الكتاب: صحيح البخاري
المؤلف: البخاري
الجزء: ٥
الوفاة: ٢٥٦
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠١ - ١٩٨١ م
المطبعة:
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
ردمك:
ملاحظات: طبعة بالأوفست عن طبعة دار الطباعة العامرة بإستانبول

صحيح البخاري
الامام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم
ابن المغيرة بن بردزبة البخاري الجعفي
طبعة بالأوفست عن طبعة دار الطباعة العامرة باستانبول
الجزء الخامس
حقوق الطبع محفوظة للناشر
1401 ه‍ - 1981 م
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

صحيح البخاري
بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب المغازي
باب غزوة العشيرة أو العسيرة وقال ابن إسحاق أول ما غزا النبي صلى الله
عليه وسلم الأبواء ثم بواط ثم العشيرة حدثني عبد الله بن محمد حدثنا وهب
حدثنا شعبة عن أبي إسحاق كنت إلى جنب زيد بن أرقم فقيل له كم غزا النبي
صلى الله عليه وسلم من غزوة قال تسع عشرة قيل كم غزوت أنت معه قال
سبع عشرة قلت فأيهم كانت أول قال العسيرة أو العشير فذكرت لقتادة فقال
العشير باب ذكر النبي صلى الله عليه وآله من يقتل ببدر حدثني
أحمد بن عثمان حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق
قال حدثني عمرو بن ميمون انه سمع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
حدث عن سعد بن معاذ أنه قال كان صديقا لامية بن خلف وكان أمية إذا مر
بالمدينة نزل على سعد وكان سعد إذا مر بمكة نزل على أمية فلما قدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم المدينة انطلق سعد معتمرا فنزل على أمية بمكة فقال لامية
2

انظر لي ساعة خلوة لعلى ان أطوف بالبيت فخرج به قريبا من نصف النهار
فلقيهما أبو جهل فقال يا أبا صفوان من هذا معك فقال هذا سعد فقال له أبو
جهل الا أراك تطوف بمكة آمنا وقد آويتم الصباة وزعمتم انكم تنصرونهم
وتعينونهم اما والله لولا انك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالما فقال له
سعد ورفع صوته عليه اما والله لئن منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشد عليك منه
طريقك على المدينة فقال له أمية لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم سيد
أهل الوادي فقال سعد دعنا عنك يا أمية فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول إنهم قاتلوك قال بمكة قال لا أدري ففزع لذلك أمية فزعا
شديدا فلما رجع أمية إلى أهله قال يا أم صفوان ألم ترى ما قال لي سعد قالت
وما قال لك قال زعم أن محمدا أخبرهم انهم قاتلي فقلت له بمكة قال لا أدرى
فقال أمية والله لا اخرج من مكة فلما كان يوم بدر استنفر أبو جهل الناس قال
أدركوا عيركم فكره أمية ان يخرج فأتاه أبو جهل فقال يا أبا صفوان انك متى
يراك الناس قد تخلفت وأنت سيد أهل الوادي تخلفوا معك فلم يزل به أبو جهل
حتى قال اما إذ غلبتني فوالله لأشترين أجود بعير بمكة ثم قال أمية يا أم صفوان
جهزيني فقالت له يا أبا صفوان وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربي قال لا ما أريد
ان أجوز معهم الا قريبا فلما خرج أمية اخذ لا ينزل منزلا الا عقل بعيره فلم
يزل بذلك حتى قتله الله عز وجل ببدر باب قصة غزوة بدر وقول الله
تعالى ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون إذ تقول
للمؤمنين ألن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى
ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من
الملائكة مسومين وما جعله الله الا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر
الا من عند الله العزيز الحكيم ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا
3

خائبين وقال وحشي قتل حمزة طعيمة بن عدي بن الخيار يوم بدر وقوله تعالى
وإذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم وتودون ان غير ذات الشوكة تكون
لكم * الشوكة الحد حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب
عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ان عبد الله بن كعب قال سمعت كعب بن
مالك رضى الله تعالى عنه يقول لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
في غزوة غزاها الا في غزوة تبوك غير انى تخلفت عن غزوة بدر ولم يعاتب
أحد تخلف عنها إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عير قريش
حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد باب قول الله تعالى
إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم انى ممدكم بألف من الملائكة مردفين
وما جعله الله الا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر الا من عند الله ان الله
عزيز حكيم إذ يغشاكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به
ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام إذ يوحى
ربك إلى الملائكة انى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا
الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ذلك بأنهم شاقوا الله
ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فان الله شديد العقاب حدثنا أبو نعيم
حدثنا إسرائيل عن مخارق عن طارق بن شهاب قال سمعت ابن مسعود يقول
شهدت من المقداد بن الأسود مشهدا لان أكون صاحبه أحب إلى مما عدل به
أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين فقال لا نقول كما قال
قوم موسى اذهب أنت وربك فقاتلا ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين
يديك وخلفك فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرق وجهه وسره يعنى قوله
حدثني محمد بن عبد الله بن حوشب حدثنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة
عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر اللهم أنشدك عهدك
4

ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد فأخذ أبو بكر بيده فقال حسبك فخرج وهو
يقول سيهزم الجمع ويولون الدبر باب حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا
هشام ان ابن جريج أخبرهم قال أخبرني عبد الكريم انه سمع مقسما مولى
عبد الله بن الحرث يحدث عن ابن عباس انه سمعه يقول لا يستوى القاعدون من
المؤمنين عن بدر والخارجون إلى بدر باب عدة أصحاب بدر حدثنا
مسلم حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال استصغرت انا وابن عمر وحدثني
محمود حدثنا وهب عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال استصغرت انا وابن
عمر يوم بدر وكان المهاجرون يوم بدر نيفا على ستين والأنصار نيفا وأربعين
ومائتين حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت
البراء رضي الله عنه يقول حدثني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ممن شهد
بدرا انهم كانوا عدة أصحاب طالوت الذين جازوا معه النهر بضعة عشر وثلاثمائة
قال البراء لا والله ما جاوز معه النهر الا مؤمن حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا
إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
نتحدث ان عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر
ولم يجاوز معه الا مؤمن بضعة عشر وثلاثمائة حدثني عبد الله بن أبي شيبة
حدثنا يحيى عن سفيان عن أبي إسحاق عن البراء ح وحدثنا محمد بن كثير حدثنا
سفيان عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال كنا نتحدث ان أصحاب بدر
ثلاثمائة وبضعة عشر بعدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر وما جاوز معه
الا مؤمن باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش شيبة
وعتبة والوليد وأبى جهل بن هشام وهلاكهم حدثني عمرو بن خالد حدثنا
زهير حدثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قال استقبل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة فدعا على نفر من قريش على
5

شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأبى جهل بن هشام فأشهد بالله
لقد رأيتهم صرعى قد غيرتهم الشمس وكان يوما حارا باب قتل أبى
جهل حدثنا ابن نمير حدثنا أبو أسامة حدثنا إسماعيل أخبرنا قيس عن عبد الله
رضي الله عنه انه أتى أبا جهل وبه رمق يوم بدر فقال أبو جهل هل اعمد من
رجل قتلتموه حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا سليمان التيمي ان انسا
حدثهم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثني عمرو بن خالد حدثنا زهير
عن سليمان التيمي عن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من ينظر
ما صنع أبو جهل فانطلق ابن مسعود رضي الله عنه فوجده قد ضربه ابنا عفراء
حتى يرد قال أنت أبو جهل قال فأخذ بلحيته قال وهل فوق رجل قتلتموه أو
رجل قتله قومه قال أحمد بن يونس أنت أبو جهل حدثني محمد بن المثنى
حدثنا ابن أبي عدى عن سليمان التيمي عن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله
عليه وسلم يوم بدر من ينظر ما فعل أبو جهل فانطلق ابن مسعود فوجده قد
ضربه ابنا عفراء حتى برد فأخذ بلحيته فقال أنت أبا جهل قال وهل فوق رجل
قتله قومه أو قال قتلتموه حدثني ابن المثنى أخبرنا معاذ بن معاذ حدثنا سليمان
أخبرنا أنس بن مالك نحوه حدثنا علي بن عبد الله قال كتبت عن يوسف
ابن الماجشون عن صالح بن إبراهيم عن أبيه عن جده في بدر يعنى حديث ابني
عفراء حدثني محمد بن عبد الله الرقاشي حدثنا معتمر قال سمعت أبي يقول حدثنا
أبو مجلز عن قيس بن عباد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال انا أول
من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة وقال قيس بن عباد وفيهم
أنزلت هذان خصمان اختصموا في ربهم قال هم الذين تبارزوا يوم بدر حمزة وعلي
وعبيدة بن الحرث وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة حدثنا
قبيصة حدثنا سفيان عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي ذر
6

رضي الله عنه قال نزلت هذا خصمان اختصموا في ربهم في ستة من قريش
علي وحمزة وعبيدة بن الحرث وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف حدثنا يوسف بن يعقوب كان ينزل في بنى
ضبيعة وهو مولى لبنى سدوس حدثنا سليمان التيمي عن أبي مجلز عن قيس بن
عباد قال قال على رضى الله تعالى عنه فينا نزلت هذه الآية هذان خصمان
اختصموا في ربهم حدثنا يحيى بن جعفر أخبرنا وكيع عن سفيان عن أبي
هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقسم
لنزلت هؤلاء الآيات في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر نحوه حدثنا يعقوب
ابن إبراهيم الدورقي حدثنا هشيم أخبرنا أبو هاشم عن أبي مجلز عن قيس سمعت
أبا ذر يقسم قسما ان هذه الآية هذان خصمان اختصموا في ربهم نزلت في الذين
برزوا يوم بدر حمزة وعلى وعبيدة بن الحرث وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد
ابن عتبة حدثني أحمد بن سعيد أبو عبد الله حدثنا إسحاق بن منصور السلولي
حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق سأل رجل البراء وانا اسمع قال
اشهد علي بدرا قال وبارز وظاهر حدثنا عبد العزيز قال حدثني يوسف بن
الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده عبد
الرحمن قال كاتبت أمية بن خلف فلما كان يوم بدر فذكر قتله وقتل ابنه فقال
بلال لا نجوت ان نجا أمية حدثنا عبدان قال أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق
عن الأسود عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرأ
والنجم فسجد بها وسجد من معه غير أن شيخا اخذ كفا من تراب فرفعه إلى
جبهته فقال يكفيني هذا قال عبد الله فلقد رأيته بعد قتل كافرا أخبرني إبراهيم
ابن موسى حدثنا هشام بن يوسف عن معمر عن هشام عن عروة قال كان
في الزبير ثلاث ضربات بالسيف إحداهن في عاتقه قال إن كنت لأدخل أصابعي
7

فيها قال ضرب ثنتين يوم بدر وواحدة يوم اليرموك قال عروة وقال لي عبد
الملك بن مروان حين قتل عبد الله بن الزبير يا عروة هل تعرف سيف الزبير
قلت نعم قال فما فيه قلت فيه فلة فلها يوم بدر قال صدقت (بهن فلول من قراع
الكتائب) ثم رده على عروة قال هشام فأقمناه بيننا ثلاثة آلاف واخذه
بعضنا ولوددت انى كنت اخذته حدثنا فروة عن علي عن هشام عن أبيه
قال كان سيف الزبير محلى بفضة قال هشام وكان سيف عروة محلى بفضة حدثنا
أحمد بن محمد حدثنا عبد الله أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه ان أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم قالوا للزبير يوم اليرموك الا تشد فنشد معك فقال إني ان
شددت كذبتم فقالوا لا نفعل فحمل عليهم حتى شق صفوفهم فجاوزهم وما معه
أحد ثم رجع مقبلا فأخذوا بلجامه فضربوه ضربتين على عاتقه بينهما ضربة
ضربها يوم بدر قال عروة كنت ادخل أصابعي في تلك الضربات العب وانا
صغير قال عروة وكان معه عبد الله بن الزبير يومئذ وهو ابن عشر سنين
فحمله على فرس وكل به رجلا حدثني عبد الله بن محمد سمع روح بن عبادة
حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة ان
نبي الله صلى الله عليه وسلم امر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد
قريش فقذفوا في طوى من اطواء بدر خبيث مخبث وكان إذا ظهر على قوم
أقام بالعرصة ثلاث ليال فلما كان ببدر اليوم الثالث امر براحلته فشد عليها
رحلها ثم مشى وتبعه أصحابه وقالوا ما نرى ينطلق الا لبعض حاجته حتى قام
على شفة الركى فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان بن فلان ويا فلان
ابن فلان أيسركم انكم أطعتم الله ورسوله فانا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا
فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قال فقال عمر يا رسول الله ما تكلم من أجساد
لا أرواح لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده ما أنتم
8

بأسمع لما أقول منهم قال قتادة أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيرا
ونقمة وحسرة وندما حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو عن عطاء
عن ابن عباس رضي الله عنهما الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هم والله كفار
قريش قال عمرو هم قريش ومحمد صلى الله عليه وسلم نعمة الله وأحلوا قومهم
دار البوار قال النار يوم بدر حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن
هشام عن أبيه قال ذكر عند عائشة رضي الله عنها ان ابن عمر رفع إلى النبي
صلى الله عليه وسلم ان الميت يعذب في قبره ببكاء أهله فقالت إنما قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم انه ليعذب بخطيئته وذنبه وان أهله ليبكون عليه الآن
قالت وذاك مثل قوله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على القليب وفيه
قتلى بدر من المشركين فقال لهم ما قال إنهم ليسمعون ما أقول إنما قال إنهم
الآن ليعلمون ان ما كنت أقول لهم حق ثم قرأت انك لا تسمع الموتى وما أنت
بمسمع من في القبور * تقول حين تبوؤا مقاعدهم من النار حدثني عثمان حدثنا
عبدة عن هشام عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال وقف النبي صلى الله عليه
وسلم على قليب بدر فقال هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ثم قال إنهم الآن
يسمعون ما أقول فذكر لعائشة فقالت إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم انهم
الآن ليعلمون ان الذي كنت أقول لهم هو الحق ثم قرأت انك لا تسمع الموتى
حتى قرأت الآية باب فضل من شهد بدرا حدثني عبد الله بن محمد
حدثنا معاوية بن عمر وحدثنا أبو إسحاق عن حميد قال سمعت انسا رضي الله عنه
يقول أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام فجاءت أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت يا رسول الله قد عرفت منزلة حارثة منى فان يكن في الجنة اصبر واحتسب
وان تك الأخرى ترى ما اصنع فقال ويحك أوهبلت أو جنة واحدة هي انها
جنان كثيرة وانه في جنة الفردوس حدثني إسحاق بن إبراهيم أخبرنا
9

عبد الله بن إدريس قال سمعت حصين بن عبد الرحمن عن سعد بن عبيدة عن أبي
عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبا مرثد والزبير وكلنا فارس قال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فان بها امرأة
من المشركين معها كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين فأدركناها
تسير على بعير لها حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا الكتاب فقالت
ما معنا كتاب فأنخناها فالتمسنا فلم نر كتابا فقلنا ما كذب رسول الله صلى الله
عليه وسلم لتخرجن الكتاب أو لنجردنك فلما رأت الجد أهوت إلى حجزتها
وهي محتجزة بكساء فأخرجته فانطلقنا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال عمر يا رسول الله قد خان الله ورسوله والمؤمنين فدعني فلأضرب عنقه
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما حملك على ما صنعت قال حاطب والله ما بي أن لا
أكون مؤمنا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم أردت أن تكون لي عند القوم
يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي وليس أحد من أصحابك الا له هناك من عشيرته
من يدفع الله به عن أهله وماله فقال صدق ولا تقولوا له الا خيرا فقال عمر
انه قد خان الله ورسوله والمؤمنين فدعني فلأضرب عنقه فقال أليس من أهل
بدر فقال لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم
الجنة أو فقد غفرت لكم فدمعت عينا عمر وقال الله ورسوله اعلم باب
حدثني عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا عبد الرحمن بن
الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد والزبير بن المنذر بن أبي أسيد عن أبي أسيد
رضي الله عنه قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر إذا أكثبوكم
فارموهم واستبقوا نبلكم حدثني محمد بن عبد الرحيم حدثنا أبو أحمد الزبيري
حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد والمنذر بن أبي أسيد عن أبي
أسيد رضي الله عنه قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر إذا
10

أكثبوكم يعنى كثروكم فارموهم واستبقوا نبلكم حدثني عمرو بن خالد
حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال
جعل النبي صلى الله عليه وسلم على الرماة يوم أحد عبد الله بن جبير فأصابوا منا
سبعين وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصابوا من المشركين يوم بدر
أربعين ومائة سبعين أسيرا وسبعين قتيلا قال أبو سفيان يوم بيوم بدر والحرب
سجال حدثني محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن جده أبى بردة عن أبي
موسى أراه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وإذا الخير ما جاء الله به من الحير
بعد وثواب الصدق الذي أتانا بعد يوم بدر حدثني يعقوب بن إبراهيم
حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال قال عبد الرحمن بن عوف انى لفي
الصف يوم بدر إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن فكأني
لم آمن بمكانهما إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه يا عم أرني أبا جهل فقلت يا ابن
أخي وما تصنع به قال عاهدت الله ان رأيته ان اقتله أو أموت دونه فقال
لي الآخر سرا من صاحبه مثله قال فما سرني انى بين رجلين مكانهما فأشرت لهما
إليه فشدا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه وهما ابنا عفراء حدثنا موسى بن
إسماعيل حدثنا إبراهيم أخبرنا ابن شهاب قال أخبرني عمر بن أسيد بن جارية
الثقفي حليف بنى زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عينا وأمر عليهم عاصم بن
ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب حتى إذا كانوا بالهدة بين عسفان
ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم بقريب من مائة
رجل رام فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه فقالوا
تمر يثرب فاتبعوا آثارهم فلما حس بهم عاصم وأصحابه لجؤوا إلى موضع فأحاط بهم
القوم فقالوا لهم أنزلوا فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم
11

أحدا فقال عاصم بن ثابت أيها القوم اما انا فلا انزل في ذمة كافر اللهم أخبر
عنا نبيك صلى الله عليه وسلم فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما ونزل إليهم ثلاثة
نفر على العهد والميثاق منهم خبيب وزيد بن الدثنة ورجل آخر فلما استمكنوا
منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها قال الرجل الثالث هذا أول الغدر والله
لا أصبحكم ان لي بهؤلاء أسوة يريد القتلى فجرروه وعالجوه فأبى ان يصحبهم
فانطلق بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بعد وقعة بدر فابتاع بنو الحرث
ابن عامر بن نوفل خبيبا وكان خبيب هو قتل الحرث بن عامر يوم بدر فلبث
خبيب عندهم أسيرا حتى اجمعوا قتله فاستعار من بعض بنات الحرث موسى
يستحد بها فأعارته فدرج بنى لها وهي غافلة عنه حتى اتاه فوجدته مجلسه على
فخذه والموسى بيده قالت ففزعت فزعة عرفها خبيب فقال أتخشين ان اقتله
ما كنت لأفعل ذلك قالت والله ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب والله لقد
وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده وانه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمرة
وكانت تقول انه لرزق رزقه الله خبيبا فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه
في الحل قال لهم خبيب دعوني اصلى ركعتين فتركوه فركع ركعتين فقال والله
لولا أن تحسبوا ان ما بي جزع لزدت ثم قال اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا
ولا تبق منهم أحدا ثم أنشأ يقول
فلست أبالي حين اقتل مسلما * على أي جنب كان لله مصرعي
وذلك في ذات الا له وان يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع
ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحرث فقتله وكان خبيب هو سن لكل مسلم
قتل صبرا الصلاة وأخبر يعنى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم أصيبوا خبرهم
* وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حدثوا انه قتل ان يؤتوا بشئ
منه يعرف وكان قتل رجلا عظيما من عظمائهم فبعث الله لعاصم مثل الظلة
12

من الدبر فحمته من رسلهم فلم يقدروا ان يقطعوا منه شيئا * وقال كعب بن مالك
ذكروا مرارة بن الربيع العمرى وهلال بن أمية الواقفي رجلين صالحين قد
شهدا بدرا حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن يحيى عن نافع ان ابن عمر
رضي الله عنهما ذكر له ان سعيد بن زيد بن عمر وبن نفيل وكان بدريا مرض
في يوم جمعة فركب إليه بعد أن تعالى النهار واقتربت الجمعة وترك الجمعة * وقال
الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ان
أباه كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم الزهري يأمره ان يدخل على سبيعة
بنت الحرث الأسلمية فيسألها عن حديثها وعن ما قال لها رسول الله صلى الله
عليه وسلم حين استفتته فكتب عمر بن عبد الله بن الأرقم إلى عبد الله بن عتبة
يخبره ان سبيعة بنت الحرث أخبرته انها كانت تحت سعد بن خولة وهو من
بنى عامر بن لؤي وكان ممن شهد بدرا فتوفى عنها في حجة الوداع وهي حامل
فلم تنشب ان وضعت حملها بعد وفاته فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب
فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك رجل من بنى عبد الدار فقال لها مالي أراك
تجملت للخطاب ترجين النكاح فإنك والله ما أنت بناكح حتى تمر عليك أربعة
أشهر وعشر قالت سبيعة فلما قال لي ذلك جمعت علي ثيابي حين أمسيت واتيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك فأفتاني بأني قد حللت حين
وضعت حملي وأمرني بالتزوج ان بدا لي * تابعه اصبغ عن ابن وهب عن يونس
وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب وسألناه فقال أخبرني محمد بن عبد
الرحمن بن ثوبان مولى بنى عامر بن لؤي ان محمد بن اياس بن البكير وكان أبوه
شهد بدرا أخبره باب شهود الملائكة بدرا حدثني إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا جرير عن يحيى بن سعيد عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي
عن أبيه وكان أبوه من أهل بدر قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
13

فقال ما تعدون أهل بدر فيكم قال من أفضل المسلمين أو كلمة نحوها قال وكذلك
من شهد بدرا من الملائكة حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن يحيى
عن معاذ بن رفاعة بن رافع وكان رفاعة من أهل بدر وكان رافع من أهل
العقبة فكان يقول لابنه ما يسرني انى شهدت بدرا بالعقبة قال سأل جبريل
النبي صلى الله عليه وسلم بهذا حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا يزيد أخبرنا
يحيى سمع معاذ بن رفاعة ان ملكا سأل النبي صلى الله عليه وسلم وعن يحيى ان
يزيد بن الهاد أخبره انه كان معه يوم حدثه معاذ هذا الحديث فقال يزيد فقال
معاذ ان السائل هو جبريل عليه السلام حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا
عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب
باب حدثني خليفة حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا سعيد عن
قتادة عن أنس رضي الله عنه قال مات أبو زيد ولم يترك عقبا وكان بدريا
حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني يحيى بن سعيد عن القاسم
ابن محمد عن ابن خباب ان أبا سعيد بن مالك الخدري رضي الله عنه قدم من
سفر فقدم إليه أهله لحما من لحوم الأضحى فقال ما انا بآكله حتى اسأل فانطلق
إلى أخيه لامه وكان بدريا قتادة بن النعمان فسأله فقال إنه حدث بعدك امر
نقض لما كانوا ينهون عنه من اكل لحوم الأضحى بعد ثلاثة أيام حدثني عبيد بن
إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال الزبير لقيت يوم
بدر عبيدة بن سعيد بن العاص وهو مدجج لا يرى منه الا عيناه وهو يكنى
أبو ذات الكرش فقال انا أبو ذات الكرش فحملت عليه بالعنزة فطعنته في عينه
فمات قال هشام فأخبرت ان الزبير قال لقد وضعت رجلي عليه ثم تمطأت فكان
الجهد ان نزعتها وقد انثنى طرفاها قال عروة فسأله إياها رسول الله صلى الله
14

عليه وسلم فأعطاه إياها فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذها ثم طلبها
أبو بكر فأعطاه إياها فلما قبض أبو بكر سألها إياه عمر فأعطاه إياها فلما قبض
عمر اخذها ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها فلما قتل عثمان وقعت عند آل على
فطلبها عبد الله بن الزبير فكانت عنده حتى قتل حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب
عن الزهري قال أخبرني أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله ان عبادة بن الصامت
وكان شهد بدرا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بايعوني حدثنا يحيى
ابن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير عن
عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان أبا حذيفة وكان ممن شهد
بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبنى سالما وأنكحه بنت أخيه هند بنت
الوليد بن عتبة وهو مولى لامرأة من الأنصار كما تبنى رسول الله صلى الله
عليه وسلم زيدا وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس إليه وورث ميراثه
حتى انزل الله تعالى ادعوهم لآبائهم فجاءت سهلة النبي صلى الله عليه وسلم
فذكر الحديث حدثنا على حدثنا بشر بن المفضل حدثنا خالد بن ذكوان
عن الربيع بنت معوذ قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم غداة بنى علي
فجلس على فراشي كمجلسك منى وجويريات يضربن بالدف يندبن من قتل من
آبائهن يوم بدر حتى قالت جارية وفينا نبي يعلم ما في غد فقال النبي صلى الله عليه
وسلم لا تقولي هكذا وقولي ما كنت تقولين حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا
هشام عن معمر عن الزهري ح وحدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان
عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
ان ابن عباس رضي الله عنهما قال أخبرني أبو طلحة رضي الله عنه صاحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكان قد شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة يريد التماثيل التي فيها الأرواح
15

حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس ح وحدثنا أحمد بن صالح حدثنا
عنبسة حدثنا يونس عن الزهري أخبرنا علي بن حسين ان حسين بن علي أخبره
ان عليا قال كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر وكان النبي صلى الله
عليه وسلم أعطاني مما أفاء الله من الخمس يومئذ فلما أردت أن ابتنى بفاطمة عليها
السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم واعدت رجلا صواغا في بنى قينقاع ان
يرتحل معي فنأتي بإذخر فأردت أن أبيعه من الصواغين فنستعين به في وليمة
عرسي فبينا انا اجمع لشارفي من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان
إلى جنب حجرة رجل من الأنصار حتى جمعت ما جمعته فإذا انا بشارفي قد أجبت
أسنمتهما وبقرت خواصرهما واخذ من أكبادهما فلم أملك عيني حين رأيت
المنظر قلت من فعل هذا قالوا فعله حمزة بن عبد المطلب وهو في هذا البيت
في شرب من الأنصار عنده قينة وأصحابه فقالت في غنائها (الا يا حمز للشرف
النواء) فوثب حمزة إلى السيف فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما واخذ من
أكبادهما قال على فانطلقت حتى ادخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده زيد
ابن حارثة وعرف النبي صلى الله عليه وسلم الذي لقيت فقال مالك قلت يا رسول
الله ما رأيت كاليوم عدا حمزة على ناقتي فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما وها
هوذا في بيت معه شرب فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بردائه فارتدى ثم انطلق
يمشي واتبعته انا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن عليه
فأذن له فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يلوم حمزة فيما فعل فإذا حمزة ثمل محمرة
عيناه فنظر حمزة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم صعد النظر فنظر إلى ركبتيه
ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه ثم قال حمزة وهل أنتم الا عبيد لأبي فعرف النبي
صلى الله عليه وسلم انه ثمل فنكص رسول الله صلى الله عليه وسلم على عقبيه
القهقري فخرج وخرجنا معه حدثني محمد بن عباد أخبرنا ابن عيينة قال أنفذه
16

لنا ابن الأصبهاني سمعه من ابن معقل ان عليا رضي الله عنه كبر على سهل بن حنيف
فقال إنه شهد بدرا حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني
سالم بن عبد الله انه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يحدث ان عمر بن الخطاب
رضي الله عنه حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي وكان
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد بدرا توفي بالمدينة قال عمر
فلقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقلت إن شئت أنكحتك حفصة بنت
عمر قال سأنظر في أمري فلبثت ليالي فقال قد بدا لي أن لا أتزوج يومى هذا قال
عمر فلقيت أبا بكر فقلت إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر فصمت أبو بكر
فلم يرجع إلى شيئا فكنت عليه أوجد منى على عثمان فلبثت ليالي ثم خطبها
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر فقال لعلك وجدت
على حين عرضت على حفصة فلم ارجع إليك قلت نعم قال فإنه لم يمنعني ان
ارجع إليك فيما عرضت الا انى قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
ذكرها فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها لقبلتها
حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن عدى عن عبد الله بن يزيد سمع أبا مسعود
البدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نفقة الرجل على أهله صدقة حدثنا
أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري سمعت عروة بن الزبير يحدث عمر بن
عبد العزيز في امارته اخر المغيرة بن شعبة العصر وهو أمير الكوفة فدخل
أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري جد زيد بن حسن شهد بدرا فقال لقد
علمت نزل جبريل عليه السلام فصلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس
صلوات ثم قال هكذا أمرت * كذلك كان بشير بن أبي مسعود يحدث عن أبيه
حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن
يزيد عن علقمة عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
17

عليه وسلم الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه قال عبد
الرحمن فلقيت أبا مسعود وهو يطوف بالبيت فسألته فحدثنيه حدثنا يحيى
ابن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني محمود بن الربيع أن
عتبان بن مالك وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا من
الأنصار انه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا احمد هو ابن صالح
حدثنا عنبسة حدثنا يونس قال ابن شهاب ثم سألت الحصين بن محمد وهو أحد
بنى سالم وهو من سراتهم عن حديث محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك فصدقه
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبد الله بن عامر بن
ربيعة وكان من أكبر بنى عدى وكان أبوه شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه
وسلم ان عمر استعمل قدامة بن مظعون على البحرين وكان شهد بدرا وهو
خال عبد الله بن عمر وحفصة رضي الله عنهم حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء
حدثنا جويرية عن مالك عن الزهري ان سالم بن عبد الله أخبره قال أخبر
رافع بن خديج عبد الله بن عمر ان عميه وكانا شهدا بدرا أخبراه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم نهى عن كراء المزارع قلت لسالم فتكريها أنت قال نعم ان
رافعا أكثر على نفسه حدثنا آدم حدثنا شعبة عن حصين بن عبد الرحمن
قال سمعت عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي قال رأيت رفاعة بن رافع الأنصاري
وكان شهدا بدرا حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر ويونس عن
الزهري عن عروة بن الزبير انه أخبره ان المسور بن مخرمة أخبره ان عمرو بن
عوف وهو حليف لبنى عامر بن لؤي وكان شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه
وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين
يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر
عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار
18

بقدوم أبى عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما انصرف
تعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم ثم قال أظنكم سمعتم
ان أبا عبيدة قدم بشئ قالوا أجل يا رسول الله قال فأبشروا وأملوا ما يسركم
فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى ان تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على
من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم حدثنا أبو النعمان
حدثنا جرير بن حازم عن نافع ان ابن عمر رضي الله عنهما كان يقتل الحيات كلها
حتى حدثه أبو لبابة البدري ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل جنان
البيوت فأمسك عنها حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح عن موسى
ابن عقبة قال ابن شهاب حدثنا أنس بن مالك ان رجالا من الأنصار استأذنوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ائذن لنا فلنترك لابن أختنا عباس فداءه
قال والله لا تذرون منه درهما حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن الزهري
عن عطاء بن يزيد عن عبيد الله بن عدي عن المقداد بن الأسود ح وحدثني
اسحق حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه
قال أخبرني عطاء بن يزيد الليثي ثم الجندعي ان عبيد الله بن عدي بن الخيار
أخبره ان المقداد بن عمرو الكندي وكان حليفا لبنى زهرة وكان ممن
شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره أنه قال يا رسول الله أرأيت
ان لقيت رجلا من الكفار فاقتتلنا فضرب احدى يدي بالسيف فقطعها ثم
لاذ منى بشجرة فقال أسلمت لله أقتله يا رسول الله بعد أن قالها فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا تقتله فقال يا رسول الله انه قطع احدى يدي ثم قال ذلك
بعد ما قطعها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتله فان قتلته فإنه بمنزلتك
قبل أن تقتله وانك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال حدثنا يعقوب بن
إبراهيم حدثنا ابن علية حدثنا سليمان التيمي حدثنا أنس رضي الله عنه قال قال
19

رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر من ينظر ما صنع أبو جهل فانطلق ابن
مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد فقال آنت أبا جهل * قال ابن
علية قال سليمان هكذا قالها انس قال آنت أبا جهل قال وهل فوق رجل قتلتموه
قال سليمان أو قال قتلته قومه * قال وقال أبو مجلز قال أبو جهل فلو غير
أكار قتلني حدثنا موسى حدثنا عبد الواحد حدثنا معمر عن الزهري عن
عبيد الله بن عبد الله حدثني ابن عباس عن عمر رضي الله عنهم لما توفى النبي
صلى الله عليه وسلم قلت لأبي بكر انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار فلقينا منهم
رجلان صالحان شهدا بدرا فحدثت عروة بن الزبير فقال هما عويم بن ساعدة
ومعن بن عدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم سمع محمد بن فضيل عن إسماعيل عن
قيس كان عطاء البدريين خمسة آلاف خمسة آلاف وقال عمر لأفضلنهم على
من بعدهم حدثني إسحاق بن منصور حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقرأ في المغرب بالطور وذلك أول ما وقر الايمان في قلبي * وعن الزهري
عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في أسارى
بدر لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له * وقال
الليث عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب وقعت الفتنة الأولى يعنى مقتل
عثمان فلم تبق من أصحاب بدر أحدا ثم وقعت الفتنة الثانية يعنى الحرة فلم تبق
من أصحاب الحديبية أحدا ثم وقعت الثالثة فلم ترتفع وللناس طباخ حدثنا
الحجاج بن منهال حدثنا عبد الله بن عمر النميري حدثنا يونس بن يزيد قال سمعت
الزهري قال سمعت عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص
وعبيد الله بن عبد الله عن حديث عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه
وسلم كل حدثني طائفة من الحديث قالت فأقبلت انا وأم مسطح فعثرت أم
20

مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت بئس ما قلت تسبين رجلا شهد بدرا
فذكر حديث الإفك حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح بن سليمان
عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال هذه مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكر الحديث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يلقيهم هل وجدتم
ما وعدكم ربكم حقا * قال موسى قال نافع قال عبد الله قال ناس من أصحابه يا رسول
الله تنادي ناسا أمواتا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنتم بأسمع لما قلت
منهم فجميع من شهد بدرا من قريش ممن ضرب له بسهمه أحد وثمانون رجلا
وكان عروة بن الزبير يقول قال الزبير قسمت سهمانهم فكانوا مائة والله أعلم
حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه
عن الزبير قال ضربت يوم بدر للمهاجرين بمائة سهم باب تسمية من سمى
من أهل بدر في الجامع الذي وضعه أبو عبد الله على حروف المعجم * النبي محمد
ابن عبد الله الهاشمي صلى الله عليه وسلم * أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم
على * ثم اياس بن البكير * بلال بن رباح مولى أبى بكر الصديق القرشي *
حمزة بن عبد المطلب الهاشمي * حاطب بن أبي بلتعة حليف لقريش * أبو
حذيفة بن عتبة بن ربيعة القرشي * حارثة بن الربيع الأنصاري قتل يوم بدر
وهو حارثة بن سراقة كان في النظارة * خبيب بن عدي الأنصاري * خنيس
ابن حذافة السهمي * رفاعة بن رافع الأنصاري * رفاعة بن عبد المنذر
أبو لبابة الأنصاري * الزبير بن العوام القرشي * زيد بن سهل * أبو طلحة
الأنصاري * أبو زيد الأنصاري * سعد بن مالك الزهري * سعد بن خولة
القرشي * سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي * سهل بن حنيف الأنصاري
* ظهير بن رافع الأنصاري واخوه عبد الله بن مسعود الهذلي * عتبة بن
مسعود الهذلي * عبد الرحمن بن عوف الزهري * عبيدة بن الحرث القرشي *
21

عبادة بن الصامت الأنصاري * عمرو بن عوف حليف بنى عامر بن لؤي *
عقبة بن عمرو الأنصاري * عامر بن ربيعة العنزي * عاصم بن ثابت الأنصاري
* عويم بن ساعدة الأنصاري * عتبان بن مالك الأنصاري * قدامة بن
مظعون * قتادة بن النعمان الأنصاري * معاذ بن عمرو بن الجموح * معوذ
ابن عفراء واخوه * مالك بن ربيعة أبو أسيد الأنصاري * مرارة بن الربيع
الأنصاري * معن بن عدي الأنصاري * مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب
ابن عبد مناف * مقداد بن عمرو الكندي حليف بنى زهرة * هلال بن أمية
الأنصاري رضي الله عنهم باب حديث بنى النضير ومخرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم إليهم في دية الرجلين وما أرادوا من الغدر برسول الله صلى الله
عليه وسلم قال الزهري عن عروة بن الزبير كانت على رأس ستة أشهر من وقعة
بدر قبل أحد وقول الله تعالى هو الذي اخرج الذين كفروا من أهل الكتاب
من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم ان يخرجوا * وجعله ابن إسحاق بعد بئر معونة
واحد حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج عن موسى
ابن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال حاربت النضير وقريظة فأجلى
بنى النضير وأقر قريظة ومن عليهم حتى حاربت قريظة فقتل رجالهم وقسم
نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين الا بعضهم لحقوا بالنبي صلى الله عليه
وسلم فآمنهم واسلموا وأجلى يهود المدينة كلهم بنى قينقاع وهم رهط عبد الله
ابن سلام ويهود بنى حارثة وكل يهود المدينة حدثني الحسن بن مدرك حدثنا
يحيى بن حماد أخبرنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال قلت لابن
عباس سورة الحشر قال قل سورة النضير تابعه هشيم عن أبي بشر حدثنا
عبد الله بن أبي الأسود حدثنا معتمر عن أبيه سمعت أنس بن مالك رضى الله
تعالى عنه قال كان الرجل يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم النخلات حتى افتتح
22

قريظة والنضير فكان بعد ذلك يرد عليهم حدثنا آدم حدثنا الليث عن
نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال حرق رسول الله صلى الله عليه وسلم نخل
بنى النضير وقطع وهي البويرة فنزل ما قطعتم من لينه أو تركتموها قائمة على
أصولها فباذن الله حدثني اسحق أخبرنا حبان أخبرنا جويرية بن أسماء عن
نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم حرق نخل بنى
النضير قال ولها يقول حسان بن ثابت
وهان على سراة بنى لؤي * حريق بالبويرة مستطير
قال فأجابه أبو سفيان بن الحرث
أدام الله ذلك من صنيع * وحرق في نواحيها السعير
ستعلم أينا منها بنزه * وتعلم اي أرضينا تضير
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني مالك بن أوس بن
الحدثان النصري ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعاه إذ جاءه حاجبه يرفا فقال
له هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون فقال نعم فأدخلهم
فلبث قليلا ثم جاء فقال هل لك في عباس وعلى يستأذنان قال نعم فلما دخلا قال
عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا وهما يختصمان في الذي أفاء الله على
رسوله صلى الله عليه وسلم من مال بنى النضير فاستب على وعباس فقال الرهط
يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرخ أحدهما من الآخر فقال عمر اتئدوا أنشدكم
بالله الذي باذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة يريد بذلك نفسه قالوا قد قال ذلك فأقبل
عمر على علي وعباس فقال أنشدكما بالله هل تعلمان ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قد قال ذلك قالا نعم قال فانى أحدثكم عن هذا الامر ان الله سبحانه
كان خص رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الفئ بشئ لم يعطه أحدا غيره
23

فقال جل ذكره وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب
إلى قوله قدير فكانت هذه خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم والله
ما احتازها دونكم ولا استأثرها عليكم لقد أعطاكموها وقسمها فيكم حتى
بقي هذا المال منها فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة
سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل ذلك رسول الله
صلى الله عليه وسلم حياته ثم توفى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر فأنا
ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضه أبو بكر فعمل فيه بما عمل به رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأنتم حينئذ فأقبل على علي وعباس وقال تذكران ان أبا بكر
فيه كما تقولان والله يعلم أنه فيه لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفى الله عز
وجل أبا بكر فقلت انا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر فقبضته
سنتين من امارتي اعمل فيه بما عمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر
والله يعلم انى فيه صادق بار راشد تابع للحق ثم جئتماني كلاكما وكلمتكما
واحدة وأمركما جميع فجئتني يعنى عباسا فقلت لكما ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة فلما بدا لي ان ادفعه إليكما قلت إن شئتما
دفعته إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيه بما عمل فيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وما عملت فيه مذ وليت وإلا فلا تكلماني فقلتما
ادفعه الينا بذلك فدفعته إليكما أفتلتمسان منى قضاء غير ذلك فوالله الذي باذنه
تقوم السماء والأرض لا اقضي فيه بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة فان عجزتما
عنه فادفعا إلي فانا أكفيكماه * قال فحدثت هذا الحديث عروة بن الزبير فقال
صدق مالك بن أوس انا سمعت عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم
تقول أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عثمان إلى أبي بكر يسألنه ثمنهن مما
أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم فكنت انا أردهن فقلت لهن الا
24

تتقين الله ألم تعلمن ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لا نورث ما تركنا
صدقة يريد بذلك نفسه إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال
فانتهى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما أخبرتهن قال فكانت هذه الصدقة
بيد على منعها على عباسا فغلبه عليها ثم كان بيد حسن بن علي ثم بيد حسين بن
علي ثم بيد علي بن حسين وحسن بن حسن كلاهما كانا يتداولانها ثم بيد زيد
ابن حسن وهي صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا حدثنا إبراهيم بن
موسى أخبرنا هشام حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
ان فاطمة عليها السلام والعباس اتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما ارضه من فدك
وسهمه من خيبر فقال أبو بكر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث
ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال والله لقرابة رسول الله صلى الله
عليه وسلم أحب إلى أن أصل من قرابتي باب قتل كعب بن الأشرف
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لكعب بن الأشرف فإنه
قد آذى الله ورسوله فقام محمد بن مسلمة فقال يا رسول الله أتحب ان اقتله قال
نعم قال فائذن لي ان أقول شيئا قال قل فأتاه محمد بن مسلمة فقال إن هذا الرجل قد
سألنا صدقة وانه قد عنانا وانى قد اتيتك استسلفك قال وأيضا والله لتملنه
قال انا قد اتبعناه فلا نحب ان ندعه حتى ننظر إلى أي شئ يصير شأنه وقد أردنا
ان تسلفنا وسقا أو وسقين وحدثنا عمرو غير مرة فلم يذكر وسقا أو وسقين
فقلت له فيه وسقا أو وسقين فقال أرى فيه وسقا أو وسقين فقال نعم أرهنوني
قالوا أي شئ تريد قال أرهنوني نساءكم قالوا كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل
العرب قال فارهنوني أبناءكم قالوا كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال
رهن بوسق أو وسقين هذا عار علينا ولكنا نرهنك اللامة قال سفيان يعنى
25

السلاح فواعده ان يأتيه فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة
فدعاهم إلى الحصن فنزل إليهم فقالت له امرأته أين تخرج هذه الساعة فقال
إنما هو محمد بن مسلمة واخى أبو نائلة وقال غير عمرو وقالت اسمع صوتا كأنه
يقطر منه الدم قال إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة ان الكريم لو
دعى إلى طعنة بليل لأجاب قال ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين قيل لسفيان
سماهم عمرو وقال سمى بعضهم قال عمرو جاء معه برجلين وقال غير عمر وأبو
عبس بن جبر والحرث بن أوس وعباد بن بشر قال عمرو جاء معه برجلين فقال
إذا ما جاء فانى قائل بشعره فأشمه فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم
فاضربوه وقال مرة ثم أشمكم فنزل إليهم متوشحا وهو ينفح منه ريح الطيب
فقال ما رأيت كاليوم ريحا أي أطيب وقال غير عمرو قال عندي أعطر نساء العرب
وأكمل العرب قال عمرو فقال أتأذن لي ان أشم رأسك قال نعم فشمه ثم أشم
أصحابه ثم قال أتأذن لي قال نعم فلما استمكن منه قال دونكم فقتلوه ثم اتوا النبي
صلى الله عليه وسلم فأخبروه باب قتل أبى رافع عبد الله بن أبي الحقيق
ويقال سلام بن أبي الحقيق كان بخيبر ويقال في حصن له بأرض الحجاز وقال
الزهري هو بعد كعب بن الأشرف حدثني إسحاق بن نصر حدثنا يحيى بن
آدم حدثنا ابن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضي الله عنهما
قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا إلى أبي رافع فدخل عليه
عبد الله بن عتيك بيته ليلا وهو نائم فقتله حدثنا يوسف بن موسى حدثنا
عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار فامر
عليهم عبد الله بن عتيك وكان أبو رافع يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويعين عليه وكان في حصن له بأرض الحجاز فلما دنوا منه وقد غربت الشمس
26

وراح الناس بسرحهم فقال عبد الله لأصحابه اجلسوا مكانكم فانى منطلق
ومتلطف للبواب لعلى ان ادخل فأقبل حتى دنا من الباب ثم تقنع بثوبه كأنه
يقضى حاجة وقد دخل الناس فهتف به البواب يا عبد الله ان كنت تريد أن
تدخل فادخل فانى أريد ان أغلق الباب فدخلت فكمنت فلما دخل الناس أغلق
الباب ثم علق الأغاليق على وتد قال فقمت إلى الأقاليد فأخذتها ففتحت الباب
وكان أبو رافع يسمر عنده وكان في علالي له فلما ذهب عنه أهل سمره صعدت
إليه فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت على من داخل قلت إن القوم نذروا بي لم
يخلصوا إلى حتى اقتله فانتهيت إليه فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله لا أدرى
أين هو من البيت فقلت أبا رافع فقال من هذا فأهويت نحو الصوت فاضربه
ضربة بالسيف وانا دهش فما أغنيت شيئا وصاح فخرجت من البيت فأمكث
غير بعيد ثم دخلت إليه فقلت ما هذا الصوت يا أبا رافع فقال لامك الويل
ان رجلا في البيت ضربني قبل بالسيف قال فاضربه ضربة أثخنته ولم اقتله ثم
وضعت ظبة السيف في بطنه حتى اخذ في ظهره فعرفت انى قتلته فجعلت افتح
الأبواب بابا بابا حتى انتهيت إلى درجة له فوضعت رجلي وانا أرى انى قد
انتهيت إلى الأرض فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقى فعصبتها بعمامة
ثم انطلقت حتى جلست على الباب فقلت لا اخرج الليلة حتى اعلم أقتلته فلما
صاح الديك قام الناعي على السور فقال أنعى أبا رافع تاجر أهل الحجاز فانطلقت
إلى أصحابي فقلت النجاء فقد قتل الله أبا رافع فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فحدثته فقال لي ابسط رجلك فبسطت رجلي فمسحها فكأنها لم أشتكها قط
حدثنا أحمد بن عثمان حدثنا شريح هو ابن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف
عن أبيه عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه قال بعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع عبد الله بن عتيك وعبد الله بن عتبة في ناس معهم
27

فانطلقوا حتى دنوا من الحصن فقال لهم عبد الله بن عتيك امكثوا أنتم حتى انطلق
انا فأنظر قال فتلطفت ان ادخل الحصن ففقدوا حمارا لهم قال فحرجوا بقبس
يطلبونه قال فخشيت ان اعرف فغطيت رأسي ورجلي كأني اقضي حاجة ثم نادى
صاحب الباب من أراد أن يدخل فليدخل قبل أن أغلقه فدخلت ثم اختبأت
في مربط حمار عند باب الحصن فتعشوا عند أبي رافع وتحدثوا حتى ذهبت ساعة
من الليل ثم رجعوا إلى بيوتهم فلما هدأت الأصوات ولا اسمع حركة خرجت
قال ورأيت صاحب الباب حيث وضع مفتاح الحصن في كوة فأخذته ففتحت به
باب الحصن قال قلت إن نذر بي القوم انطلقت على مهل ثم عمدت إلى أبواب
بيوتهم فغلقتها عليهم من ظاهر ثم صعدت إلى أبي رافع في سلم فإذا البيت مظلم
قد طفئ سراجه فلم أدر أين الرجل فقلت يا أبا رافع قال من هذا قال فعمدت
نحو الصوت فاضربه وصاح فلم تغن شيئا قال ثم جئت كأني أغيثه فقلت مالك
يا أبا رافع وغيرت صوتي فقال الا أعجبك لامك الويل دخل على رجل فضربني
بالسيف قال فعمدت له أيضا فأضربه أخرى فلم تغن شيئا فصاح وقام أهله قال
ثم جئت وغيرت صوتي كهيئة المغيث فإذا هو مستلق على ظهره فأضع السيف
في بطنه ثم انكفأ عليه حتى سمعت صوت العظم ثم خرجت دهشا حتى اتيت
السلم أريد ان انزل فأسقط منه فانخلعت رجلي فعصبتها ثم اتيت أصحابي أحجل
فقلت لهم انطلقوا فبشروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانى لا أبرح حتى
اسمع الناعية فلما كان في وجه الصبح صعد الناعية فقال أنعى أبا رافع قال فقمت
أمشي ما بي قلبة فأدركت أصحابي قبل أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فبشرته
باب غزوة أحد وقول الله تعالى وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين
مقاعد للقتال والله سميع عليم وقوله جل ذكره ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم
الأعلون ان كنت مؤمنين ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك
28

الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب
الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين أم حسبتم ان تدخلوا الجنة
ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ولقد كنتم تمنون الموت من
قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون وقوله ولقد صدقكم الله وعده إذ
تحسونهم تستأصلونهم قتلا باذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من
بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم
عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين وقوله تعالى ولا تحسبن
الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عبد
الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم يوم أحد هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب
حدثنا محمد بن عبد الرحيم أخبرنا زكريا بن عدي أخبرنا ابن المبارك عن
حياة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال صلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للاحياء والأموات
ثم طلع المنبر فقال إني بين أيديكم فرط وانا عليكم شهيد وان موعدكم الحوض
وانى لأنظر إليه من مقامي هذا وانى لست أخشى عليكم ان تشركوا ولكني
أخشى عليكم الدنيا ان تنافسوها قال فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن
البراء رضي الله عنه قال لقينا المشركين يومئذ واجلس النبي صلى الله عليه وسلم
جيشا من الرماة وأمر عليهم عبد الله وقال لا تبرحوا ان رأيتمونا ظهرنا عليهم
فلا تبرحوا وان رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا فلما لقينا هربوا حتى رأيت
النساء يشتددن في الجبل رفعن عن سوقهن قد بدت خلاخلهن فأخذوا يقولون
الغنيمة الغنيمة فقال عبد الله بن جبير عهد إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن لا تبرحوا
29

فأبوا فلما أبوا صرف وجوههم فأصيب سبعون قتيلا وأشرف أبو سفيان فقال
أفي القوم محمد فقال لا تجيبوه فقال أفي القوم ابن أبي قحافة قال لا تجيبوه فقال
أفي القوم ابن الخطاب فقال إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا احياء لأجابوا فلم يملك
عمر نفسه فقال كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يحزنك قال أبو سفيان اعل
هبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم أجيبوه قالوا ما نقول قال قولوا الله أعلى
واجل قال أبو سفيان لنا العزى ولا عزى لكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم
أجيبوه قالوا ما نقول قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم قال أبو سفيان يوم
بيوم بدر والحرب سجال وتجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤني * أخبرني عبد الله
ابن محمد حدثنا سفيان عن عمر وعن جابر قال اصطبح الخمر يوم أحد ناس ثم قتلوا
شهداء حدثنا عبدان حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا شعبة عن سعد بن
إبراهيم عن أبيه إبراهيم ان عبد الرحمن بن عوف أتى بطعام وكان صائما فقال
قتل مصعب بن عمير وهو خير منى كفن في بردة ان غطى رأسه بدت رجلاه
وان غطى رجلاه بدا رأسه واراه قال وقتل حمزة وهو خير منى ثم بسط لنا
من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا ما أعطينا وقد خشينا أن تكون حسناتنا
عجلت لنا ثم جعل يبكى حتى ترك الطعام حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان
عن عمرو سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رجل للنبي صلى الله عليه
وسلم يوم أحد أرأيت ان قتلت فأين انا قال في الجنة فألقى تمرات في يده ثم
قاتل حتى قتل حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا الأعمش عن
شقيق عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال هاجرنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم نبتغي وجه الله فوجب أجرنا على الله ومنا من مضى أو ذهب
لم يأكل من اجره شيئا كان منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد لم يترك الا
نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطى بها رجلاه خرج
30

