الكتاب: صحيح مسلم
المؤلف: مسلم النيسابوري
الجزء: ٥
الوفاة: ٢٦١
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: دار الفكر - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: طبعة مصححة ومقابلة على عدة مخطوطات ونسخ معتمدة

الجامع الصحيح
للامام أبي الحسين مسلم بن الحجاج
ابن مسلم القشيري
النيسابوري
طبعة مصححة ومقابلة
على عدة مخطوطات ونسخ معتمدة
اتفق العلماء على أن أصح الكتب بعد القرآن الكريم، الصحيحان البخاري ومسلم،
وتلقتهما الأمة بالقبول، ثم أن مسلم رتب كتابه على أبواب فهو مبوب
في الحقيقة ولكن لم يذكر تراجم الأبواب لئلا يزداد
بها حجم الكتاب وأثبتها على حواشيه
الجزء الخامس
دار الفكر
بيروت - لبنان
1

صحيح مسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
* حدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال قرأت على مالك عن محمد بن يحيى بن حبان
عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه آله وسلم نهى عن الملامسة
والمنابذة وحدثنا أبو كريب وابن أبي عمر قالا حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وحدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن نمير وأبو أسامة وحدثنا محمد بن عبد الله بن
نمير حدثنا أبي ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب كلهم عن عبيد الله
ابن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم بمثله وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب (يعنى ابن
عبد الرحمن) عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم مثله وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريح
اخبرني عمرو بن دينار عن عطاء بن ميناء انه سمعه يحدث عن أبي هريرة
2

أنه قال نهى عن بيعتين الملامسة والمنابذة اما الملامسة فان يلمس كل واحد
منهما ثوب صاحبه بغير تأمل والمنابذة ان ينبذ كل واحد منهما ثوبه إلى
الآخر ولم ينظر واحد منهما إلى ثوب صاحبه وحدثني أبو الطاهر وحرملة بن
يحيى (واللفظ لحرملة) قالا أخبرنا ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب اخبرني
عامر بن سعد بن أبي وقاص ان أبا سعيد الخدري قال نهانا رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن بيعتين ولبستين نهى عن الملامسة والمنابذة في البيع والملامسة
لمس الرجل ثوب الآخر بيده بالليل أو بالنهار ولا يقلبه الا بذلك والمنابذة ان
ينبذ الرجل إلى الرجل بثوبه وينبذ الآخر إليه ثوبه ويكون ذلك بيعهما من غير
نظر ولا تراض * وحدثنيه عمرو الناقد حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي
عن صالح عن ابن شهاب بهذا الاسناد * وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
عبد الله بن إدريس ويحيى بن سعيد وأبو أسامة عن عبيد الله ح وحدثني زهير بن
حرب (واللفظ له) حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله حدثني أبو الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الحصاة وعن
بيع الغرر * حدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح قالا أخبرنا الليث ح وحدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن نافع عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
انه نهى عن بيع حبل الحبلة حدثني زهير بن حرب ومحمد بن المثنى (واللفظ
لزهير) قالا حدثنا يحيى (وهو القطان) عن عبيد الله اخبرني نافع عن ابن عمر قال كان
أهل الجاهلية يتبايعون لحم الجزور إلى حبل الحبلة وحبل الحبلة ان تنتج الناقة
ثم تحمل التي نتجت فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك * حدثنا
يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لا يبيع بعضكم على بيع بعض حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى
3

(واللفظ لزهير) قالا حدثنا يحيى عن عبيد الله اخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لا يبع الرجل على بيع أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه
الا ان يأذن له حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل
(وهو ابن جعفر) عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا يسم المسلم على سوم أخيه * وحدثنيه أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني عبد الصمد
حدثنا شعبة عن العلاء وسهيل عن أبيهما عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم ح وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا عبد الصمد حدثنا شعبة عن الأعمش
عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا عبيد الله بن
معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عدى (وهو ابن ثابت) عن أبي حازم عن أبي هريرة
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان يستام الرجل على سوم أخيه وفى رواية
الدورقي على سيمة أخيه حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي الزناد
عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يتلقى الركبان
لبيع ولا يبع بعضكم على بيع بعض ولا تناجشوا ولا يبع حاضر لباد ولا
تصروا الإبل والغنم فمن ابتاعها بعد ذلك فهو بخير النظرين بعد ان يحلبها
فان رضيها أمسكها وان سخطها ردها وصاعا من تمر حدثنا عبيد الله بن
معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عدى (وهو ابن ثابت) عن أبي حازم عن أبي
هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن التلقي للركبان وان يبيع حاضر لباد
وان تسأل المرأة طلاق أختها وعن النجش والتصرية وان يستام الرجل على سوم
أخيه * وحدثنيه أبو بكر بن نافع حدثنا غندر ح وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا
وهب بن جرير ح وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثنا أبي قالوا جميعا
حدثنا شعبة بهذا الاسناد في حديث غندر ووهب نهى وفى حديث عبد الصمد
4

ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى بمثل حديث معاذ عن شعبة حدثنا يحيى
ابن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم نهى عن النجش * حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن أبي زائدة ح وحدثنا ابن
المثنى حدثنا يحيى (يعنى ابن سعيد) ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي كلهم عن عبيد الله
عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان تتلقى السلع حتى تبلغ
الأسواق وهذا لفظ ابن نمير وقال الآخران ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن
التلقي وحدثني محمد بن حاتم وإسحاق بن منصور جميعا عن ابن مهدي عن مالك
عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث ابن نمير عن عبيد الله
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن مبارك عن التيمي عن أبي
عثمان عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن تلقى البيوع حدثنا يحيى بن
يحيى أخبرنا هشيم عن هشام ابن سيرين عن أبي هريرة قال نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان يتلقى الجلب حدثنا ابن أبي عمر حدثنا هشام بن سليمان
عن ابن جريج اخبرني هشام القردوسي عن ابن سيرين قال سمعت أبا هريرة
يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تلقوا الجلب فمن تلقاه فاشترى منه
فإذا اتى سيده السوق فهو بالخيار * حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد
وزهير بن حرب قالوا حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي
هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يبع حاضر لباد وقال زهير عن النبي
صلى الله عليه وسلم انه نهى ان يبيع حاضر لباد وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن
حميد قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تتلقى الركبان وان يبيع حاضر لباد قال فقلت
لابن عباس ما قوله حاضر لباد قال لا يكن له سمسارا حدثنا يحيى بن يحيى التميمي
5

أخبرنا أبو خيثمة عن أبي الزبير عن جابر ح وحدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير
حدثنا أبو الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبع حاضر
لباد دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض غير أن في رواية يحيى يرزق حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزبير عن
جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن
يونس عن ابن سيرين عن انس بن مالك قال نهينا ان يبيع حاضر لباد وإن كان
أخاه أو أباه حدثنا محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدى عن ابن عون عن محمد عن
انس ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا معاذ حدثنا ابن عون عن محمد قال قال انس بن
مالك نهينا عن أن يبيع حاضر لباد * حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا
داود بن قيس عن موسى بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من اشترى شاة مصراة فلينقلب بها فليحلبها فان رضى حلابها أمسكها
والا ردها ومعها صاع من تمر حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب (يعنى ابن
عبد الرحمن القاري) عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال من ابتاع شاة مصراة فهو فيها بالخيار ثلاثة أيام ان شاء أمسكها وان
شاء ردها ورد معها صاعا من تمر حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة بن أبي رواد
حدثنا أبو عامر (يعنى العقدي) حدثنا قرة عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال من اشترى شاة مصراة فهو بالخيار ثلاثة أيام فان ردها رد
معها صاعا من طعام لا سمراء حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن أيوب عن محمد
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اشترى شاة مصراة فهو
بخير النظرين ان شاء أمسكها وان شاء ردها وصاعا من تمر لا سمراء وحدثناه
ابن أبي عمر حدثنا عبد الوهاب عن أيوب بهذا الاسناد غير أنه قال من اشترى من
6

الغنم فهو بالخيار حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام
ابن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر
أحاديث منها وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ما أحدكم اشترى لقحة
مصراة أو شاة مصراة فهو بخير النظرين بعد ان يحلبها اما هي والا فليردها
وصاعا من تمر * حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا حماد بن زيد ح وحدثنا أبو الربيع
العتكي وقتيبة قالا حدثنا حماد عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه قال ابن
عباس واحسب كل شئ مثله حدثنا ابن أبي عمر وأحمد بن عبدة قالا حدثنا
سفيان ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا وكيع عن سفيان
(وهو الثوري) كلاهما عن عمرو بن دينار بهذا الاسناد نحوه حدثنا إسحاق بن
إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد قال ابن رافع حدثنا وقال الآخران أخبرنا
عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يقبضه قال ابن عباس واحسب كل
شئ بمنزلة الطعام حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم
قال اسحق أخبرنا وقال الآخران حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن طاوس عن أبيه
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابتاع طعاما فلا يبعه
حتى يكتاله فقلت لابن عباس لم فقال الا تراهم يتبايعون بالذهب والطعام
مرجأ ولم يقل أبو كريب مرجأ حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي حدثنا مالك
ح وحدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه حدثنا يحيى بن
يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر قال كنا في زمان رسول الله
7

صلى الله عليه وسلم نبتاع الطعام فيبعث علينا من يأمرنا بانتقاله من المكان
الذي ابتعناه فيه إلى مكان سواه قبل ان نبيعه حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير (واللفظ له)
حدثنا أبي حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من اشترى طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه قال وكنا نشتري الطعام من الركبان
جزافا فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نبيعه حتى ننقله من مكانه حدثني
حرملة بن يحيى أخبرنا عبد الله بن وهب حدثني عمر بن محمد عن نافع عن عبد الله
ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اشترى طعاما فلا يبعه حتى
يستوفيه ويقبضه حدثنا يحيى بن يحيى وعلي بن حجر قال يحيى أخبرنا إسماعيل بن
جعفر وقال على حدثنا إسماعيل عن عبد الله بن دينار انه سمع ابن عمر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يقبضه حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الاعلى عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن
عمر انهم كانوا يضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتروا
طعاما جزافا ان يبيعوه في مكانه حتى يحولوه وحدثني حرملة بن يحيى
حدثنا ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب اخبرني سالم بن عبد الله ان أباه
قال قد رأيت الناس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ابتاعوا الطعام
جزافا يضربون في أن يبيعوه في مكانهم وذلك حتى يؤووه إلى رحالهم قال ابن
شهاب وحدثني عبيد الله بن عبد الله بن عمر ان أباه كان يشترى الطعام جزافا
فيحمله إلى أهله حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وأبو كريب قالوا حدثنا
زيد بن حباب عن الضحاك بن عثمان عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان
ابن يسار عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اشترى طعاما
8

فلا يبعه حتى يكتاله وفى رواية أبى بكر من ابتاع حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا عبد الله بن الحارث المخزومي حدثنا الضحاك بن عثمان عن بكير بن عبد الله بن
الأشج عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة أنه قال لمروان أحللت بيع الربا
فقال مروان ما فعلت فقال أبو هريرة أحللت بيع الصكاك وقد نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن بيع الطعام حتى يستوفى قال فخطب مروان الناس فنهى
عن بيعها قال سليمان فنظرت إلى حرس يأخذونها من أيدي الناس حدثنا إسحاق
بن إبراهيم أخبرنا روح حدثنا ابن جريج حدثني أبو الزبير انه سمع
جابر بن عبد الله يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ابتعت
طعاما فلا تبعه حتى تستوفيه * حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح
أخبرنا ابن وهب حدثني ابن جريج ان أبا الزبير اخبره قال سمعت جابر بن
عبد الله يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الصبرة من التمر
لا يعلم مكيلتها بالكيل المسمى من التمر حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا روح بن
عبادة حدثنا ابن جريج اخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله غير أنه لم يذكر من التمر في آخر الحديث * حدثنا
يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال البيعان كل واحد منهما بالخيار على صاحبه ما لم يتفرقا الا
بيع الخيار حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى قالا حدثنا يحيى (وهو القطان)
ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي
كلهم عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
ح وحدثني زهير بن حرب وعلي بن حجر قالا حدثنا إسماعيل ح وحدثنا أبو
الربيع وأبو كامل قال حدثنا حماد (وهو ابن زيد) جميعا عن أيوب عن نافع عن ابن
9

عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا ابن المثنى وابن أبي عمر قالا حدثنا
عبد الوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد ح وحدثنا ابن رافع حدثنا ابن أبي فديك
أخبرنا الضحاك كلاهما عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله نحو حديث
مالك عن نافع حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا
الليث عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا تبايع
الرجلان فكل واحد منهما بالخيار ما لم يتفرقا وكانا جميعا أو يخير أحدهما الآخر
فان خير أحدهما الآخر فتبايعا على ذلك فقد وجب البيع وان تفرقا بعد ان تبايعا
ولم يترك واحد منهما البيع فقد وجب البيع وحدثني زهير بن حرب وابن أبي عمر
كلاهما عن سفيان قال زهير حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن جريح قال املى على نافع
سمع عبد الله بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تبايع المتبايعان بالبيع
فكل واحد منهما بالخيار من بيعه ما لم يتفرقا أو يكون بيعهما عن خيار فإذا كان
بيعهما عن خيار فقد وجب زاد ابن أبي عمر في روايته قال نافع فكان إذا بايع رجلا
فأراد ان لا يقيله قام فمشى هنيهة ثم رجع إليه حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن
أيوب وقتيبة وابن حجر قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا إسماعيل بن
جعفر عن عبد الله بن دينار انه سمع ابن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم كل بيعين لا بيع بينهما حتى يتفرقا الا بيع الخيار * حدثنا محمد بن
المثنى حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة ح وحدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى
ابن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي قالا حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي الخليل
عن عبد الله بن الحارث عن حكيم بن حزام عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فان صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وان كذبا
وكتما محق بركة بيعهما حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي
10

حدثنا همام عن أبي التياح قال سمعت عبد الله بن الحارث يحدث عن حكيم بن
حزام عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله (قال مسلم بن الحجاج ولد حكيم بن حزام
في جوف الكعبة وعاش مائة وعشرين سنة) * حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن
أيوب وقتيبة وابن حجر قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا إسماعيل بن
جعفر عن عبد الله بن دينار انه سمع ابن عمر يقول ذكر رجل لرسول الله صلى الله عليه
وسلم انه يخدع في البيوع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بايعت فقل
لا خلابة فكان إذا بايع يقول لا خيابة حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع
حدثنا سفيان ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة كلاهما
عن عبد الله بن دينار بهذا الاسناد مثله وليس في حديثهما فكان إذا بايع يقول
لا خيابة * حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحها نهى البائع
والمبتاع حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله وحدثني علي بن حجر السعدي وزهير بن حرب
قالا حدثنا إسماعيل عن أيوب عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
نهى عن بيع النخل حتى يزهو وعن السنبل حتى يبيض ويأمن العاهة نهى البائع
والمشترى حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن يحيى بن سعيد عن نافع
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبتاعوا الثمر حتى يبدو صلاحه
وتذهب عنه الآفة قال يبدو صلاحه حمرته وصفرته وحدثنا محمد بن المثنى
وابن أبي عمر قالا حدثنا عبد الوهاب عن يحيى بهذا الاسناد حتى يبدو صلاحه
لم يذكر ما بعده حدثنا ابن رافع حدثنا ابن أبي فديك أخبرنا الضحاك عن
نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث عبد الوهاب حدثنا
11

سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة حدثني موسى بن عقبة عن نافع
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث مالك وعبيد الله حدثنا
يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال
الآخرون حدثنا إسماعيل (وهو ابن جعفر) عن عبد الله بن دينار انه سمع ابن عمر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبيعوا الثمر حتى يبدو صلاحه * وحدثنيه
زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن عن سفيان ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا
محمد بن جعفر حدثنا شعبة كلاهما عن عبد الله بن دينار بهذا الاسناد وزاد في حديث
شعبة فقيل لابن عمر ما صلاحه قال تذهب عاهته حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا
أبو خيثمة عن أبي الزبير عن جابر ح وحدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا
الزبير عن جابر قال نهى (أو نهانا) رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمر حتى
يطيب حدثنا أحمد بن عثمان النوفلي حدثنا أبو عاصم ح وحدثني محمد بن حاتم
(واللفظ له) حدثنا روح قالا حدثنا زكرياء بن إسحاق حدثنا عمرو بن دينار انه
سمع جابر بن عبد الله يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمر حتى
يبدو صلاحه حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا
شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال سألت ابن عباس عن بيع النخل
فقال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع النخل حتى يأكل منه أو يؤكل
وحتى يوزن قال فقلت ما يوزن فقال رجل عنده حتى يحزر حدثني أبو كريب
محمد بن العلاء حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبتاعوا الثمار حتى يبدو صلاحها حدثنا
يحيى بن يحيى أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري ح وحدثنا ابن نمير وزهير بن
حرب (واللفظ لهما) قالا حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سالم عن ابن عمر ان
12

النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه وعن بيع الثمر
بالتمر * قال ابن عمر وحدثنا زيد بن ثابت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص
في بيع العرايا زاد ابن نمير في روايته ان تباع وحدثني أبو الطاهر وحرملة
(واللفظ لحرملة) قالا أخبرنا ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني
سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن ان أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا تبتاعوا الثمر حتى يبدو صلاحه ولا تبتاعوا الثمر بالتمر قال ابن
شهاب وحدثني سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
سواء * وحدثني محمد بن رافع حدثنا حجين بن المثنى حدثنا الليث عن عقيل عن ابن
شهاب عن سعيد بن المسيب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع المزابنة
والمحاقلة والمزابنة ان يباع ثمر النخل بالتمر والمحاقلة ان يباع الزرع بالقمح
واستكراء الأرض بالقمح قال واخبرني سالم بن عبد الله عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تبتاعوا الثمر حتى يبدو صلاحه ولا تبتاعوا
الثمر بالتمر وقال سالم اخبرني عبد الله عن زيد بن ثابت عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم انه رخص بعد ذلك في بيع العرية بالرطب أو بالتمر ولم يرخص
في غير ذلك حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر عن
زيد بن ثابت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص لصاحب العرية ان يبيعها
بخرصها من التمر وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد
اخبرني نافع انه سمع عبد الله بن عمر يحدث ان زيد بن ثابت حدثه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم رخص في العرية يأخذها أهل البيت بخرصها تمرا
يأكلونها رطبا وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال سمعت
يحيى بن سعيد يقول اخبرني نافع بهذا الاسناد مثله وحدثناه يحيى بن يحيى
13

أخبرنا هشيم عن يحيى بن سعيد بهذا الاسناد غير أنه قال العرية النخلة
تجعل للقوم فيبيعونها بخرصها تمرا وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر حدثنا
الليث عن يحيى بن سعيد عن نافع عن عبد الله بن عمر حدثني زيد بن ثابت
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في بيع العرية بخرصها تمرا قال يحيى
العرية ان يشترى الرجل ثمر النخلات لطعام أهله رطبا بخرصها تمرا وحدثنا
ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله حدثني نافع عن ابن عمر عن زيد بن ثابت
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في العرايا ان تباع بخرصها كيلا
وحدثناه ابن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بهذا الاسناد وقال إن
تؤخذ بخرصها وحدثنا أبو الربيع وأبو كامل قالا حدثنا حماد ح وحدثنيه
علي بن حجر حدثنا إسماعيل كلاهما عن أيوب عن نافع بهذا الاسناد ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم رخص في بيع العرايا بخرصها وحدثنا عبد الله بن مسلمة
القعنبي حدثنا سليمان (يعنى ابن بلال) عن يحيى (وهو ابن سعيد) عن بشير بن يسار
عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل دارهم منهم سهل بن أبي
حثمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمر بالتمر وقال ذلك الربا تلك
المزابنة الا انه رخص في بيع العرية النخلة والنخلتين يأخذها أهل البيت بخرصها
تمرا يأكلونها رطبا وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا ابن رمح
أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم انهم قالوا رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيع العرية بخرصها تمرا
وحدثنا محمد بن المثنى وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر جميعا عن الثقفي قال سمعت
يحيى بن سعيد يقول اخبرني بشير بن يسار عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم من أهل داره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى فذكر بمثل حديث
14

سليمان بن بلال عن يحيى غير أن اسحق وابن المثنى جعلا مكان الربا الزبن وقال
ابن أبي عمر الربا وحدثناه عمرو الناقد وابن نمير قالا حدثنا سفيان بن عيينة
عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة عن النبي صلى اله عليه
وسلم نحو حديثهم حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وحسن الحلواني قالا حدثنا
أبو أسامة عن الوليد بن كثير حدثني بشير بن يسار مولى بنى حارثة ان رافع بن
خديج وسهل بن أبي حثمة حدثاه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن
المزابنة الثمر بالتمر الا أصحاب العرايا فإنه قد اذن لهم حدثنا عبد الله بن
مسلمة بن قعنب حدثنا مالك ح وحدثنا يحيى بن يحيى (واللفظ له) قال قلت لمالك
حدثك داود بن الحصين عن أبي سفيان (مولى ابن أبي احمد) عن أبي هريرة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في بيع العرايا بخرصها فيما دون خمسة أوسق
أو في خمسة (يشك داود قال خمسة أو دون خمسة) قال نعم حدثنا يحيى بن يحيى
التميمي قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم نهى عن المزابنة والمزابنة بيع الثمر بالتمر كيلا وبيع الكرم بالزبيب
كيلا حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا حدثنا محمد بن
بشر حدثنا عبيد الله عن نافع ان عبد الله اخبره ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى
عن المزابنة بيع ثمر النخل بالتمر كيلا وبيع العنب بالزبيب كيلا وبيع
الزرع بالحنطة كيلا وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن أبي زائدة
عن عبيد الله بهذا الاسناد مثله حدثني يحيى بن معين وهارون بن عبد الله وحسين
ابن عيسى قالوا حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزابنة بيع ثمر النخل بالتمر كيلا
وبيع الزبيب بالعنب كيلا وعن كل ثمر بخرصه حدثني علي بن حجر السعدي
15

وزهير بن حرب قالا حدثنا إسماعيل (وهو ابن إبراهيم) عن أيوب عن نافع عن ابن
عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المزابنة والمزابنة ان يباع ما في
رؤس النخل بتمر بكيل مسمى ان زاد فلي وان نقص فعلي وحدثنا أبو الربيع
وأبو كامل قالا حدثنا حماد حدثنا أيوب بهذا الاسناد نحوه حدثنا قتيبة بن
سعيد حدثنا ليث ح وحدثني محمد بن رمح أخبرنا الليث عن نافع عن عبد الله
قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزابنة ان يبيع ثمر حائطه ان كانت
نخلا بتمر كيلا وإن كان كرما ان يبيعه بزبيب كيلا وإن كان زرعا ان يبيعه
بكيل طعام نهى عن ذلك كله وفى رواية قتيبة أو كان زرعا * وحدثنيه أبو الطاهر
أخبرنا ابن وهب حدثني يونس ح وحدثناه ابن رافع حدثنا ابن أبي فديك
اخبرني الضحاك ح وحدثنيه سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة حدثني
موسى بن عقبة كلهم عن نافع بهذا الاسناد نحو حديثهم * حدثنا يحيى بن
يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من باع نخلا قد أبرت فثمرتها للبائع الا ان يشترط المبتاع حدثنا محمد بن
المثنى حدثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي جميعا عن عبيد الله
ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة (واللفظ له) حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبيد الله
عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيما نخل اشترى أصولها
وقد أبرت فان تمرها للذي أبرها الا ان يشترط الذي اشتراها وحدثنا قتيبة
ابن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا ابن رمح أخبرنا الليث عن نافع عن ابن عمر
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما امرئ أبر نخلا ثم باع أصلها فللذي أبر ثمر
النخل الا ان يشترط المبتاع وحدثناه أبو الربيع وأبو كامل قالا حدثنا
حماد ح وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا إسماعيل كلاهما عن أيوب عن نافع
16

بهذا الاسناد نحوه حدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح قالا أخبرنا الليث ح
وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر
عن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ابتاع نخلا
بعد ان تؤبر فثمرتها للذي باعها الا ان يشترط المبتاع ومن ابتاع عبدا فماله
للذي باعه الا ان يشترط المبتاع وحدثناه يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة
وزهير بن حرب قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا سفيان بن عيينة عن
الزهري بهذا الاسناد مثله وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب اخبرني
يونس عن ابن شهاب حدثني سالم بن عبد الله بن عمر ان أباه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول بمثله * حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله
ابن نمير وزهير بن حرب قالوا جميعا حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن
عطاء عن جابر بن عبد الله قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المحاقلة
والمزابنة والمخابرة وعن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه ولا يباع الا بالدينار
والدرهم الا العرايا وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا أبو عاصم أخبرنا ابن جريج
عن عطاء وأبى الزبير انهما سمعا جابر بن عبد الله يقول نهى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فذكر بمثله حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا مخلد بن يزيد
الجزري حدثنا ابن جريج اخبرني عطاء عن جابر بن عبد الله ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم نهى عن المخابرة والمحاقلة والمزابنة وعن بيع الثمرة حتى
تطعم ولا تباع الا بالدراهم والدنانير الا العرايا قال عطاء فسر لنا جابر قال
اما المخابرة فالأرض البيضاء يدفعها الرجل إلى الرجل فينفق فيها ثم يأخذ
من الثمر وزعم أن المزابنة بيع الرطب في النخل بالتمر كيلا والمحاقلة في الزرع
على نحو ذلك يبيع الزرع القائم بالحب كيلا حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن
17

أحمد بن أبي خلف كلاهما عن زكرياء قال ابن أبي خلف حدثنا زكرياء بن عدي
أخبرنا عبيد الله عن زيد بن أبي أنيسة حدثنا أبو الوليد المكي (وهو جالس عند
عطاء بن أبي رباح) عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى
عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة وان تشترى النخل حتى تشقه (والاشقاه ان
يحمر أو يصفر أو يؤكل منه شئ) والمحاقلة ان يباع الحقل بكيل من الطعام
معلوم والمزابنة أن يباع النخل بأوساق من التمر والمخابرة الثلث والربع وأشباه
ذلك قال زيد قلت لعطاء بن أبي رباح أسمعت جابر بن عبد الله يذكر هذا عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم وحدثنا عبد الله بن هاشم حدثنا بهز حدثنا
سليم بن حيان حدثنا سعيد بن ميناء عن جابر بن عبد الله قال نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن المزابنة والمحاقلة والمخابرة وعن بيع الثمرة حتى تشقح
قال قلت لسعيد ما تشقح قال تحمار وتصفار ويؤكل منهما حدثنا عبيد الله بن عمر
القواريري ومحمد بن عبيد الغبرى (واللفظ لعبيد الله) قالا حدثنا حماد بن زيد حدثنا
أيوب عن أبي الزبير وسعيد بن ميناء عن جابر بن عبد الله قال نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن المحاقلة والمزابنة والمعاومة والمخابرة (قال أحدهما بيع
السنين هي المعاومة) وعن الثنيا ورخص في العرايا وحدثناه أبو بكر بن أبي
شيبة وعلي بن حجر قالا حدثنا إسماعيل (وهو ابن علية) عن أيوب عن أبي الزبير
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله غير أنه لا يذكر بيع السنين هي
المعاومة وحدثني إسحاق بن منصور حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد حدثنا رباح بن أبي
معروف قال سمعت عطاء عن جابر بن عبد الله قال نهى رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن كراء الأرض وعن بيعها السنين وعن بيع الثمر حتى يطيب
* وحدثني أبو كامل الجحدري حدثنا حماد (يعنى ابن زيد) عن مطر الوراق
18

عن عطاء عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كراء
الأرض وحدثنا عبد بن حميد حدثنا محمد بن الفضل (لقبه عارم وهو أبو النعمان
السدوسي) حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا مطر الوراق عن عطاء عن جابر بن
عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له ارض فليزرعها فإن لم
يزرعها فليزرعها أخاه حدثنا الحكم بن موسى حدثنا هقل (يعنى ابن زياد)
عن الأوزاعي عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال كان لرجال فضول أرضين من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت
له فضل ارض فليزرعها أو ليمنحها أخاه فان أبى فليمسك ارضه وحدثني
محمد بن حاتم حدثنا معلى بن منصور الرازي حدثنا خالد أخبرنا الشيباني عن
بكير بن الأخنس عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال نهى رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان يؤخذ للأرض اجر أو حظ حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبد الملك عن
عطاء عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له ارض فليزرعها فإن لم
يستطع ان يزرعها وعجز عنها فليمنحها أخاه المسلم ولا يؤاجرها إياه وحدثنا
شيبان بن فروخ حدثنا همام قال سأل سليمان بن موسى عطاء فقال أحدثك جابر بن
عبد الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كانت له ارض فليزرعها أو ليزرعها أخاه
ولا يكرها قال نعم حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان عن عمرو عن جابر
ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المخابرة وحدثني حجاج بن الشاعر حدثنا
عبيد الله بن عبد المجيد حدثنا سليم بن حيان حدثنا سعيد بن ميناء قال سمعت جابر بن
عبد الله يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان له فضل ارض فليزرعها
أو ليزرعها أخاه ولا تبيعوها فقلت لسعيد ما قوله ولا تبيعوها يعنى الكراء
قال نعم حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير عن جابر قال كنا نخابر
19

على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصيب من القصرى ومن كذا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له ارض فليزرعها أو فليحرثها أخاه والا
فليدعها حدثني أبو الطاهر وأحمد بن عيسى جميعا عن ابن وهب قال ابن عيسى
حدثنا عبد الله بن وهب حدثني هشام بن سعد ان أبا الزبير المكي حدثه قال سمعت
جابر بن عبد الله يقول كنا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم نأخذ الأرض
بالثلث أو الربع بالماذيانات فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال من
كانت له ارض فليزرعها فإن لم يزرعها فليمنحها أخاه فإن لم يمنحها أخاه
فليمسكها حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عوانة عن سليمان
حدثنا أبو سفيان عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من كانت له
ارض فليهبها أو ليعرها * وحدثنيه حجاج بن الشاعر حدثنا أبو الجواب حدثنا
عمار بن رزيق عن الأعمش بهذا الاسناد غير أنه قال فليزرعها أو فليزرعها رجلا
وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا أبو وهب اخبرني عمرو (وهو ابن الحارث)
ان بكيرا حدثه ان عبد الله بن أبي سلمة حدثه عن النعمان بن أبي عياش عن جابر بن
عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كراء الأرض قال بكير وحدثني
نافع انه سمع ابن عمر يقول كنا نكري أرضنا ثم تركنا ذلك حين سمعنا
حديث رافع بن خديج وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن أبي الزبير
عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الأرض البيضاء سنتين
أو ثلاثا وحدثنا سعيد بن منصور وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن
حرب قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن حميد الأعرج عن سليمان بن عتيق عن
جابر قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع السنين وفى رواية ابن أبي شيبة
عن بيع الثمر سنين حدثنا حسن بن علي الحلواني حدثنا معاوية
20

عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من كانت له ارض فليزرعها أو ليمنحها أخاه فان أبى فليمسك
ارضه وحدثنا الحسن الحلواني حدثنا أبو توبة حدثنا معاوية عن يحيى بن أبي
كثير ان يزيد بن نعيم اخبره ان جابر بن عبد الله اخبره انه سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم ينهى عن المزابنة والحقول فقال جابر بن عبد الله المزابنة
الثمر بالتمر والحقول كراء الأرض حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب (يعنى
ابن عبد الرحمن القاري) عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المحاقلة والمزابنة وحدثني أبو الطاهر أخبرنا
ابن وهب اخبرني مالك بن انس عن داود بن الحصين ان أبا سفيان مولى ابن أبي
احمد اخبره انه سمع أبا سعيد الخدري يقول نهى رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن المزابنة والمحاقلة والمزابنة اشتراء الثمر في رؤس النخل والمحاقلة كراء
الأرض حدثنا يحيى بن يحيى وأبو الربيع العتكي قال أبو الربيع حدثنا وقال
يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن عمرو قال سمعت ابن عمر يقول كنا لا نرى بالخبر
بأسا حتى كان عام أول فزعم رافع ان نبي الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه وحدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان ح وحدثني علي بن حجر وإبراهيم بن دينار
قالا حدثنا إسماعيل (وهو ابن علية) عن أيوب ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا
وكيع حدثنا سفيان كلهم عن عمرو بن دينار بهذا الاسناد مثله وزاد في
حديث ابن عيينة فتركناه من اجله وحدثني علي بن حجر حدثنا إسماعيل
عن أيوب عن أبي الخليل عن مجاهد قال قال ابن عمر لقد منعنا رافع نفع أرضنا
وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا يزيد بن زريع عن أيوب عن نافع ان ابن عمر
كان يكرى مزارعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وفى امارة أبى بكر
21

وعمر وعثمان وصدرا من خلافة معاوية حتى بلغه في آخر خلافة معاوية ان
رافع بن خديج يحدث فيها بنهي عن النبي صلى الله عليه وسلم فدخل عليه
وانا معه فسأله فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن كراء
المزارع فتركها ابن عمر بعد وكان إذا سئل عنها بعد قال زعم رافع بن خديج
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها وحدثنا أبو الربيع وأبو كامل قالا
حدثنا حماد ح وحدثني علي بن حجر حدثنا إسماعيل كلاهما عن أيوب بهذا
الاسناد مثله وزاد في حديث ابن علية قال فتركها ابن عمر بعد ذلك فكان
لا يكريها وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله عن نافع قال ذهبت
مع ابن عمر إلى رافع بن خديج حتى اتاه بالبلاط فأخبره ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم نهى عن كراء المزارع وحدثني ابن أبي خلف وحجاج بن الشاعر قالا
حدثنا زكرياء بن عدي أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن زيد عن الحكم عن نافع عن ابن
عمر انه اتى رافعا فذكر هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا محمد
ابن المثنى حدثنا حسين (يعنى ابن حسن بن يسار) حدثنا ابن عون عن نافع ان ابن عمر
كان يأجر الأرض قال فنبئ حديثا عن رافع بن خديج قال فانطلق بي معه إليه قال
فذكر عن بعض عمومته ذكر فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن كراء
الأرض قال فتركه ابن عمر فلم يأجره * وحدثنيه محمد بن حاتم حدثنا يزيد بن
هارون حدثنا ابن عون بهذا الاسناد وقال فحدثه عن بعض عمومته عن النبي صلى
الله عليه وسلم وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد حدثني أبي عن
جدي حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب أنه قال اخبرني سالم بن عبد الله ان عبد الله
ابن عمر كان يكري أرضيه حتى بلغه ان رافع بن خديج الأنصاري كان ينهى عن
كراء الأرض فلقيه عبد الله فقال يا ابن خديج ماذا تحدث عن رسول الله صلى الله
22

عليه وسلم في كراء الأرض قال رافع بن خديج لعبد الله سمعت عمى وكانا قد
شهدا بدرا يحدثان أهل الدار ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كراء
الأرض قال عبد الله لقد كنت اعلم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
الأرض تكرى ثم خشي عبد الله أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم احدث
في ذلك شيئا لم يكن علمه فترك كراء الأرض * وحدثني علي بن حجر السعدي
ويعقوب بن إبراهيم قالا حدثنا إسماعيل (وهو ابن علية) عن أيوب عن يعلى بن
حكيم عن سليمان بن يسار عن رافع بن خديج قال كنا نحاقل الأرض على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فنكريها بالثلث والربع والطعام المسمى فجاءنا
ذات يوم رجل من عمومتي فقال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن امر
كان لنا نافعا وطواعية الله ورسوله انفع لنا نهانا ان نحاقل بالأرض
فنكريها على الثلث والربع والطعام المسمى وامر رب الأرض ان يزرعها
أو يزرعها وكره كراءها وما سوى ذلك وحدثناه يحيى بن يحيى أخبرنا حماد
ابن زيد عن أيوب قال كتب إلى يعلى بن حكيم قال سمعت سليمان بن يسار يحدث
عن رافع بن خديج قال كنا نحاقل بالأرض فنكريها على الثلث والربع ثم ذكر
بمثل حديث ابن علية وحدثنا يحيى بن حبيب حدثنا خالد بن الحارث ح وحدثنا
عمرو بن علي حدثنا عبد الاعلى ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدة كلهم
عن ابن أبي عروبة عن يعلى بن حكيم بهذا الاسناد مثله * وحدثنيه أبو الطاهر
أخبرنا ابن وهب اخبرني جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم بهذا الاسناد عن رافع
ابن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل عن بعض عمومته حدثني اسحق
ابن منصور أخبرنا أبو مسهر حدثني يحيى بن حمزة حدثني أبو عمرو الأوزاعي
عن أبي النجاشي مولى رافع بن خديج عن رافع ان ظهير بن رافع (وهو عمه) قال
23

اتاني ظهير فقال لقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن امر كان بنا رافقا فقلت
وما ذاك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حق قال سألني كيف تصنعون
بمحاقلكم فقلت نؤاجرها يا رسول الله على الربيع أو الأوسق من التمر أو الشعير
قال فلا تفعلوا ازرعوها أو ازرعوها أو امسكوها حدثنا محمد بن حاتم حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي عن عكرمة بن عمار عن أبي النجاشي عن رافع عن النبي
صلى الله عليه وسلم بهذا ولم يذكر عن عمه ظهير * حدثنا يحيى بن يحيى قال
قرأت على مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن حنظلة بن قيس انه سأل رافع
ابن خديج عن كراء الأرض فقال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كراء
الأرض قال فقلت أبالذهب والورق فقال اما بالذهب والورق فلا بأس به حدثنا إسحاق
أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأوزاعي عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن حدثني
حنظلة بن قيس الأنصاري قال سألت رافع بن خديج عن كراء الأرض بالذهب
والورق فقال لا بأس به إنما كان الناس يؤاجرون على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
على الماذيانات واقبال الجداول وأشياء من الزرع فيهلك هذا ويسلم هذا ويسلم هذا
ويهلك هذا فلم يكن للناس كراء الا هذا فلذلك زجر عنه فاما شئ معلوم مضمون
فلا باس به حدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن
حنظلة الزرقي انه سمع رافع بن خديج يقول كنا أكثر الأنصار حقلا قال
كنا نكري الأرض على أن لنا هذه ولهم هذه فربما أخرجت هذه ولم تخرج
هذه فنهانا عن ذلك واما الورق فلم ينهنا حدثنا أبو الربيع حدثنا حماد ح
وحدثنا ابن المثنى حدثنا يزيد بن هارون جميعا عن يحيى بن سعيد بهذا الاسناد نحوه
* حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا عبد الواحد بن زياد ح وحدثنا أبو بكر بين أبى شيبة
حدثنا علي بن مسهر كلاهما عن الشيباني عن عبد الله بن السائب قال سألت عبد الله
24

ابن معقل عن المزارعة فقال اخبرني ثابت بن الضحاك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
نهى عن المزارعة وفى رواية ابن أبي شيبة نهى عنها وقال سألت ابن معقل ولم
يسم عبد الله حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا يحيى بن حماد أخبرنا أبو عوانة عن
سليمان الشيباني عن عبد الله بن السائب قال دخلنا على عبد الله بن معقل فسألناه
عن المزارعة فقال زعم ثابت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المزارعة
وامر بالمؤاجرة وقال لا بأس بها * حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن
عمرو ان مجاهدا قال لطاوس انطلق بنا إلى ابن رافع بن خديج فاسمع منه الحديث
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فانتهره قال إني والله لو اعلم أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه ما فعلته ولكن حدثني من هو اعلم به منهم
(يعنى ابن عباس) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لان يمنح الرجل أخاه ارضه
خير له من أن يأخذ عليها خرجا معلوما وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو
وابن طاوس عن طاوس انه كان يخابر قال عمرو فقلت له يا أبا عبد الرحمن لو تركت
هذه المخابرة فإنهم يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله نهى عن المخابرة فقال أي
عمرو اخبرني اعلمهم بذلك (يعنى ابن عباس) ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عنها
إنما قال يمنح أحدكم أخاه خير له من انا يأخذ عليها خرجا معلوما حدثنا ابن أبي
عمر حدثنا الثقفي عن أيوب ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن
إبراهيم جميعا عن وكيع عن سفيان ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن ابن
جريج ح وحدثني علي بن حجر حدثنا الفضل بن موسى عن شريك عن شعبة
كلهم عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
نحو حديثهم وحدثني عبد بن حميد ومحمد بن رافع قال عبد أخبرنا وقال ابن
رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس
25

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لان يمنح أحدكم أخاه ارضه خير له من أن يأخذ
عليها كذا وكذا (لشئ معلوم) قال وقال ابن عباس هو الحقل وهو بلسان الأنصار
المحاقلة وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقى حدثنا
عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الملك بن زيد عن طاوس عن ابن
عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كانت له ارض فإنه ان يمنحها أخاه
خير * حدثنا أحمد بن حنبل وزهير بن حرب (واللفظ لزهير) قالا حدثنا يحيى
(وهو القطان) عن عبيد الله اخبرني نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع وحدثني علي بن
حجر السعدي حدثنا على (وهو ابن مسهر) أخبرنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر
قال أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر بشطر ما يخرج من ثمر أو زرع
فكان يعطى أزواجه كل سنة مائة وسق ثمانين وسقا من تمر وعشرين وسقا
من شعير فلما ولى عمر قسم خيبر خير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ان يقطع
لهن الأرض والماء أو يضمن لهن الأوساق كل عام فاختلفن فمنهن من اختار
الأرض والماء ومنهن من اختار الأوساق كل عام فكانت عائشة وحفصة
من اختارتا الأرض والماء وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله
حدثني نافع عن عبد الله بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عامل
أهل خيبر بشطر ما خرج منها من زرع أو ثمر واقتص الحديث بنحو
حديث علي بن مسهر ولم يذكر فكانت عائشة وحفصة ممن اختارتا
الأرض والماء وقال خير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ان يقطع لهن الأرض
ولم يذكر الماء وحدثني أبو الطاهر حدثنا عبد الله بن وهب اخبرني
أسامة بن زيد الليثي عن نافع عن عبد الله بن عمر قال لما افتتحت خيبر سألت
26

