الكتاب: صحيح البخاري
المؤلف: البخاري
الجزء: ٣
الوفاة: ٢٥٦
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠١ - ١٩٨١ م
المطبعة:
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
ردمك:
ملاحظات: طبعة بالأوفست عن طبعة دار الطباعة العامرة بإستانبول

صحيح البخاري
الامام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم
ابن المغيرة بن بردزبة البخاري الجعفي
طبعة بالأوفست عن طبعة دار الطباعة العامرة باستانبول
الجزء الثالث
حقوق الطبع محفوظة للناشر
1401 ه‍ 1981 م
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

(صحيح البخاري)
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب البيوع)
وقول الله عز وجل وأحل الله البيع وحرم الربا وقوله الا أن تكون تجارة
حاضرة تديرونها بينكم باب ما جاء في قول الله تعالى فإذا قضيت الصلاة
فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون
وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو
ومن التجارة والله خير الرازقين وقوله لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل الا
أن تكون تجارة عن تراض منكم حدثنا أبو اليمان قال حدثنا شعيب عن الزهري
قال أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن ان أبا هريرة رضي الله عنه
قال إنكم تقولون ان أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم وتقولون ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدثون عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم بمثل حديث أبي هريرة وان اخوتي من المهاجرين كان يشغلهم
صفق بالأسواق وكنت الزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني
2

فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا وكان يشغل اخوتي من الأنصار عمل أموالهم
وكنت امرأ مسكينا من مساكين الصفة أعي حين ينسون وقد قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم في حديث يحدثه انه لن يبسط أحد ثوبه حتى اقضي
مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه الا وعى ما أقول فبسطت نمرة على حتى إذا قضى
رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته جمعتها إلى صدري فما نسيت من مقالة
رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك من شئ حدثنا عبد العزيز بن عبد الله
حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
لما قدمنا المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن
الربيع فقال سعد بن الربيع انى أكثر الأنصار مالا فأقسم لك نصف مالي وانظر
أي زوجتي هويت نزلت لك عنها فإذا حلت تزوجتها قال فقال عبد الرحمن
لا حاجة لي في ذلك هل من سوق فيه تجارة قال سوق قينقاع قال فغدا إليه عبد
الرحمن فأتى بأقط وسمن قال ثم تابع الغدو فما لبث ان جاء عبد الرحمن عليه اثر
صفرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت قال نعم قال ومن قال امرأة
من الأنصار قال كم سقت قال زنة نواة من ذهب أو نواة من ذهب فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم أو لم ولو بشاة حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير
حدثنا حميد عن انس رضي الله عنه قال قدم عبد الرحمن بن عوف المدينة فآخى
النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري وكان سعد ذا غنى
فقال لعبد الرحمن أقاسمك مالي نصفين وأزوجك قال بارك الله لك في أهلك
ومالك دلوني على السوق فما رجع حتى استفضل إقطا وسمنا فأتى به أهل منزله
فمكثنا يسيرا أو ما شاء الله فجاء وعليه وضر من صفرة فقال له النبي صلى الله عليه
وسلم مهيم قال يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار قال ما سقت إليها قال
نواة من ذهب أو وزن نواة من ذهب قال أو لم ولو بشاة حدثنا عبد الله
3

ابن محمد حدثنا سفيان عن عمرو عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت عكاظ
ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فلما كان الاسلام فكأنهم تأثموا فيه فنزلت
ليس عليكم جناح ان تبتعوا فضلا من ربكم في مواسم الحج قرأها ابن عباس
باب الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات حدثني محمد بن المثنى
حدثني ابن أبي عدى عن ابن عون عن الشعبي قال سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنه
يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ح حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
ابن عيينة عن أبي فروة عن الشعبي قال سمعت النعمان عن النبي صلى الله عليه
وسلم ح حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن أبي فروة قال سمعت الشعبي
سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ح حدثنا
محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن أبي فروة عن الشعبي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور
مشتبهة فمن ترك ما شبه عليه من الاثم كان لما استبان اترك ومن اجترأ على
ما يشك فيه من الاثم أو شك ان يواقع ما استبان والمعاصي حمى الله من يرتع
حول الحمى يوشك ان يواقعه باب تفسير المشبهات وقال حسان بن أبي
سنان ما رأيت شيئا أهون من الورع دع ما يريبك إلى مالا يريبك إلى مالا يريبك حدثنا
محمد بن كثير أخبرنا سفيان أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين حدثنا
عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن الحرث رضي الله عنه ان امرأة سوداء جاءت
فزعمت أنها أرضعتهما فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنه وتبسم
النبي صلى الله عليه وسلم قال كيف وقد قيل وقد كانت تحته ابنة أبى إهاب
التميمي حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن ابن شهاب عن عروة بن
الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد
ابن أبي وقاص ان ابن وليدة زمعة منى فاقبضه قالت فلما كان عام الفتح اخذه
4

سعد بن أبي وقاص وقال ابن أخي قد عهد إلى فيه فقام عبد بن زمعة فقال
أخي وابن وليدة أبى ولد على فراشه فتساوقا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
سعد يا رسول الله ابن أخي كان قد عهد إلى فيه فقال عبد بن زمعة أخي وابن
وليدة أبى ولد على فراشه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو لك يا عبد بن
زمعة ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم الولد للفراش وللعاهر الحجر ثم قال
لسودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم احتجبي منه يا سودة لما
رأى من شبهه بعتبة فما رآها حتى لقى الله حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال
أخبرني عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال
سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المعراض فقال إذا أصاب بحده فكل وإذا
أصاب بعرضه فقتل فلا تأكل فإنه وقيذ قلت يا رسول الله أرسل كلبي وأسمى
فأجد معه على الصيد كلبا آخر لم اسم عليه ولا أدرى أيهما اخذ قال لا تأكل
إنما سميت على كلبك ولم تسم على الآخر باب ما يتنزه من الشبهات
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن منصور عن طلحة عن أنس رضي الله عنه قال
مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة مسقطة فقال لولا أن تكون صدقة لاكلتها *
وقال همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أجد
تمرة ساقطة على فراشي باب من لم ير الوساوس ونحوها من المشبهات
حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه قال
شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يجد في الصلاة شيئا أيقطع الصلاة
قال لا حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا * وقال ابن أبي حفصة عن الزهري لا وضوء
الا فيما وجدت الريح أو سمعت الصوت حدثنا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا
محمد بن عبد الرحمن الطفاوي حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
ان قوما قالوا يا رسول الله ان قوما يأتوننا باللحم لا ندري اذكروا اسم الله
5

عليه أم لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سموا الله عليه وكلوه باب
قول الله تعالى وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها حدثنا طلق بن غنام
حدثنا زائدة عن حصين عن سالم قال حدثني جابر رضي الله عنه قال بينما نحن
نصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت من الشام عير تحمل طعاما فالتفتوا
إليها حتى ما بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم الا اثنى عشر رجلا فنزلت وإذا
رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها باب من لم يبال من حيث كسب المال
حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء
ما اخذ منه امن الحلال أم من الحرام باب التجارة في البر وقوله رجال
لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وقال قتادة كان القوم يتبايعون ويتجرون
ولكنهم إذا نابهم حق من حقوق الله لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله حتى
يؤدوه إلى الله حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار
عن أبي المنهال قال كنت اتجر في الصرف فسألت زيد بن أرقم رضي الله عنه
فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثني الفضل بن يعقوب حدثنا
الحجاج بن محمد قال ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار وعامر بن مصعب انهما
سمعا أبا المنهال يقول سألت البراء بن عازب وزيد بن أرقم عن الصرف فقالا
كنا تاجرين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن الصرف فقال إن كان يدا بيد فلا بأس وإن كان نساء فلا يصلح
باب الخروج في التجارة وقول الله تعالى فانتشروا في الأرض وابتغوا
من فضل الله حدثنا محمد بن سلام أخبرنا مخلد بن يزيد أخبرنا ابن جريج
قال أخبرني عطاء عن عبيد بن عمير ان أبا موسى الأشعري استأذن على عمر بن
الخطاب رضي الله عنه فلم يؤذن له وكأنه كان مشغولا فرجع أبو موسى ففرغ
6

عمر فقال ألم اسمع صوت عبد الله بن قيس ائذنوا له قيل قد رجع فدعاه فقال
كنا نؤمر بذلك فقال تأتيني على ذلك بالبينة فانطلق إلى مجلس الأنصار
فسألهم فقالوا لا يشهد لك على هذا الا أصغرنا أبو سعيد الخدري فذهب بأبي
سعيد الخدري فقال عمر اخفى على من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ألهاني
الصفق بالأسواق يعنى الخروج إلى تجارة باب التجارة في البحر وقال
مطر لا بأس به وما ذكره الله في القرآن الا بحق ثم تلا وترى الفلك مواخر فيه
ولتبتغوا من فضله والفلك السفن الواحد والجمع سواء وقال مجاهد تمخر السفن
الريح ولا يمخر الريح من السفن الا الفلك العظام * وقال الليث حدثني جعفر
ابن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم انه ذكر رجلا من بني إسرائيل خرج في البحر فقضى
حاجته وساق الحديث حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث بهذا
باب وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وقوله جل ذكره رجال
لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله * وقال قتادة كان القوم يتجرون ولكنهم
كانوا إذا نابهم حق من حقوق الله لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله حتى
يؤدوه إلى الله حدثنا محمد قال حدثني محمد بن فضيل عن حصين عن سالم بن أبي
الجعد عن جابر رضي الله عنه قال أقبلت عير ونحن نصلى مع النبي صلى الله
عليه وسلم الجمعة فانفض الناس الا اثنى عشر رجلا فنزلت هذه الآية وإذا
رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما باب قول الله تعالى انفقوا
من طيبات ما كسبتم حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور
عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه
وسلم إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها اجرها بما أنفقت
ولزوجها بما كسب وللخازن مثل ذلك لا ينقص بعضهم اجر بعض شيئا
7

حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام قال سمعت أبا هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أنفقت المرأة من كسب
زوجها عن غير امره فله نصف اجره باب من أحب البسط في الرزق
حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني حدثنا حسان حدثنا يونس حدثنا
محمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول من سره ان يبسط له رزقه أو ينسأ له في اثره فليصل رحمه باب
شراء النبي صلى الله عليه وسلم بالنسيئة حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد
الواحد حدثنا الأعمش قال ذكرنا عند إبراهيم الرهن في السلم فقال حدثني
الأسود عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم اشترى طعاما من
يهودي إلى أجل ورهنه درعا من حديد حدثنا مسلم حدثنا هشام حدثنا
قتادة عن أنس ح وحدثني محمد بن عبد الله بن حوشب حدثنا أسباط أبو
اليسع البصري حدثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس رضي الله عنه انه
مشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز شعير وإهالة سنخة ولقد رهن النبي
صلى الله عليه وسلم درعا له بالمدينة عند يهودي واخذ منه شعيرا لأهله ولقد
سمعته يقول ما أمسى عند آل محمد صلى الله عليه وسلم صاع بر ولا صاع حب
وان عنده لتسع نسوة باب كسب الرجل وعمله بيده حدثنا
إسماعيل بن عبد الله قال حدثني ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال حدثني
عروة بن الزبير ان عائشة رضي الله عنها قالت لما استخلف أبو بكر الصديق قال
لقد علم قومي ان حرفتي لم تكن تعجز عن مؤنة أهلي وشغلت بأمر المسلمين
فسيأكل آل أبي بكر من هذا المال ويحترف للمسلمين فيه حدثنا محمد حدثنا
عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد قال حدثني أبو الأسود عن عروة قال قالت عائشة
رضي الله عنها كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمال أنفسهم وكان
8

يكون لهم أرواح فقيل لهم لو اغتسلتم رواه همام عن هشام عن أبيه عن عائشة
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى بن يونس عن ثور عن خالد بن معدان
عن المقدام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما اكل أحد
طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وان نبي الله داود عليه السلام كان
يأكل من عمل يده حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن
همام بن منبه حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان داود عليه
السلام كان لا يأكل الا من عمل يده حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن
عقيل عن ابن شهاب عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف انه سمع أبا هريرة
رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان يحتطب أحدكم
حزمة على ظهره خير من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه حدثنا يحيى بن
موسى حدثنا وكيع حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير بن العوام رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان يأخذ أحدكم أحبله
باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع ومن طلب حقا فليطلبه في
عفاف حدثنا علي بن عياش حدثنا أبو غسان قال حدثني محمد بن المنكدر
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحم
الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى باب من انظر
موسرا حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا منصور ان ربعي بن
حراش حدثه ان حذيفة رضي الله عنه حدثه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم قالوا أعملت من الخير شيئا قال
كنت آمر فتياني ان ينظروا ويتجاوزوا عن الموسر قال فتجاوزوا عنه وقال
أبو مالك عن ربعي كنت أيسر على الموسر وانظر المعسر * وتابعه شعبة
عن عبد الملك عن ربعي وقال أبو عوانة عن عبد الملك عن ربعي انظر الموسر
9

وأتجاوز عن المعسر وقال نعيم بن أبي هند عن ربعي فأقبل من الموسر وأتجاوز
عن المعسر باب من انظر معسرا حدثنا هشام بن عمار حدثنا يحيى
ابن حمزة حدثنا الزبيدي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله انه سمع أبا هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان تاجر يداين الناس فإذا رأى
معسرا قال لفتيانه تجاوزوا عنه لعل الله ان يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه باب
إذا بين البيعان ولم يكتما ونصحا ويذكر عن العداء بن خالد قال كتب لي النبي
صلى الله عليه وسلم هذا ما اشترى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من العداء
ابن خالد بيع المسلم المسلم لا داء ولا خبثة ولا غائلة وقال قتادة الغائلة الزنا
والسرقة والإباق * وقيل لإبراهيم ان بعض النخاسين يسمى آرى خراسان
وسجستان فيقول جاء أمس من خراسان جاء اليوم من سجستان فكرهه
كراهة شديدة وقال عقبة بن عامر لا يحل لامرئ يبيع سلعة يعلم أن بها داء
الا أخبره حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن قتادة عن صالح أبى الخليل
عن عبد الله بن الحرث رفعه إلى حكيم بن حزام رضي الله عنهم قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو قال حتى يتفرقا فان صدقا
وبينا بورك لهما في بيعهما وان كتما وكذبا محقت بركة بيعهما باب
بيع الخلط من التمر حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي
سعيد رضي الله عنه قال كنا نرزق تمر الجمع وهو الخلط من التمر وكنا نبيع
صاعين بصاع فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا صاعين بصاع ولا درهمين بدرهم
باب ما قيل في اللحام والجزار حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا
الأعمش قال حدثني شقيق عن أبي مسعود قال جاء رجل من الأنصار يكنى
أبا شعيب فقال لغلام له قصاب اجعل لي طعاما يكفي خمسة فانى أريد ان ادعو
النبي صلى الله عليه وسلم خامس خمسة فانى قد عرفت في وجهه الجوع فدعاهم
10

فجاء معهم رجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا قد تبعنا فإن شئت ان تأذن
له فأذن له وإن شئت ان يرجع رجع فقال لا بل قد أذنت له باب ما يمحق
الكذب والكتمان في البيع حدثنا بدل بن المحبر حدثنا شعبة عن قتادة قال
سمعت أبا الخليل يحدث عن عبد الله بن الحرث عن حكيم بن حزام رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو قال حتى يتفرقا فان
صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وان كتما وكذبا محقت بركة بيعهما باب
قول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم
تفلحون حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليأتين على الناس زمان لا يبالي
المرء بما اخذ المال امن حلال أم حرام باب آكل الربا وشاهده
وكاتبه وقوله تعالى الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه
الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم
الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك
أصحاب النار هم فيها خالدون حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر عن شعبة عن
منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت لما نزلت آخر
البقرة قرأهن النبي صلى الله عليه وسلم عليهم في المسجد ثم حرم التجارة في الخمر
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جرير بن حازم حدثنا أبو رجاء عن سمرة بن
جندب رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت الليلة رجلين أتياني
فأخرجاني إلى ارض مقدسة فانطلقنا حتى اتينا على نهر من دم فيه رجل قائم وعلى
وسط النهر رجل بين يديه حجارة فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج
رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر
فيرجع كما كان فقلت ما هذا فقال الذي رأيته في النهر آكل الربا باب
11

موكل الربا لقوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان
كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم
رؤس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وان
تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل
نفس ما كسبت وهم لا يظلمون قال ابن عباس هذه آخر آية نزلت على النبي
صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عون بن أبي جحيفة قال
رأيت أبى اشترى عبدا حجاما فسألته فقال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمن
الكلب وثمن الدم ونهى عن الواشمة والموشومة وآكل الربا وموكله ولعن
المصور باب يمحق الله الربا ويربى الصدقات والله لا يحب كل كفار
أثيم حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال ابن
المسيب ان أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة باب ما يكره من الحلف في
البيع حدثنا عمرو بن محمد حدثنا هشيم أخبرنا العوام عن إبراهيم بن عبد
الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه ان رجلا أقام سلعة وهو في السوق
فحلف بالله لقد أعطى بها ما لم يعط ليوقع فيها رجلا من المسلمين فنزلت ان الذين
يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا باب ما قيل في الصواغ وقال طاوس
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يختلى خلاها وقال
العباس الا الإذخر فإنه لقينهم وبيوتهم فقال الا الإذخر حدثنا عبدان
أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال أخبرني علي بن حسين ان
حسين بن علي رضي الله عنهما أخبره ان عليا قال كانت لي شارف من نصيبي
من المغنم وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاني شارفا من الخمس فلما أردت أن
ابتنى بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم واعدت رجلا صواغا من بنى
12

قينقاع ان يرتحل معي فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه من الصواغين وأستعين
به في وليمة عرسي حدثنا إسحاق حدثنا خالد بن عبد الله عن خالد عن عكرمة
عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله حرم
مكة ولم تحل لاحد قبلي ولا لاحد بعدي وإنما حلت لي ساعة لا يختلى خلاها
ولا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ولا يلتقط لقطتها الا لمعرف وقال عباس
ابن عبد المطلب الا الإذخر لصاغتنا ولسقف بيوتنا فقال الا الإذخر فقال
عكرمة هل تدرى ما ينفر صيدها هو ان تنحيه من الظل وتنزل مكانه قال عبد
الوهاب عن خالد لصاغتنا وقبورنا باب ذكر القين والحداد حدثنا
محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدى عن شعبة عن سليمان عن أبي الضحى عن مسروق
عن خباب قال كنت قينا في الجاهلية وكان لي على العاصي بن وائل دين فأتيته
أتقاضاه قال لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فقلت لا اكفر
حتى يميتك الله ثم تبعث قال دعني حتى أموت وابعث فسأؤتى مالا وولدا
فأقضيك فنزلت أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا اطلع
الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا باب ذكر الخياط حدثنا عبد الله بن
يوسف أخبرنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة انه سمع أنس بن مالك
رضي الله عنه يقول إن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه
قال أنس بن مالك رضي الله عنه فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
ذلك الطعام فقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا ومرقا فيه دباء
وقديد فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي القصعة قال
فلم أزل أحب الدباء من يومئذ باب ذكر النساج حدثنا يحيى بن
بكير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال سمعت سهل بن سعد
رضي الله عنه قال جاءت امرأة ببردة قال أتدرون ما البردة فقيل له نعم هي
13

الشملة منسوج في حاشيتها قالت يا رسول الله انى نسجت هذه بيدي أكسوكها
فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها فخرج الينا وانها إزاره فقال رجل
من القوم يا رسول الله اكسنيها فقال نعم فجلس النبي صلى الله عليه وسلم في
المجلس ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه فقال له القوم ما أحسنت سألتها
إياه لقد علمت أنه لا يرد سائلا فقال الرجل والله ما سألته الا لتكون كفني
يوم أموت قال سهل فكانت كفنه باب النجار حدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم قال أتى رجال إلى سهل بن سعد يسألونه عن
المنبر فقال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فلانة امرأة قد سماها
سهل ان مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا اجلس عليهن إذا كلمت الناس
فأمرته يعملها من طرفاء الغابة ثم جاء بها فأرسلت إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم بها فأمر بها فوضعت فجلس عليه حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا عبد
الواحد بن أيمن عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ان امرأة من
الأنصار قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله الا اجعل لك شيئا
تقعد عليه فان لي غلاما نجارا قال إن شئت فعملت له المنبر فلما كان يوم الجمعة
قعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر الذي صنع فصاحت النخلة التي كان يخطب
عندها حتى كادت ان تنشق فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى اخذها فضمها
إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت قال بكت على ما كانت
تسمع من الذكر باب شراء الامام الحوائج بنفسه وقال ابن عمر رضي الله عنهما
اشترى النبي صلى الله عليه وسلم جملا من عمر وقال عبد الرحمن بن أبي
بكر رضي الله عنهما جاء مشرك بغنم فاشترى النبي صلى الله عليه وسلم منه شاة
واشترى من جابر بعيرا حدثنا يوسف بن عيسى حدثنا أبو معاوية حدثنا
الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت اشترى رسول الله
14

صلى الله عليه وسلم من يهودي طعاما بنسيئة ورهنه درعه باب
شراء الدواب والحمير وإذا اشترى دابة أو جملا وهو عليه هل يكون ذلك قبضا
قبل أن ينزل وقال ابن عمر رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر
بعنيه يعنى جملا صعبا حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا عبيد الله
عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنت مع النبي صلى
الله عليه وسلم في غزاة فأبطأ بي جملي واعيا فأتى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال
جابر فقلت نعم قال ما شأنك قلت أبطأ على جملي واعيا فتخلفت فنزل يحجبه بمحجنه
ثم قال اركب فركبت فلقد رأيته اكفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
تزوجت قلت نعم قال بكرا أم ثيبا قلت بل ثيبا قال أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك
قلت إن لي أخوات فأحببت ان أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن وتقوم عليهن
قال اما انك قادم فإذا قدمت فالكيس الكيس ثم قال أتبيع جملك قلت نعم
فاشتراه منى بأوقية ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلي وقدمت بالغداة
فجئنا إلى المسجد فوجدته على باب المسجد قال الآن قدمت قلت نعم قال فدع جملك
فادخل فصل ركعتين فدخلت فصليت فأمر بلالا ان يزن له أوقية فوزن لي بلال
فأرجح في الميزان فانطلقت حتى وليت فقال ادع لي جابرا قلت الآن يرد على الجمل
ولم يكن شئ أبغض إلى منه قال خذ جملك ولك ثمنه باب الأسواق التي
كانت في الجاهلية فتبايع بها الناس في الاسلام حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
سفيان عن عمرو عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز
أسواقا في الجاهلية فلما كان الاسلام تأثموا من التجارة فيها فأنزل الله ليس عليكم
جناح في مواسم الحج قرأ ابن عباس كذا باب شراء الإبل الهيم أو الأجرب
الهائم المخالف للقصد في كل شئ حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال قال
عمرو كان ههنا رجل اسمه نواس وكانت عنده إبل هيم فذهب ابن عمر رضى الله
15

عنهما فاشترى تلك الإبل من شريك له فجاء إليه شريكه فقال بعنا تلك الإبل فقال
ممن بعتها قال من شيخ كذا وكذا فقال ويحك ذاك والله ابن عمر فجاءه فقال إن شريكي
باعك إبلا هيما ولم يعرفك قال فاستقها قال فلما ذهب يستاقها فقال دعها رضينا
بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى سمع سفيان عمرا باب
بيع السلاح في الفتنة وغيرها وكره عمران بن حصين بيعه في الفتنة حدثنا
عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن ابن أفلح عن أبي محمد مولى أبى
قتادة عن أبي قتادة رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
عام حنين فأعطاه يعنى درعا فبعت الدرع فابتعت به مخرفا في بنى سلمة فإنه لأول
مال تأثلته في الاسلام باب في العطار وبيع المسك حدثني موسى بن
إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا أبو بردة بن عبد الله قال سمعت أبا بردة بن أبي
موسى عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الجليس
الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من صاحب
المسك اما تشتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه
ريحا خبيثة باب ذكر الحجام حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك
عن حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال حجم أبو طيبة رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأمر له بصاع من تمر وأمر أهله ان يخففوا من خراجه حدثنا
مسدد حدثنا خالد هو ابن عبد الله حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى الذي حجمه ولو كان
حراما لم يعطه باب التجارة فيما يكره لبسه للرجال والنساء حدثنا
آدم حدثنا شعبة حدثنا أبو بكر بن حفص عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمر رضي الله عنه بحلة حرير أو سيراء فرآها
عليه فقال إني لم أرسل بها إليك لتلبسها إنما يلبسها من لا خلاق له إنما بعثت
16

إليك لتستمع بها يعنى تبيعها حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع
عن القاسم بن محمد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها انها أخبرته انها اشترت
نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم
يدخله فعرفت في وجهه الكراهة فقلت يا رسول الله أتوب إلى الله و إلى
رسوله صلى الله عليه وسلم ماذا أذنبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما بال هذه النمرقة قلت اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون فيقال لهم
أحيوا ما خلقتم وقال إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة باب
صاحب السلعة أحق بالسوم حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الوارث
عن أبي التياح عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بنى
النجار ثامنوني بحائطكم وفيه خرب ونخل باب كم يجوز الخيار حدثنا
صدقة أخبرنا عبد الوهاب قال سمعت يحيى قال سمعت نافعا عن ابن عمر رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المتبايعين بالخيار في بيعهما ما لم
يتفرقا أو يكون البيع خيارا وقال نافع وكان ابن عمر إذا اشترى شيئا يعجبه
فارق صاحبه حدثنا حفص بن عمر حدثنا همام عن قتادة عن أبي الخليل
عن عبد الله بن الحرث عن حكيم بن حزام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال البيعان بالخيار ما لم يفترقا * وزاد احمد حدثنا بهز قال قال همام
فذكرت ذلك لأبي التياح فقال كنت مع أبي الخليل لما حدثه عبد الله بن
الحرث بهذا الحديث باب إذا لم يوقت في الخيار هل يجوز البيع
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو يقول
أحدهما لصاحبه اختر وربما قال أو يكون بيع خيار باب البيعان بالخيار
17

ما لم يتفرقا وبه قال ابن عمر وشريح والشعبي وطاوس وعطاء وابن أبي مليكة
حدثني اسحق أخبرنا حبان قال حدثنا شعبة قال قتادة أخبرني عن صالح أبى
الخليل عن عبد الله بن الحرث قال سمعت حكيم بن حزام رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فان صدقا وبينا بورك لهما
في بيعهما وان كذبا وكتما محقت بركة بيعهما حدثنا عبد الله بن يوسف
أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال المتبايعان كل واحد منهما بالخيار على صاحبه ما لم يتفرقا الا بيع
الخيار باب إذا خير أحدهما صاحبه بعد البيع فقد وجب البيع حدثنا
قتيبة حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه قال إذا تبايع الرجلان فكل واحد منهما بالخيار ما لم يتفرقا
وكانا جميعا أو يخير أحدهما الآخر فتبايعا على ذلك فقد وجب البيع وان تفرقا
بعد أن يتبايعا ولم يترك واحد منهما البيع فقد وجب البيع باب إذا كان
البائع بالخيار هل يجوز البيع حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن
عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
كل بيعين لا بيع بينهما حتى يتفرقا الا بيع الخيار حدثني اسحق حدثنا حبان
حدثنا همام حدثنا قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحرث عن حكيم بن حزام
رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال البيعان بالخيار ما لم يتفرقا قال همام
وجدت في كتابي يختار ثلاث مرار فان صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وان
كذبا وكتما فعسى ان يربحا ربحا ويمحقا بركة بيعهما * قال وحدثنا همام حدثنا
أبو التياح انه سمع عبد الله بن الحرث يحدث بهذا الحديث عن حكيم بن حزام
عن النبي صلى الله عليه وسلم باب إذا اشترى شيئا فوهب من ساعته
قبل أن يتفرقا ولم ينكر البائع على المشترى أو اشترى عبدا فأعتقه وقال طاوس
18

فيمن يشترى السلعة على الرضا ثم باعها وجبت له والربح له وقال الحميدي حدثنا
سفيان حدثنا عمرو عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا مع النبي صلى الله عليه
وسلم في سفر فكنت على بكر صعب لعمر فكان يغلبني فيتقدم امام القوم
فيزجره عمر ويرده ثم يتقدم فيزجره عمر ويرده فقال النبي صلى الله عليه وسلم
لعمر بعنيه قال هو لك يا رسول الله قال بعنيه فباعه من رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو لك يا عبد الله بن عمر تصنع به ما شئت *
قال أبو عبد الله وقال الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن سالم
ابن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال بعت من أمير المؤمنين عثمان
مالا بالوادي بمال له بخيبر فلما تبايعنا رجعت على عقبى حتى خرجت من بيته
خشية ان يرادني البيع وكانت السنة ان المتبايعين بالخيار حتى يتفرقا قال عبد الله
فلما وجب بيعي وبيعه رأيت انى قد غبنته بأني سقته إلى ارض ثمود بثلاث
ليال وساقني إلى المدينة بثلاث ليال باب ما يكره من الخداع في البيع
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن
عمر رضي الله عنهما ان رجلا ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم انه يخدع في
البيوع فقال إذا بايعت فقل لا خلابة باب ما ذكر في الأسواق وقال
عبد الرحمن بن عوف لما قدمنا المدينة قلت هل من سوق فيه تجارة قال سوق
قينقاع وقال أنس قال عبد الرحمن دلوني على السوق وقال عمر ألهاني الصفق
بالأسواق حدثنا محمد بن الصباح حدثنا إسماعيل بن زكريا عن محمد بن
سوقة عن نافع بن جبير بن مطعم قال حدثتني عائشة رضي الله عنها قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض
يخسف بأولهم وآخرهم قالت قلت يا رسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم
وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم قال يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على
19

نياتهم حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة أحدكم في جماعة
تزيد على صلاته في سوقه وبيته بضعا وعشرين درجة وذلك بأنه إذا توضأ
فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا يريد الا الصلاة لا ينهزه الا الصلاة لم يخط
خطوة الا رفع بها درجة أو حطت عنه بها خطيئة والملائكة تصلى على أحدكم
ما دام في مصلاه الذي يصلى فيه اللهم صل عليه اللهم ارحمه ما لم يحدث فيه
ما لم يؤذ فيه وقال أحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه حدثنا آدم بن أبي
اياس حدثنا شعبة عن حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم في السوق فقال رجل يا أبا القاسم فالتفت إليه
النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنما دعوت هذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم
سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا زهير عن
حميد عن أنس رضي الله عنه قال دعا رجل بالبقيع يا أبا القاسم فالتفت إليه النبي
صلى الله عليه وسلم فقال لم أعنك قال سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عن نافع بن جبير بن مطعم
عن أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم
في طائفة النهار لا يكلمني ولا أكلمه حتى أتى سوق بنى قينقاع فجلس بفناء بيت
فاطمة فقال اثم لكع اثم لكع فحبسته شيئا فظننت انها تلبسه سخابا أو
تغسله فجاء يشتد حتى عانقه وقبله وقال اللهم أحببه وأحب من يحبه *
قال سفيان قال عبيد الله أخبرني انه رأى نافع بن جبير أوتر بركعة حدثنا
إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو ضمرة حدثنا موسى عن نافع حدثنا ابن عمر انهم
كانوا يشترون الطعام من الركبان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيبعث
عليهم من يمنعهم ان يبيعوه حيث اشتروه حتى ينقلوه حيث يباع الطعام *
20