رأسه فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم غطوا بها رأسه واجعلوا على رجله الإذخر
أو قال ألقوا على رجله من الإذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها
أخبرنا حسان بن حسان حدثنا محمد بن طلحة حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه
ان عمه غاب عن بدر فقال غبت عن أول قتال النبي صلى الله عليه وسلم لئن
أشهدني الله مع النبي صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما أجد فلقى يوم أحد فهزم
الناس فقال اللهم إني اعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعنى المسلمين وأبرأ إليك مما جاء
به المشركون فتقدم بسيفه فلقى سعد بن معاذ فقال أين يا سعد انى أجد ريح الجنة
دون أحد فمضى فقتل فما عرف حتى عرفته أخته بشامة أو ببنانه وبه بضع
وثمانون من طعنة وضربة ورمية بسهم حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت انه سمع
زيد بن ثابت رضي الله عنه يقول فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف
كنت اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها فالتمسناها فوجدناها مع
خزيمة بن ثابت الأنصاري من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم
من قضى نحبه ومنهم من ينتظر فألحقناها في سورتها في المصحف حدثنا
أبو الوليد حدثنا شعبة عن عدى بن ثابت قال سمعت عبد الله بن يزيد يحدث عن زيد
ابن ثابت رضي الله عنه قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد رجع ناس
ممن خرج معه وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فرقتين فرقة تقول
نقاتلهم وفرقة تقول لا نقاتلهم فنزلت فمالكم في المنافقين فئتين والله أركسهم
بما كسبوا وقال إنها طيبة تنفى الذنوب كما تنفى النار خبث الفضة باب
إذ همت طائفتان منكم ان تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون حدثنا
محمد بن يوسف حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن جابر رضي الله عنه قال نزلت هذه
الآية فينا إذ همت طائفتان منكم ان تفشلا بنى سلمة وبنى حارثة وما أحب انها
31

لم تنزل والله يقول والله وليهما حدثنا قتيبة حدثنا سفيان أخبرنا عمرو
هو ابن دينار عن جابر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم هل نكحت
يا جابر قلت نعم قال ما ذا أبكرا أم ثيبا قلت لا بل ثيبا قال فهلا جارية تلاعبك
قلت يا رسول الله ان أبى قتل يوم أحد وترك تسع بنات كن لي تسع أخوات
فكرهت ان اجمع إليهن جارية خرقاء مثلهن ولكن امرأة تمشطهن وتقوم
عليهن قال أصبت حدثني أحمد بن أبي سريج أخبرنا عبيد الله بن موسى حدثنا
شيبان عن فراس عن الشعبي قال حدثني جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ان
أباه استشهد يوم أحد وترك عليه دينا وترك ست بنات فلما حضر جذاذ النخل
قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت قد علمت أن والدي قد استشهد
يوم أحد وترك دينا كثيرا وانى أحب ان يراك الغرماء فقال اذهب فبيدر
كل تمر على ناحية ففعلت ثم دعوته فلما نظروا إليه كأنهم أغروا بي تلك الساعة
فلما رأى ما يصنعون أطاف حول أعظمها بيدرا ثلاث مرات ثم جلس عليه ثم
قال ادع لك أصحابك فما زال يكيل لهم حتى أدى الله عن والدي أمانته وانا أرضى
ان يؤدى الله أمانة والدي ولا ارجع إلى أخواتي بتمرة فسلم الله البيادر كلها
حتى انى انظر إلى البيدر الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم كأنها لم تنقص
تمرة واحدة حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه
عن جده عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض كأشد القتال
ما رأيتهما قبل ولا بعد حدثني عبد الله بن محمد حثنا مروان بن معاوية حدثنا
هاشم بن هاشم السعدي قال سمعت سعيد بن المسيب يقول سمعت سعد بن أبي
وقاص يقول نثل لي النبي صلى الله عليه وسلم كنانته يوم أحد فقال ارم فداك أبي
وأمي حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن يحيى بن سعيد قال سمعت سعيد بن
32

المسيب قال سمعت سعدا يقول جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه
يوم أحد حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يحيى عن ابن المسيب أنه قال قال سعد
ابن أبي وقاص رضي الله عنه لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد
أبويه كليهما يريد حين قال فداك أبي وأمي وهو يقاتل حدثنا أبو نعيم حدثنا
مسعر عن سعد عن ابن شداد قال سمعت عليا يقول ما سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يجمع أبويه لاحد غير سعد حدثنا يسرة بن صفوان حدثنا إبراهيم عن
أبيه عن عبد الله بن شداد عن علي رضي الله عنه قال ما سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم جمع أبويه لاحد الا لسعد بن مالك فانى سمعته يقول يوم أحد يا سعد
ارم فداك أبي وأمي حدثنا موسى بن إسماعيل عن معتمر عن أبيه قال زعم أبو
عثمان انه لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض تلك الأيام التي يقاتل
فيهن غير طلحة وسعد عن حديثهما حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا حاتم
ابن إسماعيل عن محمد بن يوسف قال سمعت السائب بن يزيد قال صحبت عبد الرحمن
ابن عوف وطلحة بن عبيد الله والمقداد وسعدا رضي الله عنهم فما سمعت أحدا
منهم يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم الا انى سمعت طلحة يحدث عن يوم
أحد حدثني عبد الله بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال رأيت
يد طلحة شلاء وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد حدثنا أبو معمر حدثنا
عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه قال لما كان يوم أحد انهزم
الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
مجوب عليه بحجفة له وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع كسر يومئذ قوسين
أو ثلاثا وكان الرجل يمر معه بجعبة من النبل فيقول أنثرها لأبي طلحة قال
ويشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة بابي أنت وأمي
لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك ولقد رأيت عائشة
33

بنت أبي بكر وأم سليم وانهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب على
متونهما تفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه
القوم ولقد وقع السيف من يدي أبى طلحة اما مرتين واما ثلاثا حدثني عبيد الله
ابن سعيد حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
قالت لما كان يوم أحد هزم المشركون فصرخ إبليس لعنة الله عليه اي عباد الله
أخراكم فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم فبصر حذيفة فإذا هو بأبيه
اليمان فقال أي عباد الله أبى أبى قال قالت فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه فقال حذيفة
يغفر الله لكم قال عروة فوالله ما زالت في حذيفة بقية خير حتى لحق بالله عز
وجل * بصرت علمت من البصيرة في الامر وأبصرت من بصر العين ويقال
بصرت وأبصرت واحد باب قول الله تعالى ان الذين تولوا منكم يوم
التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم ان الله
غفور حليم حدثنا عبدان أخبرنا أبو حمزة عن عثمان بن موهب قال جاء رجل
حج البيت فرأى قوما جلوسا فقال من هؤلاء القعود قال هؤلاء قريش قال
من الشيخ قالوا ابن عمر فاتاه فقال إني سائلك عن شئ أتحدثني قال أنشدك بحرمة
هذا البيت أتعلم ان عثمان بن عفان فر يوم أحد قال نعم قال فتعلمه تغيب عن
بدر فلم يشهدها قال نعم قال فتعلم انه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهدها قال
نعم قال فكبر قال ابن عمر تعال لأخبرك ولأبين لك عما سألتني عنه اما فراره
يوم أحد فأشهد ان الله عفا عنه واما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان لك
اجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه واما تغيبه عن بيعة الرضوان فإنه لو كان أحد
أعز ببطن مكة من عثمان بن عفان لبعثه مكانه فبعث عثمان وكان بيعة الرضوان
بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى هذه يد
34

عثمان فضرب بها على يده فقال هذه لعثمان اذهب بهذا الآن معك باب
إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم
لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون * تصعدون تذهبون
اصعد وصعد فوق البيت حدثني عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق
قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال جعل النبي صلى الله عليه وسلم على
الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير واقبلوا منهزمين فذاك إذ يدعوهم الرسول
في أخراهم باب ثم انزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة
منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون
هل لنا من الامر من شئ قل ان الامر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون
لك يقولون لو كان لنا من الامر شئ ما قتلنا ههنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز
الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلى الله ما في صدوركم وليمحص
ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور * وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع
حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة رضي الله عنهما قال كنت فيمن
تغشاه النعاس يوم أحد حتى سقط سيفي من يدي مرارا يسقط وآخذه ويسقط
فاخذه باب ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم
ظالمون * قال حميد وثابت عن أنس شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال
كيف يفلح قوم شجوا نبيهم فنزلت ليس لك من الامر شئ حدثنا يحيى بن عبد الله
السلمي أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري حدثني سالم عن أبيه انه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الأخيرة
من الفجر يقول اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا بعد ما يقول سمع الله لمن حمده
ربنا ولك الحمد فأنزل الله عز وجل ليس لك من الامر شئ إلى قوله فإنهم
ظالمون * وعن حنظلة بن أبي سفيان قال سمعت سالم بن عبد الله يقول كان
35

رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحرث
ابن هشام فنزلت ليس لك من الامر شئ إلى قوله فإنهم ظالمون باب
ذكر أم سليط حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب
وقال ثعلبة بن أبي مالك ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قسم مروطا بين نساء
من نساء أهل المدينة فبقي منها مرط جيد فقال له بعض من عنده يا أمير المؤمنين
اعط هذا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عندك يريدون أم كلثوم
بنت على فقال عمر أم سليط أحق به منها وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد
باب قتل حمزة حدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله حدثنا حجين بن المثنى
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن سليمان بن
يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال خرجت مع عبيد الله بن عدي بن
الخيار فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله بن عدي هل لك في وحشي نسأله عن قتل
حمزة قلت نعم وكان وحشي يسكن حمص فسألنا عنه فقيل لنا هو ذاك في ظل
قصره كأنه حميت قال فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير فسلمنا فرد السلام قال وعبيد الله
معتجر بعمامته ما يرى وحشي الا عينيه ورجليه فقال عبيد الله يا وحشي أتعرفني
قال فنظر إليه ثم قال لا والله الا انى اعلم أن عدى بن الخيار تزوج امرأة يقال لها
أم قتال بنت أبي العيص فولدت له غلاما بمكة فكنت استرضع له فحملت ذلك
الغلام مع أمه فناولتها إياه فلكأني نظرت إلى قدميك قال فكشف عبيد الله عن
وجهه ثم قال الا تخبرنا بقتل حمزة قال نعم ان حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار
ببدر فقال لي مولاي جبير بن مطعم ان قتلت حمزة بعمى فأنت حر قال فلما ان
خرج الناس عام عينين وعينين جبل بحيال أحد بينه وبينه واد خرجت مع
الناس إلى القتال فلما ان اصطفوا للقتال خرج سباع فقال هل من مبارز قال
36

فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب فقال يا سباع يا ابن أم أنمار مقطعة البظور
اتحاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال ثم شد عليه فكان كأمس الذاهب
قال وكمنت لحمزة تحت صخرة فلما دنا منى رميته بحربتي فأضعها في ثنته حتى
خرجت من بين وركيه قال فكان ذاك العهد به فلما رجع الناس رجعت معهم
فأقمت بمكة حتى فشا فيها الاسلام ثم خرجت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم رسولا فقيل لي انه لا يهيج الرسل قال فخرجت معهم حتى
قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآني قال آنت وحشي قلت نعم
قال أنت قتلت حمزة قلت قد كان من الامر ما قد بلغك قال فهل تستطيع ان
تغيب وجهك عنى قال فخرجت فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج
مسيلمة الكذاب قلت لأخرجن إلى مسيلمة لعلى اقتله فأكافئ به حمزة قال
فخرجت مع الناس فكان من امره ما كان فإذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه
جمل أورق ثائر الرأس قال فرميته بحربتي فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من
بين كتفيه قال ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته * قال قال
عبد الله بن الفضل فأخبر سليمان بن يسار انه سمع عبد الله بن عمر يقول فقالت
جارية على ظهر بيت وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود باب ما أصاب
النبي صلى الله عليه وسلم من الجراح يوم أحد حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا
عبد الرزاق عن معمر عن همام سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيه يشير إلى رباعيته اشتد
غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله حدثني
مخلد بن مالك حدثنا يحيى بن سعيد الأموي حدثنا ابن جريح عن عمرو بن دينار
عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اشتد غضب الله على من قتله النبي
صلى الله عليه وسلم في سبيل الله اشتد غضب الله على قوم دموا وجه نبي الله
37

صلى الله عليه وسلم باب حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب عن أبي
حازم انه سمع سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال اما والله انى لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله صلى الله عليه
وسلم ومن كان يسكب الماء وبما دووي قال كانت فاطمة عليها السلام بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسله وعلي بن أبي طالب يسكب الماء بالمجن فلما
رأت فاطمة ان الماء لا يزيد الدم الا كثرة أخدت قطعة من حصير فأحرقتها
وألصقتها فاستمسك الدم وكسرت رباعيته يومئذ وجرح وجهه وكسرت
البيضة على رأسه حدثني عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم حدثنا ابن جريح عن
عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال اشتد غضب الله على من قتله نبي
واشتد غضب الله على من دمى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم باب
الذين استجابوا لله والرسول حدثنا محمد حدثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه
عن عائشة رضي الله عنها الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح
للذين أحسنوا منهم واتقوا اجر عظيم قالت لعروة يا ابن أختي كان أبوك منهم
الزبير وأبو بكر لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب يوم أحد
وانصرف المشركون خاف ان يرجعوا قال من يذهب في اثرهم فانتدب منهم
سبعون رجلا قال كان فيهم أبو بكر والزبير باب من قتل من المسلمين
يوم أحد منهم حمزة بن عبد المطلب واليمان وأنس بن النضر ومصعب بن عمير
حدثني عمرو بن علي حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال ما نعلم
حيا من احياء العرب أكثر شهيدا أعز يوم القيامة من الأنصار * قال قتادة
وحدثنا أنس بن مالك انه قتل منهم يوم أحد سبعون ويوم بئر معونة سبعون
ويوم اليمامة سبعون قال وكان بئر معونة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويوم اليمامة على عهد أبى بكر يوم مسيلمة الكذاب حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
38

الليث عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ان جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى
أحد في ثوب واحد ثم يقول أيهم أكثر اخذا للقرآن فإذا أشير له إلى أحد
قدمه في اللحد وقال انا شهيد على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم بدمائهم ولم
يصل عليهم ولم يغسلوا * وقال أبو الوليد عن شعبة عن ابن المنكدر قال سمعت
جابرا قال لما قتل أبي جعلت أبكي واكشف الثوب عن وجهه فجعل أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم ينهوني والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينه وقال النبي صلى الله
عليه وسلم لا تبكيه أو ما تبكيه ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع حدثنا
محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبى بردة
عن أبي موسى رضي الله عنه أرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت
في رؤياي انى هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم
أحد ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء به الله من الفتح واجتماع
المؤمنين ورأيت فيها بقرا والله خير فإذا هم المؤمنون يوم أحد حدثنا احمد
ابن يونس حدثنا زهير حدثنا الأعمش عن شقيق عن خباب رضي الله عنه قال
هاجرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نبتغي وجه الله فوجب أجرنا على الله
فمنا من مضى أو ذهب لم يأكل من اجره شيئا كان منهم مصعب بن عمير قتل
يوم أحد ولم يترك الا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطى
بها رجليه خرج رأسه فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم غطوا بها رأسه واجعلوا
على رجليه الإذخر أو قال ألقوا على رجليه من الإذخر ومنا من أينعت له ثمرته
فهو يهدبها باب أحد يحبنا ونحبه * قاله عباس بن سهل عن أبي حميد
عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثني نصر بن علي قال أخبرني أبي عن قرة بن
خالد عن قتادة سمعت أنسا رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا
39

جبل يحبنا ونحبه حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عمرو ومولى
المطلب عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم طلع
له أحد فقال هذا جبل يحبنا ونحبه اللهم ان إبراهيم حرم مكة وانى حرمت
المدينة ما بين لا بتيها حدثني عمرو بن خالد حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب
عن أبي الخير عن عقبة ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد
صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال إني فرط لكم وانا شهيد عليكم
وانى لأنظر إلى حوضي الآن وانى أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح
الأرض وانى والله ما أخاف عليكم ان تشركوا بعدي ولكني أخاف عليكم ان
تنافسوا فيها باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة وحديث
عضل والقارة وعصام بن ثابت وخبيب وأصحابه * قال ابن إسحاق حدثنا عاصم
ابن عمر انها بعد أحد حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف عن
معمر عن الزهري عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت وهو جد
عاصم بن عمر بن الخطاب فانطلقوا حتى إذا كان بين عسفان ومكة ذكروا لحى
من هذيل يقال لهم بنو لحيان فتبعوهم بقريب من مائة رام فاقتصوا آثارهم
حتى اتوا منزلا نزلوه فوجدوا فيه نوى تمر تزودوه من المدينة فقالوا هذا تمر
يثرب فتبعوا آثارهم حتى لحقوهم فلما انتهى عاصم وأصحابه لجؤوا إلى فدفد وجاء
القوم فأحاطوا بهم فقالوا لكم العهد والميثاق ان نزلتم الينا أن لا نقتل منكم
رجلا فقال عاصم اما انا فلا انزل في ذمة كافر اللهم أخبر عنا نبيك فقاتلوهم
حتى قتلوا عاصما في سبعة نفر بالنبل وبقي خبيب وزيد ورجل آخر فأعطوهم
العهد والميثاق فلما أعطوهم العهد والميثاق نزلوا إليهم فلما استمكنوا منهم حلوا
أوتار قسيهم فربطوهم بها فقال الرجل الثالث الذي معهما هذا أول الغدر فأبى
40

ان يصحبهم فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فلم يفعل ففتلوه وانطلقوا بخبيب
وزيد حتى باعوهما بمكة فاشترى خبيبا بنو الحرث بن عامر بن نوفل وكان خبيب
هو قتل الحرث يوم بدر فمكث عندهم أسيرا حتى إذا اجمعوا قتله استعار موسى
من بعض بنات الحرث استحد بها فأعارته قالت فغفلت عن صبي لي فدرج إليه
حتى اتاه فوضعه على فخذه فلما رأيته فزعت فزعة عرف ذاك منى وفى يده
الموسى فقال أتخشين ان اقتله ما كنت لأفعل ذلك أن شاء الله تعالى وكانت
تقول ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب لقد رأيته يأكل من قطف عنب
وما بمكة يومئذ ثمرة وانه لموثق في الحديد وما كان الا رزق رزقه الله فخرجوا به
من الحرم ليقتلوه فقال دعوني اصلى ركعتين ثم انصرف إليهم فقال لولا أن
تروا ان ما بي جزع من الموت لزدت فكان أول من سن الركعتين عند القتل هو
ثم قال اللهم احصهم عددا ثم قال
ما أبالي حين اقتل مسلما * على أي شق كان لله مصرعي
وذلك في ذات الاله وان يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع
ثم قام إليه عقبة بن الحرث فقتله * وبعثت قريش إلى عاصم ليؤتوا بشئ من جسده
يعرفونه وكان عاصم قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر فبعث الله عليه مثل الظلة
من الدبر فحمته من رسلهم فلم يقدروا منه على شئ حدثنا عبد الله بن محمد
حدثنا سفيان عن عمرو سمع جابرا يقول الذي قتل خبيبا هو أبو سروعة حدثنا
أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضى الله تعالى عنه قال
بعث النبي صلى الله عليه وسلم سبعين رجلا لحاجة يقال لهم القراء فعرض لهم
حيان من بنى سليم رعل وذكوان عند بئر يقال لها بئر معونة فقال القوم والله
ما إياكم أردنا إنما نحن مجتازون في حاجة للنبي صلى الله عليه وسلم فقتلوهم فدعا
النبي صلى الله عليه وسلم عليهم شهرا في صلاة الغداة وذلك بدء القنوت وما كنا
41

نقنت قال عبد العزيز وسأل رجل انسا عن القنوت أبعد الركوع أو عند
فراغ من القراءة قال لا بل عند فراغ من القراءة حدثنا مسلم حدثنا هشام
حدثنا قتادة عن أنس قال قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا بعد
الركوع يدعو على احياء من العرب حدثني عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد
ابن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان رعلا
وذكوان وعصية وبنى لحيان استمدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدو
فأمدهم بسبعين من الأنصار كنا نسميهم القراء في زمانهم كانوا يحتطبون بالنهار
ويصلون بالليل حتى كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم فبلغ النبي صلى الله عليه
وسلم ذلك فقنت شهرا يدعو في الصبح على احياء من احياء العرب على رعل
وذكوان وعصية وبنى لحيان قال أنس فقرأنا فيهم قرآنا ثم إن ذلك رفع بلغوا
عنا قومنا انا قد لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا * وعن قتادة عن أنس بن مالك
حدثه ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا في صلاة الصبح يدعو على احياء
من احياء العرب على رعل وذكوان وعصية وبنى لحيان * زاد خليفة حدثنا ابن
زريع حدثنا سعيد عن قتادة حدثنا أنس ان أولئك السبعين من الأنصار قتلوا
ببئر معونة قرآنا كتابا نحوه حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن إسحاق
ابن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث خاله أخ
لام سليم في سبعين راكبا وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل خير بين ثلاث
خصال فقال يكون لك أهل السهل ولى أهل المدر أو أكون خليفتك أو أغزوك
بأهل غطفان بألف والف فطعن عامر في بيت أم فلان فقال غدة كغدة البكر
في بيت امرأة من آل فلان ائتوني بفرسي فمات على ظهر فرسه فانطلق حرام
أخو أم سليم وهو رجل أعرج ورجل من بنى فلان قال كونا قريبا حتى آتيهم
فان آمنوني كنتم قريبا وان قتلوني اتيتم أصحابكم فقال أتؤمنوني أبلغ رسالة
42

رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يحدثهم وأومؤوا إلى رجل فأتاه من خلفه
فطعنه قال همام احسبه حتى أنفذه بالرمح قال الله أكبر فزت ورب الكعبة
فلحق الرجل فقتلوا كلهم غير الأعرج كان في رأس جبل فانزل الله تعالى علينا
ثم كان من المنسوخ انا قد لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا فدعا النبي صلى الله عليه
وسلم عليهم ثلاثين صباحا على رعل وذكوان وبنى لحيان وعصية الذين عصوا الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم حدثني حبان أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر قال
حدثني ثمامة بن عبد الله بن أنس انه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول لما
طعن حرام بن ملحان وكان خاله يوم بئر معونة قال بالدم هكذا فنضحه على وجهه
ورأسه ثم قال فزت ورب الكعبة حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة
عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت استأذن النبي صلى الله عليه وسلم
أبو بكر في الخروج حين اشتد عليه الأذى فقال له أقم فقال يا رسول الله أتطمع
ان يؤذن لك فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انى لأرجو ذلك قالت
فانتظره أبو بكر فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ظهرا فناداه
فقال اخرج من عندك فقال أبو بكر إنما هما ابنتاي فقال أشعرت انه قد اذن لي
في الخروج فقال يا رسول الله الصحبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم الصحبة قال
يا رسول الله عندي ناقتان قد كنت أعددتهما للخروج فأعطى النبي صلى الله عليه
وسلم إحداهما وهي الجدعاء فركبا فانطلقا حتى اتيا الغار وهو بثور فتواريا
فيه فكان عامر بن فهيرة غلاما لعبد الله بن الطفيل بن سخبرة أخو عائشة لامها
وكانت لأبي بكر منحة فكان يروح بها ويغدو عليهم ويصبح فيدلج إليهما ثم
يسرح فلا يفطن به أحد من الرعاء فلما خرج خرج معهما يعقبانه حتى قدما
المدينة فقتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة * وعن أبي أسامة قال قال لي هشام
ابن عروة فأخبرني أبى قال لما قتل الذين ببئر معونة واسر عمرو بن أمية الضمري
43

قال له عامر بن الطفيل من هذا فأشار إلى قتيل فقال له عمرو بن أمية هذا عامر
ابن فهيرة فقال لقد رأيته بعد ما قتل رفع إلى السماء حتى انى لأنظر إلى السماء
بينه وبين الأرض ثم وضع فأتى النبي صلى الله عليه وسلم خبرهم فنعاهم فقال إن
أصحابكم قد أصيبوا وانهم قد سألوا ربهم فقالوا ربنا أخبر عنا إخواننا بما
رضينا عنك ورضيت عنا فأخبرهم عنهم وأصيب يومئذ فيهم عروة بن أسماء بن
الصلت فسمى عروة به ومنذر بن عمرو سمى بن منذرا حدثنا محمد أخبرنا
عبد الله أخبرنا سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس رضي الله عنه قال قنت النبي
صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرا يدعو على رعل وذكوان ويقول عصية
عصت الله ورسوله حدثنا يحيى بن بكير حدثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله
ابن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا
يعنى أصحابه ببئر معونة ثلاثين صباحا حين يدعو على رعل ولحيان وعصية
عصت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال أنس فأنزل الله تعالى لنبيه صلى الله
عليه وسلم في الذين قتلوا أصحاب بئر معونة قرآنا قرأناه حتى نسخ بعد بلغوا
قومنا فقد لقينا ربنا فرضى عنا ورضينا عنه حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
عبد الواحد حدثنا عاصم الأحول قال سألت انس بن مالك رضي الله عنه عن
القنوت في الصلاة فقال نعم فقلت كان قبل الركوع أو بعده قال قبله قلت
فان فلانا أخبرني عنك انك قلت بعده قال كذب إنما قنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعد الركوع شهرا انه كان بعث ناسا يقال لهم القراء وهم سبعون
رجلا إلى ناس من المشركين وبينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد
قبلهم فظهر هؤلاء الذين كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد
فقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرا يدعو عليهم باب
غزوة الخندق وهي الأحزاب * قال موسى بن عقبة كانت في شوال سنة أربع
44

حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله أخبرني نافع عن
ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد وهو ابن
أربع عشرة سنة فلم يجزه وعرضه يو م الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة فأجازه
حدثني قتيبة حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه
قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخندق وهم يحفرون ونحن ننقل
التراب على أكتادنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم لا عيش الا عيش
الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار) حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية
ابن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن حميد سمعت انسا رضي الله عنه يقول خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون
في غداة باردة فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم فلما رأى ما بهم من النصب
والجوع قال (اللهم ان العيش عيش الآخرة * فأغفر الأنصار والمهاجرة) فقالوا
مجيبين له (نحن الذين بايعوا محمدا * على الجهاد ما بقينا ابدا) حدثنا أبو معمر
حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه قال جعل المهاجرون
والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة وينقلون التراب على متونهم وهم
يقولون (نحن الذين بايعوا * محمدا على الاسلام ما بقينا ابدا) قال يقول النبي
صلى الله عليه وسلم وهو يجيبهم (اللهم انه لا خير الا خير الآخرة * فبارك
في الأنصار والمهاجرة) قال يؤتون بملء كفى من الشعير فيصنع لهم بأهالة
سنخة توضع بين يدي القوم والقوم جياع وهي بشعة في الحلق ولها ريح منتن
حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال اتيت جابرا
رضي الله عنه فقال انا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة فجاؤوا النبي
صلى الله عليه وسلم فقالوا هذه كدية عرضت في الخندق فقال انا نازل ثم قام
وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا فأخذ النبي صلى الله عليه
45

وسلم المعول فضرب فعاد كثيبا أهيل أو أهيم فقلت يا رسول الله ائذن لي إلى
البيت فقلت لامرأتي رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئا ما كان في ذلك
صبر فعندك شئ قالت عندي شعير وعناق فذبحت العناق وطحنت الشعير حتى
جعلنا اللحم في البرمة ثم جئت النبي صلى الله عليه وسلم والعجين قد انكسر
والبرمة بين الأثافي قد كادت ان تنضج فقلت طعيم لي فقم أنت يا رسول الله
ورجل أو رجلان قال كم هو فذكرت له قال كثير طيب قال قل لها لا تنزع
البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتى فقال قوموا فقام المهاجرون والأنصار
فلما دخل على امرأته قال ويحك جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين
والأنصار ومن معهم قالت هل سألك قلت نعم فقال ادخلوا ولا تضاغطوا
فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر البرمة والتنور إذا اخذ منه ويقرب
إلى أصحابه ثم ينزع فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية قال
كلى هذا واهدى فان الناس اصابتهم مجاعة حدثني عمرو بن علي حدثنا أبو
عاصم أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان أخبرنا سعيد بن ميناء قال سمعت جابر بن
عبد الله رضي الله عنهما قال لما حفر الخندق رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم
خمصا شديدا فانكفأت إلى امرأتي فقلت هل عندك شئ فانى رأيت برسول الله
صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا فأخرجت إلى جرابا فيه صاع من شعير ولنا
بهيمة داجن فذبحتها وطحنت الشعير ففرغت إلى فراغي وقطعتها في برمتها ثم
وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا تفضحني برسول الله صلى الله
عليه وسلم وبمن معه فجئته فساررته فقلت يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا
صاعا من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك فصاح النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا أهل الخندق ان جابر قد صنع سؤرا فحي هلا بكم فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجئ فجئت وجاء رسول الله
46

صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت بك وبك فقلت قد
فعلت الذي قلت فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبصق
وبارك ثم قال ادع خابزة فلتخبز معي واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها وهم الف
فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحنوا وان برمتنا لتغط كما هي وان
عجيننا ليخبز كما هو حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبدة عن هشام عن أبيه
عن عائشة رضي الله عنها إذا جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت
الابصار وبلغت القلوب الحناجر قالت كان ذاك يوم الخندق حدثنا مسلم
ابن إبراهيم حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أغمر بطنه أو اغبر بطنه يقول
والله لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا * وثبت الاقدام ان لاقينا
ان الألى قد بغوا علينا * إذا أرادوا فتنة أبينا
ورفع بها صوته أبينا أبينا حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال
حدثني الحكم عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور حدثني أحمد بن عثمان حدثنا شريح
ابن مسلمة قال حدثني إبراهيم بن يوسف قال حدثني أبي عن أبي إسحاق قال سمعت
البراء يحدث قال لما كان يوم الأحزاب وخندق رسول الله صلى الله عليه وسلم
رأيته ينقل من تراب الخندق حتى وارى عنى التراب جلدة بطنه وكان كثير
الشعر فسمعته يرتجز بكلمات ابن رواحة وهو ينقل من التراب يقول
اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا * وثبت الاقدام ان لاقينا
ان الألى قد بغوا علينا * وان أرادوا فتنة أبينا
47

قال ثم يمد صوته بآخرها حدثني عبدة بن عبد الله حدثنا عبد الصمد عن عبد
الرحمن هو ابن عبد الله بن دينار عن أبيه ان ابن عمر رضي الله عنهما قال أول يوم
شهدته يوم الخندق حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن
الزهري عن سالم عن ابن عمر * قال وأخبرني ابن طاوس عن عكرمة بن خالد
عن ابن عمر قال دخلت على حفصة ونسواتها تنطف قلت قد كان من امر الناس
ما ترين فلم يجعل لي من الامر شئ فقالت الحق فإنهم ينتظرونك وأخشى أن يكون
في احتباسك عنهم فرقة فلم تدعه حتى ذهب فلما تفرق الناس خطب
معاوية قال من كان يريد أن يتكلم في هذا الامر فليطلع لنا قرنه فلنحن أحق به
منه ومن أبيه قال حبيب بن مسلمة فهلا أجبته قال عبد الله فحللت حبوتي وهممت
ان أقول أحق بهذا الامر منك من قاتلك وأباك على الاسلام فخشيت ان أقول
كلمة تفرق بين الجمع وتسفك الدم ويحمل عنى غير ذلك فذكرت ما أعد الله
في الجنان قال حبيب حفظت وعصمت * قال محمود عن عبد الرزاق ونوساتها
حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن سليمان بن صرد قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب نغزوهم ولا يغزوننا حدثني عبد الله بن
محمد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل سمعت أبا إسحاق يقول سمعت سليمان بن
صرد يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول حين أجلى الأحزاب عنه الآن
نغزوهم ولا يغزوننا نحن نسير إليهم حدثنا إسحاق حدثنا روح حدثنا هشام
عن محمد عن عبيدة عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم الخندق ملا الله
عليهم بيوتهم وقبورهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس
حدثنا المكي بن إبراهيم حدثنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله
ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس جعل
يسب كفار قريش وقال يا رسول الله ما كدت ان اصلى حتى كادت الشمس
48

ان تغرب قال النبي صلى الله عليه وسلم والله ما صليتها فنزلنا مع النبي صلى الله عليه
وسلم بطحان فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها فصلى العصر بعد ما غربت الشمس ثم
صلى بعدها المغرب حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن ابن المنكدر قال
سمعت جابرا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب من يأتينا
بخبر القوم فقال الزبير انا ثم قال من يأتينا بخبر القوم فقال الزبير انا ثم قال
من يأتينا بخبر القوم فقال الزبير انا ثم قال إن لكل نبي حواريا وان حواري
الزبير حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا إله إلا الله
وحده أعز جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فلا شئ بعده
حدثنا محمد أخبرنا الفزاري وعبدة عن إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت عبد الله
ابن أبي أوفى رضي الله عنهما يقول دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأحزاب
فقال اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم
وزلزلهم حدثنا محمد بن مقاتل حدثنا عبد الله أخبرنا موسى بن عقبة عن سالم
ونافع عن عبد الله رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل
من الغزو أو الحج أو العمرة يبدأ فيكبر ثلاث مرار ثم يقول لا إله إلا الله وحده
لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير آيبون تائبون عابدون
ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده
باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة
ومحاصرته إياهم حدثني عبد الله بن أبي شيبة حدثنا ابن نمير عن هشام
عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من
الخندق ووضع السلاح واغتسل اتاه جبريل عليه السلام فقال قد وضعت
السلاح والله ما وضعناه فاخرج إليهم قال فإلى أين قال ههنا وأشار إلى بني قريظة
49

فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إليهم حدثنا موسى حدثنا جرير بن حازم
عن حميد بن هلال عن أنس رضي الله عنه قال كأني انظر إلى الغبار ساطعا
في زقاق بنى غنم موكب جبريل حين سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة
حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن
ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب لا يصلين
أحد العصر الا في بني قريظة فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم
لا نصلى حتى نأتيها وقال بعضهم بل نصلى لم يرد منا ذلك فذكر ذلك للنبي
صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحد منهم حدثنا بن أبي الأسود حدثنا
معتمر وحدثني خليفة حدثنا معتمر قال سمعت أبي عن أنس رضي الله عنه قال
كان الرجل يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم النخلات حتى افتتح قريظة والنضير
وان أهلي أمروني ان آتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسأله الذين كانوا أعطوه
أو بعضه وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطاه أم أيمن فجاءت أم أيمن فجعلت
الثوب في عنقي تقول كلا والذي لا إله إلا هو لا يعطيكهم وقد أعطانيها أو كما قالت
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لك كذا وتقول كلا والله حتى أعطاها حسبت
أنه قال عشرة أمثاله أو كما قال حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة
عن سعد قال سمعت أبا امامة قال سمعت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول
نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى
سعد فأتى على حمار فلما دنا من المسجد قال للأنصار قوموا إلى سيدكم أو خيركم
فقال هؤلاء نزلوا على حكمك فقال تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم قال قضيت
بحكم الله وربما قال بحكم الملك حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا عبد الله بن نمير
حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت أصيب سعد يوم الخندق
رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة رماه في الأكحل فضرب النبي
50

صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب فلما رجع رسول الله
صلى الله عليه وسلم من الخندق وضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل عليه السلام
وهو ينفض رأسه من الغبار فقال قد وضعت السلاح والله ما وضعته اخرج
إليهم قال النبي صلى الله عليه وسلم فأين فأشار إلى بني قريظة فأتاهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم فنزلوا على حكمه فرد الحكم إلى سعد قال فانى احكم فيهم ان
تقتل المقاتلة وان تسبى النساء والذرية وان تقسم أموالهم * قال هشام فأخبرني
أبى عن عائشة رضي الله عنها ان سعدا قال اللهم انك تعلم أنه ليس أحد أحب
إلى أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك صلى الله عليه وسلم وأخرجوه
اللهم فانى أظن انك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فإن كان بقي من حرب
قريش شئ فأبقني له حتى أجاهدهم فيك وإن كنت وضعت الحرب فأفجرها
واجعل موتى فيها فانفجرت من لبته فلم يرعهم وفى المسجد خيمة من بنى غفار
الا الدم يسيل إليهم فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم فإذا سعد
يغذو جرحه دما فمات منها رضي الله عنه حدثنا الحجاج بن منهال أخبرنا شعبة
قال أخبرني عدى انه سمع البراء رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
لحسان يوم قريظة اهجهم أو هاجهم وجبريل معك * وزاد إبراهيم بن طهمان
عن الشيباني عن عدى بن ثابت عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم قريظة لحسان بن ثابت أهج المشركين فان جبريل معك باب
غزوة ذات الرقاع وهي غزوة محارب خصفة من بنى ثعلبة من غطفان فنزل
نخلا وهي بعد خيبر لان أبا موسى جاء بعد خيبر * وقال عبد الله بن رجاء أخبرنا
عمران العطار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه في الخوف في غزوة السابعة غزوة ذات
الرقاع * وقال ابن عباس صلى الله عليه وسلم يعنى صلاة الخوف بذي
51

قرد وقال بكر بن سوادة حدثني زياد بن نافع عن أبي موسى ان جابرا حدثهم قال
صلى النبي صلى الله عليه وسلم بهم يوم محارب وثعلبة * وقال ابن إسحاق سمعت
وهب بن كيسان سمعت جابرا خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذات الرقاع من
نخل فلقى جمعا من غطفان فلم يكن قتال وأخاف الناس بعضهم بعضا فصلى النبي
صلى الله عليه وسلم ركعتي الخوف * وقال يزيد عن سلمة غزوت مع النبي
صلى الله عليه وسلم يوم القرد حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد
ابن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال خرجنا
مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة ونحن في ستة نفر بيننا بعير نعتقبه فنقبت
اقدامنا ونقبت قدماي وسقطت أظفاري فكنا نلف على أرجلنا الخرق فسميت
غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب من الخرق على أرجلنا * وحدث أبو موسى بهذا
الحديث ثم كره ذلك قال ما كنت اصنع بأن اذكره كأنه كره أن يكون شئ
من عمله أفشاه حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن يزيد بن رومان عن صالح
ابن خوات عمن شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذات الرقاع صلى
صلاة الخوف ان طائفة صفت معه وطائفة وجاه العدو فصلى بالتي معه ركعة
ثم ثبت قائما وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو وجاءت الطائفة
الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته ثم ثبت جالسا وأتموا لأنفسهم
ثم سلم بهم * وقال معاذ حدثنا هشام عن أبي الزبير عن جابر قال كنا مع النبي
صلى الله عليه وسلم بنخل فذكر صلاة الخوف قال مالك وذلك أحسن ما سمعت
في صلاة الخوف * تابعه الليث عن هشام عن زيد بن أسلم ان القاسم بن محمد
حدثه صلى النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بن أنمار حدثنا مسدد حدثنا
يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد عن صالح
ابن خوات عن سهل بن أبي حثمة قال يقوم الامام مستقبل القبلة وطائفة منهم
52

معه وطائفة من قبل العدو وجوههم إلى العدو فيصلى بالذين معه ركعة ثم
يقومون فيركعون لأنفسهم ركعة ويسجدون سجدتين في مكانهم ثم يذهب
هؤلاء إلى مقام أولئك فيجئ أولئك فيركع بهم ركعة فله ثنتان ثم يركعون
ويسجدون سجدتين حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن عبد الرحمن بن
القاسم عن أبيه عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة عن النبي صلى الله عليه
وسلم مثله حدثني محمد بن عبيد الله حدثني ابن أبي حازم عن يحيى سمع القاسم
أخبرني صالح بن خوات عن سهل حدثه قوله حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب
عن الزهري قال أخبرني سالم ان ابن عمر رضي الله عنهما قال غزوت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد فوازينا العدو فصاففنا لهم حدثنا
مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا معمر عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن
عمر عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بإحدى الطائفتين والطائفة
الأخرى مواجهة العدو ثم انصرفوا فقاموا في مقام أصحابهم فجاء أولئك فصلى
بهم ركعة ثم سلم عليهم ثم قام هؤلاء فقضوا ركعتهم وقام هؤلاء فقضوا ركعتهم
حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب عن الزهري قال حدثني سنان وأبو سلمة ان
جابرا أخبر انه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد حدثنا إسماعيل
حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن سنان بن أبي سنان
الدؤلي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبره انه غزا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم قبل نجد فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معه فأدركتهم
القائلة في واد كثير العضاه فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس
في العضاه يستظلون بالشجر ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة
فعلق بها سيفه قال جابر فنمنا نومة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا
فجئناه فإذا عنده اعرابي جالس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا
53

اخترط سيفي وانا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا فقال لي من يمنعك منى قلت
له الله فها هو ذا جالس ثم لم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم * وقال ابان
حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر قال كنا مع النبي صلى الله عليه
وسلم بذات الرقاع فإذا اتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبي صلى الله عليه وسلم
فجاء رجل من المشركين وسيف النبي صلى الله عليه وسلم معلق بالشجرة فاخترطه
فقال له تخافني فقال لا قال فمن يمنعك منى قال الله فتهدده أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم وأقيمت الصلاة فصلى بطائفة ركعتين ثم تأخروا وصلى بالطائفة
الأخرى ركعتين وكان للنبي صلى الله عليه وسلم أربع وللقوم ركعتين * وقال
مسدد عن أبي عوانة عن أبي بشر اسم الرجل غورث بن الحرث وقاتل فيها محارب
خصفة * وقال أبو الزبير عن جابر كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بنخل فصلى
الخوف وقال أبو هريرة صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة نجد صلاة
الخوف وإنما جاء أبو هريرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أيام خيبر باب
غزوة بنى المصطلق من خزاعة وهي غزوة المريسيع * قال ابن إسحاق وذلك سنة
ست وقال موسى بن عقبة سنة أربع * وقال النعمان بن راشد عن الزهري كان
حديث الإفك في غزوة المريسيع حدثنا قتيبة بن سعيد أخبرنا إسماعيل بن
جعفر عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز أنه قال
دخلت المسجد فرأيت أبا سعيد الخدري فجلست إليه فسألته عن العزل
قال أبو سعيد خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بنى المصطلق
فأصبنا سبيا من سبى العرب فاشتهينا النساء واشتدت علينا العزبة واحببنا العزل
فأردنا ان نعزل وقلنا نعزل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا قبل أن
نسأله فسألناه عن ذلك فقال ما عليكم أن لا تفعلوا ما من نسمة كائنة إلى
يوم القيامة الا وهي كائنة حدثنا محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر
54

عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم غزوة نجد فلما أدركته القائلة وهو في واد كثير العضاه فنزل تحت شجرة
واستظل بها وعلق سيفه فتفرق الناس في الشجر يستظلون وبينا نحن كذلك إذ
دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئنا فإذا اعرابي قاعد بين يديه فقال إن هذا
اتاني وانا نائم فاخترط سيفي فاستيقظت وهو قائم على رأسي مخترط سيفي صلتا
قال من يمنعك منى قلت الله فشامه ثم قعد فهو هذا قال ولم يعاقبه رسول الله
صلى الله عليه وسلم باب غزوة أنمار حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب
حدثنا عثمان بن عبد الله بن سراقة عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال رأيت النبي
صلى الله عليه وسلم في غزوة أنمار يصلى على راحلته متوجها قبل المشرق متطوعا
باب حديث الإفك * والإفك بمنزلة النجس والنجس يقال أفكهم
وأفكهم وأفكهم فمن قال أفكهم يقول صرفهم عن الايمان وكذبهم كما قال
يؤفك عنه من افك يصرف عنه من صرف حدثنا عبد العزيز بن عبد الله
حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال حدثني عروة بن الزبير
وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك
ما قالوا وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض
وأثبت له اقتصاصا وقد وعيت عن كل رجل منهم الحديث الذي حدثني عن
عائشة وبعض حديثهم يصدق بعضا وإن كان بعضهم أوعى له من بعض قالوا
قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا اقرع بين أزواجه
فأيهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه قالت عائشة
فاقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعد ما انزل الحجاب فكنت احمل في هودجي وانزل فيه فسرنا حتى
55

إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل دنونا من المدينة
قافلين آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش
فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع ظفار
قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه قالت واقبل الرهط الذين
كانوا يرحلوني فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت اركب عليه وهم
يحسبون انى فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن ولم يغشهن اللحم إنما يأكلن
العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه وكنت
جارية حديثة السن فبعثوا الجمل فساروا ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش
فجئت منازلهم وليس بها منهم داع ولا مجيب فتيممت منزلي الذي كنت به وظننت
انهم سيفقدوني فيرجعون إلى فبينا انا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان
صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى
سواد انسان نائم فعرفني حين رآني وكان رآني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه
حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي ووالله ما تكلمنا بكلمة ولا سمعت منه كلمة
غير استرجاعه وهوى حتى أناخ راحلته فوطئ على يدها فقمت إليها فركبتها
فانطلق يقود بي الراحلة حتى اتينا الجيش موغرين في نحر الظهيرة وهم نزول
قالت فهلك من هلك وكان الذي تولى كبر الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول *
قال عروة أخبرت انه كان يشاع ويتحدث به عنده فيقره ويستمعه ويستوشيه
وقال عروة أيضا لم يسم من أهل الإفك أيضا الا حسان بن ثابت ومسطح بن
أثاثة وحمنة بنت جحش في ناس آخرين لا علم لي بهم غير أنهم عصبة كما قال الله
تعالى وان كبر ذلك يقال عبد الله بن أبي ابن سلول قال عروة كانت عائشة
تكره ان يسب عندها حسان وتقول انه الذي قال
فان أبى ووالده وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء
56

قالت عائشة فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهرا والناس يفيضون في قول
أصحاب الإفك لا اشعر بشئ من ذلك وهو يريبني في وجعي انى لا اعرف
من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين اشتكى إنما
يدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول كيف تيكم ثم ينصرف
فذلك يريبني ولا اشعر بالشر حتى خرجت حين نقهت فخرجت مع أم مسطح
قبل المناصع وكان متبرزنا وكنا لا نخرج الا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ
الكنف قريبا من بيوتنا قالت وأمرنا امر العرب الأول في البرية قبل الغائط
وكنا نتأذى بالكنف ان نتخذها عند بيوتنا قالت فانطلقت انا وأم مسطح وهي
ابنة أبى رهم بن المطلب بن عبد مناف وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبى بكر
الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب فأقبلت انا وأم مسطح قبل
بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح
فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا فقالت أي هنتاه ولم تسمعي ما قال
قالت وقلت ما قال فأخبرتني بقول أهل الإفك قالت فازددت مرضا على مرضى
فلما رجعت إلى بيتي دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم قال كيف
تيكم فقلت له أتأذن لي ان آتى أبوى قالت وأريد ان استيقن الخبر من قبلهما
قالت فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأمي يا أمتاه ماذا يتحدث الناس
قالت يا بنية هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها لها
ضرائر الا كثرن عليها قالت فقلت سبحان الله أو لقد تحدث الناس بهذا قالت
فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا اكتحل بنوم ثم أصبحت
أبكى قالت ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يسألهما ويستشيرهما في فراق أهله قالت
فأما أسامة فأشار على رسول الله صلى الله وسلم بالذي يعلم من براءة أهله
57

وبالذي يعلم لهم في نفسه فقال أسامة أهلك ولا نعلم الا خيرا واما على فقال
يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وسل الجارية تصدقك
قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال أي بريرة هل رأيت من
شئ يريبك قالت له بريرة والذي بعثك بالحق ما رأيت عليها امرا قط أغمصه
غير أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله قالت فقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي وهو على
المنبر فقال يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني عنه اذاه في أهلي والله
ما علمت على أهلي الا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه الا خيرا وما يدخل
على أهلي الا معي فقام سعد بن معاذ أخو بنى عبد الأشهل فقال انا يا رسول الله
أعذرك فإن كان من الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج
امرتنا ففعلنا امرك قالت فقام رجل من الخزرج وكانت أم حسان بنت عمه
من فخذه وهو سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج قالت وكان قبل ذلك رجلا
صالحا ولكن احتملته الحمية فقال لسعد كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على
قتله ولو كان من رهطك ما أحببت ان يقتل فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم
سعد فقال لسعد بن عبادة كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن
المنافقين قالت فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا ان يقتتلوا ورسول الله
صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر قالت فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
يخفضهم حتى سكتوا وسكت قالت فبكيت يومى ذلك كله لا يرقأ لي دمع
ولا اكتحل بنوم قالت وأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوما لا يرقأ لي
دمع ولا اكتحل بنوم حتى انى لأظن ان البكاء فالق كبدي فبينا أبواي
جالسان عندي وانا أبكى فاستأذنت على امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست
تبكي معي قالت فبينا نحن على ذلك دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا
58

فسلم ثم جلس قالت ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى
إليه في شأني بشئ قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم
قال اما بعد يا عائشة انه بلغني عنك كذا وكذا فان كنت بريئة فسيبرئك الله
وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فان العبد إذا اعترف ثم تاب
تاب الله عليه قالت فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى
ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنى فيما قال فقال
أبى والله ما أدرى ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأمي أجيبي رسول
الله صلى الله عليه وسلم فيما قال قالت أمي والله ما أدرى ما أقول لرسول الله صلى الله
عليه وسلم فقلت وانا جارية حديثة السن لا اقرأ من القرآن كثيرا انى والله
لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم
انى بريئة لا تصدقوني ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم انى منه بريئة لتصدقني
فوالله لا أجد لي ولكم مثلا الا أبا يوسف حين قال فصبر جميل والله المستعان على
ما تصفون ثم تحولت فاضطجعت على فراشي والله يعلم انى حينئذ بريئة وان الله
مبرئي ببراءتي ولكن والله ما كنت أظن أن الله تعالى منزل في شأني وحيا يتلى
لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر ولكن كنت أرجو ان يرى
رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها فوالله ما رام رسول الله
صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى انزل عليه فأخذه
ما كان يأخذه من البرحاء حتى أنه ليتحدر منه العرق مثل الجمان وهو في يوم
شات من ثقل القول الذي انزل عليه قالت فسرى عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو يضحك فكانت أول كلمة تكلم بها ان قال يا عائشة اما الله فقد برأك
قالت فقالت لي أمي قومي إليه فقلت لا والله لا أقوم إليه فانى لا احمد الا الله عز
وجل قالت وانزل الله تعالى ان الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم العشر الآيات
59

