الكتاب: صحيح البخاري
المؤلف: البخاري
الجزء: ٨
الوفاة: ٢٥٦
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠١ - ١٩٨١ م
المطبعة:
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
ردمك:
ملاحظات: طبعة بالأوفست عن طبعة دار الطباعة العامرة بإستانبول

صحيح البخاري
الامام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم
ابن المغيرة بن بردزبة البخاري الجعفي
طبعة بالأوفست عن طبعة دار الطباعة العامرة باستانبول
الجزء الثامن
حقوق الطبع محفوظة للناشر
1401 ه‍ - 1981 م
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

صحيح البخاري
* بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الفرائض *
وقول الله تعالى يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فان كن
نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وان كانت واحدة فلها النصف ولأبويه
لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه
أبواه فلأمه الثلث فإن كان له اخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها
أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله
ان الله كان عليما حكيما * ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان
لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع
مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد
وصية توصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو
أخت فلكل واحد منهما السدس فان كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء
في الثلث من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار وصية من الله والله عليم
حليم حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر سمع جابر
2

ابن عبد الله الأنصاري يقول مرضت فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبو بكر وهما ماشيان فأتاني وقد أغمي علي فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
فصب علي وضوءه فأفقت فقلت يا رسول الله كيف اصنع في مالي كيف اقضي
في مالي فلم يجبني بشئ حتى نزلت آية المواريث باب تعليم الفرائض *
وقال عقبة بن عامر تعلموا قبل الظانين يعني الذين يتكلمون بالظن حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والظن فان الظن أكذب الحديث
ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا صدقة حدثنا
عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة
ان فاطمة والعباس عليهما السلام اتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدك وسهمهما من خيبر
فقال لهما أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركنا
صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال قال أبو بكر والله لا ادع امرا رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه الا صنعته قال فهجرته فاطمة فلم
تكلمه حتى ماتت حدثنا إسماعيل بن ابان أخبرنا ابن المبارك عن يونس عن
الزهري عن عروة عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا
صدقة حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني
مالك بن أوس بن الحدثان وكان محمد بن جبير بن مطعم ذكر لي ذكرا من حديثه
ذلك فانطلقت حتى دخلت عليه فسألته فقال انطلقت حتى ادخل على عمر فأتاه
حاجبه يرفأ فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد قال نعم فأذن لهم
ثم قال هل لك في علي وعباس قال نعم قال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني
3

وبين هذا قال أنشدكم بالله الذي باذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة يريد رسول الله
صلى الله عليه وسلم نفسه فقال الرهط قد قال ذلك فأقبل على علي وعباس فقال
هل تعلمان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك قالا قد قال ذلك قال عمر
فاني أحدثكم عن هذا الامر ان الله قد كان خص رسوله صلى الله عليه وسلم
في هذا الفئ بشئ لم يعطه أحدا غيره فقال عز وجل ما أفاء الله على رسوله
إلى قوله قدير فكانت خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما احتازها
دونكم ولا استأثر بها عليكم لقد أعطاكموه وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال
فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله من هذا المال نفقة سنته ثم يأخذ
ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل بذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم حياته
أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك قالوا نعم ثم قال لعلي وعباس انشد كما بالله هل
تعلمان ذلك قالا نعم فتوفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر انا ولي
رسول الله صلى الله عله وسلم فقبضها فعمل بما عمل به رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم توفى الله أبا بكر فقلت انا ولي ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقبضتها سنتين اعمل فيها ما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ثم
جئتماني وكلمتكما واحدة وأمركما جميع جئتني تسألني نصيبك من ابن أخيك
وأتاني هذا يسألني نصيب امرأته من أبيها فقلت ان شئتما دفعتهما إليكما بذلك
فتلتمسان منى قضاء غير ذلك فوالله الذي باذنه تقوم السماء والأرض لا اقضي
فيها قضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة فان عجزتما فادفعاها إلي فأنا أكفيكماها
حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقتسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة
نسائي ومؤتة عاملي فهو صدقة حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن
4

شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أردن ان يبعثن عثمان إلى أبي بكر
يسألنه ميراثهن فقالت عائشة أليس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث
ما تركنا صدقة باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من ترك مالا فلأهله
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن ابن شهاب حدثني أبو سلمة عن
أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انا أولى بالمؤمنين من
أنفسهم فمن مات وعليه دين ولم يترك وفاء فعلينا قضاؤه ومن ترك مالا فلورثته
باب ميراث الولد من أبيه وأمه وقال زيد بن ثابت إذا ترك رجل أو
امرأة بنتا فلها النصف وان كانتا اثنتين أو أكثر فلهن الثلثان وإن كان
معهن ذكر بدئ بمن شركهم فيؤتى فريضته فما بقي فللذكر مثل حظ الأنثيين
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن
عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحقوا الفرائض باهلها
فما بقي فهو لأولي رجل ذكر باب ميراث البنات حدثنا الحميدي
حدثنا سفيان حدثنا الزهري أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال
مرضت بمكة مرضا فأشفيت منه على الموت فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم
يعودني فقلت يا رسول الله ان لي مالا كثيرا وليس يرثني الا ابنتي أفأتصدق
بثلثي مالي قال لا قال قلت فالشطر قال لا قلت الثلث قال الثلث كبير انك ان
تركت ولدك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس وانك لن تنفق
نفقة الا اجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك فقلت يا رسول الله أخلف
عن هجرتي فقال لن تخلف بعدي فتعمل عملا تريد به وجه الله الا ازددت به
رفعة ودرجة ولعل ان تخلف بعدي حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون
لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مات
5

بمكة قال سفيان وسعد بن خولة رجل من بني عامر بن لؤي حدثنا محمود
حدثنا أبو النضر حدثنا أبو معاوية شيبان عن أشعث عن الأسود بن يزيد قال
أتانا معاذ بن جبل باليمن معلما وأميرا فسألناه عن رجل توفي وترك ابنته وأخته
فأعطى الابنة النصف والأخت النصف باب ميراث ابن الابن إذا لم
يكن ابن وقال زيد ولد الأبناء بمنزلة الولد إذا لم يكن دونهم ولد ذكر ذكرهم
كذكرهم وأنثاهم كأنثاهم يرثون كما يرثون ويحجبون كما يحجبون ولا يرث
ولد الابن مع الابن حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس
عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحقوا الفرائض
باهلها فما بقي فلأولى رجل ذكر باب ميراث ابنة ابن مع ابنة حدثنا
آدم حدثنا شعبة حدثنا أبو قيس سمعت هزيل بن شرحبيل قال سئل أبو موسى
عن ابنة وابنة ابن وأخت فقال للابنة النصف وللأخت النصف وأت ابن
مسعود فسيتابعني فسئل ابن مسعود وأخبر بقول أبي موسى فقال لقد ظللت
إذا وما انا من المهتدين اقضي فيها بما قضى النبي صلى الله عليه وسلم للابنة
النصف ولابنه الابن السدس تكملة الثلثين وما بقي فللأخت فأتينا أبا موسى
فأخبرناه بقول ابن مسعود فقال لا تسألوني ما دام هذا الخبر فيكم باب
ميراث الجد مع الأب والاخوة وقال أبو بكر وابن عباس وابن الزبير الجد
أب وقرأ ابن عباس يا بني آدم واتبعت ملة آبائي إبراهيم واسحق ويعقوب
ولم يذكر ان أحدا خالف أبا بكر في زمانه وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
متوافرون وقال ابن عباس يرثني ابن ابني دون اخوتي ولا ارث انا ابن ابني
ويذكر عن عمر وعلي وابن مسعود وزيد أقاويل مختلفة حدثنا سليمان بن
حرب حدثنا وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال الحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولى رجل ذكر
6

حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس
قال اما الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا من هذه الأمة
خليلا لاتخذته ولكن اخوة الاسلام أفضل أو قال خير فإنه أنزله أبا أو قال
قضاه أبا باب ميراث الزوج مع الولد وغيره حدثنا محمد بن يوسف
عن رقاء عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان المال
للولد وكانت الوصية للوالدين فنسخ الله من ذلك ما أحب فجعل للذكر مثل
حظ الأنثيين وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس وجعل للمرأة الثمن
والربع وللزوج الشطر والربع باب ميراث المرأة والزوج مع الولد
وغيره حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي
هريرة أنه قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنين امرأة من بني
لحيان سقط ميتا بغرة عبد أو أمة ثم إن المرأة التي قضى عليها بالغرة توفيت
فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ميراثها لبنيها وزوجها وان العقل
على عصبتها باب ميراث الأخوات مع البنات عصبة حدثنا بشر بن
خالد حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن الأسود قال قضى
فينا معاذ بن جبل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم النصف للابنة
والنصف للأخت ثم قال سليمان قضى فينا ولم يذكر على عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم حدثني عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن
أبي قيس عن هزيل قال قال عبد الله لأقضين فيها بقضاء النبي صلى الله عليه وسلم
أو قال قال النبي صلى الله عليه وسلم للابنة النصف ولابنة الابن السدس وما
بقي فللأخت باب ميراث الأخوات والاخوة حدثنا عبد الله بن
عثمان أخبرنا عبد الله أخبرنا شعبة عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابرا رضي الله
عنه قال دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وانا مريض فدعا بوضوء فتوضأ ثم
7

نضح علي من وضوئه فأفقت فقلت يا رسول الله إنما لي أخوات فنزلت آية
الفرائض باب يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ان امرؤ هلك
ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فان كانتا
اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وان كانوا اخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ
الأنثيين يبين الله لكم ان تضلوا والله بكل شئ عليم حدثنا عبيد الله بن
موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال آخر آية نزلت
خاتمة سورة النساء يستفتونك قال الله يفتيكم في الكلالة باب ابني عم
أحدهما أخ للأم والآخر زوج وقال علي للزوج النصف وللأخ من الأم
السدس وما بقي بينهما نصفان حدثنا محمود أخبرنا عبيد الله عن إسرائيل عن
أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم انا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن مات وترك مالا فماله لموالي
العصبة ومن ترك كلا أو ضياعا فانا وليه فلأدعى له * الكل العيال حدثنا
أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع عن روح عن عبد الله بن طاوس عن أبيه
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحقوا الفرائض باهلها فما تركت
الفرائض فلأولى رجل ذكر باب ذوي الأرحام حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال قلت لأبي أسامة حدثكم إدريس حدثنا طلحة عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس ولكل جعلنا موالي والذين عاقدت ايمانكم قال كان المهاجرون
حين قدموا المدينة يرث الأنصاري المهاجري دون ذوي رحمه للاخوة التي
آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم فلما نزلت ولكل جعلنا موالي قال نسختها
والذين عاقدت ايمانكم باب ميراث الملاعنة حدثني يحيى بن قزعة
حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رجلا لاعن امرأته في زمن
النبي صلى الله عليه وسلم وانتفى من ولدها ففرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما
8

والحق الولد بالمرأة باب الولد للفراش حرة كانت أو أمة حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله
عنها قالت كان عتبة عهد إلى أخيه سعد ان ابن وليدة زمعة مني فاقبضه إليك
فما كان عام الفتح اخذه سعد فقال ابن أخي عهد إلي فيه فقام عبد بن زمعة فقال
أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه فتساوقا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
سعد يا رسول الله ابن أخي قد كان عهد علي فيه فقال عبد بن زمعة أخي وابن
وليدة أبي ولد على فراشه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو لك يا عبد بن زمعة
الولد للفراش وللعاهر الحجر ثم قال لسودة بنت زمعة احتجبي منه لما رأى من
شبهه بعتبة فما رآها حتى لقي الله حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن
محمد بن زياد انه سمع أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الولد لصاحب
الفراش باب الولاء لمن أعتق وميراث اللقيط وقال عمر اللقيط حر
حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة
قالت اشتريت بريرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم اشتريها فان الولاء لمن أعتق
واهدي لها شاة فقال هو لها صدقة ولنا هدية قال الحكم وكان زوجها حرا *
وقول الحكم مرسل وقال ابن عباس رأيته عبدا حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال
حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما الولاء
لمن أعتق باب ميراث السائبة حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان
عن أبي قيس عن هزيل عن عبد الله قال إن أهل الاسلام لا يسيبون وان
أهل الجاهلية كانوا يسيبون حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة عن منصور عن
إبراهيم عن الأسود ان عائشة رضي الله عنها اشترت بريرة لتعتقها واشترط
أهلها ولاءها فقالت يا رسول الله اني اشتريت بريرة لأعتقها وان أهلها
يشترطون ولاءها فقال أعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق أو قال أعطى الثمن قال
9

فاشترتها فأعتقتها قال وخيرت فاختارت نفسها وقالت لو أعطيت كذا وكذا
ما كنت معه قال الأسود وكان زوجها حرا * قول الأسود منقطع وقول ابن
عباس رأيته عبدا أصح باب اثم من تبرأ من مواليه حدثنا قتيبة
ابن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال قال علي رضي
الله عنه ما عندنا كتاب نقرؤه الا كتاب الله غير هذه الصحيفة قال فأخرجها
فإذا فيها أشياء من الجراحات وأسنان الإبل قال وفيها المدينة حرم ما بين عير
إلى ثور فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل ومن والى قوما بغير إذن مواليه
فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل
وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل حدثنا أبو نعيم حدثنا
سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى النبي صلى الله
عليه وسلم عن بيع الولاء وعن هبته باب إذا أسلم على يديه وكان
الحسن لا يرى له ولاية وقال النبي صلى الله عليه وسلم الولاء لمن أعتق ويذكر
عن تميم الداري رفعه قال هو أولى الناس بمحياه ومماته واختلفوا في صحة هذا
الخبر حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن عائشة أم
المؤمنين أرادت ان تشتري جارية تعتقها فقال أهلها نبيعكها على أن ولاءها لنا
فذكرت لرسول الله صلى الله وسلم فقال لا يمنعك ذلك فإنما الولاء لمن
أعتق حدثنا محمد أخبرنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن
عائشة رضي الله عنها قالت اشتريت بريرة فاشترط أهلها ولاءها فذكرت
ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال أعتقيها فان الولاء لمن أعطى الورق قالت
فأعتقتها قالت فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخيرها من زوجها فقالت
10

لو أعطاني كذا وكذا ما بت عنده فاختارت نفسها باب ما يرث النساء
من الولاء حدثنا حفص بن عمر حدثنا همام عن نافع عن ابن عمر رضي الله
عنهما قال أرادت عائشة ان تشتري بريرة فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم انهم
يشترطون الولاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم اشتريها فإنما الولاء لمن أعتق
حدثنا ابن سلام أخبرنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الولاء لمن أعطى الورق
وولي النعمة باب مولى القوم من أنفسهم وابن الأخت منهم حدثنا
آدم حدثنا شعبة حدثنا معاوية بن قرة وقتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مولى القوم من أنفسهم أو كما قال حدثنا
أبو الوليد حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن
أخت القوم منهم أو من أنفسهم باب ميراث الأسير قال وكان شريح
يورث الأسير في أيدي العدو ويقول هو أحوج إليه وقال عمر بن عبد العزيز
اجز وصية الأسير وعتاقه وما صنع في ماله ما لم يتغير عن دينه فإنما هو ماله
يصنع فيه ما يشاء حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عدي عن أبي حازم عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ترك مالا فلورثته ومن ترك
كلا فإلينا باب لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم وإذا أسلم قبل أن
يقسم الميراث فلا ميراث له حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن شهاب
عن علي بن حسين عن عمر بن عثمان عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم باب
ميراث العبد النصراني ومكاتب النصراني واثم من انتفى من ولده باب
من أعدى أخا أو ابن أخ حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن
عروة عن عائشة رضي الله عنها انها قالت اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن
11

زمعة في غلام فقال سعد هذا يا رسول الله ابن أخي عتبة بن أبي وقاص عهد إلي
انه ابنه انظر إلى شبهه وقال عبد بن زمعة هذا أخي يا رسول الله ولد على فراش
أبي من وليدته فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شبهه فرأى شبها بينا
بعتبة فقال هو لك يا عبد الولد للفراش وللعاهر الحجر واحتجبي منه يا سودة بنت
زمعة قالت فلم ير سودة قط باب من ادعى إلى غير أبيه حدثنا مسدد
حدثنا خالد هو ابن عبد الله حدثنا خالد عن أبي عثمان عن سعد رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه
غير أبيه فالجنة عليه حرام فذكرته لأبي بكرة فقال وانا سمعته أذناي ووعاه
قلبي من رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا اصبغ بن الفرج حدثنا ابن
وهب أخبرني عمرو عن جعفر بن ربيعة عن عراك عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر
باب إذا ادعت المرأة ابنا حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال كانت امرأتان معهما ابناهما جاء الذئب بابن إحداهما فقالت
لصاحبتها إنما ذهب بابنك وقالت الأخرى إنما ذهب بابنك فتحاكما إلى داود
عليه السلام فقضى به للكبرى فخرجتا على سليمان بن داود عليهما السلام فأخبرتاه
فقال ائتوني بالسكين أشقه بينهما فقالت الصغرى لا تفعل يرحمك الله هو ابنها
فقضى به للصغرى قال أبو هريرة والله ان سمعت بالسكين قط الا يومئذ وما
كنا نقول الا المدية باب القائف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث
عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم دخل علي مسرورا تبرق أسارير وجهه فقال ألم ترى ان مجززا
نظر آنفا إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد فقال إن هذه الاقدام بعضها
12

من بعض حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن
عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو مسرور
فقال يا عائشة ألم تري ان مجززا المدلجي دخل على فرأى أسامة وزيدا وعليهما
قطيفة قد غطيا رؤسهما وبدت اقدامهما فقال إن هذه الاقدام بعضها من بعض
* بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الحدود وما يحذر من الحدود *
باب لا يشرب الخمر وقال ابن عباس ينزع منه نور الايمان في الزنا حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزني الزاني حين يزني
وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق
وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها ابصارهم وهو مؤمن * وعن ابن
شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم بمثله الا النهبة باب ما جاء في ضرب شارب الخمر حدثنا حفص
ابن عمر حدثنا هشام عن قتادة عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا
آدم حدثنا شعبة حدثنا قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله
عليه وسلم ضرب في الخمر بالجريد والنعال وجلد أبو بكر أربعين باب
من امر بضرب الحد في البيت حدثنا قتيبة حدثنا عبد الوهاب عن أيوب
عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحرث قال جئ بالنعيمان أو بابن النعيمان شاربا
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من كان بالبيت ان يضربوه قال فضربوه فكنت
انا فيمن ضربه بالنعال باب الضرب بالجريدة والنعال حدثنا سليمان بن
حرب حدثنا وهيب بن خالد عن أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن
الحرث ان النبي صلى الله عليه وسلم اتي بنعيمان أو بابن نعيمان وهو سكران فشق
13

عليه وأمر من في البيت ان يضربوه فضربوه بالجريد والنعال وكنت فيمن
ضربه حدثنا مسلم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس قال جلد النبي صلى الله
عليه وسلم في الخمر بالجريد والنعال وجلد أبو بكر أربعين حدثنا قتيبة حدثنا
أبو ضمرة أنس عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال اتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب قال اضربوه قال
أبو هريرة رضي الله عنه فمنا الضارب بيده والضارب بنعله والضارب بثوبه
فلما انصرف قال بعض القوم أخزاك الله قال لا تقولوا هكذا لا تعينوا عليه
الشيطان حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحرث حدثنا سفيان
حدثنا أبو حصين سمعت عمير بن سعيد النخعي قال سمعت علي بن أبي طالب رضي
الله عنه قال ما كنت لأقيم حدا على أحد فيموت فأجد في نفسي الا صاحب الخمر
فإنه لو مات وديته وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسنه حدثنا
مكي بن إبراهيم عن الجعيد عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد قال كنا
نؤتي بالشارب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإمرة أبي بكر وصدرا
من خلافة عمر فنقوم إليه بأيدينا ونعالنا وأرديتنا حتى كان آخر امرة عمر فجلد
أربعين حتى إذا عتوا وفسقوا جلد ثمانين باب ما يكره من لعن شارب
الخمر وانه ليس بخارج من الملة حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث حدثني
خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب
ان رجلا كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب
حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم
قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه
ما أكثر ما يؤتي به فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنوه فوالله ما علمت أنه
يحب الله ورسوله حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر حدثنا أنس بن عياض
14

حدثنا ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال اتي النبي
صلى الله عليه وسلم بسكران فأمر بضربه فمنا من يضربه بيده ومنا من يضربه
بنعله ومنا من يضربه بثوبه فلما انصرف قال رجل ماله أخزاه الله فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم باب السارق
حين يسرق حدثني عمرو بن علي حدثنا عبد الله بن داود حدثنا فضيل بن غزوان
عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا
يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن باب
لعن السارق إذا لم يسم حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثني أبي حدثنا
الأعمش قال سمعت أبا صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده * قال
الأعمش كانوا يرون انه بيض الحديد والحبل كانوا يرون انه منها ما يسوى
دراهم باب الحدود كفارة حدثنا محمد بن يوسف حدثنا ابن عيينة
عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه
قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس فقال بايعوني على أن لا تشركوا
بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا وقرأ هذه الآية كلها فمن وفى منكم فأجره
على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به فهو كفارته ومن أصاب من ذلك
شيئا فستره الله عليه ان شاء غفر له وان شاء عذبه باب ظهر المؤمن
حمى الا في حد أو حق حدثني محمد بن عبد الله حدثنا عاصم بن علي حدثنا
عاصم بن محمد عن واقد بن محمد سمعت أبي قال عبد الله قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم في حجة الوداع الا اي شهر تعلمونه أعظم حرمة قالوا الا شهرنا
هذا قال الا اي بلد تعلمونه أعظم حرمة قالوا الا بلدنا هذا قال الا اي يوم
تعلمونه أعظم حرمة قالوا الا يومنا هذا قال فان الله تبارك وتعالى قد حرم
15

دمائكم وأموالكم واعراضكم الا بحقها كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا
في شهركم هذا الا هل بلغت ثلاثا كل ذلك يجيبونه الا نعم قال ويحكم أو
ويلكم لا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض باب إقامة
الحدود والانتقام لحرمات الله حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل
عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت ما خير النبي صلى الله
عليه وسلم بين أمرين الا اختار أيسرهما ما لم يكن اثم فإذا كان الاثم كان
أبعدهما منه والله ما انتقم لنفسه في شئ يؤتى إليه قط حتى تنتهك حرمات الله
فينتقم لله باب إقامة الحدود على الشريف والوضيع حدثنا أبو
الوليد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة ان أسامة كلم النبي صلى
الله عليه وسلم في امرأة فقال إنما هلك من كان قبلكم انهم كانوا يقيمون الحد
على الوضيع ويتركون الشريف والذي نفسي بيده لو فاطمة فعلت ذلك لقطعت
يدها باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان حدثنا
سعيد بن سليمان حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
ان قريشا أهمتهم المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم رسول الله صلى
الله عليه وسلم ومن يجترئ عليه الا أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتشفع في حد من حدود الله ثم قام
فخطب فقال يا أيها الناس إنما ضل من قبلكم انهم كانوا إذا سرق الشريف
تركوه وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت
محمد سرقت لقطع محمد يدها باب قول الله تعالى والسارق والسارقة
فاقطعوا أيديهما وفي كم يقطع وقطع علي من الكف وقال قتادة في امرأة
سرقت فقطعت شمالها ليس إلا ذلك حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا إبراهيم
ابن سعد عن ابن شهاب عن عمرة عن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم
16

تقطع اليد في ربع دينار فصاعدا * تابعه عبد الرحمن بن خالد وابن أخي الزهري
ومعمر عن الزهري حدثنا إسماعيل بن أبي أويس عن ابن وهب عن يونس عن
ابن شهاب عن عروة بن الزبير وعمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال تقطع يد السارق في ربع دينار حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا عبد الوارث
حدثنا الحسين عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري عن عمرة بنت عبد
الرحمن حدثته ان عائشة رضي الله عنها حدثتهم عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال يقطع في ربع دينار حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبدة عن هشام عن
أبيه قال أخبرتني عائشة ان يد السارق لم تقطع على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
الا في ثمن مجن حجفة أو ترس حدثنا عثمان حدثنا حميد بن عبد الرحمن حدثنا
هشام عن أبيه عن عائشة مثله حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام
ابن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لم تكن تقطع يد السارق في أدنى من حجفة
أو ترس كل واحد منهما ذو ثمن * رواه وكيع وابن إدريس عن هشام عن أبيه
مرسلا حدثني يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة قال هشام بن عروة أخبرنا
عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت لم تقطع يد سارق على عهد النبي صلى الله
عليه وسلم في أدنى من ثمن المجن ترس أو جحفة وكان كل واحد منهما ذا ثمن
حدثنا إسماعيل حدثني مالك بن أنس عن نافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع في مجن ثمنه ثلاثة دراهم
* تابعه محمد بن إسحاق وقال الليث حدثني نافع قيمته حدثنا موسى بن إسماعيل
حدثنا جويرية عن نافع عن ابن عمر قال قطع النبي صلى الله عليه وسلم في مجن قيمته
ثلاثة دراهم حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال حدثني نافع عن عبد الله
قال قطع النبي صلى الله عليه وسلم في مجن ثمنه ثلاثة دراهم حدثني إبراهيم بن
المنذر حدثنا أبو ضمرة حدثنا موسى بن عقبة عن نافع ان عبد الله بن عمر رضي الله
17

عنهما قال قطع النبي صلى الله عليه وسلم يد سارق في مجن ثمنه ثلاثة دراهم *
تابعه محمد بن إسحاق وقال الليث حدثني نافع قيمته حدثنا موسى بن إسماعيل
حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش قال سمعت أبا صالح قال سمعت أبا هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع
يده ويسرق الحبل فتقطع يده باب توبة السارق حدثنا إسماعيل
ابن عبد الله قال حدثني ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة
ان النبي صلى الله وسلم قطع يد امرأة قالت عائشة وكانت تأتي بعد ذلك
فأرفع حاجتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتابت وحسنت توبتها حدثنا عبد
الله بن محمد الجعفي حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي
إدريس عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم في رهط فقال أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تقتلوا
أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوني في معروف
فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فاخذ به في الدنيا فهو
كفارة له وطهور ومن ستره الله فذلك إلى الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له
* قال أبو عبد الله إذا تاب السارق بعدما قطع يده قبلت شهادته وكل محدود
كذلك إذا تاب قبلت شهادته
* بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة *
وقول الله تعالى إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض
فسادا ان يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من
الأرض حدثنا علي بن عبد الله حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني
يحيى بن أبي كثير حدثني أبو قلابة الجرمي عن أنس رضي الله عنه قال قدم على
18

النبي صلى الله عليه وسلم نفر من عكل فأسلموا فاجتووا المدينة فأمرهم ان يأتوا
إبل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها ففعلوا فصحوا فارتدوا وقتلوا رعاتها
واستاقوا فبعث في آثارهم فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم ثم
لم يحسمهم حتى ماتوا باب لم يحسم النبي صلى الله عليه وسلم المحاربين
من أهل الردة حتى هلكوا حدثنا محمد بن الصلت أبو يعلى حدثنا الوليد
حدثني الأوزاعي عن يحيى عن أبي قلابة عن أنس ان النبي صل الله عليه وسلم
قطع العرنيين ولم يحسمهم حتى ماتوا باب لم يسق المرتدون المحاربون
حتى ماتوا حدثنا موسى بن إسماعيل عن وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن
أنس رضي الله عنه قال قدم رهط من عكل على النبي صلى الله عليه وسلم كانوا
في الصفة فاجتووا المدينة فقال يا رسول الله أبغنا رسلا فقال ما أجد لكم الا
ان تلحقوا بابل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوها فشربوا من ألبانها وأبوالها
حتى صحوا وسمنوا وقتلوا الراعي واستاقوا الذود فأتى النبي صلى الله عليه وسلم
الصريخ فبعث الطلب في آثارهم فما ترجل النهار حتى اتي بهم فأمر بمسامير
فأحميت فكحلهم بها وقطع أيديهم وأرجلهم وما حسمهم ثم ألقوا في الحرة
يستسقون فما سقوا حتى ماتوا * قال أبو قلابة سرقوا وقتلوا وحاربوا الله
ورسوله باب سمر النبي صلى الله عليه وسلم أعين المحاربين حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك ان رهطا
من عكل أو قال عرينة ولا اعلمه الا قال من عكل قدموا المدينة فأمر لهم النبي
صلى الله عليه وسلم بلقاح وأمرهم ان يخرجوا فيشربوا من أبوالها وألبانها
فشربوا حتى إذا برؤا قتلوا الراعي واستاقوا النعم فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم
غدوة فبعث الطلب في اثرهم فما ارتفع النهار حتى جئ بهم فأمر بهم فقطع
أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم فألقوا بالحرة يستسقون فلا يسقون * قال
19

أبو قلابة هؤلاء قوم سرقوا وقتلوا وكفروا بعد ايمانهم وحاربوا الله ورسوله
باب فضل من ترك الفواحش حدثنا محمد بن سلام أخبرنا عبد الله
عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل
الا ظله امام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل ذكر الله في خلاء ففاضت
عيناه ورجل قلبه معلق في المسجد ورجلان تحابا في الله ورجل دعته امرأة
ذات منصب وجمال إلى نفسها قال إني أخاف الله ورجل تصدق فأخفاها حتى
لا تعلم شماله ما صنعت يمينه حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا عمر بن علي ح
وحدثني خليفة حدثنا عمر بن علي حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد الساعدي
قال النبي صلى الله عليه وسلم من توكل لي ما بين رجليه وما بين لحييه توكلت له
بالجنة باب اثم الزناة قول الله تعالى ولا يزنون * ولا تقربوا الزنا انه كان
فاحشة وساء سبيلا * أخبرنا داود بن شبيب حدثنا همام عن قتادة أخبرنا أنس
قال لأحدثنكم حديثا لا يحدثوكموه أحد بعدي سمعته من النبي صلى الله عليه
وسلم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة واما قال من أشراط
الساعة ان يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا ويقل الرجال
ويكثر النساء حتى يكون للخمسين امرأة القيم الواحد حدثنا محمد بن المثنى
أخبرنا إسحاق بن يوسف أخبرنا الفضيل بن غزوان عن عكرمة عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه لا يزني العبد حين يزني
وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب حين يشرب وهو
مؤمن ولا يقتل وهو مؤمن قال عكرمة قلت لابن عباس كيف ينزع منه الايمان
قال هكذا وشبك بين أصابعه ثم أخرجها فان تاب عاد إليه هكذا وشبك بين
أصابعه حدثنا آدم حدثنا شعبة عن الأعمش عن ذكوان عن أبي هريرة
20

قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق
حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب حين يشربها وهو مؤمن والتوبة معروضة
بعد حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان حدثني منصور وسليمان
عن أبي وائل عن أبي ميسرة عن عبد الله رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله
اي الذنب أعظم قال إن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت ثم اي قال إن تقتل ولدك
من أجل ان يطعم معك قلت ثم اي قال إن تزاني حليلة جارك * قال يحيى وحدثنا
سفيان حدثني واصل عن أبي وائل عن عبد الله قلت يا رسول الله مثله قال عمرو
فذكرته لعبد الرحمن وكان حدثنا عن سفيان عن الأعمش ومنصور وواصل
عن أبي وائل عن أبي ميسرة قال دعه دعه باب رجم المحصن وقال الحسن
من زنى بأخته حده حد الزنى حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا سلمة بن كهيل قال
سمعت الشعبي يحدث عن علي رضي الله عنه حين رجم المرأة يوم الجمعة وقال
قد رجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني اسحق حدثنا خالد
عن الشيباني قال سالت عبد الله بن أبي أوفى هل رجم رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال نعم قلت قبل سورة النور أم بعد قال لا أدري حدثنا محمد بن
مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن ابن شهاب حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن
عن جابر بن عبد الله الأنصاري ان رجلا من أسلم أتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فحدثه انه قد زنى فشهد على نفسه أربع شهادات فأمر به رسول الله
صلى الله عليه وسلم فرجم وكان قد أحصن باب لا يرجم المجنون والمجنونة
وقال علي لعمر اما علمت أن القلم رفع عن المجنون حتى يفيق وعن الصبي حتى يدرك
وعن النائم حتى يستيقظ حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن
شهاب عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى
رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه فقال يا رسول الله
21

اني زنيت فأعرض عنه حتى رد عليه أربع مرات فلما شهد على نفسه أربع
شهادات دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبك جنون قال لا قال فهل أحصنت
قال نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهبوا به فارجموه قال ابن شهاب فأخبرني
من سمع جابر بن عبد الله قال فكنت فيمن رجمه فرجمناه بالمصلى فلما أذلقته
الحجارة هرب فأدركناه بالحرة فرجمناه باب للعاهر الحجر حدثنا
أبو الوليد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
اختصم سعد وابن زمعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو لك يا عبد بن زمعة
الولد للفراش واحتجبي من يا سودة * زاد لنا قتيبة عن الليث وللعاهر الحجر
حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة قال النبي
صلى الله عليه وسلم الولد للفراش وللعاهر الحجر باب الرجم في البلاط
حدثنا محمد بن عثمان حدثنا خالد بن مخلد عن سليمان حدثني عبد الله بن دينار
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال اتي رسول الله صلى الله صلى الله وسلم بيهودي
ويهودية قد أحدثا جميعا فقال لهم ما تجدون في كتابكم قالوا إن أحبارنا أحدثوا
تحميم الوجه والتجبية قال عبد الله بن سلام ادعهم يا رسول الله بالتوراة فاتي بها
فوضع أحدهم يده على آية الرجم وجعل يقرأ ما قبلها وما بعدها فقال له ابن سلام
ارفع يدك فإذا آية الرجم تحت يده فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرجما قال ابن عمر فرجما عند البلاط فرأيت اليهودي أجنأ عليها باب
الرجم بالمصلى حدثنا محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن
أبي سلمة عن جابر ان رجلا من أسلم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فاعترف بالزنا
فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى شهد على نفسه أربع مرات فقال له
النبي صلى الله وسلم أبك جنون قال لا قال آحصنت قال نعم فأمر به فرجم
بالمصلى فلما أذلقته الحجارة فر فأدرك فرجم حتى مات فقال له النبي صلى الله عليه
22

وسلم خيرا وصلى * ولم يقل يونس وابن جريج عن الزهري فصلى عليه
باب من أصاب ذنبا دون الحد فأخبر الامام فلا عقوبة عليه بعد التوبة
إذا جاء مستفتيا قال عطاء لم يعاقبه النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن جريج
ولم يعاقب الذي جامع في رمضان ولم يعاقب عمر صاحب الظبي * وفيه عن أبي
عثمان عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا قتيبة حدثنا الليث
عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رجلا
وقع بامرأته في رمضان فاستفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل تجد
رقبة قال لا قال هل تستطيع صيام شهرين قال لا قال فأطعم ستين مسكينا *
وقال الليث عن عمرو بن الحرث عن عبد الرحمن بن القاسم عن محمد بن جعفر بن
الزبير عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم
في المسجد قال احترقت قال مم ذاك قال وقعت بامرأتي في رمضان قال له تصدق
قال ما عندي شئ فجلس فأتاه انسان يسوق حمارا ومعه طعام قال عبد الرحمن
ما أدري ما هو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أين المحترق فقال ها انا ذا قال
خذ هذا فتصدق به قال على أحوج مني ما لأهلي طعام قال فكلوه * قال أبو عبد الله
الحديث الأول أبين قوله أطعم أهلك باب إذا أقر بالحد ولم يبين هل
للامام ان يستر عليه حدثنا عبد القدوس بن محمد حدثني عمرو بن عاصم
الكلابي حدثنا همام بن يحيى حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن
مالك رضي الله عنه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال
يا رسول الله اني أصبت حدا فأقمه علي قال ولم يسأله عنه قال وحضرت الصلاة
فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قام
إليه الرجل فقال يا رسول الله اني أصبت حدا فأقم في كتاب الله قال أليس
قد صليت معنا قال نعم قال فان الله قد غفر لك ذنبك أو قال حدك باب
23

هل يقول الامام للمقر لعلك لمست أو غمزت حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي
حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت يعلى بن حكيم عن عكرمة عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له
لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت قال لا يا رسول الله قال أنكتها لا يكني قال
فعند ذلك امر برجمه باب سؤال الامام المقر هل أحصنت حدثنا
سعيد بن عفير قال حدثني الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب
عن ابن المسيب وأبي سلمة ان أبا هريرة قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
رجل من الناس وهو في المسجد فناداه يا رسول الله صلى الله اني زنيت يريد نفسه
فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله
فقال يا رسول الله اني زنيت فأعرض عنه فجاء لشق وجه النبي صلى الله عليه
وسلم الذي أعرض عنه فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه النبي صلى الله
عليه وسلم فقال أبك جنون قال لا يا رسول الله فقال أحصنت قال نعم يا رسول
الله قال اذهبوا فارجموه قال ابن شهاب أخبرني من سمع جابرا قال فكنت
فيمن رجمه فرجمناه بالمصلى فلما أذلقته الحجارة جمز حتى أدركناه بالحرة فرجمناه
باب الاعتراف بالزنا حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حفظناه
من في الزهري قال أخبرني عبيد الله انه سمع أبا هريرة وزيد بن خالد قالا
كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام رجل فقال أنشدك الله الا ما قضيت بيننا
بكتاب الله فقام خصمه وكان أفقه منه فقال اقض بيننا بكتاب الله وائذن لي
قال قل قال إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة
وخادم ثم سألت رجالا من أهل العلم فأخبروني ان على ابني جلد مائة وتغريب عام
وعلى امرأته الرجم فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لأقضين
بينكما بكتاب الله جل ذكره المائة شاة الخادم رد عليك وعلى ابنك جلد
24

مائة وتغريب عام واغد يا أنيس على امرأة هذا فان اعترفت فارجمها فغدا عليها
فاعترفت فرجمها قلت لسفيان لم يقل فأخبروني ان على ابني الرجم فقال أشك
فيها من الزهري فربما قلتها وربما سكت حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان
عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال عمر لقد خشيت
ان يطول بالناس زمان حتى يقول قائل لا نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا
بترك فريضة أنزلها الله الا وان الرجم حق على من زنى وقد أحصن إذا قامت
البينة أو كان الحمل أو الاعتراف قال سفيان كذا حفظت الا وقد رجم رسول
الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال كنت اقرئ
رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف فبينما انا في منزله بمنى وهو
عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها إذ رجع إلي عبد الرحمن فقال لو رأيت
رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول لو قد
مات عمر لقد بايعت فلانا فوالله ما كانت بيعة أبي بكر الا فلتة فتمت فغضب
عمر ثم قال إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذي يريدون
ان يغصبوهم أمورهم قال عبد الرحمن فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل فان الموسم
يجمع رعاع الناس وغوغاءهم فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم
في الناس وانا أخشى ان تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير وان لا يعوها
وان لا يضعوها على مواضعها فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة
والسنة فتخلص باهل الفقه واشراف الناس فتقول ما قلت متمكنا فيعي أهل
العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها فقال عمر اما والله إن شاء الله لأقومن
بذلك أول مقام أقومه بالمدينة قال ابن عباس فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة
25

فلما كان يوم الجمعة عجلنا الرواح حين زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن
عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر فجلست حوله تمس ركبتي ركبته فلم
أنشب ان خرج عمر بن الخطاب فلما رأيته مقبلا قلت لسعيد بن زيد بن عمرو
ابن نفيل ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف فأنكر علي وقال ما عسيت
أن يقول ما لم يقل قبله فجلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله
بما هو أهله ثم قال اما بعد فاني قائل لكم مقلة قد قدر لي ان أقولها لا أدري
لعلها بين يدي أجلي فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ومن
خشي أن لا يعقلها فلا أحل لاحد ان يكذب علي ان الله بعث محمدا صلى الله
عليه وسلم بالحق وانزل عليه الكتاب فكان مما انزل الله آية الرجم فقرأناها
وعقلناها ووعيناها فلذا رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى
ان طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا
بترك فريضة أنزلها الله والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من
الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف ثم انا كنا نقرأ فيما
نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ان ترغبوا عن آبائكم
أو ان كفرا بكم ان ترغبوا عن آبائكم الا ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لا تطروني كما أطرى عيسى بن مريم وقولوا عبد الله ورسوله ثم إنه بلغني
ان قائلا منكم يقول والله لو مات عمر بايعت فلانا فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما
كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت الا وانها قد كانت كذلك ولكن الله وقى
شرها وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر من بايع رجلا عن غير
مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة ان يقتلا وانه قد كان
من خبرنا حين توفي الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان الأنصار خالفونا واجتمعوا
بأسرهم في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا علي والزبير ومن معهما واجتمع
26

المهاجرون إلى أبي بكر فقلت لأبي بكر يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء
من الأنصار فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم لقينا رجلان منهم صالحان فذكرا
ما تمالى عليه القوم فقالا أين تريدون يا معشر المهاجرين فقلنا نريد إخواننا هؤلاء
من الأنصار فقالا لا عليكم أن لا تقربوهم اقضوا امركم فقلت والله لنأتينهم
فانطلقنا حتى اتيناهم في سقيفة بني ساعدة فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم
فقلت من هذا قالوا هذا سعد بن عبادة فقلت ماله قالوا يوعك فلما جلسنا قليلا
تشهد خطيبهم فأثنى على الله لما هو أهله ثم قال اما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة
الاسلام وأنتم معشر المهاجرين رهط وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم
يريدون ان يختزلونا من أصلنا وان يحضنونا من الامر فلما سكت أردت أن
أتكلم وكنت زورت مقالة أعجبتني أريد ان أقدمها بين يدي أبي بكر وكنت
إداري منه بعض الحد فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر على رسلك فكرهت
ان أغضبه فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني
في تزويري الا قال في بديهته مثلها أو أفضل حتى سكت فقال ما ذكرتم فيكم
من خير فأنتم له أهل ولم يعرف هذا الامر الا لهذا الحي من قريش هم أوسط
العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم
فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فلم اكره مما قال غيرها
كان والله ان اقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من اثم أحب إلي من أن أتأمر
على قوم فيهم أبو بكر اللهم الا ان تسول إلي نفسي عند الموت شيئا لا أجده
الآن فقال قائل الأنصار انا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم
أمير يا معشر قريش فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من الاختلاف
فقلت ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعته
الأنصار ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم قتلتم سعد بن عبادة فقلت
27

قتل الله سعد بن عبادة قال عمر وانا والله ما وجدنا فيما حضرنا من امر أقوى
من مبايعة أبي بكر خشينا ان فارقنا القوم ولم تكن بيعة ان يبايعوا رجلا منهم
بعدنا فاما بايعناهم على ما لا نرضى واما نخالفهم فيكون فساد فمن بايع رجلا على
غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة ان يقتلا باب
البكران يجلدان وينفيان الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة
ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر
وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين الزاني لا ينكح الا زانية أو مشركة
والزانية لا ينكحها الا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين قال ابن عيينة
رأفة إقامة الحدود حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز أخبرنا ابن
شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني قال سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يأمر فيمن زنى ولم يحصن جلد مائة وتغريب عام * قال ابن
شهاب وأخبرني عروة بن الزبير ان عمر بن الخطاب غرب ثم لم تزل تلك السنة
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى فيمن زنى
ولم يحصن بنفي عام بإقامة الحد عليه باب نفي أهل المعاصي والمخنثين
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا يحيى عن عكرمة عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات
من النساء وقال أخرجوهم من بيوتكم واخرج فلانا واخرج عمر فلانا
باب من امر غير الامام بإقامة الحد غائبا عنه حدثنا عاصم بن علي
حدثنا بان أبي ذئب عن الزهري عن عبيد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد ان
رجلا من الاعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس فقال يا رسول
الله اقض بكتاب الله فقام خصمه فقال صدق اقض له يا رسول الله بكتاب الله
28

