابن عباس قال رخص للشيخ
أن يقبل وهو صائم ونهى الشاب. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال
الصحيح. وعن عطية قال سأل شاب ابن عباس أيقبل وهو صائم قال لا ثم جاء
شيخ فقال أيقبل وهو صائم فقال نعم قال الشاب سألتك أقبل وأنا صائم فقلت
لا وسألك هذا أيقبل وهو صائم قلت نعم فكيف يحل لهذا ما يحرم على وأنا وهو
على دين واحد فقال له ابن عباس إن عرق الخصيتين معلقة بالأنف فإذا شم الانف
تحرك الذكر وإذا تحرك الذكر دعا إلى ما هو أكبر من ذلك والشيخ أملك لإربه
وذلك بعد ما ذهب بصر عبد الله وخلفه امرأة فقال أذلك الله من جليس قوم.
رواه الطبراني في الكبير وعطية فيه كلام وقد وثق. وعن عطاء بن يسار عن
رجل من الأنصار أن الأنصاري أخبر عطاء أنه قبل امرأته وهو صائم على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر امرأته فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك فأخبرته امرأته فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم يرخص له في أشياء
فارجعي إليه فقولي له فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن النبي صلى الله عليه وسلم يرخص
له في أشياء فقال أنا أتقاكم لله عز وجل وأعلمكم بحدوده. رواه أحمد ورجاله
166

رجال الصحيح. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصيب
من الروس وهو صائم. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وقال أي يقبل،
ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك قال سئل رسول الله
صلى الله عليه وسلم أيقبل الصائم قال وما بأس بذلك ريحانة يشمها. رواه الطبراني
في الصغير والأوسط. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يقبل وهو صائم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن صالح قال عبد
الملك بن الليث ثقة مأمون وضعفه الأئمة أحمد وغيره. وعن عائشة قالت دخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عائشة هل من كسرة فأتيته بقرص فوضعه
على فيه وقال يا عائشة هل دخل بطني منه شئ كذلك قبلة الصائم إنما الافطار مما
دخل وليس مما خرج. رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه.
(باب الكحل للصائم)
عن أبي رافع قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتحل بالإثمد وهو صائم. رواه الطبراني
في الكبير من رواية حبان بن علي بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع وقد وثقا
وفيهما كلام كثير. وعن بريرة مولاة عائشة قالت رأيت النبي صلى الله عليه
وسلم يكتحل بالإثمد وهو صائم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم.
(باب الدهن للصائم)
عن ابن مسعود قال أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أصبح يوم صومي
دهينا مترجلا ولا تصبح يوم صومك عبوسا. رواه الطبراني وفيه اليمان بن
سعيد وهو ضعيف. وعن ابن مسعود قال أصبحوا مدهنين صياما. رواه الطبراني
ورجاله رجال الصحيح إلا أنى لم أجد لأبي حصين من ابن مسعود سماعا.
(باب فيمن أفطر في شهر رمضان متعمدا أو جامع)
عن ابن عمر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أفطرت
يوما من رمضان قال من غير عذر ولا سفر قال نعم قال بئس ما صنعت قال فما تأمرني
قال أعتق رقبة قال والذي بعثك بالحق ما ملكت رقبة قط قال فصم شهرين متتابعين
167

قال لا أستطيع ذلك قال فأطعم ستين مسكينا قال والذي بعثك بالحق ما أشبع أهلي
قال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بمكيل فيه تمر يقال تصدق بهذا على ستين مسكينا
قال إلى من أدفعه قال إلى أفقر من تعلم قال والذي بعثك بالحق ما بين قرنيها أهل
بيت أحوج منا قال فتصدق به على عيالك. رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير
والأوسط ورجاله ثقات. وعن سعد بن أبي وقاص ان رجلا قال يا رسول الله
اني هلكت أفطرت في شهر رمضان متعمدا قال أعتق رقبة قال لا أجد قال صم
شهرين متتابعين قال لا أقدر قال أطعم ستين مسكينا. رواه البزار وفيه الواقدي
وفيه كلام كثير وقد وثق. وعن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال إني أفطرت يوما من رمضان متعمدا ووقعت على أهلي فيه قال
أعتق رقبة قال لا أجد قال اهد يد قال لا أجد قال تصدق بعشرين صاعا من تمر
أو تسعة عشر أو أحد وعشرين قال لا أجد فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بمكيل فيه عشرون
صاعا من تمر فقال تصدق بهذا فقال ما بالمدينة أهل بيت أحوج إليه منا قال فأطعمه
أهلك قلت لأبي هريرة حديث في الصحيح في المجامع بغير سياقه رواه الطبراني
في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس. وعن عطاء وعمرو
ابن شعيب عن أبيه عن جده قال بمثله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وزاد بدنة قال عمرو
في حديثه وأمره ان يصوم يوما مكانه، وذكره عقيب حديث أبي هريرة بنحو
ما في الصحيح إلا أنه قال كله أنت وعيالك. رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة
وفيه كلام. وعن ابن مسعود قال من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة لقى الله به
وإن صام الدهر كله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب الحجامة للصائم)
عن بلال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر الحاجم والمحجوم. رواه أحمد
والبزار والطبراني في الكبير وشهر لم يلق بلالا. وعن أسامة بن زيد عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال أفطر الحاجم والمحتجم. رواه أحمد والبزار والحسن مدلس، وقيل
لم يسمع من أسامة. وعن معقل بن سنان الأشجعي أنه قال مر على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وانا أحتجم في ثمان عشرة خلت من شهر رمضان فقال أفطر الحاجم والمحجوم
168

رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط. وعن معقل
ابن يسار قال مربى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا أحتجم لثمان عشرة خلت من شهر
رمضان فقال أفطر الحاجم والمحجوم. رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه عطاء
ابن السائب وقد اختلط. وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن عائشة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفطر الحاجم والمستحجم. رواه أبو يعلى والبزار عن عائشة
وحدها، والطبراني في الأوسط. وعن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفطر الحاجم
والمحجوم. رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه الحسن وهو مدلس. ولكنه
ثقة. وحديث عائشة فيه المثنى بن الصباح وفيه كلام وقد وثق. وعن جابر أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال أفطر الحاجم والمحجوم. رواه البزار والطبراني في الأوسط وقال
تفرد به سلام أبو المنذر عن مطر. وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفطر
الحاجم والمحجوم. رواه البزار والطبراني في الكبير ورجال البزار موثقون إلا أن
فطر بن خليفة فيه كلام وهو ثقة. وعن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفطر الحاجم
والمحجوم. رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه يعلى بن عباد وهو ضعيف.
وعن أبي رافع أنه دخل على أبى موسى وهو يحتجم ليلا فقال لو كان نهارا فقال
تأمرني أن أهريق دمي وانا صائم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر الحاجم والمحجوم.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ البزار وهو ثقة لم
يتكلم فيه أحد. وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفطر الحاجم والمحجوم. رواه البزار
وفيه ملك بن سليمان وضعفوه بهذا الحديث. وعن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أفطر الحاجم والمحجوم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن أبي
جعفر الجفري وفيه كلام وقد وثق. وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبا طيبة
فوضع المحاجم مع غيبوبة الشمس ثم أمره مع إفطار الصائم فحجم ثم سأله كم خراجك
قال صاعين فوضع النبي صلى الله عليه وسلم صاعا. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال
الصحيح. وعن أبي سعيد إنما كرهت الحجامة للصائم من أجل الضعف. رواه
البزار ورجاله ثقات. وعن ابن عباس أنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم
صائما محرما فغشى عليه فلذلك كرهت الحجامة للصائم قلت له حديث في الصحيح أنه
169

احتجم وهو صائم محرم من غير ذكر الكراهة رواه أحمد وأبو يعلى والبزار
والطبراني في الكبير وفيه نصر بن باب وفيه كلام كثير وقد وثقه أحمد:
(باب جواز الحجامة للصائم)
عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم. رواه البزار والطبراني
في الكبير وفيه الأحوص بن حكيم وفيه كلام وقد وثق. وعن أنس قال مر بنا
أبو طيبة أحسبه قال بعد العصر في رمضان فقال حجمت رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه
البزار وله عند الطبراني في الأوسط قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجام يكنى
أبا طيبة فحجمه بعد العصر في رمضان، وفي إسنادهما الربيع بن بدر وهو متروك.
وعن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الحجامة للصائم. رواه البزار والطبراني
في الأوسط إلا أنه قال رخص في القبلة والحجامة للصائم. ورجال البزار رجال
الصحيح. وعن أنس بن ملك أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم في رمضان. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف. وعن أنس قال مر بنا
أبو طيبة في شهر رمضان فقلنا من أين جئت قال حجمت النبي صلى الله عليه وسلم. رواه
الطبراني في الكبير وأبو يعلى وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه
مدلس. وعن عبد الله بن سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم. رواه
الطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام. وعن ابن عمر قال احتجم
النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم وأعطى الحجام أجره ولو كان حراما لم يعطه. رواه
الطبراني في الكبير وفيه سليم بن سالم وهو ضعيف. وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم
احتجم بعد ما قال أفطر الحاجم والمحجوم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
طريف أبو سفيان وهو ضعيف وقد وثقه ابن عدي. وعن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يفطرن الصائم: القئ والحجامة والاحتلام. رواه
البزار باسنادين وصحح أحدهما وظاهره الصحة. وعن ثوبان أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يمنعن الصائم الحجامة والقئ والاحتلام ولا يتقيأ الصائم متعمدا.
رواه الطبراني في الكبير. ولثوبان في الأوسط ثلاث لا يفطرن الصائم فذكره.
وإسنادهما ضعيف. وعن عبد الله الصنابحي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح
170

صائما فاحتلم أو احتجم أو ذرعه (1) القئ فلا قضاء عليه ومن استقاء فعليه القضاء.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف.
(باب الغيبة للصائم)
عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن امرأتين صامتا وان رجلا قال يا رسول
الله إن ههنا أمر أتين قد صامتا وأنهما قد كادتا أن تموتا من العطش فأعرض
عنه أو سكت ثم عاد وأراه قال بالهاجرة قال يا نبي الله إنهما والله قد ماتتا أو كادتا أن
تموتا قال أدعهما قال فجاءتا قال فجئ بقدح أو عس (2) فقال لإحداهما قيئي فقاءت
قيحا ودما وصديدا أو لحما حتى ملأت نصف القدح ثم قال للأخرى قيئي فقاءت
من قيح ودم وصديد ولحم عبيط (3) وغيره حتى ملأت القدح ثم قال إن هاتين
صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما جلست إحداهما إلى الأخرى
فجعلتا تأكلان لحوم الناس. وفى رواية أنهم أمروا بصيام قال فجاء رجل بعض
النهار فقال يا رسول الله إن فلانة قد بلغتا الجهد. وفى رواية حدثني سعد
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم أمروا بصيام. رواه كله أحمد وروى أبو يعلى
نحوه وفيه رجل لم يسم. وعن أنس بن ملك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يدع
الخنا والكذب فلا حاجة لله أن يدع طعامه وشرابه. رواه الطبراني في الصغير
والأوسط وفيه من لم أعرفه. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام
جنة ما لم يخرقها قيل وبم يخرقه قال بكذب أو غيبة. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه الربيع بن بدر وهو ضعيف.
(باب فيمن لم يخرق صومه)
عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما لم يخرقه كتب
له عشر حسنات. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو جناب وهو ثقة ولكنه مدلس.
(باب في الصائم يأكل البرد)
عن أنس بن ملك قال مطرت السماء بردا فقال لنا أبو طلحة ونحن غلمان

(1) أي سبقه وغلبه في الخروج.
(2) أي قدح كبير.
(3) أي غير ناضج.
171

ناولني يا أنس من ذلك البرد فناولته فجعل يأكل وهو صائم قال ألست صائما
قال بلى ان هذا ليس بطعام ولا شراب وإنما هو بركة من السماء تطهر به بطوننا قال
أنس فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال خذ عن عمك. رواه أبو
يعلى وفيه علي بن زيد وفيه كلام وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح.
ورواه البزار موقوفا وزاد فذكرت ذلك لسعيد بن المسيب فكرهه وقال إنه يقطع الظمأ.
(باب قيام رمضان)
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم
من ذنبه. وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم
جمع الناس على القيام قلت في الصحيح منه كان يرغب الناس في قيام رمضان
رواه أحمد وإسناده حسن. وعن أبي ذر قال قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
إني أريد أن أبيت معك الليلة فأصلي بصلاتك قال لا تستطيع فقام رسول الله
صلى الله عليه وسلم يغتسل فستر بثوب وانا محول عنه فاغتسل ثم فعلت مثل ذلك
ثم قام يصلى وقمت معه حتى جعلت أضرب برأسي الجدران من طول صلاته ثم
أتاه بلال للصلاة قال أفعلت قال نعم قال إنك يا بلال لتؤذن إذا كان الصبح ساطعا
في السماء وليس ذاك الصبح إنما الصبح هكذا معترضا ثم دعا بسحوره فتسحر.
رواه أحمد وفيه رشدين بن سعد وفيه كلام كثير. وقد وثق. وعن ابن عباس
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى في رمضان عشرين ركعة والوتر. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو شيبة إبراهيم وهو ضعيف. وعن زيد بن
وهب قال كان عبد الله بن مسعود يصلى بنا في شهر رمضان فننصرف بليل. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر قال صلى بنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ثمان ركعات وأوتر فلما كانت القابلة اجتمعنا
في المسجد ورجونا أن يخرج إلينا فلم يزل فيه حتى أصبحنا ثم دخلنا فقلنا يا رسول
الله اجتمعنا في المسجد ورجونا أن تصلى بنا قال إني خشيت أو كرهت أن يكتب
عليكم. رواه أبو يعلى والطبراني في الصغير وفيه عيسى بن جارية وثقه ابن حبان
172

وغيره وضعفه ابن معين. وعن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى بالليل
في رمضان فجاء قوم وصلى وكان يخفف ثم يدخل بيته فيصلى ثم يخرج فيخفف
فلما أصبح قالوا يا رسول الله قمنا خلفك الليلة فكنت تدخل بيتك ثم تخرج قال إنما
فعلت ذلك من أجلكم. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
(باب الاعتكاف)
عن أبي ليلى قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف في قبة من
خوص. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه علي بن عابس وهو ضعيف. وعن
معيقيب قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة من خوص بابها من حصير
والناس في المسجد. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه النضر بن يزيد البهرتيري
ولم أجد من ترجمه. وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف أول سنة
العشر الأول ثم اعتكف العشر الوسطى ثم اعتكف العشر الأواخر وقال إني رأيت
ليله القدر فيها فأنسيتها فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف فيهن حتى توفى
صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. وعن حسين بن
علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اعتكاف في رمضان كحجتين وعمرتين.
رواه الطبراني في الكبير وفيه عيينة بن عبد الرحمن القرشي وهو متروك. وعن
قال قال حذيفة لعبد الله بن مسعود قوم عكوف بين دارك ودار أبى موسى ألا
تنهاهم فقال له عبد الله فلعلهم أصابوا وأخطأت وحفظوا ونسيت فقال حذيفة
لا اعتكاف إلا في هذه المساجد الثلاثة مسجد المدينة ومسجد مكة ومسجد إيلياء.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وفى رواية فقال حذيفة أما
انا فقد علمت أنه لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة. وإسنادها مرسل. وعن إبراهيم
قال جاء حذيفة إلى عبد الله فقال ألا أعجب من ناس عكوف بين دارك ودار
الأشعري فقال عبد الله فلعلهم أصابوا وأخطأت فقال حذيفة ما أبالي أفيه اعتكف
أم في بيوتكم هذه وإنما الاعتكاف في هذه المساجد الثلاثة مسجد الحرام ومسجد
المدينة ومسجد الأقصى وكان الذين اعتكفوا فعاب عليهم حذيفة في مسجد الكوفة
الأكبر. رواه الطبراني في الكبير وإبراهيم لم يدرك حذيفة.
173

(باب في العشر الأواخر)
عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر طوى فراشه
واعتزل النساء وجعل عشاءه سحورا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه حفص بن
واقد البصري قال ابن عدي له أحاديث منكرة. وعن علي بن أبي طالب قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله في العشر الأواخر في شهر رمضان وكل صغير وكبير
يطيق الصلاة. قلت رواه الترمذي باختصار. رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى باختصار
عنه وفى إسناد الطبراني عبد الغفار بن القاسم وهو ضعيف وإسناد أبى يعلى حسن.
(باب في ليلة القدر)
عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر
فان غلبتم فلا تغلبوا في السبع البواقي. رواه أحمد وفيه عبد الحميد بن الحسن
الهلالي وثقه ابن معين وغيره وفيه كلام. وعن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال رأيت القمر ليلة القدر كأنه شق جفنة. رواه أبو يعلى. وعن علي قال قال
النبي صلى الله عليه وسلم خرجت حين بزغ القمر كأنه فلق جفنة فقال الليلة ليلة القدر. رواه
عبد الله بن أحمد من زياداته وأبو يعلى كما تقدم وفيه خديج بن معاوية وثقه أحمد
وغيره وفيه كلام. وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوها في
العشر الأواخر وترا. رواه أبو يعلى والبزار ورجال أبى يعلى ثقات. وعن أبي
عقرب قال غدوت إلى ابن مسعود ذات غداة في رمضان فوجدته فوق
بيت جالسا فسمعنا صوته وهو يقول صدق الله وبلغ رسوله فقلنا سمعناك تقول
صدق الله وبلغ رسوله فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليلة القدر في
النصف من السبع الأواخر من رمضان تطلع الشمس غداتئذ صافية ليس لها
شعاع فنظرت إليها فوجدتها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد
وأبو يعلى وأبو عقرب لم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن
مسعود أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يذكر ليلة الصبا وان فقال
عبد الله أنا بأبي أنت وأمي وإن في يدي التمرات أتسحر بهن مستترا بمؤخرة رجل
174

من الفجر وذلك حين يطلع القمير. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير
وزاد: وذلك ليلة سبع وعشرين. وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وعن جابر بن
سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر.
رواه أحمد وزاد ابنه في العشر الأواخر من رمضان في وتر فإني قد رأيتها ثم
نسيتها وهي ليلة قطر وريح أو قال مطر وريح. رواه البزار والطبراني في الكبير
وزاد ورعد، ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن معاذ بن جبل إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم سئل عن ليلة القدر فقال هي في العشر الأواخر قم في الثالثة
أو الخامسة. رواه أحمد ورجال ثقات. وعن جابر أن أمير البعث كان غالبا
الليثي وقطبة بن عامر الذي دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم النحل وهو
محرم وخرج من الباب وقد تسور من قبل الجدار وعبد الله بن أنيس الذي يسأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر وقد خلت ثنتان وعشرون ليلة فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوها في هذه السبع الأواخر التي بقيت من
الشهر. رواه أحمد وهو في الأصل كما ترى وإسناده حسن. وعن عبادة بن
الصامت أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم في رمضان فالتمسوها في العشر الأواخر فإنها في وتر في إحدى وعشرين
أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين أو في آخر
ليلة فمن قامها ابتغاها إيمانا واحتسابا ثم وفقت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. رواه أحمد
والطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وفيه كلام وقد وثق. وعن عبادة
ابن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليلة القدر في العشر البواقي من قامهن
ابتغاء حسبتهن فان الله تبارك وتعالى يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وهي ليلة
وتر تسع أو سبع أو خامسة أو ثالثه أو آخر ليلة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن أمارة ليلة القدر انها صافية بلجة كأن فيها قمرا ساطعا ساكنة شاحبة لا برد
فيها ولا حر ولا يحل لكوكب يرمى به فيها حتى يصبح وإن أمارتها ان الشمس
صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر البدر لا يحل للشيطان ان يخرج
معاها يومئذ. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
175

في ليلة القدر انها ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين ان الملائكة تلك الليلة في الأرض
أكثر من عدد الحصى. رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
وعن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوا القدر في سبع عشرة أو إحدى
وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو المهزم وهو ضعيف. وعن بلال أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال ليلة القدر ليلة أربع وعشرين قلت لبلال في الصحيح أنها في
العشر الأواخر رواه أحمد وإسناده حسن. وعن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين وقال تحروها ليلة سبع
وعشرين يعنى ليلة القدر قلت لابن عمر حديث في الصحيح غير هذا رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال أتيت وأنا نائم في رمضان.
فقيل لي إن الليلة ليلة القدر قال فقمت وأنا ناعس فتعلقت ببعض اطناب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يصلى فنظرت في تلك الليلة فإذا هي
ليلة ثلاث وعشرين. رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال
الصحيح. وعن ابن عباس أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله إني شيخ
كبير عليل فمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لليلة القدر فقال عليك بالسابعة. رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس بن ملك ان الجهني قال يا رسول الله نحن
حيث قد علمت ولا نستطيع ان نحضر هذا الشهر فأخبرنا بليلة القدر قال أحضر
العشر الأواخر قال لا أستطيع ذلك قال التمسها ليلة سابعة تبقى وهي هذه الليلة
قال قلت يا رسول الله هذه ليلة ثلاث وعشرين وهي لثمان تبقين قال كذا هذا الشهر
ينقص وهي سبع تبقين. رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه. وعن أنس قال خرج
النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وهو يريد ان يخبرنا بليلة القدر وقد أخبرنا به فسمع لغطا
في المسجد فاختلست منه. رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وسقط منه التابعي
ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن مسعود قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر
فقال كنت أعلمتها ثم انفلتت منى فاطلبوها في سبع يبقين أو ثلاث يبقين. رواه
البزار ورجاله ثقات. وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوها في العشر الأواخر
176

في التاسعة والخامسة والسابعة. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة القدر ليلة طلقة لا حارة ولا باردة. رواه
البزار وفيه سلمة بن وهرام وثقه ابن حبان وغيره وفيه كلام. وعن مرثد قال
لقيت أبا ذر عند الجمرة الوسطى فسألته عن ليلة القدر فقال ما كان أحد بأسأل
لها منى قال قلت يا رسول الله أنزلت على الأنبياء بوحي إليهم ثم ترفع قال بل هي
إلى يوم القيامة قلت يا رسول الله أيتهن هي قال لو أذن لي لأنبأتك بها ولكن
التمسها في التسعين والسبعين ولا تسألني بعدها قال ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل
يحدث قلت يا رسول الله في أي السبعين هي فغضب على غضبة لم يغضب
على قبلها ولا بعدها مثلها ثم قال ألم أنهك عنها لو أذن لي لأنبأتك بها ولكن
وذكر كلمة أن تكون في السبع الأواخر. رواه البزار ومرثد هذا لم
يرو عنه غير أبيه مالك، وبقية رجاله ثقات. وعن عقبة بن ملك قال قام رسول
الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس على المنبر في رمضان، فقال قمت على هذا المنبر وأنا أعلم
ليلة القدر وأنا أعلم ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر في ليلة الوتر. رواه الطبراني
في الأوسط والكبير وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني وهو متروك. وعن كعب
ابن ملك قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس على المنبر في رمضان فقال قمت
على المنبر وأنا أعلم ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر في وتر. رواه الطبراني
في الكبير عن حمدة بنت عبيد عن أمها وأمها لم أعرفها، وبقية رجاله ثقات. وعن
جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوا ليلة القدر ليلة
سبع وعشرين. رواه الطبراني في الأوسط عن أبي بكر بن أبي شيبة وجادة عن
خط أبيه، ورجاله ثقات. وعن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه انه كان يحيى
ليله ثلاث وعشرين من رمضان وليلة سبع وعشرين ولا كإحيائه ليلة سبع عشرة
فقيل له كيف تحيى ليلة سبع عشرة فقال إن فيها نزل القرآن وفى صبيحتها فرق
بين الحق والباطل وكان فيها يصبح مبهج الوجه. رواه الطبراني في الكبير وفيه
أبو بلال الأشعري وهو ضعيف. وعن حوط العبدي قال سألت زيد بن أرقم عن
ليلة القدر فقال ما أشك وما أمتري انها سبع عشرة ليلة انزل القرآن ويوم التقى
177

الجمعان. رواه الطبراني في الكبير وحوط قال البخاري حديثه هذا منكر. وعن الغلبان بن
عاصم قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وإنا لجلوس ننتظره إذ خرج علينا وفى وجهه الغضب فجلس
طويلا لا يتكلم ثم سرى عنه فقال إني خرجت إليكم وقد تبينت لي ليلة القدر
ومسيح الضلالة فخرجت إليكم لأبينها فلقيت في المسجد رجلين يتلاحيان بينهما
الشيطان فحجزت بينهما فاختلست منى في العشر الأواخر وأما مسيح الضلالة فإنه
أجلح الجبهة ممسوح العين عريض النحر فيه دما ابن العزى أو عبد العزى بن فلان
وفى رواية أما ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر. رواه الطبراني في الكبير
ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
مسرعا ونحن قعود ففزعنا سرعته فلما انتهى إلينا سلم ثم قال لقد أقبلت إليكم
لأخبركم بليلة القدر فنسيتها فيما بيني وبينكم فذكر الحديث. رواه الطبراني في
الكبير وفيه كلام وقد وثق. وعن عبد الله بن أنيس أنه قال يا رسول الله أخبرني
أي ليلة تبتغى فيها ليلة القدر فقال لولا أن تترك الناس الصلاة الا تلك الليلة
لأخبرتك. رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. وعن عبد الله بن جحش
عن أبيه قال قلت يا رسول الله ان لي بادية أصلي فيها فمرني بليلة أنزلها إلى المسجد
فأصلي فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انزل ليلة ثلاث وعشرين. رواه الطبراني في
الكبير وفيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس. وعن عوف بن ملك قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا في العشر الأواخر من رمضان فلما إن كان
ليلة ثلاث وعشرين قال من أحب أن يقوم معنا هذه الليلة فليقم فقام بنا حتى انقضى
ثلث الليل ثم انصرف فمشيت معه حتى أتى قبته فقلنا يا رسول الله لو قمت بنا هذه الليلة فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقوم مع الامام حتى ينصرف يحسب له قيام ليلة. رواه
الطبراني في الكبير وفيه عثمان بن عطاء الخراساني وثقه دحيم وضعفه الأئمة.
وعن واثلة بن الأسقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليلة القدر ليلة بلجة لا حارة
ولا باردة ولا سحاب فيها ولا مطر ولا ريح ولا يرمى فيها بنجم ومن علامة

(1) بلغ سماعا ومقابلة على مؤلفه بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر
من نسخة الأصل بخط المؤلف في الثلاثين كما في هامش الأصل.
178

يومها تطلع الشمس لا شعاع لها. رواه الطبراني في الكبير وفيه بشر بن عون
عن بكار بن تميم وكلاهما ضعيف (1).
(باب في قضاء الفائت من شهر رمضان)
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك رمضان وعليه من
رمضان شئ لم يقضه لم يتقبل منه ومن صام تطوعا وعليه من رمضان شئ لم يقضه
فإنه لا يتقبل منه حتى يصومه. رواه أحمد والطبراني في الأوسط باختصار وهو حديث
حسن. وعن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فاته شئ من رمضان
قضاه في عشر ذي الحجة. رواه الطبراني في الأوسط والصغير. وفي رواية
الأوسط كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرى بأسا بقضاء رمضان في عشر
ذي الحجة. وفى إسناد الأول وهذا أيضا إبراهيم بن إسحاق الصبي وهو ضعيف.
وعن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وعليه صيام فليصم عنه وليه ان
شاء قلت هو في الصحيح خلا قوله ان شاء رواه البزار وإسناده حسن.
(باب في فضل الصوم)
وقد تقدم فضل شهر رمضان وفيه بعض فضل الصوم
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغزوا تغنموا وصوموا
تصحوا وسافروا تستغنوا. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وعن أبي
هريرة قال سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عز وجل كل العمل
كفارة الا الصوم والصوم لي وأنا أجزي به قلت هو في الصحيح خلا قوله كل
العمل كفارة الا الصوم رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن مسعود
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل جعل حسنة ابن آدم بعشرة أمثالها
إلى سبعمائة ضعف الا الصوم فالصوم لي وأنا أجزى به وللصائم فرحتان فرحة
عند إفطاره وفرحة يوم القيامة ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
رواه أحمد والبزار باختصار والطبراني في الكبير وزاد عن النبي صلى الله عليه وسلم
إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل فان جهل عليه جاهل فليقل إني
صائم. وله أسانيد عند الطبراني وبعض طرقه رجالها رجال الصحيح وفى إسناد
179

أحمد عمرو بن مجمع وهو ضعيف. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الجنة
باب يقال له الريان لا يدخله يوم القيامة إلا الصائمون. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه عمر بن حبيب العدوي وفيه كلام كثير وقد وثق. وعن عائشة قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يصبح صائما إلا فتحت له أبواب السماء وسبحت له
أعضاؤه واستغفر له أهل سماء الدنيا إلى أن توارى بالحجاب فان صلى ركعة أو
ركعتين تطوعا أضاءت له السماوات نورا وقال أزواجه من الحور العين اللهم اقبضه
إلينا فقد اشتقنا إلى رؤيته فان هو هلل أو سبح أو كبر تلقته ملائكة يكتبونها إلى
أن توارى بالحجاب. رواه الطبراني في الصغير وفيه جرير بن أيوب وهو ضعيف
جدا. وعن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لخلوف فم الصائم (1) أطيب عند
الله من ريح المسك قال صام هذا من أجلى وترك شهوة الطعام من أجلى فالصوم
لي وانا أجزى به. رواه أحمد وفيه عطية بن سعد وفيه كلام كثير وقد وثق.
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصيام جنة وحصن حصين من النار. رواه
أحمد قلت هو في الصحيح خلا قوله وحصن حصين من النار وإسناده حسن.
وعن جابر عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله الصيام جنة يستجن بها العبد من النار
هو لي وانا أجزى به. رواه أحمد وإسناده حسن. وعن أبي أمامة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام جنة وهو حصن من حصون المؤمن وكل عمل لصاحبه
والصيام لي وانا أجزى به. رواه الطبراني في الكبير وفيه أيوب بن مدرك وهو
ضعيف. وعن واثلة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام جنة وهو حصن من حصون
المؤمن وكل عمل لصاحبه إلا الصيام يقول الله عز وجل الصوم لي وانا أجزى به.
رواه الطبراني في الكبير وفيه بشر بن عون وهو ضعيف. وعن قتادة عن جرى
ابن كليب عن بشير بن الخصاصية قال وحدثنا أصحابنا (2) عن أبي هريرة أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال يرويه عن ربه تعالى قال الصوم جنة يجن بها عبدي من النار والصوم لي
وأنا أجزى به يدع طعامه وشهوته من أجلى والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم
أطيب يوم القيامة عند الله من ريح المسك. قلت حديث أبي هريرة في الصحيح

(1) أي تغير ريحه
(2) فائدة: القائل قال وحدثنا أصحابنا هو قتادة. هامش الأصل.
180

بنحو هذا، وحديث بشير أخرجته لان إسنادهما واحد، وجرى بن كليب وثقه
قتادة وضعفه غيره. وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصيام
والقرآن يشفعان يوم القيامة للعبد يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوة
فشفعني فيه ويقول القران منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان له. رواه أحمد
والطبراني في الكبير ورجال الطبراني رجال الصحيح. وعن معاذ بن جبل أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال سأنبئك بأبواب من الخير الصوم والصدقة تطفئ الخطيئة كما
يطفئ الماء النار قيام العبد من جوف الليل ثم قرأ (تتجافى جنوبهم عن المضاجع.
الآية). رواه أحمد وشهر بن حوشب لم يسمع من معاذ. وعن أبي ذر أنه قال
يا رسول الله ما الصوم قال فرض مجزي. رواه أحمد في حديث طويل ويأتي
إن شاء الله بتمامه وفيه رجل لم يسم. وعن عبد الله بن عمرو قال جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إئذن لي أختصي فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم خصى أمتي الصيام والقيام. رواه أحمد إسناده حسن. وعن سلمة
ابن قيصر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صام يوما ابتغاء وجه الله
باعده الله من جهنم كبعد غراب طار وهو فرخ حتى مات هرما. رواه أبو يعلى والطبراني
في الكبير والأوسط إلا أنه قال سلامة بن قيصر، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام. وعن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صام يوما ابتغاء وجه الله
بعده الله من جهنم كبعد غراب طار وهو فرخ حتى مات هرما. رواه أحمد والبزار
وفيه رجل لم يسم. وعن أبي أمامة قال أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة
فأتيته فقلت يا رسول الله أدع لي بالشهادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم
سلمهم وغنمهم قال فسلمنا وغنمنا قال ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوا
ثانيا فأتيته فقلت يا رسول الله أدع الله لي بالشهادة فقال اللهم سلمهم وغنمهم قال فسلمنا
وغنمنا قال ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوا ثالثا فأتيته فقلت يا رسول الله إني أتيتك
مرتين قبل مرتي هذه فسألتك أن تدعو الله لي بالشهادة فقلت اللهم سلمهم وغنمهم فسلمنا
وغنمنا يا رسول الله مرني بعمل قال عليك بالصوم فإنه لا مثل له قال فما رؤى أبو أمامة ولا
امرأته ولا خادمه إلا صياما قال فكان إذا رؤي في دارهم دخان بالنهار قيل اعتراهم
ضيف نزل بهم نازل قال فلبث بذلك ما شاء الله ثم أتيته فقلت يا رسول الله أمرتنا بالصيام
181

فأرجو أن يكون قد بارك الله لنا فيه يا رسول الله فمرني بعمل آخر قال اعلم انك
لن تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة وحط عنك بها خطيئة قلت روى
النسائي طرفا منه يسيرا في الصيام رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال
أحمد رجال الصحيح. وعن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لكل شئ زكاة وزكاة الجسد الصوم. رواه الطبراني في الكبير وفيه حماد بن
الوليد وهو ضعيف. وعن ابن عمر قال ما آسى على شئ فاتني إلا الصوم والصلاة
وتركي الفئة الباغية الا ان أكون قاتلتها واستقالتي عليا البيعة. رواه الطبراني في
الكبير والأوسط إلا أنه قال ما آسي على شئ فاتني من الدنيا إلا الصوم في
الهواجر وان لا أكون فرجت بين قدمي في الصلاة يعنى طول الصلاة. وفيه
سنان بن هارون وثقه أبو حاتم وابن عدي وضعفه ابن معين. وعن ابن عمر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعمال ستة عملان منجيان وعملان بأمثالهما
وعمل بعشرة أمثاله وعمل بسبعمائة ضعف وعمل لا يعلم ثواب عامله إلا الله فاما
المنجيات فمن لقى الله عز وجل يعبده لا يشرك به شيئا وجبت له الجنة ومن لقى الله يشرك
به شيئا وجبت له النار ومن عمل سيئة جزى بها ومن أراد ان يعمل حسنة فلم يعملها
جزي مثلها ومن عمل حسنة جزى عشرا ومن أنفق ماله في سبيل الله ضعفت له نفقة
الدرهم بسبعمائة والصيام لا يعلم ثواب عامله إلا الله عز وجل. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه يحيى بن المتوكل وقد ضعفه جمهور الأئمة ووثقه ابن معين في رواية وضعفه
في أخرى. وعن انس بن ملك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصوم يذبل
اللحم ويبعد من حر السعير إن لله مائدة عليها مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا
خطر على قلب بشر لا يقعد عليها إلا الصائمون. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
عبد المجيد بن كثير الحراني ولم أجد من ترجمه. وعن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن رجلا صام يوما تطوعا ثم أعطي ملء
الأرض ذهبا لم يستوف ثوابه دون يوم الحساب. رواه أبو يعلى والطبراني
في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله
ثقات. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله
182

تبارك وتعالى الصيام لي وانا أجزي به وبمحلوف رسول الله صلى الله عليه
وسلم لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك فأيما امرئ
منك أصبح صائما فلا يرفث ولا يجهل وان إنسان قاتله فليقل إني صائم فان
لهم يوم القيامة حوضا ما يرده غير الصوام قلت هو في الصحيح باختصار الحوض
رواه البزار ورجاله موثقون. وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ختم له بصيام
دخل الجنة. رواه البزار وهو مطول عند أحمد وقد تقدم في تلقين الميت، ورجاله
موثقون وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا موسى سرية
في البحر فبينما هم كذلك إذ رفعوا الشراع في ليلة مظلمة إذا هاتف يهتف من
فوقهم يا أهل السفينة قفوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه فقال أبو موسى أخبرنا ان
كنت مخبرا قال إن الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في
يوم صائف سقاه الله يوم العطش. رواه البزار ورجاله موثقون. وعن قيس بن
يزيد الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما تطوعا غرست له
شجرة في الجنة ثمرها أصغر من الرمان وأضخم من التفاح وعذوبته كعذوبة الشهد
وحلاوته كحلاوة العسل يطعم الله منه الصائم يوم القيامة. رواه الطبراني في
الكبير وفيه يحيى بن يزيد الأهوازي قال الذهبي لا يعرف. وعن أبي هريرة قال
دخل أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كيف أصبحت يا رسول الله
قال صالحا بخير من رجل لم يصبح صائما ولم يعد مريضا ولم يتبع جنازة.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن أبي سلمة وثقه ابن حبان وجماعة
وضعفه آخرون. وقد تقدم حديث ابن عباس في عيادة المريض.
(باب فيمن صام رمضان وستة أيام من شوال)
عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام
رمضان وستا من شوال فكأنما صام السنة كلها. رواه أحمد والبزار والطبراني في
الأوسط فيه عمرو بن جابر وهو ضعيف. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر. رواه البزار وله
طرق رجال بعضها رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
183