يهود رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقرهم فيها على أن يعملوا على نصف
ما خرج منها من الثمر والزرع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقركم فيها
على ذلك ما شئنا ثم ساق الحديث بنحو حديث ابن نمير وابن مسهر عن عبيد الله
وزاد فيه وكان الثمر يقسم على السهمان من نصف خيبر فيأخذ رسول الله
صلى الله عليه وسلم الخمس وحدثنا ابن رمح أخبرنا الليث عن محمد بن
عبد الرحمن عن نافع عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه دفع
إلى يهود خيبر نخل خيبر وأرضها على أن يعتملوها من أموالهم ولرسول الله
صلى الله عليه وسلم شطر ثمرها وحدثني محمد بن رافع وإسحاق بن منصور (واللفظ
لابن رافع) قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج حدثني موسى بن عقبة
عن نافع عن ابن عمر ان عمر بن الخطاب أجلى اليهود والنصارى من ارض
الحجاز وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على خيبر أراد اخراج اليهود
منها وكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله وللمسلمين فأراد اخراج
اليهود منها فسألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقرهم بها
على أن يكفوا عملها ولهم نصف الثمر فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
نقركم بها على ذلك ما شئنا فقروا بها حتى أجلاهم عمر إلى يتماء واريحاء
* حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبد الملك عن عطاء عن جابر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يغرس غرسا الا كان ما اكل منه له صدقة
وما سرق منه له صدقة وما اكل السبع منه فهو له صدقة وما اكلت الطير فهو
له صدقة ولا يرزؤه أحد الا كان له صدقة حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث
ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر ان النبي صلى الله
عليه وسلم دخل على أم مبشر الأنصارية في نخل لها فقال لها النبي صلى الله عليه
27

وسلم من غرس هذا النخل أمسلم أم كافر فقالت بل مسلم فقال لا يغرس مسلم
غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه انسان ولا دابة ولا شئ الا كانت له صدقة
وحدثني محمد بن حاتم وابن أبي خلف قالا حدثنا روح حدثنا ابن جريج
اخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول لا يغرس رجل مسلم غرسا ولا زرعا فيأكل منه سبع أو طائر
أو شئ الا كان له فيه اجر وقال ابن أبي خلف طائر شئ حدثنا أحمد بن سعيد
ابن إبراهيم حدثنا روح بن عبادة حدثنا زكرياء بن إسحاق اخبرني عمرو بن
دينار انه سمع جابر بن عبد الله يقول دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم
معبد حائطا فقال يا أم معبد من غرس هذا النخل أمسلم أم كافر فقالت بل
مسلم قال فلا يغرس المسلم غرسا فيأكل منه انسان ولا دابة ولا طير الا كان
له صدقة إلى يوم القيامة وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث
ح وحدثنا أبو كريب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن أبي معاوية ح وحدثنا
عمرو الناقد حدثنا عمار بن محمد ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن فضيل
كل هؤلاء عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر زاد عمرو في روايته عن عمار
وأبو كريب في روايته عن أبي معاوية فقالا عن أم مبشر وفى رواية ابن فضيل
عن امرأة زيد بن حارثة وفى رواية إسحاق عن أبي معاوية قال ربما قال عن
أم مبشر عن النبي صلى الله عليه وسلم وربما لم يقل وكلهم قالوا عن النبي صلى الله
عليه وسلم بنحو حديث عطاء وأبى الزبير وعمرو بن دينار حدثنا يحيى بن يحيى
وقتيبة بن سعيد ومحمد بن عبيد العنبري (واللفظ ليحيى) قال يحيى أخبرنا وقال
الآخران حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو انسان أو بهيمة
28

الا كان له به صدقة وحدثنا عبد بن حميد حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبان بن
يزيد حدثنا قتادة حدثنا انس بن مالك ان نبي الله صلى الله عليه وسلم دخل نخلا
لام مبشر امرأة من الأنصار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرس هذا
النخل أمسلم أم كافر قالوا مسلم بنحو حديثهم * حدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن
وهب عن ابن جريج ان أبا الزبير اخبره عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إن بعت من أخيك ثمرا ح وحدثنا محمد بن عباد حدثنا أبو ضمرة عن
ابن جريج عن أبي الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لو بعت من أخيك ثمرا فاصابته جائحة فلا يحل لك ان تأخذ منه شيئا
بم تأخذ مال أخيك بغير حق وحدثنا حسن الحلواني حدثنا أبو عاصم عن ابن
جريج بهذا الاسناد مثله حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وعلي بن حجر قالوا
حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن
بيع ثمر النخل حتى تزهو فقلنا لانس ما زهوها قال تحمر وتصفر أرأيتك ان
منع الله الثمرة بم تستحل مال أخيك حدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب اخبرني
مالك عن حميد الطويل عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى
عن بيع الثمرة حتى تزهى قالوا وما تزهى قال تحمر فقال إذا منع الله الثمرة فبم
تستحل مال أخيك حدثني محمد بن عباد حدثنا عبد العزيز بن محمد عن حميد عن
انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لم يثمرها الله فبم يستحل أحدكم مال أخيه
حدثنا بشر بن الحكم وإبراهيم بن دينار وعبد الجبار بن العلاء (واللفظ لبشر) قالوا
حدثنا سفيان بن عيينة عن حميد الأعرج عن سليمان بن عتيق عن جابر ان النبي صلى الله
عليه وسلم امر بوضع الجوائح قال أبو إسحاق (وهو صاحب مسلم) حدثنا عبد الرحمن
ابن بشر عن سفيان بهذا * حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن بكير عن عياض
29

ابن عبد الله عن أبي سعيد الخدري قال أصيب رجل في عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم في ثمار ابتاعها فكثر دينه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقوا
عليه فتصدق الناس عليه فلم يبلغ ذلك وفاء دينه فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لغرمائه خذوا ما وجدتم وليس لكم الا ذلك حدثني يونس بن عبد الأعلى
أخبرنا عبد الله بن وهب اخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج
بهذا الاسناد مثله وحدثني غير واحد من أصحابنا قالوا حدثنا إسماعيل بن أبي
أويس حدثني أخي عن سليمان (وهو ابن بلال) عن يحيى بن سعيد عن أبي الرجال
محمد بن عبد الرحمن ان أمه عمرة بنت عبد الرحمن قالت سمعت عائشة تقول
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت خصوم بالباب عالية أصواتهما وإذا
أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شئ وهو يقول والله لا افعل فخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما فقال أين المتألى على الله لا يفعل المعروف
قال انا يا رسول الله فله أي ذلك أحب حدثنا حرملة بن يحيى أخبرنا عبد الله
ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني عبد الله بن كعب بن مالك
اخبره عن أبيه انه تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان له عليه في عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو في بيته فخرج اليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كشف
سجف حجرته ونادى كعب بن مالك فقال يا كعب فقال لبيك يا رسول الله فأشار
إليه بيده ان ضع الشطر من دينك قال كعب قد فعلت يا رسول الله قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم قم فاقضه وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عثمان بن عمر
أخبرنا يونس عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك ان كعب بن مالك اخبره
انه تقاضى دينا له على ابن أبي حدرد بمثل حديث ابن وهب * قال مسلم وروى
30

الليث بن سعد حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن عبد الله بن
كعب بن مالك عن كعب بن مالك انه كان له مال على عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي
فلقيه فلزمه فتكلما حتى ارتفعت أصواتهما فمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا كعب فأشار بيده كأنه يقول النصف فاخذ نصفا مما عليه وترك نصفا
* حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا زهير بن حرب حدثنا يحيى بن سعيد
اخبرني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ان عمر بن عبد العزيز اخبره ان أبا بكر بن
عبد الرحمن بن الحارث بن هشام اخبره انه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم (أو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) من أدرك ماله
بعينه عند رجل قد أفلس (أو انسان قد أفلس) فهو أحق به من غيره حدثنا يحيى
ابن يحيى أخبرنا هشيم ح وحدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح جميعا عن الليث بن
سعد ح وحدثنا أبو الربيع ويحيى بن حبيب الحارثي قالا حدثنا حماد (يعنى ابن
زيد) ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان بن عيينة ح وحدثنا محمد بن
المثنى حدثنا عبد الوهاب ويحيى بن سعيد وحفص بن غياث كل هؤلاء عن
يحيى بن سعيد في هذا الاسناد بمعنى حديث زهير وقال ابن رمح من بينهم في
روايته أيما امرئ فلس حدثنا ابن أبي عمر حدثنا هشام بن سليمان (وهو ابن
عكرمة بن خالد المخزومي) عن أبي جريج حدثني ابن أبي حسين ان أبا بكر بن
محمد بن عمرو بن حزم اخبره ان عمر بن عبد العزيز حدثه عن حديث أبي بكر بن
عبد الرحمن عن حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي
يعدم إذا وجد عنده المتاع ولم يفرقه انه لصاحبه الذي باعه حدثنا محمد بن
المثنى حدثنا محمد بن جعفر وعبد الرحمن بن مهدي قالا حدثنا شعبة عن قتادة عن
النضر بن انس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
31

قال إذا أفلس الرجل فوجد الرجل متاعه بعينه فهو أحق به وحدثني زهير بن
حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا سعيد ح وحدثني زهير بن حرب أيضا
حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي كلاهما عن قتادة بهذا الاسناد مثله وقالا فهو
أحق به من الغرماء وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف وحجاج بن الشاعر قالا
حدثنا أبو سلمة الخزاعي (قال حجاج) منصور بن سلمة أخبرنا سليمان بن بلال
عن خثيم بن عراك عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إذا أفلس الرجل فوجد الرجل عنده سلعته بعينها فهو أحق بها * حدثنا احمد
ابن عبد الله بن يونس حدثنا زهير حدثنا منصور عن ربعي بن حراش ان حذيفة
حدثهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقت الملائكة روح رجل ممن
كان قبلك فقالوا أعملت من الخير شيئا قال لا قالوا تذكر قال كنت أداين
الناس فأمر فتياني ان ينظروا المعسر ويتجوزوا عن الموسر قال قال الله عز وجل
تجوزوا عنه حدثنا علي بن حجر وإسحاق بن إبراهيم (واللفظ لابن حجر) قالا
حدثنا جرير عن المغيرة عن نعيم بن أبي هند عن ربعي بن حراش قال اجتمع حذيفة
وأبو مسعود فقال حذيفة رجل لقى ربه فقال ما عملت قال ما عملت من الخير
الا انى كنت رجلا ذا مال فكنت أطالب به الناس فكنت اقبل الميسور
وأتجاوز عن المعسور فقال تجاوزوا عن عبدي قال أبو مسعود هكذا سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر
حدثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة عن النبي
صلى الله عليه وسلم ان رجلا مات فدخل الجنة فقيل له ما كنت تعمل (قال فاما
ذكر واما ذكر) فقال إني كنت أبايع الناس فكنت أنظر المعسر وأتجوز في السكة
أو في النقد فغفر له فقال أبو مسعود وانا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
32

حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو خالد الأحمر عن سعد بن طارق عن ربعي بن
حراش عن حذيفة قال اتى الله بعبد من عباده آتاه الله مالا فقال له ماذا عملت في الدنيا
(قال ولا يكتمون الله حديثا) قال يا رب آتيتني مالك فكنت أبايع الناس وكان
من خلقي الجواز فكنت أتيسر على الموسر وانظر المعسر فقال الله انا أحق بذا
منك تجاوزوا عن عبدي فقال عقبة بن عامر الجهني وأبو مسعود الأنصاري
هكذا سمعناه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا يحيى بن يحيى
وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم (واللفظ ليحيى)
قال يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن أبي
مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حوسب رجل ممن كان قبلكم
فلم يوجد له من الخير شئ الا انه كان يخالط الناس وكان موسرا فكان يأمر
غلمانه ان يتجاوزوا عن المعسر قال قال الله عز وجل نحن أحق بذلك منه تجاوزوا
عنه حدثنا منصور بن أبي مزاحم ومحمد بن جعفر بن زياد قال منصور
حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري وقال ابن جعفر أخبرنا إبراهيم (وهو
ابن سعد) عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه
إذا اتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا فلقي الله فتجاوز عنه حدثني
حرملة بن يحيى أخبرنا عبد الله بن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب ان
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة حدثه انه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول بمثله حدثنا أبو الهيثم خالد بن خداش بن عجلان حدثنا
حماد بن زيد عن أيوب عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة ان أبا قتادة
طلب غريما له فتوارى عنه ثم وجده فقال إني معسر فقال آلله قال الله
33

قال فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سره ان ينجيه الله
من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه * وحدثنيه أبو الطاهر
أخبرنا ابن وهب اخبرني جرير بن حازم عن أيوب بهذا الاسناد نحوه * حدثنا
يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مطل الغنى ظلم وإذا اتبع أحدكم على ملئ
فليتبع حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس ح وحدثنا محمد بن رافع
حدثنا عبد الرزاق قالا جميعا حدثنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم بمثله * وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة أخبرنا وكيع ح
وحدثني محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد جميعا عن ابن جريج عن أبي الزبير
عن جابر بن عبد الله قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع فضل الماء
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا روح بن عبادة حدثنا ابن جريج اخبرني
أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
بيع ضراب الجمل وعن بيع الماء والأرض لتحرث فعن دلك نهى النبي صلى الله
عليه وسلم حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك ح وحدثنا قتيبة حدثنا
ليث كلاهما عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلاء وحدثني أبو الطاهر وحرملة
(واللفظ لحرملة) أخبرنا ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني سعيد بن
المسيب وأبو سمة بن عبد الرحمن ان أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا تمنعوا فضل الماء لتمنعوا به الكلاء وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي
حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد حدثنا ابن جريج اخبرني زياد بن سعد ان
هلال بن أسامة اخبره ان أبا سلمة بن عبد الرحمن اخبره انه سمع أبا هريرة
34

يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يباع فضل الماء ليباع به الكلأ * حدثنا
يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن
عن أبي مسعود الأنصاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب
ومهر البغي وحلوان الكاهن وحدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح عن الليث
ابن سعد ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان بن عيينة كلاهما عن
الزهري بهذا الاسناد مثله وفى حديث الليث من رواية ابن رمح انه سمع أبا
مسعود وحدثني محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن محمد بن يوسف
قال سمعت السائب بن يزيد يحدث عن رافع بن خديج قال سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقول شر الكسب مهر البغي وثمن الكلب وكسب الحجام حدثنا إسحاق
بن إبراهيم أخبرنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير
حدثني إبراهيم بن قارظ عن السائب بن يزيد حدثني رافع بن خديج عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ثمن الكلب خبيث ومهر البغي خبيث وكسب الحجام
خبيث حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي
كثير بهذا الاسناد مثله وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل
حدثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير حدثني إبراهيم بن عبد الله عن السائب بن
يزيد حدثنا رافع بن خديج عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله حدثني
سملة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل عن أبي الزبير قال سألت
جابرا عن ثمن الكلب والسنور قال زجر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك
* حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم امر بقتل الكلاب حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
أبو أسامة حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال امر رسول الله صلى الله
35

عليه وسلم بقتل الكلاب فأرسل في أقطار المدينة ان تقتل وحدثني حميد بن
مسعدة حدثنا بشر (يعنى ابن المفضل) حدثنا إسماعيل (وهو ابن أمية) عن نافع
عن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بقتل الكلاب فننبعث
في المدينة وأطرافها فلا ندع كلبا الا قتلناه حتى انا لنقتل كلب المرية من
أهل البادية يتبعها حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار
عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم امر بقتل الكلاب الا كلب صيد
أو كلب غنم أو ماشية فقيل لابن عمر ان أبا هريرة يقول أو كلب زرع
فقال ابن عمر ان لأبي هريرة زرعا حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا
روح ح وحدثني إسحاق بن منصور أخبرنا روح بن عبادة حدثنا ابن جريج
اخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول أمرنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم بقتل الكلاب حتى أن المرأة تقدم من البادية بكلبها فنقتله ثم
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلها وقال عليكم بالأسود البهيم ذي النقطتين
فإنه شيطان حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن أبي التياح
سمع مطرف بن عبد الله عن ابن المغفل قال امر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقتل الكلاب ثم قال ما بالهم وبال الكلاب ثم رخص في كلب الصيد وكلب
الغنم * وحدثنيه يحيى بن حبيب حدثنا خالد (يعنى ابن الحارث) ح وحدثني
محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد ح وحدثني محمد بن الوليد حدثنا محمد بن
جعفر ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر ح وحدثنا محمد بن المثنى
حدثنا وهب بن جرير كلهم عن شعبة بهذا الاسناد وقال ابن حاتم في حديثه
عن يحيى ورخص في كلب الغنم والصيد والزرع حدثنا يحيى بن يحيى قال
قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
36

من اقتنى كلبا الا كلب ماشية أوضار نقض من عمله كل يوم قيراطان وحدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير قالوا حدثنا سفيان عن الزهري
عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اقتنى كلبا الا كلب صيد
أو ماشية نقص من اجره كل يوم قيراطان حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن
أيوب وقتيبة وابن حجر قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا إسماعيل
(وهو ابن جعفر) عن عبد الله بن دينار انه سمع ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من اقتنى كلبا الا كلب ضارية أو ماشية نقص من عمله كل يوم
قيراطان حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قال يحيى
أخبرنا وقال الآخرون حدثنا إسماعيل عن محمد (وهو ابن أبي حرملة) عن سالم
ابن عبد الله عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اقتنى كلبا الا كلب
ماشية أو كلب صيد نقص من عمله كل يوم قيراط قال عبد الله وقال أبو هريرة
أو كلب حرث حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وكيع حدثنا حنظلة بن أبي
سفيان عن سالم عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اقتنى كلبا الا
كلب ضار أو ماشية نقص من عمله كل يوم قيراطان قال سالم وكان أبو هريرة
يقول أو كلب حرث وكان صاحب حرث حدثنا داود بن رشيد حدثنا مروان
ابن معاوية أخبرنا عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر حدثنا سالم بن عبد الله عن أبيه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما أهل دار اتخذوا كلبا الا كلب ماشية
أو كلب صائد نقص من عملهم كل يوم قيراطان حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار
(واللفظ لابن المثنى) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي الحكم
قال سمعت ابن عمر يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم من اتخذ كلبا الا كلب
زرع أو غنم أو صيد ينقص من اجره كل يوم قيراط وحدثني أبو الطاهر وحرملة
37

قالا أخبرنا ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي
هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اقتنى كلبا ليس بكلب صيد ولا
ماشية ولا ارض فإنه ينقص من اجره قيراطان كل يوم وليس في حديث أبي
الطاهر ولا ارض حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري
عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من اتخذ كلبا
الا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من اجره كل يوم قيراط قال الزهري
فذكر لابن عمر قول أبي هريرة فقال يرحم الله أبا هريرة كان صاحب زرع
حدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا هشام الدستوائي
حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من امسك كلبا فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط الا كلب حرث
أو ماشية حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا شعيب بن إسحاق حدثنا الأوزاعي
حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثني أبو هريرة عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم بمثله حدثنا أحمد بن المنذور حدثنا عبد الصمد حدثنا حرب
حدثنا يحيى بن أبي كثير بهذا الاسناد مثله حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد الواحد
(يعنى ابن زياد) عن إسماعيل بن سميع حدثنا أبو رزين قال سمعت أبا هريرة يقول قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتخذ كلبا ليس بكلب صيد ولا غنم نقص من عمله
كل يوم قيراط حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن يزيد بن خصيفة
ان السائب بن يزيد اخبره انه سمع سفيان بن أبي زهير (وهو رجل من شنوءة
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول من اقتنى كلبا لا يغنى عنه زرعا ولا ضرعا نقص من عمله كل يوم قيراط
قال أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أي ورب هذا المسجد
38

حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل عن يزيد بن خصيفة
اخبرني السائب بن يزيد انه وفد عليهم سفيان بن أبي زهير الشنئي فقال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله * حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن
حجر قالوا حدثنا إسماعيل (يعنون ابن جعفر) عن حميد قال سئل انس بن مالك عن
كسب الحجام فقال احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم حجمه أبو طيبة فامر له
بصاعين من طعام وكلم أهله فوضعوا عنه من خراجه وقال إن أفضل ما تداويتم به
الحجامة أو هو من أمثل دوائكم حدثنا ابن أبي عمر حدثنا مروان (يعنى الفزاري) عن
حميد قال سئل انس عن كسب الحجام فذكر بمثله غير أنه قال إن أفضل ما تداويتم به
الحجامة والقسط البحري ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز حدثنا أحمد بن الحسن
ابن خراش حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن حميد قال سمعت انسا يقول دعا النبي
صلى الله عليه وسلم غلاما لنا حجاما فحجمه فامر له بصاع أو مد أو مدين وكلم
فيه فخفف عن ضريبته وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان بن مسلم ح
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا المحزومي كلاهما عن وهيب حدثنا ابن طاوس
عن أبيه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام
اجره واستعط حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد (واللفظ لعبد) قالا
أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عاصم عن الشعبي عن ابن عباس قال حجم النبي
صلى الله عليه وسلم عبد لبنى بياضة فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم اجره وكلم
سيده فخفف عنه من ضريبته ولو كان سحتا لم يعطه النبي صلى الله عليه وسلم
* حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا عبد الاعلى بن عبد الأعلى أبو همام
حدثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بالمدينة قال يا أيها الناس ان الله تعالى
39

يعرض بالخمر ولعل الله سينزل فيها امرا فمن كان عنده منها شئ فليبعه ولينتفع
به قال فما لبثنا الا يسيرا حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى حرم
الخمر فمن أدركته هذه الآية وعنده منها شئ فلا يشرب ولا يبع قال
فاستقبل الناس بما كان عنده منها في طريق المدينة فسفكوها حدثنا
سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن
وعلة (رجل من أهل مصر) انه جاء عبد الله بن عباس ح وحدثنا أبو الطاهر
(واللفظ له) أخبرنا بن وهب اخبرني مالك بن انس وغيره عن زيد بن أسلم عن
عبد الرحمن بن وعلة السبأي (من أهل مصر) انه سأل عبد الله بن عباس عما يعصر
من العنب فقال ابن عباس ان رجلا اهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم رواية
خمر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل علمت أن الله قد حرمها قال لا فسار
انسانا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بم ساررته فقال امرته ببيعها فقال إن
الذي حرم شربها حرم بيعها قال ففتح المزادة حتى ذهب ما فيها حدثني
أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب اخبرني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن
عبد الرحمن بن وعلة عن عبد الله بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله
حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم قال زهير حدثنا وقال اسحق
أخبرنا جرير عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت لما نزلت
الآيات من آخر سورة البقرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقترأهن
على الناس ثم نهى عن التجارة في الخمر حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب
وإسحاق بن إبراهيم (واللفظ لأبي كريب) قال اسحق أخبرنا وقال الآخران حدثنا
أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة قالت لما أنزلت
الآيات من آخر سورة البقرة في الربا قالت خرج رسول الله صلى الله عليه
40

وسلم إلى المسجد فحرم التجارة في الخمر * حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث
عن يزيد بن أبي حبيب عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله انه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح وهو بمكة ان الله ورسوله حرم
بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام فقيل يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة
فإنه يطلى بها السفن ويدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس فقال لا
هو حرام ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك قاتل الله اليهود ان الله
عز وجل لما حرم عليهم شحومها اجملوه ثم باعوه فاكلوا ثمنه حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا حدثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر
عن يزيد بن أبي حبيب عن عطاء عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم عام الفتح ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا الضحاك (يعنى أبا عاصم) عن
عبد الحميد حدثني يزيد بن أبي حبيب قال كتب إلى عطاء انه سمع جابر بن عبد الله
يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح بمثل حديث الليث حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم (واللفظ لأبي بكر)
قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن طاوس عن ابن عباس قال بلغ عمر ان
سمرة باع خمرا فقال قاتل الله سمرة ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها حدثنا أمية بن بسطام
حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح (يعنى ابن القاسم) عن عمرو بن دينار بهذا الاسناد
مثله حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا روح بن عبادة حدثنا ابن جريج
اخبرني ابن شهاب عن سعيد بن المسيب انه حدثه عن أبي هريرة عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال قاتل الله اليهود حرم الله عليهم الشحوم فباعوها واكلوا
أثمانها حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب
41

عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قاتل الله اليهود حرم عليهم الشحم فباعوه واكلوا ثمنه * حدثنا يحيى بن يحيى
قال قرأت على مالك عن نافع عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لا تبيعوا الذهب بالذهب الا مثلا بمثل ولا تشفوا بعضها على بعض ولا تبيعوا
الورق بالورق الا مثلا بمثل ولا تشفوا بعضها على بعض ولا تبيعوا منها غائبا
بناجز حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث
عن نافع ان ابن عمر قال له رجل من بنى ليث ان أبا سعيد الخدري يأثر هذا
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية قتيبة فذهب عبد الله ونافع معه وفى
حديث ابن رمح قال نافع فذهب عبد الله وانا معه والليثي حتى دخل على أبي سعيد
الخدري فقال إن هذا اخبرني انك تخبر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
نهى عن بيع الورق بالورق الا مثلا بمثل وعن بيع الذهب بالذهب الا مثلا
بمثل فأشار أبو سعيد بإصبعيه إلى عينيه واذنيه فقال أبصرت عيناي وسمعت
أذناي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تبيعوا الذهب بالذهب ولا تبيعوا
الورق بالورق الا مثلا بمثل ولا تشفوا بعضه على بعض ولا تبيعوا شيئا غائبا
منه بناجز الا يدا بيد حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا جرير (يعنى ابن حازم)
ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد ح وحدثنا
محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدى عن ابن عون كلهم عن نافع بنحو حديث
الليث عن نافع عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم وحدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب (يعنى ابن عبد الرحمن القاري) عن سهيل عن أبيه
عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تبيعوا الذهب
بالذهب ولا الورق بالورق الا وزنا بوزن مثلا بمثل سواء بسواء حدثنا
42

أبو الطاهر وهارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى قالوا حدثنا ابن وهب اخبرني
مخرمة عن أبيه قال سمعت سليمان بن يسار يقول إنه سمع مالك بن أبي عامر يحدث
عن عثمان بن عفان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تبيعوا الدينار بالدينارين
ولا الدرهم بالدرهمين * حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح
أخبرنا الليث عن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان أنه قال أقبلت
أقول من يصطرف الدراهم فقال طلحة بن عبيد الله (وهو عند عمر بن الخطاب) أرنا
ذهبك ثم ائتنا إذا جاء خادمنا نعطك ورقك فقال عمر بن الخطاب كلا والله
لتعطينه ورقه أو لتردن إليه ذهبه فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الورق
بالذهب ربا الا هاء وهاء والبر بالبر ربا الا هاء وهاء والشعير بالشعير ربا
الا هاء وهاء والتمر بالتمر ربا الا هاء وهاء وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير
ابن حرب واسحق عن ابن عيينة عن الزهري بهذا الاسناد حدثنا عبيد الله
ابن عمر القواريري حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال كنت
بالشام في حلقة فيها مسلم بن يسار فجاء أبو الأشعث قال قالوا أبو الأشعث أبو
الأشعث فجلس فقلت له حدث أخانا حديث عبادة بن الصامت قال نعم غزونا
غزاة وعلى الناس معاوية فغنمنا غنائم كثيرة فكان فيما غنمنا آنية من فضة
فأمر معاوية رجلا ان يبيعها في أعطيات الناس فتسارع الناس في ذلك فبلغ
عبادة بن الصامت فقام فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن
بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر
بالتمر والملح بالملح الا سواء بسواء عينا بعين فمن زاد أو ازداد فقد أربى
فرد الناس ما اخذوا فبلغ ذلك معاوية فقام خطيبا فقال الا ما بال رجال
يتحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث قد كنا نشهده ونصحبه
43

فلم نسمعها منه فقام عبادة بن الصامت فأعاد القصة ثم قال لنحدثن بما سمعنا
من رسول الله صلى الله عليه وسلم وان كره معاوية (أو قال وان رغم) ما أبالي ان
لا اصحبه في جنده ليلة سوداء قال حماد هذا أو نحوه حدثنا إسحاق بن إبراهيم
وابن أبي عمر جميعا عن عبد الوهاب الثقفي عن أيوب بهذا الاسناد نحوه حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم (واللفظ لابن أبي شيبة)
قال اسحق أخبرنا وقال الآخران حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن خالد الحذاء
عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير
بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلا بمثل سواء بسواء يدا بيد فإذا اختلفت
هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة حدثنا وكيع حدثنا إسماعيل بن مسلم العبدي حدثنا أبو المتوكل
الناجي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذهب
بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح
بالملح مثلا بمثل يدا بيد فمن زاد أو استزاد فقد أربى الآخذ والمعطى فيه
سواء حدثنا عمرو الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا سليمان الربعي حدثنا
أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذهب بالذهب مثلا بمثل فذكر بمثله حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء وواصل
ابن عبد الاعلى قالا حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمر بالتمر والحنطة بالحنطة والشعير بالشعير
والملح بالملح مثلا بمثل يدا بيد فمن زاد أو استزاد فقد أربى الا ما اختلفت
ألوانه * حدثنيه أبو سعيد الأشج حدثنا المحاربي عن فضيل بن غزوان بهذا
44

الاسناد ولم يذكر يدا بيد حدثنا أبو كريب وواصل بن عبد الأعلى قالا حدثنا
ابن فضيل عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الذهب بالذهب وزنا بوزن مثلا بمثل والفضة بالفضة وزنا بوزن
مثلا بمثل فمن زاد أو استزاد فهو ربا حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي حدثنا
سليمان (يعنى ابن بلال) عن موسى بن أبي تميم عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الدينار بالدينار لا فضل بينهما والدرهم
بالدرهم لا فضل بينهما * حدثنيه أبو الطاهر أخبرنا عبد الله بن وهب قال
سمعت مالك بن انس يقول حدثني موسى بن أبي تميم بهذا الاسناد مثله * حدثنا
محمد بن حاتم بن ميمون حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي المنهال قال
باع شريك لي ورقا بنسيئة إلى الموسم أو إلى الحج فجاء إلى فأخبرني فقلت هذا
امر لا يصلح قال قد بعته في السوق فلم ينكر ذلك على أحد فاتيت البراء بن
عازب فسألته فقال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ونحن نبيع هذا
البيع فقال ما كان يدا بيد فلا بأس به وما كان نسيئة فهو ربا وائت زيد بن
أرقم فإنه أعظم تجارة منى فأتيته فسألته فقال مثل ذلك حدثنا عبيد الله
ابن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن حبيب انه سمع أبا المنهال يقول سألت
البراء بن عازب عن الصرف فقال سل زيد بن أرقم فهو اعلم فسألت زيدا
فقال سل البراء فإنه اعلم ثم قالا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع
الورق بالذهب دينا حدثنا أبو الربيع العتكي حدثنا عباد بن العوام أخبرنا
يحيى بن أبي إسحاق حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن الفضة بالفضة والذهب بالذهب الا سواء بسواء
وأمرنا ان نشتري الفضة بالذهب كيف شئنا ونشتري الذهب بالفضة
45

كيف شئنا قال فسأله رجل فقال يدا بيد فقال هكذا سمعت حدثني
إسحاق بن منصور أخبرنا يحيى بن صالح حدثنا معاوية عن يحيى (وهو ابن أبي
كثير) عن يحيى بن أبي إسحاق ان عبد الرحمن بن أبي بكرة اخبره ان أبا بكرة قال
نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله * حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن
سرح أخبرنا ابن وهب اخبرني أبو هانئ الخولاني انه سمع علي بن رباح اللخمي
يقول سمعت فضالة بن عبيد الأنصاري يقول اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو بخيبر بقلادة فيها خرز وذهب وهي من المغانم تباع فامر رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالذهب الذي في القلادة فنزع وحده ثم قال لهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم الذهب بالذهب وزنا بوزن حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن أبي
شجاع سعيد بن يزيد عن خالد بن أبي عمران عن حنش الصنعاني عن فضالة بن
عبيد قال اشتريت يوم خيبر قلادة باثني عشر دينارا فيها ذهب وخرز ففصلتها
فوجدت فيها أكثر من اثنى عشر دينارا فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال لا تباع حتى تفصل حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا ابن
مبارك عن سعيد بن يزيد بهذا الاسناد نحوه حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
ليث عن ابن أبي جعفر عن الجلاح أبى كثير حدثني حنش الصنعاني عن فضالة بن
عبيد قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر نبايع اليهود الوقية
الذهب بالدينارين والثلاثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبيعوا الذهب
بالذهب الا وزنا بوزن حدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب عن قرة بن عبد الرحمن
المعافري وعمرو بن الحارث وغيرهما ان عامر بن يحيى المعافري اخبرهم عن
حنش أنه قال كنا مع فضالة بن عبيد في غزوة فطارت لي ولأصحابي قلادة
فيها ذهب وورق وجوهر فأردت ان اشتريها فسألت فضالة بن عبيد فقال
46

انزع ذهبها فاجعله في كفة واجعل ذهبك في كفة ثم لا تأخذن الا مثلا
بمثل فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فلا يأخذن الا مثلا بمثل * حدثنا هارون بن معروف حدثنا عبد الله بن
وهب اخبرني عمرو ح وحدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب عن عمرو بن
الحارث ان أبا النضر حدثه ان بسر بن سعيد حدثه عن معمر بن عبد الله انه
ارسل غلامه بصاع قمح فقال بعه ثم اشتر به شعيرا فذهب الغلام فاخذ صاعا
وزيادة بعض صاع فلما جاء معمرا اخبره بذلك فقال له معمر لم فعلت ذلك
انطلق فرده ولا تأخذن الا مثلا بمثل فانى كنت اسمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول الطعام بالطعام مثلا بمثل قال وكان طعامنا يومئذ الشعير قيل له فإنه
ليس بمثله قال إني أخاف ان يضارع حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا
سليمان (يعنى ابن بلال) عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن انه سمع سعيد بن
المسيب يحدث ان أبا هريرة وأبا سعيد حدثاه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعث أخا بنى عدى الأنصاري فاستعمله على خيبر فقدم بتمر جنيب فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل تمر خيبر هكذا قال لا والله يا رسول الله انا
لنشتري الصاع بالصاعين من الجمع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفعلوا
ولكن مثلا بمثل أو بيعوا هذا واشتروا بثمنه من هذا وكذلك الميزان حدثنا
يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن
عوف عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا على خيبر فجاءه بتمر جنيب فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم أكل تمر خيبر هكذا فقال لا والله يا رسول الله انا لنأخذ
الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
47

فلا تفعل بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا حدثنا إسحاق بن منصور
أخبرنا يحيى بن صالح الوحاظي حدثنا معاوية ح وحدثني محمد بن سهل التميمي
وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (واللفظ لهما) جميعا عن يحيى بن حسان حدثنا
معاوية (وهو ابن سلام) اخبرني يحيى (وهو ابن أبي كثير) قال سمعت عقبة بن عبد
الغافر يقول سمعت أبا سعيد يقول جاء بلال بتمر برني فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم من أين هذا فقال بلال تمر كان عندنا ردئ فبعت منه صاعين
بصاع لمطعم النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك
أوه عين الربا لا تفعل ولكن إذا أردت ان تشترى التمر فبعه ببيع آخر ثم اشتر به
لم يذكر ابن سهل في حديثه عند ذلك حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا الحسن
ابن أعين حدثنا معقل عن أبي قزعة الباهلي عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال اتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر فقال ما هذا التمر من تمرنا فقال الرجل يا رسول الله
بعنا تمرنا صاعين بصاع من هذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الربا فردوه
ثم بيعوا تمرنا واشتروا لنا من هذا حدثني إسحاق بن منصور حدثنا عبيد الله بن
موسى عن شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي سعيد قال كنا نرزق تمر الجمع على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الخلط من التمر فكنا نبيع صاعين بصاع
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا صاعي تمر بصاع ولا صاعي حنطة
بصاع ولا درهم بدرهمين حدثني عمرو الناقد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن
سعيد الجريري عن أبي نضرة قال سألت ابن عباس عن الصرف فقال أيدا بيد قلت
نعم قال فلا بأس به فأخبرت أبا سعيد فقلت انى سألت ابن عباس عن الصرف فقال
أيدا بيد قلت نعم قال فلا بأس به قال أو قال ذلك انا سنكتب إليه فلا يفتيكموه
قال فوالله لقد جاء بعض فتيان رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر فأنكره فقال
48

كأن هذا ليس من تمر أرضنا قال كان في تمر أرضنا (أو في تمرنا) العام بعض
الشئ فأخذت هذا وزدت بعض الزيادة فقال أضعفت أربيت لا تقربن هذا
إذا رابك من تمرك شئ فبعه ثم اشتر الذي تريد من التمر حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا عبد الاعلى أخبرنا داود عن أبي نضرة قال سألت ابن عمر وابن
عباس عن الصرف فلم يريا به بأسا فانى لقاعد عند أبي سعيد الخدري فسألته
عن الصرف فقال ما زاد فهو ربا فأنكرت ذلك لقولهما فقال لا أحدثك الا
ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه صاحب نخله بصاع من تمر
طيب وكان تمر النبي صلى الله عليه وسلم هذا اللون فقال له النبي صلى الله عليه
وسلم انى لك هذا قال انطلقت بصاعين فاشتريت به هذا الصاع فان سعر هذا
في السوق كذا وسعر هذا كذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلك أربيت
إذا أردت ذلك فبع تمرك بسلعة ثم اشتر بسلعتك أي تمر شئت قال أبو سعيد
فالتمر بالتمر أحق أن يكون ربا أم الفضة بالفضة قال فاتيت ابن عمر بعد فنهاني ولم
آت ابن عباس قال فحدثني أبو الصهباء انه سأل ابن عباس عنه بمكة فكرهه
حدثني محمد بن عباد ومحمد بن حاتم وابن أبي عمر جميعا عن سفيان بن عيينة
(واللفظ لابن عباد) قال حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي صالح قال سمعت أبا سعيد
الخدري يقول الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم مثلا بمثل من زاد أو ازداد
فقد أربى فقلت له ان ابن عباس يقول غير هذا فقال لقد لقيت ابن عباس فقلت
أرأيت هذا الذي تقول أشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو وجدته
في كتاب الله عز وجل فقال لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أجده
في كتاب الله ولكن حدثني أسامة بن زيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الربا
في النسيئة حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم وابن
49

أبى عمر (واللفظ لعمرو) قال اسحق أخبرنا وقال الآخرون حدثنا سفيان بن عيينة
عن عبيد الله بن أبي يزيد انه سمع ابن عباس يقول اخبرني أسامة بن زيد ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال إنما الربا في النسيئة حدثنا زهير بن حرب حدثنا عفان ح
وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز قالا حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن
ابن عباس عن أسامة بن زيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ربا فيما كان يدا
بيد حدثنا الحكم بن موسى حدثنا هقل عن الأوزاعي قال حدثني عطاء بن أبي
رباح ان أبا سعيد الخدري لقى ابن عباس فقال له أرأيت قولك في الصرف أشيئا
سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شيئا وجدته في كتاب الله عز وجل فقال
ابن عباس كلا لا أقول اما رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنتم اعلم به واما كتاب الله
فلا اعلمه ولكن حدثني أسامة بن زيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا إنما
الربا في النسيئة * حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم (واللفظ لعثمان)
قال اسحق أخبرنا وقال عثمان حدثنا جرير عن مغيرة قال سأل شباك إبراهيم
فحدثنا عن علقمة عن عبد الله قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا
ومؤكله قال قلت وكاتبه وشاهديه قال إنما نحدث بما سمعنا حدثنا محمد بن
الصباح وزهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة قالوا حدثنا هشيم أخبرنا أبو الزبير
عن جابر قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه
وشاهديه وقال هم سواء * حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني حدثنا أبي
حدثنا زكرياء عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال سمعته يقول سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول (واهوى النعمان بإصبعيه إلى اذنيه) ان الحلال بين وان
الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات
استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى
50

حول الحمى يوشك ان يرتع فيه الا وان لكل ملك حمى الا وان حمى الله محارمه
الا وان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد
الجسد كله الا وهي القلب وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس قالا حدثنا زكرياء بهذا
الاسناد مثله وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن مطرف وأبى فروة
الهمداني ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب (يعنى ابن عبد الرحمن القاري)
عن ابن عجلان عن عبد الرحمن بن سعيد كلهم عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن
النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث غير أن حديث زكرياء أتم من حديثهم
وأكثر حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد حدثني أبي عن جدي
حدثني خالد بن يزيد حدثني سعيد بن أبي هلال عن عون بن عبد الله عن عامر
الشعبي انه سمع نعمان بن بشير بن سعد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يخطب الناس بحمص وهو يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول الحلال بين والحرام بين فذكر بمثل حديث زكرياء عن الشعبي إلى قوله
يوشك ان يقع فيه * حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا زكرياء
عن عامر حدثني جابر بن عبد الله انه كان يسير على جمل له قد أعيا فأراد ان
يسيبه قال فلحقني النبي صلى الله عليه وسلم فدعا لي وضربه فسار سيرا لم يسر
مثله قال بعنيه بوقية قلت لا ثم قال بعنيه فبعته بوقية واستثنيت عليه حملانه
إلى أهلي فلما بلغت اتيته بالجمل فنقدني ثمنه ثم رجعت فأرسل في أثري فقال
أتراني ماكستك لآخذ جملك خذ جملك ودراهمك فهو لك وحدثناه
علي بن خشرم أخبرنا عيسى (يعنى ابن يونس) عن زكرياء عن عامر حدثني
جابر بن عبد الله بمثل حديث ابن نمير حدثنا عثمان بن أبي شيبة واسحق
51