ان ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته فأخبروني وان على ابني الرجم فافتديت
بمائة من الغنم ووليدة ثم سألت أهل العلم فزعموا أن ما على ابني جلد مائة
وتغريب عام فقال والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله اما الغنم
والوليدة فرد عليك وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام واما أنت يا أنيس فاغد
على امرأة هذا فارجمها فغدا أنيس فرجمها باب قول الله تعالى ومن
لم يستطع منكم طولا ان ينكح المحصنات المؤمنات فمما ملكت ايمانكم من
فتياتكم المؤمنات والله أعلم بايمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن باذن أهليهن
وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا
أحصن فان اتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن
خشي العنت منكم وان تصبروا خير لكم والله غفور رحيم باب إذا
زنت الأمة حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن
عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد رضي الله عنهما ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم سئل عن الأمة إذا زنت ولم تحصن قال إذا زنت فاجلدوها ثم إن
زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم بيعوها ولو بضفير * قال ابن شهاب
لا أدري بعد الثالثة أو الرابعة باب لا يثرب على الأمة إذا زنت ولا
تنفى حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن سعيد المقبري عن أبيه عن
أبي هريرة انه سمعه يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا زنت الأمة فتبين
زناها فليجلدها ولا يثرب ثم إن زنت فليجلدها ولا يثرب ثم إن زنت الثالثة
فليبعها ولم بحبل من شعر * تابعه إسماعيل بن أمية عن سعيد عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم باب احكام أهل الذمة واحصانهم إذا زنوا
ورفعوا إلى الامام حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الشيباني
قال سألت عبد الله بن أبي أوفى عن الرجم فقال رجم النبي صلى الله عليه وسلم فقلت
29

اقبل النور أم بعده قال لا أدري * تابعه علي بن مسهر وخالد بن عبد الله
والمحاربي وعبيدة بن حميد عن الشيباني * وقال بعضهم المائدة والأول أصح
حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما أنه قال إن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ان
رجلا منهم وامرأة زنيا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجدون
في التوراة في شأن الرجم فقالوا نفضحهم ويجلدون قال عبد الله بن سلام كذبتم
ان فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ
ما قبلها وما بعدها فقال له عبد الله بن سلام ارفع يدك فرفع يده فإذا فيها آية الرجم
قالوا صدق يا محمد فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما
فرأيت الرجل يحنى على المرأة يقيها الحجارة باب إذا رمى امرأته أو
امرأة غيره بالزنا عند الحاكم والناس هل على الحاكم ان يبعث إليها فيسألها عما
رميت به حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله
ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة وزيد بن خالد انهما أخبراه ان
رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما اقض بيننا بكتاب
الله وقال الآخر وهو أفقههما أجل يا رسول الله فاقض بيننا بكتاب الله
وائذن لي ان أتكلم قال تكلم قال إن ابني كان عسيفا على هذا قال مالك والعسيف
الأجير فزنى بامرأته فأخبروني ان على ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاة وبجارية لي
ثم إني سألت أهل العلم فأخبروني ان ما على ابني جلد مائة وتغريب عام وإنما الرجم
على امرأته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما والذي نفسي بيده لأقضين
بينكما بكتاب الله اما غنمك وجاريتك فرد عليك وجلد ابنه مائة وغربه
عاما وأمر أنيسا الأسلمي ان يأتي امرأة الآخر فان اعترفت فارجمها فاعترفت
فرجمها باب من أدب أهله أو غيره دون السلطان وقال أبو سعيد عن
30

النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى فأراد أحد ان يمر بين يديه فليدفعه فان أبى
فليقاتله وفعله أبو سعيد حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الرحمن بن القاسم
عن أبيه عن عائشة قالت جاء أبو بكر رضي الله عنه ورسول الله صلى الله عليه
وسلم واضع رأسه على فخذي فقال حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم
والناس وليسوا على ماء فعاتبني وجعل يطعن بيده في خاصرتي ولا يمنعني من
التحرك الا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله آية التيمم حدثنا
يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب أخبرني عمرو ان عبد الرحمن بن القاسم حدثه
عن أبيه عن عائشة قالت اقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة وقال حبست
الناس في قلادة فبي الموت لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أوجعني
نجوه * لكز ووكز واحد باب من رأى مع امرأته رجلا فقتله
حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن وراد عن المغيرة قال قال
سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك
النبي صلى الله عليه وسلم فقال أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه والله أغير
مني باب ما جاء في التعريض حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن ابن
شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم جاءه اعرابي فقال يا رسول الله ان امرأتي ولدت غلاما اسود
فقال هل لك من إبل قال نعم قال ما ألوانها قال حمر قال فيها أورق قال نعم قال
فأني كان ذلك قال أراه عرق نزعه قال فلعل ابنك هذا نزعه عرق باب
كم التعزير والأدب حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني يزيد بن
أبي حبيب عن بكير بن عبد الله عن سليمان بن يسار عن عبد الرحمن بن جابر بن
عبد الله عن أبي بردة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول
لا يجلد فوق عشر جلدات الا في حد من حدود الله حدثنا عمرو بن علي
31

حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا مسلم بن أبي مريم حدثني عبد الرحمن بن جابر
عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال لا عقوبة فوق عشر ضربات الا في حد
من حدود الله حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب أخبرني عمرو ان بكيرا
حدثه قال بينما انا جالس عند سليمان بن يسار إذ جاء عبد الرحمن بن جابر فحدث
سليمان بن يسار ثم اقبل علينا سليمان بن يسار فقال حدثني عبد الرحمن بن جابر
ان أباه حدثه انه سمع أبا بردة الأنصاري قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول لا تجلدوا فوق عشرة أسواط الا في حد من حدود الله حدثنا يحيى بن
بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب حدثنا أبو سلمة ان أبا هريرة
رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال فقال له رجال
من المسلمين فإنك يا رسول الله تواصل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم
مثلي اني أبيت يطعمني ربي ويسقين فلما أبوا ان ينتهوا عن الوصال واصل بهم
يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال فقال لو تأخر لزدتكم كالمنكل بهم حين أبوا
* تابعه شعيب ويحيى بن سعيد ويونس عن الزهري * وقال عبد الرحمن بن
خالد عن ابن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
حدثني عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا معمر عن الزهري عن سالم
عن عبد الله بن عمر انهم كانوا يضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا اشتروا طعاما جزافا ان يبيعوه في مكانهم حتى يؤووه إلى رحالهم حدثنا
عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري أخبرني عروة عن عائشة رضي
الله عنها قالت ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شئ يؤتى إليه
حتى ينتهك من حرمات الله فينتقم لله باب من أظهر الفاحشة واللطخ
والتهمة بغير بينة حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان الزهري عن سهل
ابن سعد قال شهدت المتلاعنين وانا ابن خمس عشرة فرق بينهما فقال زوجها
32

كذبت عليها ان أمسكتها * قال فحفظت ذاك من الزهري ان جاءت به كذا وكذا
فهو وان جاءت به كذا وكذا كأنه وحرة فهو وسمعت الزهري يقول جاءت به
للذي يكره حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن القاسم
ابن محمد قال ذكر ابن عباس المتلاعنين فقال عبد الله بن شداد هي التي قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لو كنت راجما امرأة عن غير بينة قال لا تلك امرأة
أعلنت حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن
ابن القاسم عن القاسم بن محمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ذكر التلاعن
عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال عاصم بن عدي في ذلك قولا ثم انصرف فأتاه
رجل من قومه يشكوا انه وجد مع أهله رجلا فقال عاصم ما ابتليت بهذا الا
لقولي فذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي وجد عليه امرأته
وكان ذلك الرجل مصفرا قليل اللحم سبط الشعر وكان الذي ادعى عليه انه وجده
عند أهله آدم خدلا كثير اللحم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بين فوضعت
شبيها بالرجل الذي ذكر زوجها انه وجده عندها فلاعن النبي صلى الله عليه
وسلم بينهما فقال رجل لابن عباس في المجلس هي التي قال النبي صلى الله عليه
وسلم لو رجمت أحدا بغير بينة رجمت هذه فقال لا تلك امرأة كانت تظهر
في الاسلام السوء باب رمي المحصنات وقول الله عز وجل والذين
يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم
شهادة ابدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فان الله
غفور رحيم ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة
ولهم عذاب عظيم وقول الله والذين يرمون أزواجهم ثم لم يأتوا الآية حدثنا
عبد العزيز بن عبد الله حدثنا سليمان عن ثور بن زيد عن أبي الغبث عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله
33

وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل الربا
واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات
باب قذف العبيد حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن فضيل بن
غزوان عن ابن أبي نعم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت أبا بالقاسم صلى الله
عليه وسلم يقول من قذف مملوكه وهو برئ مما قال جلد يوم القيامة إلا أن يكون
كما قال باب هل يأمر الامام فيضرب الحد غائبا عنه وقد
فعله عمر حدثنا محمد بن يوسف حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد بن
عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني قال جاء رجل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال أنشدك الله الا قضيت بيننا بكتاب الله فقام خصمه
وكان أفقه منه فقال صدق اقض بيننا بكتاب الله وائذن لي يا رسول الله فقال
النبي صلى الله عليه وسلم قل فقال إن ابني كان عسيفا في أهل هذا فزنى بامرأته
فافتديت منه بمائة شاة وخادم واني سألت رجالا من أهل العلم فأخبروني ان على
ابني جلد مائة وتغريب عام وان على امرأة هذا الرجم فقال والذي نفسي بيده
لأقضين بينكما بكتاب الله المائة والخادم رد عليك وعلى ابنك جلد مائة وتغريب
عام ويا أنيس اغد على امرأة هذا فسلها فان اعترفت فارجمها فاعترفت فرجمها
* بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الديات *
وقول الله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم حدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل قال قال عبد الله قال
رجل يا رسول الله اي الذنب أكبر عند الله قال إن تدعو لله ندا وهو خلقك
قال ثم أي قال ثم إن تقتل ولدك ان يطعم معك قال ثم اي قال ثم إن تزاني بحليلة
جارك فانزل الله عز وجل تصديقها والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون
34

النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما حدثنا علي
حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عن ابن عمر رضي الله
عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يزال المؤمن في فسحة من دينه
ما لم يصب دما حراما حدثني أحمد بن يعقوب حدثنا إسحاق سمعت أبي يحدث
عن عبد الله بن عمر قال إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه
فيها سفك الدم الحرام بغير حله حدثنا عبيد الله بن موسى عن الأعمش عن
أبي وائل عن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أول ما يقضى بين الناس
في الدماء حدثنا عبدان حدثنا عبد الله حدثنا يونس عن الزهري حدثنا عطاء
ابن يزيد ان عبيد الله بن عدي حدثه ان المقداد بن عمرو الكندي حليف بني
زهرة حدثه وكان شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يا رسول الله
ان لقيت كافرا فاقتتلنا فضرب يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ بشجرة وقال
أسلمت لله أأقتله بعد أن قالها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتله قال
يا رسول الله فإنه طرح احدى يدي ثم قال ذلك بعدما قطعها أأقتله قال لا تقتله
فان قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وأنت بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال *
وقال حبيب بن أبي عمرة عن سعيد عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
للمقداد إذا كان رجل مؤمن يخفى ايمانه مع قوم كفار فأظهر ايمانه فقتلته
فكذلك كنت أنت تخفي ايمانك بمكة قبل باب قول الله تعالى ومن
أحياها قال ابن عباس من حرم قتلها الا بحق فكأنما أحيى الناس جميعا حدثنا
قبيصة حدثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقتل نفس الا كان على ابن
آدم الأول كفل منها حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال واقد بن عبد الله
أخبرني عن أبيه سمع عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ترجعوا
35

بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر
حدثنا شعبة عن علي بن مدرك قال سمعت أبا زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير
قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع استنصت الناس لا ترجعوا
بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض * رواه أبو بكرة وابن عباس عن النبي
صلى الله عليه وسلم حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن
فراس عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكبائر
الاشراك بالله وعقوق الوالدين أو قال اليمين الغموس * شك شعبة وقال معاذ
حدثنا شعبة قال الكبائر الاشراك بالله واليمين الغموس وعقوق الوالدين أو
قال وقتل النفس حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا عبد الصمد حدثنا شعبة
حدثنا عبيد الله بن أبي بكر سمع انسا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال الكبائر * وحدثنا عمرو حدثنا شعبة عن ابن أبي بكر عن أنس بن مالك
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أكبر الكبائر الاشراك بالله وقتل النفس
وعقوق الوالدين وقول الزور أو قال وشهادة الزور حدثنا عمرو بن زرارة
حدثنا هشيم حدثنا حصين حدثنا أبو ظبيان قال سمعت أسامة بن زيد بن
حارثة رضي الله عنهما يحدث قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة
من جهينة قال فصبحنا القوم فهزمناهم قال ولحقت انا ورجل من الأنصار
رجلا منهم قال فلما غشيناه قال لا إله إلا الله قال فكف عنه الأنصاري فطعنته
برمحي حتى قتله قال فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال فقال لي
يا أسامة أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله قال قلت يا رسول الله إنما كان متعوذا
قال أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله قال فما زال يكررها علي حتى تمنيت اني
لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث
حدثنا يزيد عن أبي الخير عن الصنابحي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال
36

اني من النقباء الذين بايعوا رسول الله صلى الله وسلم بايعناه على أن لا نشرك
بالله شيئا ولا نزني ولا نسرق ولا نقتل النفس التي حرم الله ولا ننتهب ولا نعصي
بالجنة ان غشينا فان غشينا من ذلك شيئا كان قضاء ذلك إلى الله حدثنا موسى
ابن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال من حمل علينا السلاح فليس منا * رواه أبو موسى عن النبي صلى
الله عليه وسلم حدثنا عبد الرحمن بن المبارك حدثنا حماد بن زيد حدثنا
أيوب ويونس عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال ذهبت لأنصر هذا الرجل
فلقيني أبو بكرة فقال أين تريد قلت انصر هذا الرجل قال ارجع فاني سمعت
رسول الله صلى الله وسلم يقول إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول
في النار قلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه كان حريصا على قتل
صاحبه باب قول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص
في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شئ
فاتباع بالمعروف وأداء إليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى
بعد ذلك فله عذاب اليم باب سؤال القاتل حتى يقر والاقرار في الحدود
حدثنا حجاج بن منهال حدثنا همام عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه
ان يهوديا رض رأس جارية بين حجرين فقيل لها من فعل بك هذا أفلان
أو فلان حتى سمي اليهودي فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل به حتى أقر
فرض رأسه بالحجارة باب إذا قتل بحجر أو بعصا حدثنا محمد قال أخبرنا
عبد الله بن إدريس عن شعبة عن هشام بن زيد بن أنس عن جده أنس بن مالك
قال خرجت جارية عليها أوضاح بالمدينة قال فرماها يهودي بحجر قال فجئ
بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبها رمق فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلان قتلك فرفعت رأسها فأعاد عليها قال فلان قتلك فرفعت رأسها فقال لها
37

في الثالثة فلان قتلك فخفضت رأسها فدعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقتله بين الحجرين باب قول الله تعالى ان النفس بالنفس والعين بالعين
والأنف بالأنف والاذن بالاذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق
به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون حدثنا
عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن
عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم يشهد
أن لا إله إلا الله واني رسول الله الا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب
الزاني والمارق من الدين التارك الجماعة باب من أقاد بالحجر حدثنا
محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس
رضي الله عنه ان يهوديا قتل جارية على أوضاح لها فقتلها بحجر فجئ بها إلى النبي
صلى الله عليه وسلم وبها رمق فقال أقتلك فأشارت برأسها أن لا ثم قال الثانية
فأشارت برأسها أن لا ثم سألها الثالثة فأشارت برأسها ان نعم فقتله النبي صلى الله
عليه وسلم بحجرين باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين حدثنا
أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة ان خزاعة قتلوا رجلا
* وقال عبد الله بن رجاء حدثنا حرب عن يحيى حدثنا أبو سلمة حدثنا أبو هريرة
انه عام فتح مكة قتلت خزاعة رجلا من بني ليث بقتيل لهم في الجاهلية فقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليهم
رسوله والمؤمنين الا وانها لم تحل لاحد قبلي ولا تحل لاحد من بعدي الا وإنما
أحلت لي ساعة من نهار الا وانها ساعتي هذه حرام لا يختلى شوكها ولا يعضد
شجرها ولا يلتقط ساقطتها الا منشد ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين اما
يودي واما يقاد فقام رجل من أهل اليمن يقال له أبو شاة فقال اكتب لي
يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه اكتبوا لأبي شاه ثم قام رجل
38

من قريش فقال يا رسول الله الا الإذخر فإنما نجعله في بيوتنا وقبورنا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الا الإذخر * وتابعه عبيد الله عن شيبان في الفيل
قال بعضهم عن أبي نعيم القتل وقال عبيد الله اما ان يقاد أهل القتيل حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال كانت في بني إسرائيل قصاص ولم تكن فيهم الدية فقال الله لهذه الأمة
كتب عليكم القصاص في القتلى إلى هذه الآية فمن عفي له من أخيه شئ قال ابن
عباس فالعفو ان يقبل الدية في العمد قال فاتباع بالمعروف ان يطلب بمعروف
ويؤدي باحسان باب من طلب دم امرئ بغير حق حدثنا أبو
اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أبغض الناس إلى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومبتغ
في الاسلام سنة الجاهلية ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه باب
العفو في الخطأ بعد الموت حدثنا فروة حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن
أبيه عن عائشة هزم المشركون يوم أحد * وحدثني محمد بن حرب حدثنا أبو
مروان يحيى بن أبي زكريا عن هشام عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
صرخ إبليس يوم أحد في الناس يا عباد الله أخراكم فرجعت أولاهم على أخراهم
حتى قتلوا اليمان فقال حذيفة أبي أبي فقتلوه فقال حذيفة غفر الله لكم قال وقد
كان انهزم منهم قوم حتى لحقوا بالطائف باب قول الله تعالى وما كان
لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية
مسلمة إلى أهله الا ان يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير
رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله
وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله
عليما حكيما باب إذا أقر بالقتل مرة قتل به حدثني اسحق أخبرنا
39

حبان حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك ان يهوديا رض رأس
جارية بين حجرين فقيل لها من فعل بك هذا أفلان أفلان حتى سمي اليهودي
فأومأت برأسها فجئ باليهودي فاعترف فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فرض
رأسه بالحجارة وقد قال همام بحجرين باب قتل الرجل بالمرأة حدثنا
مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي
الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قتل يهوديا بجارية قتلها على أوضاح لها
باب القصاص بين الرجال والنساء في الجراحات وقال أهل العلم يقتل
الرجل بالمرأة ويذكر عن عمر تقاد المرأة من الرجل في كل عمد يبلغ نفسه فما
دونها من الجراح وبه قال عمر بن عبد العزيز وإبراهيم وأبو الزناد عن أصحابه
وجرحت أخت الربيع انسانا فقال النبي صلى الله عليه وسلم القصاص حدثنا
عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان حدثنا موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن
عبد الله عن عائشة رضي الله عنها قالت لددنا النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه
فقال لا تلدوني فقلنا كراهية المريض للدواء فلما أفاق قال لا يبق أحد منكم الا
لد غير العباس فإنه لم يشهدكم باب من اخذ حقه أو اقتص دون السلطان
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد ان الأعرج حدثه انه سمع أبا
هريرة يقول إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نحن الآخرون
السابقون * وباسناده لو اطلع في بيتك أحد ولم تأذن له خذفته بحصاة
ففقأت عينه ما كان عليك من جناح حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن حميد ان
رجلا اطلع في بيت النبي صلى الله عليه وسلم فسدد إليه مشقصا * فقلت من
حدثك بهذا قال أنس بن مالك باب إذا مات في الزحام أو قتل حدثني
إسحاق بن منصور أخبرنا أبو أسامة قال هشام أخبرنا عن أبيه عن عائشة قالت
لما كان يوم أحد هزم المشركون فصاح إبليس اي عباد الله أخراكم فرجعت
40

أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان فقال اي عباد
الله أبي أبي قالت فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه فقال حذيفة غفر الله لكم * قال
عروة فما زالت في حذيفة منه بقية حتى لحق بالله باب إذا قتل نفسه
خطأ فلا دية له حدثنا المكي بن إبراهيم حدثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة
قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فقال رجل منهم أسمعنا يا عامر
من هنيهاتك فحدا بهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم من السائق قالوا عامر فقال
رحمه الله قالوا يا رسول الله هلا أمتعتنا به فأصيب صبيحة ليلته فقال القوم حبط
عمله قتل نفسه فلما رجعت وهو يتحدثون ان عامرا حبط عمله فجئت إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقلت يا نبي الله فداك أبي وأمي زعموا ان عامرا حبط عمله
فقال كذب من قالها ان له لأجرين اثنين انه لجاهد مجاهد وأي قتل يزيده
عليه باب إذا عض رجلا فوقعت ثناياه حدثنا آدم حدثنا شعبة
حدثنا قتادة قال سمعت زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين ان رجلا عض يد
رجل فنزع يده من فمه فوقعت ثنيتاه فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقل يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل لا دية لك حدثنا أبو عاصم عن
ابن جريج عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن أبيه قال خرجت في غزوة فعض
رجل فانتزع ثنيته فأبطلها النبي صلى الله عليه وسلم باب السن بالسن
حدثنا الأنصاري حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه ان ابنة النضر لطمت
جارية فكسرت ثنيتها فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بالقصاص باب
دية الأصابع حدثنا آدم حدثنا شعبة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذه وهذه سواء يعني الخنصر والابهام حدثنا
محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس
قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم نحوه باب إذا أصاب قوم من رجل
41

هل يعاقب أو يقتص منهم كلهم وقال مطرف عن الشعبي في رجلين شهدا على
رجل انه سرق فقطعه علي ثم جاءا بآخر وقالا أخطأنا فأبطل شهادتهما واخذ
بدية الأول وقال لو علمت انكما تعمدتما لقطعتكما * وقال لي ابن بشار حدثنا
يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان غلاما قتل غيلة فقال
عمر لو اشترك فيها أهل صنعاء لقتلتهم وقال مغيرة بن حكيم عن أبيه ان أربعة
قتلوا صبيا فقال عمر مثله وأقاد أبو بكر وابن الزبير وعلي وسويد بن مقرن من
لطمة وأقاد عمر من ضربة بالدرة وأقاد علي من ثلاثة أسواط واقتص شريح
من سوط وخموش حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا موسى بن أبي
عائشة عن عبيد الله بن عبد الله قال قالت عائشة لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
في مرضه وجعل يشير الينا لا تلدوني قال فقلنا كراهية المريض بالدواء فلما أفاق
قال ألم أنهكم ان تلدوني قال قلنا كراهية للدواء فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا يبقى منكم أحد الا لد وانا انظر الا العباس فإنه لم يشهدكم
باب القسامة وقال الأشعث بن قيس قال النبي صلى الله عليه وسلم
شاهداك أو يمينه وقال ابن أبي مليكة لم يقد بها معاوية وكتب عمر بن عبد
العزيز إلى عدي بن أرطأة وكان امره على البصرة في قتيل وجد عند بيت من
بيوت السمانين ان وجد أصحابه بينة وإلا فلا تظلم الناس فان هذا لا يقضى فيه
إلى يوم القيامة حدثنا أبو نعيم حدثنا سعيد بن عبيد عن بشير بن يسار زعم أن
رجلا من الأنصار يقال له سهل بن أبي حثمة أخبره ان نفرا من قومه انطلقوا
إلى خيبر فتفرقوا فيها ووجدوا أحدهم قتيلا وقالوا للذي وجد فيهم قتلتم صاحبنا
قالوا ما قتلنا ولا علمنا قاتلا فانطلقوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله
انطلقنا إلى خيبر فوجدنا أحدنا قتيلا فقال الكبر الكبر فقال لهم تأتون بالبينة
على من قتله قالوا ما لنا بينة قال فيحلفون قالوا لا نرضى بايمان اليهود فكره
42

رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبطل دمه فوداه مائة من إبل الصدقة حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم الأسدي حدثنا الحجاج بن
أبي عثمان حدثني أبو رجاء من آل أبي قلابة حدثني أبو قلابة ان عمر بن عبد العزيز
أبرز سريره يوما للناس ثم اذن لهم فدخلوا فقال ما تقولون في القسامة قال نقول
القسامة القود بها حق وقد أقادت بها الخلفاء قال لي ما تقول يا أبا قلابة ونصبني
للناس فقلت يا أمير المؤمنين عندك رؤس الأجناد واشراف العرب أرأيت
لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل محصن بدمشق انه قد زنى لم يروه أكنت
ترجمه قال لا قلت أرأيت لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل بحمص انه سرق
أكنت تقطعه ولم يروه قال لا قلت فوالله ما قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم
أحدا قط الا في احدى ثلاث خصال رجل قتل بجريرة نفسه فقتل أو رجل زنى
بعد احصان أو رجل حارب الله ورسوله وارتد عن الاسلام فقال القوم أوليس
قد حدث أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع في السرق وسمر
الأعين ثم نبذهم في الشمس فقلت انا أحدثكم حديث أنس حدثني أنس ان
نفرا من عكل ثمانية قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه على
الاسلام فاستوخموا الأرض فسقمت أجسامهم فشكوا ذلك إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال أفلا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون من ألبانها
وأبوالها قالوا بلى فخرجوا فشربوا من ألبانها وأبوالها فصحوا فقتلوا راعي رسول
الله صلى الله عليه وسلم واطردوا النعم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأرسل في آثارهم فأدركوا فجئ بهم فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمر
أعينهم ثم نبذهم في الشمس حتى ماتوا قلت وأي شئ أشد مما صنع هؤلاء ارتدوا
عن الاسلام وقتلوا وسرقوا فقال عنبسة بن سعيد والله ان سمعت كاليوم
قط فقلت أترد علي حديثي يا عنبسة قال لا ولكن جئت بالحديث على وجهه
43

والله لا يزال هذا الجند بخير ما عاش هذا الشيخ بين أظهرهم قلت وقد كان
في هذا سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه نفر من الأنصار
فتحدثوا عنده فخرج رجل منهم بين أيديهم فقتل فخرجوا بعده فإذا هم بصاحبهم
يتشحط في الدم فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله
صاحبنا كان يتحدث معنا فخرج بين أيدينا فإذا نحن به يتشحط في الدم فخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بمن تظنون أو ترون قتله قالوا نرى ان اليهود
قتلته فأرسل إلى اليهود فدعاهم فقال آنتم قتلتم هذا قالوا لا قال أترضون نفل
خمسين من اليهود ما قتلوه فقالوا ما يبالون ان يقتلونا أجمعين ثم ينتفلون قال
أفتستحقون الدية بأيمان خمسين منكم قالوا ما كنا لنحلف فوداه من عنده قلت
وقد كانت هذيل خلعوا خليعا لهم في الجاهلية فطرق أهل بيت من اليمن
بالبطحاء فانتبه له رجل منهم فحذفه بالسيف فقتله فجاءت هذيل فأخذوا اليماني
فرفعوه إلى عمر بالموسم وقالوا قتل صاحبنا فقال إنهم قد خلعوه فقال يقسم
خمسون من هذيل ما خلعوه قال فأقسم منهم تسعة وأربعون رجلا وقدم رجل
منهم من الشام فسألوه ان يقسم فافتدى يمينه منهم بألف درهم فأدخلوا مكانه
رجلا آخر فدفعه إلى أخي المقتول فقرنت يده بيده قالوا فانطلقنا والخمسون
الذين اقسموا حتى إذا كانوا بنخلة أخذتهم السماء فدخلوا في غار في الجبل فانهجم
الغار على الخمسين الذين اقسموا فماتوا جميعا وأفلت القرينان واتبعهما حجر فكسر
رجل أخي المقتول فعاش حولا ثم مات قلت وقد كان عبد الملك بن مروان
أقاد رجلا بالقسامة ثم ندم بعد ما صنع فأمر بالخمسين الذين اقسموا فمحوا من
الديوان وسيرهم إلى الشأم باب من اطلع في بيت قوم ففقؤوا عينه
فلا دية له حدثنا أبو اليمان حدثنا حماد بن يزيد عن عبيد بن أبي بكر بن
أنس عن أنس رضي الله عنه ان رجلا اطلع من جحر في حجر النبي صلى الله عليه
44

وسلم فقام إليه بمشقص أو بمشقاص وجعل يختله ليطعنه حدثنا قتيبة بن
سعيد حدثنا ليث عن ابن شهاب ان سهل بن سعد الساعدي أخبره ان رجلا
اطلع في جحر في باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع رسول الله صلى الله
عليه وسلم مدرى يحك به رأسه فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لو اعلم أن تنتظرني لطعنت به في عينيك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنما جعل الاذن من قبل البصر حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا
أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم لو أن
امرأ اطلع عليك بغير إذن فحذفته بحصاة ففقأت عينه لم يكن عليك جناح
باب العاقلة حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة حدثنا مطرف
قال سمعت الشعبي قال سمعت أبا جحيفة قال سألت عليا رضي الله عنه هل عندكم
شئ ما ليس في القرآن وقال مرة ما ليس عند الناس فقال والذي فلق الحب وبرأ
النسمة ما عندنا الا ما في القرآن الا فهما يعطى رجل في كتابه وما في الصحيفة قلت
وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وان لا يقتل مسلم بكافر باب
جنين المرأة حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك وحدثنا إسماعيل حدثنا
مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه ان
امرأتين من هذيل رمت إحداهما الأخرى فطرحت جنينها فقضى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فيها بغرة عبد أو أمة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب
حدثنا هشام عن أبيه عن المغيرة بن شعبة عن عمر رضي الله عنه انه استشارهم
في املاص المرأة فقال المغيرة قضى النبي صلى الله عليه وسلم بالغرة عبد أو أمة
قال ائت من يشهد معك فشهد محمد بن مسلمة انه شهد النبي صلى الله عليه
وسلم قضى به حدثنا عبيد الله بن موسى عن هشام عن أبيه ان عمر نشد الناس
من سمع النبي صلى الله عليه وسلم قضى في السقط وقال المغيرة انا سمعته قضى
45

فيه بغرة عبد أو أمة قال ائت من يشهد معك على هذا فقال محمد بن مسلمة
انا اشهد على النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا حدثني محمد بن عبد الله حدثنا
محمد بن سابق حدثنا زائدة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه انه سمع المغيرة بن
شعبة يحدث عن عمر انه استشارهم في املاص المرأة مثله باب
جنين المرأة وان العقل على الوالد وعصبة الوالد لا على الولد حدثنا عبد الله
ابن يوسف حدثنا الليث عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في جنين امرأة من بني لحيان بغرة
عبد أو أمة ثم إن المرأة التي قضى عليها بالغرة توفيت فقضى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان ميراثها لبنيها وزوجها وان العقل على عصبتها حدثنا
أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب حدثنا يونس عن ابن شهاب عن ابن المسيب
وأبي سلمة بن عبد الرحمن ان أبا هريرة رضي الله عنه قال اقتتلت امرأتان من
هذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر قتلتها وما في بطنها فاختصموا إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقضى ان دية جنينها غرة عبد أو وليدة وقضى دية المرأة
على عاقلتها باب من استعان عبدا أو صبيا ويذكر ان أم سليم بعثت إلى
معلم الكتاب ابعث إلي غلمانا ينفشون صوفا ولا تبعث إلي حرا حدثني عمرو
ابن زرارة أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن عبد العزيز عن أنس قال لما قدم رسول
الله صلى الله عليه وسلم المدينة اخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان أنسا غلام كيس فليخدمك قال فخدمته
في الحضر والسفر فوالله ما قال لي لشئ صنعته لم صنعت هذا هكذا ولا لشئ
لم اصنعه لم لم تصنع هذا هكذا باب المعدن جبار والبئر جبار حدثنا
عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي
سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العجماء
46

جرحها جبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس باب العجماء
جبار وقال ابن سيرين كانوا لا يضمنون من النفحة ويضمنون من رد العنان
وقال حماد لا تضمن النفحة الا ان ينخس انسان الدابة وقال شريح لا يضمن ما عاقبت
ان يضربها فتضرب برجلها وقال الحكم وحماد إذا ساق المكاري حمارا عليه
امرأة فتخر لا شئ عليه وقال الشعبي إذا ساق دابة فاتبعها فهو ضامن لما أصابت
وإن كان خلفها مترسلا لم يضمن حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن محمد بن
زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العجماء عقلها جبار والبئر
جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس باب اثم من قتل ذميا بغير جرم
حدثنا قيس بن حفص حدثنا عبد الواحد حدثنا الحسن حدثنا مجاهد عن
عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل نفسا معاهدا لم يرح
رائحة الجنة وان ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما باب لا يقتل
المسلم بالكافر حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا مطرف ان عامرا
حدثهم عن أبي جحيفة قال قلت لعلي وحدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة
حدثنا مطرف قال سمعت الشعبي يحدث قال سمعت أبا جحيفة قال سألت عليا
رضي الله عنه هل عندكم شئ مما ليس في القرآن وقال ابن عيينة مرة ما ليس
عند الناس فقال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا الا ما في القرآن الا فهما
يعطى رجل في كتابه وما في الصحيفة قلت وما في الصحيفة قال العقل وفكاك
الأسير وان لا يقتل مسلم بكافر باب إذا لطم المسلم يهوديا عند الغضب
* رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان
عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تخيروا
بين الأنبياء حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عمرو بن يحيى المازني
عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه
47

وسلم قد لطم وجهه فقال يا محمد ان رجلا من أصحابك من الأنصار لطم وجهي
قال ادعوه فدعوه قال لم لطمت وجهه قال يا رسول الله اني مررت باليهود
فسمعته يقول والذي اصطفى موسى على البشر قال قلت وعلى محمد صلى الله عليه
وسلم قال فأخذتني غضبة فلطمته قال لا تخيروني من بين الأنبياء فان الناس
يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا انا بموسى آخذ بقائمة من قوائم
العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جزي بصعقة الطور
* بسم الله الرحمن الرحيم *
* كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم واثم من أشرك *
* بالله وعقوبته في الدنيا والآخرة *
قال الله تعالى ان الشرك لظلم عظيم ولئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من
الخاسرين حدثنا قتيبة بن سعيد أخبرنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن
علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية الذين آمنوا ولم
يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لم
يلبس ايمانه بظلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ليس بذاك الا تسمعون
إلى قول لقمان ان الشرك لظلم عظيم حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل
حدثنا الجريري وحدثني قيس بن حفص حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا سعيد
الجريري حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم أكبر الكبائر الاشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة
الزور وشهادة الزور ثلاثا أو قول الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت
حدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا شيبان عن
فراس عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال جاء اعرابي إلى النبي
48

صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما الكبائر قال الاشراك بالله قال ثم ماذا
قال ثم عقوق الوالدين قال ثم ماذا قال اليمين الغموس قلت وما اليمين الغموس
قال الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا
سفيان عن منصور والأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال
قال رجل يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية قال من أحسن في الاسلام
لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الاسلام اخذ بالأول والآخر
باب حكم المرتد والمرتدة وقال ابن عمر والزهري وإبراهيم تقتل
المرتدة واستتابتهم وقال الله تعالى كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم
وشهدوا ان الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين أولئك
جزاؤهم ان عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف
عنهم العذاب ولا هم ينظرون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فان الله غفور
رحيم ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم
الضالون وقال يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم
بعد ايمانكم كافرين وقال إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم
ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا وقال من يرتد منكم عن
دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين
ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم
ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وان الله لا يهدي القوم الكافرين
أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم وأولئك هم الغافلون
لا جرم يقول حقا انهم في الآخرة هم الخاسرون إلى قوله ان ربك من بعدها
لغفور رحيم ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا ومن
يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة
49

وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل حدثنا
حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال اتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم
فبلغ ذلك ابن عباس فقال لو كنت انا لم أحرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من
بدل دينه فاقتلوه حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن قرة بن خالد قال حدثني حميد
ابن هلال حدثنا أبو بردة عن أبي موسى قال أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ومعي رجلان من الأشعريين أحدهما عن يميني والآخر عن يساري ورسول الله
صلى الله عليه وسلم يستاك فكلاهما سأل فقال يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس
قال قلت والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما وما شعرت انهما
يطلبان العمل فكأني انظر إلى سواكه تحت شفته قلصت فقال لن أو لا نستعمل
على عملنا من اراده ولكن اذهب أنت يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس إلى اليمن
ثم اتبعه معاذ بن جبل فلما قدم عليه القى له وسادة قال انزل وإذا رجل عنده
موثق قال ما هذا قال كان يهوديا فأسلم ثم تهود قال اجلس قال لا اجلس حتى
يقتل قضاء الله ورسوله ثلاث مرات فامر به فقتل ثم تذاكرا قيام الليل فقال
أحدهما اما انا فأقوم وأنام وأرجو في نومتي ما أرجو في قومتي باب قتل
من أبى قبول الفرائض وما نسبوا إلى الردة حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث
عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ان أبا هريرة قال
لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب
قال عمر يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم مني
ماله ونفسه الا بحقه وحسابه على الله قال أبو بكر والله لأقاتلن من فرق بين
الصلاة والزكاة فان الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى
50

رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها قال عمر فوالله ما هو الا ان رأيت أن
قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت انه الحق باب إذا عرض
الذمي وغيره بسب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصرح نحو قوله السام عليك
حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا عبد الله أخبرنا شعبة عن هشام بن
زيد بن أنس قال سمعت أنس بن مالك يقول مر يهودي برسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال السام عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما يقول قال السام عليك قالوا يا رسول الله
الا نقتله قال لا إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم حدثنا أبو نعيم
عن ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت استأذن رهط
من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليك فقلت بن عليكم السام
واللعنة فقال يا عائشة ان الله رفيق يحب الرفق في الامر كله قلت أو لم تسمع ما قالوا
قال قلت وعليكم حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان ومالك بن
أنس قالا حدثنا عبد الله بن دينار قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اليهود إذا سلموا على أحدكم إنما يقولون سام
عليك فقل عليك باب حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش
قال حدثني شقيق قال قال عبد الله كأني انظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي
نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه فهو يمسح الدم عن وجهه ويقول رب
اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة
الحجة عليهم وقول الله تعالى وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين
لهم ما يتقون وكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله وقال إنهم انطلقوا إلى آيات
نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين حدثنا عمر بن حفص بن غياث
حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا خيثمة حدثنا سويد بن غفلة قال علي رضي الله
51

عنه إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فوالله لان اخر من
السماء أحب إلي من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فان الحرب
خدعة واني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج قوم في آخر
الزمان حداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية لا يجاوز
ايمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم
فاقتلوهم فان في قتلهم اجرا لمن قتلهم يوم القيامة حدثنا محمد بن المثنى حدثنا
عبد الوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد أخبرني محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة وعطاء
ابن يسار انهما اتيا أبا سعيد الخدري فسألاه عن الحرورية أسمعت النبي صلى
الله عليه وسلم قال لا أدري ما الحرورية سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
يخرج في هذه الأمة ولم يقل منها قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم يقرؤن
القرآن لا يجاوز حلوقهم أو حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية
فينظر الرامي إلى سهمه إلى نصله إلى رصافه فيتمارى في الفوقة هل علق بها من
الدم شئ حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب حدثني عمر ان أباه حدثه
عن عبد الله بن عمر وذكر الحرورية فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم يمرقون
من الاسلام مروق السهم من الرمية باب من ترك قتال الخوارج
للتألف وان لا ينفر الناس عنه حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا
معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي سعيد قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم
يقسم جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي فقال أعدل يا رسول الله فقال ويلك
من يعدل إذا لم أعدل قال عمر بن الخطاب دعني اضرب عنقه قال دعه فان له
أصحابا يحقر احكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين كما
يمرق السهم من الرمية ينظر في قذذه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر في نصله فلا
يوجد فيه شئ ثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر في نضيه فلا يوجد
52

فيه شئ قد سبق الفرث ولا دم آيتهم رجل احدى يديه أو قال ثدييه مثل
ثدي المرأة أو قال مثل البضعة تدردر يخرجون على حين فرقة من الناس قال
أبو سعيد اشهد سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم واشهد ان عليا قتلهم وانا
معه جئ بالرجل على النعت الذي نعته النبي صلى الله عليه وسلم قال فنزلت فيه
ومنهم من يلمزك في الصدقات حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد
حدثنا الشيباني حدثنا يسير بن عمرو قال قلت لسهل بن حنيف هل سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج شيئا قال سمعته يقول واهوى بيده
قبل العراق يخرج منه قوم يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الاسلام
مروق السهم من الرمية باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تقوم
الساعة حتى تقتتل فئتان دعوتهما واحدة حدثنا علي حدثنا سفيان حدثنا
أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة باب ما جاء
في المتأولين قال أبو عبد الله وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني
عروة بن الزبير ان المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري أخبراه انهما
سمعا عمر بن الخطاب يقول سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرؤها على حروف
كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك فكدت أساوره
في الصلاة فانتظرته حتى سلم ثم لببته بردائه أو بردائي فقلت من أقرأك
هذه السورة قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت له كذبت
فوالله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأني هذه السورة التي سمعتك
تقرؤها فانطلقت أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له يا رسول الله
اني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها وأنت أقرأتني سورة
53

الفرقان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله يا عمر اقرأ يا هشام فقرأ
عليه القراءة التي سمعته يقرؤها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا أنزلت
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ يا عمر فقرأت فقال هكذا أنزلت
ثم قال إن هذا القرآن انزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه حدثنا
إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وكيع ح حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن
إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما أنزلت هذه الآية الذين آمنوا
ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا
أينا لم يظلم نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كما تظنون إنما
هو كما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم حدثنا
عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني محمود بن الربيع قال
سمعت عتبان بن مالك يقول غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل
أين مالك بن الدخشن فقال رجل منا ذلك منافق لا يحب الله ورسوله فقال
النبي صلى الله عليه وسلم الا تقولوه يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله
قال بلى قال فإنه لا يوافي عبد يوم القيامة به الا حرم الله عليه النار حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن فلان قال تنازع أبو عبد الرحمن
وحبان بن عطية فقال أبو عبد الرحمن لحبان لقد علمت الذي جرأ صاحبك على الدماء
يعني عليا قال ما هو لا أبا لك قال شئ سمعته يقوله قال ما هو قال بعثني رسول الله
صلى الله عليه وسلم والزبير وأبا مرثد وكلنا فارس قال انطلقوا حتى تأتوا
روضة حاج قال أبو سلمة هكذا قال أبو عوانة حاج فان فيها امرأة معها صحيفة
من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين فأتوني بها فانطلقنا على أفراسنا حتى
أدركناها حيث قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسير على بعير لها وكان
كتب إلى أهل مكة بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقلنا أين الكتاب
54

الذي معك قالت ما معي كتاب فأنخنا بها بعيرها فابتغينا في رحلها فما وجدنا شيئا
فقال صاحبي ما نرى معها كتابا فقلت لقد علمنا ما كذب رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم حلف علي والذي يحلف به لتخرجن الكتاب أو لأجردنك
فأهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء فأخرجت الصحيفة فأتوا بها رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال عمر يا رسول الله قد خان الله ورسوله والمؤمنين دعني
فاضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حاطب ما حملك على ما صنعت
قال يا رسول الله مالي أن لا أكون مؤمنا بالله ورسوله ولكني أردت أن
يكون لي عند القوم يد يدفع بها عن أهلي ومالي وليس من أصحابك أحد الا له
هنالك من قومه من يدفع الله به عن أهله وماله قال صدق لا تقولوا الا خيرا
قال فعاد عمر فقال يا رسول الله قد خان الله ورسوله والمؤمنين دعني فلأضرب
عنقه قال أوليس من أهل بدر وما يدريك لعل الله اطلع عليهم فقال اعملوا
ما شئتم فقد أوجبت لكم الجنة فاغرورقت عيناه فقال الله ورسوله اعلم *
قال أبو عبد الله خاخ أصح ولكن كذلك قال أبو عوانة حاج وحاج تصحيف
وهو موضع وهشيم يقول خاخ
* بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الاكراه *
وقول الله تعالى الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر
صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم وقال الا ان تتقوا منهم تقاة
وهي تقية وقال إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا
كنا مستضعفين في الأرض إلى قوله واجعل لنا من لدنك نصيرا فعذر الله
المستضعفين الذين لا يمتنعون من ترك ما امر الله به والمكره لا يكون الا
مستضعفا غير ممتنع من فعل ما امر به * وقال الحسن التقية إلى يوم القيامة
55