ثم انزل الله تعالى هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق وكان ينفق على مسطح بن
أثاثة لقرابته منه وفقره والله لا أنفق على مسطح شيئا ابدا بعد الذي قال لعائشة
ما قال فأنزل الله تعالى ولا يأتل أولوا الفضل منكم إلى قوله غفور رحيم قال
أبو بكر الصديق بلى والله انى لأحب ان يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة
التي كان ينفق عليه وقال والله لا أنزعها منه ابدا * قالت عائشة وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش عن امرى فقال لزينب ماذا علمت
أو رأيت فقالت يا رسول الله أحمي سمعي وبصرى والله ما علمت الا خيرا قالت
عائشة وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله
بالورع قالت وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك * قال ابن
شهاب فهذا الذي بلغني من حديث هؤلاء الرهط ثم قال عروة قالت عائشة
والله ان الرجل الذي قيل له ما قيل ليقول سبحان الله فوالذي نفسي بيده ما كشفت
من كنف أنثى قط قالت ثم قتل بعد ذلك في سبيل الله حدثني عبد الله بن محمد
قال أملى علي هشام بن يوسف من حفظه قال أخبرنا معمر عن الزهري قال قال لي
الوليد بن عبد الملك أبلغك ان عليا كان فيمن قذف عائشة قلت لا ولكن قد
أخبرني رجلان من قومك أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن بن
الحرث ان عائشة رضي الله عنها قالت لهما كان على مسلما في شأنها فراجعوه
فلم يرجع وقال مسلما بلا شك فيه وعليه وكان في أصل العتيق كذلك حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن أبي وائل حدثني مسروق بن
الأجدع قال حدثتني أم رومان وهي أم عائشة رضي الله عنهما قالت بينا انا
قاعدة انا وعائشة إذ ولجت امرأة من الأنصار فقالت فعل الله بفلان وفعل
بفلان فقالت أم رومان وما ذاك قالت ابني فيمن حدث الحديث قالت وما ذاك
قالت كذا وكذا قالت عائشة سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم قالت
60

وأبو بكر قالت نعم فخرت مغشيا عليها فما أفاقت الا وعليها حمى بنافض فطرحت
عليها ثيابها فغطيتها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما شأن هذه فقلت
يا رسول الله اخذتها الحمى بنافض قال فلعل في حديث تحدث قالت نعم فقعدت
عائشة فقالت والله لئن حلفت لا تصدقوني ولئن قلت لا تعذروني مثلي ومثلكم
كيعقوب وبنيه والله المستعان على ما تصفون قالت وانصرف ولم يقل شيئا فأنزل
الله عذرها قالت بحمد الله لا بحمد أحد ولا بحمدك حدثني يحيى حدثنا وكيع
عن نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها كانت تقرأ إذ تلقونه
بألسنتكم وتقول الولق الكذب * قال ابن أبي مليكة وكانت اعلم من غيرها
بذلك لأنه نزل فيها حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبدة عن هشام عن أبيه
قال ذهبت أسب حسان عند عائشة فقالت لا تسبه فإنه كان ينافح عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم * وقالت عائشة استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في هجاء
المشركين قال كيف بنسبي قال لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين *
وقال محمد حدثنا عثمان بن فرقد سمعت هشاما عن أبيه قال سببت حسان وكان
ممن كثر عليها حدثني بشر بن خالد أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان
عن أبي الضحى عن مسروق قال دخلنا على عائشة رضي الله عنها وعندها حسان بن
ثابت ينشدها شعرا يشبب بأبيات له وقال
حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فقالت له عائشة لكنك لست كذلك قال مسروق فقلت لها لم تأذني له ان
يدخل عليك وقد قال الله والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم فقالت وأي
عذاب أشد من العمى قالت له انه كان ينافح أو يهاجي عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم باب غزوة الحديبية وقول الله تعالى لقد رضى الله عن
المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة الآية حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان
61

ابن بلال قال حدثني صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد
رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية فأصابنا
مطر ذات ليلة فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ثم اقبل علينا بوجهه
فقال أتدرون ماذا قال ربكم قلنا الله ورسوله اعلم فقال قال الله أصبح من
عبادي مؤمن بي وكافر بي فأما من قال مطرنا برحمة الله وبرزق الله وبفضل الله
فهو مؤمن بي كافر بالكوكب واما من قال مطرنا بنجم كذا فهو مؤمن بالكوكب
كافر بي حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة ان انسا رضي الله عنه
أخبره قال اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر كلهن في ذي القعدة
الا التي كانت مع حجته عمرة من الحديبية في ذي القعدة وعمرة من العام المقبل
في ذي القعدة وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة وعمرة
مع حجته حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا علي بن المبارك عن يحيى عن عبد الله
ابن أبي قتادة ان أباه حدثه قال انطلقنا مع النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية
فأحرم أصحابه ولم أحرم حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق
عن البراء رضي الله عنه قال تعدون أنتم الفتح فتح مكة وقد كان فتح
مكة فتحا ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية كنا مع النبي صلى الله
عليه وسلم أربع عشرة مائة والحديبية بئر فنزحناها فلم نترك فيها قطرة فبلغ
ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاها فجلس على شفيرها ثم دعا باناء من ماء
فتوضأ ثم مضمض ودعا ثم صبه فيها فتركناها غير بعيد ثم إنها أصدرتنا
ما شئنا نحن وركابنا حدثني فضل بن يعقوب حدثنا الحسن بن محمد بن أعين
أبو علي الحراني حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال أنبأنا البراء بن عازب رضي الله عنهما
انهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ألفا
وأربعمائة أو أكثر فنزلوا على بئر فنزحوها فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأتى
62

البئر وقعد على شفيرها ثم قال ائتوني بدلو من مائها فأتى به فبصق فدعا ثم قال
دعوها ساعة فأرووا أنفسهم وركابهم حتى ارتحلوا حدثنا يوسف بن عيسى
حدثنا ابن فضيل حدثنا حصين عن سالم عن جابر رضي الله عنه قال عطش الناس
يوم الحديبية ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة فتوضأ منها ثم
اقبل الناس نحوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالكم قالوا يا رسول الله
ليس عندنا ما نتوضأ به ولا نشرب الا ما في ركوتك فوضع النبي صلى الله عليه
وسلم يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون قال فشربنا
وتوضأنا قلت لجابر كم كنتم يومئذ قال لو كنا مائة الف لكفانا كنا خمس عشرة
مائة حدثنا الصلت بن محمد حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة قلت
لسعيد بن المسيب بلغني ان جابر بن عبد الله كان يقول كانوا أربع عشرة مائة
فقال لي سعيد حدثني جابر كانوا خمس عشرة مائة الذين بايعوا النبي صلى الله عليه
وسلم يوم الحديبية قال أبو داود حدثنا قرة عن قتادة * تابعه محمد بن بشار
حدثنا أبو داود حدثنا شعبة حدثنا على حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن
عبد الله رضي الله عنهما قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية
أنتم خير أهل الأرض وكنا ألفا وأربعمائة ولو كنت أبصر اليوم لأريتكم
مكان الشجرة * تابعه الأعمش سمع سالما سمع جابرا ألفا وأربعمائة وقال
عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة حدثني عبد الله بن أبي
أوفى رضي الله عنهما كان أصحاب الشجرة ألفا وثلاثمائة وكانت أسلم ثمن
المهاجرين * تابعه محمد بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا شعبة حدثنا إبراهيم
ابن موسى أخبرنا عيسى عن إسماعيل عن قيس انه سمع مرداسا الأسلمي يقول
وكان من أصحاب الشجرة يقبض الصالحون الأول فالأول وتبقى حفالة كحفالة التمر
والشعير لا يعبأ الله بهم شيئا حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري
63

عن عروة عن مروان والمسور بن مخرمة قالا خرج النبي صلى الله عليه وسلم
عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه فلما كان بذي الحليفة قلد الهدى
وأشعره واحرم منها لا أحصى كم سمعته من سفيان حتى سمعته يقول لا احفظ
من الزهري الاشعار والتقليد فلا أدرى يعنى موضع الاشعار والتقليد أو الحديث
كله حدثنا الحسن بن خلف حدثنا إسحاق بن يوسف عن أبي بشر ورقاء عن
ابن أبي نجيح عن مجاهد قال حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه وقمله يسقط على وجهه فقال أيؤذيك
هوامك قال نعم فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يحلق وهو بالحديبية
ولم يبين لهم انهم يحلون بها وهم على طمع ان يدخلوا مكة فانزل الله الفدية
فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطعم فرقا بين ستة مساكين أو يهدى
شاة أو يصوم ثلاثة أيام حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك عن زيد
ابن أسلم عن أبيه قال خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق
فلحقت عمر امرأة شابة فقالت يا أمير المؤمنين هلك زوجي وترك صبية صغارا
والله ما ينضجون كراعا ولا لهم زرع ولا ضرع وخشيت ان تأكلهم الضبع
وانا بنت خفاف بن إيماء الغفاري وقد شهد أبى الحديبية مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم فوقف معها عمر ولم يمض ثم قال مرحبا بنسب قريب ثم انصرف
إلى بعير ظهير كان مربوطا في الدار فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاما وحمل بينهما
نفقة وثيابا ثم ناولها بخطامه ثم قال اقتاديه فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير فقال
رجل يا أمير المؤمنين أكثرت لها قال عمر ثكلتك أمك والله انى لأرى أبا هذه
وأخاها قد حاصرا حصنا زمانا فافتتحاه ثم أصبحنا نستفئ سهمانهما فيه حدثنا
محمد بن رافع حدثنا شبابة بن سوار أبو عمرو الفزاري حدثنا شعبة عن قتادة
عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال لقد رأيت الشجرة ثم أتيتها بعد فلم أعرفها
64

قال محمود ثم أنسيتها بعد حدثنا محمود حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن طارق
ابن عبد الرحمن قال انطلقت حاجا فمررت بقوم يصلون قلت ما هذا المسجد
قالوا هذه الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان فأتيت
سعيد بن المسيب فأخبرته فقال سعيد حدثني أبي انه كان فيمن بايع رسول الله
صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة قال فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها فلم
نقدر عليها فقال سعيد ان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يعلموها وعلمتموها
أنتم فأنتم اعلم حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا طارق عن سعيد بن
المسيب عن أبيه انه كان فيمن بايع تحت الشجرة فرجعنا إليها العام المقبل فعميت
علينا حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن طارق قال ذكرت عند سعيد بن المسيب
الشجرة فضحك فقال أخبرني أبي وكان شهدها حدثنا ادم بن أبي اياس حدثنا
شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى وكان من أصحاب الشجرة
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اتاه قوم بصدقة قال اللهم صل عليهم فأتاه
أبى بصدقته فقال اللهم صل على آل أبي أوفى حدثنا إسماعيل عن أخيه عن
سليمان عن عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم قال لما كان يوم الحرة والناس يبايعون
لعبد الله بن حنظلة فقال ابن زيد على ما يبايع ابن حنظلة الناس قيل له على الموت
قال لا أبايع على ذلك أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان شهد معه
الحديبية حدثنا يحيى بن يعلى المحاربي حدثنا أبي حدثنا اياس بن سلمة بن الأكوع
قال حدثني أبي قال وكان من أصحاب الشجرة قال كنا نصلى مع النبي صلى الله عليه
وسلم الجمعة ثم ننصرف وليس للحيطان ظل نستظل فيه حدثنا قتيبة بن
سعيد حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد قال قلت لسلمة بن الأكوع على اي شئ
بايعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية قال على الموت حدثني
أحمد بن اشكاب حدثنا محمد بن فضيل عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال لقيت
65

البراء بن عازب رضي الله عنهما فقلت طوبى لك صحبت النبي صلى الله عليه وسلم
وبايعته تحت الشجرة فقال يا ابن أخي انك لا تدرى ما أحدثنا بعده حدثنا إسحاق
حدثنا يحيى بن صالح حدثنا معاوية هو ابن سلام عن يحيى عن أبي قلابة
ان ثابت بن الضحاك أخبره انه بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة حدثني
أحمد بن إسحاق حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك
رضي الله عنه انا فتحنا لك فتحا مبينا قال الحديبية قال أصحابه هنيئا مريئا فما لنا
فانزل الله ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار * قال
شعبة فقدمت الكوفة فحدثت بهذا كله عن قتادة ثم رجعت فذكرت له فقال
اما انا فتحنا لك فعن أنس واما هنيئا مريئا فعن عكرمة حدثنا عبد الله بن
محمد حدثنا أبو عامر حدثنا إسرائيل عن مجزأة بن زاهر الأسلمي عن أبيه وكان
ممن شهد الشجرة قال إني لا وقد تحت القدر بلحوم الحمر إذ نادى منادى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهاكم عن لحوم الحمر
وعن مجزأة عن رجل منهم من أصحاب الشجرة اسمه أهبان بن أوس وكان
اشتكى ركبته وكان إذا سجد جعل تحت ركبته وسادة حدثني محمد بن
بشار حدثنا ابن أبي عدى عن شعبة عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سويد
ابن النعمان وكان من أصحاب الشجرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه اتوا بسويق فلاكوه * تابعه معاذ عن شعبة حدثنا محمد بن حاتم بن
بزيع حدثنا شاذان عن شعبة عن أبي حمزة قال سألت عائد بن عمرو وكان من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من أصحاب الشجرة هل ينقض الوتر قال إذا
أوترت من أوله فلا توتر من آخره حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك
عن زيد بن أسلم عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض
أسفاره وكان عمر بن الخطاب يسير معه ليلا فسأله عمر بن الخطاب عن شئ فلم
66

يجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سأله فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه وقال عمر
ابن الخطاب ثكلتك أمك يا عمر نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات
كل ذلك لا يجيبك قال عمر فحركت بعيري ثم تقدمت امام المسلمين وخشيت
ان ينزل في قرآن فما نشبت ان سمعت صارخا يصرخ بي قال فقلت لقد خشيت
أن يكون نزل في قرآن وجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت فقال لقد
أنزلت على الليلة سورة لهى أحب إلى مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ انا فتحنا لك
فتحا مبينا حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان قال سمعت الزهري حين حدث
هذا الحديث حفظت بعضه وثبتني معمر عن عروة بن الزبير عن المسور بن
مخرمة ومروان بن الحكم يزيد أحدهما على صاحبه قالا خرج النبي صلى الله عليه
وسلم عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه فلما أتى ذا الحليفة قلد الهدى
وأشعره واحرم منها بعمرة وبعث عينا له من خزاعة وسار النبي صلى الله عليه
وسلم حتى كان بغدير الأشطاط اتاه عينه قال إن قريشا جمعوا لك جموعا وقد
جمعوا لك الأحابيش وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ومانعوك فقال
أشيروا أيها الناس على أترون ان أميل إلى عيالهم وذراري هؤلاء الذين يريدون
ان يصدونا عن البيت فان يأتونا كان الله عز وجل قد قطع عينا من المشركين
والا تركناهم محروبين قال أبو بكر يا رسول الله خرجت عامدا لهذا البيت
لا تريد قتل أحد ولا حرب أحد فتوجه له فمن صدنا عنه قاتلناه قال امضوا على
اسم الله حدثني اسحق أخبرنا يعقوب حدثني ابن أخي ابن اشهاب عن عمه
أخبرني عروة بن الزبير انه سمع مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة يخبران
خبرا من خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة الحديبية فكان فيما أخبرني
عروة عنهما انه لما كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم سهيل بن عمرو يوم
الحديبية على قضية المدة وكان فيما اشترط سهيل بن عمرو أنه قال لا يأتيك
67

منا أحد وإن كان على دينك الا رددته الينا وخليت بيننا وبينه وأبى سهيل
ان يقاضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الا على ذلك فكره المؤمنون ذلك
وأمعضوا فتكلموا فيه فلما أبى سهيل ان يقاضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الا على ذلك كاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد رسول الله صلى الله عليه
وسلم أبا جندل بن سهيل يومئذ إلى أبيه سهيل بن عمرو ولم يأت رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحد من الرجال الا رده في تلك المدة وإن كان مسلما
وجاءت المؤمنات مهاجرات فكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممن
خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي عاتق فجاء أهلها يسألون رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان يرجعها إليهم حتى انزل الله تعالى في المؤمنات ما انزل *
قال ابن شهاب وأخبرني عروة بن الزبير ان عائشة رضي الله عنها زوج النبي
صلى الله عليه وسلم قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من
هاجر من المؤمنات بهذه الآية يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك * وعن
عمه قال بلغنا حين امر الله رسوله صلى الله عليه وسلم ان يرد إلى المشركين
ما انفقوا على من هاجر من أزواجهم وبلغنا ان أبا بصير فذكره بطوله حدثنا
قتيبة عن مالك عن نافع ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما خرج معتمرا في الفتنة
فقال إن صددت عن البيت صنعنا كما صنعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأهل بعمرة من أجل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أهل بعمرة عام
الحديبية حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر انه أهل
وقال إن حيل بيني وبينه لفعلت كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين حالت
كفار قريش بينه وتلا لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة حدثنا عبد الله
ابن محمد بن أسماء حدثنا جويرية عن نافع ان عبيد الله بن عبد الله وسالم بن
عبد الله أخبراه انهما كلما عبد الله بن عمر ح وحدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
68

جويرية عن نافع ان بعض بنى عبد الله قال له لو أقمت العام فانى أخاف أن لا تصل
إلى البيت قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فحال كفار قريش دون
البيت فنحر النبي صلى الله عليه وسلم هداياه وحلق وقصر أصحابه وقال أشهدكم
انى أوجبت عمرة فان خلي بيني وبين البيت طفت وان حيل بيني وبين البيت
صنعت كما صنع رسول الله فسار ساعة ثم قال ما أرى شأنهما الا واحد أشهدكم
انى قد أوجبت حجة مع عمرتي فطاف طوافا واحدا وسعيا واحدا حتى حل
منهما جميعا حدثني شجاع بن الوليد سمع النضر بن محمد حدثنا صخر عن نافع
قال إن الناس يتحدثون ان ابن عمر أسلم قبل عمر وليس كذلك ولكن عمر يوم
الحديبية أرسل عبد الله إلى فرس له عند رجل من الأنصار يأتي به ليقاتل عليه
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع عند الشجرة وعمر لا يدرى بذلك فبايعه
عبد الله ثم ذهب إلى الفرس فجاء به إلى عمر وعمر يستلئم للقتال فأخبره ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع تحت الشجرة قال فانطلق فذهب معه حتى
بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي التي يتحدث الناس ان ابن عمر أسلم قبل
عمر * وقال هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عمر بن محمد العمرى
أخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان الناس كانوا مع النبي صلى الله عليه
وسلم يوم الحديبية تفرقوا في ظلال الشجر فإذا الناس محدقون بالنبي صلى الله
عليه وسلم فقال يا عبد الله انظر ما شأن الناس قد احدقوا برسول الله صلى الله
عليه وسلم فوجدهم يبايعون فبايع ثم رجع إلى عمر فخرج فبايع حدثنا ابن
نمير حدثنا يعلى حدثنا إسماعيل قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما
قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حين اعتمر فطاف فطفنا معه وصلى وصلينا
معه وسعى بين الصفا والمروة فكنا نستره من أهل مكة لا يصيبه أحد بشئ
حدثنا الحسن بن إسحاق حدثنا محمد بن سابق حدثنا مالك بن مغول قال سمعت
69

أبا حصين قال قال أبو وائل لما قدم سهل بن حنيف من صفين اتيناه نستخبره فقال
اتهموا الرأي فلقد رأيتني يوم أبى جندل ولو أستطيع ان أرد على رسول الله
صلى الله عليه وسلم امره لرددت والله ورسوله اعلم وما وضعنا أسيافنا على
عواتقنا لامر يفظعنا الا أسهلن بنا إلى امر نعرفه قبل هذا الامر ما نسد منها
خصما الا انفجر علينا خصم ما ندري كيف نأتي له حدثنا سلمان بن حرب
حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة
رضي الله عنه قال أتى على النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية والقمل يتناثر
على وجهي فقال أيؤذيك هوام رأسك قلت نعم قال فاحلق وصم ثلاثة أيام أو
أطعم ستة مساكين أو انسك نسيكة * قال أيوب لا أدري بأي هذا بدأ حدثني
محمد بن هشام أبو عبد الله حدثنا هشيم عن أبي بشر عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى عن كعب بن عجرة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية
ونحن محرمون وقد حصرنا المشركون قال وكانت لي وفرة فجعلت الهوام
تساقط على وجهي فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيؤذيك هوام رأسك
قلت نعم قال وأنزلت هذه الآية فمن كان منكم مريضا أو به اذى من رأسه
ففدية من صيام أو صدقه أو نسك باب قصة عكل وعرينة حدثني
عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة ان انسا رضي الله عنه
حدثهم ان ناسا من عكل وعرينة قدموا المدينة على النبي صلى الله عليه
وسلم وتكلموا بالاسلام فقالوا يا نبي الله انا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل
ريف واستوخموا المدينة فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود وراع
وأمرهم ان يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبوالها فانطلقوا حتى إذا كانوا
ناحية الحرة كفروا بعد اسلامهم وقتلوا راعى النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا
الذود فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث الطلب في آثارهم فأمر بهم فسمروا
70

أعينهم وقطعوا أيديهم وأرجلهم وتركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم
* قال قتادة بلغنا ان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك كان يحث على الصدقة
وينهى عن المثلة * وقال شعبة وأبان وحماد عن قتادة من عرينة وقال يحيى بن أبي
كثير وأيوب عن أبي قلابة عن أنس قدم نفر من عكل حدثني محمد
ابن عبد الرحيم حدثنا حفص بن عمر أبو عمر الحوضي حدثنا حماد بن زيد
حدثنا أيوب والحجاج الصواف قالا حدثني أبو رجاء مولى أبى قلابة وكان معه
بالشأم ان عمر بن عبد العزيز استشار الناس يوما قال ما تقولون في هذه القسامة
فقالوا حق قضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقضت بها الخلفاء قبلك قال
وأبو قلابة خلف سريره فقال عنبسة بن سعيد فأين حديث أنس في العرنيين قال
أبو قلابة إياي حدثه أنس بن مالك قال عبد العزيز بن صهيب عن أنس من عرينة
وقال أبو قلابة عن أنس من عكل ذكر القصة باب غزوة ذات قرد
وهي الغزوة التي أغاروا على لقاح النبي صلى الله عليه وسلم قبل خيبر بثلاث
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد قال سمعت سلمة بن
الأكوع يقول خرجت قبل أن يؤذن بالأولى وكانت لقاح رسول الله صلى الله
عليه وسلم ترعى بذي قرد قال فلقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف فقال اخذت
لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت من اخذها قال غطفان قال فصرخت
ثلاث صرخات يا صباحاه قال فأسمعت ما بين لابتي المدينة ثم اندفعت على وجهي
حتى أدركتهم وقد اخذوا يستقون من الماء فجعلت أرميهم بنبلي وكنت راميا
وأقول (انا ابن الأكوع * اليوم يوم الرضع) وارتجز حتى استنقذت اللقاح
منهم واستلبت منهم ثلاثين بردة قال وجاء النبي صلى الله عليه وسلم والناس
فقلت يا نبي الله قد حميت القوم الماء وهم عطاش فابعث إليهم الساعة فقال يا ابن
الأكوع ملكت فأسجح قال ثم رجعنا ويردفني رسول صلى الله عليه وسلم
71

على ناقته حتى دخلنا المدينة باب غزوة خيبر حدثنا عبد الله بن
مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار ان سويد بن النعمان أخبره
انه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم عام خيبر حتى إذا كنا بالصهباء وهي
من أدنى خيبر صلى العصر ثم دعا بالأزواد فلم يؤت الا بالسويق فأمر به فثرى
فأكل وأكلنا ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا ثم صلى ولم يتوضأ حدثنا
عبد الله بن مسلمة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن
الأكوع رضي الله عنه قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فسرنا
ليلا فقال رجل من القوم لعامر يا عامر الا تسمعنا من هنيهاتك وكان عامر رجلا
شاعرا فنزل يحدو بالقوم يقول
اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما أبقينا * والقين سكينة علينا
وثبت الاقدام ان لاقينا * انا إذا صيح بنا أبينا
وبالصياح عولوا علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا السائق قالوا عامر بن الأكوع
قال يرحمه الله قال رجل من القوم وجبت يا نبي الله لولا أمتعتنا به فأتينا خيبر
فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة ثم إن الله تعالى فتحها عليهم فلما أمسى
الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة فقال النبي صلى الله
عليه وسلم ما هذه النيران على أي شئ توقدون قالوا على لحم قال على أي لحم قالوا
لحم حمر الانسية قال النبي صلى الله عليه وسلم أهريقوها واكسروها فقال
رجل يا رسول الله أو نهريقها ونغسلها قال أو ذاك فلما تصاف القوم كان سيف
عامر قصيرا فتناول به ساق يهودي ليضربه ويرجع ذباب سيفه فأصاب عين
ركبة عامر فمات منه قال فلما قفلوا قال سلمة رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم
72

وهو آخذ بيدي قال مالك قلت له فداك أبي وأمي زعموا ان عامرا حبط عمله
قال النبي صلى الله عليه وسلم كذب من قاله ان له لأجرين وجمع بين إصبعيه
انه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله * حدثنا قتيبة حدثنا حاتم قال نشأ بها
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى خيبر ليلا وكان إذا أتى قوما بليل
لم يغر بهم حتى يصبح فلما أصبح خرجت اليهود بمساحيهم ومكاتلهم فلما رأوه
قالوا محمد والله محمد والخميس فقال النبي صلى الله عليه وسلم خربت خيبر انا إذا
نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين * أخبرنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن
عيينة حدثنا أيوب عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال صبحنا
خيبر بكرة فحرج أهلها بالمساحي فلما بصروا بالنبي صلى الله عليه وسلم قالوا
محمد والله محمد والخميس فقال النبي صلى الله عليه وسلم أكبر خربت خيبر
انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين فأصبنا من لحوم الحمر فنادى
منادى النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر فإنها
رجس حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن
محمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه
جاء فقال أكلت الحمر فسكت ثم اتاه الثانية فقال أكلت الحمر فسكت ثم اتاه
الثالثة فقال أفنيت الحمر فأمر مناديا فنادى في الناس ان الله ورسوله ينهيانكم
عن لحوم الحمر الأهلية فأكفئت القدور وانها لتفور باللحم حدثنا سليمان
ابن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال صلى النبي
صلى الله عليه وسلم الصبح قريبا من خيبر بغلس صم قال الله أكبر خربت خيبر انا
إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين فخرجوا يسعون في السكك فقتل النبي
صلى الله عليه وسلم المقاتلة وسبى الذرية وكان في السبي صفية فصارت إلى دحية
73

الكلبي ثم صارت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل عتقها صداقها فقال عبد
العزيز بن صهيب لثابت يا أبا محمد آنت قلت لأنس ما أصدقها فحرك ثابت رأسه
تصديقا له حدثنا آدم حدثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب قال سمعت أنس
ابن مالك رضي الله عنه يقول سبى النبي صلى الله عليه وسلم صفية فأعتقها
وتزوجها فقال ثابت لأنس ما أصدقها قال أصدقها نفسها فأعتقها حدثنا
قتيبة حدثنا يعقوب عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفى أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة الا اتبعها يضربها
بسيفه فقيل ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم اما انه من أهل النار فقال رجل من القوم انا صاحبه قال فخرج معه كلما
وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه قال فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل
الموت فوضع سيفه بالأرض وذبابة بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه
فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اشهد انك رسول الله
قال وما ذاك قال الرجل الذي ذكرت آنفا انه من أهل النار فأعظم الناس
ذلك فقلت انا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت
فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابة بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك أن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما
يبدو للناس وهو من أهل النار وان الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو
للناس وهو من أهل الجنة حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال
أخبرني سعيد بن المسيب ان أبا هريرة رضي الله عنه قال شهدنا خيبر فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ممن معه يدعى الاسلام هذا من أهل النار
74

فلما حضر القتال قاتل الرجل أشد القتال حتى كثرت به الجراحة فكاد بعض
الناس يرتاب فوجد الرجل ألم الجراحة فأهوى بيده إلى كنانته فاستخرج منها
أسهما فنحر بها نفسه فاشتد رجال من المسلمين فقالوا يا رسول الله صدق الله
حديثك انتحر فلان فقتل نفسه فقال قم يا فلان فأذن انه لا يدخل الجنة الا
مؤمن ان الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر * تابعه معمر عن الزهري * وقال
شبيب عن يونس عن ابن شهاب أخبرني ابن المسيب وعبد الرحمن بن عبد الله بن
كعب ان أبا هريرة قال شهدنا مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر * وقال ابن
المبارك عن يونس عن الزهري عن سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم * تابعه
صالح عن الزهري * وقال الزبيدي أخبرني الزهري ان عبد الرحمن بن كعب
أخبره ان عبيد الله بن كعب قال أخبرني من شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم
خيبر قال الزهري وأخبرني عبيد الله بن عبد الله وسعيد عن النبي صلى الله عليه
وسلم حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي
موسى الأشعري قال لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أو قال لما
توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف الناس على واد فرفعوا أصواتهم
بالتكبير الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اربعوا على أنفسكم انكم لا تدعون أصم ولا غائبا انكم تدعون سميعا قريبا
وهو معكم وانا خلف دابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعني وأنا أقول
لا حول ولا قوة الا بالله فقال لي يا عبد الله بن قيس قلت لبيك رسول الله قال
الا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة قلت بلى يا رسول الله فداك أبي
وأمي قال لا حول ولا قوة الا بالله حدثنا المكي بن إبراهيم حدثنا يزيد بن أبي
عبيد قال رأيت اثر ضربة في ساق سلمة فقلت يا أبا مسلم ما هذه الضربة قال
هذه ضربة أصابتني يوم خيبر فقال الناس أصيب سلمة فأتيت النبي صلى الله عليه
75

وسلم فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة حدثنا عبد الله بن
مسلمة حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال التقى النبي صلى الله عليه وسلم
والمشركون في بعض مغازيه فاقتتلوا فمال كل قوم إلى عسكرهم وفى المسلمين
رجل لا يدع من المشركين شاذة ولا فاذة الا اتبعها فضربها بسيفه فقيل
يا رسول الله ما أجزأ أحد ما أجزأ فلان فقال إنه من أهل النار فقالوا أينا من
أهل الجنة إن كان هذا من أهل النار فقال رجل من القوم لأتبعنه فإذا أسرع
وأبطأ كنت معه حتى جرح فاستعجل الموت فوضع نصاب سيفه بالأرض
وذبابة بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال اشهد انك رسول الله فقال وما ذاك فأخبره فقال إن الرجل ليعمل
بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وانه من أهل النار ويعمل بعمل أهل النار
فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي حدثنا
زياد بن الربيع عن أبي عمران قال نظر أنس إلى الناس يوم الجمعة فرأى طيالسة
فقال كأنهم الساعة يهود خيبر حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا حاتم عن يزيد
ابن أبي عبيد عن سلمة رضي الله عنه قال كان علي رضي الله عنه تخلف عن النبي
صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان رمدا فقال انا أتخلف عن النبي صلى الله عليه
وسلم فلحق به فلما بتنا الليلة التي فتحت قال لأعطين الراية غدا أو ليأخذن الراية
غدا رجل يحبه الله ورسوله يفتح عليه فنحن نرجوها فقيل هذا على فأعطاه
ففتح عليه حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم
قال أخبرني سهل بن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
يوم خيبر لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله
ويحبه الله ورسوله قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح
الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها فقال أين
76

علي بن أبي طالب فقيل هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال فأرسلوا إليه فأتى به
فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به
وجع فأعطاه الراية فقال على يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال عليه
الصلاة والسلام انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الاسلام
وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لان يهدى الله بك رجلا واحدا
خير لك من أن يكون لك حمر النعم حدثنا عبد الغفار بن داود حدثنا يعقوب
ابن عبد الرحمن ح وحدثني أحمد بن عيسى حدثنا ابن وهب أخبرني يعقوب
ابن عبد الرحمن الزهري عن عمرو مولى المطلب عن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال قدمنا خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيى بن
اخطب وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم
لنفسه فخرج بها حتى بلغ بها سد الصهباء حلت فبنى بها رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثم صنع حيسا في نطع صغير ثم قال لي آذن من حولك فكانت تلك وليمته
على صفية ثم خرجنا إلى المدينة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحوي لها
وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبته
حتى تركب حدثنا إسماعيل حدثنا أخي عن سليمان عن يحيى عن حميد الطويل
سمع أنس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم أقام على صفية بنت
حيى بطريق خيبر ثلاثة أيام حتى أعرس بها وكانت فيمن ضرب عليها الحجاب
حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر بن أبي كثير أخبرني حميد انه
سمع انسا رضي الله عنه يقول أقام النبي صلى الله عليه وسلم بين خيبر والمدينة
ثلاث ليال يبنى عليه بصفية فدعوت المسلمين إلى وليمته وما كان فيها من خبز ولا
لحم وما كان فيها الا ان امر بلالا بالأنطاع فبسطت فألقى عليها التمر والإقط
والسمن فقال المسلمون احدى أمهات المؤمنين أوما ملكت يمينه قالوا إن حجبها
77

فهي احدى أمهات المؤمنين وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه فلما ارتحل
وطأ لها خلفه ومد الحجاب حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة ح وحدثني عبد الله
ابن محمد حدثنا وهب حدثنا شعبة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه
قال كنا محاصري خيبر فرمى انسان بجراب فيه شحم فنزوت لآخذه
فالتفت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم فاستحييت حدثنا عبيد بن إسماعيل عن أبي
أسامة عن عبيد الله عن نافع وسالم عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم نهى يوم خيبر عن اكل الثوم وعن الحوم الحمر الأهلية * نهى عن اكل
الثوم هو عن نافع وحده ولحوم الحمر الأهلية عن سالم حدثنا يحيى بن قزعة
حدثنا مالك عن ابن شهاب عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي عن أبيهما عن
علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة
النساء يوم خيبر وعن اكل الحمر الانسية حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله
حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا محمد بن
عبيد حدثنا عبيد الله عن نافع وسالم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى النبي
صلى الله عليه وسلم عن اكل لحوم الحمر الأهلية حدثنا سليمان بن حرب
حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية ورخص
في الخيل حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا عباد عن الشيباني قال سمعت ابن أبي أوفى
رضي الله عنهما اصابتنا مجاعة يوم خيبر فان القدور لتغلى قال وبعضها نضجت
فجاء منادى النبي صلى الله عليه وسلم لا تأكلوا من لحوم الحمر شيئا وأهريقوها *
قال ابن أبي أوفى فتحدثنا انه إنما نهى عنها لأنها لم تخمس وقال بعضهم نهى عنها
البتة لأنها كانت تأكل العذرة حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة أخبرني
78

عدى بن ثابت عن البراء وعبد الله بن أبي أوفى انهم كانوا مع النبي صلى الله عليه
وسلم فأصابوا حمرا فطبخوها فنادى منادى النبي صلى الله عليه وسلم اكفؤوا
القدور حدثنا إسحاق حدثنا عبد الصمد حدثنا شعبة حدثنا عدى بن ثابت
قال سمعت البراء وابن أبي أوفى رضي الله عنهم يحدثان عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال يوم خيبر وقد نصبوا القدور اكفؤوا القدور حدثنا مسلم
حدثنا شعبة عن عدى بن ثابت عن البراء قال غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم
نحوه حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا ابن أبي زائدة أخبرنا عاصم عن عامر
عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة
خيبر ان نلقى الحمر الأهلية نيئة ونضيجة ثم لم يأمرنا بأكله بعد حدثنا محمد
ابن أبي الحسين حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي عن عاصم عن عامر عن ابن عباس
قال لا أدرى انهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل انه كان حمولة
الناس فكره ان تذهب حمولتهم أو حرمه في يوم خيبر لحم الحمر الأهلية حدثنا
الحسن بن إسحاق حدثنا محمد بن سابق حدثنا زائدة عن عبيد الله بن عمر عن نافع
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر
للفرس سهمين وللراجل سهما * فسره نافع فقال إذا كان مع الرجل فرس فله
ثلاثة أسهم فإن لم يكن له فرس فله سهم حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث
عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب ان جبير بن مطعم أخبره قال
مشيت انا وعثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا أعطيت بني المطلب
من خمس خيبر وتركتنا ونحن بمنزلة واحدة منك فقال إنما بنو هاشم وبنو
المطلب شئ واحد قال جبير ولم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم لبنى عبد شمس
وبنى نوفل شيئا حدثني محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد بن عبد الله
عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال بلغنا مخرج النبي صلى الله عليه وسلم
79

ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه انا واخوان لي انا أصغرهم أحدهما أبو بردة
والآخر أبو رهم اما قال بضع واما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا
من قومي فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي
طالب فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح
خيبر وكان أناس من الناس يقولون لنا يعنى لأهل السفينة سبقناكم بالهجرة
ودخلت أسماء بنت عميس وهي ممن قدم معنا على حفصة زوج النبي صلى الله
عليه وسلم زائرة وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر فدخل عمر على
حفصة وأسماء عندها فقال عمر حين رأى أسماء من هذه قالت أسماء بنت عميس
قال عمر الحبشية هذه البحرية هذه قالت أسماء نعم قال سبقناكم بالهجرة فنحن
أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم فغضبت وقالت كلا والله كنتم مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار أو في
ارض البعداء البغضاء بالحبشة وذلك في الله وفى رسوله صلى الله عليه وسلم
وأيم الله لا أطعم طعاما ولا اشرب شرابا حتى اذكر ما قلت لرسول الله صلى الله
عليه وسلم ونحن كنا نؤذي ونخاف وسأذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم
واسأله والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم
قالت يا نبي الله ان عمر قال كذا وكذا قال فما قلت له قالت قلت له كذا وكذا قال
ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان
قالت فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني إرسالا يسألوني عن هذا
الحديث ما من الدنيا شئ هم به افرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي
صلى الله عليه وسلم قال أبو بردة قالت أسماء فلقد رأيت أبا موسى وانه ليستعيد
هذا الحديث منى قال أبو بردة عن أبي موسى قال النبي صلى الله عليه وسلم انى
لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل واعرف
80

منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار
ومنهم حكيم إذا لقى الخيل أو قال العدو قال لهم ان أصحابي يأمرونكم ان تنظروهم
حدثنا إسحاق بن إبراهيم سمع حفص بن غياث حدثنا بريد بن عبد الله عن أبي
بردة عن أبي موسى قال قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن افتتح خيبر
فقسم لنا ولم يقسم لاحد لم يشهد الفتح غيرنا حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا
معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن مالك بن أنس قال حدثني ثور قال حدثني
سالم مولى ابن مطيع انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول افتتحنا خيبر ولم
نغنم ذهبا ولا فضة إنما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط ثم انصرفنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادى القرى ومعه عبد له يقال له مدعم أهداه له
أحد بنى الضباب فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه
سهم عائر حتى أصاب ذلك العبد فقال الناس هنيئا له الشهادة فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم بلى والذي نفسي بيده ان الشملة التي أصابها يوم خيبر من
المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي
صلى الله عليه وسلم بشراك أو بشراكين فقال هذا شئ كنت أصبته فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم شراك أو شراكان من نار حدثنا سعيد بن أبي
مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني زيد عن أبيه انه سمع عمر بن الخطاب
رضي الله عنه يقول اما والذي نفسي بيده لولا أن اترك آخر الناس ببانا ليس لهم
شئ ما فتحت على قرية الا قسمتها كما قسم النبي صلى الله عليه وسلم خيبر ولكني
اتركها خزانة لهم يقتسمونها حدثنا محمد بن المثنى حدثنا ابن مهدي عن
مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر رضي الله عنه قال لولا آخر
المسلمين ما فتحت عليهم قرية الا قسمتها كما قسم النبي صلى الله عليه وسلم خيبر
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سمعت الزهري وسأله إسماعيل بن
81

أمية قال أخبرني عنبسة بن سعيد ان أبا هريرة رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه
وسلم فسأله قال له بعض بنى سعيد بن العاص لا تعطه يا رسول الله فقال أبو هريرة
هذا قاتل ابن قوقل فقال وا عجباه لوبر تدلى من قدوم الضأن * ويذكر عن
الزبيدي عن الزهري قال أخبرني عنبسة بن سعيد انه سمع أبا هريرة يخبر سعيد
ابن العاص قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ابان على سرية من المدينة قبل
نجد قال أبو هريرة فقدم ابان وأصحابه على النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر بعد
ما افتتحها وان حزم خيلهم لليف قال أبو هريرة قلت يا رسول الله لا تقسم لهم
قال ابان وأنت بهذا يا وبر تحدر من رأس ضأن فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابان
اجلس فلم يقسم لهم * قال أبو عبد الله الضال السدر حدثنا موسى بن إسماعيل
حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد أخبرني جدي ان أبان بن سعيد اقبل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال أبو هريرة يا رسول الله هذا قاتل ابن قوقل
وقال ابان لأبي هريرة واعجبا لك وبر تدأدأ من قدوم ضأن ينعى على امرأ
أكرمه الله بيدي ومنعه ان يهينني بيده حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن
عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة ان فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله
عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال
وانى والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي
كان عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر ان يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة
على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله
عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها على ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر
82

وصلى عليها وكان لعلى من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر على
وجوه الناس فالتمس مصالحة أبى بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر
فأرسل إلى أبي بكر ان ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر فقال
عمر لا والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر وما عسيتهم ان يفعلوا بي والله
لآتينهم فدخل عليه أبو بكر فتشهد على فقال انا قد عرفنا فضلك وما
أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ولكنك استبددت علينا
بالأمر وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبا حتى فاضت
عينا أبى بكر فلما تكلم أبو بكر قال والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله
عليه وسلم أحب إلى أن أصل من قرابتي واما الذي شجر بيني وبينكم من هذه
الأموال فلم آل فيها عن الخير ولم اترك امرا رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يصنعه فيها الا صنعته فقال على لأبي بكر موعدك العشية للبيعة فلما صلى
أبو بكر الظهر رقى المنبر فتشهد وذكر شأن على وتخلفه عن البيعة وعذره
بالذي اعتذر إليه ثم استغفر وتشهد على فعظم حق أبى بكر وحدث انه لم
يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا انكارا للذي فضله الله به ولكنا
كنا نرى لنا في هذا الامر نصيبا فاستبد علينا فوجدنا في أنفسنا فسر بذلك
المسلمون وقالوا أصبت وكان المسلمون إلى علي قريبا حين راجع الأمر بالمعروف
حدثنا محمد بن بشار حدثنا حرمي حدثنا شعبة أخبرني عمارة عن عكرمة
عن عائشة رضي الله عنها قالت لما فتحت خيبر قلنا الآن نشبع من التمر حدثنا
الحسن حدثنا قرة بن حبيب حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن
ابن عمر رضي الله عنهما قال ما شبعنا حتى فتحنا خيبر باب استعمال النبي
صلى الله عليه وسلم على أهل خبير حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد المجيد
ابن سهيل عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة ان رسول الله
83

صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا على خيبر فجاءه بتمر جنيب فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كل تمر خيبر هكذا فقال لا والله يا رسول الله انا لنأخذ الصاع
من هذا بالصاعين بالثلاثة فقال لا تفعل بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا
وقال عبد العزيز بن محمد عن عبد المجيد عن سعيد ان أبا سعيد وأبا هريرة حدثاه
ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث أخا بنى عدى من الأنصار إلى خيبر فأمره عليها
وعن عبد المجيد عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة وأبى سعيد مثله باب
معاملة النبي صلى الله عليه وسلم أهل خيبر حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
جويرية عن نافع عن عبد الله رضي الله عنه قال أعطى النبي صلى الله عليه وسلم
خيبر اليهود ان يعملوها ويزرعوها ولهم شطر ما يخرج منها باب الشاة
التي سمت للنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر * رواه عروة عن عائشة عن النبي صلى الله
عليه وسلم حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني سعيد عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة
فيها سم باب غزوة زيد بن حارثة حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن
سعيد حدثنا سفيان بن سعيد حثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال امر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة على قوم فطعنوا في امارته فقال إن
تطعنوا في امارته فقد طعنتم في امارة أبيه من قبله وأيم الله لقد كان خليقا
للامارة وإن كان من أحب الناس إلى وان هذا لمن أحب الناس إلى بعده
باب عمرة القضاء * ذكره أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا
عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال لما اعتمر
النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة فأبى أهل مكة ان يدعوه يدخل مكة حتى
قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام فلما كتبوا الكتاب كتبوا هذا ما قاضي عليه
محمد رسول الله قالوا لا نقر بهذا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا ولكن
84

أنت محمد بن عبد الله فقال انا رسول الله وانا محمد بن عبد الله ثم قال لعلي امح
رسول الله قال على لا والله لا أمحوك ابدا فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
الكتاب وليس يحسن يكتب فكتب هذا ما قاضي محمد بن عبد الله لا يدخل
مكة السلاح الا السيف في القراب وان لا يخرج من أهلها بأحد ان أراد أن
يتبعه وان لا يمنع من أصحابه أحدا ان أراد أن يقيم بها فلما دخلها ومضى الاجل
اتوا عليا فقالوا قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الاجل فخرج النبي صلى الله
عليه وسلم فتبعته ابنة حمزة تنادي يا عم يا عم فتناولها على فأخذ بيدها وقال
لفاطمة عليها السلام دونك ابنة عمك حملتها فاختصم فيها على وزيد وجعفر قال
على انا اخذتها وهي بنت عمى وقال جعفر هي ابنة عمى وخالتها تحتي وقال زيد
ابنة أخي فقضى با النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال الخالة بمنزلة الأم وقال
لعلى أنت منى وانا منك وقال لجعفر اشبهت خلقي وخلقي وقال لزيد أنت أخونا
ومولانا وقال على الا تتزوج بنت حمزة قال إنها ابنة أخي من الرضاعة حدثني
محمد بن رافع حدثنا سريج حدثنا فليح قال ح وحدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم
حدثني أبي حدثنا فليح بن سليمان عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم خرج معتمرا فحال كفار قريش بينه وبين البيت فنحر
هديه وحلق رأسه بالحديبية وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل ولا يحمل سلاحا
عليهم الا سيوفا ولا يقيم بها الا ما أحبوا فاعتمر من العام المقبل فدخلها كما كان
صالحهم فلما ان أقام بها ثلاثا أمروه ان يخرج فخرج حدثنا عثمان بن أبي شيبة
حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد قال دخلت انا وعروة بن الزبير المسجد
فإذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما جالس إلى حجرة عائشة ثم قال كم اعتمر
النبي صلى الله عليه وسلم قال أربعا إحداهن في رجب ثم سمعنا استنان عائشة
قال عروة يا أم المؤمنين الا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن ان النبي صلى الله عليه
85

وسلم اعتمر أربع عمر إحداهن في رجب فقالت ما اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم
عمرة الا وهو شاهد وما اعتمر في رجب قط حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد سمع ابن أبي أوفى يقول لما اعتمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم سترناه من غلمان المشركين ومنهم ان يؤذوا رسول الله صلى الله عليه
وسلم حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد هو ابن زيد عن أيوب عن سعيد
ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه فقال المشركون انه يقدم عليكم وفد وهنتهم حمى يثرب فأمرهم النبي
صلى الله عليه وسلم ان يرملوا الأشواط الثلاثة وان يمشوا ما بين الركنين ولم
يمنعه ان يأمرهم ان يرملوا الأشواط كلها الا الابقاء عليهم * وزاد ابن سلمة
عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم
لعامه الذي استأمن قال أرملوا ليرى المشركين قوتهم والمشركون من قبل
قعيقعان حدثني محمد عن سفيان بن عيينة عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال إنما سعى النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت وبين الصفا والمروة
ليرى المشركين قوته حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب قال حدثنا أيوب
عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال تزوج النبي صلى الله عليه وسلم
ميمونة وهو محرم وبنى بها وهو حلال وماتت بسرف * قال أبو عبد الله وزاد
ابن إسحاق حدثني ابن أبي نجيح وأبان بن صالح عن عطاء ومجاهد عن ابن عباس
قال تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة في عمرة القضاء باب غزوة
موتة من ارض الشأم حدثنا احمد حدثنا ابن وهب عن عمرو عن ابن أبي هلال
قال وأخبرني نافع ان ابن عمر أخبره انه وقف على جعفر يومئذ وهو قتيل فعددت
به خمسين بين طعنة وضربة ليس منها شئ في دبره يعنى في ظهره * أخبرنا احمد
ابن أبي بكر حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سعد عن نافع عن عبد الله بن
86

عمر رضي الله عنهما قال امر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة موتة
زيد بن حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قتل زيد فجعفر وان قتل
جعفر فعبد الله بن رواحة قال عبد الله كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر
ابن أبي طالب فوجدناه في القتلى ووجدنا ما في جسده بضعا وتسعين من طعنة
ورمية حدثنا أحمد بن واقد حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال
عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة
للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال اخذ الراية زيد فأصيب ثم اخذ جعفر فأصيب
ثم اخذ ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى اخذ الراية سيف من سيوف الله
حتى فتح الله عليهم حدثنا قتيبة حدثنا عبد الوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد
قال أخبرتني عمرة قالت سمعت عائشة رضي الله عنها تقول لما جاء قتل ابن حارثة
وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم جلس رسول الله
صلى الله عليه وسلم يعرف فيه الحزن قالت عائشة وانا اطلع من صائر الباب
تعنى من شق الباب فأتاه رجل فقال أي رسول الله ان نساء جعفر قال وذكر
بكاءهن فأمره ان ينهاهن قال فذهب الرجل ثم أتى فقال قد نهيتهن وذكر أنه
لم يطعنه قال فأمر أيضا فذهب ثم أتى فقال والله لقد غلبننا فزعمت أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاحث في أفواههن من التراب قالت عائشة
فقلت أرغم الله انفك فوالله ما أنت تفعل وما تركت رسول الله صلى الله عليه
وسلم من العناء حدثني محمد بن أبي بكر حدثنا عمر بن علي عن إسماعيل بن أبي
خالد عن عامر قال كان ابن عمر إذا حيا ابن جعفر قال السلام عليك يا ابن
ذي الجناحين حدثنا إبراهيم حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم
قال سمعت خالد بن الوليد يقول لقد انقطعت في يدي يوم موتة تسعة أسياف
فما بقي في يدي الا صفيحة يمانية حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن إسماعيل
87

قال حدثني قيس قال سمعت خالد بن الوليد يقول لقد دق في يدي يوم موتة
تسعة أسياف وصبرت في يدي صفيحة لي يمانية حدثني عمران بن ميسرة حدثنا
محمد بن فضيل عن حصين عن عامر عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال أغمي
على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته عمرة تبكي وا جبلاه وا كذا وا كذا تعدد
عليه فقال حين أفاق ما قلت شيئا الا قيل لي آنت كذلك حدثنا قتيبة حدثنا
عبثر عن حصين عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال أغمي على عبد الله بن رواحة
بهذا فلما مات لم تبك عليه باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن
زيد إلى الحرقات من جهينة حدثني عمرو بن محمد حدثنا هشيم أخبرنا حصين
أخبرنا أبو ظبيان قال سمعت أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول بعثنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت انا ورجل من
الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فكف الأنصاري فطعنته
برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أسامة أقتلته بعد
ما قال لا إله إلا الله قلت كان متعوذا فما زال يكررها حتى تمنيت انى لم أكن
أسلمت قبل ذلك اليوم حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي
عبيد قال سمعت سلمة بن الأكوع يقول غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم
سبع غزوات وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات مرة علينا أبو بكر
ومرة علينا أسامة * وقال عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي عن يزيد بن أبي
عبيد قال سمعت سلمة يقول غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات
وخرجت فيما يبعث من البعث تسع غزوات مرة علينا أبو بكر ومرة أسامة
حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد حدثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع
رضي الله عنه قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم تسع غزوات وغزوت
مع ابن حارثة استعمله علينا حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا حماد بن مسعدة
88

عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال غزوت مع النبي صلى الله عليه
وسلم سبع غزوات فذكر خيبر والحديبية ويوم حنين ويوم القرد قال يزيد
ونسيت بقيتهم باب غزوة الفتح وما بعث به حاطب بن أبي بلتعة إلى
أهل مكة يخبرهم بغزو النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
سفيان عن عمرو بن دينار قال أخبرني الحسن بن محمد انه سمع عبيد الله بن أبي
رافع يقول سمعت عليا رضي الله عنه يقول بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم
انا والزبير والمقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فان بها ظعينة معها
كتاب فخذوا منها قال فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى اتينا الروضة فإذا نحن
بالظعينة قلنا لها أخرجي الكتاب قالت ما معي كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب
أو لنلقين الثياب قال فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس بمكة من المشركين يخبرهم ببعض امر
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حاطب
ما هذا قال يا رسول الله لا تعجل على انى كنت امرأ ملصقا في قريش يقول
كنت حليفا ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين من لهم
قرابات يحمون أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم ان اتخذ
عندهم يدا يحمون قرابتي ولم افعله ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد
الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قد صدقكم فقال عمر يا رسول
الله دعني اضرب عنق هذا المنافق فقال إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله
اطلع على من شهد بدرا قال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فأنزل الله السورة
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا
بما جاءكم من الحق إلى قوله فقد ضل سواء السبيل باب غزوة الفتح
في رمضان حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب
89

قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ان ابن عباس أخبره ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم غزا غزوة الفتح في رمضان * قال وسمعت ابن المسيب يقول مثل
ذلك * وعن عبيد الله بن عبد الله أخبره ان ابن عباس رضي الله عنهما قال صام
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا بلغ الكديد الماء الذي بين قديد وعسفان
افطر فلم يزل مفطرا حتى انسلخ الشهر حدثني محمود أخبرنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر أخبرني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس ان النبي
صلى الله عليه وسلم خرج في رمضان من المدينة ومعه عشرة آلاف وذلك
على رأس ثمان سنين ونصف من مقدمه المدينة فسار هو ومن معه من المسلمين
إلى مكة يصوم ويصومون حتى بلغ الكديد وهو ماء بين عسفان وقديد افطر
وافطروا * قال الزهري وإنما يؤخذ من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم
الآخر فالآخر حدثني عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا خالد الحذاء
عن عكرمة عن ابن عباس قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان إلى
حنين والناس مختلفون فصائم ومفطر فلما استوى على راحلته دعا باناء من لبن
أو ماء فوضعه على راحته أو على راحلته ثم نظر إلى الناس فقال المفطرون للصوام
افطروا * وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس
رضي الله عنهما خرج النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح * وقال حماد بن زيد
عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا علي بن
عبد الله حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال سافر
رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا باناء
من ماء فشرب نهارا ليريه الناس فأفطر حتى قدم مكة * قال وكان ابن عباس
يقول صام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر وافطر فمن شاء صام ومن شاء
افطر باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح حدثنا
90

عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال لما سار رسول الله صلى
الله عليه وسلم عام الفتح فبلغ ذلك قريشا خرج أبو سفيان بن حرب وحكيم
ابن حزام وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأقبلوا يسيرون حتى اتوا مر الظهران فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة فقال
أبو سفيان ما هذه لكأنها نيران عرفة فقال بديل بن ورقاء نيران بنى عمرو فقال
أبو سفيان عمرو أقل من ذلك فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأدركوهم فأخذوهم فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم أبو
سفيان فلما سار قال للعباس احبس أبا سفيان عند حطم الخيل حتى ينظر إلى
المسلمين فحبسه العباس فجعلت القبائل تمر مع النبي صلى الله عليه وسلم كتيبة
كتيبة على أبي سفيان فمرت كتيبة قال يا عباس من هذه قال هذه غفار قال مالي
ولغفار ثم مرت جهينة قال مثل ذلك ثم مرت سعد بن هذيم فقال مثل ذلك
ومرت سليم فقال مثل ذلك حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها قال من هذه قال هؤلاء
الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية فقال سعد بن عبادة يا أبا سفيان اليوم يوم
الملحمة اليوم تستحل الكعبة فقال أبو سفيان يا عباس حبذا يوم الذمار ثم جاءت
كتيبة وهي أقل الكتائب فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وراية
النبي صلى الله عليه وسلم مع الزبير بن العوام فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأبي سفيان قال ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة قال ما قال قال قال كذا وكذا فقال
كذب سعد ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة ويوم تكسى فيه الكعبة قال
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تركز رايته بالحجون * قال عروة وأخبرني
نافع بن جبير بن مطعم قال سمعت العباس يقول للزبير بن العوام يا أبا عبد الله
ههنا امرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تركز الراية قال وأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم يومئذ خالد بن الوليد ان يدخل من أعلى مكة من كداء ودخل
91

النبي صلى الله عليه وسلم من كدى فقتل من خيل خالد يومئذ رجلان حبيش
ابن الأشعر وكرز بن جابر الفهري حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن معاوية
ابن قرة قال سمعت عبد الله بن مغفل يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم فتح مكة على ناقته وهو يقرأ سورة الفتح يرجع وقال لولا أن يجتمع الناس
حولي لرجعت كما رجع حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا سعدان بن يحيى
حدثنا محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن
أسامة بن زيد أنه قال زمن الفتح يا رسول الله أين ننزل غدا قال النبي صلى الله
عليه وسلم وهل ترك لنا عقيل من منزل ثم قال لا يرث المؤمن الكافر ولا الكافر
المؤمن * قيل للزهري ومن ورث أبا طالب قال ورثه عقيل وطالب * قال
معمر عن الزهري أين ننزل غدا في حجته ولم يقل يونس حجته ولا زمن الفتح
حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلنا إن شاء الله إذا
فتح الله الخيف حيث تقاسموا على الكفر حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
إبراهيم بن سعد أخبرنا ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد حنينا منزلنا غدا إن شاء الله بخيف
بنى كنانة حيث تقاسموا على الكفر حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن ابن
شهاب عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة
يوم الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه جاء رجل فقال ابن خطل متعلق بأستار
الكعبة فقال اقتله قال مالك ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نرى والله أعلم
يومئذ محرما حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح
عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم
الفتح وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب فجعل يطعنها بعود في يده ويقول
92

جاء الحق وزهق الباطل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد حدثني اسحق
حدثنا عبد الصمد حدثني أبي حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أبى ان يدخل البيت وفيه
الآلهة فأمر بها فأخرجت فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من
الأزلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم الله لقد علموا ما استقسما بها قط
ثم دخل البيت فكبر في نواحي البيت وخرج ولم يصل فيه * تابعه معمر عن
أيوب وقال وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم
باب دخول النبي صلى الله عليه وسلم من أعلى مكة * وقال الليث حدثني
يونس أخبرني نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم اقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته مردفا أسامة بن زيد ومعه بلال
ومعه عثمان بن طلحة من الحجبة حتى أناخ في المسجد فأمره ان يأتي بمفتاح البيت
فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة
فمكث فيه نهارا طويلا ثم خرج فاستبق الناس فكان عبد الله بن عمر أول من
دخل فوجد بلالا وراء الباب قائما فسأله أين صلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأشار له إلى المكان الذي صلى فيه قال عبد الله فنسيت ان أسأله كم صلى
من سجدة حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا حفص بن ميسرة عن هشام بن
عروة عن أبيه ان عائشة رضي الله عنها أخبرته ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل
عام الفتح من كداء التي بأعلى مكة * تابعه أبو أسامة ووهيب في كداء حدثنا
عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه دخل النبي صلى الله عليه
وسلم عام الفتح من أعلى مكة من كداء باب منزل النبي صلى الله عليه
وسلم يوم الفتح حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عمرو عن ابن أبي ليلى قال
ما أخبرنا أحد انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلى الضحى غير أم هانئ فإنها
93

ذكرت انه يوم فتح مكة اغتسل في بيتها ثم صلى ثماني ركعات قالت لم أره
صلى صلاة أخف منها غير أنه يتم الركوع والسجود باب حدثني محمد
ابن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن
عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه
وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي حدثنا أبو النعمان حدثنا
أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان
عمر يدخلني مع أشياخ بدر فقال بعضهم لم تدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء
مثله فقال إنه ممن قد علمتم قال فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم قال وما رأيته
دعاني يومئذ الا ليريهم منى فقال ما تقولون إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت
الناس يدخلون في دين الله أفواجا حتى ختم السورة فقال بعضهم أمرنا ان
نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا وقال بعضهم لا ندري ولم يقل بعضهم
شيئا فقال لي يا ابن عباس أكذاك تقول قلت لا قال فما تقول قلت هو أجل
رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلمه الله له إذا جاء نصر الله والفتح فتح مكة فذاك
علامة اجلك فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا قال عمر ما اعلم منها
الا ما تعلم حدثنا سعيد بن شرحبيل حدثنا الليث عن المقبري عن أبي شريح
العدوي أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة ائذن لي أيها الأمير
أحدثك قولا قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح سمعته
أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به انه حمد الله وأثنى عليه ثم قال إن
مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر
ان يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرا فان أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيها فقولوا له ان الله اذن لرسوله ولم يأذن لكم وإنما اذن لي فيها ساعة
من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس وليبلغ الشاهد الغائب
94

فقيل لأبي شريح ماذا قال لك عمرو قال قال انا اعلم بذلك منك يا أبا شريح ان
الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بخربة * قال أبو عبد الله الخربة البلية
حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عطاء بن أبي رباح عن جابر
ابن عبد الله رضي الله عنهما ان سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح
وهو بمكة ان الله ورسوله حرم بيع الخمر باب مقام النبي صلى الله عليه
وسلم بمكة زمن الفتح حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان ح وحدثنا قبيصة قال
حدثنا سفيان عن يحيى بن أبي إسحاق عن أنس رضي الله عنه قال أقمنا مع النبي
صلى الله عليه وسلم عشرا نقصر الصلاة حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله قال أخبرنا
عاصم عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أقام النبي صلى الله عليه وسلم
بمكة تسعة عشر يوما يصلى ركعتين حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب
عن عاصم عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أقمنا مع النبي صلى الله
عليه وسلم في سفر تسع عشرة نقصر الصلاة وقال ابن عباس ونحن نقصر ما بيننا
وبين تسع عشرة فإذا زدنا أتممنا باب وقال الليث حدثني يونس عن ابن
شهاب أخبرني عبد الله بن ثعلبة بن صعير وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد
مسح وجهه عام الفتح حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن
الزهري عن سنين أبى جميلة قال أخبرنا ونحن مع ابن المسيب قال وزعم أبو جميلة
انه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وخرج معه عام الفتح حدثنا سليمان بن
حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن عمرو بن سلمة قال قال لي
أبو قلابة الا تلقاه فتسأله قال فلقيته فسألته فقال كنا بما ممر الناس وكان
يمر بنا الركبان فنسألهم ما للناس ما للناس ما هذا الرجل فيقولون يزعم أن الله
أرسله أوحى إليه أو أوحى الله بكذا فكنت احفظ ذلك الكلام وكأنما
يغرى في صدري وكانت العرب تلوم باسلامهم الفتح فيقولون اتركوه
95

وقومه فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل
قوم باسلامهم وبدر أبى قومي باسلامهم فلما قدم قال جئتكم والله من عند النبي
صلى الله عليه وسلم حقا فقال صلوا صلاة كذا في حين كذا وصلوا كذا في حين
كذا فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنا فنظروا
فلم يكن أحد أكثر قرآنا منى لما كنت أتلقى من الركبان فقدموني بين
أيديهم وانا ابن ست أو سبع سنين وكانت على بردة كنت إذا سجدت تقلصت
عنى فقالت امرأة من الحي الا تغطوا عنا است قارئكم فاشتروا فقطعوا لي قميصا
فما فرحت بشئ فرحى بذلك القميص حدثني عبد الله بن مسلمة عن مالك
عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله
عليه وسلم * وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير
ان عائشة قالت كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد ان يقبض ابن وليدة
زمعة وقال عتبة انه ابني فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في الفتح
اخذ سعد بن أبي وقاص ابن وليدة زمعة فأقبل به إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم واقبل معه عبد بن زمعة فقال سعد هذا ابن أخي عهد إلى أنه ابنه قال
عبد بن زمعة يا رسول الله هذا اخى هذا ابن وليدة زمعة ولد على فراشه فنظر
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن وليدة زمعة فإذا أشبه الناس بعتبة بن أبي
وقاص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو لك هو أخوك يا عبد بن زمعة
من أجل انه ولد على فراشه وقال رسول الله صلى عليه وسلم احتجبي منه
يا سودة لما رأى من شبه عتبة بن أبي وقاص * قال ابن شهاب قالت عائشة قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الولد للفراش وللعاهر الحجر * وقال ابن شهاب
وكان أبو هريرة يصيح بذلك حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا
يونس عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير ان امرأة سرقت في عهد رسول الله
96

صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه
قال عروة فلما كلمه أسامة فيها تلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
أتكلمني في حد من حدود الله قال أسامة استغفر لي يا رسول الله فلما كان العشى
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال اما بعد
فإنما أهلك الناس قبلكم انهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق
فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد
سرقت لقطعت يدها ثم امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك المرأة فقطعت
يدها فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوجت قالت عائشة فكانت تأتيني بعد ذلك
فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا عمرو بن خالد حدثنا
زهير حدثنا عاصم عن أبي عثمان حدثني مجاشع قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم
بأخي بعد الفتح فقلت يا رسول الله جئتك بأخي لتبايعه على الهجرة قال ذهب
أهل الهجرة بما فيها فقلت على أي شئ تبايعه قال أبايعه على الاسلام والايمان
والجهاد فلقيت أبا معبد بعد وكان أكبرهما فسألته فقال صدق مجاشع حدثنا
محمد بن أبي بكر حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا عاصم عن أبي عثمان النهدي عن
مجاشع بن مسعود انطلقت بأبي معبد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه على
الهجرة قال مضت الهجرة لأهلها أبايعه على الاسلام والجهاد فلقيت أبا معبد
فسألته فقال صدق مجاشع * وقال خالد عن أبي عثمان عن مجاشع انه جاء بأخيه
مجالد حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي بشر عن مجاهد
قلت لابن عمر رضي الله عنهما انى أريد ان أهاجر إلى الشأم قال لا هجرة
ولكن جهاد فانطلق فأعرض نفسك فان وجدت شيئا والا رجعت * وقال
النضر أخبرنا شعبة أخبرنا أبو بشر قال سمعت مجاهدا قلت لابن عمر فقال
لا هجرة اليوم أو بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله حدثني إسحاق بن
97

يزيد حدثنا يحيى بن حمزة قال حدثني أبو عمر والأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن
مجاهد بن جبر ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول لا هجرة بعد الفتح
حدثنا إسحاق بن يزيد حدثنا يحيى بن حمزة حدثني الأوزاعي عن عطاء بن أبي
رباح قال زرت عائشة مع عبيد بن عمير فسألها عن الهجرة فقالت لا هجرة
اليوم كان المؤمن يفر أحدهم بدينه إلى الله والى رسوله صلى الله عليه وسلم
مخافة ان يفتن عليه فأما اليوم فقد أظهر الله الاسلام فالمؤمن يعبد ربه حيث
شاء ولكن جهاد ونية حدثنا إسحاق حدثنا أبو عاصم عن ابن جريح أخبرني
حسن بن مسلم عن مجاهد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يوم الفتح فقال إن
الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام بحرام الله إلى يوم
القيامة لم تحل لاحد قبلي ولا تحل لاحد بعدي ولم تحلل لي الا ساعة من الدهر
لا ينفر صيدها ولا يعضد شوكها ولا يختلى خلاها ولا تحل لقطتها الا لمنشد
فقال العباس بن عبد المطلب الا الإذخر يا رسول الله فإنه لا بد منه للقين
والبيوت فسكت ثم قال الا الإذخر فإنه حلال * وعن ابن جريج أخبرني
عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس بمثل هذا أو نحو هذا * رواه أبو هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم باب قول الله تعالى ويوم حنين إذ أعجبتكم
كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين
ثم انزل الله سكينته إلى قوله غفور رحيم حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير
حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إسماعيل قال رأيت بيد ابن أبي أوفى ضربة قال
ضربتها مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين قلت شهدت حنينا قال قبل
ذلك حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان عن أبي إسحاق قال سمعت البراء وجاءه
رجل فقال يا أبا عمارة أتوليت يوم حنين فقال اما انا فأشهد على النبي صلى الله
عليه وسلم انه لم يول ولكن عجل سرعان القوم فرشقتهم هوازن وأبو سفيان بن
98

الحرث آخذ برأس بغلته البيضاء يقول (انا النبي لا كذب * انا ابن عبد المطلب)
حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قيل للبراء وانا اسمع أوليتم مع
النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين فقال اما النبي صلى الله عليه وسلم فلا كانوا
رماة فقال (انا النبي لا كذب * انا ابن عبد المطلب) حدثني محمد بن بشار حدثنا
غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمع البراء وسأله رجل من قيس أفررتم عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فقال لكن رسول الله صلى الله عليه
وسلم لم يفر كانت هوازن رماة وانا لما حملنا عليهم انكشفوا فأكببنا على
الغنائم فاسقبلنا بالسهام ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته
البيضاء وان أبا سفيان آخذ بزمامها وهو يقول * انا النبي لا كذب * قال
إسرائيل وزهير نزل النبي صلى الله عليه وسلم عن بغلته حدثنا سعيد بن عفير
حدثني ليث حدثني عقيل عن ابن شهاب ح وحدثني اسحق حدثنا يعقوب بن
إبراهيم قال حدثنا ابن أخي ابن شهاب قال محمد بن شهاب وزعم عروة بن
الزبير ان مروان والمسور بن مخرمة أخبراه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه ان يرد إليهم أموالهم وسبيهم فقال لهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم معي من ترون وأحب الحديث إلى أصدقه
فاختاروا احدى الطائفتين اما السبي واما المال وقد كنت استأنيت بكم وكان
أنظرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف
فلما تبين لهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم الا احدى الطائفتين
قالوا فانا نختار سبينا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين فأثنى على الله
بما هو أهله ثم قال اما بعد فان إخوانكم قد جاؤونا تائبين وانى قد رأيت أن أرد
إليهم سبيهم فمن أحب منكم ان يطيب ذلك فليفعل ومن أحب منكم أن يكون
على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفئ الله علينا فليفعل فقال الناس قد طيبنا
99

ذلك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا لا ندري من اذن منكم
في ذلك ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع الينا عرفاؤكم امركم فرجع الناس
فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه انهم
قد طيبوا وأذنوا * هذا الذي بلغني عن سبى هوازن حدثنا أبو النعمان حدثنا
حماد بن زيد عن أيوب عن نافع ان عمر قال يا رسول الله ح وحدثني محمد بن
مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال لما قفلنا من حنين سأل عمر النبي صلى الله عليه وسلم عن نذر كان نذره
في الجاهلية اعتكاف فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بوفائه * وقال بعضهم حماد
عن أيوب عن نافع عن ابن عمر ورواه جرير بن حازم وحماد بن سلمة عن أيوب
عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عبد الله بن يوسف
أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن أبي محمد مولى أبى
قتادة عن أبي قتادة قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم عام حنين فلما التقينا
كانت للمسلمين جولة فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين
فضربته من ورائه على حبل عاتقه بالسيف فقطعت الدرع واقبل على فضمني
ضمة وجدت منه ريح الموت ثم أدركه الموت فأرسلني فلحقت عمر فقلت
ما بال الناس قال امر الله عز وجل ثم رجعوا وجلس النبي صلى الله عليه وسلم
فقال من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه فقلت من يشهد لي ثم جلست فقال النبي
صلى الله عليه وسلم مثله قال ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم مثله فقمت فقلت
من يشهد لي ثم جلست قال ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم مثله فقمت فقال مالك
يا أبا قتادة فأخبرته فقال رجل صدق وسلبه عندي فأرضه منى فقال أبو بكر
لاها الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله صلى الله
عليه وسلم فيعطيك سلبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق فأعطه فأعطانيه
100

فابتعت به مخرفا في بنى سلمة فإنه لأول مال تأثلته في الاسلام * وقال الليث
حدثني يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن أبي محمد مولى أبى قتادة ان أبا قتادة
قال لما كان يوم حنين نظرت إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلا من
المشركين وآخر من المشركين يختله من ورائه ليقتله فأسرعت إلى الذي يختله
فرفع يده ليضربني واضرب يده فقطعتها ثم اخذني فضمني ضما شديدا حتى
تخوفت ثم ترك فتحلل ودفعته ثم قتلته وانهزم المسلمون وانهزمت معهم فإذا
بعمر بن الخطاب في الناس فقلت له ما شأن الناس قال امر الله ثم تراجع الناس
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقام
بينة على قتيل قتله فله سلبه فقمت لالتمس بينة على قتيلي فلم أر أحدا يشهد لي
فجلست ثم بدا لي فذكرت امره لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل
من جلسائه سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي فأرضه منه فقال أبو بكر كلا
لا يعطه أصيبغ من قريش ويدع أسدا من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله
صلى الله عليه وسلم قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأداه إلى فاشتريت
منه خرافا فكان أول مال تأثلته في الاسلام باب غزاة أو طاس
حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي
موسى رضي الله عنه قال لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر
على جيش إلى أوطاس فلقى دريد بن الصمة فقتل دريد وهزم الله أصحابه قال أبو
موسى وبعثني مع أبي عامر فرمى أبو عامر في ركبته رماه جشمي بسهم فأثبته
في ركبته فانتهيت إليه فقلت يا عم من رماك فأشار إلى أبي موسى فقال ذلك قاتلي
الذي رماني فقصدت له فلحقته فلما رآني ولى فاتبعته وجعلت أقول له الا تستحى
الا تثبت فكف فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته ثم قلت لأبي عامر قتل الله
صاحبك قال فانزع هذا السهم فنزعته فنزا منه الماء قال يا ابن أخي اقرئ النبي
101

السلام وقل له استغفر لي واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرا ثم مات
فرجعت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته على سرير مرمل وعليه
فراش قد اثر رمال السرير في ظهره وجنبيه فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر
وقال قل له استغفر لي فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال اللهم اغفر لعبيد أبى
عامر ورأيت بياض إبطيه ثم قال اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك
من الناس فقلت ولى فاستغفر فقال اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله
يوم القيامة مدخلا كريما * قال أبو بردة إحداهما لأبي عامر والأخرى لأبي
موسى باب غزوة الطائف في شوال سنة ثمان * قاله موسى بن عقبة
حدثنا الحميدي سمع سفيان حدثنا هشام عن أبيه عن زينب ابنة أبى سلمة
عن أمها أم سلمة دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعندي مخنث فسمعته يقول
لعبد الله بن أمية يا عبد الله أرأيت ان فتح الله عليكم الطائف غدا فعليك بابنة
غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخلن
هؤلاء عليكن * قال ابن عيينة وقال ابن جريج المخنث هيت حدثنا محمود
حدثنا أبو أسامة عن هشام بهذا وزاد وهو محاصر الطائف يومئذ حدثنا على
ابن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي العباس الشاعر الأعمى عن عبد الله بن
عمرو قال لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف فلم ينل منهم شيئا قال
انا قافلون إن شاء الله فثقل عليهم وقالوا نذهب ولا نفتحه وقال مرة نقفل فقال
اغدوا على القتال فغدوا فأصابهم جراح فقال انا قافلون غدا إن شاء الله فأعجبهم
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال سفيان مرة فتبسم قال قال الحميدي حدثنا
سفيان الخبر كله حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عاصم
قال سمعت أبا عثمان قال سمعت سعدا وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله
وأبا بكرة وكان تسور حصن الطائف في أناس فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
102

فقالا سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة
عليه حرام * وقال هشام وأخبرنا معمر عن عاصم عن أبي العالية أو أبى عثمان
النهدي قال سمعت سعدا وأبا بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عاصم قلت
لقد شهد عندك رجلان حسبك بهما قال أجل اما أحدهما فأول من رمى بسهم في
سبيل الله واما الآخر فنزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثالث ثلاثة وعشرين من
الطائف حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة
عن أبي موسى رضي الله عنه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو نازل
بالجعرانة بين مكة والمدينة ومعه بلال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم اعرابي
فقال الا تنجز لي ما وعدتني فقال له أبشر فقال قد أكثرت على من أبشر فأقبل
على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان فقال رد البشرى فأقبلا أنتما قالا قبلنا ثم
دعا بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه ومج فيه ثم قال اشربا منه وأفرغا على
وجوهكما ونحوركما وأبشرا فأخذ القدح ففعلا فنادت أم سلمة من وراء الستر
ان أفضلا لأمكما فأفضلا لها منه طائفة حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا
إسماعيل حدثنا ابن جريج أخبرني عطاء ان صفوان بن يعلى بن أمية أخبره ان
يعلى كان يقول ليتني أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ينزل عليه قال
فبينا النبي صلى الله عليه وسلم بالجعرانة وعليه ثوب قد أظل به معه فيه ناس
من أصحابه إذ جاءه اعرابي عليه جبة متضمخ بطيب فقال يا رسول الله كيف
ترى في رجل أحرم بعمرة في جبة بعد ما تضمخ بالطيب فأشار عمر إلى يعلى بيده
ان تعال فجاء يعلى فأدخل رأسه فإذا النبي صلى الله عليه وسلم محمر الوجه يغط
كذلك ساعة ثم سرى عنه فقال أين الذي يسألني عن العمرة آنفا فالتمس
الرجل فأتى به فقال اما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات واما الجبة فانزعها
ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجك حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب
103

حدثنا عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال لما أفاء الله
على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس فخطبهم فقال
يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي وكنتم متفرقين فألفكم الله
بي وعالة فأغناكم الله بي كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله امن قال ما يمنعكم ان تجيبوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله امن قال
لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا الا ترضون ان يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون
بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار
ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادى الأنصار وشعبها الأنصار شعار
والناس دثار انكم ستلقون بعدي اثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض
حدثني عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري أخبرنا أنس
ابن مالك رضي الله عنه قال قال ناس من الأنصار حين أفاء الله على رسوله
صلى الله عليه وسلم ما أفاء من أموال هوازن فطفق النبي صلى الله عليه وسلم
يعطى رجالا المائة من الإبل فقالوا يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم
يعطى قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم قال أنس فحدث رسول الله
صلى الله عليه وسلم بمقالتهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من ادم ولم
يدع معهم غيرهم فلما اجتمعوا قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما حديث بلغني
عنكم فقال فقهاء الأنصار اما رؤساؤنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا واما ناس
منا حديثة أسنانهم فقالوا يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطى قريشا
ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم فانى أعطى
رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم اما ترضون ان يذهب الناس بالأموال
وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم فوالله لما تنقلبون به خير مما
104

ينقلبون به قالوا يا رسول الله قد رضينا فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ستجدون
اثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فانى على
الحوض * قال أنس فلم يصبروا حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن أبي
السياح عن أنس قال لما كان يوم فتح مكة قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم
غنائم بين قريش فغضبت الأنصار قال النبي صلى الله عليه وسلم اما ترضون
ان يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا بلى قال
لو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادى الأنصار أو شعبهم حدثنا على
ابن عبد الله حدثنا أزهر عن ابن عون أنبأنا هشام بن زيد بن أنس عن أنس
رضي الله عنه قال لما كان يوم حنين التقى هوازن ومع النبي صلى الله عليه وسلم
عشرة آلاف والطلقاء فأدبروا قال يا معشر الأنصار قالوا لبيك يا رسول الله
وسعديك لبيك نحن بين يديك فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فقال انا عبد الله
ورسوله فانهزم المشركون فأعطى الطلقاء والمهاجرين ولم يعط الأنصار شيئا
فقالوا فدعاهم فأدخلهم في قبة فقال اما ترضون ان يذهب الناس بالشاة والبعير
وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لا خترت شعب الأنصار حدثني محمد
ابن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال جمع النبي صلى الله عليه وسلم ناسا من الأنصار فقال إن قريشا حديث
عهد بجاهلية ومصيبة وانى أردت أن أجبرهم وأتألفهم اما ترضون ان يرجع
الناس بالدنيا وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم قالوا بلى قال
لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت وادى الأنصار أو شعب
الأنصار حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله
قال لما قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسمة حنين قال رجل من الأنصار ما أراد بها
105

وجه الله فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فتغير وجهه ثم قال رحمة الله
على موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال لما كان يوم حنين
آثر النبي صلى الله عليه وسلم ناسا أعطى الأقرع مائة من الإبل وأعطى عيينة
مثل ذلك وأعطى ناسا فقال رجل ما أريد بهذه القسمة وجه الله فقلت لأخبرن
النبي صلى الله عليه وسلم قال رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر
حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا ابن عون عن هشام بن زيد
ابن أنس بن مالك عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لما كان يوم حنين أقبلت
هوازن وغطفان وغيرهم بن عمهم وذراريهم ومع النبي صلى الله عليه وسلم عشرة
آلاف ومن الطلقاء فأدبروا عنه حتى بقي وحده فنادى يومئذ نداءين لم يخلط
بينهما التفت عن يمينه فقال يا معشر الأنصار قالوا لبيك يا رسول أبشر نحن
معك ثم التفت عن يساره فقال يا معشر الأنصار قالوا لبيك يا رسول الله أبشر
نحن معك وهو على بغلة بيضاء فنزل فقال انا عبد الله ورسوله فانهزم المشركون
فأصاب يومئذ غنائم كثيرة فقسم في المهاجرين والطلقاء ولم يعط الأنصار
شيئا فقالت الأنصار إذا كانت شديدة فنحن ندعى ويعطى الغنيمة غيرنا فبلغه
ذلك فجمعهم في قبة فقال يا معشر الأنصار ما حديث بلغني عنكم فسكتوا فقال
يا معشر الأنصار الا ترضون ان يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله صلى
الله عليه وسلم تحوزونه إلى بيوتكم قالوا بلى فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو
سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لاخذت شعب الأنصار فقال هشام
يا أبا حمزة وأنت شاهد ذاك قال وأين أغيب عنه باب السرية التي قبل
نجد حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية قبل نجد فكنت فيها فبلغت
106

سهامنا اثنى عشر بعيرا ونفلنا بعيرا بعيرا فرجعنا بثلاثة عشر بعيرا باب
بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بنى جذيمة حدثنا محمود
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر ح وحدثني نعيم أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر
عن الزهري عن سالم عن أبيه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى
بنى جذيمة فدعاهم إلى الاسلام فلم يحسنوا ان يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا
صبأنا فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ودفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان
يوم امر خالد ان يقتل كل رجل منا أسيره فقلت والله لا اقتل أسيري ولا يقتل
رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكرناه له فرفع
النبي صلى الله عليه وسلم يده فقال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين
باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي ويقال
انها سرية الأنصار حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش حدثني
سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله
عليه وسلم سرية فاستعمل عليها رجلا من الأنصار وأمرهم ان يطيعوه فغضب
فقال أليس امركم النبي صلى الله عليه وسلم ان تطيعوني قالوا بلى قال فاجمعوا لي
حطبا فجمعوا فقال أوقدوا نارا فأوقدوها فقال ادخلوها فهموا وجعل بعضهم
يمسك بعضا ويقولون فررنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من النار فما زالوا
حتى خمدت النار فسكن غضبه فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو دخلوها
ما خرجوا منها إلى يوم القيامة الطاعة في المعروف
(بعث أبى موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع)
حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن أبي برده قال بعث رسول
الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن قال وبعث كل واحد
107

منهما على مخلاف قال واليمن مخلافان ثم قال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا
فانطلق كل واحد منهما إلى عمله قال وكان كل واحد منهما إذا سار في ارضه
وكان قريبا من صاحبه أحدث به عهدا فسلم عليه فسار معاذ في ارضه قريبا
من صاحبه أبى موسى فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه وإذا هو جالس وقد
اجتمع إليه الناس وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه فقال له معاذ يا عبد الله
ابن قيس أيم هذا قال هذا رجل كفر بعد اسلامه قال لا انزل حتى يقتل قال
إنما جئ به لذلك فانزل قال ما انزل حتى يقتل فأمر به فقتل ثم نزل فقال يا عبد
الله كيف تقرأ القرآن قال أتفوقه تفوقا قال فكيف تقرأ أنت يا معاذ قال أنام
أول الليل فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم فأقرأ ما كتب الله لي فأحسب
نومتي كما احسب قومتي حدثني اسحق حدثنا خالد عن الشيباني عن سعيد بن أبي
بردة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه
وسلم بعثه إلى اليمن فسأله عن أشربة تصنع بها فقال وما هي قال البتع والمزر
فقلت لأبي بردة ما البتع قال نبيذ العسل والمزر نبيد الشعير فقال كل مسكر
حرام رواه جرير وعبد الواحد عن عن الشيباني عن أبي بردة حدثنا مسلم حدثنا
شعبة حدثنا سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم جده
أبا موسى ومعاذا إلى اليمن فقال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا
فقال أبو موسى يا نبي الله ان أرضنا بها شراب من الشعير المزر وشراب من العسل
البتع فقال كل مسكر حرام فانطلقا فقال معاذ لأبي موسى كيف تقرأ القرآن
قال قائما وقاعدا وعلى راحلته وأتفوقه تفوقا قال اما انا فأنام وأقوم فأحتسب
نومتي كما احتسب قومتي وضرب فسطاطا فجعلا يتزاوران فزار معاذ أبا موسى فإذا رجل موثق فقال ما هذا فقال أبو موسى يهودي أسلم ثم ارتد فقال معاذ لأضربن عنقه * تابعه العقدي ووهيب عن شعبة وقال وكيع والنضر وأبو داود
108

عن شعبة عن سعيد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه جرير بن
عبد الحميد عن الشيباني عن أبي بردة حدثني عباس بن الوليد هو النرسي حدثنا
عبد الواحد عن أيوب بن عائذ حدثنا قيس بن مسلم قال سمعت طارق بن شهاب
يقول حدثني أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى ارض قومي فجئت ورسول الله صلى الله عليه وسلم منيخ بالأبطح
فقال أحججت يا عبد الله بن قيس قلت نعم يا رسول الله قال كيف قلت قال قلت
لبيك اهلالا كاهلالك قال فهل سقت معك هديا قلت لم اسق قال فطف
بالبيت واسع بين الصفا والمروة ثم حل ففعلت حتى مشطت لي امرأة من نساء
بنى قيس ومكثنا بذلك حتى استخلف عمر حدثني حبان أخبرنا عبد الله عن
زكريا بن إسحاق عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد مولى ابن عباس عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل
حين بعثه إلى اليمن انك ستأتي قوما من أهل الكتاب فإذا جئتهم فادعهم
إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فان هم طاعوا لك بذلك
فأخبرهم ان الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فان هم طاعوا لك
بذلك فأخبرهم ان الله قد فرض عليكم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على
فقرائهم فان هم طاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم
فإنه ليس بينه وبين الله حجاب * قال أبو عبد الله طوعت طاعت وأطاعت
لغة طعت وطعت وأطعت حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن حبيب
ابن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن عمرو بن ميمون ان معاذا رضي الله عنه لما
قدم اليمن صلى بهم الصبح فقرأ واتخذ الله إبراهيم خليلا فقال رجل من القوم
لقد قرت عين أم إبراهيم زاد معاذ عن شعبة عن حبيب عن سعيد عن عمرو ان
النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذ إلى اليمن فقرأ معاذ في صلاة الصبح سورة
109

النساء فلما قال واتخذ الله إبراهيم خليلا قال رجل خلفه قرت عين أم إبراهيم
(بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد رضي الله عنهما)
(إلى اليمن قبل حجة الوداع)
حدثني أحمد بن عثمان حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف بن إسحاق
بن أبي إسحاق حدثني أبي عن أبي إسحاق سمعت البراء رضي الله عنه بعثنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم مع خالد بن الوليد إلى اليمن قال ثم بعث عليا بعد
ذلك مكانه فقال مر أصحاب خالد من شاء منهم ان يعقب معك فليعقب ومن شاء
فليقبل فكنت فيمن عقب معه قال فغنمت أواق ذوات عدد حدثني محمد بن
بشار حدثنا روح بن عبادة حدثنا علي بن سويد بن منجوف عن عبد الله بن بريدة
عن أبيه رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا إلى خالد ليقبض
الخمس وكنت أبغض عليا وقد اغتسل فقلت لخالد الا ترى إلى هذا فلما قدمنا
على النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له فقال يا بريدة أتبغض عليا قلت
نعم قال لا تبغضه فان له في الخمس أكثر من ذلك حدثنا قتيبة حدثنا عبد
الواحد عن عمارة بن القعقاع حدثنا عبد الرحمن بن أبي نعم قال سمعت أبا سعيد
الخدري يقول بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها قال فقسمها بين أربعة نفر بين عينية بن بدر واقرع بن حابس وزيد الخيل والرابع اما علقمة
واما عامر بن الطفيل فقال رجل من أصحابه كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء قال
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال الا تأمنوني وانا امين من في السماء
يأتيني خبر السماء صباحا ومساء قال فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين
ناشز الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار فقال يا رسول الله اتق الله
110

قال ويلك أولست أحق أهل الأرض ان يتقى الله قال ثم ولى الرجل قال خالد بن
الوليد يا رسول الله الا اضرب عنقه قال لا لعله أن يكون يصلى فقال خالد وكم
من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى
لم أؤمر ان أنقب قلوب الناس ولا أشق بطونهم قال ثم نظر إليه وهو مقف
فقال إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم
يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وأظنه قال لئن أدركتهم لأقتلنهم
قتل ثمود حدثنا المكي بن إبراهيم عن ابن جريج قال عطاء قال جابر امر
النبي صلى الله عليه وسلم عليا ان يقيم على احرامه * زاد محمد بن بكر عن ابن جريح
قال عطاء قال جابر فقدم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بسعايته قال له النبي صلى الله
عليه وسلم بم أهللت يا علي قال بما أهل به النبي صلى الله عليه وسلم قال فأهد
وامكث حراما كما أنت قال واهدى له على هديا حدثنا مسدد قال حدثنا
بشر بن المفضل عن حميد الطويل حدثنا بكر البصري انه ذكر لابن عمر ان
انسا حدثهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل بعمرة وحجة فقال أهل
النبي صلى الله عليه وسلم بالحج وأهل لنا به معه فلما قدمنا مكة قال من لم يكن معه
هدى فليجعلها عمرة وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم هدى فقدم علينا علي بن أبي
طالب من اليمن حاجا فقال النبي صلى الله عليه وسلم بم أهللت فان معنا
أهلك قال أهللت بما أهل به النبي صلى الله عليه وسلم قال فأمسك فان معنا هديا
(غزوة ذي الخلصة)
حدثنا مسدد حدثنا خالد حدثنا بيان عن قيس عن جرير قال كان بيت
في الجاهلية يقال له ذو الخلصة والكعبة اليمانية والكعبة الشامية فقال لي النبي
صلى الله عليه وسلم الا تريحني من ذي الخلصة فنفرت في مائة وخمسين راكبا
فكسرناه وقتلنا من وجدنا عنده فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته
111

فدعا لنا ولا حمس حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل حدثنا
قيس قال قال لي جرير رضي الله عنه قال لي النبي صلى الله عليه وسلم الا تريحني
من ذي الخلصة وكان بيتا في خثعم يسمى الكعبة اليمانية فانطلقت في خمسين
ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل وكنت لا أثبت على الخيل فضرب
في صدري حتى رأيت اثر أصابعه في صدري وقال اللهم ثبته واجعله هاديا
مهديا فانطلق إليها فكسرها وحرقها ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال رسول جرير والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل
أجرب قال فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مرات حدثنا يوسف بن
موسى أخبرنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير قال قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تريحني من ذي الخلصة فقلت بلى فانطلقت
في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل وكنت لا أثبت على
الخيل فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضرب يده على صدري حتى
رأيت اثر يده في صدري فقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا قال فما وقعت
عن فرس بعد قال وكان ذو الخلصة بيتا باليمن لخثعم وبجيلة فيه نصب يعبد
يقال له الكعبة قال فأتاها فحرقها بالنار وكسرها قال ولما قدم جرير اليمن
كان بها رجل يستقسم بالأزلام فقيل له ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ههنا
فان قدر عليك ضرب عنقك قال فبينما هو يضرب بها إذ وقف عليه جرير فقال
لتكسرنها ولتشهدا أن لا إله إلا الله أو لأضربن عنقك قال فكسرها وشهد
ثم بعث جرير رجلا من أحمس يكنى أبا أرطأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
يبشره بذلك فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله والذي بعثك
بالحق ما جئت حتى تركتها كأنها جمل أجرب قال فبرك النبي صلى الله عليه وسلم
على خيل أحمس ورجالها خمس مرات
112

(غزوة ذات السلاسل)
وهي غزوة لخم وجذام قاله إسماعيل بن أبي خالد وقال ابن إسحاق عن يزيد عن عروة
هي بلاد بلى وعذرة وبنى القين حدثنا إسحاق أخبرنا خالد بن عبد الله عن خالد
الحذاء عن أبي عثمان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن العاص على جيش
ذات السلاسل قال فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت من الرجال
قال أبوها قلت ثم من قال عمر فعد رجالا فسكت مخافة ان يجعلني في آخرهم
(ذهاب جرير إلى اليمن)
حدثني عبد الله بن أبي شيبة العبسي حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد
عن قيس عن جرير قال كنت بالبحر فلقيت رجلين من أهل اليمن ذا كلاع
وذا عمرو فجعلت أحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ذو عمرو
لئن كان الذي تذكر من امر صاحبك لقد مر على اجله منذ ثلاث واقبلا معي
حتى إذا كنا في بعض الطريق رفع لنا ركب من قبل المدينة فسألناهم فقالوا
قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر والناس صالحون فقالا
أخبر صاحبك انا قد جئنا ولعلنا سنعود إن شاء الله ورجعا إلى اليمن فأخبرت
أبا بكر بحديثهم قال أفلا جئت بهم فلما كان بعد قال لي ذو عمرو يا جرير ان لك
على كرامة وانى مخبرك خبرا انكم معشر العرب لن تزالوا بخير ما كنتم إذا
هلك أمير تأمرتم في آخر فإذا كانت بالسيف كانوا ملوكا يغضبون غضب
الملوك ويرضون رضا الملوك
(غزوة سيف البحر)
وهم يتلقون عيرا لقريش وأمير هم أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه
حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله
113

رضي الله عنهما أنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا قبل الساحل
وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح وهم ثلاثمائة فخرجنا وكنا ببعض الطرق فنى الزاد فأمر أبو عبيدة بأزواد الجيش فجمع فكان مزودي تمر فكان يقوتنا كل
يوم قليل قليل حتى فنى فلم يكن يصيبنا الا تمرة تمرة فقلت ما تغنى عنكم تمرة
فقال لقد وجدنا فقدها حين فنيت ثم انتهينا إلى البحر فإذا حوت مثل الظرب
فأكل منها القوم ثمان عشرة ليلة ثم امر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا
ثم امر براحلة فرحلت ثم مرت تحتهما فلم تصبهما حدثنا علي بن عبد الله
حدثنا سفيان قال الذي حفظناه من عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله
يقول بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة راكب أميرنا أبو عبيدة بن
الجراح نرصد عير قريش فأقمنا بالساحل نصف شهر فأصابنا جوع شديد حتى
أكلنا الخبط فسمى ذلك الجيش جيش الخبط فألقى لنا البحر دابة يقال لها العنبر
فأكلنا منه نصف شهر وأدهنا من ودكه حتى ثابت الينا أجسامنا فاخذ أبو
عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه فعمد إلى أطول رجل معه قال سفيان مرة ضلعا
من أضلاعه فنصبه واخذ رحلا وبعيرا فمر تحته قال جابر وكان رجل من القوم
نحر ثلاث جزائر ثم نحر ثلاث جزائر ثم نحر ثلاث جزائر ثم إن أبا عبيدة نهاه *
وكان عمرو يقول أخبرنا أبو صالح ان قيس بن سعد قال لأبيه كنت في الجيش
فجاعوا قال انحر قال نحرت قال ثم جاعوا قال انحر قال نحرت قال ثم جاعوا قال
انحر قال نحرت ثم جاعوا قال انحر قال نهيت حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن
ابن جريج قال أخبرني عمرو انه سمع جابرا رضي الله عنه يقول غزونا جيش
الخبط وأمر أبو عبيدة فجعنا جوعا شديد فألقى البحر حوتا ميتا لم نر مثله يقال
له العنبر فأكلنا منه نصف شهر فأخذ أبو عبيدة عظما من عظامه فمر الراكب
تحته فأخبرني أبو الزبير انه سمع جابرا يقول قال أبو عبيدة كلوا فلما قدمنا المدينة
114

ذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال كلوا رزقا أخرجه الله أطعمونا
إن كان معكم فآتاه بعضهم فأكله
(حج أبى بكر بالناس في سنة تسع)
حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع حدثنا فليح عن الزهري عن حميد بن
عبد الرحمن عن أبي هريرة ان أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعثه في الحجة التي
امره عليها النبي صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع يوم النحر في رهط يؤذن
في الناس لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان حدثني عبد الله
ابن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال آخر سورة
نزلت كاملة براءة وآخر سورة نزلت خاتمة سورة النساء يستفتونك قل الله
يفتيكم في الكلالة
(وفد بنى تميم)
حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن أبي صخرة عن صفوان بن محرز المازني عن
عمران بن حصين رضي الله عنهما قال أتى نفر من بنى تميم النبي صلى الله عليه وسلم
فقال اقبلوا البشرى يا بنى تميم قالوا يا رسول الله قد بشرتنا فأعطنا فرأى ذلك
في وجهه فجاء نفر من اليمن فقال اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قد
قبلنا يا رسول الله باب قال ابن إسحاق غزوة عيينة بن حصن بن حذيفة
ابن بدر بنى العنبر من بنى تميم بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فأغار وأصاب
منهم ناسا وسبى منهم نساء حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة بن
القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لا أزال أحب بنى تميم
بعد ثلاث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها فيهم أشد أمتي
على الدجال وكانت فيهم سبية عند عائشة فقال اعتقيها فإنها من ولد إسماعيل
115

وجاءت صدقاتهم فقال هذه صدقات قوم أو قومي حدثني إبراهيم بن
موسى حدثنا هشام بن يوسف ان ابن جريج أخبرهم عن ابن أبي مليكة ان
عبد الله بن الزبير أخبرهم انه قدم ركب من بنى تميم على النبي صلى الله عليه وسلم
فقال أبو بكر امر القعقاع بن معبد بن زرارة فقال عمر بل امر الأقرع بن
حابس قال أبو بكر ما أردت الا خلافي قال عمر ما أردت خلافك فتماريا حتى
ارتفعت أصواتهما فنزلت في ذلك يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله
ورسوله حتى انقضت باب وفد عبد القيس حدثني اسحق أخبرنا
أبو عامر العقدي حدثنا قرة عن أبي جمرة قلت لابن عباس ان لي جرة ينتبذ لي
فيها نبيذ فأشربه حلوا في جر ان أكثرت منه فجالست القوم فأطلت الجلوس
خشيت ان افتضح فقال قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقال مرحبا بالقوم غير خزايا ولا الندامى فقالوا يا رسول الله ان بيننا و بينك
المشركين من مضر وانا لا نصل إليك الا في أشهر الحرم حدثنا بجمل من الامر
ان عملنا به دخلنا الجنة وندعو به من وراءنا قال آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع
الايمان بالله هل تدرون ما الايمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وأقام الصلاة
وايتاء الزكاة وصوم رمضان وان تعطوا من المغانم الخمس وأنهاكم عن أربع
ما انتبذ في الدباء والنقير والحنتم والمزفت حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد
ابن زيد عن أبي جمرة سمعت ابن عباس يقول قدم وفد عبد القيس على النبي صلى الله
عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انا هذا الحي من ربيعة وقد حالت بيننا وبينك
كفار مضر فلسنا نخلص إليك الا في شهر حرام فمرنا بأشياء نأخذ بها وندعو
إليها من وراءنا قال آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الايمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله
وعقد واحدة وأقام الصلاة وايتاء الزكاة وان تؤدوا لله خمس
ما غنمتم وأنهاكم عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت حدثنا يحيى بن سليمان
116

حدثني ابن وهب أخبرني عمرو وقال بكر بن مضر عن عمرو بن الحرث عن بكير
ان كريبا مولى ابن عباس حدثه ان ابن عباس وعبد الرحمن بن أزهر والمسور بن
مخرمة أرسلوا إلى عائشة فقالوا اقرأ عليها السلام منا جميعا وسلها عن الركعتين
بعد العصر وانا أخبرنا انك تصليها وقد بلغنا ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى
عنها قال ابن عباس وكنت اضرب مع عمر الناس عنهما قال كريب فدخلت عليها
وبلغتها ما أرسلوني فقالت سل أم سلمة فأخبرتهم فردوني إلى أم سلمة بمثل
ما أرسلوني إلى عائشة فقالت أم سلمة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى
عنهما وانه صلى العصر ثم دخل على وعندي نسوة من بنى حرام من الأنصار
فصلاهما فأرسلت إليه الخادم فقلت قومي إلى جنبه فقولي تقول أم سلمة يا رسول الله
ألم أسمعك تنهى عن هاتين الركعتين فأراك تصليهما فان أشار بيده فاستأخري
ففعلت الجارية فأشار بيده فاستأخرت عنه فلما انصرف قال يا بنت أبي أمية
سألت عن الركعتين بعد العصر انه اتاني أناس من عبد القيس بالاسلام من
قومهم فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان حدثني عبد الله
ابن محمد الجعفي حدثنا أبو عامر عبد الملك حدثنا إبراهيم هو ابن طهمان عن أبي
جمرة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أول جمعة جمعت بعد جمعة جمعت
في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد عبد القيس بجواثي يعنى قرية
من البحرين باب وفد بنى حنيفة وحديث ثمامة بن أثال حدثنا عبد الله
ابن يوسف حدثنا الليث قال حدثني سعيد بن أبي سعيد انه سمع أبا هريرة
رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل
من بنى حنيفة يقال له ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج
إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما عندك يا ثمامة فقال عندي خير يا محمد ان
تقتلني تقتل ذا دم وان تنعم تنعم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل منه
117

ما شئت فترك حتى كان الغد ثم قال له ما عندك يا ثمامة فقال ما قلت لك ان تنعم
تنعم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد فقال ما عندك يا ثمامة قال عندي ما قلت لك
فقال أطلقوا ثمامة فانطلق إلى نجل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال
اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله يا محمد والله ما كان على الأرض
وجه أبغض إلى من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلى والله ما كان
من دين أبغض إلى من دينك فأصبح دينك أحب الدين إلى والله ما كان من
بلد أبغض إلى من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلى وان خيلك أخذتني وانا
أريد العمرة فماذا ترى فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره ان يعتمر
فلما قدم مكة قال له قائل صبوت قال لا والله ولكن أسلمت مع محمد رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي
صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين
حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم مسيلمة الكذاب
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول إن جعل لي محمد من بعده
تبعته وقدمها في بشر كثير من قومه فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومعه ثابت بن قيس بن شماس وقى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعة جريد
حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن
تعدو امر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله وانى لأراك الذي أريت فيه
ما رأيت وهذا ثابت يجيبك عنى ثم انصرف عنه قال ابن عباس فسألت عن
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم انك أرى الذي أريت فيه ما رأيت فأخبرني
أبو هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا انا نائم رأيت في يدي
سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحى إلى في المنام ان انفخهما فنفختهما فطارا
فأولتهما كذابين يخرجان بعدي أحدهما العنسي والآخر مسيلمة حدثنا
118

إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا انا نائم اتيت بخزائن الأرض
فوضع في كفى سواران من ذهب فكبرا على فأوحى إلى أن انفخهما فنفختهما
فذهبا فأولتهما الكذابين اللذين انا بينهما صاحب صنعاء وصاحب اليمامة
حدثنا الصلت بن محمد قال سمعت مهدي بن ميمون قال سمعت أبا رجاء
العطاردي يقول كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرا هو أخير ألقيناه واخذنا
الآخر فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم
طفنا به فإذا دخل شهر رجب قلنا منصل الأسنة فلا ندع رمحا فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة الا نزعناه وألقيناه شهر رجب * وسمعت أبا رجاء يقول
كنت يوم بعث النبي صلى الله عليه وسلم غلاما أرعى الإبل على أهلي فلما سمعنا
بخروجه فررنا إلى النار إلى مسيلمة الكذاب
(قصة الأسود العنسي)
حدثنا سعيد بن محمد الجرمي حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح
عن ابن عبيدة بن نشيط وكان في موضع آخر اسمه عبد الله ان عبيد الله بن عبد الله
ابن عتبة قال بلغنا ان مسيلمة الكذاب قدم المدينة فنزل في دار بنت الحرث
وكان تحته بنت الحرث بن كريز وهي أم عبد الله بن عامر فأتاه رسول الله صلى الله
عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس وهو الذي يقال له خطيب رسول الله
صلى الله عليه وسلم وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قضيب فوقف عليه
فكلمه فقال له مسيلمة إن شئت خليت بيننا وبين الامر ثم جعلته لنا بعدك
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه وانى لأراك
الذي أريت فيه ما أريت وهذا ثابت بن قيس وسيجيبك عنى فانصرف النبي
119

صلى الله عليه وسلم * قال عبيد الله بن عبد الله سألت عبد الله بن عباس عن رؤيا
رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ذكر فقال ابن عباس ذكر لي ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال بينا انا نائم أريت انه وضع في يدي سواران من ذهب
ففظعتهما وكرهتهما فأذن لي فنفختهما فطارا فأولتهما كذا بين يخرجان فقال
عبيد الله أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن والآخر مسيلمة الكذاب
باب قصة أهل نجران حدثني عباس بن الحسين حدثنا يحيى بن آدم
عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة قال جاء العاقب والسيد
صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان ان يلاعناه قال فقال
أحدهما لصاحبه لا تفعل فوالله لئن كان نبيا فلاعنا لا نفلح نحن ولا عقبنا من
بعدنا قالا انا نعطيك ما سألتنا وابعث معنا رجلا أمينا ولا تبعث معنا الا أمينا
فقال لأبعثن معكم رجلا أمينا حق امين فاستشرف له أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال قم يا أبا عبيدة بن الجراح فلما قام قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم هذا امين هذه الأمة حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا
شعبة قال سمعت أبا إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة رضي الله عنه قال جاء
أهل نجران إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ابعث لنا رجلا أمينا فقال لأبعثن
إليكم رجلا أمينا حق امين فاستشرف له الناس فبعث أبا عبيدة بن الجراح
حدثنا؟ وليد حدثنا شعبة عن خالد عن أبي قلابة عن أنس عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال لكل أمة امين وامين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح
(قصة عمان والبحرين)
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان سمع ابن المنكدر جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قد جاء مال البحرين لقد
120

أعطيتك هكذا وهكذا ثلاثا يقدم مال البحرين حتى قبض رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلما قدم على أبي بكر امر مناديا فنادى من كان له عند النبي صلى الله
عليه وسلم دين أو عدة فليأتني قال جابر فجئت أبا بكر فأخبرته ان النبي صلى الله
عليه وسلم قال لو جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا ثلاثا قال فأعطاني
قال جابر فلقيت أبا بكر بعد ذلك فسألته فلم يعطني ثم اتيته فلم يعطني ثم اتيته
الثالثة فلم يعطني فقلت له قد اتيتك فلم تعطني ثم اتيتك فلم تعطني ثم اتيتك
فلم تعطني فاما ان تعطيني واما ان تبخل عنى فقال أقلت تبخل عنى وأي داء أدوأ
من البخل قالها ثلاثا ما منعتك من مرة الا وانا أريد ان أعطيك * وعن عمرو
عن محمد بن علي سمعت جابر بن عبد الله يقول جئته فقال لي أبو بكر عدها فعددتها
فوجدتها خمسمائة فقال خذ مثلها مرتين باب قدوم الأشعريين وأهل
اليمن * وقال أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم هم منى وانا منهم حدثني
عبد الله بن محمد وإسحاق بن نصر قالا حدثنا يحيى بن آدم حدثنا بن أبي زائدة
عن أبيه عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن أبي موسى قال قدمت انا واخى
من اليمن فمكثنا حينا ما نرى ابن مسعود وأمه الا من أهل البيت من كثرة
دخولهم ولزومهم له حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد السلام عن أيوب عن أبي
قلابة عن زهدم قال لما قدم أبو موسى أكرم هذا الحي من جرم وانا لجلوس
عنده وهو يتغدى دجاجا وفي القوم رجل جالس فدعاه إلى الغداء فقال إني
رأيته يأكل شيئا فقذرته فقال هلم فانى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكله
فقال إني حلفت لا آ كله فقال هلم أخبرك عن يمينك انا اتينا النبي صلى الله
عليه وسلم نفر من الأشعريين فاستحملناه فأبى ان يحملنا فاستحملناه فحلف أن لا
يحملنا ثم لم يلبث النبي صلى الله عليه وسلم ان أتى بنهب إبل فأمر لنا بخمس ذود
فلما قبضناها قلنا تغفلنا النبي صلى الله عليه وسلم يمينه لا نفلح بعدها ابدا فأتيته
121

فقلت يا رسول الله انك حلفت أن لا تحملنا وقد حملتنا قال أجل ولكن لا احلف
على يمين فأرى غيرها خيرا منها الا اتيت الذي هو خير منها حدثني عمرو
ابن علي حدثنا أبو عاصم حدثنا سفيان حدثنا أبو صخرة جامع بن شداد حدثنا
صفوان بن محرز المازني قال حدثنا عمران بن حصين قال جاءت بنو تميم إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبشروا يا بنى تميم فقالوا اما إذا بشرتنا فأعطنا
فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء ناس من أهل اليمن فقال النبي
صلى الله عليه وسلم اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قد قبلنا يا رسول الله
حدثني عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن إسماعيل
ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال الايمان ههنا وأشار بيده إلى اليمن والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين عند
أصول أذناب الإبل من حيث يطلع قرنا الشيطان ربيعة ومضر حدثنا محمد
ابن بشار حدثنا ابن أبي عدى عن شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اتاكم أهل اليمن هم ارق أفئدة
وألين قلوبا الايمان يمان والحكمة يمانية والفجر والخيلاء في أصحاب الإبل
والسكينة والوقار في أهل الغنم * وقال غندر عن شعبة عن سليمان سمعت ذكوان
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا إسماعيل حدثني اخى عن سليمان عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
الايمان يمان والفتنة ههنا ههنا يطلع قرن الشيطان حدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال اتاكم أهل اليمن أضعف قلوبا وارق أفئدة الفقه يمان والحكمة يمانية
حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الا عمش عن إبراهيم عن علقمة قال كنا جلوسا
مع ابن مسعود فجاء خباب فقال يا أبا عبد الرحمن أيستطيع هؤلاء الشباب
122

ان يقرؤوا كما تقرأ قال اما انك لو شئت أمرت بعضهم يقرأ عليك قال أجل
قال اقرأ يا علقمة فقال زيد بن حدير أخو زياد بن حدير أتأمر علقمة ان يقرأ
وليس بأقرئنا قال اما انك إن شئت أخبرتك بما قال النبي صلى الله عليه وسلم
في قومك وقومه فقرأت خمسين آية من سورة مريم فقال عبد الله كيف ترى
قال قد أحسن قال عبد الله ما اقرأ شيئا الا وهو يقرؤه ثم التفت إلى خباب
وعليه خاتم من ذهب فقال ألم يأن لهذا الخاتم ان يلقى قال اما انك لن تراه على
بعد اليوم فألقاه * رواه غندر عن شعبة
(قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي)
حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ابن ذكوان عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال جاء الطفيل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن
دوسا قد هلكت عصت وأبت فادع الله عليهم فقال اللهم اهد دوسا وائت
بهم حدثني محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا إسماعيل عن قيس عن أبي
هريرة قال لما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم قلت في الطريق
يا ليلة من طولها وعنائها * على أنها من دارة الكفر نجت
وابق غلام لي في الطريق فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته فبينا
انا عنده إذ طلع الغلام فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة هذا
غلامك فقلت هو لوجه الله فأعتقته باب قصة وفد طيئ وحديث
عدى بن حاتم حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك
عن عمرو بن حريث عن عدى بن حاتم قال اتينا عمر في وفد فجعل يدعو رجلا
رجلا ويسميهم فقلت اما تعرفني يا أمير المؤمنين قال بلى أسلمت إذ كفروا وأقبلت
إذ أدبروا ووفيت إذ غدروا وعرفت إذ نكروا فقال عدى فلا أبالي إذا
باب حجة الوداع حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا مالك عن ابن
123

شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت خرجنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فأهللنا بعمرة ثم قال لنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم من كان عنده هدى فليهل بالحج مع العمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما
جميعا فقدمت معه مكة وانا حائض ولم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة
فشكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انقضى رأسك وامتشطي
وأهلي بالحج ودعى العمرة ففعلت فلما قضينا الحج أرسلني رسول الله صلى الله
عليه وسلم مع عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما إلى التنعيم فاعتمرت
فقال هذه مكان عمرتك قالت فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا
والمروة ثم حلوا ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى واما الذين جمعوا
الحج والعمرة فإنما طافوا طوافا واحدا حدثني عمرو بن علي حدثنا يحيى بن
سعيد حدثنا ابن جريج حدثني عطاء عن ابن عباس إذا طاف بالبيت فقد حل
فقلت من أين قال هذا ابن عباس قال من قول الله تعالى ثم محلها إلى البيت
العتيق ومن امر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ان يحلوا في حجة الوداع فقلت
إنما كان ذلك بعد المعرف قال كان ابن عباس يراه قبل وبعد حدثني بيان
حدثنا النضر أخبرنا شعبة عن قيس قال سمعت طرفا عن أبي موسى الأشعري
رضي الله عنه قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فقال أحججت
قلت نعم قال كيف أهللت قلت لبيك باهلال كاهلال رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال طف بالبيت وبالصفا والمروة ثم حل فطفت بالبيت وبالصفا
والمروة واتيت امرأة من قيس ففلت رأسي حدثني إبراهيم بن المنذر
حدثنا أنس بن عياض حدثنا موسى بن عقبة عن نافع ان ابن عمر أخبره ان
حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته ان النبي صلى الله عليه وسلم امر
أزواجه ان يحللن عام حجة الوداع فقالت حفصة فما يمنعك فقال لبدت رأسي
124

وقلدت هديي فلست أحل حتى انحر هديي حدثنا أبو اليمان حدثني شعيب
عن الزهري وقال محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي قال أخبرني ابن شهاب
عن سليمان بن يسار عن ابن عباس رضي الله عنهما ان امرأة من خثعم استفتت
رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع والفضل بن عباس رديف رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان فريضة الله على عباده أدركت
أبى شيخا كبيرا لا يستطيع ان يستوى على الراحلة فقل يقضى ان أحج عنه قال
نعم حدثني محمد حدثنا سريج بن النعمان حدثنا فليح عن نافع عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال اقبل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح وهو مردف أسامة
على القصواء ومعه بلال وعثمان بن طلحة حتى أناخ عند البيت ثم قال لعثمان ائتنا
بالمفتاح فجاءه بالمفتاح ففتح له الباب فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وأسامة
وبلال وعثمان ثم اغلقوا عليهم الباب فمكث نهارا طويلا ثم خرج وابتدر
الناس الدخول فسبقتهم فوجدت بلالا قائما من وراء الباب فقلت له أين صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى بين ذينك العمودين المقدمين وكان
البيت على ستة أعمدة سطرين صلى بين العمودين من السطر المقدم وجعل
باب البيت خلف ظهره واستقبل بوجهه الذي يستقبلك حين تلج البيت بينه
وبين الجدار قال ونسيت ان أسأله كم صلى وعند المكان الذي صلى فيه مرمرة
حمراء حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني عروة بن الزبير
وأبو سلمة بن عبد الرحمن ان عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتهما ان
صفية بنت حيى زوج النبي صلى الله عليه وسلم حاضت في حجة الوداع فقال
النبي صلى الله عليه وسلم أحابستنا هي فقلت انها قد أفاضت يا رسول الله
وطافت بالبيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم فلتنفر حدثنا يحيى بن سليمان
قال أخبرني ابن وهب قال حدثني عمر بن محمد ان أباه حدثه عن ابن عمر رضى الله
125

عنهما قال كنا نتحدث بحجة الوداع والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا
ولا ندري ما حجة الوداع فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر المسيح الدجال فأطنب
في ذكره وقال ما بعث الله من نبي الا أنذر أمته أنذره نوح والنبيون من بعده
وانه يخرج فيكم فما خفى عليكم من شأنه فليس يخفى عليكم ان ربكم ليس على
ما يخفى عليكم ثلاثا ان ربكم ليس بأعور وانه أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة
طافية الا ان الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا
في شهركم هذا الا هل بلغت قالوا نعم قال اللهم اشهد ثلاثا ويلكم أو ويحكم
انظروا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض حدثنا عمرو
ابن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال حدثني زيد بن أرقم ان النبي صلى الله
عليه وسلم غزا تسع عشرة غزوة وانه حج بعدما هاجر حجة واحدة لم يحج
بعدها حجة الوداع قال أبو إسحاق وبمكة أخرى حدثنا حفص بن عمر حدثنا
شعبة عن علي بن مدرك عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع لجرير استنصت الناس فقال لا ترجعوا
بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض حدثني محمد بن المثنى حدثنا عبد
الوهاب حدثنا أيوب عن محمد عن ابن أبي بكرة عن أبي بكرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض السنة
اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم
ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان أي شهر هذا قلنا الله ورسوله اعلم
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس ذو الحجة قلنا بلى قال فأي بلد
هذا قلنا الله ورسوله اعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس
البلدة قلنا بلى قال فأي يوم هذا قلنا الله ورسوله اعلم فسكت حتى ظننا أنه
سيسميه بغير اسمه قال أليس يوم النحر قلنا بلى قال فان دماءكم وأموالكم قال
126

محمد واحسبه قال واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا
في شهركم هذا وستلقون ربكم فسيسألكم عن أعمالكم الا فلا ترجعوا بعدي
ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض الا ليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من
يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه فكان محمد إذا ذكره يقول صدق
محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال الا هل بلغت مرتين حدثنا محمد بن يوسف
حدثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب ان أناسا من اليهود قالوا
لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا فقال عمر اية آية فقالوا
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فقال
عمر انى لأعلم أي مكان أنزلت أنزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف
بعرفة حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن
ابن نوفل عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت خرجنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم فمنا من أهل بعمرة ومنا من أهل بحجة ومنا من أهل بحج وعمرة
وأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج فأما من أهل بالحج أو جمع الحج
والعمرة فلم يحلوا حتى يوم النحر حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك
وقال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حدثنا إسماعيل حدثنا
مالك مثله حدثنا أحمد بن يونس حدثنا إبراهيم هو ابن سعد حدثنا ابن
شهاب عن عامر بن سعد عن أبيه قال عادني النبي صلى الله عليه وسلم في حجة
الوداع من وجع أشفيت منه على الموت فقلت يا رسول الله بلغ بي من الوجع
ما ترى وانا ذو مال ولا يرثني الا ابنة لي واحدة فأتصدق بثلثي مالي قال لا قلت
أفأتصدق بشطره قال لا قلت فالثلث قال الثلث والثلث كثير انك ان تذر ورثتك
أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ولست تنفق نفقة تبتغى بها
وجه الله الا اجرت بها حتى اللقمة تجعلها في امرأتك قلت يا رسول الله أأخلف
127

بعد أصحابي قال إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغى به وجه الله الا ازددت به درجة
ورفعة ولعلك تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم امض
لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة رثى له
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان توفى بمكة حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا
أبو ضمرة حدثنا موسى بن عقبة عن نافع ان ابن عمر رضي الله عنهما أخبرهم
ان النبي صلى الله عليه وسلم حلق رأسه في حجة الوداع حدثنا عبيد الله بن
سعيد حدثنا محمد بن بكر حدثنا ابن جريج أخبرني موسى بن عقبة عن نافع
أخبره ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم حلق رأسه في حجة الوداع وأناس
من أصحابه وقصر بعضهم حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن ابن شهاب
وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله ان عبد الله بن
عباس رضي الله عنهما أخبره انه اقبل يسير على حمار ورسول الله صلى الله عليه
وسلم قائم بمنى في حجة الوداع يصلى بالناس فسار الحمار بين يدي بعض الصف
ثم نزل عنه فصف مع الناس حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن هشام قال حدثني أبي
قال سئل أسامة وانا شاهد عن سير النبي صلى الله عليه وسلم في حجته فقال
العنق فإذا وجد فجوة نص حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن
سعيد عن عدى بن ثابت عن عبد الله بن يزيد الخطمي ان أبا أيوب أخبره انه
صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع المغرب والعشاء جميعا
باب غزوة تبوك وهي غزوة العسرة حدثنا محمد بن العلاء حدثنا
أبو أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه
قال أرسلني أصحابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله الحملان لهم
إذ هم معه في جيش العسرة وهي غزوة تبوك فقلت يا نبي الله ان أصحابي أرسلوني
إليك لتحملهم فقال والله لا أحملكم على شئ ووافقته وهو غضبان ولا اشعر
128

ورجعت حزينا من منع النبي صلى الله عليه وسلم ومن مخافة أن يكون النبي
صلى الله عليه وسلم وجد في نفسه على فرجعت إلى أصحابي فأخبرتهم الذي قال
النبي صلى الله عليه وسلم فلم البث الا سويعة إذ سمعت بلالا ينادى أي عبد الله
ابن قيس فأجبته فقال أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك فلما اتيته قال
خذ هذين القرينين وهذين القرينين لستة أبعرة ابتاعهن حينئذ من سعد
فانطلق بهن إلى أصحابك فقل ان الله أو قال إن رسول الله صلى عليه وسلم
يحملكم على هؤلاء فاركبوهن فانطلقت إليهم بهن فقلت ان النبي صلى الله عليه
وسلم يحملكم على هؤلاء ولكني والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى
من سمع مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تظنوا انى حدثتكم شيئا لم يقله
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لي انك عندنا لمصدق ولنفعلن ما أحببت
فانطلق أبو موسى بنفر منهم حتى اتوا الذين سمعوا قول رسول الله صلى الله عليه
وسلم منعه إياهم ثم اعطاءهم بعد فحدثوهم بمثل ما حدثهم به أبو موسى حدثنا
مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك واستخلف عليا فقال أتخلفني في الصبيان
والنساء قال الا ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا انه ليس نبي
بعدي * وقال أبو داود حدثنا شعبة عن الحكم سمعت مصعبا حدثنا عبيد الله
ابن سعيد حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج قال سمعت عطاء يخبر قال أخبرني
صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم العسرة
قال كان يعلى يقول تلك الغزوة أوثق اعمالي عندي قال عطاء فقال صفوان قال
يعلى فكان لي أجير فقاتل انسانا فعض أحدهما يد الآخر قال عطاء فلقد أخبرني
صفوان أيهما عض الآخر فنسيته قال فانتزع المعضوض يده من في العاض
فانتزع احدى ثنيتيه فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فأهدر ثنيته قال عطاء
129

وحسبت أنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أفيدع يده في فيك تقضمها كأنها
في في فحل يقضمها باب حديث كعب بن مالك وقول الله عزو جل
وعلى الثلاثة الذين خلفوا حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل
عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ان عبد الله بن كعب
ابن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمى قال سمعت كعب بن مالك يحدث
حين تخلف عن قصة تبوك قال كعب لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم في غزوة غزاها الا في غزوة تبوك غير انى كنت تخلفت في غزوة بدر
ولم يعاتب أحدا تخلف عنها إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد
عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الاسلام وما أحب
ان لي بها مشهد بدر وان كانت بدر اذكر في الناس منها كان من خبري انى
لم أكن قط أقوى ولا أيسر حين تخلفت عنه في تلك الغزاة والله ما اجتمعت
عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتها في تلك الغزوة ولم يكن رسول الله
صلى الله عليه وسلم يريد غزوة الا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة غزاها
رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا وعدوا
كثيرا فجلى للمسلمين امرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجهه الذي يريد
والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ
يريد الديوان قال كعب فما رجل يريد أن يتغيب الا ظن أن سيخفي له ما لم ينزل
فيه وحي الله وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت
الثمار والظلال وتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه فطفقت
أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ولم اقض شيئا فأقول في نفسي انا قادر عليه
فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم
130

والمسلمون معه ولم اقض من جهازي شيئا فقلت أتجهز بعده بيوم أو يومين
ثم ألحقهم فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز فرجعت ولم اقض شيئا ثم غدوت
ثم رجعت ولم اقض شيئا فلم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو وهممت ان
ارتحل فأدركهم وليتني فعلت فلم يقدر لي ذلك فكنت إذا خرجت في الناس
بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفت فيهم أحزنني انى لا أرى
الا رجلا مغموصا عليه النفاق أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء ولم يذكرني
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك
ما فعل كعب فقال رجل من بنى سلمة يا رسول الله حبسه برداه ونظره في عطفيه
فقال معاذ بن جبل بئسما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه الا خير فسكت
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كعب بن مالك فلما بلغني انه توجه قافلا
حضرني همي فطفقت أتذكر الكذب وأقول بماذا اخرج من سخطه غدا
واستعنت على ذلك بكل ذي رأى من أهلي فلما قيل إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قد أظل قادما زاح عنى الباطل وعرفت انى لن اخرج منه ابدا بشئ
فيه كذب فأجمعت صدقه وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما وكان
إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فيركع فيه ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل
ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا بضعة وثمانين
رجلا فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم
ووكل سرائرهم إلى الله فجئته فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال تعال
فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال لي ما خلفك ألم تكن قد ابتعت
ظهرك فقلت بلى انى والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت ان
سأخرج من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلا ولكني والله لقد علمت لئن
حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عنى ليوشكن الله ان يسخطك على ولئن
131

حدثتك حديث صدق تجد على فيه انى لأرجو فيه عفو الله لا والله ما كان لي
من عذر والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر منى حين تخلفت عنك فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اما هذا فقد صدق فقم حتى يقضى الله فيك
فقمت وثار رجال من بنى سلمة فاتبعوني فقالوا لي والله ما علمناك كنت أذنبت
ذنبا قبل هذا ولقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بما اعتذر إليه المتخلفون قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله
صلى الله عليه وسلم لك فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن ارجع فأكذب
نفسي ثم قلت لهم هل لقى هذا معي أحد قالوا نعم رجلان قالا مثل ما قلت فقيل
لهما مثل ما قيل لك فقلت من هما قالوا مرارة بن الربيع العمرى وهلال بن
أمية الواقفي فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة فمضيت
حين ذكروهما لي ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيها
الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي
الأرض فما هي التي اعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فأما صاحباي فاستكانا
وقعدا في بيوتهما يبكيان واما انا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت
اخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد وآتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول
في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام على أم لا ثم اصلى قريبا منه فأسارقه
النظر فإذا أقبلت على صلاتي اقبل إلى وإذا التفت نحوه أعرض عنى حتى إذا
طال على ذلك من جفوة الناس مشيت حتى تسورت جدار حائط أبى قتادة
وهو ابن عمى وأحب الناس إلى فسلمت عليه فوالله ما رد على السلام فقلت يا أبا
قتادة أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله فسكت فعدت له فنشدته
فسكت فعدت له فنشدته فقال الله ورسوله اعلم ففاضت عيناي وتوليت
132

حتى تسورت الجدار قال فبينا انا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط
أهل الشأم ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل على كعب بن مالك
فطفق الناس يشيرون له حتى إذا جاءني دفع إلى كتابا من ملك غسان فإذا
فيه اما بعد فإنه قد بلغني ان صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان
ولا مضيعة فالحق بنا نواسك فقلت لما قرأتها وهذا أيضا من البلاء فتيممت بها
التنور فسجرته بها حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول رسول
الله صلى الله عليه وسلم يأتيني فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك
ان تعتزل امرأتك فقلت أطلقها أم ماذا افعل قال لا بل اعتزلها ولا تقربها
وارسل إلى صاحبي مثل ذلك فقلت لامرأتي ألحقي بأهلك فتكوني عندهم
حتى يقضى الله في هذا الامر قال كعب فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول
الله صلى عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له
خدام فهل تكره ان أخدمه قال لا ولكن لا يقربك قالت إنه والله ما به
حركة إلى شئ والله ما زال يبكى منذ كان من امره ما كان إلى يومه هذا
فقال لي بعض أهلي لو استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأتك كما
اذن لامرأة هلال بن أمية ان تخدمه فقلت والله لا أستأذن فيها رسول الله
صلى الله عليه وسلم وما يدريني ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
استأذنته فيها وانا رجل شاب فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا
خمسون ليلة من حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا فلما صليت
صلاة الفجر صبح خمسين ليلة وانا على ظهر بيت من بيوتنا فبينا انا جالس على
الحال التي ذكر الله قد ضاقت على نفسي وضاقت على الأرض بما رحبت سمعت
صوت صارخ أوفى على جبل سلع بأعلى صوته يا كعب بن مالك أبشر قال
فخررت ساجدا وعرفت ان قد جاء فرج وآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم
133

بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا وذهب قبل
صاحبي مبشرون وركض إلى رجل فرسا وسعى ساع من أسلم فأوفى على
الجبل وكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني
نزعت له ثوبي فكسوته إياهما ببشراه والله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت
ثوبين فلبستهما وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتلقاني الناس
فوجا فوجا يهنوني بالتوبة يقولون لتهنك توبة الله عليك قال كعب حتى دخلت
المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس فقام إلى طلحة
ابن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني والله ما قام إلى رجل من المهاجرين
غيره ولا أنساها لطلحة قال كعب فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور أبشر بخير
يوم مر عليك منذ ولدتك أمك قال قلت امن عندك يا رسول الله أم من عند الله
قال لا بل من عند الله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه
حتى كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه فلما جلست بين يديه قلت يا رسول الله
ان من توبتي ان انخلع من مالي صدقة إلى الله والى رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امسك عليك بعض مالك فهو خير لك
قلت فانى امسك سهمي الذي بخيبر فقلت يا رسول الله ان الله إنما نجاني بالصدق
وان من توبتي أن لا أحدث الا صدقا ما بقيت فوالله ما اعلم أحدا من المسلمين
أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم
أحسن مما أبلاني ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى يومى هذا كذبا وانى لأرجو ان يحفظني الله فيما بقيت وانزل الله تعالى على
رسوله صلى الله عليه وسلم لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار إلى
قوله وكونوا مع الصادقين فوالله ما أنعم الله على من نعمة قط بعد أن هداني
134

للاسلام أعظم في نفسي من صدقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون
كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا فان الله تعالى قال للذين كذبوا حين انزل
الوحي شر ما قال لاحد فقال تبارك وتعالى سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إلى
قوله فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين قال كعب وكنا تخلفنا أيها الثلاثة
عن امر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له
فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا حتى قضى الله
فيه فبذلك قال الله وعلى الثلاثة الذين خلفوا وليس الذي ذكر الله مما خلفنا عن
الغزو وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه
(نزول النبي صلى الله عليه وسلم الحجر)
حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري
عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر
قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم ان يصيبكم ما أصابهم الا ان تكونوا
باكين ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي حدثنا يحيى بن بكير
حدثنا مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لأصحاب الحجر لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين الا ان تكونوا
باكين ان يصيبكم مثل ما أصابهم باب حدثنا يحيى بن بكير عن الليث
عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن سعد بن إبراهيم عن نافع بن جبير عن عروة بن
المغيرة عن أبيه المغيرة بن شعبة قال ذهب النبي صلى الله عليه وسلم لبعض
حاجته فقمت أسكب عليه الماء لا اعلمه الا قال في غزوة تبوك فغسل وجهه
وذهب يغسل ذراعيه فضاق عليه كم الجبة فأخرجهما من تحت جبته فغسلهما
ثم مسح على خفيه حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان حدثني عمرو بن يحيى
135

عن عباس بن سهل بن سعد عن أبي حميد قال أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم
من غزوة تبوك حتى إذا أشرفنا على المدينة قال هذه طابة وهذا أحد جبل
يحبنا ونحبه حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا حميد الطويل عن أنس
ابن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك
فدنا من المدينة فقال إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا
كانوا معكم قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة قال وهم بالمدينة حبسهم العذر
(كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر)
حدثنا إسحاق حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب
قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله ان ابن عباس أخبره ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعث بكتابه إلى كسرى مع عبد الله بن حذافة السهمي فأمره ان يدفعه
إلى عظيم البحرين فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه مزقه فحسبت
ان ابن المسيب قال فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يمزقوا كل
ممزق حدثنا عثمان بن الهيثم حدثنا عوف عن الحسن عن أبي بكرة قال لقد
نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام الجمل بعد
ما كدت ان الحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم قال لما بلغ رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال لن يفلح فوم ولوا
امرهم امرأة حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سمعت الزهري
عن السائب بن يزيد يقول اذكر انى خرجت مع الغلمان إلى ثنية الوداع نتلقى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال سفيان مرة مع الصبيان حدثنا عبد الله
ابن محمد حدثنا سفيان عن الزهري عن السائب اذكر انى خرجت مع الصبيان
نتلقى النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثنية الوداع مقدمه من غزوة تبوك
136

باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته وقول الله تعالى انك
ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون * وقال يونس عن
الزهري قال عروة قالت عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم
يقول في مرضه الذي مات فيه يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت
بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم حدثنا يحيى بن بكير
حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن عبد الله بن
عباس رضي الله عنهما عن أم الفضل بنت الحرث قالت سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفا ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبضه الله
حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدنى ابن عباس فقال له عبد
الرحمن بن عوف ان لنا أبناء مثله فقال إنه من حيث تعلم فسأل عمر ابن عباس
عن هذه الآية إذا جاء نصر الله والفتح فقال أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم
اعلمه إياه فقال ما اعلم منها الا ما تعلم حدثنا قتيبة حدثنا سفيان عن سليمان
الأحول عن سعيد بن جبير قال قال ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد
برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال ائتوني اكتب لكم كتابا لن تضلوا
بعده ابدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ما شأنه أهجر استفهموه
فذهبوا يردون عليه فقال دعوني فالذي انا فيه خير مما تدعوني إليه وأوصاهم
بثلاث قال اخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت
أجيزهم وسكت عن الثالثة أو قال فنسيتها حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد
الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال
فقال النبي صلى الله عليه وسلم هلموا اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال
137

بعضهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا
كتاب الله فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم
كتابا لا تضلوا بعده ومنهم من يقول غير ذلك فلما أكثروا اللغو والاختلاف
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا * قال عبيد الله فكان يقول ابن عباس
ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ان يكتب
لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل
اللخمي حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام في شكواه الذي قبض فيه
فسارها بشئ فبكت ثم دعاها فسارها بشئ فضحكت فسألنا عن ذلك فقالت
سارني النبي صلى الله عليه وسلم انه يقبض في وجعه الذي توفى فيه فبكيت
ثم سارني فأخبرني انى أول أهله يتبعه فضحكت حدثني محمد بن بشار
حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد عن عروة عن عائشة قالت كنت اسمع انه
لا يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول في مرضه الذي مات فيه وأخذته بحة يقول مع الذين أنعم الله عليهم
الآية فظننت انه خير حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن سعد عن عروة عن
عائشة قالت لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم المرض الذي مات فيه جعل يقول
في الرفيق الأعلى حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال عروة بن
الزبير ان عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
صحيح يقول إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يحيا أو يخير فلما
اشتكى وحضره القبض ورأسه على فخذ عائشة غشى عليه فلما أفاق شخص
بصره نحو سقف البيت ثم قال اللهم في الرفيق الأعلى فقلت إذا لا يجاورنا
فعرفت انه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح حدثنا محمد حدثنا عفان عن صخر
138

ابن جويرية عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها دخل
عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وانا مسندته إلى صدري
ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به فأبده رسول الله صلى الله عليه وسلم
بصره فأخذت السواك فقصمته ونفضته وطيبته ثم دفعته إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فاستن به فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استنانا قط
أحسن منه فما عدا ان فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده أو إصبعه
ثم قال في الرفيق الأعلى ثلاثا ثم قضى وكانت تقول مات ورأسه بين حاقنتي
وذاقنتي حدثني حبان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن ابن شهاب أخبرني
عروة ان عائشة رضي الله عنها أخبرته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده فلما اشتكى وجعه الذي
توفى فيه طفقت انفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث وامسح بيد النبي
صلى الله عليه وسلم عنه حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن مختار حدثنا
هشام بن عروة عن عباد بن عبد الله بن الزبير ان عائشة أخبرته انها سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم وأصغت إليه قبل أن يموت وهو مسند إلى ظهره يقول
اللهم اغفر لي وارحمني والحقني بالرفيق حدثنا الصلت بن محمد حدثنا أبو عوانة
عن هلال الوزان عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي
صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه لعن الله اليهود اتخذوا قبور
أنبيائهم مساجد قالت عائشة لولا ذلك لأبرز قبره خشي ان يتخذ مسجدا
حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب أخبرني
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ان عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد به وجعه استأذن أزواجه
ان يمرض في بيتي فأذن له فخرج وهو بين الرجلين تخط رجلاه في الأرض بين
139

عباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر قال عبيد الله فأخبرت عبد الله بالذي قالت
عائشة فقال لي عبد الله بن عباس هل تدرى من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة
قال قلت لا قال ابن عباس هو علي بن أبي طالب وكانت عائشة زوج النبي صلى الله
عليه وسلم تحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل بيتي واشتد به
وجعه قال هريقوا على من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلى اعهد إلى الناس
فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثم طفقنا نصب عليه
من تلك القرب حتى طفق يشير الينا بيده ان قد فعلتن قالت ثم خرج إلى الناس
فصلى لهم وخطبهم * وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ان عائشة وعبد الله
ابن عباس رضي الله عنهم قالا لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح
خميصة على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك لعنة الله على
اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا * أخبرني
عبيد الله ان عائشة قالت لقد راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك
وما حملني على كثرة مراجعته الا انه لم يقع في قلبي ان يحب الناس بعده رجلا
قام مقامة ابدا ولا كنت أرى انه لن يقوم أحد مقامة الا تشاءم الناس به
فأردت أن يعدل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر * رواه ابن
عمر وأبو موسى وابن عباس رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا
عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني ابن الهاد عن عبد الرحمن بن القاسم
عن أبيه عن عائشة قالت مات النبي صلى الله عليه وسلم وانه لبين حاقنتي وذاقنتي
فلا اكره شدة الموت لاحد ابدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم حدثني اسحق
أخبرنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة حدثني أبي عن الزهري قال أخبرني عبد الله
ابن كعب بن مالك الأنصاري وكان كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين تيب
عليهم ان عبد الله بن عباس أخبره ان علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج
140

من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفى فيه فقال الناس يا أبا
الحسن كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصبح بحمد الله بارئا
فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب فقال له أنت والله بعد ثلاث عبد العصا وانى
والله لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يتوفى من وجعه هذا انى
لأعرف وجوه بنى عبد المطلب عند الموت اذهب بنا إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلنسأله فيمن هذا الامر إن كان فينا علمنا ذلك وإن كان في غيرنا
علمناه فأوصى بنا فقال على انا والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده وانى والله لا أسألها رسول الله صلى الله عليه
وسلم حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب
قال حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه ان المسلمين بيناهم في صلاة الفجر من
يوم الاثنين وأبو بكر يصلى لهم لم يفجأهم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة ثم تبسم يضحك
فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يريد أن يخرج إلى الصلاة فقال أنس وهم المسلمون ان يفتتنوا في صلاتهم فرحا
برسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليهم بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر حدثني محمد بن عبيد حدثنا
عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد قال أخبرني ابن أبي مليكة ان أبا عمر وذكوان
مولى عائشة أخبره ان عائشة كانت تقول ان من نعم الله على أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم توفى في بيتي وفي يومى وبين سحري ونحري وان الله جمع بين ريقي
وريقه عند موته دخل على عبد الرحمن وبيده السواك وانا مسندة رسول الله
صلى الله عليه وسلم فرأيته ينظر إليه وعرفت انه يحب السواك فقلت آخذه لك
فأشار برأسه ان نعم فتناولته فاشتد عليه وقلت ألينه لك فأشار برأسه ان نعم
141

فلينته وبين يديه ركوة أو علبة يشك عمر فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح
بهما وجهه يقول لا إله إلا الله ان للموت سكرات ثم نصب يده فجعل يقول
في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده حدثنا إسماعيل حدثني سليمان بن
بلال حدثنا هشام بن عروة أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول أين انا غدا أين
انا غدا يريد يوم عائشة فأذن له أزواجه يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة
حتى مات عندها قالت عائشة فمات في اليوم الذي كان يدور على فيه في بيتي
فقبضه الله وان رأسه لبين نحري وسحري وخالط ريقه ريقي ثم قالت دخل
عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به فنظر إليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقلت له أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن فأعطانيه فقضمته ثم
مضغته فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به وهو مسند إلى صدري
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن
عائشة رضي الله عنها قالت توفى النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي يومى وبين
سحري ونحري وكانت إحدانا تعوذه بدعاء إذا مرض فذهبت أعوذه فرفع
رأسه إلى السماء وقال في الرفيق الأعلى في الرفيق الأعلى ومر عبد الرحمن بن أبي
بكر وفي يده جريدة رطبة فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم فظننت ان له
بها حاجة فأخذتها فمضغت رأسها ونفضتها فدفعتها إليه فاستن بها كأحسن
ما كان مستنا ثم ناولنيها فسقطت يده أو سقطت من يده فجمع الله بين ريقي
وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة حدثنا يحيى بن بكير
حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة ان عائشة أخبرته ان
أبا بكر رضي الله عنه اقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد
فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم
142

وهو مغشى بثوب حبرة فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله وبكى ثم
قال بأبي أنت وأمي والله لا يجمع الله عليك موتتين اما الموتة التي كتبت عليك
فقدمتها * قال الزهري وحدثني أبو سلمة عن عبد الله بن عباس ان أبا بكر خرج
وعمر بن الخطاب يكلم الناس فقال اجلس يا عمر فأبى عمر ان يجلس فأقبل الناس
إليه وتركوا عمر فقال أبو بكر اما بعد من كان منكم يعبد محمد صلى الله عليه
وسلم فان محمدا قد مات ومن كان منكم يعبد الله فان الله حي لا يموت قال الله
تعالى وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل إلى قوله الشاكرين وقال
والله لكأن الناس لم يعلموا ان الله انزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها
الناس منه كلهم فما اسمع بشرا من الناس الا يتلوها فأخبرني سعيد بن المسيب
ان عمر قال والله ما هو الا ان سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي
وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها ان النبي صلى الله عليه وسلم قد مات
حدثني عبد الله بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن موسى بن أبي
عائشة عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم ان
أبا بكر رضي الله عنه قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته حدثنا على
حدثنا يحيى وزاد قالت عائشة لددناه في مرضه فجعل يشير الينا أن لا تلدوني فقلنا
كراهية المريض للدواء فلما أفاق قال ألم أنهكم ان تلدوني قلنا كراهية المريض
للدواء فقال لا يبقى أحد في البيت الا لد وانا انظر الا العباس فإنه لم يشهد كم *
رواه ابن أبي الزناد عن هشام عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا عبد الله بن محمد قال أخبرنا أزهر قال أخبرنا ابن عون عن إبراهيم
عن الأسود قال ذكر عند عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى إلى علي
فقالت من قاله لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وان لمسندته إلى صدري
فدعا بالطست فانخنث فمات فما شعرت فكيف أوصى إلى علي حدثنا أبو نعيم
143

حدثنا مالك بن مغول عن طلحة قالت سألت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما
أوصى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا فقلت كيف كتب على الناس
الوصية أو أمروا بها قال أوصى بكتاب الله حدثنا قتيبة حدثنا أبو الأحوص
عن أبي إسحاق عن عمرو بن الحرث قال ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم
دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة الا بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه
وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة حدثنا سليمان بن حرث حدثنا حماد عن
ثابت عن أنس رضي الله عنه قال لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه
فقالت فاطمة عليها السلام واكرب أباه فقال لها ليس على أبيك كرب بعد اليوم
فلما مات قالت يا أبتاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه يا أبتاه
إلى جبريل ننعاه فلما دفن قالت فاطمة عليها السلام يا أنس أطابت أنفسكم ان
تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب باب آخر ما تكلم به
النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا بشر بن محمد حدثنا عبد الله قال يونس قال
الزهري أخبرني سعيد بن المسيب في رجال من أهل العلم ان عائشة قالت كان
النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو صحيح انه لم يقبض نبي حتى يرى مقعده من
الجنة ثم يخير فلما نزل به ورأسه على فخذي غشى عليه ثم أفاق فأشخص بصره
إلى سقف البيت ثم قال اللهم الرفيق الأعلى فقلت إذا لا يختارنا وعرفت انه
الحديث الذي كان يحدثنا به وهو صحيح قالت فكان آخر كلمة تكلم بها اللهم الرفيق
الأعلى باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو نعيم حدثنا
شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم ان النبي صلى الله
عليه وسلم لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشرا حدثنا
عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن
عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى وهو ابن ثلاث وستين *
144

قال ابن شهاب وأخبرني سعيد بن المسيب مثله باب حدثنا قبيصة
حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت
توفى النبي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين يعنى صاعا
من شعير باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد رضي الله عنهما
في مرضه الذي توفى فيه حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن الفضيل
ابن سليمان حدثنا موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه استعمل النبي صلى الله عليه وسلم
أسامة فقالوا فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغني انكم قلتم في أسامة
وانه أحب الناس إلى حدثنا إسماعيل حدثنا مالك عن عبد الله بن دينار عن
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا وأمر
عليهم أسامة بن زيد فطعن الناس في امارته فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال إن تطعنوا في امارته فقد كنتم تطعنون في امارة أبيه من قبل وأيم الله
إن كان لخليقا للامارة وإن كان لمن أحب الناس إلى وان هذا لمن أحب الناس
إلى بعده باب حدثنا اصبغ قال أخبرني ابن وهب قال أخبرني عمرو
عن ابن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي أنه قال له متى هاجرت قال خرجنا
من اليمن مهاجرين فقدمنا الجحفة فأقبل راكب فقلت له الخبر فقال دفنا النبي
صلى الله عليه وسلم منذ خمس قلت هل سمعت في ليلة القدر شيئا قال نعم
أخبرني بلال مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم انه في السبع في العشر الأواخر
باب كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا
إسرائيل عن أبي إسحاق قال سألت زيد بن أرقم رضي الله عنه كم غزوت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سبع عشرة قلت كم غزا النبي صلى الله عليه
وسلم قال تسع عشرة حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق
حدثنا البراء رضي الله عنه قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة
145

حدثني أحمد بن الحسن حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال حدثنا معتمر
ابن سليمان عن كهمس عن ابن بريدة عن أبيه قال غزا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم ست عشرة غزوة
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب تفسير القرآن)
الرحمن الرحيم اسمان من الرحمة الرحيم والراحم بمعنى واحد كالعليم والعالم
باب ما جاء في فاتحة الكتاب وسميت أم الكتاب انه يبدأ بكتابتها
في المصاحف ويبدأ بقراءتها في الصلاة والدين الجزاء في الخير والشر كما تدين
تدان وقال مجاهد بالدين بالحساب مدينين محاسبين حدثنا مسدد حدثنا يحيى
عن شعبة قال حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن
المعلى قال كنت اصلى في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه
فقلت يا رسول الله انى كنت اصلى فقال ألم يقل الله استجيبوا لله وللرسول
إذا دعاكم ثم قال لي لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج
من المسجد ثم اخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له ألم تقل لأعلمنك سورة
هي أعظم سورة في القرآن قال الحمد الله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن
العظيم الذي أوتيته باب غير المغضوب عليهم ولا الضالين حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الامام غير المغضوب عليهم
ولا الضالين فقولوا آمين فمن وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه
(بسم الله الرحمن الرحيم * سورة البقرة) وعلم آدم الأسماء كلها
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس رضى الله تعالى
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا
146

سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجتمع
المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيأتون آدم فيقولون أنت
أبو الناس خلقك الله بيده واسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شئ فاشفع لنا
عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناكم ويذكر ذنبه فيستحى
ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتونه فيقول لست
هناكم ويذكر سؤاله ربه ما ليس له به علم فيستحيى فيقول ائتوا خليل الرحمن
فيأتونه فيقول لست هناكم ائتوا موسى عبدا كلمه الله وأعطاه التوراة فيأتونه
فيقول لست هناكم ويذكر قتل النفس بغير نفس فيستحيى من ربه فيقول ائتوا
عيسى عبد الله ورسوله وكلمة الله وروحه فيقول لست هناكم ائتوا محمدا صلى الله
عليه وسلم عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني فانطلق حتى استأذن
على ربى فيؤذن فإذا رأيت ربى وقعت ساجدا فيدعني ما شاء ثم يقال ارفع
رأسك وسل تعطه وقل يسمع واشفع تشفع فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه
ثم اشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أعود إليه فإذا رأيت ربى مثله ثم
اشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أعود الثالثة ثم أعود الرابعة فأقول ما بقي
في النار الا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود * قال أبو عبد الله الا من
حبسه القرآن يعنى قول الله تعالى خالدين فيها باب قال مجاهد إلى
شياطينهم أصحابهم من المنافقين والمشركين محيط بالكافرين الله جامعهم صبغة
دين على الخاشعين على المؤمنين حقا قال مجاهد بقوة يعمل بما فيه وقال أبو العالية
مرض شك وما خلفها عبرة لمن بقي لاشية لا بياض وقال غيره يسومونكم
يولونكم الولاية مفتوحة مصدر الولاء وهي الربوبية وإذا كسرت الواو
فهي الامارة وقال بعضهم الحبوب التي تؤكل كلها فوم وقال قتادة فباؤا
فانقلبوا وقال غيره يستفتحون يستنصرون شروا باعوا راعنا من الرعونة إذا
147

أرادوا ان يحمقوا انسانا قالوا راعنا لا تجزى لا تغنى خطوات من الخطو والمعنى
آثاره * قوله تعالى فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون حدثني عثمان بن أبي
شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله
قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله قال إن تجعل لله
ندا وهو خلقك قلت إن ذلك لعظيم قلت ثم أي قال وان تقتل ولدك تخاف ان
يطعم معك قلت ثم أي قال إن تزاني حليلة جارك * وقوله تعالى وظللنا عليكم
الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا
ولكن كانوا أنفسهم يظلمون وقال مجاهد المن صمغة والسلوى الطير حدثنا
أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الملك عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد
رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكمأة من المن
وماؤها شفاء للعين باب وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث
شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد
المحسنين رغدا واسع كثير حدثني محمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن ابن
المبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال قيل لبنى إسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة فدخلوا
يزحفون على أستاههم فبدلوا وقالوا حطة حبة في شعرة * قوله من كان عدوا
لجبريل وقال عكرمة جبروميك وسراف عبد إيل الله حدثنا عبد الله بن منير
سمع عبد الله بن بكر حدثنا حميد عن أنس قال سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو في ارض يخترف فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني
سائلك عن ثلاث لا يعلمهن الا نبي فما أول أشراط الساعة وما أول طعام أهل الجنة
وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه قال أخبرني بهن جبريل آنفا قال جبريل قال نعم
قال ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية من كان عدوا لجبريل فإنه نزله
148

على قلبك اما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب
واما أول طعام أهل الجنة فزيادة كبد حوت وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة
نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة نزعت قال اشهد أن لا إله إلا الله واشهد انك
رسول الله يا رسول الله ان اليهود قوم بهت وانهم ان يعلموا باسلامي قبل أن
تسألهم يبهتوني فجاءت اليهود فقال النبي صلى الله عليه وسلم أي رجل عبد الله
فيكم قالوا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا قال أرأيتم ان أسلم عبد الله بن
سلام فقالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله فقال اشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله فقالوا شرنا وابن شرنا وانتقصوه قال فهذا الذي كنت
أخاف يا رسول الله باب قوله ما ننسخ من آية أو ننساها حدثنا عمرو
ابن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قال قال عمر رضي الله عنه أقرؤنا أبى وأقضانا على وانا لندع من قول أبى وذاك
ان أبيا يقول لا ادع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله
تعالى ما ننسخ من آية أو ننسأها باب وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله كذبني
ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فزعم
انى لا أقدر ان أعيده كما كان واما شتمه إياي فقوله لي ولد فسبحاني ان اتخذ
صاحبة أو ولدا باب واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى مثابة يثوبون
يرجعون حدثنا مسدد عن يحيى بن سعيد عن حميد عن أنس قال قال عمر
رضي الله عنه وافقت الله في ثلاث أو وافقني ربى في ثلاث قلت يا رسول الله
لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى وقلت يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر
فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب قال وبلغني معاتبة النبي
149

صلى الله عليه وسلم بعض نسائه فدخلت عليهن قلت إن انتهيتن أو ليبدلن الله
رسوله صلى الله عليه وسلم خيرا منكن حتى اتيت احدى نسائه قالت يا عمر
اما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت فأنزل الله
عسى ربه ان طلقكن ان يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات الآية * وقال ابن أبي
مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني حميد سمعت انسا عن عمر * قوله تعالى
وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا انك أنت السميع
العليم القواعد أساسه واحدتها قاعدة والقواعد من النساء واحدها قاعد حدثنا
إسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله ان عبد الله بن محمد بن أبي
بكر أخبر عبد الله بن عمر عن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي صلى الله عليه
وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ألم ترى ان قومك بنوا الكعبة واقتصروا
عن قواعد إبراهيم فقلت يا رسول الله الا تردها على قواعد إبراهيم قال لولا
حدثان قومك بالكفر فقال عبد الله بن عمره لئن كانت عائشة سمعت هذا من
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام
الركنين اللذين يليان الحجر الا ان البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم باب
قولوا آمنا بالله وما انزل الينا حدثنا محمد بن بشار حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا
علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
كان أهل الكتاب يقرؤن التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الاسلام
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم
وقولوا آمنا بالله وما انزل الينا * سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم
التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم
حدثنا أبو نعيم سمع زهيرا عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه ان النبي
صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا
150

وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وانه صلى أو صلاها صلاة العصر وصلى
معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون قال
اشهد بالله لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل
البيت وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال قتلوا لم ندر
ما نقول فيهم فأنزل الله وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤف رحيم
وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم
شهيدا حدثنا يوسف بن راشد حدثنا جرير وأبو أسامة واللفظ لجرير عن
الأعمش عن أبي صالح وقال أبو أسامة حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعى نوح يوم القيامة
فيقول لبيك وسعديك يا رب فيقول هل بلغت فيقول نعم فيقال لامته هل
بلغكم فيقولون ما أتانا من نذير فيقول من يشهد لك فيقول محمد وأمته
فيشهدون انه قد بلغ ويكون الرسول عليكم شهيدا فذلك قوله جل ذكره
وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم
شهيدا والوسط العدل * وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع
الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله
وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤف رحيم حدثنا مسدد حدثنا
يحيى عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما بينا الناس
يصلون الصبح في مسجد قباء إذ جاء جاء فقال انزل الله على النبي صلى الله عليه
وسلم قرآنا ان يستقبل الكعبة فاستقبلوها فتوجهوا إلى الكعبة باب
قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر
المسجد الحرام حدثنا علي بن عبد الله حدثنا معتمر عن أبيه عن أنس رضى الله
تعالى عنه قال لم يبق ممن صلى القبلتين غيري * ولئن اتيت الذين أوتوا الكتاب
151