ابن إبراهيم (واللفظ لعثمان) قال اسحق أخبرنا وقال عثمان حدثنا جرير عن
مغيرة عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم فتلاحق بي وتحتي ناضح لي قد أعيا ولا يكاد يسير قال فقال لي ما لبعيرك
قال قلت عليل قال فتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فزجره ودعا له فما زال
بين يدي الإبل قدامها يسير قال فقال لي كيف ترى بعيرك قال قلت بخير قد اصابته
بركتك قال أفتبيعنيه فاستحييت ولم يكن لنا ناضح غيره قال فقلت نعم فبعته
إياه على أن لي فقار ظهره حتى أبلغ المدينة قال فقلت له يا رسول الله انى عروس
فاستأذنته فاذن لي فتقدمت الناس إلى المدينة حتى انتهيت فلقيني خالي
فسألني عن البعير فأخبرته بما صنعت فيه فلامني فيه قال وقد كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لي حين استأذنته ما تزوجت أبكرا أم ثيبا فقلت له
تزوجت ثيبا قال أفلا تزوجت بكرا تلاعبك وتلاعبها فقلت له يا رسول الله
توفى والدي (أو استشهد) ولى أخوات صغار فكرهت ان أتزوج إليهن مثلهن
فلا تؤدبهن ولا تقوم عليهن فتزوجت ثيبا لتقوم عليهن وتؤدبهن قال فلما
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة غدوت إليه بالبعير فأعطاني ثمنه
وردة على حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن سالم بن أبي
الجعد عن جابر قال أقبلنا من مكة إلى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاعتل جملي وساق الحديث بقصته وفيه ثم قال لي بعني جملك هذا قال قلت لا بل
هو لك قال لا بل بعنيه قال قلت لا بل هو لك يا رسول الله قال لا بل بعنيه
قال قلت فان لرجل على أوقية ذهب فهو لك بها قال قد اخذته فتبلغ عليه
إلى المدينة قال فلما قدمت المدينة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال
اعطه أوقية من ذهب وزده قال فأعطاني أوقية من ذهب وزادني قيراطا
52

قال فقلت لا تفارقني زيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فكان في كيس لي
فاخذه أهل الشام يوم الحرة حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا عبد الواحد
ابن زياد حدثنا الجريري عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال كنا مع النبي
صلى الله عليه وسلم في سفر فتخلف ناضحي وساق الحديث وقال فيه فنخسه
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لي اركب باسم الله وزاد أيضا قال فما
زال يزيدني ويقول والله يغفر لك وحدثني أبو الربيع العتكي حدثنا حماد
حدثنا أيوب عن أبي الزبير عن جابر قال لما اتى على النبي صلى الله عليه وسلم
وقد أعيا بعيري قال فنخسه فوثب فكنت بعد ذلك احبس خطامه لاسمع
حديثه فما أقدر عليه فلحقني النبي صلى اله عليه وسلم فقال بعنيه فبعته منه بخمس
أواق قال قلت على أن لي ظهره إلى المدينة قال ولك ظهره إلى المدينة قال
فلما قدمت المدينة اتيته به فزادني وقية ثم وهبه لي حدثنا عقبة بن مكرم
العمى حدثنا يعقوب بن إسحاق حدثنا بشير بن عقبة عن أبي المتوكل الناجي عن
جابر بن عبد الله قال سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره
(أظنه قال غازيا) واقتص الحديث وزاد فيه قال يا جابر أتوفيت الثمن قلت نعم قال
لك الثمن ولك الجمل لك الثمن ولك الجمل حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي
حدثنا شعبة عن محارب انه سمع جابر بن عبد الله يقول اشترى منى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعيرا بوقيتين ودرهم أو درهمين قال فلما قدم صرارا امر
ببقرة فذبحت فاكلوا منها فلما قدم المدينة امرني ان آتى المسجد فاصلي
ركعتين ووزن لي ثمن البعير فارجح لي حدثني يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا
خالد بن الحارث حدثنا شعبة أخبرنا محارب عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
بهذه القصة غير أنه قال فاشتراه منى بثمن قد سماه ولم يذكر الوقيتين والدرهم
53

والدرهمين وقال امر ببقرة فنحرت ثم قسم لحمها حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا ابن أبي زائدة عن ابن جريج عن عطاء عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال له قد اخذت جملك بأربعة دنانير ولك ظهره إلى المدينة * حدثنا أبو
الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا ابن وهب عن مالك بن انس عن زيد بن
أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي رافع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استسلف
مع رجل بكرا فقدمت عليه إبل من إبل الصدقة فامر أبا رافع ان يقضى
الرجل بكره فرجع إليه أبو رافع فقال لم أجد فيها الا خيارا رباعيا فقال اعطه
إياه ان خيار الناس أحسنهم قضاء حدثنا أبو كريب حدثنا خالد بن مخلد
عن محمد بن جعفر سمعت زيد بن أسلم أخبرنا عطاء بن يسار عن أبي رافع مولى
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استسلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا
بمثله غير أنه قال فان خير عباد الله أحسنهم قضاء حدثنا محمد بن بشار بن
عثمان العبدي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن أبي سلمة عن أبي
هريرة قال كان لرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حق فاغلظ له فهم به
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان لصاحب الحق
مقالا فقال لهم اشتروا له سنا فاعطوه إياه فقالوا انا لا نجد الا سنا هو خير
من سنه قال فاشتروه فاعطوه إياه فان من خيركم أو خيركم أحسنكم قضاء
حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن علي بن صالح عن سلمة بن كهيل عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال استقرض رسول الله صلى الله عليه وسلم سنا فأعطى سنا فوقه
وقال خياركم محاسنكم قضاء حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا
سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال جاء رجل يتقاضى رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعيرا فقال أعطوه سنا فوق سنه وقال خيركم أحسنكم
54

قضاء * حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وابن رمح قالا أخبرنا الليث ح وحدثنيه
قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن أبي الزبير عن جابر قال جاء عبد فبايع النبي صلى الله
عليه وسلم على الهجرة ولم يشعر انه عبد فجاء سيده يريده فقال له النبي صلى الله
عليه وسلم بعنيه فاشتراه بعبدين أسودين ثم لم يبايع أحدا بعد حتى يسأله
أعبد هو * حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء خ واللفظ
ليحيى) قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم
عن الأسود عن عائشة قالت اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم من يهودي
طعاما بنسيئة فأعطاه درعا له رهنا حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعلي بن
خشرم قالا أخبرنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن
عائشة قالت اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم من يهودي طعاما ورهنه
درعا من حديد حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا المخزومي حدثنا
عبد الواحد بن زياد عن الأعمش قال ذكرنا الرهن في السلم عند إبراهيم النخعي
فقال حدثنا الأسود بن يزيد عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى
من يهودي طعاما إلى اجل ورهنه درعا له من حديد حدثناه أبو بكر بن أبي
شيبة حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم قال حدثني الأسود عن
عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ولم يذكر من حديد * حدثنا يحيى بن
يحيى وعمرو الناقد (واللفظ ليحيى) قال عمرو حدثنا وقال يحيى أخبرنا سفيان بن
عيينة عن ابن أبي نجيح عن عبد الله بن كثير عن أبي المنهال عن ابن عباس قال
قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يسلفون في الثمار السنة والسنتين فقال
من اسلف في تمر فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم إلى اجل معلوم حدثنا
شيبان بن فروخ حدثنا عبد الوارث عن ابن أبي نجيح حدثني عبد الله بن كثير
55

عن أبي المنهال عن ابن عباس قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس
يسلفون فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من اسلف فلا يسلف الا في
كيل معلوم ووزن معلوم حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وإسماعيل
ابن سالم جميعا عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح بهذا الاسناد مثل حديث عبد
الوارث ولم يذكر إلى اجل معلوم حدثنا أبو كريب وابن أبي عمر قالا حدثنا وكيع
ح وحدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي كلاهما عن سفيان عن ابن أبي
نجيح باسنادهم مثل حديث ابن عيينة يذكر فيه إلى اجل معلوم * حدثنا
عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان (يعنى ابن بلال) عن يحيى (وهو ابن سعيد) قال
كان سعيد بن المسيب يحدث ان معمرا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احتكر
فهو خاطئ فقيل لسعيد فإنك تحتكر قال سعيد ان معمرا الذي كان يحدث هذا
الحديث كان يحتكر حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي حدثنا حاتم بن إسماعيل عن
محمد بن عجلان عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سعيد بن المسيب عن معمر بن عبد الله
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحتكر الا خاطئ (قال إبراهيم قال مسلم)
وحدثني بعض أصحابنا عن عمرو بن عون أخبرنا خالد بن عبد الله عن عمرو بن يحيى
عن محمد بن عمرو عن سعيد بن المسيب عن معمر بن أبي معمر أحد بنى عدى بن
كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر بمثل حديث سليمان بن
بلال عن يحيى * حدثنا زهير بن حرب حدثنا أبو صفوان الأموي ح وحدثني
أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا أخبرنا ابن وهب كلاهما عن يونس عن ابن شهاب
عن ابن المسيب ان أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
الحلف منفقة للسلعة ممحقة للربح حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب
وإسحاق بن إبراهيم (واللفظ لابن أبي شية) قال اسحق أخبرنا وقال الآخران
56

حدثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير عن معبد بن كعب بن مالك عن أبي قتادة
الأنصاري انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إياكم وكثرة الحلف
في البيع فإنه ينفق ثم يمحق * حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو
الزبير عن جابر ح وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن أبي الزبير عن
جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له شريك في ربعة أو نخل
فليس له ان يبيع حتى يؤذن شريكه فان رضى اخذ وان كره ترك حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وإسحاق بن إبراهيم (واللفظ لابن
نمير) قال اسحق أخبرنا وقال الآخران حدثنا عبد الله بن إدريس حدثنا ابن
جريج عن أبي الزبير عن جابر قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشفعة
في كل شركة لم تقسم ربعة أو حائط لا يحل له ان يبيع حتى يؤذن شريكه
فان شاء اخذ وان شاء ترك فإذا باع ولم يؤذنه فهو أحق به وحدثني أبو الطاهر
أخبرنا ابن وهب عن ابن جريج ان أبا الزبير اخبره انه سمع جابر بن عبد الله
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفعة في كل شرك في ارض أو ربع
أو حائط لا يصلح ان يبيع حتى يعرض على شريكه فيأخذ أو يدع فان أبى فشريكه
أحق به حتى يؤذنه * حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب
عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يمنع
أحدكم جاره ان يغرز خشبة في جداره قال ثم يقول أبو هريرة مالي أراكم
عنها معرضين والله لأرمين بها بين أكتافكم حدثنا زهير بن حرب حدثنا
سفيان بن عيينة ح وحدثني أبو الطاهر وحرملة ين يحيى قالا أخبرنا أبو وهب
اخبرني يونس ح وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر كلهم
عن الزهري بهذا الاسناد نحوه * حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن
57

حجر قالوا حدثنا إسماعيل (وهو ابن جعفر) عن العلاء بن عبد الرحمن عن عباس بن
سهل بن سعد الساعدي عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله إياه يوم القيامة
من سبع أرضين حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا عبد الله بن وهب حدثني
عمر بن محمد ان أباه حدثه عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ان أروى خاصمته
في بعض داره فقال دعوها وإياها فانى سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول من اخذ شبرا من الأرض بغير حقه طوقه في سبع أرضين يوم القيامة
اللهم ان كانت كاذبة فأعم بصرها واجعل قبرها في دارها قال فرأيتها
عمياء تلتمس الجدر تقول أصابتني دعوة سعيد بن زيد فبينما هي تمشى في الدار
مرت على بئر في الدار فوقعت فيها فكانت قبرها حدثنا أبو الربيع العتكي
حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه ان أروى بنت أويس ادعت
على سعيد بن زيد انه اخذ شيئا من أرضها فخاصمته إلى مروان بن الحكم فقال
سعيد انا كنت آخذ من أرضها شيئا بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول من اخذ شبرا من الأرض ظلما طوقه إلى سبع أرضين
فقال له مروان لا أسألك بينة بعد هذا فقال اللهم ان كانت كاذبة فعم
بصرها واقتلها في أرضها قال فما ماتت حتى ذهب بصرها ثم بينا هي تمشى
في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن
زكرياء بن أبي زائدة عن هشام عن أبيه عن سعيد بن زيد قال سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقول من اخذ شبرا من الأرض ظلما فإنه يطوقه يوم القيامة من
سبع أرضين وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة
58

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأخذ أحد شبرا من الأرض بغير حقه الا
طوقه الله إلى سبع أرضين يوم القيامة حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا
عبد الصمد (يعنى ابن عبد الوارث) حدثنا حرب (وهو ابن شداد) حدثنا يحيى (وهو
ابن أبي كثير) عن محمد بن إبراهيم ان أبا سلمة حدثه وكان بينه وبين قومه خصومة
في ارض وانه دخل على عائشة فذكر ذلك لها فقالت يا أبا سلمة اجتنب الأرض فان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين
وحدثني إسحاق بن منصور أخبرنا حبان بن هلال أخبرنا ابان حدثنا يحيى ان محمد بن
إبراهيم حدثه ان أبا سلمة حدثه انه دخل على عائشة فذكر مثله * حدثني أبو
كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا خالد الحذاء عن
يوسف بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا اختلفتم
في الطريق جعل عرضه سبع اذرع * حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة
وإسحاق بن إبراهيم (واللفظ ليحيى) قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا ابن عيينة
عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد ان النبي صلى الله
عليه وسلم قال لا يرث المسلم الكافر ولا يرث الكافر المسلم * حدثنا عبد الاعلى
ابن حماد (وهو النرسي) حدثنا وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الحقوا الفرائض باهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر
حدثنا أمية بن بسطام العيشي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن
عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحقوا
الفرائض باهلها فما تركت الفرائض فلأولى رجل ذكر حدثنا إسحاق بن
إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد (واللفظ لابن رافع) قال اسحق حدثنا وقال
الآخران أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس
59

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقسموا المال بين أهل الفرائض على كتاب الله
فما تركت الفرائض فلأولى رجل ذكر * وحدثنيه محمد بن العلاء أبو كريب
الهمداني حدثنا زيد بن حباب عن يحيى بن أيوب عن ابن طاوس بهذا الاسناد
نحو حديث وهيب وروح بن القاسم * حدثنا عمرو بن محمد بن بكير الناقد
حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر سمع جابر بن عبد الله قال مرضت
فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يعوداني ماشيين فأغمي علي
فتوضأ ثم صب على من وضوئه فأفقت قلت يا رسول الله كيف اقضي في مالي
فلم يرد على شيئا حتى نزلت آية الميراث يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة
حدثني محمد بن حاتم بن ميمون حدثنا حجاج به محمد حدثنا ابن جريج قال اخبرني
ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال عادني النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر
في بنى سلمة يمشيان فوجدني لا أعقل فدعا بماء فتوضأ ثم رش على منه فأفقت
فقلت كيف اصنع في مالي يا رسول الله فنزلت يوصيكم الله في أولادكم للذكر
مثل حظ الأنثيين حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا عبد الرحمن (يعنى ابن مهدي
) حدثنا سفيان قال سمعت محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله
يقول عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا مريض ومعه أبو بكر ماشيين
فوجدني قد أغمي على فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صب على من
وضوئه فأفقت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله كيف
اصنع في مالي فلم يرد على شيئا حتى نزلت آية الميراث حدثني محمد بن حاتم
حدثنا بهز حدثنا شعبة اخبرني محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله
يقول دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا مريض لا أعقل فتوضأ
فصبوا على من وضوئه فعقلت فقلت يا رسول الله إنما يرثني كلالة فنزلت آية
60

الميراث فقلت لمحمد المنكدر يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة قال هكذا
أنزلت حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل وأبو عامر العقدي
ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا وهب بن جرير كلهم عن شعبة بهذا الاسناد في
حديث وهب بن جرير فنزلت آية الفرائض وفى حديث النضر والعقدي
فنزلت آية الفرض وليس في رواية أحد منهم قول شعبة لابن المنكدر حدثنا
محمد بن أبي بكر المقدمي ومحمد بن المثنى (واللفظ لابن المثنى) قالا حدثنا
يحيى بن سعيد حدثنا هشام حدثنا قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي
طلحة ان عمر بن الخطاب خطب يوم جمعة فذكر نبي الله صلى الله عليه وسلم
وذكر أبا بكر ثم قال إني لا ادع بعدي شيئا أهم عندي من الكلالة ما راجعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ ما راجعته في الكلالة وما أغلظ لي في
شئ ما أغلظ لي فيه حتى طعن بإصبعه في صدري وقال يا عمر الا تكفيك
آية الصيف التي في آخر سورة النساء وانى ان أعش اقض فيها بقضية يقضى
بها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
إسماعيل بن علية عن سعيد بن أبي عروبة ح وحدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن
إبراهيم وابن رافع عن شبابة بن سوار عن شعبة كلاهما عن قتادة بهذا الاسناد
نحوه * حدثنا علي بن خشرم أخبرنا وكيع عن ابن أبي خالد عن أبي إسحاق عن البراء
قال آخر آية أنزلت من القرآن يستفتونك قل الله يفتيك في الكلالة حدثنا
محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال
سمعت البراء بن عازب يقول آخر آية أنزلت آية الكلالة وآخر سورة أنزلت
براءة حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا عيسى (وهو ابن يونس) حدثنا زكرياء
عن أبي إسحاق عن البراء ان آخر سورة أنزلت تامة سورة التوبة وان آخر آية
61

أنزلت آية الكلالة حدثنا أبو كريب حدثنا يحيى (يعنى ابن آدم) حدثنا
عمار (وهو ابن رزيق) عن أبي إسحاق عن البراء بمثله غير أنه قال آخر سورة أنزلت
كاملة حدثنا عمرو الناقد حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا مالك بن مغول عن أبي
السفر عن البراء قال آخر آية أنزلت يستفتونك * وحدثني زهير بن حرب
حدثنا أبو صفوان الأموي عن يونس الأيلي ح وحدثني حرملة بن يحيى (واللفظ له)
قال أخبرنا عبد الله بن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالرجل الميت عليه
الدين فيسأل هل ترك لدينه من قضاء فان حدث انه ترك وفاء صلى عليه والا
قال صلوا على صاحبكم فلما فتح الله عليه الفتوح قال انا أولى بالمؤمنين من
أنفسهم فمن توفى وعليه دين فعلى قضاؤه ومن ترك مالا فهو لورثته حدثنا
عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي حدثني عقيل ح وحدثني
زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب ح وحدثنا
ابن نمير حدثنا أبي حدثنا ابن أبي ذئب كلهم عن الزهري بهذا الاسناد هذا
الحديث حدثني محمد بن رافع حدثنا شبابة قال حدثني ورقاء عن أبي الزناد عن
الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده
ان على الأرض من مؤمن الا انا أولى الناس به فأيكم ما ترك دينا أو ضياعا
فانا مولاه وأيكم ترك مالا فإلى العصبة من كان حدثنا محمد بن رافع
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم انا أولى الناس بالمؤمنين في كتاب الله عز وجل فأيكم ما ترك دينا
أو ضيعة فادعوني فانا وليه وأيكم ما ترك مالا فليؤثر بماله عصبته من كان
62

حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عدى انه سمع أبا حازم
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من ترك مالا فللورثة ومن ترك
كلا فالينا * وحدثنيه أبو بكر بن نافع حدثنا غندر ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا
عبد الرحمن (يعنى ابن مهدي) قالا حدثنا شعبة بهذا الاسناد غير أن في حديث
غندر ومن ترك كلا وليه * حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا مالك بن انس
عن زيد بن أسلم عن أبيه ان عمر بن الخطاب قال حملت على فرس عتيق في سبيل الله
فأضاعه صاحبه فظننت انه بائعه برخص فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن ذلك فقال لا تبتعه ولا تعد في صدقتك فان العائد في صدقته كالكلب
يعود في قيئه * وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن (يعنى ابن مهدي) عن
مالك بن انس بهذا الاسناد وزاد لا تبتعه وان أعطاكه بدرهم حدثني أمية
ابن بسطام حدثنا يزيد (يعنى ابن زريع) حدثنا روح (وهو ابن القاسم) عن زيد بن
أسلم عن أبيه عن عمر انه حمل على فرس في سبيل الله فوجده عند صاحبه وقد
أضاعه وكان قليل المال فأراد ان يشتريه فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر
ذلك له فقال لا تشتره وان أعطيته بدرهم فان مثل العائد في صدقته كمثل
الكلب يعود في قيئه وحدثناه ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم
بهذا الاسناد غير أن حديث مالك وروح أتم وأكثر حدثنا يحيى بن يحيى
قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر ان عمر بن الخطاب حمل على فرس في
سبيل الله فوجده يباع فأراد ان يبتاعه فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك
فقال لا تبتعه ولا تعد في صدقتك وحدثناه قتيبة بن سعيد وابن رمح جميعا عن
الليث بن سعد ح وحدثنا المقدمي ومحمد بن المثنى قالا حدثني يحيى (وهو القطان)
ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة
63

كلهم عن عبيد الله كلاهما عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل
حديث مالك حدثنا ابن أبي عمر وعبد بن حميد (واللفظ لعبد) قال أخبرنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر ان عمر حمل على فرس في
سبيل الله ثم رآها تباع فأراد ان يشتريها فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعد في صدقتك يا عمر * حدثني إبراهيم بن
موسى الرازي وإسحاق بن إبراهيم قالا أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأوزاعي
عن أبي جعفر محمد بن علي عن ابن المسيب عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه
وسلم قال مثل الذي يرجع في صدقته كمثل الكلب يقئ ثم يعود في قيئه
فيأكله وحدثناه أبو كريب محمد بن العلاء أخبرنا ابن المبارك عن
الأوزاعي قال سمعت محمد بن علي بن الحسين يذكر بهذا الاسناد نحوه * وحدثنيه
حجاج بن الشاعر حدثنا عبد الصمد حدثنا حرب حدثنا يحيى (وهو ابن أبي كثير)
حدثني عبد الرحمن بن عمرو ان محمد بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثه بهذا الاسناد نحو حديثهم وحدثني هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى
قالا حدثنا ابن وهب اخبرني عمرو (وهو ابن الحارث) عن بكير انه سمع سعيد
ابن المسيب يقول سمعت ابن عباس يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إنما مثل الذي يتصدق بصدقة ثم يعود في صدقته كمثل الكلب يقئ ثم يأكل
قيأه وحدثناه محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة
سمعت قتادة يحدث عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال العائد في هبته كالعائد في قيئه وحدثناه محمد بن المثنى
حدثنا ابن أبي عدى عن سعيد عن قتادة بهذا الاسناد مثله وحدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا المخزومي حدثنا وهيب حدثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن
64

عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العائد في هبته كالكلب يقئ ثم يعود
في قيئه * حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن حميد بن
عبد الرحمن وعن محمد بن النعمان بن بشير يحدثانه عن النعمان بن بشير أنه قال إن أباه
اتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني نحلت ابني هذا غلاما كان لي فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل ولدك نحلته مثل هذا فقال لا فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فارجعه وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا إبراهيم بن سعد عن ابن
شهاب عن حميد بن عبد الرحمن ومحمد بن النعمان عن النعمان بن بشير قال اتى بي
أبى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني نحلت ابني هذا غلاما فقال أكل
بنيك نحلت قال لا قال فاردده وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم
وابن أبي عمر عن ابن عيينة ح وحدثنا قتيبة وابن رمح عن الليث بن سعد ح وحدثني
حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب قال اخبرني يونس ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم
وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر كلهم عن الزهري بهذا
الاسناد اما يونس ومعمر ففي حديثهما أكل بنيك وفى حديث الليث وابن
عيينة أكل ولدك ورواية الليث عن محمد بن النعمان وحميد بن عبد الرحمن ان بشيرا
جاء بالنعمان حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه قال
حدثنا النعمان بن بشير قال وقد أعطاه أبوه غلاما فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
ما هذا الغلام قال أعطانيه أبى قال فكل اخوته أعطيته كما أعطيت هذا قال لا
قال فرده حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عباد بن العوام عن حصين عن
الشعبي قال سمعت النعمان بن بشير ح وحدثنا يحيى بن يحيى (واللفظ له) أخبرنا
أبو الأحوص عن حصين عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال تصدق على أبى ببعض
ماله فقالت أمي عمرة بنت رواحة لا ارضى حتى تشهد رسول الله صلى الله
65

عليه وسلم فانطلق أبى إلى النبي صلى الله عليه وسلم على صدقتي فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم أفعلت هذا بولدك كلهم قال لا قال اتقوا الله
واعدلوا في أولادكم فرجع أبى فرد تلك الصدقة حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا علي بن مسهر عن أبي حيان عن الشعبي عن النعمان بن بشير ح وحدثنا
محمد بن عبد الله بن نمير (واللفظ له) حدثنا محمد بن بشر حدثنا أبو حيان التيمي
عن الشعبي حدثني النعمان بن بشير ان أمه بنت رواحة سألت أباه بعض
الموهبة من ماله لابنها فالتوى بها سنة ثم بادله فقالت لا ارضى حتى تشهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما وهبت لابني فاخذ أبى بيدي وانا يومئذ غلام
فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان أم هذا بنت رواحة
أعجبها ان أشهدك على الذي وهبت لابنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا بشير ألك ولد سوى هذا قال نعم فقال أكلهم وهبت له مثل هذا قال لا قال
فلا تشهدني إذا فانى لا اشهد على جور حدثنا ابن نمير حدثني أبي حدثنا
إسماعيل عن الشعبي عن النعمان بن بشير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ألك بنون سواه قال نعم قال فكلهم أعطيت مثل هذا قال لا قال فلا اشهد
على جور حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن عاصم الأحول عن الشعبي
عن النعمان بن بشير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبيه لا تشهدني
على جور حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب وعبد الاعلى ح وحدثنا
إسحاق بن إبراهيم ويعقوب الدورقي جميعا عن ابن علية (واللفظ ليعقوب) قال
حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن النعمان بن بشير
قال انطلق بي أبى يحملني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
اشهد انى قد نحلت النعمان كذا وكذا من مالي فقال أكل بنيك قد نحلت
66

مثل ما نحلت النعمان قال لا قال فاشهد على هذا غيري ثم قال أيسرك ان يكونوا
إليك في البر سواء قال بلى قال فلا إذا حدثنا أحمد بن عثمان النوفلي حدثنا
أزهر حدثنا ابن عون عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال نحلني أبى نحلا ثم اتى بي
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشهده فقال أكل ولدك أعطيته هذا قال لا
قال أليس تريد منهم البر مثل ما تريد من ذا قال بلى قال فانى لا اشهد قال ابن
عون فحدثت به محمدا فقال إنما تحدثنا أنه قال قاربوا بين أولادكم حدثنا حمد
ابن عبد الله بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير عن جابر قال قالت امرأة
بشير انحل ابني غلامك واشهد لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال إن ابنة فلان سألتني ان انحل ابنها غلامي وقالت اشهد لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أله اخوة قال نعم قال أفكلهم أعطيت مثل
ما أعطيته قال لا قال فليس يصلح هذا وانى لا اشهد الا على حق * حدثنا يحيى
ابن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر
ابن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيما رجل أعمر عمري له ولعقبه
فإنها للذي أعطيها لا ترجع إلى الذي أعطاها لأنه أعطى عطاء وقعت فيه
المواريث حدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح قالا أخبرنا الليث ح وحدثنا قتيبة
حدثنا ليث عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله أنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أعمر رجلا عمري له ولعقبه فقد قطع
قوله حقه فيها وهي لمن أعمر ولعقبه غير أن يحيى قال في أول حديثه أيما رجل
أعمر عمري فهي له ولعقبه حدثني عبد الرحمن بن بشر العبدي أخبرنا
عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج اخبرني ابن شهاب عن العمرى وسنتها
عن حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن ان جابر بن عبد الله الأنصاري اخبره ان
67

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيما رجل أعمر رجلا عمري له ولعقبه فقال قد
أعطيتكها وعقبك ما بقي منكم أحد فإنها لمن أعطيها وانها لا ترجع إلى
صاحبها من اجل انه أعطى عطاء وقعت فيه المواريث حدثنا إسحاق بن إبراهيم
وعبد بن حميد (واللفظ لعبد) قالا أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي
سلمة عن جابر قال إنما العمرى التي أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقول
هي لك ولعقبك فاما إذا قال هي لك ما عشت فإنها ترجع إلى صاحبها قال معمر
وكان الزهري يفتى به حدثنا محمد بن رافع حدثنا ابن أبي فديك عن ابن أبي
ذئب عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر (وهو ابن عبد الله) ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى فيمن أعمر عمري له ولعقبه فهي له بتلة لا يجوز
للمعطى فيها شرط ولا ثنيا قال أبو سلمة لأنه أعطى عطاء وقعت فيه المواريث
فقطعت المواريث شرطه حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا خالد بن
الحارث حدثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال سمعت
جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العمرى لمن وهبت له
وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير
حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله ان نبي الله صلى الله عليه وسلم
قال بمثله حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير عن جابر يرفعه
إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحدثنا يحيى بن يحيى (واللفظ له) أخبرنا أبو خيثمة
عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امسكوا عليكم
أموالكم ولا تفسدوها فإنه من أعمر عمري فهي للذي أعمرها حيا وميتا ولعقبه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر حدثنا حجاج بن أبي عثمان
ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم عن وكيع عن سفيان ح
68

وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي عن جدي عن أيوب كل هؤلاء عن أبي
الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث أبي خيثمة وفى حديث
أيوب من الزيادة قال جعل الأنصار يعمرون المهاجرين فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم امسكوا عليكم أموالكم وحدثني محمد بن رافع وإسحاق بن منصور
(واللفظ لابن رافع) قالا حدثنا عبد الزراق أخبرنا ابن جريج اخبرني أبو الزبير
عن جابر قال أعمرت امرأة بالمدينة حائطا لها ابنا لها ثم توفى وتوفيت بعده
وتركت ولدا وله اخوة بنون للمعمرة فقال ولد المعمرة رجع الحائط الينا وقال
بنو المعمر بل كان لأبينا حياته وموته فاختصموا إلى طارق مولى عثمان فدعا
جابر فشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعمرى لصاحبها فقضى بذلك
طارق ثم كتب إلى عبد الملك فأخبره ذلك واخبره بشهادة جابر فقال عبد الملك
صدق جابر فامضى ذلك طارق فان ذلك الحائط لبنى المعمر حتى اليوم حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم (واللفظ لأبي بكر) قال اسحق أخبرنا
وقال أبو بكر حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن سليمان بن يسار ان طارقا قضى
بالعمرى للوارث لقول جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا
محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة
يحدث عن عطاء عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العمرى
جائزة حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد (يعنى ابن الحارث) حدثنا سعيد
عن قتادة عن عطاء عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال العمرى ميراث
لأهلها حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة
عن قتادة عن النضر بن انس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال العمرى جائزة * وحدثيه يحيى بن حبيب حدثنا خالد (يعنى ابن
69

الحارث) حدثنا سعيد عن قتادة بهذا الاسناد غير أنه قال ميراث لأهلها أو قال
جائزة * حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب ومحمد بن المثنى العنبري (واللفظ لابن
المثنى) قالا حدثنا يحيى (وهو ابن سعيد القطان) عن عبيد الله اخبرني نافع عن ابن عمر
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما حق امرئ مسلم له شئ يريد ان يوصى فيه
يبيت ليلتين الا ووصيته مكتوبة عنده وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
عبدة بن سليمان وعبد الله بن نمير ح وحدثنا ابن نمير حدثني أبي كلاهما عن عبيد الله
بهذا الاسناد غير أنهما قالا وله شئ يوصى فيه ولم يقولا يريد ان يوصى فيه
وحدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا حماد (يعنى ابن زيد) ح وحدثني زهير بن حرب
حدثنا إسماعيل (يعنى ابن علية) كلاهما عن أيوب ح وحدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن
وهب اخبرني يونس ح وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا أبو وهب اخبرني
أسامة بن زيد الليثي ح وحدثنا محمد بن رافع حدثنا ابن أبي فديك أخبرنا هشام
(يعنى ابن سعد) كلهم عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث
عبيد الله وقالوا جميعا له شئ يوصى فيه الا في حديث أيوب فإنه قال يريد ان يوصى
فيه كرواية يحيى عن عبيد الله حدثنا هارون بن معروف حدثنا عبد الله بن
وهب اخبرني عمرو (وهو ابن الحارث) عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه انه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما حق امرئ مسلم له شئ يوصى فيه يبيت ثلاث
ليال الا ووصيته عنده مكتوبة قال عبد الله بن عمر ما مرت على ليلة منذ سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك الا وعندي وصيتي * وحدثنيه أبو الطاهر
وحرملة قالا أخبرنا ابن وهب اخبرني يونس ح وحدثني عبد الملك بن شعيب
ابن الليث حدثني أبي عن جدي حدثني عقيل ح وحدثنا ابن أبي عمر وعبد بن حميد
قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر كلهم عن الزهري بهذا الاسناد نحو حديث
70

عمرو بن الحارث * حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا إبراهيم بن سعد عن ابن
شهاب عن عامر بن سعد عن أبيه قال عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة
الوداع من وجع أشفيت منه على الموت فقلت يا رسول الله بلغني ما ترى من الوجع
وانا ذو مال ولا يرثني الا ابنة لي واحدة أفأتصدق بثلثي مالي قال لا قال قلت
أفأتصدق بشطرة قال لا الثلث والثلث كثير انك ان تذر ورثتك أغنياء خير من أن
تذرهم عالة يتكففون الناس ولست تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله الا اجرت بها
حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك قال قلت يا رسول الله اخلف بعد أصحابي قال إنك
لن تخلف فتعمل عملا تبتغى به وجه الله الا ازددت به درجة ورفعة ولعلك
تخلف حتى ينفع بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم امض لأصحابي هجرتهم
ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة قال رثى له رسول الله صلى الله
عليه وسلم من أن توفى بمكة حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة قالا
حدثنا سفيان بن عيينة ح وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا ابن وهب
اخبرني يونس ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر كلهم عن الزهري بهذا الاسناد نحوه وحدثني إسحاق بن منصور
حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن سعد
قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على يعودني فذكر بمعنى حديث الزهري
ولم يذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم في سعد بن خولة غير أنه قال وكان
يكره ان يموت بالأرض التي هاجر منها وحدثني زهير بن حرب حدثنا الحسن
ابن موسى حدثنا زهير حدثنا سماك بن حرب حدثني مصعب بن سعد عن أبيه
قال مرضت فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت دعني اقسم مالي حيث
شئت فأبى قلت فالنصف فأبى قلت فالثلث قال فسكت بعد الثلث قال فكان
71

بعد الثلث جائزا وحدثني محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا
شعبة عن سماك بهذا الاسناد نحوه ولم يذكر فكان بعد الثلث جائزا وحدثني
القاسم بن زكرياء حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن مصعب
ابن سعد عن أبيه قال عادني النبي صلى الله عليه وسلم فقلت أوصى بمالي كله قال
لا قلت فالنصف قال لا فقلت أبالثلث فقال نعم والثلث كثير حدثنا محمد بن أبي
عمر المكي حدثنا الثقفي عن أيوب السختياني عن عمرو بن سعيد عن حميد
ابن عبد الرحمن الحميري عن ثلاثة من ولد سعد كلهم يحدثه عن أبيه ان النبي
صلى الله عليه وسلم دخل على سعد يعوده بمكة فبكى قال ما يبكيك فقال قد
خشيت ان أموت بالأرض التي هاجرت منها كما مات سعد بن خولة فقال النبي
صلى الله عليه وسلم اللهم اشف سعد اللهم اشف سعد ثلاث مرار قال يا رسول
الله ان لي مالا كثيرا وإنما يرثني ابنتي أفأوصي بمالي كله قال لا قال فبالثلثين قال لا
قال فالنصف قال لا قال فالثلث قال الثلث والثلث كثير ان صدقتك من مالك
صدقة وان نفقتك على عيالك صدقة وان ما تأكل امرأتك من مالك صدقة
وانك ان تدع أهلك بخير (أو قال بعيش) خير من أن تدعهم يتكففون الناس
وقال بيده وحدثني أبو الربيع العتكي حدثنا حماد حدثنا أيوب عن عمرو بن
سعيد عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن ثلاثة من ولد سعد قالوا مرض سعد
بمكة فاتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده بنحو حديث الثقفي وحدثني محمد
ابن المثنى حدثنا عبد الاعلى حدثنا هشام عن محمد عن حميد بن عبد الرحمن حدثني
ثلاثة من ولد سعد بن مالك كلهم يحدثنيه بمثل حديث صاحبه فقال مرض
سعد بمكة فاتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده بمثل حديث عمرو بن سعيد عن
حميد الحميري حدثني إبراهيم بن موسى الرازي أخبرنا عيسى (يعنى ابن يونس)
72

ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا وكيع ح وحدثنا
أبو كريب حدثنا ابن نمير كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عباس قال
لو أن الناس غضوا من الثلث إلى الربع فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الثلث
والثلث كثير وفى حديث وكيع كبير أو كثير * حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن
سعيد وعلي بن حجر قالوا حدثنا إسماعيل (وهو ابن جعفر) عن العلاء عن أبيه عن أبي
هريرة ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ان أبى مات وترك مالا ولم يوص
فهل يكفر عنه ان أتصدق عنه قال نعم حدثنا زهير بن حرب حدثنا يحيى بن
سعيد عن هشام بن عروة اخبرني أبى عن عائشة ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه
وسلم ان أمي افتلتت نفسها وانى أظنها لو تكلمت تصدقت فلي اجر ان أتصدق عنها
قال نعم حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا هشام عن أبيه عن
عائشة ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان أمي افتلتت
نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها اجر ان تصدقت عنها
قال نعم وحدثناه أبو كريب حدثنا أبو أسامة ح وحدثني الحكم بن موسى حدثنا
شعيب بن إسحاق ح وحدثني أمية بن بسطام حدثنا يزيد (يعنى ابن زريع) حدثنا
روح (وهو ابن القاسم) ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا جعفر بن عون
كلهم عن هشام بن عروة بهذا الاسناد اما أبو أسامة وروح ففي حديثهما فهل
لي اجر كما قال يحيى بن سعيد واما شعيب وجعفر ففي حديثهما أفلها اجر كرواية
ابن بشر * حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة (يعنى ابن سعيد) وابن حجر قالوا حدثنا
إسماعيل (هو ابن جعفر) عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله
عليه وقال إذا مات الانسان انقطع عنه عمله الا من ثلاثة الا من صدقة جارية أو
علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له * حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا سليم بن
73

اخضر عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال أصاب عمر أرضا بخيبر فاتى النبي
صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها فقال يا رسول الله انى أصبت أرضا بخيبر لم أصب
مالا قط هو أنفس عندي منه فما تأمرني به قال إن شئت حبست أصلها وتصدقت
بها قال فتصدق بها عمر انه لا يباع أصلها ولا يبتاع ولا يورث ولا يوهب قال
فتصدق عمر في الفقراء وفى القربى وفى الرقاب وفى سبيل الله وابن السبيل والضيف
لا جناح على من وليها ان يأكل منها بالمعروف أو يطعم صديقا غير متمول فيه
قال فحدثت بهذا الحديث محمدا فلما بلغت هذا المكان غير متمول فيه قال محمد غير
متأثل مالا قال ابن عون وأنبأني من قرأ هذا الكتاب ان فيه غير متأثل مالا
حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن أبي زائدة ح وحدثنا اسحق أخبرنا
أزهر السمان ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدى كلهم عن ابن عون
بهذا الاسناد مثله غير أن حديث ابن أبي زائدة وأزهر انتهى عند قوله أو يطعم صديقا
غير متمول فيه ولم يذكر ما بعده وحديث ابن أبي عدى فيه ما ذكر سليم قوله
فحدثت بهذا الحديث محمدا إلى آخره وحدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا أبو داود
الحفري عمر بن سعد عن سفيان عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال أصبت
أرضا من ارض خيبر فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أصبت أرضا لم أصب
مالا أحب إلى ولا أنفس عندي منها وساق الحديث بمثل حديثهم ولم يذكر
فحدثت محمدا وما بعده * حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي
عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف قال سألت عبد الله بن أبي أوفى هل
أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا قلت فلم كتب على المسلمين الوصية
أو فلم أمروا بالوصية قال أوصى بكتاب الله عز وجل وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا وكيع ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي كلاهما عن مالك بن مغول بهذا الاسناد
74

مثله غير أن في حديث وكيع قلت فكيف امر الناس بالوصية وفى حديث ابن
نمير قلت كيف كتب على المسلمين الوصية حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
عبد الله بن نمير وأبو معاوية عن الأعمش ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير
حدثنا أبي وأبو معاوية قالا حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة
قالت ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا
ولا أوصى بشئ وحدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم
كلهم عن جرير ح وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى (وهو ابن يونس) جميعا
عن الأعمش بهذا الاسناد مثله وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة
(واللفظ ليحيى) قال أخبرنا إسماعيل بن علية عن ابن عون عن إبراهيم عن الأسود بن
يزيد قال ذكروا عند عائشة ان عليا كان وصيا فقالت متى أوصى إليه فقد كنت
مسندته إلى صدري (أو قالت حجري) فدعا بالطست فلقد انخنث في حجري وما شعرت
انه مات فمتى أوصى إليه حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي
شيبة وعمرو الناقد (واللفظ لسعيد) قالوا حدثنا سفيان عن سليمان الأحول
عن سعيد بن جبير قال قال ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى
حتى بل دمعه الحصى فقلت يا ابن عباس وما يوم الخميس قال اشتد برسول الله
صلى الله عليه وسلم وجعه فقال ائتوني اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي
فتنازعوا وما ينبغي عند نبي تنازع وقالوا ما شأنه أهجر استفهموه قال دعوني
فالذي انا فيه خير أوصيكم بثلاث اخرجوا المشركين من جزيرة العرب
وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم قال وسكت عن الثالثة أو قالها فأنسيتها
قال أبو إسحاق إبراهيم حدثنا الحسن بن بشر قال حدثنا سفيان بهذا الحديث
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وكيع عن مالك بن مغول عن طلحة بن
75

مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال يوم الخميس وما يوم الخميس
ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني بالكتف والدواة (أو اللوح والدواة)
اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا فقالوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يهجر وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال ابن رافع حدثنا
عبد الرزاق أخبرنا معتمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس
قال لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب
فقال النبي صلى الله عليه وسلم هلم اكتب لكم كتابا لا تضلون بعده فقال عمر
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا
كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم
رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر
فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم قوموا قال عبيد الله فكان ابن عباس يقول إن الرزية
كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ان يكتب لهم ذلك
الكتاب من اختلافهم ولغطهم * حدثنا يحيى بن يحيى التميمي ومحمد بن
رمح بن المهاجر قالا أخبرنا الليث ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن
شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أنه قال استفتى سعد بن عبادة
رسول الله صلى الله عليه وسلم في نذر كان على أمه توفيت قبل ان تقضيه قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقضه عنها وحدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على
مالك ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم عن ابن
عيينة ح وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب اخبرني يونس ح وحدثنا اسحق
76

ابن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر ح وحدثنا عثمان
ابن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن بكر بن وائل كلهم
عن الزهري باسناد الليث ومعنى حديثه * وحدثني زهير بن حرب وإسحاق بن
إبراهيم قال اسحق أخبرنا وقال زهير حدثنا جرير عن منصور عن عبد الله بن مرة
عن عبد الله بن عمر قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ينهانا عن النذر ويقول إنه
لا يرد شيئا وإنما يستخرج به من الشحيح حدثنا محمد بن يحيى حدثنا يزيد بن أبي
حكيم عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
النذر لا يقدم شيئا ولا يؤخره وإنما يستخرج به من البخيل حدثنا أبو بكر
ابن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار (واللفظ
لابن المثنى) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن منصور عن عبد الله بن مرة
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن النذر وقال إنه لا يأتي بخير
وإنما يستخرج به من البخيل وحدثني محمد بن رافع حدثنا يحيى بن آدم حدثنا
مفضل ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا عبد الرحمن عن سفيان
كلاهما عن منصور بهذا الاسناد نحو حديث جرير وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
عبد العزيز (يعنى الدراوردي) عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لا تنذروا فان النذر لا يغنى من القدر شيئا وإنما يستخرج
به من البخيل وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر
حدثنا شعبة قال سمعت العلاء يحدث عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم انه نهى عن النذر وقال إنه لا يرد من القدر وإنما يستخرج به من
البخيل حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر قالوا حدثنا إسماعيل
(وهو ابن جعفر) عن عمرو (وهو ابن أبي عمرو) عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة
77

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن النذر لا يقرب من ابن آدم شيئا لم يكن الله
قدره له ولكن النذر يوافق القدر فيخرج بذلك من البخيل ما لم يكن البخيل
يريد ان يخرج حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب (يعنى ابن عبد الرحمن
القاري) وعبد العزيز (يعنى الدراوردي) كلاهما عن عمرو بن أبي عمر وبهذا الاسناد
مثله * وحدثني زهير بن حرب وعلي بن حجر السعدي (واللفظ لزهير) قالا حدثنا
إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين
قال كانت ثقيف حلفاء لبنى عقيل فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم واسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بنى عقيل
وأصابوا معه العضباء فاتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الوثاق قال
يا محمد فاتاه فقال ما شأنك فقال بم أخذتني وبم اخذت سابقة الحاج فقال (اعظاما
لذلك) أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف ثم انصرف عنه فناداه فقال يا محمد يا محمد
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رقيقا فرجع إليه فقال ما شأنك قال إني
مسلم قال لو قلتها وأنت تملك امرك أفلحت كل الفلاح ثم انصرف فناداه فقال يا محمد
يا محمد فاتاه فقال ما شأنك قال إني جائع فاطعمني وظمأن فاسقني قال هذه حاجتك
ففدى بالرجلين قال وأسرت امرأة من الأنصار وأصيب العضباء فكانت
المرأة في الوثاق وكان القوم يريحون نعمهم بين يدي بيوتهم فانفلتت ذات
ليلة من الوثاق فاتت الإبل فجعلت إذا دنت من البعير رغا فتتركه حتى تنتهى
إلى العضباء فلم ترغ قال وناقة منوقة فقعدت في عجزها ثم زجرتها فانطلقت
ونذورا بها فطلبوها فأعجزتهم قال ونذرت لله ان نجاها الله عليها لتنحرنها
فلما قدمت المدينة رآها الناس فقالوا العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت إنها نذرت ان نجاها الله عليها لتنحرنها فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
78

فذكروا ذلك له فقال سبحان الله بئسما جزتها نذرت لله ان نجاها الله عليها
لتنحرنها لا وفاء لنذر في معصية ولا فيما لا يملك العبد وفى رواية ابن حجر
لا نذر في معصية الله حدثنا أبو الربيع العتكي حدثنا حماد (يعنى ابن زيد) ح
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر عن عبد الوهاب الثقفي كلاهما عن أيوب
بهذا الاسناد نحوه وفى حديث حماد قال كانت العضباء لرجل من بنى
عقيل وكانت من سوابق الحاج وفى حديثه أيضا فاتت على ناقة ذلول مجرسة
وفى حديث الثقفي وهي ناقة مدربة * حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا يزيد
ابن زريع عن حميد عن ثابت عن انس ح وحدثنا ابن أبي عمر (واللفظ له)
حدثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثنا حميد حدثني ثابت عن انس ان النبي صلى الله
عليه وسلم رأى شيخا يهادي بين ابنيه فقال ما بال هذا قالوا نذر ان يمشى قال إن الله عن
تعذيب هذا نفسه لغنى وأمره ان يركب وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر
قالوا حدثنا إسماعيل (وهو ابن جعفر) عن عمرو (وهو ابن أبي عمرو) عن عبد الرحمن
الأعرج عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم أدرك شيخا يمشى بين ابنيه
يتوكأ عليهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما شأن هذا قال ابناه يا رسول الله كان
عليه نذر فقال النبي صلى الله عليه وسلم اركب أيها الشيخ فان الله غنى عنك وعن
نذرك (واللفظ لقتيبة وابن حجر) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز (يعنى
الدراوردي) عن عمرو بن أبي عمرو بهذا الاسناد مثله وحدثنا زكرياء بن يحيى
ابن صالح المصري حدثنا المفضل (يعنى ابن فضالة) حدثني عبد الله بن عياش عن
يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر أنه قال نذرت أختي ان تمشى
إلى بيت الله حافية فأمرتني ان استفتى لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيته
فقال لتمش ولتركب وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن
79

جريج أخبرنا سعيد بن أبي أيوب ان يزيد بن أبي حبيب اخبره ان أبا الخير
حدثه عن عقبة بن عامر الجهني أنه قال نذرت أختي فذكر بمثل حديث
مفضل ولم يذكر في الحديث حافية وزاد وكان أبو الخير لا يفارق عقبة
* وحدثنيه محمد بن حاتم وابن أبي خلف قالا حدثنا روح بن عبادة حدثنا ابن
جريح اخبرني يحيى بن أيوب ان يزيد بن أبي حبيب اخبره بهذا الاسناد مثل
حديث عبد الرزاق * وحدثني هارون بن سعيد الأيلي ويونس بن عبد الأعلى
وأحمد بن عيسى قال يونس أخبرنا وقال الآخران حدثنا ابن وهب اخبرني عمرو
ابن الحارث عن كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن شماسة عن أبي الخير عن عقبة
ابن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كفارة النذر كفارة اليمين
* وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح حدثنا ابن وهب عن يونس ح
وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم
ابن عبد الله عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان الله عز وجل ينهاكم ان تحلفوا بآبائكم قال عمر فوالله ما حلفت بها منذ
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها ذاكرا ولا آثرا وحدثني عبد الملك
ابن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي حدثني عقيل بن خالد ح وحدثنا
إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر كلاهما عن
الزهري بهذا الاسناد مثله غير أن في حديث عقيل ما حلفت بها منذ سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنها ولا تكلمت بها ولم يقل ذاكرا
ولا آثرا وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب قالوا حدثنا
سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم
عمر وهو يحلف بأبيه بمثل رواية يونس ومعمر وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
80

ليث ح وحدثنا محمد بن رمح (واللفظ له) أخبرنا الليث عن نافع عن عبد الله ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم انه أدرك عمر بن الخطاب في ركب وعمر يحلف
بأبيه فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان الله عز وجل ينهاكم ان
تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت وحدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى (وهو القطان) عن
عبيد الله ح وحدثني بشر بن هلال حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب ح وحدثنا
أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير ح وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا
سفيان عن إسماعيل بن أمية ح وحدثنا ابن رافع حدثنا ابن أبي فديك أخبرنا
الضحاك وابن أبي ذئب ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وابن رافع عن عبد الرزاق
عن ابن جريج اخبرني عبد الكريم كل هؤلاء عن نافع عن ابن عمر بمثل هذه
القصة عن النبي صلى الله عليه وسلم وحدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب
وقتيبة وابن حجر قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا إسماعيل
(وهو ابن جعفر) عن عبد الله بن دينار انه سمع ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من كان حالفا فلا يحلف الا بالله وكانت قريش تحلف بآبائها
فقال لا تحلفوا بآبائكم * حدثني أبو الطاهر حدثنا ابن وهب عن يونس
ح وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب
اخبرني حميد بن عبد الرحمن بن عوف ان أبا هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من حلف منكم فقال في حلفه باللات فليقل لا إله إلا الله
ومن قال لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق وحدثني سويد بن سعيد حدثنا
الوليد بن مسلم عن الأوزاعي ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر كلاهما عن الزهري بهذا الاسناد وحديث معمر مثل
81

حديث يونس غير أنه قال فليتصدق بشئ وفى حديث الأوزاعي من حلف باللات
والعزى * قال أبو الحسين مسلم هذا الحرف (يعنى قوله تعالى أقامرك فليتصدق)
لا يرويه أحد غير الزهري قال وللزهري نحو من تسعين حدثنا يرويه عن النبي
صلى الله عليه وسلم لا يشاركه فيه أحد بأسانيد جياد حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا عبد الاعلى عن هشام عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا تحلفوا بالطواغي ولا بآبائكم * حدثنا خلف بن هشام وقتيبة
ابن سعيد ويحيى بن حبيب الحارثي (واللفظ لخلف) قالوا حدثنا حماد بن زيد عن غيلان
ابن جرير عن أبي بريدة عن أبي موسى الأشعري قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم
في رهط من الأشعريين نستحمله فقال والله لا أحملكم وما عندي ما أحملكم عليه
قال فلبثنا ما شاء الله ثم اتى بابل فامر لنا بثلاثة ذود غر الذرى فلما انطلقنا قلنا (أو قال
بعضنا لبعض) لا يبارك الله لنا اتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نستحمله فحلف
ان لا يحملنا ثم حملنا فاتوه فأخبروه فقال ما انا حملتكم ولكن الله حملكم وانى والله
إن شاء الله لا احلف على يمين ثم أرى خيرا منها الا كفرت عن يميني واتيت الذي هو
خير حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء الهمداني (وتقاربا في اللفظ)
قالا حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال أرسلني أصحابي إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله لهم الحملان إذ هم معه في جيش العسرة
(وهي غزوة تبوك) فقلت يا نبي الله ان أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم فقال والله
لا أحملكم على شئ ووافقته وهو غضبان ولا اشعر فرجعت حزينا من منع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن مخافة أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد وجد في نفسه على فرجعت إلى أصحابي فأخبرتهم الذي قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلم البث الا سويعة إذ سمعت بلالا ينادى أي عبد الله بن قيس فأجبته
82

فقال أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك فلما اتيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال خذ هذين القرينين وهذين القرينين وهذين القرنين (لستة
أبعرة ابتاعهن حينئذ من سعد) فانطلق بهن إلى أصحابك فقل ان الله (أو قال إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم) يحملكم على هؤلاء فاركبوهن قال أبو موسى
فانطلقت إلى أصحابي بهن فقلت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحملكم
على هؤلاء ولكن والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع
مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألته لكم ومنعه في أول مرة ثم
أعطاه إياي بعد ذلك لا تظنوا انى حدثتكم شيئا لم يقله فقالوا لي والله
انك عندنا لمصدق ولنفعلن ما أجبت فانطلق أبو موسى بنفر منهم حتى اتوا
الذين سمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنعه إياهم ثم اعطاءهم بعد
فحدثوهم بما حدثهم به أبو موسى سواء حدثني أبو الربيع العتكي حدثنا حماد
(يعنى ابن زيد) عن أيوب عن أبي قلابة وعن القاسم بن عاصم عن زهدم الجرمي
قال أيوب وانا لحديث القاسم احفظ منى لحديث أبى قلابة قال كنا عند أبي
موسى فدعا بمائدته وعليها لحم دجاج فدخل رجل من بنى تيم الله احمر شبيه
بالموالي فقال له هلم فتلكأ فقال هلم فانى قد رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يأكل منه فقال الرجل انى رأيته يأكل شيئا فقذرته فحلفت ان لا
أطعمه فقال هلم أحدثك عن ذلك انى اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
رهط من الأشعريين نستحمله فقال والله لا أحملكم وما عندي ما أحملكم
عليه فلبثنا ما شاء الله فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنهب إبل فدعا بنا فامر
لنا بخمس ذود غر الذرى قال فلما انطلقنا قال بعضنا لبعض أغفلنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم يمينه لا يبارك لنا فرجعنا إليه فقلنا يا رسول الله انا اتيناك
83

نستحملك وانك حلفت ان لا تحملنا ثم حملتنا أفنسيت يا رسول الله قال إني
والله إن شاء الله لا احلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها الا اتيت الذي هو
خير وتحللتها فانطلقوا فإنما حملكم الله عز وجل وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا
عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة والقاسم التميمي عن زهدم الجرمي
قال كان بين هذا الحي من جرم وبين الأشعريين ود وإخاء فكنا عند أبي
موسى الأشعري فقرب إليه طعام فيه لحم دجاج فذكر نحوه وحدثني علي بن
حجر السعدي وإسحاق بن إبراهيم وابن نمير عن إسماعيل بن علية عن أيوب
عن القاسم التميمي عن زهدم الجرمي ح وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن
أيوب عن أبي قلابة عن زهدم الجرمي ح وحدثني أبو بكر بن إسحاق حدثنا عفان
ابن مسلم حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن أبي قلابة والقاسم عن زهدم الجرمي قال
كنا عند أبي موسى واقتصوا جميعا الحديث بمعنى حديث حماد بن زيد وحدثنا شيبان
ابن فروخ حدثنا الصعق (يعنى ابن حزن) حدثنا مطر الوراق حدثنا زهدم الجرمي
قال دخلت على أبى موسى وهو يأكل لحم دجاج وساق الحديث بنحو حديثهم وزاد
فيه قال إني والله ما نسيتها وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن سليمان التيمي
عن ضريب بن نقير القيسي عن زهدم عن أبي موسى الأشعري قال اتينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم نستحمله فقال ما عندي ما أحملكم والله ما أحملكم ثم بعث الينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة ذود بقع الذرى فقلنا انا اتينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم نستحمله فحلف ان لا يحملنا فاتيناه فأخبرناه فقال إني لا
احلف على يمين أرى غيرها خيرا منها الا اتيت الذي هو خير حدثنا محمد بن عبد الأعلى
التيمي حدثنا المعتمر عن أبيه حدثنا أبو السليل عن زهدم يحدثه عن أبي
موسى قال كنا مشاة فاتينا نبي الله صلى الله عليه وسلم نستحمله بنحو حديث
84

جرير حدثني زهير بن حرب حدثنا مروان بن معاوية الفزاري أخبرنا يزيد بن
كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال اعتم رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم
رجع إلى أهله فوجد الصبية قد ناموا فاتاه أهله بطعامه فحلف لا يأكل من اجل
صبيته ثم بدا له فاكل فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأتها
وليكفر عن يمينه وحدثني أبو الطاهر حدثنا عبد الله بن وهب اخبرني مالك عن
سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه وليفعل وحدثني
زهير بن حرب حدثنا ابن أبي أويس حدثني عبد العزيز بن المطلب عن سهيل بن أبي
صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف على
يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه وحدثني
القاسم بن زكرياء حدثنا خالد بن مخلد حدثني سليمان (يعنى ابن بلال) حدثني سهيل
في هذا الاسناد بمعنى حديث مالك فليكفر يمينه وليفعل الذي هو خير حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عبد العزيز (يعنى ابن رفيع) عن تميم بن طرفه قال جاء
سائل إلى عدى بن حاتم فسأله نفقة في ثمن خادم أو في بعض ثمن خادم فقال ليس
عندي ما أعطيك الا درعي ومغفري فاكتب إلى أهلي ان يعطوكها قال فلم
يرض فغضب عدى فقال اما والله لا أعطيك شيئا ثم إن الرجل رضى فقال اما
والله لولا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حلف على يمين ثم
رأى اتقى لله منها فليأت التقوى ما حنثت يميني وحدثنا عبيد الله بن معاذ
حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة عن عدى بن
حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين فرأى غيرها
85

خيرا منها فليأت الذي هو خير وليترك يمينه حدثني محمد بن عبد الله بن نمير
ومحمد بن طريف البجلي (واللفظ لابن طريف) قالا حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش
عن عبد العزيز بن رفيع عن تميم الطائي عن عدى قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا حلف أحدكم على اليمين فرأى خيرا منها فليكفرها وليأت الذي
هو خير وحدثنا محمد بن طريف حدثنا محمد بن فضيل عن الشيباني عن
عبد العزيز بن رفيع عن تميم الطائي عن عدى بن حاتم انه سمع النبي صلى الله عليه
وسلم يقول ذلك حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر
حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن تميم بن طرفة قال سمعت عدى بن حاتم واتاه
رجل يسأله مائة درهم فقال تسألني مائة درهم وانا ابن حاتم والله لا أعطيك ثم
قال لولا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حلف على يمين ثم رأى
خيرا منها فليأت الذي هو خير حدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا شعبة حدثنا
سماك بن حرب قال سمعت تميم بن طرفة قال سمعت عدى بن حاتم ان رجلا
سأله فذكر مثله وزاد ولك أربعمائة في عطائي حدثنا شيبان بن فروخ
حدثنا جرير بن حازم حدثنا الحسن حدثنا عبد الرحمن بن سمرة قال قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الامارة فإنك ان
أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وان أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها
وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خير منها فكفر عن يمينك وائت الذي
هو خير * قال أبو أحمد الجلودي حدثنا أبو العباس الماسرجسي حدثنا شيبان
ابن فروخ بهذا الحديث حدثني علي بن حجر السعدي حدثنا هشيم عن يونس
ومنصور وحميد ح وحدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا حماد بن زيد عن
سماك بن عطية ويونس بن عبيد وهشام بن حسان في آخرين ح وحدثنا
86

عبيد الله بن معاذ حدثنا المعتمر عن أبيه ح وحدثنا عقبة بن مكرم العمى حدثنا
سعيد بن عامر عن سعيد عن قتادة كلهم عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث وليس في حديث المعتمر عن أبيه
ذكر الامارة * حدثنا يحيى بن يحيى وعمرو الناقد قال يحيى أخبرنا هشيم بن بشير
عن عبد الله بن أبي صالح وقال عمرو حدثنا هشيم بن بشير أخبرنا عبد الله بن أبي
صالح عن أبيه على هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يمينك
على ما يصدقك عليه صاحبك وقال عمرو يصدقك به صاحبك وحدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن هشيم عن عباد بن أبي صالح
عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمين على نية
المستحلف * حدثني أبو الربيع العتكي وأبو كامل الجحدري فضيل بن حسين
(واللفظ لأبي الربيع) قالا حدثنا حماد (وهو ابن زيد) حدثنا أيوب عن محمد عن أبي
هريرة قال كان لسليمان ستون امرأة فقال لأطوفن عليهن الليلة فتحمل كل
واحدة منهن فتلد كل واحدة منهن غلاما فارسا يقاتل في سبيل الله فلم تحمل
منهن الا واحدة فولدت نصف انسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو
كان استثنى لولدت كل واحدة منهن غلاما فارسا يقاتل في سبيل الله وحدثنا
محمد بن عباد وابن أبي عمر (واللفظ لابن أبي عمر) قالا حدثنا سفيان عن هشام
ابن حجير عن طاوس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال سليمان بن
داود نبي الله لأطوفن الليلة على سبعين امرأة كلهن تأتى بغلام يقاتل في سبيل الله
فقال له صاحبه أو الملك قل إن شاء الله فلم يقل ونسي فلم تأت واحدة من نسائه
الا واحدة جاءت بشق غلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو قال إن شاء الله
لم يحنث وكان دركا له في حاجته وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن
87

أبى الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله أو
نحوه وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق بن همام أخبرنا معمر عن ابن
طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال قال سليمان بن داود لأطيفن الليلة على
سبعين امرأة تلد كل امرأة منهن غلاما يقاتل في سبيل الله فقيل له قل
إن شاء الله فلم يقل فأطاف بهن فلم تلد منهن الا امرأة واحدة نصف انسان
قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركا
لحاجته وحدثني زهير بن حرب حدثنا شبابة حدثني ورقاء عن أبي الزناد عن
الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال سليمان بن داود
لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلها تأتى بفارس يقاتل في سبيل الله فقال له
صاحبه قل إن شاء الله فلم يقل إن شاء الله فطاف عليهن جميعا فلم تحمل منهن
الا امرأة واحدة فجاءت بشق رجل وأيم الذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله
لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون * وحدثنيه سويد بن سعيد حدثنا حفص
ابن ميسرة عن موسى بن عقبة عن أبي الزناد بهذا الاسناد مثله غير أنه قال كلها
تحمل غلاما يجاهد في سبيل الله * حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق
حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لان
يلج أحدكم بيمينه في أهله آثم له عند الله من أن يعطى كفارته التي فرض الله
* حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ومحمد بن المثنى وزهير بن حرب (واللفظ لزهير)
قالوا حدثنا يحيى (وهو ابن سعيد القطان) عن عبيد الله قال اخبرني نافع عن ابن عمر
ان عمر قال يا رسول الله انى نذرت في الجاهلية ان اعتكف ليلة في المسجد
الحرام قال فاوف بنذرك وحدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو أسامة ح
88

وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب (يعنى الثقفي) ح وحدثنا أبو بكر بن أبي
شيبه ومحمد بن العلاء وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن حفص بن غياث ح وحدثنا
محمد بن عمرو بن جبلة بن أبي رواد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة كلهم
عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر وقال حفص من بينهم عن عمر بهذا الحديث
اما أبو أسامة والثقفي ففي حديثهما اعتكاف ليلة واما في حديث شعبة فقال
جعل عليه يوما يعتكفه وليس في حديث حفص ذكر يوم ولا ليلة وحدثني
أبو الطاهر أخبرنا عبد الله بن وهب حدثنا جرير بن حازم ان أيوب حدثه ان نافعا
حدثه ان عبد الله بن عمر حدثه ان عمر بن الخطاب سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو بالجعرانة بعد ان رجع من الطائف فقال يا رسول الله انى نذرت في الجاهلية
ان اعتكف يوما في المسجد الحرام فكيف ترى قال اذهب فاعتكف يوما قال
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطاه جارية من الخمس فلما أعتق
رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا الناس سمع عمر بن الخطاب أصواتهم يقولون
أعتقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا فقالوا أعتق رسول الله صلى الله
عليه وسلم سبايا الناس فقال عمر يا عبد الله اذهب إلى تلك الجارية فخل سبيلها
وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع
عن ابن عمر قال لما قفل النبي صلى الله عليه وسلم من حنين سأل عمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن نذر كان نذره في الجاهلية اعتكاف يوم ثم ذكر بمعنى
حديث جرير بن حازم وحدثنا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا حماد بن زيد حدثنا
أيوب عن نافع قال ذكر عند ابن عمر عمرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الجعرانة فقال لم يعتمر منها قال وكان عمر نذر اعتكاف ليلة في الجاهلية
ثم ذكر نحو حديث جرير بن حازم ومعمر عن أيوب وحدثني عبد الله بن
89

عبد الرحمن الدارمي حدثنا حجاج بن المنهال حدثنا حماد عن أيوب ح وحدثنا
يحيى بن خلف حدثنا عبد الاعلى عن محمد بن إسحاق كلاهما عن نافع عن ابن عمر
بهذا الحديث في النذر وفى حديثهما جميعا اعتكاف يوم * حدثني أبو كامل
فضيل بن حسين الجحدري حدثنا أبو عوانة عن فراس عن ذكوان أبى صالح
عن زاذان أبى عمر قال اتيت ابن عمر وقد أعتق مملوكا قال فاخذ من الأرض عودا
أو شيئا فقال ما فيه من الاجر ما يسوى هذا الا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته ان يعتقه وحدثنا محمد بن
المثنى وابن بشار (واللفظ لابن المثنى) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن
فراس قال سمعت ذكوان يحدث عن زاذان ان ابن عمر دعا بغلام له فرأى
بظهره اثرا فقال له أوجعتك قال لا قال فأنت عتيق قال ثم اخذ شيئا من
الأرض فقال مالي فيه من الاجر ما يزن هذا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول من ضرب غلاما له حدا لم يأته أو لطمه فان كفارته ان يعتقه
وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثني محمد بن المثنى
حدثنا عبد الرحمن كلاهما عن سفيان عن فراس باسناد شعبة وأبى عوانة
اما حديث ابن مهدي فذكر فيه حدا لم يأته وفى حديث وكيع من لطم
عبده ولم يذكر الحد حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير
ح وحدثنا ابن نمير (واللفظ له) حدثنا أبي حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن
معاوية بن سويد قال لطمت مولى لنا فهربت ثم جئت قبيل الظهر فصليت
خلف أبى فدعاه ودعاني ثم قال امتثل منه فعفا ثم قال كنا بنى مقرن على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا الا خادم واحدة فلطمها أحدنا
فبلع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال اعتقوها قالوا ليس لهم خادم غيرها
90

قال فليستخدموها فإذا استغنوا عنها فليخلوا سبيلها حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير (واللفظ لأبي بكر) قالا حدثنا ابن إدريس عن
حصين عن هلال بن يساف قال عجل شيخ فلطم خادما له فقال له سويد بن مقرن
عجز عليك الا حر وجهها لقد رأيتني سابع سبعة من بنى مقرن مالنا خادم
الا واحدة لطمها أصغرنا فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نعتقها
حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا ابن أبي عدى عن شعبة عن حصين
عن هلال بن يساف قال كنا نبيع البز في دار سويد بن مقرن أخي النعمان بن
مقرن فخرجت جارية فقالت لرجل منا كلمة فلطمها فغضب سويد فذكر
نحو حديث ابن إدريس وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي حدثنا
شعبة قال قال لي محمد بن المنكدر ما اسمك قلت شعبة فقال محمد حدثني أبو شعبة
العراقي عن سويد بن مقرن ان جارية له لطمها انسان فقال له سويد اما علمت أن
الصورة محرمة فقال لقد رأيتني وانى لسابع اخوة لي مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم وما لنا خادم غير واحد فعمد أحدنا فلطمه فأمرنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان نعتقه وحدثناه إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى عن وهب بن
جرير أخبرنا شعبة قال قال لي محمد بن المنكدر ما اسمك فذكر بمثل حديث عبد
الصمد حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا عبد الواحد (يعنى ابن زياد) حدثنا الأعمش
عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال قال أبو مسعود البدري كنت اضرب غلاما لي
بالسوط فسمعت صوتا من خلفي اعلم أبا مسعود فلم افهم الصوت من الغضب قال
فلما دنا منى إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول اعلم أبا مسعود اعلم
أبا مسعود قال فألقيت السوط من يدي فقال اعلم أبا مسعود ان الله أقدر عليك
منك على هذا الغلام قال فقلت لا اضرب مملوكا بعده ابدا وحدثناه إسحاق بن
91

إبراهيم أخبرنا جرير ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا محمد بن حميد (وهو المعمري)
عن سفيان ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان ح وحدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة كلهم عن الأعمش باسناد عبد
الواحد نحو حديثه غير أن في حديث جرير فسقط من يدي السوط من هيبته
وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم
التيمي عن أبيه عن أبي مسعود الأنصاري قال كنت اضرب غلاما لي فسمعت من
خلفي صوتا اعلم أبا مسعود لله أقدر عليك منك عليه فالتفت فإذا هو رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله فقال اما لو لم تفعل للفحتك
النار أو لمستك النار وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار (واللفظ لابن المثنى)
قالا حدثنا ابن أبي عدى عن شعبة عن سليمان عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي
مسعود انه كان يضرب غلامه فجعل يقول أعوذ بالله قال فجعل يضربه فقال أعوذ
برسول الله فتركه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لله أقدر عليك منك
عليه قال فاعتقه * وحدثنيه بشر بن خالد أخبرنا محمد (يعنى ابن جعفر) عن شعبة
بهذا الاسناد ولم يذكر قوله أعوذ بالله أعوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم
* وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن نمير ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن
نمير حدثنا أبي حدثنا فضيل بن غزوان قال سمعت عبد الرحمن بن أبي نعم حدثني
أبو هريرة قال قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم من قذف مملوكه بالزنا يقام
عليه الحد يوم القيامة الا أن يكون كما قال وحدثناه أبو كريب حدثنا وكيع
ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق كلاهما عن فضيل
ابن غزوان بهذا الاسناد وفى حديثهما سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم
نبي التوبة * حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن
92

المعرور بن سويد قال مررنا بابى ذر بالربذة وعليه برد وعليه غلامه مثله فقلنا
يا أبا ذر لو جمعت بينهما كانت حلة فقال إنه كان بيني وبين رجلين من إخواني
كلام وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيت
النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر انك امرؤ فيك جاهلية قلت يا رسول الله
من سب الرجال سبوا أباه وأمه قال يا أبا ذر انك امرؤ فيك جاهلية هم اخوانكم
جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون والبسوهم مما تلبسون
ولا تكلفوهم ما يغلبهم فان كلفتموهم فأعينوهم وحدثنا أحمد بن يونس
حدثنا زهير ح وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو معاوية ح وحدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس كلهم عن الأعمش بهذا الاسناد وزاد في حديث
زهير وأبى معاوية بعد قوله انك امرؤ فيك جاهلية قال قلت على حال ساعتي من
الكبر قال نعم وفى رواية أبى معاوية نعم على حال ساعتك من الكبر وفى حديث
عيسى فان كلفه ما يغلبه فليبعه وفى حديث زهير فليعنه عليه وليس في حديث أبي
معاوية فليبعه ولا فليعنه انتهى عند قوله ولا يكلفه ما يغلبه حدثنا محمد بن
المثنى وابن بشار (واللفظ لابن المثنى) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن واصل
الأحدب عن المعرور بن سويد قال رأيت أبا ذر وعليه حلة وعلى غلامه مثلها
فسألته عن ذلك قال فذكر انه ساب رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعيره بأمه قال فاتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال النبي صلى الله عليه
وسلم انك امرؤ فيك جاهلية اخوانكم وخولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان
اخوه تحت يديه فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم
فان كلفتموهم فأعينوهم عليه وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح
أخبرنا ابن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث ان بكير بن الأشج حدثه عن العجلان
93

مولى فاطمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال للمملوك
طعامه وكسوته ولا يكلف من العمل الا ما يطيق وحدثنا القعنبي حدثنا داود
ابن قيس عن موسى بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا صنع لأحدكم خادمه طعامه ثم جاءه به وقد ولى حرة ودخانه فليقعده
معه فليأكل فإن كان الطعام مشفوها قليلا فليضع في يده منه اكلة أو
أكلتين قال داود يعنى لقمة أو لقمتين * حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على
مالك عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا نصح
لسيده وأحسن عبادة الله فله اجره مرتين وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن
المثنى قالا حدثنا يحيى (وهو القطان) ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة حدثا ابن نمير وأبو أسامة كلهم عن عبيد الله ح وحدثنا
هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب حدثني أسامة جميعا عن نافع عن ابن
عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث مالك حدثني أبو الطاهر وحرملة
ابن يحيى قالا أخبرنا ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب قال سمعت سعيد
ابن المسيب يقول قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعبد
المملوك المصلح اجران والذي نفس أبي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله
والحج وبر أمي لأحببت ان أموت وانا مملوك قال وبلغنا ان أبا هريرة لم يكن
يحج حتى ماتت أمه لصحبتها قال أبو الطاهر في حديثه للعبد المصلح ولم يذكر
المملوك * وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا أبو صفوان الأموي اخبرني يونس
عن ابن شهاب بهذا الاسناد ولم يذكر بلغنا وما بعده وحدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أدى العبد حق الله وحق مواليه
94

كان له اجران قال فحدثتها كعبا فقال كعب ليس عليه حساب ولا على مؤمن مزهد
* وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش بهذا الاسناد وحدثنا
محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا
أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم نعما للمملوك ان يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة
سيده نعما له * حدثنا يحيى بن يحيى قال قلت لمالك حدثك نافع عن ابن
عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعتق شركا له في عبد فكان له
مال يبلغ ثمن العبد قوم عليه قيمة العدل فأعطى شركاءه حصصهم وعتق
عليه العبد والا فقد عتق منه ما عتق حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله
عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعتق شركا له من
مملوك فعليه عتقه كله إن كان له مال يبلغ ثمنه فإن لم يكن له مال عتق منه
ما عتق وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا جرير بن حازم عن نافع مولى عبد الله
ابن عمر عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعتق
نصيبا له في عبد فكان له من المال قدر ما يبلغ قيمته قوم عليه قيمة عدل
والا فقد عتق منه ما عتق وحدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح عن الليث بن
سعد ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد
ح وحدثني أبو الربيع وأبو كامل قالا حدثنا حماد (وهو ابن زيد) ح وحدثني
زهير بن حرب حدثنا إسماعيل (يعنى ابن علية) كلاهما عن أيوب ح وحدثنا إسحاق بن
منصور أخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج اخبرني إسماعيل بن أمية ح وحدثنا
محمد بن رافع حدثنا ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب ح وحدثنا هارون بن سعيد
الأيلي أخبرنا ابن وهب قال اخبرني أسامة (يعنى ابن زيد) كل هؤلاء عن نافع
95

عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث وليس في حديثهم وان لم يكن
له مال فقد عتق منه ما عتق الا في حديث أيوب ويحيى بن سعيد فإنهما ذكرا هذا
الحرف في الحديث وقالا لا ندري أهو شئ في الحديث أو قاله نافع من قبله
وليس في رواية أحد منهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الا في حديث
الليث بن سعد وحدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر كلاهما عن ابن عيينة قال ابن أبي
عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن سالم بن عبد الله عن أبيه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من أعتق عبدا بينه وبين آخر قوم عليه في ماله قيمة
عدل لا وكس ولا شطط ثم عتق عليه في ماله إن كان موسرا وحدثنا عبد بن
حميد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال من أعتق شركا له في عبد عتق ما بقي في ماله إذا كان له مال
يبلغ ثمن العبد وحدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار (واللفظ لابن المثنى) قالا
حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن النضر بن انس عن بشير بن نهيك
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المملوك بين الرجلين فيعتق
أحدهما قال يضمن وحدثناه عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة بهذا
الاسناد قال من أعتق شقيصا من مملوك فهو حر من ماله وحدثني عمرو الناقد
حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن النضر بن انس عن
بشير بن نهيك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أعتق
شقيصا له في عبد فخلاصه في ماله إن كان له مال فإن لم يكن له مال استسعى
العبد غير مشقوق عليه وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر
ومحمد بن بشر ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم قالا أخبرنا عيسى بن
يونس جميعا عن ابن أبي عروبة بهذا الاسناد وفى حديث عيسى ثم يستسعى في
96

نصيب الذي لم يعتق غير مشقوق عليه حدثنا علي بن حجر السعدي وأبو
بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالوا حدثنا إسماعيل (وهو ابن علية) عن أيوب
عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين ان رجلا أعتق ستة مملوكين
له عند موته لم يكن له مال غيرهم فدعا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجزأهم أثلاثا ثم أقرع بينهم فاعتق اثنين وأرق أربعة وقال له قولا
شديدا حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وابن أبي
عمر عن الثقفي كلاهما عن أيوب بهذا الاسناد اما حماد فحديثه كرواية
ابن علية واما الثقفي ففي حديثه ان رجلا من الأنصار أوصى عند موته
فاعتق ستة مملوكين وحدثنا محمد بن منهال الضرير وأحمد بن عبدة قالا
حدثنا يزيد بن زريع حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عمران بن
حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث ابن علية وحماد * حدثنا أبو
الربيع سليمان بن داود العتكي حدثنا حماد (يعنى ابن زيد) عن عمرو بن دينار عن
جابر بن عبد الله ان رجلا من الأنصار أعتق غلاما له عن دبر لم يكن له مال
غيره فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يشتريه منى فاشتراه نعيم بن
عبد الله بثمانمائة درهم فدفعها إليه قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله يقول
عبدا قبطيا مات عام أول وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم
عن ابن عيينة قال أبو بكر حدثنا سفيان بن عيينة قال سمع عمرو جابرا يقول
دبر رجل من الأنصار غلاما له لم يكن له مال غيره فباعه رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال جابر فاشتراه ابن النحام عبدا قبطيا مات عام أول في امارة
ابن الزبير حدثنا قتيبة بن سعيد وابن رمح عن الليث بن سعد عن أبي الزبير
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في المدبر نحو حديث حماد عن عمرو بن
97

دينار حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة (يعنى الحزامي) عن عبد المجيد بن سهيل
عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله ح وحدثني عبد الله بن هاشم حدثنا
يحيى (يعنى ابن سعيد) عن الحسين بن ذكوان المعلم حدثني عطاء عن جابر ح
وحدثني أبو غسان المسمعي حدثنا معاذ حدثني أبي عن مطر عن عطاء بن أبي
رباح وأبى الزبير وعمرو بن دينار ان جابر بن عبد الله حدثهم في بيع المدبر
كل هؤلاء قال عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث حماد وابن عيينة
عن عمرو عن جابر * حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن يحيى (وهو ابن
سعيد * عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة (قال يحيى وحسبت قال) وعن
رافع بن خديج انهما قالا خرج عبد الله بن سهل بن زيد ومحيصة بن مسعود
ابن زيد حتى إذا كانا بخيبر تفرقا في بعض ما هنالك ثم إذا محيصة يجد
عبد الله بن سهل قتيلا فدفنه ثم اقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو
وحويصة بن مسعود وعبد الرحمن بن سهل وكان أصغر القوم فذهب عبد الرحمن
ليتكلم قبل صاحبيه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر (الكبر في السن)
فصمت فتكلم صاحباه وتكلم معهما فذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
مقتل عبد الله بن سهل فقال لهم أتحلفون خمسين يمينا فتستحقون صاحبكم
(أو قاتلكم) قالوا وكيف نحلف ولم نشهد قال فتبرئكم يهود بخمسين يمينا
قالوا وكيف نقبل ايمان قوم كفار فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
أعطى عقله وحدثني عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا حماد بن زيد حدثنا
يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة ورافع بن خديج ان
محيصة بن مسعود وعبد الله بن سهل انطلقا قبل خيبر فتفرقا في النخل فقتل
عبد الله بن سهل فاتهموا اليهود فجاء اخوه عبد الرحمن وابنا عمه حويصة ومحيصة
98

إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتكلم عبد الرحمن في امر أخيه وهو أصغر منهم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر الكبر أو قال ليبدأ الأكبر فتكلما في
امر صاحبهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم خمسون منكم على رجل
منهم فيدفع برمته قالوا امر لم نشهده كيف نحلف قال فتبرئكم يهود بايمان
خمسين منهم قالوا يا رسول الله قوم كفار قال فوداه رسول الله صلى الله عليه
وسلم من قبله قال سهل فدخلت مربدا لهم يوما فركضتني ناقة من تلك الإبل
ركضة برجلها قال حماد هذا أو نحوه وحدثنا القواريري حدثنا بشر بن المفضل
حدثنا يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة عن النبي
صلى الله عليه وسلم نحوه وقال في حديثه فعقله رسول الله صلى الله عليه وسلم
من عنده ولم يقل في حديثه فركضتني ناقة حدثنا عمرو الناقد حدثنا
سفيان بن عيينة ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب (يعنى الثقفي)
جميعا عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة بنحو حديثهم
حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى بن
سعيد عن بشير بن يسار ان عبد الله بن سهل بن زيد ومحيصة بن مسعود بن
زيد الأنصاريين ثم من بنى حارثة خرجا إلى خيبر في زمان رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهي يومئذ صلح وأهلها يهود فتفرقا لحاجتهما فقتل عبد الله بن
سهل فوجد في شربة مقتولا فدفنه صاحبه ثم اقبل إلى المدينة فمشى أخو
المقتول عبد الرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة فذكروا لرسول الله صلى الله
عليه وسلم شان عبد الله وحيث قتل فزعم بشير وهو يحدث عمن أدرك
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لهم تحلفون خمسين يمينا
وتستحقون قاتلكم (أو صاحبكم) قالوا يا رسول الله ما شهدنا ولا حضرنا فزعم
99