وقال ابن عباس فيمن يكرهه اللصوص فيطلق ليس بشئ وبه قال ابن عمر وابن
الزبير والشعبي والحسن وقال النبي صلى الله عليه وسلم الاعمال بالنية حدثنا
يحيى بن بكير حدثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن هلال
ابن أسامة ان أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره عن أبي هريرة ان النبي صلى الله
عليه وسلم كان يدعوا في الصلاة اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام
والوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر
وابعث عليهم سنين كسني يوسف باب من اختار الضرب والقتل والهوان
على الكفر حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب الطائفي حدثنا عبد الوهاب
حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان أن يكون الله ورسوله أحب
إليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر كما
يكره ان يقذف في النار حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا عباد عن إسماعيل سمعت
قيسا سمعت سعيد بن زيد يقول لقد رأيتني وان عمر موثقي على الاسلام
ولو انقض أحد مما فعلتم بعثمان كان محقوقا ان ينقض حدثنا مسدد حدثنا
يحيى بن إسماعيل حدثنا قيس عن خباب بن الأرت قال شكونا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا الا تستنصر لنا
الا تدعوا لنا فقال قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل
فيها فيجاء بالميشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون
لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه والله لييمن هذا الامر حتى يسير الراكب
من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون
باب في بيع المكره ونحوه في الحق وغيره حدثنا عبد العزيز بن
عبد الله حدثنا الليث عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه
56

قال بينما نحن في المسجد إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
انطلقوا إلى يهود فخرجنا معه حتى جئنا بيت المدارس فقام النبي صلى الله عليه
وسلم فناداهم يا معشر يهود أسلموا تسلموا فقالوا قد بلغت يا أبا القاسم فقال
ذلك أريد ثم قالها الثانية فقالوا قد بلغت يا أبا القاسم ثم قال الثالثة فقال اعملوا
ان الأرض لله ورسوله واني أريد ان أجليكم فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه
والا فاعلموا ان الأرض لله ورسوله باب لا يجوز نكاح المكره ولا
تكرهوا فتياتكم على البغاء ان أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن
يكرههن فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم حدثنا يحيى بن قزعة
حدثنا مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عبد الرحمن ومجمع ابني يزيد
ابن جارية الأنصاري عن خنساء بنت خذام الأنصارية ان أباها زوجها وهي
ثيب فكرهت ذلك فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فرد نكاحها حدثنا محمد
ابن يوسف حدثنا سفيان عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أبي عمرو وهو ذكوان عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله يستأمر النساء
في أبضاعهن قال نعم قلت فان البكر تستأمر فتستحي فتسكت قال سكاتها
اذنها باب إذا اكره حتى وهب عبدا أو باعه لم يجز وقال بعض
الناس فان نذر المشتري فيه نذرا فهو جائز بزعمه وكذلك ان دبره حدثنا
أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر رضي الله عنه ان رجلا
من الأنصار دبر مملوكا ولم يكن له مال غيره فبلغ ذلك رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال من يشتريه مني فاشتراه نعيم بن النحام بثمانمائة درهم قال فسمعت
جابرا يقول عبدا قبطيا مات عام أول باب من الاكراه كره وكره
واحد حدثنا حسين بن منصور حدثنا أسباط بن محمد حدثنا الشيباني سليمان
ابن فيروز عن عكرمة عن ابن عباس قال الشيباني وحدثني عطاء أبو الحسن
57

السوائي ولا أظنه الا ذكره عن ابن عباس رضي الله عنهما يا أيها الذين آمنوا
لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها الآية قال كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه
أحق بامرأته ان شاء بعضهم تزوجها وان شاؤوا زوجوها وان شاؤوا لم يزوجوها
فهم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الآية بذلك باب إذا استكرهت المرأة
على الزنا فلا حد عليه في قوله تعالى ومن يكرههن فان الله من بعد اكراههن
غفور رحيم * وقال الليث حدثني نافع ان صفية ابنة أبي عبيد أخبرته ان عبدا من
رقيق الامارة وقع على وليدة من الخمس فاستكرهها حتى اقتضها فجلده عمر
الحد ونفاه ولم يجلد الوليدة من أجل انه استكرهها قال الزهري في الأمة البكر
يفترعها الحر يقيم ذلك الحكم من الأمة العذراء بقدر قيمتها ويجلد وليس في الأمة
الثيب في قضاء الأئمة غرم ولكن عليه الحد حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب
حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم هاجر إبراهيم بسارة دخل بها قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من
الجبابرة فأرسل إليه ان أرسل إلي بها فأرسل بها فقام إليها فقامت توضأ وتصلي
فقالت اللهم ان كنت آمنت بك وبرسولك فلا تسلط علي الكافر فغط حتى
ركض برجله باب يمين الرجل لصاحبه انه أخوه إذا خاف عليه القتل
أو نحوه وكذلك كل مكره يخاف فإنه يذب عنه الظالم ويقاتل دونه ولا يخذله
فان قاتل دون المظلوم فلا قود عليه ولا قصاص وان قيل له لتشربن الخمر
أو لتأكلن الميتة أو لتبيعن عبدك أو تقر بدين أو تهب هبة أو تحل عقدة أو
لنقتلن أباك أو أخاك في الاسلام وسعه ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم
المسلم أخو المسلم * وقال بعض الناس لو قيل له لتشربن الخمر أو لتأكلن الميتة
أو لنقتلن ابنك أو أباك أو ذا رحم محرم لم يسعه لان هذا ليس بمضطر ثم ناقض
فقال إن قيل له لنقتلن أباك أو ابنك أو لتبيعن هذا العبد أو تقر بدين أو تهب
58

يلزمه في القياس ولكنا نستحسن ونقول البيع والهبة وكل عقدة في ذلك
باطل فرقوا بين كل ذي رحم محرم وغيره بغير كتاب ولا سنة وقال النبي
صلى الله عليه وسلم قال إبراهيم لامرأته هذه أختي وذلك في الله وقال النخعي إذا
كان المستحلف ظالما فنية الحالف وإن كان مظلوما فنية المستحلف حدثنا
يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب ان سالما أخبره ان عبد الله
ابن عمر رضي الله عنهما أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم أخو
المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته حدثنا
محمد بن عبد الرحيم حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا هشيم أخبرنا عبيد الله بن أبي
بكر بن أنس عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انصر
أخاك ظالما أو مظلوما فقال رجل يا رسول الله انصره إذا كان مظلوما أفرأيت
إذا كان ظالما كيف انصره قال تحجزه أو تمنعه من الظلم فان ذلك نصره
* بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الحيل *
باب في ترك الحيل وان لكل امرئ ما نوى في الايمان وغيرها حدثنا
أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة
ابن وقاص قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب قال سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس إنما الاعمال بالنية وإنما لامرئ
ما نوى فمن كان هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن هاجر
إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه باب
في الصلاة حدثني إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث
حتى يتوضأ باب في الزكاة وان لا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين متفرق
59

خشية الصدقة حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا أبي حدثنا ثمامة بن
عبد الله بن أنس ان أنسا حدثه ان أبا بكر كتب له فريضة الصدقة التي فرض
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية
الصدقة حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن أبي سهل عن أبيه عن طلحة
ابن عبيد الله ان اعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس فقال
يا رسول الله أخبرني ما إذا فرض الله علي من الصلاة فقال الصلوات الخمس الا
ان تطوع شيئا فقال أخبرني بما فرض الله علي من الصيام قال شهر رمضان الا
ان تطوع شيئا قال أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة قال فأخبره رسول الله
صلى الله عليه وسلم شرائع الاسلام قال والذي أكرمك لا أتطوع شيئا ولا
انقص مما فرض الله علي شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح ان صدق
أو دخل الجنة ان صدق * وقال بعض الناس في عشرين ومائة بعير حقتان فان
أهلكها متعمدا أو وهبها أو احتال فيها فرارا من الزكاة فلا شئ عليه حدثنا إسحاق
حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا
اقرع يفر منه صاحبه فيطلبه ويقول انا كنزك قال والله لن يزال يطلبه حتى
يبسط يده فيلقمها فاه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ما رب النعم لم
يعط حقها تسلط عليه يوم القيامة تخبط وجهه بأخفافها * وقال بعض الناس
في رجل له إبل فخاف ان تجب عليه الصدقة فباعها بابل مثلها أو بغنم أو ببقر
أو بدراهم فرارا من الصدقة بيوم احتيالا فلا بأس عليه وهو يقول إن زكى
إبله قبل أن يحول الحول بيوم أو بسنة جازت عنه حدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا ليث عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن
عباس قال استفتى سعد بن عبادة الأنصاري رسول الله صلى الله عليه وسلم
60

في نذر كان على أمه توفيت قبل أن تقضيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اقضه عنها * وقال بعض الناس إذا بلغت الإبل عشرين ففيها أربع شياه فان
وهبها قبل الحول أو باعها فرارا واحتيالا لاسقاط الزكاة فلا شئ عليه وكذلك
ان أتلفها فمات فلا شئ في ماله باب الحيلة في النكاح حدثنا مسدد
حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله حدثني نافع عن عبد الله رضي الله عنه ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشغار قلت لنافع ما الشغار قال ينكح
ابنة الرجل وينكحه ابنته بغير صداق وينكح أخت الرجل وينكحه أخته بغير
صداق * وقال بعض الناس ان احتال حتى تزوج على الشغار فهو جائز والشرط
باطل وقال في المتعة النكاح فاسد والشرط باطل وقال بعضهم المتعة والشغار
جائز والشرط باطل حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله بن عمر حدثنا
الزهري عن الحسن وعبد الله ابني محمد بن علي عن أبيهما ان عليا رضي الله عنه
قيل له ان ابن عباس لا يرى بمتعة النساء بأسا فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
نهى عنها يوم خيبر وعن لحوم الحمر الانسية * وقال بعض الناس ان احتال
حتى تمتع فالنكاح فاسد وقال بعضهم النكاح جائز والشرط باطل باب
ما يكره من الاحتيال في البيوع ولا يمنع فضل الماء ليمنع به فضل الكلاء
حدثنا إسماعيل حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لا يمنع فضل الماء ليمنع به فضل الكلاء باب
ما يكره من التناجش حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن نافع عن ابن عمر ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النجش باب ما ينهى من الخداع
في البيوع وقال أيوب يخادعون الله كما يخادعون آدميا لو اتوا الامر عيانا
كان أهون علي حدثنا إسماعيل حدثنا مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله
ابن عمر رضي الله عنهما ان رجلا ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم انه يخدع
61

في البيوع فقال إذا بايعت فقل لا خلابة باب ما ينهى عن الاحتيال
للولي في اليتيمة المرغوبة وان لا يكمل صداقها حدثنا أبو اليمان حدثنا
شعيب عن الزهري قال كان عروة يحدث انه سأل عائشة وان خفتم أن لا
تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء قالت هي اليتيمة في حجر
وليها فيرغب في مالها وجمالها فيريد ان يتزوجها بأدنى من سنة نسائها فنهوا
عن نكاحهن الا ان يقسطوا لهن في اكمال الصداق ثم استفتى الناس رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعد فانزل الله ويستفتونك في النساء فذكر الحديث
باب إذا غصب جارية فزعم أنها ماتت فقضي بقيمة الجارية الميتة ثم
وجدها صاحبها فهي له وترد القيمة ولا تكون القيمة ثمنا * وقال بعض الناس
الجارية للغاصب لاخذه القيمة وفي هذا احتيال لمن اشتهى جارية رجل لا يبيعها
فغصبها واعتل بأنها ماتت حتى يأخذها ربها قيمتها فيطيب للغاصب جارية غيره
قال النبي صلى الله عليه وسلم أموالكم عليكم حرام ولكل غادر لواء يوم القيامة
حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي
الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف
به باب حدثنا محمد بن كثير عن سفيان عن هشام عن عروة عن
زينب ابنة أم سلمة عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما انا بشر
وانكم تختصمون ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض وأقضى له على
نحو ما اسمع فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذ فإنما اقطع له قطعة
من النار باب في النكاح حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا
يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لا تنكح البكر حتى تستأذن ولا الثيب حتى تستأمر فقيل يا رسول الله كيف
اذنها قال إذا سكتت * وقال بعض الناس إن لم تستأذن البكر ولم تزوج فاحتال
62

رجل فأقام شاهدي زور انه تزوجها برضاها فأثبت القاضي نكاحها والزوج
يعلم أن الشهادة باطلة فلا بأس ان يطأها وهو تزويج صحيح حدثنا علي بن
عبد الله حدثنا سفيان حدثنا يحيى بن سعيد عن القاسم ان امرأة من ولد جعفر
تخوفت ان يزوجها وليها وهي كارهة فأرسلت إلى شيخين من الأنصار عبد
الرحمن ومجمع ابني جارية قالا فلا تخشين فان خنساء بنت خذام انكحها أبوها
وهي كارهة فرد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك * قال سفيان واما عبد الرحمن
فسمعته يقول عن أبيه ان خنساء حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي
سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنكح الأيم
حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن قالوا كيف اذنها قال إن تسكت *
وقال بعض الناس ان احتال انسان بشاهدي زور على تزويج امرأة ثيب بأمرها
فأثبت القاضي نكاحها إياه والزوج يعلم أنه لم يتزوجها قط فإنه يسعه هذا
النكاح ولا بأس بالمقام له معها حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي
مليكة عن ذكوان عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم البكر تستأذن قلت إن البكر تستحي قال اذنها صماتها * وقال بعض الناس
ان هوى رجل جارية يتيمة أو بكرا فأبت فاحتال فجاء بشاهدي زور على أنه
تزوجها فأدركت فرضيت اليتيمة فقبل القاضي شهادة الزور والزوج يعلم
ببطلان ذلك حل له الوطئ باب ما يكره من احتيال المرأة مع الزوج
والضرائر وما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك حدثنا عبيد بن إسماعيل
حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يحب الحلواء ويحب العسل وكان إذا صلى العصر أجاز على نسائه فيدنو
منهن فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس فسألت عن
ذلك فقال لي أهدت امرأة من قومها عكة عسل فسقت رسول الله صلى الله
63

عليه وسلم منه شربة فقلت اما والله لنحتالن له فذكرت ذلك لسودة قلت
إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له يا رسول الله أكلت مغافير فإنه
سيقول لا فقولي له ما هذه الريح وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه
ان يوجد منه الريح فإنه سيقول سقتني حفصة شربة عسل فقولي له جرست نحله
العرفط وسأقول ذلك وقوليه أنت يا صفية فلما دخل على سودة قلت تقول سودة
والذي لا إله إلا هو لقد كدت ان أبادره بالذي قلت لي وانه لعلى الباب فرقا
منك فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت له يا رسول الله أكلت مغافير
قال لا قلت فما هذه الريح قال سقتني حفصة شربة عسل قلت جرست نحله
العرفط فلما دخل علي قلت له مثل ذلك ودخل على صفية فقالت له مثل ذلك فلما
دخل على حفصة قالت له يا رسول الله الا أسقيك منه قال لا حاجة لي به قالت
تقول سودة سبحان الله لقد حرمناه قالت قلت لها اسكتي باب ما يكره
من الاحتيال في الفرار من الطاعون حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن
شهاب عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ان عمر بن الخطاب خرج إلى الشام فلما
جاء بسرغ بلغه ان الوباء وقع بالشام فأخبره عبد الرحمن بن عوف ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إذا سمعتم بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم
بها فلا تخرجوا فرارا منه فرجع عمر من سرغ * وعن ابن شهاب عن سالم بن
عبد الله ان عمر إنما انصرف من حديث عبد الرحمن حدثنا أبو اليمان حدثنا
شعيب عن الزهري حدثنا عامر بن سعد بن أبي وقاص انه سمع أسامة بن زيد
يحدث سعدا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الوجع فقال رجز أو عذاب
عذب به بعض الأمم ثم بقي منه بقية فيذهب المرة ويأتي الأخرى فمن سمع
بأرض فلا يقدمن عليه ومن كان بأرض وقع بها فلا يخرج فرارا منه باب
في الهبة والشفعة * قال بعض الناس ان وهب هبة ألف درهم أو أكثر
64

حتى مكث عنده سنين واحتال في ذلك ثم رجع الواهب فيها فلا زكاة على واحد
منها فخالف الرسول صلى الله عليه وسلم في الهبة وأسقط الزكاة حدثنا أبو
نعيم حدثنا سفيان عن أيوب السختياني عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه
ليس لنا مثل السوء حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا
معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله قال إنما جعل النبي صلى الله
عليه وسلم الشفعة في كل ما لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا
شفعة * وقال بعص الناس الشفعة للجوار ثم عمد إلى شدده فأبطله وقال إن
اشترى دارا فخاف ان يأخذها الجار بالشفعة فاشترى سهما من مائة سهم
ثم اشترى الباقي وكان للجار الشفعة في السهم الأول ولا شفعة له في باقي الدار
وله ان يحتال في ذلك حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة
قال سمعت عمرو بن الشريد قال جاء المسور بن مخرمة فوضع يده على منكبي
فانطلقت معه إلى سعد فقال أبو رافع للمسور الا تأمر هذا ان يشتري مني
بيتي الذي في داري فقال لا أزيده على أربعمائة اما مقطعة واما منجمة قال
أعطيت خمسمائة نقدا فمنعته ولولا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
الجار أحق بصقبه ما بعتكه أو قال ما أعطيتكه قلت لسفيان ان معمرا لم يقل
هكذا قال لكنه قال لي هكذا * وقال بعض الناس إذا أراد أن يبيع الشفعة
فله ان يحتال حتى يبطل الشفعة فيهب البائع للمشتري الدار ويحدها ويدفعها
إليه ويعوضه المشتري ألف درهم فلا يكون للشفيع فيها شفعة حدثنا محمد
ابن يوسف حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد عن أبي
رافع ان سعدا ساومه بيتا بأربعمائة مثقال فقال لولا أني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول الجار أحق بصقبه لما أعطيتك * وقال بعض الناس ان
65

اشترى نصيب دار فأراد أن يبطل الشفعة وهب لابنه الصغير ولا يكون عليه
يمين باب احتيال العامل ليهدى له حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو
أسامة عن هشام عن أبيه عن أبي حميد الساعدي قال استعمل رسول الله صلى الله
عليه وسلم رجلا على صدقات بني سليم يدعى ابن اللتبية فلما جاء حاسبه قال هذا
ما لكم وهذا هدية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلا جلست في بيت
أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك ان كنت صادقا ثم خطبنا فحمد الله وأثنى عليه
ثم قال اما بعد فاني استعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله فيأتي
فيقول هذا ما لكم وهذا هدية أهديت لي أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه
هديته والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه الا لقي الله يحمله يوم القيامة
فلأعرفن أحدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر
ثم رفع يديه حتى رؤي بياض إبطه يقول اللهم هل بلغت بصر عيني وسمع اذني
حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد عن
أبي رافع قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الجار أحق بصقبه * وقال بعض
الناس ان اشترى دارا بعشرين ألف درهم فلا بأس ان يحتال حتى يشتري الدار
بعشرين ألف درهم وينقده تسعة آلاف درهم وتسعمائة درهم وتسعة وتسعين
وينقده دينارا بما بقي من العشرين الألف فان طلب الشفيع اخذها بعشرين
ألف درهم وإلا فلا سبيل له على الدار فان استحقت الدار رجع المشتري على
البائع بما دفع إليه وهو تسعة آلاف درهم وتسعمائة وتسعة وتسعون درهما
ودينار لان البيع حين استحق انتقض الصرف في الدينار فان وجد بهذه الدار
عيبا ولم تستحق فإنه يردها عليه بعشرين ألف درهم قال فأجاز هذا الخداع بين
المسلمين وقال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا داء ولا خبثة ولا غائلة حدثنا
مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثني إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد
66

ان أبا رافع ساوم بن مالك بيتا بأربعمائة مثقال وقال لولا أني سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول الجار أحق بصقبه ما أعطيتك *
* بسم الله الرحمن الرحيم * باب التعبير وأول ما بدئ به رسول الله
صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة حدثنا بن بكير حدثنا الليث
عن عقيل عن ابن شهاب وحدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر
قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها انها قالت أول ما بدئ به
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى
رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح فكان يأتي حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي
ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها حتى فجئه الحق
وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال اقرأ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
ما انا بقارئ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما انا
بقارئ فاخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت
ما انا بقارئ فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك
الذي خلق حتى بلغ ما لم يعلم فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة
فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال يا خديجة مالي وأخبرها
الخبر وقال قد خشيت على نفسي فقالت له كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله ابدا
انك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على
نوائب الحق ثم انطلقت به خديجة حتى اتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد
العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة أخو أبيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية
وكان يكتب الكتاب العربي فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله ان
يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة اي ابن عم اسمع من ابن
أخيك فقال له ورقة ابن أخي ماذا ترى فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى
67

فقال ورقة هذا الناموس الذي انزل على موسى يا ليتني فيها جذعا أكون حيا
حين يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم فقال
ورقة نعم لم يأت رجل قط بما جئت به الا عودي وان يدركني يومك أنصرك نصرا
مؤزرا ثم لم ينشب ورقه ان توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه
وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤس شواهق الجبال
فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقى منه نفسه تبدى له جبريل فقال يا محمد انك
رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طالت عليه فترة
الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك *
قال ابن عباس فالق الاصباح ضوء الشمس بالنهار وضوء القمر بالليل باب
رؤيا الصالحين وقوله تعالى لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد
الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا
فجعل من دون ذلك فتحا قريبا حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن إسحاق
ابن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزأ من النبوة باب
الرؤيا من الله حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا يحيى هو ابن سعيد
قال سمعت أبا سلمة قال سمعت أبا قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا
من الله والحلم من الشيطان حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني ابن
الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها
وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا
يذكرها لاحد فإنها لا تضره باب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين
جزءا من النبوة حدثنا مسدد حدثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير واثنى
68

عليه خيرا وقال لقيته باليمامة عن أبيه حدثنا أبو سلمة عن أبي قتادة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم فليتعوذ
منه وليبصق عن شماله فإنها لا تضره * وعن أبيه قال حدثنا عبد الله بن أبي
قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله صلى الله عليه مثله حدثنا محمد بن بشار حدثنا
غندر حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن عبادة بن الصامت عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزأ من النبوة
حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رؤيا المؤمن
جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة * رواه ثابت وحميد وإسحاق بن عبد الله
وشعيب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثني إبراهيم بن حمزة حدثني
ابن أبي حازم والدراوردي عن يزيد بن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري
انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الرؤيا الصالحة جزء من ستة
وأربعين جزءا من النبوة باب المبشرات حدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب عن الزهري حدثني سعيد بن المسيب ان أبا هريرة قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول لم يبق من النبوة الا المبشرات قالوا وما المبشرات
قال الرؤيا الصالحة باب رؤيا يوسف وقوله تعالى إذ قال يوسف لأبيه
يا أبت اني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال يا بني
لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا ان الشيطان للانسان عدو
مبين وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك
وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم واسحق ان ربك عليم
حكيم وقوله تعالى يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد
أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان
69

بيني وبين اخوتي ان ربي لطيف لما يشاء انه هو العليم الحكيم رب قد آتيتني
من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي
في الدنيا والآخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين * قال أبو عبد الله فاطر والبديع
والمبتدع والبارئ والخالق واحد من البدء بادئة باب رؤيا إبراهيم
وقوله تعالى فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني أرى في المنام اني أذبحك فانظر
ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما
وتله للجبين وناديناه ان يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ان كذلك نجزي المحسنين
قال مجاهد أسلما سلما ما امرا به وتله وضع وجهه بالأرض باب التواطؤ
على الرؤيا حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن
سالم بن عبد الله عن ابن عمر رضي الله عنهما ان أناسا أروا ليلة القدر في السبع
الأواخر وان أناسا أروها في العشر الأواخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم
التمسوها في السبع الأواخر باب رؤيا أهل السجون والفساد والشرك
لقوله تعالى ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما اني أراني اعصر خمرا وقال
الآخر اني أراني احمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله انا نراك
من المحسنين قال لا يأتيكما طعام ترزقانه الا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما
ذلكما مما علمني ربي اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم
كافرون واتبعت ملة آبائي إبراهيم واسحق ويعقوب ما كان لنا ان نشرك بالله
من شئ ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون
يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون وقال الفضيل لبعض الاتباع يا عبد الله أأرباب
متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه الا أسماء سميتموها
أنتم وآبائكم ما انزل الله بها من سلطان ان الحكم الا لله امر أن لا تعبدوا
الا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون يا صاحبي السجن اما
70

أحدكما فيسقي ربه خمرا واما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي
الامر الذي فيه تستفتيان وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك
فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين وقال الملك اني أرى سبع
بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخر يابسات يا أيها
الملا أفتوني في رؤياي ان كنتم للرؤيا تعبرون قالوا أضغاث أحلام وما نحن
بتأويل الأحلام بعالمين وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة انا أنبئكم بتأويله
فأرسلون يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف
وسبع سنبلات خضر واخر يابسات لعلي ارجع إلى الناس لعلهم يعلمون قال
تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله الا قليلا مما تأكلون ثم
يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحصنون ثم يأتي
من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون وقال الملك ائتوني به فلما جاءه
الرسول قال ارجع إلى ربك * وادكر افتعل من ذكر * أمة قرن ويقرأ أمه
نسيان * وقال ابن عباس يعصرون الأعناب والدهن * تحصنون تحرسون حدثنا
عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية عن مالك عن الزهري ان سعيد بن
المسيب وأبا عبيد أخبراه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم اتاني الداعي لأجبته
باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام حدثنا عبدان أخبرنا
عبد الله عن يونس عن الزهري حدثني أبو سلمة ان أبا هريرة قال سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول من رآني في المنام فسيراني في اليقظة لا يتمثل
الشيطان بي * قال أبو عبد الله قال ابن سيرين إذا رآه في صورته حدثنا معلى
ابن أسد حدثنا عبد العزيز بن مختار حدثنا ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني فان الشيطان
71

لا يتمثل بي ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة حدثنا
يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر قال أخبرني أبو سلمة عن أبي
قتادة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان
فمن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثا وليتعوذ من الشيطان فإنها
لا تضره وان الشيطان لا يتزايا بي حدثنا خالد بن خلي حدثنا محمد بن حرب
حدثني الزبيدي عن الزهري قال أبو سلمة قال أبو قتادة رضي الله عنه قال النبي
صلى الله عليه وسلم من رآني فقد رأى الحق * تابعه يونس وابن أخي الزهري
حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني ابن الهاد عن عبد الله بن خباب
عن أبي سعيد الخدري سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من رآني فقد رأى
الحق فان الشيطان لا يتكونني باب رؤيا الليل * رواه سمرة حدثنا
أحمد بن المقدام العجلي حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي حدثنا أيوب عن محمد
عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أعطيت مفاتيح الكلم ونصرت
بالرعب وبينما انا نائم البارحة إذ اتيت بمفاتيح خزائن الأرض حتى وضعت في يدي
قال أبو هريرة فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتقلونها حدثنا
عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال أراني الليلة عند الكعبة فرأيت رجلا آدم كأحسن
ما أنت راء من ادم الرجال له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجلها تقطر
ماء متكئا على رجلين أو على عواتق رجلين يطوف بالبيت فسألت من هذا
فقيل المسيح بن مريم إذا انا برجل جعد قطط أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية
فسألت من هذا فقيل المسيح الدجال حدثنا يحيى حدثنا الليث عن يونس
عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله ان ابن عباس كان يحدث ان رجلا أتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أريت الليلة في المنام وساق الحديث
72

وتابعه سليمان بن كثير وابن أخي الزهري وسفيان بن حسين عن الزهري عن
عبيد الله عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم * وقال الزبيدي عن الزهري
عن عبيد الله ان ابن عباس أو أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم * وقال شعيب
وإسحاق بن يحيى عن الزهري كان أبو هريرة رضي الله عنه يحدث عن النبي
صلى الله عليه وسلم * وكان معمر لا يسنده حتى كان بعد باب الرؤيا
بالنهار وقال ابن عون عن ابن سيرين رؤيا النهار مثل رؤيا الليل حدثنا عبد الله
ابن يوسف أخبرنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة انه سمع أنس بن مالك
يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان وكانت
تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها يوما فأطعمته وجعلت تفلي رأسه فنام
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك
يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا
البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة شك اسحق قالت فقلت
يا رسول الله ادع الله ان يجعلني منهم فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من
أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأولى قالت فقلت يا رسول الله
ادع الله ان يجعلني منهم قال أنت من الأولين فركبت البحر في زمان معاوية بن
أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت باب
رؤيا النساء حدثنا سعيد بن عفير حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب
أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت ان أم العلاء امرأة من الأنصار بايعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم أخبرته انهم اقتسموا المهاجرين قرعة قالت فطار لنا
عثمان بن مظعون وأنزلناه في أبياتنا فوجع وجعه الذي توفي فيه فلما توفي
غسل وكفن في أثوابه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فقلت رحمة الله
73

عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم وما يدريك ان الله أكرمه فقلت بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما هو فوالله لقد جاءه اليقين والله اني
لأرجو ا له الخير ووالله ما أدري وانا رسول الله ماذا يفعل بي فقالت والله لا أزكي
بعده أحدا ابدا حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري بهذا وقال
ما أدري ما يفعل به قالت وأحزنني فنمت فرأيت لعثمان عينا تجري فأخبرت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذلك عمله باب الحلم من الشيطان
فإذا حلم فليبصق عن يساره وليستعذ بالله عز وجل حدثنا يحيى بن بكير
حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة ان أبا قتادة الأنصاري وكان
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفرسانه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم الحلم يكرهه
فليبصق عن يساره وليستعذ بالله منه فلن يضره باب اللبن حدثنا
عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري أخبرني حمزة بن عبد الله ان ابن
عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينا انا نائم اتيت بقدح
لبن فشربت منه حتى اني لأرى الري يخرج من أظفاري ثم أعطيت فضلي يعني
عمر قالوا فما أولته يا رسول الله قال العلم باب إذا جرى اللبن في أطرافه
أو أظافيره حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن
صالح عن ابن شهاب حدثني حمزة بن عبد الله بن عمر انه سمع عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا انا نائم اتيت بقدح
لبن فشربت منه حتى اني لأرى الري يخرج من أطرافي فأعطيت فضلي عمر بن
الخطاب فقال من حوله فما أولت ذلك يا رسول الله قال العلم باب القميص
في المنام حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثني أبي عن صالح
74

عن ابن شهاب حدثني أبو امامة بن سهل انه سمع أبا سعيد الخدري يقول قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما انا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم
قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك ومر علي عمر بن الخطاب وعليه قميص
يجره قالوا ما أولت يا رسول الله قال الدين باب جر القميص في المنام
حدثنا سعيد بن عفير حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب أخبرني
أبو امامة بن سهل عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول بينا انا نائم رأيت الناس عرضوا علي وعليهم
قمص فمنها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك وعرض علي عمر بن الخطاب
وعليه قميص يجتره قالوا فما أولته يا رسول الله قال الدين باب الخضر
في المنام والروضة الخضراء حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا حرمي بن
عمارة حدثنا قرة بن خالد عن محمد بن سيرين قال قال قيس بن عباد كنت في حلقة
فيه سعد بن مالك وابن عمر فمر عبد الله بن سلام فقالوا هذا رجل من أهل الجنة
فقلت له انهم قالوا كذا وكذا قال سبحان الله ما كان ينبغي لهم ان يقولوا ما ليس
لهم به علم إنما رأيت كأنما عمود وضع في روضة خضراء فنصب فيها وفي رأسها
عروة وفي أسفلها منصف والمنصف الوصيف فقيل ارقه فرقيت حتى اخذت
بالعروة فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يموت عبد الله وهو آخذ بالعروة الوثقى باب كشف المرأة في المنام
حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي
الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريتك في المنام مرتين إذا
رجل يحملك في سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فاكشفها فإذا هي أنت
فأقول ان يكن هذا من عند الله يمضه باب ثياب الحرير في المنام
حدثنا محمد أخبرنا أبو معاوية أخبرنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت قال
75

رسول الله صلى الله عليه وسلم أريتك قبل أن أتزوجك مرتين رأيت الملك
يحملك في سرقة من حرير فقلت له اكشف فكشف فإذا هي أنت فقلت ان يكن
هذا من عند الله يمضه ثم أريتك يحملك في سرقة من حرير فقلت اكشف
فكشف فإذا هي أنت فقلت ان يك هذا من عند الله يمضه باب المفاتيح
في اليد حدثنا سعيد بن عفير حدثنا الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب
أخبرني سعيد بن المسيب ان أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول بعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب وبينا انا نائم اتيت مفاتيح
خزائن الأرض فوضعت في يدي قال محمد وبلغني ان جوامع الكلم ان الله يجمع
الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الامر الواحد
والأمرين أو نحو ذلك باب التعليق بالعروة والحلقة حدثنا عبد الله
ابن محمد حدثنا أزهر عن ابن عون ح وحدثني خليفة حدثنا معاذ حدثنا ابن
عون عن محمد حدثنا قيس بن عباد عن عبد الله بن سلام قال رأيت كأني في روضة
وسط الروضة عمود في أعلى العمود عروة فقيل لي ارقه قلت لا أستطيع فأتاني
وصيف فرفع ثيابي فرقيت فاستمسكت بالعروة فانتبهت وانا مستمسك بها
فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال تلك الروضة روضة الاسلام
وذلك العمود عمود الاسلام وتلك العروة العروة الوثقى لا تزال مستمسكا
بالاسلام حتى تموت باب عمود الفسطاط تحت وسادته باب
الإستبرق ودخول الجنة في المنام حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن
أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رأيت في المنام كأن في يدي
سرقة من حرير لا اهوى بها إلى مكان في الجنة الا طارت بي إليه فقصصتها على
حفصة فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أخاك رجل صالح
أو قال إن عبد الله رجل صالح باب القيد في المنام حدثنا عبد الله بن
76

صباح حدثنا معتمر قال سمعت عوفا قال حدثنا محمد بن سيرين انه سمع أبا هريرة
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اقترب الزمان لم تكد تكذب
رؤيا المؤمن ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وما كان من
النبوة فإنه لا يكذب قال محمد وأنا أقول هذه قال وكان يقال الرؤيا ثلاث
حديث النفس وتخويف الشيطان وبشرى من الله فمن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه
على أحد وليقم فليصل قال وكان يكره الغل في النوم وكان يعجبهم القيد ويقال
القيد ثبات في الدين * وروى قتادة ويونس وهشام وأبو هلال عن ابن سيرين عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأدرجه بعضهم كله في الحديث وحديث
عوف أبين وقال يونس لا احسبه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم في القيد قال أبو
عبد الله لا تكون الاغلال الا في الأعناق باب العين الجارية في المنام
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري عن خارجة بن زيد بن
ثابت عن أم العلاء وهي امرأة من نسائهم بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالت طار لنا عثمان بن مظعون في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى
المهاجرين فاشتكى فمرضناه حتى توفي ثم جعلناه في أثوابه فدخل علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقلت رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد
أكرمك الله قال وما يدريك قلت لا أدري والله قال اما هو فقد جاءه اليقين
اني لأرجو له الخير من الله والله ما أدري وانا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم
قالت أم العلاء فوالله لا أزكي أحدا بعده قالت ورأيت لعثمان في النوم عينا
تجري فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال ذاك عمله
يجري له باب نزع الماء من البئر حتى يروى الناس * رواه أبو هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير حدثنا
شعيب بن حرب حدثنا صخر بن جويرية حدثنا نافع ان ابن عمر رضي الله عنهما
77

حدثه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا انا على بئر انزع منها إذ جاءني
أبو بكر وعمر فأخذ أبو بكر الدلو فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف فغفر الله
له ثم اخذها عمر بن الخطاب من يد أبي بكر فاستحالت في يده غربا فلم أر عبقريا
من الناس يفري فرية حتى ضرب الناس بعطن باب نزع الذنوب
والذنوبين من البئر بضعف حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا موسى
ابن عقبة عن سالم عن أبيه عن رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في أبي بكر وعمر
قال رأيت الناس اجتمعوا فقام أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف
والله يغفر له ثم قام عمر بن الخطاب فاستحالت غربا فما رأيت من الناس يفري
فريه حتى ضرب الناس بعطن حدثنا سعيد بن عفير حدثني الليث حدثني
عقيل عن ابن شهاب أخبرني سعيد ان أبا هريرة أخبره ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال بينا انا نائم رأيتني على قليب وعليها دلو فنزعت منها ما شاء الله
ثم اخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له
ثم استحالت غربا فأخذها عمر بن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع
نزع عمر بن الخطاب حتى ضرب الناس بعطن باب الاستراحة في المنام
حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام انه سمع أبا
هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا انا نائم
رأيت اني على حوض أسقي الناس فأتاني أبو بكر فاخذ الدلو من يدي ليريحني
فنزع ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له فأتى ابن الخطاب فأخذ منه فلم يزل
ينزع حتى تولى الناس والحوض يتفجر باب القصر في المنام حدثنا
سعيد بن عفير حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن
المسيب ان أبا هريرة قال بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال بينا انا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر قلت لمن
78

هذا القصر قالوا لعمر بن الخطاب فذكرت غيرته فوليت مدبرا قال أبو هريرة
فبكى عمر بن الخطاب ثم قال أعليك بأبي أنت وأمي يا رسول الله أغار حدثنا
عمرو بن علي حدثنا معتمر بن سليمان حدثنا عبيد الله بن عمر عن محمد بن المنكدر
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فإذا
انا بقصر من ذهب فقلت لمن هذا فقالوا لرجل من قريش فما منعني ان ادخله
يا ابن الخطاب الا ما اعلم من غيرتك قال وعليك أغار يا رسول الله باب
الوضوء في المنام حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب
أخبرني سعيد بن المسيب ان أبا هريرة قال بينما نحن جلوس مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال بينا انا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب
قصر فقلت لمن هذا القصر فقالوا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا فبكى
عمر وقال عليك بأبي أنت وأمي يا رسول الله أغار باب الطواف بالكعبة
في المنام حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله
ابن عمر ان عبد الله عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بينا انا نائم رأيتني أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر بين رجلين
ينطف رأسه ماء فقلت من هذا قالوا ابن مريم فذهبت التفت فإذا رجل احمر
جسيم جعد الرأس أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية قلت من هذا قالوا
هذا الدجال أقرب الناس بها شبها ابن قطن وابن قطن رجل من بني المصطلق
من خزاعة باب إذا أعطى فضله غيره في النوم حدثنا يحيى بن بكير
حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر ان عبد الله
ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينا انا نائم اتيت بقدح
لبن فشربت منه حتى اني لأرى الري يجري ثم أعطيت فضله عمر قالوا فما أولته
يا رسول الله قال العلم باب الامن وذهاب الروع في المنام حدثني
79

عبيد الله بن سعيد حدثنا عفان بن مسلم حدثنا صخر بن جويرية حدثنا نافع ان
ابن عمر قال إن رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يرون
الرؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقصونها على رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وانا غلام حديث
السن وبيتي المسجد قبل أن انكح فقلت في نفسي لو كان فيك خير لرأيت
مثل ما يرى هؤلاء فلما اضطجعت ليلة قلت اللهم ان كنت تعلم في خيرا
فأرني رؤيا فبينا انا كذلك إذ جاءني ملكان في يد كل واحد منهما مقمعة من
حديد يقبلا بي إلى جهنم وانا بينهما ادعو الله اللهم أعوذ بك من جهنم ثم أراني
لقيني ملك في يده مقمعة من حديد فقال لن تراع نعم الرجل أنت لو تكثر
الصلاة فانطلقوا بي حتى وقفوا بي على شفير جهنم فإذا هي مطوية كطي البئر له
قرون كقرون البئر بين كل قرنين ملك بيده مقمعة من حديد وارى فيها رجالا
معلقين بالسلاسل رؤسهم أسفلهم عرفت فيها رجالا من قريش فانصرفوا بي
عن ذات اليمين فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عبد الله رجل صالح فقال
نافع لم يزل بعد ذلك يكثر الصلاة باب الاخذ على اليمين في النوم
حدثني عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن
سالم عن ابن عمر قال كنت غلاما شابا عزبا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وكنت أبيت في المسجد وكان من رأى مناما قصه على النبي صلى الله عليه وسلم
فقلت اللهم إن كان لي عندك خير فأرني مناما يعبره لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم فنمت فرأيت ملكين أتياني فانطلقا بي فلقيهما ملك آخر فقال لي لن تراع
انك رجل صالح فانطلقا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا فيها ناس
قد عرفت بعضهم فأخذا بي ذات اليمين فلما أصبحت ذكرت ذلك لحفصة
80

فزعمت حفصة انها قصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن عبد الله رجل
صالح لو كان يكثر الصلاة من الليل * قال الزهري وكان عبد الله بعد ذلك
يكثر الصلاة من الليل باب القدح في النوم حدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله عن عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينا انا نائم
اتيت بقدح لبن فشربت منه ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب قالوا فما أولته
يا رسول الله قال العلم باب إذا طار الشئ في المنام حدثني سعيد بن
محمد أبو عبد الله الجرمي حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي صالح عن أبي
عبيدة بن نشيط قال قال عبيد الله بن عبد الله سألت عبد الله بن عباس رضي الله
عنهما عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ذكر فقال ابن عباس ذكر لي
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا انا نائم رأيت أنه وضع في يدي
سواران من ذهب ففظعتهما وكرهتهما فأذن لي فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين
يخرجان فقال عبيد الله أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن والآخر مسيلمة
باب إذا رأى بقرا تنحر حدثني محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن
بريد عن جده أبي بردة عن أبي موسى أراه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
رأيت في المنام اني أهاجر من مكة إلى ارض بها نخل فذهب وهلي إلى أنها
اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب ورأيت فيها بقرا والله خير فإذا هم
المؤمنون يوم أحد وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثواب الصدق الذي
آتانا الله بعد يوم بدر باب النفخ في المنام حدثنا إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به
أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نحن الآخرون السابقون
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا انا نائم إذا اتيت بخزائن الأرض
81

فوضع في يدي سواران من ذهب فكبرا علي وأهماني فأوحى إلي ان انفخهما
فنفختهما فطارا فأولتهما الكذابين اللذين انا بينهما صاحب صنعاء وصاحب
اليمامة باب إذا رأى أنه اخرج الشئ من كورة فأسكنه موضعا آخر
حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثني أخي عبد الحميد عن سليمان بن بلال عن
موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
رأيت كأن امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعة
وهي الجحفة فأولت ان وباء المدينة نقل إليها باب المرأة السوداء
حدثنا أبو بكر المقدمي حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى حدثني سالم بن
عبد الله عن عبد الله بن عمر في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة رأيت
امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى نزلت بمهيعة فتأولتها ان
وباء المدينة نقل إلى مهيعة وهي الجحفة باب المرأة الثائرة الرأس
حدثني إبراهيم بن المنذر حدثني أبو بكر بن أبي أويس حدثني سليمان عن
موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت امرأة
سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعة فأولت ان وباء المدينة
ينقل إلى مهيعة وهي الحجفة باب إذا هز سيفا في المنام حدثنا محمد بن
العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن
أبي موسى أراه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت في رؤياي اني هززت
سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد ثم هززته أخرى
فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله بن من الفتح واجتماع المؤمنين باب
من كذب في حلمه حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أيوب عن عكرمة
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تحلم بحلم لم يره كلف ان يعقد
بين شعيرتين ولن يفعل ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون
82