قال وحدثنا ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يباع
الطعام إذا اشتراه حتى يستوفيه باب كراهية السخب في السوق
حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال عن عطاء بن يسار قال لقيت
عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قلت أخبرني عن صفة رسول الله صلى
الله عليه وسلم في التوراة قال أجل والله انه لموصوف في التوراة ببعض صفته
في القرآن يا أيها النبي انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين أنت
عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا
يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء
بأن يقولوا لا إله إلا الله ويفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا * تابعه
عبد العزيز بن أبي سلمة عن هلال وقال سعيد عن هلال عن عطاء عن ابن سلام
غلف كل شئ في غلاف وسيف أغلف وقوس غلفاء ورجل أغلف إذا لم يكن
مختونا قاله أبو عبد الله باب الكيل على البائع والمعطى لقول الله تعالى
وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون يعنى كالوا لهم أو وزنوا لهم كقوله يسمعونكم
يسمعون لكم وقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتالوا حتى تستوفوا ويذكر عن
عثمان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا بعت فكل وإذا ابتعت
فاكتل حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ابتاع طعاما فلا يبيعه
حتى يستوفيه حدثنا عبدان أخبرنا جرير عن مغيرة عن الشعبي عن جابر
رضي الله عنه قال توفى عبد الله بن عمر وبن حرام وعليه دين فاستعنت النبي
صلى الله عليه وسلم على غرمائه ان يضعوا من دينه فطلب النبي صلى الله عليه
وسلم إليهم فلم يفعلوا فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم اذهب فصنف تمرك
أصنافا العجوة على حدة وعذق زيد على حدة ثم أرسل إلى ففعلت ثم أرسلت
21

إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجلس على أعلاه أو في وسطه ثم قال كل للقوم
فكلتهم حتى أوفيتهم الذي لهم وبقي تمري كأنه لم ينقص منه شئ * وقال
فراس عن الشعبي حدثني جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم فما زال يكيل لهم
حتى أدى وقال هشام عن وهب عن جابر قال النبي صلى الله عليه وسلم جذله
فأوف له باب ما يستحب من الكيل حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا
الوليد عن ثور عن خالد بن معدان عن المقدام بن معدى كرب رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال كيلوا طعامكم يبارك لكم باب بركة صاع
النبي صلى الله عليه وسلم ومده فيه عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه
وسلم حدثنا موسى حدثنا وهيب حدثنا عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم
الأنصاري عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان
إبراهيم حرم مكة ودعا لها وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة ودعوت لها
في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم لمكة حدثني عبد الله بن مسلمة عن مالك
عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم ومدهم
يعنى أهل المدينة باب ما يذكر في بيع الطعام والحكرة حدثنا إسحاق
بن إبراهيم أخبرنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن سالم
عن أبيه رضي الله عنه قال رأيت الذين يشترون الطعام مجازفة يضربون على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبيعوه حتى يؤوه إلى رحالهم حدثنا موسى
ابن إسماعيل حدثنا وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان يبيع الرجل طعاما حتى يستوفيه قلت
لابن عباس كيف ذاك قال ذاك دراهم بدراهم والطعام مرجأ حدثني أبو
الوليد حدثنا شعبة حدثنا عبد الله بن دينار قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما
22

يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم من ابتاع طعاما فلا يبيعه حتى يقبضه حدثنا
على حدثنا سفيان كان عمرو بن دينار يحدث عن الزهري عن مالك بن أوس
أنه قال من عنده صرف فقال طلحة انا حتى يجئ خازننا من الغابة قال سفيان
هو الذي حفظناه من الزهري ليس فيه زيادة فقال أخبرني مالك بن أوس انه
سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
الذهب بالذهب ربا الا هاء وهاء والبر بالبر ربا الا هاء وهاء والتمر بالتمر ربا
الا هاء وهاء والشعير بالشعير ربا الا هاء وهاء باب بيع الطعام قبل أن
يقبض وبيع ما ليس عندك حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال الذي
حفظناه من عمرو بن دينار سمع طاوسا يقول سمعت ابن عباس رضي الله عنهما
يقول اما الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فهو الطعام ان يباع حتى
يقبض قال ابن عباس ولا احسب كل شئ الا مثله حدثنا عبد الله بن مسلمة
حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه زاد إسماعيل من ابتاع طعاما فلا
يبيعه حتى يقبضه باب من رأى إذا اشترى طعاما جزافا أن لا يبعه
حتى يؤويه إلى رحله والأدب في ذلك حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث
عن يونس عن ابن شهاب قال أخبرني سالم بن عبد الله ان ابن عمر رضي الله عنهما
قال لقد رأيت الناس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتاعون جزافا
يعنى الطعام يضربون ان يبيعوه في مكانهم حتى يؤوه إلى رحالهم باب
إذا اشترى متاعا أو دابة فوضعه عند البائع أو مات قبل أن يقبض وقال ابن
عمر رضي الله عنهما ما أدركت الصفقة حيا مجموعا فهو من المبتاع حدثنا
فروة بن أبي المغراء أخبرنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
قالت لقل يوم كان يأتي على النبي صلى الله عليه وسلم الا يأتي فيه بيت أبى
23

بكر أحد طرفي النهار فلما اذن له في الخروج إلى المدينة لم يرعنا الا وقد أتانا
ظهرا فخبر به أبو بكر فقال ما جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الساعة الا
لامر حدث فلما دخل عليه قال لأبي بكر اخرج من عندك قال يا رسول الله
إنما هما ابنتاي يعنى عائشة وأسماء قال أشعرت انه قد اذن لي في الخروج قال الصحبة
يا رسول الله قال الصحبة قال يا رسول الله ان عندي ناقتين أعددتهما للخروج
فخذ إحداهما قال قد اخذتها بالثمن باب لا يبيع على بيع أخيه ولا يسوم
على سوم أخيه حتى يأذن له أو يترك حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن نافع
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يبيع
بعضكم على بيع أخيه حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن
سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان يبيع حاضر لباد ولا تناجشوا ولا يبيع الرجل على بيع أخيه ولا يخطب
على خطبة أخيه ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها باب
بيع المزايدة وقال عطاء أدركت الناس لا يرون بأسا ببيع المغانم فيمن يزيد
حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا الحسين المكتب عن عطاء بن أبي
رباح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ان رجلا أعتق غلاما له عن دبر
فاحتاج فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يشتريه منى فاشتراه نعيم بن
عبد الله بكذا وكذا فدفعه إليه باب النجش ومن قال لا يجوز ذلك البيع
وقال ابن أبي أوفى الناجش (آكل)؟ ربا خائن وهو خداع باطل لا يحل قال النبي
صلى الله عليه وسلم الخديعة في النار ومن عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النجش باب بيع الغرر وحبل
الحبلة حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر
24

رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع حبل الحبلة
وكان بيعا يتبايعه أهل الجاهلية كان الرجل يبتاع الجزور إلى أن تنتج الناقة ثم
تنتج التي في بطنها باب بيع الملامسة قال أنس نهى عنه النبي صلى الله
عليه وسلم حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن
شهاب قال أخبرني عامر بن سعد ان أبا سعيد رضي الله عنه أخبره ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المنابذة وهي طرح الرجل ثوبه بالبيع إلى
رجل قبل أن يقلبه أو ينظر إليه ونهى عن الملامسة والملامسة لمس الثوب
لا ينظر إليه حدثنا قتيبة حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن محمد عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال نهى عن لبستين ان يحتبى الرجل في الثوب الواحد ثم
يرفعه على منكبه وعن بيعتين اللماس والنباذ باب بيع المنابذة وقال
أنس نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن
محمد بن يحيى بن حبان وعن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الملامسة والمنابذة حدثنا عياش
ابن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي
سعيد رضي الله عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لبستين وعن بيعتين
الملامسة والمنابذة باب النهى للبائع أن لا يحفل الإبل والبقر والغنم
وكل محفلة والمصراة التي صرى لبنها وحفن فيه وجمع فلم يحلب أياما واصل
التصرية حبس الماء يقال منه صريت الماء حدثنا ابن بكير حدثنا الليث عن
جعفر بن ربيعة عن الأعرج قال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم لا تصروا الإبل والغنم فمن ابتاعها بعد فإنه بخير النظرين بين ان
يحتلبها ان شاء امسك وان شاء ردها وصاع تمر * ويذكر عن أبي صالح
ومجاهد والوليد بن رباح وموسى بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
25

عليه وسلم صاع تمر وقال بعضهم عن ابن سيرين صاعا من طعام وهو بالخيار
ثلاثا وقال بعضهم عن ابن سيرين صاعا من تمر ولم يذكر ثلاثا والتمر أكثر
حدثنا مسدد حدثنا معتمر قال سمعت أبي يقول حدثنا أبو عثمان عن عبد الله
ابن مسعود رضي الله عنه قال من اشترى شاة محفلة فردها فليرد معها صاعا
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم ان تلقى البيوع حدثنا عبد الله بن يوسف
أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لا تلقوا الركبان ولا يبيع بعضكم على بيع بعض
ولا تناجشوا ولا يبيع حاضر لباد ولا تصروا الغنم ومن ابتاعها فهو بخير
النظرين بعد أن يحتلبها ان رضيها أمسكها وان سخطها ردها وصاعا من تمر
باب ان شاء رد المصراة وفى حلبتها صاع من تمر حدثنا محمد بن
عمر وحدثنا المكي أخبرنا ابن جريج قال أخبرني زياد ان ثابتا مولى عبد
الرحمن بن زيد أخبره انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من اشترى غنما مصراة فاحتلبها فان رضيها أمسكها وان
سخطها ففي حلبتها صاع من تمر باب بيع العبد الزاني وقال شريح ان شاء
رد من الزنا حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني سعيد المقبري
عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه انه سمعه يقول قال النبي صلى الله عليه
وسلم إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرب ثم إن زنت فليجلدها
ولا يثرب ثم إن زنت الثالثة فليبعها ولو بحبل من شعر حدثنا إسماعيل قال
حدثني مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة وزيد بن
خالد رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الأمة إذا
زنت ولم تحصن قال إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت
فبيعوها ولو بضفير قال ابن شهاب لا أدرى بعد الثالثة أو الرابعة باب
26

البيع والشراء مع النساء حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال
عروة بن الزبير قالت عائشة رضي الله عنها دخل على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فذكرت له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى واعتقي فان
الولاء لمن أعتق ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم من العشى فاثنى على الله بما هو
أهله ثم قال ما بال أناس يشترطون شروطا ليس في كتاب الله من اشترط
شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل وان اشترط مائة شرط شرط الله أحق
وأوثق حدثنا حسان بن أبي عباد حدثنا همام قال سمعت نافعا عن عبد الله بن
عمر رضي الله عنهما ان عائشة رضي الله عنها ساومت بريرة فخرج إلى الصلاة فلما
جاء قالت إنهم أبوا ان يبيعوها الا ان يشترطوا الولاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم
إنما الولاء لمن أعتق قلت لنافع حرا كان زوجها أو عبدا فقال ما يدريني باب
هل يبيع حاضر لباد بغير اجر وهل يعينه أو ينصحه وقال النبي صلى الله عليه
وسلم إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له ورخص فيه عطاء حدثنا علي بن
عبد الله حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس قال سمعت جريرا رضي الله عنه
يقول بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله وأقام الصلاة وايتاء الزكاة والسمع والطاعة والنصح لكل
مسلم حدثنا الصلت بن محمد حدثنا عبد الواحد حدثنا معمر عن عبد الله بن
طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا تلقوا الركبان ولا يبيع حاضر لباد قال قلت لابن عباس ما قوله لا يبيع
حاضر لباد قال لا يكون له سمسارا باب من كره ان يبيع حاضر لباد
بأجر حدثني عبد الله بن صباح حدثنا أبو علي الحنفي عن عبد الرحمن بن عبد الله
ابن دينار قال حدثني أبي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان يبيع حاضر لباد وبه قال ابن عباس باب لا يبيع
27

حاضر لباد بالسمسرة وكرهه ابن سيرين وإبراهيم للبائع والمشترى قال إبراهيم
ان العرب تقول بع لي ثوبا وهي تعنى الشراء حدثنا المكي بن إبراهيم قال
أخبرني ابن جريج عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبتاع المرء على بيع أخيه
ولا تناجشوا ولا يبيع حاضر لباد حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ حدثنا
ابن عون عن محمد قال أنس بن مالك رضي الله عنه نهينا ان يبيع حاضر لباد
باب النهى عن تلقى الركبان وان بيعه مردود لان صاحبه عاص آثم
إذا كان به عالما وهو خداع في البيع والخداع لا يجوز حدثنا محمد بن بشار
حدثنا عبد الوهاب حدثنا عبيد الله العمرى عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التلقي وان يبيع حاضر لباد
حدثنا عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال
سألت ابن عباس رضي الله عنهما ما معنى قوله لا يبيعن حاضر لباد فقال لا يكن له
سمسارا حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع قال حدثني التيمي عن أبي عثمان
عن عبد الله رضي الله عنه قال من اشترى محفلة فليرد معها صاعا قال ونهى النبي
صلى الله عليه وسلم عن تلقى البيوع حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك
عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا يبيع بعضكم على بيع بعض ولا تلقوا السلع حتى يهبط بها إلى السوق
باب منتهى التلقي حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا جويرية عن
نافع عن عبد الله رضي الله عنه قال كنا نتلقى الركبان فنشتري منهم الطعام
فنهانا النبي صلى الله عليه وسلم ان نبيعه حتى يبلغ به سوق الطعام قال أبو عبد الله
هذا في أعلى السوق ويبينه حديث عبيد الله حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن
عبيد الله قال حدثني نافع عن عبد الله رضي الله عنه قال كانوا يبتاعون الطعام
28

في أعلى السوق فيبيعونه في مكانهم فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
يبيعوه في مكانه حتى ينقلوه باب إذا اشترط شروطا في البيع لا تحل
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة رضي الله عنها قالت جاءتني بريرة فقالت كاتبت أهلي على تسع أواق
في كل عام وقية فأعينيني فقلت ان أحب أهلك ان أعدها لهم ويكون ولاؤك لي
فعلت فذهبت بريرة إلى أهلها فقالت لهم فأبوا عليها فجاءت من عندهم ورسول
الله صلى الله عليه وسلم جالس فقالت انى عرضت ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون
الولاء لهم فسمع النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرت عائشة رضي الله عنها النبي
صلى الله عليه وسلم فقال خذيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق
ففعلت عائشة ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فحمد الله تعالى
وأثنى عليه ثم قال اما بعد ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله
ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط قضاء الله
أحق وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق حدثنا عبد الله بن يوسف
أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان عائشة أم المؤمنين
أرادت ان تشترى جارية فتعتقها فقال أهلها نبيعكها على أن ولاءها لنا فذكرت
ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا يمنعك ذلك فإنما الولاء لمن أعتق
باب بيع التمر بالتمر حدثنا أبو الوليد حدثنا الليث عن ابن شهاب
عن مالك بن أوس سمع ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
البر بالبر ربا الا هاء وهاء والشعير بالشعير ربا الا هاء وهاء والتمر بالتمر ربا الا
هاء وهاء باب بيع الزبيب بالزبيب والطعام بالطعام حدثنا إسماعيل
حدثنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم نهى عن المزابنة والمزابنة بيع الثمر بالتمر كيلا وبيع الزبيب بالكرم
29

كيلا حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر
رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المزابنة قال والمزابنة ان يبيع
الثمر بكيل ان زاد فلي وان نقص فعلى * قال وحدثني زيد بن ثابت ان النبي
صلى الله عليه وسلم رخص في العرايا بخرصها باب بيع الشعير بالشعير
حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن مالك بن
أوس أخبره انه التمس صرفا بمائة دينار فدعاني طلحة بن عبيد الله فتراوضنا
حتى اصطرف منى فأخذ الذهب يقلبها في يده ثم قال حتى يأتي خازني من
الغابة وعمر يسمع ذلك فقال والله لا تفارقه حتى تأخذ منه قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الذهب بالذهب ربا الا هاء وهاء والبر بالبر ربا الا هاء
وهاء والشعير بالشعير ربا الا هاء وهاء والتمر بالتمر ربا الا هاء وهاء باب
بيع الذهب بالذهب حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا إسماعيل بن علية قال حدثني
يحيى بن أبي إسحاق قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة قال قال أبو بكرة رضي الله عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبيعوا الذهب بالذهب الا سواء
بسواء والفضة بالفضة الا سواء بسواء وبيعوا الذهب بالفضة والفضة بالذهب
كيف شئتم باب بيع الفضة بالفضة حدثنا عبيد الله بن سعد حدثنا
عمى حدثنا ابن أخي الزهري عن عمه قال حدثني سالم بن عبد الله عن عبد الله
ابن عمر رضي الله عنهما ان أبا سعيد حدثه مثل ذلك حديثا عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلقيه عبد الله بن عمر فقال يا أبا سعيد ما هذا الذي تحدث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو سعيد في الصرف سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول الذهب بالذهب مثلا بمثل والورق بالورق مثلا بمثل
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تبيعوا الذهب بالذهب الا مثلا
30

بمثل ولا تشفوا بعضها على بعض ولا تبيعوا الورق بالورق الا مثلا بمثل ولا تشفوا
بعضها على بعض ولا تبيعوا منها غائبا بناجز باب بيع الدينار بالدينار
نساء حدثنا علي بن عبد الله حدثنا الضحاك بن مخلد حدثنا ابن جريج قال
أخبرني عمر وبن دينار ان أبا صالح الزيات أخبره انه سمع أبا سعيد الخدري
رضي الله عنه يقول الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم فقلت له فان ابن عباس
لا يقوله فقال أبو سعيد سألته فقلت سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم أو
وجدته في كتاب الله تعالى قال كل ذلك لا أقول وأنتم اعلم برسول الله منى
ولكنني أخبرني أسامة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ربا الا في النسيئة
باب بيع الورق بالذهب نسيئة حدثنا حفص بن عمر حدثنا
شعبة قال أخبرني حبيب بن أبي ثابت قال سمعت أبا المنهال قال سألت البراء
ابن عازب وزيد بن أرقم رضي الله عنهم عن الصرف فكل واحد منهما
يقول هذا خير منى فكلاهما يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع
الذهب بالورق دينا باب بيع الذهب بالورق يدا بيد حدثنا عمران
ابن ميسرة حدثنا عباد بن العوام أخبرنا يحيى بن أبي إسحاق حدثنا عبد الرحمن
ابن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الفضة
بالفضة والذهب بالذهب الا سواء بسواء وأمرنا ان نبتاع الذهب بالفضة كيف
شئنا والفضة بالذهب كيف شئنا باب بيع المزابنة وهي بيع التمر بالثمر
وبيع الزبيب بالكرم وبيع العرايا قال أنس نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن
المزابنة والمحاقلة حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب
قال أخبرني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لا تبيعوا الثمر حتى يبدو صلاحه ولا تبيعوا الثمر بالتمر *
قال سالم وأخبرني عبد الله عن زيد بن ثابت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
31

رخص بعد ذلك في بيع العرية بالرطب أو بالتمر ولم يرخص في غيره حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المزابنة والمزابنة اشتراء الثمر بالتمر
كيلا وبيع الكرم بالزبيب كيلا حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن
داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى ابن أبي احمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المزابنة والمحاقلة والمزابنة
اشتراء الثمر بالتمر في رؤس النخل حدثنا مسدد حدثنا أبو معاوية عن الشيباني
عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن
المحاقلة والمزابنة حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر عن
زيد بن ثابت رضي الله عنهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرخص لصاحب
العرية ان يبيعها بخرصها باب بيع الثمر على رؤس النخل بالذهب
والفضة حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا ابن وهب أخبرنا ابن جريج عن عطاء
وأبى الزبير عن جابر رضي الله عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمر
حتى يطيب ولا يباع شئ منه الا بالدينار والدرهم الا العرايا حدثنا عبد الله
ابن عبد الوهاب قال سمعت مالكا وسأله عبيد الله بن الربيع أحدثك داود
عن أبي سفيان عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم رخص
في بيع العرايا في خمسة أوسق أو دون خمسة أوسق قال نعم حدثنا علي بن
عبد الله حدثنا سفيان قال قال يحيى بن سعيد سمعت بشيرا قال سمعت سهل بن أبي
حثمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمر بالتمر ورخص في العرية
ان تباع بخرصها يأكلها أهلها رطبا وقال سفيان مرة أخرى الا انه رخص
في العرية يبيعها أهلها بخرصها يأكلونها رطبا قال هو سواء قال سفيان فقلت
ليحيى وانا غلام ان أهل مكة يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم رخص لهم
32

في بيع العرايا فقال وما يدرى أهل مكة قلت إنهم يروونه عن جابر فسكت
قال سفيان إنما أردت أن جابرا من أهل المدينة قيل لسفيان وليس فيه نهى
عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه قال لا باب تفسير العرايا وقال مالك
العرية ان يعرى الرجل الرجل نخلة ثم يتأذى بدخوله عليه فرخص له ان يشتريها
منه بتمر وقال ابن إدريس العرية لا تكون الا بالكيل من التمر يدا بيد لا يكون
بالجزاف ومما يقويه قول سهل بن أبي حثمة بالأوسق الموسقة وقال ابن إسحاق
في حديثه عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما كانت العرايا ان يعرى الرجل
الرجل في ماله النخلة والنخلتين وقال يزيد عن سفيان بن حسين العرايا نخل كانت
توهب للمساكين فلا يستطيعون ان ينتظروا بها رخص لهم ان يبيعوها بما شاؤوا
من التمر حدثنا محمد أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا موسى بن عقبة عن
نافع عن ابن عمر عن زيد بن ثابت رضي الله عنهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
رخص في العرايا ان تباع بخرصها كيلا قال موسى بن عقبة والعرايا نخلات معلومات
تأتيها فتشتريها باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها وقال الليث عن أبي
الزناد كان عروة بن الزبير يحدث عن سهل بن أبي حثمة الأنصاري من بنى حارثة
انه حدثه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال كان الناس في عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم يبتاعون الثمار فإذا جد الناس وحضر تقاضيهم قال المبتاع
انه أصاب الثمر الدمان اصابه مراض اصابه قشام عاهات يحتجون بها فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لما كثرت عنده الخصومة في ذلك فاما لا فلا تتبايعوا
حتى يبدو صلاح الثمر كالمشورة يشير بها لكثرة خصومتهم * وأخبرني خارجة
ابن زيد بن ثابت ان زيد بن ثابت لم يكن يبيع ثمار ارضه حتى تطلع الثريا فيتبين
الأصفر من الأحمر قال أبو عبد الله رواه علي بن بحر حدثنا حكام حدثنا
عنبسة عن زكريا عن أبي الزناد عن عروة عن سهل عن زيد حدثنا عبد الله
33

ابن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها نهى البائع والمبتاع
حدثنا ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان تباع ثمرة النخل حتى تزهو * قال أبو
عبد الله يعنى حتى تحمر حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن سليم بن حيان
حدثنا سعيد بن ميناء قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال نهى النبي
صلى الله عليه وسلم ان تباع الثمرة حتى تشقح فقيل وما تشقح قال تحمار وتصفار
ويؤكل منها باب بيع النخل قبل أن يبدو صلاحها حدثني علي بن
الهيثم حدثنا معلى حدثنا هشيم أخبرنا حميد حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها وعن
النخل حتى يزهو قيل وما يزهو قال يحمار أو يصفار باب إذا باع الثمار
قبل أن يبدو صلاحها ثم اصابته عاهة فهو من البائع حدثنا عبد الله بن
يوسف أخبرنا مالك عن حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى تزهى فقيل له وما تزهى قال حتى تحمر
فقال أرأيت إذا منع الله الثمرة بم يأخذ أحدكم مال أخيه * قال الليث حدثني
يونس عن ابن شهاب قال لو أن رجلا ابتاع ثمرا قبل أن يبدو صلاحه ثم اصابته
عاهة كان ما اصابه على ربه أخبرني سالم بن عبد الله عن ابن عمر رضي الله عنهما
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتبايعوا الثمرة حتى يبدو صلاحها
ولا تبيعوا الثمر بالتمر باب شراء الطعام إلى أجل حدثنا عمر بن حفص
ابن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال ذكرنا عند إبراهيم الرهن في السلف
فقال لا بأس به ثم حدثنا عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم اشترى طعاما من يهودي إلى أجل فرهنه درعه باب
34

إذا أراد بيع تمر بتمر خير منه حدثنا قتيبة عن مالك عن عبد المجيد بن سهيل
ابن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة
رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا على خيبر فجاءه
بتمر جنيب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكل تمر خيبر هكذا قال لا والله
يا رسول الله انا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا تفعل بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا
باب من باع نخلا قد أبرت أو أرضا مزروعة أو بإجارة قال أبو
عبد الله وقال لي إبراهيم أخبرنا هشام أخبرنا ابن جريج قال سمعت ابن أبي
مليكة يخبر عن نافع مولى ابن عمر ان أيما نخل بيعت قد أبرت لم يذكر الثمر
فالتمر للذي أبرها وكذلك العبد والحرث سمى له نافع هؤلاء الثلاثة حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من باع نخلا قد أبرت فثمرتها للبائع
الا ان يشترط المبتاع باب بيع الزرع بالطعام كيلا حدثنا قتيبة
حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن المزابنة ان يبيع ثمر حائطه إن كان نخلا بتمر كيلا وإن كان
كرما ان يبيعه بزبيب كيلا أو كان زرعا ان يبيعه بكيل طعام ونهى عن ذلك
كله باب بيع النخل بأصله حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث
عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما
امرئ أبر نخلا ثم باع أصلها فللذي أبر ثمر النخل الا ان يشترطه المبتاع
باب بيع المخاضرة حدثنا إسحاق بن وهب حدثنا عمر بن يونس قال
حدثني أبي قال حدثني إسحاق بن أبي طلحة الأنصاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المحاقلة والمخاضرة والملامسة
35

والمنابذة والمزابنة حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس
رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع ثمر التمر حتى يزهو فقلنا
لأنس ما زهوها قال تحمر وتصفر أرأيت ان منع الله الثمرة بم تستحل مال أخيك
باب بيع الجمار وأكله حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك حدثنا
أبو عوانة عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنت عند النبي
صلى الله عليه وسلم وهو يأكل جمارا فقال من الشجر شجرة كالرجل المؤمن
فأردت أن أقول هي النخلة فإذا انا أحدثهم قال هي النخلة باب من
اجرى امر الأمصار على ما يتعارفون بينهم في البيوع والإجارة والمكيال
والوزن وسننهم على نياتهم ومذاهبهم المشهورة وقال شريح للغزالين سنتكم
بينكم وقال عبد الوهاب عن أيوب عن محمد لا بأس العشرة بأحد عشر ويأخذ
للنفقة ربحا وقال النبي صلى الله عليه وسلم لهند خذي ما يكفيك وولدك
بالمعروف وقال تعالى ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف واكترى الحسن من
عبد الله بن مرداس حمارا فقال بكم فقال بكم قال بدانقين فركبه ثم جاء مرة أخرى
فقال الحمار الحمار فركبه ولم يشارطه فبعث إليه بنصف درهم حدثنا عبد
الله بن يوسف أخبرنا مالك عن حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال حجم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو طيبة فأمر له رسول الله صلى الله
عليه وسلم بصاع من تمر وأمر أهله ان يخففوا عنه من خراجه حدثنا أبو نعيم
حدثنا سفيان عن هشام عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت هند أم معاوية
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان أبا سفيان رجل شحيح فهل على جناح ان
آخذ من ماله سرا قال خذي أنت وبنوك ما يكفيك بالمعروف حدثني
اسحق حدثنا ابن نمير أخبرنا هشام وحدثني محمد قال سمعت عثمان بن فرقد
قال سمعت هشام بن عروة يحدث عن أبيه انه سمع عائشة رضي الله عنها تقول
36

ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف أنزلت في والى
اليتيم الذي يقيم عليه ويصلح في ماله إن كان فقيرا اكل منه بالمعروف
باب بيع الشريك من شريكه حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا
معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر رضي الله عنه قال جعل رسول الله صلى
الله عليه وسلم الشفعة في كل مال لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق
فلا شفعة باب بيع الأرض والدور والعروض مشاعا غير مقسوم
حدثنا محمد بن محبوب حدثنا عبد الواحد حدثنا معمر عن الزهري عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قضى النبي صلى الله
عليه وسلم بالشفعة في كل مال لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق
فلا شفعة حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد بهذا وقال في كل ما لم يقسم *
تابعه هشام عن معمر قال عبد الرزاق في كل مال رواه عبد الرحمن بن إسحاق عن
الزهري باب إذا اشترى شيئا لغيره بغير اذنه فرضى حدثنا يعقوب
ابن إبراهيم حدثنا أبو عاصم أخبرنا ابن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن نافع
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خرج ثلاثة يمشون
فأصابهم المطر فدخلوا في غار في جبل فانحطت عليهم صرخة قال فقال بعضهم
لبعض ادعوا الله بأفضل عمل عملتموه فقال أحدهم اللهم إني كان لي أبوان شيخان
كبيران فكنت اخرج فأرعي ثم أجئ فأحلب فأجئ بالحلاب فأتي به أبوى
فيشربان ثم أسقي الصبية وأهلي وامرأتي فاحتبست ليلة فجئت فإذا هما نائمان
قال فكرهت ان أوقظهما والصبية يتضاغون عند رجلي فلم يزل ذلك دأبي
ودأبهما حتى طلع الفجر اللهم ان كنت تعلم انى فعلت ذلك ابتغاء وجهك
فافرج عنا فرجة نرى منها السماء قال ففرج عنهم وقال الآخر اللهم ان كنت
تعلم انى كنت أحب امرأة من بنات عمى كأشد ما يحب الرجل النساء فقالت
37

لا تنال ذلك منها تعطيها مائة دينار فسعيت فيها حتى جمعتها فلما قعدت بين
رجليها قالت اتق الله ولا تفض الخاتم الا بحقه فقمت وتركتها فان كنت تعلم
انى فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة قال ففرج عنهم الثلثين وقال
الآخر اللهم ان كنت تعلم انى استأجرت أجيرا بفرق من ذرة فأعطيته وأبى
ذلك أن يأخذ فعمدت إلى ذلك الفرق فزرعته حتى اشتريت منه بقرا وراعيها
ثم جاء فقال يا عبد الله أعطني حقي فقلت انطلق إلى تلك البقر وراعيها فإنها لك
فقال أتستهزئ بي قال فقلت ما استهزئ بك ولكنها لك اللهم ان كنت تعلم
انى فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فكشف عنهم باب الشراء
والبيع مع المشركين وأهل الحرب حدثنا أبو النعمان حدثنا معتمر بن سليمان
عن أبيه عن أبي عثمان عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال كنا مع
النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها فقال
النبي صلى الله عليه وسلم بيعا أم عطية أو قال أم هبة قال لا بل بيع فاشترى منه
شاة باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه وقال النبي صلى الله
عليه وسلم لسلمان كاتب وكان حرا فظلموه وباعوه وسبى عمار وصهيب وبلال
وقال تعالى والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم
على ما ملكت ايمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون حدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم هاجر إبراهيم عليه السلام بسارة فدخل بها قرية فيها ملك
من الملوك أو جبار من الجبابرة فقيل دخل إبراهيم بامرأة هي من أحسن النساء
فأرسل إليه ان يا إبراهيم من هذه التي معك قال أختي ثم رجع إليها فقال
لا تكذبي حديثي فانى أخبرتهم انك أختي والله ان على الأرض مؤمن غيري
وغيرك فأرسل بها إليه فقال إليها فقامت توضأ وتصلى فقالت اللهم ان كنت
38

آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجى الا على زوجي فلا تسلط على الكافر
فغط حتى ركض برجله قال الأعرج قال أبو سلمة بن عبد الرحمن ان أبا هريرة
قال قالت اللهم ان يمت يقال هي قتلته فأرسل ثم قام إليها فقامت توضأ وتصلى
وتقول اللهم ان كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجى الا على زوجي
فلا تسلط على هذا الكافر فغط حتى ركض برجله قال عبد الرحمن قال أبو سلمة
قال أبو هريرة فقالت اللهم ان يمت فيقال هي قتلته فأرسل في الثانية أو في الثالثة
فقال والله ما أرسلتم إلى الا شيطانا ارجعوها إلى إبراهيم عليه السلام وأعطوها
آجر فرجعت إلى إبراهيم عليه السلام فقالت أشعرت ان الله كبت الكافر
وأخدم وليدة حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن
عائشة رضي الله عنها انها قالت اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في علام
فقال سعد هذا يا رسول الله ابن أخي عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أنه ابنه انظر
إلى شبهه وقال عبد بن زمعة هذا أخي يا رسول الله ولد على فراش أبى من
وليدته فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شبهه فرأى شبها بينا بعتبة
فقال هو لك يا عبد الولد للفراش وللعاهر الحجر واحتجبي منه يا سودة بنت
زمعة فلم تره سودة قط حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة
عن سعد عن أبيه قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه لصهيب اتق الله ولا تدع
إلى غير أبيك فقال صهيب ما يسرني ان لي كذا وكذا وانى قلت ذلك ولكني
سرقت وانا صبي حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني
عروة بن الزبير ان حكيم بن حزام أخبره أنه قال يا رسول الله أرأيت أمورا
كنت أتحنث أو أتحنت بها في الجاهلية من صلة وعتاقة وصدقة هل لي فيها اجر
قال حكيم رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت على ما سلف لك
من خير باب جلود الميتة قبل أن تدبغ حدثنا زهير بن حرب حدثنا يعقوب
39