من صام ستة أيام بعد الفطر متتابعة فكأنما صام السنة كلها. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه من لم أعرفه. وعن ابن عباس وجابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان
وأتبعه ستا من شوال خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه مسلمة بن علي الخشني وهو ضعيف. وعن أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فذلك صيام الدهر قال قلت لكل يوم
عشر قال نعم قلت هو في الصحيح خلا قوله لكل يوم عشر قال نعم رواه
الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن غنام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من صام ستا بعد يوم الفطر فكأنما صام الدهر والسنة. رواه الطبراني في الكبير
وعبد الرحمن بن غنام لم أعرفه.
(باب في صيام عاشوراء)
عن أبي هريرة قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بأناس من اليهود وقد صاموا يوم عاشوراء
فقال ما هذا من الصوم فقالوا هذا اليوم الذي نجى الله موسى وبنى إسرائيل من
الغرق وغرق فيه فرعون وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي فصام نوح
وموسى شكرا لله عز وجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم انا أحق بموسى وبصوم هذا اليوم
فأمر أصحابه بالصوم. رواه أحمد وفيه حبيب بن عبد الله الأزدي لم يرو عنه
غير ابنه. وعن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما يوم عاشوراء فقال
لأصحابه من أصبح صائما فليتم صومه ومن أكل من غداء أهله فليتم بقية يومه.
رواه أحمد وفيه أيضا حبيب ولم يرو عنه غير ابنه. وعن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يصوم عاشوراء ويأمر به. رواه عبد الله بن أحمد والبزار وفيه جابر الجعفي
وثقه شعبة والثوري وفيه كلام كثير. وعن ثوير بن أبي فاختة قال سمعت عبد
الله بن الزبير وهو على المنبر يقول هذا يوم عاشوراء فصوموه فان رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمر بصومه. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وثوير ضعيف
وعن ابن عباس قال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل قرية على أربعة
184

فراسخ أو قال فرسخين يوم عاشوراء فأمر من أكل أن لا يأكل بقية يومه ومن لم
يأكل أن يتم صومه. رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي وثقه
شعبة والثوري وفيه كلام كثير. وعن بعجة بن عبد الله بن بدر ان أباه أخبره
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم يوما هذا يوم عاشوراء فصوموه فقال
رجل من بنى عمرو بن عوف يا رسول الله إني تركت قومي منهم صائم ومنهم
مفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهب إليهم فمن كان منهم مفطرا فليتم صومه.
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط والبزار وإسناده حسن. وعن هند
ابن أسماء الأسلمي قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي من أسلم
فقال مر قومك فليصوموا هذا اليوم يوم عاشوراء فمن وجدته منهم قد أكل في
أول يومه فليتم آخره. رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات.
وعن يحيى بن هند بن حارثة وكان هند من أصحاب الحديبية وأخوه الذي بعثه
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر قومه بصيام عاشوراء وهو أسماء بن حارثة
فحدثني يحيى بن هند عن أسماء بن حارثة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه
فقال مر قومك بصيام هذا اليوم قال أرأيت إن وجدتهم قد طعموا قال فليتموا
آخر يومهم. رواه أحمد هكذا شبه المرسل، ورواه ابنه عن يحيى بن هند بن
حارثة عن أبيه، ورجاله ثقات. وعن أسماء بن حارثة قال بعثني رسول الله صلى
الله عليه وسلم يوم عاشوراء فقال ائت قومك فمرهم ان يصوموا هذا اليوم قال
يا رسول الله ما أراني آتيهم حتى يطعموا قال مر من طعم منهم فليصم بقية يومه.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر أنه قال
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيوم عاشوراء ان نصومه وقال هو يوم كانت
اليهود تصومه. رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو حسن
الحديث وفيه كلام. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
عاشوراء عيد نبي كان قبلكم فصوموه أنتم. رواه البزار وفيه إبراهيم الهجري
وثقه ابن عدي وضعفه الأئمة. وعن مجزأة بن زاهر عن أبيه قال سمعت منادي
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وهو يقول من كان صائما اليوم فليتم
185

صومه ومن لم يكن صائما فليتم ما بقي أو ليصم. رواه البزار والطبراني في الكبير
والأوسط إلا أنه قال إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر، ورجال البزار ثقات. وعن
أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصوم عاشوراء وكان لا
يصومه. رواه أبو يعلى وفيه أبو هارون العبدي وهو ضعيف. وعن عليلة عن
أمها قالت قلت لامة الله بنت رزينة يا أمة الله حدثتك أمك أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يذكر صوم عاشوراء قالت نعم وكان يعظمه حتى يدعو برضعائه ورضعاء ابنته فاطمة
فيتفل في أفواههن ويقول للأمهات لا ترضعوهن إلى الليل. رواه أبو يعلى
والطبراني في الكبير والأوسط ولفظه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظمه
حتى أن كان ليدعو بصبيانه وصبيان فاطمة المراضع ذلك اليوم فيتفل في أفواههم
ويقول لأمهاتهم لا ترضعوهم إلى الليل وكان ريقه يجزئهم. وعليلة ومن فوقها لم أجد من
ترجمهن وسمى الطبراني فقال عليلة بنت الكميت عن أمها أمينة. وعن أبي سعيد
الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر يوم عاشوراء فعظم منه ثم قال لمن حوله
من كان لم يطعم منكم فليصم يومه هذا ومن كان قد طعم منكم فليصم بقية
يومه. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وعن أبي موسى أنه قال يوم
عاشوراء صوموا هذا اليوم فان النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بصومه. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه بريدة بن جابر وهو ضعيف. وعن حباب ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال يوم عاشوراء أيها الناس من كان منكم أكل فلا يأكل بقية
يومه ومن يرى منكم الصوم فليصمه. رواه الطبراني في الكبير وفيه أيوب بن جابر
وثقه أحمد وغيره وضعفه ابن معين وغيره. وعن ابن عباس ان النبي صلى الله
عليه وسلم لم يكن يتوخى فضل صوم يوم على يوم بعد رمضان إلا عاشوراء - قلت
لابن عباس حديث في الصحيح غير هذا رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد
ابن عبد الرحمن بن بكر العلاف ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات. وعن
ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا
شهر رمضان ويوم عاشوراء. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن
سعيد بن المسيب أنه سمع معاوية على المنبر يوم عاشوراء يقول سمعت رسول الله
186

صلى الله عليه وسلم يأمر بصوم هذا اليوم قلت له حديث في الصحيح غير هذا رواه
الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن هشام الحلبي وتكلم في روايته عن ابن المبارك
وهذا الحديث ليس منها. وعن ابن عباس قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الفجر يوم عاشوراء فلما انصرف قال من كان منكم أصبح صائما فليتم صومه ومن
لم يصبح صائما فلا يأكل شيئا فان هذا اليوم يوم عاشوراء. رواه الطبراني في
الكبير وفيه حكيم بن جبير قال أبو زرعة محله الصدق إن شاء الله وفيه كلام كثير
وقد نسب إلى الكذب. وعن عبادة بن الصامت قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
أسماء بن عبد الله يوم عاشوراء فقال ائت قومك فمن أدركت منهم لم يأكل فليصم
ومن طعم فليصم (1). رواه الطبراني في الكبير وإسحاق لم يدرك عبادة. وعن
معبد القرشي قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقديد فأتاه رجل فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم أطعمت اليوم شيئا ليوم عاشوراء قال لا إلا انى شربت ماء
قال فلا تطعم شيئا حتى تغرب الشمس وامر من وراءك أن يصوموا هذا اليوم.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن أبي سعد قال دخلنا على
عائذ بن عمرو في يوم عاشوراء فقال احلب لهم يا غلام فقام الغلام إلى نعجة فحلبها
فجاءهم فقال الذي عن يمينه اشرب فقال إني صائم فقال قبل الله منا ومنك ثم قال
للثاني فقال إني صائم فقال مثل ذلك فقال للثالث فقال مثل ذلك فقال أكلكم صائم
يوشك أن تتخذوا هذا اليوم بمنزلة رمضان أنما كنا نصوم هذا اليوم قبل أن
يفرض علينا رمضان فلما افترض علينا رمضان نسخ صوم رمضان صوم هذا اليوم وهذا
اليوم تطوع فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر فلما سمع القوم ذلك أفطروا جميعا. رواه الطبراني
في الكبير وفيه حشرج بن عبد الله ولم أجد من ترجمه. وعن زيد بن ثابت قال
ليس يوم عاشوراء باليوم الذي يقوله الناس إنما كان يوم تستر فيه الكعبة وتغلس
فيه الحبشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يدور في السنة وكان الناس يأتون فلانا
اليهودي فيسألونه فلما مات اليهودي أتوا زيد بن ثابت فسألوه (2). رواه الطبراني
في الكبير ولا أدرى ما معناه وفى عبد الرحمن بن أبي الزناد وفيه كلام كثير

(1) لعله " فليم " اه‍. هامش.
(2) الحمد لله. الذي يتبادر إلى ذهني أن معناه أن
زيد بن ثابت كان يذهب إلى أن عاشوراء يوم في السنة لا أنه اليوم العاشر من
المحرم وكان من كان على رأيه في ذلك يسألون رجلا من اليهود ممن عنده علم من
الكتاب الأول عن ذلك اليوم بعينه من طريق الحساب فكان يخبرهم فلما مات كان
علم حساب ذلك عند زيد بن ثابت فكانوا يسألونه عنه وهي مسألة غريبة جدا
كما في هامش الأصل.
187

وقد وثق. وعن عمار قال أمرنا بصوم عاشوراء قبل ان ينزل رمضان فلما نزل
رمضان لم نؤمر. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن
قيس بن عبد قال اختلفت إلى ابن مسعود سنة فما رأبته مصليا الضحى وما رأيته
صائما يوما تطوعا إلا يوم عاشوراء. رواه الطبراني في الكبير وقيس بن عبد
ذكره ابن أبي حاتم ولم يرو عنه غير الشعبي ابن أخيه. وعن عبد العزيز بن
سعيد عن أبيه قال عثمان بن مطر وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رجب
شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات فمن صام يوما من رجب فكأنما صام سنة ومن
صام منه سبعة أيام غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له ثمانية
أبواب الجنة ومن صام منه عشرة أيام لم يسأل الله شيئا الا أعطاه ومن صام منه
خمسة عشر يوما نادى مناد في السماء قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل ومن زاد زاده
الله وفى رجب حمل الله نوحا في السفينة فصام رجب وأمر من معه أن يصوموا
فجرت بهم السفينة سبعة أشهر أخر ذلك يوم عاشوراء اهبط على الجودي فصام
نوح ومن معه والوحش شكرا لله عز وجل وفي يوم عاشوراء فلق الله البحر لبني
إسرائيل وفي يوم عاشوراء تاب الله عز وجل على آدم صلى الله عليه وسلم وعلى
مدينة يونس وفيه ولد إبراهيم صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الكبير وفيه
عبد الغفور وهو متروك. وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فلق البحر
لبني إسرائيل يوم عاشوراء. رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي وفيه كلام وقد وثق.
(باب الصوم قبل يوم عاشوراء وبعده)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا عاشوراء وخالفوا فيه اليهود
صوموا يوما قبله ويوما بعده. رواه أحمد والبزار وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه
188

كلام. وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصيام عاشوراء يوم العاشر.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
(باب التوسعة على العيال يوم عاشوراء)
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسع على
أهله في يوم عاشوراء وسع الله عليه سنته كلها. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
محمد بن إسماعيل الجعفري قال أبو حاتم منكر الحديث. وعن عبد الله بن مسعود عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزل في سعة سائر
سنته. رواه الطبراني في الكبير وفيه الهيصم بن الشداخ وهو ضعيف جدا.
(باب صيام يوم عرفة)
عن عائشة قالت نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة لعرفات. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أبي يحيى وفيه كلام كثير وقد وثق. وعن
الفضل بن العباس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب من شراب يوم
عرفة. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح، ورواه أبو يعلى بنحوه.
وعن عطاء الخراساني أن عبد الرحمن بن أبي بكر دخل على عائشة يوم عرفة
وهي صائمة والماء يرش عليها فقال لها عبد الرحمن أفطري فقالت أفطر وقد
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن صوم يوم عرفة يكفر العام الذي
قبله. رواه أحمد وعطاء لم يسمع من عائشة بل قال ابن معين لا أعلمه لقى أحدا
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن سهل بن سعد قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوم عرفة غفر له سنتين متتابعتين. رواه
أبو يعلى والطبراني في الكبير ورجال أبى يعلى رجال الصحيح. وعن أبي سعيد
الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوم عرفة غفر له سنة
أمامه وسنة خلفه ومن صام عاشوراء غفر له سنة. رواه البزار وفيه عمر
ابن صهبان وهو متروك، والطبراني في الأوسط باختصار يوم عاشوراء، وإسناد
الطبراني حسن. وعن مسروق أنه دخل على عائشة يوم عرفة فقال أسقوني
189

فقالت عائشة يا غلام اسقه عسلا ثم قالت وما أنت يا مسروق بصائم قال لا إني أخاف
أن يكون يوم الأضحى فقالت عائشة ليس ذاك إنما عرفة يوم يعرف الامام
ويوم النحر يوم ينحر الامام أو ما سمعت يا مسروق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يعدله بألف يوم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسناده دلهم بن صالح ضعفه
ابن معين وابن حبان. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوم
عرفة كان له كفارة سنتين ومن صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون يوما.
رواه الطبراني في الصغير وفيه الهيثم بن حبيب عن سلام الطويل وسلام ضعيف
وأما الهيثم بن حبيب فلم أر من تكلم فيه غير الذهبي اتهمه بخبر رواه وقد
وثقه ابن حبان. وعن سعيد بن جبير قال سأل رجل عبد الله بن عمر عن صوم
يوم عرفة فقال كنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدله بصوم سنتين قلت له عند
النسائي يعدله بصوم سنة رواه الطبراني في الأوسط وهو حديث حسن. وعن زيد
ابن أرقم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن صيام يوم عرفة قال يكفر السنة التي
أنت فيها والسنة التي بعدها. رواه الطبراني في الكبير وفيه رشدين بن سعد
وفيه كلام وقد وثق.
(باب في صيام شوال وغيره)
عن عكرمة بن خالد قال حدثني أبي أنه سمع من فلق رسول الله صلى الله عليه وسلم
من صام رمضان وشوالا والأربعاء والخميس دخل الجنة. رواه أحمد وفيه من
لم يسم، وبقية رجاله ثقات.
(باب الصيام في شهر الله المحرم والأشهر الحرم)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوم عرفة كان له كفارة
سنتين ومن صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون يوما. رواه الطبراني في
الصغير وفيه الهيثم بن حبيب ضعفه الذهبي. وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون حسنة. رواه الطبراني في الكبير وفيه
الهيثم بن حبيب أيضا. وعن جندب بن سفيان قال كان رسول الله
190

صلى الله عليه وسلم يقول إن أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل وأفضل
الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم - قلت عزاه في الأطراف إلى
النسائي ولم أجده في نسختي وكأنه في الكبرى رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال
الصحيح. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام ثلاثة
أيام من شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب له عبادة ستين سنة. رواه
الطبراني في الأوسط عن يعقوب بن موسى المدني عن مسلمة، ويعقوب مجهول
ومسلمة هو ابن راشد الحماني قال فيه أبو حاتم مضطرب الحديث وقال الأزدي
في الضعفاء لا يحتج به وأورد له هذا الحديث وأبوه راشد بن نجيح أبو محمد الحماني
أخرج له ابن ماجة وقال أبو حاتم صالح الحديث وذكره ابن حبان في الثقات
وقال ربما أخطأ، وقال ابن الجوزي إنه مجهول وليس كما قال فقد روى عنه
حماد بن زيد وابن المبارك وأبو نعيم الفضل بن دكين وآخرون.
(باب في صيام رجب)
عن خرشة بن الحر قال رأيت عمر بن الخطاب يضرب أكف الرجل في
صوم رجب حتى يضعونها في الطعام ويقول رجب وما إنما رجب شهر
كان يعظمه أهل الجاهلية فلما جاء الاسلام ترك. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه الحسن بن جبلة ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد العزيز
ابن سعيد عن أبيه قال عثمان وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات من صام يوما من رجب فكأنما صام سنة
ومن صام منه سبعة أيام غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له
ثمانية أبواب الجنة ومن صام منه عشرة أيام لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه ومن صام منه
خمسة عشر يوما نادى مناد في السماء قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل ومن
زاد زاده الله وفي رجب حمل الله نوحا في السفينة فصام رجب وأمر من معه أن
يصوموا. قلت فذكر الحديث وقد تقدم بتمامه والكلام عليه في صيام عاشوراء.
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتم صوم شهر بعد رمضان إلا
رجب وشعبان. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو ضعيف.
191

(باب الصيام في شعبان)
عن أنس بن سيرين قال أتينا أنس بن ملك في يوم خميس فدعا بمائدته فدعاهم
إلى الغداء فتغدى بعض القوم وأمسك بعض فقال لهم أنس لعلكم أثنايون لعلكم خميسون
كان رسول الله صلى الله وسلم يصوم ولا يفطر حتى نقول ما في رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يفطر العام ثم يفطر حتى نقول ما في نفسه ان يصوم العام وكان أحب الصوم إليه
في شعبان قلت في الصحيح طرف منه - رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه
عثمان بن رشيد الثقفي وهو ضعيف. وعن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان
كله قالت قلت يا رسول الله أحب الشهور إليك ان تصومه شعبان قال إن الله يكتب
على كل نفس منية تلك السنة فأحب ان يأتيني أجلى وانا صائم - قلت في الصحيح
طرف منه - رواه أبو يعلى وفيه مسلم بن خالد الزنجي وفيه كلام وقد وثق.
وعن سهل بن سعد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا بفطر ويفطر
حتى نقول لا يصوم وكان أكثر صومه في شعبان. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه عمر بن صهبان وهو متروك. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يصل شعبان برمضان. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن عطية
وهو ضعيف. وعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصل شعبان برمضان. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن أبي ثعلبة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصوم شعبان ورمضان يصلهما. رواه الطبراني في الكبير وفيه الأحوص بن حكيم
وفيه كلام كثير وقد وثق. وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من
كل شهر ثلاثة أيام فربما أخر ذلك حتى يجتمع عليه صوم السنة وربما أخره حتى
يصوم شعبان. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام.
(باب في صيام الدهر)
عن أبي ملك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة غرفا يرى
ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وألان الكلام
وتابع الصيام وصلى والناس نيام. رواه أحمد ورجاله ثقات، ولهذا الحديث طرق
192

تذكر في مواضعها إن شاء الله. وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام
الدهر ضيقت عليه جهنم هكذا، وقبض كفه. رواه أحمد والبزار إلا أنه قال وعقد
تسعين، والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي قيس مولى عمرو
أن عمرا كان يسرد الصوم. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
وعن مجاهد قال دخلت انا ويحيى بن جعدة على رجل من الأنصار من أصحاب
الرسول صلى الله عليه وسلم قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم مولاة لبني عبد المطلب فقال إنها قامت
الليل وتصوم النهار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكني انا أنام وأصلي وأفطر فمن
اقتدى بي فهو منى ومن رغب عن سنتي فليس منى إن لكل عمل شرة (1) ثم فترة فمن
كانت فترته إلى بدعة فقد ضل ومن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح. وقد تقدمت أحاديث بنحو هذا. وعن أسماء بنت يزيد
قالت أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراب فدار على القوم وفيهم رجل صائم فلما بلغه قال
له اشرب فقيل يا رسول الله انه ليس يفطر يصوم الدهر قال لا صام من صام الأبد.
رواه أحمد والطبراني في الكبير وقال لا صام ولا أفطر من صام الأبد. وفيه
ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لا صام من صام الأبد. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيدة بن معتب (2) وهو
متروك. وعن عبد الله بن سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا صام من صام الأبد.
رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام. وعن عمرو بن سلمة
قال سئل ابن مسعود عن صوم الدهر فكرهه. رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.
(باب أفضل الصوم)
عن صدقة الدمشقي قال جاء رجل إلى ابن عباس يسأله عن الصوم فقال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من أفضل الصيام صيام أخي داود عليه
السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما. رواه أحمد، وصدقة ضعيف وإن كان فيه
بعض توثيق ولم يدرك ابن عباس.

(1) أي نشاطا ورغبة.
(2) في الأصل مهملة من النقط.
193

(باب فيمن صام يوما في سبيل الله)
عن معاذ بن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما في سبيل الله في
غير رمضان بعد من النار مائة عام سير المضمر الجواد. رواه أبو يعلى وفيه زبان
ابن فايد وفيه كلام. كثير وقد وثق. وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء
والأرض. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وإسناده حسن. وعن أبي الدرداء
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام المرء في سبيل الله يبعده من جهنم مسيرة سبعين
عاما. رواه الطبراني في الكبير وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف. وعن جابر قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار
خندقا كما بين السماء والأرض، وفى رواية سبعين خريفا. رواه الطبراني في الأوسط
وفى إسناد السبعين بقية وهو ثقة ولكنه مدلس، وفى إسناد الأول عيسى بن
سليمان الجرجاني وهو ضعيف. وعن عمرو بن عبسة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من صام يوما في سبيل الله بعدت منه النار مسيرة مائة عام. رواه الطبراني في
الكبير والأوسط ورجاله موثقون. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار مسيرة مائة عام ركض
الفرس الجواد المضمر. رواه الطبراني في الكبير وفيه مطرح وهو ضعيف. وعن
عتبة بن عبد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما في سبيل الله باعد الله منه
جهنم كما بين السماوات والأرضين السبع ومن صام يوما تطوعا باعد الله منه جهنم
مسيرة ما بين السماء. رواه الطبراني في الكبير وفيه الواقدي وفيه كلام كثير
وقد وثق. وعن عبد الله بن سفيان الأزدي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم قال ما من رجل يصوم يوما في سبيل الله الا باعده الله من النار مقدار مائة
عام قال حبيب لأبي بشر مائتي عام قال أبو بشر لعثامة بن قيس لقد ظننت ذلك
فقال عبد الله بن سفيان إنما أحدثكم بما سمعت ليس أحدثكم بما تحدثوني.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وأبو بشر لا أعرفه وبقية رجاله ثقات.
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الغزاة في سبيل
194

الله خادمهم ثم الذي يأتيهم بالاخبار وأخصهم عند الله منزلة الصائم فذكر الحديث
ويأتي بتمامه في الجهاد إن شاء الله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عنبسة
ابن مهران الحداد وهو ضعيف.
(باب صيام ثلاثة أيام من كل شهر)
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول صام نوح عليه السلام الدهر الا يوم الفطر والأضحى وصام داود
عليه السلام نصف الدهر وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر صام الدهر
وأفطر الدهر - قلت صيام نوح رواه ابن ماجة وصيام داود في الصحيح - رواه
الطبراني في الكبير وفيه أبو قنان ولم أعرفه. وعن ابن الحوتكية قال أتى
عمر بن الخطاب بطعام فدعا إليه رجلين فقال أحدهما إني صائم قال وأي الصيام
تصوم لولا كراهية أن أزيد أو انتقص لحدثتكم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
جاءه الاعرابي بالأرنب ولكن أرسلوا إلى عمار فجاء عمار فقال أشاهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم جاءه الاعرابي بالأرنب قال نعم إني رأيت بها دما فقال
كلوها فقال إني صائم قال وأي الصيام تصوم قال أول الشهر وآخره قال إن
كنت صائما فصم الثلاث عشرة والأربع عشرة والخمس عشرة. رواه أحمد
وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي وقد اختلط. وعن موسى بن طلحة
قال قال عمر لأبي ذر وعمار وأبى الدرداء أتذكرون يوم كنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم بمكان كذا وكذا فأتاه أعرابي بأرنب بها دم فأمرنا فأكلنا ولم
يأكل قال نعم قال له ادنه فأطعم قال إني صائم أصوم ثلاثة أيام من الشهر أوله
وآخره كما تيسر على قال عمر هل تدرون ما الذي أمره النبي صلى الله عليه وسلم
قالوا أمره أن يصوم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة فقال عمر هكذا
قال النبي صلى الله عليه وسلم - قلت حديث أبي ذر وحده رواه الترمذي
باختصار - رواه الطبراني في الكبير وفيه حكيم بن جبير وفيه كلام كثير وقال أبو
زرعة محله الصدق إن شاء الله. وعن موسى بن طلحة أنه دفع إلى عمر بن الخطاب
وهو يغدي الناس فمر به رجل أو سلم عليه رجل فقال له عمر هلم فقال أني صائم
195

قال وأي الشهر تصوم قال من كل شهر أوله وأوسطه قال عمر ادعو إلى عبد الله
ابن مسعود وأبي بن كعب فسمى رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فجاؤوا فقال هل
تحفظون يوم جاء الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأرنب في وادي
كذا وكذا قالوا نعم فذكر نحوه - قلت حديث أبي بن كعب رواه النسائي رواه
الطبراني في الأوسط وفيه سهل بن عمار النيسابوري وهو ضعيف. وعن يزيد بن
عبد الله بن الشخير عن الاعرابي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صوم شهر
الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر (1). رواه أحمد والطبراني في
الكبير إلا أنه قال ثنا رجل من عكل، ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن قرة
ابن أياس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وإفطاره.
رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن
هنيدة الخزاعي عن أمه قالت دخلت على أم سلمة فسألتها عن الصيام فقالت كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر أولها الاثنين والجمعة
والخميس - قلت رواه النسائي خلا والجمعة رواه أحمد، وأم هنيدة لم أعرفها.
وعن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال صوم شهر الصبر وثلاثة أيام يذهبن بوحر الصدر.
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام. وعن ابن
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوم شهر الصبر وثلاثة أيام يذهبن وحر الصدر.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فسأله عن الصيام فشغل عنه فقال له عبد الله بن مسعود صم رمضان وثلاثة أيام
من كل شهر فقال أعوذ بالله منك يا عبد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما تبغي صم
رمضان وثلاثة أيام من كل شهر. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن
عمر أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصيام فقال عليك بالبيض ثلاثة أيام من كل
شهر. رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله ثقات. وعن أبي العلاء قال
كنا بالمربد فأتانا أعرابي ومعه قطعة أديم فقال أنظروا ما فيها فإذا كتاب من رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى بنى زهير بن قيس حي من عكل انكم إن أقمتم الصلاة وآتيتم

(1) أي غشه ووساوسه، وقيل الحقد والغيظ، وقيل العداوة، وقيل أشد الغضب.
196

الزكاة وأديتم خمس ما غنمتم وسهم النبي والصفي فأنتم آمنون بأمان الله، قلت أنت
سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعته يقول شهر الصبر وثلاثة أيام من كل
شهر يذهبن وغر الصدر، فسألنا عنه فقيل هذا النمر بن تولب - قلت رواه أبو
داود خلا ذكر الصوم - رواه الطبراني في الأوسط من طريق خلاد بن قرة بن
خلاد عن أبيه وكلاهما لم أعرفه. وعن رجل من بنى سليم قال جلست في المربد
فجاء أعرابي بحلب له من إبل فأقامها عندنا فغشيتنا إبله فقمنا من مجلسنا وغشيتنا
الثانية فقال رجل من القوم إني لأراك مجنونا قال ما أنا بمجنون وإن معي كتابا
من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجه فإذا هو كراع من أديم فقر أناه فإذا
فيه صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر فقلنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم كتب لك هذا فقال أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كتب لي. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح خلا هذا الرجل
الذي من بنى سليم فإني لم أعرفه. وعن كهمس الهلالي قال قدمت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأقمت عنده تم خرجت عنه فأتيته بعد حول فقلت يا رسول الله أما تعرفني
قال لا قلت انا الذي كنت عندك عام الأول قال فما غيرك بعدي قال ما أكلت
طعاما بنهار منذ فارقتك قال فمن امرك بتعذيب نفسك صم يوما من الشهر قلت زدني
فزادني حتى قال صم ثلاثة أيام من الشهر. رواه الطبراني في الكبير، وفيه
حماد بن يزيد المنقري ولم أجد من ذكره. وعن ميمونة بنت سعد أنها قالت
يا رسول الله أفتنا عن الصوم فقال من كل شهر أيام من استطاع ان يصومهن فان
كل يوما يكفر عشر سيئات وينقي من الاثم كما ينقي الماء الثوب. رواه الطبراني
في كبير وإسناده ضعيف.
(باب صيام الاثنين والخميس)
عن واثلة أنه كان يصوم الاثنين والخميس ويقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصومها ويقول تعرض فيها الأعمال على الله تبارك وتعالى. رواه الطبراني في الكبير
وفيه محمد بن عبد الرحمن القشيري وهو متروك. وعن عبد الله بن مسعود قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين والخميس. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو
197

بلال الأشعري وهو ضعيف. وعن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يصوم الاثنين والخميس. رواه الطبراني في الكبير وفيه الحماني وفيه كلام.
(باب صيام السبت والأحد)
عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تصم يوم السبت الا في فريضة ولو
لم تجد إلا لحاء (1) شجرة فأفطر عليه. رواه الطبراني في الكبير من طريق إسماعيل
ابن عباس عن الحجازيين وهو ضعيف فيهم. وعن كريب قال أرسلني ناس إلى
أم سلمة أسألها اي الأيام كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر لها صوما فقالت
السبت والأحد ويقول هما يوما عيد للمشركين فأحب ان أخالفهم. رواه الطبراني
في الكبير ورجاله ثقات وصححه ابن حبان. وعن عبيد الأعرج قال حدثتني
جدتي أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتغدى وذلك يوم السبت فقال لها
تعالى فكلي فقالت إني صائمة فقال أصمت أمس قالت لا قال كلي فان صيام يوم
السبت لا لك ولا عليك - قلت لها حديث في صيام يوم السبت في السنن غير هذا
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام. وعن عمير بن جبير مولى خارجة أن
المرأة التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم السبت حدثته أنها
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال لا لك ولا عليك. رواه أحمد
وعمير هذا لم أعرفه.
(باب في صيام الأربعاء والخميس والجمعة)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام الأربعاء
والخميس كتبت له براءة من النار. رواه أبو يعلى وفيه أبو بكر بن أبي مريم
وهو ضعيف. وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله. رواه أبو يعلى وفيه أبو
بكر بن أبي مريم وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
صام الأربعاء والخميس والجمعة بنى الله له بيتا في الجنة يرى ظاهره من باطنه وباطنه
من ظاهره. رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح بن جبلة ضعفه الأزدي.
وعن أنس بن ملك أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من صام الأربعاء والخميس
والجمعة بنى الله له قصرا في الجنة من لؤلؤ وياقوت وزبرجد وكتب له براءة من

(1) اللحاء: القشر، وفى رواية " إلا لحاء عنة ".
198

النار. رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح بن جبلة ضعفه الأزدي. وعن أبي أمامة
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام يوم الأربعاء والخميس والجمعة
بنى الله له بيتا في الجنة يرى ظاهره من باطنه وباطنه من ظاهره. رواه الطبراني
في الكبير وفيه صالح بن جبلة ضعفه الأزدي. وعن ابن عمر قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام الأربعاء والخميس ويوم الجمعة ثم تصدق يوم الجمعة بما
قال أو كثر غفر له كل ذنب عمله حتى يصير كيوم ولدته أمه من الخطايا. رواه
الطبراني في الكبير وفيه محمد بن قيس المدني أبو حازم ولم أجد من ترجمه.
(باب في صيام يوم الجمعة)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصوموا يوم الجمعة
وحده. رواه أحمد وفيه الحسين بن عبد الله بن عبيد الله وثقه ابن معين وضعفه
الأئمة. وعن بشير بن الخصاصية أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
أصوم يوم الجمعة ولا أكلم أحدا ذلك قال لا تصم يوم الجمعة إلا في أيام هو أحدها
وأما لا تكلم أحدا فلعمري لان تكلم فتأمر بمعروف وتنهى عن منكر خير من أن
تسكت، هكذا رواه الطبراني في الكبير، ورواه أحمد عن ليلى امرأة بشير أنه
سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقد قيل إنها صحابية. ورجاله ثقات. وعن جابر
ابن عبد الله الأنصاري قال دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة
وبين يديه طعام يأكل منه فقال ادنوا فكلوا من هذا الطعام فقلنا إنا صيام
يا رسول الله فقال هل صمتم أمس قلنا لا قال تريدون أن تصوموا غدا قلنا لا قال
ادنوا فكلوا فان يوم الجمعة لا يصام وحده يتخذ عيدا قلت لجابر حديث في
الصحيح باختصار - رواه الطبراني في الصغير والأوسط بزيادة يتخذ عيدا، وفيه
عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري وهو متروك. وعن عامر بن لدين الأشعري
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن يوم الجمعة عيدكم فلا تصوموه
إلا أن تصوموا قبله أو بعده. رواه البزار وإسناده حسن. وعن ابن سيرين قال
كان أبو الدرداء يحيي ليلة الجمعة ويصوم يومها فأتاه سلمان وكان النبي صلى الله
عليه وسلم آخى بينهما فنام عنده فأراد أبو الدرداء أن يقوم ليلته فقام إليه سلمان فلم
199

يدعه حتى نام وأفطر فجاء أبو الدرداء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال
النبي صلى الله عليه وسلم عويمر سلمان أعلم منك لا تخص ليلة الجمعة بصلاة ولا
يومها بصيام. رواه الطبراني في الكبير وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح.
وعن ابن عمر قال ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صائما في جمعة قط. رواه
الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس. وعن ابن
عمر قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مفطرا في يوم جمعة قط. رواه
أبو يعلى والبزار وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف، وقال ابن عدي له
أحاديث صالحة. وعن ابن عباس أنه لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر يوم جمعة قط.
رواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس. وعن أبي أمامة ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى الجمعة وصام يومه وعاد مريضا وشهد جنازة وشهد
نكاحا وجبت له الجنة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وفيه محمد
ابن حفص الا وصاني وهو ضعيف.
(باب الشتاء ربيع المؤمن)
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشتاء ربيع المؤمن. رواه أحمد
وأبو يعلى واسناده حسن (1). وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوم في الشتاء
الغنيمة الباردة. رواه الطبراني في الصغير وفيه سعيد بن بشير وهو ثقة ولكنه اختلط.
(باب صيام المرأة بغير إذن زوجها)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصوم المرأة يوما
واحدا وزوجها شاهد إلا باذنه الا رمضان - قلت هو في الصحيح خلا قوله إلا
رمضان - رواه أحمد وإسناده حسن. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أيما امرأة صامت بغير إذن زوجها فأرادها على شئ فامتنعت عليه
كتب الله عليها ثلاثا من الكبائر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه بقية وهو
ثقة ولكنه مدلس.