منه صب في اذنه الآنك يوم القيامة ومن صور صورة عذب وكلف ان ينفخ
فيها وليس بنافخ * قال سفيان وصله لنا أيوب وقال قتيبة حدثنا أبو عوانة عن
قتادة عن عكرمة عن أبي هريرة قوله من كذب في رؤياه وقال شعبة عن أبي
هاشم الرماني سمعت عكرمة قال أبو هريرة قوله من صور ومن تحلم ومن
استمع حدثنا إسحاق حدثنا خالد عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال من
استمع ومن تحلم ومن صور نحوه * تابعه هشام عن عكرمة عن ابن عباس قوله
حدثنا علي بن مسلم حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار
مولى ابن عمر عن أبيه عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أفرى
الفري ان يرى عينيه ما لم تر باب إذا رأى ما يكره فلا يخبر بها ولا
يذكرها حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا شعبة عن عبد ربه بن سعيد قال سمعت أبا
سلمة يقول لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول وانا
كنت لأرى الرؤيا تمرضني حتى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الرؤيا
الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به الا من يحب وإذا رأى
ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثا ولا يحدث بها
أحدا فإنها لن تضره حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثني ابن أبي حازم والدراوردي
عن يزيد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري انه سمع رسول الله صلى الله صلى الله
عليه وسلم يقول إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنها من الله فليحمد الله عليها
وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من
شرها ولا يذكرها لاحد فإنها لن تضره باب من لم ير الرؤيا لأول
عابر إذا لم يصب حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ان ابن عباس رضي الله عنهما كان يحدث ان
رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني رأيت الليلة في المنام ظلة
83

تنطف السمن والعسل فأرى الناس يتكففون منها فالمستكثر والمستقل وإذا
سبب واصل من الأرض إلى السماء فأراك اخذت به فعلوت ثم اخذ به رجل
آخر فعلا به ثم اخذ به رجل آخر فعلا به ثم اخذ به رجل آخر فانقطع ثم
وصل فقال أبو بكر يا رسول الله بأبي أنت والله لتدعني فأعبرها فقال النبي صلى الله
عليه وسلم اعبر قال اما الظلة فالاسلام واما الذي ينطف من العسل والسمن
فالقرآن حلاوته تنطف فالمستكثر من القرآن والمستقل واما السبب الواصل
من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعليك الله ثم يأخذ به
رجل من بعدك فيعلو به ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به ثم يأخذ به رجل آخر
فينقطع به ثم يوصل له فيعلو به فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت
قال النبي صلى الله عليه وسلم أصبت بعضا وأخطأت بعضا قال فوالله يا رسول الله
لتحدثني بالذي أخطأت قال لا تقسم باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح
حدثنا مؤمل بن هشام أبو هشام حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا عوف
حدثنا أبو رجاء حدثنا سمرة بن جندب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم مما يكثر أن يقول لأصحابه هل رأى أحد منكم من رؤيا قال فيقص
عليه من شاء الله ان يقص وانه قال لنا ذات غداة انه اتاني الليلة آتيان وانهما
ابتعثاني وانهما قالا لي انطلق واني انطلقت معهما وانا اتينا على رجل مضطجع
وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتهدهد
الحجر ههنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم
يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى قال قلت لهما سبحان الله ما هذان
قال قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فاتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم
عليه بكلوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفه
ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه قال وربما قال أبو رجاء فيشق قال ثم يتحول إلى
84

الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب
حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرة الأولى قال
قلت سبحان الله ما هذان قال قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فاتينا على مثل التنور
قال فاحسب انه كان يقول فإذا فيه لغط وأصوات قال فاطلعنا فيه فإذا فيه
رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا اتاهم ذلك اللهب
ضوضوا قال قلت لهما ما هؤلاء قال قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فاتينا على نهر
حسبت انه كان يقول احمر مثل الدم وإذا في النهر رجل سابح يسبح وإذا على
شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح
ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا فينطلق يسبح
ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجرا قال قلت لهما ما هذان قال
قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فاتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راء
رجلا مرآة وإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها قال قلت لهما ما هذا قال قالا لي
انطلق انطلق فانطلقنا فاتينا على روضة معتمة فيها من كل نور الربيع وإذا
بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء وإذا حول
الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط قال قلت لهما ما هذا ما هؤلاء قال قالا لي
انطلق انطلق فانطلقنا فانتهينا إلى روضة عظيمة لم أر روضة قط أعظم منها
ولا أحسن قال قالا لي ارق فيها قال فارتقينا فيها فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن
ذهب ولبن فضة فاتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلناها فتلقانا فيها رجال
شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما أنت راء قال قالا لهم
اذهبوا فقعوا في ذلك النهر قال وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض
في البياض فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا الينا قد ذهب ذلك السوء عنهم
فصاروا في أحسن صورة قال قالا لي هذه جنة عدن وهذاك منزلك قال فسما
85

بصري صعدا فإذا قصر مثل الربابة البيضاء قال قالا لي هذاك منزلك قال قلت
لهما بارك الله فيكما ذراني فأدخله قالا اما الآن فلا وأنت داخله قال قلت لهما
فاني قد رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت قال قالا لي اما انا سنخبرك
اما الرجل الأول الذي اتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن
فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة واما الرجل الذي اتيت عليه يشرشر
شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته
فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق واما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور
فإنهم الزناة والزواني واما الرجل الذي اتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجر فإنه
آكل الربا واما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها
فإنه مالك خازن جهنم واما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم صلى الله
عليه وسلم واما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة قال فقال بعض
المسلمين يا رسول الله وأولاد المشركين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأولاد المشركين واما القوم الذي كانوا شطر منهم حسنا وشطر منهم قبيحا
فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاز الله عنهم
* بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الفتن *
* ما جاء في قول الله تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وما كان
النبي صلى الله عليه وسلم يحذر من الفتن حدثنا علي بن عبد الله حدثنا بشر بن
السري حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال قالت أسماء عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال انا على حوضي انتظر من يرد علي فيؤخذ بناس من دوني فأقول
أمتي فيقول لا تدري مشوا على القهقري قال ابن أبي مليكة اللهم نا نعوذ بك
ان نرجع على أعقابنا أو نفتن حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن
86

مغيرة عن أبي وائل قال قال عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم انا فرطكم على
الحوض ليرفعن إلي رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني فأقول
اي رب أصحابي فيقول لا تدري ما أحدثوا بعدك حدثنا يحيى بن بكير حدثنا
يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال سمعت سهل بن سعد يقول سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول انا فرطكم على الحوض من ورده شرب منه
ومن شرب منه لم يضمأ بعده ابدا ليرد علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال
بيني وبينهم * قال أبو حازم فسمعني النعمان بن أبي أبي عياش وانا أحدثهم هذا فقال
هكذا سمعت سهلا فقلت نعم قال وانا اشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه
قال إنهم مني فيقال انك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن بدل
بعدي باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سترون بعدي أمورا تنكرونها
وقال عبد الله بن زيد قال النبي صلى الله عليه وسلم اصبروا حتى تلقوني على الحوض
حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا الأعمش حدثنا زيد بن
وهب قال سمعت عبد الله قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم سترون
بعدي اثرة وأمورا تنكرونها قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال أدوا إليهم حقهم
وسلوا الله حقكم حدثنا مسدد عن عبد الوارث عن الجعد عن أبي رجاء عن ابن
عباس عن النبي صلى الله وسلم قال من كره من أميره شيئا فليصبر فإنه من
خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن
زيد عن الجعد أبي عثمان حدثني أبو رجاء العطاردي قال سمعت ابن عباس رضي
الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رأى من أميره شيئا يكرهه
فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات الا مات ميتة جاهلية حدثنا
إسماعيل حدثني ابن وهب عن عمرو عن بكير عن بسر بن سعيد عن جنادة بن أبي
أمية قال دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض فقلنا أصلحك الله حدث
87

بحديث ينفعك الله به سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قال دعانا البني صلى الله
عليه وسلم فبايعنا فقال فيما اخذ علينا ان بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا
ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وان لا ننازع الامر أهله الا ان تروا
كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة
عن قتادة عن أنس بن مالك عن أسيد بن حضير ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال يا رسول الله استعملت فلانا ولم تستعملني قال إنكم سترون بعدي اثرة
فاصبروا حتى تلقوني باب قول النبي صلى الله عليه وسلم هلاك أمتي على
يدي أغيلمة سفهاء حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن
عمرو بن سعيد قال أخبرني جدي قال كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد
النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ومعنا مروان قال أبو هريرة سمعت الصادق
المصدوق يقول هلكة أمتي علي يدي غلمة من قريش فقال مروان لعنة الله عليهم
غلمة فقال أبو هريرة لو شئت ان أقول بني فلان وبني فلان لفعلت فكنت
اخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشام فإذا رآهم غلمانا احداثا قال
لنا عسى هؤلاء ان يكونوا منهم قلنا أنت اعلم باب قول النبي صلى الله
عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا ابن
عيينة انه سمع الزهري عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن أم حبيبة عن زينب
ابنة جحش رضي الله عنهن انها قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من النوم
محمرا وجهه يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم
يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد سفيان تسعين أو مائة قيل أنهلك وفينا
الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن عيينة عن الزهري
عن عروة وحدثني محمود أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على اطم
88

من آطام المدينة فقال هل ترون ما أرى قالوا لا قال فأني لأرى الفتن تقع خلال
بيوتكم كوقع القطر باب ظهور الفتن حدثنا عياش بن الوليد أخبرنا
عبد الأعلى حدثنا معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر
الهرج قالوا يا رسول الله أيم هو قال القتل القتل * وقال شعيب ويونس والليث
وابن أخي الزهري عن الزهري عن حميد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم حدثنا عبيد الله بن موسى عن الأعمش عن شقيق قال كنت مع عبد الله
وأبي موسى فقالا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان بين يدي الساعة لأياما ينزل
فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج والهرج القتل حدثنا عمر بن
حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق قال جلس عبد الله وأبو موسى
فتحدثنا فقال أبو موسى قال النبي صلى الله عليه وسلم ان بين يدي الساعة أياما
يرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل ويكثر فيها الهرج والهرج القتل حدثنا
قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل قال إني لجالس مع عبد الله وأبي
موسى رضي الله عنهما فقال أبو موسى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم مثله
والهرج بلسان الحبشة القتل حدثنا محمد حدثنا غندر حدثنا شعبة عن واصل
عن أبي وائل عن عبد الله واحسبه رفعه قال بين يدي الساعة أيام الهرج يزول
العلم ويظهر فيها الجهل قال أبو موسى والهرج القتل بلسان الحبشة وقال أبو
عوانة عن عاصم عن أبي وائل عن الأشعري أنه قال لعبد الله تعلم الأيام التي
ذكر النبي صلى الله عله وسلم أيام الهرج نحوه * قال ابن مسعود سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء
باب لا يأتي زمان الا الذي بعده شر منه حدثنا محمد بن يوسف حدثنا
سفيان عن الزبير بن عدي قال اتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقي من الحجاج
89

فقال اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان الا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم
سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري
ح وحدثنا إسماعيل حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب
عن هند بنت الحرث الفراسية ان أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فزعا يقول سبحان الله ماذا انزل الله
من الخزائن وماذا انزل من الفتن من يوقظ صواحب الحجرات يريد أزواجه لكي
يصلين رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة باب قول النبي صلى الله
عليه وسلم من حمل علينا السلاح فليس منا حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا
مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال من حمل علينا السلاح فليس منا حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو
أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من
حمل علينا السلاح فليس منا حدثنا محمد أخبرنا عبد الرازق عن معمر عن همام
سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يشير أحدكم على أخيه
بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال قلت لعمرو يا أبا محمد سمعت جابر بن
عبد الله يقول مر رجل بسهام في المسجد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمسك بنصالها قال نعم حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن
دينار عن جابر ان رجلا مر في المسجد بأسهم قد ابدى نصولها فأمر النبي ان يأخذ
بنصولها لا يخدش مسلما حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد
عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مر أحدكم
في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نبل فليمسك على نصالها أو قال فليقبض بكفه ان
يصيب أحدا من المسلمين منها شئ باب قول النبي صلى الله عليه وسلم
90

لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض حدثنا عمر بن حفص
حدثني أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق قال قال عبد الله قال النبي صلى الله عليه
وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة
أخبرني واقد عن أبيه عن ابن عمر انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول
لا ترجوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض حدثنا مسدد حدثنا
يحيى حدثنا قرة بن خالد حدثنا ابن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن
أبي بكرة وعن رجل آخر هو أفضل في نفسي من عبد الرحمن بن أبي بكرة عن
أبي بكرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال الا تدرون اي
يوم هذا قالوا الله ورسوله اعلم قال حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال أليس
بيوم النحر قلنا بلى يا رسول الله قال اي بلد هذا أليست بالبلدة قلنا بلى يا رسول
الله قال فان دماءكم وأموالكم واعراضكم وأبشاركم عليكم حرام كحرمة يومكم
هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا الا هل بلغت قلنا نعم قال اللهم اشهد فليبلغ
الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ يبلغه من هو أوعى له فكان كذلك قال
لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فلما كان يوم حرق ابن
الحضرمي حين حرقه جارية بن قدامة قال أشرفوا على أبي بكرة فقالوا هذا أبو
بكرة يراك قال عبد الرحمن فحدثتني أمي عن أبي بكرة أنه قال لو دخلوا علي
ما بهشت بقصبة حدثنا أحمد بن اشكاب حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن
عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا ترتدوا
بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض حدثنا سليمان بن حرب حدثنا
شعبة عن علي بن مدرك سمعت أبا زرعة بن عمرو بن جرير عن جده جرير قال
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع استنصت الناس ثم قال
لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض باب تكون
91

فتنة القاعد فيها خير من القائم حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا إبراهيم بن
سعد عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال إبراهيم وحدثني
صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم
فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه فمن
وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذبه حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري
أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ان أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي
فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه فمن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به
باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا
حماد عن رجل لم يسمه عن الحسن قال خرجت بسلاحي ليالي الفتنة فاستقبلني
أبو بكرة فقال أين تريد قلت أريد نصرة ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فكلاهما من
أهل النار قيل فهذا القاتل فما بال المقتول قال إنه أراد قتل صاحبه * قال حماد بن
زيد فذكرت هذا الحديث لأيوب ويونس بن عبيد وانا أريد ان يحدثاني به
فقالا إنما روى هذا الحديث الحسن عن الأحنف بن قيس عن أبي بكرة حدثنا
سليمان حدثنا حماد بهذا وقال مؤمل حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب ويونس
وهشام ومعلى بن زياد عن الحسن عن الأحنف عن أبي بكرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم * ورواه معمر عن أيوب ورواه بكار بن عبد العزيز عن أبيه عن أبي
بكرة * وقال غندر حدثنا شعبة عن منصور عن ربعي بن حراش عن أبي بكرة
عن النبي صلى عليه وسلم ولم يرفعه سفيان عن منصور باب كيف
الامر إذا لم تكن جماعة حدثنا محمد بن المثنى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن
92

جابر حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي انه سمع أبا إدريس الخولاني انه سمع
حذيفة بن اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة ان يدركني فقلت يا رسول الله انا كنا
في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت
وهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يهدون
بغير هدى تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة
على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم
من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني ان أدركني ذلك قال تلزم جماعة
المسلمين وامامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا امام قال فاعتزل تلك الفرق
كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك باب
من كره ان يكثر سواد الفتن والظلم حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا حياة
وغيره قالا حدثنا أبو الأسود وقال الليث عن أبي الأسود قال قطع على أهل المدينة
بعث فاكتتبت فيه فلقيت عكرمة فأخبرته فنهاني أشد النهي ثم قال
أخبرني ابن عباس ان أناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد
المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأتي السهم فيرمى فيصيب أحدهم
فيقتله أو يضربه فيقتله فأنزل الله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم
باب إذا بقي في حثالة من الناس حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان
حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب حدثنا حذيفة قال حدثنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما واما انتظر الآخر حدثنا ان الأمانة نزلت
في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة وحدثنا عن رفعها
قال ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل اثرها مثل اثر الوكت
ثم ينام النومة فتقبض فيبقى فيها اثرها ثمل اثر المجل كجمر دحرجته على رجلك
93

فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شئ ويصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدى
الأمانة فيقال ان في بني فلان رجلا أمينا ويقال للرجل ما اعقله وما أظرفه وما
اجلده وما في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان ولقد أتى علي زمان ولا أبالي أيكم
بايعت لئن كان مسلما رده علي الاسلام وإن كان نصرانيا رده علي ساعيه واما
اليوم فما كنت أبايع الا فلانا وفلانا باب التعرب في الفتنة حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع انه دخل
على الحجاج فقال يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك تعربت قال لا ولكن
رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن لي في البدو * وعن يزيد بن أبي عبيد قال
لما قتل عثمان بن عفان خرج سلمة بن الأكوع إلى الربذة وتزوج هناك امرأة
وولدت له أولادا فلم يزل بها حتى اقبل قبل أن يموت بليال فنزل المدينة حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن
أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر
يفر بدينه من الفتن باب التعوذ من الفتن حدثنا معاذ بن فضالة
حدثنا هشام عن قتادة عن أنيس رضي الله عنه قال سألوا النبي صلى الله عليه وسلم
حتى أحفوه بالمسألة فصعد النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم المنبر فقال لا
تسألوني عن شئ الا بينت لكم فجعلت انظر يمينا وشمالا فإذا كل رجل رأسه
في ثوبه يبكي فأنشأ رجل كان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه فقال يا نبي الله من
أبي فقال أبوك حذافة ثم أنشأ عمر فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا
وبمحمد رسولا نعوذ بالله من سوء الفتن فقال النبي صلى الله عليه وسلم
ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط انه صورت لي الجنة والنار حتى رأيتهما
دون الحائط قال قتادة يذكر هذا الحديث عند هذه الآية يا أيها الذين آمنوا
94

لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم * وقال عباس النرسي حدثنا يزيد بن
زريع حدثنا سعيد حدثنا قتادة ان انسا حدثهم ان نبي الله صلى الله عليه وسلم
بهذا وقال كل رجل لافا رأسه في ثوبه يبكي وقال عائذا بالله من سوء الفتن
أو قال أعوذ بالله من سوء الفتن * وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا
سعيد ومعتمر عن أبيه عن قتادة ان أنسا حدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم
بهذا وقال عائذا بالله من شر الفتن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم
الفتنة من قبل المشرق حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف عن
معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قام إلى
جنب المنبر فقال الفتنة ههنا الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان أو قال
قرن الشمس حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله
عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق يقول الا
ان الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
أزهر بن سعد عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال ذكر النبي صلى الله عليه
وسلم الله بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا قال اللهم
بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال
في الثالثة هناك الزلازل والفتن وبها يطلع الشيطان حدثنا إسحاق الواسطي
حدثنا خالد عن بيان عن وبرة بن عبد الرحمن عن سعيد عن سعيد بن جبير قال خرج علينا
عبد الله بن عمر فرجونا ان يحدثنا حديثا قال فبادرنا إليه رجل فقال يا أبا
عبد الرحمن حدثنا عن القتال في الفتنة والله يقول وقاتلوهم حتى لا تكون
فتنة فقال هل تدري ما الفتنة ثكلتك أمك إنما كان محمد صلى الله عليه وسلم
يقاتل المشركين وكان الدخول في دينهم فتنة وليس كقتالكم على الملك
باب الفتنة التي تموج كموج البحر وقال ابن عيينة عن خلف بن حوشب
95

كانوا يستحبون ان يتمثلوا بهذه الأبيات عن الفتن قال امرؤ القيس
الحرب أول ما تكون فتية * تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها * ولت عجوزا غير ذات حليل
شمطاء ينكر لونها وتغيرت * مكروهة للشم والتقبيل
حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق سمعت
حذيفة يقول بينا نحن جلوس عند عمر إذ قال أيكم يحفظ قول النبي صلى الله
عليه وسلم في الفتنة قال فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها
الصلاة والصدقة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال ليس عن هذا أسألك
ولكن التي تموج كموج البحر فقال ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين ان
بينك وبينها بابا مغلقا قال عمر أيكسر الباب أم يفتح قال بل يكسر قال عمر
إذا لا يغلق ابدا قلت أجل قلنا لحذيفة أكان عمر يعلم الباب قال نعم كما اعلم أن
دون غد ليلة وذلك اني حدثته حديثا ليس بالأغاليط فهبنا ان نسأله من
الباب فأمرنا مسروقا فسأله فقال من الباب قال عمر حدثنا سعيد بن أبي
مريم أخبرنا محمد بن جعفر عن شريك بن عبد الله عن سعيد بن المسيب عن أبي
موسى الأشعري قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى حائط من حوائط المدينة
لحاجته وخرجت في اثره فلما دخل الحائط جلست على بابه وقلت لأكونن
اليوم بواب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأمرني فذهب النبي صلى الله عليه وسلم
وقضى حاجته وجلس على قف البئر فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر فجاء
أبو بكر يستأذن عليه ليدخل فقلت كما أنت حتى استأذن لك فوقف فجئت إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا نبي الله أبو بكر يستأذن عليك فقال ائذن له
وبشره بالجنة فدخل فجاء عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم فكشف عن ساقيه
ودلاهما في البئر فجاء عمر فقلت كما أنت حتى استأذن فقال النبي صلى الله عليه
96

وسلم ائذن له وبشره بالجنة فجاء عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم فكشف
عن ساقيه فدلاهما في البئر فامتلأ القف فلم يكن فيه مجلس ثم جاء عثمان فقلت
كما أنت حتى استأذن لك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائذن له وبشره بالجنة
معها بلاء يصيبه فدخل فلم يجد معهم مجلسا فتحول حتى جاء مقابلهم على شفة
البئر فكشف عن ساقيه ثم دلاهما في البئر فجعلت أتمنى أخا لي وادعوا الله ان
يأتي * قال ابن المسيب فتأولت ذلك قبورهم اجتمعت ههنا وانفرد عثمان حدثني
بشر بن خالد أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان سمعت أبا وائل قال قيل
لأسامة الا تكلم هذا قال قد كلمته ما دون ان افتح بابا أكون أول من يفتحه
وما انا بالذي أقول لرجل بعد أن يكون أميرا على رجلين أنت خير بعدما سمعت
من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يجاء برجل فيطرح في النار فيطحن فيها
كطحن الحماء برحاه فيطيف به أهل النار فيقولون اي فلان الست كنت تأمر
بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول اني كنت آمر بالمعروف ولا افعله وانهى
عن النكر وافعله باب حدثنا عثمان بن الهيثم حدثنا عوف عن الحسن
عن أبي بكرة قال لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم
ان فارسا ملكوا ابنة كسرى قال لن يفلح قوم ولو امرهم امرأة حدثنا
عبد الله بن محمد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر بن عياش حدثنا أبو حصين
حدثنا أبو مريم عبد الله بن زياد الأسدي قال لما سار طلحة والزبير وعائشة
إلى البصرة بعث علي عمار بن ياسر وحسن بن علي فقدما علينا الكوفة فصعدا
المنبر فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه وقام عمار أسفل من الحسن
فاجتمعنا إليه فسمعت عمارا يقول إن عائشة قد سارت إلى البصرة ووالله انها
لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ولكن الله تبارك وتعالى
ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي باب حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن أبي
97

غنية عن الحكم عن أبي وائل قام عمار على منبر الكوفة فذكر عائشة وذكر
مسيرها وقال إنها زوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ولكنها
مما ابتليتم حدثنا بدل بن المحبر حدثنا شعبة أخبرني عمرو سمعت أبا وائل
يقول دخل أبو موسى وأبو مسعود على عمار حيث بعثه علي إلى أهل الكوفة
يستنفرهم فقالا ما رأيناك اتيت امرا اكره عندنا من اسراعك في هذا الامر
منذ أسلمت فقال عمار ما رأيت منكما منذ أسلمتما امرا اكره عندي من
ابطائكما عن هذا الامر وكساهما حلة حلة ثم راحوا إلى المسجد حدثنا
عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن شقيق بن سلمة قال كنت جالسا مع أبي
مسعود وأبي موسى وعمار فقال أبو مسعود ما من أصحابك أحد الا لو شئت
لقلت فيه غيرك وما رأيت منك شيئا منذ صحبت النبي صلى الله عليه وسلم أعيب
عندي من استسراعك في هذا الامر قال عمار يا أبا مسعود وما رأيت منك
ولا من صاحبك هذا شيئا منذ صحبتما النبي صلى الله عليه وسلم أعيب عندي من
ابطائكما في هذا الامر فقال أبو مسعود وكان موسرا يا غلام هات حلتين
فأعطى إحداهما أبا موسى والأخرى عمارا وقال روحا فيه إلى الجمعة باب
إذا انزل الله بقوم عذابا حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس
عن الزهري أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر انه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من
كان فيهم ثم بعثوا على اعمالهم باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن
ابن علي ان ابني هذا لسيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا إسرائيل أبو موسى ولقيته بالكوفة جاء إلى
ابن شبرمة فقال أدخلني على عيسى فأعظه فكأن ابن شبرمة خاف عليه فلم يفعل قال
حدثنا الحسن قال لما سار الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى معاوية بالكتائب قال
98

عمرو بن العاص لمعاوية أرى كتيبة لا تولي حتى تدبر أخراها قال معاوية من
لذراري المسلمين فقال انا فقال عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة نلقاه
فنقول له الصلح فال الحسن ولقد سمعت أبا بكرة قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم
يخطب جاء الحسن فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان ابني هذا سيد ولعل الله ان
يصلح به بين فئتين من المسلمين حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال قال عمرو
أخبرني محمد بن علي ان حرملة مولى أسامة أخبره قال عمرو وقد رأيت حرملة
قال أرسلني أسامة إلى علي وقال إنه سيسألك الآن فيقول ما خلف صاحبك
فقل له يقول لك لو كنت في شدق الأسد لأحببت ان أكون معك فيه ولكن
هذا امر لم أره فلم يعطني شيئا فذهبت إلى حسن وحسين وابن جعفر فأوقروا
لي راحلتي باب إذا قال عند قوم شيئا ثم خرج فقال بخلافه حدثنا
سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع قال لما خلع أهل المدينة
يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال إني سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة وانا قد بايعنا هذا الرجل على
بيع الله ورسوله واني لا أعلم غدرا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله
ثم ينصب له القتال واني لا أعلم أحدا منكم خلعه ولا بايع في هذا الامر الا
كانت الفيصل بيني وبينه حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن عوف
عن أبي المنهال قال لما كان ابن زياد ومروان بالشام ووثب ابن الزبير بمكة ووثب
القراء بالبصرة فانطلقت مع أبي إلى أبي برزة الأسلمي حتى دخلنا عليه في داره
وهو جالس في ظل علية له من قصب فجلسنا إليه فأنشأ أبي يستطعمه الحديث
فقال يا أبا برزة الا ترى ما وقع فيه الناس فأول شئ سمعته تكلم به اني احتسبت
عند الله اني أصبحت ساخطا على احياء قريش انكم يا معشر العرب كنتم على الحال
الذي علمتم من الذلة والقلة والضلالة وان الله أنقذكم بالاسلام وبمحمد صلى الله
99

عليه وسلم حتى بلغ بكم ما ترون وهذه الدنيا التي أفسدت بينكم ان ذاك الذي
بالشام والله ان يقاتل الا على الدنيا وان هؤلاء الذي بين أظهركم والله ان يقاتلون
الا على الدنيا وان ذاك الذي بمكة والله ان يقاتل الا على الدنيا حدثنا آدم بن
أبي اياس حدثنا شعبة عن واصل الأحدب عن أبي وائل عن حذيفة بن اليمان قال إن
المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يومئذ يسرون
واليوم يجهرون حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا مسعر عن حبيب بن أبي ثابت
عن أبي الشعثاء عن حذيفة قال إنما كان النفاق على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الايمان باب لا تقوم الساعة حتى يغبط
أهل القبور حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر
الرجل فيقول يا ليتني مكانه باب تغير الزمان حتى يعبدوا الأوثان حدثنا
أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال قال سعيد بن المسيب أخبرني أبو
هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى
تضطرب اليات نساء دوس على ذي الخلصة وذو الخلصة طاغية دوس التي كانوا
يعبدون في الجاهلية حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني سليمان عن ثور عن
أبي الغيث عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة
حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه باب خروج النار
وقال أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم أول أشراط الساعة نار تحشر الناس
من المشرق إلى المغرب حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال
سعيد بن المسيب أخبرني أبو هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من ارض الحجاز تضئ أعناق الإبل ببصرى حدثنا
عبد الله بن سعيد الكندي حدثنا عقبة بن خالد حدثنا عبيد الله عن خبيب بن
100

عبد الرحمن عن جده حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوشك الفرات ان يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ
منه شيئا * قال عقبة وحدثنا عبيد الله أبو الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أنه قال يحسر عن جبل من ذهب
باب حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا معبد قال سمعت حارثة
ابن وهب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تصدقوا فسيأتي على
الناس زمان يمشي بصدقته فلا يجد من يقبلها * قال مسدد حارثة أخو عبيد الله
ابن عمر لامه قاله أبو عبد الله حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد
عن عبد الرحمن عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم
الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة وحتى
يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله وحتى
يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو
القتل وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته وحتى
يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه لا أرب لي به وحتى يتطاول الناس في البنيان
وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه وحتى تطلع الشمس من مغربها
فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسا ايمانها
لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا ولتقومن الساعة وقد نشر
الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولتقومن الساعة وقد انصرف
الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقى فيه
ولتقومن الساعة وقد رفع اكلته إلى فيه فلا يطعمها باب ذكر الدجال
حدثنا مسدد حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل حدثني قيس قال قال لي المغيرة بن
شعبة ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال ما سألته وانه قال لي
101

ما يضرك منه قلت لأنهم يقولون إن معه جبل خبز ونهر ماء قال هو أهون على
الله من ذلك حدثنا سعد بن حفص حدثنا شيبان عن يحيى عن إسحاق بن
عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يجئ الدجال
حتى ينزل في ناحية المدينة ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل
كافر ومنافق حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه
عن جده عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل المدينة رعب
المسيح الدجال ولها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان حدثنا موسى بن
إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر أراه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال أعور عين اليمنى كأنها عنبة طافية حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
محمد بن بشر حدثنا مسعر حدثنا سعد بن إبراهيم عن أبيه عن أبي بكرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل المدينة رعب المسيح لها يومئذ سبعة أبواب
على كل باب ملكان * وقال ابن إسحاق عن صالح بن إبراهيم عن أبيه قال قدمت
البصرة فقال لي أبو بكرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بهذا حدثنا عبد
العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم عن صالح عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله
ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس
فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكرك الدجال فقال إني لأنذركموه وما من نبي
الا وقد أنذره قومه ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه انه أعور
وان الله ليس بأعور حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن
شهاب عن سالم عن عبد الله بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا انا
نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر ينطف أو يهراق رأسه ماء
قلت من هذا قالوا ابن مريم ثم ذهبت التفت فإذا رجل جسيم احمر جعد
الرأس أعور العين كأنه عينه عنبة طافية قالوا هذا الدجال أقرب الناس به شبها ابن
102

قطن رجل من خزاعة حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد
عن صالح عن ابن شهاب عن عروة ان عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال حدثنا عبدان أخبرني أبي عن
شعبة عن عبد الملك عن ربعي عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
في الدجال ان معه ماءا ونارا فناره ماء بارد وماؤه نار قال أبو مسعود انا سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن
قتادة عن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه ما بعث نبي الا
أنذر أمته الأعور الكذاب الا انه أعور وان ربكم ليس بأعور وان بين عينيه
مكتوب كافر * فيه أبو هريرة وابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم باب
لا يدخل الدجال المدينة حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ان أبا سعيد قال حدثنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما يحدثنا به أنه قال يأتي الدجال
وهو محرم عليه ان يدخل نقاب المدينة فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة
فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول اشهد انك
الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم
ان قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الامر فيقولون لا فيقتله ثم يحييه فيقول
والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم فيريد الدجال ان يقتله فلا يسلط عليه
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها
الطاعون ولا الدجال حدثنا يحيى بن موسى حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شعبة
عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المدينة يأتيها
الدجال فيجد الملائكة يحرسونها فلا يقربها الدجال ولا الطاعون إن شاء الله
103

باب يأجوج ومأجوج حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري
ح وحدثنا إسماعيل حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب
عن عروة بن الزبير ان زينب ابنة أبي سلمة حدثته عن أم حبيبة بنت أبي سفيان
عن زينب ابنة جحش ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوما فزعا
يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج
ومأجوج مثل هذه وحلق بإصبعيه الابهام والتي تليها قالت زينب ابنة جحش
فقلت يا رسول الله أفنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة عن
البني صلى الله عليه وسلم قال يفتح الردم ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد
وهيب تسعين
* بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الأحكام *
وقول الله تعالى أطيعوا وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم حدثنا عبدان
أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري أخبرني أبو سملة بن عبد الرحمن انه سمع أبا
هريرة رضي الله عنه يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أطاعني
فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى
أميري فقد عصاني حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله
ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا كلكم راع
وكلكم مسؤول عن رعيته فالامام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته
والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية على أهل بيت
زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول
عنه الا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته باب الأمراء من قريش
104

حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال كان محمد بن جبير بن مطعم
يحدث انه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش ان عبد الله بن عمرو يحدث
انه سيكون ملك من قحطان فغضب فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال اما
بعد فإنه بلغني ان رجالا منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل
أهلها فانى سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول إن هذا الامر في قريش
لا يعاديهم أحد الا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين * تابعه نعيم عن ابن المبارك
عن معمر عن الزهري عن محمد بن جبير حدثنا أحمد بن يونس حدثنا عاصم
ابن محمد سمعت أبي يقول قال ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال
هذا الامر في قريش ما بقي منهم اثنان باب اجر من قضى بالحكمة
لقوله تعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هو الفاسقون حدثنا شهاب
ابن عباد حدثنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل عن قيس عن عبد الله قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على
هلكته في الحق وآخر آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها باب
السمع والطاعة للامام ما لم تكن معصية حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد
عن شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا وان استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن الجعد عن أبي رجاء عن ابن عباس يرويه
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من رأى من أميره شيئا فكرهه فليصبر فإنه
ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت الا مات ميتة جاهلية حدثنا مسدد
حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله حدثني نافع عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال السمع والطاعة على المرء المسلم فما أحب وكره ما لم يؤمر
105

بمعصية فإذا امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة حدثنا عمر بن حفص بن غياث
حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي
رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية وأمر عليهم رجلا من
الأنصار وأمرهم ان يطيعوه فغضب عليهم وقال أليس قد امر النبي صلى الله
عليه وسلم ان تطيعوني قالوا بلى قال عزمت عليكم لما جمعتم حطبا وأوقدتم نارا
ثم دخلتم فيها فجمعوا حطبا فأوقدوا فلما هموا بالدخول فقام ينظر بعضهم إلى
بعض فقال بعضهم إنما تبعنا النبي صلى الله عليه وسلم فرارا من النار أفندخلها
فبينما هم كذلك إذ خمدت النار وسكن غضبه فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال لو دخولها ما خرجوا منها ابدا إنما الطاعة في المعروف باب من لم
يسأل الامارة اعانه الله حدثنا حجاج بن منهال حدثنا جرير بن حازم عن
الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن
لا تسأل الامارة فإنك ان أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وان أعطيتها عن غير
مسألة أعنت عليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفر يمينك
وائت الذي هو خير باب من سأل الامارة وكل إليها حدثنا أبو معمر
حدثنا عبد الوارث حدثنا يونس عن الحسن حدثني عبد الرحمن بن سمرة قال
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الامارة
فان أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وان أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإذا
حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فائت الذي هو خير وكفر عن يمينك
باب ما يكره من الحرص على الامارة حدثنا أحمد بن يونس حدثنا ابن
أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنكم
ستحرصون على الامارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعم المرضعة وبئست
الفاطمة * وقال محمد بن بشار حدثنا عبد الله بن حمران حدثنا عبد الحميد بن جعفر
106

عن سعيد المقبري عن عمر بن الحكم عن أبي هريرة قوله حدثنا محمد بن العلاء
حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال دخلت
على النبي صلى الله عليه وسلم انا ورجلان من قومي فقال أحد الرجلين أمرنا
يا رسول الله وقال الآخر مثله فقال انا لا نولي هذا من سأله ولا من حرص عليه
باب من استرعى رعية فلم ينصح حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو الأشهب
عن الحسن ان عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه فقال
له معقل اني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة
الا لم يجد رائحة الجنة حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا حسين الجعفي قال
زائدة ذكره عن هشام عن الحسن قال اتينا معقل بن يسار نعوده فدخل عبيد الله
فقال له معقل أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم الا حرم الله عليه الجنة
باب من شاق شق الله عليه حدثنا إسحاق الواسطي حدثنا خالد عن
الجريري عن طريف أبي تميمة قال شهدت صفوان وجندبا وأصحابه وهو يوصيهم
فقالوا هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قال سمعته يقول من
سمع سمع الله به يوم القيامة قال ومن يشاقق يشقق الله عليه يوم القيامة فقالوا
أوصنا فقال إن أول ما ينتن من الانسان بطنه فمن استطاع أن لا يأكل الا طيبا
فليفعل ومن استطاع أن لا يحال بينه وبين الجنة ملء كفه من دم إهراقه فليفعل
قلت لأبي عبد الله من يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جندب قال نعم
جندب باب القضاء والفتيا في الطريق * وقضى يحيى بن يعمر في الطريق
وقضى الشعبي على باب داره حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور
عن سالم بن أبي الجعد حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال بينما انا والنبي صلى الله
107

عليه وسلم خارجان من المسجد فلقينا رجل عند سدة المسجد فقال يا رسول الله
متى الساعة قال النبي صلى الله عليه وسلم ما أعددت لها فكأن الرجل استكان ثم
قال يا رسول الله ما أعددت لها كبير صيام ولا صلاة ولا صدقة ولكني أحب
الله ورسوله قال أنت مع من أحببت باب ما ذكر ان النبي صلى الله
عليه وسلم لم يكن له بواب حدثنا إسحاق أخبرنا عبد الصمد حدثنا شعبة حدثنا
ثابت البناني عن أنس بن مالك يقول لامرأة من أهله تعرفين فلانة قالت نعم قال
فان النبي صلى الله عليه وسلم مر بها وهي تبكي عند قبر فقال اتقي الله واصبري
فقالت إليك عني فإنك خلو من مصيبتي قال فجاوزها ومضى فمر بها رجل فقال
ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ما عرفته قال إنه لرسول الله صلى
الله عليه وسلم قال فجاءت إلى بابه فلم تجد عليه بوابا فقالت يا رسول الله والله
ما عرفتك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الصبر عند أول صدمة باب
الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الامام الذي فوقه حدثنا محمد بن
خالد الذهلي حدثنا الأنصاري محمد أبي عن ثمامة عن أنس ان قيس بن سعد
كان يكون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرط من الأمير
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن قرة حدثني حميد بن هلال حدثنا أبو بردة عن
أبي موسى ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه وأتبعه بمعاذ حدثني عبد الله بن
الصباح حدثنا محبوب بن الحسن حدثنا خالد عن حميد بن هلال عن أبي بردة
عن أبي موسى ان رجلا أسلم ثم تهود فأتاه معاذ بن جبل وهو عند أبي موسى فقال
ما لهذا قال أسلم ثم تهود قال لا اجلس حتى اقتله قضاء الله ورسوله صلى الله
عليه وسلم باب هل يقضي الحاكم أو يفتي وهو غضبان حدثنا آدم
حدثنا شعبة حدثنا عبد الملك بن عمير سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة قال كتب
أبو بكرة إلى ابنه وكان بسجستان بان لا تقضي بين اثنين وأنت غضبان فاني
108

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان
حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن
أبي حازم عن أبي مسعود الأنصاري قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال يا رسول الله اني والله لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما
يطيل بنا فيها قال فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قط أشد غضبا في موعظة
منه يومئذ ثم قال يا أيها الناس ان منكم منفرين فأيكم ما صلى بالناس فليوجز
فان فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني
حدثنا حسان بن إبراهيم حدثنا يونس قال محمد أخبرني سالم ان عبد الله بن عمر
أخبره انه طلق امرأته وهي حائض فذكر عمر للنبي صلى الله عليه وسلم فتغيظ
فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر ثم
تحيض فتطهر فان بدا له ان يطلقها فليطلقها باب من رأى للقاضي ان
يحكم بعلمه في امر الناس إذا لم يخف الظنون والتهمة كما قال النبي صلى الله عليه
وسلم لهند خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف وذلك إذا كان امر مشهور
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني عروة ان عائشة رضي الله
عنها قالت جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة فقالت يا رسول الله والله ما كان على
ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي ان يذلوا من أهل خبائك وما أصبح اليوم
على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي ان يعزوا من أهل خبائك ثم قالت إن أبا
سفيان رجل مسيك فهل علي من حرج ان أطعم الذي له عيالنا قال لها لا حرج
عليك ان تطعميهم من معروف باب الشهادة على الخط المختوم وما يجوز
من ذلك وما يضيق عليهم وكتاب الحاكم إلى عماله والقاضي إلى القاضي * وقال
بعض الناس كتاب الحاكم جائز الا في الحدود ثم قال إن كان القتل خطأ فهو
جائز لان هذا مال بزعمه وإنما صار مالا بعد أن ثبت القتل فالخطأ والعمد
109

واحد وقد كتب عمر إلى عامله في الحدود وكتب عمر بن عبد العزيز في سن
كسرت وقال إبراهيم كتاب القاضي إلى القاضي جائز إذا عرف الكتاب
والخاتم وكان الشعبي يجيز الكتاب المختوم بما فيه من القاضي ويروي عن ابن
عمر نحوه وقال معاوية بن عبد الكريم الثقفي شهدت عبد الملك بن يعلى قاضي
البصرة وإياس بن معاوية والحسن وثمامة بن عبد الله بن أنس وبلال بن أبي
بردة وعبد الله بن بريدة الأسلمي وعامر بن عبيدة وعباد بن منصور يجيزون
كتب القضاة بغير محضر من الشهود فان قال الذي جئ عليه بالكتاب انه
زور قيل له اذهب فالتمس المخرج من ذلك وأول من سأل على كتاب القاضي
البينة ابن أبي ليلى وسوار بن عبد الله * وقال لنا أبو نعيم حدثنا عبيد الله بن
محرز جئت بكتاب من موسى بن أنس قاضي البصرة وأقمت عنده البينة ان لي
عند فلان كذا وكذا وهو بالكوفة وجئت به القاسم بن عبد الرحمن فأجازه
وكره الحسن وأبو قلابة ان يشهد على وصية حتى يعلم ما فيها لأنه لا يدري
لعل فيها جورا وقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل خيبر اما ان تدوا
صاحبكم واما ان تؤذنوا بحرب وقال الزهري في شهادة على المرأة من وراء
الستر ان عرفتها فاشهد وإلا فلا تشهد حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر
حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس بن مالك قال لما أراد النبي صلى الله عليه
وسلم ان يكتب إلى الروم قالوا إنهم لا يقرؤن كتابا الا مختوما فاتخذ النبي
صلى الله عليه وسلم خاتما من فضة كأني انظر إلى وبيصه ونقشه محمد رسول الله
باب متى يستوجب الرجل القضاء * وقال الحسن اخذ الله على الحكام أن لا
يتبعوا الهوى ولا يخشوا الناس ولا يشتروا بآياتي ثمنا قليلا ثم قرأ يا داود انا
جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن
سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب
110

