الكتاب: صحيح البخاري
المؤلف: البخاري
الجزء: ٦
الوفاة: ٢٥٦
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠١ - ١٩٨١ م
المطبعة:
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
ردمك:
ملاحظات: طبعة بالأوفست عن طبعة دار الطباعة العامرة بإستانبول

صحيح البخاري
الامام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم
ابن المغيرة بن بردزبة البخاري الجعفي
الجزء السادس
1

صحيح البخاري
سورة النور
(بسم الله الرحمن الرحيم) من خلاله من بين اضعاف السحاب، سنا برقه وهو
الضياء، مذعنين يقال للمستخذى مذعن، اشتاتا وشتى وشتات وشت واحد،
وقال ابن عباس سورة أنزلناها بيناها، وقال غيره سمى القرآن لجماعة السور
وسميت السورة لأنها مقطوعة من الأخرى فلما قرن بعضها إلى بعض سمى
قرآنا، وقال سعد بن عياض الثمالي المشكاة الكوة بلسان الحبشة، وقوله تعالى
ان علينا جمعه وقرآنه تأليف بعضه إلى بعض فإذا قرأناه فاتبع قرآنه فإذا
جمعناه وألفناه فاتبع قرآنه أي ما جمع فيه فاعمل بما امرك وانته عما نهاك الله
ويقال ليس لشعره قرآن أي تأليف وسمى الفرقان لأنه يفرق بين الحق والباطل
ويقال للمرأة ما قرأت بسلا قط أي لم تجمع في بطنها ولدا، وقال فرضناها أنزلنا
فيها فرائض مختلفة ومن قرأ فرضناها يقول فرضنا عليكم وعلى من بعدكم، قال
مجاهد أو الطفل الذين لم يظهروا لم يدروا لما بهم من الصغر، وقال الشعبي أولى
الإربة من ليس له إرب وقال مجاهد لا يهمه الا بطنه ولا يخاف على النساء وقال
2

طاوس هو الأحمق الذي لا حاجة له في النساء باب قوله عز وجل والذين
يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء الا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع
شهادات بالله انه لمن الصادقين حدثنا إسحاق حدثنا محمد بن يوسف الفريابي
حدثنا الأوزاعي قال حدثني الزهري عن سهل بن سعد ان عويمرا أتى عاصم
ابن عدي وكان سيد بنى عجلان فقال كيف تقولون في رجل وجد مع امرأته
رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع سل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
ذلك فأتى عاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله فكره رسول الله
صلى الله عليه وسلم المسائل فسأله عويمر فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كره المسائل وعابها قال عويمر والله لا انتهى حتى اسأل رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن ذلك فجاء عويمر فقال يا رسول الله رجل وجد مع امرأته رجلا
أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انزل الله
القرآن فيك وفى صاحبتك فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملاعنة بما
سمى الله في كتابه فلاعنها ثم قال يا رسول الله ان حبستها فقد ظلمتها فطلقها
فكانت سنة لمن كان بعدهما في المتلاعنين ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
انظروا فان جاءت به أسحم أدعج العينين عظيم الأليتين خدلج الساقين فلا أحسب
عويمرا الا قد صدق عليها وان جاءت به أحيمر كأنه وحرة فلا أحسب عويمرا
الا قد كذب عليها فجاءت به على النعت الذي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
من تصديق عويمر فكان بعد ينسب إلى أمه باب والخامسة ان لعنة الله
عليه إن كان من الكاذبين حدثني سليمان بن داود أبو الربيع حدثنا فليح عن
الزهري عن سهل بن سعد ان رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله أرأيت رجلا رأى مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل
فأنزل الله فيهما ما ذكر في القرآن من التلاعن فقال له رسول الله صلى الله عليه
3

وسلم قد قضى فيك وفى امرأتك قال فتلاعنا وانا شاهد عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم ففارقها فكانت سنة ان يفرق بين المتلاعنين وكانت حاملا فأنكر
حملها وكان ابنها يدعى إليها ثم جرت السنة في الميراث ان يرثها وترث منه
ما فرض الله لها باب ويدرأ عنها العذاب ان تشهد أربع شهادات بالله
انه لمن الكاذبين حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدى عن هشام بن
حسان حدثنا عكرمة عن ابن عباس ان هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي
صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم البينة أو حد
في ظهرك فقال يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول البينة والا حد في ظهرك فقال هلال والذي
بعثك بالحق انى لصادق فلينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد فنزل جبريل
وانزل عليه والذين يرمون أزواجهم فقرأ حتى بلغ إن كان من الصادقين
فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليها فجاء هلال فشهد والنبي صلى الله
عليه وسلم يقول إن الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب ثم قامت
فشهدت فلما كانت عند الخامسة وقفوها وقالوا انها موجبة قال ابن عباس
فتلكأت ونكصت حتى ظننا انها ترجع ثم قالت لا أفضح قومي سائر اليوم
فمضت فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبصروها فان جاءت به أكحل العينين
سابغ الأليتين خدلج الساقين فهو لشريك بن سحماء فجاءت به كذلك فقال النبي
صلى الله عليه وسلم لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن باب
قوله والخامسة ان غضب الله عليها إن كان من الصادقين حدثنا مقدم بن
محمد بن يحيى حدثنا عمى القاسم بن يحيى عن عبيد الله وقد سمع منه عن نافع عن ابن
عمر رضي الله عنهما ان رجلا رمى امرأته فانتفى من ولدها في زمن رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاعنا كما قال الله ثم
4

قضى بالولد للمرأة وفرق بين المتلاعنين باب قوله ان الذين جاؤوا بالإفك
عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب
من الاثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم * أفاك كذاب حدثنا أبو نعيم
حدثنا سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها والذي
تولى كبره قالت عبد الله بن أبي ابن سلول باب لولا إذ سمعتموه ظن
المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا إلى قوله الكاذبون حدثنا يحيى بن بكير
حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير وسعيد بن
المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن حديث
عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك
ما قالوا فبرأها الله مما قالوا وكل حدثني طائفة من الحديث وبعض حديثهم
يصدق بعضها وإن كان بعضهم أوعى له من بعض الذي حدثني عروة عن عائشة
ان عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها
خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه قالت عائشة فأقرع بيننا في غزوة
غزاها فخرج سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما نزل
الحجاب فأنا احمل في هودجي وانزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله
عليه وسلم من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة قافلين آذن ليلة بالرحيل
فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت
إلى رحلي فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه
واقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي
كنت ركبت وهم يحسبون انى فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم
إنما تأكل العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وكنت
5

جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش
فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فأممت منزلي الذي كنت به وظننت انهم
سيفقدوني فيرجعون إلى فبينا انا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان
صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي
فرأى سواد انسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وكان يراني قبل الحجاب
فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي والله ما كلمني كلمة
ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطئ على يديها فركبتها
فانطلق يقود بي الراحلة حتى اتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة
فهلك من هلك وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول فقدمنا المدينة
فاشتكيت حين قدمت شهرا والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك لا اشعر
بشئ من ذلك وهو يريبني في وجعي انى لا اعرف من رسول الله صلى الله عليه
وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين اشتكى إنما يدخل على رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيسلم ثم يقول كيف تيكم ثم ينصرف فذاك الذي يريبني ولا اشعر
بالشر حتى خرجت بعد ما نقهت فخرجت معي أم مسطح قبل المناصع وهو
متبرزنا وكنا لا نخرج الا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من
بيوتنا وأمرنا امر العرب الأول في التبرز قبل الغائط فكنا نتأذى بالكنف
ان نتخذها عند بيوتنا فانطلقت انا وأم مسطح وهي ابنة أبى رهم بن عبد مناف
وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبى بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة فأقبلت
انا وأم مسطح قبل بيتي قد فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت
تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا قالت أي هنتاه أو لم
تسمعي ما قال قالت قلت وما قال قالت فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت
مرضا على مرضى قالت فما رجعت إلى بيتي ودخل على رسول الله صلى الله عليه
6

وسلم تعنى سلم ثم قال كيف تيكم فقلت أتأذن لي ان آتى أبوى قالت وانا حينئذ
أريد ان استيقن الخبر من قبلهما قالت فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجئت أبوى فقلت لأمي يا أمتاه ما يتحدث الناس قالت يا بنية هوني عليك فوالله
لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر الا كثرن عليها قالت
فقلت سبحان الله ولقد تحدث الناس بهذا قالت فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت
لا يرقأ لي دمع ولا اكتحل بنوم حتى أصبحت أبكى فدعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث
الوحي يستأمرهما في فراق أهله قالت فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله
صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود
فقال يا رسول الله أهلك وما نعلم الا خيرا واما علي بن أبي طالب فقال يا رسول الله
لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وان تسأل الجارية تصدقك قالت
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال أي بريرة هل رأيت من شئ
يريبك قالت بريرة لا والذي بعثك بالحق ان رأيت عليها امر أغمصه عليها
أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر يومئذ من عبد الله بن أبي ابن سلول
قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يا معشر المسلمين
من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلي الا خيرا
ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه الا خيرا وما كان يدخل على أهلي الا معي فقام
سعد بن معاذ الأنصاري فقال يا رسول الله انا أعذرك منه إن كان من الأوس
ضربت عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج امرتنا ففعلنا امرك قالت فقام
سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته
الحمية فقال لسعد كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله فقام أسيد بن حضير
7

وهو ابن عم سعد فقال لسعد بن عبادة كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق
تجادل عن المنافقين فتثاور الحيان الأوس والخزرج حتى هموا ان يقتتلوا ورسول
الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
يخفضهم حتى سكتوا وسكت قالت فمكثت يومى ذلك لا يرقأ لي دمع ولا اكتحل
بنوم قالت فأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوما لا اكتحل بنوم
ولا يرقأ لي دمع يظنان ان البكاء فالق كبدي قالت فبينما هما جالسان عندي وانا
أبكى فاستأذنت على امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي قالت
فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس
قالت ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني
قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال اما بعد يا عائشة
فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فان كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت
ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فان العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله
تاب الله عليه قالت فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي
حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال
قال والله ما أدرى ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأمي أجيبي
رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ما أدرى ما أقول لرسول الله صلى الله عليه
وسلم قالت فقلت وانا جارية حديثة السن لا اقرأ كثيرا من القرآن انى والله
لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم
انى بريئة والله يعلم انى بريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله
يعلم انى منه بريئة لتصدقني والله ما أجد لكم مثلا الا قول أبى يوسف قال
فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون قالت ثم تحولت فاضطجعت على فراشي
قالت وانا حينئذ اعلم انى بريئة وان الله يبرئني ببراءتي ولكن والله ما كنت
8

أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله
في بأمر يتلى ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم
رؤيا يبرئني الله بها قالت فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خرج
أحد من أهل البيت حتى انزل عليه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى أنه
ليتحدر منه مثل الجمان من العرق وهو في يوم شات من ثقل القول الذي ينزل
عليه قالت فلما سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سرى عنه وهو يضحك
فكانت أول كلمة تكلم بها يا عائشة اما الله عز وجل فقد برأك فقالت أمي قومي
إليه قالت فقلت والله لا أقوم إليه ولا احمد الا الله عز وجل وانزل الله عز
وجل ان الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه العشر الآيات كلها فلما انزل
الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن
أثاثة لقرابته منه وفقره والله لا أنفق على مسطح شيئا ابدا بعد الذي قال لعائشة
ما قال فأنزل الله ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة ان يؤتوا أولى القربى
والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله
لكم والله غفور رحيم قال أبو بكر بلى والله انى أحب ان يغفر الله لي فرجع
إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال والله لا أنزعها منه ابدا قالت عائشة
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب ابنة جحش عن امرى فقال
يا زينب ماذا علمت أو رأيت فقالت يا رسول الله أحمي سمعي وبصرى ما علمت الا
خيرا قالت وهي التي كانت تساميني من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعصمها الله بالورع وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك من
أصحاب الإفك باب قوله ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا
والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم وقال مجاهد تلقونه يرويه بعضكم
عن بعض، تفيضون تقولون حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سليمان عن حصين
9

عن أبي وائل عن مسروق عن أم رومان أم عائشة انها قالت لما رميت عائشة
خرت مغشيا عليها باب إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس
لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا
هشام ان ابن جريج أخبرهم قال ابن أبي مليكة سمعت عائشة تقرأ إذ تلقونه
بألسنتكم باب ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك
هذا بهتان عظيم حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن عمر بن سعيد بن أبي
حسين قال حدثني ابن أبي مليكة قال استأذن ابن عباس قبل موتها على عائشة
وهي مغلوبة قالت أخشى ان يثنى على فقيل ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن وجوه المسلمين قالت ائذنوا له فقال كيف تجدينك قالت بخير ان اتقيت الله
قال فأنت بخير إن شاء الله زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكح بكرا
غيرك ونزل عذرك من السماء ودخل ابن الزبير خلافه فقالت دخل ابن عباس
فأثنى على وددت انى كنت نسيا منسيا حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد
الوهاب بن عبد المجيد حدثنا ابن عون عن القاسم ان ابن عباس رضي الله عنهما
استأذن على عائشة نحوه ولم يذكر نسيا منسيا * قوله يعظكم الله ان تعودوا
لمثله ابدا الآية حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي
الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت جاء حسان بن ثابت يستأذن
عليها قلت أتأذنين لهذا قالت أوليس قد اصابه عذاب عظيم قال سفيان تعنى
ذهاب بصره فقال
حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
قالت لكن أنت باب ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم حدثني
محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدى أنبأنا شعبة عن الأعمش عن أبي الضحى عن
مسروق قال دخل حسان بن ثابت على عائشة فشبب وقال
10

حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
قالت لست كذاك قلت تدعين مثل هذا يدخل عليك وقد انزل الله والذي تولى
كبره منهم فقالت وأي عذاب أشد من العمى وقالت وقد كان يرد عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم باب ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين
آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ولولا
فضل الله عليكم ورحمته وان الله رؤوف رحيم، تشيع تظهر، ولا يأتل أولوا الفضل
منكم والسعة ان يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا
وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم * وقال أبو أسامة
عن هشام بن عروة قال أخبرني أبي عن عائشة قالت لما ذكر من شأني الذي
ذكروا ما علمت به قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطيبا فتشهد فحمد
الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال اما بعد أشيروا على في أناس ابنوا أهلي وأيم الله
ما علمت على أهلي من سوء وأبنوهم بمن والله ما علمت عليه من سوء قط ولا يدخل
بيتي قط الا وانا حاضر ولا غبت في سفر الا غاب معي فقام سعد بن معاذ فقال
ائذن لي يا رسول الله ان نضرب أعناقهم وقام رجل من بنى الخزرج وكانت
أم حسان بن ثابت من رهط ذلك الرجل فقال كذبت اما والله ان لو كانوا من
الأوس ما أحببت ان تضرب أعناقهم حتى كاد أن يكون بين الأوس والخزرج
شر في المسجد وما علمت فلما كان مساء ذلك اليوم خرجت لبعض حاجتي
ومعي أم مسطح فعثرت وقالت تعس مسطح فقتل أي أم تسبين ابنك وسكتت
ثم عثرت الثانية فقالت تعس مسطح فقلت لها تسبين ابنك ثم عثرت الثالثة
فقالت تعس مسطح فانتهرتها فقالت والله ما أسبه الا فيك فقلت في اي شأني
قالت فبقرت لي الحديث فقلت وقد كان هذا قالت نعم والله فرجعت إلى بيتي
كأن الذي خرجت له لا أجد منه قليلا ولا كثيرا ووعكت فقلت لرسول الله
11

صلى الله عليه وسلم أرسلني إلى بيت أبى فأرسل معي الغلام فدخلت الدار
فوجدت أم رومان في السفل وأبا بكر فوق البيت يقرأ فقالت أمي ما جاء بك
يا بنية فأخبرتها وذكرت لها الحديث وإذا هو لم يبلغ منها مثل ما بلغ منى فقالت
يا بنية خفضي عليك الشأن فإنه والله لقلما كانت امرأة قط حسناء عند رجل
يحبها لها ضرائر الا حسدنها وقيل فيها وإذا هو لم يبلغ منها ما بلغ منى قلت
وقد علم به أبى قالت نعم قلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم
ورسول الله صلى الله عليه وسلم واستعبرت وبكيت فسمع أبو بكر صوتي وهو
فوق البيت يقرأ فنزل فقال لأمي ما شأنها قالت بلغها الذي ذكر من شأنها
ففاضت عيناه قال أقسمت عليك أي بنية الا رجعت إلى بيتك فرجعت ولقد
جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فسأل عنى خادمتي فقالت لا والله ما علمت
عليها عيبا الا انها كانت ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل خميرها أو عجينها
وانتهرها بعض أصحابه فقال أصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسقطوا
لها به فقالت سبحان الله والله ما علمت عليها الا ما يعلم الصائغ على تبر الذهب
الأحمر وبلغ الامر إلى ذلك الرجل الذي قيل له فقال سبحان الله والله ما كشفت
كنف أنثى قط قالت عائشة فقتل شهيدا في سبيل الله قالت وأصبح أبواي عندي
فلم يزالا حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صلى العصر ثم
دخل وقد اكتنفني أبواي عن يميني وعن شمالي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اما
بعد يا عائشة ان كنت قارفت سوأ أو ظلمت فتوبي إلى الله فان الله يقبل التوبة
عن عباده قالت وقد جاءت امرأة من الأنصار فهي جالسة بالباب فقلت الا
تستحى من هذه المرأة ان تذكر شيئا فوعظ رسول الله صلى الله عليه وسلم
فالتفت إلى أبي فقلت أجبه قال فماذا أقول فالتفت إلى أمي فقتل أجيبيه فقالت
أقول ماذا فلما لم يجيباه تشهدت فحمدت الله تعالى وأثنيت عليه بما هو أهله ثم
12

قلت اما بعد فوالله لئن قلت لكم انى لم افعل والله عز وجل يشهد انى لصادقة
ما ذاك بنافعي عندكم لقد تكلمتم به وأشربته قلوبكم وان قلت انى فعلت والله يعلم
انى لم افعل لتقولن قد باءت به على نفسها وانى والله ما أجد لي ولكم مثلا والتمست
اسم يعقوب فلم أقدر عليه الا أبا يوسف حين قال فصبر جميل والله المستعان
على ما تصفون وانزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ساعته فسكتنا فرفع
عنه وانى لأتبين السرور في وجهه وهو يمسح جبينه ويقول أبشري يا عائشة
فقد انزل الله براءتك قالت وكنت أشد ما كنت غضبا فقال لي أبواي قومي إليه
فقلت والله لا أقوم إليه ولا أحمده ولا أحمدكما ولكن احمد الله الذي انزل
براءتي لقد سمعتموه فما أنكرتموه ولا غيرتموه وكانت عائشة تقول اما زينب
ابنة جحش فعصمها الله بدينها فلم تقل الا خيرا واما أختها حمنة فهلكت فيمن
هلك وكان الذي يتلكم فيه مسطح وحسان بن ثابت والمنافق عبد الله بن أبي وهو
الذي كان يستوشيه ويجمعه وهو الذي تولى كبره منهم هو وحمنة قالت فحلف
أبو بكر أن لا ينفع مسطحا بنافعة ابدا فأنزل الله عز وجل ولا يأتل أولو الفضل
منكم إلى آخر الآية يعنى أبا بكر والسعة ان يؤتوا أولى القربى والمساكين
يعنى مسطحا إلى قوله الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم حتى قال
أبو بكر بلى والله يا ربنا انا لنحب ان تغفر لنا وعاد له بما كان يصنع باب
وليضربن بخمرهن على جيوبهن * وقال أحمد بن شبيب حدثنا أبي عن يونس
قال ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت يرحم الله نساء المهاجرات
الأول لما انزل الله وليضربن بخمرهن على جيوبهن شققن مروطهن فاختمرن به
حدثنا أبو نعيم حدثنا إبراهيم بن نافع عن الحسن بن مسلم عن صفية بنت شيبة
ان عائشة رضي الله عنها كانت تقول لما نزلت هذه الآية وليضربن بخمرهن
على جيوبهن أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها
13

سورة الفرقان
(بسم الله الرحمن الرحيم) قال ابن عباس هباء منثورا ما تسفى به الريح، مد الظل
ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ساكنا دائما، عليه دليلا طلوع الشمس، خلفة
من فاته من الليل عمل أدركه بالنهار أو فاته بالنهار أدركه بالليل، وقال الحسن هب لنا
من أزواجنا في طاعة الله وما شئ أقر لعين المؤمن ان يرى حبيبه في طاعة الله،
وقال ابن عباس ثبورا ويلا، وقال غيره السعير مذكر والتسعر والاضطرام
التوقد الشديد، تملى عليه تقرأ عليه من أمليت وأمللت، الرس المعدن جمعه
رساس، ما يعبأ يقال ما عبأت به شيئا لا يعتد به، غراما هلاكا، وقال مجاهد
وعتوا طغوا، وقال ابن عيينة عاتية عتت على الخزان باب قوله الذين
يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا حدثنا عبد الله
ابن محمد حدثنا يونس بن محمد البغدادي حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن
مالك رضي الله عنه ان رجلا قال يا نبي الله يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة
قال أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم
القيامة قال قتادة بلى وعزة ربنا باب قوله والذين لا يدعون مع الله
إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك
يلق آثاما، العقوبة حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثني منصور
وسليمان عن أبي وائل عن أبي ميسرة عن عبد الله قال وحدثني واصل عن أبي وائل
عن عبد الله رضي الله عنه قال سألت أو سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي
الذنب عند الله أكبر قال إن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت ثم أي قال ثم إن
تقتل ولدك خشية ان يطعم معك قلت ثم أي قال إن تزاني بحليلة جارك قال
ونزلت هذه الآية تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين لا يدعون
مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق حدثنا إبراهيم بن
14

موسى أخبرنا هشام بن يوسف ان ابن جريح أخبرهم قال أخبرني القاسم بن أبي
بزة انه سأل سعيد بن جبير هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة فقرأت
عليه ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق فقال سعيد قرأتها على ابن عباس
كما قرأتها على فقال هذه مكية نسختها آية مدنية التي في سورة النساء حدثني
محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير
قال اختلف أهل الكوفة في قتل المؤمن فرحلت فيه إلى ابن عباس فقال نزلت
في آخر ما نزل ولم ينخسها شئ حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا منصور عن
سعيد بن جبير سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله تعالى فجزاؤه جهنم
قال لا توبة له وعن قوله جل ذكره لا يدعون مع الله إلها آخر قال كانت
هذه في الجاهلية * قوله يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا حدثنا
سعد بن حفص حدثنا شيبان عن منصور عن سعيد بن جبير قال قال ابن أبزي
سئل ابن عباس عن قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم وقوله
ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق حتى بلغ الا من تاب وآمن فسألته
فقال لما نزلت قال أهل مكة فقد عدلنا بالله وقتلنا النفس التي حرم الله الا
بالحق وأتينا الفواحش فأنزل الله الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا إلى قوله
غفورا رحيما باب الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك
يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما حدثنا عبدان أخبرنا
أبى عن شعبة عن منصور عن سعيد بن جبير قال امرني عبد الرحمن بن أبزي
ان اسأل ابن عباس عن هاتين الآيتين ومن يقتل مؤمنا متعمدا فسألته فقال
لم ينسخها شئ وعن والذين لا يدعون مع الله إلها آخر قال نزلت في أهل الشرك
باب فسوف يكون لزاما، هلكة حدثنا عمر بن حفص بن غياث
حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا مسلم عن مسروق قال قال عبد الله خمس
15

قد مضين الدخان والقمر والروم والبطشة واللزام فسوف يكون لزاما
(سورة الشعراء)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال مجاهد تعبثون تبنون، هضيم يتفتت إذا
مس، مسحرين المسحورين، ليكة والأيكة جمع أيكة وهي جمع شجر، يوم
الظلة اظلال العذاب إياهم، موزون معلوم، كالطود الجبل، وقال غيره
لشرذمة الشرذمة طائفة قليلة، في الساجدين المصلين، قال ابن عباس لعلكم
تخلدون كأنكم، الريع الأيفاع من الأرض وجمعه ريعة وأرياع واحد الريعة،
مصانع كل بناء فهو مصنعة، فرهين مرحين فارهين بمعناه ويقال فارهين
حاذقين، تعثوا هو أشد الفساد وعاث يعيث عيثا، الجبلة الخلق جبل خلق،
ومنه جبلا وجبلا وجبلا يعنى الخلق، قاله ابن عباس باب ولا تخزني
يوم يبعثون وقال إبراهيم بن طهمان عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد
المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
إبراهيم عليه الصلاة والسلام رأى أباه يوم القيامة عليه الغبرة والقترة
الغبرة هي القترة حدثنا إسماعيل حدثنا أخي عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلقى إبراهيم أباه
فيقول يا رب انك وعدتني أن لا تخزني يوم يبعثون فيقول الله انى حرمت الجنة
على الكافرين * قوله وأنذر عشيرتك الأقربين، واخفض جناحك ألن جانبك
حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني عمرو بن مرة
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت وأنذر عشيرتك
الأقربين صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادى يا بنى فهر يا بنى
عدى لبطون قريش حتى اجتمعوا فجعل الرجل إذا لم يستطع ان يخرج أرسل
16

رسولا لينظر ما هو فجاء أبو لهب وقريش فقال أرأيتكم لو أخبرتكم ان خيلا
بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي قالوا نعم ما جربنا عليك الا صدقا
قال فانى نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب تبا لك سائر اليوم ألهذا
جمعتنا فنزلت تبت يدا أبى لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب حدثنا أبو
اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد
الرحمن ان أبا هريرة قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انزل الله وأنذر
عشيرتك الأقربين قال يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم لا أغنى
عنكم من الله شيئا يا بنى عبد مناف لا أغنى عنكم من الله شيئا يا عباس بن عبد المطلب
لا أغنى عنك من الله شيئا ويا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغنى
عنك من الله شيئا ويا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم سليني ما شئت من مالي
لا أغنى عنك من الله شيئا * تابعه اصبغ عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب
(النمل)
الخبء ما خبأت، لا قبل لا طاقة، الصرح كل ملاط اتخذ من القوارير والصرح
القصر وجماعته صروح، وقال ابن عباس ولها عرش سرير، كريم حسن الصنعة
وغلاء الثمن، مسلمين طائعين، ردف اقترب، جامدة قائمة، أوزعني اجعلني وقال
مجاهد نكروا غيروا، وأوتينا العلم يقوله سليمان، الصرح بركة ماء ضرب عليها
سليمان قوارير ألبسها إياه
(القصص)
كل شئ هالك الا وجهه الا ملكه ويقال الا ما أريد به وجه الله، وقال مجاهد
الانباء الحجج، قوله انك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب
17

عن أبيه قال لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال أي عم قل لا إله إلا الله
كلمة أحاج لك بها عند الله فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية أترغب عن ملة
عبد المطلب فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعيدانه بتلك
المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول
لا إله إلا الله قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لاستغفرن لك ما لم
انه عنك فأنزل الله ما كان للنبي والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين وانزل الله
في أبى طالب فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم انك لا تهدى من أحببت
ولكن الله يهدى من يشاء * قال ابن عباس أولى القوة لا يرفعها العصبة من
الرجال، لتنوء لتثقل، فارغا الا من ذكر موسى، الفرحين المرحين، قصيه
اتبعي اثره وقد يكون ان يقص الكلام نحن نقص عليك، عن جنب عن بعد
عن جنابة واحد وعن اجتناب أيضا، يبطش ويبطش، يأتمرون يتشاورون،
العدوان والعداء والتعدي واحد، آنس أبصر، الجذوة قطعة غليظة من
الخشب ليس فيها لهب، والشهاب فيه لهب، والحيات أجناس الجان والأفاعي
والأساود، ردأ معينا قال ابن عباس يصدقني وقال غيره سنشد سنعينك
كلما عززت شيئا فقد جعلت له عضدا، مقبوحين مهلكين، وصلنا بيناه
وأتممناه، يجبى يجلب، بطرت أشرت، في أمها رسولا أم القرى مكة وما
حولها، تكن تخفى أكننت الشئ أخفيته وكننته أخفيته وأظهرته،
ويكأن الله مثل ألم تر ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر يوسع عليه
ويضيق عليه باب ان الذي فرض عليك القرآن حدثنا محمد بن
مقاتل أخبرنا يعلى حدثنا سفيان العصفري عن عكرمة عن ابن عباس لرادك
إلى معاد، إلى مكة
18

(العنكبوت)
قال مجاهد مستبصرين ضللة، وقال غيره الحيوان والحي واحد، فليعلمن الله
علم الله ذلك إنما هي بمنزلة فليميز الله كقوله ليميز الله الخبيث، أثقالا مع أثقالهم
أوزارا مع أوزارهم
(ألم غلبت الروم)
فلا يربو من أعطى يبتغى أفضل فلا اجر له فيها، قال مجاهد يحبرون ينعمون
يمهدون يسوون المضاجع، الودق المطر، قال ابن عباس هل لكم مما ملكت
ايمانكم في الآلهة وفيه، تخافونهم ان يرثوكم كما يرث بعضكم بعضا، يصدعون
يتفرقون، فاصدع، وقال غيره ضعف وضعف لغتان، وقال مجاهد السوأى
الإساءة جزاء المسيئين حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان حدثنا منصور
والأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال بينما رجل يحدث في كندة فقال يجئ
دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وابصارهم يأخذ المؤمن كهيئة الزكام
ففزعنا فأتيت ابن مسعود وكان متكئا فغضب فجلس فقال من علم فليقل
ومن لم يعلم فليقل الله اعلم فان من العلم أن يقول لما لا يعلم لا أعلم فان الله قال
لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما أسألكم عليه من اجر وما انا من المتكلفين وان
قريشا أبطؤوا عن الاسلام فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم
أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة
والعظام ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان فجاءه أبو سفيان فقال
يا محمد جئت تأمرنا بصلة الرحم وان قومك قد هلكوا فادع الله فقرأ فارتقب
يوم تأتي السماء بدخان مبين إلى قوله عائدون أفيكشف عنهم عذاب الآخرة
إذا جاء ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى يوم نبطش البطشة الكبرى يوم
19

بدر ولزاما يوم بدر، ألم غلبت الروم إلى سيغلبون والروم قد مضى باب
لا تبديل لخلق الله لدين الله، خلق الأولين دين الأولين، والفطرة الاسلام
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة
ابن عبد الرحمن ان أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما من مولود الا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج
البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول فطرة الله التي فطر الناس
عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم
(لقمان)
(بسم الله الرحمن الرحيم) لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم حدثنا قتيبة
ابن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه
قال لما نزلت هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أينا لم يلبس ايمانه بظلم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ليس بذاك الا تسمع إلى قول لقمان لابنه ان
الشرك لظلم عظيم باب قوله ان الله عنده علم الساعة حدثني اسحق
عن جرير عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يوما بارزا للناس إذ اتاه رجل يمشي فقال يا رسول الله
ما الايمان قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث
الآخر قال يا رسول الله ما الاسلام قال الاسلام ان تعبد الله ولا تشرك به
شيئا وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال يا رسول الله
ما الاحسان قال الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
قال يا رسول الله متى الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك
20

عن أشراطها إذا ولدت المرأة ربتها فذاك من أشراطها وإذا كان الحفاة العراة
رؤس الناس فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن الا الله ان الله عنده علم الساعة
وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام ثم انصرف الرجل فقال ردوا على فأخذوا
ليردوا فلم يروا شيئا فقال هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم حدثنا يحيى
ابن سليمان قال حدثني ابن وهب قال حدثني عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن
عمر ان أباه حدثه ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم مفاتيح الغيب خمس ثم قرأ ان الله عنده علم الساعة
(تنزيل السجدة)
وقال مجاهد مهين ضعيف نطفة الرجل، ظللنا هلكنا، وقال ابن عباس الجرز
التي لا تمطر الا مطرا لا يغنى عنها شيئا، نهد نبين باب قوله فلا تعلم نفس
ما اخفى لهم حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تبارك
وتعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على
قلب بشر قال أبو هريرة اقرؤا ان شئتم فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة أعين
وحدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال الله مثله
قيل لسفيان رواية قال فأي شئ قال أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح قرأ
أبو هريرة قرأت حدثني إسحاق بن نصر حدثنا أبو أسامة عن الأعمش حدثنا
أبو صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله
تعالى أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب
بشر ذخرا بله ما اطلعتم عليه ثم قرأ فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة أعين
جزاء بما كانوا يعملون
21

وقال مجاهد صياصيهم قصورهم، النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم حدثني
إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح حدثنا أبي عن هلال بن علي عن عبد الرحمن
ابن أبي عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ما من مؤمن الا وانا أولى الناس به في الدنيا والآخرة اقرؤا ان شئتم النبي أولى
بالمؤمنين من أنفسهم فأيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا فان ترك
دينا أو ضياعا فليأتني وانا مولاه باب ادعوهم لآبائهم هو أقسط
عند الله حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا موسى بن عقبة
قال حدثني سالم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان زيد بن حارثة مولى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه الا زيد بن محمد حتى نزل القرآن
ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله باب فمنهم من قضى نحبه ومنهم
من ينتظر وما بدلوا تبديلا، نحبه عهده، أقطارها جوانبها، الفتنة لآتوها
لأعطوها حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني أبي
عن ثمامة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال نرى هذه الآية نزلت في أنس
ابن النضر من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه حدثنا أبو اليمان
أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت ان زيد بن ثابت
قال لما نسخنا الصحف في المصاحف فقدت آية من سورة الأحزاب كنت اسمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها لم أجدها مع أحد الا مع خزيمة
الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه باب قوله يا أيها النبي
قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن
سراحا جميلا، وقال معمر التبرج ان تخرج محاسنها، سنة الله استنها جعلها
22

حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن
ان عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم جاءها حين امر الله ان يخير أزواجه فبدأ بي رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال إني ذاكر لك امرا فلا عليك ان تستعجلي حتى تستأمري
أبويك وقد علم أن أبوى لم يكونا يأمراني بفراقه قالت ثم قال إن الله قال يا أيها
النبي قل لأزواجك إلى تمام الآيتين فقلت له ففي أي هذا استأمر أبوى فانى
أريد الله ورسوله والدار الآخرة باب قوله وان كنتن تردن الله
ورسوله والدار الآخرة فان الله أعد للمحسنات منكن اجرا عظيما، وقال قتادة
واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة القرآن والسنة وقال الليث
حدثني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ان عائشة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم قالت لما امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه
بدأ بي فقال إني ذاكر لك امرا فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك قالت
وقد علم أن أبوى لم يكونا يأمراني بفراقه قالت ثم قال إن الله جل ثناؤه قال
يا أيها النبي قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها إلى اجرا عظيما
قال فقلت ففي أي هذا استأمر أبوى فانى أريد الله ورسوله والدار الآخرة
قالت ثم فعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت، تابعه موسى بن أعين
عن معمر عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة وقال عبد الرزاق وأبو سفيان المعمري
عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة باب قوله وتخفى في نفسك
ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق ان تخشاه حدثنا محمد بن عبد الرحيم
حدثنا معلى بن منصور عن حماد بن زيد حدثنا ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه
ان هذه الآية وتخفى في نفسك ما الله مبديه نزلت في شأن زينب ابنة جحش
وزيد بن حارثة باب قوله ترجى من تشاء منهن وتؤوى إليك من تشاء
23

ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك قال ابن عباس ترجى تؤخر ارجه اخره
حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا أبو أسامة قال هشام حدثنا عن أبيه عن عائشة
رضي الله عنها قالت كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله
عليه وسلم وأقول اتهب المرأة نفسها فلما انزل الله تعالى ترجى من تشاء منهن
وتؤوى إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك قلت ما أرى
ربك الا يسارع في هواك حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله أخبرنا عاصم
الأحول عن معاذة عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يستأذن في يوم المرأة منا بعد أن أنزلت هذه الآية ترجى من تشاء منهن
وتؤوى إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك فقلت لها
ما كنت تقولين قالت كنت أقول له إن كان ذاك إلى فانى لا أريد يا رسول الله
ان أؤثر عليك أحدا، تابعه عباد بن عباد سمع عاصما باب قوله لا تدخلوا
بيوت النبي الا ان يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا
فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث ان ذلك كان يؤذى النبي فيستحيى
منكم والله لا يستحيى من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب
ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا
أزواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيما، يقال إناه ادراكه انى يأنى أناة،
لعل الساعة تكون قريبا إذا وصفت صفة المؤنث قلت قريبة وإذا جعلته ظرفا
وبدلا ولم ترد الصفة نزعت الهاء من المؤنث وكذلك لفظها في الواحد والاثنين
والجميع للذكر والأنثى حدثنا مسدد عن يحيى عن حميد عن أنس قال قال
عمر رضي الله عنه قلت يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات
المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي حدثنا معتمر
ابن سليمان قال سمعت أبي يقول حدثنا أبو مجلز عن أنس بن مالك رضي الله عنه
24

قال لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب ابنة جحش دعا القوم
فطعموا ثم جلسوا يتحدثون وإذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا فلما رأى
ذلك قام فلما قام قام من قام وقعد ثلاثة نفر فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل
فإذا القوم جلوس ثم إنهم قاموا فانطلقت فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه
وسلم انهم قد انطلقوا فجاء حتى دخل فذهبت ادخل فألقى الحجاب بيني وبينه
فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الآية حدثنا سليمان بن
حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال أنس بن مالك انا اعلم
الناس بهذه الآية آية الحجاب لما أهديت زينب بنت جحش رضي الله عنها إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت معه في البيت صنع طعاما ودعا القوم
فقعدوا يتحدثون فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يخرج ثم يرجع وهم قعود
يتحدثون فأنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم
إلى طعام غير ناظرين إناه إلى قوله من وراء حجاب فضرب الحجاب وقام القوم
حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس
رضي الله عنه قال بنى على النبي صلى الله عليه وسلم بزينب ابنة جحش بخبز ولحم
فأرسلت على الطعام داعيا فيجئ قوم فيأكلون ويخرجون ثم يجئ قوم
فيأكلون ويخرجون فدعوت حتى ما أجد أحدا ادعو فقلت يا نبي الله ما أجد
أحدا ادعوه قال ارفعوا طعامكم وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت فخرج
النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى حجرة عائشة فقال السلام عليكم أهل البيت
ورحمة الله فقالت وعليك السلام ورحمة الله كيف وجدت أهلك بارك الله لك
فتقرى حجر نسائه كلهن يقول لهن كما يقول لعائشة ويقلن له كما قالت عائشة
ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا ثلاثة رهط في البيت يتحدثون وكان النبي
صلى الله عليه وسلم شديد الحياء فخرج منطلقا نحو حجرة عائشة فما أدرى آخبرته
25

أو أخبر ان القوم خرجوا فرجع حتى إذا وضع رجله في أسكفة الباب داخلة
وأخرى خارجة أرخى الستر بيني وبينه وأنزلت آية الحجاب حدثنا إسحاق
ابن منصور أخبرنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه
قال أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بنى بزينب ابنة جحش فأشبع الناس
خبزا ولحما ثم خرج إلى حجر أمهات المؤمنين كما كان يصنع صبيحة بنائه فيسلم
عليهن ويدعو لهن ويسلمن عليه ويدعون له فلما رجع إلى بيته رأى رجلين جرى
بهما الحديث فلا رآهما رجع عن بيته فلما رأى الرجلان نبي الله صلى الله عليه
وسلم رجع عن بيته وثبا مسرعين فما أدرى انا أخبرته بخروجهما أم أخبر
فرجع حتى دخل البيت وأرخى الستر بيني وبينه وأنزلت آية الحجاب وقال ابن أبي
مريم أخبرنا يحيى حدثني حميد سمع انسا عن النبي صلى الله عليه وسلم
حدثني زكريا بن يحيى حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
قالت خرجت سودة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة
لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر بن الخطاب فقال يا سودة اما والله ما تخفين
علينا فانظري كيف تخرجين قالت فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه
وسلم في بيتي وانه ليتعشى وفى يده عرق فدخلت فقالت يا رسول الله انى
خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر كذا وكذا قالت فأوحى الله إليه ثم رفع عنه
وان العرق في يده ما وضعه فقال إنه قد اذن لكن ان تخرجن لحاجتكن *
قوله ان تبدوا شيئا أو تخفوه فان الله كان بكل شئ عليما لا جناح عليهن في آبائهن
ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا
ما ملكت ايمانهن واتقين الله ان الله كان على كل شئ شهيدا حدثنا أبو اليمان
أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني عروة بن الزبير ان عائشة رضي الله عنها قالت
استأذن على أفلح أخو أبى القعيس بعد ما انزل الحجاب فقلت لا آذن له حتى استأذن
26

فيه النبي صلى الله عليه وسلم فان أخاه أبا القعيس ليس هو أرضعني ولكن
أرضعتني امرأة أبى القعيس فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له يا رسول الله
ان أفلح أخا أبى القعيس استأذن فأبيت ان آذن حتى استأذنك فقال النبي
صلى الله عليه وسلم وما منعك ان تأذنين عمك قلت يا رسول الله ان الرجل ليس
هو أرضعني ولكن أرضعتني امرأة أبى القعيس فقال ائذني له فإنه عمك تربت
يمينك قال عروة فلذلك كانت عائشة تقول حرموا من الرضاعة ما تحرمون من
النسب باب قوله ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا
صلوا عليه وسلموا تسليما قال أبو العالية صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة
الملائكة الدعاء، قال ابن عباس يصلون يبركون، لنغرينك لنسلطنك حدثني
سعيد بن يحيى حدثنا أبي حدثنا مسعر عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن كعب بن
عجرة رضي الله عنه قيل يا رسول الله اما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة
قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم انك حميد
مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم انك حميد
مجيد حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني ابن الهاد عن عبد الله
ابن خباب عن أبي سعيد الخدري قال قلنا يا رسول الله هذا التسليم فكيف نصلى
عليك قال قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم قال أبو صالح عن الليث
على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم حدثنا إبراهيم بن حمزة
حدثنا ابن أبي حازم والدراوردي عن يزيد وقال كما صليت على إبراهيم وبارك
على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم * قوله لا تكونوا
كالذين آذوا موسى حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا روح بن عبادة حدثنا
عوف عن الحسن ومحمد وخلاس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
27

صلى الله عليه وسلم ان موسى كان رجلا حييا وذلك قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا
لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها
(سبأ)
(بسم الله الرحمن الرحيم) يقال معاجزين مسابقين، بمعجزين بفائتين معاجزين
مغالبين معاجزي مسابقي، سبقوا فاتوا، لا يعجزون لا يفوتون، يسبقونا يعجزونا
، قوله بمعجزين بفائتين ومعنى معاجزين مغالبين يريد كل واحد منهما ان يظهر
عجز صاحبه، معشار عشر، الأكل الثمر، باعد وبعد واحد، وقال مجاهد
لا يعزب لا يغيب، العرم السد ماء احمر أرسله في السد فشقه وهدمه
وحفر الوادي فارتفعتا عن الجنبين وغاب عنهما الماء فيبستا ولم يكن الماء الأحمر
من السد ولكن كان عذابا أرسله الله عليهم من حيث شاء، وقال عمرو بن
شرحبيل العرم المسناة بلحن أهل اليمن وقال غيره العرم الوادي، السابغات
الدروع، وقال مجاهد يجازى يعاقب، أعظكم بواحدة بطاعة الله، مثنى وفرادى
واحد واثنين، التناوش الرد من الآخرة إلى الدنيا، وبين ما يشتهون من مال
أو ولد أو زهرة، بأشياعهم بأمثالهم، وقال ابن عباس كالجواب كالجوبة من
الأرض، الخمط الأراك، والأثل الطرفاء، العرم الشديد باب حتى
إذا فزع عن قلوبهم قالوا ما ذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير حدثنا
الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال سمعت عكرمة يقول سمعت أبا هريرة
يقول إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قضى الله الامر في السماء ضربت
الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان فإذا فزع عن قلوبهم
قالوا ماذا قال ربكم قالوا للذي قال الحق وهو العلى الكبير فيسمعها مسترق
السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض ووصف سفيان بكفيه فحرفها
28

وبدد بين أصابعه فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته
حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها
وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال أليس قد قال لنا يوم
كذا وكذا وكذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء باب
ان هو الا نذير لكم بين يدي عذاب شديد حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد
ابن خازم حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال صعد النبي صلى الله عليه وسلم الصفا ذات يوم فقال يا صباحاه
فاجتمعت إليه قريش قالوا مالك قال أرأيتم لو أخبرتكم ان العدو يصبحكم
أو يمسيكم اما كنتم تصدقوني قالوا بلى قال فانى نذير لكم بين يدي عذاب
شديد فقال أبو لهب تبا لك ألهذا جمعتنا فأنزل الله تبت يدا أبى لهب
(الملائكة)
(بسم الله الرحمن الرحيم) قال مجاهد القطمير لفافة النواة، مثقلة مثقلة، وقال
غيره الحرور بالنهار مع الشمس، وقال ابن عباس الحرور بالليل والسموم بالنهار،
وغرابيب سود أشد سواد الغربيب
(سورة يس)
وقال مجاهد فعززنا شددنا، يا حسرة على العباد وكان حسرة عليهم استهزاؤهم
بالرسل، ان تدرك القمر لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر ولا ينبغي لهما ذلك
، سابق النهار يتطالبان حثيثين، نسلخ نخرج أحدهما من الآخر ويجرى كل واحد
منهما، من مثله من الانعام، فكهون معجبون، جند محضرون عند الحساب،
ويذكر عن عكرمة المشحون الموقر، وقال ابن عباس طائركم مصائبكم،
ينسلون يخرجون، مرقدنا مخرجنا، أحصيناه حفظناه، مكانتهم ومكانهم
29

واحد باب قوله والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم
حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه
قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال
يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس قلت الله ورسوله اعلم قال فإنها تذهب حتى
تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير
العزيز العليم حدثنا الحميدي حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي
عن أبيه عن أبي ذر قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى والشمس
تجرى لمستقر لها قال مستقرها تحت العرش
(والصافات)
وقال مجاهد ويقذفون بالغيب من مكان بعيد من كل مكان ويقذفون من كل
جانب يرمون، واصب دائم، لازب لازم، تأتوننا عن اليمين يعنى الحق، الكفار
تقوله للشيطان، غول وجع بطن، ينزفون لا تذهب عقولهم، قرين شيطان
يهرعون كهيئة الهرولة، يزفون النسلان في المشي، وبين الجنة نسبا قال كفار
قريش الملائكة بنات الله وأمهاتهم بنات سروات الجن وقال الله تعالى ولقد
علمت الجنة انهم لمحضرون ستحضرون للحساب، وقال ابن عباس لنحن الصافون
الملائكة، صراط الجحيم سواء الجحيم ووسط الجحيم، لشوبا يخلط طعامهم
ويساط بالحميم، مدحورا مطرودا، بيض مكنون اللؤلؤ المكنون، وتركنا عليه
في الآخرين يذكر بخير، ويقال يستسخرون يسخرون، بعلا ربا، الأسباب
السماء باب قوله وان يونس لمن المرسلين حدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما ينبغي لاحد أن يكون خيرا من ابن متى حدثني
30

إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح حدثني أبي عن هلال بن علي من بنى عامر
ابن لؤي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال من قال انا خير من يونس بن متى فقد كذب
صلى الله عليه وآله
(بسم الله الرحمن الرحيم) حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن
العوام قال سألت مجاهدا عن السجدة في ص قال سئل ابن عباس فقال أولئك
الذين هدى الله فبهداهم اقتده وكان ابن عباس يسجد فيها حدثني محمد بن
عبد الله حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي عن العوام قال سألت مجاهدا عن سجدة
ص فقال سألت ابن عباس من أين سجدت فقال أوما تقرأ ومن ذريته داود
وسليمان أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده فكان داود ممن امر نبيكم صلى الله
عليه وسلم ان يقتدى به فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، عجاب عجيب
القط الصحيفة هو ههنا صحيفة الحسنات، وقال مجاهد في عزة معازين، الملة
الآخرة ملة قريش، الاختلاق الكذب، الأسباب طرق السماء في أبوابها،
جند ما هنا لك مهزوم يعنى قريشا، أولئك الأحزاب القرون الماضية، فواق
رجوع، قطنا عذابنا، اتخذناهم سخريا أحطنا بهم، أتراب أمثال، وقال ابن عباس
الا يد القوة في العبادة، الابصار البصر في امر الله، حب الخير عن ذكر ربى
من ذكر، طفق مسحا يمسح أعراف الخيل وعراقيبها، الأصفاد الوثاق باب
قوله هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك أنت الوهاب حدثنا إسحاق
ابن إبراهيم حدثنا روح ومحمد بن جعفر عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن عفريتا من الجن تفلت على البارحة أو كلمة
نحوها ليقطع على الصلاة فأمكنني الله منه وأردت أن اربطه إلى سارية من
سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول اخى سليمان
31

رب هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي قال روح فرده خائسا باب
قوله وما انا من المتكلفين حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش
عن أبي الصحي عن مسروق قال دخلنا على عبد الله بن مسعود قال يا أيها الناس
من علم شيئا فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله اعلم فان من العلم أن يقول لما لا يعلم
الله اعلم قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما أسألكم عليه من اجر
وما انا من المتكلفين وسأحدثكم عن الدخان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
دعا قريشا إلى الاسلام فأبطؤوا عليه فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف
فأخذتهم سنة فحصت كل شئ حتى أكلوا الميتة والجلود حتى جعل الرجل يرى
بينه وبينا السماء دخانا من الجوع قال الله عز وجل فارتقب يوم تأتي السماء
بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب اليم قال فدعوا ربنا اكشف عنا العذاب
انا مؤمنون انى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم
مجنون انا كاشفوا العذاب قليلا انكم عائدون أفيكشف العذاب يوم القيامة
قال فكشف ثم عادوا في كفرهم فأخذهم الله يوم بدر قال الله تعالى يوم نبطش
البطشة الكبرى انا منتقمون
(الزمر)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال مجاهد يتقى بوجهه يجر على وجهه في النار
وهو قوله تعالى أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة ذي عوج
لبس، ورجلا سلما لرجل صالحا، مثل لإلههم الباطل والإله الحق ويخوفونك
بالذين من دونه بالأوثان، خولنا أعطينا، والذي جاء بالصدق القرآن، وصدق به
المؤمن يجئ يوم القيامة يقول هذا الذي أعطيتني عملت بما فيه، متشاكسون
الرجل الشكس العسر لا يرضى بالانصاف، ورجلا سلما ويقال سالما صالحا
32

اشمأزت نفرت، بمفازتهم من الفوز حافين أطافوا به مطيفين بحفافيه بجوانبه
متشابها ليس من الاشتباه ولكن يشبه بعضه بعضا في التصديق باب
قوله يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر
الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام
ابن يوسف ان ابن جريح أخبرهم قال يعلى ان سعيد بن جبير أخبره عن ابن عباس
رضي الله عنهما ان ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا وزنوا وأكثروا
فأتوا محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا ان الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا
ان لما عملنا كفارة فنزل والذين لا يدعون مع الله لها آخر ولا يقتلون النفس
التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون، ونزل قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم
لا تقنطوا من رحمة الله باب قوله وما قدروا الله حق قدره حدثنا
آدم حدثنا شيبان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه
قال جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد انا نجد
ان الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء
والثرى على إصبع وسائر الخلائق على إصبع فيقول انا الملك فضحك النبي صلى الله
عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله
عليه وسلم وما قدروا الله حق قدره باب قوله والأرض جميعا قبضته
يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون حدثنا
سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن
ابن شهاب عن أبي سلمة انا أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول يقبض الله الأرض ويطوى السماوات بيمينه ثم يقول انا الملك أين ملوك
الأرض باب قوله ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن
في الأرض الا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون حدثني
33

الحسن حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا عبد الرحيم عن زكريا بن أبي زائدة عن
عامر عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إني أول من
يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة فإذا انا بموسى متعلق بالعرش فلا أدرى أكذلك
كان أم بعد النفخة حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال سمعت أبا
صالح قال سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين النفختين أربعون
قالوا يا أبا هريرة أربعون يوما قال أبيت قال أربعون سنة قال أبيت قال أربعون
شهرا قال أبيت ويبلى كل شئ من الانسان الا عجب ذنبه فيه يركب الخلق
(المؤمن)
قال مجاهد حم مجازها مجاز أوائل السور ويقال بل هو اسم لقول شريح بن أبي
أوفى العبسي
يذكرني حاميم والرمح شاجر * فهلا تلا حاميم قبل التقدم
، الطول التفضل، داخرين خاضعين، وقال مجاهد إلى النجاة الايمان، ليس له
دعوة يعنى الوثن، يسجرون توقد بهم النار، تمرحون تبطرون، وكان العلاء بن
زياد يذكر النار فقال رجل لم تقنط الناس قال وانا أقدر ان أقنط الناس والله
عز وجل يقول يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
ويقول وان المسرفين هم أصحاب النار ولكنكم تحبون ان تبشروا بالجنة على
مساوى أعمالكم وإنما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم مبشرا بالجنة لمن
أطاعه ومنذرا بالنار من عصاه حدثنا علي بن عبد الله حدثنا الوليد بن مسلم
حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني محمد بن إبراهيم التيمي
حدثني عروة بن الزبير قال قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص أخبرني بأشد
ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم يصلى بفناء الكعبة إذا قبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله
34