ابن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح قال حدثني ابن شهاب ان عبيد الله بن عبد الله أخبره
ان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر
بشاة ميتة فقال هلا استمتعتم باهابها قالوا إنها ميتة قال إنما حرم اكلها باب
قتل الخنزير وقال جابر حرم النبي صلى الله عليه وسلم بيع الخنزير حدثنا قتيبة
ابن سعيد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن ابن المسيب انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ليوشكن
ان ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع
الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد باب لا يذاب شحم الميتة ولا يباع
ودكه رواه جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا الحميدي حدثنا سفيان
حدثنا عمرو بن دينار قال أخبرني طاوس انه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول
بلغ عمر ان فلانا باع خمرا فقال قاتل الله فلانا ألم يعلم أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها حدثنا
عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال سمعت سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قاتل الله
يهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها * قال أبو عبد الله قاتلهم
الله لعنهم قتل لعن الخراصون باب بيع التصاوير التي ليس فيها روح
وما يكره من ذلك حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا يزيد بن زريع
أخبرنا عوف عن سعيد بن أبي الحسن قال كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما
إذ اتاه رجل فقال يا أبا عباس انى انسان إنما معيشتي من صنعة يدي وانى اصنع
هذه التصاوير فقال ابن عباس لا أحدثك الا ما سمعت من رسول الله صلى الله
عليه وسلم سمعته يقول من صور صورة فان الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح
وليس بنافخ فيها ابدا فربا الرجل ربوة شديدة واصفر وجهه فقال ويحك ان
40

أبيت الا ان تصنع فعليك بهذا الشجر كل شئ ليس فيه روح * قال أبو
عبد الله سمع سعيد بن أبي عروبة من النضر بن أنس هذا الواحد باب
تحريم التجارة في الخمر وقال جابر حرم النبي صلى الله عليه وسلم بيع الخمر حدثنا
مسلم حدثنا شعبة عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها
لما نزلت آيات سورة البقرة عن آخرها خرج النبي صلى الله عليه وسلم
فقال حرمت التجارة في الخمر باب اثم من باع حرا حدثنا بشر بن
مرحوم حدثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله ثلاثة انا خصمهم
يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر
أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه اجره باب امر النبي صلى الله عليه وسلم
اليهود ببيع أرضيهم ودمنهم حين أجلاهم فيه المقبري عن أبي هريرة باب
بيع العبيد والحيوان بالحيوان نسيئة * واشترى ابن عمر راحلة بأربعة أبعرة
مضمونة عليه يوفيها صاحبها بالربذة وقال ابن عباس قد يكون البعير خيرا من
البعيرين واشترى رافع بن خديج بعيرا ببعيرين فأعطاه أحدهما وقال آتيك
بالآخر غدا رهوا إن شاء الله وقال ابن المسيب لا ربا في الحيوان البعير
بالبعيرين والشاة بالشاتين إلى أجل وقال ابن سيرين لا بأس بعير ببعيرين نسيئة
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال كان
في السبي صفية فصارت إلى دحية الكلبي ثم صارت إلى النبي صلى الله عليه وسلم
باب بيع الرقيق حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال
أخبرني ابن محيريز ان أبا سعيد الخدري رضي الله عنه أخبره انه بينما هو جالس
عند النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله انا نصيب سبيا فنحب الأثمان
فكيف ترى في العزل فقال أو انكم تفعلون ذلك لا عليكم أن لا تفعلوا ذلكم
41

فإنها ليست نسمة كتب الله ان تخرج الا هي خارجة باب بيع المدبر
حدثنا ابن نمير حدثنا وكيع حدثنا إسماعيل عن سلمة بن كهيل عن عطاء
عن جابر رضي الله عنه قال باع النبي صلى الله عليه وسلم المدبر حدثنا قتيبة
حدثنا سفيان عن عمر وسمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول باعه رسول
الله صلى الله عليه وسلم حدثني زهير بن حرب حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن
صالح قال حدث ابن شهاب ان عبيد الله أخبره ان زيد بن خالد وأبا هريرة
رضي الله عنهما أخبراه انهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسئل عن
الأمة تزني ولم تحصن قال اجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم بيعوها بعد الثالثة
أو الرابعة حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال أخبرني الليث عن سعيد عن أبيه
عن أبي هريرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا زنت أمة أحدكم
فتبين زناها فليجلدها الحد ولا يثرب عليها ثم إن زنت فليجلدها الحد ولا
يثرب ثم إن زنت الثالثة فتبين زناها فليبعها ولو بحبل من شعر باب
هل يسافر بالجارية قبل أن يستبرئها ولم ير الحسن بأسا ان يقبلها أو يباشرها
وقال ابن عمر رضي الله عنهما إذا وهبت الوليدة التي توطأ أو بيعت أو عتقت
فليستبرأ رحمها بحيضة ولا تستبرأ العذراء وقال عطاء لا بأس ان يصيب من
جاريته الحامل ما دون الفرج وقال الله تعالى الا على أزواجهم أوما ملكت
ايمانهم حدثنا عبد الغفار بن داود حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي
عمر وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم
خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيى بن اخطب وقد
قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه
فخرج بها حتى بلغنا سد الروحاء حلت فبنى بها ثم صنع حيسا في نطع صغير ثم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آذن من حولك فكانت تلك وليمة رسول الله
42

صلى الله عليه وسلم على صفية ثم خرجنا إلى المدينة قال فرأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته
فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب باب بيع الميتة والأصنام
حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عطاء بن أبي رباح عن
جابر بن عبد الله رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
عام الفتح وهو بمكة ان الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام
فقيل يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة فإنها يطلى بها السفن ويدهن بها الجلود
ويستصبح بها الناس فقال لا هو حرام ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
عند ذلك قاتل الله اليهود ان الله لما حرم شحومها جملوه ثم باعوه فأكلوا
ثمنه * قال أبو عاصم حدثنا عبد الحميد حدثنا يزيد كتب إلى عطاء سمعت جابرا
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم باب ثمن الكلب حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي
مسعود الأنصاري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن
ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن حدثنا حجاج بن منهال حدثنا
شعبة قال أخبرني عون بن أبي جحيفة قال رأيت أبى اشترى حجاما فسألته عن
ذلك فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الدم وثمن الكلب
وكسب الأمة ولعن الواشمة والمستوشمة وآكل الربا وموكله ولعن المصور
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب السلم)
باب السلم في كيل معلوم حدثنا عمرو بن زرارة أخبرنا إسماعيل بن
علية أخبرنا ابن أبي نجيح عن عبد الله بن كثير عن أبي المنهال عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة والناس يسلفون في
43

الثمر العام والعامين أو قال عامين أو ثلاثة شك إسماعيل فقال من سلف في تمر
فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم حدثنا محمد أخبرنا إسماعيل عن ابن أبي
نجيح بهذا في كيل معلوم ووزن معلوم باب السلم في وزن معلوم حدثنا
صدقة أخبرنا ابن عيينة أخبرنا ابن أبي نجيح عن عبد الله بن كثير عن أبي المنهال
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهم
يسلفون بالثمر السنتين والثلاث فقال من أسلف في شئ ففي كيل معلوم ووزن
معلوم إلى أجل معلوم حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حدثني
ابن أبي نجيح وقال فليسلف في كيل معلوم إلى أجل معلوم حدثنا قتيبة
حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن عبد الله بن كثير عن أبي المنهال قال سمعت ابن
عباس رضي الله عنهما يقول قدم النبي صلى الله عليه وسلم وقال في كيل معلوم
ووزن معلوم إلى أجل معلوم حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن ابن أبي المجالد
ح وحدثنا يحيى حدثنا وكيع عن شعبة عن محمد بن أبي المجالد حدثنا حفص
ابن عمر حدثنا شعبة قال أخبرني محمد أو عبد الله بن أبي المجالد قال اختلف عبد
الله بن شداد بن الهاد وأبو بردة في السلف فبعثوني إلى ابن أبي أوفى رضي الله عنه
فسألته فقال انا كنا نسلف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى
بكر وعمر في الحنطة والشعير والزبيب والتمر وسألت ابن أبزي فقال مثل ذلك
باب السلم إلى من ليس عنده أصل حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
عبد الواحد حدثنا الشيباني حدثنا محمد بن أبي المجالد قال بعثني عبد الله بن شداد
وأبو بردة إلى عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما فقالا سله هل كان أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يسلفون في الحنطة
قال عبد الله كنا نسلف نبيط أهل الشام في الحنطة والشعير والزيت في كيل
معلوم إلى أجل معلوم قلت إلى من كان أصله عنده قال ما كنا نسألهم عن ذلك
44

ثم بعثاني إلى عبد الرحمن بن أبزي فسألته فقال كان أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم يسلفون على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم نسألهم الهم حرث أم لا
حدثنا إسحاق حدثنا خالد بن عبد الله عن الشيباني عن محمد بن أبي مجالد بهذا
وقال فنسلفهم في الحنطة والشعير * وقال عبد الله بن الوليد عن سفيان حدثنا
الشيباني وقال والزيت حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الشيباني وقال في الحنطة
والشعير والزبيب حدثنا آدم حدثنا شعبة أخبرنا عمرو قال سمعت أبا البختري
الطائي قال سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن السلم في النخل قال نهى النبي
صلى الله عليه وسلم عن بيع النخل حتى يؤكل منه وحتى يوزن فقال الرجل
وأي شئ يوزن قال رجل إلى جانبه حتى يحرز وقال معاذ حدثنا شعبة عن
عمرو قال أبو البختري سمعت ابن عباس رضي الله عنهما نهى النبي صلى الله عليه
وسلم مثله باب السلم في النخل حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن
عمرو عن أبي البختري قال سألت ابن عمر رضي الله عنهما عن السلم في النخل
فقال نهى عن بيع النخل حتى يصلح وعن بيع الورق نساء بناجز وسألت ابن
عباس عن السلم في النخل فقال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع النخل حتى
يؤكل منه أو يأكل منه حتى يوزن حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر
حدثنا شعبة عن عمرو عن أبي البختري سألت ابن عمر رضي الله عنهما عن السلم
في النخل فقال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمر حتى يصلح ونهى عن
الورق بالذهب نساء بناجز وسألت ابن عباس فقال نهى النبي صلى الله عليه وسلم
عن بيع النخل حتى يأكل أو يؤكل وحتى يوزن قلت وما يوزن قال رجل
عنده حتى يحزر باب الكفيل في السلم حدثنا محمد بن سلام حدثنا
يعلى حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت
اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما من يهودي بنسيئة ورهنه درعا له
45

من حديد باب الرهن في السلم حدثني محمد بن محبوب حدثنا عبد
الواحد حدثنا الأعمش قال تذاكرنا عند إبراهيم الرهن في السلف فقال حدثني
الأسود عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم اشترى من يهودي
طعاما إلى أجل معلوم وارتهن منه درعا من حديد باب السلم إلى أجل
معلوم وبه قال ابن عباس وأبو سعيد والأسود والحسن وقال ابن عمر لا بأس
في الطعام الموصوف بسعر معلوم إلى أجل معلوم ما لم يك ذلك في زرع لم يبد
صلاحه حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن عبد الله بن كثير
عن أبي المنهال عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم
المدينة وهم يسلفون في الثمار السنتين والثلاث فقال أسلفوا في الثمار في كيل
معلوم إلى أجل معلوم * وقال عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان حدثنا ابن أبي نجيح
وقال في كيل معلوم ووزن معلوم حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا
سفيان عن سليمان الشيباني عن محمد بن أبي مجالد قال أرسلني أبو بردة و عبد الله بن
شداد إلى عبد الرحمن بن أبزي وعبد الله بن أبي أوفى فسألتهما عن السلف فقالا
كنا نصيب المغانم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يأتينا أنباط من
أنباط الشام فنسلفهم في الحنطة والشعير والزبيب إلى أجل مسمى قال قلت
أكان لهم زرع أو لم يكن لهم زرع قال ما كنا نسألهم عن ذلك باب
السلم إلى أن تنتج الناقة حدثنا موسى بن إسماعيل أخبرنا جويرية عن نافع عن
عبد الله رضي الله عنه قال كانوا يتبايعون الجزور إلى حبل الحبلة فنهى النبي
صلى الله عليه وسلم عنه * فسره نافع إلى أن تنتج الناقة ما في بطنها
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الشفعة)
باب الشفعة فيما لم يقسم فإذا وقعت الحدود فلا شفعة حدثنا مسدد
46

حدثنا عبد الواحد حدثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر
ابن عبد الله رضي الله عنهما قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشفعة
في كل ما لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة باب
عرض الشفعة على صاحبها قبل البيع وقال الحكم إذا اذن له قبل البيع فلا
شفعة له وقال الشعبي من بيعت شفعته وهو شاهد لا يغيرها فلا شفعة له
حدثنا المكي بن إبراهيم أخبرنا ابن جريج أخبرني إبراهيم بن ميسرة عن
عمرو بن الشريد قال وقفت على سعد بن أبي وقاص فجاء المسور بن مخرمة فوضع
يده على احدى منكبي إذ جاء أبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا سعد ابتع منى بيتي في دارك فقال سعد والله ما ابتاعهما فقال المسور والله
لتبتاعنهما فقال سعد والله لا أزيدك على أربعة آلاف منجمة أو مقطعة قال
أبو رافع لقد أعطيت بها خمسمائة دينار ولولا انى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول الجار أحق بسقبه ما أعطيتكها بأربعة آلاف وانا أعطى بها خمسمائة
دينار فأعطاها إياه باب أي الجوار أقرب حدثنا حجاج حدثنا
شعبة ح وحدثني على حدثنا شبابة حدثنا شعبة حدثنا أبو عمران قال سمعت
طلحة بن عبد الله عن عائشة رضي الله عنها قلت يا رسول الله ان لي جارين فإلى
أيهما اهدى قال إلى أقربهما منك بابا
(كتاب الإجارة * بسم الله الرحمن الرحيم)
(في الإجارات) باب في الإجارة استئجار الرجل الصالح وقول الله
تعالى ان خير من استأجرت القوى الأمين والخازن الأمين ومن لم يستعمل من
اراده حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن أبي بردة قال أخبرني جدي
أبو بردة عن أبيه أبى موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه
47

وسلم الخازن الأمين الذي يؤدى ما امر به طيبة نفسه أحد المتصدقين حدثنا
مسدد حدثنا يحيى عن قرة بن خالد قال حدثني حميد بن هلال حدثنا أبو بردة
عن أبي موسى قال أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان من الأشعريين
فقلت ما علمت انهما يطلبان العمل فقال لن أو لا نستعمل على عملنا من اراده
باب رعى الغنم على قراريط حدثنا أحمد بن محمد المكي حدثنا عمرو
ابن يحيى عن جده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال ما بعث الله نبيا الا رعى الغنم فقال أصحابه وأنت فقال نعم كنت أرعاها
على قراريط لأهل مكة باب استئجار المشركين عند الضرورة أو إذا
لم يوجد أهل الاسلام وعامل النبي صلى الله عليه وسلم يهود خيبر حدثنا
إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن
عائشة رضي الله عنها واستأجر النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلا
من بنى الديل ثم من بنى عبد بن عدي هاديا خريتا الخريت الماهر بالهداية قد
غمس يمين حلف في آل العاصي بن وائل وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا
إليه راحلتيهما ووعداه غار ثور بعد ثلاث ليال فأتاهما براحلتيهما صبيحة ليال ثلاث
فارتحلا وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل الديلي فأخذ بهم وهو طريق
الساحل باب إذا استأجر أجيرا ليعمل له بعد ثلاثة أيام أو بعد شهر
أو بعد سنة جاز وهما على شرطهما الذي اشترطاه إذا جاء الاجل حدثنا
يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير ان
عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت واستأجر رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلا من بنى الديل هاديا خريتا وهو على دين
كفار قريش فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما
صبح ثلاث باب الأجير في الغزو حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا
48

إسماعيل بن علية أخبرنا ابن جريج قال أخبرني عطاء عن صفوان بن يعلى عن
يعلى بن أمية رضي الله عنه قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم جيش العسرة
فكان من أوثق اعمالي في نفسي فكان لي أجير فقاتل انسانا فعض أحدهما إصبع
صاحبه فانتزع إصبعه فأندر ثنيته فسقطت فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فأهدر ثنيته وقال أفيدع إصبعه في فيك تقضمها قال احسبه قال كما يقضم
الفحل * قال ابن جريج وحدثني عبد الله بن أبي مليكة عن جده بمثل هذه
الصفة ان رجلا عض يد رجل فأندر ثنيته فأهدرها أبو بكر رضي الله عنه
باب من استأجر أجيرا فبين له الاجل ولم يبين العمل لقوله انى أريد
ان أنكحك احدى ابنتي هاتين إلى قوله على ما نقول وكيل يأجر فلانا يعطيه
اجرا ومنه في التعزية آجرك الله باب إذا استأجر أجيرا على أن يقيم
حائطا يريد أن ينقض جاز حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف
ان ابن جريج أخبرهم قال أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار عن سعيد بن
جبير يزيد أحدهما على صاحبه وغيرهما قال قد سمعته يحدثه عن سعيد قال قال
لي ابن عباس رضي الله عنهما حدثني أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم فانطلقا فوجدا جدارا يريد أن ينقض قال سعيد بيده هكذا ورفع
يديه فاستقام قال يعلى حسبت ان سعيدا قال فمسحه بيده فاستقام لو شئت
لاتخذت عليه اجرا قال سعيد اجرا نأكله باب الإجارة إلى نصف
النهار حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر
رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثلكم ومثل أهل الكتابين
كمثل رجل استأجر اجراء فقال من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على
قيراط فعملت اليهود ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على
قيراط فعملت النصارى ثم قال من يعمل لي من العصر إلى أن تغيب الشمس على
49

قيراطين فأنتم هم فغضبت اليهود والنصارى فقالوا مالنا أكثر عملا وأقل
عطاء قال هل نقصتكم من حقكم قالوا لا قال فذلك فضلي أؤتيه من أشاء
باب الإجارة إلى صلاة العصر حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال
حدثني مالك عن عبد الله بن دينار مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر بن
الخطاب رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما مثلكم واليهود
والنصارى كرجل استعمل عمالا فقال من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط
قيراط فعملت اليهود على قيراط قيراط ثم عملت النصارى على قيراط قيراط
ثم أنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغارب الشمس على قيراطين قيراطين
فغضبت اليهود والنصارى وقالوا نحن أكثر عملا وأقل عطاء قال هل ظلمتكم
من حقكم شيئا قالوا لا فقال فذلك فضلي أؤتيه من أشاء باب اثم من
منع اجر الأجير حدثنا يوسف بن محمد حدثني يحيى بن سليم عن إسماعيل بن
أمية عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال قال الله تعالى ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر
ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه اجره
باب الإجارة من العصر إلى الليل حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو
أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوما يعملون
له عملا يوما إلى الليل على اجر معلوم فعملوا له إلى نصف النهار فقالوا لا حاجة لنا
إلى اجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل فقال لهم لا تفعلوا أكملوا بقية عملكم
وخذوا أجركم كاملا فأبوا وتركوا واستأجر آخرين بعدهم فقال أكملوا
بقية يومكم هذا ولكم الذي شرطت لهم من الاجر فعملوا حتى إذا كان حين
صلاة العصر قالوا لك ما عملنا باطل ولك الاجر الذي جعلت لنا فيه فقال لهم
50

أكملوا بقية عملكم فان ما بقي من النهار شئ يسير فأبوا واستأجر قوما ان
يعملوا له بقية يومهم فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس واستكملوا اجر
الفريقين كليهما فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور باب من
استأجر أجيرا فترك اجره فعمل فيه المستأجر فزاد أو من عمل في مال غيره
فاستفضل حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني سالم بن
عبد الله ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى آووا المبيت إلى غار فدخلوه
فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا انه لا ينجيكم من هذه
الصخرة الا ان تدعوا الله بصالح أعمالكم فقال رجل منهم اللهم كان لي أبوان
شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما اهلا ولا مالا فنأى بي في طلب شئ يوما
فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين وكرهت ان
أغبق قبلهما اهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي انتظر استيقاظهما حتى
برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء
وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئا لا يستطيعون
الخروج قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الآخر اللهم كانت لي بنت عم كانت
أحب الناس إلى فأردتها عن نفسها فامتنعت منى حتى المت بها سنة من السنين
فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلى بيني وبين نفسها ففعلت
حتى إذا قدرت عليها قالت لا أحل لك ان تفض الخاتم الا بحقه فتحرجت
من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلى وتركت الذهب الذي
أعطيتها اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه
فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها قال النبي صلى الله عليه
وسلم وقال الثالث اللهم إني استأجرت اجراء فأعطيتهم اجرهم غير رجل
51

واحد ترك الذي له وذهب فثمرت اجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد
حين فقال يا عبد الله أدى إلى اجرى فقلت له كل ما ترى من اجرك من الإبل
والبقر والغنم والرقيق فقال يا عبد الله لا تستهزئ بي فقلت انى لا استهزئ
بك فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا اللهم فان كنت فعلت ذلك ابتغاء
وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون باب
من آجر نفسه ليحمل على ظهره ثم تصدق به واجرة الحمال حدثنا سعيد
ابن يحيى بن سعيد القرشي حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن شقيق عن أبي مسعود
الأنصاري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا امر بالصدقة
انطلق أحدنا إلى السوق فيحامل فيصيب المد وان لبعضهم لمائة الف قال
ما نراه الا نفسه باب اجر السمسرة ولم ير ابن سيرين وعطاء وإبراهيم
والحسن بأجر السمسار بأسا وقال ابن عباس لا بأس أن يقول بع هذا الثوب فما
زاد على كذا وكذا فهو لك * وقال ابن سيرين إذا قال بعه بكذا فما كان من ربح
فهو لك أو بيني وبينك فلا بأس به وقال النبي صلى الله عليه وسلم المسلمون عند
شروطهم حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد حدثنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يتلقى الركبان
ولا يبيع حاضر لباد قلت يا ابن عباس ما قوله لا يبيع حاضر لباد قال لا يكون
له سمسارا باب هل يؤاجر الرجل نفسه من مشرك في ارض الحرب
حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن مسلم عن مسروق حدثنا
خباب رضي الله عنه قال كنت رجلا قينا فعملت للعاصي بن وائل فاجتمع لي عنده
فأتيته أتقاضاه فقال لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد فقلت اما والله حتى
تموت ثم تبعث فلا قال وانى لميت ثم مبعوث قلت نعم قال فإنه سيكون لي ثم مال
وولد فأقضيك فأنزل الله تعالى أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا
52

وولدا باب ما يعطى في الرقية على احياء العرب بفاتحة الكتاب وقال
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أحق ما أخذتم عليه اجرا كتاب الله
وقال الشعبي لا يشترط المعلم الا ان يعطى شيئا فليقبله وقال الحكم لم اسمع
أحدا كره اجر المعلم وأعطى الحسن دراهم عشرة ولم ير ابن سيرين بأجر
القسام بأسا وقال كان يقال السحت الرشوة في الحكم وكانوا يعطون على
الخرص حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن أبي المتوكل عن أبي
سعيد رضي الله عنه قال انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من احياء العرب فاستضافوهم فأبوا ان
يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شى لا ينفعه شئ فقال بعضهم
لو اتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شئ فأتوهم
فقالوا يا أيها الرهط ان سيدنا لدغ وسعينا له بكل شئ لا ينفعه فهل عند أحد
منكم من شئ فقال بعضهم نعم والله انى لأرقى ولكن والله لقد استضفناكم
فلم تضيفونا فما انا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من
الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ الحمد لله رب العالمين فكأنما نشط من عقال
فانطلق يمشي وما به قلبة قال فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم
اقسموا فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له
الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له
فقال وما يدريك انها رقية ثم قال قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم * قال أبو عبد الله وقال شعبة حدثنا
أبو بشر سمعت أبا المتوكل بهذا باب ضريبة العبد وتعاهد ضرائب
الإماء حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن حميد الطويل عن أنس بن
مالك رضي الله عنه قال حجم أبو طيبة النبي صلى الله عليه وسلم فأمر له بصاع
53

أو صاعين من طعام وكلم مواليه فخفف عن غلته أو ضريبته باب
خراج الحجام حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن
أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى
الحجام اجره حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع عن خالد عن عكرمة عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام
اجره ولو علم كراهية لم يعطه حدثنا أبو نعيم حدثنا مسعر عن عمرو بن
عامر قال سمعت انسا رضي الله عنه يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يحتجم
ولم يكن يظلم أحدا اجره باب من كلم موالي العبد ان يخففوا عنه
من خراجه حدثنا آدم حدثنا شعبة عن حميد الطويل عن أنس بن مالك
رضي الله عنه قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم غلاما حجاما فحجمه وأمر له
بصاع أو صاعين أو مد أو مدين وكلم فيه فخفف من ضريبته باب
كسب البغي والإماء وكره إبراهيم اجر النائحة والمغنية وقول الله تعالى
ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ان أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا
ومن يكرههن فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم وقال مجاهد فتياتكم
إماءكم حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن ابن شهاب عن أبي بكر بن
عبد الرحمن بن الحرث بن هشام عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان
الكاهن حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن محمد بن جحادة عن أبي
حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن
كسب الإماء باب عسب الفحل حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث
وإسماعيل بن إبراهيم عن علي بن الحكم عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل باب إذا استأجر
54

أرضا فمات أحدهما وقال ابن سيرين ليس لأهله ان يخرجوه إلى تمام الاجل وقال
الحكم والحسن وأياس بن معاوية تمضى الإجارة إلى اجلها وقال ابن عمر أعطى
النبي صلى الله عليه وسلم خيبر بالشطر فكان ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وأبى بكر وصدرا من خلافة عمر ولم يذكر ان أبا بكر وعمر جددا الإجارة
بعد ما قبض النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية
ابن أسماء عن نافع عن عبد الله رضي الله عنه قال أعطى رسول الله صلى الله عليه
وسلم خيبر ان يعملوها ويزرعوها ولهم شطر ما يخرج منها وان ابن عمر حدثه
ان المزارع كانت تكرى على شئ سماه نافع لا احفظه وان رافع بن خديج
حدث ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كراء المزارع وقال عبيد الله عن نافع
عن ابن عمر حتى أجلاهم عمر
(بسم الله الرحمن الرحيم) الحوالات باب في الحوالة وهل يرجع
في الحوالة وقال الحسن وقتادة إذا كان يوم أحال عليه مليا جاز وقال ابن عباس
يتخارج الشريكان وأهل الميراث فيأخذ هذا عينا وهذا دينا فان توى لأحدهما
لم يرجع على صاحبه حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد
عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
مطل الغنى ظلم فإذا اتبع أحدكم على ملى فليتبع باب إذا أحال على ملى
فليس له رد حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن ابن ذكوان عن
الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مطل
الغنى ظلم ومن اتبع على ملى فليتبع باب إذا أحال دين الميت على رجل
جاز حدثنا المكي بن إبراهيم حدثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع
رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتى بجنازة
فقالوا صل عليها فقال هل عليه دين قالوا لا قال فهل ترك شيئا قالوا لا فصلى
55

عليه ثم أتى بجنازة أخرى فقالوا يا رسول الله صل عليها قال هل عليه دين قيل
نعم قال فهل ترك شيئا قالوا ثلاثة دنانير فصلى عليها ثم أتى بالثالثة فقالوا صل
عليها قال هل ترك شيئا قالوا لا قال فهل عليه دين قالوا ثلاثة دنانير قال صلوا على
صاحبكم قال أبو قتادة صل عليه يا رسول الله وعلى دينه فصلى عليه
(بسم الله الرحمن الرحيم) باب الكفالة في القرض والديون بالأبدان
وغيرها وقال أبو الزناد عن محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي عن أبيه ان عمر
رضي الله عنه بعثه مصدقا فوقع رجل على جارية امرأته فأخذ حمزة من الرجل
كفيلا حتى قدم على عمر وكان عمر قد جلده مائة جلدة فصدقهم وعذره
بالجهالة * وقال جرير والأشعث لعبد الله بن مسعود في المرتدين استتبهم
وكفلهم فتابوا وكفلهم عشائرهم وقال حماد إذا تكفل بنفس فمات فلا شئ
عليه وقال الحكم يضمن * قال أبو عبد الله وقال الليث حدثني جعفر بن ربيعة
عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم انه ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل ان يسلفه ألف دينار
فقال ائتني بالشهداء أشهدهم فقال كفى بالله شهيدا قال فأتني بالكفيل قال
كفى بالله كفيلا قال صدقت فدفعها إليه إلى أجل مسمى فخرج في البحر فقضى
حاجته ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الذي اجله فلم يجد مركبا
فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه ثم زجج
موضعها ثم أتى بها إلى البحر فقال اللهم انك تعلم انى كنت تسلفت فلانا ألف دينار
فسألني كفيلا فقلت كفى بالله كفيلا فرضى بك وسألني شهيدا فقلت
كفى بالله شهيدا فرضى بك وانى جهدت ان أجد مركبا ابعث إليه الذي له
فلم أقدر وانى استودعكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو
في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل
56

مركبا قد جاء بماله فإذا بالخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطبا فلما نشرها
وجد المال والصحيفة ثم قدم الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار فقال والله
ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي اتيت
فيه قال هل كنت بعثت إلى بشئ قال أخبرك انى لم أجد مركبا قبل الذي
جئت فيه قال فان الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة فانصرف بالألف
الدينار راشدا باب قول الله تعالى والذين عاقدت ايمانكم فآتوهم نصيبهم
حدثنا الصلت بن محمد حدثنا أبو أسامة عن إدريس عن طلحة بن مصرف
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما ولكل جعلنا موالي قال
ورثة والذين عاقدت ايمانكم قال كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجر
الأنصاري دون ذوي رحمه للاخوة التي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم
فلما نزلت ولكل جعلنا موالي نسخت ثم قال والذين عاقدت ايمانكم الا النصر
والرفادة والنصيحة وقد ذهب الميراث ويوصى له حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل
ابن جعفر عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال قدم علينا عبد الرحمن بن عوف
فآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع حدثنا محمد
ابن الصباح حدثنا إسماعيل بن زكريا حدثنا عاصم قال قلت لأنس رضي الله عنه
أبلغك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حلف في الاسلام فقال قد حالف
النبي صلى الله عليه وسلم بين قريش والأنصار في داري باب من تكفل
عن ميت دينا فليس له ان يرجع وبه قال الحسن حدثنا أبو عاصم عن يزيد
ابن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم
أتى بجنازة ليصلى عليها فقال هل عليه من دين فقالوا لا فصلى عليه ثم أتى بجنازة
أخرى فقال هل عليه من دين قالوا نعم قال صلوا على صاحبكم قال أبو قتادة على
دينه يا رسول الله فصلى عليه حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا
57

عمرو سمع محمد بن علي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهم قال قال النبي صلى الله
عليه وسلم لو قد جاء مال البحرين قد أعطيتك هكذا وهكذا فلم يجئ مال
البحرين حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم فلما جاء مال البحرين امر أبو بكر فنادى
من كان له عند النبي صلى الله عليه وسلم عدة أو دين فليأتنا فأتيته فقلت ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال لي كذا وكذا فحثا لي حثية فعددتها فإذا هي خمسمائة
وقال خذ مثليها باب جوار أبى بكر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وعقده حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل قال ابن شهاب فأخبرني
عروة بن الزبير ان عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لم
اعقل أبوى الا وهما يدينان الدين * وقال أبو صالح حدثني عبد الله عن يونس
عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير ان عائشة رضي الله عنها قالت لم اعقل
أبوى قط الا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم الا يأتينا فيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية فلما ابتلى المسلمون خرج أبو بكر
مهاجرا قبل الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة
فقال أين تريد يا أبا بكر فقال أبو بكر أخرجني قومي فأنا أريد ان أسيح في الأرض
فأعبد ربى قال ابن الدغنة ان مثلك لا يخرج ولا يخرج فإنك تكسب المعدوم
وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق وانا لك جار
فارجع فاعبد ربك ببلادك فارتحل ابن الدغنة فرجع مع أبي بكر فطاف
في اشراف كفار قريش فقال لهم ان أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج أتخرجون
رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقرى الضيف ويعين على
نوائب الحق فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة وآمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة
مر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن
به فانا قد خشينا ان يفتن أبناءنا ونساءنا قال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر فطفق
58

أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يستعلن بالصلاة ولا القراءة في غير داره ثم بدا
لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز فكان يصلى فيه ويقرأ القرآن فيتقصف
عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاء
لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك اشراف قريش من المشركين
فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا له انا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد
ربه في داره وانه جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره وأعلن الصلاة والقراءة
وقد خشينا ان يفتن أبناءنا ونساءنا فأته فان أحب ان يقتصر على أن يعبد
ربه في داره فعل وان أبى الا ان يعلن ذلك فسله ان يرد إليك ذمتك فانا
كرهنا ان نخفرك ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان قالت عائشة فأتى ابن الدغنة
أبا بكر فقال قد علمت الذي عقدت لك عليه فاما ان تقتصر على ذلك واما ان ترد
إلى ذمتي فانى لا أحب ان تسمع العرب انى أنفرت في رجل عقدت له قال أبو بكر
انى أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ
بمكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أريت دار هجرتكم رأيت سبخة
ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر
ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى
ارض الحبشة وتجهز أبو بكر مهاجرا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
على رسلك فانى أرجو ان يؤذن لي قال أبو بكر هل ترجو ذلك بأبي أنت قال
نعم فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه وعلف
راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر باب الدين حدثنا يحيى
ابن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالرجل المتوفى عليه الدين
فيسأل هل ترك لدينه فضلا فان حدث انه ترك لدينه وفاء صلى والا قال
59

للمسلمين صلوا على صاحبكم فلما فتح الله عليه الفتوح قال انا أولى بالمؤمنين من
أنفسهم فمن توفى من المؤمنين فترك دينا فعلى قضاؤه ومن ترك مالا فلورثته
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الوكالة)
باب في وكالة الشريك الشريك في القسمة وغيرها وقد أشرك النبي صلى
الله عليه وسلم عليا في هديه ثم امره بقسمتها حدثنا قبيصة حدثنا سفيان
عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي رضي الله عنه قال
امرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أتصدق بجلال البدن التي نحرت
وبجلودها حدثنا عمرو بن خالد حدثنا الليث عن يزيد عن أبي الخير عن عقبة
ابن عامر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه غنما يقسمها على
صحابته فبقي عتود فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ضح أنت باب
إذا وكل المسلم حربيا في دار الحرب أو في دار الاسلام جاز حدثنا عبد العزيز
ابن عبد الله قال حدثني يوسف بن الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن
ابن عوف عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال كاتبت
أمية بن خلف كتابا بأن يحفظني في صاغيتي بمكة واحفظه في صاغيته بالمدينة فلما
ذكرت الرحمن قال لا أعرف الرحمن كاتبني باسمك الذي كان في الجاهلية
فكاتبته عبد عمرو فلما كان في يوم بدر خرجت إلى جبل لأحرزه حين نام
الناس فأبصره بلال فخرج حتى وقف على مجلس من الأنصار فقال أمية بن
خلف لا نجوت ان نجا أمية فخرج معه فريق من الأنصار في آثارنا فلما خشيت
ان يلحقونا خلفت لهم ابنه لأشغلهم فقتلوه ثم أبوا حتى يتبعونا وكان رجلا
ثقيلا فلما أدركونا قلت له أبرك فبرك فألقيت عليه نفسي لأمنعه فتخللوه
بالسيوف من تحتي حتى قتلوه وأصاب أحدهم رجلي بسيفه وكان عبد الرحمن
60

ابن عوف يرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه * قال أبو عبد الله سمع يوسف
صالحا وإبراهيم أباه باب الوكالة في الصرف والميزان وقد وكل عمر وابن
عمر في الصرف حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد المجيد بن
سهيل بن عبد الرحمن بن عوف عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري
وأبي هريرة رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا
على خيبر فجاءهم بتمر جنيب فقال اكل تمر خيبر هكذا فقال انا لنأخذ الصاع
من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة فقال لا تفعل بع الجمع بالدراهم ثم ابتع
بالدراهم جنيبا وقال في الميزان مثل ذلك باب إذا أبصر الراعي أو الوكيل
شاة تموت أو شيئا يفسد ذبح أو اصلح ما يخاف عليه الفساد حدثنا إسحاق بن
إبراهيم سمع المعتمر أنبأنا عبيد الله عن نافع انه سمع ابن كعب بن مالك يحدث
عن أبيه انه كانت لهم غنم ترعى بسلع فأبصرت جارية لنا بشاة من غنمنا موتا
فكسرت حجرا فذبحتها به فقال لهم لا تأكلوا حتى اسأل النبي صلى الله عليه وسلم
أو أرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من يسأله وانه سأل النبي صلى الله عليه وسلم
عن ذاك أو أرسل فأمره بأكلها * قال عبيد الله فيعجبني انها أمة وانها ذبحت *
تابعه عبدة عن عبيد الله باب وكالة الشاهد والغائب جائزة وكتب
عبد الله بن عمرو إلى قهرمانه وهو غائب عنه ان يزكى عن أهله الصغير والكبير
حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال كان لرجل على النبي صلى الله عليه وسلم جمل سن من الإبل فجاءه يتقاضاه
فقال أعطوه فطلبوا سنه فلم يجدوا له الا سنا فوقها فقال أعطوه فقال أوفيتني
أوفى الله بك قال النبي صلى الله عليه وسلم ان خياركم أحسنكم قضاء باب
الوكالة في قضاء الديون حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن سلمة بن
كهيل قال سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه ان
61

رجلا أتى النبي صلى الله وسلم يتقاضاه فأغلظ فهم به أصحابه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم دعوه فان لصاحب الحق مقالا ثم قال أعطوه سنا مثل
سنه قالوا يا رسول الله لا نجد الا أمثل من سنه فقال أعطوه فان خيركم
أحسنكم قضاء باب إذا وهب شيئا لوكيل أو شفيع قوم جاز لقول
النبي صلى الله عليه وسلم لوفد هوازن حين سألوه المغانم فقال النبي صلى الله عليه
وسلم نصيبي لكم حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل
عن ابن شهاب قال وزعم عروة ان مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أخبراه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه
ان يرد إليهم أموالهم وسبيهم فقال لهم رسول الله صلى عليه وسلم أحب
الحديث إلى أصدقه فاختاروا احدى الطائفتين اما السبي واما المال وقد كنت
استأنيت بكم وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم انتظرهم بضع عشرة
ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غير
راد إليهم الا احدى الطائفتين قالوا فانا نختار سبينا فقام رسول الله صلى الله
عليه وسلم في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال اما بعد فان إخوانكم
هؤلاء قد جاؤونا تائبين وانى قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم ان
يطيب بذلك فليفعل ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من
أول ما يفئ الله علينا فليفعل فقال الناس قد طيبنا ذلك لرسول الله صلى الله
عليه وسلم لهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا لا ندري من اذن منكم
في ذلك ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفعوا الينا عرفاؤكم امركم فرجع الناس
فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه انهم
قد طيبوا وأذنوا باب إذا وكل رجل ان يعطى شيئا ولم يبين كم يعطى
فأعطى على ما يتعارفه الناس حدثنا المكي بن إبراهيم حدثنا ابن جريج عن
62

عطاء بن أبي رباح وغيره يزيد بعضهم على بعض ولم يبلغه كلهم رجل واحد
منهم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم
في سفر فكنت على جمل ثفال إنما هو في آخر القوم فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم
فقال من هذا قلت جابر بن عبد الله قال مالك قلت انى على جمل ثفال قال أمعك
قضيب قلت نعم قال أعطنيه فأعطيته فضربه فزجره فكان من ذلك المكان من
أول القوم قال بعنيه فقلت بل هو لك يا رسول الله قال بعنيه قد اخذته بأربعة
دنانير ولك ظهره إلى المدينة فلما دنونا من المدينة اخذت ارتحل قال أين تريد
قلت تزوجت امرأة قد خلا منها قال فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك قلت إن أبى
توفى وترك بنات فأردت أن انكح امرأة قد جربت خلا منها قال فذلك فلما
قدمنا المدينة قال يا بلال اقضه وزده فأعطاه أربعة دنانير وزاده قيراطا قال جابر
لا تفارقني زيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن القيراط يفارق جراب
جابر بن عبد الله باب وكالة الامرأة الامام في النكاح حدثنا عبد الله
ابن يوسف أخبرنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال جاءت امرأة إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله انى قد وهبت لك من نفسي فقال
رجل زوجنيها قال قد زوجناكها بما معك من القرآن باب إذا وكل
رجلا فترك الوكيل شيئا فأجازه الموكل فهو جائز وان أقرضه إلى أجل مسمى
جاز * وقال عثمان بن الهيثم أبو عمرو حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان
فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت والله لأرفعنك إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إني محتاج وعلى عيال ولى حاجة شديدة قال فخليت
عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة
قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فحليت سبيله قال اما
63

انه قد كذبك وسيعود فعرفت انه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
انه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال دعني فانى محتاج وعلى عيال لا أعود فرحمته فخليت
سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك
قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال اما انه
قد كذبك وسيعود فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت
لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات انك تزعم
لا تعود ثم تعود قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هو قال إذا
آويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم حتى تختم
الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت
سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل أسيرك البارحة
قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال ما هي
قلت قال لي إذا آويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الله
لا إله إلا هو الحي القيوم وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك
شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شئ على الخير فقال النبي صلى الله عليه وسلم
اما انه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة
قال لا قال ذاك شيطان باب إذا باع الوكيل شيئا فاسدا فبيعه مردود
حدثنا إسحاق حدثنا يحيى بن صالح حدثنا معاوية هو ابن سلام عن يحيى قال
سمعت عقبة بن عبد الغافر انه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال جاء
بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم بتمر برني فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من
أين هذا قال بلال كان عندنا تمر ردئ فبعت منه صاعين بصاع ليطعم النبي صلى
الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك أوه أوه عين الرباعين
64

الربا لا تفعل ولكن إذا أردت أن تشترى فبع التمر ببيع آخر ثم اشتر به
باب الوكالة في الوقف ونفقته وان يطعم صديقا له ويأكل بالمعروف
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو قال في صدقة عمر رضي الله عنه
ليس على الولي جناح ان يأكل ويؤكل صديقا غير متأثل مالا فكان
ابن عمر هو يلي صدقة عمر يهدى للناس من أهل مكة كان ينزل عليهم
باب الوكالة في الحدود حدثنا أبو الوليد أخبرنا الليث عن ابن شهاب
عن عبيد الله عن زيد بن خالد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال واغديا أنيس على امرأة هذا فان اعترفت فارجمها حدثنا ابن سلام
أخبرنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحرث قال
جئ بالنعيمان أو ابن النعيمان شاربا فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان
في البيت ان يضربوا قال فكنت انا فيمن ضربه فضربناه بالنعال والجريد
باب الوكالة في البدن وتعاهدها حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني
مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن انها أخبرته قالت
عائشة رضي الله عنها انا فتلت قلائد هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي
ثم قلدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه ثم بعث بها مع أبي فلم يحرم على
رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ أحله الله له حتى نحر الهدى باب إذا
قال الرجل لوكيله ضعه حيث أراك الله وقال الوكيل قد سمعت ما قلت حدثني
يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن إسحاق بن عبد الله انه سمع أنس بن مالك
رضي الله عنه يقول كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا وكان أحب
أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب فلما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان الله تعالى
65

يقول في كتابه لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وان أحب أموالي إلى بيرحاء
وانها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث
شئت فقال بخ ذلك مال رائح ذلك مال رائح قد سمعت ما قلت فيها وارى
ان تجعلها في الأقربين قال افعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبنى عمه *
تابعه إسماعيل عن مالك وقال روح عن مالك رابح باب وكالة الأمين
في الخزانة ونحوها حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن
عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال الخازن الأمين الذي ينفق وربما قال الذي يعطى ما امر به كاملا موفرا
طيب نفسه إلى الذي امر به أحد المتصدقين
(بسم الله الرحمن الرحيم) ما جاء في الحرث والمزارعة باب فضل الزرع
والغرس إذا اكل منه وقوله تعالى أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن
الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة ح
وحدثني عبد الرحمن بن المبارك حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل
منه طير أو انسان أو بهيمة الا كان له به صدقة وقال لنا مسلم حدثنا ابان حدثنا
قتادة حدثنا أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم باب ما يحذر من عواقب
الاشتغال بآلة الزرع أو مجاوزة الحد الذي امر به حدثنا عبد الله بن يوسف
حدثنا عبد الله بن سالم الحمصي حدثنا محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة الباهلي
قال ورأي سكة وشيئا من آلة الحرث فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
لا يدخل هذا بيت قوم الا ادخله الذل قال محمد واسم أبى امامة صدى بن عجلان
باب اقتناء الكلب للحرث حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن
يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
66

عليه وسلم من امسك كلبا فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط الا كلب
حرث أو ماشية قال ابن سيرين وأبو صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم الا كلب غنم أو حرث أو صيد وقال أبو حازم عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم كلب صيد أو ماشية حدثنا عبد الله بن
يوسف أخبرنا مالك عن يزيد بن خصيفة ان السائب بن يزيد حدثه انه سمع
سفيان بن أبي زهير رجلا من أزد شنوءة وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من اقتنى كلبا لا يغنى عنه زرعا
ولا ضرعا نقص كل يوم من عمله قيراط قلت أنت سمعت هذا من رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال أي ورب هذا المسجد باب استعمال البقر
للحراثة حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد قال سمعت أبا
سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل
راكب على بقرة التفتت إليه فقالت لم أخلق لهذا خلقت للحراثة قال آمنت به
انا وأبو بكر وعمر واخذ الذئب شاة فتبعها الراعي فقال الذئب من لها يوم السبع
يوم لا راعى لها غيري قال آمنت به انا وأبو بكر وعمر قال أبو سلمة وما هما يومئذ
في القوم باب إذا قال اكفني مؤنة النخل أو غيره وتشركني في الثمر
حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قالت الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم اقسم بيننا
وبين إخواننا النخيل قال لا فقالوا تكفونا المؤنة ونشرككم في الثمرة قالوا سمعنا
وأطعنا باب قطع الشجر والنخل وقال أنس امر النبي صلى الله عليه وسلم
بالنخل فقطع حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه حرق نخل بنى النضير وقطع
وهي البويرة ولها يقول حسان
67

وهان على سراة بنى لؤي * حريق بالبويرة مستطير
باب حدثنا محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا يحيى بن سعيد عن حنظلة بن
قيس الأنصاري سمع رافع بن خديج قال كنا أكثر أهل المدينة مزدرعا كنا
نكرى الأرض بالناحية منها مسمى لسيد الأرض قال فمما يصاب ذلك وتسلم
الأرض ومما يصاب الأرض ويسلم ذلك فنهينا واما الذهب والورق فلم يكن
يومئذ باب المزارعة بالشطر ونحوه وقال قيس بن مسلم عن أبي
جعفر قال ما بالمدينة أهل بيت هجرة الا يزرعون على الثلث والربع وزارع
على وسعد بن مالك وعبد الله بن مسعود وعمر بن عبد العزيز والقاسم وعروة
ابن الزبير وآل أبي بكر وآل عمر وآل على وابن سيرين وقال عبد الرحمن بن الأسود كنت أشارك عبد الرحمن بن يزيد في الزرع وعامل عمر الناس على أن جاء
عمر بالبذر من عنده فله الشطر وان جاؤوا بالبذر فلهم كذا وقال الحسن لا بأس
أن تكون الأرض لأحدهما فينفقان جميعا فما خرج فهو بينهما ورأي ذلك
الزهري وقال الحسن لا بأس ان يجتني القطن على النصف وقال إبراهيم وابن
سيرين وعطاء والحكم والزهري وقتادة لا بأس ان يعطى الثوب بالثلث أو الربع
ونحوه وقال معمر لا بأس أن تكون الماشية على الثلث أو الربع إلى أجل مسمى
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع ان
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره عن النبي صلى الله عليه وسلم عامل خيبر
بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع فكان يعطى أزواجه مائة وسق ثمانون
وسق تمر وعشرون وسق شعير فقسم عمر خيبر فخير أزواج النبي صلى الله عليه
وسلم ان يقطع لهن من الماء والأرض أو يمضى لهن فمنهن من اختار الأرض
ومنهن من اختار الوسق وكانت عائشة اختارت الأرض باب إذا
لم يشترط السنين في المزارعة حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله
68

حدثني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال عامل النبي صلى الله عليه وسلم
خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع باب حدثنا علي بن عبد الله
حدثنا سفيان قال عمر وقلت لطاوس لو تركت المخابرة فإنهم يزعمون أن النبي
صلى الله عليه وسلم نهى عنه قال أي عمرو انى أعطيهم وأغنيهم وان أعلمهم
أخبرني يعنى ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عنه
ولكن قال إن يمنح أحد كم أخاه خير له من أن يأخذ عليه خراجا معلوما
باب المزارعة مع اليهود حدثنا ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا
عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم أعطى خيبر اليهود على أن يعملوها ويزرعوها ولهم شطر ما يخرج منها
باب ما يكره من الشروط في المزارعة حدثنا صدقة بن الفضل
أخبرنا ابن عيينة عن يحيى سمع حنظلة الزرقي عن رافع رضي الله عنه قال كنا
أكثر أهل المدينة حقلا وكان أحدنا يكرى ارضه فيقول هذه القطعة لي
وهذه لك فربما أخرجت ذه ولم تخرج ذه فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم
باب إذا زرع بمال قوم بغير اذنهم وكان في ذلك صلاح لهم حدثنا
إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو ضمرة حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن عبد الله بن
عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما ثلاثة نفر يمشون
اخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل
فانطبقت عليهم فقال بعضهم لبعض انظروا اعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا
الله بها لعله يفرجها عنكم قال أحدهم اللهم انه كان لي والدان شيخان كبيران
ولى صبية صغار كنت أرعى عليهم فإذا رحت عليهم حلبت فبدأت بوالدي
أسقيهما قبل بنى وانى استأخرت ذات يوم فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما
ناما فحلبت كما كنت احلب فقمت عند رؤسهما اكره ان أوقظهما واكره
69

ان أسقي الصبية والصبية يتضاغون عند قدمي حتى طلع الفجر فان كنت تعلم انى
فعلته ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء ففرج الله فرأوا السماء وقال
الآخر اللهم انها كانت لي بنت عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء فطلبت
منها فأبت حتى أتيتها بمائة دينار فبغيت حتى جمعتها فلما وقعت بين رجليها قالت
يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم الا بحقه فقمت فان كنت تعلم انى فعلته
ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة ففرج وقال الثالث اللهم إني استأجرت
أجيرا بفرق أرز فلما قضى عمله قال أعطني حقي فعرضت عليه فرغب عنه فلم
أزل ازرعه حتى جمعت منه بقرا وراعيها فجاءني فقال اتق الله فقلت اذهب
إلى ذلك البقر ورعاتها فخذ فقال اتق الله ولا تستهزئ بي فقلت انى لا استهزئ
بك فخذ فأخذه فان كنت تعلم انى فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج ما بقي
ففرج الله * قال أبو عبد الله وقال ابن عقبة عن نافع فسعيت باب
أوقاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وارض الخراج ومزارعتهم ومعاملتهم *
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر تصدق بأصله لا يباع ولكن ينفق ثمره
فتصدق به حدثنا صدقة أخبرنا عبد الرحمن عن مالك عن زيد بن أسلم عن
أبيه قال قال عمر رضي الله عنه لولا آخر المسلمين ما فتحت قرية الا قسمتها بين
أهلها كما قسم النبي صلى الله عليه وسلم خيبر باب من أحيى أرضا مواتا
ورأي ذلك علي رضي الله عنه في ارض الخراب بالكوفة وقال عمر من أحيى أرضا
ميتة فهي له * ويروى عن عمر وابن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال
في غير حق مسلم وليس لعرق ظالم فيه حق ويروى فيه عن جابر عن النبي صلى الله
عليه وسلم حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر عن
محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال من أعمر أرضا ليست لاحد فهو أحق قال عروة قضى به عمر رضى الله
70

عنه في خلافته باب حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن موسى
ابن عقبة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه
وسلم أرى وهو في معرسه بذي الحليفة في بطن الوادي فقيل له انك ببطحاء
مباركة فقال موسى وقد أناخ بنا سالم بالمناخ الذي كان عبد الله ينيخ به يتحرى
معرس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أسفل من المسجد الذي ببطن الوادي
بينه وبين الطريق وسط من ذلك حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا شعيب
ابن إسحاق عن الأوزاعي قال حدثني يحيى عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الليلة اتاني آت من ربى وهو بالعقيق
ان صل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة باب إذا قال رب
الأرض أقرك ما أقرك الله ولم يذكر اجلا معلوما فهما على تراضيهما حدثنا
أحمد بن المقدام حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى أخبرنا نافع عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عبد الرزاق أخبرنا ابن
جريج قال حدثني موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أجلى اليهود والنصارى من ارض الحجاز وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما ظهر على خيبر أراد اخراج اليهود منها وكانت الأرض حين ظهر عليها لله
ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين وأراد اخراج اليهود منها فسألت
اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقرهم بها ان يكفوا عملها ولهم نصف
الثمر فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم نقركم بها على ذلك ما شئنا فقروا
بها حتى أجلاهم عمر إلى تيماء وأريحاء باب ما كان أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم يواسى بعضهم بعضا في الزراعة والثمرة حدثنا محمد بن مقاتل
أخبرنا عبد الله أخبرنا الأوزاعي عن أبي النجاشي مولى رافع بن خديج سمعت
رافع بن خديج بن رافع عن عمه ظهير بن رافع قال ظهير لقد نهانا رسول الله
71

صلى الله عليه وسلم عن امر كان بنا رافقا قلت ما قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم فهو حق قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما تصنعون بمحاقلكم
قلت نؤاجرها على الربع وعلى الأوسق من التمر والشعير قال لا تفعلوا ازرعوها
أو ازرعوها أو امسكوها قال رافع قلت سمعا وطاعة حدثنا عبيد الله بن
موسى أخبرنا الأوزاعي عن عطاء عن جابر رضي الله عنه قال كانوا يزرعونها
بالثلث والربع والنصف فقال النبي صلى الله عليه وسلم من كانت له ارض فليزرعها
أو ليمنحها فإن لم يفعل فليمسك ارضه * وقال الربيع بن نافع أبو توبة حدثنا
معاوية عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من كانت له ارض فليزرعها أو ليمنحها أخاه فان أبى فليمسك ارضه
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن عمرو قال ذكرته لطاوس فقال يزرع قال ابن
عباس رضي الله عنهما انه النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عنه ولكن قال إن يمنح
أحدكم أخاه خير له من أن يأخذ شيئا معلوما حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد
عن أيوب عن نافع ان ابن عمر رضي الله عنهما كان يكرى مزارعه على عهد النبي
صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان وصدرا من امارة معاوية ثم حدث عن
رافع بن خديج ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كراء المزارع فذهب ابن
عمر إلى رافع فذهبت معه فسأله فقال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كراء
المزارع فقال ابن عمر قد علمت انا كنا نكري مزارعنا على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم بما على الأربعاء وبشئ من التبن حدثنا يحيى بن بكير
حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني سالم ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
قال كنت اعلم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الأرض
تكرى ثم خشي عبد الله أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد أحدث في ذلك
شيئا لم يكن يعلمه فترك كراء الأرض باب كراء الأرض بالذهب
72

والفضة وقال ابن عباس ان أمثل ما أنتم صانعون ان تستأجروا الأرض
البيضاء من السنة إلى السنة حدثنا عمرو بن خالد حدثنا الليث عن ربيعة
ابن أبي عبد الرحمن عن حنظلة بن قيس عن رافع بن خديج قال حدثني عماي
انهم كانوا يكرون الأرض على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بما ينبت على
الأربعاء أو شئ يستثنيه صاحب الأرض فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك
فقلت لرافع فكيف هي بالدينار والدرهم فقال رافع ليس بها بأس بالدينار
والدرهم وقال الليث وكان الذي نهى عن ذلك ما لو نظر فيه ذوو الفهم بالحلال
والحرام لم يجيزوه لما فيه من المخاطرة باب حدثنا محمد بن سنان
حدثنا فليح حدثنا هلال ح وحدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا
فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه ان
النبي صلى الله عليه وسلم كان يوما يحدث وعنده رجل من أهل البادية ان
رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له الست فيما شئت قال بلى
ولكني أحب ان ازرع قال فبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده
فكان أمثال الجبال فيقول الله تعالى دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شئ فقال
الأعرابي والله لا تجده الا قرشيا أو أنصاريا فإنهم أصحاب زرع واما نحن
فلسنا بأصحاب زرع فضحك النبي صلى الله عليه وسلم باب ما جاء في
الغرس حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب عن أبي حازم عن سهل بن
سعد رضي الله عنه أنه قال انا كنا نفرح بيوم الجمعة كانت لنا عجوز تأخذ من
أصول سلق لنا كنا نغرسه في أربعائنا فتجعله في قدر لها فتجعل فيه حبات من
شعير لا أعلم إلا أنه قال ليس فيه شحم ولا ودك فإذا صلينا الجمعة زرناها
فقربته الينا فكنا نفرح بيوم الجمعة من أجل ذلك وما كنا نتغدى ولا نقيل
الا بعد الجمعة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب
73

عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال يقولون إن أبا هريرة يكثر
الحديث والله الموعد ويقولون ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون مثل
أحاديثه وان اخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وان اخوتي
من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم وكنت امرأ مسكينا ألزم رسول الله
صلى الله عليه وسلم على ملء بطني فأحضر حين يغيبون وأعي حين ينسون وقال
النبي صلى الله عليه وسلم يوما لن يبسط أحد منكم ثوبه حتى اقضي مقالتي هذه ثم
يجمعه إلى صدره فينسى من مقالتي شيئا ابدا فبسطت نمرة ليس على ثوب غيرها
حتى قضى النبي صلى الله عليه وسلم مقالته ثم جمعتها إلى صدري فوالذي بعثه
بالحق ما نسيت من مقالته تلك إلى يومى هذا والله لولا آيتان في كتاب الله
ما حدثتكم شيئا ابدا ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات إلى قوله الرحيم
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب المساقاة)
باب في الشرب وقول الله تعالى وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون
وقوله جل ذكره أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن
المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون الأجاج المر المزن السحاب
باب في الشرب ومن رأى صدقة الماء وهبته ووصيته جائزة مقسوما
كان أو غير مقسوم وقال عثمان قال النبي صلى الله عليه وسلم من يشترى بئر رومة
فيكون دلوه فيها كدلاء المسلمين فاشتراها عثمان رضي الله عنه حدثنا سعيد
ابن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه
قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح فشرب منه وعن يمينه غلام أصغر
القوم والأشياخ عن يساره فقال يا غلام أتأذن لي ان أعطيه الأشياخ قال
ما كنت لأؤثر بفضلي منك أحدا يا رسول الله فأعطاه إياه حدثنا أبو اليمان
74

أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه انها حلبت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة داجن وهي في دار انس بن مالك وشيب
لبنها بماء من البئر التي في دار أنس فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم القدح
فشرب منه حتى إذا نزع القدح عن فيه وعلى يساره أبو بكر وعن يمينه اعرابي
فقال عمر وخاف ان يعطيه الأعرابي اعط أبا بكر يا رسول الله عندك فأعطاه
الأعرابي الذي على يمينه ثم قال الأيمن فالأيمن باب من قال إن صاحب
الماء أحق بالماء حتى يروى لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يمنع فضل الماء حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن ابن المسيب وأبى
سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تمنعوا
فضل الماء لتمنعوا به فضل الكلأ باب من حفر بئرا في ملكه لم يضمن
حدثنا محمود أخبرنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المعدن جبار والبئر
جبار والعجماء جبار وفى الركاز الخمس باب الخصومة في البئر والقضاء فيها
حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ هو عليها فاجر
لقى الله وهو عليه غضبان فانزل الله تعالى ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا
قليلا الآية فجاء الأشعث فقال ما حدثكم أبو عبد الرحمن في أنزلت هذه الآية
كانتا لي بئر في ارض ابن عم لي فقال لي شهودك قلت مالي شهود قال فيمينه قلت
يا رسول الله إذا يحلف فذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث فانزل الله
ذلك تصديقا له باب اثم من منع ابن السبيل من الماء حدثنا موسى
75

ابن إسماعيل حدثنا عبد الوحد بن زياد عن الأعمش قال سمعت أبا صالح يقول
سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة
لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم رجل كان له فضل
ماء بالطريق فمنعه من ابن السبيل ورجل بايع اماما لا يبايعه الا لدنيا فان أعطاه
منها رضى وإن لم يعطه منها سخط ورجل أقام سلعته بعد العصر فقال والله
الذي لا اله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا فصدقه رجل ثم قرأ ان الذين
يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا باب سكر الأنهار حدثنا
عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني ابن شهاب عن عروة عن عبد الله بن
الزبير رضي الله عنهما انه حدثه ان رجلا من الأنصار خاصم الزبير عند النبي
صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل فقال الأنصاري سرح
الماء يمر فأبى عليه فاختصما عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم للزبير اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك فغضب الأنصاري فقال
آن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال اسق يا زبير
ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر فقال الزبير والله انى لأحسب هذه الآية
نزلت في ذلك فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم باب
شرب الأعلى قبل الأسفل حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن
الزهري عن عروة قال خاصم الزبير رجل من الأنصار فقال النبي صلى الله عليه
وسلم يا زبير اسق ثم أرسل فقال الأنصاري انه ابن عمتك فقال عليه السلام اسق
يا زبير حتى يبلغ الماء الجدر ثم امسك فقال الزبير فأحسب هذه الآية نزلت
في ذلك فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم باب شرب
الأعلى إلى الكعبين حدثنا محمد أخبرنا مخلد قال أخبرني ابن جريج قال حدثني
ابن شهاب عن عروة بن الزبير انه حدثه ان رجلا من الأنصار خاصم الزبير
76

في شراج من الحرة يسقى بها النخل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسق
يا زبير فأمره بالمعروف ثم أرسل إلى جارك فقال الأنصاري آن كان ابن
عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال اسق ثم احبس حتى
يرجع الماء إلى الجدر واستوعى له حقه فقال الزبير والله ان هذه الآية أنزلت
في ذلك فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم قال لي ابن شهاب
فقدرت الأنصار والناس قول النبي صلى الله عليه وسلم اسق ثم احبس حتى
يرجع إلى الجدر وكان ذلك إلى الكعبين باب فضل سقى الماء حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا رجل يمشي فاشتد عليه العطش
فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش
فقال لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي فملا خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقى فسقى
الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم اجرا قال في
كل كبد رطبة اجر * تابعه حماد بن سلمة والربيع بن مسلم عن محمد بن زياد
حدثنا ابن أبي مريم حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن أسماء بنت أبي
بكر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف فقال
دنت منى النار حتى قلت أي رب وانا معهم فإذا امرأة حسبت أنه قال
تخدشها هرة قال ما شأن هذه قالوا حبستها حتى ماتت جوعا حدثنا إسماعيل
قال حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت
فيها النار قال فقال والله أعلم لا أنت أطعمتيها ولا سقيتيها حين حبستيها ولا
أنت أرسلتيها فأكلت من خشاش الأرض باب من رأى أن صاحب
الحوض أو القربة أحق بمائه حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم
77

عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح
فشرب وعن يمينه غلام هو أحدث القوم والأشياخ عن يساره قال يا غلام
أتأذن لي ان أعطى الأشياخ فقال ما كنت لأؤثر بنصيبي منك أحدا يا رسول
الله فأعطاه إياه حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن
زياد سمعت أبا هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي
نفسي بيده لأذودن رجالا عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل عن الحوض
حدثنا عبد الله بن محمد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب وكثير بن
كثير يزيد أحدهما على الآخر عن سعيد بن جبير قال قال ابن عباس رضي الله عنهما
قال النبي صلى الله عليه وسلم يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال
لو لم تغرف من الماء لكانت عينا معينا واقبل جرهم فقالوا أتأذنين ان ننزل
عندك قالت نعم ولا حق لكم في الماء قالوا نعم حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا
سفيان عن عمرو عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم رجل
حلف على سلعة لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب ورجل حلف على
يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم ورجل منع فضل ماء فيقول
الله اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك * قال على حدثنا
سفيان غير مرة عن عمرو سمع أبا صالح يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم
باب لا حمى الا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم حدثنا يحيى بن بكير
حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن
عباس رضي الله عنهما ان الصعب بن جثامة قال إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لا حمى الا لله ولرسوله وقال بلغنا ان النبي صلى الله عليه وسلم حمى
النقيع وان عمر حمى السرف والربذة باب شرب الناس وسقى الدواب
78

من الأنهار حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك بن أنس عن زيد بن
أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال الخيل لرجل اجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي له
اجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال (ما)؟ في مرج أو روضة فما أصابت في
طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات ولو أنه انقطع طيلها فاستنت
شرفا أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له ولو أنها مرت بنهر فشربت
منه ولم يرد ان يسقى كان ذلك حسنات له فهي لذلك اجر ورجل ربطها تغنيا
وتعففا ثم لم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك ستر ورجل ربطها
فخرا ورياء ونواء لأهل الاسلام فهي على ذلك وزر وسئل رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن الحمر فقال ما انزل على فيها شئ الا هذه الآية الجامعة الفاذة فمن
يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره حدثنا إسماعيل
حدثنا مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن
خالد رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن
اللقطة فقال اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرفها سنة فان جاء صاحبها والا
فشأنك بها قال فضالة الغنم قال هي لك أو لأخيك أو للذئب قال فضالة الإبل
قال مالك ولها معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها
ربها باب بيع الحطب والكلأ حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب
عن هشام عن أبيه عن الزبير بن العوام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لان يأخذ أحدكم أحبلا فيأخذ حزمة من حطب فيبيع فيكف الله به
وجهه خير من أن يسأل الناس أعطى أم منع حدثنا يحيى بن بكير حدثنا
الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف انه
سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان
79

يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام ان ابن جريج أخبرهم قال أخبرني ابن
شهاب عن علي بن حسين بن علي عن أبيه حسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب
رضي الله عنهم أنه قال أصبت شارفا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغنم
يوم بدر قال وأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم شارفا أخرى فأنختهما يوما
عند باب رجل من الأنصار وانا أريد ان احمل عليهما إذخرا لأبيعه ومعي
صائغ من بنى قينقاع فاستعين به على وليمة فاطمة وحمزة بن عبد المطلب يشرب
في ذلك البيت معه قينة فقالت * الا يا حمز للشرف النواء * فثار إليهما
حمزة بالسيف فجب أسنمتهما وبقر خواصرهما ثم اخذ من أكبادهما قلت لابن
شهاب ومن السنام قال قد جب أسنمتهما فذهب بها قال ابن شهاب قال علي رضي الله عنه
فنظرت إلى منظر أفظعني فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم وعنده
زيد بن حارثة فأخبرته الخبر فخرج ومعه زيد فانطلقت معه فدخل على حمزة
فتغيظ عليه فرفع حمزة بصره وقال هل أنتم الا عبيد لآبائي فرجع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقهقر حتى خرج عنهم وذلك قبل تحريم الخمر باب
القطائع حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن يحيى بن سعيد قال سمعت
انسا رضي الله عنه قال أراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يقطع من البحرين فقالت
الأنصار حتى تقطع لإخواننا من المهاجرين مثل الذي تقطع لنا قال سترون
بعدي اثرة فاصبروا حتى تلقوني باب كتابة القطائع وقال الليث عن
يحيى بن سعيد عن أنس رضي الله عنه دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار
ليقطع لهم بالبحرين فقالوا يا رسول الله ان فعلت فاكتب لإخواننا من قريش
بمثلها فلم يكن ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال سترون بعدي اثرة
فاصبروا حتى تلقوني باب حلب الإبل على الماء حدثنا إبراهيم بن المنذر
80

حدثنا محمد بن فليح قال حدثني أبي عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي
عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حق
الإبل ان تحلب على الماء باب الرجل يكون له ممر أو شرب في حائط
أو نخل قال النبي صلى الله عليه وسلم من باع نخلا بعد أن تؤبر فثمرتها للبائع
فللبائع الممر والسقي حتى يرفع وكذلك رب العرية * أخبرنا عبد الله بن
يوسف حدثنا الليث حدثني ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه رضي الله عنه
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ابتاع نخلا بعد أن تؤبر
فثمرتها للبائع الا ان يشترط المبتاع ومن ابتاع عبدا وله مال فماله للذي باعه
الا ان يشترط المبتاع * وعن مالك عن نافع عن ابن عمر عن عمر في العبد حدثنا
محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر عن زيد بن
ثابت رضي الله عنهم قال رخص النبي صلى الله عليه وسلم ان تباع العرايا بخرصها
تمرا حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن ابن جريج عن عطاء سمع
جابر بن عبد الله رضي الله عنهما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المخابرة والمحاقلة
وعن المزابنة وعن بيع الثمر حتى يبدو صلاحها وان لا تباع الا بالدينار والدرهم
الا العرايا حدثنا يحيى بن قزعة أخبرنا مالك عن داود بن حصين عن أبي
سفيان مولى أبى احمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رخص النبي صلى الله
عليه وسلم في بيع العرايا بخرصها من التمر فيما دون خمسة أوسق أو في خمسة
أوسق شك داود في ذلك حدثنا زكريا بن يحيى أخبرنا أبو أسامة قال
أخبرني الوليد بن كثير قال أخبرني بشير بن يسار مولى بنى حارثة ان رافع بن
(خديج)؟ وسهل بن أبي حثمة حدثاه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن
المزابنة بيع الثمر بالتمر الا أصحاب العرايا فإنه اذن لهم * قال أبو عبد الله
وقال ابن إسحاق حدثني بشير مثله
81

(كتاب في الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس)
باب من اشترى بالدين وليس عنده ثمنه أوليس بحضرته حدثنا
محمد أخبرنا جرير عن المغيرة عن الشعبي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم قال كيف ترى بعيرك أتبيعنيه قلت نعم
فبعته إياه فلما قدم المدينة غدوت إليه بالبعير فأعطاني ثمنه حدثنا معلى بن
أسد حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش قال تذاكرنا عند إبراهيم الرهن في
السلم فقال حدثني الأسود عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم
اشترى طعاما من يهودي إلى أجل ورهنه درعا من حديد باب من
اخذ أموال الناس يريد أداءها أو اتلافها حدثنا عبد العزيز بن عبد الله
الأويسي حدثنا سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اخذ أموال الناس يريد
أداءها أدى الله عنه ومن اخذ يريد اتلافها أتلفه الله باب أداء الديون
وقال الله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين
الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا حدثنا
أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن الأعمش عن زيد بن وهب عن أبي ذر
رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما أبصر يعنى أحدا قال
ما أحب انه تحول لي ذهبا يمكث عندي منه دينار فوق ثلاث الا دينارا
أرصده لدين ثم قال إن الأكثرين هم الأقلون الا من قال بالمال هكذا وهكذا
وأشار أبو شهاب بين يديه وعن يمينه وعن شماله وقليل ما هم وقال مكانك
وتقدم غير بعيد فسمعت صوتا فأردت أن آتيه ثم ذكرت قوله مكانك حتى
آتيك فلما جاء قلت يا رسول الله الذي سمعت أو قال الصوت الذي سمعت قال
82

وهل سمعت قلت نعم قال اتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فقال من مات
من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت وان فعل كذا وكذا قال نعم
حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد حدثنا أبي عن يونس قال ابن شهاب حدثني
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لو كان لي مثل أحد ذهبا ما يسرني أن لا يمر على ثلاث وعندي
منه شئ الا شئ أرصده لدين رواه صالح وعقيل عن الزهري باب
استقراض الإبل حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة أخبرنا سلمة بن كهيل قال
سمعت أبا سلمة ببيتنا يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رجلا تقاضى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأغلظ له فهم أصحابه فقال دعوه فان لصاحب الحق
مقالا واشتروا له بعيرا فأعطوه إياه وقالوا لا نجد الا أفضل من سنه قال اشتروه
فأعطوه إياه فان خيركم أحسنكم قضاء باب حسن التقاضي حدثنا
مسلم حدثنا شعبة عن عبد الملك عن ربعي عن حذيفة رضي الله عنه قال سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول مات رجل فقيل له قال كنت أبايع الناس فأتجوز
عن الموسر وأخفف عن المعسر فغفر له قال أبو مسعود سمعته من النبي صلى الله
عليه وسلم باب هل يعطى أكبر من سنه حدثنا مسدد عن يحيى عن
سفيان حدثني سلمة بن كهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رجلا
أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه بعيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أعطوه فقالوا ما نجد الا سنا أفضل من سنه فقال الرجل أوفيتني أوفاك الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطوه فان من خيار الناس أحسنهم قضاء
باب حسن القضاء حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سلمة عن أبي سلمة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان لرجل على النبي صلى الله عليه وسلم سن
من الإبل فجاءه يتقاضاه فقال صلى الله عليه وسلم أعطوه فطلبوا سنه فلم يجدوا له
83

الا سنا فوقها فقال أعطوه فقال أوفيتني وفى الله بك قال النبي صلى الله عليه وسلم
ان خياركم أحسنكم قضاء حدثنا خلاد حدثنا مسعر حدثنا محارب بن دثار
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو
في المسجد قال مسعر أراه قال ضحى فقال صلى ركعتين وكان لي عليه دين فقضاني
وزادني باب إذا قضى دون حقه أو حلله فهو جائز حدثنا عبدان
أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال حدثني ابن كعب بن مالك ان
جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبره ان أباه قتل يوم أحد شهيدا وعليه دين
فاشتد الغرماء في حقوقهم فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألهم ان يقبلوا
تمر حائطي ويحللوا أبى فأبوا فلم يعطهم النبي صلى الله عليه وسلم حائطي وقال
سنغدو عليك فغدا علينا حين أصبح فطاف في النخل ودعا في ثمرها بالبركة
فجددتها فقضيتهم وبقي لنا من تمرها باب إذا قاص أو جازفه في الدين
تمرا بتمر أو غيره حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس عن هشام عن وهب
ابن كيسان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما انه أخبره ان أباه توفى وترك
عليه ثلاثين وسقا لرجل من اليهود فاستنظره جابر فأبى ان ينظره فكلم جابر
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع له إليه فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكلم اليهودي ليأخذ ثمر نخله بالذي له فأبى فدخل رسول الله صلى الله عليه
وسلم النخل فمشى فيها ثم قال لجابر جد له فأوف له الذي له فجده بعد ما رجع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوفاه ثلاثين وسقا وفضلت له سبعة عشر وسقا
فجاء جابر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره بالذي كان فوجده يصلى العصر
فلما انصرف أخبره بالفضل فقال أخبر ذلك ابن الخطاب فذهب جابر إلى عمر
فأخبره فقال له عمر لقد علمت حين مشى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليباركن
فيها باب من استعاذ من الدين حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن
84

الزهري ح وحدثنا إسماعيل قال حدثني اخى عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق
عن ابن شهاب عن عروة ان عائشة رضي الله عنها أخبرته ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة ويقول اللهم أعوذ بك من المأثم
والمغرم فقال قائل ما أكثر ما تستعيذ يا رسول الله من المغرم قال إن الرجل
إذا غرم حدث فكذب ووعد فاخلف باب الصلاة على من ترك دينا
حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عدى بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ترك مالا فلورثته ومن
ترك كلا فإلينا حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا فليح عن هلال
ابن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى
الله عليه وسلم قال ما من مؤمن الا وانا أولى به في الدنيا والآخرة اقرؤا ان
شئتم النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم فأيما مؤمن مات وترك مالا فليرثه
عصبته من كانوا ومن ترك دينا أو ضياعا فليأتني فأنا مولاه باب
مطل الغنى ظلم حدثنا مسدد حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن همام بن منبه
اخى وهب بن منبه انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم مطل الغنى ظلم باب لصاحب الحق مقال * ويذكر
عن النبي صلى الله عليه وسلم لي الواجد يحل عرضه وعقوبته قال سفيان عرضه
يقول مطلتني وعقوبته الحبس حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن سلمة
عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل
يتقاضاه فأغلظ له فهم به أصحابه فقال دعوه فان لصاحب الحق مقالا باب
إذا وجد ماله عند مفلس في البيع والقرض والوديعة فهو أحق به وقال
الحسن إذا أفلس وتبين لم يجز عتقه ولا بيعه ولا شراؤه وقال سعيد بن المسيب
قضى عثمان من اقتضى من حقه قبل أن يفلس فهو له ومن عرف متاعه بعينه
85

فهو أحق به حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا يحيى بن سعيد قال
أخبرني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ان عمر بن عبد العزيز أخبره ان
أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام أخبره انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول من أدرك ماله بعينه عند رجل أو انسان قد أفلس فهو أحق
به من غيره باب من اخر الغريم إلى الغد أو نحوه ولم ير ذلك مطلا
وقال جابر اشتد الغرماء في حقوقهم في دين أبى فسألهم النبي صلى الله عليه
وسلم ان يقبلوا ثمر حائطي فأبوا فلم يعطهم الحائط ولم يكسره لهم وقال سأغدو
عليك غدا فغدا علينا حين أصبح فدعا في ثمرها بالبركة فقضيتهم باب
من باع مال المفلس أو المعدم فقسمه بين الغرماء أو أعطاه حتى ينفق على نفسه
حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حسين المعلم حدثنا عطاء بن أبي
رباح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال أعتق رجل غلاما له عن دبر
فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يشتريه منى فاشتراه نعيم بن عبد الله فأخذ
ثمنه فدفعه إليه باب إذا أقرضه إلى أجل مسمى أو اجله في البيع قال
ابن عمر في القرض إلى أجل لا بأس به وان أعطى أفضل من دراهمه ما لم يشترط
وقال عطاء وعمرو بن دينار هو إلى اجله في القرض * وقال الليث حدثني
جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض
بني إسرائيل ان يسلفه فدفعها إليه إلى أجل مسمى الحديث باب
الشفاعة في وضع الدين حدثنا موسى حدثنا أو عوانة عن مغيرة عن عامر
عن جابر رضي الله عنه قال أصيب عبد الله وترك عيالا ودينا فطلبت إلى أصحاب
الدين ان يضعوا بعضا من دينه فأبوا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاستشفعت
86

به عليهم فأبوا فقال صنف تمرك كل شئ منه على حدته عذق ابن زيد على
حدة واللين على حدة والعجوة على حدة ثم أحضرهم حتى آتيك ففعلت ثم
جاء عليه السلام فقعد عليه وكال لكل رجل حتى استوفى وبقي التمر كما هو
كأنه لم يمس وغزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم على ناضح لنا فأزحف الجمل
فتخلف على فوكزه النبي صلى الله عليه وسلم من خلفه قال بعنيه ولك ظهره إلى
المدينة فلما دنونا استأذنت فقلت يا رسول الله انى حديث عهد بعرس قال
صلى الله عليه وسلم فما تزوجت بكرا أم ثيبا قلت ثيبا أصيب عبد الله وترك
جواري صغارا فتزوجت ثيبا تعلمهن وتؤدبهن ثم قال ائت أهلك فقدمت
فأخبرت خالي ببيع الجمل فلا منى فأخبرته باعياء الجمل وبالذي كان من النبي
صلى الله عليه وسلم ووكزه إياه فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم غدوت إليه
بالجمل فأعطاني ثمن الجمل والجمل وسهمي مع القوم باب ما ينهى عن
إضاعة المال وقول الله تعالى والله لا يحب الفساد وان الله لا يصلح عمل
المفسدين وقال في قوله تعالى أصلواتك تأمرك ان نترك ما يعبد آباؤنا أو ان نفعل
في أموالنا ما نشاء وقال تعالى ولا تؤتوا السفهاء أموالكم والحجر في ذلك وما ينهى
عن الخداع حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر
رضي الله عنهما قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم انى اخدع في البيوع
فقال إذا بايعت فقل لا خلابة فكان الرجل يقوله حدثنا عثمان حدثنا جرير
عن منصور عن الشعبي عن وراد مولى المغيرة بن شعبة عن المغيرة بن شعبة
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد
البنات ومنع وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال
باب العبد راع في مال سيده ولا يعمل الا باذنه حدثنا أبو اليمان
أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر
87

رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع ومسؤول
عن رعيته فالامام راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل في أهله راع وهو مسؤول
عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها والخادم في مال
سيده راع وهو مسؤول عن رعيته قال فسمعت هؤلاء من رسول الله صلى الله
عليه وسلم واحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال والرجل في مال أبيه راع وهو
مسؤول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
(في الخصومات)
(بسم الله الرحمن الرحيم) باب ما يذكر في الاشخاص والخصومة
بين المسلم واليهود حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال عبد الملك بن ميسرة
أخبرني قال سمعت النزال سمعت عبد الله يقول سمعت رجلا قرأ آية سمعت
من النبي صلى الله عليه وسلم خلافها فأخذت بيده فأتيت به رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال كلاكما محسن قال شعبة أظنه قال لا تختلفوا فان من كان قبلكم
اختلفوا فهلكوا حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب
عن أبي سلمة وعبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال استب
رجلان رجل من المسلمين ورجل من اليهود قال المسلم والذي اصطفى محمدا
على العالمين فقال اليهودي والذي اصطفى موسى على العالمين فرفع المسلم يده عند
ذلك فلطم وجه اليهودي فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره
بما كان من امره وأمر المسلم فدعا النبي صلى الله عليه وسلم المسلم فسأله عن
ذلك فأخبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تخيروني على موسى فان الناس
يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش
جانب العرش فلا أدرى أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله
88

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس
جاء يهودي فقال يا أبا القاسم ضرب وجهي رجل من أصحابك فقال من قال رجل
من الأنصار قال ادعوه فقال أضربته قال سمعته بالسوق يحلف والذي اصطفى
موسى على البشر قلت أي خبيث على محمد صلى الله عليه وسلم فأخذتني غضبة
ضربت وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تخيروا بين الأنبياء فان الناس
يصعقون يوم القيامة فأكون أول من تنشق عنه الأرض فإذا انا بموسى آخذ
بقائمة من قوائم العرش فلا أدرى أكان فيمن صعق أم حوسب بصعقة الأولى
حدثنا موسى حدثنا همام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه ان يهوديا رض
رأس جارية بين حجرين قيل من فعل هذا بك أفلان أفلان حتى سمى اليهودي
فأومت برأسها فاخذ اليهودي فاعترف فامر به النبي صلى الله عليه وسلم فرض
رأسه بين حجرين باب من رد امر السفيه والضعيف العقل وإن لم
يكن حجر عليه الامام ويذكر عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم رد على المتصدق قبل النهى ثم نهاه * وقال مالك إذا كان لرجل على
رجل مال وله عبد لا شئ له غيره فأعتقه لم يجز عتقه ومن باع على الضعيف
ونحوه فدفع ثمنه إليه وأمره بالاصلاح والقيام بشأنه فان أفسد بعد منعه
لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال وقال للذي يخدع في البيع
إذا بايعت فقل لا خلابة ولم يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم ماله حدثنا موسى
ابن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا عبد الله بن دينار قال سمعت ابن
عمر رضي الله عنهما قال كان رجل يخدع في البيع فقال له النبي صلى الله عليه
وسلم إذا بايعت فقل لا خلابة فكان يقوله حدثنا عاصم بن علي حدثنا ابن أبي
ذئب عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه ان رجلا أعتق عبدا له
89

ليس له مال غيره فرده النبي صلى الله عليه وسلم فابتاعه منه نعيم بن النحام
باب كلام الخصوم بعضهم في بعض حدثنا محمد أخبرنا أبو معاوية
عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من خلف على يمين وهو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقى الله وهو
عليه غضبان قال فقال الأشعث في والله كان ذلك كان بيني وبين رجل من
اليهود ارض فجحدني فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم ألك بينة قلت لا قال فقال لليهودي احلف قال قلت يا رسول
الله إذا يحلف ويذهب بمالي فأنزل الله تعالى ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم
ثمنا قليلا إلى آخر الآية حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا
يونس عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب رضي الله عنه انه
تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان له عليه في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعها
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته فخرج إليهما حتى كشف سجف
حجرته فنادى يا كعب قال لبيك يا رسول الله قال ضع من دينك هذا فأومأ
إليه أي الشطر قال لقد فعلت يا رسول الله قال قم فاقضه حدثنا عبد الله بن
يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن
عبد القاري أنه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول سمعت هشام بن
حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها وكان رسول الله صلى
الله عليه وسلم أقرأنيها وكدت ان أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته
بردائه فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت انى سمعت هذا يقرأ على
غير ما أقرأتنيها فقال لي أرسله ثم قال له اقرأ فقرأ قال هكذا أنزلت ثم قال لي
اقرأ فقرأت فقال هكذا أنزلت ان القرآن انزل على سبعة أحرف فاقرؤا منه
ما تيسر باب اخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة
90

وقد اخرج عمر أخت أبى بكر حين ناحت حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد
ابن أبي عدى عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد هممت ان آمر بالصلاة فتقام ثم أخالف
إلى منازل قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم باب دعوى الوصي
للميت حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن
عائشة رضي الله عنها ان عبد بن زمعة وسعد بن أبي وقاص اختصما إلى النبي
صلى الله عليه وسلم في ابن أمة زمعة فقال سعد يا رسول الله أوصاني اخى إذا
قدمت ان انظر ابن أمة زمعة فأقبضه فإنه ابني وقال عبد بن زمعة اخى وابن
أمة أبى والد على فراش أبى فرأى النبي صلى الله عليه وسلم شبها بينا فقال هو لك
يا عبد بن زمعة الولد للفراش واحتجبي منه يا سودة باب التوثق ممن
تخشى معرته وقيد ابن عباس عكرمة على تعليم القرآن والسنن والفرائض
حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه
يقول بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل
من بنى حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري
المسجد فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما عندك يا ثمامة قال عندي
يا محمد خير فذكر الحديث قال أطلقوا ثمامة باب الربط والحبس في
الحرم واشترى نافع بن عبد الحرث دارا للسجن بمكة من صفوان بن أمية على أن
عمر ان رضى فالبيع بيعه وإن لم يرض عمر فلصفوان أربعمائة وسجن ابن الزبير
بمكة حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني سعيد بن أبي سعيد
سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد فجاءت
برجل من بنى حنيفة يقال له ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من سواري المسجد
(بسم الله الرحمن الرحيم) باب الملازمة حدثنا يحيى بن بكير
91

حدثنا الليث حدثني جعفر بن ربيعة وقال غيره حدثني الليث قال حدثني جعفر
ابن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري
عن كعب بن مالك رضي الله عنه انه كان له على عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي
دين فلقيه فلزمه فتكلما حتى ارتفعت أصواتهما فمر بهما النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا كعب وأشار بيده كأنه يقول النصف فأخذ نصف ما عليه وترك نصفا
باب التقاضي حدثنا إسحاق حدثنا وهب بن جرير بن حازم أخبرنا
شعبة عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب قال كنت قينا في
الجاهلية وكان لي على العاص بن وائل دراهم فأتيته أتقاضاه فقال لا أقضيك
حتى تكفر بمحمد فقلت لا والله لا اكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى يميتك
الله ثم يبعثك قال فدعني حتى أموت ثم ابعث فأوتي مالا وولدا ثم أقضيك
فنزلت أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا الآية
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب في اللقطة)
وإذا أخبر رب اللقطة بالعلامة دفع إليه حدثنا آدم حدثنا شعبة وحدثني
محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سلمة سمعت سويد بن غفلة قال
لقيت أبي بن كعب رضي الله عنه فقال اخذت صرة مائة دينار فاتيت النبي
صلى الله عليه وسلم فقال عرفها حولا فعرفتها حولها فلم أجد من يعرفها ثم
اتيته فقال عرفها حولا فعرفتها فلم أجد ثم اتيته ثلاثا فقال احفظ وعاءها
وعددها ووكاءها فان جاء صاحبها والا فاستمتع بها فاستمتعت فلقيته بعد بمكة
فقال لا أدرى ثلاثة أحوال أو حولا واحدا باب ضالة الإبل حدثنا
عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن ربيعة حدثني يزيد مولى
المنبعث عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال جاء اعرابي إلى النبي صلى الله
92

عليه وسلم فسأله عما يلتقطه فقال عرفها سنة ثم احفظ عفاصها ووكاءها فان
جاء أحد يخبرك بها والا فاستنفقها قال يا رسول الله فضالة الغنم قال لك أو
لأخيك أو للذئب قال ضالة الإبل فتمعر وجه النبي صلى الله عليه وسلم فقال
مالك ولها معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وتأكل الشجر باب ضالة
الغنم حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني سليمان عن يحيى عن يزيد مولى
المنبعث انه سمع زيد بن خالد رضي الله عنه يقول سئل النبي صلى الله عليه
وسلم عن اللقطة فزعم أنه قال اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرفها سنة يقول
يزيد إن لم تعترف استنفق بها صاحبها وكانت وديعة عنده قال يحيى فهذا الذي
لا أدرى أفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أم شئ من عنده ثم قال
كيف ترى في ضالة الغنم قال النبي صلى الله عليه وسلم خذها فإنما هي لك أو لأخيك
أو للذئب قال يزيد وهي تعرف أيضا ثم قال كيف ترى في ضالة الإبل قال
فقال دعها فان معها حذاءها وسقاءها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها
باب إذا لم يوجد صاحب اللقطة بعد سنة فهي لمن وجدها حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ربيعة بن عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث
عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسأله عن اللقطة فقال اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرفها سنة فان جاء صاحبها
والا فشأنك بها قال فضالة الغنم قال هي لك أو لأخيك أو للذئب قال فضالة الإبل
قال مالك ولها معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها
باب إذا وجد خشبة في البحر أو سوطا أو نحوه * وقال الليث حدثني
جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم انه ذكر رجلا من بني إسرائيل وساق الحديث فخرج ينظر
لعل مركبا قد جاء بماله فإذا بالخشبة فأخذها لأهله حطبا فلما نشرها وجد المال
93

والصحيفة باب إذا وجد تمرة في الطريق حدثنا محمد بن يوسف
حدثنا سفيان عن منصور عن طلحة عن أنس رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله
عليه وسلم بتمرة في الطريق قال لولا انى أخاف أن تكون من الصدقة
لاكلتها * وقال يحيى حدثنا سفيان حدثني منصور وقال زائدة عن منصور
عن طلحة حدثنا أنس وحدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن
همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إني
لانقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي فأرفعها لآكلها ثم
أخشى أن تكون صدقة فألقيها باب كيف تعرف لقطة أهل مكة *
وقال طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لا يلتقط لقطتها الا من عرفها * وقال خالد عن عكرمة عن ابن عباس
رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تلتقط لقطتها الا لمعرف *
وقال أحمد بن سعد حدثنا روح حدثنا زكريا حدثنا عمرو بن دينار عن
عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا يعضد عضاهها ولا ينفر صيدها ولا تحل لقطتها الا لمنشد ولا يختلى خلاها
فقال عباس يا رسول الله الا الإذخر فقال الا الإذخر حدثنا يحيى بن موسى
قال حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني
أبو سلمة بن عبد الرحمن قال حدثني أبو هريرة رضي الله عنه قال لما فتح الله على
رسوله صلى الله عليه وسلم مكة قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله
حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين فإنها لا تحل لاحد كان
قبلي وانها أجلت لي ساعة من نهار وانها لا تحل لاحد بعدي فلا ينفر صيدها
ولا يختلى شوكها ولا تحل ساقطتها الا لمنشد ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين
اما ان يفدى واما ان يقيد فقال العباس الا الإذخر فانا نجعله لقبورنا وبيوتنا
94

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا الإذخر فقام أبو شاة رجل من أهل اليمن
فقال اكتبوا لي يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتبوا
لأبي شاه قلت للأوزاعي ما قوله اكتبوا لي يا رسول الله قال هذه الخطبة التي
سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم باب لا تحتلب ماشية أحد
بغير إذن حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحلبن أحد ماشية
امرئ بغير اذنه أيحب أحدكم ان تؤتى مشربته فتكسر خزانته فينتقل طعامه
فإنما تخزن لهم ضروع مواشيهم أطعماتهم فلا يحلبن أحد ماشية أحد الا باذنه
باب إذا جاء صاحب اللقطة بعد سنة ردها عليه لأنها وديعة عنده
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن ربيعة بن عبد الرحمن عن
يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه ان رجلا سأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة قال عرفها سنة ثم اعرف وكاءها
وعفاصها ثم استنفق بها فان جاء ربها فادها إليه قالوا يا رسول الله فضالة الغنم
قال خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب قال يا رسول الله فضالة الإبل
قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه أو احمر وجهه
ثم قال مالك ولها معها حذاؤها وسقاؤها حتى يلقاها ربها باب هل
يأخذ اللقطة ولا يدعها تضيع حتى لا يأخذها من لا يستحق حدثنا سليمان
ابن حرب حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت سويد بن غفلة قال كنت
مع سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان في غزاة فوجدت سوطا فقال لي القه
قلت لا ولكن ان وجدت صاحبه والا استمتعت به فلما رجعنا حججنا فمررت
بالمدينة فسألت أبي بن كعب رضى الله تعالى عنه فقال وجدت صرة على عهد
النبي صلى الله عليه وسلم فيها مائة دينار فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال
95

عرفها حولا فعرفتها حولا ثم اتيت فقال عرفها حولا فعرفتها حولا ثم اتيته
فقال عرفها حولا فعرفتها حولا ثم اتيته الرابعة فقال اعرف عدتها ووكاءها
ووعاءها فان جاء صاحبها والا استمتع بها حدثنا عبدان قال أخبرني أبي عن شعبة
عن سلمة بهذا قال فلقيته بعد بمكة فقال لا أدرى أثلاثة أحوال أو حولا واحدا
باب من عرف اللقطة ولم يدفعها إلى السلطان حدثنا محمد بن يوسف
حدثنا سفيان عن ربيعة عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد رضي الله عنه
ان اعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن اللقطة قال عرفها سنة فان جاء
أحد يخبرك بعفاصها ووكائها والا فاستنفق بها وسأله عن ضالة الإبل فتمعر
وجهه وقال مالك ولها معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وتأكل الشجر دعها
حتى يجدها ربها وسأله عن ضالة الغنم فقال هي لك أو لأخيك أو للذئب
باب حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق
قال أخبرني البراء عن أبي بكر رضي الله عنهما ح حدثنا عبد الله بن رجاء
حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء عن أبي بكر رضي الله عنهما قال انطلقت
فإذا انا براعي غنم يسوق غنمه فقلت لمن أنت قال لرجل من قريش فسماه فعرفته
فقلت هل في غنمك من لبن فقال نعم فقلت هل أنت حالب لي قال نعم فأمرته
فاعتقل شاة من غنمه ثم امرته ان ينفض ضرعها من الغبار ثم امرته ان ينفض
كفيه فقال هكذا ضرب احدى كفيه بالأخرى فحلب كثبة من لبن وقد
جعلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إداوة على فمها خرقة فصببت على اللبن
حتى برد أسفله فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت اشرب يا رسول الله
فشرب حتى رضيت
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب المظالم)
96

في المظالم والغصب وقول الله تعالى ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما
يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار مهطعين مقنعي رؤسهم المقنع والمقمح
واحد وقال مجاهد مهطعين مديمي النظر ويقال مسرعين لا يرتد إليهم طرفهم
وأفئدتهم هواء يعنى جوفا لا عقول لهم وانذر الناس يوم يأتيهم العذاب
فيقول الذين ظلموا ربنا اخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم
تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال وسكنتم في مساكن الذين ظلموا
أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال وقد مكروا مكرهم
وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال فلا تحسبن الله مخلف
وعده رسله ان الله عزيز ذو انتقام باب قصاص المظالم حدثنا إسحاق
بن إبراهيم أخبرنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي المتوكل
الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيتقاصون
مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا نقوا وهذبوا اذن لهم بدخول الجنة
فوالذي نفس محمد صلى الله عليه وسلم بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل
بمنزله كان في الدنيا * وقال يونس بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أبو
المتوكل باب قول الله تعالى الا لعنة الله على الظالمين حدثنا موسى
ابن إسماعيل حدثنا همام قال أخبرني قتادة عن صفوان بن محرز المازني قال بينما
انا أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما آخذ بيده إذ عرض رجل فقال كيف
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجوى فقال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول إن الله يدنى المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول أتعرف
ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأي في
نفسه انه هلك قال سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم فيعطى كتاب
97