وقرأ انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا
والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا
الناس واخشوني ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك
هم الكافرون * بما استحفظوا استودعوا من كتاب الله * وقرأ وداود وسليمان
إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها
سليمان وكلا آتينا حكما وعلما فحمد سليمان ولم يلم داود ولولا ما ذكر الله من
امر هذين لرأيت ان القضاة هلكوا فإنه اثنى على هذا بعلمه وعذر هذا باجتهاده *
وقال مزاحم بن زفر قال لنا عمر بن عبد العزيز خمس إذا أخطأ القاضي منهن خصلة
كانت فيه وصمة أن يكون فهما حليما عفيفا صليبا عالما سؤلا عن العلم باب
رزق الحكام والعاملين عليها وكان شريح القاضي يأخذ على القضاء اجرا وقالت عائشة يأكل الوصي بقد عمالته واكل أبو بكر وعمر حدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب عن الزهري أخبرني السائب بن يزيد بن أخت نمر ان حويطب بن عبد
العزى أخبره ان عبد الله بن السعدي أخبره انه قدم على عمر في خلافته فقال له
عمر ألم أحدث انك تلي من اعمال الناس اعمالا فإذا أعطيت العمالة كرهتها
فقلت بلى فقال عمر ما تريد إلى ذلك قلت إن لي أفراسا واعبدا وانا بخير وأريد
أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين قال عمر لا تفعل فاني كنت أردت الذي
أردت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول اعطه أفقر
إليه مني حتى أعطاني مرة مالا فقلت اعطه أفقر إليه مني فقال النبي صلى الله عليه
وسلم خذه فتموله وتصدق به فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا
سائل فخذه وإلا فلا تتبعه نفسك * وعن الزهري قال حدثني سالم بن عبد الله
ان عبد الله بن عمر قال سمعت عمر يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيني
العطاء فأقول اعطه أفقر إليه مني حتى أعطاني مرة مالا فقلت اعطه من هو
111

أفقر إليه مني فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذه فتموله وتصدق به فما جاءك من
هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه ومالا فلا تتبعه نفسك باب
من قضى ولاعن في المسجد * ولاعن عمر عند منبر النبي صلى الله عليه وسلم وقضى
شريح والشعبي ويحيى بن يعمر في المسجد وقضى مروان على زيد بن ثابت باليمن
عند المنبر وكان الحسن وزرارة بن أوفى يقضيان في الرحبة خارجا من المسجد
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال الزهري عن سهل بن سعد قال شهدت
المتلاعنين وانا ابن خمس عشرة فرق بينهما حدثنا يحيى حدثنا عبد الرزاق
أخبرنا ابن جريح أخبرني ابن شهاب عن سهل أخي بني ساعدة ان رجلا من
الأنصار جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت رجلا وجد مع امرأته
رجلا أيقتله فتلاعنا في المسجد وانا شاهد باب من حكم في المسجد
حتى إذا أتى على حد امر ان يخرج من المسجد فيقام وقال عمر أخرجاه من
المسجد ويذكر عن علي نحوه حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن عقيل
عن ابن شهاب عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال أتى رجل
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه فقال يا رسول الله اني
زنيت فأعرض عنه فلما شهد على نفسه أربعا قال أبك جنون قال لا قال اذهبوا
به فارجموه قال ابن شهاب فأخبرني من سمع جابر بن عبد الله قال كنت فيمن
جمه بالمصلى * رواه يونس ومعمر وابن جريج عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر
عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرجم باب موعظة الامام للخصوم
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام عن أبيه عن زينب ابنة أبي سلمة
عن أم سلمة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما انا بشر
وانكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضى
نحو ما اسمع فمن قضيت له بحق أخيه شيئا فلا يأخذه فإنما اقطع له قطعة من النار
112

باب الشهادة تكون عند الحاكم في ولايته القضاء أو قبل ذلك للخصم
وقال شريح القاضي وسأله انسان الشهادة فقالت ائت الأمير حتى اشهد لك وقال
عكرمة قال عمر لعبد الرحمن بن عوف لو رأيت رجلا على حد زنا أو سرقة
وأنت أمير فقال شهادتك شهادة رجل من المسلمين قال صدقت قال عمر لولا
أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي وأقر ماعز عند
النبي صلى الله عليه وسلم بالزنا أربعا فأمر برجمه ولم يذكر ان النبي صلى الله عليه
وسلم اشهد من حضره وقال حماد إذا أقر مرة عند الحاكم رجم وقال الحكم
أربعا حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يحيى عن عمر بن كثير عن أبي محمد مولى أبي
قتادة ان أبا قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين من له بينة
على قتيل قتله فله سليه فقمت لالتمس بينة على قتيل فلم أر أحدا يشهد لي فجلست
ثم بدا لي فذكرت امره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل من
جلسائه سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي قال فأرضه منه فقال أبو بكر
كلا لا يعطه أصيبغ من قريش ويدع أسدا من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله
قال فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأداه إلي فاشتريت منه خرافا فكان
أول مال تأثلته قال عبد الله عن الليث فقام النبي صلى الله عليه وسلم فأداه إلي
وقال أهل الحجاز الحاكم لا يقضي بعلمه شهد بذلك في ولايته أو قبلها ولو أقر
خصم عنده لآخر بحق في مجلس القضاء فإنه لا يقضى عليه في قول بعضهم
حتى يدعوا بشاهدين فيحضرهما اقراره وقال بعض أهل العراق ما سمع أو رآه
في مجلس القضاء قضى به وما كان في غيره لم يقض الا بشاهدين وقال آخرون
منهم بل يقضي به لأنه مؤتمن وإنما يراد من الشهادة معرفة الحق فعلمه أكثر
من الشهادة وقال بعضهم يقضي بعلمه في الأموال ولا يقضي في غيرها وقال
القاسم لا ينبغي للحاكم ان يمضي قضاء بعلمه دون علم غيره مع أن علمه أكثر من
113

شهادة غيره ولكن فيه تعرضا لتهمة نفسه عند المسلمين وايقاعا لهم في الظنون
وقد كره النبي صلى الله عليه وسلم الظن فقال إنما هذه صفية حدثنا عبد
العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن علي بن حسين
ان النبي صلى الله عليه وسلم اتته صفية بنت حيي فلما رجعت انطلق معها فمر به
رجلان من الأنصار فدعاهما فقال إنما هي صفية قالا سبحان الله قال إن الشيطان
يجري من ابن آدم مجرى الدم * رواه شعيب وابن مسافر وابن أبي عتيق واسحق
ابن يحيى عن الزهري عن علي يعني ابن حسين عن صفية عن النبي صلى الله عليه
وسلم باب امر الوالي إذا وجه أميرين إلى موضع ان يتطاوعا ولا
يتعاصيا حدثنا محمد بن بشار حدثنا العقدي حدثنا شعبة عن سعيد بن أبي بردة
قال سمعت أبي قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبي ومعاذ بن جبل إلى اليمن
فقال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا فقال له أبو موسى انه يصنع
بأرضنا البتع فقال كل مسكر حرام * وقال النضر وأبو داود ويزيد بن هارون
ووكيع عن شعبة عن سعيد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم
باب إجابة الحاكم الدعوة * وقد أجاب عثمان بن عفان عبدا للمغيرة بن
شعبة حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني منصور عن أبي
وائل عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فكوا العاني وأجيبوا الداعي
باب هدايا العمال حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري
انه سمع عروة أخبرنا أبو حميد الساعدي قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم
رجلا من بني أسد يقال له ابن الأتبية على صدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا
أهدي لي فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر قال سفيان أيضا فصعد المنبر
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ما بال العامل نبعثه فيأتي يقول هذا لك وهذا لي فهلا
حبس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا والذي نفسي بيده لا يأتي بشئ
114

الا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها جؤار
أو شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه الا هل بلغت ثلاثا * قال سفيان
قصه علينا الزهري وزاد هشام عن أبيه عن أبي حميد قال سمع أذناي وأبصرته
عيني وسلوا زيد بن ثابت فإنه سمعه معي ولم يقل الزهري سمع اذني * خوار
صوت والجؤار من تجأرون كصوت البقرة باب استقضاء الموالي
واستعمالهم حدثنا عثمان بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن
جريج ان نافعا أخبره ان ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال كان سالم مولى
أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد
قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة باب العرفاء
للناس حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى بن
عقبة قال ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير ان مروان بن الحكم والمسور بن
مخرمة أخبراه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين اذن لهم المسلمون
في عتق سبي هوازن فقال إني لا أدري من اذن منكم ممن لم يأذن فارجعوا حتى
يرفع الينا عرفاؤكم امركم فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم فرجعوا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه ان الناس قد طيبوا وأذنوا باب
ما يكره من ثناء السلطان وإذا خرج قال غير ذلك حدثنا أبو نعيم حدثنا
عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال أناس لابن عمر انا ندخل
على سلطاننا فنقول لهم خلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم قال كنا نعدها
نفاقا حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عراك عن أبي
هريرة انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن شر الناس ذو الوجهين
الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه باب القضاء على الغائب حدثنا
محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن هشام عن أبيه عن عائشة ان هند قالت للنبي
115

صلى الله عليه وسلم ان أبا سفيان رجل شحيح واحتاج ان آخذ من ماله قال
صلى الله عليه وسلم خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف باب من قضي له
بحق أخيه فلا يأخذه فان قضاء الحاكم لا يحل حراما ولا يحرم حلالا حدثنا
عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني
عروة بن الزبير ان زينب ابنة أبي سلمة أخبرته ان أم سلمة زوج النبي صلى الله
عليه وسلم أخبرتها عن رسول الله صلى الله وسلم انه سمع خصومة بباب
حجرته فخرج إليهم فقال إنما انا بشر وانه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون
أبلغ من بعض فأحسب انه صادق فأقضي له بذلك فمن قضيت له بحق مسلم
فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها حدثنا إسماعيل قال حدثني
مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
انها قالت كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص ان ابن وليدة
زمعة مني فاقبضه إليك فلما كان عام الفتح اخذه سعد فقال ابن أخي قد كان عهد
إلي فيه فقام إليه عبد بن زمعة فقال أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه فتساوقا
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد يا رسول الله ابن أخي كان عهد إلي
فيه وقال عبد بن زمعة أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم هو لك يا عبد بن زمعة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الولد للفراش وللعاهر الحجر ثم قال لسودة بنت زمعة احتجبي منه لما رأى من
شبهه بعتبة فما رآها حتى لقي الله تعالى باب الحكم في البئر ونحوها
حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن منصور والأعمش
عن أبي وائل قال قال عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحلف على يمين صبر
يقتطع مالا وهو فيها فاجر الا لقي الله وهو عليه غضبان فأنزل الله ان الذين
يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا الآية فجاء الأشعث و عبد الله يحدثهم فقال
116

في نزلت وفي رجل خاصمته في بئر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألك بينة قلت لا
قال فليحلف قلت إذا يحلف فنزلت ان الذين يشترون بعهد الله الآية باب
القضاء في كثير المال وقليله وقال ابن عيينة عن ابن شبرمة القضاء في قليل المال
وكثيره سواء حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عروة بن
الزبير ان زينب بنت أبي سلمة أخبرته عن أمها أم سلمة قالت سمع النبي صلى الله
عليه وسلم جلبة خصام عند بابه فخرج عليهم فقال لهم إنما انا بشر وانه يأتيني
الخصم فلعل بعضا أن يكون أبلغ من بعض اقضي له بذلك واحسب انه صادق
فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعه من النار فليأخذها أو ليدعها باب
بيع الامام على الناس أموالهم وضياعهم وقد باع النبي صلى الله عليه وسلم مدبرا
من نعيم بن النحام حدثنا ابن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا إسماعيل حدثنا
سلمة بن كهيل عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ان
رجلا من أصحابه أعتق غلاما عن دبر لم يكن له مال غيره فباعه بثمانمائة درهم
ثم أرسل بثمنه إليه باب من لم يكترث بطعن من لا يعلم في الأمراء
حديثا حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا عبد الله بن
دينار قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول بعث رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن في امارته وقال إن تطعنوا
في امارته فقد كنتم تطعنون في امارة أبيه من قبله وأيم الله إن كان لخليقا
للإمرة وإن كان لمن أحب الناس إلي وان هذا لمن أحب الناس إلي بعده
باب الألد الخصم وهو الدائم في الخصومة * لدا عوجا حدثنا مسدد
حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج سمعت أبن أبي مليكة يحدث عن عائشة
رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبغض الرجال إلى الله
الألد الخصم باب إذا قضى الحاكم بجور أو خلاف أهل العلم فهو رد
117

حدثنا محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر
بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالدا ح وحدثني نعيم بن حماد أخبرنا عبد الله
أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم
خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فلم يحسنوا ان يقولوا أسلمنا فقالوا صبأنا صبأنا
فجعل خالد يقتل ويأسر ودفع إلى كل رجل منا أسيره فأمر كل رجل منا ان
يقتل أسيره فقلت والله لا اقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره
فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد
ابن الوليد مرتين باب الامام يأتي قوما فيصلح بينهم حدثنا أبو النعمان
حدثنا حماد حدثنا أبو حازم المديني عن سهل بن سعد الساعدي قال كان قتال
بين بني عمر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر ثم اتاهم يصلح
بينهم فلما حضرت صلاة العصر فأذن بلال وأقام وأمر أبا بكر فتقدم وجاء
النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الصلاة فشق الناس حتى قام خلف أبي بكر
فتقدم في الصف الذي يليه قال وصفح القوم وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة
لم يلتفت حتى يفرغ فلما رأى التصفيح لا يمسك عليه التفت فرأى النبي صلى الله
عليه وسلم خلفه فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم ان امضه وأومأ بيده هكذا
ولبث أبو بكر هنية يحمد الله على قول النبي صلى الله عليه وسلم ثم مشى القهقري
فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك تقدم فصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس
فلما قضى صلاته قال يا أبا بكر ما منعك إذ أومأت إليك أن لا تكون مضيت
قال لم يكن لابن أبي قحافة ان يؤم النبي صلى الله عليه وسلم وقال للقوم إذا
نابكم امر فليسبح الرجال وليصفح النساء باب يستحب للكاتب أن يكون
أمينا عاقلا حدثنا محمد بن عبيد الله أبو ثابت حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن
شهاب عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت قال بعث إلي أبو بكر لمقتل أهل
118

اليمامة وعنده عمر فقال أبو بكر ان عمر اتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة
بقراء القرآن واني أخشى ان يستحر القتل بقراء القرآن في المواطن كلها فيذهب
قرآن كثير واني أرى ان تأمر بجمع القرآن قلت كيف افعل شيئا لم يفعله
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر هو والله خير فلم يزل عمر يراجعني
في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر ورأيت في ذلك الذي
رأى عمر قال زيد قال أبو بكر وانك رجل شاب عاقل لا نتهمك قد كنت
تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه قال زيد
فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل علي مما كلفني من جمع القرآن
قلت كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر
هو والله خير فلم يزل يحث مراجعتي حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له
صدر أبي بكر وعمر ورأيت في ذلك الذي رأيا فتتبعت القرآن اجمعه من
العسب والرقاق واللخاف وصدور الرجال فوجدت آخر سورة التوبة لقد
جاءكم رسول من أنفسكم إلى آخرها مع خزيمة أو أبى خزيمة فألحقتها في سورتها
وكانت الصحف عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله عز وجل ثم عند عمر حياته
حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر * قال محمد بن عبيد الله اللخاف يعني الخزف
باب كتاب الحاكم إلى عماله والقاضي إلى أمنائه حدثنا عبد الله بن
يوسف أخبرنا مالك عن أبي ليلى ح حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي ليلى
ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل عن سهل بن أبي حثمة انه أخبره هو ورجال
من كبراء قومه ان عبد الله بن سهل ومحيصة خرجا إلى خيبر من جهد أصابهم
فأخبر محيصة ان عبد الله قتل وطرح في فقير أو عين فأتى يهود فقال أنتم والله
قتلتموه قالوا ما قتلناه والله ثم اقبل حتى قدم على قومه فذكر لهم واقبل هو
واخوه حويصة وهو أكبر منه وعبد الرحمن بن سهل فذهب ليتكلم وهو
119

الذي كان بخيبر فقال لمحيصة كبر كبر يريد السن فتكلم حويصة ثم تكلم محيصة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ان يدوا صاحبكم واما ان يؤذنوا بحرب
فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم به فكتب ما قتلناه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لحويصة ومحيصة وعبد الرحمن أتحلفون وتستحقون دم
صاحبكم قالوا لا قال أفتحلف لكم يهود قالوا ليسوا بمسلمين فوداه رسول الله
صلى الله عليه وسلم من عنده مائة ناقة حتى أدخلت الدار قال سهل فركضتني
منها ناقة باب هل يجوز للحاكم ان يبعث رجلا وحده للنظر في الأمور
حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي
هريرة وزيد بن خالد الجهني قالا جاء اعرابي فقال يا رسول الله اقض بيننا
بكتاب الله فقام خصمه فقال صدق فاقض بيننا بكتاب الله فقال الأعرابي ان
ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته فقالوا لي على ابنك الرجم ففديت ابني منه
بمائة من الغنم ووليدة ثم سألت أهل العلم فقالوا إنما على ابنك جلد مائة
وتغريب عام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأقضين بينكما بكتاب الله اما
الوليدة والغنم فرد عليك وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام واما أنت يا أنيس
لرجل فاغد على امرأة هذا فارجمها فغدا عليها أنيس فرجمها باب ترجمة
الحكام وهل يجوز ترجمان واحد وقال خارجة بن زيد بن ثابت عن زيد بن ثابت
ان النبي صلى الله عليه وسلم امره ان يتعلم كتاب اليهود حتى كتبت للنبي صلى
الله عليه وسلم كتبه وأقرأته كتبهم إذا كتبوا إليه وقال عمر وعنده علي
وعبد الرحمن وعثمان ماذا تقول هذه قال عبد الرحمن بن حاطب فقلت تخبرك
بصاحبهما الذي صنع بهما وقال أبو جمرة كنت أترجم بين ابن عباس وبين الناس
* وقال بعض الناس لا بد للحاكم من مترجمين حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب
عن الزهري أخبرني عبيد الله ان عبد الله بن عباس أخبره ان أبا سفيان بن
120

حرب أخبره ان هرقل أرسل إليه في ركب من قريش ثم قال لترجمانه قل لهم
اني سائل هذا فان كذبني فكذبوه فذكر الحديث فقال للترجمان قل له إن كان
ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين باب محاسبة الامام عماله
حدثنا محمد أخبرنا عبدة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أبي حميد الساعدي
ان النبي صلى الله عليه وسلم استعمل ابن الأتبية على صدقات بني سليم فلما جاء
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاسبه قال هذا الذي لكم وهذه هدية
أهديت لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلا جلست في بيت أبيك وبيت
أمك حتى تأتيك هديتك ان كنت صادقا ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم
فخطب الناس وحمد الله وأثنى عليه ثم قال اما بعد فأني استعمل رجالا منكم على
أمور مما ولاني الله فيأتي أحدكم فيقول هذا لكم وهذه هدية أهديت لي
فهلا جلس في بيت أبيه وبيت أمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقا فوالله
لا يأخذ أحدكم منها شيئا قال هشام بغير حقه الا جاء الله يحمله يوم القيامة
الا فلأعرفن ما جاء الله رجل ببعير له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم
رفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه الا هل بلغت باب بطانة الامام
وأهل مشورته * البطانة الدخلاء حدثنا اصبغ أخبرنا ابن وهب قال أخبرني
يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة الا كانت له بطانتان بطانة
تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من
عصم الله تعالى * وقال سليمان عن يحيى أخبرني ابن شهاب بهذا وعن ابن أبي عتيق
وموسى عن ابن شهاب مثله وقال شعيب عن الزهري حدثني أبو سلمة عن أبي
سعيد قوله وقال الأوزاعي ومعاوية بن سلام حدثني الزهري حدثني أبو سلمة
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن أبي حسين وسعيد بن زياد
121

عن أبي سلمة عن أبي سعيد قوله وقال عبيد الله بن أبي جعفر حدثني صفوان عن
أبي سلمة عن أبي أيوب قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم باب كيف يبايع
الامام الناس حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن يحيى بن سعيد قال أخبرني عبادة بن
الوليد قال أخبرني أبي عن عبادة بن الصامت قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره وان لا ننازع الامر أهله وان
نقوم أو نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم حدثنا عمرو بن علي
حدثنا خالد بن الحرث حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله
عليه وسلم في غداة باردة والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق فقال
اللهم ان الخير خير الآخرة * فاغفر للأنصار والمهاجرة
فأجابوا
نحن الذين بايعوا محمدا * على الجهاد ما بقينا ابدا
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن
عمر رضي الله عنهما قال كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على
السمع والطاعة يقول لنا فيما استطعت حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان
حدثنا عبد الله بن دينار قال شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك قال
كتب اني أقر بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على سنة الله
وسنة رسوله ما استطعت وان بني قد أقروا بمثل ذلك حدثنا يعقوب بن
إبراهيم حدثنا هشيم أخبرنا سيار عن الشعبي عن جرير بن عبد الله قال بايعت
النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة فلقنني فيما استطعت والنصح لكل
مسلم حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثني عبد الله بن دينار
قال لما بايع الناس عبد الملك كتب إليه عبد الله بن عمر إلى عبد الله عبد الملك
أمير المؤمنين اني أقر بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على سنة الله
122

وسنة رسوله فيما استطعت وان بني قد أقروا بذلك حدثنا عبد الله بن
مسلمة حدثنا حاتم عن يزيد قال قلت لسلمة على اي شئ بايعتم النبي صلى الله عليه
وسلم يوم الحديبية قال على الموت حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا
جويرية عن مالك عن الزهري ان حميد بن عبد الرحمن أخبره ان المسور بن
مخرمة أخبره ان الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا قال لهم عبد الرحمن
لست بالذي أنافسكم على هذا الامر ولكنكم ان شئتم اخترت لكم منكم فجعلوا
ذلك إلى عبد الرحمن فلما ولوا عبد الرحمن امرهم فمال الناس على عبد الرحمن حتى
ما أرى أحدا من الناس يتبع أولئك الرهط ولا يطأ عقبه ومال الناس على عبد
الرحمن يشاورونه تلك الليالي حتى إذا كانت الليلة التي أصبحنا منها فبايعنا عثمان
قال المسور طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل فضرب الباب حتى استيقظت
فقال أراك نائما فوالله ما اكتحلت هذه الليلة بكبير نوم انطلق فادع الزبير
وسعدا فدعوتهما له فشاورهما ثم دعاني فقال ادع لي عليا فدعوته فناجاه حتى
ابهار الليل ثم قام علي من عنده وهو على طمع وقد كان عبد الرحمن يخشى من
علي شيئا ثم قال ادع لي عثمان فدعوته فناجاه حتى فرق بينهما المؤذن بالصبح فلما
صلى للناس الصبح واجتمع أولئك الرهط عند المنبر فأرسل إلى من كان حاضرا
من المهاجرين والأنصار وارسل إلى أمراء الأجناد وكانوا وافوا تلك الحجة
مع عمر فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمن ثم قال اما بعد يا علي اني قد نظرت في امر
الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعلن على نفسك سبيلا فقال أبايعك على سنة
الله ورسوله والخليفتين من بعده فبايعه عبد الرحمن وبايعه الناس المهاجرون
والأنصار وامراء الأجناد والمسلمون باب من بايع مرتين حدثنا
أبو عاصم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة قال بايعنا النبي صلى الله عليه وسلم تحت
الشجرة فقال لي يا سلمة الا تبايع قلت يا رسول الله قد بايعت في الأول قال
123

وفي الثاني باب بيعة الاعراب حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك
عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ان اعرابيا بايع
رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاسلام فأصابه وعك فقال أقلني بيعتي
فأبى ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى فخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها باب بيعة الصغير حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد هو ابن أبي أيوب قال حدثني
أبو عقيل زهرة بن معبد عن جده عبد الله بن هشام وكان قد أدرك النبي
صلى الله عليه وسلم وذهبت به أمه زينب ابنة حميد إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقالت يا رسول الله بايعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو صغير
فمسح رأسه ودعا له وكان يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله باب
من بايع ثم استقال البيعة حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن
محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله ان اعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه
وسلم على الاسلام فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة فأتى الأعرابي إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أقلني بيعتي فأبى رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم جاء فقال أقلني بيعتي فأبى ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى فخرج
الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما المدينة كالكير تنفي خبثها
وينصع طيبها باب من بايع رجلا لا يبايعه الا للدنيا حدثنا عبدان
عن أبي حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم
رجل على فضل ماء بالطريق يمنع منه ابن السبيل ورجل بايع اماما لا يبايعه
الا لدنياه ان أعطاه ما يريد وفى له والا لم يف له ورجل يبايع رجلا بسلعة
بعد العصر فحلف بالله لقد أعطي بها كذا وكذا فصدقه فأخذها ولم يعط بها
124

باب بيعة النساء * رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا
أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب
أخبرني أبو إدريس الخولاني انه سمع عبادة بن الصامت يقول قال لنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا
تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم
وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب
من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا فستره
الله فأمره إلى الله ان شاء عاقبه وان شاء عفا عنه فبايعناه على ذلك حدثنا
محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت
كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية لا يشركن بالله
شيئا قالت وما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة الا امرأة
يملكها حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن أيوب عن حفصة عن أم عطية
قالت بايعنا النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ علي أن لا يشركن بالله شيئا ونهانا عن
النياحة فقبضت امرأة منا يدها فقالت فلانة أسعدتني وانا أريد ان أجزيها
فلم يقل شيئا فذهبت ثم رجعت فما وفت امرأة الا أم سليم وأم العلاء وابنة
أبي سبرة امرأة معاذ أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ باب من نكث
بيعة وقوله تعالى ان الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن
نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما
حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابرا قال جاء
اعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال بايعني على الاسلام فبايعه على الاسلام ثم
جاء الغد محموما فقال أقلني فأبى فلما ولى قال قال المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها
باب الاستخلاف حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى
125

ابن سعيد قال سمعت القاسم بن محمد قال قالت عائشة رضي الله عنها وا رأساه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك لو كان وانا حي فأستغفر لك وادعو لك
فقالت عائشة واثكلياه والله اني لأظنك تحب موتي ولو كان ذلك لظللت
آخر يومك معرسا ببعض أزواجك فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل انا وا رأساه
لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد أن يقول القائلون
أو يتمنى المتمنون ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون
حدثنا محمد بن يوسف أخبرنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله
ابن عمر قال قيل لعمر الا تستخلف قال إن استخلف فقد استخلف من هو خير
مني أبو بكر وان اترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأثنوا عليه فقال راغب وراهب وددت اني نجوت منها كفافا لا لي ولا
علي لا أتحملها حيا وميتا حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر
عن الزهري أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه انه سمع خطبة عمر الآخرة
حين جلس عن المنبر وذلك الغد من يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم فتشهد
وأبو بكر صامت لا يتكلم قال كنت أرجو ان يعيش رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى يدبرنا يريد بذلك أن يكون آخرهم فان يك محمد صلى الله عليه وسلم
قد مات فان الله تعالى قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به هدى الله محمدا
صلى الله عليه وسلم وان أبا بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثاني
اثنين فإنه أولى المسلمين بأموركم فقوموا فبايعوه وكان طائفة منهم قد بايعوه
قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة وكانت بيعة العامة على المنبر قال الزهري عن
أنس بن مالك سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ اصعد المنبر فلم يزل به حتى
صعد المنبر فبايعه الناس عامة حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم
ابن سعد عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال اتت النبي صلى الله عليه
126

وسلم امرأة فكلمته في شئ فأمرها ان ترجع إليه قالت يا رسول الله أرأيت
ان جئت ولم أجدك كأنها تريد الموت قال إن لم تجديني فائتي أبا بكر حدثنا
مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثني قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي
بكر رضي الله عنه قال لوفد بزاخة تتبعون أذناب الإبل حتى يري الله خليفة
نبيه صلى الله عليه وسلم والمهاجرين امرا يعذرونكم به باب حدثني
محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الملك سمعت جابر بن سمرة قال
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يكون اثنا عشر أميرا فقال كلمة لم اسمعها
فقال أبي أنه قال كلهم من قريش باب اخراج الخصوم وأهل الريب
من البيوت بعد المعرفة وقد اخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت حدثنا
إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لقد هممت ان آمر بحطب
يحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى
رجال فأحرق عليهم بيوتهم والذي نفسي بيده لو يعلم أحدكم انه يجد عرقا
سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء * قال محمد بن يوسف قال يونس قال محمد
ابن سليمان قال أبو عبد الله مرماة ما بين ظلف الشاة من اللحم مثل منساة وميضاة
الميم مخفوضة باب هل للامام ان يمنع المجرمين وأهل المعصية من
الكلام معه والزيارة ونحوه حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل
عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ان عبد الله بن كعب
ابن مالك وكان قائد كعب من بينه حين عمي قال سمعت كعب بن مالك قال لما
تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فذكر حديثه ونهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا فلبثنا على ذلك خمسين ليلة
وآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا *
127

* بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب التمني *
باب ما جاء في التمني ومن تمنى الشهادة حدثنا سعيد بن عفير حدثني
الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب
ان أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفسي
بيده لولا أن رجالا يكرهون ان يتخلفوا بعدي ولا أجد ما أحملهم ما تخلفت
لوددت اني اقتل في سبيل الله ثم أحيى ثم اقتل ثم أحيى ثم اقتل ثم أحيى ثم اقتل
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده وددت اني
لأقاتل في سبيل الله فاقتل ثم أحيى ثم اقتل ثم أحيى ثم اقتل فكان أبو هريرة
يقولهن ثلاثا اشهد بالله باب تمني الخير وقول النبي صلى الله عليه وسلم
لو كان لي أحد ذهبا حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام
سمع أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو كان عندي أحد ذهبا لأحببت
أن لا يأتي ثلاث وعندي منه دينار ليس شئ أرصده في دين علي أجد من يقبله
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو استقبلت من أمري ما استدبرت
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب حدثني عروة ان
عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو استقبلت من أمري ما استدبرت
ما سقت الهدي ولحللت مع الناس حين حلوا حدثنا الحسن بن عمر حدثنا
يزيد عن حبيب عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلبينا بالحج وقدمنا مكة لأربع خلون من ذي الحجة فأمرنا النبي
صلى الله عليه وسلم ان نطوف بالبيت وبالصفا والمروة وان نجعلها عمرة ولنحل
الا من كان معه هدي قال ولم يكن مع أحد منا هدي غير النبي صلى الله عليه
128

وسلم وطلحة وجاء علي من اليمن معه الهدي فقال أهللت بما أهل به رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالوا أننطلق إلى منى وذكر أحدنا يقطر قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اني لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ولولا أن
معي الهدي لحللت قال ولقيه سراقة وهو يرمي جمرة العقبة فقال يا رسول الله
ألنا هذه خاصة قال لا بل للأبد قال وكانت عائشة قدمت مكة وهي حائض
فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم ان تنسك المناسك كلها غير أنها لا تطوف
ولا تصلي حتى تطهر فلما نزلوا البطحاء قالت عائشة يا رسول الله أتنطلقون بحجة
وعمرة وانطلق بحجة قال ثم امر عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ان ينطلق معها
إلى التنعيم فاعتمرت عمرة في ذي الحجة بعد أيام الحج باب قول النبي صلى الله
عليه وسلم ليت كذا وكذا حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني
يحيى بن سعيد سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة قال قالت عائشة ارق النبي صلى الله
عليه وسلم ذات ليلة فقال ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة إذ سمعنا
صوت السلاح قال من هذا قيل سعد يا رسول الله جئت أحرسك فنام النبي
صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا غطيطه * قال أبو عبد الله وقالت عائشة قال بلال
الا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بواد وحولي اذخر وجليل
فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم باب تمني القرآن والعلم حدثنا
عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسد الا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن
فهو يتلوه آناء الليل والنهار يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل
ورجل آتاه الله مالا ينفقه في حقه فيقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت
كما يفعل حدثنا قتيبة حدثنا جرير بهذا باب ما يكره من التمني
ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء
129

نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شئ عليما حدثنا
الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن عاصم عن النضر بن أنس قال قال
أنس رضي الله عنه لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تتمنوا
الموت لتمنيت حدثنا محمد حدثنا عبدة عن ابن أبي خالد عن قيس قال اتينا
خباب بن الأرت نعوده وقد اكتوى سبعا فقال لولا أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم نهانا ان ندعو بالموت لدعوت به حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا
هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي عبيد اسمه سعد بن عبيد
مولى عبد الرحمن بن أزهر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يتمنى أحدكم
الموت اما محسنا فلعله يزداد واما مسيئا فلعله يستعتب باب قول الرجل
لولا الله ما اهتدينا حدثنا عبدان أخبرني أبي عن شعبة حدثنا أبو إسحاق
عن البراء بن عازب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل معنا التراب يوم
الأحزاب ولقد رأيته وارى التراب بياض بطنه يقول * لولا أنت ما اهتدينا *
ولا تصدقنا ولا صلينا * فأنزلن سكينة علينا * ان الألى وربما قال إن الملا قد بغوا
علينا * إذا أرادوا فتنة أبينا أبينا * يرفع بها صوته باب كراهية التمني
لقاء العدو * ورواه الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثني
عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن
سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتبا له قال كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى
فقرأته فإذا فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتمنوا لقاء
العدو وسلوا الله العافية باب ما يجوز من اللو وقوله تعالى لو أن لي بكم
قوة حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن القاسم بن محمد
قال ذكر ابن عباس المتلاعنين فقال عبد الله بن شداد أهي التي قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لو كنت راجما امرأة من غير بينة قال لا تلك امرأة أعلنت
130

حدثنا علي حدثنا سفيان قال عمرو حدثنا عطاء قال اعتم النبي صلى الله عليه
وسلم بالعشاء فخرج عمر فقال الصلاة يا رسول الله رقد النساء والصبيان فخرج
ورأسه يقطر يقول لولا أن أشق على أمتي أو على الناس وقال سفيان أيضا على
أمتي لأمرتهم بالصلاة هذه الساعة
وقال ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس
اخر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصلاة فجاء عمر فقال يا رسول الله رقد النساء
والولدان فخرج وهو يمسح الماء على شقه يقول إنه للوقت لولا أن أشق على أمتي
وقال عمرو حدثنا عطاء ليس فيه ابن عباس اما عمرو فقال رأسه يقطر وقال
ابن جريج يمسح الماء عن شقه وقال عمرو لولا أن أشق على أمتي وقال ابن جريج
انه للوقت لولا أن أشق على أمتي وقال إبراهيم بن المنذر حدثنا معن حدثني
محمد بن مسلم عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن سمعت أبا
هريرة رضي الله عنه يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لولا أن
أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك * تابعه سليمان بن مغيرة عن ثابت عن أنس عن
النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا
حميد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال واصل النبي صلى الله عليه وسلم آخر
الشهر وواصل أناس من الناس فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو مد بي الشهر
لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم اني لست مثلكم اني أظل يطعمني
ربي ويسقيني * تابعه سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله
عليه وسلم حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري وقال الليث حدثني
عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب ان سعيد بن المسيب أخبره ان أبا هريرة
قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال قالوا فإنك تواصل قال أيكم
مثلي اني أبيت يطعمني ربي ويسقين فلما أبوا ان ينتهوا واصل بهم يوما ثم يوما
131

ثم رأوا الهلال فقال لو تأخر لزدتكم كالمنكل لهم حدثنا مسدد حدثنا
أبو الأحوص حدثنا أشعث عن الأسود بن يزيد عن عائشة قالت سألت البني
صلى الله عليه وسلم عن الجدر امن البيت هو قال نعم قلت فما لهم لم يدخلوه
في البيت قال إن قومك قصرت بهم النفقة قلت فما شأن بابه مرتفعا قال
فعل ذاك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا ولولا أن قومك
حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف ان تنكر قلوبهم ان ادخل الجدر في البيت
وان الصق بابه في الأرض حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد
عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا
الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار
واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار حدثنا موسى
حدثنا وهيب عن عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك
الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها * تابعه أبو التياح
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشعب *
* بسم الله الرحمن الرحيم * باب ما جاء في إجازة خبر الواحد
الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والاحكام وقول الله تعالى
فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا
رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ويسمى الرجل طائفة لقوله تعالى وان طائفتان
من المؤمنين اقتتلوا فلو اقتتل رجلان دخلا في معنى الآية وقوله تعالى
ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا وكيف بعث النبي صلى الله عليه وسلم أمراءه
واحدا بعد واحد فان سها أحد منهم رد إلى السنة حدثنا محمد بن المثنى
حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن أبي قلابة حدثنا مالك بن الحويرث قال
132

اتينا صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقا فلما ظن انا قد اشتهينا أهلنا أو قد
اشتقنا سألنا عمن تركنا بعدنا فأخبرناه قال ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم
وعلموهم ومروهم وذكر أشياء احفظها أو لا احفظها وصلوا كما رأيتموني
أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم حدثنا
مسدد عن يحيى عن التيمي عن أبي عثمان عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا يمنعن أحدكم أذان بلال من سحوره فإنه يؤذن أو قال ينادي
بليل ليرجع قائمكم وينبه نائمكم وليس الفجر أن يقول هكذا وجمع يحيى كفيه
حتى يقول هكذا ومد يحيى إصبعيه السبابتين حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
عبد العزيز بن مسلم حدثنا عبد الله بن دينار قال سمعت عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا ينادي بليل فكلوا واشربوا
حتى ينادي ابن أم مكتوم حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن الحكم عن
إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الظهر خمسا
فقيل أزيد في الصلاة قال وما ذاك قالوا صليت خمسا فسجد سجدتين بعدما سلم
حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم انصرف من اثنتين فقال له ذو اليدين أقصرت الصلاة
يا رسول الله أم نسيت فقال أصدق ذو اليدين فقال الناس نعم فقام رسول الله
صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين أخريين ثم سلم ثم كبر ثم سجد مثل سجوده
أو أطول ثم رفع ثم كبر فسجد مثل سجوده ثم رفع حدثنا إسماعيل حدثني
مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال بينا الناس بقباء في صلاة الصبح
إذا جاءهم آت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انزل عليه الليلة قرآن
وقد امر ان يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا
133

إلى الكعبة حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء
قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صلى نحو بيت المقدس ستة
عشر أو سبعة عشر شهرا وكان يحب ان يوجه إلى الكعبة فأنزل الله تعالى
قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فوجه نحو الكعبة
وصلى معه رجل العصر ثم خرج فمر على قوم من الأنصار فقال هو يشهد
انه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم وانه قد وجه إلى الكعبة فانحرفوا وهم
ركوع في صلاة العصر حدثني يحيى بن قزعة حدثني مالك عن إسحاق بن
عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنت أسقي أبا طلحة
الأنصاري وأبا عبيدة الجراح وأبي بن كعب من فضيخ وهو تمر
فجاءهم آت فقال إن الخمر قد حرمت فقال أبو طلحة يا أنس قم إلى هذه الجرار
فاكسرها قال أنس فقمت إلى مهراس لنا فضربتها بأسفله حتى انكسرت
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال لأهل نجران لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق امين
فاستشرف لها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فبعث أبا عبيدة حدثنا سليمان
ابن حرب حدثنا شعبة عن خالد عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه قال النبي
صلى الله عليه وسلم لكل أمة امين وامين هذه الأمة أبو عبيدة حدثنا سليمان
ابن حرب حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن عبيد بن حنين عن ابن عباس
عن عمر رضي الله عنه قال وكان رجل من الأنصار إذا غاب عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم وشهدته اتيته بما يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإذا غبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد اتاني بما يكون من رسول
الله صلى الله عليه وسلم حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن
زبيد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله
134

عليه وسلم بعث جيشا وأمر عليهم رجلا فأوقد نارا وقال ادخلوها فأرادوا
ان يدخلوها وقال آخرون إنما فررنا منها فذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال للذين أرادوا ان يدخلوها لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة وقال
للآخرين لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف حدثنا زهير بن حرب
حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب ان عبيد الله بن
عبد الله أخبره ان أبا هريرة وزيد بن خالد أخبراه ان رجلين اختصما إلى النبي
صلى الله عليه وسلم وحدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ان أبا هريرة قال بينما نحن عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا قام رجل من الاعراب فقال يا رسول الله اقض لي
بكتاب الله فقام خصمه فقال صدق يا رسول الله اقض له بكتاب الله وائذن لي
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قل فقال إن ابني كان عسيفا على هذا والعسيف
الأجير فزنى بامرأته فأخبروني ان على ابني الرجم فافتديت منه بمائة من الغنم
ووليدة ثم سألت أهل العلم فأخبروني ان على امرأته الرجم وإنما على ابني جلد مائة
وتغريب عام فقال والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله اما الوليدة
والغنم فردوها واما ابنك فعليه جلد مائة وتغريب عام واما أنت يا أنيس
لرجل من أسلم فاغد على امرأة هذا فان اعترفت فارجمها فغدا عليه أنيس
فاعترفت فرجمها باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم الزبير طليعة وحده
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا ابن المنكدر قال سمعت جابر بن
عبد الله قال ندب النبي صلى الله عليه وسلم الناس يوم الخندق فانتدب الزبير ثم
ندبهم فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير فقال لكل نبي حواري وحواري
الزبير قال سفيان حفظته من ابن المنكدر وقال له أيوب يا أبا بكر حدثهم عن
جابر فان القوم يعجبهم ان تحدثهم عن جابر فقال في ذلك المجلس سمعت جابرا
135

فتابع بين أحاديث سمعت جابرا قلت لسفيان فان الثوري يقول يوم قريظة
فقال كذا حفظته منه كما انك جالس يوم الخندق قال سفيان هو يوم واحد
وتبسم سفيان باب قول الله تعالى لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن
لكم فإذا اذن له واحد جاز حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب
عن أبي عثمان عن أبي موسى ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وأمرني
بحفظ الباب فجاء رجل يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فإذا أبو بكر ثم
جاء عمر فقال ائذن له وبشره بالجنة ثم جاء عثمان فقال ائذن له وبشره بالجنة
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى عن عبيد بن حنين
سمع ابن عباس عن عمر رضي الله عنهم قال جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه
وسلم في مشربة له وغلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم اسود على رأس الدرجة
فقلت قل هذا عمر بن الخطاب فأذن لي باب ما كان يبعث النبي صلى الله
عليه وسلم من الأمراء والرسل واحدا بعد واحد وقال ابن عباس بعث النبي
صلى الله عليه وسلم دحية الكلبي بكتابه إلى عظيم بصرى ان يدفعه إلى قيصر
حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن يونس عن ابن شهاب أنه قال أخبرني
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ان عبد الله بن عباس أخبره ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى فأمره ان يدفعه إلى عظيم البحرين يدفعه
عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه كسرى مزقه فحسبت ان ابن المسيب قال
فدعا عليهم رسول الله عليه وسلم ان يمزقوا كل ممزق حدثنا مسدد
حدثنا يحيى عن يزيد بن أبي عبيد حدثنا سلمة بن الأكوع ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لرجل من أسلم اذن في قومك أو في الناس يوم عاشوراء ان من
اكل فليتم بقية يومه ومن لم يكن اكل فليصم باب وصاة النبي صلى
الله عليه وسلم وفود العرب ان يبلغوا من وراءهم قاله مالك بن الحويرث
136

حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة ح وحدثني اسحق أخبرنا النضر أخبرنا
شعبة عن أبي جمرة قال كان ابن عباس يقعدني على سريره فقال إن وفد عبد
القيس لما اتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من الوفد قالوا ربيعة قال
مرحبا بالوفد أو القوم غير خزايا ولا ندامى قالوا يا رسول الله ان بيننا وبينك
كفار مضر فمرنا بأمر ندخل به الجنة ونخبر به من وراءنا فسألوا عن الأشربة
فنهاهم عن أربع وأمرهم بأربع امرهم بالايمان بالله قال هل تدرون ما الايمان
بالله قالوا الله ورسوله اعلم قال شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا
رسول الله وأقام الصلاة وايتاء الزكاة وأظن فيه صيام رمضان وتؤتوا
من المغانم الخمس ونهاهم عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير وربما قال المقير
قال احفظوهن وأبلغوهن من وراءكم باب خبر المرأة الواحدة
حدثنا محمد بن الوليد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن توبة العنبري قال
قال لي الشعبي أرأيت حديث الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم وقاعدت ابن
عمر قريبا من سنتين أو سنة ونصف فلم اسمعه يحدث عن النبي صلى الله عليه
وسلم غير هذا قال كان ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سعد
فذهبوا يأكلون من لحم فنادتهم امرأة من بعض أزواج النبي صلى الله عليه
وسلم انه لحم ضب فأمسكوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا وأطعموا
فإنه حلال أو قال لا بأس به شك فيه ولكنه ليس من طعامي * * *
* بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة *
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان عن مسعر وغيره عن قيس بن مسلم عن طارق
ابن شهاب قال قال رجل من اليهود لعمر يا أمير المؤمنين لو أن علينا نزلت هذه
الآية اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام
137

دينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا فقال عمر اني لأعلم اي يوم نزلت هذه الآية
نزلت يوم عرفة في يوم جمعة سمع سفيان من مسعر ومسعر قيسا وقيس
طارقا حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني
أنس بن مالك انه سمع عمر الغد حين بايع المسلمون أبا بكر واستوى على منبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم تشهد قبل أبي بكر فقال اما بعد فاختار الله
لرسوله صلى الله عليه وسلم الذي عنده على الذي عندكم وهذا الكتاب الذي
هدى الله به رسولكم فخذوا به تهتدوا وإنما هدى الله به رسوله حدثنا موسى
ابن إسماعيل حدثنا وهيب عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال ضمني إليه النبي
صلى الله عليه وسلم وقال اللهم علمه الكتاب حدثنا عبد الله بن صباح حدثنا
معتمر قال سمعت عوفا ان أبا المنهال حدثه انه سمع أبا برزة قال إن الله يغنيكم
أو نعشكم بالاسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم * قال أبو عبد الله وقع هنا يغنيكم
وإنما هو نعشكم ينظر في أصل كتاب الاعتصام حدثنا إسماعيل حدثني مالك
عن عبد الله بن دينار ان عبد الله بن عمر كتب إلى عبد الملك بن مروان يبايعه
وأقر بذلك بالسمع والطاعة على سنة الله ورسوله فيما استطعت باب
قول النبي صلى الله عليه وسلم بعثت بجوامع الكلم حدثنا عبد العزيز بن عبد الله
حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي
الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثت بجوامع الكلم ونصرت
بالرعب وبينا انا نائم رأيتني اتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي قال
أبو هريرة فقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تلغثونها أو ترغثونها
أو كلمة تشبهها حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا الليث عن سعيد عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من الأنبياء نبي الا أعطي من
الآيات ما مثله أو من أو آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله
138

إلي فارجوا اني أكثرهم تابعا يوم القيامة باب الاقتداء بسنن رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقول الله تعالى واجعلنا للمتقين اماما قال أئمة نقتدي
بمن قبلنا ويقتدي بنا من بعدنا وقال ابن عون ثلاث أحبهن لنفسي ولإخواني
هذه السنة ان يتعلموها ويسألوا عنها والقرآن ان يتفهموه وسألوا عنه ويدعوا
الناس الا من خير حدثنا عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان
عن واصل عن أبي وائل قال جلست إلى شيبة في هذا المسجد قال جلس إلي عمر
في مجلسك هذا فقال هممت أن لا ادع فيها صفراء ولا بيضاء الا قسمتها بين
المسلمين قلت ما أنت بفاعل قال لم قلت لم يفعله صاحباك قال هما المرآن يقتدى
بهما حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سألت الأعمش فقال عن زيد
ابن وهب سمعت حذيفة يقول حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الأمانة
نزلت من السماء في جذر قلوب الرجال ونزل القرآن فقرؤا القرآن وعلموا من
السنة حدثنا آدم بن أبي اياس حدثنا شعبة أخبرنا عمرو بن مرة سمعت مرة
الهمداني يقول قال عبد الله ان أحسن الحديث كتاب الله وأحسن الهدى هدى
محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وان ما توعدون لآت وما أنتم
بمعجزين حدثنا مسدد حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن عبيد الله عن أبي
هريرة وزيد بن خالد قال كنا عند النبي صلى الله وسلم فقال لأقضين
بينكما بكتاب الله حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال بن علي عن
عطاء بن يسار عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل أمتي
يدخلون الجنة الا من أبى قالوا يا رسول الله ومن يأبى قال من أطاعني دخل الجنة
ومن عصاني فقد أبى حدثنا محمد بن عبادة أخبرنا يزيد حدثنا سليم بن حيان
وأثنى عليه حدثنا سعيد بن ميناء حدثنا أو سمعت جابر بن عبد الله يقول جاءت
ملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم فقال بعضهم انه نائم وقال
139

بعضهم ان العين نائمة والقلب يقظان فقالوا ان لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له
مثلا فقال بعضهم انه نائم وقال بعضهم ان العين نائمة والقلب يقظان فقالوا
مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الداعي
دخل الدار واكل من المأدبة ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل
من المأدبة فقالوا أولوها له يفقهها فقال بعضهم انه نائم وقال بعضهم ان
العين نائمة والقلب يقظان فقالوا فالدار الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وسلم فمن أطاع محمدا صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الله ومن عصى محمدا صلى الله عليه
وسلم فقد عصى الله ومحمد فرق بين الناس * تابعه قتيبة عن ليث عن خالد
عن سعيد بن أبي هلال عن جابر خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا
أبو نعيم حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن حذيفة قال يا معشر
القراء استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا فان أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم
ضلالا بعيدا حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي
موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل
رجل أتى قوما فقال يا قوم اني رأيت الجيش بعيني واني انا النذير العريان
فالنجاء فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبت
طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل
من أطاعني فاتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن عقيل عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله
ابن عتبة عن أبي هريرة قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو
بكر بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر لأبي بكر كيف تقاتل الناس وقد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله
فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه الا بحقه وحسابه على الله فقال والله
140

لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فان الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا
كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه فقال عمر فوالله
ما هو الا ان رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت انه الحق * قال
ابن بكير وعبد الله عن الليث عناقا وهو أصح حدثني إسماعيل حدثني ابن وهب
عن يونس عن ابن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ان عبد الله بن
عباس رضي الله عنهما قال قدم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر فنزل على
ابن أخيه الحر بن قيس بن حصن وكان من النفر الذين يدنيهم عمر وكان القراء
أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولا كانوا أو شبانا فقال عيينة لابن أخيه يا ابن
أخي هل لك وجه عند هذا الأمير فتستأذن لي عليه قال سأستأذن لك عليه قال
ابن عباس فاستأذن لعيينة فلما دخل قال يا ابن الخطاب والله ما تعطينا الجزل
وما تحكم بيننا بالعدل فغضب عمر حتى هم بأن يقع به فقال الحر يا أمير المؤمنين
ان الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم خذ العفو وأمر بالعرف واعرض
عن الجاهلين وان هذا من الجاهلين فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه وكان
وقافا عند كتاب الله حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام بن عروة
عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء ابنة أبي بكر رضي الله عنهما انها قالت اتيت
عائشة حين خسفت الشمس والناس قيام وهي قائمة تصلي فقلت ما للناس
فأشارت بيدها نحو السماء فقالت سبحان الله فقلت آية قالت برأسها ان نعم فلما
انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه ثم قال ما من شئ
لم أره الا وقد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار وأوحي إلي انكم تفتنون
في القبور قريبا من فتنة الدجال فأما المؤمن أو المسلم لا أدري اي ذلك قالت
أسماء فيقول محمد جاءنا بالبينات فأجبنا وآمنا فيقال نم صالحا علمنا انك موقن
واما المنافق أو المرتاب لا أدري اي ذلك قالت أسماء فيقول لا أدرى سمعت
141

الناس يقولون شيئا فقلته حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دعوني ما تركتكم إنما هلك
من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه
وإذا أمرتكم بأمر فاتوا منه ما استطعتم باب ما يكره من كثرة
السؤال وتكلف ما لا يعنيه وقوله تعالى لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم
حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا سعيد حدثني عن عقيل عن ابن شهاب عن
عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أعظم
المسلمين جرما من سأل عن شئ لم يحرم فحرم من أجل مسئلته حدثنا إسحاق
أخبرنا عفان حدثنا وهيب حدثنا موسى بن عقبة سمعت أبا النضر يحدث عن بسر
ابن سعيد عن زيد بن ثابت ان النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة في المسجد من
حصير فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ليالي حتى اجتمع إليه ناس ففقدوا
صوته ليلة فظنوا أنه قد نام فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم فقال ما زال
بكم الذي رأيت من صنيعكم حتى خشيت ان يكتب عليكم ولو كتب عليكم
ما قمتم به فصلوا أيها الناس في بيوتكم فان أفضل صلاة المرء في بيته الا
المكتوبة حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة عن بريد بن أبي بردة عن أبي
بردة عن أبي موسى الأشعري قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء
كرهها فلما أكثروا عليه المسألة غضب وقال سلوني فقام رجل فقال يا رسول
الله من أبي قال أبوك حذافة ثم قام آخر فقال يا رسول الله من أبي فقال أبوك
سالم مولى شيبة فلما رأى عمر ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغضب
قال انا نتوب إلى الله حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن وراد
كاتب المغيرة قال كتب معاوية إلى المغيرة اكتب إلي ما سمعت من رسول الله
صلى الله عليه وسلم فكتب إليه ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر
142

كل صلاة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل
شئ قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك
الجد وكتب إليه انه كان ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال
وكان ينهى عن عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات حدثنا سليمان بن
حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال كنا عند عمر فقال نهينا
عن التكلف حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري وحدثني محمود حدثنا
عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه ان
النبي صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر فلما سلم قام على
المنبر فذكر الساعة وذكر ان بين يديها أمورا عظاما ثم قال من أحب ان يسأل
عن شئ فليسأل عنه فوالله لا تسألوني عن شئ الا أخبرتكم به ما دمت في مقامي
هذا قال أنس فأكثر الناس البكاء وأكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يقول سلوني فقال أنس فقام إليه رجل فقال أين مدخلي يا رسول الله قال النار
فقام عبد الله بن حذافة فقال من أبي يا رسول الله قال أبوك حذافة قال ثم أكثر
أن يقول سلوني سلوني فبرك عمر على ركبتيه فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام
دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا قال فسكت رسول الله صلى الله عليه
وسلم حين قال عمر ذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى والذي
نفسي بيده لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط وانا أصلي
فلم أر كاليوم في الخير والشر حدثنا محمد بن عبد الرحيم أخبرنا روح بن
عبادة حدثنا شعبة أخبرني موسى بن أنس قال سمعت أنس بن مالك قال قال
رجل يا نبي الله من أبي قال أبوك فلان ونزلت يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن
أشياء الآية حدثنا الحسن بن صباح حدثنا شبابة حدثنا ورقاء عن عبد الله بن
عبد الرحمن سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
143

لن يبرح الناس يتساءلون حتى يقولوا هذا الله خالق كل شئ فمن خلق الله
حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم
عن علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم
في حرث بالمدينة وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم
سلوه عن الروح وقال بعضهم لا تسألوه لا يسمعكم ما تكرهون فقاموا إليه
فقالوا يا أبا القاسم حدثنا عن الروح فقام ساعة ينظر فعرفت انه يوحى إليه
فتأخرت عنه حتى صعد الوحي ثم قال ويسألونك عن الروح قال الروح من امر
ربي باب الاقتداء بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو نعيم
حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال اتخذ النبي
صلى الله وسلم خاتما من ذهب فاتخذ الناس خواتيم من ذهب فقال النبي
صلى عليه وسلم اني اتخدت خاتما من ذهب فنبذه وقال إني لن ألبسه ابدا
فنبذ الناس خواتيمهم باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو
في الدين والبدع لقوله تعالى يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على
الله الا الحق حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري
عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تواصلوا قالوا انك
تواصل قال إني لست مثلكم اني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فلم ينتهوا عن
الوصال قال فواصل بهم النبي صلى الله وسلم يومين أو ليلتين ثم رأوا الهلال
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل لهم حدثنا
عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني إبراهيم التيمي حدثني
أبي قال خطبنا علي رضي الله عنه على منبر من آجر وعليه سيف فيه صحيفة معلقة
فقال والله ما عندنا من كتاب يقرأ الا كتاب الله وما في هذه الصحيفة فنشرها
فإذا فيها أسنان الإبل وإذا فيها المدينة حرم من عير إلى كذا فمن أحدث فيها
144

حدثا فعليه الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا
وإذا فيه ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا وإذا فيها من والى
قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه
صرفا ولا عدلا حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا مسلم
عن مسروق قال قالت عائشة رضي الله عنها صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا
ترخص فيه وتنزه عنه قوم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله ثم قال
ما بال أقوام يتنزهون عن الشئ اصنعه فوالله اني أعلمهم بالله وأشدهم له خشية
حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا وكيع عن نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال
كاد الخيران ان يهلكا أبو بكر وعمر لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفد بني
تميم أشار أحدهما بالأقرع بن حابس التميمي الحنظلي أخي بني مجاشع وأشار الآخر
بغيره فقال أبو بكر لعمر إنما أردت خلافي فقال عمر ما أردت خلافك فارتفعت
أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا
أصواتكم فوق صوت النبي إلى قوله عظيم قال ابن أبي مليكة قال ابن الزبير فكان
عمر بعد ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر إذا حدث النبي صلى الله عليه
وسلم بحديث حدثه كأخي السرار لم يسمعه حتى يستفهمه حدثنا إسماعيل
حدثني مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين ان رسول الله
صلى الله عيه وسلم قال في مرضه مروا أبا بكر يصلي بالناس قالت عائشة قلت إن
أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل فقال
مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة فقلت لحفصة قولي ان أبا بكر إذا
قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس ففعلت حفصة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر
145

فليصل للناس فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيرا حدثنا آدم
حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا الزهري عن سهل بن سعد الساعدي قال جاء عويمر
العجلاني إلى عاصم بن عدي فقال أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فيقتله
أتقتلونه به سل لي يا عاصم رسول الله الله وسلم فسأله فكره النبي
صلى الله عليه وسلم المسائل وعاب فرجع عاصم فأخبره ان النبي صلى الله عليه
وسلم كره السائل فقال عويمر والله لآتين النبي صلى الله عليه
وسلم فجاء وقد
انزل الله تعالى القرآن خلف عاصم فقال له قد انزل الله فيكم قرآنا فدعا بهما
فتقدما فتلاعنا ثم قال عويمر كذبت عليها يا رسول الله ان أمسكتها ففارقها
ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بفراقها فجرت السنة في المتلاعنين وقال النبي
صلى الله عليه وسلم انظروها فان جاءت به احمر قصيرا مثل وحرة فلا أراه
الا قد كذب وان جاءت به أسحم أعين ذا اليتين فلا احسب الا قد صدق
عليها فجاءت به على الامر المكروه حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث
حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني مالك بن أوس النصري وكان محمد بن
جبير بن مطعم ذكر لي ذكرا من ذلك فدخلت على مالك فسألته فقال انطلقت
حتى ادخل على عمر اتاه حاجبه يرفا فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير
وسعد يستأذنون قال نعم فدخلوا فسلموا وجلسوا فقال هل لك في علي وعباس
فأذن لهما قال العباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين الظالم استبا فقال
الرهط عثمان وأصحابه يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر
فقال اتئدوا أنشدكم بالله الذي بأذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة يريد رسول الله
صلى الله عليه وسلم نفسه قال الرهط قد قال ذلك فأقبل عمر على علي وعباس
فقال أنشدكما بالله هل تعلمان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك قالا
146

نعم قال عمر فاني محدثكم عن هذا الامر ان الله كان خص رسوله صلى الله عليه
وسلم في هذا المال بشئ لم يعطه أحدا غيره فان الله يقول ما أفاء الله على رسوله
منهم فما أوجفتم الآية فكانت هذه خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم وقد أعطاكموها وبثها فيكم
حتى بقي منها هذا المال وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم
من هذا المال ثم يأخذ من بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل النبي صلى الله عليه وسلم
بذلك حياته أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك فقالوا نعم ثم قال لعلي وعباس
أنشدكما الله هل تعلمان ذلك قالا نعم ثم توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقال
أبو بكر انا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما
عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتما حينئذ واقبل على علي وعباس
فقال تزعمان ان أبا بكر فيها كذا والله يعلم أنه فيها صادق بار راشد تابع للحق
ثم توفى الله أبا بكر فقلت انا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر
فقبضتها سنتين اعمل فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ثم
جئتماني وكلمتكما على كلمة واحدة وأمركما جميع جئتني تسألني نصيبك من ابن
أخيك وأتاني هذا يسألني نصيب امرأته من أبيها فقلت ان شئتما دفعتها إليكما
على أن عليكما عهد الله وميثاقه تعملان فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه
وسلم وبما عمل فيها أبو بكر وبما عملت فيها منذ وليتها وإلا فلا تكلماني فيها فقلتما
ادفعها الينا بذلك فدفعتها إليكما بذلك أنشدكم بالله هل دفعتها إليهما بذلك
قال الرهط نعم فأقبل على علي وعباس فقال أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما قالا
نعم قال أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك فوالذي باذنه تقوم السماء والأرض
لا اقضي فيها قضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة فان عجزتما عنها فادفعاها إلي فأنا
أكفيكماها باب اثم من آوى محدثا * رواه علي عن النبي النبي صلى الله عليه
147

وسلم حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا عاصم قال قلت
لأنس أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال نعم ما بين كذا إلى كذا
لا يقطع شجرها من أحدث فيها حدثنا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
قال عاصم فأخبرني موسى بن أنس أنه قال أو آوى محدثا باب ما يذكر
من ذم الرأي وتكلف القياس ولا تقل ما ليس لك به علم حدثنا سعيد
ابن تليد حدثني ابن وهب حدثني عبد الرحمن بن شريح وغيره عن أبي الأسود عن
عروة قال حج علينا عبد الله بن عمرو فسمعته يقول سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاهموه انتزاعا ولكن ينتزعه منهم
مع قبض العلماء بعلمهم فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون
ويضلون فحدثت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن عبد الله بن عمرو
حج بعد فقالت يا ابن أختي انطلق إلى عبد الله فاستثبت لي منه الذي حدثتني عنه
فجئته فسألته فحدثني به كنحو ما حدثني فأتيت عائشة فأخبرتها فعجبت فقالت
والله لقد حفظ عبد الله بن عمرو حدثنا عبدان أخبرنا أبو حمزة سمعت الأعمش
قال سألت أبا وائل هل شهدت صفين قال نعم فسمعت سهل بن حنيف يقول
ح وحدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل قال قال
سهل بن حنيف يا أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم لقد رأيتني يوم أبي جندل
ولو أستطيع ان أرد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرددته وما وضعنا سيوفنا
على عواتقنا إلى امر يفظعنا الا أسهلن بنا إلى امر نعرفه غير هذا الامر قال
وقال أبو وائل شهدت صفين وبئست صفون باب ما كان النبي صلى الله
عليه وسلم يسئل مما لم ينزل عليه الوحي فيقول لا أدري أولم يجب يجب حتى ينزل
عليه الوحي ولم يقل برأي ولا قياس لقوله تعالى بما أراك الله وقال ابن مسعود
سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح فسكت حتى نزلت الآية حدثنا
148

علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سمعت ابن المنكدر يقول سمعت جابر بن عبد
الله يقول مرضت فجاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأبو بكر وهما
ماشيان فأتاني وقد أغمي علي فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صب
وضوءه علي فأفقت فقلت يا رسول الله وربما قال سفيان فقلت اي رسول الله
كيف اقضي في مالي كيف اصنع في مالي قال فما أجابني بشئ حتى نزلت آية الميراث
باب تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الرجال والنساء مما علمه الله
ليس برأي ولا تمثيل حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن عبد الرحمن بن
الأصبهاني عن أبي صالح ذكوان عن أبي سعيد جاءت امرأة إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من
نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله فقال اجتمعن في يوم كذا وكذا
في مكان كذا وكذا فاجتمعن فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما
علمه الله ثم قال ما منكن امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة الا كان لها
حجابا من النار فقالت امرأة منهن يا رسول الله اثنين قال فأعادتها مرتين ثم
قال واثنين واثنين واثنين باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال
طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقاتلون وهم أهل العلم حدثنا عبيد الله
ابن موسى عن إسماعيل عن قيس عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم امر الله وهم ظاهرون حدثنا
إسماعيل حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب أخبرني حميد قال سمعت
معاوية بن أبي سفيان يخطب قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يرد
الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما انا قاسم ويعطي الله ولن يزال امر هذه الأمة
مستقيما حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي امر الله باب قول الله تعالى
أو يلبسكم شيعا حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن
149

عبد الله رضي الله عنهما يقول لما نزل على رسول الله صلى الله وسلم قل هو
القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال أعوذ بوجهك أو من تحت أرجلكم
قال أعوذ بوجهك فلما نزلت أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض قال
هاتان أهون أو أيسر باب من شبه أصلا معلوما بأصل مبين قد بين الله
حكمهما ليفهم السائل حدثنا اصبغ بن الفرج حدثني ابن وهب عن يونس
عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ان اعرابيا أتى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال إن امرأتي ولدت غلاما اسود واني أنكرته
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لك من إبل قال نعم قال فما ألوانها
قال حمر قال هل فيها من أورق قال إن فيها لورقا قال فأنى ترى ذلك جاءها قال
يا رسول الله عرق نزعها قال ولعل هذا عرق نزعه ولم يرخص له في الانتفاء
منه حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس ان امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن أمي نذرت ان
تحج فماتت قبل أن تحج أفأحج عنها قال نعم حجي عنها أرأيت لو كان على أمك دين
أكنت قاضيته قالت نعم قال فاقضوا الذي له فان الله أحق بالوفاء باب
ما جاء في اجتهاد القضاة بما انزل الله تعالى لقوله ومن لم يحكم بما انزل الله
فأولئك هم الظالمون ومدح النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الحكمة حين
يقضي بها ويعلمها لا يتكلف من قبله ومشاورة الخلفاء وسؤالهم أهل العلم
حدثنا شهاب بن عباد حدثنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل عن قيس عن عبد الله
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين رجل آتاه الله
مالا فسلط على هلكته في الحق وآخر آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها
حدثنا محمد أخبرنا أبو معاوية حدثنا هشام عن أبيه عن المغيرة بن شعبة قال
سأل عمر بن الخطاب عن املاص المرأة وهي التي يضرب بطنها فتلقى جنينا
150

فقال أيكم سمع من النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيئا فقلت انا فقال ما هو
قلت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه غرة عبد أو أمة فقال لا تبرح
حتى تجيئني بالمخرج فيما قلت فخرجت فوجدت محمد بن مسلمة فجئت به فشهد
معي انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه غرة عبد أو أمة * تابعه ابن
أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن المغير باب قول النبي صلى الله عليه
وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم حدثنا أحمد بن يونس حدثنا ابن أبي ذئب
عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع فقيل
يا رسول الله كفارس والروم فقال ومن الناس الا أولئك حدثنا محمد بن عبد
العزيز حدثنا أبو عمر الصنعاني من اليمن عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبلكم
شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا يا رسول الله
اليهود والنصارى قال فمن باب اثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة
لقوله الله تعالى ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم الآية حدثنا الحميدي
حدثنا سفيان حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس من نفس تقتل ظلما الا كان على ابن آدم الأول
كفل منها وربما قال سفيان من دمها لأنه أول من سن القتل أولا باب
ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم وما اجمع عليه
الحرمان مكة والمدينة وما كان بها من مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم
والمهاجرين والأنصار ومصلى النبي صلى الله عليه وسلم والمنبر والقبر حدثنا
إسماعيل حدثني مالك عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله السلمي ان اعرابيا
بايع رسول الله صلى الله وسلم على الاسلام فأصاب الأعرابي وعك
151

بالمدينة فجاء الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
أقلني بيعتي فأبى رسول الله صلى الله عليه ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى ثم
جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى فخرج الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
عبد الواحد حدثنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله حدثني ابن عباس
رضي الله عنهما قال كنت اقرئ عبد الرحمن بن عوف فلما كان آخر حجة حجها
عمر فقال عبد الرحمن بمنى لو شهدت أمير المؤمنين اتاه رجل قال إن فلانا يقول
لو مات أمير المؤمنين لبايعنا فلانا فقال عمر لأقومن العشية فأحذر هؤلاء
الرهط الذين يريدون ان يغصبوهم قلت لا تفعل فان الموسم يجمع رعاع الناس
يغلبون على مجلسك فأخاف أن لا ينزلوها على وجهها فيطير بها كل مطير
فأمهل حتى تقدم المدينة دار الهجرة ودار السنة فتخلص بأصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار فيحفظوا مقالتك وينزلوها على
وجهها فقال والله لأقومن به في أول مقام أقومه بالمدينة قال ابن عباس
فقدمنا المدينة فقال إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وانزل عليه
الكتاب فكان فيما انزل آية الرجم حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن
أيوب عن محمد قال كنا عند أبي هريرة وعليه ثوبان ممشقان من كتان فتمخط
فقال بخ بخ أبو هريرة يتمخط في الكتان لقد رأيتني واني لاخر فيما بين منبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة مغشيا علي فيجئ الجائي فيضع
رجله على عنقي ويرى اني مجنون وما بي جنون ما بي الا الجوع حدثنا محمد بن
كثير أخبرنا سفيان عن عبد الرحمن بن عابس قال سئل ابن عباس أشهدت العيد
مع النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم ولولا منزلتي منه ما شهدته من الصغر فأتى
العلم الذي عند دار كثير بن الصلت فصلى ثم خطب ولم يذكر اذانا ولا إقامة
152

ثم امر بالصدقة فجعل النساء يشرن إلى آذانهن وحلوقهن فأمر بلالا فأتاهن
ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الله
ابن دينار عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء ماشيا وراكبا
حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت
لعبد الله بن الزبير ادفني مع صواحبي ولا تدفني مع النبي صلى الله عليه وسلم
في البيت فاني اكره ان أزكى * وعن هشام عن أبيه ان عمر أرسل إلى عائشة
ائذن لي ان أدفن مع صاحبي فقالت اي والله قال وكان الرجل إذا أرسل إليها
من الصحابة قالت لا والله لا أؤثرهم بأحد ابدا حدثنا أيوب بن سليمان حدثنا
أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن صالح بن كيسان قال ابن شهاب
أخبرني أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر فيأتي
العوالي والشمس مرتفعة * وزاد الليث عن يونس وبعد العوالي أربعة أميال
أو ثلاثة حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا القاسم بن مالك عن الجعيد سمعت
السائب بن يزيد يقول كان الصاع على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مدا وثلثا
بمدكم اليوم وقد زيد فيه * سمع القاسم بن مالك الجعيد حدثنا عبد الله بن مسلمة
عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم ومدهم
يعني أهل المدينة حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو ضمرة حدثنا موسى بن
عقبة عن نافع عن ابن عمر ان اليهود جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم برجل
وامرأة زنيا فأمر بهما فرجما قريبا من حيث توضع الجنائز عند المسجد
حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عمرو مولى المطلب عن أنس بن مالك رضي
الله عنه ان رسول الله صلى عليه وسلم طلع له أحد فقال هذا جبل يحبنا
ونحبه اللهم ان إبراهيم حرم مكة واني أحرم ما بين لابتيها * تابعه سهل
153

عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحد حدثنا ابن أبي مريم حدثنا أبو غسان
حدثني أبو حازم عن سهل انه كان بين جدار المسجد مما يلي القبلة وبين المنبر
ممر الشاة حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا مالك عن
خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على
حوضي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرة عن نافع عن عبد الله قال
سابق النبي صلى الله عليه وسلم بين الخيل فأرسلت التي ضمرت منها وأمدها إلى
الخفياء إلى ثنية الوداع والتي لم تضمر أمدها ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق
وان عبد الله كان فيمن سابق حدثنا قتيبة عن ليث عن نافع عن ابن عمر ح
وحدثني اسحق أخبرنا عيسى وابن إدريس وأبن أبي غنية عن أبي حيان عن الشعبي
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت عمر على منبر النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني السائب بن يزيد سمع
عثمان بن عفان خطيبا على منبر النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا محمد بن بشار حدثنا
عبد الأعلى حدثنا هشام بن حسان ان هشام بن عروة حدثه عن أبيه عن عائشة
قالت كان يوضع لي ولرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المركن فنشرع فيه جميعا
حدثنا مسدد حدثنا عباد بن عباد حدثنا عاصم الأحول عن أنس قال حالف
النبي صلى الله عليه وسلم بين الأنصار وقريش في داري التي بالمدينة وقنت
شهرا يدعوا على احياء من بني سليم حدثني أبو كريب حدثنا أبو أسامة حدثنا
بريد عن أبي بردة قال قدمت المدينة فلقيني عبد الله بن سلام فقال لي انطلق
إلى المنزل فأسقيك في قدح شرب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصلي
في مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقت معه فسقاني وأطعمني
تمرا وصليت في مسجده حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا علي بن المبارك عن
154

يحيى بن أبي كثير حدثني عكرمة عن ابن عباس ان عمر رضي الله عنه حدثه قال
حدثني النبي صلى الله عليه وسلم قال اتاني الليلة آت من ربي وهو بالعقيق ان
صل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة وحجة * وقال هارون بن إسماعيل حدثنا
علي عمرة في حجة حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار
عن ابن عمر وقت النبي صلى الله عليه وسلم قرنا لأهل نجد والجحفة لأهل الشام
وذا الحليفة لأهل المدينة قال سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وسلم وبلغني
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ولأهل اليمن يلملم وذكر العراق فقال لم يكن
عراق يومئذ حدثنا عبد الرحمن بن المبارك حدثنا الفضيل حدثنا موسى بن
عقبة حدثني سالم بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه أرى
وهو معرسه بذي الحليفة فقيل له انك ببطحاء مباركة باب قول الله
تعالى ليس لك من الامر شئ حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا
معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول
في صلاة الفجر رفع رأسه من الركوع قال اللهم ربنا ولك الحمد في الأخيرة
ثم قال اللهم العن فلانا وفلانا فأنزل الله عز وجل ليس لك من الامر شئ
أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون باب قوله تعالى وكان
الانسان أكثر شئ جدلا وقوله تعالى ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي
هي أحسن حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ح حدثني محمد بن
سلام أخبرنا عتاب بن بشير عن إسحاق عن الزهري أخبرني علي بن حسين ان
حسين بن علي رضي الله عنهما أخبره ان علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة عليها السلام بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال لهم الا تصلون فقال علي فقلت يا رسول الله إنما أنفسنا
بيد الله فإذا شاء ان يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
155

قال له ذلك ولم يرجع إليه شيئا ثم سمعه وهو مدبر يضرب فخذه وهو يقول
وكان الانسان أكثر شئ جدلا * قال أبو عبد الله يقال ما أتاك ليلا فهو
طارق ويقال الطارق النجم والثاقب المضئ يقال أثقب نارك للموقد حدثنا
قتيبة حدثنا الليث عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة بينا نحن في المسجد خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انطلقوا إلى يهود فخرجنا معه حتى جئنا
بين المدراس فقام النبي صلى الله عليه وسلم فناداهم فقال يا معشر يهود أسلموا
تسلموا فقالوا بلغت يا أبا القاسم قال فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذلك أريد أسلموا تسلموا فقالوا قد بلغت يا أبا القاسم فقال لهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذلك أريد ثم قالها الثالثة فقال اعلموا إنما الأرض لله
ورسوله واني أريد ان أجليكم من هذه الأرض فمن وجد منكم بماله
شيئا فليبعه والا فاعلموا إنما الأرض لله ورسوله باب قول الله تعالى
وكذلك جعلناكم أمة وسطا وما امر النبي صلى الله عليه وسلم بلزوم الجماعة
وهم أهل العلم حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا أبو أسامة حدثنا الأعمش
حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له هل بلغت فيقول نعم يا رب فتسأل أمته هل بلغكم
فيقولون ما جاءنا من نذير فيقول من شهودك فيقول محمد وأمته فيجاء بكم
فتشهدون ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك جعلناكم أمة وسطا
قال عدلا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا * وعن
جعفر بن عون حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري عن النبي
صلى الله عليه وسلم بهذا باب إذا اجتهد العامل أو الحاكم فأخطأ خلاف
الرسول من غير علم فحكمه مردود لقول النبي صلى الله عليه وسلم من عمل
عملا ليس عليه أمرنا فهو رد حدثنا إسماعيل عن أخيه عن سليمان بن بلال
156

عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف انه سمع سعيد بن المسيب
يحدث أبا سعيد الخدري وأبا هريرة حدثاه ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعث أخا بني عدي الأنصاري واستعمله على خيبر فقدم بتمر جنيب فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم اكل تمر خيبر هكذا قال لا والله يا رسول الله
انا لنشتري الصاع بالصاعين من الجمع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تفعلوا ولكن مثلا بمثل أو بيعوا هذا واشتروا بثمنه من هذا وكذلك الميزان
باب اجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ حدثنا عبد الله بن يزيد
المقرئ المكي حدثنا حياة بن شريح حدثني يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن
إبراهيم بن الحرث عن بسر بن سعيد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو
ابن العاص انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا حكم الحاكم فاجتهد
ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله اجر قال فحدثت بهذا
الحديث أبا بكر بن عمرو بن حزم فقال هكذا حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي
هريرة * وقال عبد العزيز بن المطلب عن عبد الله بن أبي بكر عن أبي سلمة عن النبي
صلى الله عليه وسلم مثله باب الحجة على من قال إن احكام النبي صلى الله عليه
وسلم كانت ظاهرة وما كان يغيب بعضهم عن مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم
وأمور الاسلام حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن ابن جريج حدثني عطاء عن
عبيد بن عمير قال استأذن أبو موسى على عمر فكأنه وجده مشغولا فرجع فقال
عمر ألم اسمع صوت عبد الله بن قيس ائذنوا له فدعي له فقال ما حملك على ما صنعت
فقال انا كنا نؤمر بهذا قال فأتني على هذا ببينة أو لأفعلن بك فانطلق إلى
مجلس من الأنصار فقالوا لا يشهد الا أصاغرنا فقام أبو سعيد الخدري فقال
قد كنا نؤمر بهذا فقال عمر خفي علي هذا من امر النبي صلى الله عليه وسلم
ألهاني الصفق بالأسواق حدثنا علي حدثنا سفيان حدثني الزهري انه سمع
157

من الأعرج يقول أخبرني أبو هريرة قال إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر
الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله الموعد اني كنت امرأ مسكينا
الزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني وكان المهاجرون يشغلهم
الصفق بالأسواق وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم فشهدت من
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وقال من يبسط رداءه حتى اقضي
مقالتي ثم يقبضه فلن ينس شيئا سمعه مني فبسطت بردة كانت علي فوالذي
بعثه بالحق ما نسيت شيئا سمعته منه باب من رأى ترك النكير من النبي
صلى الله عليه وسلم حجة لا من غير الرسول حدثنا حماد بن حميد حدثنا
عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن محمد بن المنكدر
قال رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله ان ابن الصائد الدجال قلت تحلف بالله قال إني
سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكره النبي
صلى الله عليه وسلم باب الاحكام التي تعرف بالدلائل وكيف معنى
الدلالة وتفسيرها وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم امر الخيل وغيرها ثم
سئل عن الحمر فدلهم على قوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره وسئل النبي
صلى الله عليه وسلم عن الضب فقال آكله ولا أحرمه واكل على مائدة
النبي صلى الله عليه وسلم الضب فاستدل ابن عباس بأنه ليس بحرام حدثنا
إسماعيل حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة ان
رسول الله صلى عليه وسلم قال الخيل لثلاثة لرجل اجر ولرجل ستر وعلى
رجل وزر فأما الرجل الذي له اجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال في مرج
أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك المرج والروضة كان له حسنات ولو أنها
قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له ولو أنها
مرت بنهر فشربت منه ولم يرد ان يسقى به كان ذلك حسنات له وهي
158

لذلك الرجل اجر ورجل ربطها تغنيا وتعففا ولم ينس حق الله في رقابها ولا
ظهورها فهي له ستر ورجل ربطها فخرا ورياء فهي على ذلك وزر وسئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمر قال ما انزل علي فيها الا هذه الآية
الفاذة الجامعة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
حدثنا يحيى حدثنا ابن عيينة عن منصور بن صفية عن أمه عن عائشة ان امرأة
سألت النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا محمد هو ابن عقبة حدثنا الفضيل بن
سليمان النميري حدثنا منصور بن عبد الرحمن بن شيبة حدثتني أمي عن عائشة
رضي الله عنها ان امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الحيض كيف نغتسل
منه قال تأخذين فرصة ممسكة فتوضئين بها قالت كيف أتوضأ بها يا رسول الله
قال النبي صلى الله عليه وسلم توضئ قالت كيف أتوضأ بها يا رسول الله قال النبي
صلى الله عليه وسلم توضئين بها قالت عائشة فعرفت الذي يريد رسول الله صلى
الله عليه وسلم فجذبتها إلي فعلمتها حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة
عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ان أم حفيد بنت الحرث بن حزن
أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سمنا وإقطا وأضبا فدعا بهن النبي صلى الله
عليه وسلم فأكلن على مائدته فتركهن النبي صلى الله عليه وسلم كالمتقذر له
ولو كن حراما ما أكلن على مائدته ولا امر بأكلهن حدثنا أحمد بن صالح
حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عطاء بن أبي رباح عن
جابر بن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من اكل ثوما أو بصلا فليعتز لنا
أو ليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته وانه اتي ببدر قال ابن وهب يعني طبقا
فيه خضرات من بقول فوجد لها ريحا فسأل عنها فأخبر بما فيها من البقول
فقال قربوها فقربوها إلى بعض أصحابه كان معه فلما رآه كره اكلها قال
كل فاني أناجي من لا تناجي * وقال ابن عفير عن ابن وهب بقدر فيه خضرات
159

ولم يذكر الليث وأبو صفوان عن يونس قصة القدر فلا أدري هو من قول
الزهري أو في الحديث حدثني عبيد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا أبي وعمي
قالا حدثنا أبي عن أبيه أخبرني محمد بن جبير ان أباه جبير بن مطعم أخبره ان
امرأة من الأنصار اتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته في شئ فأمرها
بأمر فقالت أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك قال إن لم تجديني فائتي أبا بكر *
زاد الحميدي عن إبراهيم بن سعد كأنها تعني الموت * * * * * *
* بسم الله الرحمن الرحيم * باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تسألوا
أهل الكتاب عن شئ * وقال أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني
حميد بن عبد الرحمن سمع معاوية يحدث رهطا من قريش بالمدينة وذكر كعب
الأحبار فقال إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب
وان كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب حدثني محمد بن بشار حدثنا عثمان بن
عمر أخبرنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
كان أهل الكتاب يقرؤن التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل
الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا أهل الكتاب ولا
تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما انزل الينا وما انزل إليكم الآية حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم أخبرنا ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله ان
ابن عباس رضي الله عنهما قال كيف تسألون أهل الكتاب عن شئ وكتابكم
الذي انزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث تقرؤنه محضا لم يشب وقد
حدثكم ان أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب
وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا الا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن
مسئلتهم لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي انزل عليكم باب
كراهية الخلاف حدثنا إسحاق أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي عن سلام بن أبي
160

مطيع عن أبي عمران الجوني عن جندب بن عبد الله البجلي قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اقرؤا القرآن ما ائتلفت قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه
* قال أبو عبد الله سمع عبد الرحمن سلاما حدثنا إسحاق أخبرنا عبد الصمد حدثنا
همام حدثنا أبو عمران الجوني عن جندب بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال اقرؤا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه *
قال أبو عبد الله وقال يزيد بن هارون عن هارون الأعور حدثنا أبو عمران عن
جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام
عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال لما حضر النبي
صلى الله عليه وسلم قال وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال هلم اكتب
لكم كتابا لن تضلوا بعده قال عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع
وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله واختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من
يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده
ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي صلى الله
عليه وسلم قال قوموا عني * قال عبيد الله فكان ابن عباس يقول إن الرزية
كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ان يكتب لهم ذلك
الكتاب من اختلافهم ولغطهم باب نهي النبي صلى الله عليه وسلم على
التحريم الا ما تعرف اباحته وكذلك امره نحو قوله حين أحلوا أصيبوا من
النساء وقال جابر ولم يعزم عليهم ولكن أحلهن لهم وقالت أم عطية نهينا عن
اتباع الجنائز ولم يعزم علينا حدثنا المكي بن إبراهيم عن ابن جريج قال
عطاء قال جابر قال أبو عبد الله وقال محمد بن بكر البرساني حدثنا ابن جريج
أخبرني عطاء سمعت جابر بن عبد الله في أناس معه قال أهللنا أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الحج خالصا ليس معه عمرة قال عطاء قال جابر فقدم النبي
161

صلى الله عليه وسلم صبح رابعة مضت من ذي الحجة فلما قدمنا أمرنا النبي صلى
الله عليه وسلم ان نحل وقال أحلوا وأصيبوا من النساء قال عطاء قال جابر ولم
يعزم عليهم ولكن أحلهن لهم فبلغه انا نقول لما لم يكن بيننا وبين عرفة الا
خمس أمرنا ان نحل إلى نسائنا فنأتي عرفة تقطر مذاكيرنا المذي قال ويقول
جابر بيده هكذا وحركها فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قد علمتم
اني اتقاكم لله وأصدقكم وأبركم ولولا هديي لحللت كما تحلون فحلوا فلو
استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت فحللنا وسمعنا وأطعنا حدثنا
أبو معمر حدثنا عبد الوارث عن الحسين عن ابن بريدة حدثني عبد الله المزني عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال صلوا قبل صلاة المغرب قال في الثالثة لمن شاء
كراهية ان يتخذها الناس سنة باب قول الله تعالى وأمرهم شورى
بينهم وشاورهم في الامر وان المشاورة قبل العزم والتبين لقوله تعالى فإذا
عزمت فتوكل على الله فإذا عزم الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن لبشر
التقدم على الله ورسوله وشاور النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم أحد في المقام
والخروج فرأوا له الخروج فلما لبس لامته وعزم قالوا أقم فلم يمل إليهم بعد
العزم وقال لا ينبغي لنبي يلبس لامته فيضعها حتى يحكم الله وشاور عليا وأسامة
فيما رمى به أهل الإفك عائشة فسمع منهما حتى نزل القرآن فجلد الرامين ولم
يلتفت إلى تنازعهم ولكن حكم فما امره الله وكانت الأئمة بعد النبي صلى الله
عليه وسلم يستشيرون الامناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها
فإذا وضح الكتاب أو السنة لم يتعدوه إلى غيره اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم
ورأي أبو بكر قتال من منع الزكاة فقال عمر كيف تقاتل وقد قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا
لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم الا بحقها فقال أبو بكر والله
162