صلى الله عليه وسلم ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر فأخذ
بمنكبه ودفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أتقتلون رجلا أن يقول
ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم
(حم السجدة)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال طاوس عن ابن عباس ائتيا طوعا أعطيا، قالتا
اتينا طائعين أعطينا، وقال المنهال عن سعيد قال قال رجل لابن عباس انى أجد
في القرآن أشياء تختلف على قال فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون واقبل
بعضهم على بعض يتساءلون ولا يكتمون الله حديثا ربنا ما كنا مشركين فقد
كتموا في هذه الآية وقال أم السماء بناها إلى قوله دحاها فذكر خلق السماء
قبل خلق الأرض ثم قال أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين إلى
طائعين فذكر في هذه خلق الأرض قبل السماء وقال تعالى وكان الله غفورا
رحيما عزيزا حكيما سميعا بصيرا فكأنه كان ثم مضى فقال فلا انساب بينهم
في النفخة الأولى ثم ينفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض الا
من شاء الله فلا انساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون ثم في النفخة الآخرة اقبل
بعضهم على بعض يتساءلون واما قوله ما كنا مشركين ولا يكتمون الله
فان الله يغفر لأهل الاخلاص ذنوبهم وقال المشركون تعالوا نقول لم نكن
مشركين فختم على أفواههم فتنطق أيديهم فعند ذلك عرف أن الله لا يكتم
حديثا وعنده يود الذين كفروا الآية وخلق الأرض في يومين ثم خلق السماء
ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين ثم دحا الأرض ودحوها ان
اخرج منها الماء والمرعى وخلق الجبال والجمال والآكام وما بينهما في يومين
آخرين فذلك قوله دحاها وقوله خلق الأرض في يومين فجعلت الأرض وما فيها
35

من شئ في أربعة أيام وخلقت السماوات في يومين وكان الله غفورا سمى نفسه
ذلك وذلك قوله أي لم يزل كذلك فان الله لم يرد شيئا الا أصاب به الذي
أراد فلا يختلف عليك القرآن فان كلا من عند الله حدثني يوسف بن عدي
حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بهذا وقال مجاهد
ممنون محسوب، أقواتها أرزاقها، في كل سماء امرها مما امر به، نحسات مشاييم،
وقيضنا لهم قرناء قرناهم بهم، تتنزل عليهم الملائكة عند الموت، اهتزت
بالنبات وربت ارتفعت، وقال غيره من أكمامها حين تطلع، ليقولن هذا لي
بعملي أي انا محقوق بهذا، سواء للسائلين قدرها سواء، فهديناهم دللناهم على
الخير والشر كقوله وهديناه النجدين وكقوله هديناه السبيل، والهدى الذي
هو الارشاد بمنزلة أسعدناه، من ذلك قوله أولئك الذين هدى الله فبهداهم
اقتده، يوزعون يكفون، من اكمامها قشر الكفرى هي الكم وقال غيره
ويقال للعنب إذا خرج أيضا كافور وكفري، ولى حميم القريب، من محيص
حاص عنه حاد، مرية ومرية واحد أي امتراء، وقال مجاهد اعملوا ما شئتم
الوعيد، وقال ابن عباس بالتي هي أحسن الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة
فإذا فعلوه عصمهم الله وخضع لهم عدوهم كأنه ولى حميم * قوله وما كنتم
تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم ان الله
لا يعلم كثيرا مما تعملون حدثنا الصلت بن محمد حدثنا يزيد بن زريع عن
روح بن القاسم عن منصور عن مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود وما كنتم
تستترون ان يشهد عليكم سمعكم الآية كان رجلان من قريش وختن لهما من
ثقيف أو رجلان من ثقيف وختن لهما من قريش في بيت فقال بعضهم لبعض
أترون ان الله يسمع حديثنا قال بعضهم يسمع بعضه وقال بعضهم لئن كان يسمع
بعضه لقد يسمع كله فأنزلت وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا
36

ابصاركم الآية باب وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم
من الخاسرين حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا منصور عن مجاهد عن أبي
معمر عن عبد الله رضي الله عنه قال اجتمع عند البيت قرشيان وثقفي أو ثقفيان
وقرشي كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم فقال أحدهم أترون ان الله يسمع
ما نقول قال الآخر يسمع ان جهرنا ولا يسمع ان أخفينا وقال الآخر إن كان
يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا فأنزل الله عز وجل وما كنتم تستترون
ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم الآية وكان سفيان يحدثنا
بهذا فيقول حدثنا منصور أو ابن أبي نجيح أو حميد أحدهم أو اثنان منهم ثم ثبت
على منصور وترك ذلك مرارا غير واحدة * قوله فان يصبروا فالنار مثوى
لهم الآية حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان الثوري قال حدثني
منصور عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بنحوه
(حم عسق)
ويذكر عن ابن عباس عقيما لا تلد، روحا من أمرنا القرآن، وقال مجاهد
يذرؤكم فيه نسل بعد نسل، لا حجة بيننا لا خصومة، طرف خفى ذليل، وقال
غيره فيظللن رواكد على ظهره يتحركن ولا يجرين في البحر، شرعوا ابتدعوا
باب قوله الا المودة في القربى حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن
جعفر حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال سمعت طاوسا عن ابن عباس
رضى الله تعالى عنهما انه سئل عن قوله الا المودة في القربى فقال سعيد بن جبير
قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم فقال ابن عباس عجلت ان النبي صلى الله عليه
وسلم لم يكن بطن من قريش الا كان له فيهم قرابة فقال الا ان تصلوا ما بيني
وبينكم من القرابة
37

(حم الزخرف)
وقال مجاهد على أمة على امام، وقيله يا رب تفسيره أيحسبون انا لا نسمع
سرهم ونجواهم ولا نسمع قيلهم، وقال ابن عباس ولولا أن يكون الناس أمة
واحدة لولا أن جعل الناس كلهم كفارا لجعلت لبيوت الكفار سقفا من
فضة ومعارج من فضة وهي درج وسرر فضة، مقرنين مطيقين، آسفونا
أسخطونا، يعش يعمى، وقال مجاهد أفنضرب عنكم الذكر أي تكذبون
بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه، ومضى مثل الأولين سنة الأولين، مقرنين يعنى
الإبل والخيل والبغال والحمير، ينشأ في الحلية الجواري جعلتموهن للرحمن
ولدا فكيف تحكمون، لو شاء الرحمن ما عبدناهم يعنون الأوثان يقول الله
تعالى ما لهم بذلك من علم الأوثان انهم لا يعلمون، في عقبه ولده، مقترنين
يمشون معا، سلفا قوم فرعون سلفا لكفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم
ومثلا عبرة، يصدون يضجون، مبرمون مجمعون، أول العابدين أول المؤمنين،
انني براء مما تعبدون العرب تقول نحن منك البراء والبراء الواحد والاثنان
والجميع من المذكر والمؤنث يقال فيه براء لأنه مصدر ولو قال برئ لقيل
في الاثنين بريئان وفى الجميع بريئون وقرأ عبد الله انني برئ بالياء، والزخرف
الذهب ملائكة، يخلفون يخلف بعضهم بعضا * قوله ونادوا يا مالك ليقض
علينا ربك قال إنكم ماكثون حدثنا حجاج بن منهال حدثنا سفيان بن
عيينة عن عمرو عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك، وقال قتادة
مثلا للآخرين عظة لمن بعدهم، وقال غيره مقرنين ضابطين يقال فلان مقرن
لفلان ضابط له، والأكواب الأباريق التي لا خراطيم لها، وقال قتادة
في أم الكتاب جملة الكتاب أصل الكتاب، أول العابدين أي ما كان فأنا
38

أول الآنفين وهما لغتان رجل عابد وعبد، وقرأ عبد الله وقال الرسول يا رب
ويقال أول العابدين الجاحدين من عبد يعبد، أفنضرب عنكم الذكر صفحا
ان كنتم قوما مسرفين مشركين والله لو أن هذا القرآن رفع حيث رده
أوائل هذه الأمة لهلكوا، فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين
عقوبة الأولين، جزأ عدلا
(الدخان)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال مجاهد رهوا طريقا يابسا، على العالمين على
من بين ظهريه، فاعتلوه ادفعوه، وزوجناهم بحور أنكحناهم حورا عينا
يحار فيها الطرف، ترجمون القتل ورهوا ساكنا، وقال ابن عباس كالمهل اسود
كمهل الزيت، وقال غيره تبع ملوك اليمن كل واحد منهم يسمى تبعا لأنه
يتبع صاحبه والظل يسمى تبعا لأنه يتبع الشمس باب فارتقب يوم تأتي
السماء بدخان مبين، قال قتادة فارتقب فانتظر حدثنا عبدان عن أبي حمزة
عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال مضى خمس الدخان والروم
والقمر والبطشة واللزام باب يغشى الناس هذا عذاب اليم حدثنا
يحيى حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال قال عبد الله إنما
كان هذا لان قريشا لما استعصوا على النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بسنين
كسني يوسف فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام فجعل الرجل ينظر إلى
السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد فأنزل الله تعالى فارتقب يوم
تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب اليم قال فأتى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقيل يا رسول الله استسق الله لمضر فإنها قد هلكت قال لمضر انك
لجرئ فأستسقي فسقوا فنزلت انكم عائدون فلما اصابتهم الرفاهية عادوا
إلى حالهم حين اصابتهم الرفاهية، فأنزل الله عز وجل يوم نبطش البطشة
39

الكبرى انا منتقمون، قال يعنى يوم بدر باب قوله تعالى ربنا اكشف
عنا العذاب انا مؤمنون حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي الضحى
عن مسروق قال دخلت على عبد الله فقال إن من العلم ان تقول لما لا تعلم الله
اعلم أن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما أسألكم عليه من اجر وما انا
من المتكلفين، ان قريشا لما غلبوا النبي صلى الله عليه وسلم واستعصوا عليه قال
اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة أكلوا فيها العظام والميتة
من الجهد حتى جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع
قالوا ربنا اكشف عنا العذاب انا مؤمنون فقيل له ان كشفنا عنهم عادوا فدعا
ربه فكشف عنهم فعادوا فانتقم الله منهم يوم بدر فذلك قوله تعالى يوم تأتي
السماء بدخان مبين إلى قوله جل ذكره انا منتقمون باب انى لهم
الذكرى وقد جاءهم رسول مبين الذكر، والذكرى واحد حدثنا سليمان
ابن حرب حدثنا جرير بن حازم عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال
دخلت على عبد الله ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعا قريشا
كذبوه واستعصوا عليه فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأصابتهم
سنة حصت كل شئ حتى كانوا يأكلون الميتة وكان يقوم أحدهم فكان يرى
بينه وبين السماء مثل الدخان من الجهد والجوع ثم قرأ فارتقب يوم تأتي السماء
بدخان مبين، حتى بلغ انا كاشفوا العذاب قليلا انكم عائدون، قال عبد الله
أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة، قال والبطشة الكبرى يوم بدر باب
ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون حدثنا بشر بن خالد أخبرنا محمد عن شعبة
عن سليمان ومنصور عن أبي الضحى عن مسروق قال قال عبد الله ان الله بعث
محمدا صلى الله عليه وسلم وقال قل ما أسألكم عليه من اجر وما انا من المتكلفين
فان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى قريشا استعصوا عليه فقال اللهم
40

أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم السنة حتى حصت كل شئ حتى
أكلوا العظام والجلود فقال أحدهم حتى أكلوا الجلود والميتة وجعل يخرج
من الأرض كهيئة الدخان فأتاه أبو سفيان فقال أي محمد ان قومك هلكوا
فادع الله ان يكشف عنهم فدعا ثم قال تعودوا بعد هذا في حديث منصور ثم
قرأ فأرتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين إلى عائدون أيكشف عذاب الآخرة
فقد مضى الدخان والبطشة واللزام وقال أحدهم القمر وقال الآخر الروم *
يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن
الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال خمس قد مضين اللزام والروم
والبطشة والقمر والدخان
(سورة الجاثية)
(بسم الله الرحمن الرحيم) جاثية مستوفزين على الركب، وقال مجاهد نستنسخ
نكتب، ننساكم نترككم، باب وما يهلكنا الا الدهر الآية حدثنا
الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل يؤذيني
ابن آدم يسب الدهر وانا الدهر بيدي الامر اقلب الليل والنهار
(الأحقاف)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال مجاهد تفيضون تقولون، وقال بعضهم أثرة وأثرة
وأثارة بقية علم، وقال ابن عباس بدعا من الرسل لست بأول الرسل، وقال غيره
أرأيتم هذه الألف إنما هي توعد ان صح ما تدعون لا يستحق ان يعبد وليس
قوله أرأيتم برؤية العين إنما هو أتعلمون أبلغكم ان ما تدعون من دون الله خلقوا
شيئا باب والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني ان اخرج وقد خلت
41

القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن ان وعد الله حق فيقول ما هذا
الا أساطير الأولين حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر
عن يوسف بن ماهك قال كان مروان على الحجاز استعمله معاوية فخطب فجعل
يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر
شيئا فقال خذوه فدخل بيت عائشة فلم يقدروا عليه فقال مروان ان هذا الذي
انزل الله فيه والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني فقالت عائشة من وراء
الحجاب ما انزل الله فينا شيئا من القرآن الا ان الله انزل عذري باب قوله
فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به
ريح فيها عذاب اليم قال ابن عباس عارض السحاب حدثنا أحمد بن عيسى حدثنا
ابن وهب أخبرنا عمرو ان أبا النضر حدثه عن سليمان بن يسار عن عائشة رضي الله عنها
زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ضاحكا حتى أرى منه لهواته إنما كان يتبسم قالت وكان إذا رأى غيما أو ريحا
عرف في وجهه قالت يا رسول الله الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون
فيه المطر واراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية فقال يا عائشة ما يؤمني أن يكون
فيه عذاب عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرنا
(الذين كفروا)
أوزارها آثامها حتى لا يبقى الا مسلم، عرفها بينها، وقال مجاهد مولى الذين
آمنوا وليهم، عزم الامر جد الامر، فلا تهنوا لا تضعفوا، وقال ابن عباس
أضغانهم حسدهم، آسن متغير باب وتقطعوا أرحامكم حدثنا خالد
ابن مخلد حدثنا سليمان حدثني معاوية بن أبي مزرد عن سعيد بن يسار عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله الخلق فلما فرغ
42

منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن فقال له مه قالت هذا مقام العائذ بك من
القطيعة قال الا ترضين ان أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب
قال فذاك قال أبو هريرة اقرؤا ان شئتم فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا
في الأرض وتقطعوا أرحامكم حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا حاتم عن معاوية
قال حدثني عمى أبو الحباب سعيد بن يسار عن أبي هريرة بهذا ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اقرؤا ان شئتم فهل عسيتم حدثنا بشر بن محمد أخبرنا
عبد الله أخبرنا معاوية بن أبي المزرد بهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اقرؤا ان شئتم فهل عسيتم، آسن متغير
(سورة الفتح)
(بسم الله الرحمن الرحيم) قال مجاهد بورا هالكين، وقال مجاهد سيماهم
في وجوههم السحنة وقال منصور عن مجاهد التواضع، شطأه فراخه، فاستغلظ
غلظ، سوقه الساق حاملة الشجرة، ويقال دائرة السوء كقولك رجل السوء
ودائرة السوء العذاب، يعزروه ينصروه، شطأه شطؤ السنبل، تنبت الحبة
عشرا أو ثمانيا وسبعا فيقوى بعضه ببعض فذاك قوله تعالى فآزره قواه ولو
كانت واحدة لم تقم على ساق وهو مثل ضربه الله للنبي صلى الله عليه وسلم إذ
خرج وحده ثم قواه بأصحابه كما قوى الحبة بما ينبت منها باب انا فتحنا لك
فتحا مبينا حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض أسفاره وعمر بن الخطاب يسير معه
ليلا فسأله عمر بن الخطاب عن شئ فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
سأله فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه فقال عمر بن الخطاب ثكلت امر عمر نزرت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك قال عمر فحركت
43

بعيري ثم تقدمت امام الناس وخشيت ان ينزل في القرآن فما نشبت ان سمعت
صارخا يصرخ بي فقلت لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن فجئت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فقال لقد أنزلت على الليلة سورة لهى أحب
إلى مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ انا فتحنا لك فتحا مبينا حدثنا محمد بن بشار
حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس رضي الله عنه انا فتحنا لك فتحا
مبينا قال الحديبية حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة حدثنا معاوية بن قرة
عن عبد الله بن مغفل قال قرأ النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة سورة الفتح
فرجع فيها قال معاوية لو شئت ان أحكي لكم قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لفعلت
باب قوله ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك
ويهديك صراطا مستقيما حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة حدثنا
زياد انه سمع المغيرة يقول قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه
فقيل له غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا
حدثنا الحسن بن عبد العزيز حدثنا عبد الله بن يحيى أخبرنا حياة عن أبي
الأسود سمع عروة عن عائشة رضي الله عنها ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان
يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقالت عائشة لم تصنع هذا يا رسول الله وقد
غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أحب ان أكون عبدا شكورا
فلما كثر لحمه صلى جالسا فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع باب
انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا حدثنا عبد الله حدثنا عبد العزيز بن أبي
سلمة عن هلال بن أبي هلال عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو بن
العاصي رضي الله عنهما ان هذه الآية التي في القرآن يا أيها النبي ان أرسلناك
شاهدا ومبشرا ونذيرا قال في التوراة يا أيها النبي انا أرسلناك شاهدا ومبشرا
ونذيرا وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ
44

ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح
ولن يقبضه حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله فيفتح بها أعينا
عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا باب هو الذي انزل السكينة في قلوب
المؤمنين حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء
رضي الله عنه قال بينما رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ وفرس
له مربوط في الدار فجعل ينفر فخرج الرجل فنظر فلم ير شيئا وجعل ينفر فلما
أصبح ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال تلك السكينة تنزلت بالقرآن
باب قوله إذ يبايعونك تحت الشجرة حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
سفيان عن عمرو عن جابر قال كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة حدثنا على
ابن عبد الله حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت عقبة بن صهبان عن
عبد الله بن مغفل المزني ممن شهد الشجرة نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن
الحذف * وعن عقبة بن صهبان قال سمعت عبد الله بن المغفل المزني في البول
في المغتسل حدثنا محمد بن الوليد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن خالد
عن أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه وكان من أصحاب الشجرة
حدثنا أحمد بن إسحاق السلمي حدثنا يعلى حدثنا عبد العزيز بن سياه عن حبيب
ابن أبي ثابت قال اتيت أبا وائل أسأله فقال كنا بصفين فقال رجل ألم تر إلى
الذين يدعون إلى كتاب الله تعالى فقال على نعم فقال سهل بن حنيف اتهموا
أنفسكم فلقد رأيتنا يوم الحديبية يعنى الصلح الذي كان بين النبي صلى الله عليه
وسلم والمشركين ولو نرى قتالا لقاتلنا فجاء عمر فقال السنا على الحق وهم على
الباطل أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال ففيم أعطى الدنية
في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا فقال يا ابن الخطاب انى رسول الله ولن
يضيعني الله ابدا فرجع متغيطا فلم يصبر حتى جاء أبا بكر فقال يا أبا بكر السنا
45

على الحق وهم على الباطل قال يا ابن الخطاب انه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولن يضيعه الله ابدا فنزلت سورة الفتح
(الحجرات)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال مجاهد لا تقدموا لا تفتاتوا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى يقضى الله على لسانه، امتحن أخلص، تنابزوا يدعى
بالكفر بعد الاسلام، يلتكم ينقصكم ألتنا نقصنا، لا ترفعوا أصواتكم فوق
صوت النبي الآية، تشعرون تعلمون ومنه الشاعر حدثنا يسرة بن صفوان بن
جميل اللخمي حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال كاد الخيران ان يهلكا أبا بكر
وعمر رضي الله عنهما رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين
قدم عليه ركب بنى تميم فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس اخى بنى مجاشع وأشار
الآخر برجل آخر قال نافع لا احفظ اسمه فقال أبو بكر لعمر ما أردت الا
خلافي قال ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما في ذلك فأنزل الله يا أيها الذين
آمنوا لا ترفعوا أصواتكم الآية قال ابن الزبير فما كان عمر يسمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه ولم يذكر ذلك عن أبيه يعنى
أبا بكر حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أزهر بن سعد أخبرنا ابن عون قال
أنبأني موسى بن أنس عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم
افتقد ثابت بن قيس فقال رجل يا رسول الله انا اعلم لك علمه فأتاه فوجده
جالسا في بيته منكسا رأسه فقال له ما شأنك فقال شر كان يرفع صوته فوق
صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله وهو من أهل النار فأتى الرجل
النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه قال كذا وكذا فقال موسى فرجع إليه
المرة الآخرة ببشارة عظيمة فقال اذهب إليه فقل له انك لست من أهل النار
46

ولكنك من أهل الجنة باب ان الذين ينادونك من رواء الحجرات
أكثرهم لا يعقلون حدثنا الحسن بن محمد حدثنا الحجاج عن ابن جريح قال
أخبرني ابن أبي مليكة ان عبد الله بن الزبير أخبرهم انه قدم ركب من بنى تميم
على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر امر القعقاع بن معبد وقال عمر امر
الأقرع بن حابس فقال أبو بكر ما أردت إلى أو الا خلافي فقال عمر ما أردت
خلافك فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزل في ذلك يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا
بين يدي الله ورسوله حتى انقضت الآية باب قوله ولو أنهم صبروا
حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم
(سورة ق)
رجع بعيد رد، فروج فتوق واحدها فرج، من حبل الوريد وريداه في حلقه،
وقال مجاهد ما تنقص الأرض من عظامهم، تبصرة بصيرة، حب الحصيد
الحنطة، باسقات الطوال، أفعيينا أفأعيا علينا، وقال قرينه الشيطان الذي
قبض له، فنقبوا ضربوا، أو القى السمع لا يحدث نفسه بغيره، حين أنشأكم وأنشأ
خلقكم، رقيب عتيد رصد، سائق وشهيد الملكان كاتب وشهيد، شهيد
شاهد بالقلب، لغوب النصب، وقال غيره نضيد الكفرى ما دام في أكمامه ومعناه
منضود بعضه على بعض فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد، في ادبار النجوم
وادبار السجود كان عاصم يفتح التي في ق ويكسر التي في الطور ويكسران
جميعا وينصبان، وقال ابن عباس يوم الخروج يخرجون من القبور باب
قوله وتقول هل من مزيد حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا حرمي بن
عمارة حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال يلقى في النار وتقول هل من مزيد حتى يضع قدمه فتقول قط قط حدثنا
محمد بن موسى القطان حدثنا أبو سفيان الحميري سعيد بن يحيى بن مهدي حدثنا
47

عوف عن محمد عن أبي هريرة رفعه وأكثر ما كان يوقفه أبو سفيان يقال لجهنم
هل امتلأت وتقول هل من مزيد فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول
قط قط حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم تحاجت الجنة والنار
فقالت النار أؤثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة مالي لا يدخلني الا
ضعفاء الناس وسقطهم قال الله تبارك وتعالى للجنة أنت رحمتي ارحم بك من
أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذاب أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل
واحدة منهما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قط قط فهنالك
تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا واما الجنة
فان الله عز وجل ينشئ لها خلقا * وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل
الغروب حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن جرير عن إسماعيل عن قيس بن أبي
حازم عن جرير بن عبد الله قال كنا جلوسا ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم
فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا
لا تضامون في رؤيته فان استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس
وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب
حدثنا آدم حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال ابن عباس امره ان
يسبح في ادبار الصلوات كلها يعنى قوله وادبار السجود
(والذاريات)
قال علي عليه السلام الذاريات الرياح، وقال غيره تذروه تفرقه، وفى أنفسكم
أفلا تبصرون تأكل وتشرب في مدخل واحد ويخرج من موضعين، فراغ
فرجع، فصكت فجمعت أصابعها فضربت به جبهتها، والرميم نبات الأرض
48

إذا يبس وديس، لموسعون أي لذوو سعة، وكذلك على الموسع قدره يعنى
القوى، زوجين الذكر والأنثى واختلاف الألوان حلو وحامض فهما
زوجان، ففروا إلى الله من الله إليه، الا ليعبدون ما خلقت أهل السعادة من
أهل الفريقين الا ليوحدون، وقال بعضهم خلقهم ليفعلوا ففعل بعض وترك
بعض وليس فيه حجة لأهل القدر، والذنوب الدلو العظيم وقال مجاهد ذنوبا
سبيلا، صرة صيحة، العقيم التي لا تلد، وقال ابن عباس والحبك استواؤها
وحسنها، في غمرة في ضلالتهم يتمادون، وقال غيره تواصوا تواطؤوا، وقال غيره
مسومة معلمة من السيما، قتل الانسان لعن
(سورة والطور)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال قتادة مسطور مكتوب، وقال مجاهد الطور
الجبل بالسريانية، رق منشور صحيفة، والسقف المرفوع سماء، والمسجور
الموقد، وقال الحسن تسجر حتى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرة، وقال مجاهد
ألتناهم نقصنا، وقال غيره تمور تدور، أحلامهم العقول، وقال ابن عباس البر
اللطيف، كسفا قطعا، المنون الموت، وقال غيره يتنازعون يتعاطون حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة عن
زينب ابنة أبى سلمة عن أم سلمة قالت شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم انى اشتكى فقال طوفى من وراء الناس وأنت راكبة فطفت ورسول الله
صلى الله عليه وسلم يصلى إلى جنب البيت يقرأ بالطور وكتاب مسطور حدثنا
الحميدي حدثنا سفيان قال حدثوني عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن
أبيه رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور
فلما بلغ هذه الآية أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات
والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون كاد قلبي ان
49

يطير، قال سفيان فأما انا فإنما سمعت الزهري يحدث عن محمد بن جبير بن
مطعم عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور لم اسمعه
زاد الذي قالوا لي
(سورة والنجم)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال مجاهد ذو مرة ذو قوة، قاب قوسين حيث
الوتر من القوس، ضيزى عوجاء، وأكدى قطع عطاءه، رب الشعرى هو
مرزم الجوزاء، الذي وفى وفى ما فرض عليه، أزفت الآزفة اقتربت الساعة،
سامدون البرطمة وقال عكرمة يتغنون بالحميرية، وقال إبراهيم أفتمارونه
أفتجادلونه ومن قرأ أفتمرونه يعنى أفتجحدونه، ما زاغ البصر بصر محمد صلى الله
عليه وسلم، وما طغى ولا جاوز ما رأى، فتماروا كذبوا، وقال الحسن إذا هوى
غاب، وقال ابن عباس أغنى وأقنى أعطى فأرضي حدثنا يحيى حدثنا وكيع
عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر عن مسروق قال قلت لعائشة رضي الله عنها
يا أمتاه هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه فقالت لقد قف شعري مما قلت
أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد كذب من حدثك ان محمدا صلى الله عليه
وسلم رأى ربه فقد كذب ثم قرأت لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار
وهو اللطيف الخبير وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب ومن
حدثك انه يعلم ما في غد فقد كذب ثم قرأت وما تدري نفس ماذا تكسب غدا
ومن حدثك انه كتم فقد كذب ثم قرأت يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك
من ربك الآية ولكنه رأى جبرئيل عليه السلام في صورته مرتين باب
فكان قاب قوسين أو أدنى حيث الوتر من القوس حدثنا أبو النعمان حدثنا
عبد الواحد حدثنا الشيباني قال سمعت زرا عن عبد الله فكان قاب قوسين
50

أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى قال حدثنا ابن مسعود انه رأى جبريل له
ستمائة جناح باب قوله فأوحى إلى عبده ما أوحى حدثنا طلق بن
غنام حدثنا زائدة عن الشيباني قال سألت زرا عن قوله تعالى فكان قاب
قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى قال أخبرنا عبد الله ان محمدا صلى الله
عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح باب لقد رأى من آيات
ربه الكبرى حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة
عن عبد الله رضي الله عنه لقد رأى من آيات ربه الكبرى قال رأى رفرفا
اخضر قد سد الأفق باب أفرأيتم اللات والعزى حدثنا مسلم بن
إبراهيم حدثنا أبو الأشهب حدثنا أبو الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله اللات والعزى كان اللات رجلا يلت سويق الحاج حدثنا عبد الله
ابن محمد أخبرنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد
الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من حلف فقال في حلفه واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله ومن قال لصاحبه
تعال أقامرك فليتصدق باب ومناة الثالثة الأخرى حدثنا الحميدي
حدثنا سفيان حدثنا الزهري سمعت عروة قلت لعائشة رضي الله عنها فقالت
إنما كان من أهل بمناة الطاغية التي بالمشلل لا يطوفون بين الصفا والمروة
فأنزل الله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله فطاف رسول الله صلى الله عليه
وسلم والمسلمون * قال سفيان مناة بالمشلل من قديد وقال عبد الرحمن بن خالد
عن ابن شهاب قال عروة قالت عائشة نزلت في الأنصار كانوا هم وغسان قبل أن
يسلموا يهلون لمناة مثله * وقال معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة كان
رجال من الأنصار ممن كان يهل لمناة ومناة صنم بين مكة والمدينة قالوا
يا نبي الله كنا لا نطوف بين الصفا والمروة تعظيما لمناة نحوه باب فاسجدوا
51

لله واعبدوا حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن عكرمة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سجد النبي صلى الله عليه وسلم بالنجم وسجد
معه المسلمون والمشركون والجن والانس * تابعه ابن طهمان عن أيوب ولم
يذكر ابن علية ابن عباس حدثنا نصر بن علي أخبرني أبو أحمد يعنى الزبيري
حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد الله رضي الله عنه
قال أول سورة أنزلت فيها سجدة والنجم قال فسجد رسول الله صلى الله
عليه وسلم وسجد من خلفه الا رجلا رأيته اخذ كفا من تراب فسجد عليه
فرأيته بعد ذلك قتل كافرا وهو أمية بن خلف
(سورة اقتربت الساعة)
(بسم الله الرحمن الرحيم) قال مجاهد مستمر ذاهب، مزدجر متناه، وازدجر
فاستطير جنونا، دسر أضلاع السفينة، لمن كان كفر يقول كفر له جزاء
من الله، محتضر يحضرون الماء، وقال ابن جبير مهطعين النسلان الخبب
السراع، وقال غيره فتعاطى فعاطها بيده فعقرها، المحتظر كحظار من الشجر
محترق، ازدجر افتعل من زجرت، كفر فعلنا به وبهم ما فعلنا جزاء لما صنع
بنوح وأصحابه، مستقر عذاب حق، يقال الأشر المرح والتجبر باب
وانشق القمر وان يروا آية يعرضوا حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة
وسفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن ابن مسعود قال انشق القمر
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين فرقة فوق الجبل وفرقة دونه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
سفيان أخبرنا ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله قال انشق القمر
ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم فصار فرقتين فقال لنا اشهدوا اشهدوا
52

حدثنا يحيى بن بكير قال حدثني بكر عن جعفر عن عراك بن مالك عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال انشق
القمر في زمان النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يونس
ابن محمد حدثنا شيبان عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال سأل أهل مكة
ان يريهم آية فأراهم انشقاق القمر حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة
عن قتادة عن أنس قال انشق القمر فرقتين باب تجرى بأعيننا جزاء
لمن كان كفر ولقد تركناها آية فهل من مدكر * قال قتادة أبقى الله سفينة
نوح حتى أدركها أوائل هذه الأمة حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة
عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ
فهل من مدكر باب ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر
قال مجاهد يسرنا هونا قراءته حدثنا مسدد عن يحيى عن شعبة عن أبي إسحاق
عن الأسود عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان
يقرأ فهل من مدكر باب اعجاز نخل منقعر فكيف كان عذابي ونذر
حدثنا أبو نعيم حدثنا زهير عن أبي إسحاق انه سمع رجلا سأل الأسود فهل
من مدكر أو مذكر فقال سمعت عبد الله يقرؤها فهل من مدكر قال وسمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها فهل من مدكر دالا باب فكانوا
كهشيم المحتظر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر حدثنا عبدان
أخبرنا أبى عن شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قرأ فهل من مدكر الآية باب ولقد صبحهم بكرة
عذاب مستقر فذوقوا عذابي ونذر حدثنا محمد حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق
عن الأسود عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرأ فهل
من مدكر باب ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر حدثنا يحيى
53

حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد الله قال
قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم فهل من مذكر فقال النبي صلى الله عليه وسلم
فهل من مدكر باب قوله سيهزم الجمع ويولون الدبر حدثنا محمد بن
عبد الله بن حوشب حدثنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس
وحدثني محمد حدثنا عفان بن مسلم عن وهيب حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن
عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة يوم بدر
اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم ان تشأ لا تعبد بعد اليوم فأخذ أبو بكر
بيده فقال حسبك يا رسول الله ألححت على ربك وهو يثب في الدرع فخرج وهو
يقول سيهزم الجمع ويولون الدبر باب قوله بل الساعة موعدهم والساعة
أدهى وأمر، يعنى من المرارة حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام بن يوسف
ان ابن جريج أخبرهم قال أخبرني يوسف بن ماهك قال إني عند عائشة أم
المؤمنين قالت لقد انزل على محمد صلى الله عليه وسلم بمكة وانى لجارية العب بل
الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر حدثني اسحق حدثنا خالد عن خالد
عن عكرمة عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة له يوم
بدر أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم ابدا فأخذ أبو
بكر بيده وقال حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك وهو في الدرع فخرج
وهو يقول سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر
(سورة الرحمن)
(بسم الرحمن الرحيم) وقال مجاهد بحسبان كحسبان الرحى، وقال غيره
وأقيموا الوزن يريد لسان الميزان، والعصف بقل الزرع إذا قطع منه شئ قبل أن
يدرك فذلك العصف، والريحان في كلام الرزق والريحان رزقه، والحب
54

الذي يؤكل منه وقال بعضهم والعصف يريد المأكول من الحب والريحان
النضيج الذي لم يؤكل وقال غيره العصف ورق الحنطة وقال الضحاك العصف
التبن وقال أبو مالك العصف أول ما ينبت تسميه النبط هبورا وقال مجاهد
العصف ورق الحنطة والريحان الرزق، والمارج اللهب الأصفر والأخضر
الذي يعلو النار إذا أوقدت، وقال بعضهم عن مجاهد رب المشرقين للشمس
في الشتاء مشرق ومشرق في الصيف، ورب المغربين مغربها في الشتاء والصيف
لا يبغيان لا يختلطان، المنشآت ما رفع قلعه من السفن فأما ما لم يرفع قلعه
فليس بمنشأة، وقال مجاهد كالفخار كما يصنع الفخار، الشواظ لهب من نار،
وقال مجاهد ونحاس النحاس الصفر يصب على رؤسهم يعذبون به، خاف مقام
ربه يهم بالمعصية فيذكر الله عز وجل فيتركها، مدهامتان سوداوان من
الري، صلصال طين خلط برمل فصلصل كما يصلصل الفخار ويقال منتن يريدون
به صل يقال صلصال كما يقال صر الباب عند الاغلاق وصرصر مثل كبكبته
يعنى كببته، فاكهة ونخل ورمان قال بعضهم ليس الرمان والنخل بالفاكهة
واما العرب فإنها تعدها فاكهة كقوله عز وجل حافظوا على الصلوات
والصلاة الوسطى فأمرهم بالمحافظة على كل الصلوات ثم أعاد العصر تشديدا لها
كما أعيد النخل والرمان ومثلها ألم تر ان الله يسجد له من في السماوات ومن
في الأرض ثم قال وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب وقد ذكرهم
في أول قوله من في السماوات ومن في الأرض، وقال غيره أفنان أغصان، وجنى
الجنتين دان ما يجتني قريب، وقال الحسن فبأي آلاء نعمه، وقال قتادة ربكما
تكذبان يعنى الجن والإنس، وقال أبو الدرداء كل يوم هو في شأن يغفر ذنبا
ويكشف كربا ويرفع قوما ويضع آخرين، وقال ابن عباس برزخ حاجز،
الأنام الخلق، نضاختان فياضتان، ذو الجلال ذو العظمة، وقال غيره مارج
55

خالص من النار يقال مرج الأمير رعيته إذا خلاهم يعدو بعضهم على بعض مرج
امر الناس، مريج ملتبس، مرج اختلط البحران من مرجت دابتك تركتها،
سنفرغ لكم سنحاسبكم لا يشغله شئ عن شئ وهو معروف في كلام العرب يقال
لأتفرغن لك وما به شغل يقول لآخذنك على غرتك، باب قوله ومن
دونهما جنتان حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد
العمى حدثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب
آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين ان ينظروا إلى ربهم الا رداء الكبر على
وجهه في جنة عدن باب حور مقصورات في الخيام، وقال ابن عباس
حور سود الحدق، وقال مجاهد مقصورات محبوسات قصر طرفهن وأنفسهن
على أزواجهن قاصرات لا يبغين غير أزواجهن حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد
العزيز بن عبد الصمد حدثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس
عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة
عرضها ستون ميلا في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم
المؤمنون وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من كذا آنيتهما وما فيهما
وما بين القوم وبين ان ينظروا إلى ربهم الا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن
(الواقعة)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال مجاهد رجت زلزلت، بست فتت لتت كما يلت
السويق، المخضود الموقر حملا ويقال أيضا لا شوك له، منضود الموز، والعرب
المحببات إلى أزواجهن، ثلة أمة، يحموم دخان اسود، يصرون يديمون، الهيم
الإبل الظماء، لمغرمون لملزمون، روح جنة ورخاء، وريحان الرزق، وننشئكم
في أي خلق نشاء، وقال غيره تفكهون تعجبون، عربا مثقلة واحدها عروب
56

مثل صبور وصبر يسميها أهل مكة العربة وأهل المدينة الغنجة وأهل العراق
الشكلة، وقال في خافضة لقوم إلى النار ورافعة إلى الجنة، موضونة منسوجة
ومنه وضين الناقة، والكوب لا آذان له ولا عروة، والأباريق ذوات الآذان
والعرى مسكوب جار، وفرش مرفوعة بعضها فوق بعض، مترفين متمتعين،
مدينين محاسبين، ما تمنون هي النطفة في أرحام النساء، للمقوين للمسافرين والقى
القفر، بمواقع النجوم بمحكم القرآن ويقال بمسقط النجوم إذا سقطن ومواقع
وموقع واحد، مدهنون مكذبون مثل لو تدهن فيدهنون، فسلام لك أي
مسلم لك انك من أصحاب اليمين وألغيت ان وهو معناها كما تقول أنت مصدق
مسافر عن قليل إذا كان قد قال إني مسافر عن قليل وقد يكون كالدعاء له
كقولك فسقيا من الرجال ان رفعت السلام فهو من الدعاء، تورون تستخرجون
أوريت أوقدت، لغوا باطلا، تأثيما كذبا باب قوله وظل ممدود
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة شجرة يسير
الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها واقرؤا ان شئتم وظل ممدود
(الحديد)
(بسم الله الرحمن الرحيم) قال مجاهد جعلكم مستخلفين معمرين فيه، من الظلمات
إلى النور من الضلالة إلى الهدى، ومنافع للناس جنة وسلاح، مولاكم أولى
بكم، لئلا يعلم أهل الكتاب ليعلم أهل الكتاب، يقال الظاهر على كل شئ
علما والباطن على كل شئ علما، انظرونا انتظرونا
(المجادلة)
وقال مجاهد يحادون يشاقون الله، كبتوا أخزيوا من الخزي، استحوذ غلب
57

(الحشر) (بسم الله الرحمن الرحيم) الجلاء الاخراج من ارض إلى ارض حدثنا محمد
ابن عبد الرحيم حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن
جبير قال قلت لابن عباس سورة التوبة قال التوبة هي الفاضحة ما زالت تنزل
ومنهم ومنهم حتى ظنوا انها لم تبق أحدا منهم الا ذكر فيها قال قلت سورة
الأنفال قال نزلت في بدر قال قلت سورة الحشر قال نزلت في بنى النضير حدثنا
الحسن بن مدرك حدثنا يحيى بن حماد أخبرنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد قال
قلت لابن عباس رضي الله عنهما سورة الحشر قال قل سورة النضير باب
قوله ما قطعتم من لينة، نخلة ما لم تكن عجوة أو برنية حدثنا قتيبة حدثنا
ليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق
نخل بنى النضير وقطع وهي البويرة فأنزل الله تعالى ما قطعتم من لينة أو
تركتموها قائمة على أصولها فباذن الله وليخزي الفاسقين باب ما أفاء الله
على رسوله حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان غير مرة عن عمرو عن الزهري
عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر رضي الله عنه قال كانت أموال بنى
النضير مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مما لم يوجف المسلمون عليه
بخيل ولا ركاب فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة ينفق على أهله
منها نفقة سنته ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع عدة في سبيل الله باب
وما آتاكم الرسول فخذوه حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن منصور عن
إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لعن الله الواشمات والموتشمات والمتنمصات
والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله فبلغ ذلك امرأة من بنى أسد يقال لها
أم يعقوب فجاءت فقالت إنه بلغني انك لعنت كيت وكيت فقال ومالي لا العن
من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هو في كتاب الله فقالت لقد قرأت
58

ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول فقال لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه اما
قرأت وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا قالت بلى قال فإنه قد
نهى عنه قالت فانى أرى أهلك يفعلونه قال فاذهبي فانظري فذهبت فنظرت فلم
تر من حاجتها شيئا فقال لو كانت كذلك ما جامعتنا حدثنا على حدثنا عبد الرحمن
عن سفيان قال ذكرت لعبد الرحمن بن عابس حديث منصور عن إبراهيم عن
علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة
فقال سمعته من امرأة يقال لها أم يعقوب عن عبد الله مثل حديث منصور
باب والذين تبوؤا الدار والايمان حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو
بكر يعنى ابن عياش عن حصين عن عمرو بن ميمون قال قال عمر رضي الله عنه
أوصى الخليفة بالمهاجرين الأولين ان يعرف لهم حقهم وأوصى الخليفة بالأنصار
الذين تبوؤا الدار والايمان من قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم ان يقبل
من محسنهم ويعفو عن مسيئهم باب قوله ويؤثرون على أنفسهم الآية
الخصاصة الفاقة، المفلحون الفائزون بالخلود الفلاح البقاء حي على الفلاح عجل
وقال الحسن حاجة حسدا حدثني يعقوب بن إبراهيم بن كثير حدثنا أبو
أسامة حدثنا فضيل بن غزوان حدثنا أبو حازم الأشجعي عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
أصابني الجهد فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الا رجل يضيف هذه الليلة يرحمه الله فقام رجل من الأنصار
فقال انا يا رسول الله فذهب إلى أهله فقال لامرأته ضيف رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا تدخريه شيئا قالت والله ما عندي الا قوت الصبية قال فإذا أراد
الصبية العشاء فنوميهم وتعالى فأطفئي السراج ونطوى بطوننا الليلة ففعلت
ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لقد عجب الله عز وجل
59

أو ضحك من فلان وفلانة فأنزل الله عز وجل ويؤثرون على أنفسهم ولو
كان بهم خصاصة
(الممتحنة)
وقال مجاهد لا تجعلنا فتنة، لا تعذبنا بأيديهم فيقولون لو كان هؤلاء على
الحق ما أصابهم هذا، بعصم الكوافر امر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
بفراق نسائهم كن كوافر بمكة باب لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال حدثني الحسن بن محمد
ابن علي انه سمع عبيد الله بن أبي رافع كاتب على يقول سمعت عليا رضي الله عنه
يقول بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم انا والزبير والمقداد فقال انطلقوا
حتى تأتوا روضة خاخ فان بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فذهبنا تعادى بنا
خيلنا حتى اتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي
من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب فأخرجته من عقاصها
فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من
المشركين ممن بمكة يخبرهم ببعض امر النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي
صلى الله عليه وسلم ما هذا يا حاطب قال لا تعجل على يا رسول الله انى كنت امرأ
من قريش ولم أكن من أنفسهم وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات
يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة فأحببت إذ فاتني من النسب فيهم ان اصطنع
إليهم يدا يحمون قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني فقال النبي
صلى الله عليه وسلم انه قد صدقكم فقال عمر دعني يا رسول الله فأضرب عنقه
فقال إنه شهد بدرا وما يدريك لعل الله عز وجل اطلع على أهل بدر فقال اعملوا
ما شئتم فقد غفرت لكم قال عمرو ونزلت فيه يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا
60

عدوى وعدوكم قال لا أدرى الآية في الحديث أو قول عمرو حدثنا على
قيل لسفيان في هذا فنزلت لا تتخذوا عدوى قال سفيان هذا في حديث الناس
حفظته من عمر وما تركت منه حرفا وما أرى أحدا حفظه غيري باب
إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات حدثنا إسحاق حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه أخبرني عروة ان عائشة رضي الله عنها زوج
النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحن
من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية بقول الله تعالى يا أيها النبي إذا جاءك
المؤمنات يبايعنك إلى قوله غفور رحيم قال عروة قالت عائشة فمن أقر بهذا
الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بايعتك كلاما ولا
والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة ما يبايعهن الا بقوله قد بايعتك على
ذلك * تابعه يونس ومعمر وعبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري وقال إسحاق بن
راشد عن الزهري عن عروة وعمرة باب إذا جاءك المؤمنات يبايعنك
حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن حفصة بنت سيرين عن
أم عطية رضي الله عنها قالت بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ علينا أن لا
يشركن بالله شيئا ونهانا عن النياحة فقبضت امرأة يدها فقالت أسعدتني فلانة
أريد ان أجزيها فما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فانطلقت ورجعت فبايعها
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت الزبير عن
عكرمة عن ابن عباس في قوله ولا يعصينك في معروف قال إنما هو شرط شرطه
الله للنساء حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال الزهري حدثناه قال حدثني
أبو إدريس سمع عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله
عليه وسلم فقال أتبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا وقرأ
آية النساء وأكثر لفظ سفيان قرأ الآية فمن وفى منكم فأجره على الله ومن
61

أصاب من ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له ومن أصاب منها شيئا من ذلك
فستره الله فهو إلى الله ان شاء عذبة وان شاء غفر له * تابعه عبد الرزاق عن
معمر حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا هارون بن معروف حدثنا عبد الله بن
وهب قال وأخبرني ابن جريح ان الحسن بن مسلم أخبره عن طاوس عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال شهدت الصلاة يوم الفطر مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فكلهم يصليها قبل الخطبة
ثم يخطب بعد فنزل نبي الله صلى الله عليه وسلم فكأني انظر إليه حين يجلس
الرجال بيده ثم اقبل يشقهم حتى أتى النساء مع بلال فقال يا أيها النبي إذا جاءك
المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن
أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن حتى فرغ من الآية
كلها ثم قال حين فرغ أنتن على ذلك وقالت امرأة واحدة لم يجبه غيرها نعم
يا رسول الله لا يدرى الحسن من هي قال فتصدقن وبسط بلال ثوبه فجعلن يلقين
الفتخ والخواتيم في ثوب بلال
(سورة الصف)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال مجاهد من أنصاري إلى الله، من يتبعني إلى الله،
وقال ابن عباس مرصوص، ملصق بعضه ببعض وقال غيره بالرصاص * قوله
تعالى من بعدي اسمه احمد حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال
أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إن لي أسماء انا محمد وانا احمد وانا الماحي الذي يمحو الله
بي الكفر وانا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وانا العاقب
(سورة الجمعة)
62

قوله وآخرين منهم لما يحلقوا بهم، وقرأ عمر فامضوا إلى ذكر الله حدثنا عبد
العزيز بن عبد الله حدثني سليمان بن بلال عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه سورة
الجمعة وآخرين منهم لما يحلقوا بهم قال قلت من هم يا رسول الله فلم يراجعه حتى
سأل ثلاثا وفينا سلمان الفارسي وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان
ثم قال لو كان الايمان عند الثريا لناله رجال أو رجل من هؤلاء حدثنا عبد الله
ابن عبد الوهاب حدثنا عبد العزيز أخبرني ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم لناله رجال من هؤلاء باب وإذا رأوا تجارة
حدثني حفص بن عمر حدثنا خالد بن عبد الله حدثنا حصين عن سالم بن أبي
الجعد وعن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال أقبلت عير يوم
الجمعة ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم فثار الناس الا اثنا عشر رجلا فأنزل الله
وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها
(سورة المنافقين)
قوله إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله إلى لكاذبون حدثنا
عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم قال كنت
في غزاة فسمعت عبد الله بن أبي يقول لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى
ينفضوا من حوله ولو رجعنا من عنده ليخرجن الأعز منها الأذل فذكرت
ذلك لعمى أو لعمر فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فدعاني فحدثته فأرسل
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا فكذبني
رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه فأصابني هم لم يصبني مثله قط فجلست
في البيت فقال لي عمى ما أردت إلى أن كذبك رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومقتك فأنزل الله تعالى إذا جاءك المنافقون فبعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم
63

فقرأ فقال إن الله قد صدقك يا زيد باب اتخذوا ايمانهم جنة يجتنون بها
حدثنا آدم بن أبي اياس حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم رضي الله عنه
قال كنت مع عمى فسمعت عبد الله بن أبي ابن سلول يقول لا تنفقوا
على من عند رسول الله حتى ينفضوا وقال أيضا لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن
الأعز منها الأذل فذكرت ذلك لعمى فذكر عمى لرسول الله صلى الله عليه
وسلم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبي وأصحابه فحلفوا
ما قالوا فصدقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبني فأصابني هم لم يصبني
مثله فجلست في بيتي فأنزل الله عز وجل إذا جاءك المنافقون إلى قوله هم الذين
يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله إلى قوله ليخرجن الأعز منها الأذل
فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها على ثم قال إن الله قد صدقك
باب قوله ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون
حدثنا آدم حدثنا شعبة عن الحكم سمعت محمد بن كعب القرظي قال سمعت
زيد بن أرقم رضي الله عنه قال لما قال عبد الله بن أبي لا تنفقوا على من عند
رسول الله وقال أيضا لئن رجعنا إلى المدينة أخبرت به النبي صلى الله عليه وسلم
فلامني الأنصار وحلف عبد الله بن أبي ما قال ذلك فرجعت إلى المنزل فنمت
فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فقال إن الله قد صدقك ونزل هم
الذين يقولون لا تنفقوا الآية وقال ابن أبي زائدة عن الأعمش عن عمرو عن ابن أبي
ليلى عن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم باب وإذا رأيتهم تعجبك
أجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صحيحة
عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون حدثنا عمرو بن خالد حدثنا
زهير بن معاوية حدثنا أبو إسحاق قال سمعت زيد بن أرقم قال خرجنا مع النبي
صلى الله عليه وسلم في سفر أصاب الناس فيه شدة فقال عبد الله بن أبي لأصحابه
64

لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله وقال لئن رجعنا إلى
المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته
فأرسل إلى عبد الله بن أبي فسأله فاجتهد يمينه ما فعل قالوا كذب زيد رسول الله
صلى الله عليه وسلم فوقع في نفسي مما قالوا شدة حتى انزل الله عز وجل تصديقي
في إذا جاءك المنافقون فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم ليستغفر لهم فلووا رؤسهم
* وقوله خشب مسندة قال كانوا رجالا أجمل شئ * قوله وإذا قيل لهم تعالوا
يستغفر لكم رسول الله لووا رؤسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون *
حركوا استهزؤا بالنبي صلى الله عليه وسلم ويقرأ بالتخفيف من لويت حدثنا
عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم قال كنت مع عمى
فسمعت عبد الله بن أبي ابن سلول يقول لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى
ينفضوا ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فذكرت ذلك
لعمى فذكره عمى للنبي صلى الله عليه وسلم وصدقهم فدعاني فحدثته فأرسل
إلى عبد الله بن أبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا وكذبني النبي صلى الله عليه وسلم
فأصابني هم لم يصبني مثله قط فجلست في بيتي وقال عمى ما أردت إلى أن
كذبك النبي صلى الله عليه وسلم ومقتك فأنزل الله تعالى إذا جاءك المنافقون
قالوا نشهد انك لرسول الله وارسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأها وقال إن
الله قد صدقك باب قوله سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم
لن يغفر الله لهم ان الله لا يهدى القوم الفاسقين حدثنا على حدثنا سفيان قال
عمرو سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنا في غزاة قال سفيان مرة
في جيش فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري
يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فسمع ذاك رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال ما بال دعوى جاهلية قالوا يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين
65

رجلا من الأنصار فقال دعوها فإنها منتنة فسمع بذلك عبد الله بن أبي فقال
فعلوها اما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فبلغ النبي
صلى الله عليه وسلم فقام عمر فقال يا رسول الله دعني اضرب عنق هذا المنافق
فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل أصحابه وكانت
الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة ثم إن المهاجرين كثروا
بعد، قال سفيان فحفظته من عمر وقال عمرو سمعت جابرا كنا مع النبي صلى الله
عليه وسلم * قوله هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى
ينفضوا ويتفرقوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون
حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى
ابن عقبة قال حدثني عبد الله بن الفضل انه سمع أنس بن مالك يقول حزنت على
من أصيب بالحرة فكتب إلى زيد بن أرقم وبلغه شدة حزني يذكر انه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار وشك
ابن الفضل في أبناء أبناء الأنصار فسأل انسا بعض من كان عنده فقال هو الذي
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الذي أوفى الله له بأذنه باب
يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله
وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال
حفظناه من عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول
كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري
يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فسمعها الله رسوله صلى الله عليه وسلم
قال ما هذا فقالوا كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري
يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوها
فإنها منتنة قال جابر وكانت الأنصار حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم أكثر
66