بكل آية ما تبعوا قبلتك إلى قوله انك إذا لمن الظالمين حدثنا خالد بن مخلد
حدثنا سليمان قال حدثني عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما بينما الناس
في الصبح بقباء جاءهم رجل فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انزل عليه
الليلة قرآن وقد امر ان يستقبل الكعبة الا فاستقبلوها وكان وجه الناس إلى
الشام فاستداروا بوجوههم إلى الكعبة * الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه
كما يعرفون أبناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق إلى قوله فلا تكونن من
الممترين حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر
قال بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال إن النبي صلى الله عليه
وسلم قد انزل عليه الليلة قرآن وقد امر ان يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت
وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة * ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا
الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ان الله على كل شئ قدير حدثنا محمد بن
المثنى قال حدثنا يحيى عن سفيان حدثني أبو إسحاق قال سمعت البراء رضى الله تعالى
عنه قال صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر
شهرا ثم صرفه نحو القبلة * ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد
الحرام وانه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون * شطره تلقاءه حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا عبد الله بن دينار قال سمعت
ابن عمر رضى الله تعالى عنهما يقول بينما الناس في الصبح بقباء إذ جاءهم رجل
فقال انزل الليلة قرآن فأمر ان يستقبل الكعبة فاستقبلوها فاستداروا كهيئتهم
فتوجهوا إلى الكعبة وكان وجه الناس إلى الشام * ومن حيث خرجت فول
وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره حدثنا
قتيبة بن سعيد عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال بينما الناس
في صلاة الصبح بقباء إذ جاءهم آت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
152

قد انزل عليه الليلة وقد امر ان يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم
إلى الشام فاستداروا إلى القبلة * ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج
البيت أو اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما ومن تطوع خيرا فان الله شاكر
عليم * شعائر علامات واحدتها شعيرة وقال ابن عباس الصفوان الحجر ويقال
الحجارة الملس التي لا تنبت شيئا والواحدة صفوانة بمعنى الصفا والصفا للجميع
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال
قلت لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وانا يومئذ حديث السن أرأيت
قول الله تبارك وتعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر
فلا جناح عليه ان يطوف بهما فما أرى على أحد شيئا أن لا يطوف بهما فقالت
عائشة كلا لو كانت كما تقول كانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما إنما أنزلت
هذه الآية في الأنصار كانوا يهلون لمناة وكانت مناة حذو قديد وكانوا يتحرجون
ان يطوفوا بين الصفا والمرة فلما جاء الاسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن ذلك فأنزل الله ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر
فلا جناح عليه ان يطوف بهما حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عاصم
ابن سليمان قال سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الصفا والمروة فقال كنا
نرى انهما من امر الجاهلية فلما كان الاسلام أمسكنا عنهما فأنزل الله تعالى ان
الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه باب
قوله ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا أضدادا واحدها ند حدثنا عبدان
عن أبي حمزة عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
كلمة وقلت أخرى قال النبي صلى الله عليه وسلم من مات وهو يدعوا من دون الله
ندا دخل النار وقلت انا من مات وهو لا يدعو لله ندا دخل الجنة * يا أيها الذين
آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر إلى قوله عذاب اليم * عفى ترك
153

حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال سمعت مجاهدا قال سمعت ابن
عباس رضي الله عنهما يقول كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية
فقال الله تعالى لهذه الأمة كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد
بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفى له من أخيه شئ فالعفو ان يقبل الدية في العمد
فاتباع بالمعروف وأداء إليه باحسان يتبع بالمعروف ويؤدى باحسان ذلك
تخفيف من ربكم ورحمة مما كتب على من كان قبلكم فمن اعتدى بعد ذلك فله
عذاب اليم قتل بعد قبول الدية حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا حميد
ان انسا حدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كاتب الله القصاص حدثني
عبد الله بن منير سمع عبد الله بن بكر السهمي حدثنا حميد عن أنس ان الربيع
عمته كسرت ثنية جارية فطلبوا إليها العفو فأبوا فعرضوا الأرش فأبوا فأتوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوا الا القصاص فأمر رسول الله صلى الله عليه
وسلم بالقصاص فقال أنس بن النضر يا رسول الله أتكسر ثنية الربيع لا والذي
بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس كتاب
الله القصاص فرضى القوم فعفوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من
عباد الله من لو اقسم على الله لأبره باب يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم
الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون حدثنا مسدد حدثنا يحيى
عن عبيد الله قال أخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان عاشوراء
يصومه أهل الجاهلية فلما نزل رمضان قال من شاء صامه ومن شاء لم يصمه
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة
رضى الله تعالى عنها قالت كان عاشوراء يصام قبل رمضان فلما نزل رمضان من
شاء صام ومن شاء افطر حدثني محمود أخبرنا عبيد الله عن إسرائيل عن
منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال دخل عليه الأشعث وهو يطعم
154

فقال اليوم عاشوراء فقال كان يصام قبل أن ينزل رمضان فلما نزل رمضان ترك
فادن فكل حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا هشام قال أخبرني أبي عن
عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما
نزل رمضان كان رمضان الفريضة وترك عاشوراء فكان من شاء صامه ومن
شاء لم يصمه باب قوله أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على
سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا
فهو خير له وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون وقال عطاء يفطر من المرض
كله كما قال الله تعالى وقال الحسن وإبراهيم في المرضع والحامل إذا خافتا على
أنفسهما أو ولدهما تفطران ثم تقضيان واما الشيخ الكبير إذا لم يطق الصيام
فقد أطعم أنس بعد ما كبر عاما أو عامين كل يوم مسكينا خبزا ولحما وافطر *
قراءة العامة يطيقونه وهو أكثر حدثني اسحق أخبرنا روح حدثنا زكريا
ابن إسحاق حدثنا عمرو بن دينار عن عطاء سمع ابن عباس يقرأ وعلى الذين
يطوقونه فدية طعام مسكين قال ابن عباس ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير
والمرأة الكبيرة لا يستطيعان ان يصوما فليطعمان مكان كل يوم مسكينا فمن
شهد منكم الشهر فليصمه حدثنا عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا
عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قرأ فدية طعام مساكين قال
هي منسوخة حدثنا قتيبة حدثنا بكر بن مضر عن عمرو بن الحرث عن
بكير بن عبد الله عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع عن سلمة قال لما نزلت وعلى
الذين يطيقونه فدية طعام مسكين كان من أراد أن يفطر ويفتدى حتى نزلت
الآية التي بعدها فنسختها * قال أبو عبد الله مات بكير قبل يزيد * أحل لكم
ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله انكم
155

كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا
ما كتب الله لكم حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء وحدثنا
أحمد بن عثمان حدثنا شريح بن مسلمة قال حدثني إبراهيم بن يوسف عن أبيه
عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضى الله تعالى عنه لما نزل صوم رمضان كانوا
لا يقربون النساء رمضان كله وكان رجال يخونون أنفسهم فأنزل الله تعالى
علم الله انكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم باب قوله
تعالى وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من
الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد
إلى قوله يتقون * العاكف المقيم حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة
عن حصين عن الشعبي عن عدى قال اخذ عدى عقالا ابيض وعقالا اسود
حتى كان بعض الليل نظر فلم يستبينا فلما أصبح قال يا رسول الله جعلت تحت
وسادتي قال إن وسادك إذا لعريض إن كان الخيط الأبيض والأسود تحت
وسادتك حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن مطرف عن الشعبي عن
عدى بن حاتم رضى الله تعالى عنه قال قلت يا رسول الله ما الخيط الأبيض من
الخيط الأسود أهما الخيطان قال إنك لعريض القفا ان أبصرت الخيطين ثم قال لا
بل هو سواد الليل وبياض النهار حدثنا ابن أبي مريم حدثنا أبو غسان محمد بن
مطرف حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال وأنزلت وكلوا واشربوا حتى
يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ولم ينزل من الفجر وكان رجال
إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود ولا
يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما فأنزل الله بعده من الفجر فعلموا إنما يعنى الليل
من النهار * وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا
البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون حدثنا عبيد الله بن موسى عن
156

إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال كانوا إذا أحرموا في الجاهلية اتوا البيت
من ظهره فأنزل الله وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر
من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها * وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون
الدين لله فان انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين حدثنا محمد بن بشار حدثنا
عبد الوهاب حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما اتاه رجلان
في فتنة ابن الزبير فقالا ان الناس صنعوا وأنت ابن عمر وصاحب النبي صلى الله
عليه وسلم فما يمنعك ان تخرج فقال يمنعني ان الله حرم دم اخى فقالا ألم يقل الله
وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة فقال قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله
وأنتم تريدون ان تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله * وزاد عثمان
ابن صالح عن ابن وهب قال أخبرني فلان وحياة بن شريح عن بكر بن عمرو
المعافري ان بكير بن عبد الله حدثه عن نافع ان رجلا أتى ابن عمر فقال يا أبا
عبد الرحمن ما حملك على أن تحج عاما وتعتمر عاما وتترك الجهاد في سبيل الله عز
وجل وقد علمت ما رغب الله فيه قال يا ابن أخي بنى الاسلام على خمس ايمان بالله
ورسوله والصلوات الخمس وصيام رمضان وأداء الزكاة وحج البيت قال يا أبا
عبد الرحمن الا تسمع ما ذكر الله في كتابه وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا
فأصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفئ إلى
امر الله قاتلوهم حتى لا تكون فتنة قال فعلنا على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم وكان الاسلام قليلا فكان الرجل يفتن في دينه اما قتلوه واما يعذبوه
حتى كثر الاسلام فلم تكن فتنة قال فما قولك في علي وعثمان قال اما عثمان فكان
الله عفا عنه واما أنتم فكرهتم ان تعفوا عنه واما على فابن عم رسول الله صلى الله
عليه وسلم وختنه وأشار بيده فقال هذا بيته حيث ترون باب قوله
وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا ان الله يحب
157

المحسنين * التهلكة والهلاك واحد حدثنا إسحاق حدثنا النضر حدثنا شعبة
عن سليمان قال سمعت أبا وائل عن حذيفة وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم
إلى التهلكة قال نزلت في النفقة * فمن كان منكم مريضا أو به اذى من رأسه
حدثنا آدم حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال سمعت عبد الله بن
معقل قال قعدت إلى كعب بن عجرة في هذا المسجد يعنى مسجد الكوفة فسألته
عن فدية من صيام فقال حملت إلى النبي صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على
وجهي فقال ما كنت أرى ان الجهد قد بلغ بك هذا اما تجد شاة قلت لا قال
صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام
واحلق رأسك فنزلت في خاصة وهي لكم عامة * فمن تمتع بالعمرة إلى الحج
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عمران أبى بكر حدثنا أبو رجاء عن عمران بن
حصين رضى الله تعالى عنه قال نزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولم ينزل قرآن يحرمه ولم ينه عنها حتى مات قال رجل
برأيه ما شاء قال محمد يقال إنه عمر * ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من
ربكم حدثني محمد قال أخبرني ابن عيينة عن عمرو عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فتأثموا ان يتجروا
في المواسم فنزلت ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم * في مواسم الحج
باب ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
محمد بن حازم حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كانت
قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس وكان سائر
العرب يقفون بعرفات فلما جاء الاسلام امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان
يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله تعالى ثم أفيضوا من حيث
أفاض الناس حدثني محمد بن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى بن
158

عقبة أخبرني كريب عن ابن عباس قال تطوف الرجل بالبيت ما كان حلالا
حتى يهل بالحج فإذا ركب إلى عرفة فمن تيسر له هدية من الإبل أو البقر أو الغنم
ما تيسر له من ذلك أي ذلك شاء غير أن لم يتيسر له فعليه ثلاثة أيام في الحج
وذلك قبل يوم عرفة فإن كان آخر يوم من الأيام الثلاثة يوم عرفة فلا جناح
عليه ثم لينطلق حتى يقف بعرفات من صلاة العصر إلى أن يكون الظلام ثم
ليدفعوا من عرفات إذا أفاضوا منها حتى يبلغوا جمعا الذي يبيتون به ثم ليذكر
الله كثيرا وأكثروا التكبير والتهليل قبل أن تصبحوا ثم أفيضوا فان الناس
كانوا يفيضون وقال الله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله
ان الله غفور رحيم حتى ترموا الجمرة * ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا
حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار حدثنا أبو معمر حدثنا عبد
الوارث عن عبد العزيز عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار * وهو ألد
الخصام وقال عطاء النسل الحيوان حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن ابن جريج
عن ابن أبي مليكة عن عائشة ترفعه أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم * وقال
عبد الله حدثنا سفيان حدثني ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضى الله
تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم
مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء إلى قريب حدثنا إبراهيم
ابن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج قال سمعت ابن أبي مليكة يقول قال ابن
عباس رضي الله عنهما حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا خفيفة
ذهب بها هناك وتلا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله الا ان
نصر الله قريب فلقيت عروة بن الزبير فذكرت له ذلك فقال قالت عائشة معاذ
الله والله ما وعد الله رسوله من شئ قط الا علم أنه كائن قبل أن يموت ولكن
159

لم يزل البلاء بالرسل حتى خافوا أن يكون من معهم يكذبونهم فأنت تقرؤها
وظنوا انهم قد كذبوا مثقلة باب نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم
انى شئتم وقدموا لأنفسكم الآية حدثنا إسحاق أخبرنا النضر بن شميل
أخبرنا ابن عون عن نافع قال كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا قرأ القرآن لم
يتكلم حتى يفرغ منه فأخذت عليه يوما فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى
مكان قال تدرى فيما أنزلت قلت لا قال أنزلت في كذا وكذا ثم مضى * وعن
عبد الصمد حدثني أبي حدثني أيوب عن نافع عن ابن عمر فأتوا حرثكم انى شئتم
قال يأتيها في * رواه محمد بن يحيى بن سعيد عن أبيه عن عبيد الله عن نافع عن ابن
عمر حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ابن المنكدر سمعت جابرا رضي الله عنه
قال كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول فنزلت
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انى شئتم باب وإذا طلقتم النساء
فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن ان ينكحن أزواجهن حدثنا عبيد الله بن سعيد
حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا عباد بن راشد حدثنا الحسن قال حدثني معقل
ابن يسار قال كانت لي أخت تخطب إلى * وقال إبراهيم عن يونس عن الحسن
حدثني معقل بن يسار حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا يونس عن
الحسن ان أخت معقل بن يسار طلقها زوجها فتركها حتى انقضت عدتها
فخطبها فأبى معقل فنزلت فلا تعضلوهن ان ينكحن أزواجهن * والذين
يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا
بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون
خبير * يعفون يهبن حدثني أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع عن حبيب
عن ابن أبي مليكة قال ابن الزبير قلت لعثمان بن عفان والذين يتوفون منكم
ويذرون أزواجا قال قد نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها أو تدعها قال يا ابن
160

اخى لا أغير شيئا منه من مكانه حدثنا إسحاق حدثنا روح حدثنا شبل عن
ابن أبي نجيح عن مجاهد والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا قال كانت هذه
العدة تعتد عند أهل زوجها واجب فأنزل الله والذين يتوفون منكم ويذرون
أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير اخراج فان خرجن فلا جناح
عليكم فيما فعلن في أنفسهن من معروف قال جعل الله لها تمام السنة سبعة أشهر
وعشرين ليلة وصية ان شاءت سكنت في وصيتها وإن شاءت خرجت وهو
قول الله تعالى غير اخراج فان خرجن فلا جناح عليكم فالعدة كما هي واجب
عليها زعم ذلك عن مجاهد وقال عطاء قال ابن عباس نسخت هذه الآية عدتها
عند أهلها فتعتد حيث شاءت وهو قول الله تعالى غير اخراج قال عطاء ان
شاءت اعتدت عند أهله وسكنت في وصيتها وا ن شاءت خرجت لقول الله
تعالى فلا جناح عليكم فيما فعلن قال عطاء ثم جاء الميراث فنسخ السكنى فتعتد
حيث شاءت ولا سكنى لها وعن محمد بن يوسف حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح
عن مجاهد بهذا * وعن ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس قال نسخت هذه
الآية عدتها في أهلها فتعتد حيث شاءت لقول الله تعالى غير اخراج نحوه
حدثنا حبان حدثنا عبد الله أخبرنا عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين قال
جلست إلى مجلس فيه عظم من الأنصار وفيهم عبد الرحمن بن أبي ليلى فذكرت
حديث عبد الله بن عتبة في شأن سبيعة بنت الحرث فقال عبد الرحمن ولكن عمه
كان لا يقول ذلك فقلت انى جرئ ان كذبت على رجل في جانب الكوفة
ورفع صوته قال ثم خرجت فلقيت مالك بن عامر أو مالك بن عوف قلت
كيف كان قول ابن مسعود في المتوفى عنها زوجها وهي حامل فقال قال ابن
مسعود أتجعلون عليها التغليظ ولا تجعلون لها الرخصة لنزلت سورة النساء
القصرى بعد الطولى وقال أيوب عن محمد لقيت أبا عطية مالك بن عامر
161

باب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى حدثنا عبد الله بن محمد
حدثنا يزيد أخبرنا هشام عن محمد عن عبيدة عن علي رضى الله تعالى عنه قال
النبي صلى الله عليه وسلم حدثني عبد الرحمن حدثنا يحيى بن سعيد قال هشام
حدثنا محمد بن عبيدة عن علي رضى الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال يوم الخندق حبسونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس ملا الله قبورهم
وبيوتهم أو أجوافهم شك يحيى نارا باب وقوموا لله قانتين أي مطيعين
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل بن أبي خالد عن الحرث بن شبيل عن أبي
عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال كنا نتكلم في الصلاة يكلم أحدنا
أخاه في حاجته حتى نزلت هذه الآية حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى
وقوموا لله قانتين فأمرنا بالسكوت، فان خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم
فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون * وقال ابن جبير كرسيه علمه
يقال بسطة زيادة وفضلا، افرغ انزل، ولا يؤده لا يثقله آدنى أثقلني
والآد والأيد القوة، السنة نعاش، يتسنه يتغير، فبهت ذهبت حجته،
خاوية لا أنيس فيها، عروشها أبنيتها، السنة نعاس، ننشرها نخرجها،
اعصار ريح عاصف تهب من الأرض إلى السماء كعمود، فيه نار، وقال ابن
عباس صلدا ليس عليه شئ، وقال عكرمة، وابل مطر شديد، الطل الندى
وهذا مثل عمل المؤمن، يتسنه يتغير حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا
مالك عن نافع ان عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما كان إذا سئل عن صلاة
الخوف قال يتقدم الامام وطائفة من الناس فيصلى بهم الامام ركعة وتكون
طائفة منهم بينهم وبين العدو لم يصلوا فإذا صلوا الذين معه ركعة استأخروا
مكان الذين لم يصلوا ولا يسلمون ويتقدم الذين لم يصلوا فيصلون معه
ركعة ثم ينصرف الامام وقد صلى ركعتين فيقوم كل واحد من الطائفتين
162

فيصلون لأنفسهم ركعة بعد أن ينصرف الامام فيكون كل واحد من
الطائفتين قد صلى ركعتين فإن كان خوف هو أشد من ذلك صلوا رجالا
قياما على اقدامهم أو ركبانا مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها قال مالك قال
نافع لا أرى عبد الله بن عمر ذكر ذلك إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم *
والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا حدثني عبد الله بن أبي الأسود حدثنا
حميد بن الأسود ويزيد بن زريع قالا حدثنا حبيب بن الشهيد عن ابن أبي مليكة
قال قال ابن الزبير قلت لعثمان هذه الآية التي في البقرة والذين يتوفون منكم
ويذرون أزواجا إلى قوله غير اخراج قد نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها
قال تدعها يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه قال حميد أو نحو هذا * وإذ قال
إبراهيم رب أرني كيف تحيى الموتى، فصرهن قطعهن حدثنا أحمد بن صالح
حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة وسعيد عن أبي
هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن أحق
بالشك من إبراهيم إذ قال رب أرني كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى
ولكن ليطمئن قلبي باب قوله أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل
وأعناب تجرى من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات حدثنا إبراهيم أخبرنا
هشام عن ابن جريح سمعت عبد الله بن أبي مليكة يحدث عن ابن عباس قال
وسمعت أخاه أبا بكر بن أبي مليكة يحدث عن عبيد بن عمير قال قال عمر رضى الله
تعالى عنه يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيم ترون هذه الآية نزلت
أيود أحدكم أن تكون له جنة قالوا الله اعلم فغضب عمر فقال قولوا نعلم أولا
نعلم فقال ابن عباس في نفسي منها شئ يا أمير المؤمنين قال عمر يا ابن أخي قل ولا
تحقر نفسك قال ابن عباس ضربت مثلا لعمل قال عمر أي عمل قال ابن عباس
لعمل قال عمر لرجل غنى يعمل بطاعة الله عز وجل ثم بعث الله له الشيطان فعمل
163

بالمعاصي حتى أغرق اعماله، فصرهن قطعهن، لا يسألون الناس الحافا يقال
الحف على وألح على وأحفاني بالمسألة فيحفكم يجهدكم حدثنا ابن أبي مريم
حدثنا محمد بن جعفر قال حدثني شريك بن أبي نمر ان عطاء بن يسار وعبد الرحمن
ابن أبي عمرة الأنصاري قالا سمعنا أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال النبي
صلى الله عليه وسلم ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة ولا اللقمتان
إنما المسكين الذين يتعفف واقرؤا ان شئتم يعنى قوله تعالى لا يسألون الناس
الحافا، وأحل الله البيع وحرم الربا، المس الجنون حدثنا عمر بن حفص
ابن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا مسلم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها
قالت لما نزلت الآيات من آخر سورة البقرة في الربا قرأها رسول الله
صلى الله عليه وسلم على الناس ثم حرم التجارة في الخمر، يمحق الله الربا، يذهبه
حدثنا بشر بن خالد أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان سمعت أبا
الضحى يحدث عن مسروق عن عائشة انها قالت لما أنزلت الآيات الأواخر من
سورة البقرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاهن في المجسد فحرم
التجارة في الخمر، فأذنوا بحرب من الله ورسوله، فاعلموا حدثني محمد بن بشار
حدثنا غندر حدثنا شعبة عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت
لما أنزلت الآيات من آخر سورة البقرة قرأهن النبي صلى الله عليه وسلم
في المسجد وحرم التجارة في الخمر * وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة
وان تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون * وقال لنا محمد بن يوسف عن سفيان
عن منصور والأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت لما أنزلت
الآيات من آخر سورة البقرة قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأهن
علينا ثم حرم التجارة في الخمر باب واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله
حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن عاصم عن الشعبي عن ابن عباس
164

رضي الله عنهما قال آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية الربا باب
وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من
يشاء والله على كل شئ قدير حدثنا محمد حدثنا النفيلي حدثنا مسكين عن
شعبة عن خالد الحذاء عن مروان الأصفر عن رجل من أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم وهو ابن عمرانها قد نسخت وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه
الآية باب آمن الرسول بما انزل إليه من ربه، وقال ابن عباس اصرا
عهدا، ويقال غفرانك مغفرتك فاغفر لنا حدثني إسحاق بن منصور أخبرنا
روح أخبرنا شعبة عن خالد الحذاء عن مروان الأصفر عن رجل من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احسبه ابن عمر وان تبدوا ما في أنفسكم
أو تخفوه قال نسختها الآية التي بعدها
(سورة آل عمران)
تقاة وتقية واحدة صر برد شفا حفرة مثل شفا الركية وهو حرفها تبوئ
تتخذ معسكرا المسوم الذي له سيماء بعلامة أو بصوفة أو بما كان ربيون الجميع
والواحد ربى تحسونهم تستأصلونهم قتلا غزا واحدها غاز سنكتب سنحفظ
نزلا ثوابا ويجوز ومنزل من عند الله كقولك أنزلته وقال مجاهد والخيل
المسومة المطهمة الحسان وقال ابن جبير وحصورا لا يأتي النساء وقال عكرمة
من فورهم من غضبهم يوم بدر وقال مجاهد يخرج الحي النطفة تخرج ميتة
ويخرج منها الحي الابكار أول الفجر والعشي ميل الشمس أراه إلى أن تغرب
باب منه آيات محكمات وقال مجاهد الحلال والحرام واخر متشابهات
يصدق بعضه بعضها كقوله تعالى وما يضل به الا الفاسقين وكقوله جل ذكره
ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون وكقوله تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى
زيغ شك ابتغاء الفتنة المشتبهات والراسخون يعلمون يقولون آمنا به حدثنا
165

عبد الله بن مسلمة حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري عن ابن أبي مليكة عن القاسم
ابن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه
الآية هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب واخر
متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء
تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند
ربنا وما يذكر الا أولوا الألباب قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا
رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم باب
وانى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم حدثني عبد الله بن محمد حدثنا
عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى
الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مولود يولد الا والشيطان
يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه الا مريم وابنها ثم يقول
أبو هريرة واقرؤا ان شئتم وانى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم
باب ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لا خير
لهم في الآخرة ولهم عذاب اليم مؤلم موجع من الألم وهو في موضع مفعل
حدثنا حجاج بن منهال حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله
ابن مسعود رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف
يمين صبر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقى الله وهو عليه غضبان فأنزل الله
تصديق ذلك أن الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم
في الآخرة إلى آخر الآية قال فدخل الأشعث بن قيس وقال ما يحدثكم أبو
عبد الرحمن قلنا كذا وكذا قال في أنزلت كانت لي بئر في ارض ابن عم لي قال النبي
صلى الله عليه وسلم بينتك أو يمينه فقلت إذا يحلف يا رسول الله فقال النبي
صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم وهو
166

فيها فاجر لقى الله وهو عليه غضبان حدثنا على هو ابن أبي هاشم سمع هشيما
أخبرنا العوام بن حوشب عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى
رضى الله تعالى عنهما ان رجلا أقام سلعة في السوق فحلف فيها لقد أعطى بها
ما لم يعطه ليوقع فيها رجلا من المسلمين فنزلت ان الذين يشترون بعهد الله
وايمانهم ثمنا قليلا إلى آخر الآية حدثنا نصر بن علي بن نصر حدثنا عبد الله
ابن داود عن ابن جريح عن ابن أبي مليكة ان امرأتين كانتا تخرزان في بيت أو في
الحجرة فحرجت إحداهما وقد انفذ بأشفى في كفها فادعت على الأخرى فرفع
إلى ابن عباس فقال ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعطى
الناس بدعواهم لذهب دماء قوم وأموالهم ذكروها بالله واقرؤا عليها ان الذين
يشترون بعهد الله فذكروها فاعترفت فقال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه
وسلم اليمين على المدعى عليه باب قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة
سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد الا الله سواء قصد حدثني إبراهيم بن موسى
عن هشام عن معمر وحدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر
عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة حدثني ابن عباس حدثني أبو
سفيان من فيه إلى في قال انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال فبينما انا بالشام إذ جئ بكتاب من النبي صلى الله عليه
وسلم إلى هرقل قال وكان دحية الكلبي جاء به فدفعه إلى عظيم بصرى فدفعه
عظيم بصرى إلى هرقل قال فقال هرقل هل ههنا أحد من قوم هذا الرجل
الذي يزعم أنه نبي فقالوا نعم قال فدعيت في نفر من قريش فدخلنا على هرقل
فأجلسنا بين يديه فقال أيكم أقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي
فقال أبو سفيان فقلت انا فأجلسوني بين يديه واجلسوا أصحابي خلفي ثم دعا
بترجمانه فقال قل لهم انى سائل هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي فان كذبني
167

فكذبوه قال أبو سفيان وأيم الله لولا أن يؤثروا على الكذب لكذبت ثم قال
لترجمانه سله كيف حسبه فيكم قال قلت هو فينا ذو حسب قال فهل كان من
آبائه ملك قال قلت لا قال فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال
قلت لا قال أيتبعه اشراف الناس أم ضعفاؤهم قال قلت بل ضعفاؤهم قال
يزيدون أو ينقصون قال قلت لا بل يزيدون قال هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن
يدخل فيه سخطة له قال قلت لا قال فهل قاتلتموه قال قلت نعم قال فكيف
كان قتالكم إياه قال قلت تكون الحرب بيننا وبينه سجالا يصيب منا ونصيب
منه قال فهل يغدر قال قلت لا ونحن منه في هذه المدة لا ندري ما هو صانع
فيها قال والله ما أمكنني من كلمة ادخل فيها شيئا غير هذه قال فهل قال هذا
القول أحد قبله قال قلت لا ثم قال لترجمانه قل له انى سألتك عن حسبه فيكم
فزعمت أنه فيكم ذو حسب وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها وسألتك
هل كان في آبائه ملك فزعمت أن لا فقلت لو كان من آبائه ملك قلت رجل
يطلب ملك آبائه وسألتك عن اتباعه أضعفاؤهم أم اشرافهم فقلت بل
ضعفاؤهم وهم اتباع الرسل وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن
يقول ما قال فزعمت أن لا فعرفت انه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم
يذهب فيكذب على الله وسألتك هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل
فيه سخطة له فزعمت أن لا وكذلك الايمان إذا خالط بشاشة القلوب وسألتك
هل يزيدون أم ينقصون فزعمت أنهم يزيدون وكذلك الايمان حتى يتم
وسألتك هل قاتلتموه فزعمت انكم قاتلتموه فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا
ينال منكم وتنالون منه وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة وسألتك
هل يغدر فزعمت أنه لا يغدر وكذلك الرسل لا تغدر وسألتك هل قال أحد
هذا القول قبله فزعمت أن لا فقلت لو كان قال هذا القول أحد قبله قلت
168

رجل ائتم بقول قيل قبله قال ثم قال بم يأمركم قال قلت يأمرنا بالصلاة
والزكاة والصلة والعفاف قال إن يك ما تقول فيه حقا فإنه نبي وقد كنت اعلم أنه
خارج ولم أك أظنه منكم ولو انى اعلم انى أخلص إليه لأحببت لقاءه
ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه وليبلغن ملكه ما تحت قدمي قال ثم دعا
بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى اما بعد فانى
أدعوك بدعاية الاسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله اجرك مرتين فان توليت
فان عليك اثم الأريسيين ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم
أن لا نعبد الا الله إلى قوله اشهدوا بأنا مسلمون فلما فرغ من قراءة الكتاب
ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللغط وأمر بنا فأخرجنا قال فقلت لأصحابي
حين خرجنا لقد امر امر ابن أبي كبشة انه ليخافه ملك بنى الأصفر فما زلت
موقنا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سيظهر حتى ادخل الله على
الاسلام * قال الزهري فدعا هرقل عظماء الروم فجمعهم في دار له فقال يا معشر
الروم هل لكم في الفلاح والرشد آخر الأبد وان يثبت لكم ملككم قال فحاصوا
حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت فقال على بهم فدعا بهم
فقال إني إنما اختبرت شدتكم على دينكم فقد رأيت منكم الذي أحببت
فسجدوا له ورضوا عنه باب لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون إلى به
عليم حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة انه
سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة
نخلا وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب فلما أنزلت لن تنالوا البر
حتى تنفقوا مما تحبون قام أبو طلحة فقال يا رسول الله ان الله يقول لن تنالوا البر
169

حتى تنفقوا مما تحبون وان أحب أموالي إلى بيرحاء وانها صدقة لله أرجو
برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم بخ ذلك مال رايح ذلك مال رايح وقد سمعت ما قلت وانى
أرى ان تجعلها في الأقربين قال أبو طلحة افعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة
في أقاربه وبنى عمه * قال عبد الله بن يوسف وروح بن عبادة ذلك مال رابح
حدثني يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك مال رايح حدثنا محمد بن عبد الله
الأنصاري حدثني أبي عن ثمامة عن أنس رضي الله عنه قال فجعلها لحسان وأبى
وانا أقرب إليه ولم يجعل لي منها شيئا باب قل فأتوا بالتوراة فاتلوها
ان كنتم صادقين حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو ضمرة حدثنا موسى بن
عقبة عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان اليهود جاؤوا إلى النبي صلى الله
عليه وسلم برجل منهم وامرأة قد زنيا فقال لهم كيف تفعلون بمن زنى منكم
قالوا نحممهما ونضربهما فقال لا تجدون في التوراة الرجم فقالوا لا نجد فيها شيئا
فقال لهم عبد الله بن سلام كذبتم فأتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين فوضع
مدراسها الذي يدرسها منهم كفه على آية الرجم فطفق يقرأ ما دون يده وما
وراءها ولا يقرأ آية الرجم فنزع يده عن آية الرجم فقال ما هذه فلما رأوا ذلك
قالوا هي آية الرجم فأمر بهما فرجما قريبا من حيث موضع الجنائز عند المسجد
قال فرأيت صاحبها يجنأ عليها يقيها الحجارة باب كنتم خير أمة أخرجت
للناس حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن ميسرة عن أبي حازم عن أبي
هريرة رضي الله عنه كنتم خير أمه أخرجت للناس قال خير الناس للناس
تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الاسلام باب إذ همت
طائفتان منكم ان تفشلا حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال قال عمرو
سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول فينا نزلت إذ همت طائفتان منكم
170

ان تفشلا والله وليهما قال نحن الطائفتان بنو حارثة وبنو سلمة وما نحب وقال
سفيان مرة وما يسرني انها لم تنزل لقول الله والله وليهما باب ليس
لك من الامر شئ حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن
الزهري قال حدثني سالم عن أبيه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول اللهم العن فلانا
وفلانا وفلانا بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فأنزل الله ليس لك
من الامر شئ إلى قوله فإنهم ظالمون * رواه إسحاق بن راشد عن الزهري
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن سعيد
ابن المسيب وأبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لاحد قنت بعد
الركوع فربما قال إذا قال سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد اللهم انج الوليد بن
الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر
اللهم العن فلانا وفلانا لاحياء من العرب حتى انزل الله ليس لك من الامر
شئ الآية باب قوله والرسول يدعوكم في أخراكم وهو تأنيث آخركم
وقال ابن عباس احدى الحسنيين فتحا أو شهادة حدثنا عمرو بن خالد حدثنا
زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال جعل النبي
صلى الله عليه وسلم على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير واقبلوا منهزمين فذاك
إذ يدعوهم الرسول في أخراهم ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم غير اثني
عشر رجلا باب قوله أمنة نعاسا حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبد
الرحمن أبو يعقوب حدثنا حسين بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة قال حدثنا
أنس ان أبا طلحة قال غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد قال فجعل سيفي
171

يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه باب قوله الذين استجابوا لله
والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا اجر عظيم، القرح
الجراح، استجابوا أجابوا يستجيب يجيب باب ان الناس فد جمعوا لكم
الآية حدثنا أحمد بن يونس أراه قال حدثنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي
الضحى عن ابن عباس حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام حين
القى في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا إن الناس قد جمعوا لكم
فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل حدثنا مالك بن إسماعيل
حدثنا إسرائيل عن أبي حصين عن أبي الضحى عن ابن عباس قال كان آخر قول
إبراهيم حين القى في النار حسبي الله ونعم الوكيل باب ولا تحسبن الذين
يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به
يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير * سيطوقون
كقولك طوقته بطوق حدثنا عبد الله بن منير سمع أبا النضر حدثنا عبد
الرحمن هو ابن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله شجاعا
اقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة يأخذ بلهزمته يعنى بشدقيه يقول انا مالك
انا كنزك ثم تلا هذه الآية ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله إلى
آخر الآية باب ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن
الذين أشركوا اذى كثيرا حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني
عروة بن الزبير ان أسامة بن زيد رضي الله عنهما أخبره ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم ركب على حمار على قطيفة فدكية وأردف أسامة بن زيد وراءه
يعود سعد بن عبادة في بنى الحرث بن الخزرج قبل وقعة بدر قال حتى مر بمجلس
فيه عبد الله بن أبي ابن سلول وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي فإذا في المجلس
172

أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود والمسلمين وفى المجلس
عبد الله بن رواحة فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي انفه بردائه
ثم قال لا تغبروا علينا فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه ثم وقف فنزل
فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن فقال عبد الله بن أبي ابن سلول أيها المرء انه
لا أحسن مما تقول إن كان حقا فلا تؤذينا به في مجلسنا ارجع إلى رحلك فمن
جاءك فاقصص عليه فقال عبد الله بن رواحة بلى يا رسول الله فأغشنا به في مجالسنا
فنا نحب ذلك فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون فلم
يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكنوا ثم ركب النبي صلى الله
عليه وسلم دابته فسار حتى دخل على سعد بن عبادة فقال له النبي صلى الله عليه
وسلم يا سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب يريد عبد الله بن أبي قال كذا وكذا قال
سعد بن عبادة يا رسول الله اعف عنه واصفح عنه فوالذي انزل عليك الكتاب
لقد جاء الله بالحق الذي انزل عليك لقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن
يتوجوه فيعصبونه بالعصابة فلما أبى الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله شرق
بذلك فذلك فعل به ما رأيت فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان
النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما
امرهم الله ويصبرون على الأذى قال الله تعالى ولتسمعن من الذين أوتوا
الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا اذى كثيرا الآية وقال الله ود كثير
من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم
إلى آخر الآية وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتأول العفو ما امره الله به حتى
اذن الله فيهم فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا فقتل الله به صناديد
كفار قريش قال ابن أبي ابن سلول ومن معه من المشركين وعبدة الأوثان
هذا امر قد توجه فبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على الاسلام فأسلموا
173

باب لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا حدثنا سعيد بن أبي مريم
أخبرنا محمد بن جعفر قال حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه ان رجالا من المنافقين على عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه
وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا ان يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت
لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا حدثني
إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام ان ابن جريح أخبرهم عن ابن أبي مليكة ان علقمة
ابن وقاص أخبره ان مروان قال لبوابه اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل لئن
كان كل امرئ فرح بما أوتى وأحب ان يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن
أجمعون فقال ابن عباس وما لكم ولهذه إنما دعا النبي صلى الله عليه وسلم يهود
فسألهم عن شئ فكتموه إياه وأخبروه بغيره فأروه ان قد استحمدوا إليه
بما أخبروه عنه فيما سألهم وفرحوا بما أوتوا من كتمانهم ثم قرأ ابن عباس
وإذ اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب كذلك حتى قوله يفرحون بما أوتوا
ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا * تابعه عبد الرزاق عن ابن جريح حدثنا
ابن مقاتل أخبرنا الحجاج عن ابن جريج أخبرني ابن أبي مليكة عن حميد بن
عبد الرحمن بن عوف انه أخبره ان مروان بهذا باب قوله ان في خلق
السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب حدثنا
سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر
عن كريب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بت عند خالتي ميمونة فتحدث رسول
الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد فلما كانت ثلث الليل الآخر قعد
فنظر إلى السماء فقال إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار
174

لآيات لأولي الألباب ثم قام فتوضأ واستن فصلى احدى عشرة ركعة ثم
اذن بلال فصلى ركعتين ثم خرج فصلى الصبح باب الذين يذكرون
الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك بن أنس عن
مخرمة بن سليمان عن كريب عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال بت عند خالتي
ميمونة فقلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فطرحت لرسول
الله صلى الله عليه وسلم وسادة فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم في طولها
فجعل يمسح النوم عن وجهه ثم قرأ الآيات العشر الأواخر من آل عمران حتى
ختم ثم أتى شنا معلقا فأخذه فتوضأ ثم قام يصلى فقمت فصنعت مثل ما صنع
ثم جئت فقمت إلى جنبه فوضع يده على رأسي ثم اخذ بأذني فجعل يفتلها ثم
صلى ركعتين ثم صلى ركعتين ثم صلى ركعتين ثم صلى ركعتين ثم صلى ركعتين ثم
صلى ركعتين ثم أوتر باب ربنا انك من تدخل النار فقد أخزيته وما
للظالمين من أنصار حدثنا علي بن عبد الله حدثنا معن بن عيسى حدثنا مالك
عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى عبد الله بن عباس ان عبد الله بن عباس
أخبره انه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي خالته قال
فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله
في طولها فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليل
أو بعده بقليل ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح النوم عن
وجهه بيديه ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ثم قام إلى شن
معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه ثم قام يصلى فصنعت مثل ما صنع ثم ذهبت فقمت
إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي واخذ بأذني
اليمنى يفتلها فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين
175

ثم أوتر ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى
الصبح باب ربنا اننا سمعنا مناديا ينادى للايمان الآية حدثنا قتيبة
ابن سعيد عن مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس ان ابن
عباس رضي الله عنهما أخبره انه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
وهي خالته قال فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأهله في طولها فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف
الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل
يمسح النوم عن وجهه بيده ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران
ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه ثم قام يصلى قال ابن عباس
فقمت فصنعت مثل ما صنع ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يده اليمنى على رأسي واخذ بأذني اليمنى يفتلها فصلى ركعتين ثم
ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر ثم اضطجع حتى
جاءه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح
(سورة النساء)
قال ابن عباس يستنكف يستكبر قواما قوامكم من معايشكم لهن سبيلا يعنى
الرجم للثيب والجلد للبكر وقال غيره مثنى وثلاث ورباع يعنى اثنتين وثلاثا
وأربعا ولا تجاوز العرب رباع باب وان خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريح قال أخبرني هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ان رجلا كانت له يتيمة فنكحها وكان لها
عذق وكان يمسكها عليه ولم يكن لها من نفسه شئ فنزلت فيه وان خفتم أن لا
تقسطوا في اليتامى احسبه قال كانت شريكته في ذلك العذق وفى ماله
176

حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن
ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير انه سأل عائشة عن قول الله تعالى وان
خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فقالت يا ابن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر
وليها تشركه في ماله ويعجبه مالها وجمالها فيريد وليها يتزوجها بغير ان
يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره فنهوا عن أن ينكحوهن الا ان
يقسطوا لهن ويبلغوا لهن أعلى سنتهن في الصداق فأمروا ان ينكحوا ما طاب
لهم من النساء سواهن قال عروة قالت عائشة وان الناس استفتوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية فأنزل الله ويستفتونك في النساء قالت عائشة
وقول الله تعالى في آية أخرى وترغبون ان تنكحوهن رغبة أحدكم عن يتيمته
حين تكون قليلة المال والجمال قالت فنهوا ان ينكحوا عمن رغبوا في ماله وجماله
في يتامى النساء الا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن إذا كن قليلات المال والجمال
باب ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم
فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا، وبدارا مبادرة، اعتدنا أعددنا أفعلنا من العتاد
حدثني اسحق أخبرنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله
تعالى عنها في قوله تعالى ومن كان غنيا فيستعفف ومن كان فقيرا فليأكل
بالمعروف انها نزلت في مال اليتيم إذا كان فقيرا انه يأكل منه مكان قيامه عليه
بمعروف باب وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين
فارزقوهم منه حدثنا أحمد بن حميد أخبرنا عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن
الشيباني عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما وإذا حضر القسمة
أولوا القربى واليتامى والمساكين قال هي محكمة وليست بمنسوخة * تابعه سعيد
عن ابن عباس باب يوصيكم الله في أولادكم حدثنا إبراهيم بن موسى
حدثنا هشام ان ابن جريج أخبرهم قال أخبرني ابن منكدر عن جابر رضى الله
177

تعالى عنه قال عادني النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في بنى سلمة ماشيين
فوجدني النبي صلى الله عليه وسلم لا اعقل فدعا بماء فتوضأ منه ثم رش على فأفقت
فقلت ما تأمرني ان اصنع في مالي يا رسول الله فنزلت يوصيكم الله في أولادكم
باب ولكم نصف ما ترك أزواجكم حدثنا محمد بن يوسف عن ورقاء
عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان المال للولد
وكانت الوصية للوالدين فنسخ الله من ذلك ما أحب فجعل للذكر مثل حظ
الأنثيين وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس والثلث وجعل للمرأة الثمن
والربع وللزوج الشطر والربع باب لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها
ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن الآية * ويذكر عن ابن عباس
لا تعضلوهن لا تقهروهن، حوبا اثما، تعولوا تميلوا، نحلة النحلة المهر حدثنا
محمد بن مقاتل حدثنا أسباط بن محمد حدثنا الشيباني عن عكرمة عن ابن عباس
قال الشيباني وذكره أبو الحسن السوائي ولا أظنه ذكره إلا عن ابن عباس
يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا
ببعض ما آتيتموهن قال كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته ان
شاء بعضهم تزوجها وان شاؤوا زوجوها وان شاؤوا لم يزوجوها فهم أحق بها
من أهلها فنزلت هذه الآية في ذلك باب ولكل جعلنا موالي مما
ترك الوالدان والأقربون الآية * وقال معمر موالي أولياء ورثة * عاقدت
ايمانكم هو مولى اليمين وهو الحليف والمولى أيضا ابن العم والمولى المنعم
المعتق والمولى المعتق والمولى المليك والمولى مولى في الدين حدثني الصلت
ابن محمد حدثنا أبو أسامة عن إدريس عن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما ولكل جعلنا موالي قال ورثة والذين عاقدت
ايمانكم كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري دون ذوي
178

رحمه للاخوة التي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم فلما نزلت ولكل جعلنا
موالي نسخت ثم قال والذين عاقدت ايمانكم من النصر والرفادة والنصيحة وقد
ذهب الميراث ويوصى له سمع أبو أسامة إدريس وسمع إدريس طلحة باب
ان الله لا يظلم مثقال ذرة يعنى زنة ذرة حدثني محمد بن عبد العزيز حدثنا أبو عمر
حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري
رضى الله تعالى عنه ان أناسا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله
هل نرى ربنا يوم القيامة قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم هل تضارون في رؤية
الشمس بالظهيرة ضوء ليس فيها سحاب قالوا لا قال وهل تضارون في رؤية القمر
ليلة البدر ضوء ليس فيها سحاب قالوا لا قال النبي صلى الله عليه وسلم ما تضارون
في رؤية الله عز وجل يوم القيامة الا كما تضارون في رؤية أحدهما إذا كان
يوم القيامة اذن مؤذن تتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى من كان يعبد غير الله
من الأصنام والأنصاب الا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق الا من كان
يعبد الله بر أو فاجر وغبرات أهل الكتاب فيدعى اليهود فيقال لهم من كنتم
تعبدون قالوا كنا نعبد عزير ابن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة
ولا ولد فماذا تبغون فقالوا عطشنا ربنا فاسقنا فيشار الا تردون فيحشرون إلى
النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار ثم يدعى النصارى
فيقال لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ
الله من صاحبة ولا ولد فيقال لهم ماذا تبغون فكذلك مثل الأول حتى إذا لم يبق
الا من كان يعبد الله من بر أو فاجر اتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي
رأوه فيها فيقال ماذا تنتظرون تتبع كل أمة ما كانت تعبد قالوا فارقنا الناس
في الدنيا على أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد
فيقول انا ربكم فيقولون لا نشرك بالله شيئا مرتين أو ثلاثا باب فكيف
179

إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا * المختال والختال واحد
، نطمس وجوها نسويها حتى تعود كأقفائهم طمس الكتاب محاه، سعيرا وقودا
حدثنا صدقة أخبرنا يحيى عن سفيان عن سليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن
عبد الله قال يحيى بعض الحديث عن عمرو بن مرة قال قال لي النبي صلى الله عليه
وسلم اقرأ على قلت أقرأ عليك وعليك انزل قال فانى أحب ان اسمعه من
غيري فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد
وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال امسك فإذا عيناه تذرفان باب قوله
وان كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط، صعيدا وجه الأرض
وقال جابر كانت الطواغيت التي يتحاكمون إليها في جهينة واحد وفى أسلم واحد
وفى كل حي واحد كهان ينزل عليهم الشيطان وقال عمر الجبت السحر والطاغوت
الشيطان وقال عكرمة الجبت بلسان الحبشة شيطان والطاغوت الكاهن حدثنا
محمد أخبرنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت هلكت
قلادة لأسماء فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في طلبها رجالا فحضرت الصلاة
وليسوا على وضوء ولم يجدوا ماء فصلوا وهم على غير وضوء فأنزل الله تعالى
يعنى آية التيمم * أولي الأمر منكم ذوي الامر حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا
حجاج بن محمد عن ابن جريح عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
رضي الله عنهما أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم قال نزلت
في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية
باب فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم حدثنا على
ابن عبد الله حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة قال خاصم
الزبير رجلا من الأنصار في شريج من الحرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم
اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك فقال الأنصاري يا رسول الله إن كان ابن
180

عمتك فتلون وجهه ثم قال اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر ثم
أرسل الماء إلى جارك واستوعى النبي صلى الله عليه وسلم للزبير حقه في صريح
الحكم حين احفظه الأنصاري وكان أشار عليهما بأمر لهما فيه سعة قال الزبير
فما احسب هذه الآيات الا نزلت في ذلك فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك
فيما شجر بينهم باب فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين حدثنا
محمد بن عبد الله بن حوشب حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة
رضى الله تعالى عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من نبي
يمرض الا خير بين الدنيا والآخرة وكان في شكواه الذي قبض فيه اخذته بحة
شديدة فسمعته يقول مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين فعلمت انه خير * قوله وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين
من الرجال والنساء الآية حدثني عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عبيد الله قال
سمعت ابن عباس قال كنت انا وأمي من المستضعفين حدثنا سليمان بن حرب
حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن ابن أبي مليكة ان ابن عباس تلا الا المستضعفين
من الرجال والنساء والولدان قال كنت انا وأمي ممن عذر الله ويذكر عن ابن عباس
حصرت ضاقت، تلووا ألسنتكم بالشهادة، وقال غيره المراغم المهاجر راغمت
هاجرت قومي، موقوتا موقتا وقته عليهم فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم
بما كسبوا قال ابن عباس بددهم، فئة جماعة حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر
وعبد الرحمن قالا حدثنا شعبة عن عدى عن عبد الله بن يزيد عن زيد بن ثابت
رضى الله تعالى عنه فما لكم في المنافقين فئتين رجع ناس من أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم من أحد وكان الناس فيهم فرقتين فريق يقول اقتلهم وفريق يقول لا
فنزلت فما لكم في المنافقين فئتين * وقال إنها طيبة تنفى الخبث كما تنفى النار
خبث الفضة باب وإذا جاءهم امر من الامن أو الخوف أذاعوا به
181

أي افشوه، يستنبطونه يستخرجونه حسيبا كافيا، الا إناثا يعنى الموات حجرا
أو مدرا وما أشبهه، مريدا متمردا، فليبتكن بتكه قطعه، قيلا وقولا واحد
وطبع ختم باب ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم حدثنا آدم
ابن أبي اياس حدثنا شعبة حدثنا مغيرة بن النعمان قال سمعت سعيد بن جبير قال
آية اختلف فيها أهل الكوفة فرحلت فيها إلى ابن عباس فسألته عنها فقال نزلت
هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم هي آخر ما نزل وما نسخها
شئ باب ولا تقولوا لمن القى إليكم السلام لست مؤمنا * السلم والسلم
والسلام واحد حدثني علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء
عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا تقولوا لمن القى إليكم السلام لست مؤمنا قال
قال ابن عباس كان رجل في غنيمة له فلحقه المسلمون فقال السلام عليكم فقتلوه
واخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك إلى قوله عرض الحياة الدنيا تلك الغنيمة قال
قرأ ابن عباس السلام باب لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون
في سبيل الله حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح
ابن كيسان عن ابن شهاب قال حدثني سهل بن سعد الساعدي انه رأى مروان بن
الحكم في المسجد فأقبلت حتى جلست إلى جنبه فأخبرنا ان زيد بن ثابت أخبره
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه لا يستوى القاعدون من المؤمنين
والمجاهدون في سبيل الله فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها على قال يا رسول الله
والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان أعمى فأنزل الله على رسوله صلى الله
عليه وسلم وفخذه على فخذي فثقلت على حتى خفت ان ترض فخذي ثم سرى عنه
فأنزل الله غير أولى الضرر حدثني حفص بن عمر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق
عن البراء رضى الله تعالى عنه قال لما نزلت لا يستوى القاعدون من المؤمنين دعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فكتبها فجاء ابن أم مكتوم فشكا ضرارته
182