(1) في كشف الخفاء للعجلوني كلام على هذا الحديث.
200

(باب فيمن نزل بقوم فأراد الصوم)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبسه الله نعمة فليكثر من الحمد
لله ومن كثرت ذنوبه فليستغفر الله ومن أبطأ رزقه فليكثر من قول لا حول ولا قوة
الا بالله ومن نزل بقوم فلا يصومن إلا باذنهم. رواه الطبراني في الصغير والأوسط
وهو طويل ويأتي بتمامه في البر والصلة إن شاء الله، وفيه يونس بن تميم ضعفه الذهبي
بهذا الحديث. وعن عائشة قالت دخلت على امرأة فأتيتها بطعام فقالت إني صائمة
فقال النبي صلى الله عليه وسلم أمن قضاء رمضان قالت لا قال فافطري. رواه
الطبراني في الأوسط. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
دخل أحدكم على أخيه المسلم فأراد أن يفطر فليفطر الا أن يكون ذلك من رمضان أو
قضاء رمضان أو نذر. رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس.
وعن ابن عمر أنه كان إذا أراد أحد ان يصحبه في سفر اشترط عليه ان لا يصحبنا
على تغير خلال ولا ينازعنا الا ذان ولا يصومن الا بإذننا. رواه الطبراني
في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
(باب في الصائم يؤكل بحضرته)
عن ابن عباس قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل الصائم إذا جالس
القوم وهم يطعمون صلت عليه الملائكة حتى يفطر الصائم. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه أبان بن أبي عياش وهو متروك.
(باب فيمن يصبح صائما ثم يفطر)
عن شداد بن أوس أنه بكى فقيل له ما يبكيك قال شئ سمعته من رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأبكاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أخوف ما أخاف على أمتي الشرك
والشهوة الخفية قلت يا رسول الله أتشرك أمتك من بعدك قال نعم أما إنهم لا
يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا ولكن يراؤن بأعمالهم والشهوة
الخفية أن يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه قلت
201

رواه ابن ماجة خلا ذكر الصوم رواه أحمد وفيه عبد الواحد بن زيد وهو
ضعيف. وعن ابن عمر قال أصبحت عائشة وحفصة صائمتين فأهدى لهما طعام
فأفطرتا فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فسألته إحداهما أحسبه قال حفصة قال اقضيا يوما
مكانه. رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه حماد بن الوليد ضعفه الأئمة
وقال أبو حاتم شيخ. وعن أبي هريرة قال أهديت لعائشة وحفصة هدية وهما
صائمتان فأكلتا منها فذكرتا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال اقضيا يوما مكانه ولا تعودا.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أبي سلمة المكي وقد ضعف بهذا الحديث.
وعن أم هانئ بنت أبي طالب قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة
وانا صائمة فقال اشربي قلت إني صائمة قال أصوم قضاء قلت لا قال فاشربي
فشربت قلت لها عند الترمذي حديث غير هذا رواه الطبراني في الأوسط وفيه
رجل لم يسم. وعن ثوبان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في غير رمضان فأصابه
أحسبه قئ فتوضأ ثم أفطر قلت يا رسول الله ألم تكن صائما قال بلى ولكني قئت
فأفطرت فلما كان من الغد سمعته يقول هذا اليوم مكان إفطاري بالأمس قلت
لثوبان عند أبي داود وغيره انه قاء فأفطر رواه البزار وفيه عبتة بن السكن
الحمصي وهو متروك. وعن أبي طلحة أنه كان يصبح صائما متطوعا ثم يأتي أهله
فيقول هل عندكم شئ رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف.
(باب رب صائم حظه من صيامه الجوع)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رب صائم حظه من صيامه الجوع
والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
(باب ما نهى عن صيامه من أيام التشريق وغيرها)
عن سعد بن أبي وقاص قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنادي أيام منى
أنها أيام أكل وشرب. ولا صوم فيها يعني أيام التشريق. رواه أحمد وفى
رواية عنده أيضا يا سعد قم فأذن بمنى فذكر نحوه. ورواه البزار ورجاله الجميع
رجال الصحيح. وعن أبي الشعثاء قال أتينا ابن عمر في اليوم الأوسط من أيام
202

التشريق قال فأتي بطعام فأتى القوم وتنحى ابن له قال فقال له ادن فأطعم فقال
إني صائم قال فقال أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها أيام طعم وذكر. رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن يونس بن سداد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى
عن صوم أيام التشريق. رواه عبد الله بن أحمد والبزار وقال لا يعلم أسند يونس
إلا هذا الحديث وفيه سعيد بن بشير وهو ثقة ولكنه اختلط. وعن حبيبة بنت
سريق أنها كانت مع أبيها فإذا بديل بن ورقاء على العضباء راحلة رسول الله صلى الله
عليه وسلم يرحلها فنادى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان صائما فليفطر
فإنها أيام أكل وشرب. رواه أحمد والطبراني في الأوسط إلا أنه قال إنها
كانت مع أمها العجماء، وفى إسناد أحمد رجل لم يسم. وعن أنس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم نهى عن ستة أيام من السنة يوم الأضحى ويوم الفطر وثلاثة
أيام التشريق. رواه أبو يعلى وهو ضعيف من طرقه كلها. وعن أبي هريرة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام ستة أيام من السنة يوم الأضحى
ويوم الفطر وأيام التشريق واليوم الذي يشك فيه من رمضان. رواه البزار وفيه عبد الله
ابن سعيد المقبري وهو ضعيف. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أرسل صائحا يصيح أن لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب وبعال، والبعال
وقاع النساء. رواه الطبراني في الكبير، وفى رواية له في الأوسط والكبير أيضا
أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بديل بن ورقاء، وإسناد الأول حسن. وعن أم
الحارث بنت عياش قالت رأيت بديل بن ورقاء على جمل يتبع الناس فينادي أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل
وشرب. رواه الطبراني في الكبير وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف. وعن
معمر بن عبد الله العدوي قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنادي في الناس
بمنى أن أيام التشريق أيام أكل وشرب. رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.
وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن صيام ثلاثة أيام
تعجيل يوم التروية ويوم الأضحى والفطر. رواه الطبراني في الصغير والأوسط
وفيه سعيد بن مسلمة وقد ضعفه البخاري وجماعة ووثقه وابن حبان وقال يخطئ
203

وعن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيام التشريق أيام أكل
وشرب. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن عمر بن يزيد الأصبهاني
ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات. وعن أسامة الهذلي قال بعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم أيام منى رجلا على جمل أحمر فنادى أيها الناس إنها أيام أكل
وشرب فلا تصوموا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيد الله بن أبي حميد
وهو متروك. وعن ابن عباس قال شهد عندي رجال مرضيون وأرضاهم عندي
عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يوم الفطر ويوم النحر قلت حديث عمر
في الصحيح وحده رواه الطبراني في الأوسط وفيه حجاج بن نصير وثقه
ابن حبان وقال يخطئ، وضعفه جماعة.
كتاب الحج
بسم الله الرحمن الرحيم
(باب فرض الحج)
عن أبي أمامة قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فقال إن الله كتب عليكم
الحج فقام رجل من الاعراب فقال أفي كل عام فعلق كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
وغضب ومكث طويلا ثم مكث فقال من هذا السائل فقال الاعرابي أنا يا رسول الله
فقال ويحك يؤمنك أن أقول نعم والله لو قلت نعم لو جبت لو أنى أحللت لكم
جميع ما في الأرض من شئ وحرمت عليكم مثل خف بعير لوقعتم فأنزل الله عز
وجل عند ذلك (با أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) الآية.
رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن جيد. وعن ابن عباس قال جاء رجل
من بني سعد بن بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
مسترضعا فيهم فقال يا بنى عبد المطلب قال قد أجبتك قال أنا وافد قومي ورسولهم
وأنا سائلك ومشتدة مسألتي إياك ومناشدك مشتد مناشدتي إياك فلا تجدن على
204

قال نعم قال أخبرني من خلق السماوات والأرض والجنة والنار قال الله قال
نشدتك به أهو أرسلك بما أتتنا به كتبك وأتتنا رسلك أن نشهد أن لا إله إلا
الله وان ندع اللات والعزى قال نعم قال نشدتك به أهو أمرك قال نعم قال وأتتنا
كتبك وأتتنا رسلك أن نصلى في كل يوم وليلة خمس صلوات نشدتك بالله أهو
أمرك قال نعم قال أتتنا كتبك وأتتنا رسلك ان نحج البيت في ذي الحجة نشدتك
بالله أهو أمرك قال نعم قال هؤلاء خمس فلست أزيد عليهن فلما قفا قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أما انه ان فعل الذي قال دخل الجنة. رواه الطبراني في الكبير وقد
تقدمت له طرق في الصلاة رواها أحمد وغيره ورجال بعضها رجال الصحيح وفى
هذه الطريق موسى بن أبي جعفر ولم أجد من ذكره. وعن سمرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا واعتمروا واستقيموا يستقم بكم.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان وغيره
وضعفه ابن معين وغيره. وعن يعلى بن أمية قال جاء رجل إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم متضمخ بالخلوق (1) عليه مقطعات قد أحرم بعمرة قال كيف تأمرني
يا رسول الله في عمرتي فأنزل الله عز وجل (وأتموا الحج والعمرة لله) فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من السائل عن العمرة فقال أنا فقال ألق ثيابك واغتسل
واستنق ما استطعت وما كنت صانعا في حجتك فاصنعه في عمرتك قلت هو في
الصحيح باختصار رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحج جهاد والعمرة تطوع. رواه الطبراني في
الكبير وفيه محمد بن الفضل بن عطية وهو كذاب. وعن ابن مسعود قال
أمرتم بإقامة أربع إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وأقيموا الحج والعمرة إلى البيت
والحج الحج الأكبر والعمرة الحج الأصغر. رواه الطبراني في الكبير ورجاله
ثقات. قلت وقد تقدمت في الايمان أحاديث في فرض الحج وغيره.
(باب حج الصبي قبل البلوغ والعبد قبل العتق)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما صبي حج ثم بلغ

(1) أي متلطخ بطيب.
205

الحنث عليه حجة أخرى وأيما أعرابي حج ثم هاجر فعليه أن يحج حجة أخرى
وأيما عبد حج ثم عتق فعليه حجة أخرى. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال
الصحيح. قلت وتأتي أحاديث في حج الصبي والحج عن الميت والعاجز في أواخر
الكتاب إن شاء الله.
(باب الحث على الحج)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استمتعوا بهذا البيت فقد
هذم مرتين ويرفع في الثالثة. رواه البزار والطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
وعن محمد بن المنكدر قال لقي لاق ابن عمر وهو علي ناب (1) لا تساوى عشرة دراهم
فقال له يا أبا عبد الرحمن على هذه تحج قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا
تدع الحج ولو على ناب جمعا تسوى عشرة دراهم فوالله ما حضرني من ظهر غيره
وما كنت لأدع الحج. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن سنان الزهري
وهو ضعيف. وعن الحسين بن علي قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني جبان
وإني ضعيف فقال هلم إلى جهاد لا شوكة فيه الحج. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط ورجاله ثقات. وعن عثمان بن سليمان عن جدته أم أبيه قالت جاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أريد الجهاد في سبيل الله قال ألا أدلك على جهاد
لا شوكة (2) فيه قلت بلى قال حج البيت. رواه الطبراني في الكبير وفيه الوليد بن أبي
ثور ضعفه أبو زرعة وجماعة وزكاه شريك. وعن أبي سعيد الخدري أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يقول إن عبدا أصححت له بدنه وأو سعت عليه في
الرزق لم يغد إلى في كل أربعة أعوام لمحروم. رواه الطبراني في الوسط وأبو يعلى
الا أنه قال خمسة أعوام، ورجال الجميع رجال الصحيح. وعن أبي هريرة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن كان قال جهاد الكبير والصغير والضعيف والمرأة
الحج والعمرة. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

(1) هي الناقة الهرمة التي طال نابها.
(2) شوكة المقتال شدته وحدته. كما في النهاية
206

(باب فيمن ترك الخير والحج لعرض من الدنيا)
عن أبي جحيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد ولا أمة
يدع ان يمشى في حاجة أخيه المسلم إلا مشى منها في سخط الله عز وجل ولا
يدع ان ينفق نفقة في سبيل الله الا أنفق أضعافا مضاعفة في سخط الله ولا يدع
الحج لغرض من الدنيا الا رأى المخلفين قبل ان يقضى تلك الحاجة. رواه
الطبراني في الكبير وفيه عبيد بن القاسم الأسدي وهو متروك.
(باب فضل الحج والعمرة)
عن عمرو بن عبسة قال قال رجل يا رسول الله ما الاسلام قال أن تسلم قلبك
وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك قال فأي الاسلام أفضل قال الايمان قال وما
الايمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت قال فأي
الايمان أفضل قال الهجرة قال وما الهجرة قال أن تهجر السوء قال فأي الهجرة
أفضل قال الجهاد قال وما الجهاد قال أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم قال فأي الجهاد
أفضل قال من عقر جواده وأهريق دمه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عملان هما
أفضل الأعمال إلا من عمل بمثلها حجة مبرورة أو عمرة. رواه أحمد والطبراني
ورجاله رجال الصحيح. وعن ماعز عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي الأعمال أفضل
قال إيمان بالله وحده ثم الجهاد ثم حجة برة تفضل سائر الأعمال كما بين مطلع
الشمس إلى مغربها. رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح.
وعن الشفاء قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله رجل أي الأعمال أفضل قال
إيمان بالله وجهاد في سبيله وحج مبرور. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
رواه أحمد وفيه محمد بن ثابت وهو ضعيف. وعن جابر بن عبد الله عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة قيل وما بره قال إطعام الطعام
وطيب الكلام. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. رواه الطبراني
207

في الكبير وفيه يحيى بن صالح الأبلي قال العقيلي روى عنه يحيى بن بكير منا كير.
قلت وتأتي أحاديث كثيرة في فضل الحج في أواخر كتاب الحج إن شاء الله.
وعن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة
ضعف. رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه أبو زهير ولم أجد من ذكره.
وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج في سبيل الله النفقة فيه الدرهم
بسبعمائة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه. وعن جابر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للكعبة لسانا وشفتين ولقد اشتكت إلى الله
فقالت يا رب قل عوادي وقل زواري فأوحى الله عز وجل إني خالق بشرا خشعا
سجدا يحنون إليك كما تحن الحمامة إلى بيضها. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سهل
ابن قرين وهو ضعيف. وعن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
داود النبي صلى الله عليه وسلم قال إلهي ما لعبادك عليك إذا هم زاروك في
بيتك قال إن لكل زائر على المزور حقا يا داود ان لهم على أن أعافيهم في الدنيا
وأغفر لهم إذا لقيتهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن حمزة الرقي وهو ضعيف.
وعن جابر بن عبد الله رفعه قال ما أمعر حاج قط قيل لجابر ما الإمعار قال
ما افتقر (1) رواه الطبراني في الأوسط والبزار ورجاله رجال الصحيح. وعن
عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج في هذا الوجه لحج أو عمرة
فمات فيه لم يعرض ولم يحاسب وقيل له ادخل الجنة قالت وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الله يباهي بالطائفين. رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفى إسناد الطبراني
محمد بن صالح العدوي ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله رجال الصحيح، وإسناد
أبى يعلي فيه عائذ بن بشير (2) وهو ضعيف (3). وعن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة ومن خرج
معتمرا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة ومن خرج غازيا فمات كتب له

(1) أصله من معر الرأس وهو قلة شعره.
(2) في الأصل " نسير " ولعله " بشير " كما في لسان الميزان.
(3) فائدة هو من رواية جعفر بن برقان عن الزهري وهو ضعيف في الزهري خاصة وذكر الطبراني ان جعفرا انفرد به.
208

أجر الغازي إلى يوم القيامة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جميل بن أبي
ميمونة وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكره فيه جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان
في الثقات. وعن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن هذا البيت دعامة من دعائم الاسلام
فمن حج البيت أو اعتمر فهو ضامن على الله فان مات أدخله الجنة وان رده إلى
أهله رده بأجر وغنيمة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبد الله بن
عبيد بن عمير وهو متروك. وعن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما راح مسلم في سبيل الله مجاهدا أو حاجا مهلا أو ملبيا إلا غربت الشمس بذنوبه
وخرج منها. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه. وعن عبد الله بن جراد
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حجوا فان الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يعلى بن الأشدق وهو كذاب. وتأتي أحاديث
كثيرة في فضل الحج بعد هذا إن شاء الله تعالى.
(باب فيمن يحج ماشيا)
عن ابن عباس أنه قال يا بنى اخرجوا من مكة حاجين مشاة حتى ترجعوا إلى
مكة مشاة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الحاج الراكب له بكل خطوة
تخطوها راحلته سبعون حسنة وإن الحاج الماشي له بكل خطوة يخطوها سبعمائة
حسنة من حسنات الحرم قيل يا رسول الله وما حسنات الحرم قال الحسنة بمائة الف
حسنة. رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه قصة. وله عند
البزار إسنادان أحدهما فيه كذاب والآخر فيه إسماعيل بن إبراهيم عن سعيد بن
جبير ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جماعة من مزينة وجماعة من هذيل وجماعة من جهينة فقالوا يا رسول الله إنا خرجنا
إلى مكة مشاة وقوم يخرجون ركبانا فقال النبي صلى الله عليه وسلم للماشي أجر سبعين حجة وللراكب
أجر ثلاثين حجة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو متروك.
(باب في الحج بالحرام)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أم هذا البيت من الكسب
209

الحرام شخص في غير طاعة الله فإذا أهل ووضع رجله في الغرز أو الركاب وانبعثت
به راحلته قال لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك كسبك
حرام وزادك حرام وراحلتك حرام فارجع مأزورا غير مأجور وأبشر بما يسؤك
وإذا خرج الرجل حاجا بمال حلال ووضع رجله في الركاب وانبعثت به راحلته
قال لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لبيك وسعديك قد أجبتك راحلتك
حلال وثيابك حلال وزادك حلال فارجع مأجورا غير مأزور وأبشر بما يسرك.
رواه البزار وفيه سليمان بن داود اليمامي وهو ضعيف.
(باب في السفر)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سافروا تصحوا وتسلموا. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن هارون أبو علقمة الفروي وهو ضعيف.
وقد تقدم حديث أبي هريرة في فضل الصوم. وعن سعيد بن أبي سعيد المقبري
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السفر قطعة من العذاب لان الرجل يشتغل فيه عن
صيامه وصلاته وعبادته فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعجل الرجوع إلى
أهله قلت هكذا رواه مرسلا وفى الصحيح معناه من حديث أبي هريرة وهو
فرد من حديث ملك عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة لا يصح إلا من طريقه
رواه أحمد. وعن عائشة وعن ابن هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السفر قطعة
من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه ولذته فإذا فرغ أحدكم من حاجته
فليتعجل إلى أهله قلت حديث أبي هريرة في الصحيح - رواه الطبراني في
الأوسط وفيه رواد (1) بن الجراح وفيه كلام كثير وقد وثقه ابن حبان وقال يخطئ
رواه الطبراني في الأوسط (2).
(باب ما يفعل إذا أراد السفر)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أحدكم سفرا فليسلم على
إخوانه فإنهم يزيدونه بدعائهم إلى دعائه خيرا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
يحيى بن العلاء البجلي وهو ضعيف.

(1) في الأصل " زواد " بالزاي المعجمة وهو خطأ.
(2) كذا، ولعل هذه مقحمة.
210

(باب ما يقال للحاج عند الوداع والرجوع)
عن ابن عمر قال جاء غلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أريد هذه الناحية للحج
قال فمشى معه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه إليه فقال يا غلام زودك
الله التقوى ووجهك في الخير وكفاك الهم فلما رجع سلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرفع
رأسه إليه فقال يا غلام قبل الله حجك وكفر ذنبك وأخلف نفقتك. رواه الطبراني
في الأوسط وفى الصحيح طرف من أوله وفيه مسلمة بن سالم الجهني ضعفه الدارقطني.
(باب دعاء الحجاج والعمار)
عن ابن عمر أن عمر استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن له فقال يا أخي
أشركنا في صالح دعائك ولا تنسنا. رواه أحمد وأبو يعلى وفيه عاصم بن عبيد
الله بن عاصم وفيه كلام كثير لغفلته وقد وثق. وعن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج. رواه البزار والطبراني في
الصغير وفيه شربك بن عبد الله النخعي وهو ثقة وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجاج والعمار وفد الله دعاهم فأجابوه
وسألوه فأعطاهم. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن أبي موسى ورفعه إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال الحاج يشفع في أربعمائة أهل بيت أو قال من أهل بيته ويخرج من
ذنوبه كيوم ولدته أمه. رواه البزار وفيه من لم يسم ويأتي حديث بعد هذا في
تلقي الحاج وطلب الدعاء منه إن شاء الله.
(باب أي يوم يستحب السفر)
عن بريدة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا خرج
يوم الخميس. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو
متروك. وعن كعب بن ملك قال ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج
إلى سفر أو يبعث بعثا إلا يوم الخميس قلت له حديث في الصحيح من غير خصر
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن أم سلمة قالت كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يستحب أن يسافر يوم الخميس. رواه الطبراني في الكبير وفيه خالد
211

ابن أياس وهو متروك. قلت وتأتي أحاديث كثيرة فيما يتعلق بالسفر في الخصب
والجدب والمرافقة في الجهاد إن شاء الله.
(باب أدب السفر)
عن رايطة بنت كرامة المذحجي قالت كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال
لقوم سفر لا يصحبنكم خلال من هذه النعم الضوال ولا يصحبن (1) أحد منكم ضالة ولا
يردن سائلا ان كنتم تريدون الربح والسلامة ولا يصحبنكم من الناس ان كنتم
تؤمنون بالله واليوم الآخر ساحر ولا ساحرة ولا كاهن ولا كاهنة ولا منجم ولا
منجمة ولا شاعر ولا شاعرة وإن كل عذاب يريد الله أن يعذب به أحدا من
عباده فإنما يبعث الله إلى السماء الدنيا فإنها كم عن معصية الله عشاء. رواه الطبراني في
الكبير وفيه علي بن أبي على اللهبي وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال كان النبي
صلى الله عليه وسلم قاعدا بعد المغرب ومعه أصحابه إذ مرت بهم رفقة يسيرون سائقهم يقرأ
وقائدهم يحدو فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم قام يهرول بغير زاد فقالوا يا رسول الله نحن
نكفيك فقال دعوني أبلغهم ما أوحى إلى في أمرهم فلحقهم فقال أين تريدون
في هذه الساعة قالوا نريد اليمن قال فما يسيركم هذه الساعة فان لله في السماء
سلطانا عظيما يوجهه إلى أهل الأرض فلا يسيروا ولا خطوة إلا ما يجد
الرجل في بطنه ومثانته من البول الذي لا نجد منه بدا ولا خطوة وأما أنت يا سائق
القوم فعليك ببعض كلام العرب من رجزها وإذا كنت راكبا فاقرأ وعليك
بالدلجة (2) فان لله عز وجل ملائكة موكلين يطوون الأرض للمسافر كما تطوون
القراطيس وبعد الصبح يحمد القوم السرى ولا يصحبنكم شاعر ولا كاهن ولا
يصحبنكم ضالة ولا تردن سائلا إن أردتم الربح والسلامة وحسن الصحابة فعجب
لي كيف أنام حين تنام العيون كلها فان الله عز وجل ينهاكم عن السير في هذه
الساعة. رواه الطبراني في الأوسط وهو في النسخة كما ههنا ولكنها غير مقابلة،
وفيه سليم أبو سلمة صاحب الشعبي ومولاه وهو ضعيف، وقال ابن عدي لم أر له

(1) في الأصل " يضمن ".
(2) أي السير في الليل.
212

حديثا منكرا وإنما عيب عليه الأسانيد لا يتقنها. وعن انس قال إن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إذا خصبت الأرض فانزلوا عن ظهركم فاعطوه حقه من الكلأ وإذا أجدبت
الأرض فانجوا عليها بنقبها وعليكم بالدلجة فان الأرض تطوى بالليل. رواه أبو
يعلى وفيه حميد بن الربيع وثقه احمد والدارقطني وضعفه جماعة، ورواه البزار
ورجاله رجال الصحيح خلا رويم المعولي وهو ثقة. وعن جابر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا كنتم في الخصب فأمكنوا الركب أسسها ولا تعدوا المنازل وإذا كنتم
في الجدب فاستحثوا وعليكم بالدلجة فان الأرض تطوى بالليل وإذا تغولت الغيلان فنادوا
بالاذان ولا تصلوا على جواد الطريق ولا تنزلوا عليها فإنها مأوى الحيات والسباع ولا
تقضوا عليها الحوائج فإنها الملاعن. قلت رواه أبو داود وغيره باختصار كثير
ورواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وبقية هذه الأحاديث في الجهاد.
وعن عبد الرحمن بن عائذ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يحبهم الله
رجل نزل بيتا خربا ورجل نزل على طريق السبل ورجل أرسل دابته ثم جعل
يدعو الله أن يحبسها. رواه الطبراني في الكبير وفيه صدقة بن عبد الله السمين وثقه
دحيم وضعفه احمد وغيره. وعن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا ركبتم هذه البهائم العجم فإذا كانت سنة فانجوا وعليكم بالدلجة
فإنما يطويها الله. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن خالد بن معدان عن أبيه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله رفيق يحب الرفق وبرضاه ويعين عليه مالا
يعين على العنف فإذا ركبتم هذه الدواب العجم فنزلوها منازلها فان أجدبت الأرض
فانجوا عليها فان الأرض تطوى بالليل مالا تطوى بالنهار وإياكم والتعريس بالطريق
فإنه طريق الدواب ومأوى الحيات. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(باب سفر النساء)
عن عبد الله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استسند إلى بيت فوعظ الناس
وذكرهم وقال لا يصلى أحد بعد العصر حتى الليل ولا بعد الصبح حتى تطلع الشمس
ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم مسيرة ثلاث ولا تتقدمن امرأة على عمتها ولا
على خالتها قلت في الصحيح منه النهى عن الصلاة بعد الصبح رواه أحمد ورجاله
213

ثقات. وعن عدى بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسافر المرأة
فوق ثلاث إلا مع ذي محرم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط عن علي بن يزيد
الصدائي عن أبي هانئ عمر بن كثير وفيهما كلام وقد وثقا. وعن ابن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سفر المرأة مع عبدها ضيعة. رواه البزار والطبراني في
الأوسط وفيه بزيع بن عبد الرحمن ضعفه أبو حاتم، وبقية رجاله ثقات.
(باب الرفق بالنساء في السير)
عن أم سليم أنها كانت مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن يسوق بهن
سواق فقال النبي صلى الله عليه وسلم أي أنجشة رويدك سوقك بالقوارير. رواه أحمد
والطبراني في الكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح.
(باب لزوم المرأة بيتها بعد قضاء فرض الحج)
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه عام حجة الوداع هذه ثم ظهور
الصحر قال فكان كلهن يحججن إلا زينب بنت جحش وسودة بنت زمعة وكانتا
تقولان والله لا تحركنا دابة بعد أن سمعنا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم وقال
إسحاق في حديثه قالتا والله لا تحركنا دابة بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه ثم
ظهور الحصر. رواه أحمد وأبو يعلى الا أنه قال فكن كلهن يحججن الا زينب وسودة،
والبزار وقال إنما هي هذه الحجة ثم ظهور الحصر. وفيه صالح مولى التؤمة ولكنه
من رواية ابن أبي ذئب عنه وابن أبي ذئب سمع منه قبل اختلاطه وهو حديث
صحيح. وعن أم سلمة قالت قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع هي هذه
الحجة ثم الجلوس على ظهور الحصر في البيوت. رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير
بنحوه. ورجال أبى يعلى ثقات. وعن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم لما حج بنسائه قال إنما
هي هذه ثم عليكم بظهور الحصر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عاصم بن عمر
العمرى وثقه ابن حبان وقال يخطئ، وضعفه الجمهور.
(باب في المرأة الموسرة يمنعها زوجها السفر إلى الحج)
عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأة لها زوج ولها مال ولا يأذن لها
214

زوجها في الحج قال ليس لها أن تنطلق الا باذن زوجها. رواه الطبراني في
الصغير والأوسط ورجاله ثقات.
(باب المرافقة في السفر)
عن أسلم قال خرجت في سفر فلما رجعت قال لي عمر من صحبت قلت صحبت
رجلا من بكر بن وائل فقال عمر أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
أخوك البكري ولا تأمنه. رواه الطبراني في الأوسط من طريق زيد بن عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم عن أبيه وكلاهما ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الشيطان يهم بالواحد والاثنين فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم. رواه البزار
وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف وقد وثق.
(باب الدلالة في السفر)
عن حسيل بن خارجة الأشجعي قال قدمت المدينة في حلب أبيعه فأتى بي
النبي صلى الله عليه وسلم فقال اجعل لك عشرين صاعا من تمر على أن تدل أصحابي على طريق
خيبر ففعلت فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وفتحها جئت فأعطاني
العشرين ثم وأسلمت. رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه. وعن ابن
عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لإبليس مردة من الشياطين يقول لهم عليكم بالحاج
والمجاهد فأضلوهم عن السبيل. رواه الطبراني في الكبير وفيه نافع بن هرمز أبو هرمز
وهو ضعيف. وعن أبي عمران قال سألت جندب بن عبد الله هل كنتم تسخرون
العجم قال كنا نسخرهم من قرية إلى قرية يدلونا على الطريق ثم نخليهم. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
(باب المشي عن الرواحل)
عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر في السفر مشى.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن علي المروزي وفيه كلام وقد وثق.
215

(باب في التحميل)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا حملتم فأخروا الحمل فان
الرجل مونقة والسيد معلقة. رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه قيس بن
الربيع وثقه شعبة والثوري وفيه كلام.
(باب في المواقيت)
عن جابر وعن عبد الله بن عمرو قال وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأهل المدينة ذا الخليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل اليمن ولأهل تهامة يلملم
ولأهل الطائف ولأهل نجد قرنا ولأهل العراق ذات عرق. رواه أحمد وفيه
الحجاج بن أرطاة وفيه كلام وقد وثق. وعن عبد الله بن الزبير أن النبي
صلى الله عليه وسلم وقت لأهل نجد قرنا. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
إلا أن أبوب بن أبي تميمة لم يسمع من ابن الزبير. وعن أنس بن ملك أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقت لأهل المدائن العقيق ولأهل البصرة ذات عرق
ولأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة. رواه الطبراني في الكبير وفيه
أبو ظلال هلال بن يزيد وثقه ابن حبان وضعفه جمهور الأئمة، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن الحارث بن عمرو قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمنى أو
بعرفات ووقت لأهل اليمن يلملم أن يهلوا منها. رواه الطبراني في الكبير في حديث
طويل يأتي في خطب الحج إن شاء الله، ورجاله ثقات.
(باب الاحرام من الميقات)
عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تجاوز الموقت الا باحرام.
رواه الطبراني في الكبير وفيه خصيف وفيه كلام وقد وثقه جماعة.
(باب فيمن أحرم قبل الميقات)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحرم من بيت المقدس
دخل مغفورا له قلت هكذا وجدته في نسختين - رواه الطبراني في الأوسط
وفيه غالب بن عبد الله العقيلي وهو متروك. وعن المحسن ان عمران بن حصين
216

أحرم من البصرة فلما قدم على عمر وكان قدم بلغه ذلك أغلظ له وقال يتحدث
الناس أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحرم من مصر من الأمصار.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح إلا أن الحسن لم يسمع من عمر.
وعن الحسن بن الهادية قال لقيت بن عمر رحمه الله فقال لي ممن أنت قلت من
أهل عمان قال من أهل عمان قلت نعم قال أفلا أحدثك ما سمعت من رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إني لأعلم أرضا يقال لها عمان ينضخ بناحيتها أو بجانبيها
البحر الحجة منها أفضل من حجتين من غيرها. رواه أحمد ورجاله ثقات.
(باب الاغتسال للاحرام)
عن ابن عمر قال من السنة أن يغتسل الرجل إذا أراد أن يحرم. رواه
البزار والطبراني في الكبير إلا أنه قال عند إحرامه وعند دخول مكة، ورجال
البزار ثقات كلهم. وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن
يحرم غسل رأسه بخطمي وأشنان ودهنه بشئ من زيت غير كثير. رواه البزار
والطبراني في الأوسط باختصار وإسناد البزار حسن.
(باب حج الأقلف)
عن أبي برزة قال سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل أقلف
أيحج بيت الله قال لا نهاني الله عن ذلك حتى يختتن. رواه أبو يعلى وفيه منية
بنت عبيد بن أبي برزة ولم يرو عنها غير أم الأسود.
(باب الاشتراط في الحج)
عن أم سلمة قالت أتى النبي صلى الله عليه وسلم ضباعة بنت الزبير بن
عبد المطلب وهي شاكية فقال ألا تخرجين معنا في سفرنا هذا وهي تريد حجة
الوداع قالت يا رسول الله انى شاكية وأخاف أن تحبسني شكواي قال فأهلي بالحج
وقولي اللهم محلى حيث حبستني. رواه أحمد والطبراني في الكبير وقد صرح ابن
إسحاق بالسماع، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن جابر ان النبي صلى الله
217

عليه وسلم قال لضباعة حجى واشترطي أن محلي حيث حبستني. رواه الطبراني
في الكبير والأوسط وفيه حجاج بن نصير وثقه ابن حبان وقال يهم وفيه كلام.
وعن ابن عمر قال أرادت ضباعة بنت الزبير الحج فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم
حجي وقولي محلى حيث حبستني. رواه الطبراني في الكبير وفيه علي بن عاصم
وهو متكلم فيه لسوء حفظه وتماديه على الخطأ واحتقاره العلماء.
(باب في أشهر الحج)
عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله (الحج أشهر معلومات) قال شوال وذو
القعدة وذو الحجة. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه حصين بن مخارق
قال الطبراني كوفي ثقة وضعفه الدارقطني، وبقية رجاله موثقون. وعن ابن
عباس في قول الله تعالى (الحج أشهر معلومات) قال شوال وذو القعدة وعشر من
ذي الحجة لا يفرض الحج الا فيهن. رواه الطبراني في الأوسط وفيه المفضل بن
صدقة وهو متروك. وعن ابن عباس قال من السنة أن لا يهل بالحج الا في أشهر
الحج. رواه الطبراني في الكبير وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام وقد وثق.
(باب الطيب عند الاحرام)
عن عمر بن الخطاب أنه وجد ريح طيب بذي الحليفة فقال ممن هذه الريح
فقال معاوية منى يا أمير المؤمنين فقال منك لعمري قال طيبتني أم حبيبة وزعمت أنها
طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إحرامه قال اذهب فاقسم عليها لما
غسلته فرجع إليها فغسلته. رواه أحمد والبزار وزاد بعد الامر بغسله فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحاج الشعث التفل (1)، ورجال أحمد رجال الصحيح.
الا أن سليمان بن يسار لم يسمع من عمر، واسناد البزار متصل الا أن فيه إبراهيم
ابن يزيد الخوزي وهو متروك. وعن ابن عباس قال تطيب قبل أن تحرم.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أم سلمة قالت قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا تطيبي وأنت محرمة ولا تمسي الحناء فإنه طيب. رواه الطبراني في

(1) التفل: الذي ترك استعمال الطيب.
218

الكبير وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه كلام.
(باب ما يلبس المحرم)
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا بأس أن يحرم الرجل في ثوب مصبوغ
بزعفران قد غسل فليس له نفض ولا ردع. رواه أبو يعلى والبزار وفيه
حسين بن عبد الله بن عبيد الله وهو ضعيف. وعن جابر بن عبد الله قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يجد إزارا وهو محرم فوجد سراويل فليلبسه
ومن لم يجد نعلين فليلبس الخفين وليقطعهما أسفل من الكعبين. رواه الطبراني في
الأوسط واسناده حسن. وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال سمعت عمر بن الخطاب
صوت ابن المغترف أو الغرف الحادي في جوف الليل ونحن منطلقون إلى مكة فأوضع
عمر راحلته حتى دخل مع فإذا هو مع عبد الرحمن بن عوف فلما طلع الفجر قال
عمر هي الآن اسكت الآن قد طلع الفجر إذ كروا الله قال ثم أبصر على عبد
الرحمن خفين قال وخفان قال قد لبستهما مع من هو خير منك أو مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وفى رواية قد لبستهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
من غير شك. رواه أحمد وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف.
(باب ما للنساء لبسه وما ليس لهن)
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس على المرأة حرم
إلا في وجهها. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أيوب بن محمد اليمامي
وهو ضعيف. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنتقب
المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين ولا البرقع فان أرادت ان تحرم وهي حائض
فلتحرم ولتقف المواقف الا الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة قلت في الصحيح
بعضه رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن صهبان وهو متروك. وعن ابن
عباس قال كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يختضبن بالحناء وهن محرمات ويلبسن المعصفر
وهو محرمات. رواه الطبراني في الكبير وفيه يعقوب بن عطاء وثقه ابن حبان
وضعفه جماعة. وعن ابن عباس ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يطفن بالبيت وعليهن
219

ملاحف حمر وليست بالمشبعة. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو معشر وفيه
كلام. وعن أسماء بنت أبي بكر أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن يلبسن الدروع المعصفرات
وهن محرمات. رواه الطبراني في الكبير وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن أميمة بنت
رفيقة ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يجعلن عصائب فيها الورس والزعفران فيعصبن
بها أسافل شعور هن عن جباههن قبل ان يحرمن ثم يحرمن كذلك. رواه الطبراني
في الكبير وفيه حكيمة بن أميمة روى عنها ابن جريج ولم يتكلم فيها أحد واحتج
بروايتها أبو داود، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن حقة بنت عمرو وكانت
قد صلت إلى القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كانت إذا أرادت ان تحرم وضعت
عينيها في حجرها ولبست من ثيابها ما تشاء والمعصفر فتهل. رواه الطبراني في
الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كنا نكون
مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن محرمات فيمر بنا الراكب فتسدل إحدانا الثوب
على وجهها من فوق رأسها وربما قالت من فوق الخمار. رواه الطبراني في الكبير
وفيه يزيد بن أبي زياد وثقه ابن المبارك وغيره وضعفه جماعة.
(باب التواضع في الحج)
عن ابن عباس قال لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادي عسفان حين حج قال يا أبا
بكر أي واد هذا قال وادي عسفان قال لقد مر به هود وصالح علي بكرات حمر
خطمها الليف أزرهم العباء وأرديتهم النمار (1) يحجون البيت العتيق. رواه أحمد وفيه
زمعة بن صالح وفيه كلام وقد وثق. وعن أبي موسى قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لقد مر بالصخرة من الروحاء سبعون نبيا منهم نبي الله موسى حفاة
عليهم العباء يؤمون بيت الله العتيق رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير وفيه يزيد
الرقاشي وفيه كلام. وعن أنس بن ملك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
مر بالصخرة من الروحاء سبعون نبيا حفاة عليهم العباء يأمون بيت الله العتيق منهم
موسى نبي الله صلى الله عليه وسلم. رواه أبو يعلى وفيه سعيد بن ميسرة وهو
ضعيف. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حج موسى على تور أحمر

(1) هي أثواب مخططة، كأنها أخذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض.
220

عليه عباءة قطوانية (1). رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه
مدلس، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم كأني أنظر إلى موسى بن عمران في هذا الوادي محرما بين قطوانيتين.
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف سبعون نبيا منهم موسى صلى الله
عليه وسلم كأني أنظر إليه وعليه عباء تلن قطوانيتان وهو محرم على بعير من إبل
شنوءة مخطوم بخطام ليف له ضفيرتان. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عطاء
ابن السائب وقد اختلط. وعن ابن عباس قال غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة
من منى فلما انبعثت به راحلته وعليها قطيفة قد اشترت بأربعة دراهم قال اللهم اجعله
حجا لا رياء فيه ولا سمعة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن محمد بن القاسم
ابن أبي بزة ولم أعرفه (2).
(باب الاهلال والتلبية)
عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم أحرم في دبر الصلاة. رواه البزار ورجاله
رجال الصحيح خلا شيح البزار وقد حسن الترمذي حديثه. وعن عبد الله بن مسعود ان
النبي صلى الله عليه وسلم أهل حين انبعثت به راحلته. رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه.
وعن الحسن بن علي قال كلا قد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهل حين استوت به راحلته
وقد أهل وهو بالبيداء بالأرض قبل أن تستوى به راحلته. رواه الطبراني في الكبير
وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف. وعن أبي داود الماري وكان أبو داود من
أهل بدر قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل مسجد ذي الحليفة فصلى
فيه أربع ركعات ثم أهل بالمسجد فسمعه الذين كانوا في المسجد فقالوا أهل من
المسجد وأهل حين ركب راحلته فقال الذين عند المسجد أهل حين استوت به
راحلته ثم لما استوي على البيداء أهل فسمعه الذين كانوا على البيداء فقالوا أهل
من البيداء وصدقوا كلهم. رواه الطبراني في الكبير وفيه إسحاق بن سعيد بن

(1) القطوانية: عباءة بيضاء قصيرة الخمل.
(2) ابن أبي بزة المذكور هو القاري المشهور ضعفه جماعة، وترجمته في الميزان كما في هامش الأصل.
221

جبير قال الذهبي مجهول، وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن عبد الله بن عروة قال سمعت
عبد الله بن الزبير ونحن معه قد خرجنا نعتمر فلما انحدرنا من الأكمة في الوادي
اغتسل ابن الزبير وصلى ركعتين واغتسلنا معه وصلينا ركعتين ثم أهل بالتلبية لبيك
اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. قال
عبد الله بن عروة سمعت ابن الزبير يقول هذه والله تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا فعل رسول
الله صلى الله عليه وسلم أحرم في دبر الصلاء رواه الطبراني فيه الأوسط وفيه من لم
أعرفه. وعن ابن عباس قال كانت تلبية موسى صلى الله عليه وسلم لبيك عبدك
وابن عبديك، وكانت تلبية عيسى صلى الله عليه وسلم لبيك عبدك وابن أمتك
وكانت تلبية النبي صلى الله عليه وسلم لبيك لا شريك لك. رواه البزار وفيه عطاء
ابن السائب. وهو ثقة ولكنه اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن
الضحاك (1) بن مزاحم قال كان ابن عباس إذا لبى يقول لبيك لبيك اللهم لبيك
لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، قال وقال ابن عباس
انها تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن عمرو
ابن معدي قال لقد رأيتنا في الجاهلية ونحن إذا حججنا البيت نقول:
هذى زبيد قد أتتك قسرا * تغدو بها مضمرات شزرا
يقطعن خبتا (2) وجبالا وعرا * قد تركوا الأصنام خلوا صفرا
ونحن اليوم نقول كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيك اللهم لبيك لبيك
لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. رواه البزار والطبراني
في الصغير والكبير والأوسط إلا أنه قال لقد رأيتنا من قرن ونحن إذا حججنا قلنا:
لبيك تعظيما إليك عذرا * هدى زبيد قد أتتك قسرا
يقطعن خبتا وجبالا وعرا * قد خلفوا الأنداد خلوا صفرا
ولقد رأيتنا وقوفا ببطن محسر نخاف أن تخطفنا الجن فقال النبي صلى الله عليه وسلم
ارتفعوا عن بطن عرنة فإنهم إخوانكم إذا أسلموا وعلمنا التلبية فذكره، وفيه
شرقي بن قطامي وهو ضعيف. وقال البزار اسناده ليس بالثابت، وزاد الطبراني