حسناته واما الكافر والمنافقون فيقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم
الا لعنة الله على الظالمين باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه حدثنا يحيى بن
بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب ان سالما أخبره ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا
يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله
عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة باب
اعن أخاك ظالما أو مظلوما حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا هشيم أخبرنا
عبيد الله بن أبي بكر بن أنس وحميد الطويل سمع أنس بن مالك رضي الله عنه
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انصر أخاك ظالما أو مظلوما حدثنا
مسدد حدثنا معتمر عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما
فكيف ننصره ظالما قال تأخذ فوق يديه باب نصر المظلوم حدثنا
سعيد بن الربيع حدثنا شعبة عن الأشعث بن سليم قال سمعت معاوية بو سويد
قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم
بسبع ونهانا عن سبع فذكر عيادة المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس
ورد السلام ونصر المظلوم وإجابة الداعي وابرار المقسم حدثنا محمد بن
العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين
أصابعه باب الانتصار من الظالم لقوله جل ذكره لا يحب الله الجهر
بالسوء من القول الا من ظلم وكان الله سميعا عليما والذين إذا أصابهم البغي هم
ينتصرون قال إبراهيم كانوا يكرهون ان يستذلوا فإذا قدروا عفوا باب
عفو المظلوم لقوله تعالى ان تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فان الله كان
98

عفوا قديرا وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فاجره على الله انه لا يحب
الظالمين ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين
يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب اليم ولمن صبر
وغفر ان ذلك لمن عزم الأمور وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى
مرد من سبيل باب الظلم ظلمات يوم القيامة حدثنا أحمد بن يونس
حدثنا عبد العزيز الماجشون أخبرنا عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الظلم ظلمات يوم القيامة باب
الاتقاء والحذر من دعوة المظلوم حدثنا يحيى بن موسى حدثنا وكيع
حدثنا زكرياء بن إسحاق المكي عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد
مولى ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث
معاذا إلى اليمن فقال اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب
باب من كانت له مظلمة عند الرجل فحللها له هل يبين مظلمته حدثنا
آدم بن أبي اياس حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له مظلمة لاحد
من عرضه أو شئ فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان
له عمل صالح اخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات اخذ من
سيئات صاحبه فحمل عليه * قال أبو عبد الله قال إسماعيل بن أبي أويس إنما سمى
المقبري لأنه كان نزل ناحية المقابر * قال أبو عبد الله وسعيد المقبري هو
مولى بنى ليث وهو سعيد بن أبي سعيد واسم أبي سعيد كيسان باب
إذا حلله من ظلمه فلا رجوع فيه حدثنا محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام
ابن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها وان امرأة خافت من بعلها نشوزا
أو اعراضا قالت الرجل تكون عنده المرأة ليس بمستكثر منها يريد أن يفارقها
99

فتقول أجعلك من شأني في حل فنزلت هذه الآية في ذلك باب إذا
اذن له أو أحله ولم يبين كم هو حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي
حازم بن دينار عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم أتى بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ
فقال للغلام أتأذن لي ان أعطى هؤلاء فقال الغلام لا والله يا رسول الله لا أؤثر
بنصيبي منك أحدا قال فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده باب
اثم من ظلم شيئا من الأرض حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري
قال حدثني طلحة بن عبد الله ان عبد الرحمن بن عمرو بن سهل أخبره ان سعيد بن
زيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ظلم من
الأرض شيئا طوقه من سبع أرضين حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا
حسين عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني محمد بن إبراهيم ان أبا سلمة حدثه انه كانت
بينه وبين أناس خصومة فذكر لعائشة رضي الله عنها فقالت له يا أبا سلمة اجتنب
الأرض فان النبي صلى الله عليه وسلم قال من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه
من سبع أرضين حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا
موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
من اخذ من الأرض شيئا بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين * قال
الفربري قال أبو جعفر بن أبي حاتم قال أبو عبد الله هذا الحديث ليس بخراسان
في كتاب ابن المبارك أملاه عليهم بالبصرة باب إذا اذن انسان لآخر
شيئا جاز حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن جبلة كنا بالمدينة في بعض
أهل العراق فأصابنا سنة فكان ابن الزبير يرزقنا التمر فكان ابن عمر رضي الله عنهما
يمر بنا فيقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الاقران الا
ان يستأذن الرجل منكم أخاه حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن الأعمش
100

عن أبي وائل عن أبي مسعود ان رجلا من الأنصار يقال له أبو شعيب كان له
غلام لحام فقال له أبو شعيب اصنع لي طعام خمسة لعلى ادعو النبي صلى الله عليه
وسلم خامس خمسة وابصر في وجه النبي صلى الله عليه وسلم الجوع فدعاه فتبعهم
رجل لم يدع فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا قد اتبعنا أتأذن له قال نعم
باب قول الله تعالى وهو ألد الخصام حدثنا أبو عصام عن ابن جريج
عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم باب اثم من خاصم في باطل وهو
يعلمه حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح عن
ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير ان زينب بنت أم سلمة أخبرته ان أمها
أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم انه سمع خصومة بباب حجرته فخرج إليهم فقال إنما انا
بشر وانه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فاحسب انه
صدق فأقضي له بذلك فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها
أو فليتركها باب إذا خاصم فجر حدثنا بشر بن خالد أخبرنا محمد
عن شعبة عن سليمان عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو
رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع من كن فيه كان منافقا
أو كانت فيه خصلة من أربعة كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث
كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر باب قصاص
المظلوم إذا وجد مال ظالمه وقال ابن سيرين يقاصه وقرأ وان عاقبتم فعاقبوا
بمثل ما عوقبتم به حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني
عروة ان عائشة رضي الله عنها قالت جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة فقالت
يا رسول الله ان أبا سفيان رجل مسيك فهل على حرج ان أطعم من
101

الذي له عيالنا فقال لا حرج عليك ان تطعميهم بالمعروف حدثنا عبد الله بن
يوسف حدثنا الليث قال حدثني يزيد عن أبي أحير عن عقبة بن عامر قال قلنا
للنبي صلى الله عليه وسلم انك تبعثنا فنزل بقوم لا يقرونا فما ترى فيه فقال لنا
ان نزلتم بقوم فأمر لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق
الضيف باب ما جاء في السقائف وجلس النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
في سقيفة بن ساعدة حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال حدثني
مالك ح وأخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة ان ابن عباس أخبره عن عمر رضي الله عنهم قال حين توفى الله نبيه صلى الله
عليه وسلم ان الأنصار اجتمعوا في سقيفة بنى ساعدة فقلت لأبي بكر انطلق بنا
فجئناهم في سقيفة بنى ساعدة باب لا يمنع جار جاره ان يغرز خشبة
في جداره حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن الأعرج
عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يمنع جار
جاره ان يغرز خشبة في جداره ثم يقول أبو هريرة مالي أراكم عنها معرضين
والله لأرمين بها بين أكتافكم باب صب الخمر في الطريق حدثنا
محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى أخبرنا عفان حدثنا حماد بن زيد حدثنا ثابت عن
أنس رضي الله عنه كنت ساقى القوم في منزل أبى طلحة وكان خمرهم يومئذ
الفضيخ فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا ينادى الا ان الخمر قد حرمت
قال فقال لي أبو طلحة اخرج فأهرقها فخرجت فهرقتها فجرت في سكك المدينة
فقال بعض القوم قد قتل قوم وهي في بطونهم فأنزل الله ليس على الذين آمنوا
وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية باب أفنية الدور والجلوس
فيها والجلوس على الصعدات وقالت عائشة فابتنى أبو بكر مسجدا بفناء داره
يصلى فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه
102

والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا أبو عمر
حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إياكم والجلوس على الطرقات
فقالوا مالنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها قال فإذا أبيتم الا المجالس فأعطوا
الطريق حقها قالوا وما حق الطريق قال غض البصر وكف الأذى ورد السلام
وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر باب الآبار على الطرق إذا لم يتأذ بها
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن سمى مولى أبى بكر عن أبي صالح السمان
عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بينا رجل بطريق
اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث
يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل
الذي كان بلغ منى فنزل البئر فملا خفه ماء فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له
قالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم لأجرا فقال في كل ذات كبد رطبة اجر
باب إماطة الأذى وقال همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم يميط الأذى عن الطريق صدقة باب الغرفة والعلية المشرفة
وغير المشرفة في السطوح وغيرها حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة
عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال أشرف النبي
صلى الله عليه وسلم على اطم من آطام المدينة ثم قال هل ترون ما أرى مواقع
الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن
عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن عبد الله بن
عباس رضي الله عنهما قال لم أزل حريصا على أن اسأل عمر رضي الله عنه عن
المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله لهما ان تتوبا إلى الله
فقد صغت قلوبكما فحججت معه فعدل وعدلت معه بالإداوة فتبرز حتى جاء
103

فسكبت على يديه من الإداوة فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال لهما ان تتوبا إلى الله فقال وا عجبي لك
يا ابن عباس عائشة وحفصة ثم استقبل عمر الحديث يسوقه فقال إني كنت
وجار لي من الأنصار في بنى أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب
النزول على النبي صلى الله عليه وسلم فينزل هو يوما وانزل يوما فإذ نزلت جئته
من خبر ذلك اليوم من الامر وغيره وإذا نزل فعل مثله وكنا معشر قريش
نغلب النساء فلما قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا
يأخذن من أدب نساء الأنصار فصحت على امر أتى فراجعتني فأنكرت ان تراجعني
فقالت ولم تنكر ان أراجعك فوالله ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه
وان إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل فأفزعني فقلت خابت من فعل منهن
بعظيم ثم جمعت على ثيابي فدخلت على حفصة فقلت أتغاضب إحداكن رسول
الله صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل فقالت نعم فقلت خابت وخسرت أفتأمن
ان يغضب الله لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فتهلكين لا تستكثري على
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تراجعيه في شئ ولا تهجريه واسأليني ما بدا لك
ولا يغرنك ان كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم يريد عائشة وكنا تحدثنا ان غسان تنعل النعال لغزونا فنزل صاحبي
يوم نوبته فرجع عشاء فضرب بابي ضربا شديدا وقال أنائم هو ففزعت فخرجت
إليه وقال حدث امر عظيم قلت ما هو أجاءت غسان قال لا بل أعظم منه
وأطول طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال قد خابت حفصة وخسرت
كنت أظن أن هذا يوشك أن يكون فجمعت على ثيابي فصليت صلاة الفجر
مع النبي صلى الله عليه وسلم فدخل مشربة له فاعتزل فيها فدخلت على حفصة
فإذا هي تبكي قلت ما يبكيك أولم أكن حذرتك أطلقكن رسول الله صلى الله
104

عليه وسلم قالت لا أدرى هوذا في المشربة فخرجت فجئت المنبر فإذا حوله رهط
يبكى بعضهم فجلست معهم قليلا ثم غلبني ما أجد فجئت المشربة التي هو فيها
فقلت لغلام له اسود استأذن لعمر فدخل فكلم النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرج
فقال ذكرتك له فصمت فانصرفت حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر
ثم غلبني ما أجد فجئت فذكر مثله فجلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني
ما أجد فجئت الغلام فقلت استأذن لعمر فذكر مثله فلما وليت منصرفا فإذا
الغلام يدعوني قال اذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه فإذا هو
مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد اثر الرمال بجنبه متكئ
على وسادة من ادم حشوها ليف فسلمت عليه ثم قلت وانا قائم طلقت نساءك
فرفع بصره إلى فقال لا ثم قلت وانا قائم استأنس يا رسول الله لو رأيتني وكنا
معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على قوم تغلبهم نساؤهم فذكره فتبسم النبي
صلى الله عليه وسلم ثم قلت لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لا يغرنك ان كانت
جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد عائشة فتبسم
أخرى فجلست حين رأيته تبسم ثم رفعت بصرى في بيته فوالله ما رأيت فيه
شيئا يرد البصر غير أهبة ثلاثة فقلت ادع الله فليوسع على أمتك فان فارس والروم
وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله وكان متكئا فقال أو في شك
أنت يا ابن الخطاب أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت
يا رسول الله استغفر لي فاعتزل النبي صلى الله عليه وسلم من أجل ذلك الحديث
حين أفشته حفصة إلى عائشة وكان قد قال ما انا بداخل عليهن شهرا من شدة
موجدته عليهن حين عاتبه الله فلما مضت تسع وعشرون دخل على عائشة فبدأ بها
فقالت له عائشة انك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا وانا أصبحنا لتسع وعشرين
ليلة أعدها عدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم الشهر تسع وعشرون وكان ذلك
105

الشهر تسع وعشرون قالت عائشة فأنزلت آية التخيير فبدأ بي أول امرأة فقال إني
ذاكر لك أمرا ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك قالت قد اعلم أن
أبوى لم يكونا يأمراني بفراقه ثم قال إن الله قال يا أيها النبي قل لأزواجك
إلى قوله عظيما قلت أفي هذا استأمر أبوى فانى أريد الله ورسوله والدار
الآخرة ثم خير نساءه فقلن مثل ما قالت عائشة حدثنا ابن سلام حدثنا
الفزاري عن حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه قال آلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم من نسائه شهرا وكانت انفكت قدمه فجلس في علية له فجاء عمر
فقال أطلقت نساءك فقال لا ولكني آليت منهن شهرا فمكث تسعا وعشرين
ثم نزل فدخل على نسائه باب من عقل بعيره على البلاط أو باب المسجد
حدثنا مسلم حدثنا أبو عقيل حدثنا أبو المتوكل الناجي قال اتيت جابر بن
عبد الله رضي الله عنهما قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فدخلت
إليه وعقلت الجمل في ناحية البلاط فقلت هذا جملك فخرج فجعل يطيف بالجمل
قال الثمن والجمل لك باب الوقوف والبول عند سباطة قوم حدثنا
سليمان بن حرب عن شعبة عن منصور عن أبي وائل عن حذيفة رضي الله عنه
قال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال لقد أتى النبي صلى الله عليه
وسلم سباطة قوم فبال قائما باب من اخذ الغصن وما يؤذى الناس
في الطريق فرمى به حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمى عن أبي
صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما
رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك فأخذه فشكر الله له فغفر له باب
إذا اختلفوا في الطريق الميتاء وهي الرحبة تكون بين الطريق ثم يريد أهلها
البنيان فترك منها الطريق سبعة أذرع حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
جرير بن حازم عن الزبير بن خريت عن عكرمة سمعت أبا هريرة رضى الله
106

عنه قال قضى النبي صلى الله عليه وسلم إذا تشاجروا في الطريق الميتاء بسبعة
أذرع باب النهى بغير إذن صاحبه * وقال عبادة بايعنا النبي صلى الله
عليه وسلم أن لا ننتهب حدثنا آدم بن أبي اياس حدثنا شعبة حدثنا عدى
ابن ثابت سمعت عبد الله بن يزيد الأنصاري وهو جده أو أمه قال نهى النبي
صلى الله عليه وسلم عن النهبى والمثلة حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث
حدثنا عقيل عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزنى وهو
مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو
مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو
مؤمن * وعن سعيد وأبى سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
مثله الا النهبة قال الفربري وجدت بخط أبى جعفر * قال أبو عبد الله تفسيره
ان ينزع منه يريد الايمان باب كسر الصليب وقتل الخنزير حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب
سمع أبا هريرة رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم
الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير
ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد باب هل تكسر الدنان
التي فيها الخمر أو تخرق الزقاق فان كسر صنما أو صليبا أو طنبورا أو مالا ينتفع
بخشبه * واتى شريح في طنبور كسر فلم يقض فيه بشئ حدثنا أبو عاصم
الضحاك بن مخلد عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه
ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى نيرانا توقد يوم خيبر قال على ما توقد هذه
النيران قالوا على الحمر الانسية قال اكسروها وأهرقوها قالوا الا نهريقها
ونغسلها قال اغسلوا * قال أبو عبد الله كان ابن أبي أويس يقول الحمر الانسية
107

بنصب الألف والنون حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا ابن أبي نجيح
عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال دخل النبي صلى
الله عليه وسلم مكة وحول البيت ثلاثمائة وستون نصبا فجعل يطعنها بعود في
يده وجعل يقول جاء الحق وزهق الباطل الآية حدثنا إبراهيم بن المنذر
حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه القاسم عن
عائشة رضي الله عنها انها كانت اتخذت على سهوة لها سترا فيه تماثيل فهتكه النبي
صلى الله عليه وسلم فاتخذت منه نمرقتين فكانتا في البيت يجلس عليهما
باب من قاتل دون ماله حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد هو ابن أبي
أيوب قال حدثني أبو الأسود عن عكرمة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من قتل دون ماله فهو شهيد باب
إذا كسر قصعة أو شيئا لغيره حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن حميد
عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان عند بعض نسائه فأرسلت
احدى أمهات المؤمنين مع خادم بقصعة فيها طعام فضربت بيدها فكسرت
القصعة فضمها وجعل فيها الطعام وقال كلوا وحبس الرسول والقصعة حتى
فرغوا فدفع القصعة الصحيحة وحبس المكسورة * وقال ابن أبي مريم أخبرنا
يحيى بن أيوب حدثنا حميد حدثنا أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم باب
إذا هدم حائطا فليبن مثله حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا جرير هو ابن
حازم عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان رجل في بني إسرائيل يقال له جريج يصلى فجاءته أمه فدعته
فأبى ان يجيبها فقال أجيبها أو أصلي ثم اتته فقالت اللهم لا تمته حتى تريه المومسات
وكان جريج في صومعته فقالت امرأة لأفتنن جريحا فتعرضت له فكلمته
فأبى فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت هو من جريج فأتوه
108

وكسروا صومعته فأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال من أبوك
يا غلام قال الراعي قالوا نبني صومعتك من ذهب قال لا الا من طين
(بسم الله الرحمن الرحيم) باب الشركة في الطعام والنهد والعروض
وكيف قسمة ما يكال ويوزن مجازفة أو قبضة قبضة لما لم ير المسلمون في النهد
بأسا ان يأكل هذا بعضا وهذا بعضا وكذلك مجازفة الذهب والفضة والقران
في التمر حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن وهب بن كيسان عن
جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعثا قبل الساحل فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح وهم ثلاثمائة وانا فيهم فخرجنا
حتى إذا كنا ببعض الطريق فنى الزاد فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش فجمع
ذلك كله فكان مزودي تمر فكان يقوتنا كل يوم قليلا قليلا حتى فنى فلم يكن
يصيبنا الا تمرة تمرة فقلت وما تغنى تمرة فقال لقد وجدنا فقدها حين فنيت
قال ثم انتهينا إلى البحر فإذا حوت مثل الظرب فأكل منه ذلك الجيش ثماني
عشرة ليلة ثم امر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا ثم امر براحلة فرحلت
ثم مرت تحتهما فلم تصبهما حدثنا بشر بن مرحوم حدثنا حاتم بن إسماعيل
عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة رضي الله عنه قال خفت أزواد القوم وأملقوا
فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم في نحر إبلهم فأذن لهم فلقيهم عمر فأخبروه فقال
ما بقاؤكم بعد إبلكم فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
ما بقاؤهم بعد إبلهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناد في الناس يأتون بفضل
أزوادهم فبسط لذلك نطع وجعلوه على النطع فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
فدعا وبرك عليه ثم دعاهم بأوعيتهم فاحتثى الناس حتى فرغوا ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اشهد أن لا إله إلا الله وانى رسول الله حدثنا محمد بن
يوسف حدثنا الأوزاعي حدثنا أبو النجاشي قال سمعت رافع بن خديج رضى الله
109

عنه قال كنا نصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم العصر فننحر جزورا فتقسم عشر
قسم فنأكل لحما نضيجا قبل أن تغرب الشمس حدثنا محمد بن العلاء حدثنا
حماد بن أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم ان الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا
ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في اناء واحد بالسوية فهم
منى وانا منهم باب ما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية
في الصدقة حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى قال حدثني أبي قال حدثني ثمامة
ابن عبد الله بن أنس ان انسا حدثه ان أبا بكر الصديق رضي الله عنه كتب له
فريضة الصدقة التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وما كان من
خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية باب قسمة الغنم حدثنا
علي بن الحكم الأنصاري حدثنا أبو عوانة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن
رفاعة بن رافع بن خديج عن جده قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذي
الحليفة فأصاب الناس جوع فأصابوا إبلا وغنما قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم
في أخريات القوم فعجلوا وذبحوا ونصبوا القدور فأمر النبي صلى الله عليه وسلم
بالقدور فأكفئت ثم قسم فعدل عشرة من الغنم ببعير فند منها بعير فطلبوه
فأعياهم وكان في القوم خيل يسيرة فأهوى رجل منهم بسهم فحبسه الله ثم
قال إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا فقال
جدي انا نرجو أو نخاف العدو غدا وليست معنا مدى أفنذبح بالقصب قال
ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه ليس السن والظفر وسأحدثكم عن ذلك
اما السن فعظم واما الظفر فمدى الحبشة باب القران من التمر بين الشركاء
حتى يستأذن أصحابه حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا سفيان حدثنا جبلة بن
سحيم قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان
110

يقرن الرجل بين التمرتين جميعا حتى يستأذن أصحابه حدثنا أبو الوليد حدثنا
شعبة عن جبلة قال كنا بالمدينة فاصابتنا سنة فكان ابن الزبير يرزقنا التمر وكان
ابن عمر يمر بنا فيقول لا تقرنوا فان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الاقران
الا ان يستأذن الرجل منكم أخاه باب تقويم الأشياء بين الشركاء
بقيمة عدل حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن نافع
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعتق
شقصا له من عبد أو شركا أو قال نصيبا وكان له ما يبلغ ثمنه بقيمة العدل فهو عتيق
والا فقد عتق منه ما عتق * قال لا أدرى قوله عتق منه ما عتق قول من نافع
أو في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله
أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أعتق شقيصا من
مملوكه فعليه خلاصه في ماله فإن لم يكن له مال قوم المملوك قيمة عدل ثم استسعى
غير مشقوق عليه باب هل يقرع في القسمة والاستهام فيه حدثنا
أبو نعيم حدثنا زكريا قال سمعت عامرا يقول سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل القائم على حدود الله والواقع فيها
كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها
فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو انا
خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فان يتركوهم وما أرادوا هلكوا
جميعا وان اخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا باب شركة اليتيم وأهل
الميراث حدثنا الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب
قال أخبرني عروة انه سأل عائشة رضي الله عنها * وقال الليث حدثني يونس
عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير انه سأل عائشة رضي الله عنها عن
111

قول الله تعالى فان خفتم أن لا تقسطوا إلى قوله ورباع فقالت يا ابن أختي هي
اليتيمة تكون في حجر وليها تشاركه في ماله فيعجبه مالها وجمالها فيريد وليها
ان يتزوجها بغير ان يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره فنهوا ان
ينكحوهن الا ان يقسطوا لهن ويبلغوا بهن أعلى سنتهن من الصداق وأمروا
ان ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن * قال عروة قالت عائشة ثم إن
الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية فأنزل الله
ويستفتونك في النساء إلى قوله وترغبون ان تنكحوهن والذي ذكر الله انه
يتلى عليكم في الكتاب الآية الأولى التي قال فيها وان خفتم أن لا تقسطوا في
اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء قالت عائشة وقول الله في الآية الأخرى
وترغبون ان تنكحوهن هي رغبة أحدكم ليتيمته التي تكون في حجره حين
تكون قليلة المال والجمال فنهوا ان ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء
الا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن باب الشركة في الأرضين وغيرها
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال إنما جعل النبي صلى الله عليه وسلم الشفعة
في كل ما لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة باب
إذا اقتسم الشركاء الدور أو غيرها فليس لهم رجوع ولا شفعة حدثنا مسدد
حدثنا عبد الواحد حدثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن
جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قضى النبي صلى الله عليه وسلم بالشفعة
في كل ما لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة باب
الاشتراك في الذهب والفضة وما يكون فيه الصرف حدثنا عمرو بن علي
حدثنا أبو عاصم عن عثمان يعنى ابن الأسود قال أخبرني سليمان بن أبي مسلم قال
سألت أبا المنهال عن الصرف يدا بيد فقال اشتريت انا وشريك لي شيئا يدا بيد
112

ونسيئة فجاءنا البراء بن عازب فسألناه فقال فعلت انا وشريكي زيد بن أرقم
وسألنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال ما كان يدا بيد فخذوه وما كان
نسيئة فذروه باب مشاركة الذمي والمشركين في المزارعة حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن عبد الله رضي الله عنه قال
أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر اليهود ان يعملوها ويزرعوها ولهم
شطر ما يخرج منها باب قسمة الغنم والعدل فيها حدثنا قتيبة بن
سعيد حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه غنما يقسمها على صحابته ضحايا فبقي
عتود فذكره لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ضح به أنت باب
الشركة في الطعام وغيره ويذكر ان رجلا ساوم شيئا فغمزه آخر فرأى عمر ان
له شركة حدثنا اصبغ بن الفرج قال أخبرني عبد الله بن وهب قال أخبرني
سعيد عن زهرة بن معبد عن جده عبد الله بن هشام وكان قد أدرك النبي صلى
الله عليه وسلم وذهبت به أمه زينب بنت حميد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت يا رسول الله بايعه فقال هو صغير فمسح رأسه ودعا له * وعن زهرة بن
معبد انه كان يخرج به جده عبد الله بن هشام إلى السوق فيشترى الطعام
فلقياه ابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم فيقولان له أشركنا فان النبي صلى الله
عليه وسلم قد دعا لك بالبركة فيشركهم فربما أصاب الراحلة كما هي فيبعث بها
إلى المنزل باب الشركة في الرقيق حدثنا مسدد حدثنا جويرية بن
أسماء عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من أعتق شركا له في مملوك وجب عليه ان يعتق كله إن كان له مال قدر ثمنه
يقام قيمة عدل ويعطى شركاؤه حصتهم ويخلى سبيل المعتق حدثنا أبو النعمان
حدثنا جرير بن حازم عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة
113

رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أعتق شقصا في عبد أعتق كله إن كان
له مال والا يستسع غير مشقوق عليه باب الاشتراك في الهدى والبدن
وإذا أشرك الرجل الرجل في هديه بعد ما اهدى حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد
ابن زيد أخبرنا عبد الملك بن جريج عن عطاء عن جابر وعن طاوس عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم صبح رابعة من ذي الحجة
مهلين بالحج لا يخلطهم شئ فلما قدمنا أمرنا فجعلناها عمرة وان نحل إلى
نسائنا ففشت في ذلك القالة قال عطاء فقال جابر فيروح أحدنا إلى منى وذكره
يقطر منيا فقال جابر بكفه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقام خطيبا فقال
بلغني ان أقواما يقولون كذا وكذا والله لأنا ابر واتقى لله منهم ولو انى
استقبلت من امرى ما استدبرت ما أهديت ولولا أن معي الهدى لأحللت
فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال يا رسول الله هي لنا أو للأبد فقال لا بل
للأبد قال وجاء علي بن أبي طالب فقال أحدهما يقول لبيك بما أهل به رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقال الآخر لبيك بحجة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يقيم على احرامه وأشركه في الهدى باب
من عدل عشرا من الغنم بجزور في القسم حدثنا محمد أخبرنا وكيع عن
سفيان عن أبيه عن عباية بن رفاعة بن جده رافع بن خديج رضي الله عنه قال
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة من تهامة فأصبنا غنما وابلا فعجل
القوم فأغلوا بها القدور فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بها فأكفئت
ثم عدل عشرا من الغنم بجزور ثم إن بعير منها ند وليس في القوم الا خيل
يسيرة فرماه رجل فحبسه بسهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لهذه
البهائم أوابد كأوابد الوحش فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا قال قال جدي
يا رسول الله انا نرجو أو نخاف ان نلقى العدو غدا وليس معنا مدى أفنذبح
114

بالقصب فقال أعجل أو أرني ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا ليس السن
والظفر وسأحدثكم عن ذلك اما السن فعظم واما الظفر فمدى الحبشة
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب في الرهن في الحضر)
وقوله تعالى وان كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة حدثنا
مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه قال ولقد
رهن رسول الله صلى الله عليه وسلم درعه بشعير ومشيت إلى النبي صلى الله
عليه وسلم بخبز شعير وإهالة سنخة ولقد سمعته يقول ما أصبح لآل محمد
صلى الله عليه وسلم الا صاع ولا أمسى وانهم لتسعة أبيات باب من
رهن درعه حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش قال تذاكرنا عند
إبراهيم الرهن والقبيل في السلف فقال إبراهيم حدثنا الأسود عن عائشة رضي الله عنها
ان النبي صلى الله عليه وسلم اشترى من يهودي طعاما إلى أجل ورهنه
درعه باب رهن السلاح حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال
عمرو سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من لكعب بن الأشرف فإنه آذى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال
محمد بن مسلمة انا فأتاه فقال أردنا ان تسلفنا وسقا أو وسقين فقال أرهنوني
نساءكم قالوا كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب قال فارهنوني أبناءكم قالوا
كيف نرهن أبناءنا فيسب أحدهم فيقال رهن بوسق أو وسقين هذا عار علينا
ولكنا نرهنك اللامة قال سفيان يعنى السلاح فوعده ان يأتيه فقتلوه ثم
اتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه باب الرهن مركوب ومحلوب
وقال مغيرة عن إبراهيم تركب الضالة بقدر علفها وتحلب بقدر علفها والرهن
مثله حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا عن عامر عن أبي هريرة رضي الله عنه
115

عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول الرهن يركب بنفقته ويشرب لبن الدر
إذا كان مرهونا حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا زكريا
عن الشعبي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الرهن يركب بنفقته إذا كان مرهونا ولبن الدر يشرب بنفقته إذا كان مرهونا
وعلى الذي يركب ويشرب النفقة باب الرهن عند اليهود وغيرهم
حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة
رضي الله عنها قالت اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم من يهودي طعاما
ورهنه درعه باب إذا اختلف الراهن والمرتهن ونحوه فالبينة على
المدعى واليمين على المدعى عليه حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا نافع بن عمر عن
ابن أبي مليكة قال كتبت إلى ابن عباس فكتب إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم
قضى ان اليمين على المدعى عليه حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن منصور
عن أبي وائل قال قال عبد الله رضي الله عنه من حلف على يمين يستحق بها مالا وهو
فيها فاجر لقى الله وهو عليه غضبان فأنزل الله تصديق ذلك أن الذين يشترون
بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا فقرأ إلى عذاب اليم ثم إن الأشعث بن قيس خرج
الينا فقال ما يحدثكم أبو عبد الرحمن قال فحدثناه قال فقال صدق لفي والله أنزلت
كانت بيني وبين رجل خصومة في بئر فاختصمنا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهدك أو يمينه قلت إنه إذا يحلف
ولا يبالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين يستحق بها مالا
وهو فيها فاجر لقى الله وهو عليه غضبان فأنزل الله تصديق ذلك ثم اقترأ
هذه الآية ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا إلى ولهم عذاب اليم
(بسم الله الرحمن الرحيم * في العتق وفضله)
وقوله تعالى فك رقبة أو اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة حدثنا
116