ثم كثر المهاجرون بعد فقال عبد الله بن أبي أو قد فعلوا والله لئن رجعنا إلى
المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعني
يا رسول الله اضرب عنق هذا المنافق قال النبي صلى الله عليه وسلم دعه لا يتحدث
الناس ان محمدا يقتل أصحابه
(سورة التغابن)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال علقمة عن عبد الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه،
هو الذي إذا اصابته مصيبة رضى بها وعرف انها من الله، وقال مجاهد التغابن
غبن أهل الجنة أهل النار، ان ارتبتم، إن لم تعلموا أتحيض أم لا تحيض، فاللائي
قعدن عن المحيض واللائي لم يحضن بعد فعدتهن ثلاثة أشهر
(سورة الطلاق)
وبال امرها جزاء امرها حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث حدثني عقيل عن
ابن شهاب قال أخبرني سالم ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره انه طلق
امرأته وهي حائض فذكر عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتغيظ فيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر ثم تحيض
فتطهر فان بدا له ان يطلقها فليطلقها طاهرا قبل أن يمسها فتلك العدة كما
امره الله باب وأولات الأحمال أجلهن ان يضعن حملهن ومن يتق الله
يجعل له من امره يسرا، وأولات الأحمال واحدها ذات حمل حدثنا سعد بن
حفص حدثنا شيبان عن يحيى قال أخبرني أبو سلمة قال جاء رجل إلى ابن عباس
وأبو هريرة جالس عنده فقال أفتني في امرأة ولدت بعد زوجها بأربعين ليلة
فقال ابن عباس آخر الأجلين قلت انا وأولات الأحمال أجلهن ان يضعن حملهن
قال أبو هريرة انا مع ابن أخي يعنى أبا سلمة فأرسل ابن عباس غلامه كريبا إلى
67

أم سلمة يسألها فقالت قتل زوج سبيعة الأسلمية وهي حبلى فوضعت بعد موته
بأربعين ليلة فخطبت فأنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو السنابل
فيمن خطبها * وقال سليمان بن حرب وأبو النعمان حدثنا حماد بن يزيد عن أيوب
عن محمد قال كنت في حلقة فيها عبد الرحمن بن أبي ليلى وكان أصحابه يعظمونه
فذكر آخر الأجلين فحدثت بحديث سبيعة بنت الحرث عن عبد الله بن عتبة قال
فضمز لي بعض أصحابه قال محمد ففطنت له فقلت انى إذا لجرئ ان كذبت على
عبد الله بن عتبة وهو في ناحية الكوفة فاستحيا وقال لكن عمه لم يقل ذاك
فلقيت أبا عطية مالك بن عامر فسألته فذهب يحدثني حديث سبيعة فقلت هل
سمعت عن عبد الله فيها شيئا فقال كنا عند عبد الله فقال أتجعلون عليها التغليظ
ولا تجعلون عليها الرخصة لنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى وأولات
الأحمال أجلهن ان يضعن حملهن
(سورة التحريم)
(بسم الله الرحمن الرحيم) باب يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك
تبتغى مرضاة أزواجك والله غفور رحيم حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام
عن يحيى عن ابن حكيم عن سعيد بن جبير ان ابن عباس رضي الله عنهما قال
في الحرام يكفر وقال ابن عباس لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة حدثنا
إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف عن ابن جريح عن عطاء عن عبيد بن
عمير عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب
عسلا عند زينب ابنة جحش ويمكث عندها فواطأت انا وحفصة عن أيتنا
دخل عليها فلتقل له أكلت مغافير انى أجد منك ريح مغافير قال لا ولكني
كنت اشرب عسلا عند زينب ابنة جحش فلن أعود له وقد حلفت لا تخبري
68

بذلك أحدا باب تبتغى مرضاة أزواجك قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم
والله مولاكم وهو العليم الحكيم حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا سليمان
ابن بلال عن يحيى عن عبيد بن حنين انه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يحدث
أنه قال مكثت سنة أريد ان اسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع ان أسأله
هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجعت وكنا ببعض الطريق عدل
إلى الأراك لحاجة له قال فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت له يا أمير
المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه فقال تلك
حفصة وعائشة قال فقلت والله ان كنت لا ريد ان أسألك عن هذا منذ سنة
فما أستطيع هيبة لك قال فلا تفعل ما ظننت أن عندي من علم فاسألني فإن كان لي
علم خبرتك به قال ثم قال عمر والله ان كنا في الجاهلية ما نعد للنساء امرا حتى
انزل الله فيهن ما انزل وقسم لهن ما قسم قال فبينا انا في امر أتأمره إذ قالت
امرأتي لو صنعت كذا وكذا قال فقلت لها مالك ولما ههنا فيما تكلفك في امر
أريده فقالت لي عجبا لك يا ابن الخطاب ما تريد أن ان تراجع أنت وان ابنتك لتراجع
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان فقام عمر فأخذ رداءه
مكانه حتى دخل على حفصة فقال لها يا بنية انك لتراجعين رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان فقالت حفصة والله انا لنراجعه فقلت تعلمين
انى أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله صلى الله عليه وسلم يا بنية لا يغرنك
هذه التي أعجبها حسنها حب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها يريد عائشة قال
ثم خرجت حتى دخلت على أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها فقالت أم سلمة عجبا لك
يا ابن الخطاب دخلت في كل شئ حتى تبتغى ان تدخل بين رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأزواجه فأخذتني والله اخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجد فخرجت
من عندها وكان لي صاحب من الأنصار إذا غبت اتاني بالخبر وإذا غاب كنت
69

انا آتيه بالخبر ونحن نتخوف ملكا من ملوك غسان ذكر لنا انه يريد أن يسير
الينا فقد امتلأت صدورنا منه فإذا صاحبي الأنصاري يدق الباب فقال افتح افتح
فقلت جاء الغساني فقال بل أشد من ذلك اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
أزواجه فقلت رغم انف حفصة وعائشة فأخذت ثوبي فأخرج حتى جئت فإذا
رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشربة له يرقى عليها بعجلة وغلام لرسول الله
صلى الله عليه وسلم اسود على رأس الدرجة فقلت له قل هذا عمر بن الخطاب
فأذن لي قال عمر فقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث فلما
بلغت حديث أم سلمة تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه لعلى حصير
ما بينه وبينه شئ وتحت رأسه وسادة من ادم حشوها ليف وان عند رجليه
قرظا مصبوبا وعند رأسه أهب معلقة فرأيت اثر الحصير في جنبه فبكيت فقال
ما يبكيك فقلت يا رسول الله ان كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله
فقال اما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة (بسم الله الرحمن الرحيم)
باب وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله
عليه عرف بعضه واعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني
العليم الخبير * فيه عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا على حدثنا سفيان
حدثنا يحيى بن سعيد قال سمعت عبيد بن حنين قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما
يقول أردت أن اسأل عمر رضي الله عنه فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان
اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أتممت كلامي حتى قال
عائشة وحفصة * قوله ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما، صغوت وأصغيت
ملت، لتصغى لتميل، وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح
المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير عون، تظاهرون تعاونون، وقال مجاهد
قوا أنفسكم وأهليكم، أوصوا أنفسكم وأهليكم بتقوى الله وأدبوهم حدثنا
70

الحميدي حدثنا سفيان حدثنا يحيى بن سعيد قال سمعت عبيد بن حنين يقول
سمعت ابن عباس يقول أردت أن اسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فمكثت سنة فلم أجد له موضعا حتى خرجت
معه حاجا فلما كنا بظهران ذهب عمر لحاجته فقال أدركني بالوضوء فأدركته
بالإداوة فجعلت أسكب عليه ورأيت موضعا فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان
اللتان تظاهرتا قال ابن عباس فما أتممت كلامي حتى قال عائشة وحفصة * قوله
عسى ربه ان طلقكن ان يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات
تائبات عابدات سائحات ثيبات وابكارا حدثنا عمرو بن عون حدثنا هشيم
عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال قال عمر رضي الله عنه اجتمع نساء النبي صلى الله
عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن عسى ربه ان طلقكن ان يبدله أزواجا خيرا
منكن فنزلت هذه الآية
(سورة تبارك الذي بيده الملك)
التفاوت الاختلاف والتفاوت والتفوت واحد، تميز تقطع، مناكبها جوانبها،
تدعون وتدعون مثل تذكرون وتذكرون، ويقبضن يضربن بأجنحتهن، وقال
مجاهد صافات بسط أجنحتهن، ونفور الكفور
(سورة ن والقلم)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال ابن عباس يتخافتون ينتجون السرار والكلام
الخفي، وقال قتادة حرد جد في أنفسهم، وقال ابن عباس لضالون أضللنا مكان
جنتنا، وقال غيره كالصريم كالصبح انصرم من الليل والليل انصرم من النهار
وهو أيضا كل رملة انصرمت من معظم الرمل والصريم أيضا المصروم مثل
قتيل ومقتول باب عتل بعد ذلك زنيم حدثنا محمود حدثنا عبيد الله بن
71

موسى عن إسرائيل عن أبي حصين عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما عتل
بعد ذلك زنيم قال رجل من قريش له زنمة مثل زنمة الشاة حدثنا أبو نعيم
حدثنا سفيان عن معبد بن خالد قال سمعت حارثة بن وهب الخزاعي قال سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول الا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو
اقسم على الله لأبره الا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر باب
يوم يكشف عن ساق حدثنا آدم حدثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي
هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن ياسر عن أبي سعيد رضي الله عنه قال سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول يكشف ربنا عن ساقة فيسجد له كل مؤمن
ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود
ظهره طبقا واحدا
(سورة الحاقة)
(بسم الله الرحمن الرحيم) عيشة راضية يريد فيها الرضا، القاضية الموتة الأولى
التي متها ثم أحيى بعدها، من أحد عنه حاجزين أحد يكون للجمع وللواحد،
وقال ابن عباس الوتين نياط القلب، قال ابن عباس طغى كثر ويقال بالطاغية
بطغيانهم ويقال طغت على الخزان كما طغى الماء على قوم نوح 3
(سورة سأل سائل)
الفصيلة أصغر آبائه القربى إليه ينتمى من انتمى * للشوى اليدان والرجلان
والأطراف وجلدة الرأس يقال لها شواة وما كان غير مقتل فهو شوى، والعزون
الجماعات وواحدها عزة
(سورة انا أرسلنا)
أطورا طورا كذا وطورا كذا يقال عدا طوره أي قدره، والكبار أشد
72

من الكبار وكذلك جمال وجميل لأنها أشد مبالغة وكبار الكبير وكبارا
أيضا بالتخفيف والعرب تقول رجل حسان وجمال وحسان مخفف وجمال مخفف،
ديارا من دور ولكنه فيعال من الدوران كما قرأ عمر الحي القيام وهي من قمت
وقال غيره ديارا أحدا، تبارا هلاكا، وقال ابن عباس مدرارا يتبع بعضها
بعضا، وقارا عظمة باب ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق حدثنا
إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريح وقال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما
صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد اما ود كانت لكلب
بدومة الجندل واما سواع كانت لهذيل واما يغوث فكانت لمراد ثم لبنى غطيف
بالجوف عند سبأ واما يعوق فكانت لهمدان واما نسر فكانت لحمير لآل ذي
الكلاع أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم
ان انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم
تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت
(سورة قل أوحى إلى)
قال ابن عباس لبدا أعوانا حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي
بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم
في طائفة في أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر
السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين فقالوا مالكم قالوا حيل بيننا
وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب قال ما حال بينكم وبين خبر السماء الا
ما حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الامر الذي حدث
فانطلقوا فضربوا مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الامر الذي حال
بينهم وبين خبر السماء قال فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله
73

عليه وسلم بنخلة وهو عامد إلى سوق عكاظ وهو يصلى بأصحابه صلاة الفجر فلما
سمعوا القرآن تسمعوا له فقالوا هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك
رجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به
ولن نشرك بربنا أحدا وانزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم قل أوحى
إلى أنه استمع نفر من الجن وإنما أوحى إليه قول الجن
(سورة المزمل)
وقال مجاهد وتبتل أخلص، وقال الحسن أنكالا قيودا، منفطر به مثقلة به،
وقال ابن عباس كثيبا مهيلا الرمل السائل، وبيلا شديدا
(سورة المدثر)
(بسم الله الرحمن الرحيم) قال ابن عباس عسير شديد، قسورة ركز الناس
وأصواتهم وقال أبو هريرة الأسد وكل شديد قسورة، مستنفرة نافرة
مذعورة حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير
سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن قال يا أيها المدثر قلت
يقولون اقرأ بسم ربك الذي خلق فقال أبو سلمة سألت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
عن ذلك وقلت له مثل الذي قلت فقال جابر لا أحدثك الا ما حدثنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاورت بحراء فلما قضيت جواري هبطت
فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئا ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا ونظرت امامي
فلم أر شيئا ونظرت خلفي فلم أر شيئا فرفعت رأسي فرأيت شيئا فأتيت خديجة
فقلت دثروني وصبوا على ماء باردا قال فدثروني وصبوا على ماء باردا فنزلت
يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر * قوله قم فأنذر حدثني محمد بن بشار
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وغيره قالا حدثنا حرب بن شداد عن يحيى بن أبي
74

كثير عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال جاورت بحراء مثل حديث عثمان بن عمر عن علي بن المبارك * وربك فكبر
حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا عبد الصمد حدثنا حرب حدثنا يحيى قال سألت أبا
سلمة أي القرآن انزل أول فقال يا أيها المدثر فقلت أنبئت انه اقرأ باسم
ربك الذي خلق فقال أبو سلمة سألت جابر بن عبد الله أي القرآن انزل أول فقال
يا أيها المدثر فقلت أنبئت انه اقرأ باسم ربك الذي خلق فقال لا أخبرك الا بما
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاورت
في حراء فلما قضيت جواري هبطت فاستبطنت الوادي فنوديت فنظرت امامي
وخلفي وعن يميني وعن شمالي فإذا هو جالس على عرش بين السماء والأرض
فأتيت خديجة فقلت دثروني وصبوا على ماء باردا وانزل على يا أيها المدثر
قم فأنذر وربك فكبر باب وثيابك فطهر حدثنا يحيى بن بكير
حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب وحدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر عن الزهري فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله
قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه
فبينا انا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني
بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه رعبا فرجعت فقلت
زملوني زملوني فدثروني فأنزل الله تعالى يا أيها المدثر إلى والرجز فاهجر
قبل أن تفرض الصلاة وهي الأوثان باب والرجز فاهجر يقال الرجز
والرجس العذاب حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن عقيل قال ابن
شهاب سمعت أبا سلمة قال أخبرني جابر بن عبد الله انه سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يحدث عن فترة الوحي فبينا انا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء
فرفعت بصرى قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين
75

السماء والأرض فجئثت منه حتى هويت إلى الأرض فجئت أهلي فقلت زملوني
زملوني فزملوني فأنزل الله تعالى يا أيها المدثر قم فأنذر إلى قوله فاهجر قال
أبو سلمة والرجز الأوثان ثم حمى الوحي وتتابع
(سورة القيامة)
وقوله لا تحرك به لسانك لتعجل به، وقال ابن عباس سدى هملا، ليفجر امامه
سوف أتوب سوف اعمل، لا وزر لا حصن حدثنا الحميدي حدثنا سفيان
حدثنا موسى ابن أبي عائشة وكان ثقة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي حرك به لسانه
ووصف سفيان يريد أن يحفظه فأنزل الله لا تحرك به لسانك لتعجل به
باب ان علينا جمعه وقرآنه حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل
عن موسى بن أبي عائشة انه سأل سعيد بن جبير عن قوله تعالى لا تحرك به لسانك
قال وقال ابن عباس كان يحرك شفتيه إذا انزل عليه فقيل له لا تحرك به لسانك
يخشى ان يتفلت منه ان علينا جمعه وقرآنه ان نجمعه في صدرك وقرآنه ان تقرأه
فإذا قرأناه يقول انزل عليه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه ان نبينه على لسانك
باب فإذا قرأناه فاتبع قرآنه قال ابن عباس قرأناه بيناه فاتبع اعمل به
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس في قوله لا تحرك به لسانك لتعجل به قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا نزل جبريل عليه بالوحي وكان مما يحرك به لسانه
وشفتيه فيشتد عليه وكان يعرف منه فأنزل الله الآية التي في لا اقسم بيوم
القيامة لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه قال علينا ان نجمعه
في صدرك وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه فإذا أنزلناه فاستمع ثم إن علينا بيانه
76

علينا ان نبينه بلسانك قال فكان إذا اتاه جبريل اطرق فإذا ذهب قرأه كما
وعده الله، أولى لك فأولى توعد
(سورة هل أتى على الانسان)
(بسم الله الرحمن الرحيم) يقال معناه أتى على الانسان وهل تكون جحدا
وتكون خبرا وهذا من الخبر، يقول كان شيئا فلم يكن مذكورا وذلك من
حين خلقه من طين إلى ن ينفخ فيه الروح، امشاج الاخلاط ماء المرأة وماء
الرجل الدم والعلقة ويقال إذا خلط مشيج كقولك له خليط وممشوج مثل
مخلوط، ويقال سلاسلا وأغلالا ولم يجزه بعضهم، مستطيرا ممتدا البلاء،
والقمطرير الشديد يقال يوم قمطرير ويوم قماطر، والعبوس والقمطرير
والقماطر والعصيب أشد ما يكون من الأيام في البلاء، وقال معمر أسرهم
شدة الخلق وكل شئ شددته من قتب فهو مأسور
(والمرسلات)
وقال مجاهد جمالات حبال، اركعوا صلوا، لا يركعون لا يصلون، وسئل ابن
عباس لا ينطقون والله ربنا ما كنا مشركين اليوم نختم على أفواههم فقال إنه
ذو ألوان مرة ينطقون ومرة يختم عليهم حدثنا محمود حدثنا عبيد الله عن
إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال كنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزلت عليه والمرسلات وانا لنتلقاها من فيه
فخرجت حية فابتدرناها فسبقتنا فدخلت حجرها فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم وقيت شركم كما وقيتم شرها حدثنا عبدة بن عبد الله أخبرنا يحيى بن آدم
عن إسرائيل عن منصور بهذا * وعن إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة
عن عبد الله مثله * وتابعه اسود بن عامر عن إسرائيل * وقال حفص وأبو معاوية
77

وسليمان بن قرم عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود * قال يحيى بن حماد أخبرنا
أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله * وقال ابن إسحاق عن
عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن
الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال قال عبد الله بينا نحن مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في غار إذ نزلت عليه والمرسلات فتلقيناها من فيه وان فاه لرطب بها
إذ خرجت حية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم اقتلوها قال فابتدرناها
فسبقتنا قال فقال وقيت شركم كما وقيتم شرها * قوله انها ترمى بشرر
كالقصر حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا عبد الرحمن بن عابس قال
سمعت ابن عباس يقول إنها ترمى بشرر كالقصر قال كنا نرفع الخشب بقصر
ثلاثة أذرع أو أقل فنرفعه للشتاء فنسميه القصر * قوله كأنه جمالات صفر
حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى أخبرنا سفيان حدثني عبد الرحمن بن عابس
قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما ترمى بشرر كالقصر قال كنا نعمد إلى
الخشبة ثلاثة أذرع وفوق ذلك فنرفعه للشتاء فنسميه القصر كأنه جمالات
صفر حبال السفن تجمع حتى تكون كأوساط الرجال باب هذا يوم
لا ينطقون حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني
إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار
إذ نزلت عليه والمرسلات فإنه ليتلوها وانى لأتلقاها من فيه وان فاه لرطب بها
إذ وثبت علينا حية فقال النبي صلى الله عليه وسلم اقتلوها فابتدرناها فذهبت
فقال النبي صلى الله عليه وسلم وقيت شركم كما وقيتم شرها قال عمر حفظته
من أبى في غار بمنى
(سورة عم يتساءلون)
قال مجاهد لا يرجون حسابا لا يخافونه، لا يملكون منه خطابا لا يكلمونه
78

الا ان يأذن لهم، صوابا حقا في الدنيا وعمل به، وقال ابن عباس وهاجا مضيئا،
وقال غيره غساقا غسقت عينه ويغسق الجرح يسيل كأن الغساق والغسيق
واحد، عطاء حسابا جزاء كافيا أعطاني ما أحسبني أي كفاني باب يوم
ينفخ في الصور فتأتون أفواجا، زمرا حدثنا محمد أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش
عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما بين النفختين أربعون قال أربعون يوما قال أبيت قال أربعون شهرا قال أبيت
قال أربعون سنة قال أبيت قال ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت
البقل ليس من الانسان شئ الا يبلى الا عظما واحد وهو عجب الذنب ومنه
يركب الخلق يوم القيامة
(سورة والنازعات)
وقال مجاهد الآية الكبرى عصاه ويده، يقال الناخرة والنخرة سواء مثل
الطامع والطمع والباخل والبخيل وقال بعضهم النخرة البالية والناخرة العظم
المجوف الذي تمر فيه الريح فينخر، وقال ابن عباس الحافرة التي أمرنا الأول إلى
الحياة، وقال غيره أيان مرساها متى منتهاها ومرسي السفينة حيث تنتهي
حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا أبو حازم حدثنا سهل
ابن سعد رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بإصبعيه هكذا
بالوسطى والتي تلى الابهام بعثت والساعة كهاتين، الطامة تطم على كل شئ
(سورة عبس)
(بسم الله الرحمن الرحيم) عبس كلح واعرض، وقال غيره مطهرة لا يمسها
الا المطهرون وهم الملائكة وهذا مثل قوله فالمدبرات امرا جعل الملائكة
والصحف مطهرة لان الصحف يقع عليها التطهير فجعل التطهير لمن حملها أيضا،
79

سفرة الملائكة واحدهم سافر سفرت أصلحت بينهم وجعلت الملائكة إذا نزلت
بوحي الله وتأديته كالسفير الذي يصلح بين القوم، وقال غيره تصدى تغافل عنه،
وقال مجاهد لما يقض لا يقض أحد ما امر به، وقال ابن عباس ترهقها تغشاها
شدة، مسفرة مشرقة، بأيدي سفرة وقال ابن عباس كتبة، أسفارا كتبا، تلهى
تشاغل، يقال واحد الاسفار سفر حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا قتادة قال
سمعت زرارة بن أوفى يحدث عن سعد بن هشام عن عائشة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام ومثل
الذي يقرؤه وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران
(سورة إذا الشمس كورت)
(بسم الله الرحمن الرحيم) انكدرت انتثرت، وقال الحسن سجرت ذهب
ماؤها فلا يبقى قطرة وقال مجاهد المسجور المملوء وقال غيره سجرت أفضى
بعضها إلى بعض فصارت بحرا واحدا، والخنس تخنس في مجراها ترجع،
وتكنس تستتر كما تكنس الظباء، تنفس ارتفع النهار، والظنين المتهم والضنين
يضن به، وقال عمر النفوس زوجت يزوج نظيره من أهل الجنة والنار ثم قرأ
رضي الله عنه احشروا الذين ظلموا وأزواجهم، عسعس أدبر
(سورة إذا السماء انفطرت)
(بسم الله الرحمن الرحيم 2) وقال الربيع بن خثيم فجرت فاضت، وقرأ الأعمش
وعاصم فعدلك بالتخفيف وقرأه أهل الحجاز بالتشديد وارد معتدل الخلق ومن
خفف يعنى في أي صورة شاء اما حسن واما قبيح وطويل وقصير
(سورة ويل للمطففين)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال مجاهد بل ران ثبت الخطايا، ثوب جوزي،
الرحيق الخمر، ختامه مسك طينه، التسنيم يعلو شراب أهل الجنة وقال غيره
80

المطفف لا يوفى غيره، يوم يقوم الناس لرب العالمين حدثنا إبراهيم بن
المنذر حدثنا معن حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب أحدهم
في رشحه إلى انصاف أذنيه
(سورة إذا السماء انشقت)
قال مجاهد كتابه بشماله يأخذ كتابه من وراء ظهره، وسق جمع من دابة، ظن أن
لن يحور لا يرجع الينا باب فسوف يحاسب حسابا يسيرا حدثنا
عمرو بن علي حدثنا يحيى عن عثمان بن الأسود قال سمعت ابن أبي مليكة سمعت
عائشة قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا سليمان بن حرث حدثنا
حماد بن زيد عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله
عليه وسلم حدثنا مسدد عن يحيى عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة عن ابن أبي
مليكة عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ليس أحد يحاسب الا هلك قالت قلت يا رسول الله جعلني الله فداءك
أليس يقول الله عز وجل فأما من أوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا
يسيرا قال ذاك العرض يعرضون ومن نوقش الحساب هلك باب لتركبن
طبقا عن طبق حدثنا سعيد بن النضر أخبرنا هشيم أخبرنا أبو بشر جعفر بن
اياس عن مجاهد قال قال ابن عباس لتركبن طبقا عن طبق حالا بعد حال قال
هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم
(سورة البروج)
قال مجاهد الأخدود شق في الأرض، فتنوا عذبوا، وقال ابن عباس الودود
الحبيب، المجيد الكريم
81

(سورة الطارق)
هو النجم وما أتاك ليلا فهو طارق، النجم الثاقب المضئ، وقال مجاهد ذات
الرجع سحاب يرجع بالمطر، ذات الصدع الأرض تنصدع بالنبات، وقال ابن
عباس لقول فصل لحق، لما عليها حافظ الا عليها حافظ
(سورة سبح اسم ربك الأعلى)
وقال مجاهد قدر فهدى قدر للانسان الشقاء والسعادة وهدى الانعام لمراتعها
حدثنا عبدان قال أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال أول من
قدم علينا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم
فجعلا يقرئاننا القرآن ثم جاء عمار وبلال وسعد ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين
ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشئ فرحهم به
حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء
فما جاء حتى قرأت سبح اسم ربك الأعلى في سور مثلها
(هل أتاك حديث الغاشية)
وقال ابن عباس عاملة ناصبة النصارى، وقال مجاهد عين آنية بلغ إناها وحان
شربها، حميم آن بلغ إناه، لا تسمع فيها لاغية شتما، الضريع نبت يقال له
الشبرق تسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس وهو سم، بمسيطر بمسلط ويقرأ
بالصاد والسين، وقال ابن عباس إيابهم مرجعهم
(سورة والفجر)
وقال مجاهد الوتر الله، ارم ذات العماد القديمة والعماد أهل عمود لا يقيمون،
سوط عذاب الذي عذبوا به، اكلا لما السف، وجما الكثير، وقال مجاهد كل
شئ خلقه فهو شفع السماء شفع والوتر الله تبارك وتعالى، وقال غيره سوط
82

عذاب كلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب يدخل فيه السوط، لبالمرصاد
إليه المصير، تحاضون تحافظون، وتحضون تأمرون باطعامه، المطمئنة
المصدقة بالثوب، وقال الحسن يا أيتها النفس المطمئنة إذا أراد الله عز وجل
قبضها اطمأنت إلى الله واطمأن الله إليها ورضيت عن الله ورضى الله عنها فأمر
بقبض روحها وأدخلها الله الجنة وجعله من عباده الصالحين، وقال غيره جابوا
نقبوا من جيب القميص قطع له جيب يجوب الفلاة يقطعها، لما لممته اجمع
اتيت على آخره
(لا اقسم)
وقال مجاهد بهذا البلد مكة ليس عليك ما على الناس فيه من الاثم، ووالد آدم
وما ولد، لبدا كثيرا، والنجدين الخير والشر، مسغبة مجاعة، متربة الساقط
في التراب، يقال فلا اقتحم العقبة فلم يقتحم العقبة في الدنيا ثم فسر العقبة فقال
وما ادراك ما العقبة فك رقبة أو اطعام في يوم ذي مسغبة، في كبد شدة
(سورة والشمس وضحاها)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال مجاهد ضحاها ضوؤها، إذا تلاها تبعها، وطحاها
دحاها، دساها أغواها، فألهمها عرفها الشقاء والسعادة، وقال مجاهد بطغواها
بمعاصيها، ولا يخاف عقباها عقبى أحد حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب
حدثنا هشام عن أبيه انه أخبره عبد الله بن زمعة انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
يخطب وذكر الناقة والذي عقر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انبعث
أشقاها انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه مثل أبى زمعة وذكر النساء
فقال يعمد أحدكم يجلد امرأته جلد العبد فلعله يضاجعها من آخر يومه ثم
وعظهم في ضحكهم من الضرطة وقال لم يضحك أحدكم مما يفعل وقال أبو
83

معاوية حدثنا هشام عن أبيه عن عبد الله بن زمعة قال النبي صلى الله عليه وسلم
مثل أبى زمعة عم الزبير بن العوام
(سورة والليل إذا يغشى)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال ابن عباس بالحسنى بالخلف، وقال مجاهد تردى مات،
وتلظى توهج وقرأ عبيد بن عمير تتلظى باب والنهار إذا تجلى حدثنا
قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال دخلت
في نفر من أصحاب عبد الله الشام فسمع بنا أبو الدرداء فأتانا فقال أفيكم من يقرأ
فقلنا نعم قال فأيكم اقرأ فأشاروا إلى فقال اقرأ فقرأت والليل إذا يغشى والنهار
إذا تجلى والذكر والأنثى قال آنت سمعتها من في صاحبك قلت نعم قال وانا سمعتها
من في النبي صلى الله عليه وسلم وهؤلاء يأبون علينا باب وما خلق
الذكر والأنثى حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن إبراهيم
قال قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء فطلبهم فوجدهم فقال أيكم يقرأ على
قراءة عبد الله قال كلنا قال فأيكم يحفظ أشاروا إلى علقمة قال كيف سمعته
يقرأ والليل إذا يغشى قال علقمة والذكر والأنثى قال اشهد انى سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقرأ هكذا وهؤلاء يريدوني على أن اقرأ وما خلق الذكر
والأنثى والله لا أتابعهم * قوله فأما من أعطى واتقى حدثنا أبو نعيم حدثنا
سفيان عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه
قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغرقد في جنازة فقال
ما منكم من أحد الا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار فقالوا يا رسول
الله أفلا نتكل فقال اعملوا فكل ميسر ثم قرأ فأما من أعطى واتقى وصدق
بالحسنى إلى قوله للعسرى باب قوله وصدق بالحسنى حدثنا مسدد
84

حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي
رضي الله عنه قال كنا قعودا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث
باب فسنيسره لليسرى حدثنا بشر بن خالد أخبرنا محمد بن جعفر
حدثنا شعبة عن سليمان عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان في جنازة فأخذ عودا ينكت
في الأرض فقال ما منكم من أحد الا وقد كتب مقعده من النار أو من الجنة
قالوا يا رسول الله أفلا نتكل قال اعملوا فكل ميسر فأما من أعطى واتقى وصدق
بالحسنى الآية قال شعبة وحدثني به منصور فلم أنكره من حديث سليمان
باب قوله واما من بخل واستغنى حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش
عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه قال كنا جلوسا
عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما منكم من أحد الا وقد كتب مقعده من
الجنة ومقعده من النار فقلنا يا رسول الله أفلا نتكل قال لا اعملوا فكل ميسر
ثم قرأ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى إلى قوله
فسنيسره للعسرى * قوله وكذب بالحسنى حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا
جرير عن منصور عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه
قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد
وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال ما منكم من
أحد وما من نفس منفوسة الا كتب مكانها من الجنة والنار والا قد كتبت
شقية أو سعيدة قال رجل يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل
فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى أهل السعادة ومن كان منا من
أهل الشقاء فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة قال اما أهل السعادة فييسرون
لعمل أهل السعادة واما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاء ثم قرأ
85

فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى الآية باب فسنيسره للعسرى
حدثنا آدم حدثنا شعبة عن الأعمش قال سمعت سعد بن عبيدة يحدث عن أبي
عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم
في جنازة فأخذ شيئا فجعل ينكت به الأرض فقال ما منكم من أحد الا وقد
كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة قالوا يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا
وندع العمل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له اما من كان من أهل السعادة
فييسر لعمل أهل السعادة واما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل
الشقاوة ثم قرأ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى الآية
(سورة والضحى)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال مجاهد إذا سجى استوى وقال غيره اظلم
وسكن، عائلا ذو عيال باب ما ودعك ربك وما قلى حدثنا أحمد بن
يونس حدثنا زهير حدثنا الأسود بن قيس قال سمعت جندب بن سفيان
رضي الله عنه قال اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثا
فجاءت امرأة فقالت يا محمد انى لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره
قربك منذ ليلتين أو ثلاثا فأنزل الله عز وجل والضحى والليل إذا سجى ما ودعك
ربك وما قلى * قوله ما ودعك ربك وما قلى تقرأ بالتشديد وبالتخفيف بمعنى
واحد ما تركك ربك، وقال ابن عباس ما تركك وما أبغضك حدثنا محمد
ابن بشار حدثنا محمد بن جعفر غندر حدثنا شعبة عن الأسود بقيس قال
سمعت جندبا الجبلي قالت امرأة يا رسول الله ما أرى صاحبك الا أبطأك فنزلت
ما ودعك ربك وما قلى
(سورة ألم نشرح لك)
86

(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال مجاهد وزرك في الجاهلية، انقض أثقل،
مع العسر يسرا قال ابن عيينة أي مع ذلك العسر يسرا آخر كقوله
هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين ولن يغلب عسر يسرين، وقال مجاهد
فانصب في حاجتك إلى ربك، ويذكر عن ابن عباس ألم نشرح لك صدرك
شرح الله صدره للاسلام
(سورة والتين)
وقال مجاهد هو التين والزيتون الذي يأكل الناس، يقال فما يكذبك فما الذي
يكذبك بأن الناس يدانون بأعمالهم كأنه قال ومن يقدر على تكذيبك بالثواب
والعقاب حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال أخبرني عدى قال سمعت
البراء رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فقرأ في العشاء
في احدى الركعتين بالتين والزيتون تقويم الخلق
(سورة اقرأ باسم ربك الذي خلق)
وقال قتيبة حدثنا حماد عن يحيى بن عتيق عن الحسن قال اكتب في المصحف
في أول الامام بسم الله الرحمن الرحيم واجعل بين السورتين خطا، وقال مجاهد
ناديه عشيرته، الزبانية الملائكة، وقال معمر الرجعى المرجع، لنسفعن
لنأخذن ولنسفعن بالنون وهي الخفيفة سفعت بيده اخذت باب
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب وحدثني سعيد بن
مروان حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة أخبرنا أبو صالح سلموية حدثني
عبد الله عن يونس بن يزيد قال أخبرني ابن شهاب ان عروة بن الزبير أخبره
ان عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان أول ما بدئ به رسول الله
صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل
87

فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يلحق بغار حراء فيتحنث فيه قال والتحنث
التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى
خديجة فيتزود بمثلها حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ
منى الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما انا بقارئ فأخذني فغطني الثانية
حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما انا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة
حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان
من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم الآيات
فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره حتى دخل على خديجة
فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع قال لخديجة أي خديجة مالي
لقد خشيت على نفسي فأخبرها الخبر قالت خديجة كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله
ابدا فوالله انك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم
وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت به خديجة حتى اتت به ورقة بن
نوفل وهو ابن عم خديجة اخى أبيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب
الكتاب العربي ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله ان يكتب وكان شيخا
كبيرا قد عمى فقالت خديجة يا عم اسمع من ابن أخيك قال ورقة يا ابن أخي ماذا
ترى فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى فقال ورقة هذا الناموس الذي
انزل على موسى ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا ذكر حرفا قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم قال ورقة نعم لم يأت رجل بما جئت به الا أؤذى
وان يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة ان توفى
وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال محمد بن شهاب
فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ان جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما
88

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي قال
في حديثه بينا انا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصرى فإذا الملك الذي
جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ففرقت منه فرجعت
فقلت زملوني زملوني فدثروه فأنزل الله تعالى يا أيها المدثر قم فأنذر وربك
فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر قال أبو سلمة وهي الأوثان التي كان أهل الجاهلية
يعبدون قال ثم تتابع الوحي * قوله خلق الانسان من علق حدثنا
ابن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة ان عائشة رضي الله عنها
قالت أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة فجاءه
الملك فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك
الأكرم * قوله اقرأ وربك الأكرم حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا
عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري ح وقال الليث حدثني عقيل قال محمد
أخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها أول ما بدئ به رسول الله صلى الله
عليه وسلم الرؤيا الصادقة جاءه الملك فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق
الانسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم باب الذي
علم بالقلم حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب
قال سمعت عروة قالت عائشة رضي الله عنها فرجع النبي صلى الله عليه وسلم
إلى خديجة فقال زملوني زملوني فذكر الحديث باب قوله تعالى
كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية ناصية كاذبة خاطئة حدثنا يحيى حدثنا
عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة قال ابن عباس قال
أبو جهل لئن رأيت محمدا يصلى عند الكعبة لأطأن على عنقه فبلغ النبي صلى الله
عليه وسلم فقال لو فعله لأخذته الملائكة * تابعه عمرو بن خالد عن عبيد الله
عن عبد الكريم
89

(سورة انا أنزلناه)
يقال المطلع هو الطلوع والمطلع الموضع الذي يطلع منه، أنزلناه الهاء كناية
عن القرآن انا أنزلناه مخرج الجميع والمنزل هو الله تعالى والعرب تؤكد فعل
الواحد فتجعله بلفظ الجميع ليكون أثبت وأوكد
(سورة لم يكن)
(بسم الله الرحمن الرحيم) منفكين زائلين، قيمة القائمة، دين القيمة أضاف
الدين إلى المؤنث حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ان الله امرني
ان اقرأ عليك لم يكن الذين كفروا قال وسماني قال نعم فبكى حدثنا حسان
ابن حسان حدثنا همام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم لأبي ان الله امرني ان اقرأ عليك القرآن قال أبى آلله سماني لك قال الله
سماك فجعل أبى يبكى قال قتادة فأنبئت انه قرأ عليه لم يكن الذين كفروا من
أهل الكتاب حدثنا أحمد بن أبي داود أبو جعفر المنادى حدثنا روح حدثنا
سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك ان نبي الله صلى الله عليه وسلم
قال لأبي بن كعب ان الله امرني ان أقرئك القرآن قال آلله سماني لك قال نعم
قال وقد ذكرت عند رب العالمين قال نعم فذرفت عيناه
(إذا زلزلت الأرض زلزالها)
قوله فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، يقال أوحى لها أوحى إليها ووحى لها ووحى
إليها واحد، حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا مالك عن زيد بن أسلم عن أبي
صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
الخيل لثلاثة لرجل اجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي له اجر فرجل
90

ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك
في المرج والروضة كان له حسنات ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين
كانت آثارها وأرواثها حسنات له ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد
ان يسقى به كان ذلك حسنات له فهي لذلك الرجل اجر ورجل ربطها تغنيا وتعففا
ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي له ستر ورجل ربطها فخرا ورياء
ونواء فهي على ذلك وزر فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمر قال
ما انزل الله على فيها الا هذه الآية الفاذة الجامعة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره
ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره باب ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب أخبرني مالك عن زيد بن أسلم
عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم
عن الحمر فقال لم ينزل على فيها شئ الا هذه الآية الجامعة الفاذة فمن يعمل مثقال
ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
(والعاديات)
وقال مجاهد الكنود الكفور، يقال فأثرن به نقعا رفعن به غبارا، لحب الخير
من أجل حب الخير، لشديد لبخيل ويقال للبخيل شديد، حصل ميز
(سورة القارعة)
كالفراش المبثوث كغوغاء الجراد يركب بعضه بعضا كذلك الناس يجول
بعضهم في بعض، كالعهن كألوان العهن وقرأ عبد الله كالصوف
(سورة ألهاكم)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال ابن عباس التكاثر من الأموال والأولاد
91

(سورة والعصر)
وقال يحيى الدهر اقسم به
(سورة ويل لكل همزة)
(بسم الله الرحمن الرحيم) الحطمة اسم النار مثل سقر ولظى
(ألم تر)
قال مجاهد ألم تر ألم تعلم، قال مجاهد أبابيل متتابعة مجتمعة، وقال ابن عباس
من سجيل هي سنك وكل
(لايلاف قريش)
وقال مجاهد لايلاف ألفوا ذلك فلا يشق عليهم في الشتاء والصيف، وآمنهم
من كل عدوهم في حرمهم
(أرأيت)
وقال ابن عيينة لايلاف لنعمتي على قريش، وقال مجاهد يدع يدفع عن حقه
يقال هو من دععت، يدعون يدفعون، ساهون لاهون، والماعون المعروف
كله وقال بعض العرب الماعون الماء، وقال عكرمة أعلاها الزكاة المفروضة
وأدناها عارية المتاع
(سورة انا أعطيناك الكوثر)
وقال ابن عباس شانئك عدوك حدثنا آدم حدثنا شيبان حدثنا قتادة عن أنس
رضي الله عنه قال لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء قال اتيت على
نهر حافتاه قباب اللؤلؤ مجوف فقلت ما هذا يا جبريل قال هذا الكوثر حدثنا
خالد بن يزيد الكاهلي حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عائشة
92

قال سألتها عن قوله تعالى ان أعطيناك الكوثر قال نهر أعطيه نبيكم صلى الله عليه
وسلم شاطئاه عليه در مجوف آنيته كعدد النجوم رواه زكريا وأبو الأحوص
ومطرف عن أبي إسحاق حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم حدثنا أبو
بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في الكوثر هو
الخير الذي أعطاه الله إياه قال أبو بشر قلت لسعيد بن جبير فان الناس يزعمون أنه
نهر في الجنة فقال سعيد النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه
(سورة قل يا أيها الكافرون)
يقال لكم دينكم الكفر، ولى دين الاسلام، ولم يقل ديني لان الآيات بالنون
فحذفت الياء كما قال يهدين ويشفين، وقال غيره لا أعبد ما تعبدون الآن
ولا أجيبكم فيما بقي من عمري ولا أنتم عابدون ما أعبد وهم الذين قال وليزيدن
كثيرا منهم ما انزل إليك من ربك طغيانا وكفرا
(سورة إذا جاء نصر الله)
(بسم الله الرحمن الرحيم) حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن
الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت ما صلى النبي
صلى الله عليه وسلم صلاة بعد أن نزلت عليه إذا جاء نصر الله والفتح الا يقول
فيها سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير
عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا
وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن باب ورأيت الناس يدخلون في دين
الله أفواجا حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن حبيب
ابن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ان عمر رضي الله عنه سألهم عن
93

قوله تعالى إذا جاء نصر الله والفتح قالوا فتح المدائن والقصور قال ما تقول يا ابن
عباس قال أجل أو مثل ضرب لمحمد صلى الله عليه وسلم نعيت له نفسه * قوله
فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا، تواب على العباد والتواب من الناس
التائب من الذنب حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم
وجد في نفسه فقال لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله فقال عمر انه من حيث
علمتم فدعا ذات يوم فأدخله معهم فما رؤيت انه دعاني يومئذ الا ليريهم قال
ما تقولون في قول الله تعالى إذا جاء نصر الله والفتح فقال بعضهم أمرنا نحمد الله
ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا وسكت بعضهم فلم يقل شيئا فقال لي أكذاك
تقول يا ابن عباس فقلت لا قال فما تقول قلت هو أجل رسول الله صلى الله عليه
وسلم اعلمه له قال إذا جاء نصر الله والفتح وذلك علامة اجلك فسبح بحمد ربك
واستغفره انه كان توابا فقال عمر ما اعلم منها الا ما تقول
(سورة تبت يدا أبى لهب وتب)
(بسم الله الرحمن الرحيم) تباب خسران، تتبيب تدمير حدثنا يوسف بن
موسى حدثنا أبو أسامة حدثنا الأعمش حدثنا عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت وانذر عشيرتك الأقربين ورهطك
منهم المخلصين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف
يا صباحاه فقالوا من هذا فاجتمعوا إليه فقال أرأيتم ان أخبرتكم ان خيلا تخرج
من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي قالوا ما جربنا عليك كذبا قال فأنى نذير لكم
بين يدي عذاب شديد قال أبو لهب تبا لك ما جمعتنا الا لهذا ثم قام فنزلت تبت يدا
أبى لهب وتب وقد تب هكذا قرأها الأعمش يومئذ * قوله وتب ما أغنى عنه
94

ماله وما كسب حدثنا محمد بن سلام أخبرنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن
عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج
إلى البطحاء فصعد إلى الجبل فنادى يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش فقال أرأيتم
ان حدثتكم ان العدو مصبحكم أو ممسيكم أكنتم تصدقوني قالوا نعم قال فأنى
نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب ألهذا جمعتنا تبا لك فأنزل الله
عز وجل تبت يدا أبى لهب إلى آخرها * قوله سيصلى نارا ذات لهب حدثنا
عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أبو لهب تبا لك ألهذا جمعتنا فنزلت تبت يدا
أبى لهب * وامرأته حمالة الحطب وقال مجاهد حمالة الحطب تمشى بالنميمة *
في جيدها حبل من مسد يقال من مسد ليف المقل وهي السلسلة التي في النار
(سورة قل هو الله أحد)
(بسم الله الرحمن الرحيم) يقال لا ينون أحد أي واحد حدثنا أبو اليمان حدثنا
شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني
ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول
الخلق بأهون على من اعادته واما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا وانا الأحد
الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد * قوله الله الصمد والعرب تسمى
اشرافها الصمد قال أبو وائل هو السيد الذي انتهى سؤدده حدثنا إسحاق بن
منصور حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك
اما تكذيبه إياي أن يقول انى لن أعيده كما بدأته واما شتمه إياي أن يقول
95

اتخذ الله ولدا وانا الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد * لم يلد
ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، كفوا وكفيئا وكفاء واحد
(سورة قل أعوذ برب الفلق)
(بسم الله الرحمن الرحيم) وقال مجاهد الفلق الصبح، وغاسق الليل، إذا وقب
غروب الشمس يقال أبين من فرق وفلق الصبح، وقب إذا دخل في كل شئ وأظلم
حدثنا قتيبة بن سعيد حثنا سفيان عن عاصم وعبدة عن زر بن حبيش قال
سألت أبي بن كعب عن المعوذتين فقال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال قيل لي فقلت فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(سورة قل أعوذ برب الناس)
ويذكر عن ابن عباس الوسواس إذا ولد خنسه الشيطان فإذا ذكر الله عز
وجل ذهب وإذا لم يذكر الله ثبت على قلبه حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
سفيان حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش وحدثنا عاصم عن زر قال سألت
أبي بن كعب قلت أبا المنذر ان أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا فقال أبى
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي قيل لي فقلت قال فنحن نقول كما
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب فضائل القرآن)
باب كيف نزول الوحي وأول ما نزل قال ابن عباس المهيمن الأمين القرآن
امين على كل كتاب قبله حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى عن أبي
سلمة قال أخبرتني عائشة وابن عباس قالا لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة
عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشرا حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
معتمر سمعت أبي عن أبي عثمان قال أنبئت ان جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم
96

وعنده أم سلمة فجعل يتحدث فقال النبي صلى الله عليه وسلم لام سلمة من هذا أو كما
قال قالت هذا دحية فلما قام قالت والله ما حسبته الا إياه حتى سمعت خطبة النبي
صلى الله عليه وسلم يخبر خبر جبريل أو كما قال قال أبى قلت لأبي عثمان ممن سمعت
هذا قال من أسامة بن زيد حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثنا سعيد
المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
ما من الأنبياء نبي الا أعطى ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا
أوحاه الله إلى فأرجو ان أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة حدثنا عمرو بن
محمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب
قال أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه ان الله تعالى تابع على رسوله صلى الله
عليه وسلم الوحي قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي ثم توفى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعد حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن الأسود بن قيس
قال سمعت جندبا يقول اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين
فأتته امرأة فقالت يا محمد ما أرى شيطانك الا قد تركك فأنزل الله عز وجل
والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى باب نزل القرآن بلسان
قريش والعرب، قرآنا عربيا، بلسان عربي مبين حدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب عن الزهري وأخبرني أنس بن مالك قال فأمر عثمان زيد بن ثابت وسعيد
ابن العاص وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام ان ينسخوها
في المصاحف وقال لهم إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية من عربية
القرآن فاكتبوها بلسان قريش فان القرآن انزل بلسانهم ففعلوا حدثنا
أبو نعيم حدثنا همام حدثنا عطاء وقال مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج
قال أخبرني عطاء قال أخبرني صفوان بن يعلى بن أمية ان يعلى كان يقول ليتني
أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ينزل عليه الوحي فلما كان النبي صلى الله
97

عليه وسلم بالجعرانة وعليه ثوب قد أظل عليه ومعه ناس من أصحابه إذ جاءه رجل
متضمخ بطيب فقال يا رسول الله كيف ترى في رجل أحرم في جبة بعد ما تضمخ
بطيب فنظر النبي صلى الله عليه وسلم ساعة فجاءه الوحي فأشار عمر إلى يعلى ان
تعال فجاء يعلى فأدخل رأسه فإذا هو محمر الوجه يغط كذلك ساعة ثم سرى عنه
فقال أين الذي يسألني عن العمرة آنفا فالتمس الرجل فجئ به إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال اما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات واما الجبة فانزعها
ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجك باب جمع القرآن حدثنا موسى
ابن إسماعيل عن إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق ان زيد
ابن ثابت رضي الله عنه قال أرسل إلى أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن
الخطاب عنده قال أبو بكر رضي الله عنه ان عمر اتاني فقال إن القتل قد استحر
يوم اليمامة بقراء القرآن وانى أخشى ان يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب
كثير من القرآن وانى أرى ان تأمر بجمع القرآن قلت لعمر كيف تفعل شيئا لم
يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر هذا والله خير فلم يزل عمر يراجعني
حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر قال زيد قال أبو بكر
انك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله
صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال
ما كان أثقل على مما امرني به من جمع القرآن قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى
شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبى بكر وعمر رضي الله عنهما فتتبعت
القرآن اجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة
التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره لقد جاءكم رسول من
أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند أبي بكر حتى
98

توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنه حدثنا موسى
حدثنا إبراهيم حدثنا ابن شهاب ان أنس بن مالك حدثه ان حذيفة بن اليمان
قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وآذربيجان مع أهل العراق
فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين أدرك
هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان
إلى حفصة ان أرسلي الينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت
بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد
الرحمن بن الحرث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين
الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش
فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف
إلى حفصة فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل
صحيفة أو مصحف ان يحرق قال ابن شهاب وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت سمع
زيد بن ثابت قال فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت اسمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت
الأنصاري من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فألحقناها في سورتها
في المصحف باب كاتب النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يحيى بن بكير
حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب ان ابن السباق قال إن زيد بن ثابت قال أرسل
إلى أبو بكر رضي الله عنه قال إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله
عليه وسلم فاتبع القرآن فتتبعت حتى وجدت آخر سورة التوبة آيتين مع أبي
خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز
عليه ما عنتم إلى آخرها حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق
عن البراء قال لما نزلت لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله
99

قال النبي صلى الله عليه وسلم ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف أو
الكتف والدواة ثم قال اكتب لا يستوى القاعدون وخلف ظهر النبي صلى الله
عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى قال يا رسول الله فما تأمرني فانى رجل
ضرير البصر فنزلت مكانها لا يستوى القاعدون من المؤمنين في سبيل الله غير
أولى الضرر باب انزل القرآن على سبعة أحرف حدثنا سعيد بن
عفير حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله ان ابن
عباس رضي الله عنهما حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أقرأني
جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة
أحرف حدثنا سعيد بن عفير حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب قال
حدثني عروة بن الزبير ان المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه
انهما سمعا عمر بن الخطاب يقول سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان
في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقرائته فإذا هو يقرأ على
حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره
في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي
سمعتك تقرأ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت كذبت فان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت انى سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان
على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله اقرأ يا هشام
فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك
أنزلت ثم قال اقرأ يا عمر فقرأت القراءة التي أقرأني فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم كذلك أنزلت ان هذا القرآن انزل على سبعة أحرف فأقرؤوا ما تيسر
منه باب تأليف القرآن حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن
100

يوسف ان ابن جريج أخبرهم وأخبرني يوسف بن ماهك قال إني عند عائشة أم
المؤمنين رضي الله عنها إذ جاءها عراقي فقال أي الكفن خير قالت ويحك وما
يضرك قال يا أم المؤمنين أريني مصحفك قالت لم قال لعلي أؤلف القرآن عليه
فإنه يقرأ غير مؤلف قالت وما يضرك ايه قرأت قبل إنما نزل أول ما نزل منه
سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الاسلام نزل الحلال
والحرام ولو نزل أول شئ لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر ابدا ولو نزل لا تزنوا
لقالوا لا ندع الزنا ابدا لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وانى لجارية
العب بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر وما نزلت سورة البقرة والنساء
الا وانا عنده قال فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السورة حدثنا آدم
حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال سمعت ابن مسعود
يقول في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء انهن من العتاق الأول
وهن من تلادي حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة أنبأنا أبو إسحاق سمع البراء
رضي الله عنه قال تعلمت سبح اسم ربك قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن شقيق قال قال عبد الله قد علمت
النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤهن اثنين اثنين في كل ركعة فقام
عبد الله ودخل معه علقمة وخرج علقمة فسألناه فقال عشرون سورة من أول
المفصل على تأليف ابن مسعود آخرهن الحواميم باب كان جبريل يعرض
القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم * وقال مسروق عن عائشة رضي الله عنها
عن فاطمة عليها السلام أسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ان جبريل يعارضني بالقرآن
كل سنة وانه عارضني العام مرتين ولا أراه الا حضر أجلى حدثنا يحيى بن قزعة
حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وأجود ما يكون
101