(1) الضحاك لم يسمع من ابن عباس كما في هامش الأصل.
(2) الخبت: المطمئن من الأرض.
222

في الكبير وكنا نمنع الناس أن يقفوا في الجاهلية فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
نحول بينهم وبين عرنة فإنما كان موقفهم ببطن محسر عشية عرفة فرقا أن تخطفهم
الجن، والباقي بنحوه. وعن أنس قال كان الناس بعد إسماعيل على الاسلام فكان
الشيطان يحدث الناس بالشئ يريد أن يردهم عن الاسلام حتى أدخل عليهم في
التلبية لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك قال فما زال
حتى أخرجهم عن الاسلام إلى الشرك. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
وعن ابن عباس قال كان يلبى أهل الشرك لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا
شريكا هو لك تملكه وما ملك فأنزل الله تعالى (هل لكم مما ملكت أيمانكم
من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم) (1). رواه
الطبراني في الأوسط وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف. وعن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم
كان يلبى لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك
لك. رواه أبو يعلى من رواية عبد الله بن نمير عن إسماعيل ولم ينسبه فإن كان
ابن أبي خالد فهو من رجال الصحيح وإن كان إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر
فهو ضعيف وكلاهما روى عنه. وعن عبد الله بن أبي سلمة أن سعدا رحمه الله
سمع رجلا يقول لبيك ذا المعارج فقال إنه لذو المعارج ولكنا كنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا نقول ذلك. رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجاله رجال
الصحيح الا أن عبد الله لم يسمع من سعد بن أبي وقاص والله أعلم. وعن أنس
قال كانت تلبية النبي صلى الله عليه وسلم لبيك حجا حقا تعبدا ورقا. رواه
البزار مرفوعا وموقوفا ولم يسم شيخه في المرفوع. وعن أبي الطفيل قال رأيت
النبي صلى الله عليه وسلم على ناقته القصوى يهل والناس يقتل بعضهم بعضا يريدون
أن ينظروا إليه. رواه البزار وفيه محمد بن مهزم ولم يجرحه أحد وقد ذكره
ابن أبي حاتم، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقف بعرفات فلما قال لبيك اللهم لبيك قال إنما الخير خير الآخرة.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن عامر بن ربيعة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ما أضحى مؤمن ملبيا حتى تغيب الشمس إلا غابت بذنوبه يعود كما ولدته

(1) سقط من الأصل بعض الآية، فاستكمله المقرئ الشيخ محمد عبد المجيد
223

أمه. رواه الطبراني في الكبير وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف. وعن خزيمة بن ثابت
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من تلبيته سأل الله عز وجل مغفرته
ورضوانه واستعتقه من النار. رواه الطبراني في الكبير وفيه صالح بن محمد بن
زائدة وثقه أحمد وضعفه خلق. وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال ما أهل مهل قط ولا كبر مكبر قط إلا بشر قيل يا رسول الله بالجنة قال
نعم. رواه الطبراني في الأوسط باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح.
وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن جبريل عليه السلام أتاني
فأمرني أن أعلن بالتلبية. رواه أحمد وفيه جعفر بن عياش وهو من تابعي أهل المدينة
روى عنه أبو حازم سلمة بن دينار ولم يجرحه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني جبريل صلى الله
عليه وسلم برفع الصوت في الاهلال فإنه من شعار الحج. رواه أحمد ورجاله
ثقات. وعن أنس قال كنا يخرج حجاجا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فما
نبلغ من الغد الروحاء حتى تبح حلوقنا يعنى من رفع الصوت بالتلبية. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه عمر بن صهبان وهو ضعيف. وعن إبراهيم بن خلاد بن سويد
الخزرجي أخي بنى الحارث بن الخزرج قال أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد
كن عجاجا ثجاجا. رواه الطبراني في الكبير عن إبراهيم نفسه كما تراه وجعل
له ترجمة ثم روى عنه عن أبيه خلاد كما سيأتي ولعله سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم
ومن أبيه، وفيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس. وعن خلاد بن سويد ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فمال يا محمد كن عجاجا ثجاجا يعنى بالعج التلبية وبالثج الدماء. رواه الطبراني
في الكبير، وفيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس. وعن السائب بن خلاد
أن جبريل صلى الله عليه وسلم قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال كن عجاجا ثجاجا. والعج
التلبية والثج نحر البدن قلت رواه أصحاب السنن أتاني جبريل فأمرني أن آمر
أصحابي أن يرفعوا أصواتهم رواه أحمد وفيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه
مدلس. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الحج
العج والثج فما العج فالتلبية وأما الثج فنحر البدن. رواه أبو يعلى وفيه رجل ضعيف.
224

(باب متى يقطع الحاج التلبية)
عن عكرمة قال أفضت مع الحسين بن علي من المزدلفة فلم أزل أسمعه يلبي
حتى رمى جمرة العقبة فسألته فقال أفضت مع أبي عليه السلام من المزدلفة فلم أزل
أسمعه يلبي حتى رمى جمرة القعبة فسألته فقال أفضت مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلم أزل أسمعه يلبي حتى رمى جمرة العقبة. رواه أحمد وأبو يعلى وزاد
فرجعت إلى ابن عباس فأخبرته بقول حسين فقال صدق. والبزار، وقد بين أبو
يعلى سماع ابن إسحاق فقال عن ابن إسحاق قال حدثني أبا بن صالح، فصح
الحديث والحمد لله. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لي في العمرة
حتى استلم الحج وفى الحج حتى رمى الجمرة قلت روى له أبو داود حديثا موقوفا
رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس، وله
اسناد آخر وفيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن معين وابن سعد وابن حبان وقال
يخطئ، وضعفه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي وائل شقيق بن سلمة
قال لبى عبد الله بن مسعود حتى رمى الجمرة. رواه الطبراني في الكبير وفيه عامر
ابن شقيق وثقه النسائي وابن حبان وضعفه ابن معين. وعن هلال بن يسار قال
حججت مع أنس بن ملك فرأيته قطع التلبية حين رأى بيوت مكة. رواه
الطبراني في الكبير واسناده حسن.
(باب في الهدي)
عن جابر قال أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيت غنما.
رواه أحمد والبزار ورجال أحمد ثقات. وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه
وسلم أهدى مائة بدنة مجللة. رواه البزار وفيه الحجاج بن أرطاة وهو ثقة
ولكنه مدلس. وعن ابن عباس قال أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم في
حجته مائة بدنة نحر منها ثلاثا وثلاثين بدنة بيده ثم أمر عليا عليه السلام فنحر
ما بقي منها وقال أقسم لحومها وجلودها بين الناس ولا تعط جزارا منها شيئا
وخذلنا من كل بعير جذوة واحدة من لحم ثم اجعلها في قدر واحد حتى نأكل
225

من لحمها ويحسو من مرقها ففعل. رواه أحمد وفيه رجل لم يسم. وعن ابن عمر
قال كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والهدى فينا الإبل والبقر. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير وقد وثقه الثوري وشعبة.
(باب تفرقة الهدى)
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم غنما يوم النحر في أصحابه
وقال اذبحوا لعمرتكم فإنها تجزئ عنكم فأصاب سعد بن أبي وقاص تيس
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(باب الاشتراك في الهدى)
عن حذيفة قال شرك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته بين المسلمين
في البقرة سبعة. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن أنس بن ملك قال رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية شرك بين سبعة من أصحابه في البدنة.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف.
(باب كم تجزئ البدنة والبقرة)
عن الشعبي قال سألت ابن عمر قلت الجزور والبقرة تجزئ عن سبعة قال
يا شعبي ولها سبعة أنفس قال قلت إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يزعمون أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم سن الجزور عن سبعة والبقرة عن سبعة قال فقال ابن عمر لرجل أكذاك
يا فلان قال نعم قال ما شعرت بهذا. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن
عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزور والبقرة عن سبعة.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه حفص بن جميع وهو ضعيف. وعن
أنس بن ملك قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية شرك بين سبعة من
أصحابه في البدنة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف.
(باب فيما لا يجوز من البدن)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز من البدن العجفاء (1) والعوراء

(1) أي المهزولة.
226

وإياكم والمصطلمة (1). رواه الطبراني في الكبير وفيه علي بن عاصم وهو ضعيف.
(باب اشعار البدن [2])
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بذي الحليفة فأمر أن يشعر يعنى البدن.
رواه البزار وشيخ البزار محمد بن إسحاق بن أبان لم أجد من ذكره، وبقية
رجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أشعر وقلد. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف.
(باب ركوب الهدى)
عن علي وسئل هل يركب الرجل هديه فقال لا بأس به قد كان النبي صلى الله عليه وسلم
يمر بالرجال يمشون فيأمرهم هديه هدى النبي صلى الله عليه وسلم
ولا تتبعون شيئا أفضل من سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد
وفيه محمد بن عبيد الله بن أبي رافع وثقه ابن حبان وضعفه جماعة. وعن أنس
قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يسوق بدنة حافيا قال اركبها قال
يا رسول الله انها بدنة قال اركبها فركبها قلت هو في الصحيح خلا فوله حافيا
رواه أبو يعلى وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو مع ضعفه يكتب حديثه
(باب فيمن بعث هديا وهو مقيم)
عن جابر بن عبد الله قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد
قميصه من جيبه حتى أخرجه من رجليه فنظر القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال إني أمرت ببدنتي التي بعثت بها أن تقلد اليوم وتشعر على ما كذا وكذا
فلبست قميصا ونسيت فلم أكن أخرج قميصي من رأسي وكان بعث ببدنة وأقام.
رواه أحمد والبزار باختصار ورجال أحمد ثقات. وعن عطاء بن يسار عن
نفر من بنى سلمة قالوا كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فشق ثوبه فقال إني
واعدت هديا يشعر اليوم. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

(1) أي المقطوعة
(2) أي شق أحد جنبي السنام حتى يسيل دمها لتعرف انها هدى.
227

(باب فيما يعطب من الهدي والاكل منه)
عن عمرو بن خارجة الثمالي قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم معي هديا
قال إذا عطب شئ منها فانحره ثم اضرب نعله في دمه ثم اضرب به صفحته ولا
تأكله أنت ولا أهل رفقتك. رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه وفيه ليث بن أبي
سليم وهو ثقة ولكنه مدلس. وعن قيس بن سعد وكان صاحب لواء رسول الله
صلى الله عليه وسلم انه أراد ان يحج فرجل أحد شقي رأسه فإذا هديه قد قلد
فأهل وحل الشق الآخر. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
وعن الأنصاري صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما بعثه قال رجعت فقلت
يا رسول الله ما تأمرني بما عطب منها قال انحرها ثم اصبغ نعلها في دمها ثم ضعها على
صفحتها أو على جنبها ولا تأكل منها أنت ولا أحد من أهل رفقتك. رواه أحمد
وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس. وعن سنان بن سلمة الهذلي عن
أبيه وكان قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعث ببدنتين مع رجل قال إن
عرض لهما فانحرهما واغمس النعل في دمائهما ثم اضرب به صفحتيهما حتى يعلم أنهما
بدنتان قال صفحتي كل واحدة منهما ولا تأكل منهما أنت ولا أحد من أهل رفقتك
ودعهما لمن بعدك. رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عبد الكريم بن أبي
المخارق وهو ضعيف. وعن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الرجل يكون
معه الهدى تطوعا فيعطب قبل أن يبلغ قال ينحرها ثم يلطخ نعلها بدمها ثم يضرب
به جنبها فان أكل منها وجب عليه قضاؤها. رواه الطبراني في الأوسط مرفوعا
وموقوفا باختصار عن المرفوع وفى اسناد الجميع محمد بن أبي ليلى وهو سئ الحفظ.
وعن علقمة أن عبد الله بن مسعود بعث معه بهدى فقال كل أنت وأصحابك
ثلثا وتصدق بثلث وابعث إلى أخي عتبة بثلث قلت لسفيان تطوع قال نعم. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وقد تقدم حديث ابن عباس في
الا كل من الهدى في الباب الأول من الهدى.
(باب فيما يقتله المحرم)
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خمس كلهن فاسقة يقتلهن المحرم ويقتلن
228

في الحرم الفأرة والعقرب والحية والكلب العقور والغراب. رواه أحمد وأبو
يعلى وجعل بدل الحية الحدأة، والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ببعضه، وفيه
ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس. وعن أبي رافع قال بينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم في صلاته إذ ضرب شيئا في صلاته فإذا هي عقرب ضربها فقتلها وأمر
بقتل العقرب والحية والفأرة والحدأة للمحرم. رواه البزار وفيه يوسف بن نافع
ذكره ابن أبي حاتم ولم يوثقه وذكره ابن حبان في الثقات. وعن ابن
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتلوا الوزغ (1) ولو في جوف الكعبة. رواه
الطبراني في الكبير وفيه عمر بن قيس المكي وهو ضعيف.
(باب في لحم الصيد للمحرم)
عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال كان أبى الحارث على أمر من أمر مكة
فقال عبد الله فاستقبلت عثمان بالنزل بقديد فاصطاد أهل الماء حجلا فطبخناه بماء
وملح فجعلناه عراقا للثريد فقدمناه إلى عثمان وأصحابه فأمسكوا فقال عثمان صيد لم
نصطده ولم نؤمر بصيده اصطاده قوم حل فأطعموناه فما بأس فقال عمر من يقول
هذا قالوا على فبعث إلى علي فجاءه قال عبد الله بن الحارث فكأني أنظر إلى علي
حين جاء وهو يجب الخيط عن كفيه فقال له عثمان لم نصطده ولم نأمر بصيده
اصطاده قوم حل فأطعموناه فما بأس قال فغضب على وقال أنشد الله رجلا شهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتى بقائمة حمار وحش فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم انا قوم حرم فأطعموه أهل الحل قال فشهد اثنا عشر رجلا من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال علي أنشد الله رجلا شهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم أتى ببيض نعام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا قوم حرم فأطعموه
أهل الحل قال فشهد دونهم في العدة من الاثني عشر قال فثنى عثمان وركه عن
الطعام فدخل وأكل ذلك الطعام أهل الماء قلت روى أبو داود منه قصة قائمة
الحمار من غير ذكر عدة من شهد رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار وفيه على
ابن زيد وفيه كلام كثير وقد وثق. وفى رواية أتى بخمس بيضات نعام، وفى رواية
عنده أيضا أن عثمان بن عفان نزل قديدا فأتى بالحجل في الجفان شائلة بأرجلها

(1) هو سام أبرص.
229

فأرسل إلى علي وهو يصفن بعيرا له فجاء والخيط من يديه فأمسك علي فأمسك
الناس فقال من ههنا من أشجع هل تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
جاءه أعرابي ببيضات نعام وبتمير (1) وحش فقال أطعمهن أهلك فانا حرم قالوا بلى فتورك
عثمان على سريره ونزل وقال خبثت علينا. رواه أحمد وفيه علي بن زيد وفيه
كلام وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عائشة قالت أهدي للنبي
صلى الله عليه وسلم وشيقة ظبي وهو محرم فردها. رواه أحمد وأبو يعلى وزاد
قال سفيان الوشيقة لحم يطبخ ثم بيبس، ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن البراء
ابن عازب ان النبي صلى الله عليه وسلم نزل مر الظهران فأهدى له عضو صيد فرده على
الرسول وقال اقرأ عليه السلام وقل له لولا أنا حرم ما رددناه عليك. رواه الطبراني
في الصغير والأوسط وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف.
(باب جواز أكل اللحم للمحرم إذا لم يصده أو يصد له)
عن عمير بن سلمة الضمري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالعرج
فإذا هو بحمار عقير فلم يلبث أن جاء رجل من بهز فقال يا رسول الله هذا رميتي
فشأنكم بها فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر فقسمه بين الرفاق ثم سار
حتى أتى عقبة الأثاية فإذا هو بظبي فيه سهم وهو حاقف (2) في ظل صخرة فأمر النبي
صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه فقال قف ههنا حتى يمر الرفاق لا يرميه
أحد بشئ. قلت ذكر الإمام أحمد لعمير ترجمة وذكر هذا الحديث من حديثه
نفسه فلذلك ذكرته، وقد رواه النسائي عن عمير عن رجل من بهز، ورجال أحمد
رجال الصحيح. وعن أبي سعيد الخدري قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبا قتادة الأنصاري على الصدقة وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
محرمين حتى نزلوا عسفان فإذا هم بحمار وحش وجاء أبو قتادة وهو حل ونكسوا
رؤوسهم كراهية ان يبدوا أبصارهم فيعلم فرآه أبو قتادة فركب فرسه وأخذ
الرمح فسقط منه الرمح فقال ناولونيه فقالوا نحن ما نعينك عليه فحمل عليه فعقره
فجعلوا يشوون منه ثم قالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وكان تقدمهم

(1) أي قديد وحش
(2) أي نائم قد انحنى في نومه.
230

فلحقوه فسألوه فلم يربه بأسا قال فأحسبه قال هل معكم منه شئ شك عبيد الله.
رواه البزار ورجاله ثقات. وعن علي بن أبي طالب ان النبي صلى الله عليه وسلم
رخص في لحم الصيد للمحرم. رواه البزار وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو
ضعيف. وعن أبي موسى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحم الصيد لكم
حلال ما لم تصيدوه أو يصد لكم وأنتم حرم. رواه الطبراني في الكبير وفيه يوسف
ابن خالد السمتي وهو ضعيف.
(باب جزاء الصيد)
عن مصعب المكي قال أدركت انس بن مالك وزيد بن أرقم والمغيرة بن
شعبة فسمعتهم يحدثون ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أمر الله شجرة ليلة الغار
فنبتت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فسترته وأمر العنكبوت فنسجت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم
فسترته وأمر الله حمامتين وحشيتين فوقعتا بفم الغار فأقبل فتيان قريش من كل بطن
بعصيهم وهراويهم وسيوفهم حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم قدر أربعين ذراعا
فعجل بعضهم ينظر في الغار فرأى حمامتين بفم الغار فرجع إلى أصحابه فقالوا مالك
قال رأيت حمامتين بفم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ما قال
فعرف أن الله قد درأ عنه بهما فدعا لهن وسمت عليهن وفرض جزاءهن وأقرن
في الحرم. رواه الطبراني في الكبير ومصعب المكي والذي روى عنه وهو عوين
ابن عمرو القيسي لم أجد من ترجمهما، وبقية رجاله ثقات. وعن عمر بن الخطاب
قال فلا أراه إلا قد رفعه حكم في الضبع يصيبه المحرم بشاة وفى الأرنب عناق وفى
اليربوع جفرة (1) وفيه الظبي كبش. رواه أبو يعلى وفيه الأجلح الكندي وفيه كلام
وقد وثق. وعن قبيصة بن جابر قال كنت محرما فرأيت ظبيا فرميته فأصبت خششاءه يعنى
أصل قرنه فركب ردعه (2) فوقع في نفسي من ذلك شئ فأتيت عمر بن الخطاب أسأله

(1) العناق: الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم لها سنة، والجفرة التي بلغت أربعة
أشهر.
(2) الردع. العنق، أي سقط على رأسه فاندقت عنقه، وقيل ركب ردعه
أي خر صريعا لوجهه فكلما هم بالنهوض ركب مقاديمه، وقال الزمخشري: الردع
ههنا اسم للدم على سبيل التشبيه بالزعفران، ومعنى ركوبه دمه أنه جرح فسال
دمه فسقط فوقه مشحطا فيه، ومن جعل الردع العنق فالتقدير ركب ذات ردعه
أي عنقه فحذف المضاف أو سمى العنق ردعا على سبيل الاتساع.
231

فوجدت إلى جنبه رجلا أبيض رقيق الوجه فإذا هو عبد الرحمن
ابن عوف فقال ترى شاة تكفيه قال نعم فأمرني أن أذبح شاة فلما قمنا من عنده
قال صاحب لي إن أمير المؤمنين لم يحسن يفتيك حتى سأل الرجل فسمع عمر بعض
كلام فعلاه بالدرة ضربا ثم أقبل على ليضربني فقلت يا أمير المؤمنين لم أقل شيئا
إنما هو قاله فتركني وقال إن أردت أن تقتل الحرام وتتعدى الفتيا ثم قال إن في
الانسان عشرة أخلاق تسعة حسنة وواحد سئ يفسدها ذلك السئ ثم قال إياك
وعشرة الشباب. وفي رواية فاجتنح إلى رجل والله لكان وجهه قلت. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب في المحرم يحتجم ويستاك)
عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم. رواه البزار
واسناده حسن. وعن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم
من وجع كان به وتسوك وهو محرم قلت له حديث في الصحيح في الحجامة للمحرم
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب في المحرم يربط الهميان (1) ويدخل البستان ويشم الريحان)
عن ابن عباس أنه كان لا يرى بالهميان للمحرم بأسا. روى ذلك ابن عباس
عن النبي صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الكبير وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو
ضعيف. وعن عثمان بن عفان في المحرم يدخل البستان ويشم الريحان. رواه الطبراني
في الصغير وفيه الوليد بن الزنتان ولم أجد من ذكره، وذكر ابن حبان في
الثقات أبا الوليد بن الزنتبان وهو في طبقته والظاهر أنه هو والله أعلم وبقية رجاله ثقات.
(باب التظليل على المحرم)
عن أبي أمامة الباهلي عن من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم راح
إلى منى يوم التروية وإلى جانبه بلال بيده عود عليه ثوب يظل به رسول الله
صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد هكذا، وقال الطبراني في الكبير عن أبي أمامة
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم راح من مكة إلى منى يوم التروية تقدم موكبه

(1) الهميان: السراويل والتكة ووعاء للدراهم.
232

وإلى جانبه بلال معه ثوب معصوب على عود يستره من الشمس. وفى الاسنادين
جميعا علي بن يزيد وفيه كلام وقد وثق.
(باب فسخ الحج إلى العمرة)
عن كريب مولى ابن عباس أنه قال يا أبا عباس أرأيت قولك ما حج رجل لم يسق
الهدى معه ثم طاف بالبيت الا حل بعمرة وما طاف بها حاج قط ساق معه الهدى
إلا اجتمعت له حجة وعمرة والناس لا يقولون هذا قال ويحك إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم خرج ومن معه من أصحابه لا يذكرون إلا الحج فأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم من لم يكن معه الهدي أن يطوف بالبيت ويخل بعمرة فجعل الرجل منهم
يقول يا رسول الله إنما هو الحج فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليس بالحج ولكنها عمرة
قلت هو في الصحيح باختصار رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن ابن عمر أنه
قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ملبين قال عفان مهلين بالحج فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من شاء أن يجعلها عمرة الا من كان معه الهدي قالوا يا رسول الله
أيروح أحدنا إلى منى وذكره يقطر منيا قال نعم وسطعت المجامر وقدم على
من اليمن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أهللت قال أهللت بما أهل به رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال روح فان لك معنا هديا، قال حميد فحدثت به طاووسا فقال هكذا فعل القوم
قلت هو في الصحيح باختصار رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن البرار
قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأحرمنا بالحج فلما أن قدمنا مكة قال اجعلوا حجكم
عمرة قال ناس يا رسول الله أحرمنا بالحج فكيف نجعلها عمرة قال انظروا ما امركم
به فافعلوا قال فردوا عليه القول فغضب ثم انطلق حتى دخل على عائشة غضبان
قال فعرفت الغضب في وجهه قالت من أغضبك أغضبه قال مالي لا أغضب وأنا
آمر بالامر لا يتبع. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعن معقل بن
يسار قال حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدنا عائشة تنزع ثيابها فقال لها مالك
قالت أنبئت أنك قد أحللت وأحللت أهلك قال أحل من ليس معه هدى وأما نحن
فلم نحل ان معنا بدمنا حتى نبلغ عرفات. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله
ابن أبي حميد وهو متروك. وعن سهل بن حنيف قال خرجنا مع رسول الله
233

صلى الله عليه وسلم حجاجا فأهللنا بالحج فلما قدمنا مكة فأمرنا أن جعلها عمرة.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن عروة بن الزبير أنه أتى
بن عباس فقال يا ابن عباس ظالما أضللت الناس قال وما ذاك يا عرية قال الرجل
يخرج محرما بحج أو عمرة فإذا طاف زعمت أنه قد حل فقد كان أبو بكر وعمر
ينهيان عن ذلك فقال أهما ويحك آثر عندك أم ما في كتاب الله وما سن رسول الله
صلى الله عليه وسلم في أصحابه وفى أمته فقال عروة هما كانا أعلم بكتاب الله وما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم
منى ومنك قال ابن أبي مليكة فخصمه عروة. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده
حسن وعن عبد الله بن هلال المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس لأحد
بعدنا أن يحرم بالحج ثم يفسخ حجه بعمرة. رواه الطبراني في الكبير والبزار إلا
أنه قال عبد الله بن عبد المزني، وفيه كثير بن عبد الله المزني وهو متروك.
(باب إدخال العمرة على الحج)
عن طارق بن شهاب قال أرادت امرأة منا أن تحج فأرادت أن تضم مع
حجتها عمرة فسألت عبد الله فقال ما أجد هذه إلا أشهر الحج قال الله عز وجل
(الحج أشهر معلومات). رواه الطبراني في الكبير هكذا وجدته في النسخة التي
كتبت أنا منها، ورجاله رجال الصحيح.
(باب لا صرورة [1])
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا صرورة في الاسلام. ورجاله ثقات.
وعن القاسم قال قال عبد الله بن مسعود لا يقولن أحدكم إني صرورة فان المسلم
ليس بصرورة ولا يقولن أحدكم إني حاج إنما الحاج المحرم ولكن ليقل انى
أريد مكة. رواه الطبراني في الكبير والقاسم لم يدرك ابن مسعود.
(باب فيمن حلق رأسه لعلة)
عن كعب بن عجرة أنه أصابه داء في رأسه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم بماذا انسك
فأمره ان يهدى هديا يقلدها ثم يسوقها حتى يوقفها بعرفة مع الناس ثم

(1) الصرورة: الذي لم يحج قط وأصله من الصر: الحبس والمنع، وقيل أراد
من قتل في الحرم قتل ولا يقبل منه أن يقول انى صرورة ما حججت ولا عرفت
حرمة الحرم، كان الرجل في الجاهلية إذا أحدث حدثا فلجأ إلى الكعبة بلم يهج
فكان إذا لقيه ولى الدم في الحرم قيل له هو صرورة فلا تهجه.
234

يدفع بها مع الناس. رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم. وعن
كعب بن عجرة قال آذاني هوام رأسي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك
فأنزل الله جل ذكره (فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من
صيام أو صدقة أو نسك) فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل عندك فرق تقسمه بين
ستة مساكين، والفرق ثلاثة آصع أو نسك شاة أو صوم ثلاثة أيام فقلت يا رسول الله
خر لي قال أطعم ستة مساكين قلت هو في الصحيح باختصار رواه الطبراني
في الكبير وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو متروك.
(باب في القران وغيره وحجة النبي صلى الله عليه وسلم)
عن الهرماس قال كنت ردف أبى فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على بعير وهو يقول
لبيك بحجة وعمرة معا. رواه عبد الله في زياداته والطبراني في الكبير والأوسط
ورجاله ثقات. وعن أنس بن ملك قال خرجنا نصرخ بالحج صراخا فلما قدمنا
مكة أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعلها عمرة وقال لو استقبلت من
أمري ما استدبرت لجعلتها عمرة ولكن سقت الهدى وقرنت الحج والعمرة قلت
هو في الصحيح خلا قوله وقرنت الحج والعمرة رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في
الأوسط وفيه أبو أسماء الصيقل ولم أجد من روى عنه غير أني إسحاق. وعن
سراقة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة قال
وقرن رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد وفى داود بن يزيد الأودي وهو ضعيف.
وعن أبي عمر أن أسلم قال حججت مع موالي فدخلت على أم سلمة زوج النبي صلى
الله عليه وسلم قلت أعتمر قبل ان أحج قالت إن شئت فاعتمر قبل ان تحج وان
شئت فبعد أن تحج قال فقلت إنهم يقولون من كان صرورة فلا يصلح ان يعتمر
قبل أن يحج قال فسألت أمهات المؤمنين فقلن مثل ما قالت فأخبرتها بقولهن قال
فقالت نعم وأشفيك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أهلوا يا آل محمد بعمرة في الحج.
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وقال فسألت صفية أم المؤمنين، والطبراني في الكبير
باختصار إلا أنه قال أهلوا يا أمة محمد بحج وعمرة، ورجال أحمد ثقات. وعن عمرو
ابن شعيب عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما قرن خشية أن يصدعن البيت وقال
إن لم يكن حجة فعمرة. رواه أحمد وهو مرسل وفيه يونس بن الحارث وثقه ابن
235

حبان وغيره وضعفه أحمد وغيره ولا أدرى ما معنى قوله خشية أن يصد عن
البيت، وهو في حجة الوداع والله أعلم. وعن ابن أبي أو في قال إنما جمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم بين الحج والعمرة لأنه علم أنه لا يحج بعد ذلك. رواه البزار والطبراني
في الكبير والأوسط وفيه يزيد بن عطاء وثقه أحمد وغيره وفيه كلام. وعن زيد
ابن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حج بعد ما هاجر حجة واحدة لم يحج بعدها
حجة الوداع. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن الحسن ان عمر بن الخطاب أراد أن ينهى عن متعة الحج فقال له أبى ليس ذلك لك قد
تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأضرب عمر. رواه أحمد والحسن لم
يسمع من أبى ولا من عمر ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي شيخ الهنائي أن
معاوية قال لنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة
يعني متعة الحج قالوا لا قلت روى له أبو داود النهى عن القران رواه أحمد
ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن شريك العامري قال سمعت عبد الله بن عمر
وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير سئلوا عن العمرة قبل الحج في المتعة
فقالوا نعم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم فتطوف بالبيت وبين الصفا والمروة
ثم تحل وإن ذلك قبل يوم عرفة بيوم ثم تحل بالحج فتكون قد جمعت عمرة وحجة
أو جمع الله لك عمرة وحجة قلت لابن عباس وابن عمر في الصحيح حديث في
المتعة غير هذا رواه أحمد والطبراني في الكبير وعبد الله بن شريك وثقه أبو
زرعة وابن حبان وضعفه أحمد وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عامر
ابن ربيعة ان النبي صلى الله عليه وسلم أفرد الحج. رواه البزار وفيه عاصم بن
عبيد الله وهو ضعيف. وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم فقرن بين الحج والعمرة
وساق الهدى وقال من لم يقلد الهدى فليجعلها عمرة. رواه البزار ورجاله رجال
الصحيح. وعن عمر قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة فتمتعن وأمر لهن
بالبقر. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه حطان بن القاسم ولم أجد من
ترجمه. وعن أبي داود قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جئنا ذا الحليفة
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فصلى ركعتين ثم أحرم في دبر الصلاة بحجة وعمرة
معا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو غزية محمد بن موسى الأنصاري ضعفه
236

البخاري وغيره ووثقه الحاكم وفيه أيضا جماعة لم أعرفهم ولم يسموا. وعن عائشة
قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع لولا أهديت لحللت وكان أهل بعمرة
وحج قلت هو في الصحيح خلا قولها وكان أهل بعمرة وحج رواه الطبراني
في الأوسط ورجاله الصحيح. وعن البراء بن عازب قال كنت مع علي
حين أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على اليمن فأصبت معه أواق فلما قدم على رسول الله
صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة قد نضحت البيوت بنضوح (1) فقالت ما لك إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أصحابه فأحلوا قال قلت لها إني أهللت باهلال
النبي صلى الله عليه وسلم قال فإني سقت الهدى وقرنت وقال لأصحابه لو أنى استقبلت
من أمري ما استدبرت لفعلت كما فعلتم ولكني قد سقت الهدى وقرنت فقالت
انحر من البدن سبعا وستين أو ستا وستين وامسك لنفسك ثلاثا وثلاثين أو أربعا
وثلاثين وامسك من كل بدنة بضعة قلت للبراء حديث في الصحيح بغير هذا
السياق وليس فيه ذكر القران والله أعلم رواه الطبراني في الأوسط ورجاله
رجال الصحيح. وعن علي يعنى ابن أبي طالب قال لا أعلمنا الا خرجنا حجاجا
مهلين بالحج فلم يحل (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عمر حتى طافوا بالبيت
وبالصفا والمروة قلت هكذا وجدته ولا أدرى ما معناه رواه الطبراني في
الكبير وفيه عون بن محمد بن الحنفية ولم أجد من ترجمه.
(باب صيام من لم يجد الهدي)
عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام الأيام في الحج ولم يجد هديا إذا
استمتع فهو ما بين احرام أحدكم إلى يوم عرفة فهو آخرهن. رواه الطبراني في الكبير
وفيه حمزة بن واقد ولم أجد من ترجمه.
(باب في حجة الوداع)
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي حجة الوداع حجة الاسلام.
رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط فيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس.