أنه قال فتبرئكم يهود بخمسين فقالوا يا رسول الله كيف نقبل ايمان قوم
كفار فزعم بشير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عقله من عنده وحدثنا
يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار ان رجلا
من الأنصار من بنى حارثة يقال له عبد الله بن سهل بن زيد انطلق هو وابن
عم له يقال له محيصة بن مسعود بن زيد وساق الحديث بنحو حديث الليث إلى
قوله فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده قال يحيى فحدثني بشير بن
يسار قال اخبرني سهل بن أبي حثمة قال لقد ركضتني فريضة من تلك
الفرائض بالمربد حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا سعيد
ابن عبيد حدثنا بشير بن يسار الأنصاري عن سهل بن أبي حثمة الأنصاري انه
اخبره ان نفرا منهم انطلقوا إلى خيبر فتفرقوا فيها فوجدوا أحدهم قتيلا
وساق الحديث وقال فيه فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبطل دمه
فوداه مائة من إبل الصدقة حدثني إسحاق بن منصور أخبرنا بشر بن عمر
قال سمعت مالك بن انس يقول حدثني أبو ليلى عبد الله بن عبد الرحمن بن
سهل عن سهل بن أبي حثمة انه اخبره عن رجال من كبراء قومه ان عبد الله
ابن سهل ومحيصة خرجا إلى خيبر من جهد أصابهم فاتى محيصة فأخبر
ان عبد الله بن سهل قد قتل وطرح في عين أو فقير فاتى يهود فقال أنتم
والله قتلتموه قالوا والله ما قتلناه ثم اقبل حتى قدم على قومه فذكر لهم ذلك ثم
اقبل هو واخوه حويصة وهو أكبر منه وعبد الرحمن بن سهل فذهب محيصة
ليتكلم وهو الذي كان بخيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمحيصة كبر
كبر (يريد السن) فتكلم حويصة ثم تكلم محيصة فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم اما ان يدوا صاحبكم واما ان يؤذنوا بحرب فكتب رسول الله
100

صلى الله عليه وسلم إليهم في ذلك فكتبوا انا والله ما قتلناه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لحويصة ومحيصة وعبد الرحمن أتحلفون وتستحقون دم
صاحبكم قالوا لا قال فتحلف لكم يهود قالوا ليسوا بمسلمين فوداه رسول الله
صلى الله عليه وسلم من عنده فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة
ناقة حتى أدخلت عليهم الدار فقال سهل فلقد ركضتني منها ناقة حمراء حدثني
أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قال أبو الطاهر حدثنا وقال حرملة أخبرنا ابن وهب
اخبرني يونس عن ابن شهاب اخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن
يسار مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم من الأنصار ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقر القسامة
على ما كانت عليه في الجاهلية وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق قال
أخبرنا ابن جريج حدثنا أبو شهاب بهذا الاسناد مثله وزاد وقضى بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ناس من الأنصار في قتيل ادعوه على اليهود
وحدثنا حسن بن علي الحلواني حدثنا يعقوب (وهو ابن إبراهيم بن سعد)
حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب ان أبا سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن
يسار أخبراه عن ناس من الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث ابن
جريج * وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو بكر بن أبي شيبة كلاهما عن هشيم
(واللفظ ليحيى) قال أخبرنا هشيم عن عبد العزيز بن صهيب وحميد عن انس بن
مالك ان ناسا من عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فاجتووها
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان شئتم ان تخرجوا إلى إبل الصدقة
فتشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا فصحوا ثم مالوا على الرعاء فقتلوهم وارتدوا
عن الاسلام وساقوا ذود رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك النبي صلى الله
101

عليه وسلم فبعث في أثرهم فاتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم
وتركهم في الحرة حتى ماتوا حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح وأبو بكر بن أبي
شيبة (واللفظ لأبي بكر) قال حدثنا ابن علية عن حجاج بن أبي عثمان
حدثني أبو رجاء مولى أبى قلابة عن أبي قلابة حدثني انس ان نفرا من
عكل ثمانية قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الاسلام
فاستوخموا الأرض وسقمت أجسامهم فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال الا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون من أبوالها وألبانها
فقالوا بلى فخرجوا فشربوا من أبوالها وألبانها فصحوا فقتلوا الراعي وطردوا
الإبل فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث في آثارهم فأدركوا فجئ بهم
فامر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم ثم نبذوا في الشمس حتى
ماتوا وقال ابن الصباح في روايته واطردوا النعم وقال وسمرت أعينهم وحدثنا
هارون بن عبد الله حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي
رجاء مولى أبى قلابة قال قال أبو قلابة حدثنا انس بن مالك قال قدم
على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم من عكل أو عرينة فاجتووا المدينة
فامر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بلقاح وأمرهم ان يشربوا من أبوالها
وألبانها بمعنى حديث حجاج بن أبي عثمان قال وسمرت أعينهم وألقوا في الحرة
يستسقون فلا يسقون وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن معاذ ح وحدثنا
أحمد بن عثمان النوفلي حدثنا أزهر السمان قالا حدثنا ابن عون حدثنا أبو رجاء
مولى أبى قلابة عن أبي قلابة قال كنت جالسا خلف عمر بن عبد العزيز فقال
للناس ما تقولون في القسامة فقال عنبسة قد حدثنا انس بن مالك كذا وكذا
فقلت إياي حدث انس قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قوم وساق الحديث
102

بنحو حديث أيوب وحجاج قال أبو قلابة فلما فزغت قال عنبسة سبحان الله قال أبو
قلابة فقلت أتتهمني يا عنبسة قال لا هكذا حدثنا انس بن مالك لن تزالوا
بخير يا أهل الشام ما دام فيكم هذا أو مثل هذا وحدثنا الحسن بن أبي شعيب
الحراني حدثنا مسكين (وهو ابن بكير الحراني) أخبرنا الأوزاعي ح وحدثنا
عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا محمد بن يوسف عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي
كثير عن أبي قلابة عن انس بن مالك قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثمانية نفر من عكل بنحو حديثهم وزاد في الحديث ولم يحسمهم وحدثنا
هارون بن عبد الله حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا زهير حدثنا سماك بن حرب
عن معاوية بن قرة عن انس قال اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من
عرينة فأسلموا وبايعوه وقد وقع بالمدينة الموم (وهو البرسام) ثم ذكر نحو
حديثهم وزاد وعنده شباب من الأنصار قريب من عشرين فأرسلهم إليهم
وبعث معهم قائفا يقتص أثرهم حدثنا هداب بن خالد حدثنا همام حدثنا
قتادة عن انس ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا عبد الاعلى حدثنا سعيد عن
قتادة عن انس وفى حديث همام قدم على النبي صلى الله عليه وسلم رهط من
عرينة وفى حديث سعيد من عكل وعرينة بنحو حديثهم وحدثني الفضل
ابن سهل الأعرج حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا يزيد بن زريع عن سليمان
التيمي عن انس قال إنما سمل النبي صلى الله عليه وسلم أعين أولئك لأنهم
سملوا أعين الرعاء * حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار (واللفظ لابن المثنى) قالا
حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن هشام بن زيد عن انس بن مالك ان
يهوديا قتل جارية على اوضاح لها فقتلها بحجر قال فجئ بها إلى النبي صلى الله
عليه وسلم وبها رمق فقال لها أقتلك فلان فأشارت برأسها ان لا ثم قال لها
103

الثانية فأشارت برأسها ان لا ثم سألها الثالثة فقال نعم وأشارت برأسها
فقلته رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حجرين وحدثني يحيى بن حبيب الحارثي
حدثنا خالد (يعنى ابن الحارث) ح وحدثنا أبو كريب حدثنا ابن إدريس كلاهما
عن شعبة بهذا الاسناد نحوه وفى حديث ابن إدريس فرضخ رأسه بين حجرين
حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن
انس ان رجلا من اليهود قتل جارية من الأنصار على حلى لها ثم ألقاها في القليب
ورضخ رأسها بالحجارة فأخذ فاتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فامر به ان
يرجم حتى يموت فرجم حتى مات وحدثني إسحاق بن منصور أخبرنا محمد بن بكر
أخبرنا ابن جريج اخبرني معمر عن أيوب بهذا الاسناد مثله وحدثنا هداب بن
خالد حدثنا همام حدثنا قتادة عن انس بن مالك ان جارية وجد رأسه قد رض
بين حجرين فسألوها من صنع هذا بك فلان فلان حتى ذكروا يهوديا فأومت
برأسها فأخذ اليهودي فاقر فامر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يرض
رأسه بالحجارة * حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر
حدثنا شعبة عن قتادة عن زرارة عن عمران بن حصين قال قاتل يعلى بن منية
أو ابن أمية رجلا فعض أحدهما صاحبه فانتزع يده من فمه فنزع ثنيته (وقال
ابن المثنى ثنيتيه) فاختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيعض أحدكم كما
يعض الفحل لا دية له وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن
جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن عطاء عن ابن يعلى عن النبي صلى الله
عليه وسلم بمثله حدثني أبو غسان المسمعي حدثنا معاذ (يعنى ابن هشام)
حدثني أبي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين ان رجلا عض
ذراع رجل فجذبه فسقطت ثنيته فرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فابطله وقال
104

أردت ان تأكل لحمه حدثني أبو غسان المسمعي حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي
عن قتادة عن بديل عن عطاء بن أبي رباح عن صفوان بن يعلى ان أجير اليعلى بن منية
عض رجل ذراعه فجذبها فسقطت ثنيته فرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فأبطلها وقال أردت ان تقضمها كما يقضم الفحل حدثنا أحمد بن عثمان النوفلي
حدثنا قريش بن انس عن ابن عون عن محمد بن سيرين عن عمران بن حصين ان رجلا
عض يد رجل فانتزع يده فسقطت ثنيته أو ثناياه فاستعدى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تأمرني تأمرني ان آمره ان يدع
يده في فيك تقضمها كما يقضم الفحل ادفع يدك حتى يعضها ثم انتزعها حدثنا
شيبان بن فروخ حدثنا همام حدثنا عطاء عن صفوان بن يعلى بن مينة عن
أبيه قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل وقد عض يد رجل فانتزع يده
فسقطت ثنيتاه (يعنى الذي عضه) قال فأبطلها النبي صلى الله عليه وسلم وقال
أردت ان تقضمه كما يقضم الفحل حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو
أسامة أخبرنا ابن جريج اخبرني عطاء اخبرني صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه
قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك قال وكان يعلى يقول
تلك الغزوة أوثق عملي عندي فقال عطاء قال صفوان قال يعلى كان لي أجير فقاتل
انسانا فعض أحدهما يد الآخر (قال لقد اخبرني صفوان أيهما عض الآخر)
فانتزع المعضوض يده من في العاض فانتزع احدى ثنيتيه فاتيا النبي صلى الله
عليه وسلم فاهدر ثنيته وحدثناه عمرو بن زرارة أخبرنا إسماعيل بن
إبراهيم قال أخبرنا ابن جريج بهذا الاسناد نحوه * حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد أخبرنا ثابت عن انس ان أخت الربيع أم
حارثة جرحت انسانا فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله
105

صلى الله عليه وسلم القصاص القصاص فقالت أم الربيع يا رسول الله أيقتص
من فلانة والله لا يقتص منها فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله
يا أم الربيع القصاص كتاب الله قالت لا والله لا يقتص منها ابدا قال فما
زالت حتى قبلوا الدية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من عباد الله من لو
اقسم على الله لأبره * حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث
وأبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا إله إلا الله
وانى رسول الله الا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك
لدينه المفارق للجماعة حدثنا ابن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا ابن أبي
عمر حدثنا سفيان ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم قالا أخبرنا
عيسى بن يونس كلهم عن الأعمش بهذا الاسناد مثله حدثنا أحمد بن حنبل
ومحمد بن المثنى (واللفظ لأحمد) قالا حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان
عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال قام فينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال والذي لا اله غيره لا يحل دم رجل مسلم يشهد ان
لا إله إلا الله وانى رسول الله الا ثلاثة نفر التارك الاسلام المفارق للجماعة
أو الجماعة (شك فيه احمد) والثيب الزاني والنفس بالنفس قال الأعمش فحدثت به
إبراهيم فحدثني عن الأسود عن عائشة بمثله وحدثني حجاج بن الشاعر
والقاسم بن زكرياء قالا حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش
بالاسنادين جميعا نحو حديث سفيان ولم يذكرا في الحديث قوله والذي
لا اله غيره * حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير (واللفظ لابن أبي
شيبه) قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق
106

عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتل نفس ظلما الا كان على ابن
آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل وحدثناه عثمان بن أبي شيبة
حدثنا جرير ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير وعيسى بن يونس ح
وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان كلهم عن الأعمش بهذا الاسناد وفى حديث
جرير وعيسى بن يونس لأنه سن القتل لم يذكرا أول * حدثنا عثمان بن أبي شيبة
وإسحاق بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله بن نمير جميعا عن وكيع عن الأعمش ح
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان ووكيع عن الأعمش عن أبي
وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يقضى بين الناس يوم
القيامة في الدماء حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي ح وحدثني يحيى بن حبيب
حدثنا خالد (يعنى ابن الحارث) ح وحدثني بشر بن خالد حدثنا محمد بن جعفر ح
وحدثنا ابن المثنى وابن بشار قالا حدثنا ابن أبي عدى كلهم عن شعبة عن الأعمش
عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله غير أن بعضهم قال عن
شعبة يقضى وبعضهم قال يحكم بين الناس * حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ويحيى
ابن حبيب الحارثي (وتقاربا في اللفظ) قالا حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن
ابن سيرين عن أين أبى بكرة عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن
الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا
منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب شهر
مضر الذي بين جمادى وشعبان ثم قال أي شهر هذا قلنا الله ورسوله اعلم قال
فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه قال أليس ذا الحجة قلنا بلى قال فأي بلد
هذا قلنا الله ورسوله اعلم قال فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه قال أليس
البلدة قلنا بلى قال فأي يوم هذا قلنا الله ورسوله اعلم قال فسكت حتى ظننا
107

انه سيسميه بغير اسمه قال أليس يوم النحر قلنا بلى يا رسول الله قال فان دماءكم
وأموالكم (قال محمد واحسبه قال) واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم
هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن اعمالكم فلا
ترجعن بعدي كفارا (أو ضلالا) يضرب بعضكم رقاب بعض الا ليبلغ الشاهد
الغائب فلعل بعض من يبلغه يكون أوعى له من بعض من سمعه ثم قال الا
هل بلغت * قال ابن حبيب في روايته ورجب مضر وفى رواية أبى بكر فلا
ترجعوا بعدي حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا
عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال
لما كان ذلك اليوم قعد على بعيره واخذ انسان بخطاه فقال أتدرون أي
يوم هذا قالوا الله ورسوله اعلم حتى ظننا انه سيسميه سوى اسمه فقال أليس
بيوم النحر قلنا بلى يا رسول الله قال فأي شهر هذا قلنا الله ورسوله اعلم قال
أليس بذى الحجة قلنا بلى يا رسول الله قال فأي بلد هذا قلنا الله ورسوله اعلم
قال حتى ظننا انه سيسميه سوى اسمه قال أليس بالبلدة قلنا بلى يا رسول الله
قال فان دماءكم وأموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا
في شهركم هذا في بلدكم هذا فليبلغ الشاهد الغائب قال ثم انكفأ إلى كبشين
أملحين فذبحهما والى جزيعة من الغنم فقسمها بيننا حدثنا محمد بن المثنى
حدثنا حماد بن مسعدة عن ابن عون قال قال محمد قال عبد الرحمن بن أبي بكرة عن
أبيه قال لما كان ذلك اليوم جلس النبي صلى الله عليه وسلم على بعير قال ورجل
آخذ بزمامه (أو قال بخطامه) فذكر نحو حديث يزيد بن زريع حدثني محمد بن
حاتم بن ميمون حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا قرة بن خالد حدثنا محمد بن سيرين
عن عبد الرحمن بن أبي بكرة وعن رجل آخر هو في نفسي أفضل من عبد الرحمن
108

ابن أبي بكرة ح وحدثنا محمد بن عمرو بن جبلة وأحمد بن خراش قالا حدثنا
أبو عامر عبد الملك بن عمرو حدثنا قرة باسناد يحيى بن سعيد (وسمى الرجل
حميد بن عبد الرحمن) عن أبي بكرة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
النحر فقال أي يوم هذا وساقوا الحديث بمثل حديث ابن عون غير أنه لا يذكر
واعراضكم ولا يذكر ثم انكفأ إلى كبشين وما بعده وقال في الحديث
كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم الا
هل بلغت قالوا نعم قال اللهم اشهد * حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي
حدثنا أبو يونس عن سماك بن حرب ان علقمة بن وائل حدثه ان أباه حدثه قال إني
لقاعد مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل يقود آخر بنسعة فقال يا رسول الله
هذا قتل أخي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتلته (فقال إنه لو لم يعترف
أقمت عليه البينة) قال نعم قتلته قال كيف قتلته قال كنت انا وهو نختبط
من شجرة فسبني فأغضبني فضربته بالفأس على قرنه فقتلته فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم هل لك من شئ تؤديه عن نفسك قال مالي مال الا كسائي
وفأسى قال فترى قومك يشترونك قال انا أهون على قومي من ذاك فرمى
إليه بنسعته وقال دونك صاحبك فانطلق به الرجل فلما ولى قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان قتله فهو مثله فرجع فقال يا رسول الله انه بلغني انك قلت إن
قتله فهو مثله واخذته بأمرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما تريد
ان يبوء بإثمك واثم صاحبك قال يا نبي الله (لعله قال) بلى قال فان ذاك كذاك
قال فرمى بنسعته وخلى سبيله وحدثني محمد بن حاتم حدثنا سعيد بن سليمان
حدثنا هشيم أخبرنا إسماعيل بن سالم عن علقمة بن وائل عن أبيه قال اتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل قتل رجلا فأقاد ولى المقتول منه فانطلق
109

به وفى عنقه نسعة يجرها فلما ادبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القاتل
والمقتول في النار فاتى رجلا لرجل فقال له مقالة رسول الله صلى الله عليه
وسلم فخلى عنه * قال إسماعيل بن سالم فذكرت ذلك لحبيب بن أبي ثابت فقال
حدثني ابن أشوع ان النبي صلى الله عليه وسلم إنما سأله ان يعفو عنه فأبى * حدثنا
يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة
ان امرأتين من هذيل رمت إحداهما الأخرى فطرحت جنينها فقضى فيه النبي
صلى الله عليه وسلم بغرة عبد أو أمة وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن
شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة أنه قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
في جنين امرأة من بنى لحيان سقط ميتا بغرة عبد أو أمة ثم إن المرأة التي
قضى عليها بالغرة توفيت فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بان ميراثها لبنيها
وزوجها وان العقل على عصبتها وحدثني أبو الطاهر حدثنا ابن وهب ح
وحدثنا حرملة بن يحيى التجيبي أخبرنا ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب
عن ابن المسيب وأبى سلمة بن عبد الرحمن ان أبا هريرة قال أقتتلت امرأتان من
هذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها فاختصموا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان دية جنينها غرة عبد
أو وليدة وقضى بدية المرأة على عاقلتها وورثها ولدها ومن معهم فقال حمل بن
النابغة الهذلي يا رسول الله كيف أغرم من لا شرب ولا اكل ولا نطق ولا استهل
فمثل ذلك يطل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هذا من اخوان الكهان
من اجل سجعه الذي سجع وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا
معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال اقتتلت امرأتان وساق
الحديث بقصته ولم يذكر وورثها ولدها ومن معهم وقال فقال قائل كيف
110

نعقل ولم يسم حمل بن مالك حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا جرير
عن منصور عن إبراهيم عن عبيد بن نضيلة الخزاعي عن المغيرة بن شعبة
قال ضربت امرأة ضرتها بعمود فسطاط وهي حبلى فقتلتها قال وإحداهما
لحيانية قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم دية المقتولة على عصبة القاتلة
وغرة لما في بطنها فقال رجل من عصبة القاتلة أنغرم دية من لا اكل ولا
شرب ولا استهل فمثل ذلك يطل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسجع
كسجع الاعراب قال وجعل عليهم الدية وحدثني محمد بن رافع حدثنا
يحيى بن آدم حدثنا مفضل عن منصور عن إبراهيم عن عبيد بن نضيلة عن
المغيرة بن شعبة ان امرأة قتلت ضرتها بعمود فسطاط فأتى فيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقضى على عاقلتها بالدية وكانت حاملا فقضى في الجنين
بغرة فقال بعض عصبتها أندى من لا طعم ولا شرب ولا صاح فاستهل ومثل
ذلك يطل قال فقال سجع كسجع الاعراب حدثني محمد بن حاتم ومحمد بن
بشار قالا حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور بهذا الاسناد مثل
معنى حديث جرير ومفضل وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وابن
بشار قالوا حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن منصور باسنادهم الحديث
بقصته غير أن فيه فأسقطت فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى
فيه بغرة وجعله على أولياء المرأة ولم يذكر في الحديث دية المرأة وحدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم (واللفظ لأبي بكر) قال
اسحق أخبرنا وقال الآخران حدثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه
عن المسور بن مخرمة قال استشار عمر بن الخطاب الناس في املاص المرأة
فقال المغيرة بن شعبة شهدت النبي صلى الله عليه وسلم قضى فيه بغرة عبد أو
111

أمة قال فقال عمر ائتني بمن يشهد معك قال فشهد له محمد بن مسلمة * حدثنا
يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر (واللفظ ليحيى) قال ابن أبي عمر
حدثنا وقال الآخران أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عمرة عن عائشة
قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع السارق في ربع دينار فصاعدا
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر
ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا سليمان بن كثير
وإبراهيم بن سعد كلهم عن الزهري بمثله في هذا الاسناد وحدثني أبو الطاهر
وحرملة بن يحيى وحدثنا الوليد بن شجاع (واللفظ للوليد وحرملة) قالوا حدثنا
ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب عن عروة وعمرة عن عائشة عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لا تقطع يد السارق الا في ربع دينار فصاعدا وحدثني
أبو الطاهر وهارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى (واللفظ لهارون واحمد) قال
أبو الطاهر أخبرنا وقال الآخران حدثنا ابن وهب اخبرني مخرمة عن أبيه عن سليمان
ابن يسار عن عمرة انها سمعت عائشة تحدث انها سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول لا تقطع اليد الا في ربع دينار فما فوقه حدثني بشر بن الحكم العبدي
حدثنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن أبي بكر بن محمد عن عمرة
عن عائشة انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تقطع يد السارق الا في ربع
دينار فصاعدا وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى وإسحاق بن منصور
جميعا عن أبي عامر العقدي حدثنا عبد الله بن جعفر من ولد المسور بن مخرمة عن يزيد
ابن عبد الله بن الهاد بهذا الاسناد مثله وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا
حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لم تقطع
يد سارق في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقل من ثمن المجن حجفة أو ترس
112

وكلاهما ذو ثمن وحدثنا عثمان بن أبي شيبه أخبرنا عبدة بن سليمان وحميد بن
عبد الرحمن ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ح
وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة كلهم عن هشام بهذا الاسناد نحو حديث ابن
نمير عن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي وفى حديث عبد الرحيم وأبى أسامة وهو يومئذ
ذو ثمن حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قطع سارقا في مجن قيمته ثلاثة دراهم حدثنا قتيبة بن سعيد
وابن رمح عن الليث بن سعد ح وحدثنا زهير بن حرب وابن المثنى قالا حدثنا يحيى
(وهو القطان) ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
علي بن مسهر كلهم عن عبيد الله ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل (يعنى
ابن علية) ح وحدثنا أبو الربيع وأبو كامل قالا حدثنا حماد ح وحدثني محمد بن رافع
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن أيوب السختياني وأيوب بن موسى وإسماعيل
ابن أمية ح وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا أبو نعيم حدثنا
سفيان عن أيوب وإسماعيل بن أمية وعبيد الله وموسى بن عقبة ح وحدثنا محمد
ابن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج اخبرني إسماعيل بن أمية ح
وحدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب عن حنظلة بن أبي سفيان الجمحي وعبيد الله
ابن عمر ومالك بن انس وأسامة بن زيد الليثي كلهم عن نافع عن ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه وسلم بمثل حديث يحيى عن مالك غير أن بعضهم قال قيمته
وبعضهم قال ثمنه ثلاثة دراهم حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا
حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل
فتقطع يده حدثنا عمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم كلهم
113

عن عيسى بن يونس عن الأعمش بهذا الاسناد مثله غير أنه يقول إن سرق
حبلا وان سرق بيضة * حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد
ابن رمح أخبرنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة ان قريشا أهمهم شأن
المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقالوا ومن يجترئ عليه الا أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشفع في حد من حدود الله
ثم قام فاختطب فقال أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم انهم كانوا إذا سرق
فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله
لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها وفى حديث ابن رمح إنما هلك الذين
من قبلكم وحدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى (واللفظ لحرملة) قالا أخبرنا
ابن وهب قال اخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال اخبرني عروة بن الزبير
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان قريشا أهمهم شأن المرأة التي سرقت
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح فقالوا من يكلم فيها رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالوا ومن يجترئ عليه الا أسامة بن زيد حب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فاتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه فيها أسامة بن
زيد فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتشفع في حد من حدود الله فقال
له أسامة استغفر لي يا رسول الله فكلما كان العشى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاختطب فاثنى على الله بما هو أهله ثم قال اما بعد فإنما أهلك الذين من قبلكم انهم
كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهما الضعيف أقاموا عليه الحد
وانى والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ثم امر بتلك
المرأة التي سرقت فقطعت يدها قال يونس قال ابن شهاب قال عروة قالت عائشة
114

فحسنت توبتها بعد وتزوجت وكانت تأتيني بعد ذلك فارفع حاجتها إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر
عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كانت امرأة مخزومية تستعير المتاع وتجحده
فامر النبي صلى الله عليه وسلم ان تقطع يدها فاتى أهلها أسامة بن زيد فكلموه
فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ثم ذكر نحوه حديث الليث ويونس وحدثني
سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل عن أبي الزبير عن جابر ان امرأة
من بنى مخزوم سرقت فاتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فعاذت بأم سلمة زوج النبي
صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله لو كانت فاطمة لقطعت يدها
فقطعت * وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا هشيم عن منصور عن الحسن عن
حطان بن عبد الله الرقاشي عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم خذوا عنى خذوا عنى قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة ونفى
سنة والثيب بالثيب جلد مائة والرجم وحدثنا عمرو الناقد حدثنا هشيم أخبرنا
منصور بهذا الاسناد مثله حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار جميعا عن عبد الاعلى
قال ابن المثنى حدثنا عبد الاعلى حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن حطان بن
عبد الله الرقاشي عن عبادة بن الصامت قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا انزل
عليه كرب لذلك وتربد له وجهه قال فأنزل عليه ذات يوم فلقي كذلك فلما سرى
عنه قال خذوا عنى فقد جعل الله لهن سبيلا الثيب بالثيب والبكر بالبكر الثيب
جلد مائه ثم رجم بالحجارة والبكر جلد مائة ثم نفى سنة وحدثنا محمد بن
المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثنا محمد بن
بشار حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي كلاهما عن قتادة بهذا الاسناد غير أن
في حديثهما البكر يجلد وينفى والثيب يجلد ويرجم لا يذكران سنة ولا مائة
115

* حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا حدثنا أبو وهب اخبرني يونس عن ابن
شهاب قال اخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة انه سمع عبد الله بن عباس يقول قال
عمر بن الخطاب وهو جالس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قد بعث
محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وانزل عليه الكتاب فكان مما انزل عليه آية الرجم
قرأناها ووعيناها وعقلناها فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده
فأخشى ان طال بالناس زمان ان يقول قائل ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك
فريضة أنزلها الله وان الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن
من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف وحدثناه
أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن أبي عمر قالوا حدثنا سفيان عن
الزهري بهذا الاسناد * وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد حدثني أبي
عن جدي قال حدثني عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن
عوف وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه قال اتى رجل من المسلمين رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه فقال يا رسول الله انى زنيت فاعرض
عنه فتنحى تلقاء وجهه فقال له يا رسول الله انى زنيت فاعرض عنه حتى ثنى
ذلك عليه أربع مرات فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال أبك جنون قال لا قال فهل أحصنت قال نعم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهبوا به فارجموه قال ابن شهاب فأخبرني من
سمع جابر بن عبد الله يقول فكنت فيمن رجمه فرجمناه بالمصلى فلما أذلقته
الحجارة هرب فأدركناه بالحرة فرجمناه * ورواه الليث أيضا عن عبد الرحمن بن
خالد بن مسافر عن ابن شهاب بهذا الاسناد مثله * وحدثنيه عبد الله بن عبد الرحمن
الدارمي حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري بهذا الاسناد أيضا وفى
116

حديثهما جميعا قال ابن شهاب اخبرني من سمع جابر بن عبد الله كما ذكر
عقيل وحدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا أخبرنا ابن وهب اخبرني يونس
ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر وابن جريج كلهم
عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو
رواية عقيل عن الزهري عن سعيد وأبى سلمة عن أبي هريرة وحدثني أبو كامل
فضيل بن حسين الجحدري حدثنا أبو عوانة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة
قال رأيت ماعز بن مالك حين جئ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل قصير
أعضل ليس عليه رداء فشهد على نفسه أربع مرات انه زنى فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلعلك قال لا والله انه قد زنى الاخر قال فرجمه ثم خطب
فقال الا كلما نفرنا غازين في سبيل الله خلف أحدهم له نبيب كنبيب التيس يمنح
أحدهم الكثبة اما والله ان يمكني من أحدهم لأنكلنه عنه وحدثنا محمد
ابن المثنى وابن بشار (واللفظ لابن المثنى) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا
شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة يقول اتى رسول الله صلى الله
عليه وسلم برجل قصير أشعث ذي عضلات عليه ازار وقد زنى فرده مرتين
ثم امر به فرجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نفرنا غازين في سبيل
الله تخلف أحدكم ينب نبيب التيس يمنح إحداهن الكثبة ان الله لا يمكني من
أحد منهم الا جعلته نكالا (أو نكلته) قال فحدثته سعيد بن جبير فقال إنه رده
أربع مرات حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة ح وحدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا أبو عامر العقدي كلاهما عن شعبة عن سماك عن جابر بن
سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث ابن جعفر ووافقه شبابة على قوله
فرده مرتين وفى حديث أبي عامر فرده مرتين أو ثلاثا حدثنا قتيبة بن
117

سعيد وأبو كامل الجحدري (واللفظ لقتيبة) قالا حدثنا أبو عوانة عن سماك عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لماعز بن مالك
أحق ما بلغني عنك قال وما بلغك عنى قال بلغني انك وقعت بجارية آل فلان قال
نعم قال فشهد أربع شهادات ثم امر به فرجم حدثني محمد بن المثنى حدثني
عبد الاعلى حدثنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد ان رجلا من أسلم يقال له
ماعز بن مالك اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أصبت فاحشة فأقمه
على فرده النبي صلى الله عليه وسلم مرارا قال ثم سأل قومه فقالوا ما نعلم به
بأسا الا انه أصاب شيئا يرى أنه لا يخرجه منه الا ان يقام فيه الحد قال
فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمرنا ان نرجمه قال فانطلقنا به إلى بقيع
الغرقد قال فما أوثقناه ولا حفرنا له قال فرميناه بالعظم والمدر والخزف قال
فاشتد واشتددنا خلفه حتى اتى عرض الحرة فانتصب لنا فرميناه بجلاميد
الحرة (يعنى الحجارة) حتى سكت قال ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا
من العشى فقال أو كلما انطلقنا غزاة في سبيل الله تخلف رجل في عيالنا له
نبيب كنبيب التيس على أن لا اوتى برجل فعل ذلك الا نكلت به قال فما استغفر
له ولا سبه حدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا يزيد بن زريع حدثنا داود
بهذا الاسناد مثل معناه وقال في الحديث فقام النبي صلى الله عليه وسلم
من العشى فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اما بعد فما بال أقوام إذا غزونا يتخلف
أحدهم عنا له نبيب كنبيب التيس ولم يقل في عيالنا وحدثنا سريح بن
يونس حدثنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان كلاهما عن داود بهذا الاسناد بعض
هذا الحديث غير أن في حديث سفيان فاعترف بالزنى ثلاث مرات وحدثنا
118

محمد بن العلاء الهمداني حدثنا يحيى بن يعلى (وهو ابن الحارث المحاربي) عن
غيلان (وهو ابن جامع المحاربي) عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن
أبيه قال جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله طهرني
فقال ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه قال فرجع غير بعيد ثم جاء فقال
يا رسول الله طهرني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحك ارجع فاستغفر الله
وتب إليه قال فرجع غير بعيد ثم جاء فقال يا رسول الله طهرني فقال النبي صلى الله
عليه وسلم مثل ذلك حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيم أطهرك فقال من الزنى فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبه جنون
فأخبر انه ليس بمجنون فقال أشرب خمرا فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه
ريح خمر قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أزنيت فقال نعم فامر به
فرجم فكان الناس فيه فرقتين قائل يقول لقد هلك لقد أحاطت به خطيئته
وقائل يقول ما توبة أفضل من توبة ماعز انه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فوضع يده في يده ثم قال اقتلني بالحجارة قال فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة
ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس فسلم ثم جلس فقال استغفروا
لماعز بن مالك قال فقالوا غفر الله لماعز بن مالك قال فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم قال ثم جاءته امرأة من
غامد من الأزد فقالت يا رسول الله طهرني فقال ويحك ارجعي فاستغفري الله
وتوبي إليه فقالت أراك تريد ان ترددني كما رددت ماعز بن مالك قال وما ذاك
قالت انها حبلى من الزنى فقال أنت قالت نعم فقال لها حتى تضعي ما في بطنك قال
فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت قال فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال قد
وضعت الغامدية فقال إذا لا نرجمها وندع ولدها صغيرا ليس له من يرضعه فقام
119

رجل من الأنصار فقال إلى رضاعه يا نبي الله قال فرجمها وحدثنا أبو بكر بن أبي
شيبه حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير (وتقاربا في لفظ
الحديث) حدثنا أبي حدثنا بشير بن المهاجر حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه ان ماعز
ابن مالك الأسلمي اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى قد ظلمت
نفسي وزنيت وانى أريد ان تطهرني فرده فلما كان من الغد اتاه فقال يا رسول الله
انى قد زنيت فرده الثانية فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه فقال أتعلمون
بعقله بأسا تنكرون منه شيئا فقالوا ما نعلمه الا وفى العقل من صالحينا فيما نرى
فاتاه الثالثة فأرسل إليهم أيضا فسأل عنه فأخبروه انه لا بأس به ولا بعقله فلما
كان الرابعة حفر له حفرة ثم امر به فرجم قال فجاءت الغامدية فقالت يا
رسول الله انى قد زنيت فطهرني وانه ردها فلما كان الغد قالت يا رسول الله
لم تردني لعلك ان تردني كما رددت ماعزا فوالله انى لحبلى قال اما لا
فاذهبي حتى تلدي فلما ولدت اتته بالصبي في خرقة قالت هذا قد ولدته قال
اذهبي فارضعيه حتى تفطميه فلما فطمته اتته بالصبي في يده كسرة خبز فقالت
هذا يا نبي الله قد فطمته وقد اكل الطعام فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين
ثم امر بها فحفر لها إلى صدرها وامر الناس فرجموها فيقبل خالد بن الوليد
بحجر فرمى رأسه فتنضح الدم على وجه خالد فسبها فسمع نبي الله صلى الله عليه
وسلم سبه إياها فقال مهلا يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها
صاحب مكس لغفر له ثم امر بها فصلى عليها ودفنت حدثني أبو غسان
مالك بن عبد الواحد المسمعي حدثنا معاذ (يعنى ابن هشام) حدثني أبي عن يحيى بن أبي
كثير حدثني أبو قلابة ان أبا المهلب حدثه عن عمران بن حصين ان
امرأة من جهينة أتت نبي الله صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنى فقالت
120

يا نبي الله أصبت حدا فأقمه على فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليها فقال أحسن
إليها فإذا وضعت فائتي بها ففعل فامر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم فشكت
عليها ثيابها ثم امر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال له عمر تصلى عليها يا نبي الله وقد
زنت فقال لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل
وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا عفان بن مسلم حدثنا ابان العطار حدثنا يحيى بن أبي كثير بهذا الاسناد
مثله حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثناه محمد بن رمح أخبرنا الليث
عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة وزيد
ابن خالد الجهني انهما قالا إن رجلا من الاعراب اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله أنشدك الله الا قضيت لي بكتاب الله فقال الخصم الآخر وهو
أفقه منه نعم فاقض بيننا بكتاب الله وائذن لي فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم قل قال إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته وانى أخبرت ان على
ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاة ووليدة فسألت أهل العلم فأخبروني إنما
على ابني جلد مائة وتغريب عام وان على امرأة هذا الرجم فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله الوليدة
والغنم رد وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام واغد يا أنيس إلى امرأة هذا
فان اعترفت فارجمها قال فغدا عليها فاعترفت فامر بها رسول الله صلى الله
عليه وسلم فرجمت وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا ابن وهب اخبرني
يونس ح وحدثني عمرو الناقد حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي
عن صالح ح وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق عن معمر كلهم عن الزهري
بهذا الاسناد نحوه * حدثني الحكم بن موسى أبو صالح حدثنا شعيب بن
121

اسحق أخبرنا عبيد الله عن نافع ان عبد الله بن عمر اخبره ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم اتى بيهودي ويهودية قد زنيا فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى جاء يهود فقال ما تجدون في التوراة على من زنى قالوا نسود وجوههما
ونحملهما ونخالف بين وجوههما ويطاف بهما قال فأتوا بالتوراة ان كنتم
صادقين فجاؤوا بها فقرأوها حتى إذا مروا بآية الرجم وضع الفتى الذي يقرأ يده
على آية الرجم وقرأ ما بين يديها وما وراءها فقال له عبد الله بن سلام وهو مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم مره فليرفع يده فرفعها فإذا تحتها آية الرجم
فامر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما قال عبد الله بن عمر كنت فيمن رجمهما
فلقد رأيته يقيها من الحجارة بنفسه وحدثنا زهير بن حرب حدثنا إسماعيل
(يعنى ابن علية) عن أيوب ح وحدثني أبو الطاهر أخبرنا عبد الله بن وهب اخبرني
رجال من أهل العلم منهم مالك بن انس ان نافعا اخبرهم عن ابن عمر ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم رجم في الزنى يهوديين رجلا وامرأة زنيا فاتت اليهود إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما وساقوا الحديث بنحوه وحدثنا أحمد بن يونس
حدثنا زهير حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر ان اليهود جاؤوا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم برجل منهم وامرأة قد زنيا وساق الحديث بنحو حديث عبيد الله
عن نافع حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة كلاهما عن أبي معاوية قال يحيى
أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن رمرة عن البراء بن عازب قال مر على
النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمما مجلودا فدعاهم صلى الله عليه وسلم فقال
هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قالوا نعم فدعا رجلا من علمائهم فقال أنشدك
بالله الذي انزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قال لا
ولولا انك نشدتني بهذا لم أخبرك نجده الرجم ولكنه كثر في اشرافنا فكنا
122

إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد قلنا تعالوا
فلنجتمع على شئ نقيمه على الشريف والوضيع فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إني أول من أحيا امرك إذ أماتوه فامر
به فرجم فأنزل الله عز وجل يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في
الكفر إلى قوله إن أوتيتم هذا فخذوه يقول ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم
فان امركم بالتحميم والجلد فخذوه وان أفتاكم بالرجم فاحذروا فأنزل الله تعالى
ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون ومن لم يحكم بما انزل الله
فأولئك هم الظالمون ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون في الكفار
كلها حدثنا ابن نمير وأبو سعيد الشج قالا حدثنا وكيع حدثنا الأعمش
بهذا الاسناد نحوه إلى قوله فامر به النبي صلى الله عليه وسلم فرجم ولم يذكر
ما بعده من نزول الآية وحدثني هارون بن عبد الله حدثنا حجاج بن محمد قال
قال ابن جريج اخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول رجم النبي
صلى الله عليه وسلم رجلا من أسلم ورجلا من اليهود وامرأته حدثنا إسحاق
بن إبراهيم أخبرنا روح بن عبادة حدثنا ابن جريج بهذا الاسناد مثله
غير أنه قال وامرأة وحدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا عبد الواحد حدثنا
سليمان الشيباني قال سألت عبد الله بن أبي أوفى ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
(واللفظ له) حدثنا علي بن مسهر عن أبي إسحاق الشيباني قال سألت عبد الله بن أبي
أوفى هل رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قال قلت بعد ما أنزلت
سورة النور أم قبلها قال لا ادرى وحدثني عيسى بن حماد المصري أخبرنا الليث
عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة انه سمعه يقول سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها الحد ولا
123

يثرب عليها ثم إن زنت فليجلدها الحد ولا يثرب عليها ثم إن زنت الثالثة
فتبين زناها فليبعها ولو بحبل من شعر حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن
إبراهيم جميعا عن ابن عيينة ح وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا محمد بن بكر البرساني
أخبرنا هشام بن حسان كلاهما عن أيوب بن موسى ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا أبو أسامة وابن نمير عن عبيد الله بن عمر ح وحدثني هارون بن سعيد الأيلي
حدثنا ابن وهب حدثني أسامة بن زيد ح وحدثنا هناد بن السرى وأبو كريب
وإسحاق بن إبراهيم عن عبدة بن سليمان عن محمد بن إسحاق كل هؤلاء عن سعيد
المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الا ان ابن إسحاق قال في حديثه
عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في جلد الأمة إذا
زنت ثلاثا ثم ليبعها في الرابعة حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي حدثنا مالك ح
وحدثنا يحيى بن يحيى (واللفظ له) قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله
ابن عبد الله عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الأمة إذا زنت
ولم تحصن قال إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها
ثم بيعوها ولو بضفير قال ابن شهاب لا ادرى أبعد الثالثة أو الرابعة وقال القعنبي
في روايته قال ابن شهاب والضفير الحبل وحدثنا أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب
قال سمعت مالكا يقول حدثني ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي
هريرة وزيد بن خالد الجهني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الأمة بمثل
حديثهما ولم يذكر قول ابن شهاب والضفير الحبل حدثني عمرو الناقد حدثنا
يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثني أبي عن صالح ح وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا
عبد الرزاق أخبرنا معمر كلاهما عن الزهري عن عبيد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد
الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث مالك والشك في حديثهما جميعا
124