في شهر رمضان لان جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ
يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل كان أجود
بالخير من الريح المرسلة حدثنا خالد بن يزيد حدثنا أبو بكر عن أبي حصين
عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن
كل عام مرة فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض وكان يعتكف كل عام
عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض باب القراء من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عمر وعن إبراهيم
عن مسروق ذكر عبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود فقال لا أزال أحبه سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود
وسالم ومعاذ وأبي بن كعب حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش
حدثنا شقيق بن سلمة قال خطبنا عبد الله بن مسعود فقال والله لقد اخذت من
في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة والله لقد علم أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم انى من أعلمهم بكتاب الله وما انا بخيرهم قال شقيق
فجلست في الحلق اسمع ما يقولون فما سمعت رادا يقول غير ذلك حدثنا محمد بن
كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال كنا بحمص فقرأ
ابن مسعود سورة يوسف فقال رجل ما هكذا أنزلت قال قرأت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال أحسنت ووجد منه ريح الخمر فقال أتجمع ان تكذب
بكتاب الله وتشرب الخمر فضربه الحد حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا
الأعمش حدثنا مسلم عن مسروق قال قال عبد الله رضي الله عنه والله الذي لا اله
غيره ما نزلت سورة من كتاب الله الا انا اعلم أين أنزلت ولا أنزلت آية من
كتاب الله الا انا اعلم فيم أنزلت ولو اعلم أحدا اعلم منى بكتاب الله تبلغه الإبل
لركبت إليه حدثنا حفص بن عمر حدثنا همام حدثنا قتادة قال سألت أنس
102

ابن مالك رضي الله عنه من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال
أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد *
تابعه الفضل عن حسين بن واقد عن ثمامة عن أنس حدثنا معلى بن أسد حدثنا
عبد الله بن المثنى حدثني ثابت البناني وثمامة عن أنس قال مات النبي صلى الله عليه
وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو
زيد قال ونحن ورثناه حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا يحيى عن سفيان
عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال عمر أبى أقرؤنا
وانا لندع من لحن أبى وأبى يقول اخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلا اتركه لشئ قال الله تعالى ما ننسخ من آية أو ننسأها نأت بخير منها أو مثلها
باب فاتحة الكتاب حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا
شعبة قال حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن
المعلى قال كنت اصلى فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجبه قلت يا رسول الله
انى كنت اصلى قال ألم يقل الله استجيبوا الله وللرسول إذا دعاكم ثم قال
الا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد فأخذ بيدي فلما
أردنا ان نخرج قلت يا رسول الله انك قلت الا أعلمك أعظم سورة من القرآن
قال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته حدثني
محمد بن المثنى حدثنا وهب حدثنا هشام عن محمد عن معبد عن أبي سعيد الخدري
قال كنا في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت إن سيد الحي سليم وان نفرنا
غيب فهل منكم راق فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية فرقاه فبرأ فأمر له
بثلاثين شاة وسقانا لبنا فلما رجع قلنا له أكنت تحسن رقية أو كنت ترقى قال
ما رقيت الا بأم الكتاب قلنا لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل النبي صلى الله عليه
وسلم فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال وما كان يدريه
103

انها رقية اقسموا واضربوا لي بسهم * وقال أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا
هشام حدثنا محمد بن سيرين حدثني معبد بن سيرين عن أبي سعيد الخدري بهذا
(فضل البقرة)
حدثنا محمد بن كثير أخبرنا شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن عبد الرحمن عن أبي
مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ بالآيتين
حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن زيد
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ بالآيتين
من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه * وقال عثمان بن الهيثم حدثنا عوف عن
محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال وكلني رسول الله صلى الله عليه
وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت
لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقص الحديث فقال إذا آويت إلى
فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان
حتى تصبح وقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقك وهو كذوب ذاك شيطان * *
باب فضل الكهف حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق
عن البراء قال كان رجل يقرأ سورة الكهف والى جانبه حصان مربوط
بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر فلما أصبح أتى النبي
صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال تلك السكينة تنزلت بالقرآن * * * *
باب فضل سورة الفتح حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن زيد بن
أسلم عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض أسفاره وعمر
ابن الخطاب يسير معه ليلا فسأله عمر عن شئ فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثم سأله فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه فقال عمر ثكلتك أمك نزرت رسول الله
104

صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك قال عمر فحركت بعيري
حتى كنت امام الناس وخشيت ان ينزل في قرآن فما نشبت ان سمعت صارخا
يصرخ قال فقلت لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن قال فجئت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فقال لقد أنزلت على الليلة سورة لهى أحب
إلى مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ انا فتحنا لك فتحا مبينا
باب فضل قل هو الله أحد * فيه عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه
وسلم حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري ان رجلا سمع رجلا
يقرأ قل هو الله أحد يرددها فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكر ذلك له وكأن الرجل يتقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي
نفسي بيده انها لتعدل ثلث القرآن * وزاد أبو معمر حدثنا إسماعيل بن جعفر
عن مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن
أبيه عن أبي سعيد الخدري أخبرني اخى قتادة بن النعمان ان رجلا قام في زمن
النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ من السحر قل هو الله أحد لا يزيد عليها فلما أصبحنا
أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم نحوه حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا
الأعمش حدثنا إبراهيم والضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أيعجز أحدكم ان يقرأ ثلث القرآن
في ليلة فشق ذلك عليهم وقالوا أينا يطيق ذلك يا رسول الله فقال الله الواحد
الصمد ثلث القرآن، قال الفربري سمعت أبا جعفر محمد بن أبي حاتم وراق أبى عبد الله
قال أبو عبد الله عن إبراهيم مرسل وعن الضحاك المشرقي مسند باب
فضل المعوذات حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن
عروة عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى
105

يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث فلما اشتد وجعه كنت اقرأ عليه وامسح بيده
رجاء بركتها حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المفضل بن فضالة عن عقيل عن
ابن شهاب عن عروة عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا آوى إلى
فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما قل هو الله أحد وقل أعوذ
برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما
على رأسه ووجهه وما اقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات باب
نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن * وقال الليث حدثني يزيد بن
الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أسيد بن حضير قال بينما هو يقرأ من الليل سورة
البقرة وفرسه مربوط عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكنت فقرأ فجالت
الفرس فسكت وسكنت الفرس ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف وكان ابنه يحيى
قريبا منها فأشفق ان تصيبه فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها فلما
أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال له اقرأ يا ابن حضير اقرأ يا ابن حضير
قال فأشفقت يا رسول الله ان تطأ يحيى وكان منها قريبا فرفعت رأسي فانصرفت
إليه فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح فخرجت حتى
لا أراها قال وتدري ما ذاك قال لا قال تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت
لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم * قال ابن الهاد وحدثني هذا الحديث
عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري عن أسيد بن حضير باب من
قال لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم الا ما بين الدفتين حدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع قال دخلت انا وشداد بن معقل على ابن
عباس رضي الله عنهما فقال له شداد بن معقل اترك النبي صلى الله عليه وسلم
من شئ قال ما ترك الا ما بين الدفتين قال ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال
ما ترك الا ما بين الدفتين باب فضل القرآن على سائر الكلام حدثنا
106

هدبة بن خالد أبو خالد حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك عن أبي
موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يقرأ القرآن
كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمها
طيب ولا ريح لها ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب
وطعمها مر ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا
ريح لها حدثنا مسدد عن يحيى عن سفيان حدثني عبد الله بن دينار قال سمعت
ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما أجلكم في أجل من
خلا من الأمم كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس ومثلكم ومثل اليهود
والنصارى كمثل رجل استعمل عمالا فقال من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط
قيراط فعملت اليهود فقال من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر فعملت النصارى
ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين قالوا نحن أكثر عملا
وأقل عطاء قال هل ظلمتكم من حقكم قالوا لا قال فذاك فضلي أؤتيه من شئت
باب الوصاة بكتاب الله عز وجل حدثنا محمد بن يوسف حدثنا
مالك بن مغول حدثنا طلحة قال سألت عبد الله بن أبي أوفى أوصى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال لا فقلت كيف كتب على الناس الوصية أمروا بها ولم يوص قال
أوصى بكتاب الله باب من لم يتغن بالقرآن وقوله تعالى أولم يكفهم
انا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم حدثنا يحيى بن بكير قال حدثني الليث
عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة انه
كان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأذن الله لشئ ما اذن للنبي
صلى الله عليه وسلم يتغنى بالقرآن وقال صاحب له يريد يجهر به حدثنا على
ابن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اذن الله لشئ ما اذن للنبي صلى الله عليه وسلم
107

ان يتغنى بالقرآن قال سفيان تفسيره يستغنى به باب اغتباط صاحب
القرآن حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني سالم بن عبد الله
ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لا حسد الا على اثنتين رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل ورجل أعطاه الله
مالا فهو يتصدق به آناء الليل وآناء النهار حدثنا علي بن إبراهيم حدثنا روح
حدثنا شعبة عن سليمان سمعت ذكوان عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم قال لا حسد الا في اثنتين رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه
آناء الليل وآناء النهار فسمعه جار له فقال ليتني أوتيت مثل ما أوتى فلان فعملت
مثل ما يعمل ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق فقال رجل ليتني أوتيت
مثل ما أوتى فلان فعملت مثل ما يعمل باب خيركم من تعلم القرآن
وعلمه حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال أخبرني علقمة بن مرثد سمعت
سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه قال واقرأ أبو عبد الرحمن في امرة
عثمان حتى كان الحجاج قال وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا حدثنا أبو نعيم
حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان
رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه
حدثنا عمرو بن عون حدثنا حماد عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال اتت
النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت إنها قد وهبت نفسها لله ولرسوله
صلى الله عليه وسلم فقال مالي في النساء من حاجة فقال رجل زوجنيها قال أعطها
ثوبا قال لا أجد قال أعطها ولو خاتما من حديد فاعتل له فقال ما معك من القرآن
قال كذا وكذا قال فقد زوجتكها بما معك من القرآن باب القراءة
عن ظهر القلب حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن
108

أبى حازم عن سهل بن سعد ان امرأة جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت يا رسول الله جئت لاهب لك نفسي فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه
وسلم فصعد النظر إليها وصوبه ثم طأطأ رأسه فلما رأت المرأة انه لم يقض
فيها شيئا جلست فقام رجل من أصحابه فقال يا رسول الله إن لم يكن لك بها
حاجة فزوجنيها فقال له هل عندك من شئ فقال لا والله يا رسول الله قال اذهب
إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا فذهب ثم رجع فقال لا والله يا رسول الله ما وجدت
شيئا قال انظر ولو خاتما من حديد فذهب ثم رجع فقال لا والله يا رسول الله ولا
خاتما من حديد ولكن هذا إزاري قال سهل ماله رداء فلها نصفه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما تصنع بإزارك ان لبسته لم يكن عليها منه شئ وان لبسته
لم يكن عليك شئ فجلس الرجل حتى طال مجلسه ثم قام فرآه رسول الله صلى الله
عليه وسلم موليا فأمر به فدعى فلما جاء قال ماذا معك من القرآن قال معي
سورة كذا وسورة كذا وسورة كذا عدها قال أتقرؤهن عن ظهر قلبك
قال نعم قال اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن باب استذكار
القرآن وتعاهده حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر
رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما مثل صاحب القرآن
كمثل صاحب الإبل المعقلة ان عاهد عليها أمسكها وان أطلقها ذهبت حدثنا
محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل نسي
واستذكروا القرآن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم حدثنا
عثمان حدثنا جرير عن منصور مثله * تابعه بشر عن ابن المبارك عن شعبة وتابعه
ابن جريج عن عبدة عن شقيق سمعت عبد الله سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى
109

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد
تفصيا من الإبل في عقلها باب القراءة على الدابة حدثنا حجاج بن
منهال حدثنا شعبة قال أخبرني أبو اياس قال سمعت عبد الله بن مغفل قال رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح
باب تعليم الصبيان القرآن حدثني موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة
عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم قال وقال
ابن عباس توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا ابن عشر سنين وقد قرأت
المحكم حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقلت له وما المحكم قال المفصل باب نسيان القرآن وهل
يقول نسيت آية كذا وكذا وقول الله تعالى سنقرئك فلا تنسى الا ما شاء الله
حدثنا ربيع بن يحيى حدثنا زائدة حدثنا هشام عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
قالت سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في المسجد فقال يرحمه الله
لقد اذكرني كذا وكذا آية من سورة كذا حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون
حدثنا عيسى عن هشام وقال أسقطتهن من سورة كذا * تابعه علي بن مسهر
وعبدة عن هشام حدثنا أحمد بن أبي رجاء حدثنا أبو أسامة عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة قالت سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ
في سورة بالليل فقال يرحمه الله لقد اذكرني آية كذا وكذا كنت أنسيتها من
سورة كذا وكذا حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن
عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم بئس ما لأحدهم يقول نسيت آية
كيت وكيت بل هو نسي باب من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة
وسورة كذا وكذا حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني
110

إبراهيم عن علقمة وعبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود الأنصاري قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير عن
حديث المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري انهما سمعا عمر بن الخطاب
رضي الله عنه يقول سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرؤها على حروف
كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة
فانتظرته حتى سلم فلببته فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال
أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له كذبت فوالله ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم لهو أقرأني هذه السورة التي سمعتك فانطلقت به إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوده فقلت يا رسول الله انى سمعت هذا يقرأ
سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها وانك أقرأتني سورة الفرقان فقال
يا هشام اقرأها فقرأها القراءة التي سمعته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
هكذا أنزلت ثم قال اقرأ يا عمر فقرأتها التي أقرأنيها فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم هكذا أنزلت ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان القرآن انزل
على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه حدثنا بشر بن آدم أخبرنا علي بن مسهر
أخبرنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت سمع النبي صلى الله عليه وسلم
قارئا يقرأ من الليل في المسجد فقال يرحمه الله لقد اذكرني كذا وكذا آية
أسقطتها من سورة كذا وكذا باب الترتيل من القراءة وقوله تعالى
ورتل القرآن ترتيلا وقوله وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث وما يكره
ان يهذ كهذ الشعر، فيها يفرق يفصل، قال ابن عباس فرقناه فصلناه حدثنا
أبو النعمان حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا واصل عن أبي وائل عن عبد الله قال
111

غدونا على عبد الله فقال رجل قرأت المفصل البارحة فقال هذا كهذ الشعر
انا قد سمعنا القراءة وانى لا حفظ القرناء التي كان يقرأ بهن النبي صلى الله عليه وسلم
ثماني عشرة سورة من المفصل وسورتين من آل حاميم حدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا جرير عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله لا تحرك به لسانك لتعجل به قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا نزل عليه جبريل بالوحي وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه وكان
يعرف منه فأنزل الله الآية التي في لا اقسم بيوم القيامة لا تحرك به لسانك
لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه فان علينا ان نجمعه في صدرك وقرآنه فإذا قرأناه
فاتبع قرآنه فإذا أنزلناه فاستمع ثم إن علينا بيانه قال إن علينا ان نبينه بلسانك
قال وكان إذا اتاه جبريل اطرق فإذا ذهب قرأه كما وعده الله باب
مد القراءة حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا جرير بن حازم الأزدي حدثنا
قتادة قال سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كان يمد
مدا حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا همام عن قتادة قال سئل أنس كيف كانت قراءة
النبي صلى الله عليه وسلم فقال كانت مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم الله
ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم باب الترجيع حدثنا آدم بن أبي اياس
حدثنا شعبة حدثنا أبو اياس قال سمعت عبد الله بن مغفل قال رأيت النبي
صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو على ناقته أو جمله وهي تسير به وهو يقرأ سورة
الفتح أو من سورة الفتح قراءة لينة يقرأ وهو يرجع باب حسن
الصوت بالقراءة حدثنا محمد بن خلف أبو بكر حدثنا أبو يحيى الحماني حدثنا
بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبى بردة عن أبي موسى ان النبي صلى الله
عليه وسلم قال له يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود باب
من أحب ان يستمع القرآن من غيره حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي
112

عن الأعمش حدثني إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال قال لي النبي
صلى الله عليه وسلم اقرأ على القرآن قلت آقرأ عليك وعليك انزل قال إني
أحب ان اسمعه من غيري باب قول المقرئ للقارئ حسبك حدثنا
محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله
ابن مسعود قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم أقرأ على قلت يا رسول الله آقرأ
عليك وعليك انزل قال نعم فقرأت سورة النساء حتى اتيت إلى هذه الآية
فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال حسبك
الآن فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان باب في كم يقرأ القرآن وقول الله
تعالى فاقرؤا ما تيسر منه حدثنا على حدثنا سفيان قال لي ابن شبرمة نظرت
كم يكفي الرجل من القرآن فلم أجد سورة أقل من ثلاث آيات فقلت لا ينبغي
لاحد ان يقرأ أقل من ثلاث آيات قال على حدثنا سفيان أخبرنا منصور عن
إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد أخبره علقمة عن أبي مسعود ولقيته وهو يطوف
بالبيت فذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان من قرأ بالآيتين من آخر سورة
البقرة في ليلة كفتاه حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن مغيرة
عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال أنكحني أبى امرأة ذات حسب فكان يتعاهد
كنته فيسألها عن بعلها فتقول نعم الرجل من رجل لم يطأ لنا فراشا ولم يفتش
لنا كنفا مذ اتيناه فلما طال ذلك عليه ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال
القنى به فلقيته بعد فقال كيف تصوم قال كل يوم قال وكيف تختم قال كل ليلة
قال صم في كل شهر ثلاثة واقرأ القرآن في كل شهر قال قلت أطيق أكثر
من ذلك قال صم ثلاثة أيام في الجمعة قال قلت أطيق أكثر من ذلك قال افطر
يومين وصم يوما قال قلت أطيق أكثر من ذلك قال صم أفضل الصوم صوم
داود صيام يوم وافطار يوم واقرأ في كل سبع ليال مرة فليتني قبلت رخصة
113

رسول الله صلى الله عليه وسلم وذاك انى كبرت وضعفت فكان يقرأ على بعض
أهله السبع من القرآن بالنهار والذي يقرؤه يعرضه من النهار ليكون أخف
عليه بالليل وإذا أراد أن يتقوى افطر أياما وأحصى وصام مثلهن كراهية ان
يترك شيئا فارق النبي صلى الله عليه وسلم عليه قال أبو عبد الله وقال بعضهم في ثلاث
وفي خمس وأكثرهم على سبع حدثنا سعد بن حفص حدثنا شيبان عن يحيى
عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو قال قال لي النبي صلى الله
عليه وسلم في كم تقرأ القرآن حدثني اسحق أخبرنا عبيد الله بن موسى عن
شيبان عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن مولى بنى زهرة عن أبي سلمة قال وأحسبني
قال سمعت انا من أبى سلمة عن عبد الله بن عمرو قال قال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم اقرأ القرآن في شهر قلت انى أجد قوة حتى قال فاقرأه في سبع ولا تزد
على ذلك باب البكاء عند قراءة القرآن حدثنا صدقة أخبرنا يحيى
عن سفيان عن سليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال يحيى بعض الحديث
عن عمرو بن مرة قال لي النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا مسدد عن يحيى عن
سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال الأعمش وبعض
الحديث حدثني عمرو بن مرة عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الضحى عن عبد الله قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ على قال قلت آقرأ عليك وعليك انزل
قال إني اشتهى ان اسمعه من غيري قال فقرأت النساء حتى إذا بلغت فكيف
إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال لي كف أو امسك
فرأيت عينيه تذرفان حدثنا قيس بن حفص حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش
عن إبراهيم عن عبيدة السلماني عن عبد الله رضي الله عنه قال قال لي النبي صلى الله
عليه وسلم اقرأ على قلت آقرأ عليك وعليك انزل قال إني أحب ان اسمعه من
غيري باب من رأيا بقراءة القرآن أو تأكل به أو فخر به حدثنا محمد بن
114

كثير أخبرنا سفيان حدثنا الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال قال على
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء
الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من
الرمية لا يجاوز ايمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فان قتلهم اجر لمن قتلهم
يوم القيامة حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن
محمد بن إبراهيم بن الحرث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج
فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم
ويقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
ينظر في النصل فلا يرى شيئا وينظر في القدح فلا يرى شيئا وينظر في الريش
فلا يرى شيئا ويتمارى في الفوق حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة
عن أنس بن مالك عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن الذي
يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب والمؤمن الذي
لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل المنافق الذي
يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ
القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث وريحها مر باب اقرؤا القرآن
ما ائتلفت قلوبكم حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أبي عمران الجوني عن
جندب بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرؤا القرآن ما ائتلفت
قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي
حدثنا سلام بن أبي مطيع عن أبي عمران الجوني عن جندب قال النبي
صلى الله عليه وسلم اقرؤا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا
عنه * تابعه الحرث بن عبيد وسعيد بن زيد عن أبي عمران ولم يرفعه حماد بن مسلمة
115

وأبان * وقال غندر عن شعبة عن أبي عمران سمعت جندبا قوله * وقال ابن عون
عن أبي عمران عن عبد الله بن الصامت عن عمر قوله * وجندب أصح وأكثر
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن
سبرة عن عبد الله انه سمع رجلا يقرأ آية سمع النبي صلى الله عليه وسلم خلافها
فأخذت بيده فانطلقت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال كلاكما محسن فاقرأ *
أكبر علمي قال فان من كان قبلكم اختلفوا فأهلكهم
(كتاب النكاح * بسم الله الرحمن الرحيم)
الترغيب في النكاح لقوله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء حدثنا سعيد
ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرنا حميد بن أبي حميد الطويل انه سمع أنس
ابن مالك رضي الله عنه يقول جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه
وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها
فقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
قال أحدهم اما انا فانى اصلى الليل ابدا وقال آخر انا أصوم الدهر ولا افطر
وقال آخر انا اعتزل النساء فلا أتزوج ابدا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال أنتم الذين قلتم كذا وكذا اما والله انى لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني
أصوم وافطر واصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس منى
حدثنا على سمع حسان بن إبراهيم عن يونس بن يزيد عن الزهري قال أخبرني
عروة انه سأل عائشة عن قوله تعالى وان خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا
ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم أن لا تعدلوا فواحدة أو
ما ملكت ايمانكم ذلك أدنى أن لا تعولوا قالت يا ابن أختي اليتيمة تكون في حجر
وليها فيرغب في مالها وجمالها يريد أن يتزوجها بأدنى من سنة صداقها فنهوا
116

ان ينكحوهن الا ان يقسطوا لهن فيكملوا الصداق وأمروا بنكاح من سواهن
من النساء باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم الباءة
فليتزوج لأنه أغض للبصر وأحصن للفرج وهل يتزوج من لا إرب له
في النكاح حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني إبراهيم
عن علقمة قال كنت مع عبد الله فلقيه عثمان بمنى فقال يا أبا عبد الرحمن ان لي
إليك حاجة فخليا فقال عثمان هل لك يا أبا عبد الرحمن في أن نزوجك بكرا
تذكرك ما كنت تعهد فلما رأى عبد الله ان ليس له حاجة إلى هذا أشار إلى فقال
يا علقمة فانتهيت إليه وهو يقول اما لئن قلت ذلك لقد قال لنا النبي صلى الله عليه
وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه
بالصوم فإنه له وجاء باب من لم يستطع الباءة فليصم حدثنا عمر بن
حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني عمارة عن عبد الرحمن بن
يزيد قال دخلت مع علقمة والأسود على عبد الله فقال عبد الله كنا مع النبي
صلى الله عليه وسلم شبابا لا نجد شيئا فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج
ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء باب كثرة النساء حدثنا
إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف ان ابن جريج أخبرهم قال أخبرني
عطاء قال حضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة بسرف فقال ابن عباس هذه زوجة
النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رفعتم نعشها فلا تزعزعوها ولا تزلزلوها وارفقوا
فإنه كان عند النبي صلى الله عليه وسلم تسع كان يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة
حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه
ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتطوف على نسائه في ليلة واحدة وله تسع
نسوة * وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة ان أنسا حدثهم
117

عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا علي بن الحكم الأنصاري حدثنا أبو عوانة
عن رقبة عن طلحة اليامي عن سعيد بن جبير قال قال لي ابن عباس هل تزوجت
قلت لا قال فتزوج فان خير هذه الأمة أكثرها نساء باب من هاجر
أو عمل خيرا لتزويج امرأة فله ما نوى حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن
يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحرث عن علقمة بن وقاص عن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم العمل بالنية وإنما لامرئ
ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت
هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه باب
تزويج المعسر الذي معه القرآن والإسلام، فيه سهل عن النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل حدثني قيس عن ابن مسعود
رضي الله عنه قال كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم ليس لنا نساء فقلنا
يا رسول الله الا نستخصي فنهانا عن ذلك باب قول الرجل لأخيه انظر
أي زوجتي شئت حتى انزل لك عنها، رواه عبد الرحمن بن عوف حدثنا محمد
ابن كثير عن سفيان عن حميد الطويل قال سمعت أنس بن مالك قال قدم
عبد الرحمن بن عوف فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع
الأنصاري وعند الأنصاري امرأتان فعرض عليه ان يناصفه أهله وماله فقال
بارك الله لك في أهلك ومالك دلوني على السوق فأتى السوق فربح شيئا من أقط
وشيئا من سمن فرآه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيام وعليه وضر من صفرة
فقال مهيم يا عبد الرحمن فقال تزوجت أنصارية قال فما سقت قال وزن نواة
من ذهب قال أولم ولو بشاة باب ما يكره من التبتل والخصاء حدثنا
أحمد بن يونس حدثنا إبراهيم بن سعد أخبرنا ابن شهاب سمع سعيد بن المسيب
يقول سمعت سعد بن أبي وقاص يقول رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان
118

ابن مظعون التبتل ولو اذن له لاختصينا حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب
عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب انه سمع سعد بن أبي وقاص يقول
لقد رد ذلك يعنى النبي صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون ولو أجاز له
التبتل لاختصينا حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن إسماعيل عن قيس
قال قال عبد الله كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لنا شئ
فقلنا الا نستخصي فنهانا عن ذلك ثم رخص لنا ان ننكح المرأة بالثوب ثم قرأ
علينا يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا ان الله
لا يحب المعتدين وقال اصبغ أخبرني ابن وهب عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب
عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله انى رجل شاب
وانا أخاف على نفسي العنت ولا أجد ما أتزوج به النساء فسكت عنى ثم قلت
مثل ذلك فسكت عنى ثم قلت مثل ذلك فسكت عنى ثم قلت مثل ذلك فقال النبي
صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة جف القلم بما أنت لاق فاختص على ذلك أو ذر
باب نكاح الابكار وقال ابن أبي مليكة قال ابن عباس لعائشة لم ينكح
النبي صلى الله عليه وسلم بكرا غيرك حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني
اخى عن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت
يا رسول الله أرأيت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد اكل منها ووجدت شجرة
لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك قال في التي لم يرتع منها تعنى ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها حدثنا عبيد بن
إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أريتك في المنام مرتين إذا رجل يحملك في سرقة حرير
فيقول هذه امرأتك فأكشفها فإذا هي أنت فأقول ان يكن هذا من عند الله
يمضه باب الثيبات وقالت أم حبيبة قال النبي صلى الله عليه وسلم
119

لا تعرضن على بناتكن ولا أخواتكن حدثنا أبو النعمان حدثنا هشيم حدثنا
سيار عنى الشعبي عن جابر بن عبد الله قال قفلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم
من غزوة فتعجلت على بعير لي قطوف فلحقني راكب من خلفي فنخس بعيري بعنزة
كانت معه فانطلق بعيري كأجود ما أنت راء من الإبل فإذا النبي صلى الله عليه
وسلم فقال ما يعجلك قلت كنت حديث عهد بعرس قال بكرا أم ثيبا قلت ثيب
قال فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك قال فلما ذهبنا لندخل قال أمهلوا حتى تدخلوا
ليلا أي عشاء لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة حدثنا آدم حدثنا شعبة
حدثنا محارب قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول تزوجت فقال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تزوجت فقلت تزوجت ثيبا فقال مالك
وللعذارى ولعابها فذكرت ذلك لعمرو بن دينار فقال عمرو سمعت جابر بن
عبد الله يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم هلا جارية تلاعبها وتلاعبك
باب تزويج الصغار من الكبار حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث
عن يزيد عن عراك عن عروة ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب عائشة إلى أبي
بكر فقال له أبو بكر إنما انا أخوك فقال أنت اخى في دين الله وكتابه وهي لي
حلال باب إلى من ينكح وأي النساء خير وما يستحب ان يتخير لنطفه
من غير ايجاب حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير نساء ركبن
الإبل صالحو نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده
باب اتخاذ السراري ومن أعتق جاريته ثم تزوجها حدثنا موسى
ابن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا صالح بن صالح الهمداني حدثنا الشعبي
حدثني أبو بردة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما رجل كانت
عنده وليدة فعلمها فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها
120

فله أجران وأيما رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي فله أجران وأيما
مملوك أدى حق مواليه وحق ربه فله أجران * قال الشعبي خذها بغير شئ قد
كان الرجل يرحل فيما دونه إلى المدينة * وقال أبو بكر عن أبي حصين عن أبي بردة
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أعتقها ثم أصدقها حدثنا سعيد بن تليد قال
أخبرني ابن وهب قال أخبرني جرير بن حازم عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا سليمان عن حماد بن زيد عن أيوب عن
محمد عن أبي هريرة لم يكذب إبراهيم الا ثلاث كذبات بينما إبراهيم مر بجبار
ومعه سارة فذكر الحديث فأعطاها هاجر قالت كف الله يد الكافر واخدمني
آجر قال أبو هريرة فتلك أمكم يا بنى ماء السماء حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل
ابن جعفر عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال أقام النبي صلى الله عليه وسلم بين
خيبر والمدينة ثلاثا يبنى عليه بصفية بنت حيى فدعوت المسلمين إلى وليمته فما
كان فيها من خبز ولا لحم امر بالأنطاع فألقى فيها من التمر والإقط والسمن
فكانت وليمته فقال المسلمون احدى أمهات المؤمنين أو مما ملكت يمينه فقالوا
ان حجبها فهي من أمهات المؤمنين وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه فلما ارتحل
وطأ لها خلفه ومد الحجاب بينها وبين الناس باب من جعل عتق الأمة
صداقها حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن ثابت وشعيب بن الحجاب
عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها
صداقها باب تزويج المعسر لقوله تعالى ان يكونوا فقراء يغنهم الله
من فضله حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن
سعد الساعدي قال جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت
يا رسول الله جئت أهب لك نفسي قال فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فصعد النظر فيها وصوبه ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فلما رأت
121

المرأة انه لم يقض فيها شيئا جلست فقام رجل من أصحابه فقال يا رسول الله إن لم
يكن لك بها حاجة فزوجنيها فقال وهل عندك من شئ قال لا والله يا رسول الله
فقال اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا فذهب ثم رجع فقال لا والله
ما وجدت شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر ولو خاتما من حديد
فذهب ثم رجع فقال لا والله يا رسول الله ولا خاتما من حديد ولكن هذا
إزاري قال سهل ماله رداء فلها نصفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما تصنع بإزارك ان لبسته لم يكن عليها منه شئ وان لبسته لم يكن عليك شئ
فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم موليا
فأمر به فدعى فلما جاء قال ماذا معك من القرآن قال معي سورة كذا وسورة
كذا عددها فقال تقرؤهن عن ظهر قلبك قال نعم قال اذهب فقد ملكتكها
بما معك من القرآن باب الأكفاء في الدين وقوله وهو الذي خلق من
الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب
عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها ان أبا حذيفة
ابن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وكان ممن شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم
تبنى سالما وأنكحه بنت أخيه هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة وهو مولى
لامرأة من الأنصار كما تبنى النبي صلى الله عليه وسلم زيدا وكان من تبنى رجلا
في الجاهلية دعاه الناس إليه وورث من ميراثه حتى انزل الله ادعوهم لآبائهم
إلى قوله ومواليكم فردوا إلى آبائهم فمن لم يعلم له أب كان مولى وأخا في الدين
فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشي ثم العامري وهي امرأة أبى حذيفة
ابن عتبة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله انا كنا نرى سالما ولدا وقد
انزل الله فيه ما قد علمت فذكر الحديث حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو
أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
122

على ضباعة بنت الزبير فقال لها لعلك أردت الحج قالت والله لا أجدني الا وجعة
فقال لها حجى واشترطي قولي اللهم محلى حيث حبستني وكانت تحت المقداد بن
الأسود حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال حدثني سعيد بن أبي
سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تنكح
المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك
حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال مر رجل
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما تقولون في هذا قالوا حرى ان خطب
ان ينكح وان شفع ان يشفع وان قال إن يستمع قال ثم سكت فمر رجل من فقراء
المسلمين فقال ما تقولون في هذا قالوا حرى ان خطب أن لا ينكح وان شفع
أن لا يشفع وان قال أن لا يستمع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير
من ملء الأرض مثل هذا باب الأكفاء في المال وتزويج المقل المثرية
حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عروة
انه سأل عائشة رضي الله عنها وان خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى قالت يا ابن
أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها فيرغب في جمالها ومالها ويريد ان ينتقص
صداقها فنهوا عن نكاحهن الا ان يقسطوا في اكمال الصداق وأمروا بنكاح
من سواهن قالت واستفتى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك فأنزل
الله تعالى ويستفتونك في النساء إلى وترغبون ان تنكحوهن فأنزل الله لهم ان
اليتيمة إذا كانت ذات جمال ومال رغبوا في نكاحها ونسبها في اكمال الصداق وإذا
كانت مرغوبة عنها في قلة المال والجمال تركوها واخذوا غيرها من النساء قالت
فكما يتركونها حين يرغبون عنها فليس لهم ان ينكحوها إذا رغبوا فيها الا
ان يقسطوا لها ويعطوها حقها الأوفى في الصداق باب ما يتقى من شؤم
المرأة وقوله تعالى ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم حدثنا إسماعيل قال
123

حدثني مالك عن ابن شهاب عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر عن عبد الله بن
عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشؤم في المرأة
والدار والفرس حدثنا محمد بن منهال حدثنا يزيد بن زريع حدثنا عمر بن
محمد العسقلاني عن أبيه عن ابن عمر قال ذكروا الشؤم عند النبي صلى الله عليه
وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن كان الشؤم في شئ ففي الدار والمرأة
والفرس حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن
سعد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن كان في شئ ففي الفرس والمرأة
والمسكن حدثنا آدم حدثنا شعبة عن سليمان التيمي قال سمعت أبا عثمان النهدي
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما تركت
بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء باب الحرة تحت العبد حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم بن محمد
عن عائشة رضي الله عنها قالت كانت في بريرة ثلاث سنن عتقت فخيرت وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الولاء لمن أعتق ودخل رسول الله صلى الله عليه
وسلم وبرمة على النار فقرب إليه خبز وأدم من ادم البيت فقال لمن أر البرمة
فقيل لحم تصدق به على بريرة وأنت لا تأكل الصدقة قال هو عليها صدقة ولنا
هدية باب لا يتزوج أكثر من أربع لقوله تعالى مثنى وثلاث ورباع
وقال علي بن الحسين عليهما السلام يعنى مثنى أو ثلاث أو رباع وقوله جل ذكره
أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يعنى مثنى أو ثلاث أو رباع حدثنا محمد أخبرنا
عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة وان خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى قال
اليتيمة تكون عند الرجل وهو وليها فيتزوجها على مالها ويسئ صحبتها ولا
يعدل في مالها فليتزوج ما طاب له من النساء سواها مثنى وثلاث ورباع
باب وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب
124

حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن
ان عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان عندها وانها سمعت صوت رجل يستأذن في بيت حفصة قالت فقلت
يا رسول الله هذا رجل يستأذن في بيتك فقال النبي صلى الله عليه وسلم أراه فلانا
لعم حفصة من الرضاعة قالت عائشة لو كان فلان حيا لعمها من الرضاعة دخل
على فقال نعم الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة
عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم الا تزوج
ابنة حمزة قال إنها ابنة اخى من الرضاعة وقال بشر بن عمر حدثنا شعبة سمعت
قتادة سمعت جابر بن زيد مثله حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري
قال أخبرني عروة بن الزبير ان زينب ابنة أبى سلمة أخبرته ان أم حبيبة بنت أبي
سفيان أخبرتها انها قالت يا رسول الله انكح أختي بنت أبي سفيان فقال أو تحبين
ذلك فقلت نعم لست لك بمخلية وأحب من شاركني في خير أختي فقال النبي صلى الله
عليه وسلم ان ذلك لا يحل لي قلت فانا نحدث انك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة
قال بنت أم سلمة قلت نعم فقال لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي انها
لابنة اخى من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن على بناتكن ولا
أخواتكن قال عروة وثويبة مولاة لأبي لهب كان أبو لهب أعتقها فأرضعت
النبي صلى الله عليه وسلم فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حيبة قال له
ماذا لقيت قال أبو لهب لم الق بعدكم خيرا غير انى سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة
باب من قال لا رضاع بعد حولين لقوله تعالى حولين كاملين لمن أراد أن
يتم الرضاعة وما يحرم من قليل الرضاع وكثيره حدثنا أبو الوليد حدثنا
شعبة عن الأشعث عن أبيه عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله
عليه وسلم دخل عليها وعندها رجل فكأنه تغير وجهه كأنه كره ذلك فقالت
125

انه اخى فقال انظرن من إخوانكن فإنما الرضاعة من المجاعة باب لبن
الفحل حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة بن
الزبير عن عائشة ان أفلح أخا أبى القعيس جاء يستأذن عليها وهو عمها من الرضاعة
بعد أن نزل الحجاب فأبيت ان آذن له فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرته بالذي صنعت فأمرني ان آذن له باب شهادة المرضعة حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة
قال حدثني عبيد بن أبي مريم عن عقبة بن الحرث قال وقد سمعته من عقبة لكني
لحديث عبيد احفظ قال تزوجت امرأة فجاءتنا امرأة سوداء فقالت أرضعتكما
فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت تزوجت فلانة بنت فلان فجاءتنا امرأة
سوداء فقالت لي انى قد أرضعتكما وهي كاذبة فأعرض عنه فأتيته من قبل
وجهه قلت إنها كاذبة قال كيف بها وقد زعمت أنها قد أرضعتكما دعها عنك
وأشار إسماعيل بإصبعيه السبابة والوسطى يحكى أيوب باب ما يحل من
النساء وما يحرم وقوله تعالى حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم
وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت إلى آخر الآية وقال أنس والمحصنات
من النساء ذوات الأزواج الحرائر حرام الا ما ملكت ايمانكم لا يرى بأسا ان
ينزع الرجل جاريته من عبده وقال ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن وقال ابن
عباس ما زاد على أربع فهو حرام كأمه وابنته وأخته وقال لنا أحمد بن حنبل
حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني حبيب عن سعيد عن ابن عباس حرم من
النسب سبع ومن الصهر سبع ثم قرأ حرمت عليكم أمهاتكم الآية وجمع عبد الله
ابن جعفر بين ابنة على وامرأة على وقال ابن سيرين لا بأس به وكرهه الحسن
مرة ثم قال لا بأس به وجمع الحسن بن الحسن بن علي بين ابنتي عم في ليلة
وكرهه جابر بن زيد للقطيعة وليس فيه تحريم لقوله تعالى وأحل لكم ما وراء
126

ذلكم وقال عكرمة عن ابن عباس إذا زنى بأخت امرأته لم تحرم عليه امرأته
ويروى عن يحيى الكندي عن الشعبي وأبى جعفر فيمن يلعب بالصبي ان ادخله
فيه فلا يتزوجن أمه ويحيى هذا غير معروف ولم يتابع عليه وقال عكرمة عن
ابن عباس إذا زنى بها لا تحرم عليه امرأته ويذكر عن أبي نصر ان ابن عباس
حرمه وأبو نصر هذا لم يعرف سماعه عن ابن عباس ويروى عن عمران بن حصين
وجابر بن زيد والحسن وبعض أهل العراق قال يحرم عليه وقال أبو هريرة
لا يحرم حتى يلزق بالأرض يعنى يجامع وجوزه ابن المسيب وعروة والزهري
وقال الزهري قال على لا يحرم وهذا مرسل باب وربائبكم اللاتي
في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن وقال ابن عباس الدخول والمسيس
واللماس هو الجماع ومن قال بنات ولدها من بناته في التحريم لقول النبي صلى الله
عليه وسلم لام حبيبة لا تعرضن على بناتكن ولا أخواتكن وكذلك حلائل ولد
الأبناء هن حلائل الأبناء وهل تسمى الربيبة وإن لم تكن في حجره ودفع النبي
صلى الله عليه وسلم ربيبة له إلى من يكفلها وسمى النبي صلى الله عليه وسلم ابن
ابنته ابنا حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا هشام عن أبيه عن زينب عن أم
حبيبة قالت قلت يا رسول الله هل لك في بنت أبي سفيان قال فأفعل ماذا قلت تنكح
قال أتحبين قلت لست لك بمخلية وأحب من شركني فيك أختي قال إنها لا تحل لي
قلت بلغني انك تخطب قال ابنة أم سلمة قلت نعم قال لو لم تكن ربيبتي ما حلت لي
أرضعتني وأباها ثويبة فلا تعرضن على بناتكن ولا أخواتكن وقال الليث حدثنا
هشام درة بنت أبي سلمة باب وان تجمعوا بين الأختين الا ما قد سلف
حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب ان عروة بن
الزبير أخبره ان زينب ابنة أبى سلمة أخبرته ان أم حبيبة قالت قلت يا رسول الله
انكح أختي بنت أبي سفيان قال وتحبين قلت نعم لست لك بمخلية وأحب من
127

شاركني في خير أختي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان ذلك لا يحل لي قلت
يا رسول الله فوالله انا لنتحدث انك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة قال بنت
أم سلمة فقلت نعم قال فوالله لو لم تكن في حجري ما حلت لي انها لابنة اخى
من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن على بناتكن ولا أخواتكن
باب لا تنكح المرأة على عمتها حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا
عاصم عن الشعبي سمع جابرا رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان تنكح المرأة على عمتها أو خالتها وقال داود وابن عون عن الشعبي عن أبي هريرة
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجمع بين المرأة وعمتها
ولا بين المرأة وخالتها حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله قال أخبرني يونس عن
الزهري قال حدثني قبيضة بن ذؤيب انه سمع أبا هريرة يقول نهى النبي صلى الله
عليه وسلم ان تنكح المرأة على عمتها والمرأة وخالتها فنرى خالة أبيها بتلك المنزلة
لان عروة حدثني عن عائشة قالت حرموا من الرضاعة ما يحرم من النسب
باب الشغار حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن ابن
عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشغار والشغار
ان يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته ليس بينهما صداق باب
هل للمرأة ان تهب نفسها لاحد حدثنا محمد بن سلام حدثنا ابن فضيل
حدثنا هشام عن أبيه قال كانت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن أنفسهن
للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة اما تستحى المرأة ان تهب نفسها للرجل فلما
نزلت ترجى من تشاء منهن قلت يا رسول الله ما أرى ربك الا يسارع في هواك *
رواه أبو سعيد المؤدب ومحمد بن بشر وعبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة يزيد
بعضهم على بعض باب نكاح المحرم حدثنا مالك بن إسماعيل أخبرنا ابن
128

عيينة أخبرنا عمرو حدثنا جابر بن زيد قال أنبأنا ابن عباس رضي الله عنهما تزوج
النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم باب نهى رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن نكاح المتعة آخرا حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا ابن عيينة انه
سمع الزهري يقول أخبرني الحسن بن محمد بن علي واخوه عبد الله عن أبيهما ان
عليا رضي الله عنه قال لابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة
وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا
شعبة عن أبي جمرة قال سمعت ابن عباس سئل عن متعة النساء فرخص فقال له
مولى له إنما ذلك في الحال الشديد وفى النساء قلة أو نحوه فقال ابن عباس نعم
حدثنا على حدثنا سفيان قال عمرو عن الحسن بن محمد عن جابر بن عبد الله وسلمة
ابن الأكوع قالا كنا في جيش فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه
قد اذن لكم ان تستمتعوا فاستمتعوا وقال ابن أبي ذئب حدثني اياس بن سلمة بن
الأكوع عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما رجل وامرأة توافقا
فعشرة ما بينهما ثلاث ليال فان أحبا ان يتزايدا أو يتتاركا تتاركا فما أدرى أشئ
كان لنا خاصة أم للناس عامة قال أبو عبد الله وبينه على عن النبي صلى الله عليه
وسلم انه منسوخ باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا مرحوم قال سمعت ثابتا البناني قال كنت عند أنس وعنده
ابنة له قال أنس جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليه
نفسها قالت يا رسول الله ألك بي حاجة فقالت بنت أنس ما أقل حياءها وا سوأتاه
وا سوأتاه قال هي خير منك رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه
نفسها حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال حدثني أبو حازم عن
سهل بن سعد ان امرأة عرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له
رجل يا رسول الله زوجنيها فقال ما عندك قال ما عندي شئ قال اذهب فالتمس
129

ولو خاتما من حديد فذهب ثم رجع فقال لا والله ما وجدت شيئا ولا خاتما من
حديد ولكن هذا إزاري ولها نصفه قال سهل وماله رداء فقال النبي صلى الله عليه
وسلم وما تصنع بإزارك ان لبسته لم يكن عليها من شئ وان لبسته لم يكن عليك
منه شئ فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه
أو دعى له فقال له ماذا معك من القرآن فقال له معي سورة كذا وسورة كذا
لسور يعددها فقال النبي صلى الله عليه وسلم أملكناكها بما معك من القرآن
باب عرض الانسان ابنته أو أخته على أهل الخير حدثنا عبد العزيز بن
عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب قال أخبرني
سالم بن عبد الله انه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يحدث ان عمر بن الخطاب
حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفى بالمدينة فقال عمر بن الخطاب اتيت عثمان
ابن عفان فعرضت عليه حفصة فقال سأنظر في امرى فلبثت ليالي ثم لقيني فقال
قد بدا لي أن لا أتزوج يومى هذا قال عمر فلقيت أبا بكر الصديق فقلت إن شئت
زوجتك حفصة بنت عمر فصمت أبو بكر فلم يرجع إلى شيئا وكنت أوجد عليه
منى على عثمان فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه
فلقيني أبو بكر فقال لعلك وجدت على حين عرضت على حفصة فلم ارجع إليك
شيئا قال عمر قلت نعم قال أبو بكر فإنه لم يمنعني ان ارجع إليك فيما عرضت
على الا انى كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها فلم أكن
لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها رسول الله صلى الله عليه
وسلم قبلتها حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عراك بن
مالك ان زينب ابنة أبى سلمة أخبرته ان أم حبيبة قالت لرسول الله صلى الله عليه
وسلم انا قد تحدثنا انك ناكح درة بنت أبي سلمة فقال رسول الله صلى الله عليه
130

وسلم أعلى أم سلمة لو لم انكح أم سلمة ما حلت لي ان أباها اخى من الرضاعة
باب قول الله عز وجل ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء
أو أكننتم في أنفسكم علم الله الآية إلى قوله غفور حليم * أكننتم أضمرتم
وكل شئ صنته وأضمرته فهو مكنون وقال لي طلق بن غنام حدثنا زائدة عن
منصور عن مجاهد عن ابن عباس فيما عرضتم به من خطبة النساء يقول انى أريد
التزويج ولوددت انه تيسر لي امرأة صالحة وقال القاسم يقول انك على كريمة
وانى فيك لراغب وان الله لسائق إليك خيرا أو نحو هذا وقال عطاء يعرض ولا
يبوح يقول إن لي حاجة وابشري وأنت بحمد الله نافقة وتقول هي قد اسمع
ما تقول ولا تعد شيئا ولا يواعد وليها بغير علمها وان واعدت رجلا في عدتها ثم
نكحها بعد لم يفرق بينهما، وقال الحسن لا تواعدوهن سرا الزنا، ويذكر
عن ابن عباس الكتاب اجله تنقضي العدة باب النظر إلى المرأة قبل لتزويج
حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيتك في المنام يجئ بك الملك
في سرقة من حرير فقال لي هذه امرأتك فكشفت عن وجهك الثوب فإذا أنت
هي فقلت ان يك هذا من عند الله يمضه حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب عن أبي
حازم عن سهل بن سعد ان امرأة جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت
يا رسول الله جئت لاهب لك نفسي فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فصعد النظر إليها وصوبه ثم طأطأ رأسه فلما رأت المرأة انه لم يقض فيها شيئا
جلست فقام رجل من أصحابه فقال أي رسول الله إن لم تكن لك بها حاجة
فزوجنيها فقال وهل عندك من شئ قال لا والله يا رسول الله قال اذهب إلى
أهلك فانظر هل تجد شيئا فذهب ثم رجع فقال لا والله يا رسول الله ما وجدت
شيئا قال انظر ولو خاتما من حديد فذهب ثم رجع فقال لا والله يا رسول الله
131

ولا خاتما من حديد ولكن هذا إزاري قال سهل ماله رداء فلها نصفه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تصنع بإزارك ان لبسته لم يكن عليها منه شئ
وان لبسته لم يكن عليك شئ فجلس الرجل حتى طال مجلسه ثم قام فرآه رسول
الله صلى الله عليه وسلم موليا فأمر به فدعى فلما جاء قال ماذا معك من القرآن
قال معي سورة كذا وسورة كذا وسورة كذا عددها قال أتقرؤهن عن ظهر
قلبك قال نعم قال اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن باب من
قال لا نكاح الا بولي لقول الله تعالى فلا تعضلوهن فدخل فيه الثيب وكذلك
البكر وقال ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا وقال وانكحوا الأيامى منكم
حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا ابن وهب عن يونس حدثنا أحمد بن صالح حدثنا
عنبسة حدثنا يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير ان عائشة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته ان النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء
فنكاح منها نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها
ثم ينكحها ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها أرسلي
إلى فلان فاستبضعي منه ويعتزلها زوجها ولا يمسها ابدا حتى يتبين حملها من
ذلك الرجل الذي تستبضع منه فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب وإنما
يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع ونكاح
آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها فإذا حملت
ووضعت ومر ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم
ان يمتنع حتى يجتمعوا عندها تقول لهم قد عر فتم الذي كان من امركم وقد ولدت
فهو ابنك يا فلان تسمى من أحبت باسمه فيلحق به ولدها لا يستطيع ان يمتنع به
الرجل ونكاح الرابع يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن
جاءها وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما فمن أرادهن دخل
132

عليهن فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها ودعوا لهم للقافة ثم الحقوا
ولدها بالذي يرون فالتاط به ودعى ابنه لا يمتنع من ذلك فلما بعث محمد صلى الله
عليه وسلم بالحق هدم نكاح الجاهلية كله الا نكاح الناس اليوم حدثنا
يحيى حدثنا وكيع عن هشام عن ابن عروة عن أبيه عن عائشة وما يتلى عليكم
في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون ان
تنكحوهن قالت هذا في اليتيمة التي تكون عند الرجل لعلها أن تكون شريكته
في ماله وهو أولى بها فيرغب ان ينكحها فيعضلها لمالها ولا ينكحها غيره
كراهية ان يشركه أحد في مالها حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا
معمر حدثنا الزهري قال أخبرني سالم ان ابن عمر أخبره ان عمر حين تأيمت
حفصة بنت عمر من ابن حذافة السهمي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم من أهل بدر توفى بالمدينة فقال عمر لقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه
فقلت إن شئت أنكحتك حفصة فقال سأنظر في امرى فلبثت ليالي ثم لقيني
فقال بدا لي أن لا أتزوج يومى هذا قال عمر فلقيت أبا بكر فقلت إن شئت
أنكحتك حفصة حدثنا أحمد بن أبي عمر قال حدثني أبي قال حدثني إبراهيم
عن يونس عن الحسن قال فلا تعضلوهن قال حدثني معقل بن يسار انها نزلت
فيه قال زوجت أختا لي من رجل فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها
فقلت له زوجتك وفرشتك وأكرمتك فطلقتها ثم جئت تخطبها لا والله لا تعود
إليك ابدا وكان رجلا لا بأس به وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه فأنزل الله
هذه الآية فلا تعضلوهن فقلت الآن افعل يا رسول الله قال فزوجها إياه
باب إذا كان الولي هو الخاطب وخطب المغيرة بن شعبة امرأة هو أولى
الناس بها فأمر رجلا فزوجه وقال عبد الرحمن بن عوف لام حكيم بنت قارظ
أتجعلين امرك إلى قالت نعم فقال قد تزوجتك وقال عطاء ليشهد انى قد نكحتك
133