أحمد بن يونس حدثنا عاصم بن محمد قال حدثني واقد بن محمد قال حدثني سعيد
ابن مرجانة صاحب علي بن حسين قال قال لي أبو هريرة رضي الله عنه قال النبي
صلى الله عليه وسلم أيما رجل أعتق امرأ مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا
منه من النار قال سعيد بن مرجانة فانطلقت إلى علي بن حسين فعمد علي بن
حسين رضي الله عنهما إلى عبد له قد أعطاه به عبد الله بن جعفر عشرة آلاف
درهم أو ألف دينار فأعتقه باب أي الرقاب أفضل حدثنا عبيد الله
ابن موسى عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي مراوح عن أبي ذر رضي الله عنه
قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال ايمان بالله وجهاد في
سبيله قلت فأي الرقاب أفضل قال أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها قلت فإن لم
افعل قال تعين صانعا أو تصنع لأخرق قال فإن لم افعل قال تدع الناس من الشر
فإنها صدقة تصدق بها على نفسك باب ما يستحب من العتاقة في
الكسوف والآيات حدثنا موسى بن مسعود حدثنا زائدة بن قدامة عن
هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما
قالت امر النبي صلى الله عليه وسلم بالعتاقة في كسوف الشمس * تابعه على عن
الدراوردي عن هشام حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا عثام حدثنا هشام عن
فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت كنا نؤمر عند
الخسوف بالعتاقة باب إذا أعتق عبدا بين اثنين أو أمة بين الشركاء
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن سالم عن أبيه رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أعتق عبدا بين اثنين فإن كان موسرا قوم
عليه ثم يعتق حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن نافع عن عبد
الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أعتق
شركا له في عبد فكان له مال يبلغ ثمن العبد قوم العبد قيمة عدل فأعطى شركاءه
117

حصصهم وعتق عليه والا فقد عتق منه ما عتق حدثنا عبيد بن إسماعيل عن أبي
أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من أعتق شركا له في مملوك فعليه عتقه كله إن كان له مال
يبلغ ثمنه فإن لم يكن له مال يقوم عليه قيمة عدل على المعتق فأعتق منه ما أعتق
حدثنا مسدد حدثنا بشر عن عبيد الله اختصره حدثنا أبو النعمان حدثنا
حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال من أعتق نصيبا له في مملوك أو شركا له في عبد وكان له من المال ما يبلغ قيمته
بقيمة العدل فهو عتيق قال نافع والا فقد عتق منه ما عتق قال أيوب لا أدرى
أشئ قاله نافع أو شئ في الحديث حدثنا أحمد بن مقدام حدثنا الفضيل بن
سليمان حدثنا موسى بن عقبة أخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما انه كان
يفتى في العبد أو الأمة يكون بين الشركاء فيعتق أحدهم نصيبه منه يقول
قد وجب عليه عتقه كله إذا كان للذي أعتق من المال ما يبلغ يقوم من ماله قيمة
العدل ويدفع إلى الشركاء أنصباؤهم ويخلى سبيل المعتق يخبر ذلك ابن عمر عن
النبي صلى الله عليه وسلم * ورواه الليث وابن أبي ذئب وابن اسحق وجويرية
ويحيى بن سعيد وإسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه وسلم مختصرا باب إذا أعتق نصيبا في عبد وليس له
مال استسعى العبد غير مشقوق عليه على نحو الكتابة حدثنا أحمد بن أبي
رجاء حدثنا يحيى بن آدم حدثنا جرير بن حازم قال سمعت قتادة قال حدثني
النضر بن أنس بن مالك عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
النبي صلى الله عليه وسلم من أعتق شقيصا من عبد * وحدثنا مسدد حدثنا
يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك
عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من أعتق نصيبا
118

أو شقيصا في مملوك فخلاصه عليه في ماله إن كان له مال والا قوم عليه
فاستسعى به غير مشقوق عليه * تابعه حجاج بن حجاج وأبان وموسى بن خلف
عن قتادة اختصره شعبة باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق
ونحوه ولا عتاقة الا لوجه الله تعالى وقال النبي صلى الله عليه وسلم لكل امرئ
ما نوى ولا نية للناسي والمخطئ حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا مسعر
عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله
عليه وسلم ان الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم
حدثنا محمد بن كثير عن سفيان حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم
التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الاعمال بالنية ولامرئ ما نوى فمن كانت
هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا
يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه باب إذا قال لعبده
هو لله ونوى العتق والاشهاد بالعتق حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير عن محمد
ابن بشر عن إسماعيل عن قيس عن أبي هريرة رضي الله عنه انه لما اقبل يريد
الاسلام ومعه غلامه ضل كل واحد منهما من صاحبه فأقبل بعد ذلك وأبو
هريرة جالس مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا
هريرة هذا غلامك قد أتاك فقال اما انى أشهدك انه حر قال فهو حين يقول
يا ليلة من طولها وعنائها * على أنها من دارة الكفر نجت
حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو أسامة حدثنا إسماعيل عن قيس عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال لما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم قلت في الطريق
يا ليلة من طولها وعنائها * على أنها من دارة الكفر نجت
قال وابق منى غلام لي في الطريق قال فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم
119

بايعته فبينا انا عنده إذ طلع الغلام فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا أبا هريرة هذا غلامك فقلت هو حر لوجه الله فأعتقه لم يقل أبو كريب
عن أبي أسامة حر حدثنا شهاب بن عباد حدثنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل
عن قيس قال لما اقبل أبو هريرة رضي الله عنه ومعه غلامه وهو يطلب
الاسلام فضل أحدهما صاحبه بهذا وقال اما انى أشهدك انه لله باب
أم الولد قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة ان تلد
الأمة ربها حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني عروة بن
الزبير ان عائشة رضي الله عنها قالت إن عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد
ابن أبي وقاص ان يقبض إليه ابن وليدة زمعة قال عتبة انه ابني فلما قدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم زمن الفتح اخذ سعد ابن وليدة زمعة فأقبل به إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم واقبل معه بعبد بن زمعة فقال سعد يا رسول الله هذا
ابن أخي عهد إلى أنه ابنه فقال عبد بن زمعة يا رسول الله هذا اخى ابن وليدة
زمعة ولد على فراشه فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن وليدة زمعة
فإذا هو أشبه الناس به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو لك يا عبد بن زمعة
من أجل انه ولد على فراش أبيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجبي منه
يا سودة بنت زمعة مما رأى من شبهه بعتبة وكان سودة زوج النبي صلى الله
عليه وسلم باب بيع المدبر حدثنا آدم بن أبي اياس حدثنا شعبة
حدثنا عمرو بن دينار سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال أعتق رجل
منا عبدا له عن دبر فدعا النبي صلى الله عليه وسلم به فباعه قال جابر مات
الغلام عام أول باب بيع الولاء وهبته حدثنا أبو الوليد حدثنا
شعبة قال أخبرني عبد الله بن دينار قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء وعن هبته حدثنا عثمان بن
120

أبى شيبة حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها
قالت اشتريت بريرة فاشترط أهلها ولاءها فذكرت ذلك للنبي صلى
الله عليه وسلم فقال اعتقيها فان الولاء لمن أعطى الورق فأعتقتها فدعاها النبي
صلى الله عليه وسلم فخيرها من زوجها فقالت لو أعطاني كذا وكذا ما ثبت عنده
فاختارت نفسها باب إذا أسر أخو الرجل أو عمه هل يفادى إذا كان
مشركا وقال أنس قال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم فاديت نفسي وفاديت
عقيلا وكان على له نصيب في تلك الغنيمة التي أصاب من أخيه عقيل وعمه
عباس حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى
عن ابن شهاب قال حدثني أنس رضي الله عنه ان رجالا من الأنصار استأذنوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ائذن فلنترك لابن أختنا عباس فداءه
فقال لا تدعون منه درهما باب عتق المشرك حدثنا عبيد بن إسماعيل
حدثنا أبو أسامة عن هشام أخبرني أبي ان حكيم بن حزام رضي الله عنه أعتق
في الجاهلية مائة رقبة وحمل على مائة بعير فلما أسلم حمل على مائة بعير واعتق مائة
رقبة قال فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أرأيت
أشياء كنت أصنعها في الجاهلية كنت أتحنث بها يعنى أتبرر بها قال فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت على ما سلف لك من خير باب
من ملك من العرب رقيقا فوهب وباع وجامع وفدى وسبى الذرية وقوله
تعالى ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ ومن رزقناه منا رزقا حسنا
فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون حدثنا
ابن أبي مريم قال أخبرني الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال ذكر عروة ان
مروان والمسور بن مخرمة أخبراه ان النبي صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه
وفد هوازن فسألوه ان يرد إليهم أموالهم وسبيهم فقال إن معي من ترون
121

وأحب الحديث إلى أصدقه فاختاروا احدى الطائفتين اما المال واما السبي
وقد كنت استأنيت بهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم انتظرهم بضع عشرة
ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم ان النبي صلى الله عليه وسلم غير راد
إليهم الا احدى الطائفتين قالوا فانا نختار سبينا فقام النبي صلى الله عليه وسلم
في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال اما بعد فان إخوانكم جاؤونا تائبين وانى
رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم ان يطيب ذلك فليفعل ومن أحب أن يكون
على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفئ الله علينا فليفعل فقال الناس
طيبنا ذلك قال انا لا ندري من اذن منكم ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع الينا
عرفاؤكم امركم فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فأخبروه انهم طيبوا وأذنوا فهذا الذي بلغنا عن سبى هوازن *
وقال أنس قال عباس للنبي صلى الله عليه وسلم فاديت نفسي وفاديت عقيلا
حدثنا علي بن الحسن أخبرنا عبد الله أخبرنا ابن عون قال كتبت إلى نافع
فكتب إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أغار على بنى المصطلق وهم غارون
وأنعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم وأصاب يومئذ جويرية
حدثني به عبد الله بن عمر وكان في ذلك الجيش حدثنا عبد الله بن يوسف
أخبرنا مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز
قال رأيت أبا سعيد رضي الله عنه فسألته فقال خرجنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في غزوة بنى المصطلق فأصبنا سبيا من سبى العرب فاشتهينا النساء
فاشتدت علينا العزبة واحببنا العزل فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
ما عليكم أن لا تفعلوا ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة الا وهي كائنة حدثنا
زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال لا أزال أحب بنى تميم * وحدثني ابن سلام أخبرنا جرير بن
122

عبد الحميد عن المغيرة عن الحرث عن أبي زرعة عن أبي هريرة وعن عمارة عن أبي
زرعة عن أبي هريرة قال ما زلت أحب بنى تميم منذ ثلاث سمعت من رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم سمعته يقول هم أشد أمتي على الدجال قال
وجاءت صدقاتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه صدقات قومنا
وكانت سبية منهم عند عائشة فقال اعتقيها فإنها من ولد إسماعيل باب
فضل من أدب جاريته وعلمها حدثنا إسحاق بن إبراهيم سمع محمد بن فضيل
عن مطرف عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له جارية فعالها فأحسن إليها ثم أعتقها
وتزوجها كان له أجران باب قول النبي صلى الله عليه وسلم العبيد
إخوانكم فأطعموهم مما تأكلون وقوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به
شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى
والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم ان الله لا يحب
من كان مختالا فخورا حدثنا آدم بن أبي اياس حدثنا شعبة حدثنا واصل
الأحدب قال سمعت المعرور بن سويد قال رأيت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه
وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألناه عن ذلك فقال إني ساببت رجلا فشكاني
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعيرته بأمه ثم قال إن
إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يديه فليطعمه
مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فان كلفتموهم ما يغلبهم
فأعينوهم باب العبد إذا أحسن عبادة ربه ونصح سيده حدثنا
عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال العبد إذا نصح سيده وأحسن عبادة ربه كان له اجره
مرتين حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن صالح عن الشعبي عن أبي
123

بردة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
أيما رجل كانت له جارية فأدبها فأحسن تأديبها وأعتقها وتزوجها فله أجران
وأيما عبد أدى حق الله وحق مواليه فله أجران حدثنا بشر بن محمد أخبرنا
عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري سمعت سعيد بن المسيب يقول قال أبو
هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعبد المملوك الصالح
أجران والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت
ان أموت وانا مملوك حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا أبو أسامة عن الأعمش
حدثنا أبو صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم
ما لأحدهم يحسن عبادة ربه وينصح لسيده باب كراهية التطاول على
الرقيق وقوله عبدي أو أمتي وقال الله تعالى والصالحين من عبادكم وإمائكم
وقال عبدا مملوكا وألفيا سيدها لدى الباب وقال من فتياتكم المؤمنات وقال النبي
صلى الله عليه وسلم قوموا إلى سيدكم واذكرني عند ربك سيدك ومن سيدكم
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال حدثني نافع عن عبد الله رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا نصح العبد سيده وأحسن عبادة ربه كان
له اجره مرتين حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة
عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المملوك الذي يحسن
عبادة ربه ويؤدى إلى سيده الذي له عليه من الحق والنصيحة والطاعة له أجران
حدثنا محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه انه سمع أبا هريرة
رضي الله عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقل أحدكم أطعم ربك
وضئ ربك اسق ربك وليقل سيدي مولاي ولا يقل أحدكم عبدي أمتي وليقل
فتاي وفتاتي وغلامي حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم عن نافع
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من أعتق نصيبا له
124

من العبد فكان له من المال ما يبلغ قيمته يقوم عليه قيمة عدل واعتق من ماله والا
فقد عتق منه ما عتق حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله حدثني نافع عن
عبد الله رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كلكم راع فمسؤول
عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم والرجل راع على أهل بيته
وهو مسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم
والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه الا فكلكم راع وكلكم مسؤول
عن رعيته حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا سفيان عن الزهري حدثني عبيد الله
سمعت أبا هريرة رضي الله عنه وزيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إذا زنت الأمة فاجلدوها ثم إذا زنت فاجلدوها ثم إذا زنت فاجلدوها في الثالثة
أو الرابعة بيعوها ولو بضفير باب إذا اتاه خادمه بطعامه حدثنا
حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال أخبرني محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه
فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو اكلة أو أكلتين فإنه ولى علاجه
باب العبد راع في مال سيده ونسب النبي صلى الله عليه وسلم المال إلى
السيد حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سالم بن
عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول كلكم راع ومسؤول عن رعيته فالامام راع ومسؤول عن رعيته والرجل
في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة
عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته * قال فسمعت هؤلاء
من النبي صلى الله عليه وسلم واحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال والرجل
في مال أبيه راع ومسؤول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
باب إذا ضرب العبد فليجتنب الوجه حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا
125

ابن وهب قال حدثني مالك بن أنس قال وأخبرني ابن فلان عن سعيد المقبري
عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا
عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه
(بسم الله الرحمن الرحيم * في المكاتب) باب اثم من قذف مملوكه
باب المكاتب ونجومه في كل سنة نجم وقوله والذين يبتغون الكتاب
مما ملكت ايمانكم فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم
وقال روح عن ابن جريج قلت لعطاء أو أجب على إذا علمت له مالا ان أكاتبه
قال ما أراه الا واجبا وقال عمرو بن دينار قلت لعطاء تأثره عن أحد قال لا
ثم أخبرني ان موسى بن أنس أخبره ان سيرين سأل أنسا المكاتبة وكان كثير
المال فأبى فانطلق إلى عمر رضي الله عنه فقال كاتبه فأبى فضربه بالدرة ويتلو
عمر فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا فكاتبه * وقال الليث حدثني يونس عن ابن
شهاب قال عروة قالت عائشة رضي الله عنها ان بريرة دخلت عليها تستعينها
في كتابتها وعليها خمسة أواق نجمت عليها في خمس سنين فقالت لها عائشة
ونفست فيها أرأيت ان عددت لهم عدة واحدة أيبيعك أهلك فأعتقك فيكون
ولاؤك لي فذهبت بريرة إلى أهلها فعرضت ذلك عليهم فقالوا لا إلا أن يكون
لنا الولاء قالت عائشة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت
ذلك له فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتريها فأعتقيها فإنما الولاء لمن
أعتق ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما بال رجال يشترطون شروطا
ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل شرط الله
أحق وأوثق باب ما يجوز من شروط المكاتب ومن اشترط شرطا
ليس في كتاب الله * فيه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا قتيبة
126

حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة ان عائشة رضي الله عنها أخبرته ان
بريرة جاءت تستعينها في كتابتها ولم تكن قضت من كتابتها شيئا قالت لها
عائشة ارجعي إلى أهلك فان أحبوا ان اقضي عنك كتابتك ويكون
ولاؤك لي فعلت فذكرت ذلك بريرة لأهلها فأبوا وقالوا ان شاءت ان
تحتسب عليك فلتفعل ويكون ولاؤك لنا فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتاعي فاعتقي فإنما أولاء لمن
أعتق قال ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما بال أناس يشترطون
شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له
وان شرط مائة مرة شرط الله أحق وأوثق حدثنا عبد الله بن يوسف
أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال أرادت عائشة أم
المؤمنين رضي الله عنها ان تشترى جارية لتعتقها فقال أهلها على أن ولاءها لنا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنعك ذلك فإنما الولاء لمن أعتق
باب استعانة المكاتب وسؤاله الناس حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا
أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت جاءت بريرة فقالت
انى كاتبت أهلي على تسع أواق في كل عام أوقية فأعينيني فقالت عائشة ان أحب
أهلك ان أعدها لهم عدة واحدة وأعتقك فعلت ويكون ولاؤك لي فذهبت
إلى أهلها فأبوا ذلك عليها فقالت انى قد عرضت ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون
الولاء لهم فسمع بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألني فأخبرته فقال
خذيها فاعتقيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق قالت عائشة فقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اما بعد فما
بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله فأيما شرط ليس في كتاب الله
فهو باطل وإن كان مائة شرط فقضاء الله أحق وشرط الله أوثق ما بال رجال
127

منكم يقول أحدهم أعتق يا فلان ولى الولاء إنما الولاء لمن أعتق باب
بيع المكاتب إذا رضى وقالت عائشة هو عبد ما بقي عليه شئ وقال زيد بن
ثابت ما بقي عليه درهم وقال ابن عمر هو عبد ان عاش وان مات وان جنى ما بقي
عليه شئ حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة
بنت عبد الرحمن ان بريرة جاءت تستعين عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
فقالت لها ان أحب أهلك ان أصب لهم ثمنك صبة واحدة فأعتقك فعلت
فذكرت بريرة ذلك لأهلها فقالوا لا إلا أن يكون ولاؤك لنا قال مالك قال
يحيى فزعمت عمرة ان عائشة ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال اشتريها وأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق باب إذا قال المكاتب
اشترى واعتقني فاشتراه لذلك حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن
قال حدثني أبو أيمن قال دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت كنت لعتبة بن أبي
لهب ومات وورثني بنوه وانهم باعوني من ابن أبي عمرو فأعتقني ابن أبي عمرو
واشترط بنو عتبة الولاء فقالت دخلت بريرة وهي مكاتبة فقالت اشتريني
واعتقيني قالت نعم قالت لا يبيعوني حتى يشترطوا ولائي فقالت لا حاجة لي
بذلك فسمع بذلك النبي صلى الله عليه وسلم أو بلغه فذكر ذلك لعائشة
فذكرت عائشة ما قالت لها فقال اشتريها وأعتقيها ودعيهم يشترطون ما شاؤوا
فاشترتها عائشة فأعتقتها واشترط أهلها الولاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم
الولاء لمن أعتق وان اشترطوا مائة شرط
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها)
حدثنا عاصم بن علي حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبيه عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة
128

لجارتها ولو فرسن شاة حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا
ابن أبي حازم عن أبيه عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
انها قالت لعروة ابن أختي ان كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال
ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم
نار فقلت يا خالة ما كان يعيشكم قالت الأسودان التمر والماء الا انه قد كان
لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كانت لهم منائح وكانوا
يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانهم فيسقينا باب القليل
من الهبة حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدى عن شعبة عن سليمان عن أبي
حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو دعيت إلى
ذراع أو كراع لأجبت ولو اهدى إلى ذراع أو كراع لقبلت باب من
استوهب من أصحابه شيئا وقال أبو سعيد قال النبي صلى الله عليه وسلم اضربوا لي
معكم سهما حدثنا ابن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال حدثني أبو حازم عن
سهل رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى امرأة من المهاجرين
وكان لها غلام نجار قال لها مري عبدك فليعمل لنا أعواد المنبر فأمرت عبدها
فذهب فقطع من الطرفاء فصنع له منبرا فلما قضاه أرسلت إلى النبي صلى الله
عليه وسلم انه قد قضاه قال صلى الله عليه وسلم أرسلي به إلى فجاؤوا به فاحتمله
النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه حيث ترون حدثنا عبد العزيز بن عبد الله
قال حدثني محمد بن جعفر عن أبي حازم عن عبد الله بن أبي قتادة السلمي عن أبيه
رضي الله عنه قال كنت يوما جالسا مع رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم في منزل في طريق مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم نازل امامنا والقوم
محرمون وانا غير محرم فأبصروا حمارا وحشيا وانا مشغول أخصف نعلي فلم
يؤذنوني به وأحبوا لو انى أبصرته فالتفت فأبصرته فقمت إلى الفرس فأسرجته
129

ثم ركبت ونسيت السوط والرمح فقلت لهم ناولوني السوط والرمح فقالوا لا والله
لا نعينك عليه بشئ فغضبت فنزلت فأخذتهما ثم ركبت فشددت على الحمار
فعقرته ثم جئت به وقد مات فوقعوا فيه يأكلونه ثم إنهم شكوا في أكلهم
إياه وهم حرم فرحنا وخبأت العضد معي فأدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسألناه عن ذلك فقال معكم منه شئ فقلت نعم فناولته العضد فأكلها حتى
نفدها وهو محرم فحدثني به زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي قتادة عن النبي
صلى الله عليه وسلم باب من استسقى وقال سهل قال لي النبي صلى الله
عليه وسلم أسقني حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني أبو طوالة
قال سمعت أنسا رضي الله عنه يقول أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في دارنا
هذه فاستسقى فحلبنا له شاة لنا ثم شبته من ماء بئرنا هذه فأعطيته وأبو بكر
عن يساره وعمر تجاهه واعرابي عن يمينه فلما فرغ قال عمر هذا أبو بكر فأعطى
الأعرابي فضله ثم قال الأيمنون الأيمنون الا فيمنوا قال أنس فهي سنة فهي
سنة ثلاث مرات باب قبول هدية الصيد وقبل النبي صلى الله عليه وسلم
من أبى قتادة عضد الصيد حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن هشام بن زيد بن
أنس بن مالك عن أنس رضي الله عنه قال أنفجنا أرنبا بمر الظهران فسعى القوم
فلغبوا فأدركتها فأخذتها فأتيت بها أبا طلحة فذبحها وبعث بها إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بوركها أو فخذيها قال فخذيها لا شك فيه فقبله قلت
واكل منه قال واكل منه ثم قال بعد قبله باب قبول الهدية حدثنا
إسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن
مسعود عن عبد الله بن عباس عن الصعب بن جثامة رضي الله عنهم انه اهدى
لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا وهو بالأبواء أو بودان فرد عليه
فلما رأى ما في وجهه قال اما انا لم نرده عليك الا انا حرم باب قبول
130

الهدية حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا عبدة حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة
رضي الله عنها ان الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة يبتغون بها أو يبتغون
بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا
جعفر بن اياس قال سمعت سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
أهدت أم حفيد خالة ابن عباس إلى النبي صلى الله عليه وسلم إقطا وسمنا وضبا
فأكل النبي صلى الله عليه وسلم من الأقط والسمن وترك الضب تقذرا قال ابن
عباس فأكل على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان حراما ما اكل
على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا معن
قال حدثني إبراهيم بن طهمان عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى بطعام سأل عنه أهدية أم صدقة فان
قيل صدقة قال لأصحابه كلوا ولم يأكل وان قيل هدية ضرب بيده صلى الله
عليه وسلم فأكل معهم حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن قتادة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بلحم فقيل تصدق
على بريرة قال هو لها صدقة ولنا هدية حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا
شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم قال سمعته منه عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها
أنها أرادت ان تشترى بريرة وانهم اشترطوا ولاءها فذكر للنبي صلى الله عليه
وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اشتريها فاعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق وأهدى
لها لحم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا قلت تصدق على بريرة فقال هو لها
صدقة ولنا هدية وخيرت بريرة قال عبد الرحمن زوجها حر أو عبد قال شعبة
سألت عبد الرحمن عن زوجها قال لا أدرى أحر أم عبد حدثنا محمد بن مقاتل أبو
الحسن أخبرنا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية
قالت دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها فقال لها عندكم شئ
131

قالت لا الا شئ بعثت به أم عطية من الشاة التي بعثت إليها من الصدقة قال إنها
قد بلغت محلها باب من اهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون
بعض حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن أبيه عن
عائشة رضي الله عنها قالت كان الناس يتحرون بهداياهم يومى وقالت أم سلمة
ان صواحبي اجتمعن فذكرت له فأعرض عنها حدثنا إسماعيل قال حدثني
اخى عن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ان نساء
رسول الله صلى الله عليه وسلم كن حزبين فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية
وسودة والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة فإذا كانت
عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرها
حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة بعث صاحب الهدية
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة فكلم حزب أم سلمة فقلن لها
كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم الناس فيقول من أراد أن يهدى
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية فليهده حيث كان من نسائه فكلمته
أم سلمة بما قلن فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها فكلميه
قالت فكلمته حين دار إليها أيضا فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا
فقلن لها كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته فقال لها لا تؤذيني في عائشة فان
الوحي لم يأتني وانا في ثوب امرأة الا عائشة قالت فقلت أتوب إلى الله من
أذاك يا رسول الله ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول ان نساءك ينشدنك الله
العدل في بنت أبي بكر فكلمته فقال يا بنية الا تحبين ما أحب قالت بلى فرجعت
إليهن فأخبرتهن فقلن ارجعي إليه فأبت ان ترجع فأرسلن زينب بنت جحش
132

فاتته فاغلظت وقالت إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافة
فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها حتى أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تكلم قال فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى
أسكتتها قالت فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وقال إنها بنت أبي بكر
قال البخاري الكلام الأخير قصة فاطمة يذكر عن هشام بن عروة عن رجل عن
الزهري عن محمد بن عبد الرحمن وقال أبو مروان عن هشام عن عروة كان الناس
يتحرون بهداياهم يوم عائشة وعن هشام عن رجل من قريش ورجل من الموالي
عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام قالت عائشة كنت
عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنت فاطمة باب مالا يرد من الهدية
حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عزرة بن ثابت الأنصاري قال حدثني
ثمامة بن عبد الله قال دخلت عليه فناولني طيبا قال كان أنس رضي الله عنه لا يرد
الطيب قال وزعم أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرد الطيب باب
من رأى الهبة الغائبة جائزة حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا الليث قال
حدثني عقيل عن ابن شهاب قال ذكر عروة ان المسور بن مخرمة رضي الله عنهما
ومروان أخبراه ان النبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه وفد هوازن قام
في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال اما بعد فان إخوانكم جاؤونا تائبين
وانى رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم ان يطيب ذلك فليفعل ومن
أحب أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفئ الله علينا فقال الناس
طيبنا لك باب المكافأة في الهبة حدثنا مسدد حدثنا عيسى بن يونس
عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها * لم يذكر وكيع ومحاضر عن هشام عن أبيه
عن عائشة باب الهبة للولد وإذا أعطى بعض ولده شيئا لم يجز حتى
133

يعدل بينهم ويعطى الآخرين مثله ولا يشهد عليه وقال النبي صلى الله عليه
وسلم اعدلوا بين أولادكم في العطية وهل للوالد ان يرجع في عطيته وما يأكل
من مال ولده بالمعروف ولا يتعدى واشترى النبي صلى الله عليه وسلم من عمر
بعيرا ثم أعطاه ابن عمر وقال اصنع به ما شئت حدثنا عبد الله بن يوسف
أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن ومحمد بن النعمان بن بشير
انهما حدثاه عن النعمان بن بشير ان أباه أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال إني نحلت ابني هذا غلاما فقال اكل ولدك نحلت مثله قال لا قال فأرجعه
باب الاشهاد في الهبة حدثنا حامد بن عمر حدثنا أبو عوانة عن
حصين عن عامر قال سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما وهو على المنبر
يقول أعطاني أبى عطية فقالت عمرة بنت رواحة لا أرضى حتى تشهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أعطيت ابني
من عمرة بنت رواحة عطية فأمرتني ان أشهدك يا رسول الله قال أعطيت سائر
ولدك مثل هذا قال لا قال فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم قال فرجع فرد عطيته
باب هبة الرجل لامرأته والمرأة لزوجها قال إبراهيم جائزة وقال
عمر بن عبد العزيز لا يرجعان واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم نساءه في أن
يمرض في بيت عائشة وقال النبي صلى الله عليه وسلم العائد في هبته كالكلب
يعود في قيئه وقال الزهري فيمن قال لامرأته هبي لي بعض صداقك أو كله ثم
لم يمكث الا يسيرا حتى طلقها فرجعت فيه قال يرد إليها إن كان خلبها وان
كانت أعطته عن طيب نفس ليس في شئ من امره خديعة جاز قال الله تعالى
فان طبن لكم عن شئ منه نفسا حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن
معمر عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله قالت عائشة رضي الله عنها
لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد وجعه استأذن أزواجه ان يمرض
134

في بيتي فأذن له فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض وكان بين العباس وبين
رجل آخر فقال عبيد الله فذكرت لابن عباس ما قالت عائشة فقال لي وهل
تدرى من الرجل الذي لم تسم عائشة قلت لا قال هو علي بن أبي طالب حدثنا
مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم العائد في هبته كالكلب يقئ ثم يعود
في قيئه باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها إذا كان لها زوج فهو
جائز إذا لم تكن سفيهة فإذا كانت سفيهة لم يجز قال الله تعالى ولا تؤتوا
السفهاء أموالكم حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عباد
ابن عبد الله عن أسماء رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله مالي مال الا ما ادخل
على الزبير فأتصدق قال تصدقي ولا توعى فيوعى عليك حدثنا عبيد الله بن
سعيد حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام بن عروة عن فاطمة عن أسماء ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنفقي ولا تحصى فيحصى الله عليك ولا توعى
فيوعى الله عليك حدثنا يحيى بن بكير عن الليث عن يزيد عن بكير عن كريب
مولى ابن عباس ان ميمونة بنت الحرث رضي الله عنها أخبرته انها أعتقت
وليدة ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه
قالت أشعرت يا رسول الله انى أعتقت وليدتي قال أو فعلت قالت نعم قال اما انك
لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لاجرك وقال بكر بن مضر عن عمرو عن بكير
عن كريب ان ميمونة أعتقت حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله أخبرنا
يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا اقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج
بها معه وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها غير أن سودة بنت زمعة
وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تبتغى بذلك رضا
135

رسول الله صلى الله عليه وسلم باب بمن يبدأ بالهدية وقال بكر عن عمرو
عن كريب ان ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أعتقت وليدة لها فقال لها
ولو وصلت بعض أخوالك كان أعظم لاجرك حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد
ابن جعفر حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن طلحة بن عبد الله رجل من بنى
تميم بن مرة عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله ان لي جارين فإلى
أيهما اهدى قال إلى أقربهما منك بابا باب من لم يقبل الهدية لعلة
وقال عمر بن عبد العزيز كانت الهدية في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم
هدية واليوم رشوة حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال
أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أخبره
انه سمع الصعب بن جثامة الليثي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
يخبر انه اهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمار وحش وهو بالأبواء أو
بودان وهو محرم فرده قال صعب فلما عرف في وجهي رده هديتي قال ليس بنا
رد عليك ولكنا حرم حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن الزهري
عن عروة بن الزبير عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال استعمل النبي
صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد يقال له ابن الأتبية على الصدقة فلما قدم
قال هذا لكم وهذا اهدى لي قال فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر
يهدى له أم لا والذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منه شيئا الا جاء به يوم القيامة
يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع
بيده حتى رأينا عفرة إبطيه اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت ثلاثا باب
إذا وهب هبة أو وعد ثم مات قبل أن تصل إليه وقال عبيدة ان مات وكانت
فصلت الهدية والمهدى له حي فهي لورثته وإن لم تكن فصلت فهي لورثة
الذي اهدى وقال الحسن أيهما مات قبل فهي لورثة المهدى له إذا قبضها
136