في بيعها في الثالثة أو الرابعة * حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا سليمان أبو داود
حدثنا زائدة عن السدى عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن قال خطب على
فقال يا أيها الناس أقيموا على أرقائكم الحد من أحصن منهم ومن لم يحصن فان
أمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم زنت فأمرني ان اجلدها فإذا هي حديث عهد
بنفاس فخشيت ان انا جلدتها ان اقتلها فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال أحسنت وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل
عن السدى بهذا الاسناد ولم يذكر من أحصن منهم ومن لم يحصن وزاد
في الحديث اتركها حتى تماثل * حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا
محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن انس بن مالك ان النبي
صلى الله عليه وسلم اتى برجل قد شرب الخمر فجلده بجريدتين نحو أربعين قال
وفعله أبو بكر فلما كان عمر استشار الناس فقال عبد الرحمن أخف الحدود
ثمانين فامر به عمر وحدثنا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد (يعنى ابن
الحارث) حدثنا شعبة حدثنا قتادة قال سمعت انسا يقول اتى رسول الله صلى
الله عليه وسلم برجل فذكر نحوه حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن هشام
حدثني أبي عن قتادة عن انس بن مالك ان نبي الله صلى الله عليه وسلم جلد
في الخمر بالجريد والنعال ثم جلد أبو بكر أربعين فلما كان عمر ودنا الناس من
الريف والقرى قال ما ترون في جلد الخمر فقال عبد الرحمن بن عوف أرى ان
تجعلها كأخف الحدود قال فجلد عمر ثمانين حدثنا محمد بن المثنى حدثنا
يحيى بن سعيد حدثنا هشام بهذا الاسناد مثله وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا وكيع عن هشام عن قتادة عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان
يضرب في الخمر بالنعال والجريد أربعين ثم ذكر نحو حديثهما ولم يذكر
125

الريف والقرى وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وعلي بن حجر
قالوا حدثنا إسماعيل (وهو ابن علية) عن ابن أبي عروبة عن عبد الله الداناج ح
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي (واللفظ له) أخبرنا يحيى بن حماد حدثنا
عبد العزيز بن المختار حدثنا عبد الله بن فيروز مولى ابن عامر الداناج حدثنا
حضين بن المنذر أبو ساسان قال شهدت عثمان بن عفان واتى بالوليد قد صلى
الصبح ركعتين ثم قال أزيدكم فشهد عليه رجلان أحدهما حمران انه
شرب الخمر وشهد آخر انه رآه يتقيأ فقال عثمان انه لم يتقيأ حتى شربها فقال
يا علي قم فاجلده فقال على قم يا حسين فاجلده فقال الحسن ول حارها من
تولى قارها (فكأنه وجد عليه) فقال يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده فجلده وعلى
يعد حتى بلغ أربعين فقال امسك ثم قال جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين
وجلد أبو بكر أربعين وعمر ثمانين وكل سنة وهذا أحب إلى * زاد علي بن حجر
في روايته قال إسماعيل وقد سمعت حديث الداناج منه فلم احفظه حدثني
محمد بن منهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سفيان الثوري عن أبي
حصين عن عمير بن سعيد عن علي قال ما كنت أقيم على أحد حدا فيموت
فيه فأجد منه في نفسي الا صاحب الخمر لأنه ان مات وديته لان رسول الله
صلى الله عليه وسلم لم يسنه حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان
بهذا الاسناد مثله * حدثنا أحمد بن عيسى حدثنا ابن وهب اخبرني عمرو عن
بكير بن الأشج قال بينا نحن عند سليمان بن يسار إذا جاءه عبد الرحمن بن جابر
فحدثه فاقبل علينا سليمان فقال حدثنا عبد الرحمن بن جابر عن أبيه عن أبي بردة
الأنصاري انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يجلد أحد فوق عشرة
أسواط الا في حد من حدود الله * حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو بكر بن أبي
126

شيبة وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم وابن نمير كلهم عن ابن عيينة (واللفظ
لعمرو) قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي إدريس عن عبادة بن
الصامت قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس فقال تبايعوني على أن
لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا
بالحق فمن وفى منكم فاجره على الله ومن أصاب شيئا من ذلك فعوقب به
فهو كفارة له ومن أصاب شيئا من ذلك فستره الله عليه فأمره إلى الله ان
شاء عفا عنه وان شاء عذبه حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر
عن الزهري بهذا الاسناد وزاد في الحديث فتلا علينا آية النساء ان لا يشركن
بالله شيئا الآية وحدثني إسماعيل بن سالم أخبرنا هشيم أخبرنا خالد عن أبي
قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن عبادة بن الصامت قال اخذ علينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم كما اخذ على النساء ان لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني
ولا نقتل أولادنا ولا يعضه بعضنا بعضا فمن وفى منكم فاجره على الله ومن اتى
منكم حدا فأقيم عليه فهو كفارته ومن ستره الله عليه فأمره إلى الله ان شاء
عذبه وان شاء غفر له حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح
أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي عن عبادة بن
الصامت أنه قال إني لمن النقباء الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال
بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نزني ولا نسرق ولا نقتل النفس التي
حرم الله الا بالحق ولا ننتهب ولا نعصي فالجنة ان فعلنا ذلك فان غشينا من
ذلك شيئا كان قضاء ذلك إلى الله وقال ابن رمح كان قضاؤه إلى الله * حدثنا
يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح قالا أخبرنا الليث وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
ليث عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله
127

صلى الله عليه وسلم أنه قال العجماء جرحها جبار والبئر جبار والمعدن جبار
وفى الركاز الخمس وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب
وعبد الاعلى بن حماد كلهم عن ابن عيينة ح وحدثنا محمد بن رافع حدثنا إسحاق
(يعنى ابن عيسى) حدثنا مالك كلاهما عن الزهري باسناد الليث مثل
حديثه وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا ابن وهب اخبرني يونس
عن ابن شهاب عن ابن المسيب وعبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم بمثله حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر أخبرنا الليث عن أيوب
ابن موسى عن الأسود بن العلاء عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال البئر جرحها جبار والمعدن جرحه
جبار والعجماء جرحها جبار وفى الركاز الخمس وحدثنا عبد الرحمن بن سلام
الجمحي حدثنا الربيع (يعنى ابن مسلم) ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي ح
وحدثنا ابن بشار حدثنا محمد بن جعفر قالا حدثنا شعبة كلاهما عن محمد بن زياد
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله * حدثني أبو الطاهر أحمد بن
عمرو بن سرح أخبرنا ابن وهب عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن
عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء
رجال وأموالهم ولكن اليمين على المدعى عليه وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا محمد بن بشر عن نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قضى باليمين على المدعى عليه * وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا حدثنا زيد (وهو ابن حباب) حدثني سيف بن
سليمان اخبرني قيس بن سعد عن عمرو بن دينار عن ابن عباس ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قضى بيمين وشاهد * حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا أبو
128

معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم تختصمون إلى ولعل بعضكم أن يكون الحن
بحجته من بعض فأقضي له على نحو مما اسمع منه فمن قطعت له من حق أخيه شيئا
فلا يأخذه فإنما اقطع له به قطعة من النار وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
وكيع ح وحدثنا أبو كريب حدثنا ابن نمير كلاهما عن هشام بهذا الاسناد مثله
وحدثني حرملة يحيى أخبرنا عبد الله بن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب
اخبرني عروة بن الزبير عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة زوج النبي صلى الله
عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع جلبة خصم بباب حجرته فخرج
إليهم فقال إنما انا بشر وانه يأتيني الخصم فلعل بعضهم أن يكون أبلغ من
بعض فاحسب انه صادق فأقضي له فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة
من النار فليحملها أو يذرها وحدثنا عمرو الناقد حدثنا يعقوب بن إبراهيم
ابن سعد حدثنا أبي عن صالح ح وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر كلاهما عن الزهري بهذا الاسناد نحو حديث يونس وفى حديث
معمر قالت سمع النبي صلى الله عليه وسلم خصم بباب أم سلمة * حدثني
علي بن حجر السعدي حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة قالت دخلت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقالت يا رسول الله ان أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني من النفقة ما
يكفيني ويكفى بنى الا ما اخذت من ماله بغير علمه فهل على في ذلك من جناح
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفى
بنيك وحدثناه محمد بن عبد الله بن نمير وأبو كريب كلاهما عن عبد الله بن نمير
ووكيع ح وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا عبد العزيز بن محمد ح وحدثنا محمد بن
129

رافع حدثنا ابن أبي فديك أخبرنا الضحاك (يعنى ابن عثمان) كلهم عن هشام بهذا
الاسناد وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري
عن عروة عن عائشة قالت جاءت هند إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا
رسول الله والله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلى من أن يذلهم الله
من أهل خبائك وما على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلى من أن يعزهم الله من
أهل خبائك فقال النبي صلى الله عليه وسلم وأيضا والذي نفسي بيده ثم قالت
يا رسول الله ان أبا سفيان رجل ممسك فهل على حرج ان انفق على عياله من ماله
بغير اذنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا حرج عليك ان تنفقي عليهم بالمعروف
حدثنا زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي الزهري
عن عمه اخبرني عروة بن الزبير ان عائشة قالت جاءت هند بنت عتبة بن
ربيعة فقالت يا رسول الله والله ما كان على ظهر الأرض خباء أحب إلى من أن
يذلوا من أهل خبائك وما أصبح اليوم على ظهر الأرض خباء أحب إلى من أن
يعزوا من أهل خبائك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيضا والذي نفسي
بيده ثم قالت يا رسول الله ان أبا سفيان رجل مسيك فهل على حرج من أن أطعم
من الذي له عيالنا فقال لها لا الا بالمعروف * حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير
عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله
يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا فيرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا
به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ويكره لكم قيل وقال
وكثرة السؤال وإضاعة المال وحدثنا شيبان بن فروخ أخبرنا أبو عوانة عن
سهيل بهذا الاسناد مثله غير أنه قال ويسخط لكم ثلاثا ولم يذكر
ولا تفرقوا وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا جرير عن منصور عن
130

الشعبي عن وراد مولى المغيرة بن شعبة عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد
البنات ومنعا وهات وكره لكم ثلاثا قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال
وحدثني القاسم بن زكرياء حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن منصور
بهذا الاسناد مثله غير أنه قال وحرم عليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم يقل ان الله حرم عليكم حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل
ابن علية عن خالد الحذاء حدثني ابن اشوع عن الشعبي حدثني كاتب المغيرة
ابن شعبة قال كتب معاوية إلى المغيرة اكتب إلى بشئ سمعته من رسول الله
صلى الله عليه وسلم فكتب إليه انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله
كره لكم ثلاثا قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال حدثنا ابن أبي عمر
حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن محمد بن سوقة أخبرنا محمد بن عبيد الله
الثقفي عن وراد قال كتب المغيرة إلى معاوية سلام عليك اما بعد فانى سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله حرم ثلاثا ونهى عن ثلاث حرم
عقوق الوالد ووأد البنات ولا وهات ونهى عن ثلاث قيل وقال وكثرة السؤال
وإضاعة المال * حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد
ابن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن بسر بن سعيد عن أبي
قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص انه سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله اجران وإذا حكم
فاجتهد ثم أخطأ فله اجر وحدثني إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن أبي عمر كلاهما
عن عبد العزيز بن محمد بهذا الاسناد مثله وزاد في عقيب الحديث قال يزيد فحدثت
هذا الحديث أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم فقال هكذا حدثني أبو سلمة عن
131

أبي هريرة وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا مروان (يعنى ابن
محمد الدمشقي) حدثنا الليث بن سعد حدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد
الليثي بهذا الحديث مثل رواية عبد العزيز بن محمد بالاسنادين جميعا * حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي
بكرة قال كتب أبى (وكتبت له) إلى عبيد الله بن أبي بكرة وهو قاض بسجستان
ان لا تحكم بين اثنين وأنت غضبان فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان وحدثناه يحيى بن يحيى أخبرنا
هشيم ح وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا حماد بن سلمة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة حدثنا وكيع عن سفيان ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن
جعفر ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي كلاهما عن شعبة ح وحدثنا أبو
كريب حدثنا حسين بن علي عن زائدة كل هؤلاء عن عبد الملك بن عمير عن
عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي
عوانة * حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح وعبد الله بن عون الهلالي جميعا عن
إبراهيم بن سعيد قال ابن الصباح حدثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن
عبد الرحمن بن عوف حدثنا أبي عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وحدثنا
إسحاق بن إبراهيم وعبد ابن حميد جميعا عن أبي عامر قال عبد حدثنا عبد الملك
ابن عمرو حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري عن سعد بن إبراهيم قال سألت
القسام بن محمد عن رجل له ثلاثة مساكن فأوصى بثلث كل مسكن منها قال
يجمع ذلك كله في مسكن واحد ثم قال أخبرتني عائشة ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد * وحدثنا يحيى بن يحيى
132

قال قرأت على مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن
عثمان عن ابن أبي عمرة الأنصاري عن زيد بن خالد الجهني ان النبي صلى الله عليه
وسلم قال الا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل ان يسألها * حدثني
زهير بن حرب حدثني شبابة حدثني ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما امرأتان معهما ابناهما جاء الذئب
فذهب بابن إحداهما فقالت هذه لصاحبتها إنما ذهب بابنك أنت وقالت
الأخرى إنما ذهب بابنك فتحاكمتا إلى داود فقضى به للكبرى فخرجتا
على سليمان بن داود عليهما السلام فأخبرتاه فقال ائتوني بالسكين أشقه بينكما
فقالت الصغرى لا يرحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى قال قال أبو هريرة
والله ان سمعت بالسكين قط الا يومئذ ما كنا نقول الا المدية وحدثنا سويد بن
سعيد حدثني حفص (يعنى ابن ميسرة الصنعاني) عن موسى بن عقبة ح وحدثنا
أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح (وهو ابن القاسم) عن محمد بن
عجلان جميعا عن أبي الزناد بهذا الاسناد مثل معنى حديث ورقاء * حدثنا محمد بن
رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم اشترى رجل من رجل عقارا له فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره
جرة فيها ذهب فقال له الذي اشترى العقار خذ ذهبك منى إنما اشتريت منك الأرض
ولم ابتع منك الذهب فقال الذي شرى الأرض إنما بعتك الأرض وما فيها قال
فتحاكما إلى رجل فقال الذي تحاكما إليه ألكما ولد فقال أحدهما لي غلام وقال
الآخر لي جارية قال انكحوا الغلام الجارية وانفقوا على أنفسكما منه وتصدقا
* حدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال قرأت على مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن
133

عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني أنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فسأله عن اللقطة فقال اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرفها سنة فان
جاء صاحبها والا فشأنك بها قال فضالة الغنم قال لك أو لأخيك أو للذئب قال
فضالة الإبل قال ما لك ولها معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى
يلقاها ربها قال يحيى احسب قرأت عفاصها وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة
وابن حجر قال ابن حجر أخبرنا وقال الآخران حدثنا إسماعيل (وهو ابن جعفر) عن
ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني ان
رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة فقال عرفها سنة ثم اعرف
وكاءها وعفاصها ثم استنفق بها فان جاء ربها فادها إليه فقال يا رسول الله فضالة
الغنم قال خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب قال يا رسول الله فضالة الإبل
قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه (أو احمر وجهه)
ثم قال مالك ولها معها حذاؤها وسقاؤها حتى يلقاها ربها وحدثني أبو الطاهر
أخبرنا عبد الله وهب اخبرني سفيان الثوري ومالك بن انس وعمرو بن الحارث
وغيرهم ان ربيعة بن أبي عبد الرحمن حدثهم بهذا الاسناد مثل حديث مالك غير أنه
زاد قال اتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا معه فسأله عن اللقطة
قال وقال عمر في الحديث فإذا لم يأت لها طالب فاستنفقها وحدثني أحمد بن
عثمان بن حكيم الأودي حدثنا خالد بن مخلد حدثني سليمان (وهو ابن بلال) عن
ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث قال سمعت زيد بن خالد
الجهني يقول اتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحو حديث
إسماعيل بن جعفر غير أنه قال فاحمار وجهه وجبينه وغضب وزاد بعد قوله
ثم عرفها سنة فإن لم يجئ صاحبها كانت وديعة عندك حدثنا عبد الله بن
134

مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان (يعنى ابن بلال) عن يحيى بن سعيد عن يزيد مولى
المنبعث انه سمع زيد بن خالد الجهني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة الذهب أو الورق فقال
اعرف وكاءها وعفاصها ثم عرفها سنة فإن لم تعرف فاستنفقها ولتكن
وديعة عندك فان جاء طالبها يوما من الدهر فادها إليه وسأله عن ضالة الإبل
فقال مالك ولها دعها فان معها حذاءها وسقاءها ترد الماء وتأكل الشجر حتى
يجدها ربها وسأله عن الشاة فقال خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب
وحدثني إسحاق بن منصور أخبرنا حبان بن هلال حدثنا حماد بن سلمة حدثني
يحيى بن سعيد وربيعة الرأي بن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن
زيد بن خالد الجهني ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ضالة الإبل
زاد ربيعة فغضب حتى احمرت وجنتاه واقتص الحديث بنحو حديثهم وزاد
فان جاء صاحبها فعرف عفاصها وعددها ووكاءها فاعطها إياه والا فهي لك
وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا عبد الله بن وهب حدثني
الضحاك بن عثمان عن أبي النضر عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد الجهني قال
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة فقال عرفها سنة فإن لم تعترف
فاعرف عفاصها ووكاءها ثم كلها فان جاء صاحبها فادها إليه * وحدثنيه اسحق
ابن منصور أخبرنا أبو بكر الحنفي حدثنا الضحاك بن عثمان بهذا الاسناد وقال
في الحديث فان اعترفت فادها والا فاعرف عفاصها ووكاءها وعددها وحدثنا
محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثني أبو بكر بن نافع
(واللفظ له) حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت سويد بن
غفلة قال خرجت انا وزيد بن صوحان وسلمان بن ربيعة غازين فوجدت
135

سوطا فاخذته فقالا لي دعه فقلت لا ولكني اعرفه فان جاء صاحبه
والا استمتعت به قال فأبيت عليهما فلما رجعنا من غزاتنا قضى لي انى
حججت فاتيت المدينة فلقيت أبي بن كعب فأخبرته بشأن السوط وبقولهما
فقال إني وجدت صرة فيها مائة دينار على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاتيت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عرفها حولا قال فعرفتها
فلم أجد من يعرفها ثم اتيته فقال عرفها حولا فعرفتها فلم أجد من
يعرفها ثم اتيته فقال عرفها حولا فعرفتها فلم أجد من يعرفها فقال احفظ
عددها ووعاءها ووكاءها فان جاء صاحبها والا فاستمتع بها فاستمتعت بها
فلقيته بعد ذلك بمكة فقال لا ادرى بثلاثة أحوال أو حول واحد وحدثني
عبد الرحمن بن بشر العبدي حدثنا بهز حدثنا شعبة اخبرني سلمة بن كهيل
أو اخبر القوم وانا فيهم قال سمعت سويد بن غفلة قال خرجت مع زيد بن
صوحان وسلمان بن ربيعة فوجدت سوطا واقتص الحديث بمثله إلى قوله
فاستمتعت بها قال شعبة فسمعته بعد عشر سنين يقول عرفها عاما واحدا
وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش ح وحدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة حدثنا وكيع ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي جميعا عن سفيان ح
وحدثني محمد بن حاتم حدثنا عبد الله بن جعفر الرقى حدثنا عبيد الله (يعنى ابن
عمرو) عن زيد بن أبي أنيسة ح وحدثني عبد الرحمن بن بشر حدثنا بهز حدثنا
حماد بن سلمة كل هؤلاء عن سلمة بن كهيل بهذا الاسناد نحو حديث شعبة
وفى حديثهم جميعا ثلاثة أحوال الا حماد بن سلمة فان في حديثه عامين أو ثلاثة
وفى حديث سفيان وزيد بن أبي أنيسة وحماد بن سلمة فان جاء أحد يخبرك
بعددها ووعائها ووكائها فاعطها إياه وزاد سفيان في رواية وكيع والا
136

فهي كسبيل مالك وفى رواية ابن نمير والا فاستمتع بها * حدثني أبو الطاهر
ويونس بن عبد الأعلى قالا أخبرنا عبد الله بن وهب اخبرني عمرو بن الحارث عن
بكير بن عبد الله بن الأشج عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عبد الرحمن
ابن عثمان التيمي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لقطة الحاج وحدثني
أبو الطاهر ويونس بن عبد الأعلى قالا حدثنا عبد الله بن وهب قال اخبرني عمرو بن
الحارث عن بكر بن سوادة عن أبي سالم الجيشاني عن زيد بن خالد الجهني عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من آوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها * حدثنا
يحيى بن يحيى التميمي قال قرأت على مالك بن انس عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لا يحلبن أحد ماشية أحد الا باذنه أيحب أحدكم
ان تؤتى مشربته فتكسر خزانته فينتقل طعامه إنما تخزن لهم ضروع
مواشيهم أطعمتهم فلا يحلبن أحد ماشية أحد الا باذنه وحدثنا قتيبة
ابن سعيد ومحمد بن رمح جميعا عن الليث بن سعد ح وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا علي بن مسهر ح وحدثنا ابن نمير حدثني أبي كلاهما عن عبيد الله ح
وحدثني أبو الربيع وأبو كامل قالا حدثنا حماد ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا
إسماعيل (يعنى ابن علية) جميعا عن أيوب ح وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن
إسماعيل بن أمية ح وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب
وابن جريج عن موسى كل هؤلاء عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه
وسلم نحو حديث مالك غير أن في حديثهم جميعا فينتثل الا الليث بن سعد فان
في حديثه فينتقل طعامه كرواية مالك * حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن
سعيد بن أبي سعيد عن أبي شريح العدوي أنه قال سمعت أذناي وأبصرت
عيناي حين تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من كان يؤمن بالله
137

واليوم الآخر فليكرم ضيفة جائزته قالوا وما جائزته يا رسول الله قال يومه
وليلته والضيافة ثلاثة أيام فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه وقال من كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت حدثنا أبو كريب محمد بن
العلاء حدثنا وكيع حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري
عن أبي شريح الخزاعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الضيافة ثلاثة أيام
وجائزته يوم وليلة ولا يحل لرجل مسلم ان يقيم عند أخيه حتى يؤثمه قالوا
يا رسول الله وكيف يؤثمه قال يقيم عنده ولا شئ له يقريه به وحدثناه
محمد بن المثنى حدثنا أبو بكر (يعنى الحنفي) حدثنا عبد الحميد بن جعفر حدثنا
سعيد المقبري انه سمع أبا شريح الخزاعي يقول سمعت أذناي وبصر عيني
ووعاه قلبي حين تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر بمثل حديث
الليث وذكر فيه ولا يحل لأحدكم ان يقيم عند أخيه حتى يؤثمه بمثل ما في
حديث وكيع حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح
أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر أنه قال قلنا
يا رسول الله انك تبعثنا فننزل بقوم فلا يقروننا فما ترى فقال لنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان نزلتم بقوم فامروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا
فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم * حدثنا شيبان بن
فروخ حدثنا أبو الأشهب عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال بينما
نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة له قال فجعل
يصرف بصره يمينا وشمالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه
فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على
من لا زاد له قال فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا انه لا حق لاحد
138

منا في فضل * حدثني أحمد بن يوسف الأزدي حدثنا النضر (يعنى ابن
محمد اليمامي) حدثنا عكرمة (وهو ابن عمار) حدثنا اياس بن سلمة عن أبيه
قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فأصابنا جهل حتى هممنا
ان ننحر بعض ظهرنا فامر نبي الله صلى الله عليه وسلم فجمعنا مزاودنا فبسطنا
له نطعا فاجتمع زاد القوم على النطع قال فتطاولت لأحزره كم هو فحزرته
كربضة العنز ونحن أربع عشرة مائه قال فأكلنا حتى شبعنا جميعا ثم حشونا
جربنا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم فهل من وضوء قال فجاء رجل بإداوة
له فيها نطفة فأفرغها في قدح فتوضأنا كلنا ندغفقه دغفقة أربع عشرة
مائة قال ثم جاء بعد ذلك ثمانية فقالوا هل من طهور فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فرغ الوضوء * حدثنا يحيى بن يحيى التميمي حدثنا سليم بن
اخضر عن ابن عون قال كتبت إلى نافع أسأله عن الدعاء قبل القتال قال
فكتب إلى إنما كان ذلك في أول الاسلام قد أغار رسول الله صلى الله عليه
وسلم على بنى المصطلق وهم غارون وانعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى
سبيهم وأصاب يومئذ (قال يحيى احسبه قال) جويرية (أو قال البتة) ابنة الحارث
وحدثني هذا الحديث عبد الله بن عمر وكان في ذاك الجيش وحدثنا محمد بن المثنى
حدثنا ابن أبي عدى عن ابن عون بهذا الاسناد مثله وقال جويرية بنت الحارث
ولم يشك * حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح عن سفيان ح
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان قال املاه علينا
املاء ح وحدثني عبد الله بن هاشم (واللفظ له) حدثني عبد الرحمن (يعنى ابن مهدي
) حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا امر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته
139

بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال اغزوا باسم الله في سبيل الله
قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا
وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال (أو خلال) فايتهن
ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى الاسلام فان أجابوك فاقبل
منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم
انهم ان فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فان أبوا
ان يتحولوا منها فأخبرهم انهم يكونون كاعراب المسلمين يجرى عليهم حكم الله
الذي يجرى على المؤمنين ولا يكون لهم في الغنيمة والفئ شئ الا ان يجاهدوا
مع المسلمين فان هم أبوا فسلهم الجزية فان هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم
فان هم أبو فاستعن بالله وقاتلهم وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك ان تجعل
لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه ولكن اجعل لهم
ذمتك وذمة أصحابك فإنكم ان تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن
تخفروا ذمة الله وذمة رسوله وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك ان تنزلهم
على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن انزلهم على حكمك فإنك
لا تدرى أتصيب حكم الله فيهم أم لا قال عبد الرحمن هذا أو نحوه وزاد اسحق
في آخر حديثه عن يحيى بن آدم قال فذكرت هذا الحديث لمقاتل بن حيان (قال
يحيى يعنى ان علقمة يقوله لابن حيان) فقال حدثني مسلم بن هيصم عن النعمان بن
مقرن عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وحدثني حجاج بن الشاعر حدثني عبد
الصمد بن عبد الوارث حدثنا شعبة حدثني علقمة بن مرثد ان سليمان بن بريدة
حدثه عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا أو سرية
دعاه فأوصاه وساق الحديث بمعنى حديث سفيان حدثنا إبراهيم حدثنا
140

محمد بن عبد الوهاب الفراء عن الحسين بن الوليد عن شعبة بهذا * حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب (واللفظ لأبي بكر) قالا حدثنا أبو أسامة عن
بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض امره قال بشروا ولا تنفروا ويسروا
ولا تعسروا حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن شعبة عن سعيد بن أبي
بردة عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذا إلى اليمن
فقال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا وحدثنا محمد بن
عباد حدثنا سفيان عن عمرو ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وابن أبي خلف عن
زكرياء بن عدي أخبرنا عبيد الله عن زيد بن أبي أنيسة كلاهما عن سعيد بن أبي
بردة عن أبيه عن جده عن البنى صلى الله عليه وسلم نحو حديث شعبة
وليس في حديث زيد بن أبي أنيسة وتطاوعا ولا تختلفا حدثنا عبيد الله بن
معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن أبي التياح عن انس ح وحدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبيد الله بن سعيد ح وحدثنا محمد بن الوليد حدثنا
محمد بن جعفر كلاهما عن شعبة عن أبي التياح قال سمعت انس بن مالك يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا وسكنوا ولا تنفروا
* حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر وأبو أسامة ح وحدثني
زهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد (يعنى أبا قدامه السرخسي) قالا حدثنا
يحيى (وهو القطان) كلهم عن عبيد الله ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير
(واللفظ له) حدثنا أبي حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل
غادر لواء فقيل هذه غدرة فلان بن فلان حدثنا أبو الربيع العتكي حدثنا
141

حماد حدثنا أيوب ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي حدثنا عفان حدثنا
صخر بن جويرية كلاهما عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا
الحديث وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر عن إسماعيل بن جعفر عن عبد الله
ابن دينار انه سمع عبد الله بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الغادر
ينصب الله له لواء يوم القيامة فيقال الا هذه غدرة فلان حدثني حرملة
ابن يحيى أخبرنا ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب عن حمزة وسالم ابني
عبد الله ان عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكل
غادر لواء يوم القيامة وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا ابن أبي
عدى ح وحدثني بشر بن خالد أخبرنا محمد (يعنى ابن جعفر) كلاهما عن شعبة
عن سليمان عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل غادر
لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا
النضر بن شميل ح وحدثني عبيد الله بن سعيد حدثنا عبد الرحمن جميعا عن شعبة
في هذا الاسناد وليس في حديث عبد الرحمن يقال هذه غدرة فلان وحدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن آدم عن يزيد بن عبد العزيز عن الأعمش عن
شقيق عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل غادر لواء يوم
القيامة يعرف به يقال هذه غدرة فلان حدثنا محمد بن المثنى وعبيد الله بن سعيد
قالا حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن ثابت عن انس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به حدثنا محمد بن
المثنى وعبيد الله بن سعيد قالا حدثنا عبد الرحمن حدثا شعبة عن خليد عن أبي
نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل غادر لواء عند
استه يوم القيامة حدثنا زهير بن حرب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث
142

حدثنا المستمر بن الريان أبو نضرة عن أبي سعيد قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره الا ولا
غادر أعظم غدرا من أمير عامة * وحدثنا علي بن حجر السعدي وعمرو الناقد
وزهير بن حرب (واللفظ لعلى وزهير) قال على أخبرنا وقال الآخران حدثنا
سفيان قال سمع عمرو جابرا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة
وحدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا معمر عن
همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة
* حدثنا الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد قالا حدثنا أبو عامر العقدي
عن المغيرة (وهو ابن عبد الرحمن الحزامي) عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموهم فاصبروا
وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج اخبرني موسى بن
عقبة عن أبي النضر عن كتاب رجل من أسلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
يقال له عبد الله بن أبي أوفى فكتب إلى عمر بن عبيد الله حين سار إلى الحرورية
يخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بعض أيامه التي لقى فيها العدو ينتظر
حتى إذا مالت الشمس قام فيهم فقال يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله
العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف ثم قام النبي
صلى الله عليه وسلم وقال اللهم منزل الكتاب ومجرى السحاب وهازم الأحزاب
اهزمهم وانصرنا عليهم * حدثنا سعيد بن منصور حدثنا خالد بن عبد الله عن
إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي أوفى قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
على الأحزاب فقال اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب اللهم
اهزمهم وزلزلهم وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح عن
143

إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت ابن أبي أوفى يقول دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بمثل حديث خالد غير أنه قال هازم الأحزاب ولم يذكر قوله اللهم وحدثناه
إسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر جميعا عن ابن عيينة عن إسماعيل بهذا الاسناد
وزاد ابن أبي عمر في روايته مجرى السحاب وحدثني حجاج بن الشاعر حدثنا
عبد الصمد حدثنا حماد عن ثابت عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يقول يوم أحد اللهم انك ان تشأ لا تعبد في الأرض * حدثنا يحيى بن يحيى
ومحمد بن رمح قالا أخبرنا الليث ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن نافع
عن عبد الله ان امرأة وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولة
فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة حدثنا محمد بن بشر وأبو أسامة قالا حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع
عن ابن عمر قال وجدت امرأة مقتولة في بعض تلك المغازي فنهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان * وحدثنا يحيى بن يحيى وسعيد بن
منصور وعمرو الناقد جميعا عن ابن عيينة قال يحيى أخبرنا سفيان بن عيينة
عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن الصعب بن جثامة قال سئل النبي
صلى الله عليه وسلم عن الذراري من المشركين يبيتون فيصيبون من نسائهم
وذراريهم فقال هم منهم حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر
عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن الصعب بن جثامة
قال قلت يا رسول الله انا نصيب في البيات من ذراري المشركين قال هم منهم
وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج اخبرني عمرو بن
دينار ان ابن شهاب اخبره عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن
الصعب بن جثامة ان النبي صلى الله عليه وآله قيل له لو أن خيلا أغارت من الليل
144

فأصابت من أبناء المشركين قال هم من آبائهم * حدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن
رمح قالا أخبرنا الليث ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن نافع عن عبد الله
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بنى النضير وقطع وهي البويرة * زاد
قتيبة وابن رمح في حديثهما فأنزل الله عز وجل ما قطعتم من لينة أو تركتموها
قائمة على أصولها فباذن الله وليخزي الفاسقين حدثنا سعيد بن منصور وهناد
ابن السرى قالا حدثنا ابن المبارك عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع نخل بنى النضير وحرق ولها يقول حسان
وهان على سراة بنى لؤي * حريق بالبويرة مستطير
وفى ذلك نزلت ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها الآية وحدثنا
سهل بن عثمان اخبرني عقبة بن خالد السكوني عن عبيد الله عن نافع عن عبد الله بن
عمر قال حرق رسول الله صلى الله عليه وسلم نخل بنى النضير * وحدثنا أبو كريب
محمد بن العلاء حدثنا ابن المبارك عن معمر ح وحدثنا محمد بن رافع (واللفظ له)
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة وهو
يريد ان يبنى بها ولما يبن ولا آخر قد بنى بنيانا ولما يرفع سقفها ولا آخر قد
اشترى غنما أو خلفات وهو منتظر ولادها قال فغزا فادنى للقرية حين صلاة
العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس أنت مأمورة وانا مأمور اللهم احبسها
على شيئا فحبست عليه حتى فتح الله عليه قال فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار لتأكله
فأبت ان تطعمه فقال فيكم غلول فليبايعني من كل قبيلة رجل فبايعوه فلصقت
يد رجل بيده فقال فيكم الغلول فلتبايعني قبيلتك فبايعته قال فلصقت بيد
145

رجلين أو ثلاثة فقال فيكم الغلول أنتم غللتم قال فاخرجوا له مثل رأس بقرة
من ذهب قال فوضعوه في المال وهو بالصعيد فأقبلت النار فأكلته فلم تحل
الغنائم لاحد من قبلنا ذلك بان الله تبارك وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها
لنا * وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن سماك عن مصعب بن سعد عن
أبيه قال اخذ أبى من الخمس سيفا فاتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال هب لي
هذا فأبى فأنزل الله عز وجل يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول
حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار (واللفظ لابن المثنى) قالا حدثنا محمد بن جعفر
حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن مصعب بن سعد عن أبيه قال نزلت في
أربع آيات أصبت سيفا فاتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
نفلنيه فقال ضعه ثم قام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ضعه من حيث اخذته
ثم قام فقال نفلنيه يا رسول الله فقال ضعه فقام فقال يا رسول الله نفلنيه أأجعل
كمن لا غناء له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ضعه من حيث اخذته قال فنزلت
هذه الآية يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول حدثنا يحيى بن
يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم
سرية وانا فيهم قبل نجد فغنموا إبلا كثيرة فكانت سهمانهم اثنى عشر بعيرا
أو أحد عشر بعيرا ونفلوا بعيرا بعيرا وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح
وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعث سرية قبل نجد وفيهم ابن عمر وان سهمانهم بلغت اثنى عشر
بعيرا ونفلوا سوى ذلك بعيرا فلم يغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر وعبد الرحيم بن سليمان عن عبيد الله
ابن عمر عن نافع عن ابن عمر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية
146

إلى نجد فخرجت فيها فأصبنا إبلا وغنما فبلغت سهماننا اثنى عشر بعيرا اثنى
عشر بعيرا ونفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا بعيرا وحدثنا زهير بن
حرب ومحمد بن المثنى قالا حدثنا يحيى (وهو القطان) عن عبيد الله بهذا الاسناد
وحدثناه أبو الربيع وأبو كامل قالا حدثنا حماد عن أيوب ح وحدثنا ابن المثنى
حدثنا ابن أبي عدى عن ابن عون قال كتبت إلى نافع أسأله عن النفل فكتب إلى أن
ابن عمر كان في سرية ح وحدثنا ابن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج
اخبرني موسى ح وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب اخبرني أسامة
ابن زيد كلهم عن نافع بهذا الاسناد نحو حديثهم وحدثنا سريج بن يونس
وعمرو الناقد (واللفظ لسريج) قالا حدثنا عبد الله بن رجاء عن يونس عن الزهري
عن سالم عن أبيه قال نفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفلا سوى نصيبنا من الخمس
فأصابني شارف (والشارف المسن الكبير) وحدثنا هناد بن السرى حدثنا ابن
المبارك ح وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب كلاهما عن يونس عن ابن شهاب
قال بلغني عن ابن عمر قال نفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية بنحو حديث ابن
رجاء وحدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي قال حدثني
عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن سالم عن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قد كان ينفل بعض من يبعث من السرايا لأنفسهم خاصة سوى قسم
عامة الجيش والخمس في ذلك واجب كله * حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا
هشيم عن يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن أبي محمد الأنصاري وكان
جليسا لأبي قتادة قال قال أبو قتادة واقتص الحديث وحدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا ليث عن يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير عن أبي محمد مولى أبى قتادة ان أبا قتادة
قال وساق الحديث وحدثنا أبو الطاهر وحرملة (واللفظ له) أخبرنا عبد
147

الله بن وهب قال سمعت مالك بن انس يقول حدثني يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير بن
الفلح عن أبي محمد مولى أبى قتادة عن أبي قتادة قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم عام حنين فلما التقينا كانت للمسلمين جولة قال فرأيت رجلا من المشركين
قد علا رجلا من المسلمين فاستدرت إليه حتى اتيته من ورائه فضربته على حبل
عاتقه واقبل على فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ثم ادركه الموت فأرسلني
فلحقت عمر بن الخطاب فقال ما للناس فقلت امر الله ثم إن الناس رجعوا وجلس
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه قال فقمت
فقلت من يشهد لي ثم جلست ثم قال مثل ذلك فقال فقمت فقلت من يشهد لي
ثم جلست ثم قال ذلك الثالثة فقمت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك
يا أبا قتادة فقصصت عليه القصة فقال رجل من القوم صدق يا رسول الله
سلب ذلك القتيل عندي فارضه من حقه وقال أبو بكر الصديق لا ها الله
إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله وعن رسوله فيعطيك سلبه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق فاعطه إياه فأعطاني قال فبعت الدرع فابتعت
به مخرفا في بنى سلمة فإنه لأول مال تأثلته في الاسلام وفى حديث الليث فقال
أبو بكر كلا لا يعطيه اصيبغ من قريش ويدع أسدا من أسد الله وفى حديث الليث
لأول مال تأثلته حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا يوسف بن الماجشون
عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف
أنه قال بينا انا واقف في الصف يوم بدر نظرت عن يميني وشمالي فإذا انا بين
غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما تمنيت لو كنت بين أضلع منهما فغمزني
أحدهما فقال يا عم هل تعرف أبا جهل قال قلت نعم وما حاجتك إليه يا ابن أخي
قال أخبرت انه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لئن
148

رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا قال فتعجبت لذلك فغمزني
الاخر فقال مثلها قال فلم انشب ان نظرت إلى أبى جهل يزول في الناس فقلت
الا تريان هذا صاحبكما الذي تسألان عنه قال فابتدراه فضرباه بسيفيهما
حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه فقال أيكما قتله
فقال كل واحد منهما انا قتلت فقال هل مسحتما سيفيكما قالا لا فنظر في السيفين
فقال كلاكما قتله وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموع (والرجلان معاذ بن
عمرو بن الجموع ومعاذ بن عفراء) وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح
أخبرنا عبد الله بن وهب اخبرني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن
أبيه عن عوف بن مالك قال قتل رجل من حمير رجلا من العدو فأراد سلبه
فمنعه خالد بن الوليد وكان واليا عليهم فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عوف بن مالك فأخبره فقال لخالد ما منعك ان تعطيه سلبه قال استكثرته
يا رسول الله قال ادفعه إليه فمر خالد بعوف فجر بردائه ثم قال هل انجزت
لك ما ذكرت لك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعه رسول الله صلى الله
عليه وسلم فاستغضب فقال لا تعطه يا خالد لا تعطه يا خالد هل أنتم تاركون
لي امرائي إنما مثلكم ومثلهم كمثل رجل استرعى إبلا أو غنما فرعاهم ثم
تحين سقيها فأوردها حوضا فشرعت فيه فشربت صفوه وتركت كدره
فصفوه لكم وكدره عليهم وحدثني زهير بن حرب حدثنا الوليد
ابن مسلم حدثنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن
عوف بن مالك الأشجعي قال خرجت مع من خرج مع زيد بن حارثة في
غزوة مؤتة ورافقني مددي من اليمن وساق الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
بنحوه غير أنه قال في الحديث قال عوف فقلت يا خالد اما علمت أن رسول الله
149