(1) أي طيبته بطيب
(2) في الأصل " نجد " وفي الهامش تصحيحها.
237

(باب اللبس لدخول مكة)
عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم غير ثوبي الاحرام عند التنعيم حين دخل مكة.
رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه كلام.
(باب رفع اليدين عند رؤية البيت وغير ذلك)
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ترفع الأيدي إلا في سبع مواطن حين
يفتتح الصلاة وحين يدخل المسجد الحرام فينظر إلى البيت وحين يقوم على الصفا
وحين يقوم على المروة وحين يقف مع الناس عشية عرفة ويجمع والمقامين حين
يرمي الجمرة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال رفع الا يدي إذا
رأيت البيت وفيه وعند رمى الحمار وإذا أقيمت الصلاة. وفى الاسناد الأول
محمد بن أبي ليلى وهو سئ الحفظ وحديثه حسن إن شاء الله، وفى
الثاني عطاء بن السائب وقد اختلط.
(باب ما يقول إذا نظر إلى البيت)
عن حذيفة بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نظر إلى البيت قال
اللهم زد بيتك هذا تشريفا وتعظيما وتكريما وبرا ومهابة. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه عاصم بن سليمان الكوزي وهو متروك.
(باب الدخول إلى المسجد الحرام من باب بنى شيبة والخروج من غيره)
عن ابن عمر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلنا معه من دار
بنى عبد مناف وهو الذي تسميه الناس باب بنى شيبة وخرجنا معه إلى المدينة من
باب الحروة وهو باب الخياطين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه مروان بن أبي
مروان قال السليماني فيه نظر، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب لا يطوف بالبيت عريان)
عن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ببراءة إلى أهل مكة
لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة
ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة فأجله مدته والله برئ من
238

المشركين ورسوله قال فسار بها ثلاثا ثم قال لعلي عليه السلام ألحقه فرد على أبا بكر
وبلغها قال ففعل فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بكى قال يا رسول الله حدث في شئ قال
ما حدث فيك إلا خير ولكن أمرت الا يبلغه إلا أنا أو رجل منى قلت في
الصحيح بعضه رواه أحمد ورجاله ثقات (1).
(باب في الطواف والرمل والاستلام)
عن نافع قال كان ابن عمر إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التلبية فإذا انتهى
إلى ذي طوى بات بها حتى يصبح ثم يصلى الغداة ويغتسل ويحدث أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يفعله ثم يدخل مكة ضحى فيأتي البيت فيستلم الحجر ويقول باسم الله
والله أكبر ثم يرمل ثلاثة أطواف يمشى ما بين الركنين فإذا أتى على الحجر
استلمه وكبر أربعة أطواف مشيا ثم يأتي المقام فيصلى ركعتين ثم يرجع إلى الحجر
فيستلمه ثم يخرج إلى الصفا من الباب الأعظم فيقوم عليه فيكبر سبع مرات ثلاثا يكبر
ثم يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ
قدير قلت هو في الصحيح باختصار عن هذا رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وعن أبي الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم رمل من الحجر إلى الحجر. رواه أحمد وأبو
يعلى وفيه عبيد الله بن أبي زياد القداح وثقه أحمد والنسائي وضعفه ابن معين
وغيره. وعن ابن عباس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حج عن الرمل فقال إن
الله كتب عليكم السعي فاسعوا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه المفضل بن صدقة
وهو ضعيف. وعن سهل بن حنيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اعتمر وكان في الطريق
قالوا لو أنا نظرنا إلى بعير سمين فنحرناه فأكلناه حتى يروا قوتنا فقال عمر بن الخطاب
يا رسول الله ادع بأزواد القوم ثم ادع فيها فان الله سيبارك فيها ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدمتم فأرملوا الثلاثة الأشواط حتى تروا قوتكم ويومئذ
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بشروا الناس أنه من قال لا إله إلا الله وجبت له الجنة.
رواه الطبراني في الكبير وفيه رشدين بن سعد وفيه كلام وقد وثق. وعن

(1) بلغ مقابلة بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر من نسخة الأصل
التي بخط المؤلف رحمه الله وعفا عنه في الثاني والثلاثين. اه‍. هامش الأصل.
239

هلال بن يزيد قال رأيت أنس بن مالك في السعي حول البيت في الطواف الثلاثة
يمشى ما بين الركن اليماني إلى الركن الأسود في الحج والعمرة ثم سمعت أنس
ابن ملك هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع. رواه الطبراني في الكبير وفيه هلال
ابن زيد (1) بن بولا وهو ضعيف. وعن علي أن كان إذا استلم الحجر قال اللهم
إيمانا بك وتصديقا بكتابك واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه الحارث وهو ضعيف وقد وثق. وعن نافع قال كان ابن عمر إذا
استلم الحجر قال اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك وسنة نبيك ثم يصلى على النبي
صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
وعن يعلى بن أمية قال طفت مع عمر بن الخطاب فلما كنت عند الركن الذي
يلي الباب مما يلي الحجر أخذت بيده ليستلم فقال أما طفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت بلى قال فهل رأيته يستلمه قلت لا قال فابعد عنه (2) فان لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم
أسوة حسنة. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. ورواه من طريق آخر وفيه
رجل لم يسم، ورواه الطبراني في الأوسط. وعن يعلى قال طفت مع عثمان
فاستلمنا الركن قال يعلى فكنت مما بلى البيت فلما بلغنا الركن الغربي الذي يلي
الأسود جررت بيده ليستلم قال ما شأنك فقلت ألا تستلم قال فقال ألم تطف
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى قال ورأيته يستلم هذين الركنين
الغربيين قلت لا قال أفليس لك فيه أسوة حسنة قلت بلى قال فابعد عنه. رواه
أحمد وأبو يعلى وله عند أبي يعلى إسنادان رجال أحدهما رجال الصحيح وفى
اسناد أحمد راو لم يسم. وعن أبي الطفيل قال قدم معاوية وابن عباس فاستلم
ابن عباس الأركان كلها فقال له معاوية إنما استلم روسل الله صلى الله عليه وسلم
الركنين اليمانيين قال ابن عباس ليس من أركانه شئ مهجور. قال شعبة الناس يختلفون
في هذا الحديث يقولون معاوية هو الذي قال ليس شئ من البيت مهجور ولكنه
حفظه من قتادة. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عبيد
ابن عمير انه سمع أباه يقول لابن عمر ما لي لا أراك تستلم إلا هذين الركنين الحجر
الأسود والركن اليماني فقال ابن عمران افعل فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

(1) في الأصل " يزيد " والتصحيح من الخلاصة
(2) في الأصل " عنك ".
240

ان استلامهما يحط الخطايا قال وسمعته يقول من طاف أسبوعا يحصيه وصلى ركعتين
كان له كعدل رقبة قال وسمعته يقول ما رفع رجل قدما ولا وضعها الا كتب له عشر
حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات قلت روى ابن ماجة
بعضه رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط. وعن عمر بن
الخطاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا عمر انك رجل قوى لا تزاحم
على الحجر فتؤذي الضعيف ان وجدت خلوة فاستلمه وإلا فاستقبله وهلل وكبر.
رواه أحمد وفيه راو لم يسم. وعن أبي يعفور العبدي قال سمعت رجلا منصرف
الحجاج عن مكة يقول إن عمر كان يزاحم على الركن فذكر نحوه مرسلا فان هذا
أبا يعفور الصغير ولم يدرك الصحابة والله أعلم. وعن عامر بن ربيعه قال لم يكن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم من الأركان الا الركن اليماني والأسود.
رواه البزار وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف. وعن عبد الرحمن بن عوف قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف فعلت في استلام الركنين قلت كل ذلك
قد فعلت استلمت وتركت فقال أصبت. رواه البزار والطبراني في الصغير متصلا.
ورواه البزار أيضا والطبراني في الكبير مرسلا ورجال المرسل رجال الصحيح
وشيخ البزار في المرفوع أحمد بن محمد بن سعيد الأنماطي ولم أجد من ترجمه،
وبقية رجاله ثقات وعن ابن عمر قال رأيت عمر بن الخطاب قبل الحجر وسجد
عليه ثم عاد فقبله وسجد عليه ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أبو
يعلى باسنادين وفي أحدهما جعفر بن أحمد المخزومي وهو ثقة وفيه كلام، وبقية
رجاله رجال الصحيح، ورواه البزار من الطريق الجيد. وعن ابن عباس قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الركن ويضع خده عليه. رواه أبو يعلى وفيه عبد
الله بن مسلم بن هرمز وهو ضعيف. وعن سعد بن طارق عن أبيه قال رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت فإذا ازدحم الناس على الحجر استلمه بمحجن بيده.
رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عبد الرحمن بن قدامة قال البخاري فيه
نظر، وبقية رجاله ثقات. وعن زيد بن جبير ان رجلا ذكر لابن عمر الحجر
ومسحه يحال بيني وبينه فلا نستطيع ان تمسحه فقال عبد الله كنا نقرعه بالعصى
241

إذا لم نستطع مسحه. رواه الطبراني في الكبير بأسانيد وبعضها رجاله ثقات. وعن
عبد الله بن عمر وقال طوفوا بهذا البيت واستلموا هذا الحجر فإنهما كانا حجرين
أهبطا من الجنة فرفع أحدهما وسيرفع الآخر فإن لم يكن كما قلت فمن مر بقبري
فليقل هذا قبر عبد الله بن عمرو الكذاب. وفى رواية عن عبد الله بن عمر وأيضا
قال نزل جبريل عليه السلام بهذا الحجر من الجنة فتمتعوا به فإنكم لا تزالون بخير
ما دام بين أظهركم فإنه يوشك ان يأتي فيرجع به من حيث جاء به. رواه كله
الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
(باب فضل الحجر الأسود)
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الركن يوم
القيامة أعظم من أبى قبيس له لسان وشفتان. رواه أحمد والطبراني في الأوسط
وزاد يشهد لم استلمه بالحق وهو يمين الله عز وجل يصافح بها خلقه. وفيه عبد
الله بن المؤمل وثقه ابن حبان وقل يخطئ وفيه كلام، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا هذا الحجر خيرا فإنه
يوم القيامة شافع مشفع له لسان وشفتان يشهد لمن استلمه. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه الوليد بن عباد وهو مجهول، وبقية رجاله ثقات. وعن انس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحجر الأسود من حجارة الجنة. رواه البزار
والطبراني في الأوسط وفيه عمر بن إبراهيم العبدي وثقه ابن معين وغيره وفيه
ضعف. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الله
الحجر الأسود والركن اليماني يوم القيامة ولهما عينان ولسان وشفتان يشهدان
لمن استلمهما بالوفاء. رواه الطبراني في الكبير من طريق بكر بن محمد
القرشي عن الحارث بن غسان وكلاهما لم أعرفه. وعن ابن عباس عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال الحجر الأسود من حجارة الجنة وما في الأرض
من الجنة غيره وكان أبيض كالها ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة
إلا برأ. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام.
وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا ما طبع الركن من
242

أنجاس الجاهلية وأرجاسها وأيدي الظلمة والآثمة لاستشفى (1) به من كان
به داء. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أجد من ترجمهم. وعن ابن
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا ما طبع الركن من أنجاس الجاهلية وأرجاسها
وأيدي الظلمة والآثمة لاستشفى به من كان به عاهة ولألفي اليوم كهيئته يوم
خلقه الله وإنما غيره بالسواد لان لا ينظر أهل النار إلى زينة الجنة وليصبرن
إليها وإنها لياقوتة من ياقوت الجنة وضعه الله حين أنزل آدم في موضع الكعبة
والأرض يومئذ طاهرة ولم يعمل فيها شئ من المعاصي وليس لها أهل ينجسونها
فوضع له صف من الملائكة على أطراف الحرم يحرسونه من سكان الأرض وسكانها
يومئذ الجن لا ينبغي لهم إن ينظروا إليه لأنه شئ من الجنة ومن نظر إلى شئ
من الجنة دخلها فليس ينبغي أن ينظر إليها ألا من وجبت له الجنة والملائكة يذودونهم
عنه وهم وقوف على أطراف الحرم يقذفون به من كل جانب ولذلك سمي الحرم
لأنهم يحلون فيها بينهم وبينه. رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه ولا له
ذكر. وعن عبد الله بن عمرو قال نزل الركن الأسود من السماء فوضع على أبى
قبيس كأنه مهاة بيضاء فمكث أربعين سنة ثم وضع على قواعد إبراهيم.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب الطواف راكبا)
عن قدامة بن عبد الله قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على ناقة يستلم الركن بمحجنه (2)
رواه أحمد في زياداته وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف البيت على ناقة يستلم الركن بمحجنه. ورجاله موثقون
وفى بعضهم كلام لا يضر. وعن ابن عمر قال طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته
يوم فتح مكة يستلم الأركان بمحجن كان معه. رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف وقد وثق فيها رواه عن غير عبد الله بن دينار وهذا منها. وعن أبي
رافع قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجنه. رواه

(1) في الأصل " لاستسقى " بالسين المهملة والقاف
(2) المحجن: عصا محنية الرأس.
243

البزار وفيه إسحاق بن إبراهيم الحنيني وثقه ابن حبان وقال يخطئ وضعفه الناس.
وعن عبد الله بن حنظلة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف البيت على راحلته
يستلم الركن بمحجنه. رواه البزار وفيه اثنان لم أجد من ترجمهما. وعن أبي ملك
الأشجعي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف البيت على راحلته يستلم الركن بمحجنه.
رواه البزار وفيه محمد بن عبد الرحمن عن أبي ملك الأشجعي ولم أعرف محمد بن
عبد الرحمن. وعن عائشة قالت طاف النبي صلى الله عليه وسلم على بعير يوم الفتح معه المحجن يستلم الركن
به كراهة أن يضرب الناس عنه. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
(باب الطواف في النعل)
عن عامر بن ربيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف بالبيت فانقطع شسع نعله فأخرج رجل
شسعا من نعله فذهب يشده في نعل النبي صلى الله عليه وسلم فانتزعها وقال هذه أثرة ولا أحب
الأثرة. رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط وفيه عاصم بن
عبيد الله وهو ضعيف.
(باب الرجز في الطواف)
عن جابر بن عبد الله قال طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجته بالبيت على ناقته
الجدعاء وعبد الله بن أم مكتوم آخذ بخطامها يرتجز قلت هو في الصحيح خلا ذكر
ابن أم مكتوم ورجزه رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن عبد الله
ابن عامر بن ربيعة قال رأيت عبد الرحمن بن عوف يطوف بالبيت وهو يحدو عليه خفان
فقال له عمر ما أدرى أيهما أعجب حداؤك حول البيت أو طوافك في خفيك قال
قد فعلت هذا على عهد من هو خير منك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعب
ذلك على. رواه أبو يعلى وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف.
(باب الطواف في الثوب)
عن نسير بن ذعلوق (1) قال رأيت ابن الزبير يطوف في مرط له. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.

(1) في الأصل " دعلوق " بالمهملة، والتصحيح من الخلاصة.
244

(باب فيمن طاف ولم يلغ)
عن محمد بن المنكدر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
طاف بالبيت أسبوعا لا يلغو فيه كان كعدل رقبة يعتقها. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب أوقات الطواف)
عن أبي الزبير قال سألت جابرا عن الطواف بالكعبة فقال كنا نطوف فنمسح
الركن الفاتحة والخاتمة ولم نكن نطوف بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس
ولا بعد العصر حتى تغرب وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تطلع
الشمس في قرن الشيطان. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وقد حسنوا
حديثه. وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يا بنى عبد مناف
لا تمنعوا أحدا يطوف بهذا البيت أي ساعة من ليل أو نهار ويصلى. رواه البزار
ورجاله رجال الصحيح، قال البزار هكذا حدثناه أبو موسى يعنى الزمن سنة
ثمان وأربعين في دار بنى عمير وإنما يعرف عن أبي الزبير عن عبد الله بن باباه
عن جبير بن مطعم. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أعرفنكم
ما منعتم أحدا يطوف بهذا البيت ساعة من ليل أو نهار. رواه الطبراني في الكبير
من طريق عمران بن محمد بن أبي ليلى عن عبد الكريم عن مجاهد فإن كان عبد
الكريم هو الجزري فرجاله ثقات وإن كان هو ابن أبي المخارق فالحديث ضعيف. وعن
عمرو بن دينار قال رأيت ابن عمر طاف بعد العصر أسبوعا ثم صلى ركعتين ثم قال
إنما تكره عند طلوع الشمس لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الشمس تطلع بين
قرني شيطان. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن أبي شعبة قال
رأيت الحسن والحسين طافا بعد العصر وصليا ركعتين. رواه الطبراني في الكبير
وأبو شعبة هذا هو البكري كما ذكره المزي ولم أجد من ترجمه. وعن أنس
ابن ملك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوافان يغفر لصاحبهما ذنوبه بالغة
ما بلغت طواف بعد صلاة الصبح يكون فراغه عند طلوع الشمس وطواف بعد
245

العصر يكون فراغه عتد غروب الشمس قالوا يا رسول الله إن كان قبل ذلك أو
بعده قال يلحق به. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك.
(باب الاستسقاء في الطواف)
عن العباس بن عبد المطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطوف بالبيت فاستسقى وهو يطوف. رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم.
(باب طواف القارن)
عن جابر وابن عمر وابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يطف هو وأصحابه لعمرتهم
وحجتهم إلا طوافا واحدا. رواه أبو يعلى وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه
مدلس. وعن أبي هريرة أنه اختلف هو وزيد بن ثابت في القران. رواه
البزار وفيه عثمان بن عطاء وهو ضعيف.
(باب فيمن طاف أكثر من أسبوع)
عن سعد ملك قال طفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنا من طاف سبعا ومنا
من طاف ثمانيا ومنا من طاف أكثر من ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حرج.
رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وحديثه حسن.
(باب فيمن جمع أسابيع)
عن أبي هريرة قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفجر ثم قرأ ست ركعات
يلتفت في كل ركعتين يمينا وشمالا فظننا أنه لكل أسبوع ركعتين. رواه أبو يعلى
وفيه عبد السلام بن أبي الجنوب وهو متروك.
(باب في الملتزم)
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بين الركن والمقام ملتزم ما يدعو به
صاحب عاهة الا برأ. رواه الطبراني في الكبير وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو
متروك. وعن المغيرة بن أبي حكيم قال بينما نحن مع عبد الله بن سعد بن حشمة
246

جلوس إذ جاء رجل فطاف بالبيت فركع ركعتين فناء البيت فلما فرغ قام فالتزم
البيت فلما رآه قال هذا ما أحدثتم لم نكن نفعله ثم قال ما رضى حتى يضربها بإسته
ثم جاء رجل فلما بلغ باب المسجد رفع يديه فاستقبل البيت كأنه يدعو قال هذا ما
أحدثتم لم نكن نفعله فسألت عبد الله بن سعد هل شهدت بدرا قال نعم والعقبة مع أبي
. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
(باب الطواف من وراء الحجر)
عن ابن عباس قال ما طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ الا وهو من البيت.
رواه أبو يعلى واسناده حسن.
(باب الحجر من البيت)
عن عائشة أنها قالت ما أبالي صليت في الحجر أو في البيت. رواه أبو
يعلى ورجاله رجال الصحيح. وقلت وتأتي أحاديث من هذا بعد إن شاء الله.
(باب ما جاء في السعي)
عن علي بن أبي طالب أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كاشفا عن ثوبه حتى
بلغ ركبتيه. رواه عبد الله بن أحمد والبزار ورجاله ثقات. وعن ابن عباس ان
النبي صلى الله عليه وسلم مشى عاما وسعى عاما. رواه البزار وفيه سعيد بن بشير وفيه كلام.
وعن حبيبة بنت أبي تجراه قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف
بين الصفا والمروة والناس بين يديه وهو وراءهم وهو يسعى حتى أزى ركبتيه
من شدة السعي يدور به إزاره وهو يقول أسعوا فان الله عز وجل كتب عليكم
السعي. رواه أحمد والطبراني في الكبير وقال لقد رأيته من شدة السعي يدور
الإزار حول بطنه وفخذيه حتى رأيت بياض فخذيه. وفيه عبد الله بن المؤمل
وثقه ابن حبان وقال يخطئ وضعفه غيره. وعن صفية بنت شيبة أن امرأة أخبرتها
أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة يقول كتب عليكم السعي فاسعوا.
رواه أحمد وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. وعن تملك قالت نظرت إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأنا في غرفة لي بين الصفا والمروة وهو يقول إن الله عز وجل كتب عليكم
247

السعي فاسعوا. رواه الطبراني في الكبير وفيه المثنى بن الصباح وقد وثقه ابن معين
في رواية وضعفه جماعة. وعن أم ولد شيبة أنها رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى بين
الصفا والمروة ويقول لا يقطع الأبطح الا سدا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله
رجال الصحيح. وعن صفية بنت شيبة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسعوا فان الله
عز وجل كتب عليكم السعي. رواه الطبراني في الكبير وفيه المثنى بن الصباح
وثقه ابن معين في رواية وضعفه جماعة. وعن ابن عباس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا. رواه الطبراني في الكبير وفيه المفضل
ابن صدقة وهو متروك. وعن علقمة قال قام عبد الله على الصفا عند صدع فيه فقال
هاهنا والذي لا إله إلا هو مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة صلى الله عليه وسلم. رواه
الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن الوليد ولم أجد من ترجمه. وعن ابن عمر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من المسجد إلى الصفا من باب بنى مخزوم رواه الطبراني
في الكبير وفيه عبد الرحمن بن عبد الله أبو القاسم العمرى قال أحمد كان كذابا.
وعن ابن عباس قال قالت الأنصار إن السعي بين الصفا والمروة
من أمر الجاهلية فأنزل الله عز وجل (ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج
البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بها). رواه الطبراني في الأوسط وفيه
حفص بن جميع وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال فلا جناح عليه أن يطوف بهما
منفله فمن ترك فلا بأس. رواه الطبراني في الأوسط وفيه العباس بن الفضل
الأنصاري وهو متروك. وعن أبي الطفيل قال قلت لابن عباس يزعم قومك أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة وأن ذلك سنه قال صدقوا إن إبراهيم
عليه السلام لما أمر بالمناسك اعترض عليه الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه
إبراهيم. رواه الطبراني في حديث طويل يأتي في رمي الجمار إن شاء الله
ورجاله ثقات. وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سعى في بطن المسيل
قال اللهم اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس. وعن عبد الرحمن بن طارق بن
علقمة عن عمه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء مكانا من دار يعلى نسبه عبيد الله - استقبل
248

البيت فدعا. رواه أحمد ورواه أيضا عن عبد الرحمن بن عبد الله بن طارق عن أمه
وعبد الرحمن هذا لم أجد من وثقه ولا جرحه، وبقية رجاله رجال الصحيح
(باب الخطبة قبل التروية)
عن محمد بن عبد الله الثقفي شهدت خطبة ابن الزبير بالموسم قال ما شعرنا
حتى خرج علينا قبل يوم التروية بيوم وهو محرم رجل كهيأة كهل جميل فأقبل
فقالوا هذا يا أمير المؤمنين فرقى المنبر وعليه ثوبان أبيضان ثم سلم عليهم فردوا عليه
السلام ثم لي بأحسن تلبية سمعتها قط ثم حمد وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإنكم
جئتم من أفاق شتى وفودا على الله تعالى فحقا على الله ان يكرم وفده فمن جاء يطلب
ما عند الله فان طالب الله لا يخيب فصدقوا قولكم بفعل فان ملاك القول والفعل
والنية النية القلوب الله الله في أيامكم هذه فإنها أيام يغفر فيها الذنوب جئتم من آفاق
شتى في غير تجارة ولا أطلب مال ولا دينا ترجون ها هنا ثم لي ولى الناس
وتكلم بكلام كثير ثم قال اما بعد فان الله عز وجل قال في كتابة (الحج أشهر معلومات)
قال وهي ثلاثة أشهر شوال وذو القعدة وعشرة من ذي الحجة (فمن فرض فيهن الحج
فلا رفث) لا جماع (ولا فسوق) لا سباب (ولا جدال) لأمراء (وما تفعلون من خير يعلمه
الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى). وقال عز وجل (لا جناح عليكم أن تبتغوا
فضلا من ربكم) فأحل لهم التجارة ثم قال فإذا أفضتم من عرفات وهو الموقف الذي
يقفون عند حتى تغيب الشمس ثم يفيضون منه (فاذكروا الله عند المشعر الحرام)
قال وهي الجبال التي يقفون المزدلفة (واذكروه كما هداكم) قال ليس هذا يوم
هذا لأهل البلد كانوا يفيضون من جمع ويفيض الناس من عرفات فأبى الله لهم
ذلك فأنزل (ثم أفيضوا من حيث أفاض) الناس إلى مناسككم قالوا وكانوا إذا
فرعوا من حجهم تفاخروا بالآباء فأنزل الله عز وجل بعام (فاذكروا الله كذكركم
آباء كم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة حسنة وقنا عذاب
النار) قال يعملون في دنياهم لآخرتهم زمتهم ودنياهم قال ثم قرأ حتى بلغ واذكروا
249

الله في أيام معدودات) قال وهي أيام التشريق فذكر الله فيهن بتسبيح وتحميد
وتهليل وتكبير وتمجيد قال ثم ذكر مهل الناس قال مهل أهل المدينة من ذي الحليفة
ومهل أهل العراق من العقيق ومهل أهل نجد وأهل الطائف من قرن وأهل اليمن
يلملم قال ثم دعا على كفرة أهل الكتاب فقال اللهم عذب كفرة أهل الكتاب
الذين يجحدون بآياتك ويكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك اللهم عذبهم واجعل
قلوبهم قلوب نساء فواجر في دعاء كثير ثم قال إن ههنا رجالا قد أعمى الله قلوبهم
كما أعمى أبصارهم يفتون بالمتعة بان يقدم الرجل من خراسان فهلا بالحج حتى إذا
قدم قالوا أحل من حجك بعمرة ثم أهل بحج من ههنا والله ما كانت المتعة إلا لمحصر
ثم لي ولى الناس فما رأيت يوما قط كان أكثر باكيا من يومئذ. رواه الطبراني
في الكبير وفيه سعيد بن المرزبان وقد وثق وفيه كلام كثير وفيه غيره ممن لم أعرفه.
(باب الخروج إلى منى وعرفة)
عن عبد الله بن عمر رحمه الله أنه كان يستحب إذا استطاع أن يصلى الظهر
يوم التروية وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر يوم التروية بمنى. رواه أحمد
ورجاله ثقات. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل يوم التروية بيوم
منزلنا غدا إن شاء الله بالخيف الأيمن حيث استقسم المشركون. رواه الطبراني في
الكبير والأوسط ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن الزبير قال من سنة الحاج ان يصلى يوم
التروية الظهر والمصر والمغرب والعشاء والصبح بمنى ثم يغدو فيقبل حيث كتب الله له ثم
يروح إذا زالت الشمس فيخطب الناس ثم ينزل فيجمع بين الصلاتين الظهر والعصر ثم
يقف بعرفة فيدفع إذا غابت الشمس ثم يصلى المغرب حيث قدر الله له أن يصلى
ثم يقف بالمزدلفة فإذا طلع الفجر صلى الصبح ثم يدفع إذا أصبح فإذا رمى الجمرة
فقد حمل له ما حرم عليه الا النساء حتى يطوف بالبيت. رواه الطبراني في الكبير
وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث قال عبد الملك وابن شعيب ابن الليث ثقة
مأمون وضعفه الأئمة أحمد وغيره. وعن عبد الله بن عمرو قال أفاض جبريل
بإبراهيم عليهما السلام إلى منى فصلى به الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح
بمنى ثم غدا من منى إلى عرفات فصلى به الصلاتين ثم وقف حتى غابت الشمس
250

ثم أتى به المزدلفة فنزل بها فبات بها ثم قال فصلى كأعجل ما يصلى أحد من المسلمين
ثم دفع به إلى منى فرمى وذبح وحلق ثم أوحى الله عز وجل إلى محمد صلى الله عليه وسلم أن
اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين. رواه الطبراني في الكبير بأسانيد
ورجال بعضها رجال الصحيح وفي بعض طرقها أتي رجل عبد الله بن عمرو فقال
أنى مضعف من الحمولة مضعف من أهل أفترى لي أن أتعجل فقال له عبد الله
ابن عمرو قدم إبراهيم صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت وطاف بين الصفا والمروة ثم راح فصلى
الظهر بمنى فدكر نحوه. وعن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل عرفات موقف وارفعوا
عن عرفات وكل مزدلفة موقف وارفعوا عن محسر وكل فجاج منى منحر وكل أيام التشريق
ذبح. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير إلا أنه قال وكل فجاج مكة منحر.
ورجاله موثقون. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرفة كلها موقف ومنى
كلها منحر. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كل مزدلفة مشعر وارتفعوا عن بطن عرنة وكل عرفات موقف وارتفعوا
عن واد محسر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن جابر الجعفي وهو
ضعيف. وقد وثق. وعن مجاهد عن ابن عباس لا أعلمه الا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحج عرقات. رواه الطبراني في الأوسط وفيه خصيف وثقه ابن معين وغيره
وضعفه أحمد وغيره. وعن ربيعة بن عباد عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
واقفا مع المشركين بعرفات ثم رأيته بعد ما بعث واقفا في موقفه ذلك فعلمت أن
الله عز وجل وفقه لذلك. رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء ابن السائب وهو
ثقة ولكنه اختلط. وعن عبد العزيز بن قيس العبدي قال سمعت ابن عباس يقول
كان فلان ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم يرم عرفة فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أخي أن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير وقال كان الفضل بن عباس
رديف. ورجال أحمد ثقات. وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال إن الله عز وجل يباهي ملائكته بأهل عرفة عشية عرفة فيقول
انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا. رواه أحمد والطبراني في الصغير والكبير
251

ورجال أحمد موثقون. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان الله يباهي الملائكة بأهل عرفات يقول انظر وإلى عبادي شعثا غبرا. رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال من قال ليلة عرفة هذه العشر كلمات الف مرة لم يسأل الله شيئا الا أعطاء
إلا قطيعة رحم أو مؤثم: سبحان الذي في السماء عرشه. سبحان الذي في الأرض
موطئه سبحان الذي في البحر سبيله سبحان الذي في النار سلطانه سبحان
الذي في الجنة رحمته سبحان الذي في القبور قضاؤه سبحان الذي في الهواء
روحه سبحان الذي رفع السماء سبحان الذي وضع الأرض سبحان
الذي لا منجا منه الا إليه. رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير وفيه
عزرة ابن قيس ضعفه بن معين. وعن ابن عباس قال كان فيما دعا به رسول الله
صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع اللهم أنك تسمع كلامي وتعلم مكاني وتعلم
سرى وعلانيتي لا يخفى عليك شئ من أمري أنا البائس الفقير المستغيث المستجير
المشفق المقر المعترف بذنبه أسألك مسألة المسكين وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل
وأدعوك دعاء الخائف الضرير من خضعت لك رقبته وفاضت لك عيناه وذل
جسده ورغم لك أنفه اللهم لا تجعلني بدعائك شقيا وكن بي رؤوفا رحيما يا خير
المسؤولين ويا خير المعطين. رواه الطبراني في الكبير والصغير وزاد الوجل
المشفق. وفيه يحيى بن صالح الأبلي قال العقيلي روى عنه يحيي بن بكير مناكير
وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو قال كان أكثر دعاء رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على
كل شئ قدير. رواه أحمد ورجاله موثقون. وعن ابن عمر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عشية عرفة لم يبق أحد في قلبه مثقال حبة من خردل
من أيمان إلا غفر له قلت يا رسول الله أهل عرفة خاصة قال بل للمسلمين عامة.
رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو داود الأعمى وهو ضعيف جدا. وعن طالب
ابن سلمى بن عاصم بن الحكم قال حدثني بعض أهلنا أنه سمع جدي قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الا أن الله نظر إلى هذا الجمع فقبل من محسنهم
252

وشفع محسنهم في مسيئهم فتجاوز عنهم جميعا. رواه أبو يعلى وفى إسناده من لم
أعرفهم. وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أيام أفضل عند الله من أيام
عشر ذي الحجة قال فقال رجل يا رسول الله هن أفضل أم عدتهن جهاد في سبيل
الله قال هن أفضل من عدتهن جهاد في سبيل الله الا عفير يعفر وجهه في التراب
وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل
الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاجين جاؤوا من كل فج
عميق ولم يروا رحمتي ولم يروا عذابي فلم أر يوما أكثر عتيقا من النار من في يوم عرفة
رواه أبو يعلى وفيه محمد بن مروان العقيلي وثقه ابن معين وابن حبان وفيه بعض كلام،
وبقية رجاله رجال الصحيح. ورواه البزار إلا أنه قال أفضل أيام الدنيا أيام
العشر. قلت وتأتي أحاديث في فضل عشر ذي الحجة في كتاب الأضاحي إن شاء الله.
(باب في غسل يوم عرفة)
عن عبد الرحمن بن يزيد قال اغتسلت مع ابن مسعود يوم عرفه تحت الأراك.
رواه الطبراني في الكبير وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام.
(با في الخطبة يوم عرفة)
عن عبد المجيد العقيلي قال انطلقنا حجاجا ليالي خرج يزيد بن المهلب وقد
ذكر لنا ان ماء بالعالية يقال له الرجيح فلما قضينا مناسكنا جئنا حتى أتينا على بئر
عليها أشياخ مخضوبون يتحدثون قلنا هذا الذي صحب رسول الله صلى الله عليه
وسلم أين بيته قالوا نعم بيته وأومؤا ها ذاك بيته قال فانطلقنا حتى أتينا البيت
فسلمنا فأذن لنا فإذا شيخ كبير مضطجع يقال له العدى بن خالد الكلابي قلت
أنت الذي صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم ولولا هو الليل لأقرأتكم كتاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فمن أنتم قلنا من أهل البصرة قال مرحبا بكم ما فعل يزيد
ابن المهلب قلنا هو هناك يدعو إلى كتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما
هو من ذاك قلنا أينا نتبع هؤلاء أو هؤلاء يعنى أهل الشام أو يزيد قال إن تقعدوا
تعلموا وترشدوا ولا أعلمه الا قال ثلاث مرات رأيت رسول الله صلى الله عليه
253

وسلم يوم عرفة وهو قائم في الركابين ينادى بأعلى صوته يا أيها الناس أي يوم يومكم
هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال أي شهر شهركم هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال
فأي بلد بلدكم هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال شهركم شهر حرام قال فقال ألا إن
دماءكم وأموالكم عليكم حرام لحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى
يوم تلقون ربكم تبارك وتعالى فيسألكم عن أعمالكم قال ثم رفع يديه إلى السماء
قال اللهم اشهد عليهم ذكر مرارا فلا أدرى كم ذكر قلت روى أبو داود منه
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قائما في الركابين رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه
قال بما يقال له الرجيع وقال أليس هذا شهر حرام وبلد حرام ويوم حرام.
ورجال الطبراني موثقون. قلت وتأتي بقية الخطب بعد هذا شاء الله.
(باب فيمن أدرك عرفات)
عن عروة بن مضرس بن حارثة بن لام أنه حج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلم يدرك الناس إلا ليلا وهو بجمع فانطلق إلى عرقات فأفاض منها ثم رجع فأتى
جمعا فقال يا رسول الله أعملت نفسي وأنضيت راحلتي فهل لي من حج فقال من
صلى معنا صلاة الغداة بجمع ووقف معنا حتى نفيض وقد أفاض قبل ذلك من
عرفات ليلا أو نهارا فقد ثم حجة وقضى تفثه (1) قلت هو في السنن خلا رجوعه
إلى عرفة ومجيئه منها - رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه الا أنه قال والله
ما تركت جبلا من الجبال وقفتم عليه إلا وقفت عليه، ورجال أحمد رجال الصحيح
وفى رواية الطبراني في الكبير عن عروة بن مضرس أنه أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
بجمع قبل ان يفيض فلما نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله طويت الجبلين
ولقيت شدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدرك إفاضتنا أدرك الحج، زاد عبد الله
ابن أحمد في حديثه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرخ روعك من أدرك إفاضتنا هذه
فقد أدرك الحج قلت هو في السنن بغير هذا البيان، (وقوله) أفرخ روعك إذا
ذهب عنه الحزن هذا معنى ما في النهاية رواه الطبراني في الكبير وفيه داود
بن يزيد الأودي قال ابن عدي لم أر له حديثا منكرا جاوز الحد إذا روى عنه
ثقة وروى عنه شعبة وسفيان وضعفه جماعة. وعن ابن عباس قال قال رسول الله

(1) التفث: إذهاب الشعث والدرن والوسخ
254

صلى الله عليه وسلم من أدرك عرفة قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه عمر بن قيس المكي وهو ضعيف متروك. في رواية في الأوسط
قبل أن تطلع الشمس، ولكن النسخة سقيمة وقد تقدم حديث لابن عباس
الحج عرفات في باب الوقوف.
(باب الدفع من عرفة والمزدلفة)
عن المسور بن مخرمة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال أما بعد فان أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من هذا الموضع إذا
كانت الشمس على رؤس الجبال كأنها عمائم الرجال في وجوهها وانا ندفع بعد أن
تغيب وكانوا يدفعون من المشعر الحرام إذا كانت الشمس منبسطة. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي بكر الصديق أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم لما غربت الشمس بعرفة أفاض ومن المزدلفة قبل طلوع الشمس.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الواقدي ضعفه الجمهور. وعن ميسرة الأشجعي
عن عبد الله بن عمر أنه حج معه حتى وقف بعرفات فقال له يا ميسرة أسند في
الجبل قال ففعلت فلما أفاض لأناس ذهبت لأدفع ناقتي فقال لي مه عنقا بين العنقين
فلما قطعت الجبل قلت انزل يا أبا عبد الرحمن قال سير يا ميسرة فلما دفعنا إلى جمع
قام فأذن ثم أقام الصلاة فصلى المغرب ثم أقام فصلى العشاء الآخرة ثم أصبحنا
ففعل كما فعل في المشعر الأول ثم قال كان المشركون لا يفيضون من عرفات حتى
تعمم الشمس في الجبال فيصير في رؤسها كعمائم الرجال في وجوههم وأن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان لا يفيض حثى تغرب الشمس وكان المشركون لا يفيضون من جمع حتى
يقولون أشرق ثبير فلا يفيضون حتى تصير الشمس في رؤوس الجبال كعمائم
الرجال في وجوههم وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفيض قبل أن تطلع الشمس
قلت في الصحيح بعضه رواه الطبراني في الأوسط وفيه جعفر بن ميسرة الأشجعي
وهو ضعيف. وعن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تدفعوا يوم
عرفة حتى يدفع الامام. رواه الطبراني في الأوسط وفيه بن لهيعة وحديثه حسن
وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الرحمن بن يزيد قال حججنا مع بن مسعود
255

في خلافة عثمان قال فلما وقفنا بعرفة قلنا غابت الشمس قال بن مسعود لو أن أمير
المؤمنين أفاض الآن كان قد أصاب قال فلا أدرى كلمة بن مسعود كانت أسرع
أو إفاضة عثمان قال فأوضع الناس ولم يرد ابن مسعود على العنق حتى أتينا جمعا
فذكر الحديث. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال كان
بدء الإيضاع من قبل أهل البادية كانوا يقفون حافتي الناس حتى يعلقوا العصى
والجعاب والعقاب فإذا نفروا لصعصت تلك ما نفروا بالناس قال ولقد يروي رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأن دفري ناقته ليتمس حاركها وهو يقول يا أيها الناس عليكم بالسكينة.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أفاض من عرفات وهو يقول.
إليك تغدو قلقا وضنينها (1) * مخالفا دين النصارى دينها. رواه الطبراني
في الكبير والأوسط وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف. وقال الطبراني المشهور
في الرواية عن ابن عمر أنه أفاض من عرفات وهو يقول.
إليك تعدوا قلقا وضينها * مخالفا دين النصارى أدينها.
وعن عبد الرحمن بن يزيد قال أفضت مع ابن مسعود من عرفة فلما جاء المزدلفة وقف يعني
عثمان فلما أسفر قال يعنى ابن مسعود أن أصاب أمير المؤمنين دفع الآن فما فرغ
عبد الله من كلامه حتى دفع عثمان. قلت رواه أحمد في حديث طويل وهذا لفظه
ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بجمع فلما
أضاء له كل شئ قبل أن تطلع الشمس افض. رواه أحمد وفيه زمعة
ابن صالح وقد وثق وفيه ضعف.
(باب فضيلة الوقوف بعرفة والمزدلفة)
عن عبادة بن الصامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة أيها الناس أن
الله عز وجل يطول عليكم في هذا اليوم فغفر لكم ألا التبعات فيما بينكم ووهب
ميتكم لمحسنكم وأعطى محسنكم ما سأل فدفعوا بسم الله فلما كان يجمع قال إن

(1) الوضين: بطان منسوج بعضه على بعض يشد به الرحل على
البعير كالحزام للسرج، أراد أنها قد هزلت ودقت للسير عليها.
256

الله قد غفر لصا لحيكم وشفع صالحيكم في طالحيكم تنزل الرحمة فتعمهم ثم تفرق
المغفرة في الأرض فتقع على كل تائب ممن حفظ لسانه ويده وإبليس وجنوده
على جبل عرفات ينظرون ما يصنع الله بهم فإذا نزلت المغفرة دعا هو وجنوده
بالويل يقول كنت استفزهم حقبا من الدهر ثم جاعت المغفرة فغشيتهم فيتفرقون
وهم يدعون بالويل والثبور. رواه الطبراني في الكبير وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله تطول
على أهل عرفات يباهي بهم الملائكة يقول يا ملائكتي أنظروا إلى عبادي شعثا
غبرا أقبلوا يضربون إلى من كل فج عميق فأشهدكم أني قد أجبت دعاءهم وشفعت
رغبتهم ووهبت مسيئهم لمحسنهم وأعطيت محسنهم جميع ما سألوني غير التبعات التي بينهم
فإذا أفاض القوم إلى جمع ووقفوا وعادوا في الرغبة والطلب إلى الله فيقول
يا ملائكتي عبادي وقفوا فعادوا في الرغبة والطلب فأشهدكم أنى قد أجبت دعاءهم
وشفعت رغبتهم ووهبت مسيئهم لمحسنهم وأعطيت محسنهم جميع ما سألوني وكفلت
عنهم التبعات التي بينهم التي بينهم. رواه أبو يعلى وفيه صالح المري وهو ضعيف.
(باب تقديم الضعفة من المزدلفة)
عن أم سلمة قالت قدمني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن قدم مع ضعفة أهله ليلة
المزدلفة قالت فرميت الجمرة بليل ثم مضيت إلى مكة فصليت بها الصبح ثم رجعت
إلى منى. رواه الطبراني في الكبير وفيه سليمان بن أبي داود قال ابن
القطان لا يعرف.
(باب الإيضاع في وادي محسر)
عن سعد بن أبي وقاص قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أوضع (1) في وادي محسر. رواه
البزار وفيه أبو بكر بن أبي سبرة وهو كذاب. وعن ابن عمر أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لما أتى محسرا حرك راحلته وقال عليكم بحصى الخذف. رواه الطبراني في
في الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث.