أو ليأمر رجلا من عشيرتها وقال سهل قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم
أهب لك نفسي فقال رجل يا رسول الله إن لم تكن لك بها حاجة فزوجنيها
حدثنا ابن سلام أخبرنا أبو معاوية حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
في قوله ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن إلى آخر الآية قالت هي
اليتيمة تكون في حجر الرجل قد شركته في ماله فيرغب عنها ان يتزوجها ويكره
ان يزوجها غيره فيدخل عليه في ماله فيحبسها فنهاهم الله عن ذلك حدثنا احمد
ابن المقدام حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا أبو حازم حدثنا سهل بن سعد قال
كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوسا فجاءته امرأة تعرض نفسها عليه
فخفض فيها النظر ورفعه فلم يردها فقال رجل من أصحابه زوجنيها يا رسول الله
قال أعندك من شئ قال ما عندي من شئ قال ولا خاتما من حديد قال ولا خاتما
ولكن أشق بردتي هذه فأعطيها النصف وآخذ النصف قال لأهل معك من
القرآن شئ قال نعم قال اذهب فقد زوجتكها بما معك من القرآن باب
انكاح الرجل ولده الصغار لقوله تعالى واللاء لم يحصن فجعل عدتها ثلاثة
أشهر قبل البلوغ حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن هشام عن أبيه
عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست
سنين وأدخلت عليه وهي بنت تسع ومكثت عنده تسعا باب تزويج
الأب ابنته من الامام وقال عمر خطب النبي صلى الله عليه وسلم إلى حفصة
فأنكحته حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست سنين وبنى بها وهي
بنت تسع سنين قال هشام وأنبئت انها كانت عنده تسع سنين باب
السلطان ولى بقول النبي صلى الله عليه وسلم زوجناكها بما معك من القرآن
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال
134

جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت انى وهبت من نفسي
فقامت طويلا فقال رجل زوجنيها إن لم تكن لك بها حاجة قال هل عندك
من شئ تصدقها قال ما عندي الا إزاري فقال إن أعطيتها إياه جلست لا إزار
لك فالتمس شيئا فقال ما أجد شيئا فقال التمس ولو خاتما من حديد فلم يجد فقال
أمعك من القرآن شئ قال نعم سورة كذا وسورة كذا لسور سماها فقال
زوجناكها بما معك من القرآن باب لا ينكح الأب وغيره البكر
والثيب الا برضاها حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة
ان أبا هريرة حدثهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تنكح الأيم حتى
تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن قالوا يا رسول الله وكيف اذنها قال إن تسكت
حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق أخبرنا الليث عن ابن أبي مليكة عن أبي عمرو
مولى عائشة عن عائشة رضي الله عنها انها قالت يا رسول الله ان البكر تستحى
قال رضاها صمتها باب إذا زوج ابنته وهي كارهة فنكاحه مردود
حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عبد الرحمن
ومجمع ابني يزيد بن جارية عن خنساء بنت خذام الأنصارية ان أباها زوجها
وهي ثيب فكرهت ذلك فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد نكاحه
حدثنا إسحاق أخبرنا يزيد أخبرنا يحيى ان القاسم بن محمد حدثه ان عبد الرحمن
ابن يزيد ومجمع بن يزيد حدثاه ان رجلا يدعى خذاما أنكح ابنة له نحوه
باب تزويج اليتيمة لقوله وان خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا
وإذا قال للولي زوجني فلانة فمكث ساعة أو قال ما معك فقال معي كذا وكذا
أو لبثا ثم قال زوجتكها فهو جائز * فيه سهل عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا
أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري وقال الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب
أخبرني عروة بن الزبير انه سأل عائشة رضي الله عنها قال لها يا أمتاه وان خفتم
135

أن لا تقسطوا في اليتامى إلى ما ملكت ايمانكم قالت عائشة يا ابن أختي هذه
اليتيمة تكون في حجر وليها فيرغب في جمالها ومالها ويريد ان ينتقص من
صداقها فنهوا عن نكاحهن الا ان يقسطوا لهن في اكمال الصداق وأمروا
بنكاح من سواهن من النساء قالت عائشة استفتى الناس رسول الله عليه
وسلم بعد ذلك فأنزل الله ويستفتونك في النساء إلى وترغبون ان تنكحوهن
فأنزل الله لهم في هذه الآية ان اليتيمة إذا كانت ذات مال وجمال رغبوا
في نكاحها ونسبها والصداق وإذا كانت مرغوبا عنها في قلة المال والجمال
تركوها واخذوا غيرها من النساء قالت فكما يتركونها حين يرغبون عنها
فليس لهم ان ينكحوها إذا رغبوا فيها الا ان يقسطوا لها ويعطوها حقها
الأوفى من الصداق باب إذا قال الخاطب للولي زوجني فلانة فقال
قد زوجتك بكذا وكذا جاز النكاح وإن لم يقل للزوج أرضيت أو قبلت
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أبي حازم عن سهل رضي الله عنه
ان امرأة اتت النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها فقال مالي اليوم
في النساء من حاجة فقال رجل يا رسول الله زوجنيها قال ما عندك قال ما عندي
شئ قال أعطها ولو خاتما من حديد قال ما عندي شئ قال فما عندك من القرآن
قال كذا وكذا قال فقد ملكتكها بما معك من القرآن باب لا يخطب
على خطبة أخيه حتى ينكح أو يدع حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا ابن جريج
قال سمعت نافعا يحدث ان ابن عمر رضي الله عنهما كان يقول نهى النبي
صلى الله عليه وسلم ان يبيع بعضكم على بيع بعض ولا يخطب الرجل على
خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له الخاطب حدثنا يحيى بن بكير
حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج قال قال أبو هريرة يأثر عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إياكم والظن فان الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا
136

ولا تحسسوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه
حتى ينكح أو يترك باب تفسير ترك الخطبة حدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله انه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
يحدث ان عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة قال عمر لقيت أبا بكر فقلت
إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلقيني أبو بكر فقال إنه لم يمنعني ان ارجع إليك فيما عرضت الا
انى قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها فلم أكن لأفشى
سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها لقبلتها * تابعه يونس وموسى بن
عقبة وابن أبي عتيق عن الزهري باب الخطبة حدثنا قبيصة حدثنا
سفيان عن زيد بن أسلم قال سمعت ابن عمر يقول جاء رجلان من المشرق فخطبا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان من البيان سحرا باب ضرب الدف
في النكاح والوليمة حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا خالد بن
ذكوان قال قالت الربيع بنت معوذ بن عفراء جاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل
حين بنى على فجلس على فراشي كمجلسك منى فجعلت جويريات لنا يضربن
بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إذ قالت إحداهن وفينا نبي يعلم
ما في غد فقال دعى هذه وقولي بالذي كنت تقولين باب قول الله تعالى
وآتوا النساء صدقاتهن نحلة وكثرة المهر وأدنى ما يجوز من الصداق وقوله
تعالى وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا وقوله جل ذكره أو تفرضوا
لهن وقال سهل قال النبي صلى الله عليه وسلم ولو خاتما من حديد حدثنا سليمان
ابن حرب حدثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس ان عبد الرحمن بن
عوف تزوج امرأة على وزن نواة فرأى النبي صلى الله عليه وسلم بشاشة العرس
فسأله فقال إني تزوجت امرأة على وزن نواة وعن قتادة عن أنس ان عبد الرحمن
137

ابن عوف تزوج امرأة على وزن نواة من ذهب باب التزويج على
القرآن وبغير صداق حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان سمعت أبا حازم
يقول سمعت سهل بن سعد الساعدي يقول انى لفي القوم عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذ قامت امرأة فقالت يا رسول الله انها قد وهبت نفسها لك فر فيها
رأيك فلم يجبها شيئا ثم قامت فقالت يا رسول الله انها قد وهبت نفسها لك فر فيها
رأيك فلم يجبها شيئا ثم قامت الثالثة فقالت إنها قد وهبت نفسها لك فر فيها رأيك
فقام رجل فقال يا رسول الله أنكحنيها قال هل عندك من شئ قال لا قال اذهب
فاطلب ولو خاتما من حديد فذهب وطلب ثم جاء فقال ما وجدت شيئا ولا خاتما
من حديد فقال هل معك من القرآن شئ قال معي سورة كذا وسورة كذا قال
اذهب فقد أنكحتكها بما معك من القرآن باب المهر بالعروض وخاتم
من حديد حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي حازم عن سهل بن
سعد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل تزوج ولو بخاتم من حديد باب
الشروط في النكاح وقال عمر مقاطع الحقوق عند الشروط وقال المسور سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم ذكر صهرا له فأثنى عليه في مصاهرته فأحسن قال
حدثني فصدقني وودعني فوفى لي حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك حدثنا
ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال أحق ما أوفيتم من الشروط ان توفوا به ما استحللتم به الفروج باب
الشروط التي لا تحل في النكاح وقال ابن مسعود لا تشترط المرأة طلاق أختها
حدثنا عبيد الله بن موسى عن زكريا هو ابن أبي زائدة عن سعد بن إبراهيم
عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل
لامرأة تسأل طلاق أختها لتستفرغ صحفتها فإنما لها ما قدر لها باب
الصفرة للمتزوج ورواه عبد الرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم
138

حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن حميد الطويل عن أنس بن مالك
رضي الله عنه ان عبد الرحمن بن عوف جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبه
اثر صفرة فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره انه تزوج امرأة من
الأنصار قال كم سقت إليها قال زنة نواة من ذهب قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أولم ولو بشاة باب حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن حميد عن أنس
قال أولم النبي صلى الله عليه وسلم بزينب فأوسع المسلمين خيرا فخرج كما يصنع إذا
تزوج فأتى حجر أمهات المؤمنين يدعو ويدعون له ثم انصرف فرأى رجلين فرجع
لا أدرى أخبرته أو أخبر بخروجهما باب كيف يدعى للمتزوج حدثنا
سليمان بن حرب حدثنا حماد هو ابن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه ان
النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عبد الرحمن بن عوف اثر صفرة قال ما هذا قال إني
تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب قال بارك الله لك أولم ولو بشاة
باب الدعاء للنساء اللاتي يهدين العروس وللعروس حدثنا فروة
ابن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم فأتتني أمي فأدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار
في البيت فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر باب من أحب البناء
قبل الغزو حدثنا محمد بن العلاء حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن همام
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه
لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبنى بها ولم يبن بها باب
من بنى بامرأة وهي بنت تسع سنين حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن
هشام بن عروة عن عروة تزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وهي ابنة ست
وبنى وبها وهي ابنة تسع ومكثت عنده تسعا باب البناء في السفر حدثنا
محمد بن سلام أخبرنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس قال أقام النبي صلى الله
139

عليه وسلم بين خيبر والمدينة ثلاثا يبنى عليه بصفية بنت حيى فدعوت المسلمين
إلى وليمته فما كان فيها من خبز ولا لحم امر بالأنطاع فألقى فيها من التمر والإقط
والسمن فكانت وليمته فقال المسلمون احدى أمهات المؤمنين أو مما ملكت
يمينه فقالوا ان حجبها فهي من أمهات المؤمنين وإن لم يحجبها فهي مما ملكت
يمينه فلما ارتحل وطأ لها خلفه ومد الحجاب بينها وبين الناس باب البناء
بالنهار بغير مركب ولا نيران حدثني فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر
عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت تزوجني النبي صلى الله عليه
وسلم فأتتني أمي فأدخلتني الدار فلم يرعني الا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى
باب الأنماط ونحوها للنساء حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان
حدثنا محمد بن المكندر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم هل اتخذتم أنماطا قلت يا رسول الله وانى لنا أنماط قال إنها
ستكون باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها حدثنا
الفضل بن يعقوب حدثنا محمد بن سابق حدثنا إسرائيل عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة انها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال نبي الله صلى الله
عليه وسلم يا عائشة ما كان معكم لهو فان الأنصار يعجبهم اللهو باب
الهدية للعروس وقال إبراهيم عن أبي عثمان واسمه الجعد عن أنس بن مالك
قال مر بنا في مسجد بنى رفاعة فسمعته يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
مر بجنبات أم سليم دخل عليها فسلم عليها ثم قال كان النبي صلى الله عليه وسلم
عروسا بزينب فقالت لي أم سليم لو أهدينا لرسول الله صلى الله عليه وسلم هدية
فقلت لها افعلي فعمدت إلى تمر وسمن وإقط فاتخذت حيسة في برمة فأرسلت بها
معي إليه فانطلقت بها إليه فقال لي ضعها ثم امرني فقال ادع لي رجالا سماهم
وادع لي من لقيت قال ففعلت الذي امرني فرجعت فإذا البيت غاص بأهله
140

فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع يديه على تلك الحيسة وتكلم بها ما شاء الله
ثم جعل يدعو عشرة عشرة يأكلون منه ويقول لهم اذكروا اسم الله وليأكل
كل رجل مما يليه قال حتى تصدعوا كلهم عنها فخرج منهم من خرج وبقي نفر
يتحدثون قال وجعلت اغتم ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم نحو الحجرات
وخرجت في اثره فقلت انهم قد ذهبوا فرجع فدخل البيت وأرخى الستر
وانى لفي الحجرة وهو يقول يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان
يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم
فانتشروا ولا مستأنسين لحديث ان ذلكم كان يؤذى النبي فيستحيى منكم والله
لا يستحيى من الحق قال أبو عثمان قال أنس انه خدم رسول الله صلى الله عليه
وسلم عشر سنين باب استعارة الثياب للعروس وغيرها حدثني
عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
انها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم
ناسا من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما اتوا النبي
صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيمم فقال أسيد بن حضير
جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك امر قط الا جعل لك منه مخرجا وجعل
للمسلمين فيه بركة باب ما يقول الرجل إذا أتى أهله حدثنا سعد بن
حفص حدثنا شيبان عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اما لو أن أحدهم يقول حين يأتي أهله بسم الله
اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ثم قدر بينهما في ذلك أو قضى
ولد لم يضره شيطان ابدا باب الوليمة حق وقال عبد الرحمن بن عوف
قال لي النبي صلى الله عليه وسلم أولم ولو بشاة حدثنا يحيى بن بكير حدثني
الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني أنس بن مالك انه كان ابن عشر
141

سنين مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فكان أمهاتي يواظبنني على
خدمة النبي صلى الله عليه وسلم فخدمته عشر سنين وتوفى النبي صلى الله عليه وسلم
وانا ابن عشرين سنة فكنت اعلم الناس بشأن الحجاب حين انزل وكان أول
ما انزل في مبتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش أصبح النبي
صلى الله عليه وسلم بها عروسا فدعا القوم فأصابوا من الطعام ثم خرجوا وبقي
رهط منهم عند النبي صلى الله عليه وسلم فأطالوا المكث فقام النبي صلى الله عليه
وسلم فخرج وخرجت معه لكي يخرجوا فمشى النبي صلى الله عليه وسلم ومشيت
حتى جاء عتبة حجرة عائشة ثم ظن أنهم خرجوا فرجع ورجعت معه حتى إذا
دخل على زينب فإذا هم جلوس لم يقوموا فرجع النبي صلى الله عليه وسلم ورجعت
معه حتى إذا بلغ عتبة حجرة عائشة وظن أنهم خرجوا فرجع ورجعت معه
فإذا هم قد خرجوا فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينه بالستر وانزل
الحجاب باب الوليمة ولو بشاة حدثنا على حدثنا سفيان قال حدثني
حميد انه سمع انسا رضي الله عنه قال سأل النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن
ابن عوف وتزوج امرأة من الأنصار كم أصدقتها قال وزن نواة من ذهب
وعن حميد سمعت انسا قال لما قدموا المدينة نزل المهاجرون على الأنصار
فنزل عبد الرحمن بن عوف على سعد بن الربيع فقال أقاسمك مالي وانزل لك
عن احدى امرأتي قال بارك الله لك في أهلك ومالك فخرج إلى السوق فباع
واشترى فأصاب شيئا من أقط وسمن فتزوج فقال النبي صلى الله عليه وسلم
أولم ولو بشاة حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن ثابت عن أنس قال
ما أولم النبي صلى الله عليه وسلم على شئ من نسائه ما أولم على زينب أولم بشاة
حدثنا مسدد عن عبد الوارث عن شعيب عن أنس ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم أعتق صفية وتزوجها وجعل عتقها صداقها وأولم عليها بحيس
142

حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا زهير عن بيان قال سمعت انسا يقول بنى النبي
صلى الله عليه وسلم بامرأة فأرسلني فدعوت رجالا إلى الطعام باب
من أولم على بعض نسائه أكثر من بعض حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد
عن ثابت قال ذكر تزويج زينب ابنة جحش عند أنس فقال ما رأيت النبي
صلى الله عليه وسلم أولم على أحد من نسائه ما أولم عليها أولم بشاة باب
من أولم بأقل من شاة حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن منصور بن
صفية عن أمه صفية بنت شيبة قالت أولم النبي صلى الله عليه وسلم على بعض
نسائه بمدين من شعير باب حق إجابة الوليمة والدعوة ومن أولم
سبعة أيام ونحوه ولم يوقت النبي صلى الله عليه وسلم يوما ولا يومين حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دعى أحدكم إلى الوليمة فليأتها حدثنا
مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثني منصور عن أبي وائل عن أبي موسى
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فكوا العاني وأجيبوا الداعي وعودوا المريض
حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن الأشعث عن معاوية بن
سويد قال قال البراء بن عازب رضي الله عنهما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم
بسبع ونهانا عن سبع أمرنا بعيادة المريض واتباع الجنازة وتشميت العاطس
وابرار القسم ونصر المظلوم وافشاء السلام وإجابة الداعي ونهانا عن خواتيم
الذهب وعن آنية الفضة وعن المياثر والقسية والإستبرق والديباج * تابعه
أبو عوانة والشيباني عن أشعث في افشاء السلام حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
عبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال دعا أبو أسيد
الساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرسه وكانت امرأته يومئذ
خادمهم وهي العروس قال سهل تدرون ما سقت رسول الله صلى الله عليه وسلم
143

أنقعت له تمرات من الليل فلما اكل سقته إياه باب من ترك الدعوة
فقد عصى الله ورسوله حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب
عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه انه كان يقول شر الطعام طعام
الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء ومن ترك الدعوة فقد عصى الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم باب من أجاب إلى كراع حدثنا
عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال لو دعيت إلى كراع لأجبت ولو اهدى إلى ذراع لقبلت
باب إجابة الداعي في العرس وغيرها حدثنا علي بن عبد الله بن إبراهيم
حدثنا الحجاج بن محمد قال قال ابن جريح أخبرني موسى بن عقبة عن نافع قال
سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم لها قال كان عبد الله يأتي الدعوة في العرس وغير
العرس وهو صائم باب ذهاب النساء والصبيان إلى العرس حدثنا
عبد الرحمن بن المبارك حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس
ابن مالك رضي الله عنه قال أبصر النبي صلى الله عليه وسلم نساء وصبيانا مقبلين
من عرس فقام ممتنا فقال اللهم أنتم من أحب الناس إلى باب هل يرجع
إذا رأى منكرا في الدعوة ورأي ابن مسعود صورة في البيت فرجع ودعا ابن
عمر أبا أيوب فرأى في البيت سترا على الجدار فقال ابن عمر غلبنا عليه النساء
فقال من كنت أخشى عليه فلم أكن أخشى عليك والله لا أطعم لكم طعاما
فرجع حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن نافع عن القاسم بن محمد عن عائشة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها أخبرته انها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما
رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه
الكراهية فقلت يا رسول الله أتوب إلى الله والى رسوله ماذا أذنبت فقال
144

رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال هذه النمرقة قالت فقلت اشتريتها لك
لتقعد عليها وتوسدها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم ان أصحاب هذه
الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم وقال إن البيت الذي
فيه الصور لا تدخله الملائكة باب قيام المرأة على الرجال في العرس
وخدمتهم بالنفس حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال حدثني
أبو حازم عن سهل قال لما عرس أبو أسيد الساعدي دعا النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه فما صنع لهم طعاما ولا قربه إليهم الا امرأته أم أسيد بلت تمرات في تور
من حجارة من الليل فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام أماثته له فسقته
تتحفه بذلك باب النقيع والشراب الذي لا يسكر في العرس حدثنا
يحيى بن بكير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن القارى عن أبي حازم قال سمعت
سهل بن سعد ان أبا أسيد الساعدي دعا النبي صلى الله عليه وسلم لعرسه فكانت
امرأته خادمهم يومئذ وهي العروس فقالت أو قال أتدرون ما أنقعت لرسول الله
صلى الله عليه وسلم أنقعت له تمرات من الليل في تور باب المداراة مع
النساء وقول النبي صلى الله عليه وسلم إنما المرأة كالضلع حدثنا عبد العزيز
ابن عبد الله قال حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المرأة كالضلع ان أقمتها كسرتها وان
استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج باب الوصاة بالنساء حدثنا إسحاق
بن نصر حدثنا حسين الجعفي عن زائدة عن ميسرة عن أبي حازم عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فلا يؤذى جاره واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وان اعوج شئ
في الضلع أعلاه فان ذهبت تقيمه كسرته وان تركته لم يزل اعوج فاستوصوا
بالنساء خيرا حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر
145

رضي الله عنهما قال كنا نتقى الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد النبي
صلى الله عليه وسلم هيبة ان ينزل فينا شئ فلما توفى النبي صلى الله عليه وسلم
تكلمنا وانبسطنا باب قوا أنفسكم وأهليكم نارا حدثنا أبو النعمان
حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول فالامام راع وهو مسؤول والرجل راع على أهله
وهو مسؤول والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسؤولة والعبد راع على مال
سيده وهو مسؤول الا فكلكم راع وكلكم مسؤول باب حسن المعاشرة
مع الأهل حدثنا سليمان بن عبد الرحمن وعلي بن حجر قالا أخبرنا عيسى بن
يونس حدثنا هشام بن عروة عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت
جلس احدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من اخبار أزواجهن
شيئا، قالت الأولى زوجي لحم جمل غث على رأس جبل لا سهل فيرتقى ولا سمين
فينتقل، قالت الثانية زوجي لا أبث خبره انى أخاف أن لا أذره ان اذكره اذكر
عجره وبجره، قالت الثالثة زوجي العشنق ان انطق أطلق وان اسكت أعلق،
قالت الرابعة زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة، قالت الخامسة
زوجي ان دخل فهد وان خرج أسد ولا يسأل عما عهد، قالت السادسة زوجي
ان اكل لف وان شرب اشتف وان اضطجع التف ولا يولج الكف ليعلم البث،
قالت السابعة زوجي غياياء أو عياياء طباقاء كل داء له داء شجك أو فلك أو جمع
كلالك، قالت الثامنة زوجي المس مس أرنب والريح ريح زرنب، قالت التاسعة
زوجي رفيع العماد طويل النجاد عظيم الرماد قريب البيت من الناد، قالت
العاشرة زوجي مالك وما مالك مالك خير من ذلك له إبل كثيرات المبارك
قليلات المسارح وإذا سمعن صوت المزهر أيقن انهن هوالك، قالت الحادية
عشرة زوجي أبو زرع فما أبو زرع أناس من حلى اذني وملا من شحم عضدي
146

وبجحني فبجحت إلى نفسي وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل
وأطيط ودائس ومنق فعنده أقول فلا أقبح وأرقد فأتصبح واشرب فأتقنح أم
أبى زرع فما أم أبى زرع عكومها رداح وبيتها فساح ابن أبي زرع فما ابن أبي
زرع مضجعه كمسل شطبة ويشبعه ذراع الجفرة بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع
طوع أبيها وطوع أمها وملء كسائها وغيظ جارتها جارية أبى زرع فما جارية
أبى زرع لا تبث حديثنا تبثيثا ولا تنقث ميرتنا تنقيثا ولا تملا بيتنا تعشيشا
قالت خرج أبو زرع والأوطاب تمخض فلقى امرأة معها ولدان لها كالفهدين
يلعبان من تحت خصرها برمانتين فطلقني ونكحها فنكحت بعده رجلا سريا
ركب شريا واخذ خطيا وأراح على نعما ثريا وأعطاني من كل رائحة زوجا
وقال كلى أم زرع وميري أهلك قلت فلو جمعت كل شئ أعطانيه ما بلغ أصغر
آنية أبى زرع قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت لك كأبى
زرع لام زرع قال أبو عبد الله قال سعيد بن سلمة عن هشام ولا تعشش بيتنا
تعشيشا قال أبو عبد الله وقال بعضهم فأتقمح بالميم وهذا أصح حدثنا عبد الله
ابن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان
الحبش يلعبون بحرابهم فيسترني رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا انظر فما زلت
انظر حتى كنت انا انصرف فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن تسمع اللهو
باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب
عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن عبد الله بن عباس
رضي الله عنهما قال لم أزل حريصا على أن اسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين
من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى ان تتوبا إلى الله فقد
صغت قلوبكما حتى حج وحججت معه وعدل وعدلت معه بإداوة فتبرز ثم
جاء فسكبت على يديه منها فتوضأ فقلت له يا أمير المؤمنين من المرأتان من
147

أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله تعالى ان تتوبا إلى الله فقد صغت
قلوبكما قال واعجبا لك يا ابن عباس هما عائشة وحفصة ثم استقبل عمر الحديث
يسوقه قال كنت انا وجار لي من الأنصار في بنى أمية بن زيد وهم من عوالي
المدينة وكنا نتناوب النزول على النبي صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وانزل
يوما فإذا نزلت جئته بما حدث من خبر ذلك اليوم من الوحي أو غيره وإذا نزل
فعل مثل ذلك وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على الأنصار إذا قوم
تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار فصخبت على امرأتي
فراجعتني فأنكرت ان تراجعني قالت ولم تنكر ان أراجعك فوالله ان أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وان إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل فأفزعني
ذلك وقلت لها قد خاب من فعل ذلك منهن ثم جمعت على ثيابي فنزلت فدخلت
على حفصة فقلت لها أي حفصة أتغاضب إحداكن النبي صلى الله عليه وسلم
اليوم حتى الليل قالت نعم فقلت قد خبت وخسرت أفتأمنين ان يغضب الله
لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتهلكي لا تستكثري النبي صلى الله عليه
وسلم ولا تراجعيه في شئ ولا تهجريه وسليني ما بدا لك ولا يغرنك ان كانت
جارتك أوضأ منك وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد عائشة قال عمر
وكنا قد تحدثنا ان غسان تنعل الخيل لغزونا فنزل صاحبي الأنصاري يوم
نوبته فرجع الينا عشاء فضرب بابي ضربا شديدا وقال اثم هو ففزعت فخرجت
إليه فقال قد حدث اليوم امر عظيم قلت ما هو أجاء غسان قال لا بل أعظم من
ذلك وأهول طلق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه فقلت خابت حفصة وخسرت
قد كنت أظن هذا يوشك أن يكون فجمعت على ثيابي فصليت صلاة الفجر
مع النبي صلى الله عليه وسلم فدخل النبي صلى الله عليه وسلم مشربة له فأعتزل
فيها ودخلت على حفصة فإذا هي تبكي فقلت ما يبكيك ألم أكن حذرتك
148

هذا أطلقكن النبي صلى الله عليه وسلم قالت لا أدرى ها هو ذا معتزل في المشربة
فخرجت فجئت إلى المنبر فإذا حوله رهط يبكى بعضهم فجلست معهم قليلا ثم
غلبني ما أجد فجئت المشربة التي فيها النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لغلام له
اسود استأذن لعمر فدخل الغلام فكلم النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فقال
كلمت النبي صلى الله عليه وسلم وذكرتك له فصمت فانصرفت حتى جلست مع
الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد فجئت فقلت للغلام استأذن لعمر فدخل
ثم رجع فقال قد ذكرتك له فصمت فرجعت فجلست مع الرهط الذين عند المنبر
ثم غلبني ما أجد فجئت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم رجع إلى فقال
قد ذكرتك له فصمت فلما وليت منصرفا قال إذا الغلام يدعوني فقال قد اذن لك
النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو
مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد اثر الرمال بجنبه متكئا
على وسادة من ادم حشوها ليف فسلمت عليه ثم قلت وانا قائم يا رسول الله
أطلقت نساءك فرفع إلى بصره فقال لا فقلت الله أكبر ثم قلت وانا قائم
استأنس يا رسول الله لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا المدينة
إذا قوم تغلبهم نساؤهم فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قلت يا رسول الله
لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لها لا يغرنك ان كانت جارتك أوضأ منك
وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد عائشة فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم
تبسمة أخرى فجلست حين رأيته تبسم فرفعت بصرى في بيته فوالله ما رأيت
في بيته شيئا يرد البصر غير أهبة ثلاثة فقلت يا رسول الله ادع الله فليوسع على
أمتك فان فارسا والروم قد وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله
فجلس النبي صلى الله عليه وسلم وكان متكئا فقال أوفي هذا أنت يا ابن الخطاب
ان أولئك قوم قد عجلوا طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت يا رسول الله استغفر لي
149

فأعطيه من يستغفرني فاغفر له باب الدعاء عند الخلاء حدثنا محمد بن
عرعرة حدثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال اللهم إني أعوذ بك من
الخبث والخبائث باب ما يقول إذا أصبح حدثنا مسدد حدثنا يزيد
ابن زريع حدثنا حسين حدثنا عبد الله بن بريدة عن بشير بن كعب عن شداد بن
أويس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سيد الاستغفار اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت
خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك بنعمتك
وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب الا أنت أعوذ بك من شر ما صنعت
إذا قال حين يمسى فمات دخل الجنة أو كان من أهل الجنة وإذا قال حين يصبح فمات
من يومه مثله حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن
حراش عن حذيفة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام قال باسمك
اللهم أموت وأحيى وإذا استيقظ من منامه قال الحمد الله الذي أحيانا بعد ما أماتنا
واليه النشور حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن منصور عن ربعي بن حراش عن
خرشة بن الحر عن أبي ذر رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
اخذ مضجعه من الليل قال اللهم باسمك أموت وأحيى فإذا استيقظ قال الحمد
لله الذي أحيانا بعدما ما أماتنا واليه النشور باب الدعاء في الصلاة
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا الليث حدثني يزيد عن أبي الخير عن عبد الله
ابن عمرو عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم
علمني دعاء ادعو به في صلاتي قال قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا
يغفر الذنوب الا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك أنت الغفور
الرحيم * وقال عمرو عن يزيد عن أبي الخير انه سمع عبد الله بن عمرو قال أبو بكر
رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم حدثنا على حدثنا مالك بن سعير حدثنا
150

هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها أنزلت
في الدعاء حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن
عبد الله رضي الله عنه قال كنا نقول في الصلاة السلام على الله السلام على فلان
فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم ان الله هو السلام فإذا قعد أحدكم
في الصلاة فليقل التحيات لله إلى قوله الصالحين فإذا قالها أصاب كل عبد لله
في السماء والأرض صالح اشهد أن لا اله الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
ثم يتخير من الثناء ما شاء باب الدعاء بعد الصلاة حدثني اسحق أخبرنا
يزيد أخبرنا ورقاء عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة قالوا يا رسول الله ذهب
أهل الدثور بالدرجات والنعيم المقيم قال كيف ذاك قال صلوا كما صلينا وجاهدوا
كما جاهدنا وأنفقوا من فضول أموالهم وليست لنا أموال قال أفلا أخبركم
بأمر تدركون من كان قبلكم وتسبقون من جاء بعدكم ولا يأتي أحد بمثل
ما جئتم الا من جاء بمثله تسبحون في دبر كل صلاة عشرا وتحمدون عشرا
وتكبرون عشرا * تابعه عبيد الله بن عمر عن سمى ورواه ابن عجلان عن سمى
ورجاء بن حياة ورواه جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي
الدرداء ورواه سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن منصور عن المسيب بن رافع عن
وراد مولى المغيرة بن شعبة قال كتب المغيرة إلى معاوية بن أبي سفيان ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة إذا سلم لا إله إلا الله
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير اللهم لا مانع لما
أعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد وقال شعبة عن منصور
قال سمعت المسيب باب قول الله تعالى وصل عليهم ومن خص أخاه
بالدعاء دون نفسه * وقال أبو موسى قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر
151

أخبرنا عبد الله أخبرنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة
ابن عبد الرحمن قال حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يا عبد الله ألم أخبر انك تصوم النهار وتقوم الليل قلت بلى يا رسول الله
قال فلا تفعل صم وافطر وقم ونم فان لجسدك عليك حقا وان لعينك عليك
حقا وان لزوجك عليك حقا باب المرأة راعية في بيت زوجها
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر
رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلكم راع وكلكم مسؤول عن
رعيته والأمير راع والرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها
وولده فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته باب قول الله تعالى
الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض إلى قوله ان الله
كان عليا كبيرا حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان قال حدثني حميد عن أنس
رضي الله عنه قال آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه شهرا وقعد
في مشربة له فنزل لتسع وعشرين فقيل يا رسول الله انك آليت شهرا قال إن
الشهر تسع وعشرون باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم نساءه
في غير بيوتهن ويذكر عن معاوية بن حيدة رفعه غير أن لا تهجر الا في البيت
والأول أصح حدثنا أبو عاصم عن ابن جريح وحدثني محمد بن مقاتل أخبرنا
عبد الله أخبرنا ابن جريج قال أخبرني يحيى بن عبد الله بن صيفي ان عكرمة
ابن عبد الرحمن بن الحرث أخبره ان أم سلمة أخبرته ان النبي صلى الله عليه وسلم
حلف لا يدخل على بعض أهله شهرا فلما مضى تسعة وعشرون يوم غدا عليهن
أو راح فقيل له يا نبي الله حلفت أن لا تدخل عليهن شهرا قال إن الشهر يكون
تسعة وعشرين يوما حدثنا علي بن عبد الله حدثنا مروان بن معاوية حدثنا
أبو يعفور قال تذاكرنا عند أبي الضحى فقال ابن عباس قال أصبحنا يوما
152

ونساء النبي صلى الله عليه وسلم يبكين عند كل امرأة منهن أهلها فخرجت إلى
المسجد فإذا هو ملآن من الناس فجاء عمر بن الخطاب فصعد إلى النبي صلى الله
عليه وسلم وهو في غرفة له فسلم فلم يجبه أحد ثم سلم فلم يجبه أحد ثم سلم فلم
يجبه أحد فناداه فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أطلقت نساءك فقال لا
ولكن آليت منهن شهرا فمكث تسعا وعشرين ثم دخل على نسائه باب
ما يكره من ضرب النساء وقوله واضربوهن ضربا غير مبرح حدثنا محمد
ابن يوسف حدثنا سفيان عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن زمعة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر
اليوم باب لا تطيع المرأة زوجها في معصية حدثنا خلاد بن يحيى
حدثنا إبراهيم بن نافع عن الحسن هو ابن مسلم عن صفية عن عائشة ان امرأة
من الأنصار زوجت ابنتها فتمعط شعر رأسها فجاءت إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فذكرت ذلك له فقالت إن زوجها امرني ان أصل في شعرها فقال لا
انه قد لعن الموصلات باب وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو
اعراضا حدثنا ابن سلام أخبرنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة
رضي الله عنها وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا قالت هي المرأة
تكون عند الرجل لا يستكثر منها فيريد طلاقها ويتزوج غيرها تقول له
أمسكني ولا تطلقني ثم تزوج غيري فأنت في حل من النفقة على والقسمة لي
فذلك قوله تعالى فلا جناح عليهما ان يصالحا بينهما صلحا والصلح خير باب
العزل حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج عن عطاء عن جابر
قال كنا نعزل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
سفيان قال عمرو أخبرني عطاء سمع جابرا رضي الله عنه قال كنا نعزل والقرآن
ينزل وعن عمرو عن عطاء عن جابر قال كنا نعزل على عهد النبي صلى الله عليه
153

وسلم والقرآن ينزل حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية عن مالك
ابن أنس عن الزهري عن ابن محيريز عن أبي سعيد الخدري قال أصبنا سبيا فكنا
نعزل فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أو انكم لتفعلون قالها ثلاثا
ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة الا هي كائنة باب القرعة بين النساء
إذا أراد سفرا حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال حدثني ابن أبي
مليكة عن القاسم عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج اقرع
بين نسائه فطارت القرعة لعائشة وحفصة وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
كان بالليل سار مع عائشة يتحدث فقالت حفصة الا تركبين الليلة بعيري واركب
بعيرك تنظرين وانظر فقالت بلى فركبت فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى جمل
عائشة وعليه حفصة فسلم عليها ثم سار حتى نزلوا وافتقدته عائشة فلما نزلوا
جعلت رجليها بين الإذخر وتقول يا رب سلط على عقربا أو حية تلدغني ولا
أستطيع ان أقول له شيئا باب المرأة تهب يومها من زوجها لضرتها
وكيف يقسم ذلك حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا زهير عن هشام عن أبيه
عن عائشة ان سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة وكان النبي صلى الله عليه
وسلم يقسم لعائشة بيومها ويوم سودة باب العدل بين النساء ولن
تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء إلى قوله واسعا حكيما باب إذا تزوج
البكر على الثيب حدثنا مسدد حدثنا بشر حدثنا خالد عن أبي قلابة عن
أنس ولو شئت ان أقول قال النبي صلى الله عليه وسلم ولكن قال السنة إذا تزوج
البكر أقام عندها سبعا وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثا باب إذا
تزوج الثيب على البكر حدثنا يوسف بن راشد حدثنا أبو أسامة عن سفيان
حدثنا أيوب وخالد عن أبي قلابة عن أنس قال من السنة إذا تزوج الرجل البكر
على الثيب أقام عندها سبعا وقسم وإذا تزوج الثيب على البكر أقام عندها
154

ثلاثا ثم قسم قال أبو قلابة ولو شئت لقلت ان انسا رفعه إلى النبي صلى الله عليه
وسلم وقال عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن أيوب وخالد قال خالد ولو شئت قلت
رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم باب من طاف على نسائه في غسل
واحد حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة
ان أنس بن مالك حدثهم ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه
في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة باب دخول الرجل على نسائه
في اليوم حدثنا فروة حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة
رضي الله عنها قالت كان رسول اله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من العصر
دخل على نسائه فيدنو من إحداهن فدخل على حفصة فاحتبس أكثر ما كان
يحتبس باب إذا استأذن الرجل نساءه في أن يمرض في بيت بعضهن
فأذن له حدثنا إسماعيل قال حدثني سليمان بن بلال قال هشام بن عروة أخبرني أبي
عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل
في مرضه الذي مات فيه أين انا غدا أين انا غدا يريد يوم عائشة فأذن له أزواجه
يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة حتى مات عندها قالت عائشة فمات في اليوم
الذي كان يدور على فيه في بيتي فقبضه الله وان رأسه لبين نحري وسحري
وخالط ريقه ريقي باب حب الرجل بعض نسائه أفضل من بعض
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا سليمان عن يحيى عن عبيد بن حنين سمع ابن
عباس عن عمر رضي الله عنهم دخل على حفصة فقال يا بنية لا يغرنك هذه التي
أعجبها حسنها حب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها يريد عائشة فقصصت
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم باب المتشبع بما لم ينل وما ينهى
من افتخار الضرة حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن هشام
عن فاطمة عن أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم وحدثني محمد بن المثنى حدثنا
155

يحيى عن هشام حدثتني فاطمة عن أسماء ان امرأة قالت يا رسول الله ان لي ضرة
فهل على جناح ان تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور باب الغيرة وقال
وراد عن المغيرة قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف
غير مصفح فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه
والله أغير مني حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن شقيق عن
عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد أغير من الله من
أجل ذلك حرم الفواحش وما أحد أحب إليه المدح من الله حدثنا عبد الله بن
مسلمة عن مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال يا أمة محمد ما أحد أغير من الله ان يرى عبده أو أمته
يزنى يا أمة محمد لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا حدثنا موسى
ابن إسماعيل حدثنا همام عن يحيى عن أبي سلمة ان عروة بن الزبير حدثه عن أمه
أسماء انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا شئ أغير من الله وعن
يحيى ان أبا سلمة حدثه ان أبا هريرة حدثه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله يغار وغيرة الله ان يأتي المؤمن
ما حرم الله حدثنا محمود حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام قال أخبرني أبي عن
أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت تزوجني الزبير وماله في الأرض من
مال ولا مملوك ولا شئ غير ناضح وغير فرسه فكنت اعلف فرسه واستقى الماء
وأخرز غربه وأعجن ولم أكن أحسن أخبز وكان يخبز جارات لي من الأنصار
وكن نسوة صدق وكنت انقل النوى من ارض الزبير التي اقطعه رسول الله
صلى الله عليه وسلم على رأسي وهي منى على ثلثي فرسخ فجئت يوما والنوى على
156

رأسي فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من الأنصار فدعاني ثم
قال أخ أخ ليحملني خلفه فاستحييت ان أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته
وكان أغير الناس فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم انى قد استحييت فمضى
فجئت الزبير فقلت لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسي النوى ومعه
نفر من أصحابه فأناخ لأركب فاستحييت منه وعرفت غيرتك فقال والله لحملك
النوى كان أشد على من ركوبك معه قالت حتى أرسل إلى أبو بكر بعد ذلك
بخادم يكفيني سياسة الفرس فكأنما أعتقني حدثنا على حدثنا ابن علية عن
حميد عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه فأرسلت
احدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم
في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة فانفلقت فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق
الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول غارت أمكم ثم
حبس الخادم حتى أتى بصحفة من عند التي هو في بيتها فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي
كسرت صحفتها وامسك المكسورة في بيت التي كسرت فيه حدثنا محمد بن أبي
بكر المقدمي حدثنا مغتمر عن عبيد الله عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد
الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة أو اتيت الجنة
فأبصرت قصرا فقلت لمن هذا قالوا لعمر بن الخطاب فأردت أن ادخله فلم يمنعني
الا علمي بغيرتك قال عمر بن الخطاب يا رسول الله بأبي أنت وأمي يا نبي الله أو عليك
أغار حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري أخبرني ابن المسيب
عن أبي هريرة قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما انا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ
إلى جانب قصر فقلت لمن هذا قال هذا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا
فبكى عمر وهو في المجلس ثم قال أو عليك يا رسول الله أغار باب غيرة
157

النساء ووجدهن حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لأعلم
إذا كنت عنى راضية وإذا كنت على غضبى قالت فقلت من أين تعرف ذلك
فقال اما إذا كنت عنى راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت غضبى
قلت لا ورب إبراهيم قالت قلت أجل والله يا رسول الله ما أهجر الا اسمك
حدثني أحمد بن أبي رجاء حدثنا النضر عن هشام قال أخبرني أبي عن عائشة
انها قالت ما غرت على امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما غرت على
خديجة لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها وثنائه عليها وقد أوحى
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبشرها ببيت لها في الجنة من قصب
باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والانصاف حدثنا قتيبة حدثنا
الليث عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول وهو على المنبر ان بنى هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم
علي بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن الا ان يريد ابن أبي طالب ان يطلق
ابنتي وينكح ابنتهم فإنما هي بضعة منى يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها
باب يقل الرجال ويكثر النساء وقال أبو موسى عن النبي صلى الله عليه
وسلم وترى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة
النساء حدثنا حفص بن عمر الحوضي حدثنا هشام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه
قال لأحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم
به أحد غيري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من أشراط
الساعة ان يرفع العلم ويكثر الجهل ويكثر الزنا ويكثر شرب الخمر ويقل الرجال
ويكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد باب لا يخلون
رجل بامرأة الا ذو محرم والدخول على المغيبة حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
158

ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار يا رسول الله
أفرأيت الحمو قال الحمو الموت حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو
عن أبي معبد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يخلون رجل
بامرأة الا مع ذي محرم فقام رجل فقال يا رسول الله امرأتي خرجت حاجة
واكتتبت في غزوة كذا وكذا قال ارجع فحج مع امرأتك باب ما يجوز
ان يخلو الرجل بالمرأة عند الناس حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا
شعبة عن هشام قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاءت امرأة من
الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخلا بها فقال والله انكن لأحب الناس
إلى باب ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة حدثنا عثمان
ابن أبي شيبة حدثنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب ابنة أم سلمة
عن أم سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان عندها وفى البيت مخنث فقال
المخنث لاحى أم سلمة عبد الله بن أبي أمية ان فتح الله لكم الطائف غدا أدلك على
ابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخلن
هذا عليكم باب نظر المرأة إلى الحبش ونحوهم من غير ريبة حدثنا إسحاق
بن إبراهيم الحنظلي عن عيسى عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن
عائشة رضي الله عنها قالت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وانا
انظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد حتى أكون انا الذي أسأم فاقدروا قدر
الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو باب خروج النساء لحوائجهن
حدثنا فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة
قالت خرجت سودة بنت زمعة ليلا فرآها عمر فعرفها فقال إنك والله يا سودة
ما تخفين علينا فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له وهو
159

في حجرتي يتعشى وان في يده لعرقا فأنزل عليه فرفع عنه وهو يقول قد اذن الله
لكن ان تخرجن لحوائجكن باب استئذان المرأة زوجها في الخروج
إلى المسجد وغيره حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سالم
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا
يمنعها باب ما يحل من الدخول والنظر إلى النساء في الرضاع حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
انها قالت جاء عمى من الرضاعة فأستأذن على فأبيت ان آذن له حتى اسأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك
فقال إنه عمك فأذني له قالت فقلت يا رسول الله إنما أرضعتني المرأة ولم يرضعني
الرجل قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه عمك فليلج عليك قالت
عائشة وذلك بعد أن ضرب علينا الحجاب قالت عائشة يحرم من الرضاعة ما يحرم
من الولادة باب لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها حدثنا محمد بن
يوسف حدثنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه
ينظر إليها حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني
شقيق قال سمعت عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تباشر المرأة المرأة
فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها باب قول الرجل لأطوفن الليلة على
نسائه حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال سليمان بن داود عليهما السلام لأطوفن الليلة بمائة امرأة
تلد كل امرأة غلاما يقاتل في سبيل الله فقال له الملك قل إن شاء الله فلم يقل
ونسي فأطاف بهن ولم تلد منهن الا امرأة نصف انسان قال النبي صلى الله عليه
وسلم لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان أرجى لحاجته باب لا يطرق
160

أهله ليلا إذا أطال الغيبة مخافة ان يخونهم أو يلتمس عثراتهم حدثنا آدم حدثنا
شعبة حدثنا محارب بن دثار قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره ان يأتي الرجل أهله طروقا حدثنا محمد بن
مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا عاصم بن سليمان عن الشعبي انه سمع جابر بن عبد الله
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق
أهله ليلا باب طلب الولد حدثنا مسدد عن هشيم عن سيار عن
الشعبي عن جابر قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فلما
قفلنا تعجلت على بعير قطوف فلحقني راكب من خلفي فالتفت فإذا انا برسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ما يعجلك قلت انى حديث عهد بعرس قال فبكرا تزوجت
أم ثيبا قلت بل ثيبا قال فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك قال فلما قدمنا ذهبنا
لندخل فقال أمهلوا حتى تدخلوا ليلا أي عشاء لكي تمتشط الشعثة وتستحد
المغيبة قال وحدثني الثقة أنه قال في هذا الحديث الكيس الكيس يا جابر يعنى
الولد حدثنا محمد بن الوليد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سيار عن
الشعبي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا
دخلت ليلا فلا تدخل على أهلك حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليك بالكيس الكيس * تابعه عبيد الله عن وهب
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكيس باب تستحد المغيبة
وتمتشط الشعثة حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم أخبرنا سيار عن
الشعبي عن جابر بن عبد الله قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة فلما
قفلنا كنا قريبا من المدينة تعجلت على بعير لي قطوف فلحقني راكب من خلفي
فنخس بعيري بعنزة كانت معه فسار بعيري كأحسن ما أنت راء من الإبل فالتفت
فإذا انا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله انى حديث عهد بعرس
161

حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت انسا رضي الله عنه قال قالت أم سليم أنس
خادمك ادع الله له قال اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته باب
الدعاء عند الاستخارة حدثنا مطرف بن عبد الله أبو مصعب حدثنا عبد الرحمن
ابن أبي الموال عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله
عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن إذا هم
أحدكم بالأمر فليركع ركعتين ثم يقول اللهم إني أستخيرك بعلمك واستقدرك
بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت
علام الغيوب اللهم ان كنت تعلم أن هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة
امرى أو قال في عاجل امرى وآجله فاقدره لي وإن كنت تعلم أن هذا الامر
شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امرى أو قال في عاجل امرى وآجله فاصرفه عنى
واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ويسمى حاجته باب
الدعاء عند الوضوء حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله
عن أبي بردة عن أبي موسى قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ ثم رفع
يديه فقال اللهم اغفر لعبيد أبى عامر ورأيت بياض إبطيه فقال اللهم اجعله
يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس باب الدعاء إذا علا عقبة
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي عثمان عن أبي
موسى قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنا إذا علونا كبرنا فقال
النبي صلى الله عليه وسلم أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا
غائبا ولكن تدعون سميعا بصيرا ثم أتى على وأنا أقول في نفسي لاحول ولا
قوة الا بالله فقال يا عبد الله بن قيس قل لاحول ولا قوة الا بالله فإنها كنز من
كنوز الجنة أو قال الا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة لاحول ولا قوة
الا بالله باب الدعاء إذا هبط واديا * فيه حديث جابر رضي الله عنه باب
162

الدعاء إذا أراد سفرا أو رجع * فيه يحيى بن أبي إسحاق عن أنس حدثنا إسماعيل
قال حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض
ثلاث تكبيرات ثم يقول لا اله الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شئ قدير آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون صدق الله وعده
ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده باب الدعاء للمتزوج حدثنا
مسدد حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال رأى النبي صلى
الله عليه وسلم على عبد الرحمن بن عوف اثر صفرة فقال مهيم أو مه قال تزوجت
امرأة على وزن نواة من ذهب فقال بارك الله لك أو لم ولو بشاة حدثنا
أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن جابر رضي الله عنه قال هلك أبى
وترك سبع أو تسع بنات فتزوجت امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم تزوجت
يا جابر قلت نعم قال بكرا أم ثيبا قلت ثيبا قال هلا جارية تلاعبها وتلاعبك
وتضاحكها وتضاحكك قلت هلك أبى فترك سبع أو تسع بنات فكرهت ان
أجيئهن بمثلهن فتزوجت امرأة تقوم عليهن قال فبارك الله عليك * لم يقل ابن
عيينة ومحمد بن مسلم عن عمرو بارك الله عليك باب ما يقول إذا أتى
أهله حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن سالم عن كريب
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لو أن أحدهم إذا
أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا
فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان ابدا باب قول النبي
صلى الله عليه وسلم ربنا آتنا في الدنيا حسنة حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث
عن عبد العزيز عن أنس قال كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم آتنا
في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار باب التعوذ من
163

ابن شراحيل ومعها دايتها حاضنة لها فلما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم قال
هبي نفسك لي قالت وهل تهب الملكة نفسها للسوقة قال فأهوى بيده يضع يده
عليها لتسكن فقالت أعوذ بالله منك فقال قد عذت بمعاذ ثم خرج علينا فقال يا أبا
أسيد أكسها رازقيين والحقها بأهلها * وقال الحسين بن الوليد النيسابوري
عن عبد الرحمن عن عباس بن سهل عن أبيه وأبى أسيد قالا تزوج النبي صلى الله عليه
وسلم أميمة بنت شراحيل فلما أدخلت عليه بسط يده إليها فكأنها كرهت ذلك
فأمر أبا أسيد أن يجهزها ويكسوها ثوبين رازقيين حدثنا عبد الله بن محمد
حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير حدثنا عبد الرحمن عن حمزة عن أبيه وعن عباس بن
سهل بن سعد عن أبيه بهذا حدثنا حجاج بن منهال حدثنا همام بن يحيى عن قتادة
عن أبي غلاب يونس بن جبير قال قلت لابن عمر رجل طلق امرأته وهي حائض
فقال تعرف ابن عمر ان ابن عمر طلق امرأته وهي حائض فأتى عمر النبي صلى الله
عليه وسلم فذكر ذلك له فأمره ان يراجعها فإذا طهرت فأراد أن يطلقها
فليطلقها قلت فهل عد ذلك طلاقا قال أرأيت ان عجز واستحمق باب
من أجاز طلاق الثلاث لقول الله تعالى الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح
باحسان وقال ابن الزبير في مريض طلق لا أرى أن ترث مبتوتة وقال الشعبي
ترثه وقال ابن شبرمة تزوج إذا انقضت العدة قال نعم قال أرأيت إن مات الزوج
الآخر فرجع عن ذلك حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب
أن سهل بن سعد الساعدي أخبره أن عويمرا العجلاني جاء إلى عاصم بن عدي
الأنصاري فقال له يا عاصم أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه
أم كيف يفعل سل لي يا عاصم عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل
عاصم عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فكره رسول الله صلى الله عليه
وسلم المسائل وعابها حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول الله صلى الله عليه
164