فأنزل الله غير أولى الضرر حدثنا محمد بن يوسف عن إسرائيل عن أبي إسحاق
عن البراء قال لما نزلت لا يستوى القاعدون من المؤمنين قال النبي صلى الله عليه
وسلم ادعوا فلانا فجاءه ومعه الدواة واللوح أو الكتف فقال اكتب لا يستوى
القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله وخلف النبي صلى الله عليه وسلم
ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله انا ضرير فنزلت مكانها لا يستوى القاعدون من
المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله حدثنا إبراهيم بن موسى
أخبرنا هشام ان ابن جريج أخبرهم ح وحدثني اسحق أخبرنا عبد الرزاق
أخبرنا ابن جريج أخبرني عبد الكريم ان مقسما مولى عبد الله بن الحرث أخبره
ان ابن عباس رضي الله عنهما أخبره لا يستوى القاعدون من المؤمنين عن بدر
والخارجون إلى بدر باب ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا
فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن ارض الله واسعة
فتهاجروا فيها الآية حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا حياة وغيره قالا
حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو الأسود قال قطع على أهل المدينة بعث فاكتتبت
فيه فلقيت عكرمة مولى ابن عباس فأخبرته فنهاني عن ذلك أشد النهى ثم قال
أخبرني ابن عباس ان ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين
على رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي السهم فيرمى به فيصيب أحدهم فيقتله
أو يضرب فيقتل فأنزل الله ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم الآية *
رواه الليث عن أبي الأسود * الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان
لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أيوب
عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما الا المستضعفين قال كانت أمي
ممن عذر الله باب قوله فأولئك عسى الله ان يعفو عنهم الآية حدثنا
أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال
183

بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلى العشاء إذ قال سمع الله لمن حمده ثم قال قبل أن
يسجد اللهم نج عياش بن أبي ربيعة اللهم نج سلمة بن هشام اللهم نج الوليد
ابن الوليد اللهم نج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر
اللهم اجعلها سنين كسني يوسف باب قوله ولا جناح عليكم إن كان
بكم اذى من مطر أو كنتم مرضى ان تضعوا أسلحتكم حدثنا محمد بن مقاتل
أبو الحسن أخبرنا حجاج عن ابن جريح قال أخبرني يعلى عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس رضى الله تعالى عنهما إن كان بكم اذى من مطر أو كنتم مرضى قال
عبد الرحمن بن عوف كان جريحا باب قوله ويستفتونك في النساء قل الله
يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء حدثنا عبيد بن إسماعيل
حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن إلى قوله وترغبون ان تنكحوهن
قالت عائشة هو الرجل تكون عنده اليتيمة هو وليها ووارثها فأشركته في ماله
حتى في العذق فيرغب ان ينكحها ويكره ان يزوجها رجلا فيشركه في ماله
بما شركته فيعضلها فنزلت هذه الآية، وان امرأة خافت من بعلها نشوزا
أو اعراضا * وقال ابن عباس شقاق تفاسد * وأحضرت الأنفس الشح هواه
في الشئ يحرص عليه، كالمعلقة لا هي أيم ولا ذات زوج، نشوزا بغضا حدثنا
محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا قالت الرجل تكون عنده
المرأة ليس بمستكثر منها يريد أن يفارقها فتقول أجعلك من شأني في حل فنزلت
هذه الآية في ذلك * ان المنافقين في الدرك الأسفل * وقال ابن عباس أسفل
النار * نفقا سربا حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني
إبراهيم عن الأسود قال كنا في حلقة عبد الله فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلم
184

ثم قال لقد انزل النفاق على قوم خير منكم قال الأسود سبحان الله ان الله يقول إن
المنافقين في الدرك الأسفل من النار فتبسم عبد الله وجلس حذيفة في ناحية
المسجد فقام عبد الله فتفرق أصحابه فرماني بالحصى فأتيته فقال حذيفة عجبت
من ضحكه وقد عرف ما قلت لقد انزل النفاق على قوم كانوا خيرا منكم ثم تابوا
فتاب الله عليهم باب قوله انا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح إلى قوله
ويونس وهارون وسليمان حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثني
الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ينبغي لاحد
أن يقول انا خير من يونس بن متى حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا
هلال عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال من قال انا خير من يونس بن متى فقد كذب باب يستفتونك
قل الله يفتيكم في الكلالة ان امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك
وهو يرثها إن لم يكن لها ولد، والكلالة من لم يرثه أب أو ابن وهو مصدر من
تكلله النسب حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمعت البراء
رضى الله تعالى عنه قال آخر سورة نزلت براءة وآخر آية نزلت يسفتونك
(بسم الله الرحمن الرحيم باب تفسير سورة المائدة)
حرم واحدها حرام، فبما نقضهم ميثاقهم بنقضهم، التي كتب الله جعل الله، تبوء
تحمل، دائرة دولة، وقال غيره الاغراء التسليط، أجورهن مهورهن، المهيمن
الأمين، القرآن امين على كل كتاب قبله، قال سفيان ما في القرآن آية أشد
على من لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما نزل إليكم من ربكم *
مخمصة مجاعة، من أحياها يعنى من حرم قتلها الا بحق حيى الناس منه جميعا، شرعة
ومنهاجا سبيلا وسنة، فان عثر ظهر، الأوليان وأحدهما أولى باب قوله
185

اليوم أكملت لكم دينكم * وقال ابن عباس مخمصة مجاعة حدثني محمد بن بشار
حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن قيس عن طارق بن شهاب قالت اليهود
لعمر انكم تقرؤن آية لو نزلت فينا لاتخذناها عيدا فقال عمر انى لأعلم حيث
أنزلت وأين أنزلت وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت يوم عرفة
وانا والله بعرفة قال سفيان وأشك كان يوم الجمعة أم لا اليوم أكملت لكم
دينكم باب قوله فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا، تيمموا تعمدوا، آمين
عامدين أممت وتيممت واحد، وقال ابن عباس لمستم وتمسوهن واللاتي دخلتم
بهن والافضاء النكاح حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن عبد الرحمن بن
القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء
أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه
وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق
فقالوا الا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس
وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم
واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم
والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء قالت عائشة فعاتبني أبو بكر وقال
ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي ولا يمنعني من التحرك الا
مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فقام رسول الله صلى الله عليه
وسلم حين أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فقال أسيد بن حضير ما هي
بأول بركتكم يا آل أبي بكر قالت فبعثنا البعير الذي كنت عليه فإذا العقد تحته
حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال أخبرني عمرو ان عبد الرحمن
ابن القاسم حدثه عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها سقطت قلادة لي بالبيداء
186

ونحن داخلون المدينة فأناخ النبي صلى الله عليه وسلم ونزل فثنى رأسه في حجري
راقدا اقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة وقال حبست الناس في قلادة في
الموت لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أوجعني ثم إن النبي صلى الله
عليه وسلم استيقظ وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد فنزلت يا أيها الذين
آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة الآية فقال أسيد بن حضير لقد بارك الله للناس
فيكم يا آل أبي بكر ما أنتم الا بركة لهم باب قوله فاذهب أنت وربك
فقاتلا انا ههنا قاعدون حدثنا أبو نعيم حدثنا إسرائيل عن مخارق عن طارق
ابن شهاب سمعت ابن مسعود رضي الله عنه قال شهدت من المقداد ح وحدثني
حمدان بن عمر حدثنا أبو النضر حدثنا الأشجعي عن سفيان عن مخارق عن طارق
عن عبد الله قال قال المقداد يوم بدر يا رسول الله انا لا نقول لك كما قالت بنو
إسرائيل لموسى فاذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون ولكن امض
ونحن معك فكأنه سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم * ورواه وكيع
عن سفيان عن مخارق عن طارق ان المقداد قال ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم
باب إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا
ان يقتلوا أو يصلبوا إلى قوله أو ينفوا من الأرض * المحاربة لله الكفر به حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا ابن عون قال حدثني
سلمان أبو رجاء مولى أبى قلابة عن أبي قلابة انه كان جالسا خلف عمر بن عبد
العزيز فذكروا وذكروا فقالوا وقالوا قد أقادت بها الخلفاء فالتفت إلى أبي قلابة
وهو خلف ظهره فقال ما تقول يا عبد الله بن زيد أو قال ما تقول يا أبا قلابة
قلت ما علمت نفسا حل قتلها في الاسلام الا رجل زنى بعد احصان أو قتل نفسا
بغير نفس أو حارب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال عنبسة حدثنا أنس
بكذا وكذا قلت إياي حدث أنس قال قدم قوم على النبي صلى الله عليه وسلم
187

فكلموه فقالوا قد استوخمنا هذه الأرض فقال هذه نعم لنا تخرج فاخرجوا
فيها فاشربوا من البانها وأبوالها فخرجوا فيها فشربوا من أبوالها وألبانها
واستصحوا ومالوا على الراعي فقتلوه واطردوا النعم فما يستبطأ من هؤلاء قتلوا
النفس وحاربوا الله ورسوله وخوفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
سبحان الله فقلت تتهمني قال حدثنا بهذا أنس قال وقال يا أهل كذا انكم لن
تزالوا بخير ما أبقى الله هذا فيكم ومثل هذا باب قوله والجروح قصاص
حدثني محمد بن سلام أخبرنا الفزاري عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال
كسرت الربيع وهي عمة أنس بن مالك ثنية جارية من الأنصار فطلب القوم
القصاص فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص
فقال أنس بن النضر عم أنس بن مالك لا والله لا تكسر سنها يا رسول الله فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس كتاب الله القصاص فرضى القوم وقبلوا
الأرش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من عباد الله من لو اقسم على الله
لأبره باب يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك حدثنا محمد
ابن يوسف حدثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي عن مسروق عن عائشة
رضي الله عنها قالت من حدثك ان محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا مما انزل
عليه فقد كذب والله يقول يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك الآية
باب قوله لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم حدثنا علي بن سلمة
حدثنا مالك بن سعير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنزلت هذه
الآية لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم في قول الرجل لا والله وبلى
والله حدثنا أحمد بن أبي رجاء حدثنا النضر عن هشام قال أخبرني أبي عن
عائشة رضي الله عنها ان أباها كان لا يحنث في يمين حتى انزل الله كفارة
اليمين قال أبو بكر لا أرى يمينا أرى غيرها خيرا منها الا قبلت رخصة الله
188

وفعلت الذي هو خير باب قوله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات
ما أحل الله لكم حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد عن إسماعيل عن قيس عن عبد الله
رضى الله تعالى عنه قال كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وليس معنا نساء فقلنا
الا نختصي فنهانا عن ذلك فرخص لنا بعد ذلك أن نتزوج المرأة بالثوب ثم
قرأ يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم باب قوله
إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان وقال ابن عباس
الأزلام القداح يقتسمون بها في الأمور، والنصب أنصاب يذبحون عليها
وقال غيره الزلم القدح لا ريش له وهو واحد الأزلام، والاستقسام ان يجيل
القداح فان نهته انتهى وان امرته فعل ما تأمره، يجيل يدير وقد اعلموا القداح
اعلاما بضروب يستقسمون بها وفعلت منه قسمت والقسوم المصدر حدثنا إسحاق
ابن إبراهيم أخبرنا محمد بن بشر حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز
قال حدثني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال نزل تحريم الخمر وان
في المدينة يومئذ لخمسة أشربة ما فيها شراب العنب حدثنا يعقوب بن إبراهيم
حدثنا ابن علية حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال قال أنس بن مالك رضى الله
تعالى عنه ما كان لنا خمر غير فضيخكم هذا الذي تسمونه الفضيخ فانى لقائم أسقي أبا
طلحة وفلانا وفلانا إذ جاء رجل فقال وهل بلغكم الخبر فقالوا وما ذاك قال حرمت
الخمر قالوا أهرق هذه القلال يا أنس قال فما سألوا عنها ولا راجعوها بعد خبر
الرجل حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة عن عمرو عن جابر قال صبح
أناس غداة أحد الخمر فقتلوا من يومهم جميعا شهداء وذلك قبل تحريمها حدثنا إسحاق
بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا عيسى وابن إدريس عن أبي حيان عن الشعبي
عن ابن عمر قال سمعت عمر رضي الله عنه على منبر النبي صلى الله عليه وسلم يقول
اما بعد أيها الناس انه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة من العنب والتمر والعسل
189

والحنطة والعشير والخمر ما خامر العقل باب ليس على الذين آمنوا وعملوا
الصالحات جناح فيما طعموا إلى قوله والله يحب المحسنين حدثنا أبو النعمان
حدثنا حماد بن زيد حدثنا ثابت عن أنس رضي الله عنه ان الخمر التي أهريقت
الفضيخ * وزادني محمد عن أبي النعمان قال كنت ساقى القوم في منزل أبى طلحة
فنزل تحريم الخمر فأمر مناديا فنادى فقال أبو طلحة اخرج فانظر ما هذا الصوت
قال فحرجت فقلت هذا مناد ينادى الا ان الخمر قد حرمت فقال لي اذهب
فأهرقها قال فجرت في سكك المدينة قال وكانت خمرهم يومئذ الفضيخ فقال
بعض القوم قيل قوم وهي في بطونهم قال فأنزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا
الصالحات جناح فيما طعموا باب قوله لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم
تسؤكم حدثنا منذر بن الوليد بن عبد الرحمن الجارودي حدثنا أبي حدثنا
شعبة عن موسى بن أنس عن أنس رضي الله عنه قال خطب رسول الله صلى الله
عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط قال لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم
كثيرا قال فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين
فقال رجل من أبى قال فلان فنزلت هذه الآية لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم
تسؤكم رواه النضر وروح بن عبادة عن شعبة حدثنا الفضل بن سهل قال
حدثنا أبو النضر حدثنا أبو خيثمة حدثنا أبو الجويرية عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاء فيقول الرجل
من أبى ويقول الرجل تضل ناقته أين ناقتي فأنزل الله فيهم هذه الآية يا أيها
الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم حتى فرغ من الآية كلها
باب ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام، وإذ قال الله
يقول قال الله وإذ ههنا صلة، المائدة أصلها مفعولة كعيشة راضية وتطليقة
بائنة والمعنى ميد بها صاحبها من خير يقال ما دنى يميدني، وقال ابن عباس متوفيك
190

مميتك حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب قال البحيرة التي يمنع درها للطواغيت
فلا يحلبها أحد من الناس والسائبة كانوا يسيبونها لآلهتهم لا يحمل عليها شئ
قال وقال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت عمرو بن عامر
الخزاعي يجر قصبه في النار كان أول من سيب السوائب والوصيلة الناقة البكر
تبكر في أول نتاج الإبل ثم تثنى بعد بأنثى وكانوا يسيبونهم لطواغيتهم ان
وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكر والحام فحل الإبل يضرب الضراب
المعدود فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت وأعفوه من الحمل فلم يحمل عليه شئ
وسموه الحامي * وقال أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري سمعت سعيدا
قال يخبره بهذا قال وقال أبو هريرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم نحوه *
ورواه ابن الهاد عن ابن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم حدثني محمد بن أبي يعقوب أبو عبد الله الكرماني
حدثنا حسان بن إبراهيم حدثنا يونس عن الزهري عن عروة ان عائشة رضى الله
تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت جهنم يحطم بعضها
بعضا ورأيت عمر يجر قصبه وهو أول من سيب السوائب باب
وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت
على كل شئ شهيد حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة أخبرنا المغيرة بن النعمان
قال سمعت سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال خطب رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس انكم محشورون إلى الله حفاة عراة
غرلا ثم قال كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين إلى آخر الآية
ثم قال الا وان أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم الا وانه يجاء برجال
من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصيحابي فيقال انك لا تدرى
191

ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم
فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم فيقال ان هؤلاء لم يزالوا مرتدين على
أعقابهم منذ فارقتهم باب قوله ان تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم
فإنك أنت العزيز الحكيم حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان حدثنا المغيرة
ابن النعمان قال حدثني سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إنكم محشورون وان ناسا يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول كما قال العبد
الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم إلى قوله العزيز الحكيم
(سورة الأنعام)
(بسم الله الرحمن الرحيم) قال ابن عباس ثم لم تكن فتنتهم معذرتهم،
معروشات ما يعرش من الكرم وغير ذلك، حمولة ما يحمل عليها، وللبسنا
لشبهنا، وينأون يتباعدون، تبسل تفضح، أبسلوا أفضحوا، باسطوا أيديهم البسط
الضرب، استكثرتم أضللتم كثيرا، ذرأ من الحرث جعلوا لله من ثمراتهم
وما لهم نصيبا وللشيطان والأوثان نصيبا، أكنة واحدها كنان، اما اشتملت
يعنى هل تشتمل الا على ذكر أو أنثى فلم تحرمون بعضا وتحلون بعضا، مسفوحا
مهراقا، صدف أعرض، أبلسوا أويسوا، أبسلوا أسلموا، سرمدا دائما، استهوته
أضلته، تمترون تشكون، وقرا صمم، واما الوقر فإنه الحمل، أساطير واحدها
أسطورة وأسطارة وهي الترهات، البأساء من البأس ويكون من البؤس،
جهرة معاينة، الصور جماعة صورة كقوله سورة وسور، ملكوت ملك
مثل رهبوت خير من رحموت وتقول ترهب خير من أن ترحم، جن اظلم، تعالى
علا، وان تعدل تقسط، لا يقبل منها في ذلك اليوم يقال على الله حسبانه أي
حسابه ويقال حسبانا مرامي ورجوما للشياطين، مستقر في الصلب ومستودع
192

في الرحم القنو العذق والاثنان قنوان والجماعة أيضا قنوان مثل صنو وصنوان
باب وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو حدثنا عبد العزيز بن عبد الله
حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال مفاتح الغيب خمس ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث
ويعلم ما في الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأي
ارض تموت ان الله عليم خبير باب قوله قل هو القادر على أن يبعث
عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم، يلبسكم يخلطكم من الالتباس
يلبسوا يخلطوا، شيعا فرقا حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو
ابن دينار عن جابر رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية قل هو القادر على أن
يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهك
قال أو من تحت أرجلكم قال أعوذ بوجهك أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم
بأس بعض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أهون أو هذا أيسر باب
ولم يلبسوا ايمانهم بظلم حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدى عن شعبة
عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت ولم
يلبسوا ايمانهم بظلم قال أصحابه وأينا لم يظلم فنزلت ان الشرك لظلم عظيم
باب قوله ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين حدثنا محمد بن
بشار حدثنا ابن مهدي حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي العالية قال حدثني ابن
عم نبيكم يعنى ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ينبغي
لعبد أن يقول انا خير من يونس بن متى حدثنا آدم بن أبي اياس حدثنا
شعبة أخبرنا سعد بن إبراهيم قال سمعت حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ينبغي لعبد أن يقول انا
خير من يونس بن متى باب قوله أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده
193

حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام ان ابن جريج أخبرهم قال أخبرني
سليمان الأحول ان مجاهدا أخبره انه سأل ابن عباس أفي ص سجدة فقال
نعم ثم تلا ووهبنا إلى قوله فبهداهم اقتده ثم قال هو منهم * زاد يزيد بن هارون
ومحمد بن عبيد وسهل بن يوسف عن العوام عن مجاهد قلت لابن عباس فقال
نبيكم صلى الله عليه وسلم ممن امر ان يقتدى بهم باب قوله وعلى الذين
هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما الآية
وقال ابن عباس كل ذي ظفر البعير والنعامة، الحوايا المبعر وقال غيره هادوا
صاروا يهودا، واما قوله هدنا تبنا، هائد تائب حدثنا عمرو بن خالد حدثنا
الليث عن يزيد بن أبي حبيب قال عطاء سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال قاتل الله اليهود لما حرم الله عليهم شحومها
جملوه ثم باعوه فأكلوها وقال أبو عاصم حدثنا عبد الحميد حدثنا يزيد كتب
إلى عطاء سمعت جابرا عن النبي صلى الله عليه وسلم باب قوله ولا تقربوا
الفواحش ما ظهر منها وما بطن حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عمرو
عن أبي وائل عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال لا أحد أغير من الله ولذلك
حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا شئ أحب إليه المدح من الله ولذلك
مدح نفسه * قلت سمعته من عبد الله قال نعم قلت ورفعه قال نعم، وكيل حفيظ
ومحيط به، قبلا جمع قبيل، والمعنى انه ضروب للعذاب كل ضرب منها قبيل،
زخرف القول كل شئ حسنته ووشيته وهو باطل فهو زخرف، وحرث،
حجر حرام وكل ممنوع فهو حجر محجور والحجر كل بناء بنيته ويقال للأنثى
من الخيل حجر ويقال للعقل حجر وحجى واما الحجر فموضع ثمود وما حجرت عليه
من الأرض فهو حجر ومنه سمى حطيم البيت حجرا كأنه مشتق من محطوم
مثل قتيل من مقتول واما حجر اليمامة فهو منزل باب قوله هلم شهداءكم
194

لغة أهل الحجاز هلم للواحد والاثنين والجمع باب لا ينفع نفسا ايمانها
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا عمارة حدثنا أبو زرعة
حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم
الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها فذاك حين
لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل حدثني اسحق أخبرنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها
الناس آمنوا أجمعون وذلك حين لا ينفع نفسا ايمانها ثم قرأ الآية
(سورة الأعراف)
قال ابن عباس ورياشا المال، انه لا يحب المعتدين في الدعاء وفى غيره، عفوا
كثروا وكثرت أموالهم، الفتاح القاضي، افتح بيننا اقض بيننا، نتقنا الجبل رفعنا
انبجست انفجرت، متبر خسران، آسى أحزن، تأس تحزن، وقال غيره ما منعك الا
تسجد يقال ما منعك ان تسجد، يخصفان اخذا الخصاف من ورق الجنة يؤلفان
الورق يخصفان الورق بعضه إلى بعض، سوآتهما كناية عن فرجيهما، ومتاع
إلى حين هو ههنا إلى يوم القيامة والحين عند العرب من ساعة إلى ما لا يحصى
عددها، الرياش والريش واحد وهو ما ظهر من اللباس، قبيله جيله الذي هو
منهم اداركوا، اجتمعوا، ومشاق الانسان والدابة كلهم يسمى سموما واحدها
سم وهي عيناه ومنخراه وفمه وأذناه ودبره وإحليله، غواش ما غشوا به، نشرا
متفرقة، نكدا قليلا، يغنوا يعيشوا، حقيق حق، استرهبوهم من الرهبة تلقف
تلقم، طائرهم حظهم طوفان من السيل ويقال للموت الكثير الطوفان، القمل
الخمنان يشبه صغار الحلم، عروش وعريش بناء، سقط كل من ندم فقد سقط
195

في يده الأسباط قبائل بني إسرائيل يعدون في السبت يتعدون له يجاوزون
تعد تجاوز، شرعا شوارع، بئيس شديد، أخلد إلى الأرض قعد وتقاعس،
سنستدرجهم أي نأتيهم من مأمنهم كقوله تعالى فأتاهم الله من حيث لم
يحتسبوا، من جنة من جنون، أيان مرساها متى خروجها، فمرت به استمر بها
الحمل فأتمته، ينزغنك يستخفنك، طيف ملم به لمم، ويقال طائف وهو
واحد، يمدونهم يزينون، وخيفة خوفا وخفية من الاخفاء، والآصال واحدها
أصيل وهو ما بين العصر إلى المغرب كقولك بكرة وأصيلا * إنما حرم ربى
الفواحش ما ظهر منها وما بطن حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن
عمرو بن مرة عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال قلت أنت سمعت هذا
من عبد الله قال نعم ورفعه قال لا أحد أغير من الله فلذلك حرم الفواحش
ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه المدحة من الله فلذلك مدح نفسه *
ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني انظر إليك قال لن تراني ولكن
انظر إلى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا
وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وانا أول المؤمنين قال
ابن عباس أرني أعطني حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عمرو بن
يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال جاء رجل من
اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد لطم وجهه وقال يا محمد ان رجلا من
أصحابك من الأنصار لطم في وجهي قال ادعوه فدعوه قال لم لطمت وجهه
قال يا رسول الله انى مررت باليهود فسمعته يقول والذي اصطفى موسى على
البشر فقلت وعلى محمد وأخذتني غضبة فلطمته قال لا تخيروني من بين الأنبياء
فان الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا انا بموسى آخذ
بقائمة من قوائم العرش فلا أدرى أفاق قبلي أم جزى بصعقة الطور * المن
196

والسلوى حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن عبد الملك عن عمرو بن حريث عن
سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكمأة من المن وماؤها شفاء
العين باب قل يا أيها الناس انى رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك
السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيى ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي
الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون حدثنا عبد الله حدثنا سليمان
ابن عبد الرحمن وموسى بن هارون قالا حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الله بن
العلاء بن زبر قال حدثني بسر بن عبيد الله قال حدثني أبو إدريس الخولاني قال
سمعت أبا الدرداء يقول كانت بين أبى بكر وعمر محاورة فأغضب أبو بكر عمر
فانصرف عنه عمر مغضبا فاتبعه أبو بكر يسأله ان يستغفر له فلم يفعل حتى أغلق
بابه في وجهه فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو الدرداء
ونحن عنده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما صاحبكم هذا فقد غامر قال
وندم عمر على ما كان منه فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقص على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر قال أبو الدرداء وغضب رسول الله
صلى الله عليه وسلم وجعل أبو بكر يقول والله يا رسول الله لأنا كنت اظلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أنتم تاركوا لي صاحبي هل أنتم
تاركوا لي صاحبي انى قلت يا أيها الناس انى رسول الله إليكم جميعا فقلتم كذبت
وقال أبو بكر صدقت * قال أبو عبد الله غامر سبق بالخير باب قوله
حطة حدثنا إسحاق أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه انه
سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل لبنى
إسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم فبدلوا فدخلوا
يزحفون على أستاههم وقالوا حبة في شعرة باب خذ العفو وأمر
بالعرف واعرض عن الجاهلين * العرف المعروف حدثنا أبو اليمان حدثنا
197

شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ان ابن عباس رضي الله عنهما
قال قدم عيينة بن حصن بن حذيفة فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس وكان
من النفر الذين يدنيهم عمر وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولا
كانوا أو شبانا فقال عيينة لابن أخيه يا ابن أخي لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي
عليه قال سأستأذن لك عليه قال ابن عباس فاستأذن الحر لعيينة فأذن له عمر
فلما دخل عليه قال هي يا ابن الخطاب فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل
فغضب عمر حتى هم به فقال له الحر يا أمير المؤمنين ان الله تعالى قال لنبيه
صلى الله عليه وسلم خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين وان هذا
من الجاهلين والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه وكان وقافا عند كتاب الله
حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير خذ العفو
وأمر بالعرف قال ما انزل الله الا في أخلاق الناس، وقال عبد الله بن براد حدثنا
أبو أسامة حدثنا هشام أخبرني عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال امر الله نبيه
صلى الله عليه وسلم ان يأخذ العفو من أخلاق الناس أو كما قال
(سورة الأنفال)
(بسم الله الرحمن الرحيم) قوله يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول
فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم قال ابن عباس الأنفال المغانم، قال قتادة ريحكم
الحرب، يقال نافلة عطية حدثني محمد بن عبد الرحيم حدثنا سعيد بن سليمان أخبرنا
هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس رضي الله عنهما
سورة الأنفال قال نزلت في بدر، الشوكة الحد، مردفين فوجا بعد فوج ردفني
وأردفني جاء بعدي، ذوقوا باشروا وجربوا وليس هذا من ذوق الفم، فيركمه
يجمعه، شرد فرق، وان جنحوا طلبوا، السلم والسلم والسلام واحد، يثخن يغلب
وقال مجاهد مكاء ادخال أصابعهم في أفواههم وتصدية الصفير، ليثبتوك
198

ليحبسوك * ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون حدثنا محمد
ابن يوسف حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس ان شر الدواب
عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون قال هم نفر من بنى عبد الدار * يا أيها الذين
آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين
المرء وقلبه وانه إليه تحشرون استجيبوا أجيبوا، لما يحييكم يصلحكم حدثني اسحق
قال أخبرنا روح حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن سمعت حفص بن عاصم
يحدث عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال كنت اصلى فمر بي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فدعاني فلم آته حتى صليت ثم اتيته فقال ما منعك ان تأتي
ألم يقل الله يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم ثم قال لأعلمنك
أعظم سورة في القرآن قبل أن اخرج فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليخرج فذكرت له وقال معاذ حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن سمع حفصا
سمع أبا سعيد رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا وقال هي الحمد لله
رب العالمين السبع المثاني باب قوله وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو
الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم قال ابن عيينة
ما سمى الله تعالى مطرا في القرآن الا عذابا وتسميه العرب الغيث وهو قوله
تعالى وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا حدثني احمد حدثنا عبيد الله
ابن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عبد الحميد صاحب الزيادي سمع أنس بن
مالك رضي الله عنه قال أبو جهل اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر
علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم فنزلت وما كان الله ليعذبهم وأنت
فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وما لهم أن لا يعذبهم الله وهم يصدون
عن المسجد الحرام الآية باب قوله وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم
وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون حدثنا محمد بن النضر حدثنا عبيد الله بن
199

معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عبد الحميد صاحب الزيادي سمع أنس بن مالك
قال قال أبو جهل اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم فنزلت وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله
معذبهم وهم يستغفرون وما لهم أن لا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد
الحرام الآية * وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله حدثنا
الحسن بن عبد العزيز حدثنا عبد الله بن يحيى حدثنا حياة عن بكر بن عمرو عن بكير
عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رجلا جاءه فقال يا أبا عبد الرحمن الا تسمع
ما ذكر الله في كتابه وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا إلى آخر الآية فما يمنعك
أن لا تقاتل كما ذكر الله في كتابه فقال يا ابن أخي اغتر بهذه الآية ولا أقاتل
أحب إلى من أن اغتر بهذه الآية التي يقول الله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا
إلى آخرها قال فان الله يقول وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة قال ابن عمر قد فعلنا على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان الاسلام قليلا فكان الرجل يفتن
في دينه اما يقتلوه واما يوثقوه حتى كثر الاسلام فلم تكن فتنة فلما رأى أنه
لا يوافقه فيما يريد قال فما قولك في علي وعثمان قال ابن عمر ما قولي في علي وعثمان
اما عثمان فكان الله قد عفا عنه فكرهتم ان تعفوا عنه واما على فابن عم رسول الله
صلى الله عليه وسلم وختنه وأشار بيده وهذه ابنته أو بنته حيث ترون حدثنا
أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا بيان ان وبرة حدثه قال حدثني سعيد بن
جبير قال خرج علينا أو الينا ابن عمر فقال رجل كيف ترى في قتال الفتنة
فقال وهل تدرى ما الفتنة كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين وكان
الدخول عليهم فتنة وليس كقتالكم على الملك باب يا أيها النبي حرض
المؤمنين على القتال ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وان يكن
منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون حدثنا علي بن
200

عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن ابن عباس رضي الله عنهما لما نزلت ان يكن
منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين فكتب عليهم أن لا يفر واحد من عشرة
فقال سفيان غير مرة أن لا يفر عشرون من مائتين ثم نزلت الآن خفف الله
عنكم الآية فكتب أن لا يفر مائة من مائتين زاد سفيان مرة نزلت حرض
المؤمنين على القتال ان يكن منكم عشرون صابرون قال سفيان وقال ابن شبرمة
وارى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مثل هذا * الآن خفف الله عنكم
وعلم أن فيكم ضعفا الآية حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي أخبرنا عبد الله بن
المبارك أخبرنا جرير بن حازم قال أخبرني الزبير بن خريت عن عكرمة عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين
شق ذلك على المسلمين حين فرض عليهم أن لا يفر واحد من عشرة فجاء التخفيف
فقال الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا
مائتين قال فلما خفف الله عنهم من العدة نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم
(سورة براءة)
وليجة كل شئ أدخلته في شئ، الشقة السفر، الخبال الفساد والخبال الموت،
ولا تفتني لا توبخني، كرها وكرها واحد، مدخلا يدخلون فيه، يجمحون
يسرعون، والمؤتفكات ائتفكت انقلبت بها الأرض، اهوى ألقاه في هوة،
عدن خلد عدنت بأرض أي أقمت ومنه معدن ويقال في معدن صدق في منبت
صدق، الخوالف الخالف الذي خلفني فقعد بعدي ومنه يخلفه في الغابرين
ويجوز أن يكون النساء من الخالفة وإن كان جمع الذكور فإنه لم يوجد على
تقدير جمعه الا حرفان فارس وفوارس وهلك وهوالك، الخيرات واحدها
خيرة وهي الفواضل، مرجون مؤخرون الشفا شفير وهو حده، والجرف
201

ما تجرف من السيول والأودية، هار هائر، لاواه شفقا وفرقا وقال الشاعر
إذا ما قمت أرحلها بليل * تأوه آهة الرجل الحزين
يقال تهورت البئر إذا انهدمت وانهار مثله باب قوله براءة من الله
ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين، أذان اعلام، وقال ابن عباس اذن
يصدق، تطهرهم وتزكيهم بها ونحوها كثير والزكاة الطاعة والاخلاص،
لا يؤتون الزكاة لا يشهدون أن لا إله إلا الله، يضاهون يشبهون حدثنا
أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه يقول آخر
آية نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة وآخر سورة نزلت براءة
باب قوله فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا انكم غير معجزي الله
وان الله مخزي الكافرين، سيحوا سيروا حدثنا سعيد بن غفير قال حدثني
الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب وأخبرني حميد بن عبد الرحمن ان أبا هريرة
رضي الله عنه قال بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم
النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان قال
حميد بن عبد الرحمن ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلى بن أبي طالب
وأمره ان يؤذن ببراءة قال أبو هريرة فأذن معنا على يوم النحر في أهل منى
ببراءة وان لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان باب
قوله واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ان الله برئ من
المشركين ورسوله فان تبتم فهو خير لكم وان توليتم فاعلموا انكم غير معجزي
الله وبشر الذين كفروا بعذاب اليم، آذنهم أعلمهم حدثنا عبد الله بن يوسف
حدثنا الليث قال حدثني عقيل قال ابن شهاب فأخبرني حميد بن عبد الرحمن ان
أبا هريرة قال بعثني أبو بكر رضي الله عنه في تلك الحجة في المؤذنين بعثهم يوم
النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان قال
202

حميد ثم أردف النبي صلى الله عليه وسلم بعلى بن أبي طالب فأمره ان يؤذن ببراءة
قال أبو هريرة فأذن معنا على في أهل منى يوم النحر ببراءة وان لا يحج بعد العام
مشرك ولا يطوف بالبيت عريان * إلا الذين عاهدتم من المشركين حدثنا إسحاق
حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب ان حميد
ابن عبد الرحمن أخبره ان أبا هريرة أخبره ان أبا بكر رضي الله عنه بعثه
في الحجة التي امره رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها قبل حجة الوداع في رهط
يؤذن في الناس أن لا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان فكان
حميد يقول يوم النحر يوم الحج الأكبر من أجل حديث أبي هريرة باب
فقاتلوا أئمة الكفر انهم لا ايمان لهم حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا
إسماعيل حدثنا زيد بن وهب قال كنا عند حذيفة فقال ما بقي من أصحاب هذه
الآية الا ثلاثة ولا من المنافقين الا أربعة فقال اعرابي انكم أصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم تخبرونا فلا ندري فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا ويسرقون
أعلاقنا قال أولئك الفساق أجل لم يبق منهم الا أربعة أحدهم شيخ كبير لو
شرب الماء البارد لما وجد برده باب قوله الذين يكنزون الذهب
والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم حدثنا الحكم بن نافع
أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد ان عبد الرحمن الأعرج حدثه أنه قال حدثني
أبو هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون
كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا اقرع حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن
حصين عن زيد بن وهب قال مررت على أبي ذر بالربذة فقلت ما أنزلك بهذه
الأرض قال كنا بالشام فقرأت والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها
في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم قال معاوية ما هذه فينا ما هذه الا في أهل الكتاب قال قلت إنها لفينا وفيهم باب قوله عز وجل يوم يحمى عليها
203

في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم
لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون * وقال احمد بي شبيب بن سعيد حدثنا أبي
عن يونس عن ابن شهاب عن خالد بن أسلم قال خرجنا مع عبد الله بن عمر
فقال هذا قبل أن تنزل الزكاة فلما أنزلت جعلها الله طهرا للأموال باب
قوله ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات
والأرض منها أربعة حرم * القيم هو القائم حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب
حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن ابن أبي بكرة عن أبي بكرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات
والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة
وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان باب قوله
ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا ناصرنا، السكينة
فعيلة من السكون حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا حبان حدثنا همام حدثنا
ثابت حدثنا أنس قال حدثني أبو بكر رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله
عليه وسلم في الغار فرأيت آثار المشركين قلت يا رسول الله لو أن أحدهم رفع
قدمه رآنا قال ما ظنك باثنين الله ثالثهما حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن
عيينة عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال حين
وقع بينه وبين ابن الزبير قلت أبوه الزبير وأمه أسماء وخالته عائشة وجده
أبو بكر وجدته صفية فقلت لسفيان اسناده فقال حدثنا فشغله انسان ولم
يقل ابن جريج حدثني عبد الله بن محمد قال حدثني يحيى بن معين حدثنا حجاج
قال ابن جريح قال ابن أبي مليكة وكان بينهما شئ فغدوت على ابن عباس فقلت
أتريد ان تقاتل ابن الزبير فتحل حرم الله فقال معاذ الله ان الله كتب ابن الزبير
وبنى أمية محلين وانى والله لا أحله ابدا قال قال الناس بايع لابن الزبير فقلت
204

وأين بهذا الامر عنه اما أبوه فحواري النبي صلى الله عليه وسلم يريد الزبير
واما جده فصاحب الغار يريد أبا بكر واما أمه فذات النطاق يريد أسماء واما
خالته فأم المؤمنين يريد عائشة واما عمته فزوج النبي صلى الله عليه وسلم يريد
خديجة واما عمة النبي صلى الله عليه وسلم فجدته يريد صفية ثم عفيف في الاسلام
قارئ للقرآن والله ان وصلوني وصلوني من قريب وان ربوني ربوني اكفاء كرام
فآثر التويتات والأسامات والحميدات يريد أبطنا من بنى أسد بنى تويت وبنى
أسامة وبنى أسد ان ابن أبي العاص برز يمشي القدمية يعنى عبد الملك بن مروان
وانه لوى ذنبه يعنى ابن الزبير حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون حدثنا عيسى
ابن يونس عن عمر بن سعيد قال أخبرني ابن أبي مليكة دخلنا على ابن عباس فقال
الا تعجبون لابن الزبير قام في امره هذا فقلت لأحاسبن نفسي له ما حاسبتها
لأبي بكر ولا لعمر ولهما كانا أولى بكل خير منه وقلت ابن عمة النبي صلى الله
عليه وسلم وابن الزبير وابن أبي بكر وابن أخي خديجة وابن أخت عائشة فإذا هو
يتعلى عنى ولا يريد ذلك فقلت ما كنت أظن انى أعرض هذا من نفسي فيدعه
وما أراه يريد خيرا وإن كان لا بد لان يربني بنو عمى أحب إلى من أن يربني
غيرهم باب قوله والمؤلفة قلوبهم قال مجاهد يتألفهم بالعطية حدثنا
محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد رضي الله عنه
قال بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشئ فقسمه بين أربعة وقال أتألفهم فقال
رجل ما عدلت فقال يخرج من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين باب
قوله الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين يلمزون يعيبون وجهدهم وجهدهم
طاقتهم حدثني بشر بن خالد أبو محمد أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان
عن أبي وائل عن أبي مسعود قال لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل فجاء أبو عقيل
بنصف صاع وجاء انسان بأكثر منه فقال المنافقون ان الله لغنى عن صدقة
205

هذا وما فعل هذا الآخر الا رياء فنزلت الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين
في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم الآية حدثني إسحاق بن إبراهيم قال
قلت لأبي أسامة أحدثكم زائدة عن سليمان عن شقيق عن أبي مسعود الأنصاري
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالصدقة فيحتال أحدنا حتى يجئ
بالمد وان لأحدهم اليوم مائة الف كأنه يعرض بنفسه باب قوله
استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم حدثنا
عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى
عنهما قال لما توفى عبد الله بن أبي جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فسأله ان يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه ثم سأله ان يصلى عليه
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلى فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال يا رسول الله تصلى عليه وقد نهاك ربك ان تصلى عليه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما خيرني الله فقال استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان
تستغفر لهم سبعين مرة وسأزيده على السبعين قال إنه منافق قال فصلى عليه رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى ولا تصل على أحد منهم مات ابدا ولا
تقم على قبره حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل وقال غيره حدثني الليث
حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه أنه قال لما مات عبد الله بن أبي ابن سلول دعى له رسول الله
صلى الله عليه وسلم ليصلى عليه فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت إليه
فقلت يا رسول الله أتصلي على ابن أبي وقد قال يوم كذا كذا وكذا قال أعدد عليه
قوله فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اخر عنى يا عمر فلما أكثرت
عليه قال إني خيرت فاخترت لو اعلم انى ان زدت على السبعين يغفر له لزدت
عليها قال فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف فلم يمكث الا
206

يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة ولا تصل على أحد منهم مات ابدا إلى قوله
وهم فاسقون قال فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
والله ورسوله اعلم باب قوله ولا تصل على أحد منهم مات ابدا ولا
تقم على قبره حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله
عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال لما توفى عبد الله بن أبي جاء ابنه
عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه قميصه وأمره
ان يكفنه فيه ثم قام يصلى عليه فأخذ عمر بن الخطاب بثوبه فقال تصلى عليه
وهو منافق وقد نهاك الله ان تستغفر لهم قال إنما خيرني الله أو أخبرني الله فقال
استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم فقال
سأزيده على سبعين قال فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلينا معه ثم
انزل الله عليه ولا تصل على أحد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره انهم كفروا بالله
ورسوله وماتوا وهم فاسقون باب قوله سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم
إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم انهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا
يكسبون حدثنا يحيى حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن
ابن عبد الله ان عبد الله بن كعب قال سمعت كعب بن مالك حين تخلف عن
تبوك والله ما أنعم الله على من نعمة بعد إذ هداني أعظم من صدقي رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا حين انزل
الوحي سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم إلى قوله الفاسقين باب قوله
يحلفون لكم لترضوا عنهم فان ترضوا عنهم إلى قوله الفاسقين وآخرون اعترفوا
بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم ان الله غفور
رحيم حدثنا مؤمل حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا عوف حدثنا أبو رجاء
حدثنا سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
207

لنا اتاني الليلة آتيان فابتعثاني فانتهيا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة
فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما أنت راء
قالا لهم اذهبوا فقعوا في ذلك النهر فوقعوا فيه ثم رجعوا الينا قد ذهب ذلك
السوء عنهم فصاروا في أحسن صورة قالا لي هذه جنة عدن وهذاك منزلك قالا
اما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فإنهم خلطوا عملا
صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم باب قوله ما كان للنبي والذين آمنوا
ان يستغفروا للمشركين حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق أخبرنا
معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال لما حضرت أبا طالب
الوفاة دخل النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال
النبي صلى الله عليه وسلم أي عم قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله فقال أبو
جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فقال النبي
صلى الله عليه وسلم لاستغفرن لك ما لم انه عنك فنزلت ما كان للنبي والذين
آمنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم انهم
أصحاب الجحيم باب قوله لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار
الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد تزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب
عليهم انه بهم رؤوف رحيم حدثنا أحمد بن صالح قال حدثني ابن وهب قال
أخبرني يونس قال احمد وحدثنا عنبسة حدثنا يونس عن ابن شهاب قال أخبرني
عبد الرحمن بن كعب قال أخبرني عبد الله بن كعب وكان قائد كعب من بنيه
حين عمى قال سمعت كعب بن مالك في حديثه وعلى الثلاثة الذين خلفوا قال
في آخر حديثه ان من توبتي ان انخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله فقال النبي
صلى الله عليه وسلم امسك بعض مالك فهو خير لك * وعلى الثلاثة الذين خلفوا
حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ
208

من الله الا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم حدثني محمد
حدثنا أحمد بن أبي شعيب حدثنا موسى بن أعين حدثنا إسحاق بن راشد ان
الزهري حدثه قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال
سمعت أبي كعب بن مالك وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم انه لم يتخلف عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط غير غزوتين غزوة العسرة
وغزوة بدر قال فأجمعت صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى وكان قلما
يقدم من سفر سافره الا ضحى وكان يبدأ بالمسجد فيركع ركعتين ونهى النبي
صلى الله عليه وسلم عن كلامي وكلام صاحبي ولم ينه عن كلام أحد من المتخلفين
غيرنا فاجتنب الناس كلامنا فلبثت كذلك حتى طال على الامر وما من شئ أهم
إلى من أن أموت فلا يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم أو يموت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأكون من الناس بتلك المنزلة فلا يكلمني أحد منهم ولا
يصلى على فأنزل الله توبتنا على نبيه صلى الله عليه وسلم حين بقي الثلث الآخر
من الليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند أم سلمة وكانت أم سلمة محسنة
في شأني معنية في امرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم سلمة تيب على
كعب قالت أفلا أرسل إليه فأبشره قال إذا يحطمكم الناس فيمنعونكم النوم
سائر الليلة حتى إذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر آذن بتوبة الله
علينا وكان إذا استبشر استنار وجهه حتى كأنه قطعة من القمر وكنا أيها الثلاثة
الذين خلفوا عن الامر الذي قبل من هؤلاء الذين اعتذروا حين انزل الله لنا
التوبة فلما ذكر الذين كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المتخلفين
فاعتذروا بالباطل ذكروا بشر ما ذكر به أحد قال الله سبحانه يعتذرون إليكم
إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من اخباركم وسيرى
الله عملكم ورسوله الآية باب يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا
209

مع الصادقين حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب
عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ان عبد الله بن كعب بن مالك
وكان قائد كعب بن مالك قال سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن
قصة تبوك فوالله ما اعلم أحدا أبلاه الله في صدق الحديث أحسن مما أبلاني
ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومى هذا كذبا
وانزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم لقد تاب الله على النبي
والمهاجرين إلى قوله وكونوا مع الصادقين باب قوله لقد جاءكم
رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، من
الرأفة حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني ابن السباق
ان زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه وكان ممن يكتب الوحي قال أرسل
إلى أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر فقال أبو بكر ان عمر اتاني فقال إن
القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس وانى أخشى ان يستحر القتل بالقراء في المواطن
فيذهب كثير من القرآن الا ان تجمعوه وانى لأرى ان تجمع القرآن قال أبو بكر
قلت لعمر كيف افعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر هو
والله خير فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري ورأيت الذي رأى
عمر قال زيد بن ثابت وعمر عنده جالس لا يتكلم فقال أبو بكر انك رجل شاب
عاقل ولا نتهمك كنت تكسب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع
القرآن فاجمعه فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل على مما امرني به
من جمع القرآن قلت كيف تفعلان شيئا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم فقال
أبو بكر هو والله خير فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له
صدر أبى بكر وعمر فقمت فتتبعت القرآن اجمعه من الرقاع والأكتاف
والعسب وصدور الرجال حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة
210

الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه
ما عنتم حريص عليكم إلى آخرها وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي
بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر * تابعه
عثمان بن عمر والليث عن يونس عن ابن شهاب * وقال الليث حدثني عبد الرحمن
ابن خالد عن ابن شهاب وقال مع أبي خزيمة الأنصاري * وقال موسى عن
إبراهيم حدثنا ابن شهاب مع أبي خزيمة وتابعه يعقوب بن إبراهيم عن أبيه *
وقال أبو ثابت حدثنا إبراهيم وقال مع خزيمة أو أبى خزيمة
(بسم الله الرحمن الرحيم سورة يونس)
وقال ابن عباس فاختلط فنبت بالماء من كل لون، وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه
هو الغنى، وقال زيد بن أسلم ان لهم قدم صدق محمد صلى الله عليه وسلم وقال
مجاهد خير، يقال تلك آيات يعنى هذه اعلام القرآن ومثله حتى إذا كنتم
في الفلك وجرين بهم، المعنى بكم، دعواهم دعاؤهم، أحيط بهم دنوا من الهلكة
أحاطت به خطيئته، فاتبعهم واتبعهم واحد، عدوا من العدوان، وقال مجاهد
يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير قول الانسان لولده وماله إذا غضب
اللهم لا تبارك فيه والعنه، لقضى إليهم أجلهم لأهلك من دعى عليه ولأماته،
للذين أحسنوا الحسنى مثلها حسنى وزيادة مغفرة وقال غيره النظر إلى وجهه *
الكبرياء الملك * وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده
بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو
إسرائيل وانا من المسلمين * ننجيك نلقيك على نجوة من الأرض وهو النشز
المكان المرتفع حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي بشر
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم النبي صلى الله عليه
211

وسلم المدينة واليهود تصوم عاشوراء فقالوا هذا يوم ظهر فيه موسى على
فرعون فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أنتم أحق بموسى منهم فصوموا
(سورة هود عليه الصلاة والسلام)
(بسم الله الرحمن الرحيم) قال ابن عباس عصيب شديد، لا جرم بلى، وقال
غيره وحاق نزل يحيق ينزل، يؤوس فعول من يئست، وقال مجاهد تبتئس
تحزن، يثنون صدورهم شك وافتراء في الحق، ليستخفوا منه من الله ان
استطاعوا، وقال أبو ميسرة، الأواه الرحيم بالحبشية وقال ابن عباس بادئ الرأي
ما ظهر لنا، وقال مجاهد الجودي جبل بالجزيرة، وقال الحسن انك لانت
الحليم يستهزؤن به، وقال ابن عباس اقلعي امسكي، عصيب شديد، لا جرم
بلى، وفار التنور نبع الماء، وقال عكرمة وجه الأرض، الا انهم يثنون
صدورهم ليستخفوا منه الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون انه
عليم بذات الصدور وقال غيره وحاق نزل يحيق ينزل، يؤوس فعول من يئست،
وقال مجاهد تبتئس تحزن، يثنون صدورهم شك وامتراء في الحق، ليستخفوا
منه من الله ان استطاعوا حدثنا الحسن بن محمد بن صباح حدثنا حجاج قال
قال ابن جريج أخبرني محمد بن عباد بن جعفر انه سمع ابن عباس يقرأ الا انهم
تثنوني صدورهم قال سألته عنها فقال أناس كانوا يستحيون ان يتخلوا فيفضوا إلى
السماء وان يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء فنزل ذلك فيهم حدثنا إبراهيم ابن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج وأخبرني محمد بن عباد بن جعفر ان ابن
عباس قرأ الا انهم تثنوني صدورهم قلت يا أبا العباس ما تثنوني صدورهم
قال كان الرجل يجامع امرأته فيستحى أو يتخلى فيستحى فنزلت الا انهم يثنون
صدورهم حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال قرأ ابن عباس
212