لأقاتلن من فرق بين ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تابعه بعد عمر
فلم يلتفت أبو بكر إلى مشورة إذ كان عنده حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة وأرادوا تبديل الدين واحكامه وقال النبي
صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه وكان القراء أصحاب مشورة عمر
كهولا كانوا أو شبانا وكان وقافا عند كتاب الله عز وجل حدثنا الأويسي
حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب حدثني عروة وابن المسيب
وعلقمة بن وقاص وعبيد الله عن عائشة رضي الله عنها حين قال لها أهل الإفك
قالت ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد
رضي الله عنهما حين استلبث الوحي يسألهما وهو يستشيرهما في فراق أهله فأما
أسامة فأشار بالذي يعلم من براءة أهله واما علي فقال لم يضيق الله عليك
والنساء سواها كثير وسل الجارية تصدقك فقال هل رأيت من شئ يريبك
قالت ما رأيت امرا أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها
فتأتي الداجن فتأكله فقام على المنبر فقال يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل
بلغني اذاه في أهلي والله ما علمت على أهلي الا خيرا فذكر براءة عائشة * وقال أبو
أسامة عن هشام حدثني محمد بن حرب حدثنا يحيى بن أبي زكريا الغساني
عن هشام عن عروة عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس
فحمد الله وأثنى عليه وقال ما تشيرون علي في قوم يسبون أهلي ما علمت عليهم
من سوء قط وعن عروة قال لما أخبرت عائشة بالأمر قالت يا رسول الله أتأذن لي
ان انطلق إلى أهلي فأذن لها وارسل معها الغلام وقال رجل من الأنصار
سبحانك ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم * * *
* بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب التوحيد *
باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك
163

وتعالى حدثنا أبو عاصم حدثنا زكريا بن إسحاق عن يحيى بن عبد الله بن صيفي
عن أبي معبد عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث
معاذ إلى اليمن * وحدثني عبد الله بن أبي الأسود حدثنا الفضل بن العلاء حدثنا
إسماعيل بن أمية عن يحيى بن عبد الله بن صيفي انه سمع أبا معبد مولى ابن عباس
يقول سمعت ابن عباس يقول لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا نحو اليمن
قال له انك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن
يوحدوا الله تعالى فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم ان الله فرض عليهم خمس صلوات
في يومهم وليلتهم فإذا صلوا فأخبرهم ان الله افترض عليهم زكاة أموالهم تؤخذ
من غنيهم فترد على فقيرهم فإذا أقروا بذلك فخذ منهم وتوق كرائم أموال
الناس حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي حصين والأشعث
ابن سليم سمعا الأسود بن هلال عن معاذ بن جبل قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد قال الله ورسوله اعلم قال إن يعبدوه
ولا يشركوا به شيئا أتدري ما حقهم عليه قال الله ورسوله اعلم قال إن لا يعذبهم
حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي
صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري ان رجلا سمع رجلا يقرأ قل هل هو الله أحد
يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك وكأن الرجل
يتقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انها لتعدل ثلث
القرآن * وزاد إسماعيل بن جعفر عن مالك عن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي
سعيد أخبرني أخي قتادة بن النعمان عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا
محمد حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب حدثنا عمرو عن ابن أبي هلال ان أبا
الرجال محمد بن عبد الرحمن حدثه عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن وكانت
في حجر عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة ان النبي صلى الله عليه
164

وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بقل هو الله
أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال سلوه لأي شئ
يصنع ذلك فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن وانا أحب ان اقرأ بها فقال النبي
صلى الله عليه وسلم أخبروه ان الله يجبه باب قول الله تبارك وتعالى
قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعو فله الأسماء الحسنى حدثنا محمد
أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب وأبي ظبيان عن جرير بن
عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرحم الله من لا يرحم الناس
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي
عن أسامة بن زيد قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رسول احدى
بناته يدعوه إلى ابنها في الموت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فأخبرها
ان لله ما اخذ وله ما أعطى وكل شئ عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب
فأعادت الرسول انها أقسمت ليأتينها فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام معه
سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل فدفع الصبي إليه ونفسه تقعقع كأنها في شن
ففاضت عيناه فقال له سعد يا رسول الله ما هذا قال هذه رحمة جعلها الله في قلوب
عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء باب قول الله تعالى انا الرزاق
ذو القوة المتين حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن سعيد بن جبير
عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى الأشعري قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم ما أحد اصبر على اذى سمعه من الله يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم
باب قول الله تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا وان الله عنده
علم الساعة وأنزله بعلمه وما تحمل من أنثى ولا تضع الا بعلمه إليه يرد علم
الساعة * قال يحيى بن زياد الظاهر على كل شئ علما والباطن على كل شئ علما
حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني عبد الله بن دينار عن ابن عمر
165

رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها
الا الله لا يعلم ما تغيض الأرحام الا الله ولا يعلم ما في غد الا الله ولا يعلم متى
يأتي المطر أحد الا الله ولا تدري نفس بأي ارض تموت الا الله ولا يعلم متى
تقوم الساعة الا الله حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن إسماعيل عن
الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت من حدثك ان محمدا صلى الله
عليه وسلم رأى ربه فقد كذب وهو يقول لا تدركه الابصار ومن حدثك انه
يعلم الغيب فقد كذب وهو يقول لا يعلم الغيب الا الله باب قول الله
تعالى السلام المؤمن حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا مغيرة
حدثنا شقيق بن سلمة قال قال عبد الله كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم
فنقول السلام على الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله هو السلام ولكن
قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله
وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله باب قول الله تعالى ملك الناس * فيه ابن عمر عن
النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني يونس
عن ابن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله وسلم قال يقبض الله
الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول انا الملك أين ملوك الأرض
* وقال شعيب والزبيدي وابن مسافر وإسحاق بن يحيى عن الزهري عن أبي سلمة
بابا قول الله تعالى وهو العزيز الحكيم سبحان ربك رب العزة عما يصفون
ولله العزة ولرسوله ومن حلف بعزة الله وصفاته وقال أنس قال النبي صلى الله
عليه وسلم تقول جهنم قط قط وعزتك وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم يبقى رجل بين الجنة والنار آخر أهل النار دخولا الجنة فيقول رب اصرف
وجهي عن النار لا وعزتك لا أسألك غيرها قال أبو سعيد ان رسول الله صلى الله
166

عليه وسلم قال قال الله عز وجل لك ذلك وعشرة أمثاله وقال أيوب وعزتك
لا غنى بي عن بركتك حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا حسين المعلم
حدثني عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه
وسلم كان يقول أعوذ بعزتك الذي لا الله الا أنت الذي لا يموت والجن والانس
يموتون حدثنا ابن أبي الأسود حدثنا حرمي حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلقى في النار * وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن
زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس وعن معتمر سمعت أبي عن قتادة عن
أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال يلقى فيها وتقول هل من مزيد
حتى يضع فيها رب العالمين قدمه فينزوي بعضها إلى بعض ثم تقول قد قد
بعزتك وكرمك ولا تزال الجنة تفضل حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل
الجنة باب قول الله تعالى وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن ابن جريج عن سليمان عن طاوس عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو من الليل اللهم
لك الحمد أنت رب السماوات والأرض لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض
ومن فيهن لك الحمد أنت نور السماوات والأرض قولك الحق ووعدك الحق
ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت
وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت
وما أخرت وأسررت وأعلنت أنت إلهي لا اله لي غيرك حدثنا ثابت بن محمد
حدثنا سفيان بهذا وقال أنت الحق وقولك الحق باب وكان الله سميعا
بصيرا * وقال الأعمش عن تميم عن عروة عن عائشة قالت الحمد لله الذي وسع
سمعه الأصوات فأنزل الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم قد سمع الله قول
التي تجادلك في زوجها حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
167

عن أبي عثمان عن أبي موسى قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنا
إذا علونا كبرنا فقال اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا تدعون
سميعا بصيرا قريبا ثم أتى علي وأنا أقول في نفسي لا حول ولا قوة الا بالله فقال لي
يا عبد الله بن قيس قال لا حول ولا قوة الا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة أو قال
الا أدلك به حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب أخبرني عمرو عن يزيد
عن أبي الخير سمع عبد الله بن عمرو ان أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال للنبي
صلى الله عليه وسلم يا رسول الله علمني دعاء ادعو به في صلاتي قال قل اللهم إني
ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا أنت فاغفر لي من عندك مغفرة
انك أنت الغفور الرحيم حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا ابن وهب أخبرني
يونس عن ابن شهاب حدثني عروة ان عائشة رضي الله عنها حدثته قال النبي
صلى الله عليه وسلم ان جبريل عليه السلام ناداني قال إن الله سمع قول قومك
وما ردوا عليك باب قول الله تعالى قل هو القادر حدثني إبراهيم بن
المنذر حدثنا معن بن عيسى حدثني عبد الرحمن بن أبي الموالي قال سمعت محمد
ابن المنكدر يحدث عبد الله بن الحسن يقول أخبرني جابر بن عبد الله السلمي
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها
كما يعلم السورة من القرآن يقول إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير
الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك
من فضلك فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم فان
كنت تعلم هذا الامر ثم يسميه بعينه خيرا لي في عاجل أمري وآجله قال أو في
ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه اللهم ان كنت
تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله
فاصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به باب مقلب القلوب
168

وقول الله تعالى ونقلب أفئدتهم وابصارهم حدثنا سعيد بن سليمان عن ابن
المبارك عن موسى بن عقبة عن سالم عن عبد الله قال أكثر ما كان النبي صلى الله
عليه وسلم يحلف لا ومقلب القلوب باب ان لله مائة اسم الا وحدا *
قال ابن عباس ذو الجلال العظمة البر اللطيف حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا
أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا من أحصاها دخل الجنة * أحصيناه حفظناه
باب السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها حدثنا عبد العزيز بن
عبد الله حدثني مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء أحدكم إلى فراشه فلينفضه بصنفة ثوبه ثلاث
مرات وليقل باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه ان أمسكت نفسي فاغفر لها
وان أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين * تابعه يحيى وبشر بن
المفضل عن عبيد الله عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم *
وزاد زهير وأبو ضمرة وإسماعيل بن زكريا عن عبيد الله عن سعيد عن أبيه عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم * ورواه ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم * تابعه محمد بن عبد الرحمن والدراوردي وأسامة
ابن حفص حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن عبد الملك عن ربعي عن حذيفة قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشه قال اللهم باسمك أحيى وأموت
وإذا أصبح قال الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا واليه النشور حدثنا سعد
ابن حفص حدثنا شيبان عن منصور عن ربعي بن حراش عن خرشة بن الحر
عن أبي ذر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اخذ مضجعه من الليل قال باسمك
نموت ونحيا فإذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا واليه النشور
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن منصور عن سالم عن كريب عن ابن
169

عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن أحدكم إذا
أراد أن يأتي أهله فقال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا
فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان ابدا حدثنا عبد الله بن
مسلمة حدثنا فضيل عن منصور عن إبراهيم عن همام عن عدى بن حاتم قال
سألت النبي صلى الله عليه وسلم قلت أرسل كلابي المعلمة قال إذا أرسلت
كلابك المعلمة وذكرت اسم الله فأمسكن فكل وإذا رميت بالمعراض فخزق
فكل حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو خالد الأحمر قال سمعت هشام بن
عروة يحدث عن أبيه عن عائشة قالت قالوا يا رسول الله ان هنا أقواما حديثا
عهدهم بشرك يأتونا بلحمان لا ندري يذكرون اسم الله عليها أم لا قال اذكروا
أنتم اسم الله وكلوا * تابعه محمد بن عبد الرحمن والدراوردي وأسامة بن حفص
حدثنا حفص بن عمر حدثنا هشام عن قتادة عن أنس قال ضحى النبي صلى الله
عليه وسلم بكبشين يسمي ويكبر حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة
عن الأسود بن قيس عن جندب انه شهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر
صلى ثم خطب فقال من ذبح قبل أن يصلي فليذبح مكانها أخرى ومن لم يذبح
فليذبح باسم الله حدثنا أبو نعيم حدثنا ورقاء عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تحلفوا بآبائكم ومن كان
حالفا فليحلف بالله باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي الله * وقال
خبيب وذلك في ذات الاله فذكرت الذات باسمه تعالى حدثنا أبو اليمان
أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية
الثقفي حليف لبني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة ان أبا هريرة قال بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة منهم خبيب الأنصاري فأخبرني عبيد الله
ابن عياض ان ابنة الحرث أخبرته انهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد
170

بها فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه قال خبيب الأنصاري
ولست أبالي حين اقتل مسلما * على اي شق كان لله مصرعي
وذلك في ذات الاله وان يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع
فقتله ابن الحرث فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه خبرهم يوم أصيبوا
باب قول الله تعالى ويحذركم الله نفسه وقوله جل ذكره تعلم
ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي
حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من
أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش وما أحد أحب إليه المدح من
الله حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله الخلق كتب في كتابه هو يكتب على
نفسه وهو وضع عنده على العرش ان رحمتي تغلب غضبي حدثنا عمر بن
حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش سمعت أبا صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى انا عند ظن عبدي بي وانا معه
إذا ذكرني فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملاء ذكرته
في ملاء خير منهم وان تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا وان تقرب إلي ذراعا
تقربت إليه باعا وان اتاني يمشي اتيته هرولة باب قول الله تعالى كل
شئ هالك الا وجهه حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد بن زيد عن عمرو
عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية قل هو القادر على أن يبعث عليكم
عذابا من فوقكم قال النبي صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهك فقال أو من تحت
أرجلكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهك قال أو يلبسكم شيعا فقال
النبي صلى الله عليه وسلم هذا أيسر باب قول الله تعالى ولتصنع على
عيني تغذى وقوله جل ذكره تجري بأعيننا حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
171

جويرية عن نافع عن عبد الله قال ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم
فقال إن الله لا يخفى عليكم ان الله ليس باعور وأشار بيده إلى عينه وان المسيح
الدجال أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية حدثنا حفص بن عمر حدثنا
شعبة أخبرنا قتادة قال سمعت انسا رضي الله عنه عن النبي صلى اله وسلم
قال ما بعث الله من نبي الا أنذر قومه الأعور الكذاب انه أعور وان ربكم
ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر باب قول الله هو الخالق البارئ
المصور حدثنا إسحاق حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا موسى هو ابن عقبة
حدثني محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن أبي سعيد الخدري في غزوة بني
المصطلق انهم أصابوا سبايا فأرادوا ان يستمتعوا بهن ولا يحملن فسألوا النبي
صلى الله عليه وسلم عن العزل فقال ما عليكم أن لا تفعلوا فان الله قد كتب من
هو خالق إلى يوم القيامة وقال مجاهد عن قزعة سمعت أبا سعيد فقال قال النبي
صلى الله عليه وسلم ليست نفس مخلوقة الا الله خالقها باب قول الله
تعالى عليه لما خلقت بيدي حدثني معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن قتادة عن أنس
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك فيقولون
لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون يا آدم
اما ترى الناس خلقك الله بيده واسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شئ
شفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناك ويذكر لهم
خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض
فيأتون نوحا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا
إبراهيم خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطاياه
التي أصابها ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلمه تكليما فيأتون
موسى فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا عيسى
172

عبد الله ورسوله وكلمته وروحه فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن
ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبدا غفر له ما تقدم له من ذنبه وما تأخر فيأتوني
فانطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدا فيدعني
ما شاء الله ان يدعني ثم يقال لي ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع
فاحمد ربي بمحامد علمنيها ثم اشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم ارجع فإذا
رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله ان يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل
يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فاحمد ربى بمحامد علمنيها ثم اشفع فيحد لي حدا
فأدخلهم الجنة ثم ارجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله ان
يدعني ثم يقال ارفع محمد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فاحمد ربي بمحامد
علمنيها ثم اشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم ارجع فأقول يا رب ما بقي في النار
الا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج
من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ثم يخرج
من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ثم يخرج من
النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة حدثنا أبو اليمان
أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار وقال أرأيتم
ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يده وقال عرشه على
الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع حدثنا مقدم بن محمد قال حدثني
عمي القاسم بن يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون
السماوات بيمينه ثم يقول انا الملك * رواه سعيد عن مالك وقال عمر بن حمزة
سمعت سالما ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا وقال أبو اليمان
173

أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة ان أبا هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقبض الله الأرض حدثنا مسدد سمع يحيى بن سعيد عن
سفيان حدثني منصور وسليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله ان يهوديا جاء
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ان الله يمسك السماوات على إصبع
والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والشجر على إصبع والخلائق على إصبع
ثم يقول انا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم
قرأ وما قدروا الله حق قدره * قال يحيى بن سعيد وزاد فيه فضيل بن عياض
عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله فضحك رسول الله صلى الله عليه
وسلم تعجبا وتصديقا له حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا
الأعمش سمعت إبراهيم قال سمعت علقمة يقول قال عبد الله جاء رجل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب فقال يا أبا القاسم ان الله يمسك السماوات
على إصبع والأرضين على إصبع والشجر والثرى على إصبع والخلائق على إصبع
ثم يقول انا الملك انا الملك فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت
نواجذه ثم قرأ وما قدروا الله حق قدره باب قول النبي صلى الله عليه وسلم
لا شخص أغير من الله حدثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي حدثنا أبو عوانة
حدثنا عبد الملك عن وراد كاتب المغيرة عن المغيرة قال قال سعد بن عبادة لو رأيت
رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال تعجبون من غيرة سعد والله لأنا أغير منه والله أغير مني ومن
أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه العذر
من الله ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين ولا أحد أحب إليه المدحة
من الله ومن أجل ذلك وعد الله الجنة * وقال عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك
لا شخص أغير من الله باب قل اي شئ أكبر شهادة وسمى الله تعالى
174

نفسه شيئا قل الله وسمى النبي صلى الله عليه وسلم القرآن شيئا وهو صفة من
صفات الله وقال كل شئ هالك الا وجهه حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا
مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل أمعك
من القرآن شئ قال نعم سورة كذا وسورة كذا لسور سماها باب
وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم * قال أبو العالية استوى إلى السماء
ارتفع فسواهن خلقهن وقال مجاهد استوى علا على العرش وقال ابن عباس
المجيد الكريم والودود الحبيب يقال حميد مجيد كأنه فعيل من ماجد محمود من
حميد حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان
ابن محرز عن عمران بن حصين قال إني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه
قوم من بني تميم فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا بشرتنا فأعطنا فدخل
ناس من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم
قالوا قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن هذا الامر ما كان قال كان
الله ولم يكن شئ قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض
وكتب في الذكر كل شئ ثم اتاني رجل فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت
فانطلقت اطلبها فإذا السراب يقطع دونها وأيم الله لوددت انها قد ذهبت
ولم أقم حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام حدثنا
أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة
سحاء الليل والنهار أرأيتهم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم ينقص
ما في يمينه وعرشه على الماء وبيده الأخرى الفيض أو القبض يرفع ويخفض
حدثنا احمد حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن
أنس قال جاء زيد بن حارثة يشكو فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول اتق الله
وامسك عليك زوجك قالت عائشة لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
175

كاتما شيئا لكتم هذه قال فكانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه
وسلم تقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات *
وعن ثابت وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس نزلت في شأن زينب
وزيد بن حارثة حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا عيسى بن طهمان قال سمعت أنس
ابن مالك رضي الله عنه يقول نزلت آية الحجاب في زينب بنت جحش وأطعم
عليها يومئذ خبزا ولحما وكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم وكانت
تقول ان الله أنكحني في السماء حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد
عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله لما قضى
الخلق كتب عنده فوق عرشه ان رحمتي سبقت غضبي حدثنا إبراهيم بن
المنذر حدثني محمد بن فليح قال حدثني أبي حدثني هلال عن عطاء بن يسار عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة
وصام رمضان كان حقا على الله ان يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس
في ارضه التي ولد فيها قالوا يا رسول الله أفلا ننبئ الناس بذلك قال إن في الجنة
مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله كل درجتين ما بينهما كما بين السماء
والأرض فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه
عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا أبو معاوية
عن الأعمش عن إبراهيم هو التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال دخلت المسجد
ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فلما غربت الشمس قال يا أبا ذر هل تدري
أين تذهب هذا قال قلت الله ورسوله اعلم قال فإنها تذهب تستأذن في السجود
فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها ثم قرأ
ذلك مستقر لها في قراءة عبد الله حدثنا موسى عن إبراهيم حدثنا ابن شهاب
عن عبيد بن السباق ان زيد بن ثابت وقال الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد
176

عن ابن شهاب عن ابن السباق ان زيد بن ثابت حدثه قال أرسل إلي أبو بكر
فتتبعت القرآن حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم
أجدها مع أحد غيره لقد جاءكم رسول من أنفسكم حتى خاتمة براءة حدثنا
يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس بهذا وقال مع أبي خزيمة الأنصاري
حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن سعيد عن قتادة عن أبي العالية عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب
لا إله إلا الله العليم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب
السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم حدثنا محمد بن يوسف حدثنا
سفيان عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم يصعقون يوم القيامة فإذا انا بموسى آخذ
بقائمة من قوائم العرش * وقال الماجشون عن عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فأكون أول من بعث فإذا
موسى آخذ بالعرش باب قول الله تعالى تعرج الملائكة والروح إليه
وقوله جل ذكره إليه يصعد الكلم الطيب وقال أبو جمرة عن ابن عباس بلغ
أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فقال لأخيه اعلم لي علم هذا الرجل الذي
يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء * وقال مجاهد العمل الصالح يرفع الكلم الطيب
* يقال ذي المعارج الملائكة تعرج إلى الله حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن
أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة
العصر وصلاة الفجر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم فيقول كيف
تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون واتيناهم وهو يصلون * وقال
خالد بن مخلد حدثنا سليمان حدثني عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة
177

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب
ولا يصعد إلى الله الا الطيب فان الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي
أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل * ورواه ورقاء عن عبد الله بن دينار عن سعيد
ابن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصعد إلى الله الا الطيب
حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن
أبي العالية عن ابن عباس ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن عند الكرب
لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب
السماوات ورب العرش الكريم حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن أبيه عن ابن أبي
نعم أو أبي نعم شك قبيصة عن أبي سعيد قال بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم
بذهيبة فقسمها بين أربعة * وحدثني إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرازق أخبرنا
سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري قال بعث علي وهو باليمن
إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة في تربتها فقسمها بين الأقرع بن حابس
الحنظلي ثم أحد بني مجاشع وبين عيينة بن بدر الفزاري وبين علقمة بن علاثة
العامري ثم أحد بني كلاب وبين زيد الخيل الطائي ثم أحد بني نبهان فتغضبت
قريش والأنصار فقالوا يعطيه صناديد أهل نجد ويدعنا قال إنما أتألفهم فأقبل
رجل غائر العينين ناتئ الجبين كث اللحية مشرف الوجنتين محلوق الرأس فقال
يا محمد اتق الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم فمن يطيع الله إذا عصيته فيأمني على
أهل الأرض ولا تأمنوني فسأل رجل من القوم قتله أراه خالد بن الوليد فمنعه
النبي صلى الله عليه وسلم فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم ان من ضئضئ هذا
قوما يقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الاسلام مروق السهم
من الرمية يقتلون أهل الاسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم
قتل عاد حدثنا عياش بن الوليد حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم التيمي
178

عن أبيه عن أبي ذر قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله والشمس تجري
لمستقر لها قال مستقرها تحت العرش باب قول الله تعالى وجوه يومئذ
ناضرة إلى ربها ناظرة حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد وهشيم عن إسماعيل
عن قيس عن جرير قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى
القمر ليلة البدر قال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون
في رؤيته فان استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل
غروب الشمس فافعلوا حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عاصم بن يوسف
اليربوعي حدثنا أبو شهاب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير
ابن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم عيانا حدثنا
عبدة بن عبد الله حدثنا حسين الجعفي عن زائدة حدثنا بيان بن بشر عن قيس بن
أبي حازم حدثنا جرير قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البدر
فقال إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عطاء
ابن يزيد الليثي عن أبي هريرة ان الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم
القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تضارون في القمر ليلة البدر
قالوا لا يا رسول الله قال فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا
يا رسول الله قال فإنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول من
كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد
القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها
شافعوها أو منافقوها شك إبراهيم فيأتيهم الله فيقول انا ربكم فيقولون هذا
مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاءنا ربنا عرفناه فيأتيهم الله في صورته التي
يعرفون فيقول انا ربكم فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ويضرب الصراط بين
179

ظهري جهنم فأكون انا وأمتي أول من يجيزها ولا يتكلم يومئذ الا الرسل
ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان
هل رأيتم السعدان قالوا نعم يا رسول الله قال فإنها مثل شوك السعدان غير أنه
لا يعلم قدر عظمها الا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم الموبق بعمله ومنهم
المخردل أو المجازى أو نحوه ثم يتجلى حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد
وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار امر الملائكة ان يخرجوا من
النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله ان يرحمه ممن يشهد أن لا إله إلا الله
فيعرفونهم في النار بأثر السجود تأكل النار ابن آدم الا اثر السجود
حرم الله على النار ان تأكل اثر السجود فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب
عليهم ماء الحياة فينبتون تحته كما تنبت الحبة في حميل السيل ثم يفرغ الله من
القضاء بين العباد ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار هو آخر أهل النار دخولا
الجنة فيقول اي رب اصرف وجهي عن النار فإنه قد قشبني ريحها وأحرقني
ذكاؤها فيدعوا الله بما شاء ان يدعوه ثم يقول الله هل عسيت ان أعطيت ذلك أن
تسألني غيره فيقول لا وعزتك لا أسألك عيره ويعطي ربه من عهود ومواثيق
ما شاء فيصرف الله وجهه عن النار فإذا اقبل على الجنة ورآها سكت ما شاء الله
ان يسكت ثم يقول اي رب قدمني إلى باب الجنة فيقول الله له الست قد
أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير الذي أعطيت ابدا ويلك يا ابن
آدم ما أغدرك فيقول اي رب ويدعو الله حتى يقول هل عسيت ان أعطيت
ذلك أن لا تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا أسألك غيره ويعطى ما شاء من عهود
ومواثيق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا قام إلى باب الجنة انفهقت له الجنة فرأى
ما فها من الحبرة والسرور فيسكت ما شاء الله ان يسكت ثم يقول اي رب
أدخلني الجنة فيقول الله الست قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل
180

غير ما أعطيت فيقول ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فيقول اي رب لا أكونن
أشقى خلقك فلا يزال يدعو حتى يضحك الله منه فإذا ضحك منه قال له ادخل الجنة
فإذا دخلها قال الله له تمنه فسأل ربه وتمنى حتى أن الله ليذكره يقول كذا
وكذا حتى انقطعت به الأماني قال الله ذلك لك ومثله معه قال عطاء بن يزيد
وأبو سعيد الخدري مع أبي هريرة لا يرد عليه من حديثه شيئا حتى إذا حدث
أبو هريرة ان الله تبارك وتعالى قال ذلك لك ومثله معه قال أبو سعيد الخدري
وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة قال أبو هريرة ما حفظت الا قوله ذلك لك
ومثل معه قال أبو سعيد الخدري اشهد اني حفظت من رسول الله صلى الله عليه
وسلم قوله ذلك لك وعشرة أمثاله قال أبو هريرة فذلك الرجل آخر أهل
الجنة دخولا الجنة حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث بن سعد عن خالد بن
يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري
قال قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تضارون في رؤية الشمس
والقمر إذا كانت صحوا قلنا لا قال فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا
كما تضارون في رؤيتهما ثم قال ينادي مناد ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون
فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم وأصحاب الأوثان مع أوثانهم وأصحاب
كل آلهة مع آلهتهم حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر وغبرات
من أهل الكتاب ثم يؤتى بجهنم تعرض كأنها سراب فيقال لليهود ما كنتم
تعبدون قالوا كنا نعبد عزير بن الله فيقال كذبتم لم يكن لله صاحبة ولا ولد
فما تريدون قالوا نريد ان تسقينا فيقال اشربوا فيتساقطون في جهنم ثم يقال
للنصارى ما كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد المسيح بن الله فيقال كذبتم
لم يكن لله صاحبة ولا ولد فما تريدون فيقولون نريد ان تسقينا فيقال اشربوا
فيتساقطون حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر فيقال لهم ما يحبسكم
181

وقد ذهب الناس فيقولون فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم وانا سمعنا
مناديا ينادي ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون وإنما ننتظر ربنا قال فيأتيهم
الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول انا ربكم فيقولون
أنت ربنا فلا يكلمه الا الأنبياء فيقول هل بينكم وبينه آية تعرفونه فيقولون
الساق فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ويبقى من كان يسجد لله رياء
وسمعة فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ثم يؤتى بالجسر فيجعل
بين ظهري جهنم قلنا يا رسول الله وما الجسر قال مدحضة مزلة عليه خطاطيف
وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها السعدان
المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم
وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم حتى يمر آخرهم يسحب سحبا فما أنتم
بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار وإذا رأوا
انهم قد نجوا في إخوانهم يقولون ربنا إخواننا الذين كانوا يصلون معنا
ويصومون معنا ويعملون معنا فيقول الله تعالى اذهبوا فمن وجدتم في قلبه
مثقال دينار من ايمان فأخرجوه ويحرم الله صورهم على النار فيأتونهم وبعضهم
قد غاب في النار إلى قدمه والى انصاف ساقيه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون
فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه نصف دينار فأخرجوه فيخرجون
من عرفوا ثم يعودون فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من ايمان
فأخرجوه فيخرجون من عرفوا قال أبو سعيد فإن لم تصدقوا فاقرؤا ان الله
لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها فيشفع النبيون والملائكة
والمؤمنون فيقول الجبار بقيت شفاعتي فيقبض قبضة من النار فيخرج أقواما
قد امتحشوا فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة فينبتون في حافتيه
كما تنبت الحبة في حميل السيل قد رأيتموها إلى جانب الصخرة إلى جانب الشجرة
182

فما كان إلى الشمس منها كان اخضر وما كان منها إلى الظل كان ابيض فيخرجون
كأنهم اللؤلؤ فيجعل في رقابهم الخواتيم فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة هؤلاء
عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه فيقال لهم لكم ما رأيتم
ومثله معه * وقال حجاج بن منهال حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أنس
رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يحبس المؤمنون يوم القيامة حتى
يهموا بذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا فيأتون آدم
فيقولون أنت آدم أبو الناس خلقك الله بيده وأسكنك جنته واسجد لك
ملائكته وعلمك أسماء كل شئ لتشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا
قال فيقول لست هناكم قال ويذكر خطيئته التي أصاب اكله من الشجرة وقد
نهي عنها ولكن ائتوا نوحا أول نبي بعثه الله تعالى إلى أهل الأرض فيأتون
نوحا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب سؤاله ربه بغير علم
ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن قال فيأتون إبراهيم فيقول اني لست هناكم
ويذكر ثلاث كلمات كذبهن ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلمه
وقربه نجيا قال فيأتون موسى فيقول اني لست هناكم ويذكر خطيئته التي
أصاب قتله النفس ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وروح الله وكلمته قال
فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبدا
غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي
عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله ان يدعني فيقول ارفع محمد
وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعط قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد
يعلمنيه ثم اشفع فيحد لي حدا فأخرج فأدخلهم الجنة قال قتادة وسمعته أيضا
يقول فأخرج فأخرجهم من النار وادخلهم الجنة ثم أعود فأستأذن على ربي
في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله ان يدعني ثم
183

يقول ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعطه قال فأرفع رأسي فأثني على
ربي بثناء وتحميد يعلمنيه قال ثم اشفع فيحد لي حدا فأخرج فأدخلهم الجنة قال
قتادة وسمعته يقول فأخرج فأخرجهم من النار وادخلهم الجنة ثم أعود الثالثة
فأستأذن إلى ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء
الله ان يدعني ثم يقول ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعطه قال فأرفع
رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه قال ثم اشفع فيحد لي حدا فأخرج
فأدخلهم الجنة قال قتادة وقد سمعته يقول فأخرج فأخرجهم من النار وادخلهم
الجنة حتى ما يبقى في النار الا من حبسه القرآن اي وجب عليه الخلود قال ثم
تلا الآية عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال وهذا المقام المحمود الذي وعده
نبيكم صلى الله عليه وسلم حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم حدثني عمي
حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال حدثني أنس بن مالك ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم أرسل الا الأنصار فجمعهم في قبة وقال لهم اصبروا حتى
تلقوا الله ورسوله فاني على الحوض حدثني ثابت بن محمد حدثنا سفيان عن
ابن جريج عن سليمان الأحول عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تهجد من الليل قال اللهم ربنا لك الحمد أنت
قيم السماوات والأرض ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن
ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن أنت الحق وقولك الحق
ووعدك الحق ولقاؤك الحق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت
وبك آمنت وعليك توكلت واليك خاصمت وبك حاكمت فاغفر لي ما قدمت
وما أخرت وأسررت وأعلنت وما أنت اعلم به مني لا إله إلا أنت * قال أبو
عبد الله قال قيس بن سعد وأبو الزبير عن طاوس قيام * وقال مجاهد القيوم القائم
على كل شئ وقرأ عمر القيام وكلاهما مدح حدثنا يوسف بن موسى حدثنا
184

أبو أسامة حدثني الأعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما منكم من أحد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حجاب
يحجبه حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد عن أبي عمران
عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال جنتان
من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين
ان ينظروا إلى ربهم الا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن حدثنا الحميدي
حدثنا سفيان حدثنا عبد الملك بن أعين وجامع بن أبي راشد عن أبي وائل عن
عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتطع مال
امرئ مسلم بيمين كاذبة لقي الله وهو عليه غضبان قال عبد الله ثم قرأ رسول الله
صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله جل ذكره ان الذين يشترون بعهد
الله وايمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله الآية
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي صالح عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم
رجل حلف على سلعة لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب ورجل حلف
على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال امرئ مسلم ورجل منع فضل ماء
فيقول الله يوم القيامة اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن محمد عن ابن أبي
بكرة عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الزمان قد استدار كهيئته
يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث
متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان
اي شهر هذا قلنا الله ورسوله اعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه
قال أليس ذا الحجة قلنا بلى قال اي بلد هذا قلنا الله ورسوله اعلم فسكت حتى
185

ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس البلدة قلنا بلى قال فأي يوم هذا قلنا الله
ورسوله اعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس يوم النحر قلنا
بلى قال فان دماءكم وأموالكم قال محمد واحسبه قال واعراضكم عليكم حرام
كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم
عن أعمالكم الا فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض الا
ليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من
سمعه فكان محمد إذا ذكره قال صدق النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال الا هل
بلغت الا هل بلغت باب ما جاء في قول الله تعالى ان رحمة الله قريب
من المحسنين حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا عاصم عن أبي
عثمان عن أسامة قال كان ابن لبعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم يقضي
فأرسلت إليه ان يأتيها فأرسل ان لله ما اخذ ولله ما أعطى وكل إلى أجل مسمى
فلتصبر ولتحتسب فأرسلت إليه فأقسمت عليه فقام رسول الله صلى الله عليه
وسلم وقمت معه ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وعبادة بن الصامت فلما دخلنا
ناولوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تقلقل في صدره حسبته قال
كأنها شنة فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد بن عبادة أتبكي
فقال إنما يرحم الله من عباده الرحماء حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم
حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال اختصمت الجنة والنار إلى ربهما فقالت الجنة يا رب
ما لها لا يدخلها الا ضعفاء الناس وسقطهم وقالت النار يعني أؤثرت بالمتكبرين
فقال الله تعالى للجنة أنت رحمتي وقال للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء
ولكل واحدة منكما ملؤها قال فأما الجنة فان الله لا يظلم من خلقه أحدا
وانه ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها فتقول هل من مزيد ثلاثا حتى يضع
186

فيها قدمه فتمتلئ ويرد بعضها إلى بعض وتقول قط قط قط حدثنا حفص
ابن عمر حدثنا هشام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال ليصيبن أقواما سفع من النار بذنوب أصابوها عقوبة ثم يدخلهم الله
الجنة بفضل رحمته يقل لهم الجهنميون * وقال همام حدثنا قتادة حدثنا أنس
عن النبي صلى الله عليه وسلم باب قول الله تعالى ان الله يمسك السماوات
والأرض ان تزولا حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن إبراهيم
عن علقمة عن عبد الله قال جاء حبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا محمد ان الله يضع السماء على إصبع والأرض على إصبع والجبال على إصبع
والشجر والأنهار على إصبع وسائر الخلق على إصبع ثم يقول بيده انا الملك
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال وما قدروا الله حق قدره باب
ما جاء في تخليق السماوات والأرض وغيرها من الخلائق وهو فعل الرب تبارك
وتعالى وأمره فالرب بصفاته وفعله وأمره وهو الخالق المكون غير مخلوق
وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مفعول ومخلوق ومكون حدثنا
سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر
عن كريب عن ابن عباس قال بت في بيت ميمونة ليلة والنبي صلى الله عليه وسلم
عندها لأنظر كيف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحدث رسول الله
صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد فلما كان ثلث الليل الآخر أو بعضه
قعد فنظر إلى السماء فقرأ ان في خلق السماوات والأرض إلى قوله لأولي
الألباب ثم قام فتوضأ واستن ثم صلى احدى عشرة ركعة ثم اذن بلال بالصلاة
فصلى ركعتين ثم خرج فصلى للناس الصبح باب ولقد سبقت كلمتنا
لعبادنا المرسلين حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما قضى الله الخلق
187

كتب عنده فوق عرشه ان رحمتي سبقت غضبي حدثنا آدم حدثنا شعبة
حدثنا الأعمش سمعت زيد بن وهب سمعت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان خلق أحدكم
يجمع في بطن أمه أربعين يوما وأربعين ليلة ثم يكون علقة مثله ثم يكون
مضغة مثله ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات فيكتب رزقه واجله وعمله
وشقي أم سعيد ثم ينفخ فيه الروح فان أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى
لا يكون بينها وبينه الا ذراع فيسبق على الكتاب فيعمل بعمل أهل النار
فيدخل النار وان أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه الا
ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها حدثنا خلاد بن
يحيى حدثنا عمر بن ذر سمعت أبي يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي
الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا جبريل ما يمنعك ان تزورنا أكثر
مما تزورنا فنزلت وما نتنزل الا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا إلى آخر
الآية قال هذا كان الجواب لمحمد صلى الله عليه وسلم حدثنا يحيى حدثنا وكيع
عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنت أمشي مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في حرث بالمدينة وهو متكئ على عسيب فمر بقوم من
اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح وقال بعضهم لا تسألوه فسألوه
عن الروح فقام متوكئا على العسيب وانا خلفه فظننت انه يوحى إليه فقال
ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليلا فقال
بضعهم لبعض قد قلنا لكم لا تسألوه حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد
عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تكفل الله
لمن جاهد في سبيله لا يخرجه الا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته بان يدخله
الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من اجر أو غنيمة حدثنا
188

محمد بن كثير حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى قال جاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الرجل يقاتل حمية ويقاتل شجاعة ويقاتل
رياء فأي ذلك في سبيل الله قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو
في سبيل الله باب قول الله تعالى إنما قولنا لشئ إذا أردناه ان نقول له
كن فيكون حدثنا شهاب بن عباد حدثنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل عن
قيس عن المغيرة بن شعبة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال من
أمتي قوم ظاهرين على الناس حتى يأتيهم امر الله حدثنا الحميدي حدثنا
الوليد بن مسلم حدثنا ابن جابر حدثني عمير بن هانئ انه سمع معاوية قال سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ما يضرهم
من كذبهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله وهم على ذلك فقال مالك بن يخامر
سمعت معاذا يقول وهم بالشام فقال معاوية هذا مالك يزعم أنه سمع معاذا
يقول وهم بالشام حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا
نافع بن جبير عن ابن عباس قال وقف النبي صلى الله عليه وسلم على مسيلمة في أصحابه
فقال لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن تعدو امر الله فيك ولئن أدبرت
ليعقرنك الله حدثنا موسى بن إسماعيل عن عبد الواحد عن الأعمش عن
إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال بينا انا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم
في بعض حرث المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه فمررنا على نفر من اليهود
فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح وقال بعضهم لا تسألوه ان يجئ فيه
بشئ تكرهونه فقال بعضهم لنسألنه فقام إليه رجل منهم فقال يا أبا القاسم
ما الروح فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم فعلمت انه يوحى إليه فقال
ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربى وما أوتوا من العلم الا قليلا * قال
الأعمش هكذا في قراءتنا باب قول الله تعالى قل لو كان البحر مدادا
189

لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ولو أن
ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات
الله ان ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش
يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره الا له
الخلق والامر تبارك الله رب العالمين * سخر ذلل حدثنا عبد الله بن يوسف
أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته الا الجهاد
في سبيله وتصديق كلمته ان يدخله الجنة أو يرده إلى مسكنه بما نال من اجر
أو غنيمة باب في المشيئة والإرادة وما تشاؤن الا ان يشاء الله وقول
الله تعالى تؤتي الملك من تشاء ولا تقولن لشئ اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله
انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء قال سعيد بن المسيب عن
أبيه نزلت في أبي طالب * يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر حدثنا مسدد
حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا دعوتم الله فاعزموا في الدعاء ولا يقولن أحدكم إن شئت فأعطني
فان الله لا مستكره له حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ح
وحدثنا إسماعيل حدثنا أخي عبد الحميد عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن
شهاب عن علي بن حسين ان حسين بن علي عليهما السلام أخبره ان علي بن أبي
طالب أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم ليلة فقال لهم الا تصلون قال علي فقلت يا رسول الله إنما
أنفسنا بيد الله فإذا شاء ان يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئا ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه ويقول وكان
الانسان أكثر شئ جدلا حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال بن
190

علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال مثل المؤمن كمثل خامة الزرع يفئ ورقه من حيث اتتها الريح
تكفئها فإذا سكنت اعتدلت وكذلك المؤمن يكفأ بالبلاء ومثل الكافر
كمثل الأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء حدثنا الحكم بن نافع
أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله ان عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم على المنبر إنما بقاؤكم
فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس أعطي أهل
التوراة التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا
ثم أعطي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به حتى صلاة العصر ثم عجزوا فأعطوا
قيراطا قيراطا ثم أعطيتم القران فعملتم به حتى غروب الشمس فأعطيتم قيراطين
قيراطين قال أهل التوراة ربنا هؤلاء أقل عملا وأكثر اجرا قال هل ظلمتكم
من أجركم من شئ قالوا لا فقال فذلك فضلي أؤتيه من أشاء حدثنا عبد الله
المسندي حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي إدريس عن عبادة بن
الصامت قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط فقال أبايعكم على أن لا
تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان
تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوني في معروف فمن وفى منكم فاجره
على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فاخذ به في الدنيا فهو له كفارة وطهور ومن
ستره الله فذلك إلى الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له حدثنا معلى بن أسد
حدثنا وهيب عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة ان نبي الله سليمان عليه الصلاة
والسلام كان له ستون امرأة فقال لأطوفن الليلة على نسائي فلتحملن كل امرأة
ولتلدن فارسا يقاتل في سبيل الله فطاف على نسائه فما ولدت منهن الا امرأة
ولدت شق غلام قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لو كان سليمان استثنى لحملت
191

كل امرأة منهن فولدت فارسا يقاتل في سبيل الله حدثنا محمد حدثنا عبد
الوهاب الثقفي حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على اعرابي يعوده فقال لا بأس عليك
طهور إن شاء الله قال قال الأعرابي طهور بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره
القبور قال النبي صلى الله عليه وسلم فنعم إذا حدثنا ابن سلام أخبرنا هشيم
عن حصين عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه حين ناموا عن الصلاة قال النبي
صلى الله عليه وسلم ان الله قبض أرواحكم حين شاء وردها حين شاء فقضوا
حوائجهم وتوضأوا إلى أن طلعت الشمس وابيضت فقام فصلى حدثنا يحيى
ابن قزعة حدثنا إبراهيم عن ابن شهاب عن أبي سلمة والأعرج وحدثنا إسماعيل
حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن وسعيد بن المسيب ان أبا هريرة قال استب رجل من المسلمين ورجل
من اليهود فقال المسلم والذي اصطفى محمدا على العالمين في قسم يقسم به فقال
اليهودي والذي اصطفى موسى على العالمين فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم
اليهودي فذهب اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي
كان من امره وأمر المسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تخيروني على موسى
فان الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش
بجانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله
حدثنا إسحاق بن أبي عيسى أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا شعبة عن قتادة عن
أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يأتيها
الدجال فيجد الملائكة يحرسونها فلا يقربها الدجال ولا الطاعون إن شاء الله
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن
ان أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة فأريد
192