وسلم فلما رجع عاصم إلى أهله جاء عويمر فقال يا عاصم ماذا قال لك رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال عاصم لم تأتني بخير قد كره رسول الله صلى الله عليه
وسلم المسألة التي سألته عنها قال عويمر والله لا أنتهي حتى أسأله عنها فأقبل
عويمر حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط الناس فقال يا رسول الله
أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم قد أنزل الله فيك وفى صاحبتك فاذهب فأت بها قال سهل
فتلاعنا وأنا مع الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغا قال عويمر
كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها فطلقها ثلاثا قبل أن يأمره رسول الله
صلى الله عليه وسلم * قال ابن شهاب فكانت تلك سنة المتلاعنين حدثنا سعيد
ابن عفير حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن
عائشة أخبرته أن امرأة رفاعة القرظي جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت يا رسول الله إن رفاعة طلقني فبت طلاقي وإني نكحت بعده عبد الرحمن
ابن الزبير القرظي وإن ما معه مثل الهدبة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلك
تريدين ان ترجعي إلى رفاعة لا حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته حدثني
محمد بن بشار حدثنا يحيى بن عبيد الله قال حدثني القاسم بن محمد عن عائشة أن رجلا
طلق امرأته ثلاثا فتزوجت فطلق فسئل النبي صلى الله عليه وسلم أتحل للأول
قال لا حتى يذوق عسيلتها كما ذاق الأول باب من خير نساءه وقول الله تعالى
قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن
سراحا جميلا حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا مسلم
عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت خيرنا النبي صلى الله عليه وسلم
فاخترنا الله ورسوله فلم يعد ذلك علينا شيئا حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل
حدثنا عامر عن مسروق قال سألت عائشة عن الخيرة فقالت خيرنا النبي صلى الله
165

عليه وسلم أفكان طلاقا قال مسروق لا أبالي أخيرتها واحدة أو مائة بعد أن
تختارني باب إذا قال فارقتك أو سرحتك أو الخلية أو البرية أو ما عنى به
الطلاق فهو على نيته قول الله تعالى عز وجل وسرحوهن سراحا جميلا قال وأسرحكن
سرحا جميلا وقال تعالى فإمساك بمعروف أو تسريح باحسان وقال أو فارقوهن
بمعروف وقالت عائشة قد علم النبي صلى الله عليه وسلم أن أبوى لم يكونا يأمراني
بفراقه باب من قال لامرأته أنت على حرام وقال الحسن نيته وقال
أهل العلم إذا طلق ثلاثا فقد حرمت عليه فسموه حراما بالطلاق والفراق وليس
هذا كالذي يحرم الطعام لأنه لا يقال لطعام الحل حرام ويقال للمطلقة حرام
وقال في الطلاق ثلاثا لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره وقال الليث عن نافع قال
كان ابن عمر إذا سئل عمن طلق ثلاثا قال لو طلقت مرة أو مرتين فإن النبي
صلى الله عليه وسلم أمرني بهذا فان طلقتها ثلاثا حرمت حتى تنكح زوجا غيرك
حدثنا محمد حدثنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
طلق رجل امرأته فتزوجت زوجا غيره فطلقها وكانت معه مثل الهدبة فلم
تصل منه إلى شئ تريده فلم يلبث أن طلقها فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت
يا رسول الله إن زوجي طلقني وإني تزوجت زوجا غيره فدخل بي ولم يكن معه
إلا مثل الهدبة فلم يقربني إلا هنة واحدة لم يصل منى إلى شئ فأحل لزوجي
الأول فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحلين لزوجك الأول حتى يذوق
الآخر عسيلتك وتذوقي عسيلته باب لم تحرم ما أحل الله لك حدثني
الحسن بن صباح سمع الربيع بن نافع حدثنا معاوية عن يحيى بن أبي كثير عن
يعلى بن حكيم عن سعيد بن جبير انه أخبره انه سمع ابن عباس يقول إذا حرم
امرأته ليس بشئ وقال لكم في رسول الله أسوة حسنة حدثني الحسن بن
محمد بن الصباح حدثنا حجاج عن ابن جريح قال زعم عطاء انه سمع عبيد بن
166

عمير يقول سمعت عائشة رضي الله عنها إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث
عند زينب ابنة جحش ويشرب عندها عسلا فتواصيت أنا وحفصة ان ائتنا
دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل إني لأجد منك ريح مغافير أكلت
مغافير فدخل على إحداهما فقالت له ذلك فقال لا بل شربت عسلا عند زينب
بنت جحش ولن أعود له فنزلت يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك إلى إن تتوبا
إلى الله لعائشة وحفصة وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا لقوله بل
شربت عسلا حدثنا فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحب العسل والحلواء وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من
إحداهن فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس فغرت
فسألت عن ذلك فقيل لي أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل فسقت
النبي صلى الله عليه وسلم منه شربة فقلت اما والله لنحتالن له فقلت لسودة بنت
زمعة إنه سيدنو منك فإذا دنا منك فقولي أكلت مغافير فإنه سيقول لك
لا فقولي له ما هذه الريح التي أجد منك فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة
عسل فقولي له جرست نحله العرفط وسأقول ذلك وقولي أنت يا صفية ذاك
قالت تقول سودة فوالله ما هو إلا أن قام على الباب فأردت أن أبادئه بما أمرتني به
فرقا منك فلما دنا منها قالت له سودة يا رسول الله أكلت مغافير قال لا قالت
فما هذه الريح التي أجد منك قال سقتني حفصة شربة عسل فقالت جرست
نحله العرفط فلما دار إلى قلت له نحو ذلك فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك
فلما دار إلى حفصة قالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أسقيك منه قال لا حاجة لي فيه قالت
تقول سودة والله لقد حرمناه قلت لها اسكتي باب لا طلاق قبل النكاح
وقول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل
167

ان تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا
وقال ابن عباس جعل الله الطلاق بعد النكاح ويروى في ذلك عن علي وسعيد
ابن المسيب وعروة بن الزبير وأبى بكر بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله بن
عتبة وأبان بن عثمان وعلي بن حسين وشريح وسعيد بن جبير والقاسم وسالم
وطاوس والحسن وعكرمة وعطاء وعامر بن سعد وجابر بن زيد ونافع بن جبير
ومحمد بن كعب وسليمان بن يسار ومجاهد والقاسم بن عبد الرحمن وعمرو بن هرم
والشعبي أنها لا تطلق باب إذا قال لامرأته وهو مكره هذه أختي
فلا شئ عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم قال إبراهيم لسارة هذه أختي وذلك
في ذات الله عز وجل باب الطلاق في الاغلاق والمكره والسكران
والمجنون وأمرهما والغلط والنسيان في الطلاق والشرك وغيره لقول النبي
صلى الله عليه وسلم الاعمال بالنية ولكل امرئ ما نوى وتلا الشعبي لا تؤاخذنا
إن نسينا أو أخطأنا وما لا يجوز من إقرار الموسوس وقال النبي صلى الله عليه
وسلم للذي أقر على نفسه أبك جنون وقال على بقر حمزة خواصر شارفي فطفق
النبي صلى الله عليه وسلم يلوم حمزة فإذا حمزة قد ثمل محمرة عيناه ثم قال حمزة
هل أنتم إلا عبيد لأبي فعرف النبي صلى الله عليه وسلم انه قد ثمل فخرج وخرجنا
معه وقال عثمان ليس لمجنون ولا لسكران طلاق وقال ابن عباس طلاق السكران
والمستكره ليس بجائز وقال عقبة بن عامر لا يجوز طلاق الموسوس وقال
عطاء إذا بدأ بالطلاق فله شرطه وقال نافع طلق رجل امرأته البتة إن خرجت
فقال ابن عمر ان خرجت فقد بتت منه وإن لم تخرج فليس بشئ وقال الزهري
فيمن قال إن لم افعل كذا وكذا فامرأتي طالق ثلاثا يسئل عما قال وعقد عليه
قلبه حين حلف بتلك اليمين فإن سمى أجلا أراده وعقد عليه قلبه حين حلف
جعل ذلك في دينه وأمانته وقال إبراهيم إن قال لا حاجة لي فيك نيته وطلاق
168

كل قوم بلسانهم وقال قتادة إذا قال إذا حملت فأنت طالق ثلاثا يغشاها عند
كل طهر مرة فإن استبان حملها فقد بانت منه وقال الحسن إذا قال ألحقي بأهلك
نيته وقال ابن عباس الطلاق عن وطر والعتاق ما أريد به وجه الله وقال الزهري
إن قال ما أنت بامرأتي نيته وإن نوى طلاقا فهو ما نوى وقال على ألم تعلم
أن القلم رفع عن ثلاثة عن المجنون حتى يفيق وعن الصبي حتى يدرك وعن النائم
حتى يستيقظ وقال على وكل الطلاق جائز إلا طلاق المعتوه حدثنا مسلم بن
إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها
ما لم تعمل أو تتكلم وقال قتادة إذا طلق في نفسه فليس بشئ حدثنا أصبغ
أخبرنا ابن وهب بن يونس عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن
عن جابر أن رجلا من أسلم أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فقال
إنه قد زنى فأعرض عنه فتنحى لشقه الذي أعرض فشهد على نفسه أربع
شهادات فدعاه فقال هل بك جنون هل أحصنت قال نعم فأمر به أن يرجم
بالمصلى فلما أذلقته الحجارة جمز حتى أدرك بالحرة فقتل حدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب أن
أبا هريرة قال أتى رجل من أسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد
فناداه فقال يا رسول الله إن الاخر قد زنى يعنى نفسه فأعرض عنه فتنحى لشق
وجهه الذي أعرض قبله فقال يا رسول الله إن الاخر قد زنى فأعرض عنه
فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله فقال له ذلك فأعرض عنه فتنحى له الرابعة
فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه فقال هل بك جنون قال لا فقال النبي
صلى الله عليه وسلم اذهبوا به فأرجموه وكان قد أحصن وعن الزهري قال
أخبرني من سمع جابر بن عبد الله الأنصاري قال كنت فيمن رجمه فرجمناه
169

بالمصلى بالمدينة فلما أذلقته الحجارة جمز حتى أدركناه بالحرة فرجمناه حتى مات
باب الخلع وكيف الطلاق فيه وقول الله تعالى ولا يحل لكم ان تأخذوا
مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا أن لا يقيما حدود الله وأجاز عمر الخلع دون
السلطان وأجاز عثمان الخلع دون عقاص رأسها وقال طاوس إلا أن يخافا أن
لا يقيما حدود الله فيما افترض لكل واحد منهما على صاحبه في العشرة والصحبة
ولم يقل قول السفهاء لا يحل حتى تقول لا اغتسل لك من جنابة حدثنا أزهر
ابن جميل حدثنا عبد الوهاب الثقفي حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس أن
امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ثابت بن
قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكني اكره الكفر في الاسلام فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته قالت نعم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اقبل الحديقة وطلقها تطليقة * قال أبو عبد الله لا يتابع فيه
عن ابن عباس حدثنا إسحاق الواسطي حدثنا خالد عن خالد الحذاء عن عكرمة
ان أخت عبد الله بن أبي بهذا وقال تردين حديقته قالت نعم فردتها وأمره
يطلقها وقال إبراهيم بن طهمان عن خالد عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم
وطلقها وعن ابن أبي تميمة عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال جاءت امرأة ثابت بن
قيس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني لا أعتب على
ثابت في دين ولا خلق ولكني لا أطيقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتردين عليه حديقته قالت نعم حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي حدثنا
قراد أبو نوح حدثنا جرير بن حازم عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال جاءت امرأة بن قيس بن شماس إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت يا رسول الله ما أنقم على ثابت في دين ولا خلق إلا انى أخاف الكفر فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فتردين عليه حديقته قالت نعم فردت عليه وأمره
170

ففارقها حدثنا سليمان حدثنا حماد عن أيوب عن عكرمة ان جميلة فذكر
الحديث باب الشقاق وهل يشير بالخلع عند الضرورة وقول الله تعالى
وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها الآية حدثنا
أبو الوليد حدثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة الزهري قال
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم إن بنى المغيرة استأذنوا في أن ينكح على
ابنتهم فلا آذن باب لا يكون بيع الأمة طلاقا حدثنا إسماعيل بن
عبد الله حدثني مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم بن محمد عن عائشة
رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان في بريرة ثلاث سنين
إحدى السنن أنها أعتقت فخيرت في زوجها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الولاء لمن أعتق ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والبرمة تفور بلحم فقرب
إليه خبز وادم من ادم البيت فقال ألم أر البرمة فيها لحم قالوا بلى ولكن ذاك
لحم تصدق به على بريرة وأنت لا تأكل الصدقة قال عليها صدقة ولنا هدية
باب خيار الأمة تحت العبد حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة وهمام عن
قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال رأيته عبدا يعنى زوج بريرة حدثنا عبد
الأعلى بن حماد حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال ذاك
مغيث عبد بنى فلان يعنى زوج بريرة كأني انظر إليه يتبعها في سكك المدينة
يبكى عليها حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد الوهاب عن أيوب عن عكرمة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان زوج بريرة عبدا اسود يقال له مغيث
عبدا لبنى فلان كأني انظر إليه يطوف وراءها في سكك المدينة باب
شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في زوج بريرة حدثنا محمد أخبرنا عبد الوهاب
حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس ان زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث
كأني انظر إليه يطوف خلفها يبكى ودموعه تسيل على لحيته فقال صلى الله
171

عليه وسلم لعباس يا عباس الا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة
مغيثا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو راجعتيه قالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم تأمرني قال
إنما انا أشفع قالت لا حاجة لي فيه باب حدثنا عبد الله بن رجاء أخبرنا
شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود أن عائشة أرادت أن تشترى بريرة فأبى
مواليها إلا أن يشترطوا الولاء فذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم فقال اشتريها
وأعتقيها فإنما الولاء لمن اعتقى وأتى النبي صلى الله عليه وسلم بلحم فقيل إن هذا
ما تصدق على بريرة فقال هو لها صدقة ولنا هدية حدثنا آدم حدثنا شعبة
وزاد فخيرت من زوجها باب قول الله تعالى ولا تنكحوا المشركات
حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم حدثنا قتيبة حدثنا
ليث عن نافع ان ابن عمر كان إذا سئل عن نكاح النصرانية واليهودية قال إن الله
حرم المشركات على المؤمنين ولا أعلم من الاشراك شيئا أكبر من أن تقول المرأة
ربها عيسى وهو عبد من عباد الله باب نكاح من أسلم من المشركات
وعدتهن حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج وقال عطاء
عن ابن عباس كان المشركون على منزلتين من النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين
كانوا مشركي أهل حرب يقاتلهم ويقاتلونه ومشركي أهل عهد لا يقاتلهم
ولا يقاتلونه وكان إذا هاجرت امرأة من أهل الحرب لم تخطب حتى تحيض
وتطهر فإذا طهرت حل لها النكاح فإن هاجر زوجها قبل أن تنكح ردت إليه
وإن هاجر عبد منهم أو أمة فهما حران ولهما ما للمهاجرين ثم ذكر من أهل العهد
مثل حديث مجاهد وإن هاجر عبد أو أمة للمشركين أهل العهد لم يردوا وردت
أثمانهم وقال عطاء عن ابن عباس كانت قريبة بنت أبي أمية عند عمر بن الخطاب
فطلقها فتزوجها معاوية بن أبي سفيان وكانت أم الحكيم ابنة أبي سفيان تحت عياض
ابن غنم الفهري فطلقها فتزوجها عبد الله بن عثمان الثقفي باب إذا أسلمت
172

المشركة أو النصرانية تحت الذمي أو الحربي وقال عبد الوارث عن خالد عن عكرمة
عن ابن عباس إذا أسلمت النصرانية قبل زوجها بساعة حرمت عليه وقال داود
عن إبراهيم الصائغ سئل عطاء عن امرأة من أهل العهد أسلمت ثم أسلم زوجها
في العدة أهي امرأته قال لا إلا أن تشاء هي بنكاح جديد وصداق وقال مجاهد
إذا أسلم في العدة يتزوجها وقال الله تعالى لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن
وقال الحسن وقتادة في مجوسيين أسلما هما على نكاحهما وإذا سبق أحدهما صاحبه
وأبى الآخر بانت لا سبيل له عليها وقال ابن جريج قلت لعطاء امرأة من
المشركين جاءت إلى المسلمين أيعاوض زوجها منها لقوله تعالى وآتوهم ما انفقوا
قال لا إنما كان ذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل العهد وقال مجاهد
هذا كله في صلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش حدثنا يحيى بن
بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب وقال إبراهيم بن المنذر حدثني ابن
وهب حدثني يونس قال ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير ان عائشة رضي الله عنها
زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى النبي
صلى الله عليه وسلم يمتحنهن بقول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات
مهاجرات فامتحنوهن إلى آخر الآية قالت عائشة فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات
فقد أقر بالمحنة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اقررن بذلك من قولهن
قال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقن فقد بايعتكن لا والله ما مست
يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط غير أنه بايعهن بالكلام والله
ما اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء إلا بما امره الله يقول لهن إذا
اخذ عليهن قد بايعتكن كلاما باب قول الله تعالى للذين يؤلون من
نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاؤا رجعوا فإن الله غفور رحيم وإن عزموا
الطلاق فإن الله سميع عليم حدثنا إسماعيل بن أبي أويس عن أخيه عن سليمان
173

عن حميد الطويل انه سمع أنس بن مالك يقول آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
من نسائه وكانت انفكت رجله فأقام في مشربة له تسعا وعشرين ثم نزل فقالوا
يا رسول الله آليت شهرا فقال الشهر تسع وعشرون حدثنا قتيبة حدثنا
الليث عن نافع ان ابن عمر رضي الله عنهما كان يقول في الايلاء الذي سمى الله
تعالى لا يحل لاحد بعد الاجل إلا أن يمسك بالمعروف أو يعزم بالطلاق كما
امر الله عز وجل * وقال لي إسماعيل حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر إذا مضت
أربعة أشهر يوقف حتى يطلق ولا يقع عليه الطلاق حتى يطلق ويذكر ذلك
عن عثمان وعلى وأبى الدرداء وعائشة واثنى عشر رجلا من أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم باب حكم المفقود في أهله وماله وقال ابن المسيب إذا فقد
في الصف عند القتال تربص امرأته سنة واشترى ابن مسعود جارية والتمس
صاحبها سنة فلم يجده وفقد فأخذ يعطى الدرهم والدرهمين وقال اللهم عن فلان
فإن أبى فلان فلي وعلى وقال هكذا فافعلوا باللقطة وقال ابن عباس نحوه وقال
الزهري في الأسير يعلم مكانه لا تتزوج امرأته ولا يقسم ماله فإذا انقطع
خبره فسنته سنة المفقود حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن يحيى بن
سعيد عن يزيد مولى المنبعث أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ضالة الغنم
فقال خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب وسئل عن ضالة الإبل فغضب
واحمرت وجنتاه وقال مالك ولها معها الحذاء والسقاء تشرب الماء وتأكل
الشجر حتى يلقاها ربها وسئل عن اللقطة فقال أعرف وكاءها وعفاصها وعرفها
سنة فإن جاء ممن يعرفها وإلا فاخلطها بمالك قال سفيان فلقيت ربيعة بن أبي
عبد الرحمن ولم أحفظ عنه شيئا غير هذا فقلت أرأيت حديث يزيد مولى المنبعث
في أمر الضالة هو عن زيد بن خالد قال نعم قال يحيى ويقول ربيعة عن يزيد مولى
المنبعث عن زيد بن خالد قال سفيان فلقيت ربيعة فقلت له باب الظهار
174

وقول الله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها إلى قوله فمن لم يستطع
فإطعام ستين مسكينا * وقال لي إسماعيل حدثني مالك أنه سأل ابن شهاب عن
ظهار العبد فقال نحو ظهار الحر قال مالك وصيام العبد شهران وقال الحسن
ابن الحر ظهار الحر والعبد من الحرة والأمة سواء وقال عكرمة إن ظاهر من
أمته فليس بشئ إنما الظهار من النساء وفى العربية لما قالوا أي فيما قالوا وفى بعض
ما قالوا وهذا أولى لان الله تعالى لم يدل على المنكر وقول الزور باب
الإشارة في الطلاق والأمور وقال ابن عمر قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يعذب
الله بدمع العين ولكن يعذب بهذا فأشار إلى لسانه وقال كعب بن مالك أشار
النبي صلى الله عليه وسلم إلى أي خذ النصف وقالت أسماء صلى النبي صلى الله عليه
وسلم في الكسوف فقلت لعائشة ما شأن الناس فأومأت برأسها إلى الشمس
فقلت آية فأومأت برأسها وهي تصلى أن نعم وقال أنس أومأ النبي صلى الله عليه
وسلم بيده إلى أبي بكر أن يتقدم وقال ابن عباس أومأ النبي صلى الله عليه وسلم
بيده لا حرج وقال أبو قتادة قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصيد للمحرم أحد
منكم امره ان يحمل عليها أو أشار إليها قالوا لا قال فكلوا حدثنا عبد الله بن
محمد حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو حدثنا إبراهيم عن خالد عن عكرمة
عن ابن عباس قال طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعيره وكان كلما أتى
على الركن أشار إليه وكبر وقالت زينب قال النبي صلى الله عليه وسلم فتح من
ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وهذه وعقد تسعين حدثنا مسدد حدثنا
بشر بن المفضل حدثنا سلمة بن علقمة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال
أبو القاسم صلى الله عليه وسلم في الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم قائم يصلى يسأل
الله خيرا إلا أعطاه وقال بيده ووضع أنملته على بطن الوسطى والخنصر قلنا
يزهدها * قال وقال الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن شعبة بن الحجاج
175

عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك قال عدا يهودي في عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم على جارية فأخذ أوضاحا كانت عليها ورضخ رأسها فأتى بها أهلها
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي في آخر رمق وقد أصمتت فقال لها رسول الله
صلى الله عليه وسلم من قتلك فلان لغير الذي قتلها فأشارت برأسها أن لا قال
فقال لرجل آخر غير الذي قتلها فأشارت أن لا فقال ففلان لقاتلها فأشارت
ان نعم فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضخ رأسه بن حجرين حدثني
قبيصة حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول الفتنة من هنا وأشار إلى المشرق حدثنا علي بن
عبد الله حدثنا جرير بن عبد الحميد عن أبي إسحاق الشيباني عن عبد الله بن أبي أوفى
قال كنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما غربت الشمس قال لرجل
انزل فاجدح لي قال يا رسول الله لو أمسيت ثم قال انزل فاجدح قال يا رسول الله
لو أمسيت إن عليك نهارا ثم قال انزل فاجدح فنزل فجدح له في الثالثة فشرب
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أومأ بيده إلى المشرق فقال إذا رأيتم الليل قد
أقبل من ههنا فقد أفطر الصائم حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا يزيد بن زريع
عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم لا يمنعن أحدا منكم نداء بلال أو قال أذانه من سحوره فإنما
ينادى أو قال يؤذن ليرجع قائمكم وليس أن يقول كأنه يعنى الصبح أو الفجر
وأظهر يزيد يديه ثم مد إحداهما من الأخرى * وقال الليث حدثني جعفر بن
ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز سمعت أبا هريرة قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من لدن ثدييهما
إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق شيئا إلا مادت على جلده حتى تجن بنانه وتعفو
اثره وأما البخيل فلا يريد ينفق إلا لزمت كل حلقة موضعها فهو يوسعها
176

ولا تتسع ويشير بإصبعه إلى حلقه باب اللعان وقول الله تعالى والذين
يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم إلى قوله إن كان من
الصادقين فإذا قذف الأخرس امرأته بكتابة أو إشارة أو إيماء معروف فهو
كالمتكلم لان النبي صلى الله عليه وسلم قد أجاز الإشارة في الفرائض وهو قول
بعض أهل الحجاز وأهل العلم * وقال الله تعالى فأشارت إليه قالوا كيف نكلم
من كان في المهد صبيا * وقال الضحاك إلا رمزا إلا إشارة * وقال بعض الناس
لاحد ولا لعان ثم زعم أن الطلاق بكتاب أو إشارة أو إيماء جائز وليس بين
الطلاق والقذف فرق فان قال القذف لا يكون إلا بكلام قيل له كذلك
الطلاق لا يجوز إلا بكلام والا بطل الطلاق والقذف وكذلك العتق وكذلك
الأصم يلاعن وقال الشعبي وقتادة إذا قال أنت طالق فأشار بأصابعه تبين منه
بإشارته وقال إبراهيم الأخرس إذا كتب الطلاق بيده لزمه وقال حماد الأخرس
والأصم إن قال برأسه جاز حدثنا قتيبة حدثنا ليث عن يحيى بن سعيد
الأنصاري أنه سمع أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الا أخبركم بخير دور الأنصار قالوا بلى يا رسول الله قال بنو النجار ثم الذين
يلونهم بنو عبد الأشهل ثم الذين يلونهم بنو الحرث بن الخزرج ثم الذين يلونهم
بنو ساعدة ثم قال بيده فقبض أصابعه ثم بسطهن كالرامي بيده ثم قال وفى كل
دور الأنصار خير حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال أبو جازم سمعت
من سهل بن سعد الساعدي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت انا والساعة كهذه من هذه أو قال كهاتين
وقرن بين السبابة والوسطى حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا جبلة بن سحيم
سمعت ابن عمر يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم الشهر هكذا وهكذا وهكذا
يعنى ثلاثين ثم قال وهكذا وهكذا وهكذا يعنى تسعا وعشرين يقول مرة ثلاثين
177

ومرة تسعا وعشرين حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل
عن قيس عن أبي مسعود قال وأشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن
الايمان ههنا مرتين الا وإن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين حيث يطلع قرنا
الشيطان ربيعة ومضر حدثنا عمرو بن زرارة أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم
عن أبيه عن سهل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم في الجنة
هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا باب إذا عرض بنفي
الولد حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي
هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ولد لي غلام
اسود فقال هل لك من إبل قال نعم قال ما ألوانها قال حمر قال هل فيها من أورق
قال نعم قال فأنى ذلك قال لعله نزعه عرق قال فلعل ابنك هذا نزعه باب
احلاف الملاعن حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله
رضي الله عنه ان رجلا من الأنصار قذف امرأته فأحلفهما النبي صلى الله عليه
وسلم ثم فرق بينهما باب يبدأ الرجل بالتلاعن حدثني محمد بن بشار
حدثنا ابن أبي عدى عن هشام بن حسان حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان هلال ابن أمية قذف امرأته فجاء فشهد والنبي صلى الله عليه وسلم يقول
إن الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب ثم قامت فشهدت باب
اللعان ومن طلق بعد اللعان حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب
ان سهل بن سعد الساعدي أخبره ان عويمرا العجلاني جاء إلى عاصم بن عدي
الأنصاري فقال له يا عاصم أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه
أم كيف يفعل سل لي يا عاصم عن ذلك فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن ذلك فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها حتى كبر على عاصم
ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجع إلى أهله جاءه عويمر فقال
178

يا عاصم ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عاصم لعويمر لم تأتني
بخير قد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألة التي سألته عنه فقال عويمر
والله لا انتهى حتى أسأله عنها فأقبل عويمر حتى جاء رسول الله صلى الله عليه
وسلم وسط الناس فقال يا رسول الله أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله
فتقتلونه أم كيف يفعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل فيك
وفي صاحبتك فأذهب فأت بها قال سهل فتلاعنا وأنا مع الناس عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلما فرغا من تلاعنهما قال عويمر كذبت عليها يا رسول الله
إن أمسكتها فطلقها ثلاثا قبل أن يأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن
شهاب فكانت سنة المتلاعنين باب التلاعن في المسجد حدثنا يحيى
ابن جعفر أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج قال أخبرني ابن شهاب عن
الملاعنة وعن السنة فيها عن حديث سهل بن سعد اخى بنى ساعدة أن رجلا
من الأنصار جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت
رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله أم كيف يفعل فأنزل الله في شأنه ما ذكر
في القرآن من أمر المتلاعنين فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد قضى الله فيك
وفى امرأتك قال فتلاعنا في المسجد وانا شاهد فلما فرغا قال كذبت عليها
يا رسول الله إن أمسكتها فطلقها ثلاثا قبل أن يأمره رسول الله صلى الله عليه
وسلم حين فرغا من التلاعن ففارقها عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذاك
تفريق بين كل متلاعنين قال ابن جريج قال ابن شهاب فكانت السنة بعدهما
ان يفرق بين المتلاعنين وكانت حاملا وكان ابنها يدعى لامه قال ثم جرت
السنة في ميراثها أنها ترثه ويرث منها ما فرض الله له قال ابن جريج عن ابن
شهاب عن سهل بن سعد الساعدي في هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن جاءت به احمر قصيرا كأنه وحرة فلا أراها إلا قد صدقت وكذب عليها
179

وإن جاءت به أسود أعين ذا أليتين فلا أراه إلا قد صدق عليها فجاءت به على
المكروه من ذلك باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت راجما
بغير بينة حدثنا سعيد بن عفير حدثني الليث عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن
ابن القاسم عن القاسم بن محمد عن ابن عباس أنه ذكر التلاعن عند النبي صلى الله
عليه وسلم فقال عاصم بن عدي في ذلك قولا ثم انصرف فأتاه رجل من قومه
يشكو إليه أنه قد وجد مع امرأته فقال عاصم ما ابتليت بهذا الا لقولي
فذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي وجد عليه امرأته وكان
ذلك الرجل مصفرا قليل اللحم سبط الشعر وكان الذي ادعى عليه انه وجده عند
أهله خدلا آدم كثير اللحم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بين فجاءت شبيها
بالرجل الذي ذكر زوجها أنه وجده فلاعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما
قال رجل لابن عباس في المجلس هي التي قال النبي صلى الله عليه وسلم لو رجمت
أحدا بغير بينة رجمت هذه فقال لا تلك امرأة كانت تظهر في الاسلام السوء
قال أبو صالح وعبد الله بن يوسف خدلا باب صداق الملاعنة حدثني
عمرو بن زرارة أخبرنا إسماعيل عن أيوب عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عمر
رجل قذف امرأته فقال فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين أخوى بنى العجلان
وقال الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب فأبيا فقال الله يعلم أن أحدكما
كاذب فهل منكما تائب فأبيا فقال الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب
فأبيا ففرق بينهما قال أيوب فقال لي عمرو بن دينار ان في الحديث شيئا لا أراك
تحدثه قال قال الرجل مالي قال قيل لا مال لك إن كنت صادقا فقد دخلت بها
وإن كنت كاذبا فهو أبعد منك باب قول الإمام للمتلاعنين إن أحدكما
كاذب فهل منكما تائب حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو سمعت
سعيد بن جبير قال سألت ابن عمر عن المتلاعنين فقال قال النبي صلى الله عليه
180

وسلم للمتلاعنين حسابكما على الله أحدكما كاذب لا سبيل لك عليها قال مالي قال
لا مال لك إن كت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها وإن كنت
كذبت عليها فذاك أبعد لك قال سفيان حفظته من عمرو وقال أيوب سمعت
سعيد بن جبير قال قلت لابن عمر رجل لاعن امرأته فقال بإصبعيه وفرق
سفيان بين إصبعيه السبابة والوسطى وفرق النبي صلى الله عليه وسلم بين أخوي
بنى العجلان وقال الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب ثلاث مرات قال
سفيان حفظته من عمرو وأيوب كما أخبرتك باب التفريق بين
المتلاعنين حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن
نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فرق
بين رجل وامرأة قذفها وأحلفهما حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله
أخبرني نافع عن ابن عمر قال لاعن النبي صلى الله عليه وسلم بين رجل وامرأة
من الأنصار وفرق بينهما باب يلحق الولد بالملاعنة حدثنا يحيى بن
بكير حدثنا مالك قال حدثني نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لاعن
بين رجل وامرأته فانتفى من ولدها ففرق بينهما والحق الولد بالمرأة باب
قول الإمام اللهم بين حدثنا إسماعيل قال حدثني سليمان بن بلال عن يحيى بن
سعيد قال أخبرني عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم بن محمد عن ابن عباس أنه
قال ذكر المتلاعنان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عاصم بن عدي
في ذلك قولا ثم انصرف فأتاه رجل من قومه فذكر له انه وجد مع امرأته
رجلا فقال عاصم ما ابتليت بهذا الامر إلا لقولي فذهب به إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي وجد عليه امرأته وكان ذلك الرجل مصفرا
قليل اللحم سبط الشعر وكان الذي وجد عند أهله آدم خدلا كثير اللحم جعدا
قططا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم بين فوضعت شبيها بالرجل الذي
181

ذكر زوجها أنه وجد عندها فلاعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما فقال
رجل لابن عباس في المجلس هي التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو رجمت
أحدا بغير بينة لرجمت هذه فقال ابن عباس لا تلك امرأة كانت تظهر السوء
في الاسلام باب إذا طلقها ثلاثا ثم تزوجت بعد العدة زوجا غيره فلم
يمسها حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا هشام قال حدثني أبي عن عائشة
عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبدة عن هشام
عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رفاعة القرظي تزوج امرأة ثم طلقها
فتزوجت آخر فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له أنه لا يأتيها وانه
ليس معه إلا مثل هدبة فقال لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك باب
واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم قال مجاهد إن لم تعلموا يحضن
أو لا يحضن واللائي قعدن عن الحيض واللائي لم يحضن فعدتهن ثلاثة أشهر
باب وأولات الأحمال أجلهن ان يضعن حملهن حدثنا يحيى بن بكير
حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج قال أخبرني
أبو سلمة بن عبد الرحمن أن زينب ابنة أبى سلمة أخبرته عن أمها أم سلمة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة من أسلم يقال لها سبيعة كانت تحت زوجها
توفى عنها وهي حبلى فخطبها أبو السنابل بن بعكك فأبت ان تنكحه فقال والله
ما يصلح ان تنكحيه حتى تعتدي آخر الأجلين فمكثت قريبا من عشر ليال ثم
جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقال انكحي حدثنا يحيى بن بكير عن الليث
عن يزيد أن ابن شهاب كتب إليه ان عبيد الله بن عبد الله أخبره عن أبيه انه
كتب إلى ابن الأرقم ان يسأل سبيعة الأسلمية كيف أفتاها النبي صلى الله عليه
وسلم فقالت أفتاني إذا وضعت ان انكح حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك
عن هشام بن عروة عن أبيه عن المسور بن مخرمة ان سبيعة الأسلمية نفست
182

بعد وفاة زوجها بليال فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فأستأذنته ان تنكح
فأذن لها فنكحت باب قول الله تعالى والمطلقات يتربصن بأنفسهن
ثلاثة قروء وقال إبراهيم فيمن تزوج في العدة فحاضت عنده ثلاث حيض بانت
من الأول ولا تحتسب به لمن بعده وقال الزهري تحتسب وهذا أحب إلى
سفيان يعنى قول الزهري وقال معمر يقال أقرأت المرأة إذا دنا حيضها وأقرأت
إذا دنا طهرها ويقال ما قرأت بسلى قط إذا لم تجمع ولدا في بطنها باب
قصة فاطمة بنت قيس وقوله له عز وجل واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من
بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد
حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك امرا أسكنوهن
من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات
حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن إلى قوله بعد عسر يسرا حدثنا إسماعيل
حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد وسليمان بن يسار أنه سمعهما
يذكران ان يحيى بن سعيد بن العاص طلق بنت عبد الرحمن بن الحكم فانتقلها
عبد الرحمن فأرسلت عائشة أم المؤمنين إلى مروان وهو أمير المدينة اتق الله
وارددها إلى بيتها قال مروان في حديث سليمان إن عبد الرحمن بن الحكم غلبني
وقال القاسم بن محمد أو ما بلغك شأن فاطمة بنت قيس قالت لا يضرك أن لا
تذكر حديث فاطمة فقال مروان بن الحكم إن كان بك شر فحسبك ما بين
هذين من الشر حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن
القاسم عن أبيه عن عائشة أنها قالت ما لفاطمة الا تتقى الله يعنى في قوله لا سكنى
ولا نفقة حدثنا عمرو بن عباس حدثنا ابن مهدي حدثنا سفيان عن عبد
الرحمن بن القاسم عن أبيه قال قال عروة بن الزبير لعائشة ألم ترين إلى فلانة
بنت الحكم طلقها زوجها البتة فخرجت فقالت بئس ما صنعت قال ألم تسمعي
183

في قول فاطمة قالت اما انه ليس لها خير في ذكر هذا الحديث وزاد بن أبي الزناد
عن هشام عن أبيه عابت عائشة أشد العيب وقالت إن فاطمة كانت في مكان
وحش فخيف على ناحيتها فلذلك أرخص لها النبي صلى الله عليه وسلم باب
المطلقة إذا خشي عليها في مسكن زوجها ان يقتحم عليها أو تبذو على أهلها
بفاحشة وحدثني حبان أخبرنا عبد الله أخبرنا ابن جريج عن ابن شهاب
عن عروة ان عائشة أنكرت ذلك على فاطمة باب قول الله تعالى
ولا يحل لهن ان يكتمن ما خلق الله في أرحامهن من الحيض والحبل حدثنا
سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة
رضي الله عنها قالت لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ينفر إذا صفية
على باب خبائها كئيبة فقال لها عقرى أو حلقي انك لحابستنا أكنت أفضت
يوم النحر قالت نعم قال فانفرى إذا باب وبعولتهن أحق بردهن في العدة
وكيف يراجع المرأة إذا طلقها واحدة أو ثنتين حدثني محمد أخبرنا عبد
الوهاب حدثنا يونس عن الحسن قال زوج معقل أخته فطلقها تطليقة وحدثني
محمد بن المثنى حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة حدثنا الحسن ان معقل
ابن يسار كانت أخته تحت رجل فطلقها ثم خلى عنها حتى انقضت عدتها ثم خطبها
فحمى معقل من ذلك انفا فقال خلى عنها وهو يقدر عليها ثم يخطبها فحال بينه
وبينها فأنزل الله تعالى وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن إلى آخر
الآية فدعاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه فترك الحمية واستقاد
لامر الله حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن نافع ان ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
طلق امرأة له وهي حائض تطليقة واحدة فأمره رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان يراجعها ثم يمسكها حتى تطهر ثم تحيض عنده حيضة أخرى ثم
يمهلها حتى تطهر من حيضها فإن أراد أن يطلقها فليطلقها حين تطهر من قبل
184

ان يجامعها فتلك العدة التي امر الله ان يطلق لها النساء وكان عبد الله إذا سئل
عن ذلك قال لأحدهم إن كنت طلقتها ثلاثا فقد حرمت عليك حتى تنكح زوجا
غيره وزاد فيه غيره عن الليث حدثني نافع قال ابن عمر لو طلقت مرة أو مرتين
فان النبي صلى الله عليه وسلم امرني بهذا باب مراجعة الحائض حدثنا
حجاج حدثنا يزيد بن إبراهيم حدثنا محمد بن سيرين حدثني يونس بن جبير
سألت ابن عمر فقال طلق ابن عمر امرأته وهي حائض فسأل عمر النبي صلى الله
عليه وسلم قال مره ان يراجعها ثم يطلق من قبل عدتها قلت أفتعتد بتلك التطليقة
قال أرأيت إن عجز واستحمق باب تحد المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر
وعشرا وقال الزهري لا أرى ان تقرب الصبية المتوفى عنها الطيب لان عليها
العدة حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد
ابن عمرو بن حزم عن حميد بن نافع عن زينب ابنة أبى سلمة أنها أخبرته هذه
الأحاديث الثلاثة قالت زينب دخلت على أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
حيت توفى أبوها أبو سفيان بن حرب فدعت أم حبيبة بطيب فيه صفرة خلوق
أو غيره فدهنت منه جارية ثم مست بعارضيها ثم قالت والله مالي بالطيب من
حاجة غير أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لامرأة
تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة
أشهر وعشرا قالت زينب فدخلت على زينب ابنة جحش حين توفى أخوها
فدعت بطيب فسمت منه ثم قالت اما والله مالي بالطيب من حاجة غير أنى سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر لا يحل لامرأة تؤمن بالله
واليوم الآخر ان تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة أشهر
وعشرا قالت زينب وسمعت أم سلمة تقول جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن ابنتي توفى عنها زوجها وقد اشتكت عينها
185

أفتكحلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول
لا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هي أربعة أشهر وعشرا وقد كانت
إحداكن في الجاهلية ترمى بالبعرة على رأس الحول قال حميد فقلت لزينب
وما ترمى بالبعرة على رأس الحول فقالت زينب كانت المرأة إذا توفى عنها زوجها
دخلت حفشا ولبست شر ثيابها ولم تمس طيبا حتى تمر بها سنة ثم تؤتى بدابة
حمار أو شاة أو طائر فتفتض به فقلما تفتض بشئ إلا مات ثم تخرج فتعطى بعرة
فترمى ثم تراجع بعد ما شاءت من طيب أو غيره * سئل مالك رحمه الله ما تفتض
به قال تمسح به جلدها باب الكحل للحادة حدثنا آدم بن أبي إياس
حدثنا شعبة حدثنا حميد بن نافع عن زينب ابنة أم سلمة عن أمها ان امرأة
توفى زوجها فخشوا عينيها فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنوه
في الكحل فقال لا تكحل قد كانت إحداكن تمكث في شر أحلاسها أو شر
بيتها فإذا كان حول فمر كلب رمت ببعرة فلا حتى تمضى أربعة أشهر وعشر *
وسمعت زينب ابنة أم سلمة تحدث عن أم حبيبة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا يحل لامرأة مسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر ان تحد فوق ثلاثة أيام الا
على زوجها أربعة أشهر وعشرا حدثنا مسدد حدثنا بشر حدثنا سلمة بن
علقمة عن محمد بن سيرين قالت أم عطية نهينا ان نحد أكثر من ثلاث الا بزوج
باب القسط للحادة عند الطهر حدثني عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا
حماد بن زيد عن أيوب عن حفصة عن أم عطية قالت كنا ننهى ان نحد على ميت
فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا ولا نكتحل ولا نطيب ولا نلبس
ثوبا مصبوغا إلا ثوب عصب وقد رخص لنا عند الطهر إذا اغتسلت إحدانا
من محيضها في نبذة من كست أظفار وكنا ننهى عن اتباع الجنائز * قال أبو
عبد الله القسط والكست مثل الكافور والقافور * نبذه قطعة باب
186

تلبس الحادة ثياب العصب حدثنا الفضل بن دكين حدثنا عبد السلام بن
حرب عن هشام عن حفصة عن أم عطية قال النبي صلى الله عليه وسلم
لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر ان تحد فوق ثلاث إلا على زوج فإنها
لا تكتحل ولا تلبس ثوبا مصبوغا الا ثوب عصب * وقال الأنصاري حدثنا
هشام حدثتنا حفصة حدثتني أم عطية نهى النبي صلى الله عليه وسلم ولا تمس
طيبا إلا أدنى طهرها إذا طهرت نبذة من قسط وأظفار * قال أبو عبد الله القسط
والكست مثل الكافور والقافور باب والذين يتوفون منكم ويذرون
أزواجا إلى قوله بما تعلمون خبير حدثني إسحاق بن منصور أخبرنا روح بن
عبادة حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد والذين يتوفون منكم ويذرون
أزواجا قال كانت هذه العدة تعتد عند أهل زوجها واجبا فأنزل الله والذين
يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير اخراج
فإن خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن من معروف قال جعل الله لها
تمام السنة سبعة أشهر وعشرين ليلة وصية إن شاءت سكنت في وصيتها وإن
شاءت خرجت وهو قول الله تعالى غير اخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم
فالعدة كما هي واجب عليها زعم ذلك عن مجاهد وقال عطاء عن ابن عباس نسخت
هذه الآية عدتها عند أهلها فتعتد حيث شاءت وقول الله تعالى غير اخراج وقال
عطاء إن شاءت اعتدت عند أهلها وسكنت في وصيتها وإن شاءت خرجت
لقول الله فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن قال عطاء ثم جاء الميراث فنسخ
السكنى فتعتد حيث شاءت ولا سكنى لها حدثنا محمد بن كثير عن سفيان بن
عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم حدثني حميد بن نافع عن زينب ابنة أم سلمة
عن أم حبيبة ابنة أبي سفيان لما جاءها نعى أبيها دعت بطيب فمسحت ذراعيها
وقالت مالي بالطيب من حاجة لولا انى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
187

لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تحد على ميت فوق ثلاث إلا على
زوج أربعة أشهر وعشرا باب مهر البغي والنكاح الفاسد وقال الحسن
إذا تزوج محرمة وهو لا يشعر فرق بينهما ولها ما اخذت وليس لها غيره ثم قال
بعد لها صداقها حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي بكر
ابن عبد الرحمن عن أبي مسعود رضي الله عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن
ثمن الكلب وحلوان الكاهن ومهر البغي حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عون
ابن أبي جحيفة عن أبيه قال لعن النبي صلى الله عليه وسلم الواشمة والمستوشمة وآكل
الربا وموكله ونهى عن ثمن الكلب وكسب البغي ولعن المصورين حدثنا على
ابن الجعد أخبرنا شعبة عن محمد بن جحادة عن أبي حازم عن أبي هريرة نهى النبي
صلى الله عليه وسلم عن كسب الإماء باب المهر للمدخول عليها وكيف
الدخول أو طلقها قبل الدخول والمسيس حدثنا عمرو بن زرارة أخبرنا إسماعيل
عن أيوب عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عمر رجل قذف امرأته فقال فرق
نبي الله صلى الله عليه وسلم بين أخوى بنى العجلان وقال الله يعلم أن أحدكم كاذب
فهل منكما تائب فأبيا فقال الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب فأبيا
ففرق بينهما قال أيوب فقال لي عمرو بن دينار في الحديث شئ لا أراك تحدثه
قال قال الرجل مالي قال لا مال لك إن كنت صادقا فقد دخلت بها وإن كنت
كاذبا فهو أبعد منك باب المتعة للتي لم يفرض لها لقوله تعالى لا جناح
عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة إلى قوله إن الله
بما تعملون بصير وقوله وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين كذلك
يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الملاعنة
متعة حين طلقها زوجها حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو عن
سعيد بن جبير عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمتلاعنين حسابكما
188

على الله أحدكما كاذب لا سبيل لك عليها قال يا رسول الله مالي قال لا مال لك إن
كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها وإن كنت كذبت عليها
فذاك أبعد وأبعد لك منها
بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب النفقات
وفضل النفقة على الأهل ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم
الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة * وقال الحسن العفو الفضل حدثنا
آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة عن عدى بن ثابت قال سمعت عبد الله بن يزيد
الأنصاري عن أبي مسعود الأنصاري فقلت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهو يحتسبها
كانت له صدقة حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله أنفق
يا ابن آدم أنفق عليك حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن ثور بن زيد عن أبي
الغيث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعي على الأرملة
والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار حدثنا محمد بن كثير
أخبرنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن سعد رضي الله عنه قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعودني وانا مريض بمكة فقلت لي مال أوصى بمالي
كله قال لا قلت فالشطر قال لا قلت فالثلث قال الثلث والثلث كثير ان تدع
ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس في أيديهم ومهما أنفقت
فهو لك صدقة حتى اللقمة ترفعها في في امرأتك ولعل الله يرفعك ينتفع بك ناس
ويضربك آخرون باب وجوب النفقة على الأهل والعيال حدثنا
عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح قال حدثني أبو هريرة
189

رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد
العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول المرأة إما ان تطعمني وإما ان
تطلقني ويقول العبد أطعمني واستعملني ويقول الابن أطعمني إلى من تدعني
فقالوا يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا هذا
من كيس أبي هريرة حدثنا سعيد بن عفير قال حدثنا الليث قال حدثني
عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بمن
تعول باب حبس نفقة الرجل قوت سنة على أهله وكيف نفقات العيال
حدثني محمد بن سلام أخبرنا وكيع عن ابن عيينة قال قال لي معمر قال لي الثوري
هل سمعت في الرجل يجمع لأهله قوت سنتهم أو بعض السنة قال معمر فلم
يحضرني ثم ذكرت حديثا حدثناه ابن شهاب الزهري عن مالك بن أوس عن
عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يبيع نخل بنى النضير ويحبس
لأهله قوت سنتهم حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل
عن ابن شهاب قال أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان وكان محمد بن جبير بن
مطعم ذكر لي ذكرا من حديثه فانطلقت حتى دخلت على مالك بن أوس فسألته
فقال مالك انطلقت حتى ادخل على عمر إذ اتاه حاجبه يرفأ فقال هل لك في عثمان
وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون قال نعم فأذن لهم قال فدخلوا وسلموا
فجلسوا ثم لبث يرفأ قليلا فقال لعمر هل لك في علي وعباس قال نعم فأذن لهما
فلما دخلا سلما وجلسا فقال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا فقال
الرهط عثمان وأصحابه يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر
فقال عمر اتئدوا أنشدكم بالله الذي به تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة يريد رسول الله
190

صلى الله عليه وسلم نفسه قال الرهط قد قال ذلك فأقبل عمر على علي وعباس
فقال أنشدكما بالله هل تعلمان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك قالا
قد قال ذلك قال عمر فإني أحدثكم عن هذا الامر إن الله كان خص رسوله
صلى الله عليه وسلم في هذا المال بشئ لم يعطه أحدا غيره قال الله ما أفاء الله
على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب إلى قوله قدير فكانت
هذه خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما احتازها دونكم ولا استأثر
بها عليكم لقد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي
فيجعله مجعل مال الله فعمل بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حياته أنشدكم
بالله هل تعلمون ذلك قالوا نعم قال لعلي وعباس أنشدكما بالله هل تعلمان ذلك قالا
نعم ثم توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر انا ولى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقبضها أبو بكر يعمل فيها بما عمل به فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنتما حينئذ واقبل على علي وعباس تزعمان ان أبا بكر كذا وكذا والله يعلم أنه
فيها صادق بار راشد تابع للحق ثم توفى الله أبا بكر فقلت انا ولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأبى بكر فقبضتها سنتين اعمل فيها بما عمل رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ثم جئتماني وكلمتكما واحدة وأمركما جميع جئتني
تسألني نصيبك من ابن أخيك واتى هذا يسألني نصيب امرأته من أبيها فقلت
إن شئتما دفعته إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل به
رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما عمل به فيها أبو بكر وبما عملت به فيها منذ وليتها
وإلا فلا تكلماني فيها فقلتما ادفعها الينا بذلك فدفعتها إليكما بذلك أنشدكم
بالله هل دفعتها إليهما بذلك فقال الرهط نعم قال فأقبل على علي وعباس فقال
أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك قالا نعم قال أفتلتمسان منى قضاء غير
191

ذلك فوالذي باذنه تقوم السماء والأرض لا اقضي فيها قضاء غير ذلك حتى تقوم
الساعة فان عجزتما عنها فادفعاها فأنا أكفيكماها باب وقال الله تعالى
والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة إلى قوله
بما تعملون بصير وقال وحمله وفصاله ثلاثون شهرا وقال وان تعاسرتم فسترضع
له أخرى لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه إلى قوله بعد عسر
يسرا وقال يونس عن الزهري نهى الله تعالى ان تضار والدة بولدها وذلك أن
تقول الوالدة لست مرضعته وهي أمثل له غذاء واشفق عليه وارفق به من غيرها
فليس لها ان تأبى بعد أن يعطيها من نفسه ما جعل الله عليه وليس للمولود له
ان يضار بولده والدته فيمنعها ان ترضعه ضرارا لها إلى غيرها فلا جناح عليهما
ان يسترضعا عن طيب نفس الوالد والوالدة فان أراد فصالا عن تراض منهما
وتشاور فلا جناح عليهما بعد أن يكون ذلك عن تراض منهما وتشاور * فصاله
فطامه باب نفقة المرأة إذا غاب عنها زوجها ونفقة الولد حدثنا
ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة ان عائشة
رضي الله عنها قالت جاءت هند بنت عتبة فقالت يا رسول الله ان أبا سفيان رجل
مسيك فهل على حرج ان أطعم من الذي له عيالنا قال لا الا بالمعروف حدثنا
يحيى حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أنفقت المرأة من كسب زوجها عن غير
امره فله نصف اجره باب عمل المرأة في بيت زوجها حدثنا مسدد
حدثنا يحيى عن شعبة قال حدثني الحكم عن ابن أبي ليلى حدثنا على أن فاطمة
عليها السلام اتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى
وبلغها انه جاءه رقيق فلم تصادفه فذكرت ذلك لعائشة فلما جاء أخبرته عائشة
قال فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال على مكانكما فجاء فقعد بيني
192

وبينها حتى وجدت برد قدميه على بطني فقال الا أدلكما على خير مما سألتما إذا
اخذتما مضاجعكما أو آويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين
وكبرا أربعا وثلاثين فهو خير لكما من خادم باب خادم المرأة
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عبيد الله بن أبي يزيد سمع مجاهدا سمعت
عبد الرحمن بن أبي ليلى يحدث عن علي بن أبي طالب ان فاطمة عليها السلام اتت
النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فقال الا أخبرك ما هو خير لك منه تسبحين
الله عند منامك ثلاثا وثلاثين وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين وتكبرين الله أربعا
وثلاثين ثم قال سفيان إحداهن أربع وثلاثون فما تركتها بعد قيل ولا ليلة
صفين قال ولا ليلة صفين باب خدمة الرجل في أهله حدثنا محمد بن
عرعرة حدثنا شعبة عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم عن الأسود بن يزيد سألت
عائشة رضي الله عنها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في البيت قالت كان
في مهنة أهله فإذا سمع الأذان خرج باب إذا لم ينفق الرجل فللمرأة
ان تأخذ بغير علمه ما يكفيها وولدها بالمعروف حدثنا محمد بن المثنى حدثنا
يحيى عن هشام قال أخبرني أبي عن عائشة ان هند بنت عتبة قالت يا رسول الله ان
أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي الا ما اخذت منه وهو
لا يعلم فقال خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف باب حفظ المرأة
زوجها في ذات يده والنفقة حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا ابن
طاوس عن أبيه وأبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال خير نساء ركبن الإبل نساء قريش وقال الآخر صالح نساء
قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده * ويذكر عن معاوية
وابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم باب كسوة المرأة بالمعروف
حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال أخبرني عبد الملك بن ميسرة قال سمعت
193