الا انهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه الا حين يستغشون ثيابهم، وقال غيره
عن ابن عباس يستغشون يغطون رؤسهم، سئ بهم ساء ظنه بقومه، وضاق
بهم بأضيافه، بقطع من الليل بسواد، إليه أنيب ارجع باب قوله وكان
عرشه على الماء حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز
وجل أنفق أنفق عليك وقال يد الله ملآى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار
وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يده وكان عرشه
على الماء وبيده الميزان يخفض ويرفع، اعتراك افتعلت من عروته أي أصبته ومنه
يعروه واعتراني، آخذ بناصيتها أي في ملكه وسلطانه، عنيد وعنود وعاند واحد
هو تأكيد التجبر، ويقول الاشهاد واحده شاهد مثل صاحب وأصحاب،
استعمركم جعلكم عمارا أعمرته الدار فهي عمري جعلتها له، نكرهم وأنكرهم
واستنكرهم واحد، حميد مجيد كأنه فعيل من ماجد، محمود من حمد، سجيل
الشديد الكبير سجيل وسجين واللام والنون أختان وقال تميم بن مقبل
ورجلة يضربون البيض ضاحية * ضربا تواصى به الابطال سجينا
، والى مدين أخاهم شعيبا أي إلى أهل مدين لان مدين بلد ومثله واسأل القرية
واسأل العير يعنى أهل القرية والعير، وراءكم ظهريا يقول لم تلتفتوا إليه،
ويقال إذا لم يقض الرجل حاجته ظهرت بحاجتي وجعلتني ظهريا والظهري
ههنا ان تأخذ معك دابة أو وعاء تستظهر به، أراذلنا سقاطنا، اجرامي هو
مصدر من أجرمت وبعضهم يقول جرمت، الفلك والفلك واحد وهي
السفينة والسفن، مجراها مدفعها وهو مصدر أجريت، وأرسيت حبست
ويقرأ مرساها من رست هي ومجراها من جرت هي ومجريها ومرسيها من فعل
بها، الراسيات ثابتات باب قوله ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا
213

على ربهم الا لعنة الله على الظالمين، واحد الاشهاد شاهد مثل صاحب وأصحاب
حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد وهشام قالا حدثنا قتادة
عن صفوان بن محرز قال بينا ابن عمر يطوف إذ عرض رجل فقال يا أبا عبد
الرحمن أو قال يا ابن عمر هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في النجوى فقال سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول يدنى المؤمن من ربه وقال هشام يدنو المؤمن
حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه تعرف ذنب كذا يقول اعرف رب يقول
اعرف مرتين فيقول سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم ثم تطوى صحيفة
حسناته واما الآخرون أو الكفار فينادى على رؤس الاشهاد هؤلاء الذين
كذبوا على ربهم * وقال شيبان عن قتادة حدثنا صفوان باب قوله
وكذلك اخذ ربك إذا اخذا القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد، الرفد
المرفود العون المعين، رفدته أعنته، تركنوا تميلوا، فلولا كان فهلا كان، أترفوا
أهلكوا، وقال ابن عباس زفير وشهيق شديد وصوت ضعيف حدثنا صدقة
ابن الفضل أخبرنا أبو معاوية حدثنا بريد بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى
رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليملي للظالم
حتى إذا اخذه لم يفلته قال ثم قرأ وكذلك اخذ ربك إذا اخذ القرى وهي
ظالمة ان اخذه اليم شديد باب قوله وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا
من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين، وزلفا ساعات
بعد ساعات ومنه سميت المزدلفة، الزلف منزلة بعد منزلة واما زلفى فمصدر
من القربى، ازدلفوا اجتمعوا أزلفنا جمعنا حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع
حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه ان رجلا
أصاب من امرأة قبلة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له
فأنزلت عليه وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات
214

ذلك ذكرى للذاكرين قال الرجل إلى هذه قال لمن عمل بها من أمتي
(سورة يوسف عليه الصلاة والسلام)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال فضيل عن حصين عن مجاهد متكا الأترج
قال فضيل الأترج بالحبشية متكا، وقال ابن عيينة عن رجل عن مجاهد متكا
كل شئ قطع بالسكين * وقال قتادة لذو علم عامل بما علم * وقال ابن جبير
صواع مكوك الفارسي الذي يلتقى طرفاه كانت تشرب به الأعاجم * وقال ابن
عباس تفندون تجهلون * وقال غيره غيابة كل شئ غيب عنك شيئا فهو
غيابة، والجب الركية التي لم تطو، بمؤمن لنا بمصدق، أشده قبل أن يأخذ
في النقصان يقال بلغ أشده وبلغوا أشدهم وقال بعضهم واحدها شد *
والمتكأ ما اتكأت عليه لشراب أو لحديث أو لطعام وأبطل الذي قال الأترج
وليس في كلام العرب الأترج فلما احتج عليهم بأنه المتكأ من نمارق فروا إلى
شر منه فقالوا إنما هو المتك ساكنة التاء وإنما المتك طرف البظر ومن ذلك
قيل لها متكاء وابن المتكاء فإن كان ثم أترج فإنه بعد المتكأ، شغفها يقال
بلغ إلى شغافها وهو غلاف قلبها واما شعفها فمن المشعوف، أصب أميل،
أضغاث أحلام مالا تأويل له والضغث ملء اليد من حشيش وما أشبهه ومنه
وخذ بيدك ضغثا لامن قوله أضغاث أحلام واحدها ضغث، نمير من الميرة،
ونزداد كيل بعير ما يحمل، بعير، آوى إليه ضم إليه، السقاية مكيال، استيأسوا
يئسوا، ولا تيأسوا من روح الله معناه الرجاء، خلصوا نجيا اعترفوا نجيا والجمع
أنجية يتناجون الواحد نجى والاثنان والجمع نجى وأنجية، تفتأ لا تزال، حرضا
محرضا يذيبك الهم، تحسسوا تخبروا، مزجاة قليلة، غاشية من عذاب الله
عامة مجللة باب قوله ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على
215

أبويك من قبل إبراهيم واسحق حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الصمد عن
عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم باب قوله لقد كان في يوسف
واخوته آيات للسائلين حدثني محمد أخبرنا عبدة عن عبيد الله عن سعيد
ابن أبي سعيد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال سئل رسول الله صلى الله
عليه وسلم أي الناس أكرم قال أكرمهم عند الله اتقاهم قالوا ليس عن هذا
نسألك قال فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله
قالوا ليس عن هذا نسألك قال فعن معادن العرب تسألوني قالوا نعم قال فخياركم
في الجاهلية خياركم في الاسلام إذا فقهوا * تابعه أبو أسامة عن عبيد الله
باب قوله قال بل سولت لكم أنفسكم امرا فصبر جميل، سولت
زينت حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن
ابن شهاب * قال وحدثنا الحجاج حدثنا عبد الله بن عمر النميري حدثنا يونس
ابن يزيد الأيلي قال سمعت الزهري سمعت عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب
وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله
عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله كل حدثني طائفة من
الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم ان كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت
ألممت بذنب فاستغفر الله وتوبي إليه قلت انى والله لا أجد مثلا الا أبا يوسف
فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون وانزل الله ان الذين جاؤوا بالإفك
عصبة منكم العشر الآيات حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة عن حصين عن أبي
وائل قال حدثني مسروق بن الأجدع قال حدثتني أم رومان وهي أم عائشة
قالت بينا انا وعائشة اخذتها الحمى فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعل في حديث
216

تحدث قالت نعم وقعدت عائشة قالت مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه بل سولت
لكم أنفسكم امرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون باب قوله
وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك، وقال
عكرمة هيت لك بالحورانية هلم وقال ابن جبير تعاله حدثني أحمد بن سعيد
حدثنا بشر بن عمر حدثنا شعبة عن سليمان عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود
قالت هيت لك قال وإنما نقرؤها كما علمناها، مثواه مقامه، وألفيا وجدا،
ألفوا آباءهم، ألفينا، وعن ابن مسعود بل عجبت ويسخرون حدثنا الحميدي
حدثنا سفيان عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله رضى الله تعالى عنه
ان قريشا لما أبطؤوا عن النبي صلى الله عليه وسلم بالاسلام قال اللهم اكفنيهم
بسبع كسبع يوسف فأصابتهم سنة حصت كل شئ حتى أكلوا العظام حتى
جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها مثل الدخان قال الله فارتقب يوم
تأتي السماء بدخان مبين قال الله انا كاشفوا العذاب قليلا انكم عائدون أفيكشف
عنهم العذاب يوم القيامة وقد مضى الدخان ومضت البطشة باب قوله
فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن
ان ربى بكيدهن عليم قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش
لله، وحاش وحاشا تنزيه واستثناء، حصحص وضح حدثنا سعيد بن تليد حدثنا
عبد الرحمن بن القاسم عن بكر بن مضر عن عمرو بن الحرث عن يونس بن يزيد
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله لوطا لقد كان
يأوى إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي ونحن
أحق من إبراهيم إذ قال له أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي باب
قوله حتى إذا استيأس الرسل حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن
217

سعد عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله
تعالى عنها قالت له وهو يسألها عن قول الله تعالى حتى إذا استيأس الرسل قال
قلت أكذبوا أم كذبوا قالت عائشة كذبوا قلت فقد استيقنوا ان قومهم
كذبوهم فما هو بالظن قالت أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك فقلت لها وظنوا
انهم قد كذبوا قالت معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها قلت فما هذه
الآية قالت هم اتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم فطال عليهم البلاء
واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم وظنت
الرسل ان اتباعهم قد كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك حدثنا أبو اليمان
أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة فقلت لعلها كذبوا مخففة قالت معاذ الله نحوه
(سورة الرعد)
(بسم الله الرحمن الرحيم) قال ابن عباس كباسط كفيه مثل المشرك الذي عبد
مع الله إلها غيره كمثل العطشان الذي ينظر إلى خياله في الماء من بعيد وهو يريد أن
يتناوله ولا يقدر، وقال غيره سخر ذلل، متجاورات متدانيات، المثلات
واحدها مثلة وهي الأشباه والأمثال، وقال الأمثل أيام الذين خلوا، بمقدار
بقدر، معقبات ملائكة حفظة تعقب الأولى منها الأخرى ومنه قيل العقيب
يقال عقبت في اثره، المحال العقوبة، كباسط كفيه إلى الماء ليقبض على الماء،
رابيا من ربا يربو، أو متاع زبد مثله المتاع ما تمتعت به، جفاء أجفأت القدر
إذا غلت فعلاها الزبد ثم تسكن فيذهب الزبد بلا منفعة فكذلك يميز الحق
من الباطل، المهاد الفراش، يدرؤون يدفعون درأته عنى دفعته، سلام عليكم
أي يقولون سلام عليكم، واليه متاب توبتي، أفلم ييأس لم يتبين، قارعة
داهية، فأمليت أطلت من الملي والملاوة ومنه مليا ويقال للواسع الطويل
218

من الأرض ملى من الأرض، أشق أشد من المشقة، معقب مغير، وقال
مجاهد متجاورات طيبها وخبيثها السباخ صنوان النخلتان أو أكثر في أصل
واحد، وغير صنوان وحدها بماء واحد كصالح بني آدم وخبيثهم أبوهم واحد،
السحاب الثقال الذي فيه الماء، كباسط كفيه يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيده
فلا يأتيه ابدا، سالت أودية بقدرها تملا بطن واد، زبدا رابيا زبد السيل
خبث الحديد والحلية باب قوله الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض
الأرحام، غيض نقص حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا معن قال حدثني مالك
عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها الا الله لا يعلم ما في غد الا الله ولا
يعلم ما تغيض الأرحام الا الله ولا يعلم متى يأتي المطر أحد الا الله ولا تدرى
نفس بأي ارض تموت ولا يعلم متى تقوم الساعة الا الله
(سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام)
(بسم الله الرحمن الرحيم) باب قال ابن عباس هاد داع، وقال مجاهد
صديد قيح ودم، وقال ابن عيينة اذكروا نعمة الله عليكم أيادي الله عندكم
وأيامه، وقال مجاهد من كل ما سألتموه رغبتم إليه فيه، يبغونها عوجا يلتمسون
لها عوجا، وإذ تأذن ربكم أعلمكم آذنكم، ردوا أيديهم في أفواههم هذا
مثل كفوا عما أمروا به، مقامي حيث يقيمه الله بين يديه، من ورائه قدامه،
لكم تبعا واحدها تابع مثل غيب وغائب، بمصرخكم استصرخنى استغاثني
يستصرخه من الصراخ، ولا خلال مصدر خاللته خلالا ويجوز أيضا جمع
خلة وخلال، اجتثت استؤصلت باب قوله كشجرة طيبة أصلها
ثابت وفرعها في السماء تؤتى اكلها كل حين حدثني عبيد بن إسماعيل عن أبي
219

أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال كنا عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أخبروني بشجرة تشبه أو كالرجل المسلم
لا يتحات ورقها ولا ولا ولا تؤتى اكلها كل حين قال ابن عمر فوقع في نفسي
انها النخلة ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان فكرهت ان أتكلم فلما لم يقولوا
شيئا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي النخلة فلما قمنا قلت لعمر يا أبتاه
والله لقد كان وقع في نفسي انها النخلة فقال ما منعك ان تكلم قال لم أركم
تكلمون فكرهت ان أتكلم أو أقول شيئا قال عمر لان تكون قلتها أحب
إلى من كذا وكذا باب يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت حدثنا
أبو الوليد حدثنا شعبة قال أخبرني علقمة بن مرثد قال سمعت سعد بن عبيدة
عن البراء بن عازب رضى الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله
يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة باب
ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا، ألم تعلم كقوله ألم تر كيف ألم تر إلى
الذين خرجوا، البوار الهلاك بار يبور بورا، قوما بورا هالكين حدثنا على
ابن عبد الله حدثنا سفيان عن عمر وعن عطاء سمع ابن عباس ألم تر إلى الذين
بدلوا نعمة الله كفرا قال هم كفار أهل مكة
(سورة الحجر)
وقال مجاهد صراط على مستقيم الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه، لبإمام مبين
على الطريق، وقال ابن عباس لعمرك لعيشك، قوم منكرون أنكرهم لوط، وقال
غيره كتاب معلوم أجل، لو ما تأتينا هلا تأتينا، شيع أمم، وللأولياء أيضا شيع،
وقال ابن عباس يهرعون مسرعين للمتوسمين للناظرين، سكرت غشيت،
220

بروجا منازل للشمس والقمر، لواقح ملاقح ملقحة، حمأ جماعة حمأة وهو الطين
المتغير، والمسنون المصبوب، توجل تخف، دابر آخر، لبإمام مبين الامام كل
ما ائتممت واهتديت به، الصيحة الهلكة * الامن استرق السمع فأتبعه شهاب
مبين حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة
يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة
بأجنحتها خضعانا لقوله كالسلسلة على صفوان قال على وقال غيره صفوان ينفذهم
ذلك فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا للذي قال الحق وهو العلى
الكبير فيسمعها مسترقو السمع ومسترقو السمع هكذا واحد فوق آخر ووصف
سفيان بيده وفرج بين أصابع يده اليمنى نصبها بعضها فوق بعض فربما أدرك
الشهاب المستمع قبل أن يرمى بها إلى صاحبه فيحرقه وربما لم يدركه حتى يرمى
بها إلى الذي يليه إلى الذي هو أسفل منه حتى يلقوها إلى الأرض وربما قال سفيان
حتى تنتهي إلى الأرض فتلقى على فم الساحر فيكذب معها مائة كذبة فيصدق
فيقولون ألم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا فوجدناه حقا للكلمة
التي سمعت من السماء حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو عن
عكرمة عن أبي هريرة إذا قضى الله الامر وزاد والكاهن وحدثنا سفيان فقال
قال عمرو سمعت عكرمة حدثنا أبو هريرة قال إذا قضى الله الامر وقال على
فم الساحر قلت لسفيان أأنت سمعت عمرا قال سمعت عكرمة قال سمعت أبا هريرة
قال نعم قلت لسفيان ان انسانا روى عنك عن عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة
ويرفعه انه قرأ فرغ قال سفيان هكذا قرأ عمرو فلا أدرى سمعه هكذا أم لا قال
سفيان وهي قراءتنا باب قوله ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا معن قال حدثني مالك عن عبد الله بن دينار
عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
221

لأصحاب الحجر لا تدخلوا على هؤلاء القوم الا ان تكونوا باكين فإن لم تكونوا
باكين فلا تدخلوا عليهم ان يصيبكم مثل ما أصابهم باب قوله ولقد
آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر
حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن
المعلى قال مربى النبي صلى الله عليه وسلم وانا اصلى فدعاني فلم آته حتى صليت ثم
اتيت فقال ما منعك ان تأتي فقلت كنت اصلى فقال ألم يقل الله تعالى يا أيها
الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول ثم قال الا أعلمك أعظم سورة في القرآن
قبل أن اخرج من المسجد فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج فذكرته
فقال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته
حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن
العظيم * قوله الذين جعلوا القرآن عضين المقتسمين الذين حلفوا، ومنه لا اقسم
أي اقسم وتقرأ لأقسم، قاسمهما حلف لهما ولم يحلفا له وقال مجاهد تقاسموا
تحالفوا حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد
ابن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما الذين جعلوا القرآن عضين قال هم
أهل الكتاب جزؤه اجزاء فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه حدثني عبيد الله
ابن موسى عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما
كما أنزلنا على المقتسمين قال آمنوا ببعض وكفروا ببعض اليهود والنصارى
باب قوله واعبد ربك حتى يأتيك اليقين قال سالم اليقين الموت
(بسم الله الرحمن الرحيم سورة النحل)
روح القدس جبريل، نزل به الروح الأمين، في ضيق يقال امر ضيق وضيق
222

مثل هين وهين ولين ولين وميت وميت، قال ابن عباس تتفيأ ظلاله تتهيأ،
سبل ربك ذللا لا يتوعر عليها مكان سلكته، وقال ابن عباس في تقلبهم
اختلافهم، وقال مجاهد تميد تكفأ، مفرطون منسيون، وقال غيره فإذا
قرأت القرآن فاستعذ بالله هذا مقدم ومؤخر وذلك أن الاستعاذة قبل القراءة
ومعناها الاعتصام بالله، وقال ابن عباس تسيمون ترعون، شاكلته ناحيته،
قصد السبيل البيان، الدفء ما استدفأت، تريحون بالعشي وتسرحون بالغداة،
بشق يعنى المشقة، على تخوف تنقص، الانعام لعبرة وهي تؤنث وتذكر
وكذلك النعم الانعام جماعة النعم، أكنانا واحدها كن مثل حمل وأحمال،
سرابيل قمص، تقيكم الحر، واما سرابيل تقيكم بأسكم فإنها الدروع، دخلا
بينكم كل شئ لم يصح فهو دخل، قال ابن عباس حفدة من ولد الرجل،
السكر ما حرم من ثمرتها، والرزق الحسن ما أحل الله، وقال أبى عيينة عن صدقة
أنكاثا هي خرقاء كانت إذا أبرمت غزلها نقضته، وقال ابن مسعود الأمة
معلم الخير، والقانت المطيع باب قوله تعالى ومنكم من يرد إلى
أرذل العمر حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا هارون بن موسى أبو عبد الله
الأعور عن شعيب عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يدعو أعوذ بك من البخل والكسل وأرذل العمر وعذاب القبر
وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات
(سورة بني إسرائيل)
حدثنا آدم حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال سمعت
ابن مسعود رضي الله عنه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم انهن من
العتاق الأول وهن من تلادي فسينغضون إليك رؤسهم قال ابن عباس يهزون
223

وقال غيره نغضت سنك أي تحركت، وقضينا إلى بني إسرائيل أخبرناهم انهم
سيفسدون والقضاء على وجوه، وقضى ربك امر ربك، ومنه الحكم ان ربك
يقضى بينهم، ومنه الخلق فقضاهن سبع سماوات، نفيرا من ينفر معه، ميسورا
لينا، وليتبروا يدمروا ما علوا، حصيرا محبسا محصرا، حق وجب، ميسورا
لينا، خطأ اثما وهو اسم من خطئت والخطأ مفتوح مصدره من الاثم خطئت
بمعنى أخطأت، تخرق تقطع، وإذ هم نجوى مصدر من ناجيت فوصفهم بها
والمعنى يتناجون، رفاتا حطاما، واستفزز استخف بخيلك الفرسان، والرجل
الرجالة واحدها راجل مثل صاحب وصحب وتاجر وتجر، حاصبا الريح العاصف
والحاصب أيضا ما ترمى به الريح ومنه حصب جهنم يرمى به في جهنم وهو حصبها
ويقال حصب في الأرض ذهب والحصب مشتق من الحصباء الحجارة، تارة
مرة وجماعته تيرة وتارات، لاحتنكن لأستأصلنهم يقال احتنك فلان ما عند
فلان من علم استقصاه، طائره حظه، قال ابن عباس كل سلطان في القرآن فهو
حجة، ولى من الذل لم يحالف أحدا باب قوله أسرى بعبده ليلا من
المسجد الحرام حدثنا عبدان حدثنا عبد الله أخبرنا يونس ح وحدثنا احمد
ابن صالح حدثنا عنبسة حدثنا يونس عن ابن شهاب قال ابن المسيب قال أبو
هريرة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به بإيلياء بقدحين من
خمر ولبن فنظر إليهما فأخذ اللبن قال جبريل الحمد لله الذي هداك للفطرة لو
اخذت الخمر غوت أمتك حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب قال أخبرني
يونس عن ابن شهاب قال أبو سلمة سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لما كذبني قريش قمت في الحجر فجلى الله لي
بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وانا انظر إليه * زاد يعقوب بن إبراهيم
حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه لما كذبني قريش حين أسرى بي إلى بيت المقدس
224

نحوه، قاصفا ريح تقصف كل شئ، كرمنا وأكرمنا واحد، ضعف الحياة
عذاب الحياة وعذاب الممات، خلافك وخلفك سواء، ونأى تباعد،
شاكلته ناحيته وهي من شكله، صرفنا وجهنا، قبيلا معاينة ومقابلة وقيل
القابلة لأنها مقابلتها وتقبل ولدها، خشية الانفاق أنفق الرجل أملق ونفق
الشئ ذهب، قتورا مقترا، للأذقان مجتمع اللحيين والواحد ذقن، وقال مجاهد
موفورا وافرا، تبيعا ثائرا، وقال ابن عباس نصير أخبت طفئت وقال ابن
عباس لا تبذر لا تنفق في الباطل، ابتغاء رحمة رزق، مثبورا ملعونا،
لا تقف لا تقل، فجاسوا تيمموا، يزجى الفلك يجرى الفلك، يخرون للأذقان
للوجوه، باب قوله وإذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها الآية حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان أخبرنا منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال كنا
نقول للحي إذا كثروا في الجاهلية امر بنو فلان حدثنا الحميدي حدثنا سفيان
وقال امر باب ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا حدثنا
محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي زرعة بن عمرو بن
جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم
فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة ثم قال انا سيد الناس يوم القيامة
وهل تدرون مم ذلك يجمع الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم
الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون
ولا يحتملون فيقول الناس الا ترون ما قد بلغكم الا تنظرون من يشفع لكم إلى
ربكم فيقول بعض الناس لبعض عليكم بآدم فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له
أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك
اشفع لنا إلى ربك الا ترى إلى ما نحن فيه الا ترى إلى ما قد بلغنا فيقول آدم ان
ربى قد غضب اليوم عضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وانه
225

نهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتون
نوحا فيقولون يا نوح انك أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وقد سماك الله عبدا
شكورا اشفع لنا إلى ربك الا ترى إلى ما نحن فيه فيقول ان ربي عز وجل قد
غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وانه قد كانت لي
دعوة دعوتها على قومي نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم
فيأتون إبراهيم فيقولون يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا
إلى ربك الا ترى إلى ما نحن فيه فيقول لهم ان ربى قد غضب اليوم غضبا لم
يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وانى قد كنت كذبت ثلاث كذبات
فذكرهن أبو حيان في الحديث نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا
إلى موسى فيأتون موسى فيقولون يا موسى أنت رسول الله فضلك الله برسالته
وبكلامه على الناس اشفع لنا إلى ربك الا ترى إلى ما نحن فيه فيقول ان ربى قد
غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وانى قد قتلت
نفسا لم أؤمر بقتلها نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسى فيأتون
عيسى فيقولون يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت
الناس في المهد صبيا اشفع لنا إلى ربك الا ترى إلى ما نحن فيه فيقول عيسى ان
ربى قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر
ذنبا نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم
فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء
وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك الا ترى إلى
ما نحن فيه فأنطلق فأتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي عز وجل ثم يفتح الله على
من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع
رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي يا رب أمتي يا رب فيقال
226

يا محمد ادخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب
الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ثم قال والذي نفسي بيده
ان ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير أو كما بين مكة
وبصرى باب قوله وآتينا داود زبورا حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا
عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال خفف على داود القراءة فكان يأمر بدابته لتسرج فكان
يقرأ قبل أن يفرغ يعنى القرآن باب قل ادعوا الذين زعمتم من دونه
فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا حدثني عمرو بن علي حدثنا يحيى
حدثنا سفيان حدثني سليمان عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله إلى ربهم الوسيلة
قال كان ناس من الانس يعبدون ناسا من الجن فأسلم الجن وتمسك هؤلاء
بدينهم زاد الأشجعي عن سفيان عن الأعمش قل ادعوا الذين زعمتم باب
أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة الآية حدثنا بشر بن خالد أخبرنا
محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله رضي الله عنه
في هذه الآية الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة قال ناس من الجن
يعبدون فأسلموا باب وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس قال هي رؤيا عين أريها رسول الله
صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به والشجرة الملعونة شجرة الزقوم باب
قوله ان قرآن الفجر كان مشهودا قال مجاهد صلاة الفجر حدثني عبد الله بن
محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة وابن المسيب عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فضل صلاة الجميع على
صلاة الواحد خمس وعشرون درجة وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار
227

في صلاة الصبح يقول أبو هريرة اقرؤا ان شئتم وقرآن الفجر ان قرآن الفجر
كان مشهودا باب قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا حدثنا
إسماعيل بن ابان حدثنا أبو الأحوص عن آدم بن علي قال سمعت بن عمر رضي الله عنهما
يقول إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها يقولون
يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله
المقام المحمود حدثنا علي بن عياش حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن
المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة
آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي
يوم القيامة، رواه حمزة بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم باب
وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا، يزهق يهلك حدثنا
الحميدي حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت
ستون وثلاثمائة نصب فجعل يطعنها بعود في يده ويقول جاء الحق وزهق الباطل
ان الباطل كان زهوقا جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد باب
ويسألونك عن الروح حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا
الأعمش حدثني إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال بينا انا مع النبي
صلى الله عليه وسلم في حرث وهو متكئ على عسيب إذ مر اليهود فقال بعضهم
لبعض سلوه عن الروح فقال ما رابكم إليه وقال بعضهم لا يستقبلكم بشئ
تكرهونه فقالوا سلوه فسألوه عن الروح فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم
يرد عليهم شيئا فعلمت انه يوحى إليه فقمت مقامي فلما انزل الوحي قال ويسألونك
عن الروح قل الروح من امر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا باب
228

ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم
حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم
مختف بمكة كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمع المشركون سبوا
القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ولا تجهر
بصلاتك أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن ولا تخافت بها عن
أصحابك فلا تسمعهم وابتغ بين ذلك سبيلا حدثنا طلق بن غنام حدثنا زائدة
عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت انزل ذلك في الدعاء.
(سورة الكهف)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال مجاهد تقرضهم تتركهم، وكان له ثمر ذهب
وفضة، وقال غيره جماعة الثمر، باخع مهلك، أسفا ندما، الكهف الفتح في الجبل،
والرقيم الكتاب، مرقوم مكتوب من الرقم، ربطنا على قلوبهم ألهمناهم صبرا
لولا أن ربطنا على قلبها، شططا افراطا، الوصيد الفناء جمعه وصائد ووصد
ويقال الوصيد الباب مؤصدة مطبقة آصد الباب وأوصد، بعثناهم أحييناهم،
أزكى الكثر ويقال أحل ويقال أكثر ريعا، قال ابن عباس اكلها، ولم تظلم
لم تنقص، وقال سعيد عن ابن عباس الرقيم اللوح من رصاص كتب عاملهم
أسماءهم ثم طرحه في خزانته فضرب الله على آذانهم فناموا وقال غيره وألت
تئل تنجو وقال مجاهد موئلا محرزا، لا يستطيعون سمعا لا يعقلون باب
قوله وكان الانسان أكثر شئ جدلا حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يعقوب
ابن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني علي بن
حسين ان حسين بن علي أخبره عن علي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله
229

عليه وسلم طرقه وفاطمة قال الا تصليان، رجما بالغيب لم يستبن، يقال فرطا
ندما، سرادقها مثل السرادق والحجرة التي تطيف بالفساطيط، يحاوره من
المحاورة لكنا هو الله ربى أي لكن انا هو الله ربى ثم حذف الألف
وأدغم احدى النونين في الأخرى، وفجرنا خلالهما نهرا يقول بينهما نهرا،
زلاقا لا يثبت فيه قدم، هنالك الولاية مصدر الولي، عقبا عاقبة وعقبى وعقبة
واحد وهي الآخرة، قبلا وقبلا وقبلا استئنافا، ليدحضوا ليزيلوا الدحض
الزلق باب وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو
أمضى حقبا، زمانا وجمعه أحقاب حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو
ابن دينار قال أخبرني سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس إن نوفا البكالي
يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل فقال ابن
عباس كذب عدو الله حدثني أبي بن كعب انه سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس اعلم فقال انا
فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه ان لي عبدا بمجمع البحرين
هو أعلم منك قال موسى يا رب فكيف لي به قال تأخذ معك حوتا فتجعله
في مكتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم فاخذ حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق
وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون حتى إذا اتيا الصخرة وضعا رؤسهما فناما
واضطراب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر فاتخذ سبيله في البحر
سربا وامسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق فلما استيقظ
نسي صاحبه ان يخبره بالحوت فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كان من الغد
قال موسى لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال ولم يجد موسى
النصب حتى جاوز المكان الذي امر الله به فقال له فتاه أرأيت إذ آوينا إلى
الصخرة فانى نسيت الحوت وما انسانية الا الشيطان ان اذكره واتخذ سبيله
230

في البحر عجبا قال فكان للحوت سربا ولموسى ولفتاه عجبا فقال موسى ذلك
ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا قال رجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى
الصخرة فإذا رجل مسجى ثوبا فسلم عليه موسى فقال الخضر وانى بأرضك السلام
قال انا موسى قال موسى بني إسرائيل قال نعم اتيتك لتعلمني مما علمت رشدا
قال إنك لن تستطيع معي صبرا يا موسى انى على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت
وأنت على علم من علم الله علمك الله لا اعلمه فقال موسى ستجدني إن شاء الله
صابرا ولا أعصي لك امرا فقال له الخضر فان اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى
أحدث لك منه ذكرا فانطلقا يمشيان على ساحل البحر فمرت سفينة فكلموهم
ان يحملوهم فعرفوا الخضر فحملوه بغير نول فلما ركبا في السفينة لم يفجأ إلا
والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم فقال له موسى قوم حملونا بغير
نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا امرا قال ألم أقل
إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امرى
عسرا قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الأولى من موسى نسيانا
قال وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة فقال له الخضر
ما علمي وعلمك من علم الله الا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر ثم خرجا
من السفينة فبيناهما يمشيان على الساحل إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان
فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله فقال له موسى أقتلت نفسا زاكية
بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك انك لن تستطيع معي صبرا قال
وهذا أشد من الأولى قال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت
من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا اتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا ان يضيفوهما
فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض قال مائل فقام الخضر فأقامه بيده فقال
موسى قوم اتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا لو شئت لاتخذت عليه اجرا قال
231

هذا فراق بيني بينك إلى قوله ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم وددنا ان موسى كان صبر حتى يقص الله علينا
من خبرهما قال سعيد بن جبير فكان ابن عباس يقرأ وكان امامهم ملك يأخذ
كل سفينة صالحة غصبا وكان يقرأ واما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين
باب قوله فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا،
مذهبا يسرب يسلك ومنه وسارب بالنهار حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا
هشام بن يوسف ان ابن جريج أخبرهم قال أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن
دينار عن سعيد بن جبير يزيد أحدهما على صاحبه وغيرهما قد سمعته يحدثه عن
سعيد قال إنا لعند ابن عباس في بيته إذ قال سلوني قلت أي أبا عباس جعلني الله
فداك بالكوفة رجل قاص يقال له نوف يزعم أنه ليس بموسى بني إسرائيل اما
عمرو فقال لي قال قد كذب عدو الله واما يعلى فقال لي قال ابن عباس حدثني أبي
ابن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موسى رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال ذكر الناس يوما حتى إذا فاضت العيون ورقت القلوب ولى فأدركه
رجل فقال أي رسول الله هل في الأرض أحد اعلم منك قال لا فعتب عليه إذ
لم يرد العلم إلى الله قيل بلى قال أي رب فأين قال بمجمع البحرين قال أي رب
اجعل لي علما اعلم ذلك منه فقال لي عمرو قال حيث يفارقك الحوت وقال لي يعلى
قال خذ نونا ميتا حيث ينفخ فيه الروح فأخذ حوتا فجعله في مكتل فقال لفتاه
لا أكلفك الا ان تخبرني بحيث يفارقك الحوت قال ما كلفت كثيرا فذلك قوله
جل ذكره وإذ قال موسى لفتاه يوشع بن نون ليست عن سعيد قال فبينما هو
في ظل صخرة في مكان ثريان إذ تضرب الحوت وموسى نائم فقال فتاه لا أوقظه
حتى إذا استيقظ فنسى ان يخبره وتضرب الحوت حتى دخل البحر فأمسك الله
عنه جرية البحر حتى كان اثره في حجر فقال لي عمرو هكذا كأن اثره في حجر وحلق
232

بين إبهاميه واللتين تليانهما لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال قد قطع الله عنك
النصب ليست هذه عن سعيد أخبره فرجعا فواجد خضرا قال لي عثمان بن أبي
سليمان على طنفسة خضراء على كبد البحر قال سعيد بن جبير مسجى بثوبه قد
جعل طرفه تحت رجليه وطرفه تحت رأسه فسلم عليه موسى فكشف عن
وجهه وقال هل بأرضى من سلام من أنت قال انا موسى قال موسى بني إسرائيل
قال نعم قال فما شأنك قال جئت لتعلمني مما علمت رشدا قال اما يكفيك ان التوراة
بيديك وان الوحي يأتيك يا موسى ان لي علما لا ينبغي لك ان تعلمه وان لك علما
لا ينبغي لي ان اعلمه فأخذ طائر بمنقاره من البحر وقال والله ما علمي وما علمك
في جنب علم الله الا كما اخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر حتى إذا ركبا في السفينة
وجدا معابر صغارا تحمل أهل هذا الساحل إلى أهل هذا الساحل الآخر عرفوه
فقالوا عبد الله الصالح قال قلنا لسعيد خضر قال نعم لا نحمله بأجر فخرقها ووتد
فيها وتدا قال موسى أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا امرا قال مجاهد
منكرا قال ألم أقل انك لن تسطيع معي صبرا كانت الأولى نسيانا والوسطى
شرطا والثالثة عمدا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امرى عسرا لقيا
غلاما فقتله قال يعلى قال سعيد وجد غلمانا يلعبون فأخذ غلاما كافرا ظريفا
فأضجعه ثم ذبحه بالسكين قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لم تعمل بالحنث
وكان ابن عباس قرأها زكية، زاكية مسلمة كقولك غلاما زاكيا فانطلقا
فوجدا جدارا يريدان ينقض فأقامه قال سعيد بيده هكذا ورفع يده
فاستقام قال يعلى حسبت ان سعيدا قال فمسحه بيده فاستقام لو شئت لاتخذت
عليه اجرا قال سعيد اجرا نأكله وكان وراءهم وكان امامهم قرأها ابن عباس
امامهم ملك يزعمون عن غير سعيد انه هدد بن بدد الغلام المقتول اسمه يزعمون
جيسور ملك يأخذ كل سفينة غصبا فأردت إذا هي مرت به ان يدعها لعيبها
233

فإذا جاوزوا أصلحوها فانتفعوا بها ومنهم من يقول سدوها بقارورة ومنهم من
يقول بالقار كان أبواه مؤمنين وكان كافرا فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا
ان يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه فأردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة
وأقرب رحما لقوله أقتلت نفسا زكية وأقرب رحما هما به ارحم منهما بالأول
الذي قتل خضر وزعم غير سعيد انهما أبدلا جارية واما داود بن أبي عاصم فقال
عن غير واحد انها جارية باب قوله فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد
لقينا من سفرنا هذا نصبا قال أرأيت إذ آوينا إلى الصخرة فانى نسيت الحوت،
صنعا عملا، حولا تحولا، قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا، امرا
ونكرا داهية، ينقض ينقاض كما ينقاض السن، لتخذت واتخذت واحد
رحما من الرحم وهي أشد مبالغة من الرحمة ونظن انه من الرحيم وتدعى مكة
أم رحم أي الرحمة تنزل بها حدثني قتيبة بن سعيد حدثني سفيان بن عيينة
عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس ان نوفا البكالي
يزعم أن موسى نبي الله ليس بموسى الخضر فقال كذب عدو الله حدثنا أبي بن
كعب عن رسول لله صلى الله عليه وسلم قال قام موسى خطيبا في بني إسرائيل
فقيل له أي الناس اعلم قال انا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه وأوحى إليه
بلى عبد من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك قال أي رب كيف السبيل إليه
قال تأخذ حوتا في مكتل فحيثما فقدت الحوت فاتبعه قال فخرج موسى ومعه
فتاه يوشع بن نون ومعهما الحوت حتى انتهيا إلى الصخرة فنزلا عندها قال فوضع
موسى رأسه فنام قال سفيان وفى حديث غير عمرو قال وفى أصل الصخرة عين
يقال لها الحياة لا يصيب من مائها شئ الا حيى فأصاب الحوت من ماء تلك العين
قال فتحرك وانسل من المكتل فدخل البحر فلما استيقظ موسى قال لفتاه آتنا
غداءنا الآية قال ولم يجد النصب حتى جاوز ما امر به قال له فتاه يوشع بن نون
234

أرأيت إذ آوينا إلى الصخرة فانى نسيت الحوت الآية قال فرجعا يقصان في آثارهما
فوجدا في البحر كالطاق ممر الحوت فكان لفتاه عجبا وللحوت سربا قال فلما انتهيا
إلى الصخرة إذا هما برجل مسجى بثوب فسلم عليه موسى قال وانى بأرضك
السلام فقال انا موسى قال موسى بني إسرائيل قال نعم قال هل اتبعك على أن
تعلمني مما علمت رشدا قال له الخضر يا موسى انك على علم من علم الله علمكه الله
لا اعلمه وانا على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه قال بل اتبعك قال فان اتبعتني
فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا فانطلقا يمشيان على الساحل فمرت
بهما سفينة فعرف الخضر فحملوهم في سفينتهم بغير نول يقول بغير اجر فركبا
السفينة قال ووقع عصفور على حرف السفينة فغمس منقاره البحر فقال الخضر
لموسى ما علمك وعلمي وعلم الخلائق في علم الله الا مقدار ما غمس هذا العصفور
منقاره قال فلم يفجأ موسى إذ عمد الخضر إلى قدوم فخرق السفينة فقال له موسى
قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت الآية
فانطلقا إذا هما بغلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر برأسه فقطعه قال له موسى
أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك انك لن
تستطيع معي صبرا إلى قوله فأبوا ان يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن
ينقض فقال بيده هكذا فأقامه فقال له موسى انا دخلنا هذه القرية فلم يضيفونا
ولم يطعمونا لو شئت لاتخذت عليه اجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك
بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وددنا ان موسى
صبر حتى يقص علينا من أمرهما، قال وكان ابن عباس يقرأ وكان امامهم ملك
يأخذ كل سفينة صالحة غصبا واما الغلام فكان كافرا باب قوله قل
هل ننبئكم بالأخسرين اعمالا حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر
حدثنا شعبة عن عمرو عن مصعب قال سألت أبى قل هل ننبئكم بالأخسرين
235

اعمالا هم الحرورية قال لا هم اليهود والنصارى اما اليهود فكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم واما النصارى كفروا بالجنة وقالوا لاطعام فيها ولا شراب والحرورية
الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه وكان سعد يسميهم الفاسقين باب
أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت اعمالهم الآية حدثنا محمد
ابن عبد الله حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن حدثني أبو
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح
بعوضة وقال اقرؤا فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا * وعن يحيى بن بكير عن
المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد مثله
(كهيعص)
(بسم الله الرحمن الرحيم) قال ابن عباس اسمع بهم وابصر الله يقوله وهم
اليوم لا يسمعون ولا يبصرون في ضلال مبين يعنى قوله اسمع بهم وابصر
الكفار يومئذ اسمع شئ وأبصره، لأرجمنك لأشتمنك، ورئيا منظرا،
وقال أبو وائل علمت مريم ان التقى ذو نهية حتى قالت انى أعوذ بالرحمن منك
ان كنت تقيا، وقال ابن عيينة تؤزهم أزا تزعجهم إلى المعاصي ازعاجا، وقال
مجاهد إدا عوجا، قال ابن عباس وردا عطاشا، أثاثا مالا، إدا قولا عظيما،
ركزا صوتا، وقال غيره غيا خسرانا، بكيا جماعة باك، صليا صلى يصلى،
نديا والنادي واحد مجلسا * وأنذرهم يوم الحسرة حدثنا عمر بن حفص
ابن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالموت كهيئة كبش
أملح فينادى مناد يا أهل الجنة فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا
فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه ثم ينادى يا أهل النار فيشرئبون
236

وينظرون فيقول هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه
فيذبح ثم يقول يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت ثم
قرأ وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الامر وهم في غفلة وهؤلاء في غفلة أهل
الدنيا وهم لا يؤمنون باب قوله وما نتنزل الا بأمر ربك له ما بين أيدينا
وما خلفنا حدثنا أبو نعيم حدثنا عمر بن ذر قال سمعت أبي عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل ما يمنعك
ان تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت وما نتنزل الا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما
خلفنا باب قوله أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال سمعت
خبابا قال جئت العاصي بن وائل السهمي أتقاضاه حقا لي عنده فقال لا أعطيك
حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فقلت لا حتى تموت ثم تبعث قال وانى لميت
ثم مبعوث قلت نعم قال إن لي هناك مالا وولدا فأقضيكه فنزلت هذه الآية
أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا رواه، الثوري وشعبة وحفص
وأبو معاوية ووكيع عن الأعمش * قوله اطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا
حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق
عن خباب قال كنت قينا بمكة فعملت للعاصي بن وائل السهمي سيفا فجئت
أتقاضاه فقال لا أعطيك حتى تكفر بمحمد قلت لا اكفر بمحمد صلى الله عليه
وسلم حتى يميتك الله ثم يحييك قال إذا أماتني الله ثم بعثني ولى مال وولد
فأنزل الله أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا اطلع الغيب
أم اتخذ عند الرحمن عهدا قال موثقا، لم يقل الأشجعي عن سفيان سيفا ولا موثقا
باب كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا حدثنا بشر بن
خالد حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان سمعت أبا الضحى يحدث عن مسروق
237

عن خباب قال كنت قينا في الجاهلية وكان لي دين على العاص بن وائل قال
فأتاه يتقاضاه فقال لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فقال
والله لا اكفر حتى يميتك الله ثم تبعث قال فذرني حتى أموت ثم ابعث فسوف
أوتى مالا وولدا فأقضيك فنزلت هذه الآية أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال
لأوتين مالا وولدا * قوله عز وجل ونرثه ما يقول ويأتينا فردا، وقال ابن
عباس الجبال هدا هدما حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي الضحى
عن مسروق عن خباب قال كنت رجلا قينا وكان لي على العاص بن وائل دين
فأتيته أتقاضاه فقال لي لا أقضيك حتى تكفر بمحمد قال قلت لن اكفر به حتى
تموت ثم تبعث قال وانى لمبعوث من بعد الموت فسوف أقضيك إذا رجعت
إلى مال وولد قال فنزلت أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا
اطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا كلا سنكتب ما يقول ونمد له من
العذاب مدا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا.
(طه)
(بسم الله الرحمن الرحيم) قال ابن جبير والضحاك بالنبطية طه يا رجل، وقال
مجاهد القى صنع، يقال كل ما لم ينطق بحرف أو فيه تمتمة أو فأفأة فهي عقدة،
أزرى ظهري فيسحتكم يهلككم، المثلى تأنيت الأمثل يقول بدينكم يقال خذ
المثلى خذ الأمثل، ثم ائتوا صفا يقال هل اتيت الصف اليوم يعنى المصلى الذي
يصلى فيه، فأوجس أضمر خوفا، فذهبت الواو من خيفة لكسرة الخاء، في جذوع
أي على جذوع النخل، خطبك بالك، مساس مصدر ماسه مساسا، لننسفنه
لنذرينه، قاعا يعلوه الماء، والصفصف المستوى من الأرض، وقال مجاهد
أوزارا أثقالا من زينة القوم الحلي الذي استعاروا من آل فرعون، فقذفتها
فألقيتها، القى صنع، فنسى موسى هم يقولونه أخطأ الرب، لا يرجع إليهم قولا العجل،
238

همسا حس الاقدام، حشرتني أعمى عن حجتي وقد كنت بصيرا في الدنيا، قال
ابن عباس بقبس ضلوا الطريق وكانوا شاتين فقال إن لم أجد عليها من يهدى
الطريق آتكم بنار توقدون، وقال ابن عيينة أمثلهم طريقة أعدلهم، وقال ابن
عباس هضما لا يظلم فيهضم من حسناته، عوجا واديا، ولا أمتا رابية، سيرتها
حالتها الأولى، النهى التقى، ضنكا الشقاء، هوى شقى، بالوادي المقدس المبارك،
طوى اسم الوادي، بملكنا بأمرنا، مكانا سوى منصف بينهم، يبسا يابسا،
على قدر موعد، لا تنيا لا تضعفا، يفرط عقوبة باب قوله واصطنعتك
لنفسي حدثنا الصلت بن محمد حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا محمد بن سيرين
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال التقى آدم وموسى فقال
موسى لآدم أنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة قال له آدم أنت الذي
اصطفاك الله برسالته واصطفاك لنفسه وانزل عليك التوراة قال نعم قال فوجدتها
كتب على قبل أن يخلقني قال نعم فحج آدم موسى، اليم البحر * وأوحينا إلى
موسى ان أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى
فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم وأضل فرعون قومه وما هدى
حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا روح حدثنا شعبة حدثنا أبو بشر عن سعيد
ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه
وسلم المدينة واليهود تصوم عاشوراء فسألهم فقالوا هذا اليوم الذي ظهر فيه
موسى على فرعون فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحن أولى بموسى منهم فصوموه
باب قوله فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
أيوب بن النجار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حاج موسى آدم فقال له أنت
الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك فأشقيتهم قال قال آدم يا موسى أنت الذي
239

اصطفاك الله برسالاته وبكلامه أتلومني على امر كتبه الله على قبل أن يخلقني
أو قدره على قبل أن يخلقني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحج آدم موسى
(سورة الأنبياء)
(بسم الله الرحمن الرحيم) حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق
قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال بني إسرائيل والكهف
ومريم وطه والأنبياء هن من العتاق الأول وهن من تلادي، وقال قتادة
جذاذا قطعهن، وقال الحسن في فلك مثل فلكة المغزل يسبحون يدورون
قال ابن عباس نفشت رعت، يصحبون يمنعون، أمتكم أمة واحدة قال دينكم
دين واحد، وقال عكرمة حصب حطب بالحبشية، وقال غيره أحسوا توقعوه
من أحسست، خامدين هامدين، حصيد مستأصل يقع على الواحد والاثنين
والجميع، لا يستحسرون لا يعيون ومنه حسير وحسرت بعيري، عميق بعيد،
نكسوا ردوا، صنعة لبوس الدروع، تقطعوا امرهم اختلفوا، الحسيس والحس
والجرس والهمس واحد وهو من الصوت الخفي، آذناك أعلمناك آذنتكم إذا
أعلمته فأنت وهو على سواء لم تغدر، وقال مجاهد لعلكم تسئلون تفهمون، ارتضى
رضى، التماثيل الأصنام، السجل الصحيفة باب كما بدأنا أول خلق نعيده
وعدا علينا حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن المغيرة بن النعمان شيخ
من النخع عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خطب البنى
صلى الله عليه وسلم فقال إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا كما بدأنا
أول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين ثم إن أول من يكسى يوم القيامة
إبراهيم الا انه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي
فيقال لا تدرى ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا
ما دمت إلى قوله شهيد فيقال ان هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم
240

(سورة الحج) (بسم الله الرحمن الرحيم) وقال ابن عيينة المخبتين المطمئنين، وقال ابن عباس
في إذا تمنى القى الشيطان في أمنيته إذا حدث القى الشيطان في حديثه فيبطل الله
ما يلقى الشيطان ويحكم آياته ويقال أمنيته قراءته، الا أماني يقرؤن ولا
يكتبون، وقال مجاهد مشيد بالقصة، وقال غيره يسطون يفرطون من
السطوة ويقال يسطون يبطشون، وهدوا إلى الطيب من القول ألهموا، وهدوا
إلى صراط الحميد الاسلام، وقال ابن عباس بسبب بحبل إلى سقف البيت،
تذهل تشغل، باب وترى الناس سكارى حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي
حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال النبي صلى الله
عليه وسلم يقول الله عز وجل يوم القيامة يا آدم فيقول لبيك ربنا وسعديك
فينادى بصوت ان الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثا إلى النار قال يا رب وما
بعث النار قال من كل الف أراه قال تسعمائة وتسعة وتسعين فحينئذ تضع الحامل
حملها ويشيب الوليد وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله
شديد فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم فقال النبي صلى الله عليه وسلم
من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد ثم أنتم في الناس
كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور
الأسود وانى لأرجو ان تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال ثلث أهل
الجنة فكبرنا ثم قال شطر أهل الجنة فكبرنا، وقال أبو أسامة عن الأعمش
ترى الناس سكارى وما هم بسكارى قال من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين،
وقال جرير وعيسى بن يونس وأبو معاوية سكارى وما هم بسكارى باب
ومن الناس من يعبد الله على حرف شك، فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته
فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة إلى قوله ذلك هو الضلال البعيد
241

أترفناهم وسعناهم حدثني إبراهيم بن الحرث حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا
إسرائيل عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ومن
الناس من يعبد الله على حرف قال كان الرجل يقدم المدينة فان ولدت امرأته
غلاما ونتجت خيله قال هذا دين صالح وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال
هذا دين سوء باب قوله هذان خصمان اختصموا في ربهم حدثنا
حجاج بن منهال حدثنا هشيم أخبرنا أبو هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد
عن أبي ذر رضي الله عنه انه كان يقسم فيها ان هذه الآية هذا خصمان اختصموا
في ربهم نزلت في حمزة وصاحبيه وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في يوم بدر، رواه
سفيان عن أبي هاشم وقال عثمان عن جرير عن منصور عن أبي هاشم عن أبي مجلز
قوله حدثنا حجاج بن منهال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي قال حدثنا
أبو مجلز عن قيس بن عباد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال انا أول من
يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة قال قيس وفيهم نزلت هذان
خصمان اختصموا في ربهم قال هم الذين بارزوا يوم بدر على وحمزة وعبيدة
وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة
(سورة المؤمنين)
(بسم الله الرحمن الرحيم) قال ابن عيينة سبع طرائق سبع سماوات، لها سابقون
سبقت لهم السعادة، قلوبهم وجلة خائفين، قال ابن عباس هيهات هيهات بعيد
بعيد، فاسأل العادين الملائكة، لناكبون لعادلون، كالحون عابسون، وقال غيره،
من سلالة الولد، والنطفة السلالة، والجنة والجنون واحد، والغثاء الزبد وما ارتفع
عن الماء وما لا ينفع به، يجأرون يرفعون أصواتهم كما تجأر البقرة، على أعقابكم
رجع على عقبيه، سامرا من السمر والجميع السمار والسامر ههنا في موضع الجمع،
تسحرون تعمون من السحر (تم الجزء الخامس ويليه الجزء السادس أوله سورة النور)
242