صلى الله عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل قال بلى ولكني استكثرته حدثنا
زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار حدثني
اياس بن سلمة حدثني أبي سلمة بن الأكوع قال غزونا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم هوازن فبينا نحن نتضحى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء
رجل على جمل احمر فأناخه ثم انتزع طلقا من حقبه فقيد به الجمل ثم تقدم يتغدى
مع القوم وجعل ينظر وفينا ضعفة ورقة في الظهر وبعضنا مشاة إذ خرج
يشتد فاتى جمله فأطلق قيده ثم أناخه وقعد عليه فأثاره فاشتد به الجمل
فاتبعه رجل على ناقة ورقاء قال سلمة وخرجت اشتد فكنت عند ورك الناقة
ثم تقدمت حتى كنت عند ورك الجمل ثم تقدمت حتى اخذت بخطام الجمل
فأنخته فلما وضع ركبته في الأرض اخترطت سيفي فضربت رأس الرجل
فندر ثم جئت بالجمل أقوده عليه رحله وسلاحه فاستقبلني رسول الله صلى الله
عليه وسلم والناس معه فقال من قتل الرجل قالوا ابن الأكوع قال له سلبه
اجمع * حدثنا زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار
حدثني اياب بن سلمة حدثني أبي قال غزونا فزارة وعلينا أبو بكر امره رسول الله
صلى الله عليه وسلم علينا فلما كان بيننا وبين الماء ساعة أمرنا أبو بكر فعرسنا
ثم شن الغارة فورد الماء فقتل من قتل عليه وسبى وانظر إلى عنق من الناس
فيهم الذراري فخشيت ان يسبقوني إلى الجبل فرميت بسهم بينهم وبين
الجبل فلما رأوا السهم وقفوا فجئت بهم أسوقهم وفيهم امرأة من بنى
فزارة عليها قشع من ادم (قال القشع النطع) معها ابنة لها من أحسن العرب
فسقتهم حتى اتيت بهم أبا بكر فنفلني أبو بكر ابنتها فقدمنا المدينة وما
كشفت لها ثوبا فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق فقال يا سلمة
150

هب لي المرأة فقلت يا رسول الله والله لقد أعجبتني وما كشفت لها ثوبا ثم
لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغد في السوق فقال لي يا سلمة هب لي
المرأة لله أبوك فقلت هي لك يا رسول الله فوالله ما كشفت لها ثوبا فبعث بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ففدى بها ناسا من المسلمين كانوا
أسروا بمكة * حدثنا أحمد بن حنبل ومحمد بن رافع قالا حدثنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أيما قرية أتيتموها وأقمتم فيها فسهمكم فيها وأيما قرية عصمت الله ورسوله
فان خمسها لله ولرسوله ثم هي لكم حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد
وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم (واللفظ لابن أبي شيبة) قال اسحق
أخبرنا وقال الآخرون حدثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عن مالك بن أوس
عن عمر قال كانت أموال بنى النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف
عليه المسلمون بخيل وركاب فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة فكان
ينفق على أهله نفقة سنة وما بقي يجعله في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله
حدثنا يحيى بن يحيى قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن معمر عن الزهري
بهذا الاسناد وحدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي حدثنا جويرية عن
مالك عن الزهري ان مالك بن أوس حدثه قال ارسل إلى عمر بن الخطاب
فجئته حيت تعالى النهار قال فوجدته في بيته جالسا على سرير مفضيا إلى
رماله متكئا على وسادة من ادم فقال لي يا مال انه قد دف أهل ابيات من
قومك وقد أمرت فيهم برضخ فخذه فاقسمه بينهم قال قلت لو أمرت
بهذا غيري قال خذه يا مال قال فجاء يرفا فقال هل لك يا أمير المؤمنين في عثمان
151

وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد فقال عمر نعم فاذن لهم فدخلوا ثم جاء
فقال هل لك في عباس وعلى قال نعم فاذن لهما فقال عباس يا أمير المؤمنين
اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن فقال القوم اجل يا أمير
المؤمنين فاقض بينهم وأرحهم (فقال مالك بن أوس يخيل إلى انهم قد كانوا
قدموهم لذلك) فقال عمر اتئدا أنشدكم بالله الذي باذنه تقوم السماء والأرض
أتعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة قالوا نعم
ثم اقبل على العباس وعلى فقال أنشدكما بالله الذي باذنه تقوم السماء والأرض
أتعلمان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركناه صدقة قالا نعم فقال
عمر ان الله عز وجل كان خص رسول الله صلى الله عليه وسلم بخاصة لم يخصص بها
أحد غيره قال ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول (ما ادرى هل
قرأ الآية التي قبلها أم لا) قال فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بينكم أموال
بنى النضير فوالله ما استأثر عليكم ولا اخذها دونكم حتى بقي هذا المال فكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منه نفقة سنة ثم يجعل ما بقي أسوة المال
ثم قال أنشدكم بالله الذي باذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون ذلك قالوا نعم
ثم نشد عباسا وعليا بمثل ما نشد به القوم أتعلمان ذلك قالا نعم قال فلما توفى
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر انا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها
فقال أبو بكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نورث ما تركنا صدقة
فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم أنه لصادق بار راشد تابع للحق ثم
توفى أبو بكر وانا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وولى أبى بكر فرأيتماني كاذبا
آثما غادرا خائنا والله يعلم انى لصادق بار راشد تابع للحق فوليتها ثم جئتني أنت
152

وهذا وأنتما جميع وأمركما واحد فقلتما ادفعها الينا فقلت ان شئتم دفعتها
اليكما على أن عليكما عهد الله ان تعملا فيها بالذي كان يعمل رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأخذتماها بذلك قال أكذلك قالا نعم قال ثم جئتماني لأقضي
بينكما ولا والله لا اقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فان عجزتما
عنها فرداها إلى حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد قال
ابن رافع حدثنا وقال الآخران أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري
عن مالك بن أوس بن الحدثان قال ارسل إلى عمر بن الخطاب فقال إنه قد حضر
أهل ابيات من قومك بنحو حديث مالك غير أن فيه فكان ينفق على أهله منه سنة
وربما قال معمر يحبس قوت أهله منه سنة ثم يجعل ما بقي منه مجعل مال الله عز وجل
* حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة
انها قالت إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفى رسول الله صلى الله عليه
وسلم أردن ان يبعثن عثمان بن عفان إلى أبى بكر فيسألنه ميراثهن من النبي
صلى الله عليه وسلم قالت عائشة لهن أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا نورث ما تركنا فهو صدقة حدثني محمد بن رافع أخبرنا حجين حدثنا ليث
عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة انها أخبرته ان
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبى بكر الصديق تسأله
ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما
بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث
ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد (صلى الله عليه وسلم) في هذا المال وانى والله
لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها
في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله
153

عليه وسلم فأبى أبو بكر ان يدفع إلى فاطمة شيئا فوجدت فاطمة على ابن بكر
في ذلك قال فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله صلى الله
عليه وسلم ستة اشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا ولم
يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها على وكان لعلى من الناس وجهة حياة فاطمة
فلما توفيت استنكر على وجوه الناس فالتمس مصالحة أبى بكر ومبايعته
ولم يكن بايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبى بكر ان ائتنا ولا يأتنا معك
أحد (كراهية محضر عمر بن الخطاب) فقال عمر لأبي بكر والله لا تدخل عليهم
وحدك فقال أبو بكر وما عساهم ان يفعلوا بي انى والله لآتينهم فدخل عليهم
أبو بكر فتشهد علي بن أبي طالب ثم قال انا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك
وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ولكنت استبددت
علينا بالامر وكنا نحن نرى لنا حقا لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلم يزل يكلم أبا بكر حتى فاضت عينا أبى بكر فلما تكلم أبو بكر
قال والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى أن
أصل من قرابتي واما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فانى
لم آل فيها عن الحق ولم اترك امرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه
فيها الا صنعته فقال على لأبي بكر موعدكم العشية للبيعة فلما صلى أبو بكر صلاة
الظهر رقى على المنبر فتشهد وذكر شأن على وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي
اعتذر إليه ثم استغفر وتشهد علي بن أبي طالب فعظم حق أبى بكر وانه
لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبى بكر ولا انكارا للذي فضله الله به ولكنا
كنا نرى لنا في الامر نصيبا فاستبد علينا به فوجدنا في أنفسنا فسر بذلك
المسلمون وقالوا أصبت فكان المسلمون إلى علي قريبا حين راجع الامر المعروف
154

حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد قال ابن رافع حدثنا
وقال الآخران أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة ان
فاطمة والعباس اتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من سول الله صلى الله عليه وسلم
وهما حينئذ يطلبان ارضه من فدك وسهمه من خيبر فقال لهما أبو بكر انى
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق الحديث بمثل معنى حديث عقيل
عن الزهري غير أنه قال ثم قام على فعظم من حق أبى بكر وذكر فضيلته
وسابقته ثم مضى إلى أبى بكر فبايعه فاقبل الناس إلى علي فقالوا أصبت
وأحسنت فكان الناس قريبا إلى علي حين قارب الامر المعروف وحدثنا
ابن نمير حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي ح وحدثنا زهير بن حرب
والحسن بن علي الحلواني قالا حدثنا يعقوب (وهو ابن إبراهيم) حدثنا أبي
عن صالح عن ابن شهاب اخبرني عروة بن الزبير ان عائشة زوج النبي
صلى الله عليه وسلم أخبرته ان فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت
أبا بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقسم لها ميراثها مما ترك
رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة قال وعاشت بعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم اشهر وكانت فاطمة تسئل أبا بكر نصيبها مما ترك
رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر
عليها ذلك وقال لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به
الا عملت به انى أخشى ان تركت شيئا من امره ان أزيغ فاما صدقته بالمدينة
فدفعها عمر إلى علي وعباس فغلبه عليها على واما خيبر وفدك فأمسكهما عمر
وقال هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه
155

وأمرهما إلى من ولى الامر قال فهما على ذلك إلى اليوم حدثنا يحيى بن يحيى
قال قرأت على مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لا يقتسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي
ومؤونة عاملي فهو صدقة حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي حدثنا سفيان عن أبي
الزناد بهذا الاسناد نحوه وحدثني ابن أبي خلف حدثنا زكرياء بن عدي
أخبرنا ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة * حدثنا يحيى بن يحيى وأبو
كامل فضيل بن حسين كلاهما عن سليم قال يحيى أخبرنا سليم بن اخضر عن
عبيد الله بن عمر حدثنا نافع عن عبد الله بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قسم في النفل للفرس سهمين وللرجل سهما حدثناه ابن نمير حدثنا أبي
حدثنا عبيد الله بهذا الاسناد مثله ولم يذكر في النفل * حدثنا هناد بن السرى
حدثنا ابن المبارك عن عكرمة بن عمار حدثني سماك الحنفي قال سمعت ابن
عباس يقول حدثني عمر بن الخطاب قال لما كان يوم بدر ح وحدثنا زهير بن
حرب (واللفظ له) حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار حدثني
أبو زميل (هو سماك الحنفي) حدثني عبد الله بن عباس قال حدثني عمر بن الخطاب
قال لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم الف
وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة
ثم مد يديه فجعل يهتف بربه اللهم انجز لي ما وعدتني اللهم آت ما وعدتني اللهم
ان تهلك هذه العصابة من أهل الاسلام لا تعبد في الأرض فما زال يهتف
بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه فاتاه أبو بكر فاخذ
رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال يا نبي الله كفاك مناشدتك
156

ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله عز وجل إذ تستغيثون ربكم فاستجاب
لكم انى ممدكم بألف من الملائكة مردفين فأمده الله بالملائكة قال أبو
زميل فحدثني ابن عباس قال بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في اثر رجل
من المشركين امامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول
أقدم حيزوم فنظر إلى المشرك امامه فخر مستلقيا فنظر إليه فإذا هو قد
خطم انفه وشق وجهه كضربة السوط فاخضر ذلك اجمع فجاء الأنصاري
فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صدقت ذلك من مدد السماء
الثالثة فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين قال أبو زميل قال ابن عباس فلما
أسروا الأسارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر ما ترون
في هؤلاء الأسارى فقال أبو بكر يا نبي الله هم بنو العم والعشيرة أرى ان تأخذ
منهم فدية فتكون لنا قوة على الكافر فعسى الله ان يهديهم للاسلام فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترى يا ابن الخطاب قلت لا والله يا رسول الله
ما أرى الذي رأى أبو بكر ولكني أرى ان تمكنا فنضرب أعناقهم فتمكن
عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكني من فلان (نسيبا لعمر) فاضرب عنقه
فان هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال
أبو بكر ولم يهو ما قلت فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان قلت يا رسول الله اخبرني من أي شئ تبكى أنت
وصاحبك فان وجدت بكاء بكيت وان لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابكى للذي عرض على أصحابك من اخذهم
الفداء لقد عرض على عذابهم أدنى من هذه الشجرة (شجرة قريبة من نبي الله
صلى الله عليه وسلم) وانزل الله عز وجل ما كان لنبي أن يكون له اسرى حتى
157

يثخن في الأرض إلى قوله فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا فأحل الله الغنيمة لهم
* حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن سعيد بن أبي سعيد انه سمع أبا هريرة
يقول بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بنى
حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري
المسجد فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ماذا عندك يا ثمامة
فقال عندي يا محمد خير ان تقتل تقتل ذا دم وان تنعم تنعم على شاكر وان كنت
تريد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
كان بعد الغد فقال ما عندك يا ثمامة قال ما قلت لك ان تنعم تنعم على شاكر وان
تقتل تقتل ذا دم وان كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان من الغد فقال ماذا عندك يا ثمامة فقال
عندي ما قلت لك ان تنعم تنعم على شاكر وان تقتل تقتل ذا دم وان كنت تريد
المال فسل تعط منه ما شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطلقوا ثمامة
فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله
إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا محمد والله ما كان على الأرض
وجه أبغض إلى من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلى
والله ما كان من دين أبغض إلى من دينك فأصبح دينك أحب الدين كله
إلى والله ما كان من بلد أبغض إلى من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد
كلها إلى وان خيلك أخذتني وانا أريد العمرة فماذا ترى فبشره رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأمره ان يعتمر فلما قدم مكة قال له قائل أصبوت فقال لا
ولكني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا والله لا يأتيكم من اليمامة
حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا محمد بن المثنى
158

حدثنا أبو بكر الحنفي حدثني عبد الحميد بن جعفر حدثني سعيد بن أبي سعيد
المقبري انه سمع أبا هريرة يقول بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا له
نحو ارض نجد فجاءت برجل يقال له ثمامة بن أثال الحنفي سيد أهل اليمامة
وساق الحديث بمثل حديث الليث الا أنه قال إن تقتلني تقتل ذا دم * حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة أنه قال
بينا نحن في المسجد إذ خرج الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
انطلقوا إلى يهود فخرجنا معه حتى جئناهم فقام رسول الله صلى الله عليه
وسلم فناداهم فقال يا معشر يهود اسلموا تسلموا فقالوا قد بلغت يا أبا القاسم
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أريد اسلموا تسلموا فقالوا قد
بلغت يا أبا القاسم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أريد فقال
لهم الثالثة فقال اعلموا إنما الأرض لله ورسوله وانى أريد ان أجليكم من
هذه الأرض فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه والا فاعلموا ان الأرض لله
ورسوله وحدثني محمد بن رافع وإسحاق بن منصور قال ابن رافع حدثنا
وقال اسحق أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع
عن ابن عمر ان يهود بنى النضير وقريظة حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى النضير وأقر قريظة ومن عليهم حتى
حاربت قريظة بعد ذلك فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم
بين المسلمين الا ان بعضهم لحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فآمنهم وأسلموا
وأجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود المدينة كلهم بنى قينقاع (وهم
قوم عبد الله بن سلام) ويهود بنى حارثة وكل يهودي كان بالمدنية وحدثني
أبو الطاهر حدثنا عبد الله بن وهب اخبرني حفص بن ميسرة عن موسى بهذا
159

الاسناد هذا الحديث وحديث ابن جريج أكثر وأتم * وحدثني زهير بن
حرب حدثنا الضحاك بن مخلد عن ابن جريج ح وحدثني محمد بن رافع (واللفظ
له) حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج اخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن
عبد الله يقول اخبرني عمر بن الخطاب انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا ادع الا مسلما
وحدثني زهير بن حرب حدثنا روح بن عبادة أخبرنا سفيان الثوري ح وحدثني
سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل (وهو ابن عبيد الله) كلاهما
عن أبي الزبير بهذا الاسناد مثله * وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى
وابن بشار (وألفاظهم متقاربة) قال أبو بكر حدثنا غندر عن شعبة وقال
الآخران حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت
أبا امامة بن سهل بن حنيف قال سمعت أبا سعيد الخدري قال نزل أهل قريظة
على حكم سعد بن معاذ فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد فاتاه
على حمار فلما دنا قريبا من المسجد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار قوموا
إلى سيدكم (أو خيركم) ثم قال إن هؤلاء نزلوا على حكمك قال تقتل مقاتلتهم
وتسبى ذريتهم قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم قضيت بحكم الله وربما
قال قضيت بحكم الملك ولم يذكر ابن المثنى وربما قال قضيت بحكم الملك
وحدثنا زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة بهذا الاسناد
وقال في حديثه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله
وقال مرة لقد حكمت بحكم الملك وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء
الهمداني كلاهما عن ابن نمير قال ابن العلاء حدثنا ابن نمير حدثنا هشام عن
أبيه عن عائشة قالت أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له
160

ابن العرقة رماه في الأكحل فضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة
في المسجد يعوده من قريب فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق
وضع السلاح فاغتسل فاتاه جبريل وهو ينفض رأسه من الغبار فقال
وضعت السلاح والله ما وضعناه اخرج إليهم فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأين فأشار إلى بني قريظة فقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلوا
على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم
فيهم إلى سعد قال فانى احكم فيهم ان تقتل المقاتلة وان تسبى الذرية والنساء
وتقسم أموالهم وحدثنا أبو كريب حدثنا ابن نمير حدنا هشام قال قال أبى
فأخبرت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد حكمت فيهم بحكم الله عز
وجل حدثنا أبو كريب حدثنا ابن نمير عن هشام اخبرني أبى عن عائشة ان سعدا
قال وتحجر كلمه للبرء فقال اللهم انك تعلم أن ليس أحد أحب إلى أن أجاهد
فيك من قوم كذبوا رسولك (صلى الله عليه وسلم) وأخرجوه اللهم فإن كان بقي
من حرب قريش شئ فابقني أجاهدهم فيك اللهم فانى أظن انك قد وضعت
الحرب بيننا وبينهم فان كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فأفجرها
واجعل موتى فيها فانفجرت من لبته فلم يرعهم (وفى المسجد معه خيمة من
بنى غفار) الا والدم يسيل إليهم فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من
قبلكم فإذا سعد جرحه يغذ دما فمات منها وحدثنا علي بن الحسين بن
سليمان الكوفي حدثنا عبدة عن هشام بهذا الاسناد نحوه غير أنه قال فانفجر
من ليلته فما زال يسيل حتى مات وزاد في الحديث قال فذاك حين يقول الشاعر
الا يا سعد سعد بنى معاذ * فما فعلت قريظة والنضير
لعمرك ان سعد بنى معاذ * غداة تحملوا لهو الصبور
161

تركتم قدركم لا شئ فيها * وقدر القوم حامية تفور
وقد قال الكريم أبو حباب * أقيموا قينقاع ولا تسيروا
وقد كانوا ببلدتهم ثقالا * كما ثقلت بميطان الصخور
* وحدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع
عن عبد الله قال نادى فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم انصرف عن
الأحزاب ان لا يصلين أحد الظهر الا في بني قريظة فتخوف ناس فوت
الوقت فصلوا دون بني قريظة وقال آخرون لا نصلى الا حيث أمرنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم وان فاتنا الوقت قال فما عنف واحدا من الفريقين * وحدثني
أبو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب
عن انس بن مالك قال لما قدم المهاجرون من مكة المدينة قدموا وليس
بأيديهم شئ وكان الأنصار أهل الأرض والعقار فقاسمهم الأنصار على أن
أعطوهم انصاف ثمار أموالهم كل عام ويكفونهم العمل والمؤونة وكانت أم
انس بن مالك وهي تدعى أم سليم وكانت أم عبد الله بن أبي طلحة كان أخا
لانس لامه وكانت أعطت أم انس رسول الله صلى الله عليه وسلم عذاقا لها
فأعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن مولاته أم أسامة بن زيد قال ابن
شهاب فأخبرني انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من قتال
أهل خيبر وانصرف إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي
كانوا منحوهم من ثمارهم قال فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمي عذاقها
وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن مكانهن من حائطه قال ابن شهاب
وكان من شأن أم أيمن أم أسامة بن زيد انها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب
وكانت من الحبشة فلما ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما توفى
162

أبوه فكانت أم أيمن تحضنه حتى كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتقها ثم
انكحها زيد بن حارثة ثم توفيت بعدما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة
اشهر حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وحامد بن عمر البكراوي ومحمد بن عبد الأعلى
القيسي كلهم عن المعتمر (واللفظ لابن أبي شيبة) حدثنا معتمر بن سليمان
التيمي عن أبيه عن انس ان رجلا (وقال حامد وابن عبد الاعلى ان الرجل) كان
يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم النخلات من ارضه حتى فتحت عليه قريظة
والنضير فجعل بعد ذلك يرد عليه ما كان أعطاه قال انس وان أهلي أمروني
ان آتى النبي صلى الله عليه وسلم فاسأله ما كان أهله أعطوه أو بعضه وكان نبي الله
صلى الله عليه وسلم قد أعطاه أم أيمن فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطانيهن
فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي وقالت والله لا يعطيكهن وقد
أعطانيهن فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم يا أم أيمن اتركيه ولك كذا وكذا
وتقول كلا والذي لا إله إلا هو فجعل يقول كذا حتى أعطاها عشرة أمثاله
أو قريبا من عشرة أمثاله * حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان (يعنى ابن
المغيرة) حدثنا حميد بن هلال عن عبد الله بن مغفل قال أصبت جرابا من شحم
يوم خيبر قال فالتزمته فقلت لا أعطى اليوم أحدا من هذا شيئا قال فالتفت
فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متبسما حدثنا محمد بن بشار العبدي حدثنا
بهز بن أسد حدثنا شعبة حدثني حميد بن هلال قال سمعت عبد الله بن مغفل يقول
رمى الينا جراب فيه طعام وشحم يوم خيبر فوثبت لاخذه قال فالتفت فإذا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحييت منه وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا
أبو داود حدثنا شعبة بهذا الاسناد غير أنه قال جراب من شحم ولم يذكر
الطعام * حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وابن أبي عمر ومحمد بن رافع وعبد
163

ابن حميد (واللفظ لابن رافع) قال ابن رافع وابن أبي عمر حدثنا وقال الآخران
أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
عن ابن عباس ان أبا سفيان اخبره من فيه إلى فيه قال انطلقت في المدة التي
كانت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فبينا انا بالشأم إذ جئ
بكتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل يعنى عظيم الروم قال وكان
دحية الكلبي جاء به فدفعه إلى عظيم بصرى فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل فقال
هرقل هل ههنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قالوا نعم قال فدعيت
في نفر من قريش فدخلنا على هرقل فأجلسنا بين يديه فقال أيكم أقرب نسبا
من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي فقال أبو سفيان فقلت انا فأجلسوني بين يديه
واجلسوا أصحابي خلفي ثم دعا بترجمانه فقال له قل لهم انى سائل هذا عن الرجل الذي
يزعم أنه نبي فان كذبني فكذبوه قال فقال أبو سفيان وأيم الله لولا مخافة ان
يؤثر على الكذب لكذبت ثم قال لترجمانه سله كيف حسبه فيكم قال قلت
هو فينا ذو حسب قال فهل كان من آبائه ملك قلت لا قال فهل كنتم
تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال قلت لا قال ومن يتبعه اشراف الناس
أم ضعفاؤهم قال قلت بل ضعفاؤهم قال أيزيدون أم ينقصون قال قلت لا
بل يزيدون قال هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد ان يدخل فيه سخطة له
قال قلت لا قال فهل قاتلتموه قلت نهم قال فكيف كان قتالكم إياه قال
قلت تكون الحرب بيننا وبينه سجالا يصيب منا ونصيب منه قال فهل
يغدر قلت لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو صانع فيها قال فوالله ما أمكنني
من كلمة ادخل فيها شيئا غير هذه قال فهل قال هذا القول أحد قبله قال
قلت لا قال لترجمانه قل له انى سألتك عن حسبه فزعمت أنه فيكم ذو حسب
164

وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها وسألتك هل كان في آبائه ملك فزعمت أن
لا فقلت لو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه وسألتك عن
اتباعه أضعفاؤهم أم أشرافهم فقلت بل ضعفاؤهم وهم اتباع الرسل
وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال فزعمت أن لا فقد
عرفت انه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله وسألتك
هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد ان يدخله سخطة له فزعمت أن لا وكذلك
الايمان إذا خالط بشاشة القلوب وسألتك هل يزيدون أو ينقصون فزعمت أنهم
يزيدون وكذلك الايمان حتى يتم وسألتك هل قاتلتموه فزعمت انكم
قد قاتلتموه فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا ينال منكم وتنالون منه وكذلك
الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة وسألتك هل يغدر فزعمت أنه لا يغدر
وكذلك الرسل لا تغدر وسألتك هل قال هذا القول أحد قبله فزعمت أن لا فقلت
لو قال هذا القول أحد قبله قلت رجل ائتم بقول قيل قبله قال ثم قال بم
يأمركم قلت يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف قال إن يكن ما تقول
فيه حقا فإنه نبي وقد كنت اعلم أنه خارج ولم أكن أظنه منكم ولو انى اعلم
انى أخلص إليه لأحببت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه وليبلغن
ملكه ما تحت قدمي قال ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه
فإذا فيه " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم
سلام على من اتبع الهدى اما بعد فانى أدعوك بدعاية الاسلام أسلم تسلم
واسلم يؤتك الله اجرك مرتين وان توليت فان عليك اثم الاريسيين ويا
أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لا نعبد الا الله ولا
نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا
165

اشهدوا بانا مسلمون " فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات
عنده وكثر اللغط وامر بنا فأخرجنا قال فقلت لأصحابي حين خرجنا لقد
امر امر ابن أبي كبشة انه ليخافه ملك بنى الأصفر قال فما زلت موقنا بأمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سيظهر حتى ادخل الله على الاسلام وحدثناه
حسن الحلواني وعبد بن حميد قالا حدثنا يعقوب (وهو ابن إبراهيم بن سعد)
حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب بهذا الاسناد وزاد في الحديث وكان قيصر
لما كشف الله عنه جنود فارس مشى من حمص إلى ايلياء شكرا لما أبلاه الله
وقال في الحديث من محمد عبد الله ورسوله وقال اثم اليريسيين وقال بداعية
الاسلام * حدثني يوسف بن حماد المعنى حدثنا عبد الاعلى عن سعيد عن قتادة
عن انس ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى والى قيصر والى
النجاشي والى كل جبار يدعوهم إلى الله تعالى وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي
صلى الله عليه وسلم وحدثناه محمد بن عبد الله الرزي حدثنا عبد الوهاب بن
عطاء عن سعيد عن قتادة حدثنا انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم
بمثله ولم يقل وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم * وحدثنيه
نصر بن علي الجهضمي اخبرني أبى حدثني خالد بن قيس عن قتادة عن انس
ولم يذكر وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم * وحدثني
أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب
قال حدثني كثير بن عباس بن عبد المطلب قال قال عباس شهدت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم حنين فلزمت انا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له
بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون
166

مدبرين فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قبل الكفار قال
عباس وانا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها إرادة ان لا
تسرع وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أي عباس ناد أصحاب السمرة فقال عباس (وكان رجلا صيتا) فقلت بأعلى
صوتي أين أصحاب السمرة قال فوالله لكان عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة
البقر على أولادها فقالوا يا لبيك يا لبيك قال فاقتتلوا والكفار والدعوة
في الأنصار يقولون يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار قال ثم قصرت الدعوة على
بنى الحارث بن الخزرج فقالوا يا بنى الحارث بن الخزرج يا بنى الحارث بن الخزرج
فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا حين حمى الوطيس قال ثم اخذ رسول الله
صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال انهزموا ورب محمد
قال فذهبت انظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى قال فوالله ما هو الا ان رماهم
بحصياته فما زلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرا وحدثناه إسحاق بن
إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد جميعا عن عبد الرزاق أخبرنا معمر عن
الزهري بهذا الاسناد نحوه غير أنه قال فروة بن نعامة الجذامي وقال انهزموا
ورب الكعبة انهزموا ورب الكعبة وزاد في الحديث حتى هزمهم الله قال
وكأني انظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلته وحدثناه
ابن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري قال اخبرني كثير بن العباس
عن أبيه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين وساق الحديث غير أن
حديث يونس وحديث معمر أكثر منه وأتم حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة
عن أبي إسحاق قال قال رجل للبراء يا أبا عمارة أفررتم يوم حنين قال لا والله
167

ما ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه خرج شبان أصحابه واخفاؤهم
حسرا ليس عليهم سلاح أو كثير سلاح فلقوا قوما رماة لا يكاد يسقط لهم
سهم جمع هوازن وبنى نصر فرشقوهم رشقا ما يكادون يخطئون فاقبلوا
هناك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته
البيضاء وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به فنزل فاستنصر وقال
انا النبي لا كذب * انا ابن عبد المطلب
ثم صفهم حدثنا أحمد بن جناب المصيصي حدثنا عيسى بن يونس عن زكرياء
عن أبي إسحاق قال جاء رجل إلى البراء فقال أكنتم وليتم يوم حنين يا أبا عمارة
فقال اشهد على نبي الله صلى الله عليه وسلم ما ولى ولكنه انطلق اخفاء من الناس
وحسر إلى هذا الحي من هوازن وهم قوم رماة فرموهم برشق من نبل كأنها
رجل من جراد فانكشفوا فاقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو
سفيان بن الحارث يقود به بغلته فنزل ودعا واستنصر وهو يقول
انا النبي لا كذب * انا ابن عبد المطلب
اللهم نزل نصرك * قال البراء كنا والله إذا احمر البأس نتقى به وان الشجاع
منا للذي يحاذي به يعنى النبي صلى الله عليه وسلم وحدثنا محمد بن المثنى وابن
بشار (واللفظ لابن المثنى) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق
قال سمعت البراء وسأله رجل من قيس أفررتم عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم حنين فقال البراء ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر
وكانت هوازن يومئذ رماة وانا لما حملنا عليهم انكشفوا فأكببنا على
الغنائم فاستقبلونا بالسهام ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على
بغلته البيضاء وان أبا سفيان بن الحارث آخذ بلجامها وهو يقول
168

انا النبي لا كذب * انا ابن عبد المطلب
وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وأبو بكر بن خلاد قالوا حدثنا
يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني أبو إسحاق عن البراء قال قال له رجل يا أبا
عمارة فذكر الحديث وهو أقل من حديثهم وهؤلاء أتم حديثا وحدثنا زهير بن
حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار حدثني اياس بن سلمة
حدثني أبي قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فلما واجهنا العدو
تقدمت فعلو ثنية فاستقبلني رجل من العدو فارميه بسهم فتوارى عنى فما دريت
ما صنع ونظرت إلى القوم فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى فالتقوا هم وصحابة
النبي صلى الله عليه وسلم فولى صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وارجع منهزما
وعلى بردتان متزرا بإحداهما مرتديا بالأخرى فاستطلق إزاري فجمعتهما جميعا
ومررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهزما وهو على بغلته الشهباء فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأى ابن الأكوع فزعا فلما غشوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب من الأرض ثم
استقبل به وجوهم فقال شاهت الوجوه فما خلق الله منهم انسانا الا ملا عينيه
ترابا بتلك القبضة فولوا مدبرين فهزمهم الله عز وجل وقسم رسول الله
صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين * حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير
ابن حرب وابن نمير جميعا عن سفيان قال زهير حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي
العباس الشاعر الأعمى عن عبد الله بن عمر وقال حاصر رسول الله صلى الله عليه
وسلم أهل الطائف فلم ينل منهم شيئا فقال انا قافلون إن شاء الله قال أصحابه نرجع
ولم نفتتحه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اغدوا على القتال فغدوا عليه
فأصابهم جراح فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم انا قافلون غدا قال فأعجبهم
169

ذلك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم * حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
شاور حين بلغه اقبال أبي سفيان قال فتكلم أبو بكر فاعرض عنه ثم تكلم عمر
فاعرض عنه فقام سعد بن عبادة فقال إيانا تريد يا رسول الله والذي نفسي بيده
لو امرتنا ان نخيضها البحر لاخضناها ولو امرتنا ان نضرب أكبادها
إلى برك الغماد لفعلنا قال فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فانطلقوا
حتى نزلوا بدرا ووردت عليهم روايا قريش وفيهم غلام اسود لبنى الحجاج
فأخذوه فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن أبي سفيان
وأصحابه فيقول مالي علم بابى سفيان ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية
ابن خلف فإذا قال ذلك ضربوه فقال نعم انا أخبركم هذا أبو سفيان فإذا تركوه
فسألوه فقال مالي بابى سفيان علم ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن
خلف في الناس فإذا قال هذا أيضا ضربوه ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم
يصلى فلما رأى ذلك انصرف قال والذي نفسي بيده لتضربوه إذا صدقكم
وتتركوه إذا كذبكم * قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا مصرع
فلان قال ويضع يده على الأرض ههنا وههنا قال فما ماط أحدهم عن موضع يد
رسول الله صلى الله عليه وسلم * حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة
حدثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة قال وفدت وفود إلى
معاوية وذلك في رمضان فكان يصنع بعضنا لبعض الطعام فكان أبو هريرة مما
يكثر ان يدعونا إلى رحله فقلت الا اصنع طعاما فادعوهم إلى رحلي فأمرت
بطعام يصنع ثم لقيت أبا هريرة من العشى فقلت الدعوة عندي الليلة فقال
سبقتني قلت نعم فدعوتهم فقال أبو هريرة الا أعلمكم بحديث من حديثكم
170

يا معشر الأنصار ثم ذكر فتح مكة فقال اقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى قدم مكة فبعث الزبير على احدى المجنبتين وبعث خالدا على المجنبة
الأخرى وبعث أبا عبيدة على الحسر فاخذوا بطن الوادي ورسول الله صلى الله
عليه وسلم في كتيبة قال فنظر فرآني فقال أبو هريرة قلت لبيك يا رسول الله
فقال لا يأتيني الا أنصاري زاد غير شيبان فقال اهتف لي بالأنصار قال
فأطافوا به ووبشت قريش أوباشا لها واتباعا فقالوا نقدم هؤلاء فإن كان لهم
شئ كنا معهم وان أصيبوا أعطينا الذي سئلنا فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ترون إلى أوباش قريش واتباعهم ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى
ثم قال حتى توافوني بالصفا قال فانطلقنا فما شاء أحد منا ان يقتل أحدا الا قتله
وما أحد منهم يوجه الينا شيئا قال فجاء أبو سفيان فقال يا رسول الله أبيحت
خضراء قريش لا قريش بعد اليوم ثم قال من دخل دار أبي سفيان فهو آمن
فقالت الأنصار بعضهم لبعض اما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة
بعشيرته قال أبو هريرة وجاء الوحي وكان إذا جاء الوحي لا يخفى علينا فإذا جاء
فليس أحد يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ينقضي الوحي
فلما انقضى الوحي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار قالوا
لبيك يا رسول الله قال قلتم اما الرجل فأدركته رغبة في قريته قالوا قد كان ذاك
قال كلا انى عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله واليكم والمحيا محياكم والممات مماتكم
فاقبلوا إليه يبكون ويقولون والله ما قلنا الذي قلنا الا الضن بالله وبرسوله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم قال
فاقبل الناس إلى دار أبي سفيان وأغلق الناس أبوابهم قال واقبل رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى اقبل إلى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت قال فاتى على صنم
171

إلى جنب البيت كانوا يعبدونه قال وفى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس
وهو آخذ بسية القوس فلما اتى على الصنم جعل يطعنه في عينه ويقول جاء
الحق وزهق الباطل فلما فرغ من طوافه اتى الصفا فعلا عليه حتى نظر إلى
البيت ورفع يديه فجعل يحمد الله ويدعو بما شاء ان يدعو * وحدثنيه عبد الله بن
هاشم حدثنا بهز حدثنا سليمان بن المغيرة بهذا الاسناد وزاد في الحديث ثم
قال بيديه إحداهما على الأخرى احصدوهم حصدا وقال في الحديث قالوا
قلنا ذاك يا رسول الله قال فما اسمى إذا كلا انى عبد الله ورسوله حدثني عبد الله
ابن عبد الرحمن الدارمي حدثنا يحيى بن حسان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت
عن عبد الله بن رباح قال وفدنا إلى معاوية بن أبي سفيان وفينا أبو هريرة
فكان كل رجل منا يصنع طعاما يوما لأصحابه فكانت نوبتي فقلت يا أبا هريرة
اليوم نوبتي فجاؤوا إلى المنزل ولم يدرك طعامنا فقلت يا أبا هريرة لو حدثتنا
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدرك طعامنا فقال كنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فجعل خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى وجعل
الزبير على المجنبة اليسرى وجعل أبا عبيدة على البياذقة وبطن الوادي فقال
يا أبا هريرة ادع لي الأنصار فدعوتهم فجاؤوا يهرولون فقال يا معشر الأنصار
هل ترون أوباش قريش قالوا نعم قال انظروا إذا لقيتموهم غدا ان تحصدوهم
حصدا وأخفى بيده ووضع يمينه على شماله وقال موعدكم الصفا قال فما اشرف
يومئذ لهم أحد الا أناموه قال وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا
وجاءت الأنصار فأطافوا بالصفا فجاء أبو سفيان فقال يا رسول الله أبيدت
خضراء قريش لا قريش بعد اليوم قال أبو سفيان قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن القى السلاح فهو آمن ومن
172

أغلق بابه فهو آمن فقالت الأنصار اما الرجل فقد اخذته رأفة بعشيرته
ورغبة في قريته ونزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلتم
اما الرجل فقد اخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته الا فما اسمى إذا (ثلاث
مرات) انا محمد عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله واليكم فالمحيا محياكم
والممات مماتكم قالوا والله ما قلنا الا ضنا بالله ورسوله قال فان الله
ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم * حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو
الناقد وابن أبي عمر (واللفظ لابن أبي شيبة) قالوا حدثنا سفيان بن عيينة
عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله قال دخل النبي صلى الله
عليه وسلم مكة وحول الكعبة ثلاثمائة وستون نصبا فجعل يطعنها بعود
كان بيده ويقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا جاء الحق
وما يبدئ الباطل وما يعيد * زاد ابن أبي عمر يوم الفتح وحدثناه حسن بن علي
الحلواني وعبد بن حميد كلاهما عن عبد الرزاق أخبرنا الثوري عن ابن أبي
نجيح بهذا الاسناد إلى قوله زهوقا ولم يذكر الآية الأخرى وقال بدل
نصبا صنما * حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر ووكيع عن
زكرياء عن الشعبي قال اخبرني عبد الله بن مطيع عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله
عليه يقول يوم فتح مكة لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم
القيامة حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا زكرياء بهذا الاسناد وزاد
قال ولم يكن أسلم أحد من عصاة قريش غير مطيع كان اسمه العاصي فسماه
رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيعا * حدثني عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي
حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء بن عازب يقول كتب علي بن أبي
طالب الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين يوم الحديبية
173

فكتب هذا ما كاتب عليه محمد رسول الله فقالوا لا تكتب رسول الله فلو نعلم أنك
رسول اله لم نقاتلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلى امحه فقال ما انا
بالذي أمحاه فمحاه النبي صلى الله عليه وسلم بيده قال وكان فيما اشترطوا
ان يدخلوا مكة فيقيموا بها ثلاثا ولا يدخلها بسلاح الا جلبان السلاح
قلت لأبي إسحاق وما جلبان السلاح قال القراب وما فيه حدثنا محمد بن
المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال
سمعت البراء بن عازب يقول لما صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل
الحديبية كتب على كتابا بينهم قال فكتب محمد رسول الله ثم ذكر بنحو
حديث معاذ غير أنه لم يذكر في الحديث هذا ما كاتب عليه حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي وأحمد بن جناب المصيصي جميعا عن عيسى بن يونس (واللفظ
لإسحاق) أخبرنا عيسى بن يونس أخبرنا زكرياء عن أبي إسحاق عن البراء قال
لما احصر النبي صلى الله عليه وسلم عند البيت صالحه أهل مكة على أن يدخلها
فيقيم بها ثلاثا ولا يدخلها الا بجلبان السلاح السيف وقرابة ولا يخرج
بأحد معه من أهلها ولا يمنع أحدا يمكث بها ممن كان معه قال لعلي
اكتب الشرط بيننا بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله
فقال له المشركون لو نعلم أنك رسول الله تابعناك ولكن اكتب محمد بن
عبد الله فامر عليا ان يمحاها فقال على لا والله لا أمحاها فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أرني مكانها فأراه مكانها فمحاها وكتب ابن عبد الله فأقام بها
ثلاثة أيام فلما إن كان اليوم الثالث قالوا لعلى هذا آخر يوم من شرط صاحبك
فأمره فليخرج فأخبره بذلك فقال نعم فخرج وقال ابن جناب في روايته
مكان تابعناك بايعناك حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن
174

سلمة عن ثابت عن انس ان قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل
ابن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلى اكتب بسم الله الرحمن الرحيم
قال سهيل اما باسم الله فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ولكن اكتب
ما نعرف باسمك اللهم فقال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو علمنا انك
رسول الله لاتبعناك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله
عليه وسلم اكتب من محمد بن عبد الله فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم
ان من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا فقالوا يا رسول
الله أنكتب هذا قال نعم انه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم
سيجعل الله له فرجا ومخرجا حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن
نمير ح وحدثنا ابن نمير (وتقاربا في اللفظ) حدثنا أبي حدثنا عبد العزيز
ابن سياه حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل قال قام سهل بن حنيف يوم
صفين فقال أيها الناس اتهموا أنفسكم لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا وذلك في الصلح الذي كان بين
رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين فجاء عمر بن الخطاب فاتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ألسنا على حق وهم على باطل قال بلى قال
أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال ففيم نعطى الدنية في
ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم فقال يا ابن الخطاب انى رسول الله
ولن يضيعني الله ابدا قال فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا فاتى أبا بكر فقال يا
أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم
في النار قال بلى قال فعلام نعطى الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله
بيننا وبينهم فقال يا ابن الخطاب انه رسول الله ولن يضيعه الله ابدا قال
175

فنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفتح فأرسل إلى عمر فاقرأه
إياه فقال يا رسول الله أو فتح هو قال نعم فطابت نفسه ورجع حدثنا أبو
كريب محمد بن العلاء ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش
عن شقيق قال سمعت سهل بن حنيف يقول بصفين أيها الناس اتهموا رأيكم
والله لقد رأيتني يوم أبى جندل ولو انى أستطيع ان أرد امر رسول الله صلى الله
عليه وسلم لرددته والله ما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلى امر قط الا أسهلن بنا إلى
امر نعرفه الا امركم هذا * لم يذكر ابن نمير إلى امر قط وحدثناه عثمان بن أبي
شيبة واسحق جميعا عن جرير ح وحدثني أبو سعيد الأشج حدثنا وكيع
كلاهما عن الأعمش بهذا الاسناد وفى حديثهما إلى امر يفظعنا وحدثني
إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا أبو أسامة عن مالك بن مغول عن أبي
حصين عن أبي وائل قال سمعت سهل بن حنيف بصفين يقول اتهموا رأيكم
على دينكم فلقد رأيتني يوم أبى جندل ولو أستطيع ان أرد امر رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما فتحنا منه في خصم الا انفجر علينا منه خصم وحدثنا
نصر بن علي الجهضمي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن
قتادة ان انس بن مالك حدثهم قال لما نزل انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر
لك الله إلى قوله فوزا عظيما مرجعه من الحديبية وهم يخالطهم الحزن والكآبة
وقد نحر الهدى بالحديبية فقال لقد أنزلت على آية هي أحب إلى من الدنيا
جميعا وحدثنا عاصم بن النضر التيمي حدثنا معتمر قال سمعت أبي حدثنا
قتادة قال سمعت انس بن مالك ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا أبو داود حدثنا
همام ح وحدثنا عبد بن حميد حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان جميعا عن
قتادة عن انس نحو حديث ابن أبي عروبة * وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
176

حدثنا أبو أسامة عن الوليد بن جميع حدثنا أبو الطفيل حدثنا حذيفة بن اليمان
قال ما منعني ان اشهد بدرا الا انى خرجت انا وأبى حسيل قال فاخذنا
كفار قريش قالوا انكم تريدون محمدا فقلنا ما نريده ما نريد الا المدينة
فاخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه فاتينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر فقال انصرفا نفى لهم بعهدهم
ونستعين الله عليهم * حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن
جرير قال زهير حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال
كنا عند حذيفة فقال رجل لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت
معه وأبليت فقال حذيفة أنت كنت تفعل ذلك لقد رأيتنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب وأخذتنا ريح شديدة وقر فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة
فسكتنا فلم يجبه منا أحد ثم قال الا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي
يوم القيامة فسكتنا فلم يجبه منا أحد ثم قال الا رجل يأتينا بخبر القوم
جعله الله معي يوم القيامة فسكتنا فلم يجبه منا أحد فقال قم يا حذيفة
فأتنا بخبر القوم فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي ان أقوم قال اذهب فأتني بخبر
القوم ولا تذعرهم على فلما وليت من عنده جعلت كأنما امشي في حمام حتى
اتيتهم فرأيت أبا سفيان يصلى ظهره بالنار فوضعت سهما في كبد القوس
فأردت ان أرميه فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تذعرهم
على ولو رميته لأصبته فرجعت وانا امشي في مثل الحمام فلما اتيته فأخبرته
بخبر القوم وفرغت قررت فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل
عباءة كانت عليه يصلى فيها فلم أزل نائما حتى أصبحت فلما أصبحت قال قم
177

يا نومان * وحدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد
وثابت البناني عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد يوم
أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش فلما رهقوه قال من يردهم عنا
وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل ثم رهقوه
أيضا فقال من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة فتقدم رجل
من الأنصار فقاتل حتى قتل فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لصاحبيه ما أنصفنا أصحابنا حدثنا يحيى بن يحيى التميمي حدثنا
عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه انه سمع سهل بن سعد يسأل عن جرح رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال جرح وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه فكانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم تغسل الدم وكان علي بن أبي طالب يسكب عليها بالمجن فلما رأت
فاطمة ان الماء لا يزيد الدم الا كثرة اخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار
رمادا ثم ألصقته بالجرح فاستمسك الدم حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب
(يعنى ابن عبد الرحمن القاري) عن أبي حازم انه سمع سهل بن سعد وهو يسأل عن
جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أم والله انى لأعرف من كان يغسل جرح
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كان يسكب الماء وبماذا دووى جرحه ثم
ذكر نحو حديث عبد العزيز غير أنه زاد وجرح وجهه وقال مكان هشمت
كسرت وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم
وابن أبي عمر جميعا عن ابن عيينة ح وحدثنا عمرو بن سواد العامري أخبرنا عبد الله
ابن وهب اخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال ح وحدثني محمد
ابن سهل التميمي حدثني ابن أبي مريم حدثنا محمد (يعنى ابن مطرف) كلهم
عن أبي حازم عن سهل بن سعد بهذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
178

في حديث ابن أبي هلال أصيب وجهه وفى حديث ابن مطرف جرح وجهه
حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن انس ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج في رأسه فجعل
يسلت الدم عنه ويقول كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو
يدعوهم إلى الله فأنزل الله عز وجل ليس لك من الامر شئ حدثنا محمد بن عبد الله
ابن نمير حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال كأني انظر
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكى نبيا من الأنبياء ضربه قومه وهو يمسح
الدم عن وجهه ويقول رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون حدثنا أبو بكر
ابن أبي شيبة حدثنا وكيع ومحمد بن بشر عن الأعمش بهذا الاسناد غير أنه قال
فهو ينضح الدم عن جبينه * حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا
معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد غضب الله
على قوم فعلوا هذا برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حينئذ يشير إلى رباعيته
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله
في سبيل الله عز وجل * وحدثنا عبد الله بن عمر بن محمد بن ابان الجعفي حدثنا
عبد الرحيم (يعنى ابن سليمان) عن زكرياء عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون
الأودي عن ابن مسعود قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى عند البيت وأبو
جهل وأصحاب له جلوس وقد نحرت جزور بالأمس فقال أبو جهل أيكم يقوم
إلى سلا جزور بنى فلان فيأخذ فيضعه في كتفي محمد إذا سجد فانبعث أشقى
القوم فاخذه فلما سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه قال فاستضحكوا
وجعل بعضهم يميل على بعض وانا قائم انظر لو كانت لي منعة طرحته عن
179

ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم ساجد ما يرفع
رأسه حتى انطلق انسان فأخبر فاطمة فجاءت وهي جويرية فطرحته عنه
ثم أقبلت عليهم تشتمهم فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته رفع صوته
ثم دعا عليهم وكان إذا دعا دعا ثلاثا وإذا سأل سأل ثلاثا ثم قال اللهم عليك
بقريش ثلاث مرات فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته ثم
قال اللهم عليك بابى جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن
عقبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط (وذكر السابع ولم احفظه) فوالذي
بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر ثم
سحبوا إلى القليب قليب بدر * قال أبو إسحاق الوليد بن عقبة غلط في هذا
الحديث حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار (واللفظ لابن المثنى) قالا حدثنا
محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت أبا إسحاق يحدث عن عمرو بن ميمون عن
عبد الله قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد وحوله ناس من قريش
إذ جاء عقبة بن أبي معيط بسلا جزور فقذفه على ظهر رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلم يرفع رأسه فجاءت فاطمة فاخذته عن ظهره ودعت على من صنع
ذلك فقال اللهم عليك الملا من قريش أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة
وعقبة بن أبي معيط وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف أو أبي بن خلف (شعبة
الشاك) قال فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر فألقوا في بئر غير أن أمية أو أبيا
تقطعت أوصاله فلم يلق في البئر حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا جعفر بن
عون أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق بهذا الاسناد نحوه وزاد وكان يستحب ثلاثا
يقول اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش ثلاثا
وذكر فيهم الوليد بن عبتة وأمية بن خلف ولم يشك قال أبو إسحاق
180

ونسيت السابع وحدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا زهير
حدثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال استقبل رسول الله صلى الله
عليه وسلم البيت فدعا على ستة نفر من قريش فيهم أبو جهل وأمية بن خلف
وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وعقبة بن أبي معيط فاقسم بالله لقد
رأيتهم صرعى على بدر قد غيرتهم الشمس وكان يوما حارا وحدثني أبو
الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح وحرملة بن يحيى وعمرو بن سواد العامري
(وألفاظهم متقاربة) قالوا حدثنا ابن وهب قال اخبرني يونس عن ابن شهاب
حدثني عروة بن الزبير ان عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته انها
قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هل اتى عليك يوم كان أشد
من يوم أحد فقال لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة
إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت
فانطلقت وانا مهموم على وجهي فلم استفق الا بقرن الثعالب فرفعت رأسي
فإذا انا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن الله
عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال
لتأمره بما شئت فيهم قال فناداني ملك الجبال وسلم على ثم قال يا محمد ان الله
قد سمع قول قومك لك وانا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني
بأمرك فما شئت ان شئت ان أطبق عليهم الأخشبين فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم بل أرجو ان يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده
لا يشرك به شيئا حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد كلاهما عن أبي عوانة
قال يحيى أخبرنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان قال دميت
إصبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض تلك المشاهد فقال
181

هل أنت الا إصبع دميت * وفى سبيل الله ما لقيت
وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن ابن عيينة عن
الأسود بن قيس بهذا الاسناد وقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار
فنكبت إصبعه حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا سفيان عن الأسود بن قيس انه
سمع جندبا يقول أبطأ جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المشركون
قد ودع محمد فأنزل الله عز وجل والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى
حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع (واللفظ لابن رافع) قال اسحق أخبرنا وقال
ابن رافع حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهير عن الأسود بن قيس قال سمعت جندب
ابن سفيان يقول اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثا
فجاءته امرأة فقالت يا محمد انى لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قربك
منذ ليلتين أو ثلاث قال فأنزل الله عز وجل والضحى والليل إذا سجى ما ودعك
ربك وما قلى وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وابن بشار قالوا
حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الملائي
حدثنا سفيان كلاهما عن الأسود بن قيس بهذا الاسناد نحو حديثهما * حدثنا إسحاق
بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع وعبد بن حميد (واللفظ لابن رافع) قال ابن
رافع حدثنا وقال الآخران أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة ان
أسامة بن زيد اخبره ان النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا عليه اكاف تحته
قطيفة فدكية وأردف وراءه أسامة وهو يعود سعد بن عبادة في بنى الحارث
ابن الخزرج وذاك قبل وقعة بدر حتى مر بمجلس فيه أخلاط من المسلمين
والمشركين عبدة الأوثان واليهود فيهم عبد الله بن أبي وفى المجلس عبد الله
ابن رواحة فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي انفه بردائه
182

ثم قال لا تغبروا علينا فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقف فنزل
فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن فقال عبد الله بن أبي أيها المرء لا أحسن
من هذا إن كان ما تقول حقا فلا تؤذنا في مجالسنا وارجع إلى رحلك فمن جاءك
منا فاقصص عليه فقال عبد الله بن رواحة أغشنا في مجالسنا فانا نحب ذلك قال
فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى هموا ان يتواثبوا فلم يزل النبي
صلى الله عليه وسلم يخفضهم ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة
فقال أي سعد ألم تسمع إلى ما قال أبو حباب (يريد عبد الله بن أبي) قال كذا وكذا
قال اعف عنه يا رسول الله واصفح فوالله لقد أعطاك لله الذي أعطاك ولقد
اصطلح أهل هذه البحيرة ان يتوجوه فيعصبوه بالعصابة فلما رد الله ذلك
بالحق الذي أعطاكه شرق بذلك فذلك فعل به ما رأيت فعفا عنه النبي صلى الله
عليه وحدثني محمد بن رافع حدثنا حجين (يعنى ابن المثنى) حدثنا ليث عن
عقيل عن ابن شهاب في هذا الاسناد بمثله وزاد وذلك قبل ان يسلم عبد الله
حدثنا محمد بن عبد الأعلى القيسي حدثنا المعتمر عن أبيه عن انس بن مالك
قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم لو اتيت عبد الله بن أبي قال فانطلق إليه
وركب حمارا وانطلق المسلمون وهي ارض سبخة فلما اتاه النبي صلى الله عليه
وسلم قال إليك عنى فوالله لقد آذاني نتن حمارك قال فقال رجل من الأنصار
والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك قال فغضب لعبد الله
رجل من قومه قال فغضب لكل واحد منهما أصحابه قال فكان بينهم ضرب
بالجريد وبالأيدي وبالنعال قال فبلغنا انها نزلت فيهم وان طائفتان من المؤمنين
اقتتلوا فأصلحوا بينهما * حدثنا علي بن حجر السعدي أخبرنا إسماعيل (يعنى
ابن علية) حدثنا سليمان التيمي حدثنا انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله
183

عليه وسلم من ينظر لنا ما صنع أبو جهل فانطلق ابن مسعود فوجده قد
ضربه ابنا عفراء حتى برد قال فاخذ بلحيته فقال أنت أبو جهل فقال وهل فوق
رجل قتلتموه أو قال قتله قومه قال وقال أبو مجلز قال أبو جهل فلو غير اكار
قتلني حدثنا حامد بن عمر البكراوي حدثنا معتمر قال سمعت أبي يقول
حدثنا انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعلم لي ما فعل أبو جهل
بمثل حديث ابن علية وقول أبى مجلز كما ذكره إسماعيل * حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الزهري كلاهما
عن ابن عيينة (واللفظ للزهري) حدثنا سفيان عن عمرو سمعت جابرا يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله
ورسوله فقال محمد بن مسلمة يا رسول الله أتحب ان اقتله قال نعم قال ائذن لي
فلا قل قال قل فاتاه فقال له وذكر ما بينهما وقال إن هذا الرجل قد أراد
صدقة وقد عنانا فلما سمعه قال وأيضا والله لتملنه قال انا قد اتبعناه الآن
ونكره ان ندعه حتى ننظر إلى أي شئ يصير امره قال وقد أردت ان تسلفني
سلفا قال فما ترهنني قال ما تريد قال ترهنني نساءكم قال أنت أجمل العرب أنرهنك
نساءنا قال له ترهنوني أولادكم قال يسب ابن أحدنا فيقال رهن في وسقين
من تمر ولكن نرهنك اللامة (يعنى السلاح) قال فنعم وواعده ان يأتيه
بالحارث وأبى عبس بن جبر وعباد بن بشر قال فجاؤوا فدعوه ليلا فنزل إليهم
قال سفيان قال غير عمرو قالت له امرأته انى لاسمع صوتا كأنه صوت دم
قال إنما هذا محمد بن مسلمة ورضيعه وأبو نائلة ان الكريم لو دعى إلى طعنة
ليلا لأجاب قال محمد انى إذا جاء فسوف أمد يدي إلى رأسه فإذا استمكنت
منه فدونكم قال فلما نزل نزل وهو متوشح فقالوا نجد منك ريح الطيب قال نعم
184

تحتي فلانة هي أعطر نساء العرب قال فتأذن لي ان أشم منه قال نعم فشم
فتناول فشم ثم قال أتأذن لي ان أعود قال فاستمكن من رأسه ثم قال دونكم
قال فقتلوه * وحدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل (يعنى ابن علية)
عن عبد العزيز بن صهيب عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر
قال فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم
وركب أبو طلحة وانا رديف أبى طلحة فاجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم
في زقاق خيبر وان ركبتي لتمس فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم وانحسر الإزار
عن فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم وانى لأرى بياض فخذ نبي الله صلى الله عليه
وسلم فلما دخل القرية قال الله أكبر خربت خيبر انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء
صباح المنذرين قالها ثلاث مرار قال وقد خرج القوم إلى اعمالهم فقالوا محمد
قال عبد العزيز وقال بعض أصحابنا والخميس قال وأصبناها عنوة حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن انس قال كنت ردف أبى
طلحة يوم خيبر وقدمي تمس قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأتيناهم حين
بزغت الشمس وقد اخرجوا مواشيهم وخرجوا بفؤسهم ومكاتلهم ومرورهم
فقالوا محمد والخميس قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خربت خيبر انا إذا نزلنا
بساحة قوم فساء صباح المنذرين قال فهزمهم الله عز وجل حدثنا إسحاق بن
إبراهيم وإسحاق بن منصور قالا أخبرنا النضر بن شميل أخبرنا شعبة عن قتادة
عن انس بن مالك قال لما اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قال انا إذا نزلنا
بساحة قوم فساء صباح المنذرين حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد
(واللفظ لابن عباد) قالا حدثنا حاتم (وهو ابن إسماعيل) عن يزيد بن أبي عبيد
مولى سلمة ابن الأكوع عن سلمة ابن الأكوع قال خرجنا مع رسول الله صلى الله
185

عليه وسلم إلى خيبر فتسيرنا ليلا فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع
الا تسمعنا من هنيهاتك وكان عامر رجلا شاعرا فنزل يحدوا بالقوم يقول
اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اقتفينا * وثبت الاقدام ان لاقينا
والقين سكينة علينا * انا إذا صيح بنا اتينا
وبالصياح عولوا علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا السائق قالوا عامر قال يرحمه الله
فقال رجل من القوم وجبت يا رسول الله لولا أمتعتنا به قال فاتينا خيبر
فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة ثم قال إن الله فتحها عليكم قال فلما
امسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما هذه النيران على أي شئ توقدون فقالوا على لحم قال
أي لحم قالوا لحم حمر الانسية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهريقوها
واكسروها فقال رجل أو يهريقوها ويغسلوها فقال أو ذاك قال فلما تصاف القوم
كان سيف عامر فيه قصر فتناول به ساق يهودي ليضربه ويرجع ذباب سيفه
فأصاب ركبة عامر فمات منه قال فلما قفلوا قال سلمة وهو آخذ بيدي قال فلما
رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم ساكتا قال مالك قلت له فداك أبي وأمي
زعموا ان عامرا حبط عمله قال من قاله قلت فلان وفلان وأسيد بن حضير
الأنصاري فقال كذب من قاله ان لله لأجرين وجمع بين إصبعيه انه لجاهد
مجاهد قل عربي مشى بها مثله وخالف قتيبة محمدا في الحديث في حرفين
وفى رواية ابن عباد والق سكينة علينا وحدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن
وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب اخبرني عبد الرحمن ونسبه غير ابن وهب فقال
186

ابن عبد الله بن كعب بن مالك ان سلمة ابن الأكوع قال لما كان يوم خيبر
قاتل أخي قتالا شديدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتد عليه سيفه
فقتله فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك وشكوا فيه رجل مات
في سلاحه وشكوا في بعض امره قال سلمة فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم
من خيبر فقلت يا رسول الله ائذن لي ان أرجز لك فاذن له رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال عمر بن الخطاب اعلم ما تقول قال فقلت
والله لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت
وأنزلن سكينة علينا * وثبت الاقدام ان لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا
قال فلما قضيت رجزي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال هذا قلت
قاله أخي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحمه الله قال فقلت يا رسول الله
ان ناسا ليهابون الصلاة عليه يقولون رجل مات بسلاحه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم مات جاهدا مجاهدا قال ابن شهاب ثم سألت ابنا لسلمة ابن
الأكوع فحدثني عن أبيه مثل ذلك غير أنه قال حين قلت إن ناسا يهابون
الصلاة عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبوا مات جاهدا مجاهدا فله
اجره مرتين وأشار بإصبعيه * حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار (واللفظ لابن
المثنى) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ينقل معنا التراب ولقد
وارى التراب بياض بطنه وهو يقول
والله لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
187

فأنزلن سكينة علينا * ان الألى قد أبوا علينا
قال وربما قال إن
الملا قد أبوا علينا * إذا أرادوا فتنة أبينا
ويرفع بها صوته حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة
عن أبي إسحاق قال سمعت البراء فذكر مثله الا أنه قال إن الألى قد بغوا علينا
حدثنا عبد الله مسلمة القعنبي حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن
سهل بن سعد قال جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نحفر الخندق وننقل
التراب على أكتافنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا عيش الا
عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار وحدثنا محمد بن المثنى وابن
بشار (واللفظ لابن المثنى) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن معاوية
بن قرة عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
اللهم لا عيش الا عيش الآخرة * فاغفر للأنصار والمهاجرة
حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا شعبة
عن قتادة حدثنا انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يقول اللهم ان العيش عيش الآخرة قال شعبة أو قال
اللهم لا عيش الا عيش الآخرة * فأكرم الأنصار والمهاجرة
وحدثنا يحيى بن يحيى وشيبان بن فروخ قال يحيى أخبرنا وقال شيبان حدثنا
عبد الوارث عن أبي التياح حدثنا انس بن مالك قال كانوا يرتجزون ورسول الله
صلى الله عليه وسلم معهم وهم يقولون
اللهم لا خير الا خير الآخرة * فانصر الأنصار والمهاجرة
188

وفى حديث شيبان بدل فانصر فاغفر حدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا
حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن انس ان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا
يقولون يوم الخندق
نحن الذين بايعوا محمدا * على الاسلام ما بقينا ابدا
أو قال على الجهاد شك حماد والنبي صلى الله عليه وسلم يقول
اللهم ان الخير خير الآخرة * فاغفر للأنصار والمهاجرة
* حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم (يعنى ابن إسماعيل) عن يزيد بن أبي عبيد
قال سمعت سلمة ابن الأكوع يقول خرجت قبل ان يؤذن بالأولى وكانت لقاح
رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعى بذى قرد قال فلقيني غلام لعبد الرحمن بن
عوف فقال اخذت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت من اخذها قال
غطفان قال فصرخت ثلاث صرخات يا صباحاه قال فأسمعت ما بين لابتي المدينة
ثم اندفعت على وجهي حتى أدركتهم بذى قرد وقد اخذوا يسقون من الماء
فجعلت أرميهم بنبلي وكنت راميا وأقول
انا ابن الأكوع * واليوم يوم الرضع
فارتجز حتى استنقذت اللقاح منهم واستلبت منهم ثلاثين بردة قال
وجاء النبي صلى الله عليه وسلم والناس فقلت يا نبي الله انى قد حميت القوم
الماء وهم عطاش فابعث إليهم الساعة فقال يا ابن الأكوع ملكت فاسجح
قال ثم رجعنا ويردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته حتى دخلنا
المدينة حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا هاشم بن القاسم ح وحدثنا اسحق
ابن إبراهيم أخبرنا أبو عامر العقدي كلاهما عن عكرمة بن عمار ح وحدثنا
عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وهذا حديثه أخبرنا أبو علي الحنفي عبيد الله بن
189

عبد المجيد حدثنا عكرمة (وهو ابن عمار) حدثني اياس بن سلمة حدثني أبي
قال قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربع عشرة مائة
وعليها خمسون شاة لا ترويها قال فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على
جبا الركية فاما دعا واما بصق فيها قال فجاشت فسقينا واستقينا قال ثم إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم دعانا للبيعة في أصل الشجرة قال فبايعته أول
الناس ثم بايع وبايع حتى إذا كان في وسط من الناس قال بايع يا سلمة قال قلت
قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس قال وأيضا قال ورأني رسول الله صلى الله
عليه وسلم عزلا (يعنى ليس معه سلاح) قال فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم
حجفة أو درقة ثم بايع حتى إذا كان في آخر الناس قال الا تبايعني يا سلمة قال
قلت قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس وفى أوسط الناس قال وأيضا
قال فبايعته الثالثة ثم قال لي يا سلمة أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك
قال قلت يا رسول الله لقيني عمى عامر عزلا فأعطيته إياها قال فضحك رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقال إنك كالذي قال الأولى اللهم ابغني حبيبا هو أحب
إلى من نفسي ثم إن المشركين راسلونا الصلح حتى مشى بعضنا في بعض
واصطلحنا قال وكنت تبيعا لطلحة بن عبيد الله أسقى فرسه وأحسه وأخدمه
وآكل من طعامه وتركت أهلي ومالي مهاجرا إلى الله ورسوله صلى الله
عليه وسلم قال فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة واختلط بعضنا ببعض اتيت شجرة
فكسحت شوكها فاضطجعت في أصلها قال فأتاني أربعة من المشركين من
أهل مكة فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبغضتهم فتحولت
إلى شجرة أخرى وعلقوا سلاحهم واضطجعوا فبينما هم كذلك إذ نادى مناد
من أسفل الوادي يا للمهاجرين قتل ابن زنيم قال فاخترطت سيفي ثم شددت
190

على أولئك الأربعة وهم رقود فأخذت سلاحهم فجعلته ضغثا في يدي
قال ثم قلت والذي كرم وجه محمد لا يرفع أحد منكم رأسه الا ضربت
الذي فيه عيناه قال ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال وجاء عمى عامر برجل من العبلات يقال له مكرز يقوده إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم على فرس مجفف في سبعين من المشركين فنظر إليهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعوهم يكن لهم بدء الفجور وثناه فعفا
عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وانزل الله وهو الذي كف أيديهم عنكم
وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد ان أظفركم عليهم الآية كلها قال
ثم خرجنا راجعين إلى المدينة فنزلنا منزلا بيننا وبين بنى لحيان جبل وهم
المشركون فاستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن رقى هذا الجبل الليلة
كأنه طليعة للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال سلمة فرقيت تلك الليلة
مرتين أو ثلاثا ثم قدمنا المدينة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره
مع رباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا معه وخرجت معه بفرس
طلحة أنديه مع الظهر فلما اصحبنا إذا عبد الرحمن الفزاري قد أغار على ظهر
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستاقه اجمع وقتل راعيه قال فقلت يا رباح
خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة بن عبيد الله وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان المشركين قد أغاروا على سرحه قال ثم قمت على اكمة فاستقبلت المدينة
فناديت ثلاثا يا صباحاه ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وارتجز أقول
انا ابن الأكوع * واليوم يوم الرضع
فالحق رجلا منهم فاصك سهما في رحله حتى خلص نصل السهم إلى كتفه
قال قلت خذها
191

وانا ابن الأكوع * واليوم يوم الرضع
قال فوالله ما زلت أرميهم وأقربهم فإذا رجع إلى فارس اتيت شجرة
فجلست في أصلها ثم رميته فعقرت به حتى إذا تضايق الجبل فدخلوا في
تضايقه علوت الجبل فجعلت أرديهم بالحجارة قال فما زلت كذلك
اتبعهم حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم
الا خلفته وراء ظهري وخلوا بيني وبينه ثم اتبعتهم أرميهم حتى ألقوا
أكثر من ثلاثين بردة وثلاثين رمحا يستخفون ولا يطرحون شيئا الا
جعلت عليه آراما من الحجارة يعرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
حتى اتوا متضايقا من ثنية فإذا هم قد اتاهم فلان بن بدر الفزاري فجلسوا
يتضحون (يعنى يتغدون) وجلست على رأس قرن قال الفزاري ما هذا الذي
أرى قالوا لقينا من هذا البرح والله ما فارقنا منذ غلس يرمينا حتى انتزع
كل شئ في أيدينا قال فليقم إليه نفر منكم أربعة قال فصعد إلى منهم
أربعة في الجبل قال فلما أمكنوني من الكلام قال قلت هل تعرفوني قالوا
لا ومن أنت قال قلت انا سلمة ابن الأكوع والذي كرم وجه محمد صلى الله
عليه وسلم لا اطلب رجلا منكم الا أدركته ولا يطلبني رجل منكم فيدركني
قال أحدهم انا أظن قال فرجعوا فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله
صلى الله عليه وسلم يتخللون الشجر قال فإذا أولهم الأخرم الأسدي على اثره أبو
قتادة الأنصاري وعلى اثره المقداد بن الأسود الكندي قال فأخذت بعنان
الأخرم قال فولوا مدبرين قلت يا أخرم أحذرهم لا يقتطعوك حتى يلحق
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال يا سلمة ان كنت تؤمن بالله واليوم
الآخر وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة قال
192

فخليته فالتقى هو وعبد الرحمن قال فعقر بعبد الرحمن فرسه وطعنه عبد الرحمن
فقتله وتحول على فرسه ولحق أبو قتادة فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعبد الرحمن فطعنه فقتله فوالذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم
لتبعتهم أعدو على رجلي حتى ما أرى ورائي من أصحاب محمد صلى الله عليه
وسلم ولا غبارهم شيئا حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه
ماء يقال له ذو قرد ليشربوا منه وهم عطاش قال فنظروا إلى أعدو وراءهم
فحليتهم عنه (يعنى أجليتهم عنه) فما ذاقوا منه قطرة قال ويخرجون
فيشتدون في ثنية قال فأعدوا فالحق رجلا منهم فأصكه بسهم في نغض كتفه
قال قلت خذها وانا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع قال يا ثكلته أمه
اكوعه بكرة قال قلت نعم يا عدو نفسه اكوعك بكرة قال واردوا فرسين
على ثنية قال فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن وسطيحة فيها ماء فتوضأت وشربت
ثم اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الماء الذي حليتهم عنه فإذا
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اخذ تلك الإبل وكل شئ استنقذته من
المشركين وكل رمح وبردة وإذا بلال نحر ناقة من الإبل الذي استنقذت
من القوم وإذا هو يشوى لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كبدها وسنامها
قال قلت يا رسول الله خلنى فانتخب من القوم مائة رجل فاتبع القوم فلا
يبقى منهم مخبر الا قتلته قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت
نواجذه في ضوء النار فقال يا سلمة أتراك كنت فاعلا قلت نعم والذي أكرمك
فقال إنهم الآن ليقرون في ارض غطفان قال فجاء رجل من غطفان فقال نحر لهم
فلان جزورا فلما كشفوا جلدها رأوا غبارا فقالوا اتاكم القوم فخرجوا هاربين
193

فلما أصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة
وخير رجالتنا سلمة قال ثم أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سهمين سهم
الفارس وسهم الراجل فجمعهما لي جميعا ثم اردفني رسول الله صلى الله عليه
وسلم وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة قال فبينما نحن نسير قال وكان
رجل من الأنصار لا يسبق شدا قال فجعل يقول الا مسابق إلى المدينة هل من
مسابق فجعل يعيد ذلك قال فلما سمعت كلامه قلت اما تكرم كريما ولا تهاب
شريفا قال لا الا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت يا رسول الله بابى
وأمي ذرني فلأسابق الرجل قال إن شئت قال قلت اذهب إليك وثنيت رجلي
فطفرت فعدوت قال فربطت عليه شرفا أو شرفين استبقى نفسي ثم عدوت في
اثره فربطت عليه شرفا أو شرفين ثم انى رفعت حتى الحقه قال فأصكه بين
كتفيه قال قلت قد سبقت والله قال انا أظن قال فسقته إلى المدينة قال فوالله
ما لبثنا الا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
فجعل عمى عامر يرتجز بالقوم
تالله لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا * فثبت الاقدام ان لاقينا
وأنزلن سكينة علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا قال انا عامر قال غفر لك ربك قال
وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسان يخصه الا استشهد قال فنادى
عمر بن الخطاب وهو على جمل له يا نبي الله لولا ما متعتنا بعامر قال فلما قدمنا
خيبر قال خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول
قد علمت خيبر انى مرحب * شاكي السلاح بطن مجرب
194

إذا الحروب أقبلت تلهب
قال وبرز له عمى عامر فقال
قد علمت خيبر انى عامر * شاكي السلاح بطل مغامر
قال فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له
فرجع سيفه على نفسه فقطع اكحله فكانت فيها نفسه قال سلمة فخرجت فإذا
نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون بطل عمل عامر قتل نفسه قال
فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم وانا ابكى فقلت يا رسول الله بطل عمل عامر قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال ذلك قال قلت ناس من أصحابك قال كذب من
قال ذلك بل له اجره مرتين ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد فقال لأعطين الراية
رجلا يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله قال فاتيت عليا فجئت به أقوده
وهو أرمد حتى اتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسق في عينية فبرأ وأعطاه
الراية وخرج مرحب فقال
قد علمت خيبر انى مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال على
انا الذي سمتني أمي حيدره * كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندرة
قال فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يديه * قال إبراهيم حدثنا محمد
ابن يحيى حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن عكرمة بن عمار بهذا الحديث
بطوله وحدثنا أحمد بن يوسف الأزدي السلمي حدثنا النضر بن محمد عن
عكرمة بن عمار بهذا * حدثني عمرو بن محمد الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا
195

حماد بن سلمة عن ثابت عن انس بن مالك ان ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبل التنعيم متسلحين يريدون غرة النبي صلى الله
عليه وسلم وأصحابه فأخذهم سلما فاستحياهم فأنزل الله عز وجل وهو الذي
كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد ان أظفركم عليهم
* حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن
ثابت عن انس ان أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرا فكان معها فرآها أبو طلحة
فقال يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما هذا الخنجر قالت اتخذته ان دنا منى أحد من المشركين بقرت به بطنه فجعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك قالت يا رسول الله اقتل من بعدنا من
الطلقاء انهزموا بك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم سليم ان الله قد كفى
وأحسن * وحدثنيه محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا اسحق
ابن عبد الله بن أبي طلحة عن انس بن مالك في قصة أم سليم عن النبي صلى الله عليه
وسلم مثل حديث ثابت حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت
عن انس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من
الأنصار معه إذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحى حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن
الدارمي حدثنا عبد الله بن عمرو (وهو أبو معمر المنقري) حدثنا عبد الوارث حدثنا
عبد العزيز (وهو ابن صهيب) عن انس بن مالك قال لما كان يوم أحد انهزم ناس من
الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوب
عليه بحجفه قال وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع وكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا
قال فكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول انثرها لأبي طلحة قال ويشرف
نبي الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة يا نبي الله بابى أنت وأمي
196

لا تشرف لا يصبك سهم من سهام القوم نحرى دون نحرك قال ولقد رأيت
عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وانهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقلان القرب
على متونهما ثم تفرغانه في أفواههم ثم ترجعان فتملأنها ثم تجيئان تفرغانه في
أفواه القوم ولقد وقع السيف من يدي أبى طلحة اما مرتين واما ثلاثا من
النعاس * حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان (يعنى ابن بلال) عن
جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن هرمز ان نجدة كتب إلى ابن عباس يسأله عن
خمس خلال فقال ابن عباس لولا أن اكتم علما ما كتبت إليه كتب إليه نجدة اما
بعد فأخبرني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء وهل كان يضرب
لهن بسهم وهل كان يقتل الصبيان ومتى ينقضي يتم اليتيم وعن الخمس لمن هو
فكتب إليه ابن عباس كتبت تسألني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو
بالنساء وقد كان يغزو بهن فيدواين الجرحى ويحذين من الغنيمة واما بسهم فلم
يضرب لهن وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يقتل الصبيان فلا تقتل
الصبيان وكتبت تسألني متى ينقضي يتم اليتيم فلعمري ان الرجل لتنبت لحيته
وانه لضعيف الاخذ لنفسه ضعيف العطاء منها فإذا اخذ لنفسه من صالح ما يأخذ
الناس فقد ذهب عنه اليتم وكتبت تسألني عن الخمس لمن هو وانا كنا نقول هو
لنا فأبى علينا قومنا ذاك حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن
حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن هرمز ان نجدة كتب إلى ابن
عباس يسأله عن خلال بمثل حديث سليمان بن بلال غير أن في حديث حاتم وان
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يقتل الصبيان فلا تقتل الصبيان الا أن تكون
تعلم ما علم الخضر من الصبي الذي قتل * وزاد اسحق في حديثه عن حاتم وتميز
المؤمن فتقتل الكافر وتدع المؤمن وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن إسماعيل
197

ابن أمية عن سعيد المقبري عن يزيد بن هرمز قال كتب نجدة بن عامر الحروري
إلى ابن عباس يسأله عن العبد والمرأة يحضران المغنم هل يقسم لهما وعن قتل
الولدان وعن اليتيم متى ينقطع عنه اليتم وعن ذوي القربى من هم فقال ليزيد
اكتب إليه فلولا ان يقع في احموقة ما كتبت إليه اكتب انك كتبت تسألني
عن المرأة والعبد يحضران المغنم هل يقسم لهما شئ وانه ليس لهما شئ الا ان
يحذيا وكتبت تسألني عن قتل الوالدان وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقتلهم
وأنت فلا تقتلهم الا ان تعلم منهم ما علم صاحب موسى من الغلام الذي قتله
وكتبت تسألني عن اليتيم متى ينقطع عنه اسم اليتم وانه لا ينقطع عنه اسم اليتم
حتى يبلغ ويؤنس منه رشد وكتبت تسألني عن ذوي القربى من هم وانا زعمنا
انا هم فأبى ذلك علينا قومنا وحدثناه عبد الرحمن بن بشر العبدي حدثنا سفيان
حدثنا إسماعيل بن أمية عن سعيد بن أبي سعيد عن يزيد بن هرمز قال كتب نجدة
إلى ابن عباس وساق الحديث بمثله * قال أبو إسحاق حدثني عبد الرحمن بن بشر حدثنا
سفيان بهذا الحديث بطوله حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وهب بن جرير بن
حازم حدثني أبي قال سمعت قيسا يحدث عن يزيد بن هرمز ح وحدثني محمد بن
حاتم (واللفظ له) قال حدثنا بهز حدثنا جرير بن حازم حدثني قيس بن سعد عن
يزيد بن هرمز قال كتب نجدة بن عامر إلى ابن عباس قال فشهدت ابن عباس
حين قرأ كتابه وحين كتب جوابه وقال ابن عباس والله لولا أن أرده عن نتن يقع
فيه ما كتبت إليه ولا نعمة عين قال فكتب إليه انك سألت عن سهم
ذي القربى الذي ذكر الله من هم وانا كنا نرى ان قرابة رسول الله صلى الله
عليه وسلم هم نحن فأبى ذلك علينا قومنا وسألت عن اليتيم متى ينقضي يتمه
وانه إذا بلغ النكاح وأونس منه رشد ودفع إليه ماله فقد انقضى يتمه وسألت
198

هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل من صبيان المشركين أحد فان رسول الله
صلى الله عليه وسلم لم يكن يقتل منهم أحدا وأنت فلا تقتل منهم أحدا الا أن تكون
تعلم منهم ما علم الخضر من الغلام حين قتله وسألت عن المرأة والعبد
هل كان لهما سهم معلوم إذا حضروا البأس فإنهم لم يكن لهم سهم معلوم الا
ان يحذيا من غنائم القوم وحدثني أبو كريب حدثنا أبو أسامة حدثنا زائدة
حدثنا سليمان الأعمش عن المختار بن صيفي عن يزيد بن هرمز قال كتب نجدة
إلى ابن عباس فذكر بعض الحديث ولم يتم القصة كاتمام من ذكرنا حديثهم
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام عن حفصة
بنت سيرين عن أم عطية الأنصارية قالت غزوت مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم سبع غزوات اخلفهم في رحالهم فاصنع لهم الطعام وأداوي الجرحى وأقوم
على المرضى وحدثنا عمرو الناقد حدثنا يزيد بن هارون حدثنا هشام بن حسان
بهذا الاسناد نحوه * حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار (واللفظ لابن المثنى) قالا
حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق ان عبد الله بن يزيد خرج يستسقى
بالناس فصلى ركعتين ثم استسقى قال فلقيت يومئذ زيد بن أرقم وقال ليس بيني
وبينه غير رجل أو بيني وبينه رجل قال فقلت له كم غزا رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال تسع عشرة فقلت كم غزوت أنت معه قال سبع عشرة غزوة قال فقلت
فما أول غزوة غزاها قال ذات العسير أو العشير وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم سمعه منه ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة غزوة وحج بعدما هاجر حجة لم
يحج غيرها حجة الوداع حدثنا زهير بن حرب حدثنا روح بن عبادة حدثنا
زكرياء أخبرنا أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول غزوت مع رسول الله
199

صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة قال جابر لم اشهد بدرا ولا أحدا منعني أبى
فلما قتل عبد الله يوم أحد لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة
قط وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب ح وحدثنا سعيد بن
محمد الجرمي حدثنا أبو تميلة قالا جميعا حدثنا حسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة
عن أبيه قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة قاتل في ثمان
منهن ولم يقل أبو بكر منهن وقال في حديثه حدثني عبد الله بن بريدة وحدثني
أحمد بن حنبل حدثنا معتمر بن سليمان عن كهمس عن ابن بريدة عن أبيه أنه قال
غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة حدثنا محمد بن
عباد حدثنا حاتم (يعنى ابن إسماعيل) عن يزيد (وهو ابن أبي عبيد) قال سمعت سلمة
يقول غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات وخرجت فيما يبعث
من البعوث تسع غزوات مرة علينا أبو بكر ومرة علينا أسامة بن زيد وحدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم بهذا الاسناد غير أنه قال في كلتيهما سبع غزوات
* حدثنا أبو عامر عبد الله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء الهمداني (واللفظ
لأبي عامر) قالا حدثنا أبو أسامة عن بريد بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى
قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير
نعتقبه قال فنقبت اقدامنا فنقبت قدماي وسقطت أظفاري فكنا نلف على
أرجلنا الخرق فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا من الخرق
قال أبو بردة فحدث أبو موسى بهذا الحديث ثم كره ذلك قال كأنه كره أن يكون
شيئا من عمله أفشاه قال أبو أسامة وزادني غير بريد والله يجزى به * حدثني
زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك ح وحدثنيه أبو الطاهر
(واللفظ له) حدثني عبد الله بن وهب عن مالك بن انس عن الفضيل بن أبي عبد الله
200

عن عبد الله بن نيار الأسلمي عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله
عليه وسلم انها قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر فلما كان بحرة
الوبرة ادركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة ففرح أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم حين رأوه فلما ادركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم جئت
لأتبعك وأصيب معك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤمن بالله ورسوله
قال لا قال فارجع فلن أستعين بمشرك قالت ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة
ادركه الرجل فقال له كما قال أول مرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال
أول مرة قال فارجع فلن أستعين بمشرك قال ثم رجع فأدركه بالبيداء
فقال له كما قال أول مرة تؤمن بالله ورسوله قال نعم فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق
تم بحمد الله تعالى طبع الجزء الخامس من الجامع الصحيح
ويليه الجزء السادس وأوله
كتاب الامارة
201