زيد بن وهب عن علي رضي الله عنه قال آتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حلة سيراء
فلبستها فرأيت الغضب في وجهه فشققتها بين نسائي باب عون المرأة
زوجها في ولده حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن جابر بن عبد الله
رضي الله عنهما قال هلك أبى وترك سبع بنات أو تسع بنات فتزوجت امرأة
ثيبا فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت يا جابر فقلت نعم فقال بكرا
أم ثيبا قلت بل ثيبا قال فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك
قال فقلت له ان عبد الله هلك وترك بنات وانى كرهت ان أجيئهن بمثلهن
فتزوجت امرأة تقوم عليهن وتصلحهن فقال بارك الله لك أو خيرا باب
نفقة المعسر على أهله حدثنا أحمد بن يونس حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا
ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى النبي
صلى الله عليه وسلم رجل فقال هلكت قال ولم قال وقعت على أهلي في رمضان
قال فأعتق رقبة قال ليس عندي قال فصم شهرين متتابعين قال لا أستطيع قال
فأطعم ستين مسكينا قال لا أجد فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر فقال
أين السائل قال ها انا ذا قال تصدق بهذا قال على أحوج منا يا رسول الله فوالذي
بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أحوج منا فضحك النبي صلى الله عليه وسلم
حتى بدت أنيابه فأنتم إذا باب وعلى الوارث مثل ذلك وهل على
المرأة منه شئ وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم إلى قوله صراط مستقيم
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب أخبرنا هشام عن أبيه عن زينب ابنة
أبى سلمة عن أم سلمة قلت يا رسول الله هل لي من اجر في بنى أبى سلمة ان أنفق
عليهم ولست بتاركتهم هكذا وهكذا إنما هم بنى قال نعم لك أجر ما أنفقت عليهم
حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
رضي الله عنها قالت هند يا رسول الله ان أبا سفيان رجل شحيح فهل على جناح
194

ان آخذ من ماله ما يكفيني وبنى قال خذي بالمعروف * قول النبي صلى الله عليه
وسلم من ترك كلا أو ضياعا فإلى حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل
عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يؤتى بالرجل المتوفى عليه الدين فيسأل هل ترك لدينه فضلا فان
حدث انه ترك وفاء صلى والا قال للمسلمين صلوا على صاحبكم فلما فتح الله عليه
الفتوح قال انا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن توفى من المؤمنين فترك دينا
فعلى قضاؤه ومن ترك مالا فلورثته باب المراضع من المواليات وغيرهن
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني عروة ان
زينب ابنة أبى سلمة أخبرته ان أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
قلت يا رسول الله انكح أختي ابنة أبي سفيان قال وتحبين ذلك قلت نعم لست لك
بمخلية وأحب من شاركني في الخير أختي فقال إن ذلك لا يحل لي فقلت يا رسول الله
فوالله انا نتحدث انك تريد أن تنكح درة ابنة أبى سلمة فقال ابنة أم سلمة فقلت
نعم قال فوالله لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي انها ابنة اخى من الرضاعة
أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن على بناتكن والا أخواتكن * وقال شعيب
عن الزهري قال عروة ثويبة أعتقها أبو لهب
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الأطعمة)
وقول الله تعالى كلوا من طيبات ما رزقناكم وقوله انفقوا من طيبات ما كسبتم
وقوله كلوا من الطيبات واعملوا صالحا انى بما تعملون عليم حدثنا محمد بن
كثير أخبرنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني
* قال سفيان والعاني الأسير حدثنا يوسف بن عيسى حدثنا محمد بن فضيل عن
195

أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من
طعام ثلاثة أيام حتى قبض وعن أبي حازم عن أبي هريرة أصابني جهد شديد فلقيت
عمر بن الخطاب فاستقرأته آية من كتاب الله فدخل داره وفتحها على فمشيت
غير بعيد فخررت لوجهي من الجهد والجوع فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
قائم على رأسي فقال يا أبا هريرة فقلت لبيك رسول الله وسعديك فأخذ بيدي
فأقامني وعرف الذي بي فانطلق بي إلى رحله فأمر لي بعس من لبن فشربت منه
ثم قال عد فاشرب يا أبا هريرة فعدت فشربت ثم قال عد فعدت فشربت حتى
استوى بطني فصار كالقدح قال فلقيت عمر وذكرت له الذي كان من امرى
وقلت له تولى الله ذلك من كان أحق به منك يا عمر والله لقد استقرأتك الآية
ولأنا اقرأ لها منك قال عمر والله لان أكون أدخلتك أحب إلى من أن يكون لي
مثل حمر النعم باب التسمية على الطعام والأكل باليمين حدثنا على
ابن عبد الله أخبرنا سفيان قال الوليد بن كثير أخبرني انه سمع وهب بن كيسان
انه سمع عمر بن أبي سلمة يقول كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه
وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام
سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك فما زالت تلك طعمتي بعد باب
الأكل مما يليه وقال أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم اذكروا اسم الله وليأكل
كل رجل مما يليه حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني محمد بن جعفر عن
محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي عن وهب بن كيسان أبى نعيم عن عمر بن أبي سلمة وهو
ابن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال أكلت يوما مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم طعاما فجعلت آكل من نواحي الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله وعليه
وسلم كل مما يليك حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن وهب بن كيسان أبى
نعيم قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام ومعه ربيبه عمر بن أبي سلمة
196

فقال سم الله وكل مما يليك باب من تتبع حوالي القصعة مع صاحبه
إذا لم يعرف منه كراهية حدثنا قتيبة عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي
طلحة انه سمع أنس بن مالك يقول إن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه
وسلم لطعام صنعه قال أنس فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته
يتتبع الدباء من حوالي القصعة قال فلم أزل أحب الدباء من يومئذ قال عمر بن أبي
سلمة قال لي النبي صلى الله عليه وسلم كل بيمينك باب التيمن في الأكل
وغيره حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا شعبة عن أشعث عن أبيه عن
مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن
ما استطاع في طهوره وتنعله وترجله وكان قال بواسط قبل هذا في شأنه كله
باب من اكل حتى شبع حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن إسحاق بن
عبد الله بن أبي طلحة انه سمع أنس بن مالك يقول قال أبو طلحة لام سليم لقد
سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا اعرف فيه الجوع فهل عندك
من شئ فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخرجت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه
ثم دسته تحت ثوبي وردتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس
فقمت عليهم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم آرسلك أبو طلحة فقلت نعم
قال بطعام قال فقلت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه قوموا
فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم فقالت الله
ورسوله اعلم قال فانطلق أبو طلحة حتى لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل
أبو طلحة ورسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخلا فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم هلمي يا أم سليم ما عندك فأتت بذلك الخبز فأمر به ففت وعصرت عليه
197

أم سليم عكة لها فأدمته ثم قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول
ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ائذن
لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم
فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم اذن لعشرة فأكل القوم كلهم وشبعوا والقوم
ثمانون رجلا حدثنا موسى حدثنا معتمر عن أبيه قال وحدث أبو عثمان أيضا عن
عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين
ومائة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل مع أحد منكم طعام فإذا مع رجل
صاع من طعام أو نحوه فعجن ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها
فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبيع أم عطية أو قال هبة قال لا بل بيع قال فاشترى
منه شاة فصنعت فأمر نبي الله صلى الله عليه وسلم بسواد البطن يشوى وأيم الله
ما من الثلاثين ومائة الا قد حز له حزة من سواد بطنها إن كان شاهدا أعطاها
إياه وإن كان غائبا خبأها له ثم جعل فيها قصعتين فأكلنا أجمعون وشبعنا وفضل
في القصعتين فحملته على البعير * أو كما قال حدثنا مسلم حدثنا وهيب حدثنا
منصور عن أمه عن عائشة رضي الله عنها توفى النبي صلى الله عليه وسلم حين
شبعنا من الأسودين التمر والماء باب ليس على الأعمى حرج ولا على
الأعرج حرج ولا على المريض حرج الآية إلى قوله لعلكم تعقلون حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال يحيى بن سعيد سمعت بشير بن يسار يقول
حدثنا سويد بن النعمان قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر
فلما كنا بالصهباء قال يحيى وهي من خيبر على روحة دعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم بطعام فما أتى الا بسويق فلكناه فأكلنا منه ثم دعا بماء فمضمض
ومضمضنا فصلى بنا المغرب ولم يتوضأ قال سفيان سمعته منه عودا وبدأ
باب الخبز المرقق والأكل على الخوان والسفرة حدثنا محمد بن
198

سنان حدثنا همام عن قتادة قال كنا عند أنس وعنده خباز له فقال ما اكل
النبي صلى الله عليه وسلم خبزا مرققا ولا شاة مسموطة حتى لقى الله حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن يونس قال على هو
الإسكاف عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال ما علمت النبي صلى الله عليه وسلم
اكل على سكرجة قط ولا خبز له مرقق قط ولا اكل على خوان قط قيل لقتادة
فعلى ما كانوا يأكلون قال على السفر حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن
جعفر أخبرني حميد انه سمع انسا يقول قام النبي صلى الله عليه وسلم يبنى بصفية
فدعوت المسلمين إلى وليمته امر بالأنطاع فبسطت فألقى عليها التمر والإقط
والسمن وقال عمرو عن أنس بنى بها النبي صلى الله عليه وسلم ثم صنع حيسا في نطع
حدثنا محمد أخبرنا أبو معاوية حدثنا هشام عن أبيه وعن وهب بن كيسان قال
كان أهل الشام يعيرون ابن الزبير يقولون يا ابن ذات النطاقين فقالت له أسماء
يا بنى انهم يعيرونك بالنطاقين هل تدرى ما كان النطاقان إنما كان نطاقي شققته
نصفين فأوكيت قربة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحدهما وجعلت في سفرته
آخر قال فكان أهل الشام إذا عيروه بالنطاقين يقول أيها والإله تلك شكاة
ظاهر عنك عارها حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد
ابن جبير عن ابن عباس ان أم حفيد بنت الحرث بن حزن خالة ابن عباس أهدت
إلى النبي صلى الله عليه وسلم سمنا وإقطا وأضبا فدعا بهن فأكلن على مائدته
وتركهن النبي صلى الله عليه وسلم كالمتقذر لهن ولو كن حراما ما أكلن على
مائدة النبي صلى الله عليه وسلم ولا امر بأكلهن باب السويق حدثنا
سليمان بن حرب حدثنا حماد عن يحيى عن بشير بن يسار عن سويد بن النعمان انه
أخبره انهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالصهباء وهي على روحة من خيبر
فحضرت الصلاة فدعا بطعام فلم يجده الا سويقا فلاك منه فلكنا معه ثم دعا
199

بماء فمضمض ثم صلى وصلينا ولم يتوضأ باب ما كان النبي صلى الله عليه
وسلم لا يأكل حتى يسمى له فيعلم ما هو حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن
أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال أخبرني أبو امامة بن سهل بن
حنيف الأنصاري ان ابن عباس أخبره ان خالد بن الوليد الذي يقال له سيف الله
أخبره انه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميمونة وهي خالته وخالة
ابن عباس فوجد عندها ضبا محنوذا قدمت به أختها حفيدة بنت الحرث من
نجد فقدمت الضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قلما يقدم يده لطعام
حتى يحدث به ويسمى له فأهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إلى الضب
فقالت امرأة من النسوة الحضور أخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قدمتن
له هو الضب يا رسول الله فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عن الضب
فقال خالد بن الوليد احرام الضب يا رسول الله قال لا ولكن لم يكن بأرض
قومي فأجدني أعافه قال خالد فاجتززته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم
ينظر إلى باب طعام الواحد يكفي الاثنين حدثنا عبد الله بن يوسف
أخبرنا مالك وحدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام الاثنين
كافى الثلاثة وطعام الثلاثة كافى الأربعة باب المؤمن يأكل في معي
واحد * فيه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا محمد بن بشار حدثنا
عبد الصمد حدثنا شعبة عن واقد بن محمد عن نافع قال كان ابن عمر لا يأكل حتى
يؤتى بمسكين يأكل معه فأدخلت رجلا يأكل معه فأكل كثيرا فقال يا نافع
لا تدخل هذا على سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول المؤمن يأكل في معي
واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء باب المؤمن يأكل في معي واحد *
فيه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا محمد بن سلام أخبرنا عبدة
200

عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان المؤمن يأكل في معي واحد وان الكافر أو المنافق فلا أدرى أيهما
قال عبيد الله يأكل في سبعة أمعاء * وقال ابن بكير حدثنا مالك عن نافع عن ابن
عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن
عمرو قال كان أبو نهيك رجلا أكولا فقال له ابن عمر ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء فقال فأنا أؤمن بالله ورسوله
حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل المسلم في معي واحد والكافر
يأكل في سبعة أمعاء حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عدى بن ثابت عن أبي
حازم عن أبي هريرة ان رجلا كان يأكل اكلا كثيرا فأسلم فكان يأكل
اكلا قليلا فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إن المؤمن يأكل في معي
واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء باب الأكل متكئا حدثنا
أبو نعيم حدثنا مسعر عن علي بن الأقمر سمعت أبا جحيفة يقول قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم انى لا آكل متكئا حدثني عثمان بن أبي شيبة أخبرنا
جرير عن منصور عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة قال كنت عند النبي صلى الله
عليه وسلم فقال لرجل عنده لا آكل وانا متكئ باب الشواء وقول الله
تعالى فجاء بعجل حنيذ أي مشوي حدثنا علي بن عبد الله حدثنا هشام بن يوسف
أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل عن ابن عباس عن خالد بن الوليد
قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بضب مشوي فأهوى إليه ليأكل فقيل له انه
ضب فأمسك يده فقال خالد احرام هو قال لا ولكنه لا يكون بأرض قومي
فأجدني أعافه فأكل خالد ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر * قال مالك عن
ابن شهاب بضب محنوذ باب الخزيرة * قال النضر الخزيرة من النخالة
201

والحريرة من اللبن حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب
قال أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري ان عتبان بن مالك وكان من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا من الأنصار انه أتى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال يا رسول الله انى أنكرت بصرى وانا اصلى لقومي فإذا كانت
الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع ان آتى مسجدهم فأصلى لهم
فوددت يا رسول الله انك تأتي فتصلى في بيتي فأتخذه مصلى فقال سأفعل إن شاء الله
قال عتبان فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع
النهار فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت
ثم قال لي أين تحب ان اصلى من بيتك فأشرت إلى ناحية من البيت فقام النبي
صلى الله عليه وسلم فكبر فصففنا فصلى ركعتين ثم سلم وحبسناه على خزير
صنعناه فثاب في البيت رجال من أهل الدار ذوو عدد فاجتمعوا فقال قائل منهم
أين مالك بن الدخشن فقال بعضهم ذلك منافق لا يحب الله ورسوله قال النبي
صلى الله عليه وسلم لا تقل الا تراه قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله قال الله
ورسوله اعلم قال قلنا فانا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين فقال فان الله حرم
على النار من قال لا إله إلا الله يبتغى بذلك وجه الله قال ابن شهاب ثم سألت
الحصين بن محمد الأنصاري أحد بنى سالم وكان من سراتهم عن حديث محمود
فصدقه باب الأقط * وقال حميد سمعت انسا بنى النبي صلى الله عليه وسلم
بصفية فألقى التمر والإقط والسمن * وقال عمرو بن أبي عمر وعن أنس صنع النبي
صلى الله عليه وسلم حيسا حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن أبي بشر
عن سعيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أهدت خالتي إلى النبي صلى الله عليه
وسلم ضبابا وإقطا ولبنا فوضع الضب على مائدته فلو كان حراما لم يوضع
وشرب اللبن واكل الأقط باب السلق والشعير حدثنا يحيى بن
202

بكير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال إن كنا
لنفرح بيوم الجمعة كانت لنا عجوز تأخذ أصول السلق فتجعله في قدر لها فتجعل
فيه حبات من شعير إذا صلينا زرناها فقربته الينا وكنا نفرح بيوم الجمعة
من أجل ذلك وما كنا نتغدى ولا نقيل الا بعد الجمعة والله ما فيه شحم ولا ودك
باب النهس وانتشال اللحم حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد
حدثنا أيوب عن محمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال تعرق رسول الله صلى
الله عليه وسلم كتفا ثم قام فصلى ولم يتوضأ * وعن أيوب وعاصم عن عكرمة
عن ابن عباس قال انتشل النبي صلى الله عليه وسلم عرقا من قدر فأكل ثم
صلى ولم يتوضأ باب تعرق العضد حدثني محمد بن المثنى قال حدثني
عثمان بن عمر حدثنا فليح حدثنا أبو حازم المدني حدثنا عبد الله بن أبي قتادة عن
أبيه قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نحو مكة وحدثني عبد العزيز بن
عبد الله حدثنا محمد بن جعفر عن أبي حازم عن عبد الله بن أبي قتادة السلمي عن
أبيه أنه قال كنت يوما جالسا مع رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
في منزل في طريق مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم نازل امامنا والقوم
محرمون وانا غير محرم فأبصروا حمارا وحشيا وانا مشغول أخصف نعلي فلم
يؤذنوني له وأحبوا لو انى أبصرته فالتفت فأبصرته فقمت إلى الفرس فأسرجته ثم
ركبت ونسيت السوط والرمح فقلت لهم ناولوني السوط والرمح فقالوا لا والله لا
نعينك عليه بشئ فغضبت فنزلت فأخذتهما ثم ركبت فشددت على الحمار فعقرته
ثم جئت به وقد مات فوقعوا فيه يأكلونه ثم إنهم شكوا في أكلهم إياه وهم
حرم فرحنا وخبأت العضد معي فأدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه
عن ذلك فقال معكم منه شئ فناولته العضد فأكلها حتى تعرقها وهو محرم قال محمد
ابن جعفر وحدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي قتادة مثله باب
203

قطع اللحم بالسكين حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني
جعفر بن عمرو بن أمية ان أباه عمرو بن أمية أخبره انه رأى النبي صلى الله عليه
وسلم يحتز من كتف شاة في يده فدعى إلى الصلاة فألقاها والسكين التي يحتز بها
ثم قال فصلى ولم يتوضأ باب ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما
حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة
قال ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قط ان اشتهاه اكله وان كرهه تركه
باب النفخ في الشعير حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال
حدثني أبو حازم انه سأل سهلا هل رأيتم في زمان النبي صلى الله عليه وسلم النقي
قال لا فقلت كنتم تنخلون الشعير قال لا ولكن كنا ننفخه باب ما كان
النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن
زيد عن عباس الجريري عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة قال قسم النبي
صلى الله عليه وسلم يوما بين أصحابه تمرا فأعطى كل انسان سبع تمرات فأعطاني
سبع تمرات إحداهن حشفة فلم يكن فيهن تمرة أعجب إلى منها شدت في مضاغى
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن إسماعيل عن
قيس عن سعد قال رأيتني سابع سبعة مع النبي صلى الله عليه وسلم مالنا طعام
الا ورق الحبلة أو الحبلة حتى يضع أحدنا ما تضع الشاة ثم أصبحت بنو أسد
تعزرني على الاسلام خسرت إذا وضل سعيي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
يعقوب عن أبي حازم قال سألت سهل بن سعد فقلت هل اكل رسول الله
صلى الله عليه وسلم النقي فقال سهل ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي
من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله قال فقلت هل كانت لكم في عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم مناخل قال ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلا من
حين ابتعثه الله حتى قبضه الله قال قلت كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول
204

قال كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار وما بقي ثريناه فأكلناه حدثني اسحق
ابن إبراهيم أخبرنا روح بن عبادة حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي
هريرة رضي الله عنه انه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية فدعوه فأبى ان
يأكل قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من الخبز
الشعير حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا معاذ حدثني أبي عن يونس عن
قتادة عن أنس بن مالك قال ما اكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان ولا
في سكرجة ولا خبز له مرقق قلت لقتادة على ما يأكلون قال على السفر حدثنا
قتيبة حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها
قالت ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث
ليال تباعا حتى قبض باب التلبينة حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث
عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
انها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن الا أهلها
وخاصتها أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها ثم
قالت كلن منها فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول التلبينة مجمة
لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن باب الثريد حدثنا محمد بن بشار
حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة الجملي عن مرة الهمداني عن أبي موسى
الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كمل من الرجال كثير ولم يكمل من
النساء الا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء
كفضل الثريد على سائر الطعام حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد بن عبد الله
عن أبي طوالة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فضل عائشة على النساء
كفضل الثريد على سائر الطعام حدثنا عبد الله بن منير سمع أبا حاتم الأشهل
ابن حاتم حدثنا ابن عون عن ثمامة بن أنس عن أنس رضي الله عنه قال دخلت
205

مع النبي صلى الله عليه وسلم على غلام له خياط فقدم إليه قصعة فيها ثريد قال
واقبل على عمله قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء قال فجعلت أتتبعه
فأضعه بين يديه قال فما زلت بعد أحب الدباء باب شاة مسموطة
والكتف والجنب حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى عن قتادة قال
كنا نأتي أنس بن مالك رضي الله عنه وخبازه قائم قال كلوا فما اعلم النبي
صلى الله عليه وسلم رأى رغيفا مرققا حتى لحق بالله ولا رأى شاة سميطا بعينه
قط حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري عن جعفر
ابن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحتز من كتف شاة فأكل منها فدعى إلى الصلاة فقام فطرح السكين فصلى
ولم يتوضأ باب ما كان السلف يدخرون في بيوتهم وأسفارهم من
الطعام واللحم وغيره وقالت عائشة وأسماء صنعنا للنبي صلى الله عليه وسلم وأبى
بكر سفرة حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عابس عن
أبيه قال قلت لعائشة انهى النبي صلى الله عليه وسلم ان تؤكل لحوم الأضاحي
فوق ثلاث قالت ما فعله الا في عام جاع الناس فيه فأراد أن يطعم الغنى الفقير
وان كنا لنرفع الكراع فنأكله بعد خمس عشرة قيل ما اضطركم إليه فضحكت
قالت ما اشبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز بر مأدوم ثلاثة أيام حتى
لحق بالله * وقال ابن كثير أخبرنا سفيان حدثنا عبد الرحمن بن عابس بهذا حدثني
عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن جابر قال كنا نتزود لحوم
الهدى على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة * تابعه محمد عن ابن عيينة وقال
ابن جريج قلت لعطاء أقال حتى جئنا المدينة قال لا باب الحيس حدثنا
قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن
حنطب انه سمع أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي
206

طلحة التمس غلاما من غلمانكم يخدمني فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه فكنت
أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل فكنت اسمعه يكثر أن يقول اللهم إني
أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين
وغلبة الرجال فلم أزل أخدمه حتى أقبلنا من خيبر واقبل بصفية بنت حيى قد
حازها فكنت أراه يحوي لها وراءه بعباءة أو بكساء ثم يردفها وراءه حتى
إذا كنا بالصهباء صنع حيسا في نطع ثم أرسلني فدعوت رجالا فأكلوا وكان
ذلك بناءه بها ثم اقبل حتى إذا بدا له أحد قال هذا جبل يحبنا ونحبه فلما أشرف
على المدينة قال اللهم إني أحرم ما بين جبليها مثل ما حرم به إبراهيم مكة اللهم
بارك لهم في مدهم وصاعهم باب الأكل في اناء مفضض حدثنا
أبو نعيم حدثنا سيف بن أبي سليمان قال سمعت مجاهدا يقول حدثني عبد الرحمن
ابن أبي ليلى انهم كانوا عند حذيفة فاستسقى فسقاه مجوسي فلما وضع القدح
في يده رماه به وقال لولا انى نهيته غير مرة ولا مرتين كأنه يقول لم افعل هذا
ولكني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تلبسوا الحرير ولا الديباج
ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا
ولنا في الآخرة باب ذكر الطعام حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن
قتادة عن أنس عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب
ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل
المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق
الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر حدثنا مسدد
حدثنا خالد حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام حدثنا أبو نعيم
207

حدثنا مالك عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه فإذا قضى نهمته من وجهه
فليعجل إلى أهله باب الأدم حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن
جعفر عن ربيعة انه سمع القاسم بن محمد يقول كان في بريرة ثلاث سنن أرادت
عائشة ان تشتريها فتعتقها فقال أهلها ولنا الولاء فذكرت ذلك لرسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال لو شئت شرطتيه لهم فإنما الولاء لمن أعتق قال وأعتقت
فخيرت في أن تقر تحت زوجها أو تفارقه ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوما بيت عائشة وعلى النار برمة تفور فدعا بالغداء فأتى بخبز وادم من ادم
البيت فقال ألم أر لحما قالوا بلى يا رسول الله ولكنه لحم تصدق به على بريرة
فأهدته لنا فقال هو صدقة عليها وهدية لنا باب الحلواء والعسل حدثني
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي عن أبي أسامة عن هشام قال أخبرني أبي عن عائشة
رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل
حدثنا عبد الرحمن بن شيبة قال أخبرني ابن أبي الفديك عن ابن أبي ذئب عن
المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنت الزم النبي صلى الله عليه وسلم
لشبع بطني حين لا آكل الخمير ولا البس الحرير ولا يخدمني فلان ولا فلانة
والصق بطني بالحصباء وأستقرئ الرجل الآية وهي معي كي ينقلب بي فيطعمني
وخير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته
حتى أن كان ليخرج الينا العكة ليس فيها شئ فنشتقها فنلعق ما فيها باب
الدباء حدثنا عمرو بن علي حدثنا أزهر بن سعد عن ابن عون عن ثمامة بن
أنس عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى مولى له خياطا فأتى بدباء
فجعل يأكله فلم أزل أحبه منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكله
باب الرجل يتكلف الطعام لإخوانه حدثنا محمد بن يوسف حدثنا
208

سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي مسعود الأنصاري قال كان من الأنصار
رجل يقال له أبو شعيب وكان له غلام لحام فقال اصنع لي طعاما ادعو رسول الله
صلى الله عليه وسلم خامس خمسة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم خامس
خمسة فتبعهم رجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم انك دعوتنا خامس خمسة
وهذا رجل قد تبعنا فإن شئت أذنت له وإن شئت تركته قال بل أذنت له
* قال محمد بن يوسف سمعت محمد بن إسماعيل يقول إذا كان القوم على المائدة ليس
لهم ان يناولوا من مائدة إلى مائدة أخرى ولكن يناول بعضهم بعضا في تلك
المائدة أو يدعوا باب من أضاف رجلا إلى طعام واقبل هو على عمله
حدثني عبد الله بن منير سمع النضر أخبرنا ابن عون قال أخبرني ثمامة بن عبد الله
ابن أنس عن أنس رضي الله عنه قال كنت غلاما أمشي مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على غلام له خياط فأتاه بقصعة
فيها طعام وعليه دباء فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء قال فلما
رأيت ذلك جعلت اجمعه بين يديه قال فأقبل الغلام على عمله قال أنس لا أزال
أحب الدباء بعد ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع ما صنع باب
المرق حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
انه سمع أنس بن مالك ان خياطا دعا النبي صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه
فذهبت مع النبي صلى الله عليه وسلم فقرب خبز شعير ومرقا فيه دباء وقديد
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي القصعة فلم أزل أحب
الدباء بعد يومئذ باب القديد حدثنا أبو نعيم حدثنا مالك بن أنس
عن إسحاق بن عبد الله عن أنس رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
أتى بمرقة فيها دباء وقديد فرأيته يتتبع الدباء يأكلها حدثنا قبيصة حدثنا
سفيان عن عبد الرحمن بن عابس عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت ما فعله
209

الا في عام جاع الناس أراد أن يطعم الغنى الفقير وان كنا لنرفع الكراع بعد
خمس عشرة وما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز بر مأدوم ثلاثا
باب من ناول أو قدم إلى صاحبه على المائدة شيئا * قال وقال ابن المبارك
لا بأس ان يناول بعضهم بعضا ولا يناول من هذه المائدة إلى مائدة أخرى
حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة انه سمع
أنس بن مالك يقول إن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه
قال أنس فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام فقرب إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا من شعير ومرقا فيه دباء وقديد قال أنس
فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حول القصعة فلم أزل
أحب الدباء من يومئذ * وقال ثمامة عن أنس فجعلت اجمع الدباء بين يديه
باب الرطب بالقثاء حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني إبراهيم
ابن سعد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما قال رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بالقثاء باب حدثنا
مسدد حدثنا حماد بن زيد عن عباس الجريري عن أبي عثمان قال تضيفت
أبا هريرة سبعا فكان هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثا يصلى هذا ثم
يوقظ هذا وسمعته يقول قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه تمرا
فأصابني سبع تمرات إحداهن حشفة حدثنا محمد بن الصباح حدثنا إسماعيل بن
زكريا عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قسم النبي صلى الله
عليه وسلم بيننا تمرا فأصابني منه خمس أربع تمرات وحشفة ثم رأيت الحشفة
هي أشدهن لضرسي باب الرطب والتمر وقول الله تعالى وهزي إليك
بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا * وقال محمد بن يوسف عن سفيان عن
منصور بن صفية حدثتني أمي عن عائشة رضي الله عنها قالت توفى رسول الله
210

صلى الله عليه وسلم وقد شبعنا من الأسودين التمر والماء حدثنا سعيد بن أبي
مريم حدثنا أبو غسان قال حدثني أبو حازم عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن
عبد الله بن أبي ربيعة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان بالمدينة يهودي
وكان يسلفني في تمرى إلى الجذاذ وكانت لجابر الأرض التي بطريق رومة
فجلست فخلا عاما فجاءني اليهودي عند الجذاذ ولم أجد منها شيئا فجعلت استنظره
إلى قابل فيأبى فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لأصحابه امشوا نستنظر
لجابر من اليهودي فجاؤوني في نخلى فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يكلم اليهودي
فيقول أبا القاسم لا انظره فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قام فطاف في النخل
ثم جاءه فكلمه فأبى فقمت فجئت بقليل رطب فوضعته بين يدي النبي صلى الله
عليه وسلم فأكل ثم قال أين عريشك يا جابر فأخبرته فقال افرش لي فيه ففرشته
فدخل فرقد ثم استيقظ فجئته بقبضة أخرى فأكل منها ثم قام فكلم اليهودي
فأبى عليه فقام في الرطاب في النخل الثانية ثم قال يا جابر جذ واقض فوقف
في الجداد فجددت منها ما قضيته وفضل منه فخرجت حتى جئت النبي صلى الله
عليه وسلم فبشرته فقال اشهد انى رسول الله * عروش وعريش بناء وقال ابن
عباس معروشات ما يعرش من الكروم وغير ذلك يقال عروشها أبنيتها *
قال محمد بن يوسف قال أبو جعفر قال محمد بن إسماعيل فخلا ليس عندي مقيدا ثم
قال فجلى ليس فيه شك باب اكل الجمار حدثنا عمر بن حفص بن
غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني مجاهد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
قال بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوس إذا أتى بجمار نخلة فقال
النبي صلى الله عليه وسلم ان من الشجر لما بركته كبركة المسلم فظننت انه
يعنى النخلة فأردت أن أقول هي النخلة يا رسول الله ثم التفت فإذا انا عاشر عشرة
انا أحدثهم فسكت فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي النخلة باب العجوة
211

حدثنا جمعة بن عبد الله حدثنا مروان أخبرنا هاشم بن هاشم أخبرنا عامر بن سعد
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصبح كل يوم سبع تمرات
عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر باب القرآن في التمر حدثنا
آدم حدثنا شعبة حدثنا جبلة بن سحيم قال أصابنا عام سنة مع ابن الزبير رزقنا تمرا
فكان عبد الله بن عمر يمر بنا ونحن نأكل ويقول لا تقارنوا فان النبي صلى الله عليه
وسلم نهى عن القران ثم يقول الا ان يستأذن الرجل أخاه * قال شعبة الاذن من
قول ابن عمر باب القثاء حدثني إسماعيل بن عبد الله قال حدثني إبراهيم
ابن سعد عن أبيه قال سمعت عبد الله بن جعفر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
يأكل الرطب بالقثاء باب بركة النخل حدثنا أبو نعيم حدثنا محمد بن
طلحة عن زبيد عن مجاهد قال سمعت ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من
الشجر شجرة تكون مثل المسلم وهي النخلة باب جمع اللونين أو الطعامين
بمرة حدثنا ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عبد الله
ابن جعفر رضي الله عنهما قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب
بالقثاء باب من ادخل الضيفان عشرة عشرة والجلوس على الطعام عشرة
عشرة حدثنا الصلت بن محمد حدثنا حماد بن زيد عن الجعد أبى عثمان عن أنس
وعن هشام عن محمد عن أنس وعن سنان أبى ربيعة عن أنس ان أم سليم أمه عمدت
إلى مد من شعير جشته وجعلت منه خطيفة وعصرت عكة عندها ثم بعثتني إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته وهو في أصحابه فدعوته قال ومن معي فجئت
فقلت أنه يقول ومن معي فخرج إليه أبو طلحة قال يا رسول الله إنما هو شئ صنعته
أم سليم فدخل فجئ به وقال ادخل على عشرة فدخلوا فأكلوا حتى شبعوا ثم قال
ادخل على عشرة فدخلوا فأكلوا حتى شبعوا ثم قال ادخل على عشرة حتى عد
أربعين ثم اكل النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام فجعلت انظر هل نقص منها شئ
212

باب ما يكره من الثوم والبقول * فيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه
وسلم حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز قال قيل لأنس ما سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الثوم فقال من اكل فلا يقربن مسجدنا حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد أخبرنا يونس عن ابن شهاب
قال حدثني عطاء ان جابر بن عبد الله رضي الله عنهما زعم عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال من اكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا باب
الكباث وهو تمر الأراك حدثنا سعيد بن عفير حدثنا ابن وهب عن يونس
عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة قال أخبرني جابر بن عبد الله قال كنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران نجني الكباث فقال عليكم بالأسود
منه فإنه أيطب فقال أكنت ترعى الغنم قال نعم وهل من نبي الا رعاها
باب المضمضة بعد الطعام حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان سمعت
يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سويد بن النعمان قال خرجنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فلما كنا بالصهباء دعا بطعام فما أتى الا بسويق
فأكلنا فقام إلى الصلاة فتمضمض ومضمضنا * قال يحيى سمعت بشيرا يقول
أخبرنا سويد خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فلما كنا بالصهباء
قال يحيى وهي من خيبر على روحة دعا بطعام فما أتى الا بسويق فلكناه فأكلنا
معه ثم دعا بماء فمضمض ومضمضنا معه ثم صلى بنا المغرب ولم يتوضأ * وقال
سفيان كأنك تسمعه من يحيى باب لعق الأصابع ومصها قبل أن تمسح
بالمنديل حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء عن
ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا اكل أحدكم فلا يمسح يده حتى
يلعقها أو يلعقها باب المنديل حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثني
محمد بن فليح قال حدثني أبي عن سعيد بن الحرث عن جابر بن عبد الله رضى الله
213

عنهما انه سأله عن الوضوء مما مست النار فقال لا قد كنا زمان النبي صلى الله
عليه وسلم لا نجد مثل ذلك من الطعام الا قليلا فإذا نحن وجدناه لم يكن لنا
مناديل الا اكفنا وسواعدنا وأقدامنا ثم نصلى ولا نتوضأ باب ما يقول
إذا فرغ من طعامه حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ثور عن خالد بن معدان
عن أبي أمامة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال الحمد لله كثيرا
طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا حدثنا أبو
عاصم عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة ان النبي صلى الله عليه
وسلم كان إذا فرغ من طعامه وقال مرة إذا رفع مائدته قال الحمد لله الذي كفانا
وأروانا غير مكفي ولا مكفور وقال مرة لك الحمد ربنا غير مكفى ولا مودع
ولا مستغنى ربنا باب الأكل مع الخادم حدثنا حفص بن عمر حدثنا
شعبة عن محمد هو ابن زياد قال سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله اكلة أو أكلتين
أو لقمة أو لقمتين فإنه ولى حره وعلاجه باب الطاعم الشاكر مثل
الصائم الصابر * فيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم باب
الرجل يدعى إلى طعام فيقول وهذا معي * وقال أنس إذا دخلت على مسلم لا يتهم
فكل من طعامه واشرب من شرابه حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا
أبو أسامة حدثنا الأعمش حدثنا شقيق حدثنا أبو مسعود الأنصاري قال كان
رجل من الأنصار يكنى أبا شعيب وكان له غلام لحام فأتى النبي صلى الله عليه
وسلم وهو في أصحابه فعرف الجوع في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فذهب
إلى غلامه اللحام فقال اصنع لي طعاما يكفي خمسة لعلى ادعو النبي صلى الله عليه
وسلم خامس خمسة فصنع له طعيما ثم اتاه فدعاه فتبعهم رجل فقال النبي صلى الله
عليه وسلم يا أبا شعيب ان رجلا تبعنا فإن شئت أذنت له وإن شئت تركته قال لا
214

بل أذنت له باب إذا حضر العشاء فلا يعجل عن عشائه حدثنا أبو اليمان
أخبرنا شعيب عن الزهري وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني
جعفر بن عمرو بن أمية ان أباه عمرو بن أمية أخبره انه رأى رسول الله صلى الله
عليه وسلم يحتز من كتف شاة في يده فدعى إلى الصلاة فألقاها والسكين التي
كان يحتز بها ثم قام فصلى ولم يتوضأ حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن أيوب
عن أبي قلابة عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا
وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤا بالعشاء * وعن أيوب عن نافع عن ابن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه * وعن أيوب عن نافع عن ابن عمر انه تعشى
مرة وهو يسمع قراءة الإمام حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن هشام
ابن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أقيمت الصلاة
وحضر العشاء فابدؤا بالعشاء * قال وهيب ويحيى بن سعيد عن هشام إذا وضع
العشاء باب قول الله تعالى فإذا طعمتم فانتشروا حدثني عبد الله بن
محمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب ان أنسا قال
انا اعلم الناس بالحجاب كان أبي بن كعب يسألني عنه أصبح رسول الله صلى الله
عليه وسلم عروسا بزينب ابنة جحش وكان تزوجها بالمدينة فدعا الناس للطعام
بعد ارتفاع النهار فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس معه رجال بعد
ما قام القوم حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى ومشيت معه حتى بلغ
باب حجرة عائشة ثم ظن أنهم خرجوا فرجعت معه فإذا هم جلوس مكانهم
فرجع ورجعت معه الثانية حتى بلغ باب حجرة عائشة فرجع ورجعت معه
فإذا هم قد قاموا فضرب بيني وبينه سترا وانزل الحجاب
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب العقيقة)
باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق عنه وتحنيكه حدثني اسحق
215

ابن نصر حدثنا أبو أسامة حدثني بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه
قال ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم فحنكه بتمرة
ودعا له بالبركة ودفعه إلى وكان أكبر ولد أبى موسى حدثنا مسدد حدثنا
يحيى عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت أتى النبي صلى الله عليه وسلم
بصبي يحنكه فبال عليه فأتبعه الماء حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا أبو أسامة
حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما انها
حملت بعبد الله بن الزبير بمكة قالت فخرجت وانا متم فأتيت المدينة فنزلت قباء
فولدت بقباء ثم اتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره ثم
دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شئ دخل جوفه ريق رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له فبرك عليه وكان أول مولود ولد
في الاسلام ففرحوا به فرحا شديدا لأنهم قيل لهم ان اليهود قد سحرتكم
فلا يولد لكم حدثنا مطر بن الفضل حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا عبد الله بن
عون عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان ابن لأبي طلحة
يشتكى فخرج أبو طلحة فقبض الصبي فلما رجع أبو طلحة قال ما فعل ابني قالت أم
سليم هو اسكن ما كان فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها فلما فرغ قالت
وار الصبي فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال
أعرستم الليلة قال نعم قال اللهم بارك لهما في ليلتهما فولدت غلاما قال لي أبو طلحة
احفظه حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم وأرسلت
معه بتمرات فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فقال أمعه شئ قالوا نعم تمرات
فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم اخذ من فيه فجعلها في في الصبي
وحنكه به وسماه عبد الله حدثنا محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدى عن ابن
عون عن محمد عن أنس وساق الحديث باب إماطة الأذى عن الصبي
216

في العقيقة حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن سلمان
ابن عامر قال مع الغلام عقيقة * وقال حجاج حدثنا حماد أخبرنا أيوب وقتادة
وهشام وحبيب عن ابن سيرين عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم * وقال غير
واحد عن عصام وهشام عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر
الضبي عن النبي صلى الله عليه وسلم * ورواه يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين عن
سلمان قوله * وقال إصبع أخبرني ابن وهب عن جرير بن حازم عن أيوب
السختياني عن محمد بن سيرين حدثنا سلمان بن عامر الضبي قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى
حدثني عبد الله بن أبي الأسود حدثنا قريش بن أنس عن حبيب بن الشهيد
قال امرني ابن سيرين ان اسأل الحسن ممن سمع حديث العقيقة فسألته فقال
من سمرة بن جندب باب الفرع حدثنا عبدان حدثنا عبد الله أخبرنا
معمر أخبرنا الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لا فرع ولا عتيرة * والفرع أول النتاج كانوا يذبحونه
لطواغيتهم والعتيرة في رجب باب العتيرة حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
سفيان قال الزهري حدثنا عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال لا فرع ولا عتيرة * قال والفرع أول نتاج كان ينتج لهم كانوا
يذبحونه لطواغيتهم والعتيرة في رجب
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الذبائح والصيد والتسمية على الصيد)
وقول الله حرمت عليكم الميتة إلى قوله فلا تخشوهم واخشون وقوله تعالى
يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشئ من الصيد تناله أيديكم ورماحكم الآية
وقوله جل ذكره أحلت لكم بهيمة الأنعام الا ما يتلى عليكم إلى قوله فلا تخشوهم
217

واخشون، وقال ابن عباس العقود العهود ما أحل وحرم، الا ما يتلى عليكم الخنزير
، يجرمنكم يحملنكم، شنآن عداوة، المنخنقة تخنق فتموت، الموقوذة تضرب
بالخشب يوقذها فتموت، والمتردية تتردى من الجبل، والنطيحة تنطح الشاة
فما أدركته يتحرك بذنبه أو بعينه فاذبح وكل حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا عن
عامر عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن
صيد المعراض قال ما أصاب بحده فكله وما أصاب بعرضه فهو وقيذ وسألته
عن صيد الكلب فقال ما امسك عليك فكل فان اخذ الكلب ذكاة وان وجدت
مع كلبك أو كلابك كلبا غيره فخشيت أن يكون اخذه معه وقد قتله فلا تأكل
فإنما ذكرت اسم الله على كلبك ولم تذكره على غيره باب صيد المعراض *
وقال ابن عمر في المقتولة بالبندقة تلك الموقوذة وكرهه سالم والقاسم ومجاهد
وإبراهيم وعطاء والحسن وكره الحسن رمى البندقة في القرى والأمصار
ولا يرى به بأسا فيما سواه حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عبد الله
ابن أبي السفر عن الشعبي قال سمعت عدى بن حاتم رضي الله عنه قال سألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعراض فقال إذا أصبت بحده فكل فإذا
أصاب بعرضه فقتل فإنه وقيذ فلا تأكل فقلت أرسل كلبي قال إذا أرسلت
كلبك وسميت فكل قلت فان اكل قال فلا تأكل فإنه لم يمسك عليك إنما
امسك على نفسه قلت أرسل كلبي فأجد معه كلبا آخر قال لا تأكل فإنك إنما
سميت على كلبك ولم تسم على آخر باب ما أصاب المعراض بعرضه
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن همام بن الحرث عن
عدى بن حاتم رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله انا نرسل الكلاب المعلمة قال
كل ما أمسكن عليك قلت وان قتلن قال وان قتلن قلت وانا نرمى بالمعراض
قال كل ما خزق وما أصاب بعرضه فلا تأكل باب صيد القوس * وقال
218

الحسن وإبراهيم إذا ضرب صيدا فبان منه يد أو رجل لا يأكل الذي بان
ويأكل سائره وقال إبراهيم إذا ضربت عنقه أو وسطه فكله وقال الأعمش
عن زيد استعصى على رجل من آل عبد الله حمار فأمرهم ان يضربوه حيث تيسر
دعوا ما سقط منه وكلوه حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا حياة قال أخبرني
ربيعة بن يزيد الدمشقي عن أبي إدريس عن أبي ثعلبة الخشني قال قلت يا نبي الله
انا بأرض قوم أهل كتاب أفنأكل في آنيتهم وبأرض صيد أصيد بقوسي
وبكلبي الذي ليس بمعلم وبكلبي المعلم فما يصلح لي قال اما ما ذكرت من أهل الكتاب
فان وجدتم غيرها فلا تأكلوا فيها وإن لم تجدوا فاغسلوها وكلوا فيها وما صدت
بقوسك فذكرت اسم الله فكل وما صدت بكلبك المعلم فذكرت اسم الله
فكل وما صدت بكلبك غير معلم فأدركت ذكاته فكل باب الخذف
والبندقة حدثنا يوسف بن راشد حدثنا وكيع ويزيد بن هارون واللفظ
ليزيد عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن مغفل انه رأى
رجلا يخذف فقال له لا تخذف فان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف
أو كان يكره الخذف وقال إنه لا يصاد به صيد ولا ينكأ به عدو ولكنها قد
تكسر السن وتفقأ العين ثم رآه بعد ذلك يخذف فقال له أحدثك عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم انه نهى عن الخذف أو كره الخذف وأنت تخذف لا أكلمك
كذا وكذا باب من اقتنى كلبا ليس بكلب صيد أو ماشية حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا عبد الله بن دينار قال سمعت
ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اقتنى كلبا ليس
بكلب ماشية أو ضارية نقص كل يوم من عمله قيراطان حدثنا المكي بن
إبراهيم أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان قال سمعت سالما يقول سمعت عبد الله بن
عمر يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من اقتنى كلبا الا كلب ضار
219

لصيد أو كلب ماشية فإنه ينقص من اجره كل يوم قيراطان حدثنا عبد الله
ابن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من اقتنى كلبا الا كلب ماشية أو ضار نقص من عمله كل يوم قيراطان
باب إذا اكل الكلب وقوله تعالى يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم
الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين * الصوائد والكواسب اجترحوا
اكتسبوا * تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم إلى قوله سريع
الحساب * وقال ابن عباس ان اكل الكب فقد أفسده إنما امسك على نفسه
والله يقول تعلمونهن مما علمكم الله فتضرب وتعلم حتى تترك * وكرهه ابن عمر
* وقال عطاء ان شرب الدم ولم يأكل فكل حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
محمد بن فضيل عن بيان عن الشعبي عن عدى بن حاتم قال سألت رسول الله
صلى الله عليه وسلم قلت انا قوم نصيد بهذه الكلاب فقال إذا أرسلت كلابك
المعلمة وذكرت اسم الله فكل مما أمسكن عليكم وان قتلن الا ان يأكل الكلب
فانى أخاف أن يكون إنما امسكه على نفسه وان خالطها كلاب من غيرها فلا
تأكل باب الصيد إذا غاب عنه يومين أو ثلاثة حدثنا موسى بن
إسماعيل حدثنا ثابت بن يزيد حدثنا عاصم عن الشعبي عن عدى بن حاتم رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أرسلت كلبك وسميت فأمسك وقتل
فكل وان اكل فلا تأكل فإنما امسك على نفسه وإذا خالط كلابا لم يذكر
اسم الله عليها فأمسكن وقتلن فلا تأكل فإنك لا تدرى أيها قتل وان رميت
الصيد فوجدته بعد يوم أو يومين ليس به الا اثر سهمك فكل وان وقع في الماء
فلا تأكل * وقال عبد الأعلى عن داود عن عامر عن عدى أنه قال للنبي صلى الله
عليه وسلم يرمى الصيد فيقتفر اثره اليومين والثلاثة ثم يجده ميتا وفيه سهمه
قال يأكل ان شاء باب إذا وجد مع الصيد كلبا آخر حدثنا آدم
220

حدثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن عدى بن حاتم قال قلت
يا رسول الله انى أرسل كلبي وأسمى فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرسلت
كلبك وسميت فأخذ فقتل فأكل فلا تأكل فإنما امسك على نفسه قلت انى
أرسل كلبي أجد معه كلبا آخر لا أدري أيهما اخذه فقال لا تأكل فإنما سميت
على كلبك ولم تسم على غيره وسألته عن صيد المعراض فقال إذا أصبت بحده
فكل وإذا أصبت بعرضه فقتل فإنه وقيذ فلا تأكل باب ما جاء في التصيد
حدثني محمد أخبرني ابن فضيل عن بيان عن عامر عن عدى بن حاتم رضي الله عنه
قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت انا قوم نتصيد بهذه
الكلاب فقال إذا أرسلت كلابك المعلمة وذكرت اسم الله فكل مما أمسكن
عليك الا ان يأكل الكلب فلا تأكل فانى أخاف أن يكون إنما امسك على
نفسه وان خالطها كلب من غيرها فلا تأكل حدثنا أبو عصام عن حياة بن
شريح وحدثني أحمد بن أبي رجاء حدثنا سلمة بن سليمان عن ابن المبارك عن حياة
ابن شريح قال سمعت ربيعة بن يزيد الدمشقي قال أخبرني أبو إدريس عائذ الله
قال سمعت أبا ثعلبة الخشني رضي الله عنه يقول اتيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقلت يا رسول الله انا بأرض قوم أهل الكتاب نأكل في آنيتهم وارض
صيد أصيد بقوسي واصيد بكلبي المعلم والذي ليس معلما فأخبرني ما الذي يحل لنا
من ذلك فقال اما ما ذكرت انك بأرض قوم أهل الكتاب تأكل في آنيتهم
فان وجدتم غير آنيتهم فلا تأكلوا فيها وإن لم تجدوا فاغسلوها ثم كلوا فيها
واما ما ذكرت انك بأرض صيد فما صدت بقوسك فاذكر اسم الله ثم كل
وما صدت بكلبك المعلم فاذكر اسم الله ثم كل وما صدت بكلبك الذي ليس
معلما فأدركت ذكاته فكل حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة قال حدثني
هشام بن زيد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أنفجنا أرنبا بمر الظهران فسعوا
221

عليها حتى لغبوا فسعيت عليها حتى اخذتها فجئت بها إلى أبي طلحة فبعث إلى النبي
صلى الله عليه وسلم بوركها وفخذيها فقبله حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن أبي
النصر مولى عمر بن عبيد الله عن نافع مولى أبى قتادة عن أبي قتادة انه كان مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان ببعض طريق مكة تخلف مع أصحاب
له محرمين وهو غير محرم فرأى حمارا وحشيا فاستوى على فرسه ثم سأل أصحابه
ان يناولوه سوطا فأبوا فسألهم رمحه فأبوا فأخذه ثم شد على الحمار فقتله فأكل
منه بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بعضهم فلما أدركوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن ذلك فقال إنما هي طعمة أطعمكموها الله حدثنا
إسماعيل قال حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي قتادة مثله
إلا أنه قال هل معكم من لحمه شئ باب التصيد على الجبال حدثنا يحيى
ابن سليمان الجعفي قال حدثني ابن وهب أخبرنا عمرو ان أبا النضر حدثه عن نافع
مولى أبى قتادة وأبى صالح مولى التوأمة سمعت أبا قتادة قال كنت مع النبي
صلى الله عليه وسلم فيما بين مكة والمدينة وهم محرمون وانا رجل حل على فرس
وكنت رقاء على الجبال فبينا انا على ذلك إذ رأيت الناس متشوفين لشئ فذهبت
انظر فإذا هو حمار وحش فقلت لهم ما هذا قالوا لا ندري قلت هو حمار وحشي
فقالوا هو ما رأيت وكنت نسيت سوطي فقلت لهم ناولوني سوطي فقالوا لا نعينك
عليه فنزلت فأخذته ثم ضربت في اثره فلم يكن الا ذاك حتى عقرته فأتيت
إليهم فقلت لهم قوموا فاحتملوا قالوا لا نمسه فحملته حتى جئتهم به فأبى بعضهم
واكل بعضهم فقلت انا استوقف لكم النبي صلى الله عليه وسلم فأدركته فحدثته
الحديث فقال لي أبقى معكم شئ منه قلت نعم فقال كلوا فهو طعم أطعمكموها الله
باب قول الله تعالى أحل لكم صيد البحر * وقال عمر صيده ما اصطيد
وطعامه ما رمى به وقال أبو بكر الطافي حلال وقال ابن عباس طعامه ميتته الا
222