(1) يقال وضع البعير يضع وضعا وأوضعه راكبه إيضاعا إذا حمله على
سرعة السير.
257

(باب المكبر والملبي)
عن أنس قال نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنا المكبر ومنا المهل فلم يعب مكبرنا
على مهلنا ولا مهلنا على مكبرنا. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال
الصحيح. وقد تقدم حديث على وغيره رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبى
حتى رمى جمرة العقبة في باب التلبية.
(باب رمى الجمار)
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشيعه مع أهله إلى منى يو النحر ليرموا
الجمرة مع الفجر. رواه أحمد وفيه شعبة مولى ابن عباس وثقه أحمد وغيره وفيه
كلام. وعن جابر قال لا أدري بكم رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن حرملة بن عمرو وهو أبو عبد الرحمن قال حججت حجة
الوداع مردفي عمي سنان بن سمة قال فلما وقفنا بعرفات رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
واضعا إحدى أصبعيه على الأخرى فقلت لعمي ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
يقول ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير
ورجاله ثقات. وعن حمزة بن عمرو الأسلمي قال رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعرفة وعمى مرد في وهو واضع أصبعيه إحداهما على الأخرى فقلت
ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول ارموا الجمار بمثل حصى الخذف.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات، وقال لم يروه بهذا الاسناد الا أيوب
يعنى الغافقي ورواه الناس عن ابن حرملة عن يحيى بن هند عن أسلم بن خارجة.
وعن الهرماس بن زياد قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا رديف أبى وهو
على ناقته الضياء يوم الأضحى والناس حوله فقلت لأبي ما يقول رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال يقول ارموا الجمار بمثل حصى الخذف. رواه الطبراني في
الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أسماء بنت أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ارموا جمرات مضر وكانت كل قبيلة ترمى جمرة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من
لم أعرفهم. وعن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نرمي الجمار
258

بمثل عصى الخذف في حجة الوداع. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال
الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقف عند الجمرة الثانية
أطول مما وقف عند الجمرة الأولى ثم أتى جمرة العقبة فرماها ولم يقف عندها:
رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام. وعن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم
لا يرمى حتى تزول الشمس. رواه البزار وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام.
وعن أبي الطفيل قال قلت لابن عباس يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى بين
الصفا والمروة وان ذلك سنه قال صدقوا إن إبراهيم عليه السلام لما أمر بالمناسك
اعترض عليه الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه إبراهيم ثم ذهب به جبريل عليه
السلام إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم عرض
له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات وثم تله للجبين وعلى إسماعيل قميص
أبيض فقال يا أبت انه ليس لي ثوب تكفنني فيه غيره فاخلعه حتى تكفنني فيه فعالجه
ليخلعه فنودي من خلفه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا فالتفت إبراهيم فإذا هو
بكبش أبيض أقرن أعين قال ابن عباس لقد رأيتنا نتبع ذلك الضرب من الكباش
قال ثم ذهب جبريل عليه السلام إلى منى قال هذا منى قال يونس هذا مناخ الناس
ثم أتى به جمعا فقال هذا المشعر الحرام ثم ذهب به إلى عرفة قال ابن عباس هل
تدرى لم سميت عرفة قلت لا قلت إن جبريل عليه السلام قال لإبراهيم عرفت قال
يونس هل عرفت قال نعم قال ابن عباس فمن ثم سميت عرفة ثم قال هل تدرى
كيف كانت التلبية قلت وكيف كانت قال إن إبراهيم لما أمر أن يؤذن في الناس
بالحج خفضت له الجبال رؤوسها ورفعت له القرى فأذن في الناس بالحج. رواه أحمد
والطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إن جبريل ذهب بإبراهيم عليه السلام إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه
بسبع حصيات فساخ ثم أتى الجمرة الوسطى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ
ثم أتى الجمرة القصوى فرماه بسبع حصيات فساخ فلما أراد إبراهيم أن بذبح
إسحاق قال لأبيه يا أبت أوثقني لا أضطرب فينتضح عليك دمي إذا ذبحتني فشده
فلما أحد الشفرة وأراد أن يذبحه نودي من خلفه ان يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا.
259

رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد الخلط. وعن ابن عباس قال جاء جبريل
إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليريه المناسك فانفرج له ثبير فدخل منى فأراه الجمار ثم أراه جمعا
وأراه عرفات فلما كان عند الجمرة نبع له إبليس فرماه بسبع حصيات فساخ ثم نبع
له حتى ذكر جمرة العقبة فساخ فذهب. وفى رواية عن ابن عباس أيضا قال
انطلق جبريل عليه السلام بالنبي صلى الله عليه وسلم ليريه المناسك فأتى به جمرة العقبة فإذا
إبليس عليها فأمره فرماه بسبع حصيات فساخ في الأرض ثم أتى الجمرة الوسطى
فإذا هو بإبليس فأمره فرماه بسبع حصيات فساخ في الأرض ثم أتى الثالثة ففعل
مثل ذلك ثم أتى جمعا ثم لبى من عرفات. رواه كله الطبراني في الكبير وفيه عطاء
ابن السائب وقد اختلط. وعن ابن عمر أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن رمي الجمار
مالنا فيه فسمعته يقول تجد ذلك عند ربك أحوج ما تكون إليه. رواه الطبراني
في الأوسط والكبير وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام. وعن ابن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رميت الجمار كان لك نورا يوم القيامة. رواه البزار
وفيه صالح مولى التوءمة وهو ضعيف. وعن أبي سعيد قال قلنا يا رسول الله هذه
الجمار التي ترمى كل سنة فنحسب أنها تنقص فقال ما يقبل منها رفع ولولا ذلك
رأيتموها مثل الجبال. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يزبد بن سنان التميمي وهو ضعيف.
(باب رمي الرعاء بالليل)
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص للرعاة ان يرموا ليلا. رواه الطبراني
في الكبير وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك. وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص لرعاة الإبل أن يرموا بالليل. رواه البزار وفيه مسلم
ابن خالد الزنجي وهو ضعيف وقد وثق.
(باب فيمن رمى الجمار وأمسى ولم يطف)
عن أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة قال وحدثتني أم قيس بنت محصن وكانت
جارة قالت خرج من عندي عكاشة بن محصن في نفر من بنى أسد متقمصين عشية
يوم النحر ثم رجعوا إلى عشاء وقمصهم على أيديهم يحملونها قالت قفلت أي عكاشة
260

مالكم خرجتم متقمصين ثم رجعتم وقمصكم على أيديكم تحملونها قال خيرا يا أم قيس
هذا يوم رخص لنا فيه إذا نحن رمينا الجمرة حللنا من كل ما أحرمنا منه إلا ما
كان من النساء حتى نطوف بالبيت فإذا أمسينا ولم نطب صرنا حرما كهيئتنا قبل
أن نرمي الجمرة. رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات.
(باب متى يحل المحرم)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رمى الجمرة بسبع حصيات الجمرة
التي عند العقبة ثم انصرف فنحر هديا ثم حلق فقد حل له ما حرم عليه من شأن
الحج قلت له أثر موقوف عليه وفيه الا النساء رواه البزار ورجاله ثقات
رجال الصحيح. وعن عطاء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رمى الجمرة وذبح وحلق
فقد حل له كل شئ إلا النساء. رواه أبو يعلى وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام وهو مرسل.
(باب في الحلق والتقصير وقوله لا توضع النواصي الا في حج أو عمرة)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا توضع النواصي الا في حج أو
عمرة. رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه محمد بن سليمان بن مشمول وهو
ضعيف بهذا الحديث وغيره. وعن معمر بن عبد الله قال كنت ارحل لرسول الله
صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال لي ليلة من الليالي يا معمر لقد وجدت
الليلة في أنساعي اضطراب قال فقلت والذي بعثك بالحق لقد شددتها كما كنت
أشدها ولكن أرخاها من قد كان نفس على مكاني منك لتستبدل بي غيري
فقال اما انى غير فاعل قال فلما نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم هديه بمنى
أمرني أن أحلقه قال فأخذت الموس فقمت على رأسه قال فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم
في وجهي فقال لي يا معمر أمكنك رسول الله صلى الله عليه وسلم من شحمة أذنه
وفى يدك الموسى فقلت والله يا رسول الله إن ذلك لمن نعمه على ومنته قال اذن
أقر لك قال ثم حلقت رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد والطبراني في
الكبير وفيه عبد الرحمن بن عقبة مولى معمر ذكره ابن أبي حاتم ولم يوثق
ولم يجرح. وعن أم سلمة قالت حلق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
261

النحر معمر بن عبد الله العدوي. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن
إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس. وعن حبشي بن جنادة وكان ممن شهد حجة
الوداع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للمحلقين قالوا يا رسول الله
والمقصرين قال اللهم اغفر للمحلقين قالوا يا رسول الله والمقصرين قال اللهم اغفر
للمحلقين قالوا يا رسول الله والمقصرين قال في الثالثة والمقصرين. رواه أحمد
والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن ملك بن ربيعة أنه
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول اللهم اغفر للمحلقين اللهم اغفر للمحلقين قال
يقول رجل من القوم والمقصرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثالثة أو في الرابعة
والمقصرين ثم قال فأنا يومئذ محلوق الرأس فما يسرني بحلق رأسي حمر النعم أو
خطرا عظيما. رواه أحمد والطبراني في الأوسط واسناده حسن. وعن قارب
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اغفر للمحلقين قال رجل والمقصرين قال في
الرابعة والمقصرين يقلله سفيان بيده وقال سفيان في تيك كأنه يوسع يده.
رواه أحمد والطبراني في الكبير والبزار واسناده صحيح. وعن يحيى بن حصين
عن جدته قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول يرحم الله المحلقين يرحم الله
المحلقين قالوا في الثالثة والمقصرين قال والمقصرين. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم حلق يوم الحديبية وأصحابه
إلا أبو قتادة وعثمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله المحلقين قالوا والمقصرين
يا رسول الله قال يرحم الله المحلقين قالوا والمقصرين يا رسول الله فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم والمقصرين في الثالثة. رواه أحمد وأبو يعلى واللفظ له وفيه أبو إبراهيم
الأنصاري جهله أبو حاتم وبقيه رجاله رجال الصحيح. وعن أبي سعيد الخدري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرم هو وأصحابه عام الحديبية غير عثمان وأبى
قتادة فاستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة.
رواه أحمد وفيه إبراهيم أيضا. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم رحم الله المحلقين قلنا يا رسول الله والمقصرين قال رحم الله المحلقين
قالوا يا رسول الله والمقصرين قال في الثالثة أو الرابعة والمقصرين. رواه الطبراني
262

في الأوسط وفيه عبد الله بن المؤمل ضعفه أحمد وغيره وقد وثق
وعن الأزرق بن قيس قال كنت جالسا إلى ابن عمر فسأله رجل فقال
يا أبا عبد الرحمن انى أحرمت وجمعت شعري فقال اما سمعت عمر في خلافته قال من
ضفر رأسه أو لبده فليحلق فقال يا أبا عبد الرحمن انى لم أضفره ولكني جمعته فقال ابن
عمر عنز وتيس وتيس وعنز. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
(باب في التقصير)
عن ابن عباس أن معاوية أخبره أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر من شعره
بمشقص (1) قلت حديث معاوية في الصحيح أنه هو الذي قصر عنه وهذا أشبه
بالصواب والله أعلم رواه أحمد وابنه واسناد ابنه رجاله رجال الصحيح.
(باب النهى عن حلق المرأة رأسها)
عن عثمان قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تحلق المرأة رأسها. رواه البزار وفيه روح
بن عطاء وهو ضعيف. وعن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان تحلق المرأة
رأسها. رواه البزار وفيه معلى بن عبد الرحمن وقد اعترف بالوضع وقال ابن عدي
أرجو أنه لا بأس به.
(باب في النحر يوم النحر)
عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه وقف بين الجمرتين في
الحجة التي حج وذلك يوم النحر فقال هذا يوم الحج الأكبر. رواه الطبراني في
الصغير والأوسط وفيه يعقوب بن عطاء ضعفه احمد والجمهور ووثقه ابن حبان.
وعن ابن أبي أو في قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر يوم الحج
الأكبر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه حفص بن عمر قاضى حلب وهو ضعيف.
وعن الفضل بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم نحر عند جمرة العقبة
وقال نحرت هاهنا ومنى كلها منحر فانحروا في منازلكم. رواه الطبراني في
الكبير وفيه الصلت بن الحجاج وهو ضعيف.

(1) المشقص: هو نصل السهم إذا كان طويلا غير عريض.
263

(باب التهنئة بتمام الحج)
عن عروة بن مضرس قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بمنى فقال أفرخ روعك (1)
يا عروة. رواه البزار هكذا والطبراني في حديث طويل تقدم فيمن أدرك عرفات
قال صاحب النهاية ما معناه: أفرخ روعك إذا ذهب عنك الحزن وفيه داود بن
يزيد الأودي قال ابن عدي لم أر له حديثا منكرا جاوز الحد إذا
روى عنه ثقة وضعفه جماعة.
(باب وقت طواف الإفاضة)
عن أم سلمة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن
توافي صلاة الصبح يوم النحر بمكة. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح وهو
مشكل مستبعد لان النبي صلى الله عليه وسلم أمر من قدم من ضعفة أهله ان لا
يرموا الجمرة حتى تطلع الشمس ولم يقدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة حتى
رمى وحلق وذبح فكيف يواعدها وهذا بعيد.
(باب التكبير وأيام منى)
عن شريح بن أبرهة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر أيام
التشريق حتى يخرج من منى يكبر في دبر كل صلاة. وفى رواية كبر في أيام
التشريق من صلاة الظهر يوم النحر حتى خرج من منى. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط بنحوه وفيه شرقي بن القطامي وهو ضعيف. وعن أبي إسحاق قال
حدثنا أصحاب عبد الله عن عبد الله أنه كان يكبر صلاة الغداة من يوم عرفة ويقطع
صلاة العصر من يوم النحر ويكبر إذا صلى العصر قال فكان يكبر الله أكبر لا إله
إلا الله والله أكبر والحمد لله. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
إلا أن أبا إسحاق لم يسم من حدثه.

(1) أصل الإفراخ الانكشاف وأفرخ فؤاد الرجل إذا خرج روعه
وانكشف عنه الفزع كما تفرخ البيضة إذا انفلقت عن الفرخ، وهو مثل
بمعنى ليذهب فزعك وخوفك.
264

(باب في منى)
عن أبي الدرداء قال قلنا يا رسول الله ان أمر منى لعجب وهي ضيفة فإذا
نزلها الناس اتسعت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما مثل منى كالرحم هي ضيقة فإذا
حملت وسعها الله. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه من لم أعرفه.
(باب استحباب التأخير بمنى)
عن أنس بن ملك قال جاءت ربيعة النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنونه أن ينفروا في النفر
الأول فأتاه جبريل عليه السلام فقال يا محمد ان الله تبارك وتعالي يقرأ عليك السلام
ويقول لك قل لربيعة لا ينفروا في النفر الأول قليل من حبب. رواه
الطبراني في الصغير والأوسط وفيه من لم أعرفه.
(باب زيارة البيت في الليل)
عن عائشة وابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم زار البيت ليلا قلت حديث عائشة
في السنن رواه أحمد ورجال رجال الصحيح.
(باب المبيت بمكة لآل شيبة وأهل السقاية)
عن ابن عباس قال رخص لأهل السقاية وأهل الحجابة أن يبيتوا ليالي
بمكة ليالي منى يعنى العباس وآل شيبة قلت رواه ابن ماجة خلا قوله وآل شيبة
رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس.
(باب الخطب في الحج)
عن أبي حرة الرقاشي عن عمه قال كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم
في وسط أيام التشريق أذود عنه الناس فقال يا أيها الناس هل تدرون في أي شهر
أنتم وفى أي يوم أنتم وفي أي بلد أنتم قالوا في يوم حرام وبلد حرام وشهر حرام
فال فان دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم
هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه ثم قال اسمعوا منى تعيشوا ألا لا تظلموا ألا لا
تظلموا ألا لا تظلموا انه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه الا وان
كل دم وماء ومال كانت في الجاهلية تحت قدمي هذه إلى يوم القيامة وان أول
265

دم يوضع دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب كان مسترضعا في بنى ليث فقتلته
هذيل ألا وان كل ربا في الجاهلية موضوع وان الله عز وجل قضى أن أول ربا
يوضع ربا العباس بن عبد المطلب عليه السلام لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون
ولا تظلمون ألا وان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض ثم
قرأ (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات
والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) ألا لا ترجعوا
بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون
ولكنه في التحريش بينكم واتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن
شيئا وإن لهن عليكم حقا ولكم عليهن حقا أن لا يوطئن فرشكم أحدا غيركم ولا
يأذنن في بيوتكم لأحد تكرهونه فان خفتم نشوزهن فعظوهن واهجروهن في
المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح قال حميد قالت للحسن ما المبرح قال المؤثر
ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف وإنما أخذتموهن بأمانة بالله واستحللتم فروجهن
بكلمة الله عز وجل ألا ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها وبسط
يده وقال ألا هل بلغت ألا هل بلغت ثم قال ليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ
أسعد من سامع، قال حميد قال الحسن حين بلغ هذه الكلمة قد والله بلغوا أقواما
كانوا أسعد به قلت روى أبو داود منه ضرب النساء فقط رواه أحمد وأبو
حرة الرقاشي وثقة أبو داود وضعفه ابن معين. وفيه علي بن زيد وفيه كلام.
وعن أبي نضرة قال حدثني من سمع خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق
فقال يا أيها الناس ان ربكم واحد وأباكم واحد إلا لا فضل لعربي على عجمي ولا
لعجمي على عربي ولا اسود على أحمر ولا أحمر على اسود إلا بالتقوى أبلغت
قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أي يوم هذا قالوا يوم حرام ثم قال أي بلد
هذا قالوا بلد حرام قال فان الله عز وجل قد حرم بينكم دماء كم وأموالكم قال
ولا أدرى قال وأعراضكم أم لا كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا
أبلغت قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليبلغ الشاهد الغائب. رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن ابن عمر قال نزلت هذه السورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
266

وهو بمنى في أوسط أيام التشريق فعرف أنه الموت فأمر براحلته القصواء (1)
فرحلت له فركب فوقف للناس بالعقبة واجتمع له ما شاء الله من المسلمين فحمد
الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد أيها الناس فان كل دم كان في الجاهلية
فهو هدر وان أول دمائكم أهدر دم ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بنى ليث
فقتلته هذيل وكل ربا كان في الجاهلية فهو موضوع وان أول ربا كم أضع ربا العباس
ابن عبد المطلب أيها الناس ان الزمان قد استدار كهيأته يوم خلق الله السماوات
والأرض وان عدة الشهور اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم رجب مضر الذي بين
جمادى وشعبان وذو القعدة وذو الحجة والمحرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن
أنفسكم إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه
عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله كانوا يحلون صفر عاما ويحرمون المحرم عاما فذلك النسئ
يا أيها الناس من كانت عنده وديعة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها أيها الناس ان
الشيطان أيس ان يعبد ببلادكم آخر الزمان وقد رضى منكم بمحقرات الأعمال
فاحذروا على دينكم محقرات الأعمال أيها الناس ان النساء عندكم عوان
أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله لكم عليهن حق ولهن عليكم
حق ومن حقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم غيركم ولا يعصينكم في معروف
فان فعلن ذلك فليس لكم عليهن سبيل ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف فان
ضربتم فاضربوا ضربا غير مبرح لا يحل لامرئ من مال أخيه الا ما طابت به
نفسه أيها الناس انى تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله فاعملوا به

(1) القصواء: الناقة التي قطع طرف أذنها، ولم تكن ناقة النبي صلى الله عليه وسلم قصواء
وإنما كان هذا لقبا لها وقيل كانت مقطوعة الأذن، وجاء في الحديث أنه كان له
ناقة تسمي العضباء وأخرى تسمى الجدعاء وفى حديث آخر صلماء في رواية مخضرمة،
فيحتمل أن يكون الجميع صفة ناقة واحدة فسماها كل واحد منهم بما تخيل فيها،
ويؤيد ذلك ما روى في حديث على حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ أهل مكة سورة
براءة فرواه ابن عباس أنه ركب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء، وفى رواية
جابر العضباء، وفي رواية غيرهما الجدعاء فهذا يصرح أن الثلاثة صفة ناقة واحدة.
267

أيها الناس أي يوم هذا قالوا يوم حرام قال فأي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فأي
شهر هذا قالوا شهر حرام قال فان الله تبارك وتعالى حرم دماء كم وأموالكم وأعراضكم
كحرمة هذا اليوم وهذا الشهر وهذا الشهر وهذا البلد ألا ليبلغ شاهدكم غائبكم لا نبي بعدي
ولا أمة بعدكم ثم رفع يديه فقال اللهم اشهد قلت في الصحيح وغيره طرف منه - رواه
البزار وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض (وقال إن
عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض
منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان. رواه
البزار وفيه أشعث بن سوار وهو ضعيف وقد وثق. وعن فضالة بن عبيد الأنصاري
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع هذا يوم حرام وبلد
حرام فدماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام مثل هذا اليوم وهذا اليوم
إلى يوم تلقونه وحتى دفعة دفعها مسلم مسلما يريد بها سوء أو سأخبركم من المسلم المسلم من
سلم الناس من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم والمهاجر
من هجر الخطايا والذنوب والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله قلت روى
ابن ماجة منه المؤمن من أمنه الناس والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب فقط رواه
البزار والطبراني في الكبير باختصار ورجال البزار وثقات. وعن جابر قال
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر بمنى قال بنحو من حديث أبي
بكر. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي ملك الأشعري أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع أيام الضحى للناس أليس هذا
اليوم الحرام قالوا بلى يا رسول الله قال فان حرمة ما بينكم إلى يوم القيامة كحرمة
هذا اليوم وأحدثكم من المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وأحدثكم من المؤمن
من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم وأحدثكم من المهاجر من هجر السيئات
والمؤمن حرام على المؤمن كحرمة هذا اليوم لحمه عليه حرام أن يأكله بالغيبة
يغتابه وعرضه حرام أن يظلمه وأذاه عليه حرام أن يدفعه دفعا، وفى رواية
268

أنه قال ذلك في أوسط أيام الأضحى وقال فيها وحرام عليه أن يدفعه دفعة تعنيه.
رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف. وعن عمار
ابن ياسر قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أي يوم هذا قلنا يوم النحر قال أي شهر
هذا قلنا ذو الحجة شهر حرام قال فأي بلد هذا قلنا بلد حرام قال فان دماءكم وأموالكم
وأعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا ليبلغ الشاهد الغائب.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفه. وعن الحارث بن عمر وقال
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمنى أو بعرفات وبحي من الاعراب فإذا رأوا
وجهه قالوا هذا وجه مبارك قال قلت يا رسول الله استغفر لي قال اللهم اغفر لنا
فقلت يا رسول الله استغفر لي قال اللهم اغفر لنا قال فدرت فقلت يا رسول الله
استغفر لي قال اللهم اغفر لنا فذهب يبزق فقال بيده فأخذ بها بزاقه فمسح بها نعله
كره أن يصيب به أحدا ثم قال يا أيها الناس أي يوم هذا وأي شهر هذا فان دماءكم
وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا اللهم هل
بلغت وليبلغ الشاهد الغائب قال وأمرنا بالصدقة فقال تصدقوا فإني لا أدرى
لعلكم لا تروني بعد يومى هذا ووقت لأهل اليمن يلملم أن يهلوا منها وذات عرق
لأهل العراق أو قال لأهل المشرق قلت فذكر الحديث وقد رواه أبو داود
باختصار رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن
عمرو بن العاص قال خطب رسول الله صلى الله عليه سلم الناس في حجة الوداع فحمد الله
وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس خذوا مناسككم فإني لا أدرى لعلى غير حاج بعد عامي
هذا. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه سليمان بن داود الصنعاني ولم
أجد من ذكره. وعن وابصة بن معبد الجهني قال شهدت رسول الله صلى الله
عليه وسلم في حجة الوداع وهو يخصب وهو يقول يا أيها الناس أي شهر أحرم
قالوا هذا الشهر قال أي يوم أحرم قالوا هذا وهو يوم النحر قال فأي بلد أعظم
عند الله حرمة قالوا هذا قال فان دماءكم وأموالكم وأعراضكم محرمة عليكم
كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم ألا هل
بلغت قال الناس نعم فرفع يديه إلى السماء ثم قال اللهم اشهد ثم قال ليبلغ الشاهد
منكم الغائب، قال وابصة وإنا شهدنا وغبتم ونبلغكم كما قال رسول الله صلى الله
269

عليه وسلم. رواه الطبراني في الأوسط. ورواه وأبو يعلى ورجاله ثقات. وعن
عبد الله بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع أي بلد
أحرم قيل مكة قال فأي شهر أحرم قيل ذو الحجة قال فأي يوم أحرم قيل
يوم النحر وهو يوم الحج الأكبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دماؤكم
وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا
في بلدكم هذا. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه فرات بن أحنف وهو
ضعيف. وعن عبادة بن عبد الله بن الزبير قال كان ربيعة بن أمية بن خلف
الجمحي وهو الذي كان يصرخ يوم عرفة تحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أصرخ وكان صيتا أيها الناس أتدرون أي
شهر هذا فصرخ فقالوا نعم الشهر الحرام قال فان الله عز وجل قد حرم عليكم
دماءكم وأموالكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة شهركم هذا ثم قال أصرخ هل
تدرون أي بلد هذا فصرخ فقالوا البلد الحرام قال فان دماءكم وأموالكم
عليكم حرام إلى يوم تلقونه كحرمة بلدكم هذا ثم قال أصرخ اي يوم هذا
فصرخ فقالوا هذا يوم حرام وهذا يوم الحج الأكبر قال فان الله عز وجل قد
حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلى يوم تلقونه كحرمة يومكم هذا. رواه
الطبراني في الكبير مرسلا كما تراه ورجاله ثقات. وعن حجير ان نبي الله صلى
لله عليه وسلم خطب في حجة الوداع فقال يا أيها الناس اي بلد هذا قالوا بلد حرام
قال فأي شهر هذا قالوا شهر حرام قال الا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم
عليكم حرام كحرمة يومكم هذا كشهركم هذا كحرمة بلدكم هذا فليبلغ شاهدكم
غائبكم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. رواه الطبراني
في الكبير من رواية محشي بن حجير ولم أجد من ترجمه. وعن أبي أمامة صدى
ابن عجلان الباهلي قال جاء النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع علي ناقة
حتى وقف وسط الناس في يوم عرفة فقال أي يوم هذا فقالوا يوم عرفة اليوم
الحرام قال فأي شهر قالوا في الشهر الحرام قال فأي بلد هذا قالوا البلد الحرام
قال فان أموالكم وأعراضكم ودماءكم عليكم حرام كيومكم هذا في شهركم
270

هذا في بلدكم هذا ألا كل نبي قد مضت دعوته الا دعوتي فاني قد دخرتها عند
ربى إلى يوم القيامة اما بعد فان الأنبياء مكاثرون فلا تخزوني فإني جالس لكم
على باب الحوض. وفى رواية عن أبي أمامة انه سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم حجة الوداع وهو على ناقته الجدعاء وهو قد ادخل رجليه في الغرز
ووضع إحدى يديه على مقدم الرحل والأخرى على مؤخره يتطاول بذلك
فقال يا أيها الناس انصتوا فإنكم لعلكم لا تروني بعد عامكم هذا وذكر نحو ما تقدم
رواه كله الطبراني في الكبير وفيه بقية بن الوليد وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية
رجاله ثفات. وعن أبي أمامة انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو على الجدعاء
راكب وخلفه الفضل بن العباس يقول لا تألوا على الله فإنه من تألى (1) على الله
أكذبه الله. رواه الطبراني في الكبير وفيه علي بن يزيد وهو ضعيف وقد وثق.
وعن البراء عن عازب وزيد بن أرقم قالا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن دماءكم
وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا. رواه الطبراني في
الكبير والأوسط وفيه إبراهيم بن محمد بن ميمون وهو ضعيف. وعن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم يومئذ في أصحابه غنما فأصاب سعد بن أبي وقاص تيسا
فذبحه فلما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة أمر ربيعة بن أمية بن خلف فقام تحت
ثدي ناقته وكان رجلا صينا فقال أصرخ أيها الناس أتدرون أي شهر هذا فصرخ
فقال الناس الشهر الحرام فقال أصرخ أتدرون أي بلد هذا قالوا البلد الحرام
قال أصرخ أتدرون أي يوم هذا قالوا الحج الأكبر فقال أصرخ فقل ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة شهركم هذا
وكحرمة بلدكم هذا وكحرمة يومكم هذا فقضى رسول الله صلى الله عليه
وسلم حجه وقال حين وقف بعرفة هذا الموقف وكل عرفة موقف وقال حين
وقف على قزح (2) هذا الموقف وكل مزدلفة موقف. رواه الطبراني في الكبير
ورجاله ثقات. وعن فهد بن البحيري بن شعيب بن عمرو بن الأزرق قال خرجت
إلى مكة فلما صرت بالصحرية قال لي بعض إخواني هل لك في رجل له صحبة من

(1) أي من حكم عليه وحلف
(2) هو موقف الامام بالمزدلفة.
271

رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نعم قال صاحب القبة المضروبة في موضع كذا وكذا فقلت لأصحابي
قوموا بنا إليه فقمنا فانتهينا إلى صاحب القبة فسلمنا فرد السلام فقال من القوم
قلنا قوم من أهل البصرة بلغنا أن لك صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
نعم صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدت تحت منبره يوم حجة الوداع فصعد المنبر
فحمد الله وأثنى عليه وقال إن الله يقول (يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكره وأنثى
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم) فليس لعربي على
عجمي فضل ولا لعجمي على عربي فضل ولا لأسود على احمر فضل ولا لأحمر
على اسود فضل الا بالتقوى يا معشر قريش لا تجيئوا بالدنيا تحملونها على رقابكم
وتجئ الناس بالآخرة فأني لا أغني عنكم من الله شيئا قلنا ما اسمك قال انا العداء
ابن خالد بن عمرو بن عامر فارس الضحياء في الجاهلية. رواه الطبراني في الكبير
بأسانيد هذا ضعيف. وتقدم له اسناد صحيح في الخطبة يوم عرفة. قلت وتأتي
أحاديث من هذا النحو في الديات والفتن. وعن كعب بن عاصم الأشعري قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع في أوسط أيام التشريق
يقول هذا اليوم حرام قالوا بلى يا رسول الله قال فان حرمتكم بينكم كحرمته أنبئكم من
المسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده أنبئكم من المؤمن المؤمن من أمنه
المسلمون على أنفسهم أنبئكم من المهاجر المهاجر من هجر السيئات مما حرم الله
عليه والمؤمن على المؤمن حرام كحرمة هذا اليوم لحمه عليه حرام أن يأكله بالغيب
ويغتابه وعرضه عليه حرام أن يخرقه ووجهه عليه حرام أن يلطمه وأذاه عليه
حرام أن يؤذيه وعليه حرام أن يدفعه دفعا يتعتعه. رواه الطبراني في الكبير
وفيه كرامة بنت الحسين ولم أجد من ذكرها. وعن كلثوم بن جبير قال كنا عند
عنبسة بن سعيد فركبت يوما إلى الحجاج فأتاه رجل يقال له أبو غادية الجهني فقال
كنا عند عبد الأعلى قال قوموا له فأنزلوه فقولوا الآن يرجع فخرجنا إليه فقلنا
له الآن يرجع فنزل فدخل على عبد الأعلى بن عبد الله فاستسقى فأتى بماء في
قدح زجاج فأبى ان يشرب في الزجاج ثم أتى به في قدح نضار (1) فشرب فقال بايعت

(1) أي من خشب نضار والنضار الخالص من اكل شئ وقيل أقداح النضار من خشب احمر.
272

النبي صلى الله عليه وسلم وانا أرد على أهلي المال فقال له راشد بن أنيف وكان مع عبد
الأعلى بيمينك هذه فانتهره عبد الأعلى وقال أفبشماله وقال شهدت خطبته يوم
العقبة وهو يقول إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم
هذا في بلدكم هذا ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض حتى
إذا كان يوم أحيط بعثمان سمعت رجلا وهو يقول الا يقتل هذا فنظرت فإذا هو
عمار فلولا ما كان خلفه من أصحابه لوطئت بطنه فقلت ان تشأ ان تلقينيه فلما كان
يوم صفين إذا انا برجل يسير يقود كتيبة راجلا فنظرت إلى الدرع فانكشف عن
ركبته فأطعنه فإذا هو عمار، وفى رواية عنه قال كان عمار بن ياسر من خيارنا وذكر
نحوه وزاد فقال مولى لنا أي بد كفناه فلم أر رجلا أبين ضلالا منه عندي انه
سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ما سمع ثم قتل عمارا. رواه بتمامه هكذا الطبراني
في الكبير باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح. وعن سراء بنت نبهان وكانت
ربة بيت في الجاهلية قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع هل
تدرون أي يوم هذا الذي تدعون يوم الروس قالوا الله ورسوله اعلم قال إن
هذا أوسط أيام التشريق قال هل تدرون اي بلد هذا قالوا الله ورسوله اعلم قال
هذا مشعر الحرام ثم قال إني لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا الا وان دماءكم
وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم
هذا حتى تلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم الا فليبلغ أقصاكم أدناكم الا هل
بلغت فلما قدمنا المدينة ل نلبث الا قليلا حتى مات صلى الله عليه وسلم قلت روى أبو داود.
طرفا منه رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وعن جمرة بنت قحافة
قالت كنت مع أم سلمة أم المؤمنين في حجة الوداع فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
يا أمتاه هل بلغتكم فقال بنى لها يا أمه ماله يدعو أمه قالت فقلت إنما يعنى أمته وهو
يقول الا ان أعراضكم وأموالكم ودماءكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في
شهركم هذا. رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسين بن عازب ولم أجد من ترجمه
وعن أبي قبيلة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الناس في حجة الوداع فقال لا نبي
يعدي ولا أمة بعدكم فاعبدوا ربكم وأقيموا خمسكم وصوموا شهركم وأطيعوا
273

ولاة أمركم ثم ادخلوا جنة ربكم. رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية وهو ثقة
ولكنه مدلس، وبقية رجاله ثقات.
(باب فضل الحج)
عن ابن عمر قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد منى فأتاه
رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما ثم قالا يا رسول الله جئنا نسألك
فقال إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت وان شئتما أن أمسك
فعلت فقالا أخبرنا يا رسول الله فقال الثقفي للأنصاري سل فقال أخبرني
يا رسول الله فقال جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام
ومالك فيه وعن ركعتيك بعد الطواف ومالك فيهما وعن طوافك بين الصفا
والمروة ومالك فيه وعن وقوفك عشية عرفة ومالك فيه وعن رميك الجمار ومالك
فيه وعن حلقك رأسك وما لك فيه وعن طوافك بالبيت بعد ذلك وما لك فيه
مع الإفاضة فقال والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك قال فإنك إذا
خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه الا كتب الله
لك به حسنة ومحا عنك خطيئة وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بنى
إسماعيل وأما طوافك بالصفا والمروة بعد ذلك كعتق سبعين رقبة وأما وقوفك
عشية عرفة فان الله تبارك وتعالى يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول
عبادي جاؤني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل
أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها أو لغفرتها أفيضوا عبادي مغفورا لكم
ولم شفعتم له وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها كبيرة من الموبقات وأما
نحرك فمدخور لك عند ربك وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة
وتمحى عنك بها خطيئة وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك
يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول اعمل فيما يستقبل فقد غفر لك ما مضى.
رواه البزار والطبراني في الكبير بنحوه الا أنه قال في أوله جاء إلى النبي صلى
الله عليه وسلم رجلان أحدهما من الأنصار والآخر من ثقيف فسبقه الأنصاري
فقال النبي صلى الله عليه وسلم للثقفي يا أخا ثقيف سبقك الأنصاري فقال الأنصاري
274

أنا أبديه يا رسول الله فقال يا أخا ثقيف سل عن حاجتك وان شئت أخبرتك
عما جئت تسأل عنه قال فذلك أعجب إلى أن تفعل قال فإنك تسألني عن
صلاتك وعن ركوعك وعن سجودك وعن صيامك وتقول ما لي فيه قال أي
والذي بعثك بالحق قال فصل قال فصل أول النهار وآخره ونم وسطه قال فان صليت وسطه قال فأنت
إذا أنت (1) قال فإذا قمت إلى الصلاة فركعت فضع بديك على ركبتيك وفرج بين
أصابعك ثم ارفع رأسك حتى يرجع كل عضو إلى مفصله وإذا سجدت فأمكن
جبهتك من الأرض ولا تنقر وصم الليالي البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس
عشرة. ورجال البزار موثقون. وقال البزار قد روى هذا الحديث من وجوه ولا نعلم له
أحسن من هذا الطريق. وعن أنس بن ملك قال كنت قاعدا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في مسجد منى فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف
فسلما عليه ودعيا له دعاء حسنا فقالا يا رسول الله جئنا لنسألك فقال إن شئتما
أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت وان شئتما اسكت وتسألاني فعلت فقالا
أخبرنا يا رسول الله نزدد ايمانا أو يقينا الشك من إسماعيل قال لا أدرى أيهما
قال ايمانا أو يقينا فقال الأنصاري للثقفي سل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
الثقفي بل أنت فسله فإني أعرف لك حقك فسأله فقال أخبرني يا رسول الله
قال جئت تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام ومالك فيه وعن طوافك
بالبيت وما لك فيه وعن ركعتيك بعد الطواف ومالك فيهما وعن طوافك بالصفا والمروة
وما لك فيه وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه وعن رميك الجمار ومالك فيه وعن
نحرك ومالك فيه وعن حلقك ورأسك وما لك فيه وعن طوافك بالبيت بعد ذلك يعنى
طواف الإفاضة قال والذي بعثك بالحق عن هذا جئت أسألك قال فإنك إذا خرجت
من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة
وحط عنك به خطيئة ورفعك درجة وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بنى إسماعيل
وأما طوافك بين الصفا والمروة بعد ذلك كعتق سبعين رقبة وأما وقوفك عشية
عرفة فان الله تبارك وتعالى يهبط إلى السماء الدنيا يباهي بكم الملائكة يقول هؤلاء
عبادي جاؤوا شعثا شفعاء من كل فج عميق يرجون رحمتي ومغفرتي فلو كانت ذنوبكم كعدد
الرمل وكعدد القطر وكزبد البحر لغفرتها أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن
شفعتم له وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة ترميها تكفير كبيرة من الكبائر