إن شاء الله ان اختبئ دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة حدثنا يسرة بن
صفوان بن جميل اللخمي حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا انا نائم رأيتني
على قليب فنزعت ما شاء الله ان انزع ثم اخذها ابن أبي قحافة فنزع ذنوبا أو ذنوبين
وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم اخذها عمر فاستحالت غربا فلم أر عبقريا
من الناس يفري فرية حتى ضرب الناس حلوله بعطن حدثنا محمد بن العلاء
حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال كان النبي صلى الله عليه
وسلم إذا اتاه السائل وربما قال جاءه السائل أو صاحب الحاجة قال اشفعوا
فلتؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء حدثنا يحيى حدثنا عبد الرزاق
عن معمر عن همام سمع أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقل أحدكم
اللهم اغفر لي إن شئت ارحمني إن شئت ارزقني إن شئت وليعزم مسئلته انه
يفعل ما يشاء لا مكره له حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو حفص عمرو حدثنا
الأوزاعي حدثني ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن
عباس رضي الله عنهما انه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب
موسى أهو خضر فمر بهما أبي بن كعب الأنصاري فدعاه ابن عباس فقال إني
تماريت انا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه هل
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه قال نعم اني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول بينا موسى في ملا بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال
هل تعلم أحدا اعلم منك فقال موسى لا فأوحي إلى موسى بلى عبدنا خضر
فسأل موسى السبيل إلى لقيه فجعل الله له الحوت آية وقيل له إذا فقدت الحوت
فارجع فإنك ستلقاه فكان موسى يتبع اثر الحوت في البحر فقال فتى موسى
لموسى أرأيت إذ آوينا إلى الصخرة فاني نسيت الحوت وما انسانية الا الشيطان
193

ان اذكره قال موسى ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا فوجدا خضرا
وكان من شأنهما ما قص الله حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري
وقال أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة
ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ننزل غدا
إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر يريد المحصب حدثنا
عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن أبي العباس عن عبد الله بن عمر
قال حاصر النبي صلى الله عليه وسلم أهل الطائف فلم يفتحها فقال انا قافلون إن شاء الله
فقال المسلمون نقفل ولم نفتح قال فاغدوا على القتال فغدوا فأصابتهم
جراحات قال النبي صلى الله عليه وسلم انا قافلون غدا إن شاء الله فكأن ذلك
أعجبهم فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم باب قوله تعالى ولا تنفع
الشفاعة عنده الا لمن اذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا
الحق وهو العلي الكبير ولم يقل ماذا خلق ربكم وقال جل ذكره من ذا الذي
يشفع عنده الا باذنه وقال مسروق عن ابن مسعود إذا تلكم الله بالوحي سمع
أهل السماوات شيئا فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا انه الحق من
ربكم ونادوا ماذا قال ربكم قالوا الحق * ويذكر عن جابر عن عبد الله بن أنيس
قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الله العباد فيناديهم بصوت
يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب انا الملك انا الديان حدثنا علي بن عبد الله
حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه
وسلم قال إذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله
كأنه سلسلة على صفوان قال على وقال غيره صفوان ينفذهم ذلك فإذا فزع
عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير * قال علي وحدثنا
سفيان حدثنا عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة بهذا * قال سفيان قال عمرو
194

سمعت عكرمة حدثنا أبو هريرة قال علي قلت لسفيان قال سمعت عكرمة قال
سمعت أبا هريرة قال نعم قلت لسفيان ان انسانا روى عن عمرو عن عكرمة
عن أبي هريرة يرفعه انه قرأ فرغ قال سفيان هكذا قرأ عمرو فلا أدري سمعه
هكذا أم لا قال سفيان وهي قراءتنا حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن
عقيل عن ابن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة انه كان
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اذن الله لشئ ما اذن للنبي صلى الله
عليه وسلم يتغنى بالقرآن وقال صاحب له يريد أن يجهر به حدثنا عمر بن
حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله يا آدم فيقول لبيك
وسعديك فينادي بصوت ان الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثا إلى النار
حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله
عنها قالت ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ولقد امره ربه ان يبشرها
ببيت في الجنة باب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة * وقال
معمر وانك لتلقى القرآن اي يلقى عليك وتلقاه أنت اي تأخذه عنه ومثله فتلقى
آدم من ربه كلمات حدثني اسحق حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد الرحمن هو
ابن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نادى جبريل
ان الله قد أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في السماء ان الله
قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول في أهل الأرض
حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة
بالنهار ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر ثم يعرج الذين باتوا فيكم
195

فيسألهم وهو أعلم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون واتيناهم
وهم يصلون حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن واصل عن
المعرور قال سمعت أبا ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اتاني جبريل فبشرني
انه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت وان سرق وان زنى قال وان
سرق وان زنى باب قول الله تعالى أنزله بعلمه والملائكة يشهدون
قال مجاهد يتنزل بينهن بين السماء السابعة والأرض السابعة حدثنا
مسدد حدثنا أبو الأحوص حدثنا أبو إسحاق الهمداني عن البراء بن عازب قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فلان إذا آويت إلى فراشك فقل اللهم
أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك والجأت
ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجأ منك الا إليك آمنت بكتابك
الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإنك ان مت في ليلتك مت على الفطرة
وان أصبحت أصبت اجرا حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن إسماعيل
ابن أبي خالد عن عبد الله بن أبي أوفى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
الأحزاب اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب وزلزل بهم
* زاد الحميدي حدثنا سفيان حدثنا ابن أبي خالد سمعت عبد الله سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم حدثنا مسدد عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال أنزلت
ورسول الله صلى الله عليه وسلم متوار بمكة فكان إذا رفع صوته سمع المشركون
فسبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به وقال الله تعالى ولا تجهر بصلاتك ولا
تخافت بها لا تجهر بصلاتك حتى يسمع المشركون ولا تخافت بها عن أصحابك
فلا تسمعهم وابتغ بين ذلك سبيلا أسمعهم ولا تجهر حتى يأخذوا عنك القرآن
باب قول الله تعالى يريدون ان يبدلوا كلام الله لقول فصل حق وما هو
196

بالهزل باللعب حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى يؤذيني
ابن آدم يسب الدهر وانا الدهر بيدي الامر اقلب الليل والنهار حدثنا
أبو نعيم حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال يقول الله عز وجل الصوم لي وانا أجزي به يدع شهوته وأكله
وشربه من أجلي والصوم جنة وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين
يلقى ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك حدثنا عبد الله بن
محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال بينما أيوب يغتسل عريانا خر عليه رجل جراد من ذهب فجعل
يحثي في ثوبه فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى قال بلى يا رب ولكن
لا غنى بي عن بركتك حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن ابن شهاب عن أبي عبد الله
الأغر عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يتنزل ربنا تبارك
وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني
فأستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له حدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب حدثنا أبو الزناد ان الأعرج حدثه انه سمع أبا هريرة انه سمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول نحن الآخرون والسابقون يوم القيامة * وبهذا
الاسناد قال الله أنفق أنفق عليك حدثنا زهير بن حرب حدثنا ابن فضيل
عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة فقال هذه خديجة أتتك باناء فيه طعام
أو اناء فيه شراب فأقرئها من ربها السلام وبشرها ببيت من قصب لا صخب
فيه ولا نصب حدثنا معاذ بن أسد أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام بن
منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله
أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب
197

بشر حدثنا محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني سليمان
الأحول ان طاوسا أخبره انه سمع ابن عباس يقول كان النبي صلى الله عليه
وسلم إذا تهجد من الليل قال اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض
ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض
ومن فيهن أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك الحق والجنة حق
والنار حق والنبيون حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك
توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما
أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت حدثنا حجاج بن
منهال حدثنا عبد الله بن عمر النميري حدثنا يونس بن يزيد الأيلي قال سمعت
الزهري قال سمعت عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص
وعبيد الله بن عبد الله عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين
قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله مما قالوا وكل حدثني طائفة من الحديث
الذي حدثني عن عائشة قالت ولكن والله ما كنت أظن أن الله ينزل في براءتي
وحيا يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى ولكني
كنت أرجو ان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها
فأنزل الله تعالى ان الذين جاؤوا بالإفك العشر الآيات حدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله إذا أراد عبدي ان يعمل سيئة فلا
تكتبوها عليه حتى يعملها فان عملها فاكتبوها بمثلها وان تركها من أجلي
فاكتبوها له حسنة وإذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة
فان عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة حدثنا إسماعيل بن عبد الله
حدثني سليمان بن بلال عن معاوية بن أبي مزرد عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة
198

رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خلق الله الخلق فلما فرغ
منه قامت الرحم فقال مه قالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة فقال الا ترضين
ان أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فذلك لك ثم قال
أبو هريرة فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم
حدثنا مسدد حدثنا سفيان عن صالح عن عبيد الله عن زيد بن خالد قال مطر
النبي صلى الله عليه وسلم فقال قال الله أصبح من عبادي كافر بي ومؤمن بي
حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه
وإذا كره لقائي كرهت لقاءه حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد
عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله انا
عند ظن عبدي بي حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رجل لم يعمل خيرا
قط فإذا مات فحرقوه واذروا نصفه في البر ونصفه في البحر فوالله لئن قدر الله
عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين فأمر الله البحر فجمع ما فيه وأمر
البر فجمع ما فيه ثم قال لم فعلت قال من خشيتك وأنت اعلم فغفر له حدثنا
أحمد بن إسحاق حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا همام حدثنا إسحاق بن عبد الله سمعت
عبد الرحمن بن أبي عمرة قال سمعت أبا هريرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن عبدا أصاب ذنبا وربما قال أذنب ذنبا فقال رب أذنبت ذنبا وربما قال
أصبت فاغفر فقال ربه اعلم عبدي ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت
لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا أو أذنب ذنبا فقال رب أذنبت أو
أصبت آخر فاغفره فقال اعلم عبدي ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت
لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا وربما قال أصاب ذنبا فقال رب
199

أصبت أو قال أذنبت آخر فاغفر لي فقال اعلم عبدي ان له ربا يغفر الذنب
ويأخذ به غفرت لعبدي ثلاثا فليعمل ما شاء حدثنا عبد الله بن أبي الأسود
حدثنا معتمر سمعت أبي حدثنا قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد عن
النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر رجلا فيمن سلف أو فيمن كان قبلكم قال كلمة
يعني أعطاه الله مالا وولدا فلما حضرت الوفاة قال لبنيه اي أب كنت لكم قالوا
خير أب قال فإنه لم يبتئر أو لم يبتئز عند الله خيرا وان يقدر الله عليه يعذبه
فانظروا إذا مت فاحرقوني حتى إذا صرت فحما فاسحقوني أو قال فاسحكوني فإذا
كان يوم ريح عاصف فأذروني فيها فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم فأخذ مواثيقهم
على ذلك وربي ففعلوا ثم أذروه في يوم عاصف فقال الله عز وجل كن فإذا هو
رجل قائم قال الله اي عبدي ما حملك على أن فعلت ما فعلت قال مخافتك أو فرق
منك قال فما تلافاه ان رحمه عندها وقال مرة أخرى فما تلافاه غيرها فحدثت به
أبا عثمان فقال سمعت هذا من سلمان غير أنه زاد فيه في البحر أو كما حدث
حدثنا موسى حدثنا معتمر وقال لم يبتئر وقال خليفة حدثنا معتمر وقال لم يبتئز فسره قتادة لم يدخر باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة
مع الأنبياء وغيرهم حدثنا يوسف بن راشد حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا
أبو بكر بن عياش عن حميد قال سمعت انسا رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقول إذا كان يوم القيامة شفعت فقلت يا رب ادخل الجنة من كان
في قلبه خردلة فيدخلون ثم أقول ادخل الجنة من كان في قلبه أدنى شئ فقال
أنس كأني انظر إلى أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا سليمان بن
حرب حدثنا حماد بن زيد حدثنا معبد بن هلال العنزي قال اجتمعنا ناس من
أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك وذهبنا معنا بثابت إليه يسأله لنا عن
حديث الشفاعة فإذا هو في قصره فوافقنا يصلي الضحى فاستأذنا فأذن لنا وهو
200

قاعد على فراشه فقلنا لثابت لا تسأله عن شئ أول من حديث الشفاعة فقال
يا أبا حمزة هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاؤوك يسألونك عن حديث
الشفاعة فقال حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة ماج
الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون اشفع لنا إلى ربك فيقول لست
لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست لها
ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله فيأتون موسى فيقول لست لها ولكن
عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته فيأتون عيسى فيقول لست لها ولكن عليكم
بمحمد صلى الله عليه وسلم فيأتوني فأقول انا لها فاستأذن على ربي فيؤذن لي
ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد واخر له ساجدا
فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب
أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من ايمان
فأنطلق فافعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم اخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع
رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال
انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من ايمان فأنطلق
فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم اخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك
وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق
فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من ايمان فأخرجه
من النار فانطلق فأفعل فلما خرجنا من عند أنس قلت لبعض أصحابنا لو مررنا
بالحسن وهو متوار في منزل أبي خليفة بما حدثنا أنس بن مالك فأتيناه فسلمنا
عليه فأذن لنا فقلنا له يا أبا سعيد جئناك من عند أخيك أنس بن مالك فلم نر مثل
ما حدثنا في الشفاعة فقال هيه فحدثناه بالحديث فانتهى إلى هذا الموضع فقال
هيه فقلنا لم يزد لنا على هذا فقال لقد حدثني وهو جميع منذ عشرين سنة
201

فلا أدري أنسي أم كره ان تتكلوا قلنا يا أبا سعيد فحدثنا فضحك وقال خلق
الانسان عجولا ما ذكرته الا وانا أريد ان أحدثكم حدثني كما حدثكم به قال ثم
أعود الرابعة فأحمده بتلك ثم اخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل
يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله
فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله
حدثنا محمد بن خالد حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور عن
إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان آخر
أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا من النار رجل يخرج حبوا
فيقول له ربه ادخل الجنة فيقول رب الجنة ملأى فيقول له ذلك ثلاث مرات
فكل ذلك يعيد عليه الجنة ملأى فيقول ان لك مثل الدنيا عشر مرار حدثنا
علي بن حجر أخبرنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم أحد الا سيكلمه ربه ليس بينه
وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى الا ما قدم من عمله وينظر أشأم منه
فلا يرى الا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى الا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار
ولو بشق تمرة * قال الأعمش وحدثني عمرو بن مرة عن خيثمة مثله وزاد فيه
ولو بكلمة طيبة حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم
عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال جاء حبر من اليهود فقال إنه إذا كان يوم القيامة جعل الله السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والماء والثرى
على إصبع والخلائق على إصبع ثم يهزهن ثم يقول انا الملك انا الملك فلقد
رأيت النبي صلى الله عيه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه تعجبا وتصديقا لقوله
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم وما قدروا الله حق قدره إلى قوله يشركون
حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن صفوان بن محرز ان رجلا
202

سأل ابن عمر كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى قال
يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقول أعملت كذا وكذا فيقول
نعم ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقرره ثم يقول اني سترت عليك
في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم * وقال آدم حدثنا شيبان حدثنا قتادة حدثنا
صفوان عن ابن عمر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم باب قوله وكلم الله
موسى تكليما حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث حدثنا عقيل عن ابن شهاب
حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احتج
آدم وموسى فقال موسى أنت آدم الذي أخرجت ذريتك من الجنة قال أنت
موسى الذي اصطفاك الله تعالى برسالاته وبكلامه ثم تلومني على امر قد قدر
على قبل أن أخلق فحج آدم موسى حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام
حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يجمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا
هذا فيأتون آدم فيقولون له أنت آدم أبو البشر خلقك الله بيده واسجد لك
الملائكة وعلمك أسماء كل شئ فاشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا فيقول لهم لست
هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني
سليمان عن شريك بن عبد الله أنه قال سمعت ابن مالك يقول ليلة أسري
برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة انه جاءه ثلاثة نفر قبل أن
يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام فقال أولهم أيهم هو فقال أوسطهم
هو خيرهم فقال آخرهم خذوا خيرهم فكانت تلك الليلة فلم يرهم حتى اتوه
ليلة أخرى فيما يرى قلبه وتنام عينه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء تنام أعينهم
ولا تنام قلوبهم فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم فتولاه
منهم جبريل فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته حتى فرغ من صدره وجوفه
203

فغسله من ماء زمزم بيده حتى انقى جوفه ثم اتي بطست من ذهب فيه تور
من ذهب محشوا ايمانا وحكمة فحشا به صدره ولغاديده يعني عروق حلقه ثم
أطبقه ثم عرج به إلى السماء الدنيا فضرب بابا من أبوابها فناداه أهل السماء
من هذا فقال جبريل قالوا ومن معك قال معي محمد قال وقد بعث إليه قال نعم
قالوا فمرحبا به وأهلا فيستبشر به أهل السماء لا يعلم أهل السماء بما يريد الله به
في الأرض حتى يعلمهم فوجد في السماء الدنيا آدم فقال له جبريل هذا أبوك
فسلم عليه فسلم عليه ورد عليه آدم فقال مرحبا وأهلا يا بني نعم الابن أنت
فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يطردان فقال ما هذان النهران يا جبريل قال هذان
النيل والفرات عنصرهما ثم مضى به في السماء فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من
لؤلؤ وزبرجد فضرب يده فإذا هو مسك قال ما هذا يا جبريل قال هذا الكوثر
الذي خبأ لك ربك ثم عرج إلى السماء الثانية فقالت الملائكة له مثل ما قالت له
الأولى من هذا قال جبريل قالوا ومن معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قالوا
وقد بعث إليه قال نعم قالوا مرحبا به وأهلا ثم عرج به إلى السماء الثالثة وقالوا
له مثل ما قالت الأولى والثانية ثم عرج به إلى الرابعة فقالوا له مثل ذلك ثم
عرج به إلى السماء الخامسة فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى السادسة فقالوا له
مثل ذلك ثم عرج إلى السماء السابعة فقالوا له مثل ذلك كل سماء فيها أنبياء
قد سماهم فأوعيت منهم إدريس في الثانية وهارون في الرابعة وآخر في الخامسة
لم احفظ اسمه وإبراهيم في السادسة وموسى في السابعة بتفضيل كلام الله فقال
موسى رب لم أظن أن يرفع على أحد ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه الا الله
حتى جاء سدرة المنتهى ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين
أو أدنى فأوحى الله فيما أوحى خمسين صلاة على أمتك كل يوم وليلة ثم هبط
حتى بلغ فاحتبسه موسى فقال يا محمد ماذا عهد إليك ربك قال عهد إلي
204

خمسين صلاة كل يوم وليلة قال إن أمتك لا تستطيع ذلك فارجع فليخفف
عنك ربك وعنهم فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كأنه يستشيره
في ذلك فأشار إليه جبريل ان نعم إن شئت فعلا به إلى الجبار فقال وهو مكانه
يا رب خفف عنا فان أمتي لا تستطيع هذا فوضع عنه عشر صلوات ثم رجع
إلى موسى فاحتبسه فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت إلى خمس صلوات
ثم احتبسه موسى عند الخمس فقال يا محمد والله لقد راودت بني إسرائيل قومي
على أدنى من هذا فضعفوا فتركوه فأمتك أضعف أجسادا وقلوبا وأبدانا
وابصارا وأسماعا فارجع فليخفف عنك ربك كل ذلك يلتفت النبي صلى الله
عليه وسلم إلى جبريل ليشير عليه ولا يكره ذلك جبريل فرفعه عند الخامسة
فقال يا رب ان أمتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم واسماعهم وأبدانهم فخفف عنا
فقال الجبار يا محمد قال لبيك وسعديك قال إنه لا يبدل القول لدي كما فرضت
عليك في أم الكتاب قال فكل حسنة بعشر أمثالها فهي خمسون في أم الكتاب
وهي خمس عليك فرجع إلى موسى فقال كيف فعلت فقال خفف عنا أعطانا
بكل حسنة عشر أمثالها قال موسى قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من
ذلك فتركوه ارجع إلى ربك فليخفف عنك أيضا قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يا موسى قد والله استحييت من ربي مما اختلفت إليه قال فاهبط بسم الله
قال واستيقظ وهو في مسجد الحرام باب كلام الرب مع أهل الجنة
حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن
عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم ان الله يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك
والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى يا رب قد أعطيتنا
ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول الا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا رب
205

وأي شئ أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده
ابدا حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال عن عطاء بن يسار عن أبي
هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يوما يحدث وعنده رجل من أهل
البادية ان رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال أولست فيما شئت
قال بلى ولكني أحب ان ازرع فأسرع وبذر فتبادر الطرف نباته واستواؤه
واستحصاده وتكويره أمثال الجبال فيقول الله تعالى دونك يا ابن آدم فإنه
لا يشبعك شئ فقال الأعرابي يا رسول الله لا تجد هذا الا قرشيا أو أنصاريا
فإنهم أصحاب زرع فاما نحن فلسنا بأصحاب زرع فضحك رسول الله صلى الله
عليه وسلم باب ذكر الله بالأمر وذكر العباد بالدعاء والتضرع والرسالة
والابلاغ لقوله تعالى فاذكروني أذكركم واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه
يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فاجمعوا
امركم وشركاءكم ثم لا يكن امركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون
فان توليتم فما سألتكم من اجر ان أجري الا على الله وأمرت ان أكون من
المسلمين * غمة هم وضيق * قال مجاهد اقضوا إلي ما في أنفسكم يقال أفرق اقض
* وقال مجاهد وان أحد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله انسان
يأتيه فيستمع ما يقول وما انزل عليه فهو آمن حتى يأتيه فيسمع منه كلام الله
وحتى يبلغ مأمنه حيث جاء النبأ العظيم القرآن صوابا حقا في الدنيا وعمل به
باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله أندادا وقوله جل ذكره وتجعلون له
أندادا ذلك رب العالمين وقوله والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولقد أوحى
إليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين
بل الله فاعبد وكن من الشاكرين * وقال عكرمة وما يؤمن أكثرهم بالله
الا وهم مشركون ولئن سألتهم من خلقهم ومن خلق السماوات والأرض
206

ليقولن الله فذلك ايمانهم وهم يعبدون غيره وما ذكر في خلق أفعال العباد
واكتسابهم لقوله تعالى وخلق كل شئ فقدره تقديرا * وقال مجاهد ما تنزل
الملائكة الا بالحق بالرسالة والعذاب ليسأل الصادقين عن صدقهم المبلغين
المؤدين من الرسل وانا له حافظون عندنا والذي جاء بالصدق القرآن وصدق
به المؤمن يقول يوم القيامة هذا الذي أعطيتني عملت بما فيه حدثنا قتيبة
ابن سعيد حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله
قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم اي الذنب أعظم عند الله قال إن تجعل
لله ندا وهو خلقك قلت إن ذلك لعظيم قلت ثم اي قال ثم إن تقتل ولدك
تخاف أنت يطعم معك قلت ثم اي قال ثم إن تزاني بحليلة جارك باب
قول الله تعالى وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا
جلودكم ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعلمون حدثنا الحميدي
حدثنا سفيان حدثنا منصور عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله رضي الله عنه
قال اجتمع عند البيت ثقفيان وقرشي أو قرشيان وثقفي كثيرة شحم بطونهم
قليلة فقه قلوبهم فقال أحدهم أترون ان الله يسمع ما نقول قال الآخر يسمع
ان جهرنا ولا يسمع ان أخفينا وقال الآخر إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه
يسمع إذا أخفينا فأنزل الله تعالى وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم
ولا ابصاركم ولا جلودكم الآية باب قول الله تعالى كل يوم هو
في شأن وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث وقوله تعالى لعل الله يحدث
بعد ذلك امرا وان حدثه لا يشبه حدث المخلوقين لقوله تعالى ليس
كمثله شئ وهو السميع البصير وقال ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم
ان الله عز وجل يحدث من امره ما يشاء وان مما أحدث أن لا تكلموا
في الصلاة حدثنا علي بن عبد الله حدثنا حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن
207

عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كيف تسألون أهل الكتاب عن
كتبهم وعندكم كتاب الله أقرب الكتب عهدا بالله تقرؤنه محضا لم يشب
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله ان
عبد الله بن عباس قال يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شئ
وكتابكم الذي انزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم أحدث الاخبار بالله
محضا لم يشب وقد حدثكم الله ان أهل الكتاب قد بدلوا من كتب الله
وغيروا فكتبوا بأيديهم قالوا هو من عند الله ليشتروا بذلك ثمنا قليلا
أولا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسئلتهم فلا والله ما رأينا رجلا منهم يسألكم
عن الذي انزل عليكم باب قول الله تعالى لا تحرك به لسانك وفعل النبي
صلى الله عليه وسلم حيث ينزل عليه الوحي وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال الله تعالى انا مع عبدي حيث ما ذكرني وتحركت بي شفتاه
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس في قوله تعالى لا تحرك به لسانك قال كان النبي صلى الله
عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك شفتيه فقال لي ابن عباس
أحركهما لك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما فقال سعيد انا
أحركهما كما كان ابن عباس يحركهما فحرك شفتيه فأنزل الله تعالى لا تحرك به
لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه قال جمعه في صدرك ثم تقرؤه فإذا
قرأناه فاتبع قرآنه قال فاستمع له وأنصت ثم إن علينا ان تقرأه قال فكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اتاه جبريل عليه السلام استمع فإذا انطلق
جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما اقرأه باب قول الله تعالى
وأسروا قولكم أو اجهروا به انه عليم بذات الصدور الا يعلم من خلق وهو
اللطيف الخبير * يتخافتون يتساورون حدثني عمرو بن زرارة عن هشيم أخبرنا
208

أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ولا تجهر
بصلاتك ولا تخافت بها قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة
فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن
ومن أنزله ومن جاء به فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولا تجهر بصلاتك
اي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن ولا تخافت بها عن أصحابك فلا
تسمعهم وابتغ بين ذلك سبيلا حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن
هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت نزلت هذه الآية ولا تجهر
بصلاتك ولا تخافت بها في الدعاء حدثنا إسحاق حدثنا أبو عاصم أخبرنا ابن
جريج أخبرنا ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليس منا من لم يتغن بالقرآن وزاد غيره يجهر به باب قول
النبي صلى الله عليه وسلم رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار
ورجل يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا فعلت كما تفعل فبين الله ان قيامه
بالكتاب هو فعله وقال ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم
وألوانكم وقال جل ذكره وافعلوا الخير لعلكم تفلحون حدثنا قتيبة حدثنا
جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا تحاسد الا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء
النهار فهو يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل ورجل آتاه الله
مالا فهو ينفقه في حقه فيقول لو أوتيت مثل ما أوتي عملت فيه مثل ما يعمل حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال لا حسد الا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل
وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار سمعت
سفيان مرارا لم اسمعه يذكر الخبر وهو من صحيح حديثه باب قول الله
209

تعالى يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته
وقال الزهري من الله عز وجل الرسالة وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
البلاغ وعلينا التسليم وقال ليعلم ان قد أبلغوا رسالات ربهم وقال تعالى
أبلغكم رسالات ربي وقال كعب بن مالك حين تخلف عن النبي صلى الله عليه
وسلم وسيرى الله عملكم ورسوله وقالت عائشة إذا أعجبك حسن عمل امرئ
فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ولا يستخفنك أحد وقال
معمر ذلك الكتاب هذا القرآن هدى للمتقين بيان ودلالة كقوله تعالى
ذلكم حكم الله هذا حكم الله لا ريب لا شك تلك آيات الله يعني هذه اعلام
القرآن ومثله حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم يعنى بكم وقال أنس بعث
النبي صلى الله عليه وسلم خاله حراما إلى قومه وقال أتؤمنوني أبلغ رسالة
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يحدثهم حدثنا الفضل بن يعقوب حدثنا
عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا المعتمر بن سليمان حدثنا سعيد بن عبد الله الثقفي
حدثنا بكر بن عبد الله المزني وزياد بن جبير بن حية عن جبير بن حية قال المغيرة
أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن رسالة ربنا انه من قتل منا صار إلى الجنة
حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي عن مسروق عن
عائشة رضي الله عنها قالت من حدثك ان محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا
وقال محمد حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن
الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت من حدثك ان النبي صلى الله عليه وسلم
كتم شيئا من الوحي فلا تصدقه ان الله تعالى يقول يا أيها الرسول بلغ ما انزل
إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته حدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي عن عمرو بن شرحبيل قال قال عبد الله
قال رجل يا رسول الله اي الذنب أكبر عند الله تعالى قال إن تدعو لله ندا وهو
210

خلقك قال ثم اي قال ثم إن تقتل ولدك ان يطعم معك قال ثم اي قال إن تزاني
حليلة جارك فأنزل الله تصديقها والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون
النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له
العذاب الآية باب قول الله تعالى قل فأتوا بالتوراة فاتلوها وقول النبي
صلى الله عليه وسلم أعطي أهل التوراة التوراة فعملوا بها وأعطي أهل الإنجيل
الإنجيل فعملوا به وأعطيتم القرآن فعملتم به وقال أبو رزين يتلونه يتبعونه
ويعملون به حق عمله يقال يتلى يقرأ حسن التلاوة حسن القراءة للقرآن
لا يمسه لا يجد طعمه ونفعه الا من آمن بالقرآن ولا يحمله بحقه الا الموقن
لقوله تعالى مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا
بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين وسمى النبي
صلى الله عليه وسلم الاسلام والايمان عملا قال أبو هريرة قال النبي صلى الله عليه
وسلم لبلال أخبرني بأرجى عمل عملته في الاسلام قال ما عملت عملا أرجى
عندي اني لم أتطهر الا صليت وسئل اي العمل أفضل قال ايمان بالله ورسوله
ثم الجهاد ثم حج مبرور حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري
أخبرني سالم عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما بقاؤكم
فيمن سلف من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس أوتي أهل التوراة
التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ثم أوتي
أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به حتى صليت العصر ثم عجزوا فأعطوا قيراطا
قيراطا ثم أوتيتم القرآن فعملتم به حتى غربت الشمس فأعطيتم قيراطين قيراطين
فقال أهل الكتاب هؤلاء أقل منا عملا وأكثر اجرا قال الله هل ظلمتكم
من حقكم شيئا قالوا لا قال فهو فضلي آويته من أشاء باب وسمى النبي
صلى الله عليه وسلم الصلاة عملا وقال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب
211

حدثني سليمان حدثنا شعبة عن الوليد وحدثني عباد بن يعقوب الأسدي أخبرنا
عباد بن العوام عن الشيباني عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني عن ابن
مسعود ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم اي الاعمال أفضل قال الصلاة
لوقتها وبر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله باب قول الله تعالى ان
الانسان خلق هلوعا ضجورا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا هلوعا
ضجورا حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم عن الحسن حدثنا عمرو بن
تغلب قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم مال فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغه
انهم عتبوا فقال إني أعطي الرجل وادع الرجل والذي ادع أحب إلي من الذي
أعطي أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع واكل أقواما إلى ما جعل الله
في قلوبهم من الغنى والخير منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو ما أحب ان لي بكلمة
رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم باب ذكر النبي صلى الله عليه
وسلم وروايته عن ربه حدثني محمد بن عبد الرحيم حدثنا أبو زيد سعيد بن
الربيع الهروي حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم يرويه عن ربه قال إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا
وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا وإذا اتاني مشيا اتيته هرولة حدثنا
مسدد عن يحيى عن التيمي عن أنس بن مالك عن أبي هريرة قال ربما ذكر النبي
صلى الله عليه وسلم قال إذا تقرب العبد مني شبرا تقربت منه ذراعا وإذا
تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا أو بوعا * وقال معتمر سمعت أبي سمعت انسا
عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل حدثنا آدم حدثنا شعبة
حدثنا محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه
عن ربكم قال لكل عمل كفارة والصوم لي وانا أجزي به ولخلوف فم الصائم
أطيب عند الله من ريح المسك حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن قتادة
212

ح وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن أبي العالية عن
ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه قال
لا ينبغي لعبد أن يقول إنه خير من يونس بن متى ونسبه إلى أبيه حدثنا احمد
ابن أبي سريج أخبرنا شبابة حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن عبد الله بن مغفل
المزني قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقة له يقرأ
سورة الفتح أو من سورة الفتح قال فرجع فيها قال ثم قرأ معاوية يحكي قراءة
ابن مغفل وقال لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجعت كما رجع ابن مغفل يحكي النبي
صلى الله عليه وسلم فقلت لمعاوية كيف كان ترجيعه قال ثلاث مرات
باب ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها من كتب الله بالعربية وغيرها
لقول الله تعالى قل فأتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين * وقال ابن عباس
أخبرني أبو سفيان بن حرب ان هرقل دعا ترجمانه ثم دعا بكتاب النبي صلى الله
عليه وسلم فقرأه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل
ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم الآية حدثنا محمد بن بشار
حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي
هريرة قال كان أهل الكتاب يقرؤن التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية
لأهل الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا أهل الكتاب ولا
تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما انزل الآية حدثنا مسدد حدثنا إسماعيل عن
أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال اتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل
وامرأة من اليهود قد زنيا فقال لليهود ما تصنعون بهما قالوا نسخم وجوههما
ونخزيهما قال فأتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين فجاؤوا فقالوا لرجل ممن
يرضون يا أعور اقرأ فقرأ حتى انتهى إلى موضع منها فوضع يده عليه قال ارفع
يدك فرفع يده فإذا فيه آية الرجم تلوح فقال يا محمد ان عليهما الرجم ولكنا نكاتمه
213

بيننا فأمر بهما فرجما فرأيته يجانئ عليها بالحجارة باب قول النبي صلى الله
عليه وسلم الماهر بالقرآن مع الكرام البررة وزينوا القرآن بأصواتكم حدثني
إبراهيم بن حمزة حدثني ابن أبي حازم عن يزيد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة
عن أبي هريرة سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما اذن الله لشئ ما اذن لنبي
حسن الصوت بالقرآن يجهر به حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن
يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن
وقاص وعبيد الله بن عبد الله عن حديث عائشة حين قال لها أهل الإفك ما قالوا
وكل حدثني طائفة من الحديث قالت فاضطجعت على فراشي وانا حينئذ اعلم
اني بريئة وان الله يبرئني ولكن والله ما كنت أظن أن الله ينزل في شأني وحيا
يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى وانزل الله عز
وجل ان الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم العشر الآيات كلها حدثنا أبو نعيم
حدثنا مسعر عن عدي بن ثابت أراه عن البراء قال سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقرأ في العشاء والتين والزيتون فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة
منه حدثنا حجاج بن منهال حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم متواريا بمكة وكان
يرفع صوته فإذا سمع المشركون سبوا القرآن ومن جاء به فقال الله عز وجل
لنبيه صلى الله عليه وسلم ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها حدثنا إسماعيل
حدثني مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه
انه أخبره ان أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال له اني أراك تحب الغنم والبادية
فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع
مدى صوت المؤذن جن ولا انس ولا شئ الا شهد له يوم القيامة قال أبو
سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا قبيصة حدثنا سفيان
214

عن منصور عن أمه عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن
ورأسه في حجري وانا حائض باب قول الله تعالى فاقرؤا ما تيسر من
القرآن حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب حدثني
عروة ان المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه انهما سمعا عمر
ابن الخطاب يقول سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله
صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها
رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم
فلببته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال أقرأنيها
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت كذبت أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به
أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت اني سمعت هذا يقرأ سورة
الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال أرسله اقرأ يا هشام فقرأ القراءة التي
سمعته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اقرأ يا عمر فقرأت التي أقرأني فقال كذلك أنزلت ان هذا
القرآن انزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه باب قول الله تعالى
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر وقال النبي صلى الله عليه وسلم
كل ميسر لما خلق له يقال ميسر مهيأ وقال مطر الوراق ولقد يسرنا القرآن
للذكر فهل من مدكر قال هل من طالب علم فيعان عليه حدثنا أبو معمر
حدثنا عبد الوارث قال يزيد حدثني مطرف بن عبد الله عن عمران قال قلت
يا رسول الله فيما يعمل العاملون قال كل ميسر لما خلق له حدثني محمد بن بشار
حدثنا غندر حدثنا شعبة عن منصور والأعمش سمعا سعد بن عبيدة عن أبي
عبد الرحمن عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان في جنازة فاخذ عودا
فجعل ينكت في الأرض فقال ما منكم من أحد الا كتب مقعده من الجنة
215

أو من النار قالوا الا نتكل قال اعملوا فكل ميسر فاما من أعطى واتقى الآية
باب قول الله تعالى بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ والطور وكتاب
مسطور قال قتادة مكتوب يسطرون يخطون في أم الكتاب جملة الكتاب
واصله ما يلفظ من قول ما يتكلم من شئ الا كتب عليه وقال ابن عباس يكتب
الخير والشر يحرفون يزيلون وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله عز
وجل ولكنهم يحرفونه يتأولونه على غير تأويله دراستهم تلاوتهم واعية حافظة
وتعيها تحفظها وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به يعني أهل مكة ومن بلغ
هذا القرآن فهو له نذير * وقال لي خليفة بن خياط حدثنا معتمر سمعت أبي عن
قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم لما قضى الله
الخلق كتب كتابا عنده غلبت أو قال سبقت رحمتي غضبي فهو عنده فوق
العرش حدثني محمد بن أبي غالب حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا معتمر سمعت
أبي يقول حدثنا قتادة ان أبا رافع حدثه انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق
الخلق ان رحمتي سبقت غضبي فهو مكتوب عنده فوق العرش باب
قول الله تعالى والله خلقكم وما تعملون انا كل شئ خلقناه بقدر ويقال للمصورين
أحيوا ما خلقتم ان ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم
استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم
مسخرات بأمره الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين قال ابن عيينة بين
الله الخلق من الامر بقوله تعالى الا له الخلق والامر وسمى النبي صلى الله عليه
وسلم الايمان عملا قال أبو ذر وأبو هريرة سئل النبي صلى الله عليه وسلم اي
الاعمال أفضل قال ايمان بالله وجهاد في سبيله وقال جزاءا بما كانوا يعملون وقال
وفد عبد القيس للنبي صلى الله عليه وسلم مرنا بجمل من الامر ان عملنا بها دخلنا
216

الجنة فأمرهم بالايمان والشهادة وأقام الصلاة وايتاء الزكاة فجعل ذلك كله
عملا حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن
أبي قلابة والقاسم التميمي عن زهدم قال كان بين هذا الحي من جرم وبين
الأشعريين ود وإخاء فكنا عند أبي موسى الأشعري فقرب إليه الطعام فيه
لحم دجاج وعنده رجل من بني تيم الله كأنه من الموالي فدعاه إليه فقال إني
رأيته يأكل شيئا فقذرته فحلفت لا آكله فقال هلم فلأحدثك عن ذاك اني
اتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من الأشعريين نستحمله قال والله لا أحملكم
وما عندي ما أحملكم فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بنهب إبل فسأل عنا فقال
أين النفر الأشعريون فأمر لنا بخمس ذود غر الذرى ثم انطلقنا قلنا ما صنعنا
حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحملنا وما عنده ما يحملنا ثم حملنا تغفلنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يمينه والله لا نفلح ابدا فرجعنا إليه فقلنا له فقال
لست انا أحملكم ولكن الله حملكم اني والله لا احلف على يمين فأرى غيرها
خيرا منها الا اتيت الذي خير وتحللتها حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو
عاصم حدثنا قرة بن خالد حدثنا أبو جمرة الضبعي قلت لابن عباس فقال قدم
وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ان بيننا وبينك
المشركين من مضر وانا لا نصل إليك الا في أشهر حرم فمرنا بجمل من الامر
ان عملنا به دخلنا الجنة وندعو إليها من وراءنا قال آمركم بأربع وأنهاكم
عن أربع آمركم بالايمان بالله وهل تدرون ما الايمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله
وأقام الصلاة وايتاء الزكاة وتعطوا من المغنم الخمس وأنهاكم عن
أربع لا تشربوا في الدباء والنقير والظروف المزفتة والحنتمة حدثنا قتيبة بن
سعيد حدثنا الليث عن نافع عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة
217

ويقال لهم أحيوا ما خلفتم حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان أصحاب
هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم حدثنا محمد بن
العلاء حدثنا ابن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة سمع أبا هريرة رضي الله عنه
قال سمعت البني صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عز وجل ومن اظلم ممن
ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو شعيرة باب قراءة
الفاجر والمنافق وأصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم حدثنا هدبة بن خالد
حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا انس عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب
وريحها طيب والذي لا يقرأ كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل الفاجر
الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل الفاجر الذي
لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها حدثنا علي حدثنا
هشام أخبرنا معمر عن الزهري ح وحدثني أحمد بن صالح حدثنا عنبسة
حدثنا يونس عن ابن شهاب أخبرني يحيى بن عروة بن الزبير انه سمع عروة
ابن الزبير يقول قالت عائشة رضي الله عنها سأل أناس النبي صلى الله عليه وسلم
عن الكهان فقال إنهم ليسوا بشئ فقالوا يا رسول الله فإنهم يحدثون بالشئ
يكون حقا قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة من الحق يخطفها
الجني فيقرقرها في اذن وليه كقرقرة الدجاجة فيخلطون فيه أكثر من مائة
كذبة حدثنا أبو النعمان حدثنا مهدي بن ميمون سمعت محمد بن سيرين
يحدث عن معبد بن سيرين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال يخرج ناس من قبل المشرق ويقرؤن القرآن لا يجاوز
تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه
218

حتى يعود السهم إلى فوقه قيل ما سيماهم قال سيماهم التحليق أو قال التسبيد
باب قول الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة وان اعمال
بني آدم وقولهم يوزن وقال مجاهد القسطاس العدل بالرومية ويقال القسط
مصدر المقسط وهو العادل واما القاسط فهو الجائر حدثني أحمد بن اشكاب
حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كلمتان
حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان
في الميزان سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
قد تم بحمد الله جل ثناؤه طبع هذا الجامع الصحيح مع الشكل الجميل على وجه صحيح
الا اغيلاطا منها ما في بعض الهوامش أغلبها مغتفر غير فاحش بدار الطباعة العامرة الغراء
الكائنة في الفناء الشرقي من فروق البخراء صينت مع سائر البلاد الاسلامية عن البأساء
والضاروراء وصارت مأوى كل رخاء وسار وراء مصححا بالمقابلة مع المتنين المطبوعين
في مصر القاهرة المشكول وغير المشكول بالطبعة الزاهرة الفاخرة في عهد ذي الشوكة
والنباهة المحفوف بعناية ربنا تعالى المبدئ والمعيد (مولانا السلطان الغازي عبد الحميد)
لا زالت ألوية دولته منصورة وأعناق أعاديها إليها مصورة وقد صادف يوم اختتامه
السعيد عشرين شهر عاشره عيد من شهور سنة 1315 هجرية على صاحب تلك
الهجرة المقدسة أزكى صلاة وأسنى تحية وأنا مصححه العبد المذنب المفتقر إلى الملك
القدوس الغني محمد ذهني غفر له مولاه ولوالديه وأغناه عما سواه بما لديه وشكر الله
سبحانه مساعي أفاضل العلماء من مصححي المطابع المصرية الأماثل الكرماء فان فضيلة
التقدم لهم وغيرهم حاذ في هذا الامر حذوهم نسأله تعالى من فضله العفو والعافية بجاه
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واغفر اللهم لي ذنبي كله دقه وجله الحمد لله كثيرا
وسبحان الله بكرة وأصيلا لا إله إلا الله ولا نعبد الا إياه اللهم صل
على محمد وعلى آل محمد وعلى أصحاب محمد وعلى
أزواج محمد وسلم تسليما
219