ما قذرت منها والجري لا تأكله اليهود ونحن نأكله وقال شريح صاحب النبي
صلى الله عليه وسلم كل شئ في البحر مذبوح وقال عطاء اما الطير فأرى ان يذبحه
وقال ابن جريج قلت لعطاء صيد الأنهار وقلات السيل أصيد بحر هو قال نعم
ثم تلا هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا
* وركب الحسن عليه السلام على سرج من جلود كلاب الماء * وقال الشعبي لو أن
أهلي أكلوا الضفادع لأطعمتهم * ولم ير الحسن بالسلحفاة بأسا * وقال ابن عباس
كل من صيد البحر نصراني أو يهودي أو مجوسي * وقال أبو الدرداء في المرى ذبح
الخمر النينان والشمس حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن ابن جريح قال أخبرني
عمرو انه سمع جابرا رضي الله عنه يقول غزونا جيش الخبط وأمر أبو عبيدة
فجعنا جوعا شديدا فألقى البحر حوتا ميتا لم ير مثله يقال له العنبر فأكلنا منه
نصف شهر فأخذ أبو عبيدة عظما من عظامه فمر الراكب تحته حدثنا عبد الله
ابن محمد أخبرنا سفيان عن عمرو قال سمعت جابرا يقول بعثنا النبي صلى الله عليه
وسلم ثلاثمائة راكب وأميرنا أبو عبيدة نرصد عيرا لقريش فأصابنا جوع شديد
حتى أكلنا الخبط فسمى جيش الخبط والقى البحر حوتا يقال له العنبر فأكلنا
نصف شهر وأدهنا بودكه حتى صلحت أجسامنا قال فأخذ أبو عبيدة ضلعا من
أضلاعه فنصبه فمر الراكب تحته وكان فينا رجل فلما اشتد الجوع نحر ثلاث
جزائر ثم ثلاث جزائر ثم نهاه أبو عبيدة باب اكل الجراد حدثنا
أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي يعفور قال سمعت ابن أبي أوفى رضي الله عنهما قال
غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أو ستا كنا نأكل معه الجراد
قال سفيان وأبو عوانة وإسرائيل عن أبي يعفور عن ابن أبي أوفى سبع غزوات
باب آنية المجوس والميتة حدثنا أبو عاصم عن حياة بن شريح قال
حدثني ربيعة بن يزيد الدمشقي حدثني أبو إدريس الخولاني حدثني أبو ثعلبة
223

الخشني قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله انا بأرض أهل الكتاب
فنأكل في آنيتهم وبأرض صيد أصيد بقوسي واصيد بكلبي المعلم وبكلبي
الذي ليس بمعلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما ما ذكرت انك بأرض أهل
كتاب فلا تأكلوا في آنيتهم إلا أن لا تجدوا بدا فإن لم تجدوا بدا فاغسلوها
وكلوا فيها واما ما ذكرت انكم بأرض صيد فما صدت بقوسك فاذكر اسم الله
وكل وما صدت بكلبك المعلم فاذكر اسم الله وكل وما صدت بكلبك الذي ليس
بمعلم فأدركت ذكاته فكله حدثني المكي بن إبراهيم حدثني يزيد بن أبي عبيد
عن سلمة بن الأكوع قال لما أمسوا يوم فتحوا خيبر أوقدوا النيران قال النبي
صلى الله عليه وسلم على ما أوقدتم هذه النيران قالوا لحوم الحمر الانسية قال
أهريقوا ما فيها واكسروا قدورها فقام رجل من القوم فقال نهريق ما فيها
ونغسلها فقال النبي صلى الله عليه وسلم أو ذاك باب التسمية على الذبيحة
ومن ترك متعمدا * قا ابن عباس من نسي فلا بأس وقال الله تعالى ولا تأكلوا مما
لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق والناسي لا يسمى فاسقا وقوله وان الشياطين
ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وان أطعتموهم انكم لمشركون حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة بن
رافع عن جده رافع بن خديج قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة
فأصاب الناس جوع فأصبنا إبلا وغنما وكان النبي صلى الله عليه وسلم في أخريات
الناس فعجلوا فنصبوا القدور فدفع إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بالقدور
فأكفئت ثم قسم فعدل عشرة من الغنم ببعير فند منها بعير وكان في القوم
خيل يسيرة فطلبوه فأعياهم فأهوى إليه رجل بسهم فحبسه الله فقال النبي
صلى الله عليه وسلم ان لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش فما ند عليكم فاصنعوا به
هكذا قال وقال جدي انا لنرجو أو نخاف ان نلقى العدو غدا وليس معنا مدى
224

أفنذبح بالقصب فقال ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل ليس السن والظفر
وسأخبركم عنه اما السن عظم واما الظفر فمدى الحبشة باب ما ذبح
على النصب والأصنام حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز يعنى ابن المختار
أخبرنا موسى بن عقبة قال أخبرني سالم انه سمع عبد الله يحدث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم انه لقى زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح وذاك قبل أن
ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فقدم إليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم سفرة فيها لحم فأبى ان يأكل منها ثم قال إني لا آكل مما تذبحون
على أنصابكم ولا آكل الا مما ذكر اسم الله عليه باب قول النبي صلى الله
عليه وسلم فليذبح على اسم الله حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن الأسود بن
قيس عن جندب بن سفيان البجلي قال ضحينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أضحية ذات يوم فإذا أناس قد ذبحوا ضحاياهم قبل الصلاة فلما انصرف رآهم
النبي صلى الله عليه وسلم انهم قد ذبحوا قبل الصلاة فقال من ذبح قبل الصلاة
فليذبح مكانها أخرى ومن كان لم يذبح حتى صلينا فليذبح على اسم الله باب
ما أنهر الدم من القصب والمروة والحديد حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي
حدثنا معتمر عن عبيد الله عن نافع سمع ابن كعب بن مالك يخبر ابن عمر ان أباه
أخبره ان جارية لهم كانت ترعى غنما بسلع فأبصرت بشاة من غنمها موتا
فكسرت حجرا فذبحتها فقال لأهله لا تأكلوا حتى آتى النبي صلى الله عليه وسلم
فأسأله أو حتى أرسل إليه من يسأله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم أو بعث إليه
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأكلها حدثنا موسى حدثنا جويرية عن نافع
عن رجل من بنى سلمة أخبر عبد الله ان جارية لكعب بن مالك ترعى غنما له
بالجبيل الذي بالسوق وهو بسلع فأصيبت شاة فكسرت حجرا فذبحتها به
فذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بأكلها حدثنا عبدان قال أخبرني
225

أبى عن شعبة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رافع عن جده أنه قال يا رسول الله
ليس لنا مدى فقال ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل ليس الظفر والسن اما الظفر
فمدى الحبشة واما السن فعظم وند بعير فحبسه فقال إن لهذه الإبل أوابدا كأوابد
الوحش فما غلبكم منها فاصنعوا هكذا باب ذبيحة المرأة والأمة حدثنا
صدقة أخبرنا عبدة عن عبيد الله عن نافع عن ابن لكعب بن مالك عن أبيه أن
امرأة ذبحت شاة بحجر فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأمر بأكلها *
وقال الليث حدثنا نافع انه سمع رجلا من الأنصار يخبر عبد الله عن النبي صلى الله
عليه وسلم ان جارية لكعب بهذا حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن نافع عن
رجل من الأنصار عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ أخبره ان جارية لكعب
ابن مالك كانت ترعى غنما بسلع فأصيبت شاة منها فأدركتها فذبحتها بحجر فسئل
النبي صلى الله عليه وسلم فقال كلوها باب لا يذكى بالسن والعظم والظفر
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن أبيه عن عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كل يعنى ما أنهر الدم الا السن والظفر باب
ذبيحة الاعراب ونحوهم حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا أسامة بن حفص
المدني عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ان قوما قالوا للنبي
صلى الله عليه وسلم ان قوما يأتونا باللحم لا ندري اذكر اسم الله عليه أم لا فقال
سموا عليه أنتم وكلوه قالت وكانوا حديثي عهد بالكفر * تابعه على عن الدراوردي
وتابعه أبو خالد والطفاوي باب ذبائح أهل الكتاب وشحومها من
أهل الحرب وغيرهم وقوله تعالى اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا
الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم وقال الزهري لا بأس بذبيحة نصارى العرب
وان سمعته يسمى لغير الله فلا تأكل وإن لم تسمعه فقد أحله الله وعلم كفرهم
ويذكر عن علي نحوه وقال الحسن وإبراهيم لا بأس بذبيحة الأقلف وقال ابن
226

عباس طعامهم ذبائحهم حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن حميد بن هلال
عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال كنا محاصرين قصر خيبر فرمى انسان
بجراب فيه شحم فنزوت لآخذه فالتفت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم فاستحييت
منه باب ما ند من البهائم فهو بمنزلة الوحش واجازه ابن مسعود وقال
ابن عباس ما أعجزك من البهائم مما في يديك فهو كالصيد وفى بعير تردى في بئر
من حيث قدرت عليه فذكه ورأي ذلك علي وابن عمر وعائشة حدثنا عمرو
ابن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان حدثنا أبي عن عباية بن رفاعة بن رافع بن
خديج عن رافع بن خديج قال قلت يا رسول الله انا لاقو العدو غدا وليست
معنا مدى فقال أعجل أو أرن ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل ليس السن
والظفر وسأحدثك اما السن فعظم واما الظفر فمدى الحبشة وأصبنا نهب إبل
وغنم فند منها بعير فرماه رجل بسهم فحبسه فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان لهذه الإبل أوابدا كأوابد الوحش فإذا غلبكم منها شئ فافعلوا به هكذا
باب النحر والذبح وقال ابن جريج عن عطاء لا ذبح ولا نحر الا في المذبح
والمنحر قلت أيجزي ما يذبح ان انحره قال نعم ذكر الله ذبح البقرة فان ذبحت
شيئا ينحر جاز والنحر أحب إلى والذبح قطع الأوداج قلت فيخلف الأوداج حتى
يقطع النخاع قال لا أخال وأخبرني نافع ان ابن عمر نهى عن النخع يقول يقطع ما دون
العظم ثم يدع حتى يموت وقول الله تعالى وإذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم
ان تذبحوا بقرة وقال فذبحوها وما كادوا يفعلون وقال سعيد بن جبير عن ابن
عباس الذكاة في الحلق واللبة وقال ابن عمر وابن عباس وأنس إذا قطع الرأس
فلا بأس حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا سفيان عن هشام بن عروة قال أخبرتني
فاطمة بنت المنذر امرأتي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت نحرنا
على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرسا فأكلناه حدثنا إسحاق سمع عبدة عن
227

هشام عن فاطمة عن أسماء رضي الله عنها قالت ذبحنا على عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم فرسا ونحن بالمدينة فأكلناه حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن هشام
عن فاطمة بنت المنذر ان أسماء بنت أبي بكر قالت نحرنا على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم فرسا فأكلناه * تابعه وكيع وابن عيينة عن هشام في النحر
باب ما يكره من المثلة والمصبورة والمجثمة حدثنا أبو الوليد حدثنا
شعبة عن هشام بن زيد قال دخلت مع أنس على الحكم بن أيوب فرأى غلمانا
أو فتيانا نصبوا دجاجة يرمونها فقال أنس نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان
تصبر البهائم حدثنا أحمد بن يعقوب حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو عن أبيه
انه سمعه يحدث عن ابن عمر رضي الله عنهما انه دخل على يحيى بن سعيد وغلام
من بنى يحيى رابط دجاجة يرميها فمشى إليها ابن عمر حتى حلها ثم اقبل بها وبالغلام
معه فقال ازجروا غلامكم عن أن يصبر هذا الطير للقتل فانى سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم نهى ان تصبر بهيمة أو غيرها للقتل حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو
عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال كنت عند ابن عمر فمروا بفتية أو بنفر
نصبوا دجاجة يرمونها فلما رأوا ابن عمر تفرقوا عنها وقال ابن عمر من فعل هذا
ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن من فعل هذا * تابعه سليمان عن شعبة حدثنا
المنهال عن سعيد عن ابن عمر لعن النبي صلى الله عليه وسلم من مثل بالحيوان وقال
عدى عن سعيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا حجاج بن
منهال حدثنا شعبة قال أخبرني عدى بن ثابت قال سمعت عبد الله بن يزيد عن النبي
صلى الله عليه وسلم انه نهى عن النهبة والمثلة باب الدجاج حدثنا
يحيى حدثنا وكيع عن سفيان عن أيوب عن أبي قلابة عن زهدم الجرمي عن أبي
موسى يعنى الأشعري رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكل
دجاجا حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب بن أبي تميمة عن القاسم
228

عن زهدم قال كنا عند أبي موسى الأشعري وكان بيننا وبين هذا الحي
من جرم إخاء فأتى بطعام فيه لحم دجاج وفى القوم رجل جالس احمر فلم يدن
من طعامه فقال ادن فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منه قال إني
رأيته يأكل شيئا فقذرته فحلفت أن لا آكله فقال ادن أخبرك أو أحدثك
انى اتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من الأشعريين فوافقته وهو غضبان
وهو يقسم نعما من نعم الصدقة فاستحملناه فحلف أن لا يحملنا قال ما عندي
ما أحملكم عليه ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنهب من إبل فقال أين
الأشعريون أين الأشعريون قال فأعطانا خمس ذود غر الذرى فلبثنا غير بعيد
فقلت لأصحابي نسي رسول الله صلى الله عليه وسلم يمينه فوالله لئن تغفلنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم يمينه لا نفلح ابدا فرجعنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقلنا يا رسول الله انا استحملناك فحلفت أن لا تحملنا فظننا انك نسيت يمينك
فقال إن الله هو حملكم انى والله إن شاء الله لا احلف على يمين فأرى غيرها خيرا
منها الا اتيت الذي هو خير وتحللتها باب لحوم الخيل حدثنا الحميدي
حدثنا سفيان حدثنا هشام عن فاطمة عن أسماء قالت نحرنا فرسا على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأكلناه حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن
دينار عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم يوم
خيبر عن لحوم الحمر ورخص في لحوم الخيل باب لحوم الحمر الانسية
* فيه عن سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا صدقة أخبرنا عبدة عن عبيد الله
عن سالم ونافع عن ابن عمر رضي الله عنهما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن
لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله حدثني
نافع عن عبد الله قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الأهلية * تابعه
ابن المبارك عن عبيد الله عن نافع * وقال أبو أسامة عن عبيد الله عن سالم حدثنا
229

عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي
عن أبيهما عن علي رضي الله عنهم قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
المتعة عام خيبر ولحوم حمر الانسية حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن
عمرو عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم يوم
خيبر عن لحوم الحمر ورخص في لحوم الخيل حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن
شعبة قال حدثني عدى عن البراء وابن أبي أوفى رضي الله عنهم قالا نهى النبي
صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر حدثنا إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم
حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب ان أبا إدريس أخبره ان أبا ثعلبة قال حرم
رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الحمر الأهلية * تابعه الزبيدي وعقيل عن
ابن شهاب * وقال مالك ومعمر والماجشون ويونس وابن اسحق عن الزهري
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع حدثنا محمد بن سلام
أخبرنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن محمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه جاء فقال أكلت الحمر ثم جاءه جاء فقال
أكلت الحمر ثم جاءه جاء فقال أفنيت الحمر فأمر مناديا فنادى في الناس ان الله
ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس فأكفئت القدور وانها
لتفور باللحم حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو قلت لجابر بن زيد
يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن حمر الأهلية فقال قد كان
يقول ذاك الحكم بن عمرو الغفاري عندنا بالبصرة ولكن أبى ذاك البحر ابن
عباس وقرأ قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما باب اكل كل ذي ناب من
السباع حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن أبي إدريس
الخولاني عن أبي ثعلبة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن
اكل كل ذي ناب من السباع * تابعه يونس ومعمر وابن عيينة والماجشون
230

عن الزهري باب جلود الميتة حدثنا زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن
إبراهيم حدثنا أبي عن صالح حدثني ابن شهاب ان عبيد الله بن عبد الله أخبره ان
عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشاة
ميتة فقال هلا استمتعتم باهابها قالوا إنها ميتة قال إنما حرم اكلها حدثنا
خطاب بن عثمان حدثنا محمد بن حمير عن ثابت بن عجلان قال سمعت سعيد بن جبير قال
سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول مر النبي صلى الله عليه وسلم بعنز ميتة فقال
ما على أهلها لو انتفعوا باهابها باب المسك حدثنا مسدد حدثنا
عبد الوحد حدثنا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مكلوم يكلم في الله
الا جاء يوم القيامة وكلمه يدمى اللون لون دم والريح ريح مسك حدثنا محمد
ابن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل جليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ
الكير فحامل المسك اما ان يحذيك واما ان تبتاع منه واما ان تجد منه ريحا
طيبة ونافخ الكير اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد ريحا خبيثة باب
الأرنب حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس رضي الله عنه
قال أنفجنا أرنبا ونحن بمر الظهران فسعى القوم فلغبوا فأخذتها فجئت بها
إلى أبي طلحة فذبحها فبعث بوركيها أو قال بفخذيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقبلها باب الضب حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن
مسلم حدثنا عبد الله بن دينار قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول قال النبي
صلى الله عليه وسلم الضب لست آكله ولا أحرمه حدثنا عبد الله بن مسلمة
عن مالك عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
عن خالد بن الوليد انه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة
231

فأتى بضب محنوذ فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فقال بعض
النسوة أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يريد أن يأكل فقالوا هو ضب
يا رسول الله فرفع يده فقلت احرام هو يا رسول الله فقال لا ولكن لم يكن بأرض
قومي فأجدني أعافه قال خالد فاجتررته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم
ينظر باب إذا وقعت الفأرة في السمن الجامد أو الذائب حدثنا الحميدي
حدثنا سفيان حدثنا الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة انه سمع
ابن عباس يحدثه عن ميمونة ان فأرة وقعت في سمن فماتت فسئل النبي صلى الله
عليه وسلم عنها فقال ألقوها وما حولها وكلوه * قيل لسفيان فان معمرا يحدثه
عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال ما سمعت الزهري يقول
إلا عن عبيد الله عن ابن عباس عن ميمونة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولقد سمعته
منه مرارا حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري عن الدابة
تموت في الزيت والسمن وهو جامد أو غير جامد الفارة أو غيرها قال بلغنا أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم امر بفأرة ماتت في سمن فأمر بما قرب منها
فطرح ثم اكل عن حديث عبيد الله بن عبد الله حدثنا عبد العزيز بن عبد الله
حدثنا مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن ميمونة
رضي الله عنهم قالت سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن فأرة سقطت في سمن فقال
ألقوها وما حولها وكلوه باب الوسم والعلم في الصورة حدثنا
عبيد الله بن موسى عن حنظلة عن سالم عن ابن عمر انه كره ان تعلم الصورة
وقال ابن عمر نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان تضرب * تابعه قتيبة حدثنا
العنقزي عن حنظلة وقال تضرب الصورة حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن
هشام بن زيد عن أنس قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بأخ لي يحنكه
وهو في مربد له فرأيته يسم شاة حسبته قال في آذانها باب إذا أصاب
232

قوم غنيمة فذبح بعضهم غنما أو إبلا بغير امر أصحابهم لم تؤكل لحديث رافع
عن النبي صلى الله عليه وسلم * وقال طاوس وعكرمة في ذبيحة السارق اطرحوه
حدثنا مسدد حدثنا أبو الأحوص حدثنا سعيد بن مسروق عن عباية بن
رفاعة عن أبيه عن جده رافع بن خديج قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم اننا
نلقى العدو غدا وليس معنا مدى فقال ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكلوا ما لم
يكن سن ولا ظفر وسأحدثكم عن ذلك اما السن فعظم واما الظفر فمدى
الحبشة وتقدم سرعان الناس فأصابوا من الغنائم والنبي صلى الله عليه وسلم
في آخر الناس فنصبوا قدورا فأمر بها فأكفئت وقسم بينهم وعدل بعيرا بعشر
شياه ثم ند بعير من أوائل القوم ولم يكن معهم خيل فرماه رجل بسهم
فحبسه الله فقال إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش فما فعل منها هذا فافعلوا
مثل هذا باب إذا ند بعير لقوم فرماه بعضهم بسهم فقتله فأراد
صلاحهم فهو جائز لخبر رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا محمد بن
سلام أخبرنا عمر بن عبيد الطنافسي عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة
عن جده رافع بن خديج رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم
في سفر فند بعير من الإبل قال فرماه رجل بسهم فحبسه قال ثم قال إن لها
أوابد كأوابد الوحش فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا قال قلت يا رسول الله انا
نكون في المغازي والاسفار فنريد ان نذبح فلا يكون مدى قال أرن ما أنهر الدم
أو نهر وذكر اسم الله فكل غير السن والظفر فان السن عظم والظفر مدى
الحبشة باب اكل المضطر لقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا كلوا من
طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم إياه تعبدون إنما حرم عليكم الميتة
والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه
وقال فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم وقوله فكلوا
233

مما ذكر اسم الله عليه ان كنتم بآياته مؤمنين وما لكم أن لا تأكلوا مما ذكر
اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم الا ما اضطررتم إليه وان كثيرا
ليضلون بأهوائهم بغير علم أن ربك هو أعلم بالمعتدين وقوله جل وعلا قل
لا أجد فيما أوحى إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا
أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد
فان ربك غفور رحيم قال ابن عباس مهراقا وقال فكلوا مما رزقكم الله حلالا
طيبا واشكروا نعمة الله ان كنتم إياه تعبدون إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم
الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان الله غفور رحيم
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الأضاحي)
باب سنة الأضحية وقال ابن عمر هي سنة ومعروف حدثنا محمد بن
بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن زبيد الأيامى عن الشعبي عن البراء رضي الله عنه
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان أول ما نبدأ به في يومنا هذا نصلى ثم
نرجع فننحر من فعله فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبل فإنما هو لحم قدمه لأهله
ليس من النسك في شئ فقام أبو بردة بن نيار وقد ذبح فقال إن عندي جذعة
فقال اذبحها ولن تجزى عن أحد بعدك * قال مطرف عن عامر عن البراء قال
النبي صلى الله عليه وسلم من ذبح بعد الصلاة ثم نسكه وأصاب سنة المسلمين
حدثنا مسدد حدثنا إسماعيل عن أيوب عن محمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه ومن
ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين باب قسمة الامام
الأضاحي بين الناس حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن يحيى عن بعجة
الجهني عن عقبة بن عامر الجهني قال قسم النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه
234

ضحايا فصارت لعقبة جذعة فقلت يا رسول الله صارت جذعة قال ضح بها
باب الأضحية للمسافر والنساء حدثنا مسدد حدثنا سفيان عن عبد
الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم
دخل عليها وحاضت بسرف قبل أن تدخل مكة وهي تبكي فقال مالك أنفست
قالت نعم قال إن هذا امر كتبه الله على بنات آدم فاقضي ما يقضى الحاج غير أن لا
تطوفي بالبيت فلما كنا بمنى اتيت بلحم بقر فقلت ما هذا قالوا ضحى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن أزواجه بالبقر باب ما يشتهى من اللحم يوم النحر
حدثنا صدقة أخبرنا ابن علية عن أيوب عن ابن سيرين عن أنس بن مالك قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر من كان ذبح قبل الصلاة فليعد فقام رجل
فقال يا رسول الله ان هذا يوم يشتهى فيه اللحم وذكر جيرانه وعندي جذعة
خير من شاتي لحم فرخص له في ذلك فلا أدرى أبلغت الرخصة من سواه أم لا
ثم انكفأ النبي صلى الله عليه وسلم إلى كبشين فذبحهما وقام الناس إلى غنيمة
فتوزعوها أو قال فتجزعوها باب من قال الأضحى يوم النحر حدثنا
محمد بن سلام حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن محمد عن ابن أبي بكرة عن أبي
بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الزمان قد استدار كهيئته
يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث
متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان
أي شهر هذا قلنا الله ورسوله اعلم فسكت حتى
ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس ذا الحجة قلنا بلى قال أي بلد هذا قلنا الله ورسوله اعلم فسكت حتى
ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس البلدة قلنا بلى قال فأي يوم هذا قلنا الله
ورسوله اعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس يوم النحر قلنا
بلى قال فان دماءكم وأموالكم قال محمد واحسبه قال واعراضكم عليكم حرام
235

كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن
أعمالكم الا فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض الا ليبلغ
الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه
وكان محمد إذا ذكره قال صدق النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال الا هل بلغت
الا هل بلغت باب الأضحى والمنحر بالمصلى حدثنا محمد بن أبي بكر
المقدمي حدثنا خالد بن الحرث حدثنا عبيد الله عن نافع قال كان عبد الله ينحر
في المنحر قال عبيد الله يعنى منحر النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يحيى بن
بكير حدثنا الليث عن كتير بن فرقد عن نافع ان ابن عمر رضي الله عنهما أخبره
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذبح وينحر بالمصلى باب في أضحية
النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أقرنين ويذكر سمينين وقال يحيى بن سعيد
سمعت أبا امامة بن سهل قال كنا نسمن الأضحية بالمدينة وكان المسلمون يسمنون
حدثنا آدم بن أبي اياس حدثنا شعبة حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال سمعت
أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يضحى بكبشين
وانا أضحى بكبشين حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد الوهاب عن أيوب عن أبي
قلابة عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انكفأ إلى كبشين أقرنين
أملحين فذبحهما بيده * تابعه وهيب عن أيوب وقال إسماعيل وحاتم بن وردان
عن أيوب عن ابن سيرين عن أنس حدثنا عمرو بن خالد حدثنا الليث عن يزيد
عن أبي الخير عن عقبة بن عامر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه
غنما يقسمها على صحابته ضحايا فبقي عتود فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فقال
ضح أنت به باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بردة ضح بالجذع
من المعز ولن تجزى عن أحد بعدك حدثنا مسدد حدثنا خالد بن عبد الله
حدثنا مطرف عن عامر عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال ضحى خال لي
236

يقال له أبو بردة قبل الصلاة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم شاتك شاة
لحم فقال يا رسول الله ان عندي داجنا جذعة من المعز قال اذبحها ولن تصلح
لغيرك ثم قال من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة فقد
تم نسكه وأصاب سنة المسلمين * تابعه عبيدة عن الشعبي وإبراهيم وتابعه
وكيع عن حريث عن الشعبي * وقال عاصم وداود عن الشعبي عندي عناق لبن
وقال زبيد وفراس عن الشعبي عندي جذعة وقال أبو الأحوص حدثنا منصور
عناق جذعة وقال ابن عون عناق جذع عناق لبن حدثنا محمد بن بشار حدثنا
محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سلمة عن أبي جحيفة عن البراء قال ذبح أبو بردة
قبل الصلاة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أبدلها قال ليس عندي الا جذعة
قال شعبة واحسبه قال هي خير من مسنة قال اجعلها مكانها ولن تجزى عن
أحد بعدك وقال حاتم بن وردان عن أيوب عن محمد عن أنس عن النبي صلى الله
عليه وسلم وقال عناق جذعة باب من ذبح الأضاحي بيده حدثنا
آدم بن أبي اياس حدثنا شعبة حدثنا قتادة عن أنس قال ضحى النبي صلى الله عليه
وسلم بكبشين أملحين فرأيته واضعا قدمه على صفاحهما يسمى ويكبر فذبحهما
بيده باب من ذبح ضحية غيره وأعان رجل ابن عمر في بدنته وأمر أبو
موسى بناته ان يضحين بأيديهن حدثنا قتيبة حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن
القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه
وسلم بسرف وانا أبكى فقال مالك أنفست قلت نعم قال هذا امر كتبه الله
على بنات آدم اقضي ما يقضى الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت وضحى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن نسائه بالبقر باب الذبح بعد الصلاة حدثنا
حجاج بن المنهال حدثنا شعبة قال أخبرني زبيد قال سمعت الشعبي عن البراء
رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال إن أول ما نبدأ به
237

من يومنا هذا ان نصلى ثم نرجع فننحر فمن فعل هذا فقد أصاب سنتنا ومن نحر
فإنما هو لحم يقدمه لأهله ليس من النسك في شئ فقال أبو بردة يا رسول الله
ذبحت قبل أن اصلى وعندي جذعة خير من مسنة فقال اجعلها مكانها ولن
تجزى أو توفى عن أحد بعدك باب من ذبح قبل الصلاة أعاد حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن محمد عن أنس عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال من ذبح قبل الصلاة فليعد فقال رجل هذا يوم يشتهى
فيه اللحم وذكر هنة من جيرانه فكأن النبي صلى الله عليه وسلم عذره وعندي
جذعة خير من شاتين فرخص له النبي صلى الله عليه وسلم فلا أدرى بلغت
الرخصة أم لا ثم انكفأ إلى كبشين يعنى فذبحهما ثم انكفأ الناس إلى غنيمة
فذبحوها حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا الأسود بن قيس سمعت جندب بن
سفيان البجلي قال شهدت النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال من ذبح
قبل أن يصلى فليعد مكانها أخرى ومن لم يذبح فليذبح حدثنا موسى بن
إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن فراس عن عامر عن البراء قال صلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا فلا يذبح
حتى ينصرف فقام أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله فعلت فقال هو شئ عجلته
قال فان عندي جذعة هي خير من مسنتين آذبحها قال نعم ثم لا تجزى عن أحد
بعدك قال عامر هي خير نسيكته باب وضع القدم على صفح الذبيحة
حدثنا حجاج بن منهال حدثنا همام عن قتادة حدثنا أنس رضي الله عنه ان النبي
صلى الله عليه وسلم كان يضحى بكبشين أملحين أقرنين ووضع رجله على صفحتهما
ويذبحهما بيده باب التكبير عند الذبح حدثنا قتيبة حدثنا أبو
عوانة عن قتادة عن أنس قال ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين
أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما باب إذا
238

بعث بهديه ليذبح لم يحرم عليه شئ حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله
أخبرنا إسماعيل عن الشعبي عن مسروق انه أتى عائشة فقال لها يا أم المؤمنين ان
رجلا يبعث بالهدى إلى الكعبة ويجلس في المصر فيوصى ان تقلد بدنته فلا يزال
من ذلك اليوم محرما حتى يحل الناس قال فسمعت تصفيقها من وراء الحجاب
فقالت لقد كنت افتل قلائد هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبعث هديه
إلى الكعبة فما يحرم عليه مما حل للرجال من أهله حتى يرجع الناس باب
ما يؤكل من لوح الأضاحي وما يتزود منها حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
سفيان قال عمرو أخبرني عطاء سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنا
نتزود لحوم الأضاحي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقال غير
مرة لحوم الهدى حدثنا إسماعيل قال حدثني سليمان عن يحيى بن سعيد عن
القاسم ان ابن خباب أخبره انه سمع أبا سعيد يحدث انه كان غائبا فقدم فقدم
إليه لحم قال وهذا من لحم ضحايانا فقال أخروه لا أذوقه قال ثم قمت فخرجت حتى
آتى اخى أبا قتادة وكان أخاه لامه وكان بدريا فذكرت ذلك له فقال إنه قد
حدث بعدك امر حدثنا أبو عاصم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة وفى بيته
منه شئ فلما كان العام المقبل قالوا يا رسول الله نفعل كما فعلنا العام الماضي قال
كلوا وأطعموا وادخروا فان ذلك العام كان بالناس جهد فأردت أن تعينوا فيها
حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني اخى عن سليمان عن يحيى بن سعيد عن
عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت الضحية كنا نملح منه فنقدم
به إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقال لا تأكلوا الا ثلاثة أيام وليست
بعزيمة ولكن أراد أن يطعم منه والله أعلم حدثنا حبان بن موسى أخبرنا
عبد الله قال أخبرني يونس عن الزهري قال حدثني أبو عبيد مولى ابن أزهر انه
239

شهد العيد يوم الأضحى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فصلى قبل الخطبة ثم
خطب الناس فقال يا أيها الناس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهاكم
عن صيام هذين العيدين اما أحدهما فيوم فطركم من صيامكم واما الآخر فيوم
تأكلون نسككم قال أبو عبيد ثم شهدت مع عثمان بن عفان فكان ذلك يوم الجمعة
فصلى قبل الخطبة ثم خطب فقال يا أيها الناس ان هذا يوم قد اجتمع لكم فيه
عيدان فمن أحب ان ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر ومن أحب ان يرجع
فقد أذنت له قال أبو عبيد ثم شهدته مع علي بن أبي طالب فصلى قبل الخطبة ثم
خطب الناس فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاكم ان تأكلوا لحوم
نسككم فوق ثلاث * وعن معمر عن الزهري عن أبي عبيد نحوه حدثنا محمد
ابن عبد الرحيم أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعيد عن ابن أخي ابن شهاب عن
عمه ابن شهاب عن سالم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم كلوا من الأضاحي ثلاثا وكان عبد الله يأكل بالزيت حين ينفر
من منى من أجل لحوم الهدى
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الأشربة)
وقول الله تعالى إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان
فاجتنبوه لعلكم تفلحون حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شرب
الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة حدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى ليلة أسرى به بإيلياء بقدحين من خمر
ولبن فنظر إليهما ثم اخذ اللبن فقال جبريل الحمد لله الذي هداك للفطرة ولو
240

اخذت الخمر غوت أمتك * تابعه معمر وابن الهاد وعثمان بن عمر والزبيدي عن
الزهري حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه
قال سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لا يحدثكم به غيري
قال من أشراط الساعة ان يظهر الجهل ويقل العلم ويظهر الزنا وتشرب الخمر
ويقل الرجال وتكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيمهن رجل واحد
حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال
سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن وابن المسيب يقولان قال أبو هريرة رضي الله عنه
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزنى حين يزنى وهو مؤمن ولا يشرب
الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن *
قال ابن شهاب وأخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن
هشام ان أبا بكر كان يحدثه عن أبي هريرة ثم يقول كان أبو بكر يلحق معهن
ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه ابصارهم فيها حين ينتهبها وهو
مؤمن باب الخمر من العنب حدثنا الحسن بن صباح حدثنا محمد بن
سابق حدثنا مالك هو ابن مغول عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لقد
حرمت الخمر وما بالمدينة منها شئ حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب
عبد ربه بن نافع عن يونس عن ثابت البناني عن أنس قال حرمت علينا الخمر
حين حرمت وما نجد يعنى بالمدينة خمر الأعناب الا قليلا وعامة خمرنا البسر
والتمر حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن أبي حيان حدثنا عامر عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال قام عمر على المنبر فقال اما بعد نزل تحريم الخمر وهي من
خمسة العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير والخمر ما خامر العقل باب
نزل تحريم الخمر وهي من البسر والتمر حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني
مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه
241

قال كنت أسقي أبا عبيدة وأبا طلحة وأبي بن كعب من فضيخ زهو وتمر فجاءهم
آت فقال إن الخمر قد حرمت فقال أبو طلحة قم يا أنس فأهرقها فأهرقتها حدثنا
مسدد حدثنا معتمر عن أبيه قال سمعت انسا قال كنت قائما على الحي أسقيهم
عمومتي وانا أصغرهم الفضيخ فقيل حرمت الخمر فقالوا اكفئها فكفأنا قلت
لأنس ما شرابهم قال رطب وبسر فقال أبو بكر بن أنس وكانت خمرهم فلم
ينكر أنس * وحدثني بعض أصحابي انه سمع أنسا يقول كانت خمرهم يومئذ
حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا يوسف أبو معشر البراء قال سمعت
سعيد بن عبيد الله قال حدثني بكر بن عبد الله ان أنس بن مالك حدثهم ان الخمر
حرمت والخمر يومئذ البسر والتمر باب الخمر من العسل وهو البتع وقال
معن سألت مالك بن أنس عن الفقاع فقال إذا لم يسكر فلا بأس به وقال ابن
الدراوردي سألنا عنه فقالوا لا يسكر لا بأس به حدثنا عبد الله بن يوسف
أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ان عائشة قالت سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البتع فقال كل شراب أسكر فهو حرام
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن
ان عائشة رضي الله عنها قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البتع وهو
نبيذ العسل وكان أهل اليمن يشربونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل
شراب أسكر فهو حرام * وعن الزهري قال حدثني أنس بن مالك ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لا تنتبذوا في الدباء ولا في المزفت * وكان أبو هريرة يلحق
معهما الحنتم والنقير باب ما جاء في أن الخمر ما خامر العقل من الشراب
حدثنا أحمد بن أبي رجاء حدثنا يحيى عن أبي حيان التيمي عن الشعبي عن ابن
عمر رضي الله عنهما قال خطب عمر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه
قد نزل تحريم الخمر وهي من خمسة أشياء العنب والتمر والحنطة والشعير
242

والسعل والخمر ما خامر العقل وثلاث وددت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يفارقنا حتى يعهد الينا عهدا الجد والكلالة وأبواب من أبواب الربا قال قلت
يا أبا عمرو فشئ يصنع بالسند من الرز قال ذاك لم يكن على عهد النبي صلى الله
عليه وسلم أو قال على عهد عمر * وقال حجاج عن حماد عن أبي حيان مكان العنب
الزبيب حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي
عن ابن عمر عن عمر قال الخمر تصنع من خمسة من الزبيب والتمر والحنطة والشعير
والعسل باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه * وقال هشام
ابن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن
قيس الكلابي حدثني عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال حدثني أبو عامر أو أبو
مالك الأشعري والله ما كذبني سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليكونن
من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب
علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة فيقولوا ارجع الينا غدا فيبيتهم الله
ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة باب الانتباذ
في الأوعية والتور حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي
حازم قال سمعت سهلا يقول أتى أبو أسيد الساعدي فدعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم في عرسه فكانت امرأته خادمهم وهي العروس قال أتدرون ما سقت
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنقعت له تمرات من الليل في تور باب
ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم في الأوعية والظروف بعد النهى حدثنا
يوسف بن موسى حدثنا محمد بن عبد الله أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن
منصور عن سالم عن جابر رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن الظروف فقالت الأنصار انه لا بدلنا منها قال فلا إذا * وقال لي خليفة
حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سفيان عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر
243

بهذا حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان بهذا وقال فيه لما نهى النبي صلى الله
عليه وسلم عن الأوعية حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن سليمان بن أبي
مسلم الأحول عن مجاهد عن أبي عياض عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
قال لما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الأسقية قيل للنبي صلى الله عليه وسلم
ليس كل الناس يجد سقاء فرخص لهم في الجر غير المزفت حدثنا مسدد حدثنا
يحيى عن سفيان حدثني سليمان عن إبراهيم التيمي عن الحرث بن سويد عن علي
رضي الله عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدباء والمزفت حدثنا
عثمان حدثنا جرير عن الأعمش بهذا حدثني عثمان حدثنا جرير عن منصور عن
إبراهيم قلت للأسود هل سألت عائشة أم المؤمنين عما يكره ان ينتبذ فيه فقال
نعم قلت يا أم المؤمنين عما نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان ينتبذ فيه قالت نهانا
في ذلك أهل البيت ان ننتبذ في الدباء والمزفت قلت اما ذكرت الجر والحنتم قال
إنما أحدثك ما سمعت أحدث ما لم اسمع حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
عبد الواحد حدثنا الشيباني قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الجر الأخضر قلت أنشرب في الأبيض قال لا
باب نقيع التمر ما لم يسكر حدثنا يحيى بن بكير حدثنا يعقوب بن
عبد الرحمن القارى عن أبي حازم قال سمعت سهل بن سعد الساعدي ان أبا أسيد
الساعدي دعا النبي صلى الله عليه وسلم لعرسه فكانت امرأته خادمهم يومئذ
وهي العروس فقالت ما تدرون ما أنقعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنقعت له
تمرات من الليل في تور باب الباذق ومن نهى عن كل مسكر من
الأشربة ورأي عمر وأبو عبيدة ومعاذ شرب الطلاء على الثلث وشرب البراء
وأبو جحيفة على النصف وقال ابن عباس اشرب العصير ما دام طريا وقال عمر
وجدت من عبيد الله ريح شراب وانا سائل عنه فإن كان يسكر جلدته حدثنا
244

محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن أبي الجويرية قال سألت ابن عباس عن الباذق
فقال سبق محمد صلى الله عليه وسلم الباذق فما أسكر فهو حرام قال الشراب
الحلال الطيب قال ليس بعد الحلال الطيب الا الحرام الخبيث حدثنا عبد الله
ابن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل باب من
رأى أن لا يخلط البسر والتمر إذا كان مسكرا وان لا يجعل إدامين في أدام
حدثنا مسلم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس قال إني لأسقي أبا طلحة وأبا
دجانة وسهيل بن البيضاء خليط بسر وتمر إذ حرمت الخمر فقذفتها وانا ساقيهم
وأصغرهم وانا نعدها يومئذ الخمر * وقال عمرو بن الحرث حدثنا قتادة سمع
انسا حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج أخبرني عطاء انه سمع جابرا يقول نهى النبي
صلى الله عليه وسلم عن الزبيب والتمر والبسر والرطب حدثنا مسلم حدثنا
هشام أخبرنا يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال نهى النبي
صلى الله عليه وسلم ان يجمع بين التمر والزهو والتمر والزبيب ولينبذ كل واحد
منهما على حدة باب شرب اللبن وقول الله تعالى من بين فرث ودم لبنا
خالصا سائغا للشاربين حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن
الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به بقدح لبن وقدح خمر حدثنا الحميدي
سمع سفيان أخبرنا سالم أبو النضر انه سمع عميرا مولى أم الفضل يحدث عن
أم الفضل قالت شك الناس في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة
فأرسلت إليه باناء فيه لبن فشرب فكان سفيان ربما قال شك الناس في صيام
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فأرسلت إليه أم الفضل فإذا وقف
عليه قال هو عن أم الفضل حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي
245

صالح وأبى سفيان عن جابر بن عبد الله قال جاء أبو حميد بقدح من لبن من النقيع
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم الا خمرته ولو أن تعرض عليه عودا حدثنا
عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال سمعت أبا صالح يذكر أراه عن
جابر رضي الله عنه قال جاء أبو حميد رجل من الأنصار من النقيع باناء من لبن
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا خمرته ولو أن
تعرض عليه عودا * وحدثني أبو سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
بهذا حدثني محمود أخبرنا النضر أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء
رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وأبو بكر معه قال أبو
بكر مررنا براع وقد عطش رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر رضي الله عنه
فحلبت كثبة من لبن في قدح فشرب حتى رضيت واتانا سراقة بن جعشم
على فرس فدعا عليه فطلب إليه سراقة أن لا يدعو عليه وان يرجع ففعل النبي
صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد
الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم
الصدقة اللقحة الصفي منحة والشاة الصفي منحة تغدو باناء وتروح بآخر حدثنا
أبو عاصم عن الأوزاعي عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس
رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فمضمض وقال إن له
دسما * وقال إبراهيم بن طهمان عن شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعت إلى السدرة فإذا أربعة أنهار نهران ظاهران
ونهران باطنان فاما الظاهران فالنيل والفرات واما الباطنان فنهران في الجنة فأتيت
بثلاثة أقداح قدح فيه لبن وقدح فيه عسل وقدح فيه خمر فأخذت الذي فيه
اللبن فشربت فقيل لي أصبت الفطرة أنت وأمتك * وقال هشام وسعيد وهمام
عن قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة عن النبي صلى الله عليه وسلم
246

في الأنهار نحوه ولم يذكروا ثلاثة أقداح باب استعذاب الماء حدثنا
عبد الله بن مسلمة عن مالك عن إسحاق بن عبد الله انه سمع أنس بن مالك يقول
كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا من نخل وكان أحب ماله إليه بيرحاء
وكانت مستقبل المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب
من ماء فيها طيب قال أنس فلما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قام
أبو طلحة فقال يا رسول الله ان الله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
وان أحب مالي إلى بيرحاء وانها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها
يا رسول الله حيث أراك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ ذلك مال
رابح أو رايح شك عبد الله وقد سمعت ما قلت وانى أرى ان تجعلها في الأقربين
فقال أبو طلحة افعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وفى بنى عمه * وقال
إسماعيل ويحيى بن يحيى رايح باب شوب اللبن بالماء حدثنا عبدان
أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه
انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب لبنا واتى داره فحلبت شاة
فشبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم من البئر فتناول القدح فشرب وعن
يساره أبو بكر وعن يمينه اعرابي فأعطى الأعرابي فضله ثم قال الأيمن فالأيمن
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا فليح بن سليمان عن سعيد بن
الحرث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل
على رجل من الأنصار ومعه صاحب له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن كان
عندك ماء بات هذه الليلة في شنة والا كرعنا قال والرجل يحول الماء في حائطه
قال فقال الرجل يا رسول الله عندي ماء بائت فانطلق إلى العريش قال فانطلق بهما
فسكب في قدح ثم حلب عليه من داجن له قال فشرب رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثم شرب الرجل الذي جاء معه باب شراب الحلواء والعسل وقال
247

الزهري لا يحل شرب بول الناس لشدة تنزل لأنه رجس قال الله تعالى أحل
لكم الطيبات وقال ابن مسعود في السكر ان الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم
عليكم حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أبو أسامة قال أخبرني هشام عن أبيه عن
عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الحلواء والعسل
باب الشرب قائما حدثنا أبو نعيم حدثنا مسعر عن عبد الملك بن
ميسرة عن النزال قال أتى علي رضي الله عنه على باب الرحبة فشرب قائما فقال إن
ناسا يكره أحدهم ان يشرب وهو قائم وانى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
فعل كما رأيتموني فعلت حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عبد الملك بن ميسرة
سمعت النزال بن سبرة يحدث عن علي رضي الله عنه انه صلى الظهر ثم قعد
في حوائج الناس في رحبة الكوفة حتى حضرت صلاة العصر ثم أتى بماء فشرب
وغسل وجهه ويديه وذكر رأسه ورجليه ثم قام فشرب فضله وهو قائم ثم
قال إن ناسا يكرهون الشرب قائما وان النبي صلى الله عليه وسلم صنع مثل
ما صنعت حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عاصم الأحول عن الشعبي عن
ابن عباس قال شرب النبي صلى الله عليه وسلم قائما من زمزم باب من
شرب وهو واقف على بعيره حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن
أبي سلمة أخبرنا أبو النضر عن عمير مولى ابن عباس عن أم الفضل بنت الحرث
انها أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن وهو واقف عشية عرفة
فأخذ بيده فشربه * زاد مالك عن أبي النضر على بعيره باب الأيمن
فالأيمن في الشرب حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن ابن شهاب عن أنس بن
مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بلبن قد شيب بماء
وعن يمينه اعرابي وعن شماله أبو بكر فشرب ثم أعطى الأعرابي وقال الأيمن
فالأيمن باب هل يستأذن الرجل من عن يمينه في الشرب ليعطى الأكبر
248

حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد
رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بشراب فشرب منه وعن
يمينه غلام وعن يساره الأشياخ فقال للغلام أتأذن لي ان أعطى هؤلاء فقال
الغلام والله يا رسول الله لا أؤثر بنصيبي منك أحدا قال فتله رسول الله صلى الله
عليه وسلم في يده باب الكرع في الحوض حدثنا يحيى بن صالح
حدثنا فليح بن سليمان عن سعيد بن الحرث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من الأنصار ومعه صاحب له فسلم
النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه فرد الرجل فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي
وهي ساعة حارة وهو يحول في حائط له يعني الماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم
إن كان عندك ماء بات في شنة والا كرعنا والرجل يحول الماء في حائط فقال
الرجل يا رسول الله عندي ماء بات في شنة فانطلق إلى العريش فسكب في قدح
ماء ثم حلب عليه من داجن له فشرب النبي صلى الله عليه وسلم ثم أعاد فشرب
الرجل الذي جاء معه باب خدمة الصغار الكبار حدثنا مسدد
حدثنا معتمر عن أبيه قال سمعت انسا رضي الله عنه قال كنت قائما على الحي
أسقيهم عمومتي وانا أصغرهم الفضيخ فقيل حرمت الخمر فقالوا اكفئها فكفأنا
قلت لأنس ما شرابهم قال رطب وبسر فقال أبو بكر بن أنس وكانت خمرهم
فلم ينكر أنس وحدثني بعض أصحابي انه سمع انسا يقول كانت خمرهم يومئذ
باب تغطية الاناء حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا روح بن عبادة
أخبرنا ابن جريج قال أخبرني عطاء انه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا
صبيانكم فان الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل فحلوهم وأغلقوا
الأبواب واذكروا اسم الله فان الشيطان لا يفتح بابا مغلقا وأوكوا قربكم
249

واذكروا اسم الله وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها
شيئا وأطفؤوا مصابيحكم حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن عطاء عن
جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أطفؤوا المصابيح إذا رقدتم وغلقوا
الأبواب وأوكوا الأسقية وخمروا الطعام والشراب واحسبه قال ولو بعود
تعرضه عليه باب اختناث الأسقية حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب
عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اختناث الأسقية يعني ان تكسر
أفواهها فيشرب منها حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن
الزهري قال حدثني عبيد الله بن عبد الله انه سمع أبا سعيد الخدري يقول سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن اختناث الأسقية * قال عبد الله قال
معمر أو غيره هو الشرب من أفواهها باب الشرب من فم السقاء حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أيوب قال قال لنا عكرمة الا أخبركم بأشياء
قصار حدثنا بها أبو هريرة نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من
فم القربة أو السقاء وان يمنع جاره ان يغرز خشبه في داره حدثنا مسدد
حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن عكرمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال نهى
النبي صلى الله عليه وسلم ان يشرب من فم السقاء حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن
زريع حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى النبي
صلى الله عليه وسلم عن الشرب من في السقاء باب التنفس في الاناء
حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الاناء وإذا بال
أحدكم فلا يمسح ذكره بيمينه وإذا تمسح أحدكم فلا يتمسح بيمينه باب
الشرب بنفسين أو ثلاثة حدثنا أبو عاصم وأبو نعيم قالا حدثنا عزرة بن
250

ثابت قال أخبرني ثمامة بن عبد الله قال كان أنس يتنفس في الاناء مرتين أو ثلاثا
وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفس ثلاثا باب الشرب في آنية
الذهب حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى قال كان
حذيفة بالمدائن فاستسقى فأتاه دهقان بقدح فضة فرماه به فقال إني لم ارمه
الا اني نهيته فلم ينته وان النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن الحرير والديباج
والشرب في آنية الذهب والفضة وقال هن لهم في الدنيا وهي لكم في الآخرة
باب آنية الفضة حدثنا محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدي عن ابن
عون عن مجاهد عن ابن أبي ليلى قال خرجنا مع حذيفة وذكر النبي صلى الله عليه
وسلم قال لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تلبسوا الحرير والديباج فإنها
لهم في الدنيا ولكم في الآخرة حدثنا إسماعيل حدثني مالك بن أنس عن نافع
عن زيد بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن
أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
الذي يشرب في اناء الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم حدثنا موسى بن
إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن الأشعث بن سليم عن معاوية بن سويد بن مقرن
عن البراء بن عازب قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع
أمرنا بعيادة المريض واتباع الجنازة وتشميت العاطس وإجابة الداعي وافشاء
السلام ونصر المظلوم وابرار المقسم ونهانا عن خواتيم الذهب وعن الشرب
في الفضة أو قال آنية الفضة وعن المياثر والقسي وعن لبس الحرير والديباج
والإستبرق باب الشرب في الأقداح حدثني عمرو بن عباس حدثنا عبد
الرحمن حدثنا سفيان عن سالم أبي النضر عن عمير مولى أم الفضل عن أم الفضل
انهم شكوا في صوم النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فبعث إليه بقدح من
لبن فشربه باب الشرب من قدح النبي صلى الله عليه وسلم وآنيته
251

وقال أبو بردة قال لي عبد الله بن سلام الا أسقيك في قدح شرب النبي صلى الله
عليه وسلم فيه حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان حدثني أبو حازم
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم امرأة من
العرب فأمر أبا أسيد الساعدي ان يرسل إليها فأرسل إليها فقدمت فنزلت
في أجم بني ساعدة فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاءها فدخل عليها فإذا
امرأة منكسة رأسها فلما كلمها النبي صلى الله عليه وسلم قالت أعوذ بالله منك
فقال قد أعذتك مني فقالوا لها أتدرين من هذا قالت لا قالوا هذا رسول الله
صلى الله عليه وسلم جاء ليخطبك قالت كنت انا أشقى من ذلك فأقبل النبي صلى الله
عليه وسلم يومئذ حتى جلس في سقيفة بني ساعدة هو وأصحابه ثم قال اسقنا
يا سهل فخرجت لهم بهذا القدح فأسقيتهم فيه فأخرج لنا سهل ذلك القدح
فشربنا منه قال ثم استوهبه عمر بن عبد العزيز بعد ذلك فوهبه له حدثنا
الحسن بن مدرك قال حدثني يحيى بن حماد أخبرنا أبو عوانة عن عاصم الأحول
قال رأيت قدح النبي صلى الله عليه وسلم عند أنس بن مالك وكان قد انصدع
فسلسله بفضة قال وهو قدح جيد عريض من نضار قال قال أنس لقد سقيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا القدح أكثر من كذا وكذا * قال وقال
ابن سيرين انه كان فيه حلقة من حديد فأراد أنس ان يجعل مكانها حلقة من
ذهب أو فضة فقال له أبو طلحة لا تغيرن شيئا صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتركه باب شرب البركة والماء المبارك حدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا جرير عن الأعمش حدثني سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
هذا الحديث قال قد رأيتني مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد حضرت
العصر وليس معنا ماء غير فضلة فجعل في اناء فأتى النبي صلى الله عليه وسلم به
فأدخل يده فيه وفرج أصابعه ثم قال حي على أهل الوضوء البركة من الله فلقد
252

رأيت الماء يتفجر من بين أصابعه فتوضأ الناس وشربوا فجعلت لا آلو ما جعلت
في بطني منه فعملت انه بركة قلت لجابر كم كنتم يومئذ قال ألفا
وأربعمائة * تابعه عمرو بن دينار عن جابر وقال حصين
وعمرو بن مرة عن سالم عن جابر خمس عشرة
مائة وتابعه سعيد بن المسيب
عن جابر
253