(1) " أنت " سقطت من الأصل فاستدركناها من الحديث الآتي.
275

الموجبات واما نحرك فمدخور لك عند ربك واما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة
حلقتها حسنة وتمحى عنك بها خطيئة قالوا يا رسول الله فان كانت الذنوب أقل من
ذلك قال اذن يدخر لك في حسناتك واما طوافك بالبيت بعد ذلك يعنى الإفاضة فإنك
تطوف ولا ذنب لك يأتي ملك حتى يضع يده بين كتفيك ثم يقول اعمل فيما
يستقبل فقد غفر لك ما مضى قال الثقفي فأخبرني يا رسول الله قال جئتني تسألني عن
الصلاة قال والذي بعثك بالحق عنها جئت أسألك قال إذا قمت إلى الصلاة فاسبغ
الوضوء فإنك إذا تمضمضت انتثرت الذنوب من منخريك وإذا غسلت وجهك
انتثرت الذنوب من شعر عينيك وإذا غسلت يديك انتثرت الذنوب من أظفار
يديك وإذا مسحت رأسك انتثرت الذنوب من رأسك وإذا غسلت رجليك انتثرت
الذنوب من أظفار قدميك ثم إذا قمت إلى الصلاة فاقرأ من القرآن ما شئت ثم إذا ركعت
فأمكن يديك من ركبتيك وأفرج بين أصابعك حتى تطمئن راكعا ثم إذا سجدت
فأمكن وجهك من السجود كله حتى تطمئن ساجدا ولا تنقر نقرا وصل من أول
النهار وآخره قال يا رسول الله أرأيت ان صليته كله قال فأنت إذا أنت. رواه
البزار وفيه إسماعيل بن رافع وهو ضعيف. وعن عبادة بن الصامت قال صلى
بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتخطي إليه رجلان رجل الأنصار ورجل من ثقيف
فسبق الأنصاري الثقفي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للثقفي ان الأنصاري
قد سبقك بالمسألة فقال الأنصاري لعله يا رسول ان يكون أعجل منى فهو في
حل قال فسأل الثقفي عن الصلاة فأخبره ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصاري إن
شئت خبرتك بما جئت تسأل عنه وان شئت تسألني فأخبرك فقال يا رسول الله
تخبرني قال جئت تسألني مالك من الاجر إذا أممت البيت العتيق ومالك من الاجر
في وقوفك في عرفة ومالك من الاجر في رميك الجمار ومالك من الاجر في
حلق رأسك ومالك من الاجر إذا ودعت البيت فقال الأنصاري والذي بعثك
بالحق ما جئت أسألك عن غيره قال فان لك من الاجر إذا أممت البيت العتيق
أن لا ترفع قدما أو تضعها أنت ودابتك إلا كتبت لك حسنة ورفعت لك درجة
وأما وقوفك بعرفة فان الله عز وجل يقول لملائكته يا ملائكتي ما جاء بعبادي
276

قالوا جاءوا يلتمسون رضوانك والجنة فيقول الله عز وجل فأنى أشهد نفسي وخلقي
انى قد عفرت لهم عدد أيام الدهر وعدد رمل عالج (1) واما رميك الحمار قال الله
عز وجل (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) واما
حلقك رأسك فإنه ليس من شعرك من شعرة تقع في الأرض إلا كانت لك نورا
يوم القيامة وأما البيت إذا ودعت فإنك تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبد الرحيم بن شروس ذكره ابن أبي
حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ومن فوقه موثقون. وعن ابن عباس
قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو يعلم الجمع بمن حلوا لاستبشروا
بالفضل بعد المغفرة. رواه الطبراني في الكبير وفى اسناده من لم أعرفه.
(باب فيمن سلم حجه من الذنوب)
عن حسل أحد بنى عامر بن لؤي قال مر النبي صلى الله عليه وسلم في حجته ونحن
معه على رجل قد فرغ من حجه فقال له أسلم لك حجك قال نعم يا رسول الله قال
إئتنف العمل. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو بكر بن أبي
سبرة وهو ضعيف جدا.
(باب المتابعة بين الحج والعمرة)
عن عامر بن ربيعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعوا بين الحج والعمرة فان متابعة
بينهما تنفى الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد. رواه أحمد والطبراني في
الكبير وقال فان متابعة ما بينهما تزيد في العمر والرزق وينفيان الفقر والذنوب كما
ينفي الكير خبث الحديد. وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف. وعن جابر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعوا بين الحج والعمرة فأنهما ينفيان الفقر
والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
خلا بشر بن المنذر ففي حديثه وهم قاله العقيلي ووثقه ابن حبان. وعن ابن عمر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعوا بين الحج لعمرة فإنهما ينفيان الخطايا كما ينفى

(1) أي ما تراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض.
277

الكير خبث الحديد. رواه الطبراني في الكبير وفيه حجاج بن نصير وثقه ابن
حبان وغيره وضعفه النسائي وغيره. وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أديموا
الحج والعمرة فأنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وفيه كلام ومع ذلك فحديثه
حسن. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أديموا الحج والعمرة فأنهما
ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه علي بن زيد وفيه كلام.
(باب دخلت العمرة في الحج)
عن جبير بن مطعم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر على المروة
بمشقص وقال دخلت العمرة في الحج يوم القيامة. رواه البزار وضعفه
والطبراني في الكبير وزاد لا صرورة.
(باب في العمرة)
عن عامر بن ربيعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العمرة إلى العمرة
كفارة لما بينهما من الذنوب والخطايا والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. رواه
أحمد وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف. وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى
الله عليه وسلم اعتمر ثلاث عمر كل ذلك في ذي القعدة يلبى حتى يستلم الحجر.
رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام وقد وثق. وعن ابن عباس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل مر الظهران في عمرته بلغ أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن قريشا تقول ما يتباعثون من العجف (1) فقال أصحابه
لو انتحرنا من ظهرنا فأكلنا من لحمه وحسونا من مرقه. لأصبحنا غدا حين ندخل
على القوم وبنا جمامة (2) قال لا تفعلوا ولكن اجمعوا لي من أزوادكم فجمعوا له
وبسطوا الأنطاع فأكلوا حتى تولوا وحثا كل واحد منهم في جرابه ثم أقبل
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل المسجد وقعدت قريش نحو الحجر فاضطبع

(1) أي الهزال والضعف
(2) أي راحة وشبع وري.
278

بردائه ثم قال لا يرى القوم فيكم غميزة فاستلم الركن ثم دخل حتى إذا تغيب بالركن
اليماني مشى إلى الركن الأسود فقالت قريش ما يرضون بالمشي اما انهم لينقزون
نقز الظباء ففعل ذلك ثلاثة أشواط فكانت سنة قال أبو الطفيل فأخبرني ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في حجة الوداع. رواه أحمد وهو في
الصحيح باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن جابر. أن النبي صلى الله
عليه وسلم اعتمر ثلاث عمر كلها في ذي القعدة إحداهن زمن الحديبية والأخرى
في صلح قريش والأخرى مرجعه من الطائف زمن حنين من الجعرانة. رواه
البزار والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن عمر بن الخطاب
قال اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا قبل حجه في ذي القعدة. رواه
الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات الا أن سعيد بن المسيب اختلف في سماعه من
عمر وعن ابن عمر أن عمر استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمر فأذن له فقال يا أخي
أشركنا في صالح دعائك. رواه أحمد وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف.
وعن البراء قال اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يحج. رواه أبو يعلى ورجال ثقات.
وعن أبي بكرة ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج في بعض عمره وخرجت معه ما قطع التلبية حتى استلم
الحجر. رواه البزار وفيه من لم أعرفه.
(باب العمرة من الجعرانة)
عن ابن عباس قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف نزل الجعرانة
فقسم بها الغنائم ثم اعتمر منها وذلك لليلتين بقيتا من شوال. رواه أبو يعلى من
رواية عتبة مولي ابن عباس ولم أعرفه. وعن خالد بن العزى بن سلامة ذكر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عليه بالجعرانة وأجزره وظل عنده وأمسى
عنده خالد ثم ندب النبي صلى الله عليه وسلم العمرة فانحدر النبي صلى الله عليه وسلم
ومحرش إلى الوادي حتى بلغا مكانا يقال له أشقاب فقال يا محرش ماء هذا المكان إلى
الكدة (1) وماء الكد الخالد وما بقي من الوادي لك يا محرش ثم إن النبي صلى الله
عليه وسلم فحص الكدة بيده فانبجس الماء فشرب ثم ندب النبي صلى الله عليه
وسلم العمرة فأرسل خالد إلى رجل من أصحابه يقال له محرش بن عبد الله والنبي صلى

(1) الكدة: الأرض الغليظة لأنها تكد الماشي فيما أي تتعبه.
279

الله عليه وسلم يومئذ خائف من دخول مكة فسار به طريقا بعد له عن من يخاف
من ذلك قد عرفها حتى قضى نسكه وأضحى عند خالد راجعين وأحله محرش يعنى
خلفه. رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه.
(باب العمرة في رمضان)
عن علي يعنى ابن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة في رمضان تعدل
حجة. رواه البزار وفيه حرب بن علي ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات.
وعن أبي طليق ان امرأته قالت له وله جمل وناقة اعطني جملك أحج عليه قال
هو حبيس في سبيل الله قالت إنه في سبيل الله ان أحج عليه قالت فأعطني الناقة
وحج على جملك قال لا أوثر على نفسي أحدا قالت فأعطني من نفقتك
قال ما عندي فضل عن ما أخرج به وادع لكم ولو كان معي لأعطيتك قالت
فإذ فعلت ما فعلت فاقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام إذا لقيته وقل له الذي قلت
لك فلما لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأه مها السلام وأخبره بالذي قالت
له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت أم طليق لو أعطيتها جملك كان في
سبيل الله ولو أعطيتها من نفقتك أخلفها الله لك قلت فما يعدل الحج معك قال
عمرة في رمضان. رواه الطبراني في الكبير والبزار باختصار عنه ورجال البزار
رجال الصحيح. وعن ابن عباس وابن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عمرة في رمضان
تعدل حجة قلت حديث ابن عباس في الصحيح رواه الطبراني في
الكبير ورجاله ثقات. وعن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم
اعتمر في رمضان. رواه الطبراني في الكبير وفيه مسلم بن كيسان الأعور وهو
ضعيف لاختلاطه. وعن أنس بن ملك رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى
الله عليه سلم يقول عمرة في رمضان كحجة معي. رواه الطبراني في الكبير
وفيه هلال مولى أنس وهو ضعيف. وعن عروة البارقي قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم عمرة في رمضان تعدل حجة. رواه الطبراني في الكبير
وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير وقد وثقه شعبة وسفيان.
280

(باب أين ينحر المعتمر الهدى)
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للمروة هذه المنحر
وكل فجاج مكة وطرقها منحر. رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه عبد الله
ابن عمر العمرى وفيه كلام وقد وثق.
(باب في المرأة تحيض قبل قضاء نسكها)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أميران وليسا بأميرين
المرأة تحج مع القوم فتحيض قبل أن تطوف بالبيت طواف الزيارة فليس لأصحابها أن
ينفروا حتى يستأمروها والرجل يتبع الجنازة فيصلى عليها ليس له أن يرجع
حتى يستأمر أهل الجنازة. رواه البزار وقال لا نعلمه بهذا اللفظ من وجه
أحسن من هذا.
(باب طواف الوداع)
عن ابن عمر قال سمعت عمر بن الخطاب بمنى يقول يا أيها الناس ان النفر
غدا فلا ينفرن أحد حتى يطوف بالبيت فان آخر النسك الطواف. رواه أبو
يعلى وفيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب في المرأة تحيض قبل الوداع)
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن صفية حاضت قال
لا أراها الا حابستنا قالوا إنها قد أفاضت يوم النحر قال فلتنفر. رواه البزار
وفيه محمد بن عمرو وفيه كلام وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن
عائشة وأم سلمة قالتا حاضت صفية بنت حيى قبل النفر فدخل عليها رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال أحابستنا أنت هل كنت أفضت يوم النحر
قالت نعم قال فانفرى قلت حديث عائشة في الصحيح رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح. وعن أنس أن أم سليم حاضت بعد ما أفاضت فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم
أن تنفر. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
281

(باب المنزل بعد النفر)
عن عمر بن الخطاب قال من السنة النزول بالأبطح عشية النفر. رواه
الطبراني في الأوسط واسناده حسن.
(باب فيمن مات وعلى حج)
عن أنس بن ملك قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أبى مات ولم يحج
حجة الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت لو كان على أبيك دين أكنت
تقضيه عنه قال نعم قال فإنه دين عليه فاقضه. رواه البزار والطبراني في الأوسط
والكبير واسناده حسن. وعن عقبة بن عامر ان امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت يا رسول الله أحج عن أمي وقد ماتت قالت أرأيت لو كان على أمك دين
فقضيتيه أليس كان مقبولا منك قالت بلى فأمرها ان تحج عنها وجاءت امرأة فقالت
أحج بابني وهو مرضع أو صغير قال نعم، رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه
شريك أبو حاتم وثقه أبو زرعة وابن معين في رواية وضعفه النسائي وابن معين
في رواية. وعن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حج
عن أبيه أو عن أمه أجزأ ذلك عنه وعنهما. رواه الطبراني في الكبير وفيه راو لم
يسم. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حج عن ميت فللذي حج
عنه مثل اجره ومن فطر صائما فله مثل اجره ومن دعا إلى خير فله مثل اجر
فاعله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن يزيد بن بهرام ولم أجد من
ترجمه، وبقية رجاله ثقات.
(باب الحج عن العاجز)
عن سودة قالت جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن
أبى شيخ كبير لا يستطيع قال أرأيتك لو كان على أبيك دين فقضيت عنه قبل منك
قالت نعم قال فالله ارحم حج عن أبيك. رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب فيمن حج عن غيره قبل أن يحج عن نفسه)
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يلبى عن شبرمة قال وما شبرمة قال فذكروا
282

قرأته قال أحججت عن نفسك قال لا قال فاحجج عن نفسك ثم حج عن
شبرمة. رواه أبو يعلى وفيه ابن أبي ليلى وفيه كلام. وعن جابر قال سمع النبي
صلى الله عليه وسلم رجلا يقول لبيك عن شبرمة فقال أحججت عن نفسك قال لا قال حج
عن نفسك ثم حج عن شبرمة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ثمامة بن
عبيدة وهو ضعيف.
(باب حج الصبي)
عن أنس بن مالك قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يسير إذ أقبلت امرأة معها ابن لها قالت
يا رسول الله ألهذا حج قال نعم ولك أجر قالت فما ثوبه إذا وقف بعرفة قال
يكتب لو الدية به بعدد كل من وقف بالموقف عدد شعر رؤسهم حسنات. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه خالد بن إسماعيل المخزومي وهو متهم بالكذب.
(باب ما جاء في مكة وفضلها)
عن ابن عباس قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال أما والله لأخرج
منك وإني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلي وأكرمه على الله ولولا أن أهلك أخرجوني
ما خرجت يا بنى عبد مناف إن كنتم ولاة هذا الامر من بعدي فلا تمنعوا طائفا
ببيت الله ساعة ما شاء من ليل ولا نهار ولولا أن تطغى قريش لأخبرتها ما لها
عند الله اللهم انك أذقت أو لهم وبالا فأذق آخرهم نوالا روى الترمذي بعضه
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
(باب في حرمة مكة والنهي عن استحلالها)
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله حرم حرمه إلى يوم القيامة لا يعضد (1)
شجره ولا يحتش حشيشه ولا ترفع لقطته إلا لانشادها. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه عيسى بن أبي عيسى الحناط وهو ضعيف. وعن ابن عمر قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول أحلت لي مكة ساعة من نهار ولا تحل لأحد من بعدي
وهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شجرها ولا يختلى خلاها ولا ينفر
صيدها ولا تلتقط لقطتها الا لمنشدها قالوا الا الإذخر فإنه لقيننا وبيوتنا قال الا

(1) أي لا يقطع.
283

الإذخر. رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن القاسم وهو ضعيف. وعن ابن
عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله حرم هذا البيت يوم خلق السماوات والأرض
وصاغه حين صاغ الشمس والقمر وما حياله من السماء حرام وانه لا يحل لأحد
من بعدي وإنما يحل لي ساعة من نهار ثم عاد كما كان فقيل له هذا خالد بن الوليد
يقتل فقال قم يا فلان فائت خالد بن الوليد فقل له يرفع يده من القتل فأتاه الرجل
فقال إن نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول اقتل من قدرت عليه فقتل سبعين انسانا فأتى النبي
صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأرسل إلى خالد فقال ألم أنهك عن القتل فقال جاءني فلان
فأمرني أن أقتل من قدرت عليه فأرسل إليه فقال ألم آمر خالدا أن لا يقتل أحدا
فقال أردت أمرا وأراد الله أمرا وكان أمر الله فوق أمرك ما استطعت
إلا الذي كان فسكت عنه نبي الله صلى الله صلى الله عليه وسلم فمارد عليه شيئا
قلت لابن عباس حديث في الصحيح غير هذا رواه الطبراني في الأوسط وفيه
عطاء بن السائب وقد اختلط. وعن مطيع بن الأسود وكان اسمه العاصي فسماه
رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيعا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمر بقتل
هؤلاء الرهط بمكة يقول لا تغزى مكة بعد هذا العام أبدا. رواه أحمد ورجاله
ثقات. وعن عبد الله بن حبشي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطع سدرة صوب
الله رأسه في النار يعنى من سدر الحرم قلت رواه أبو داود خلا قوله من
سدر الحرم رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. قلت ويأتي باب فيمن
قطع السدر في البيع (1). وعن عبد الله بن عمرو قال اشهد بالله لسمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول يحلها ويحل به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب
الثقلين لوزنتها. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يلحد رجل بمكة يقال له عبد الله عليه نصف عذاب العالم.
رواه البزار وفيه محمد بن كثير الصغاني وثقه صالح بن محمد وابن سعد وابن
حبان وضعفه أحمد. وعن سعيد بن عمرو قال أتى عبد الله بن عمرو عبد الله بن
الزبير وهو جالس في الحج فقال يا ابن الزبير إياك والالحاد في حرم الله فإني
أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحلها ويحل به رجل من قريش لو وزنت

(1) راجع " رفع الخدر عن قطع السدر " في كتاب الحاوي للفتاوي للسيوطي
من مطبوعاتنا.
284

ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها قال فانظر ان لا يكون هو بابن عمرو فإنك قد قرأت
الكتب وحميت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فإني أشهدك أن هذا وجهي إلى الشام مجاهدا.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن سعيد بن عمرو قال أتي عبد الله بن عمر
رحمه الله ابن الزبير رحمه الله فقال يا ابن الزبير إياك والالحاد في حرم الله تبارك
وتعالى فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه سيلحد فيه رجل من قريش لو وزنت
ذنوبه بذنوب الثقلين لرجحت قال انظر لا تكنه. رواه أحمد ورجاله ثقات.
وعن ابن أبزي عن عثمان بن عفان قال قال له عبد الله بن الزبير حين حصر ان
عندي نجائب قد أعددتها لك فهل لك أن تحول إلى مكة فيأتيك من أراد ان يأتيك قال لا
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يلحد بمكة كبش من قريش اسمه عبد الله
عليه مثل نصف أوزار الناس. رواه أحمد ورجاله ثقات، ورواه البزار أيضا.
قلت وتأتي نحو هذه الأحاديث في الفتن إن شاء الله. وعن عائشة زوج النبي
صلى الله عليه وسلم قالت لقد رأيت قائد الفيل وسائقه أعميين مقعدين يستطعمان بمكة.
رواه البزار ورجاله ثقات.
(باب لا يعبد الشيطان بمكة)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الشيطان قد أيس ان يعبد بأرضكم
هذه ولكن قد رضى بما تحقرون. رواه أحمد. قلت وتأتي أحاديث في فضل
جزيرة العرب وغيرها في المناقب إن شاء الله.
(باب في أمر مكة من الاذان والحجابة وغير ذلك)
عن أبي محذورة قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الاذان لنا ولموالينا والسقاية لبني
هاشم والحجابة لبني عبد الدار. رواه أحمد والطبراني في الأوسط والكبير وفيه هذيل
ابن بلال الأشعري وثقه احمد وغيره وضعفه النسائي وغيره. وعن ابن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوها يا بنى طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم
إلا ظالم يعنى حجابة الكعبة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الله
ابن المؤمل وثقة ابن حبان وقال يخطئ ووثقه ابن معين في رواية وضعفه جماعة.
285

وعن أبي الطفيل قال خاصم على العباس في السقاية فشهد طلحة بن عبيد الله
وعامر بن مخرمة بن نوفل وأزهر بن عبد عوف ان النبي صلى الله عليه وسلم دفعها
إلى العباس يوم الفتح. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الواقدي وفيه كلام كثير
وقد وثق. وعن عبد الله بن زرير قال قال على للعباس قل للنبي يعطيك الخزانة
فسأله العباس فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أعطيكم ما هو خير لكم من ذلك
ما يرزأكم ولا ترزونها فأعطاهم السقاية. رواه أبو يعلى وهو مرسل عبد الله بن
زرير لم يدرك القصة، ورواه البزار عن عبد الله بن أبي زرير عن علي عن أبيه
قال قلت للعباس سل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الجابة فسأله فقال أعطيكم السقاية
ترزوكم ولا ترزونها وقلت للعباس سل رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعملك على
الصدقات فقال ما كنت لاستعملك على غسالة ذنوب الناس. رجاله ثقات.
(باب في زمزم)
عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زمزم طعام طعم (1) وشفاء سقم
قلت في الصحيح منه طعام طعم رواه البزار والطبراني في الصغير ورجال
البزار رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ما على
وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام الطعم وشفاء السقم وشر ماء على وجه الأرض
ماء بوادي برهوت بقيه بحضرموت كرجل الجراد من الهوام تصبح تتدفق
وتمسي لا بلال فيها. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات، وصححه ابن
حبان. وعن أبي الطفيل عن ابن عباس قال سمعته يقول كنا نسميها شباعة يعنى زمزم
وكنا نجدها نعم العون على العيال. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن
أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن السبيل أول شارب يعنى
من زمزم. رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات. وعن السائب أنه كان يقول
اشربوا من سقاية العباس فإنه من السنة. رواه الطبراني في الكبير وفيه راو لم
يسم، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم استهدى سهيل بن عمرو
من ماء زمزم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الله بن المؤمل
المخزومي وثقه ابن سعدوا بن حبان وقال يخطئ وضعفه جماعة. وعن أبي الطفيل قال

(1) أي يشبع الانسان إذا شرب منها كما يشبع من الطعام.
286

رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى زمزم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الله بن
المؤمل المخزومي وثقه ابن سعد وابن حبان وقال يخطئ وضعفه جماعة. وعن حبيب
ابن أبي ثابت قال سألت عطاء أحمل ماء زمزم فقال قد حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمله
الحسن وحمله الحسين. رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه. وعن أبي الطفيل
قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى زمزم فقال انزعوا اسقوا فلولا انى
أخاف ان تغلبوا عليها لنزعت. رواه البزار وفيه محمد بن مهزم الشعاب بصرى روى عنه
أبو داود الطيالسي وعبد الصمد بن عبد الوارث وغيرهما ويقال له الزمام ذكره
ابن ما كولا عن خط الصوري في مهزم بكسر الميم وفتح الزاي وتخفيفها وثقه ابن
معين وأبو حاتم. وعن عثمان بن عفان ان النبي صلى الله عليه وسلم أتى زمزم فقال انزعوا ولولا أن
تغلبوا عليها لنزعت. رواه البزار وفيه سعيد ابن عبد الملك بن واقد قال أبو
حاتم يتكلمون فيه، قال ورأيت فيما حدث أحاديث منا كير. وعن ابن عباس
قال كان أبو طالب يعالج زمزم فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل الحجارة وهو غلام.
رواه البزار وفيه النضر أبو عمر وهو متروك.
(باب مقالم الخطيب بمكة)
عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب وظهره إلى الملتزم. رواه أحمد والطبراني
في الكبير وفيه عبد الله بن المؤمل وفيه كلام وقد وثق.
(باب الدعاء لمكة)
عن ابن عباس قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا
وبارك لنا في مكتنا. رواه الطبراني في الكبير في حديث طويل يأتي في فضل المدينة
إن شاء الله وفيه إسحاق بن عبد الله بن كيسان وهو ضعيف.
(باب ما جاء في الكعبة)
عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أهبط الله آدم (1) إلى الأرض
بكى على الجنة مئة خريف ثم نظر إلى سعة الأرض فقال أي رب أما لأرضك عامر

(1) في الأصل " جبريل "
287

يسكنها غيري فأوحي الله إليه أن بلى فإنها سترفع بيوت يذكر فيها اسمي
وسأبوئك منها بيتا أختصه بكرامتي وأحلله عظمتي وأسميه بيتي وأنطقه بعظمتي
ولست أسكنه وليس ينبغي لي أن أسكن البيوت ولا يسعني ولكن على عرشي
وكرسي عظمتي وليس ينبغي لشئ مما خلقت أن يخرج من قبضتي ولا من قدرتي
وتعمره يا آدم ما كنت حيا ثم تعمره القرون من بعدك أمة بعد أمة قرنا بعد
قرن حتى ينتهي إلى ولد من أولادك يقال له إبراهيم اجعله من عماره وسكانه.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وإسماعيل بن
عياش وكلاهما فيه كلام وقد وثقا، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن عمرو
قال لما أهبط الله آدم من الجنة قال إني مهبط معك بيتا أو منزلا يطاف حوله
كما يطاف حول عرشي ويصلى عنده كما يصلى حول عرشي فلما كان زمن الطوفان
رفع وكان الأنبياء يحجونه ولا يعلمون مكانه فبوأه لإبراهيم فبناه من خمسة
أجبل حراء وثبير ولبنان وجبل الطور وجبل الخير فتمتعوا منه ما استطعتم.
رواه الطبراني في الكبير موقوفان ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن
عمرو قال لما أهبط الله آدم بأرض الهند ومعه غرس من غرس الجنة فغرس بها وكان
رأسه بالسماء ورجلاه بالأرض وكان يسمع كلام الملائكة فكان ذلك يهون عليه
وحدته فغمر عمرة فتطأطأ إلى سبعين ذراعا فأنزل الله عز وجل انى منزل عليك
بيتا يطاف حوله كما تطوف حول عرشي الملائكة ويصلى عنده كما تصلى الملائكة
حول عرشي فاقبل نحو البيت فكان موضع كل قدم قرية وما بين قدميه مفازة
حتى قدم مكة فدخل من باب الصفا فطاف بالبيت وصلى عنده ثم خرج إلى الشام
فمات بها. رواه الطبراني في الكبير وفيه النهاس بن فهم وهو متروك (1). وعن
عبد الله بن عمرو بن العاص قال وضع البيت قبل الأرض بألفي سنة فكان البيت
ربدة بيضاء حتى كان العرش على الماء وكانت الأرض تحته كأنها خسفة فدحيت
منه. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو

(1) بلغ مقابلة بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر من نسخة
الأصل بخط المصنف رحمه الله ورضى عنه في الثالث والثلاثين.
288

قال وضع الحرم قبل الأرض بألفي عام ودحيت الأرض من تحته قال مجاهد
قوله (فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم) قال لو قال أفئدة الناس لازدحمت عليه فارس
والروم. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي الطفيل
قال كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم (1) وكانت قدر ما يفتحهما العناق وكانت
غير مسقوفة إنما توضع ثيابها عليها ثم تسدل سدلا عليها وكان الركن الأسود موضوعا على
سورها تأدبا وكانت ذات ركنين كهيأة الحلقة فأقبلت سفينة من أرض الروم حتى إذا
كانوا قريبا من جدة تكسرت السفينة فخرجت قريش ليأخذوا خشبها فوجدوا
روميا عندها فأخذوا الخشب أعطاهم إياه وكانت السفينة تريد الجليثية وكان
الرومي الذي في السفينة نجارا فقدموا وقدموا بالرومي فقالت قريش نبني بهذا
الخشب الذي في السفينة بيت ربنا فلما أرادوا هدمه إذا هم بحية على سور البيت
مثل قطعة الحائر سوداء الظهر بيضاء البطن فجعلت كلما دنا أحد إلى البيت ليهدمه
أو يأخذ من حجارته سعت إليه فاتحة فاها فاجتمعت قريش عند المقام فعجوا إلى
الله عز وجل فقالوا ربنا لم نرع أردنا تشريف بيتك وترتيبه فان كنت ترضى
بذلك والا فافعل ما بدا لك فسمعوا خوارا في السماء فإذا هم بطائر أسود الظهر
أبيض البطن والرجلين أعظم من البشر فغرز مخاليبه في رأس الحية حتى انطلق
بها يجر ذنبها أعظم من كذا وكذا ساقطا فانطلق نحوا جناد فهدمتها قريش وجعلوا
يبنونها بحجارة الوادي تحملها قريش على رقابها فرفعوها في السماء عشرين ذراعا
فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يحمل حجارة من أجناد وعليه نمرة (2) فضاقت عليه النمرة فذهب
يضع النمرة على عاتقه فترى عورته من صغر النمرة فنودي يا محمد خمر عورتك فلم
ير عريانا بعد ذلك وكان يرى بين بناء الكعبة وبين ما أنزل عليه خمس سنين وبين
مخرجه وبنيانها خمس عشرة سنة. رواه الطبراني في الكبير بطوله، وروى أحمد
طرفا منه ورجالهما رجاله الصحيح. وفى رواية رومي يقال له بلعوم وقال فنودي
يا محمد استر عورتك وذلك أول ما نودي والله أعلم. قال أبو الطفيل فاستعرضت
قريش بعض الخشب. وعن العباس بن عبد المطلب قال كنا ننقل الحجارة إلى
البيت حين كانت قريش تبنى البيت فانفردت قريش رجلان رجلان ينقلان

(1) أي من صخور.
(2) أي كساء مخطط.
289

الحجارة وكانت النساء تنقل الشيل فكنت أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ننقل الحجارة
على رقابنا وأزرنا تحت الحجارة فإذا غشينا الناس ائتزرنا فبينا أنا أمشى ومحمد صلى
الله عليه وسلم أمامي ليس عليه إزار خر محمد صلى الله عليه وسلم فانبطح فألقيت حجري وجئت
أسعى فإذا هو ينظر إلى السماء فوقه قلت ما شأنك فقام فأخذ إزاره وقال نهيت أن
أمشى عريانا قال فكنت أكتمها الناس مخافة أن يقولوا مجنون حتى أظهر الله نبوته.
رواه الطبراني في الكبير والبزار بنحوه وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري
والطيالسي وضعفه جماعة. وعن مرثد بن شر حبيل انه حضر ذلك قال أدخل عبد
الله بن الزبير على عائشة ناسا من خيار قريش وكبرائهم فأخبرتهم ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لولا حداثة عهد قومك بالشرك لبنيت البيت على قواعد
إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام هل تدرون لم قصروا عن قواعد إبراهيم وإسماعيل
قلت لا قال قصرت بهم النفقة قال وكانت الكعبة قد وهت من حريق أهل الشام
فهدمها وأنا يومئذ بمكة فكشف عن ربض (1) في الحجر أخذ بعضه ببعض فتركه
مكشوفا ثلاثة أيام يشهد عليه قال فرأيت ربضة ذلك كحلف الإبل خمس
حجارات وجه حجر ووجه حجر ووجه حجر ووجه حجران قال فرأيت
الرجل يدخل العتلة (2) فيهرقها من ناحية الركن فيهتز الركن الآخر قال ثم بناه
على ذلك الربض ووضع فيه بابين لاصقين بالأرض شرقيا وغربيا فلما قتل ابن
الزبير هدمه الحجاج من نحو الحجر ثم أعاده على ما كان عليه فكتب إليه عبد
الملك وددت أنك تركت ابن الزبير وما عمل قال مرثد وسمعت ابن عباس يقول
لو وليت منه ما ولي ابن الزبير أدخلت الحجر كله في البيت فلم يطف به ان لم يكن
من البيت. رواه الطبراني في الكبير ومرثد هذا ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه
جرحا، وبقية رجاله ثقات. وعن عروة قال لما حرقت الكعبة تثلمت فقال ابن
الزبير لو مسكن أحدكم كان هكذا ما رضى حتى يغيره وقد ثبت من رأيي نقضها
وبناؤها وشاور الناس في ذلك فقال ابن عباس دعها على ما تركها رسول الله صلى

(1) الربض بضم الراء وسكون الباء: الساس البناء وقيل وسطه.
(2) هي عمود من حديد يقلع به الشجر والحجر ويهدم به.
290

الله عليه وسلم قال إنما بك البخل في النفقة فأنا أنفق عليها من مالي قال ثم ثبت
فنقضها قال وهرب الناس عن مكة وارتقي في الكعبة ومعه مولى له حبشي اسود
فجعل يهدم وأعانهما الناس فما ترحلت الشمس حتى ألزقوها بالأرض ثم سأل من
أين حملت حجارتها في الجاهلية فوصف له فأمر بحملها من ذلك الجبل حتى حمل
من ذلك ما يريد ثم قال اشهد لسمعت عائشة تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة
لولا أن قومك عهدهم بالجاهلية حديث لنقضت الكعبة وألزقتها بالأرض فان
قومك إنما رفعوها لان لا يد خلها إلا من شاءوا ولجعلت لها بابا غربيا وذكر الآخر
بما لا أحفظه يدخل من هذا ويخرج من هذا ولا لحقتها بأساس إبراهيم فأن قومك
استقصروا في شأنها وتركوا منها في الحجر قال ثم حفر الأساس حتى وقع على أساس
إبراهيم عليه السلام قال فكان يدخل العتلة من جابت من جوانبها فتهتز جوانبها جميعا
ثم بناها على ما زاد منها في الحجر فرفعها وكان طولها يوم هدمها ثمان عشرة ذراعا فلما
زاد فيها استقصرت فقال ابن له زد فيها تسع أذرع ووضع فيها ثلاث دعائم فلما
ولى عبد الملك قتل ابن الزبير كتب إليه الحجاج أن سد بابها الذي زاد ابن الزبير
ويكسفها على ما كانت عليها وتطرح عنها الزيادة التي زاد ابن الزبير من الحجر
ففعل ذلك وبناؤه الذي فيه اليوم بناء ابن الزبير الا ما غير الحجاج من ناحية
الحجر وكبسه الذي كبسه الحجاج. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
وعن عكرمة ثقال مر ابن الزبير وابن عباس في المسجد وأهل الشام يرمونها من
فوق أبى قبيس الجبل بالمنجنيق بالحجارة فأرسل الله عليهم صاعقة فأحرقت
منجنيقهم وأحرقت تحته أربع قال أناس من بنى أمية لا يهولنكم فإنها أرض
صواعق فأرسل الله عليهم أخرى فأحرقت منجنيقهم وأحرقت تحته أربعين رجلا
قال فبينا هم كذلك أتاهم موت يزيد بن معاوية فتفرق أهل الشام قلت فذكر
الحديث بنحو ما يأتي في كتاب الفتن إن شاء الله رواه الطبراني في الكبير
وفيه هلال بن جناب وهو ثقة وفيه كلام. وعن مجاهد عن مولاه أنه حدثه أنه
كان فيمن يبنى الكعبة في الجاهلية قال ولي حجر أنا أنحته بيدي أعبده من دون
الله تعالى وأجئ باللبن الخاثر الذي أنفسه عليه نفسي فأصبه عليه فيجئ الكلب
291

فيلحسه ثم يشغر (1) فيبول فبنينا حتى بلغنا موضع الحجر وما يرى الحجر أحد
فإذا هو وسط حجارتنا مثل رأس الرجل يكاد يتراءى منه وجه الرجل فقال بطن
من قريش نحن نضعه وقال آخرون نحن نضعه قال اجعلوا بينكم حكما قالوا
أول رجل يطلع من الفج فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أتاكم الأمين فقالوا له فوضعه في
ثوب ثم دعا بطونهم فأخذوا بنواحيه معه فوضعه هو صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد وفيه هلال
ابن جناب وهو ثقة وفيه كلام، وبقية رجاله رجاله الصحيح.
(باب في حرمتها)
عن ابن عباس قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة فقال الا إله الا الله
ما أطيبك وأطيب ريحك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة منك ان الله
جعلك حراما وحرم من المؤمن ماله ودمه وعرضه وأن نظن به ظنا سيئا. رواه الطبراني
في الكبير وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف وقد وثق. وعن حو يطب
ابن عبد العزى قال كنا جلوسا بفناء الكعبة في الجاهلية فأتت امرأة البيت تعوذ
به من زوجها فمد يده إليها فيبست فلقد رأيته في الاسلام وانه لأشل. رواه
الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس.
(باب في مفتاح الكعبة)
عن جبير بن مطعم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعثمان بن طلحة حين دفع إليه مفتاح
الكعبة هاشم غيبه قال فلذلك تغيب المفتاح. رواه الطبراني في الكبير ورجاله
ثقات. وقد تقدم أمر حجابة البيت والسقاية.
(باب فيما ينزل على الكعبة والمسجد من الرحمة)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ينزل في كل يوم وليلة عشرين
ومائة رحمة ينزل على هذا البيت ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون
للناظرين. رواه الطبراني في الكبير والأوسط الا أنه قال ينزل على هذا المسجد
مسجد مكة. وفيه يوسف بن السفر وهو متروك. وفي رواية وأربعون
للعاكفين بدل المصلين.

(1) أي يرفع إحدى رجليه ليبول.
292

(باب خول الكعبة)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دخل البيت دخل في حسنة وخرج
من سيئة مغفورا له. رواه الطبراني في الكبير والبزار بنحوه وفيه عبد الله بن
المؤمل وثقه ابن سعد وغيره وفيه ضعف. وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم
يدخل البيت عام الفتح ودخل في الحج فلما نزل صلى أربع ركعات أو ركعتين
بين الحجر والباب مستقبل البيت وقال هذه القبلة قلت له حديث في الصحيح غيره هذا
رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثق. وعن ابن عمر
ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل البيت ومعه الفضل وقام بلال عليه الباب قلت له حديث في
الصحيح غير هذا. رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن. وعن عائشة أنها
قالت يا رسول الله كل أهلك قد دخل البيت غيري فقال أرسلي إلى شيبة فيفتح لك
الباب فأرسلت إليه فقال شيبة ما استطعنا فتحه في جاهلية ولا اسلام بليل فقال
النبي صلى الله عليه وسلم صل في الحجرة فان قومك استقصروا على بناء البيت حين بنوه. رواه
أحمد والطبراني في الأوسط أبسط منه فيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط.
(باب الصلاة في الكعبة)
عن ابن عباس قال حدثني الفضل بن عباس وكان معه حين دخلها ان النبي
صلى الله عليه وسلم لم يصلى في الكعبة ولكنه لما دخلها وقع ساجدا بين العمودين ثم جلس
يدعو. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن ابن عباس ان الفضل بن العباس أخبره
أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم وان النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلى في
الكعبة ولكنه لما خرج فنزل ركع ركعتين عند باب البيت. رواه أحمد وروى
الطبراني معناه في الكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن الفضل بن عباس
ان النبي صلى الله عليه وسلم قام في الكعبة فسبح وكبر ودعا واستغفر ولم يركع ولم يسجد.
رواه الحمد والطبراني في الكبير بنحوه ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس
أنه كان يقول ما أحب أصلى في الكعبة من صلى فيها فقد نزل شيئا خلفه
ولكن حدثني أخي ان النبي صلى الله عليه وسلم حين دخلها خر بين العمودين
293

ساجدا ثم قعد فدعا ولم يصل. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن إسحاق
وهو ثقة ولكنه مدلس.
(باب ثان في الصلاة في الكعبة)
عن ابن عباس قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة فصلى بن الساريتين ركعتين
ثم خرج فصلى بين باب البيت وبين الحجر ثم قال هذه القبلة ثم دخل مرة أخرى
فقام يدعو ولم يصل قلت له في الصحيح أنه دخل فدعا ولم يصل فقط رواه
الطبراني في الكبير وفيه أبو مريم روى عن صغار التابعين ولم أعرفه، وبقية
رجاله موثقون وفيه بعضهم كلام.
(باب ثالث في الصلاة في الكعبة)
عن عثمان بن طلحة ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في البيت ركعتين قال حسن في
حديثه وجاهك حين يدخل بين الساريتين. رواه أحمد والطبراني في الكبير
ورجاله احمد رجال الصحيح. وعن أبي الشعثاء قال خرجت حاجا فدخلت البيت
فلما كنت عند الساريتين مضيت حتى لزقت بالحائط وجاء ابن عمر حتى قام إلى
جنبي فصلى أربعا قال فما صلى قلت له أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
من البيت قال ها هنا أخبرني أسامة بن زيد أنه صلى فقلت له كيف صلى قال عليه
هذا أجدني ألوم نفسي إني مكثت معه عمرا ثم لم أسأله كم صلى قال فلما كان العام
المقبل خرجت حاجا قال فجئت حتى قمت في مقامة قال فجاء ابن الزبير حتى قام
إلى جنبي فلم يزل يزاحمني حتى أخرجني منه ثم صلى فيه أربعا. رواه أحمد والطبراني
في الكبير بمعناه ورجاله رجاله الصحيح. وعن أبي هريرة قال لما كان يوم الفتح
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم عثمان بن طلحة ان ابعثي إلى بمفتاح
الكعبة فقالت لا واللات والعزى لا أبعث به إليك فقال قائل ابعث إليها قسرا فقال
ابنها عثمان يا رسول الله إنها حديثة عهد بكفر فابعثني إليها حتى آتيك قال فذهب
إليها فقال يا أمتاه انه قد جاء أمر غيره الذي كان وانه ان لم تعطني المفتاح قتلت قال
فأخرجته فدفعته إليه فجاء به يسعى فلما دنا من النبي صلى الله عليه وسلم عثر
294

فانتثر المفتاح من يده فقام النبي صلى الله عليه وسلم فجثا عليه بثوبه فأخذه ثم جاء إلى الباب
أحسبه قال ففتحه ثم قام عند أركان البيت وأرجائه يدعو ثم صلى ركعتين بين
الأسطوانتين. رواه البزار وفيه زيد بن عوف وهو ضعيف. وعن عبد الرحمن
ابن صفوان قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قلت لألبس ثيابي
فكانت داري على الطريق فذكر الحديث إلى أن قال فلما خرج رسول الله صلى
الله عليه وسلم سألت من كان معه أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ركعتين عند
السارية الوسطى عن يمينها. رواه البزار وفيه حديث عمر بن الخطاب أنه صلى
ركعتين، ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عمر قال دخل رسول الله صلى الله
عليه وسلم الكعبة ومعه عثمان بن شيبة وبلال فتزاحمت حتى أتيت الباب فوافقته
قد خرج فسألتهما كيف صنع فقالا صلي ركعتين بين العمودين قلت حديث بلال
في الصحيح رواه البزار وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثق. وعن أنس
ابن ملك انه سئل أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل البيت قال بين
العمودين. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عيسى بن راشد الثقفي وفيه كلام. وعن
ابن عمر قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة ومعه بلال وأسامة وعثمان وقد أخاف عليهم الباب
فجئت فقعدت بالأرض فمكثوا فيه مليا فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيت الدرج فدخل البيت
فقلت أين صلى النبي صلى الله عليه وسلم قالوا ههنا ونسيت أن أسأل كم صلى قلت حديث بلال
في الصحيح رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الرحمن
ابن الزجاج قال قلت لشيبة بن عثمان يا أبا عثمان انهم يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
دخل الكعبة فلم يصل فيها فقال كذبوا لقد صلى ركعتين بين العمودين ثم ألصق
بهما بطنه وظهره. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الرحمن بن الزجاج ولم
أجد من ترجمه. وعن مشافع بن شيبة قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة فصلى
ركعتين فرأى بها تصاوير فقال يا شيبة اكفني هذه التصاوير فاشتد ذلك على شيبة فقال
له رجل من أهل فارس أن شئت طلبتها وألطختها بزعفران ففعل. رواه الطبراني
في الكبير ومسافع لم أجد من ترجمه. وعن مسافع بن شيبة قال حدثني أبي
عن جدي أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى خلف الأسطوانة من
295

البيت ركعتين وفى البيت أو قال الكعبة ثلاث أساطين. رواه الطبراني في الكبير وفيه
من لم أعرفه. وعن مسمع العجلي الرام قال حدثني شيخ من الحجبة يقال له مسمع
ورأني أصلى خلف الأسطوانة الوسطى من البيت فقال حدثني أبي عن جدي أنه
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى خلفها ركعتين. رواه الطبراني في الكبير وفيه جماعة
لم أعرفهم. وعن عبد الرحمن بن صفوان قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
فدخلت بين رجلين منهم فقلت كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
صلى في البيت قال صلى ركعتين بين الأسطوانتين عن يمين البيت. رواه الطبراني في
الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أم ولد شيبة وكانت قد بايعت النبي صلى الله عليه وسلم
ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا شيبة ففتح البيت فلما دخله ركع وقرع جبينه. رواه الطبراني في
الكبير ورجاله رجال الصحيح. وقلت ويأتي في الصلاة في المسجد الحرام وغيره
في فضل المدينة إن شاء الله.
(باب التحفظ من المعصية فيها وفيما حولها)
عن عائشة قالت ما زلنا نسمع أساف ونائلة رجل وامرأة من جرهم زنيا في
الكعبة فمسخا حجرين. رواه البزار وفيه أحمد بن عبد الجبار العطاردي وهو ضعيف.
وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان أساف ونائلة رجل وامرأة زنيا
في الكعبة فمسخهما الله حجرين فكانا بمكة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه خالد
ابن يزيد العمرى وهو كذاب. وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم مر بنفر من قريش وهم جلوس بقباء فقال انظروا ما تعملون فيها فإنها
مسؤولة عنكم فتخبر عنكم وعن أعمالكم واذكروا أن ساكنها من لا يأكل الربا ولا
يمشى بالنميمة. رواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس.
(باب منعه من الجبابرة)
عن عبد الله بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما سمى البيت
العتيق لأنه أعتق من الجبابرة فلم ينله جبار قط، أو لم يقدر عليه جبار. رواه البزار
وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث قيل ثقة مأمون وقد ضعفه الأئمة أحمد وغيره،
وبقية رجاله ثقات.
296

(باب إجارة بيوت مكة)
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحل إجارتها ولا رباعها
يعنى مكة. رواه الطبراني في الكبير وفيه إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر وهو ضعيف.
(باب في مسجد الخيف)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد الخيف
سبعون نبيا منهم موسى كأني أنظر إليه وعليه عباءتان قطوانيتان (1) وهو محرم على
بعير من إبل شنوءة مخطوم بخطام من ليف عليه ضفيرتان. رواه الطبراني في الكبير
وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط. وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال في مسجد الخيف قبر سبعون نبيا. رواه البزار ورجاله ثقات.
(باب في غار جبل ثور)
عن أبي هريرة ان أبا بكر الصديق قال لابنه يا بنى إن حدث في الناس حدث
فائت الغار الذي اختبأت فيه انا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فكن فيه فإنه سيأتيك
فيه رزقك غدوة وعشية. رواه البزار وفيه موسى بن مطير وهو كذاب.
(باب تجديد أنصاب الحرم)
عن الأسود بن خلف ان النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يجدد أنصاب
الحرم. رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه محمد بن السود وفيه جهالة.
(باب في مقبرة مكة)
عن ابن عباس قال لما أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على المقبرة وهي على طريقه الأولى
أشار بيده وراء الصفرة أو قال وراء الصغير شك عبد الرزاق قال نعم المقبرة هذه
فقلت للذي أخبرني أخص الشعب قال هكذا قال ولم يخبرني أنه خص شيئا الا
كذلك أشار بيده وراء الصغيرة أو قال الصفيرة وكنا نسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم خص
الشعب المقابل البيت. رواه أحمد والبزار بنحوه والطبراني في الكبير الا أنه قال
الصفيرة أو قال الظهيرة فقال نعم المقبرة هذه فقلت للذي خبرني خص الشعب

(1) القطوانية: عباءة بيضاء قصيرة الخمل.
297

فقال هكذا كنا نسمع ان النبي صلى الله عليه وسلم خص الشعب المقابل البيت. وفيه إبراهيم
ابن أبي خداش حدث عنه ابن جزيج وابن عيينة كما قال أبو حاتم ولم يضعفه
أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب خروج أهل مكة منها)
عن عمر بن الخطاب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج أهل مكة منها ولا
يعمرونها الا قليلا ثم تعمر وتمتلئ وتبنى ثم يخرجون منها ولا يعودون إليها. رواه
أحمد وأبو يعلى وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن. وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب في هدم الكعبة)
عن عبد الله بن عمرو قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يخرب الكعبة ذو السويقتين
من الحبشة ويسلبها حليتها ويجردها من كسوتها ولكأني أنظر إليه أصيلع أقيرع
يصرب عليها بمسحاته (1) ومعوله. رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن إسحاق
وهو ثقة ولكنه مدلس. وعن سعيد بن سمعان قال سمعت أبا هريرة يخبر أبا
قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يبايع لرجل بين الركن والمقام ولن يستحل البيت
الا أهله فإذا استحلوه فلا تسل عن هلكة العرب ثم تأتى الحبشة فتخربه خرابا
لا يعمر بعده أبدا وهم الذين يستخرجون كنزه قلت في الصحيح
بعضه رواه أحمد ورجاله ثقات.
(باب فضل مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم)
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم فتحت البلاد بالسيف وفتحت المدينة بالقرآن.
رواه البزار وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف (2). وعن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قبة الاسلام ودار الايمان وأرض الهجرة ومبوء
الحلال والحرام. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن ميناقالون وحديثه حسن
وبقية رجاله ثقات. وعن رافع بن خديج انه كان جالسا عند منبر مروان بن
الحكم بمكة ومروان يخطب الناس فذكر مروان مكة وفضلها ولم يذكر المدينة
فوجد رافع في نفسة من ذلك وكان قد أسن فقام إليه فقال أين هذا المتكلم أراك قد

(1) أي مجرفته
(2) بل هو كذاب كذبه الجمهور. انتهى هامش الأصل.
298

أطنبت في مكة وذكرت فيها فضلا وما سكت عنه من فضلها أكثر ولم تذكر المدنية
وأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المدينة خير من مكة. رواه الطبراني وفيه
محمد بن عبد الرحمن بن داود وهو مجمع على ضعفه.
(باب فيما اشترط على أهلها)
عن ذي مخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل الطلع إلى المدينة وهي بطحاء
قبل أن تعمر ليس فيها مدرة ولا وبر فقال يا أهل يثرب انى مشترط عليكم ثلاثا
وسائق إليكم من كل الثمرات لا تعصى ولا تغلى ولا تكرى فان فعلت شيئا من
ذلك تركتك كالحرور لا يمنع من أكله. رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد
ابن سنان والشامي وهو ضعيف.
(باب تطهيرها من الشرك)
عن العباس بن عبد المطلب قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة فالتفت إليها
فقال إن الله قد برأ هذه الجزيرة من الشرك، وفى رواية ان الله قد طهر هذه القرية
من الشرك ان لم تضلهم النجوم. رواه أبو يعلى والبزار بنحوه والطبراني في
الأوسط وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه الناس، وبقية رجال
أبى يعلى ثقات. وله طريق في الأدب. وعن علي بن أبي طالب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إن الشياطين قد يئست ان تعبد ببلدي هذا يعني المدينة وبجزيرة العرب ولكن
التحريش بينهم. رواه البزار وفيه السكن بن هارون الباهلي ولم أحد من ترجمه.
(باب ان الايمان ليأرز إلى المدينة)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الايمان ليأرز (1) إلى
المدينة كما تأرز الحية إلى حجرها. رواه البزار وقال هكذا رواه يحيى بن سليم الطائفي
ورواه غيره عن عبيد الله بن عمر عن حبيب عن حفص عن أبي هريرة وهو
الصواب. قلت يحيى بن سليم من رجال الصحيحين، وقد يكون روى عن ابن
عمرو أبي هريرة فلا مانع فأن رجاله ثقات.

(1) أي ينضم إليها ويجتمع بعضه إلى بعض فيها.
299

(باب في اسمها)
عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمى المدينة يثرب فليستغفر
الله عز وجل هي طابة هي طابة. رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات. وعن
بذيح قال وفد عبد الله بن جعفر إلى عبد الملك بن مروان فدخل عليه وعنده
يحيى بن عبد الحكم فسأله فقال كيف تركت خبثة يعنى المدينة فقال عبد الله سماها
رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبة وتسميها خبثة. رواه الطبراني في الكبير
وبذيح لم أجد من ترجمه.
(باب الترغيب في سكناها)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على أهل المدينة زمان ينطلق
الناس منها إلى الأرياف يلتمسون الرخاء فيجدون رخاء ثم يأتون فيتحملون بأهليهم
إلى الرخاء والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. رواه أحمد والبزار ورجال البزار رجال
الصحيح. وعن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري أنه مر بزيد بن ثابت وأبى
أيوب وهما قاعدان عند مسجد الجبائر فقال أحدهما لصاحبة تذكر حديثا حدثناه
رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد الذي نحن فيه قال نعم عن المدينة سمعته يزعم
أنه سيأتي على الناس زمان تفتح فيه فتحات الأرض فيخرج إليها رجال يصيبون
رخاء وعيشا وطعاما فيمرون على إخوان لهم حجاجا أو عمارا فيقولون ما يقيمكم
في لأواء العيش وشدة الجوع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذاهب وقاعد حتى قالها
مرارا والمدينة خير لهم لا يثبت فيها أحد فيثبت على لأوائها (1) وشدتها حتى يموت
الا كنت له يوم القيامة شهيدا أو شفيعا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
وعن أبي أسيد الساعدي قال انا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر حمزة بن عبد المطلب
فجعلوا يجرون النمرة (2) على وجهه فتكشف قدماه ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوها على وجهه واجعلوا على قدميه من هذا الشجر قال
فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فإذا أصحابه يبكون فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم انه يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الأرياف فيصيبون منها مطعما

(1) اللاواء: الشدة وضيق المعيشة.
(2) كساء مخطط.
300

وملبسا ومركبا أو قال مراكب فيكتبون إلى أهليهم هلم إلينا فإنكم بأرض مجاز جدوبة
والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن.
(باب النهى عن هدم بنيانها)
عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن آطام (1) المدينة أن تهدم. رواه البزار عن
الحسن بن يحيى ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب اتخاذ أصول بها)
عن سهل بن سعد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان له بالمدينة
أصل فليتمسك به ومن لم يكن له بها أصل فليجعل له بها أصلا فليأتين على الناس
زمان يكون الذي ليس له بها أصل كالخارج منها المجتاز إلى غيرها. رواه الطبراني
في الكبير ورجاله ذكرهم ابن أبي حاتم ولم يذكر فيهم جرحا.
(باب فيمن صام رمضان بالمدينة وشهد بها جمعة)
عن بلال بن الحارث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان بالمدينة خير من ألف
رمضان فيما سواها من البلدان وجمعة بالمدينة خير من ألف جمعة فيما سواها من
البلدان. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن كثير وهو ضعيف.
(باب في حرمتها)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي حرم وحرمي المدينة
اللهم إني أحرمها بحرمك ان لا تأوى بها محدثا ولا يختلى خلاها ولا يعضد (2) شوكها
ولا تؤخذ لقطتها الا لمنشدها. رواه أحمد واسناده حسن. وعن أبي جحيفة
انه دخل على علي فدعا بسيفه فأخرج من بطن السيف أديما عربيا فقال ما ترك رسول
الله صلى الله عليه وسلم غير كتاب الله الذي أنزل الا وقد بلغته غير هذا فإذا فيه
بسم الله الرحمن الرحيم محمد رسول الله لكل نبي حرم وحرمي المدينة. رواه
الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون وفى بعضهم كلام. وعن جابر أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل المدينة مثل الكير وحرم إبراهيم عليه السلام مكة وانا أحرم

(1) الآطام: الأبنية المرتفعة.
(2) أي لا يقطع.
301

المدينة وهي كمكة حرام ما بين حرتيها وحماها كلها لا يقطع منها شجرة الا ان
يعلف منها ولا يقربها إن شاء الله الطاعون ولا الدجال والملائكة يحرسونها
على أنقابها وأبوابها وأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ولا يحل
لأحد يحمل فيها سلاحا لقتال، قلت لجابر حديث في حرم المدينة غير هذا قلت
في الصحيح طرف من أوله رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه كلام.
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المدينة حرام قال فذكر الحديث
وزاد فيه حميد ولا يحمل فيها سلاح لقتال قلت حديث أنس في الصحيح خلا
حمل السلاح رواه أحمد وفيه مؤمل بن إسماعيل وهو موثق وفيه كلام. وعن أبي
اليسر أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتي المدينة. رواه الطبراني في الكبير وفيه
راو لم يسم. وعن يسر بن عمرو قال سألت سهل بن حنيف قلت أسمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول في المدينة شيئا قال سمعته يقول إنها حرام آمن انها حرام آمن.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
(باب أعلام حدودها)
عن كعب بن ملك قال حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم السحرة بالمدينة بريدا في بريد
وأرسلني فأعلمت على الحرم على شرف ذات الحبش وعلى شريث وعلى أشراف محيض وعلى
نبت. رواه الطبراني في الأوسط، وله في الكبير بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم على
حدود الحرم فقط، وفى طرقه عبد العزيز بن عمران بن أبي ثابت هو ضعيف.
وعن جابر قال حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بريدا من نواحيها كلها. رواه البزار
وفيه الفضل بن مبشر وثقه ابن حبان وضعفه جماعة. وعن الحارث بن نافع بن
مليث الجهني أنه سأل جابر بن عبد الله فقال لنا غنيم وغلمان ونحن وهم بثرير وهم
يخبطون (1) على غنمهم هذه الثمرة يعني الحبلة قال خارجة وهي تمر الثمر فقال
جابر لا يخبط ولا يعضد حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن هشوا هشا (2)
ثم قال جابر إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليمنع ان يقطع المسد، قال
خارجة والمسد مرود البكرة قلت رواه أبو داود باختصار رواه الطبراني في

(1) الخبط: ضرب الشجرة بالعصا ليسقط ورقها
(2) أي انثروه نثرا برفق ولين.
302

الأوسط واسناده حسن. قلت وتأتي أحاديث تتضمن حرمتها وغير ذلك أن شاء الله
(باب حرمة صيدها)
عن شر حبيل يعني ابن سعد قال أخذت نهسا (1) يعنى طائرا بالأسواف (2)
فاخذه مني زيد بن ثابت فأرسله وقال أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حرم ما بين لابتيها (3). وفيه رواية أتانا زيد بن ثابت ونحن في حائط لنا
ومعنى فخاخ ننصب بها فصاح وطردنا وقال ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم حرم صيدها. رواه أحمد والطبراني في الكبير وشر حبيل وثقة ابن
حبان وضعفه الناس. وعن زيد بن ثابت انه وجد غلمانا قد ألجأوا ثعلبا إلى
زاوية فطردهم عنه قال مالك لا أعلمه إلا قال في حرم رسول الله صلى الله عليه
وسلم يفعل هذا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد
الله بن عباد الزرقي انه كان يصيد العصافير في بئر إهاب وكانت لهم قال فرآني
عبادة بن الصامت وقد اخذت العصفور فينتزعه منى ويقول أي بنى رسول الله
صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتيها كما حرم إبراهيم مكة. رواه أحمد والبزار
والطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن عباد الزرقي ولم أجد من ترجمه وبقية
رجاله ثقات. وعن يحيى بن عمارة عن جده أبى حسن قال دخلت الأسواف
فأثرت قال القواريري مرة فأخذت دبسيين (4) قال وأمهما ترشرش عليهما وانا أريد
ان آخذهما قال فدخل على أبو حسن فاخذ متيخة (5) فضربني بها فقالت امرأة
منا يقال لها مريم لقد تعست من عضده من تكسير المتيخة قال وقال لي ألم تعلم أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتي المدينة. رواه عبد الله بن أحمد
والطبراني في الكبير ورجال المسند رجال الصحيح. وعن عبد الله بن سلام قال
ما بين كذا وأحد حرام حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنت لأقطع به شجرة ولا
أقتل به طائرا. رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه قال ما بين عير وأحد حرام. ورجاله
ثقات. وعن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال اصطدت طيرا بالقنبلة موضع بالمدينة

(1) هو طائر يشبه الصرد يديم تحريك رأسه وذنبه يصطاد العصافير ويأوي
إلى المقابر
(2) موضع بالمدينة
(3) اللابة: الحرة وهي الأرض ذات الحجارة السود، والمدينة ما بين حرتين
(4) الدبسي: الطائر الصغير
(5) أي عصا.
303

فلحقني أبى عبد الرحمن بن عوف فقال أي بني من أين أخذته قلت من القنبلة موضع
بالمدينة فعرك أذني ثم أخذه فأرسله فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حرم صيد ما بين لابتيها. رواه البزار وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك.
وعن كعب بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتي
المدينة ان يصاد وحشها. رواه الطبراني في الأوسط وفيه خارجة بن عبد
الله بن عبد الملك ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي أيوب
أنه وجد غلمانا قد ألجأوا ثعلبا إلى زاوية فطرده ولا أعلمه الا قال في حرم الله تفعل
هذا. رواه الطبراني في الكبير وفيه يوسف بن حماس ولم أجد من ترجمه، وبقية
رجاله ثقات. وعن عمرو بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن بقطع المسد والقائمتين والمتخذة
عصا للدابة رواه الطبراني في الكبير وفيه كثير بن عبد الله المزني وهو متروك.
(باب جامع الدعاء لها)
عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثم صلى بأرض سعد بأصل الحرة
عند بيوت الغنائم قال اللهم ان إبراهيم خليلك وعبدك دعاك لأهل مكة وأنا محمد
عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة مثل ما دعاك به إبراهيم لمكة ندعوك أن
تبارك لهم في صاعهم ومدهم وثمارهم اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة واجعل
ما بها من وباء سخم اللهم إني حرمت ما بين لابتيها كما حرمت على لسان إبراهيم
الحرم. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر قال رأيت النبي صلى
الله عليه وسلم يوما نظر إلى قبل الشام فقال اللهم اقبل بقلوبهم ونظر إلى العراق فقال
مثل ذلك ونظر كل أفق ففعل ذلك وقال اللهم ارزقنا من ثمرات الأرض وبارك
لنا في مدنا وصاعنا. رواه أحمد والبزار واسناده حسن. وعن سفيان بن أبي
زهير أن فرسه أعيت بالعقيق وهم في بعث بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرجع إليه يستحمله فزعم سفيان كما ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج
معه يبتغى له بعيرا فلم يجده الا عند أبي جهم بن حذيفة العدوي فساومه به فقال
له أبو جهم لا أبيعكه يا رسول الله ولكن خذه فاحمل عليه من شئت فزعم أنه
أخذه منه ثم خرج حتى إذا بلغ بئر الإهاب زعم أن رسول الله صلى الله عليه
304

وسلم قال يوشك البنيان أن يأتي هذا المكان ويوشك الشام أن يفتح فيأتيه رجال
من أهل هذا البلد فيعجبهم ريعه ورخاؤه والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثم
يفتح العراق فيأتي قوم يبسون (1) فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو
كانوا يعلمون ان إبراهيم دعا لأهل مكة وإني أسأل الله أن يبارك لنا في صاعنا
وان يبارك لنا في مدنا مثل ما بارك لأهل مكة قلت في الصحيح طرف منه
رواه أحمد وبعض رواته لم يسم. وعن علي بن أبي طالب قال خرجنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا عند السقيا التي كانت لسعد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم
ان إبراهيم عبدك وخليلك دعاك لأهل مكة بالبركة وأنا محمد عبدك ورسولك واني
أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم مثل ما باركت لأهل مكة
واجعل مع البركة بركتين. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
وعن ابن عمر قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ثم أقبل على القوم
فقال اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا
فقال رجل والعراق يا رسول الله قال من ثم يطلع قرن الشيطان وتهيج الفتن.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وعن ابن عباس قال دعاني الله
صلى الله عليه وسلم فقال اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا فقال رجل من القوم يا نبي الله
وعراقنا فقال إن بها قرن الشيطان وتهيج الفتن وان الجفاء بالمشرق. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب نقل وبائها)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت في المنام امرأة
سوداء ثائرة الرأس خرجت حتى قامت بمهيعة وهي الجحفة فأولت أن وباء المدينة
نقل إلى الحجفة. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
(باب الصبر على جهد المدينة)
عن عمر قال غلا السعر بالمدينة فاشتد الجهد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصبروا
وأبشروا فأتى قد باركت على مدكم وصاعكم فكلوا ولا تفرقوا فان طعام الواحد
يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الخمسة والستة

(1) يقال بسست الناقة وأبسستها إذا سقتها وقلت لها بس بس.
305

وان البركة في الجماعة فمن صبر على لأوائها وشدتها كنت له شفيعا أو شهيدا يوم
القيامة ومن خرج عنها رغبة عما فيها أبدل الله به من هو خير منه فيها ومن أرادها
بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء قلت روى ابن ماجة طرفا منه رواه
البزار ورجاله رجال الصحيح.
(باب فيمن بموت بالمدينة)
عن سبيعة الأسلمية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من استطاع منكم أن يموت
بالمدينة فليمت فإنه لا يموت بها أحد إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن عكرمة وقد ذكره
ابن أبي حاتم وروى عنه جماعة ولم يتكلم فيه أحد بسوء. وعن امرأة
يتيمة كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثقيف أنها حدثت صفية بنت أبي عبيد أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه من مات بها
كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة. رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن
ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني.
(باب فيمن أخاف أهل المدينة وأرادهم بسوء)
عن جابر بن عبد الله ان أميرا من أمراء الفتنة قدم المدينة وكان قد ذهب
بصر جابر فقيل لجابر لو تنحيت عنه فخرج يمشى بين ابنيه فنكب. فقال تعس من
أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابناه أو أحدهما يا أبت وكيف أخاف رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقد مات قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أخاف أهل المدينة
فقد أخاف ما بين جنبي. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن عبادة
ابن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم
فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل. رواه
الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن خالد بن خلاد
ابن السائب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخاف
أهل المدينة أخافه الله يوم القيامة وغضب عليه ولم يقبل منه صرفا ولا عدلا.
رواه الطبراني في الكبير وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. وعن السائب بن
306

خلاد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم
فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا تقبل منه صرفا ولا عدلا
قلت عزاه الشيخ في الأطراف إلى النسائي ولم أره في المجتبى فلعله في الكبير
رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه. وعن عبد الله بن عمرو ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال من آذى أهل المدينة آذاه الله وعليه لعنة الله وعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل. رواه الطبراني في الكبير وفيه العباس
ابن الفضل الأنصاري وهو ضعيف. وعن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم اللهم أكفهم من دهمهم ببأس يعنى أهل المدينة ولا يريدها
أحد بسوء إلا أذابه الله كما يذوب الملح في الماء قلت في الصحيح طرف من
آخره رواه البزار واسناده حسن.
(باب فيمن أحدث بالمدينة حدثا)
عن أبي أمامة بن ثعلبة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تولى
غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل
ومن حلف على منبري هذا بيمين كاذبة يستحق بها مال امرئ مسلم بغير حق
فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن أحدث
في مدينتي هذه حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا
يقبل منه صرف ولا عدل قلت له في الصحيح حدث في اليمين غير هذا
رواه الطبراني في الأوسط.
(باب لا يدخل الدجال ولا الطاعون المدينة)
عن جابر بن عبد الله قال أشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على فلق
من أفلاق الحرة ونحن معه فقال نعمت الأرض المدينة إذا خرج الدجال على كل
نقب من أنقابها ملك لا يدخلها فإذا كان كذلك رجفت المدينة بأهلها ثلاث
رجفات لا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه وأكثر يعنى من يخرج إليه
النساء وذلك يوم التخليص يوم تنفي المدينة الخبث كما ينفى الكير خبث الحديد
307

يكون معه سبعون ألفا من اليهود على كل رجل منهم ساح وسيف محلى فيضرب
قبته بهذا الضرب الذي بمجتمع السيول ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما كانت فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة أكبر من فتنة الدجال ولا من نبي إلا
وقد حذر أمته ولأخبرنكم مالا أخبر نبي أمته قيل ثم وضع يده على عينه ثم قال إن الله
عز وجل ليس بأعور قلت في الصحيح طرف منه إنما المدينة كالكير تنفى خبثها
وينصع طيبها رواه أحمد والطبراني في الأوسط ولفظه: قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يا أهل المدينة اذكروا يوم الخلاص قالوا وما يوم الخلاص قال
يقبل الدجال حتى ينزل بذباب فلا يبقى في المدينة مشرك ولا مشركة ولا كافر ولا
كافرة ولا منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه ويخلص المؤمنون
فذلك يوم الخلاص قال الحديث. ورجاله رجال الصحيح. وعن محجن بن الأدرع
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الخلاص وما يوم الخلاص يوم الخلاص
وما يوم الخلاص ثلاثا فقيل له وما يوم الخلاص قال يجئ الدجال فيصعد أحدا
فيقول لأصحابه أترون هذا القصر الا بيض هذا مسجد احمد ثم يأتي المدينة
فيجد بكل نقب منها ملكا مصلتا فيأتي سبخة الحرف فيضرب رواقه ثم ترجف
المدينة ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة الا خرج
إليه فذلك يوم الخلاص. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وفى رواية
رواها احمد أيضا عن رجاء قال كان بريدة على باب المسجد فمر محجن عليه وسكية
يصلى فقال بريدة وكان فيه مزاح لمحجن ألا تصلى كما يصلى هذا فقال محجن ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي فأشرف على المدينة فقال ويل أمها
قرية يدعها أهلها خير ما تكون فيأتيها الدجال فيجد على كل باب من أبوابها ملكا
مصلتا بجناحه فلا يدخلها قال ثم أخذ بيدي فدخل المسجد فإذا رجل يصلى فقال
لي من هذا فأثنيت عليه خيرا فقال اسكت لا تسمعه فتهلكه قال ثم أتى حجرة
امرأة من نسائه فنفض يده من يدي قال إن خير دينكم أيسره ان خير دينكم
أيسره. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا رجاء وقد وثقه ابن حبان.
وعن أبي عبد الله القراط أنه سمع سعد بن ملك وأبا هريرة يقولان قال رسول
308

الله صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لأهل المدينة في مدينتهم وبارك لهم في صاعهم
وبارك لهم في مدهم اللهم ان إبراهيم عبدك وخليلك وأني عبدك ورسولك وان
إبراهيم سألك لأهل مكة واني أسألك لأهل المدينة كما سألك إبراهيم لمكة ومثله
معه ان المدينة مشبكة بالملائكة على كل نقب منها ملكان يحرسانها لا يدخلها
الطاعون ولا الدجال من أرادها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء قلت
في الصحيح بعضه رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ومكة محفوفتان بالملائكة على كل
نقب منها ملك لا يدخلها الدجال ولا الطاعون. رواه أحمد ورجاله ثقات.
وعن ابن عم لأسامة بن زيد يقال له عياض وكانت بنت أسامة تحته قال ذكر
لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل خرج من بعض الأرياف حتى إذا كان قريبا
من المدينة ببعض الطريق أصابه الوباء فأفزع الناس قال فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إني لأرجو أن يطلع علينا نقابها يعنى المدينة. رواه أحمد هكذا مرسلا
ورواه ابنه عبد الله والطبراني في الكبير متصلا ورجاله ثقات. وعن تميم الداري
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان طيبة المدينة وما من نقب من نقابها إلا عليه ملك شاهر
سيفه لا يدخلها الدجال ابدا. رواه الطبراني في الكبير من رواية عمر بن يزيد
عن جده ولم أعرفهما. وعن عبد الله بن شقيق قال إني لأمشي مع عمران بن
حصين فانتهينا إلى مسجد البصرة فإذا بريدة جالس وسكبة رجل من أصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم من أسلم قائم يصلى الضحى فقال بريدة يا عمران ما تستطيع ان تصلى كما
يصلى سكبة وإنما يقول ذلك كأنه يعنيه به قال فسكت عمران ومضيا فقال عمران
إني لأمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استقبلنا أحد فصعدنا عليه فأشرف على
المدينة فقال ويل أمها قرية يتركها أهلها أحسن ما كانت يأتيها الدجال فلا يستطيع
ان يدخلها يجد على كل فج منها ملكا مصلتا بالسيف ثم نزلنا فأتينا المسجد فإذا
رجل يصلى فقال من هذا قلت فلان ومن أمره فجعلت أثنى عليه فقال لا تسمعه
فتقطع ظهره ثم رفع يدي فقال خير دينكم أيسره. رواه الطبراني في الكبير
ورجاله رجال الصحيح. وعن محجن بن الأدرع قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم
309

لحاجتي ثم عرض لي وانا خارج في طريق المدينة فأخذ بيدي فانطلقنا
حتى صعدنا على أحد فأقبل على المدينة فقال ويل أمها قرية
يدعها أهلها كأينع ما يكون قلت يا رسول الله من يأكل ثمرها قال عافية الطير والسباع
ولا يدخلها الدجال كلما أراد ان يدخلها يلقاه بكل نقب من نقابها ملك فيصده ثم
اقبل حتى إذا كنا بباب المسجد فإذا رجل يصلى قال يقوله صادقا قلت يا رسول الله
هذا فلان أكثر أهل المدينة صلاة قال لا تسمعه فتهلكه قلت روى أبو داود منه
طرفا رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وقد تقدمت لهذا
الحديث طريق رواها احمد.
(باب فيمن غاب عن المدينة)
عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من غاب عن المدينة ثلاثة أيام جاءها
وقلبه مشرب جفوة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه علقمة بن علي ولم أعرفه
وبقية رجاله ثقات.
(باب إكرام أهل المدينة)
عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجري ومضجعي
في الأرض حق على أمتي أن يكرموا جيراني ما اجتنبوا الكبائر فمن لم يفعل ذلك
منهم سقاه الله من طينة الخبال قلنا يا أبا يسار ما طينة الخبال قال عصارة أهل النار.
رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد السلام بن أبي الحبوب وهو متروك والله أعلم (1).

(1) بلغ مقابلة بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر من نسخة
الأصل في الرابع والثلاثين كما في هامش الأصل.
310

آخر الجزء الثالث من مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
جمع الشيخ الامام العالم الحافظ نور الدين أبى الحسن على الشهير بالهيثمي
أمتع الله المسلمين بطول بقائه، ومن خطه نقلت. وافق الفراغ من نسخه في
أول يوم من شعبان المكرم من شهور سنة خمس وتسعين وسبعمائة. وكتبه الفقير إلى
الله تعالى المعترف بالذنب والتقصير أحمد بن محمد بن منصور الفوي غفر الله
تعالى له ولوالديه ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والأموات
يتلوه إن شاء الله تعالى أول الجزء الرابع (باب زيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم)
311

الحمد لله رب العالمين (1): سمع من أول هذه المجلدة إلى باب قضاء الفائت من
شهر رمضان على مؤلفه الشيخ الامام العالم المفيد الحافظ المجيد بركة الوقت نور
الدين أبى الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان بن صالح الهيثمي الشافعي من الأصل
الذي بخطه وهذه مقابلة ثم قوبل باقي المجلد على الأصل أيضا بقراءة الفقير إلى
عفو ربه أحمد بن علي بن محمد العسقلاني الشهير بابن حجر وهذا خطه: الجماعة
صاحب النسخة المقر العالي الأوحدي العالمي العاملي الكاملي المحسني المتفضلي جمال
العصر فتح الدين فتح الله كاتب السر الشريف وصاحب دواوين الانشاء بالمملكة
الاسلامية زاده الله سموا ورفعة وعلوا، وقريبه الشيخ المفيد المجود ناصر الدين
ناصر بن بزر جمهر الكاتب، والجناب العالي الزيني عبد الرحمن بن محمود بن
عثمان القرشي الدمشقي، والرئيس الأكمل محمد بن عبد السلام بن الرئيس بدر
الدين بديع قريب المشار إلى، والمجلس العالي الزيني عبد الرحمن ابن شيخنا
المسند الزاهد برهان الدين إبراهيم بن داود الآمدي وبيده هذه النسخة
الشيخ الصالح * * * الخواص، وسمع المقروء على الشيخ خاصة بفوت في
الرابع والعشرين ومن أول الخامس والعشرين إلى آخر السابع والعشرين أبو
الوفاء إبراهيم ابن العبد الفقير إلى الله تعالى شرف العلماء أوحد الفضلاء قاضى
القضاة جمال الدين عبد الله العرباني ضابط الأسماء وسمع آخرون، وصح في
مجالس آخر المقروء على الشيخ في العشرين من شهر رمضان سنة سبع وثمانمائة
وأجاز الشيخ للسامعين باقي الكتاب وجميع ما يجوز عنه روايته. ولله الحمد وصلى
الله على سيدنا محمد وعلى آل محمد وسلم.

(1) هذه صورة السماع الموجود في آخر الجزء الثالث من مجمع الزوائد
312