الرسول حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا ابن المنكدر سمعت
جابرا رضي الله عنه قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم لو جاء مال البحرين
أعطيتك هكذا ثلاثا فلم يقدم حتى توفى النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل أبو
بكر مناديا فنادى من كان له عند النبي صلى الله عليه وسلم عدة أو دين فليأتنا
فأتيته فقلت ان النبي صلى الله عليه وسلم وعدني فحثى لي ثلاثا باب
كيف يقبض العبد والمتاع وقال ابن عمر كنت على بكر صعب فاشتراه النبي
صلى الله عليه وسلم وقال هو لك يا عبد الله حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
الليث عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما أنه قال قسم
رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبية ولم يعط مخرمة منها شيئا فقال مخرمة يا بنى
انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت معه فقال ادخل فادعه لي
قال فدعوته له فخرج إليه وعليه قباء منها فقال خبأنا هذا لك قال فنظر إليه
فقال رضى مخرمة باب إذا وهب هبة فقبضها الآخر ولم يقل
قبلت حدثنا محمد بن محبوب حدثنا عبد الواحد حدثنا معمر عن الزهري
عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال هلكت فقال وما ذاك قال وقعت بأهلي في رمضان
قال تجد رقبة قال لا قال فهل تستطيع ان تصوم شهرين متتابعين قال لا قال
فتستطيع ان تطعم ستين مسكينا قال لا قال فجاء رجل من الأنصار بعرق
والعرق المكتل فيه تمر فقال اذهب بهذا فتصدق به قال على أحوج منا
يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما بين لابيتها أهل بيت أحوج منا قال اذهب
فأطعمه أهلك باب إذا وهب دينا على رجل قال شعبة عن الحكم هو
جائز ووهب الحسن بن علي عليهما السلام لرجل دينه وقال النبي صلى الله عليه
وسلم من كان له عليه حق فليعطه أو ليتحلله منه فقال جابر قتل أبى وعليه دين
137

فسأل النبي صلى الله عليه وسلم غرماءه ان يقبلوا ثمر حائطي ويحللوا أبى
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس وقال الليث حدثني يونس عن ابن
شهاب أنه قال حدثني ابن كعب بن مالك ان جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
أخبره ان أباه قتل يوم أحد شهيدا فاشتد الغرماء في حقوقهم فأتيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فكلمته فسألهم ان يقبلوا ثمر حائطي ويحللوا أبى فأبوا
فلم يعطهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطي ولم يكسره لهم ولكن قال
سأغدو عليك فغدا علينا حين أصبح فطاف في النخل ودعا في ثمره بالبركة
فجددتها فقضيتهم حقهم وبقي لنا من ثمرها بقية ثم جئت رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو جالس فأخبرته بذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر
اسمع وهو جالس يا عمر فقال عمر الا يكون قد علمنا انك رسول الله والله انك
لرسول الله باب هبة الواحد للجماعة وقالت أسماء للقاسم بن محمد وابن أبي
عتيق ورثت عن أختي عائشة بالغابة وقد أعطاني به معاوية مائة الف فهو لكما
حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه
ان النبي صلى الله عليه وسلم أتى بشراب فشرب وعن يمينه غلام وعن
يساره الأشياخ فقال للغلام ان أذنت لي أعطيت هؤلاء فقال ما كنت لأؤثر
بنصيبي منك يا رسول الله أحدا فتله في يده باب الهبة المقبوضة وغير
المقبوضة والمقسومة وغير المقسومة وقد وهب النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه لهوازن ما غنموا منهم وهو غير مقسوم حدثنا ثابت بن محمد حدثنا
مسعر عن محارب عن جابر رضي الله عنه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم
في المسجد فقضاني وزادني حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة
عن محارب سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول بعت من النبي صلى الله
عليه وسلم بعيرا في سفر فلما اتينا المدينة قال ائت المسجد فصل ركعتين فوزن *
138

قال شعبة أراه فوزن لي فأرجح فما زال منها شئ حتى أصابها أهل الشام يوم
الحرة حدثنا قتيبة عن مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بشراب وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ
فقال للغلام أتأذن لي ان أعطى هؤلاء فقال الغلام لا والله لا أؤثر بنصيبي منك
أحدا فتله في يده حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة قال أخبرني أبي عن شعبة
عن سلمة قال سمعت أبا سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان لرجل على
رسول الله صلى الله عليه وسلم دين فهم به أصحابه فقال دعوه فان لصاحب
الحق مقالا وقال اشتروا له سنا فأعطوها إياه فقالوا انا لا نجد سنا الا سنا هي
أفضل من سنه قال فاشتروها فأعطوها إياه فان من خيركم أحسنكم قضاء
باب إذا وهب جماعة لقوم حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن
عقيل عن ابن شهاب عن عروة ان مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أخبراه
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه ان يرد
إليهم أموالهم وسبيهم فقال لهم معي من ترون وأحب الحديث إلى أصدقه
فاختاروا احدى الطائفتين اما السبي واما المال وقد كنت استأنيت وكان النبي
صلى الله عليه وسلم انتظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين
لهم ان النبي صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم الا احدى الطائفتين قالوا فانا
نختار سبينا فقام في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال اما بعد فان
إخوانكم هؤلاء جاؤونا تائبين وانى رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم
ان يطيب ذلك فليفعل ومن أحب أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول
ما يفئ الله علينا فليفعل فقال الناس طيبنا يا رسول الله لهم فقال لهم انا لا ندري
من اذن منكم فيه ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع الينا عرفاؤكم امركم فرجع الناس
فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه انهم طيبوا
139

وأذنوا وهذا الذي بلغنا من سبى هوازن هذا آخر قول الزهري يعنى فهذا الذي
بلغنا باب من اهدى له هدية وعنده جلساؤه فهو أحق ويذكر عن ابن
عباس ان جلساءه شركاء ولم يصح حدثنا ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا
شعبة عن سلمة بن كهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم انه اخذ سنا فجاءه صاحبه يتقاضاه فقالوا له فقال إن لصاحب
الحق مقالا ثم قضاه أفضل من سنه وقال أفضلكم أحسنكم قضاء حدثنا
عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن عمر وعن ابن عمر رضي الله عنهما انه كان
مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكان على بكر صعب لعمر فكان يتقدم
النبي صلى الله عليه وسلم فيقول أبوه يا عبد الله لا يتقدم النبي صلى الله عليه وسلم
أحد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بعنيه فقال عمر هو لك فاشتراه ثم قال
هو لك يا عبد الله فاصنع به ما شئت باب إذا وهب بعيرا لرجل وهو
راكبه فهو جائز * وقال الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر وكنت على بكر
صعب فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بعنيه فابتاعه فقال النبي صلى الله عليه
وسلم هو لك يا عبد الله باب هدية ما يكره لبسها حدثنا عبد الله بن
مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رأى عمر بن
الخطاب حلة سيراء عند باب المسجد فقال يا رسول الله لو اشتريتها فلبستها
يوم الجمعة وللوفد قال إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة ثم جاءت حلل
فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر منها حلة وقال أكسوتنيها وقلت
في حلة عطارد ما قلت فقال إني لم أكسكها لتلبسها فكسا عمر أخا له بمكة
مشركا حدثنا محمد بن جعفر أبو جعفر حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن نافع
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة بنته
140

فلم يدخل عليها وجاء على فذكرت له ذلك فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم
قال إني رأيت على بابها سترا موشيا فقال مالي وللدنيا فأتاها على فذكر
ذلك لها فقالت ليأمرني فيه بما شاء قال ترسل به إلى فلان أهل بيت بهم حاجة
حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال أخبرني عبد الملك بن ميسرة قال
سمعت زيد بن وهب عن علي رضي الله عنه قال اهدى إلى النبي صلى الله عليه
وسلم حلة سيراء فلبستها فرأيت الغضب في وجهه فشققتها بين نسائي باب
قبول الهدية من المشركين وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر
إبراهيم عليه السلام بسارة فدخل قرية فيها ملك أو جبار فقال أعطوها آجر
وأهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم * وقال أبو حميد اهدى ملك
إيلة للنبي صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء وكساه بردا وكتب له ببحرهم
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا
أنس رضي الله عنه قال اهدى للنبي صلى الله عليه وسلم جبة سندس وكان
ينهى عن الحرير فعجب الناس منها فقال صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد
بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا * وقال سعيد عن قتادة عن
أنس ان أكيدر دومة اهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عبد الله
ابن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحرث حدثنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس
ابن مالك رضي الله عنه ان يهودية اتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة
فأكل منها فجئ بها فقيل الا نقتلها قال لا قال فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله
صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو النعمان حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي
عثمان عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال كنا مع النبي صلى الله
عليه وسلم ثلاثين ومائة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل مع أحد منكم طعام
فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه فعجن ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل
141

بغنم يسوقها فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيعا أم عطية أو قال أم هبة قال لا
بل بيع فاشترى منه شاة فصنعت وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بسواد البطن
ان يشوى وأيم الله ما في الثلاثين والمائة الا وقد حز النبي صلى الله عليه وسلم
له حزة من سواد بطنها إن كان شاهدا أعطاها إياه وإن كان غائبا خبأ له
فجعل منها قصعتين فأكلوا أجمعون وشبعنا ففضلت القصعتان فحملناه على البعير
أو كما قال باب الهدية للمشركين وقول الله تعالى لا ينهاكم الله عن
الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا
إليهم حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني عبد الله بن دينار
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رأى عمر حلة على رجل تباع فقال للنبي صلى
الله عليه وسلم ابتع هذه الحلة تلبسها يوم الجمعة وإذا جاءك الوفد فقال إنما
يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم منها
بحلل فأرسل إلى عمر منها بحلة فقال عمر كيف ألبسها وقد قلت فيها ما قلت
قال إني لم أكسكها لتلبسها تبيعها أو تكسوها فأرسل بها عمر إلى أخ له
من أهل مكة قبل أن يسلم حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام
عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت قدمت على أمي وهي
مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم قلت إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصل أمي قال نعم صلى أمك
باب لا يحل لاحد ان يرجع في هبته وصدقته حدثنا مسلم بن
إبراهيم حدثنا هشام وشعبة قالا حدثنا قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم العائد في هبته كالعائد في قيئه
حدثنا عبد الرحمن بن المبارك حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن عكرمة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس لنا مثل السوء
142

الذي يعود في هبته كالكلب يرجع في قيئه حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا
مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول
حملت على فرس في سبيل الله فأضاعه الذي كان عنده فأردت أن اشتريه منه
وظننت انه بائعه برخص فسألت عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال
لا تشتره وان أعطاكه بدرهم واحد فان العائد في صدقته كالكلب يعود
في قيئه باب حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف ان
ابن جريج أخبرهم قال أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ان بنى
صهيب مولى ابن جدعان ادعوا بيتين وحجرة ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم أعطى ذلك صهيبا فقال مروان من يشهد لكما على ذلك قالوا ابن
عمر فدعاه فشهد لأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم صهيبا بيتين وحجرة
فقضى مروان بشهادته لهم
(بسم الله الرحمن الرحيم) باب ما قيل في العمرى والرقبى * أعمرته
الدار فهي عمري جعلتها له استعمركم فيها جعلكم عمارا حدثنا أبو نعيم
حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن جابر رضي الله عنه قال قضى النبي
صلى الله عليه وسلم بالعمرى انها لمن وهبت له حدثنا حفص بن عمر حدثنا
همام حدثنا قتادة قال حدثني النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العمرى جائزة وقال عطاء
حدثني جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه باب من استعار من
الناس الفرس حدثنا آدم حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت انسا يقول
كان فزع بالمدينة فاستعار النبي صلى الله عليه وسلم فرسا من أبى طلحة يقال له
المندوب فركبه فلما رجع قال ما رأينا من شئ وان وجدناه لبحرا باب
الاستعارة للعروس عند البناء حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن
143

حدثني أبي قال دخلت على عائشة رضي الله عنها وعليها درع قطر ثمن خمسة دراهم
فقالت ارفع بصرك إلى جاريتي انظر إليها فإنها تزهى ان تلبسه في البيت وقد
كان لي منهن درع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كانت امرأة تقين
بالمدينة الا أرسلت إلى تستعيره باب فضل المنيحة حدثنا يحيى بن
بكير حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم المنيحة اللقحة الصفي منحة والشاة الصفي
تغدو باناء وتروح باناء حدثنا عبد الله بن يوسف وإسماعيل عن مالك قال نعم
الصدقة حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا ابن وهب حدثنا يونس عن ابن
شهاب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لما قدم المهاجرون المدينة من مكة
وليس بأيديهم يعنى شيئا وكانت الأنصار أهل الأرض والعقار فقاسمهم الأنصار
على أن يعطوهم ثمار أموالهم كل عام ويكفوهم العمل والمؤنة وكانت أمه أم أنس
أم سليم كانت أم عبد الله بن أبي طلحة فكانت أعطت أم أنس رسول الله صلى الله
عليه وسلم عذاقا فأعطاهن النبي صلى الله عليه وسلم أم أيمن مولاته أم أسامة بن
زيد قال ابن شهاب فأخبرني أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ
من قتل أهل خيبر فانصرف إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي
كانوا منحوهم من ثمارهم فرد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمه عذاقها وأعطى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن مكانهن من حائطه * وقال أحمد بن
شبيب أخبرنا أبى عن يونس بهذا وقال مكانهن من خالصه حدثنا مسدد
حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي كبشة
السلولي قال سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة
منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها الا ادخله الله بها الجنة قال حسان فعددنا
144

ما دون منيحة العنز من رد السلام وتشميت العاطس وإماطة الأذى عن الطريق
ونحوه فما استطعنا ان نبلغ خمس عشرة خصلة حدثنا محمد بن يوسف حدثنا
الأوزاعي حدثني عطاء عن جابر رضي الله عنه قال كانت لرجال منا فضول
أرضين فقالوا نؤاجرها بالثلث والربع والنصف فقال النبي صلى الله عليه وسلم
من كانت له ارض فليزرعها أو ليمنحها أخاه فان أبى فليمسك ارضه * وقال محمد
ابن يوسف حدثنا الأوزاعي حدثني الزهري حدثني عطاء بن يزيد حدثني
أبو سعيد قال جاء اعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الهجرة فقال
ويحك ان الهجرة شأنها شديد فهل لك من إبل قال نعم قال فتعطى صدقتها
قال نعم قال فهل تمنح منها شيئا قال نعم قال فتحلبها يوم وردها قال نعم قال فاعمل
من وراء البحار فان الله لن يترك من عملك شيئا حدثنا محمد بن بشار حدثنا
عبد الوهاب حدثنا أيوب عن عمرو عن طاوس قال حدثني أعلمهم بذاك يعنى
ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى ارض تهتز
زرعا فقال لمن هذه فقالوا اكتراها فلان فقال اما انه لو منحها إياه كان خيرا
له من أن يأخذ عليها اجرا معلوما باب إذا قال أخدمتك هذه الجارية
على ما يتعارف الناس فهو جائز وقال بعض الناس هذه عارية وان قال كسوتك
هذا الثوب فهو هبة حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن
الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
هاجر إبراهيم بسارة فأعطوها آجر فرجعت فقالت أشعرت ان الله كبت
الكافر واخدم وليدة وقال ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم فأخدمها هاجر باب إذا حمل رجل على فرس فهو كالعمرى
والصدقة وقال بعض الناس له ان يرجع فيها حدثنا الحميدي أخبرنا
سفيان قال سمعت مالكا يسأل زيد بن أسلم قال سمعت أبي يقول قال عمر رضى الله
145

عنه حملت على فرس في سبيل الله فرأيته يباع فسألت رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال لا تشتره ولا تعد في صدقتك
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الشهادات)
باب ما جاء في البينة على المدعي لقوله يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم
بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب
ان يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس
منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع ان يمل هو
فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين
فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ان تضل إحداهما فتذكر إحداهما
الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تسأموا ان تكتبوه صغيرا أو كبيرا
إلى اجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى أن لا ترتابوا الا أن تكون
تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح أن لا تكتبوها
واشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وان تفعلوا فإنه فسوق بكم
واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شئ عليم وقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا كونوا
قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ان يكن غنيا
أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا وان تلووا أو تعرضوا
فان الله كان بما تعملون خبيرا باب إذا عدل رجل أحدا فقال لا نعلم
الا خيرا أو قال ما علمت الا خيرا حدثنا حجاج حدثنا عبد الله بن عمر النميري
حدثنا ثوبان وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن
الزبير وابن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله عن حديث عائشة
رضي الله عنها وبعض حديثهم يصدق بعضا حين قال لها أهل الإفك ما قالوا
146

فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وأسامة حين استلبث الوحي يستأمرهما
في فراق أهله فأما أسامة فقال أهلك ولا نعلم الا خيرا وقالت بريرة ان رأيت
عليها امرا أغمصه أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها
فتأتي الداجن فتأكله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعذرنا في رجل
بلغني اذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت من أهلي الا خيرا ولقد ذكروا رجلا
ما علمت عليه الا خيرا باب شهادة المختبئ واجازه عمرو بن حريث
قال وكذلك يفعل بالكاذب الفاجر وقال الشعبي وابن سيرين وعطاء وقتادة
السمع شهادة وقال الحسن يقول لم يشهدوني على شئ وانى سمعت كذا وكذا
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال سالم سمعت عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما يقول انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب
الأنصاري يؤمان النخل التي فيها ابن صياد حتى إذا دخل رسول الله صلى الله
عليه وسلم طفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقى بجذوع النخل وهو يختل ان
يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه وابن صياد مضطجع على فراشه في قطيفة له
فيها رمرمة أو زمزمة فرأت أم ابن صياد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتقى
بجذوع النخل فقالت لابن صياد أي صاف هذا محمد فتناهى ابن صياد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تركته بين حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا
سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت جاءت امرأة
رفاعة القرظي النبي صلى الله عليه وسلم فقالت كنت عند رفاعة فطلقني فأبت
طلاقي فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير إنما معه مثل هدبة الثوب فقال أتريدين
ان ترجعي إلى رفاعة لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك وأبو بكر جالس
عنده وخالد بن سعيد بن العاص بالباب ينتظر ان يؤذن له فقال يا أبا بكر الا تسمع
إلى هذه ما تجهر به عند النبي صلى الله عليه وسلم باب إذا شهد شاهد
147

أو شهود بشئ فقال آخرون ما علمنا ذلك يحكم بقول من شهد قال الحميدي
هذا كما أخبر بلال ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في الكعبة وقال الفضل لم
يصل فأخذ الناس بشهادة بلال كذلك ان شهد شاهدان ان لفلان على فلان
ألف درهم وشهد آخران بألف وخمسمائة يقضى بالزيادة حدثنا حبان
أخبرنا عبد الله أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حسين قال أخبرني عبد الله بن أبي
مليكة عن عقبة بن الحرث انه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة
فقالت قد أرضعت عقبة والتي تزوج فقال لها عقبة ما اعلم انك أرضعتني
ولا أخبرتني فأرسل إلى آل أبي إهاب يسألهم فقالوا ما علمنا أرضعت صاحبتنا
فركب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فسأله فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم كيف وقد قيل ففارقها ونكحت زوجا غيره باب الشهداء
العدول وقول الله تعالى واشهدوا ذوي عدل منكم وممن ترضون من الشهداء
حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني حميد بن عبد
الرحمن بن عوف ان عبد الله بن عتبة قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يقول إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وان الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا
خيرا آمناه وقربناه وليس الينا من سريرته شئ الله يحاسبه في سريرته ومن
أظهر لنا سوأ لم نأمنه ولم نصدقه وان قال إن سريرته حسنة باب تعديل
كم يجوز حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس
رضي الله عنه قال مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال
وجبت ثم مر بأخرى فأثنوا عليها شرا أو قال غير ذلك فقال وجبت فقيل
يا رسول الله قلت لهذا وجبت ولهذا وجبت قال شهادة القوم المؤمنين شهداء الله
في الأرض حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا داود بن أبي الفرات حدثنا عبد الله
148

ابن بريدة عن أبي الأسود قال أتيت المدينة وقد وقع بها مرض وهم يموتون موتا
ذريعا فجلست إلى عمر رضي الله عنه فمرت جنازة فأثنى خير فقال عمر وجبت ثم
مر بأخرى فأثنى خيرا فقال وجبت ثم مر بالثالثة فأثنى شرا فقال وجبت فقلت
ما وجبت يا أمير المؤمنين قال قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أيما مسلم
شهد له أربعة بخير ادخله الله الجنة قلنا وثلاثة قال وثلاثة قلنا واثنان قال واثنان
ثم لم نسأله عن الواحد باب الشهادة على الأنساب والرضاع المستفيض
والموت القديم وقال النبي صلى الله عليه وسلم أرضعتني وأبا سلمة ثويبة والتثبت
فيه حدثنا آدم حدثنا شعبة أخبرنا الحكم عن عراك بن مالك عن عروة بن
الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت استأذن على أفلح فلم آذن له فقال أتحتجبين
منى وانا عمك فقلت وكيف ذلك قال أرضعتك امرأة اخى بلبن اخى فقالت
سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صدق أفلح ائذني له حدثنا
مسلم بن إبراهيم حدثنا همام حدثنا قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم في بنت حمزة لا تحل لي يحرم من
الرضاع ما يحرم من النسب هي بنت اخى من الرضاعة حدثنا عبد الله بن
يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن ان عائشة
رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان عندها وانها سمعت صوت رجل يستأذن في بيت حفصة قالت
عائشة رضي الله عنها فقلت يا رسول الله أراه فلانا لعم حفصة من الرضاعة
فقالت عائشة يا رسول الله هذا رجل يستأذن في بيتك قالت فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أراه فلانا لعم حفصة من الرضاع فقالت عائشة لو كان فلان
حيا لعمها من الرضاعة دخل على فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ان
الرضاعة تحرم ما يحرم من الولادة حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن
149

أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه عن مسروق ان عائشة رضي الله عنها قالت دخل
على النبي صلى الله عليه وسلم وعندي رجل قال يا عائشة من هذا قلت اخى من
الرضاعة قال يا عائشة انظرن من إخوانكن فإنما الرضاعة من المجاعة * تابعه
ابن مهدي عن سفيان باب شهادة القاذف والسارق والزاني وقول الله
تعالى ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد
ذلك وأصلحوا * وجلد عمر أبا بكرة وشبل بن معبد ونافعا بقذف المغيرة
ثم استتابهم وقال من تاب قبلت شهادته * واجازه عبد الله بن عتبة وعمر بن
عبد العزيز وسعيد بن جبير وطاوس ومجاهد والشعبي وعكرمة والزهري
ومحارب بن دثار وشريح ومعاوية بن قرة وقال أبو الزناد الامر عندنا بالمدينة
إذا رجع القاذف عن قوله فاستغفر ربه قبلت شهادته وقال الشعبي وقتادة إذا
أكذب نفسه جلد وقبلت شهادته وقال الثوري إذا جلد العبد ثم أعتق جازت
شهادته وان استقضى المحدود فقضاياه جائزة * وقال بعض الناس لا تجوز
شهادة القاذف وان تاب ثم قال لا يجوز نكاح بغير شاهدين فان تزوج بشهادة
محدودين جاز وان تزوج بشهادة عبدين لم يجز وأجاز شهادة المحدود والعبد
والأمة لرؤية هلال رمضان * وكيف تعرف توبته وقد نفى النبي صلى الله عليه
وسلم الزاني سنة ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كلام كعب بن مالك
وصاحبيه حتى مضى خمسون ليلة حدثنا إسماعيل قال حدثني ابن وهب عن
يونس وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير ان
امرأة سرقت في غزوة الفتح فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم امر
فقطعت يدها قالت عائشة فحسنت توبتها وتزوجت وكانت تأتي بعد ذلك
فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا يحيى بن بكير حدثنا
الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد رضى الله
150

عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه امر فيمن زنى ولم يحصن بجلد مائة وتغريب
عام باب لا يشهد على شهادة جور إذا اشهد حدثنا عبدان حدثنا
عبد الله أخبرنا أبو حيان التيمي عن الشعبي عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما
قال سألت أمي أبى بعض الموهبة لي من ماله ثم بدا له فوهبها لي فقالت لا أرضى
حتى تشهد النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي وانا غلام فأتى بي النبي صلى الله
عليه وسلم فقال إن أمه بنت رواحة سألتني بعض الموهبة لهذا قال ألك ولد
سواه قال نعم قال فأراه قال لا تشهدني على جور وقال أبو حريز عن الشعبي لا اشهد
على جور حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا أبو جمرة قال سمعت زهدم بن مضرب
قال سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران لا أدرى اذكر النبي
صلى الله عليه وسلم بعد قرنين أو ثلاثة قال النبي صلى الله عليه وسلم ان بعدكم
قوما يخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يفون
ويظهر فيهم السمن حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم
عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الناس
قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه
ويمينه شهادته قال إبراهيم وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد باب
ما قيل في شهادة الزور لقول الله عز وجل والذين لا يشهدون الزور وكتمان
الشهادة لقوله ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون
عليم تلووا ألسنتكم بالشهادة حدثنا عبد الله بن منير سمع وهب بن جرير
وعبد الملك بن إبراهيم قالا حدثنا شعبة عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن أنس
رضي الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر قال الاشراك بالله
وعقوق الوالدين وقتل النفس وشهادة الزور * تابعه غندر وأبو عامر وبهز
151

وعبد الصمد عن شعبة حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا الجريري
عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم الا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قالوا بلى يا رسول الله قال الاشراك
بالله وعقوق الوالدين وجلس وكان متكئا فقال الا وقول الزور قال فما زال
يكررها حتى قلنا ليته سكت * وقال إسماعيل بن إبراهيم حدثنا الجريري حدثنا
عبد الرحمن باب شهادة الأعمى وأمره ونكاحه وانكاحه ومبايعته
وقبوله في التأذين وغيره وما يعرف بالأصوات وأجاز شهادته قاسم والحسن
وابن سيرين والزهري وعطاء وقال الشعبي تجوز شهادته إذا كان عاقلا وقال
الحكم رب شئ تجوز فيه وقال الزهري أرأيت ابن عباس لو شهد على شهادة
أكنت ترده وكان ابن عباس يبعث رجلا إذا غابت الشمس افطر ويسأل
عن الفجر فإذا قيل طلع صلى ركعتين * وقال سليمان بن يسار استأذنت على
عائشة رضي الله عنها فعرفت صوتي قالت سليمان ادخل فإنك مملوك ما بقي عليك
شئ * وأجاز سمرة بن جندب شهادة امرأة منتقبة حدثنا محمد بن عبيد
ابن ميمون أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
قالت سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في المسجد فقال رحمه الله لقد
اذكرني كذا وكذا آية أسقطتهن من سورة كذا وكذا وزاد عباد بن عبد الله
عن عائشة تهجد النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي فسمع صوت عباد يصلى
في المسجد فقال يا عائشة أصوت عباد هذا قلت نعم قال اللهم ارحم عبادا
حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة أخبرنا ابن شهاب عن
سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم ان بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن أو قال حتى تسمعوا أذان
ابن أم مكتوم وكان ابن أم مكتوم رجلا أعمى لا يؤذن حتى يقول له الناس
152

أصبحت حدثنا زياد بن يحيى حدثنا حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن
عبد الله بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما قال قدمت على
النبي صلى الله عليه وسلم أقبية فقال لي أبى مخرمة انطلق بنا إليه عسى ان يعطينا
منها شيئا فقام أبى على الباب فتكلم فعرف النبي صلى الله عليه وسلم صوته فخرج
النبي صلى الله عليه وسلم ومعه قباء وهو يريه محاسنه وهو يقول خبأت
هذا لك خبأت هذا لك باب شهادة النساء وقوله تعالى فإن لم يكونا
رجلين فرجل وامرأتان حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال
أخبرني زيد عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل
قلنا بلى قال فذلك من نقصان عقلها باب شهادة الإماء والعبيد وقال
أنس شهادة العبد جائزة إذا كان عدلا واجازه شريح وزرارة بن أوفى وقال ابن
سيرين شهادته جائزة الا العبد لسيده واجازه الحسن وإبراهيم في الشئ
التافه وقال شريح كلكم بنو عبيد وإماء حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج
عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحرث ح وحدثنا علي بن عبد الله حدثنا
يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال سمعت ابن أبي مليكة قال حدثني عقبة بن
الحرث أو سمعته منه انه تزوج أم يحيى بنت أبي إهاب قال فجاءت أمة سوداء
فقالت قد أرضعتكما فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنى
قال فتنحيت فذكرت ذلك له قال وكيف وقد زعمت أنها قد أرضعتكما
فنهاه عنها باب شهادة المرضعة حدثنا أبو عاصم عن عمر بن سعيد
عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحرث قال تزوجت امرأة فجاءت امرأة فقالت
انى قد أرضعتكما فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال وكيف وقد قيل
دعها عنك أو نحوه
153

(حديث الإفك)
باب تعديل النساء بعضهن بعضا حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود
وأفهمني بعضه احمد حدثنا فليح بن سليمان عن ابن شهاب الزهري عن عروة
ابن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص الليثي وعبيد الله بن عبد الله
ابن عتبة عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها
أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله منه قال الزهري وكلهم حدثني طائفة من
حديثها وبعضهم أوعى من بعض وأثبت له اقتصاصا وقد وعيت عن كل واحد
منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة وبعض حديثهم يصدق بعضا زعموا ان
عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرا اقرع
بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه فأقرع بيننا في غزاة غزاها
فخرج سهمي فخرجت معه بعد ما انزل الحجاب فأنا احمل في هودج وانزل فيه
فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل
ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى
جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقد لي
من جزع أظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه فأقبل
الذين يرحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت اركب وهم
يحسبون انى فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن ولم يغشهن اللحم وإنما
يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه
وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدي بعدما استمر
الجيش فجئت منزلهم وليس فيه أحد فأممت منزلي الذي كنت فيه فظننت انهم
سيفقدوني فيرجعون إلى فبينا انا جالسة غلبتني عيناي فنمت وكان صفوان بن
المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى سواد انسان نائم
154

فأتاني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين أناخ راحلته فوطئ
يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى اتينا الجيش بعد ما نزلوا معرسين في
نحر الظهيرة فهلك من هلك وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول
فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهرا والناس يفيضون من قول أصحاب الإفك
ويريبني في وجعي انى لا أرى من النبي صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت
أرى منه حين أمرض إنما يدخل فيسلم ثم يقول كيف تيكم لا اشعر بشئ
من ذلك حتى نقهت فخرجت انا وأم مسطح قبل المناصع متبرزنا لا نخرج الا
ليلا إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا امر العرب
الأول في البرية أو في التنزه فأقبلت انا وأم مسطح بنت أبي رهم نمشي فعثرت
في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد
بدرا فقالت يا هنتاه ألم تسمعي ما قالوا فأخبرتني بقول الإفك فازددت مرضا
إلى مرضى فلما رجعت إلى بيتي دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم
فقال كيف تيكم فقلت ائذن لي إلى أبوى قالت وانا حينئذ أريد ان استيقن الخبر
من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت أبوى فقلت لأمي
ما يتحدث به الناس فقالت يا بنية هوني على نفسك الشأن فوالله لقلما كانت امرأة
قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر الا أكثرن عليها فقلت سبحان الله
ولقد يتحدث الناس بهذا قالت فبت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع
ولا اكتحل بنوم ثم أصبحت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي
طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله فاما
أسامة فأشار عليه بالذي يعلم في نفسه من الود لهم فقال أسامة أهلك يا رسول
الله ولا نعلم والله الا خيرا واما علي بن أبي طالب فقال يا رسول الله لم يضيق الله
عليك والنساء سواها كثير وسل الجارية تصدقك فدعا رسول الله صلى الله
155

عليه وسلم بريرة فقال يا بريرة هل رأيت فيها شيئا يريبك فقالت بريرة لا والذي
بعثك بالحق ان رأيت منها امرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن
تنام عن العجين فتأتي الداجن فتأكله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه
فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من يعذرني من رجل بلغني اذاه في أهلي فوالله ما علمت على أهلي الا خيرا وقد
ذكروا رجلا ما علمت عليه الا خيرا وما كان يدخل على أهلي الا معي فقام
سعد بن معاذ فقال يا رسول الله انا والله أعذرك منه إن كان من الأوس
ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج امرتنا ففعلنا فيه امرك فقام
سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته
الحمية فقال كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على ذلك فقام أسيد بن الحضير
فقال كذبت لعمر الله والله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين فثار
الحيان الأوس والخزرج حتى هموا ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر
فنزل فخفضهم حتى سكتوا وسكت وبكيت يومى لا يرقأ لي دمع ولا اكتحل
بنوم فأصبح عندي أبواي قد بكيت ليلتين ويوما حتى أظن أن البكاء فالق
كبدي قالت فبينما هما جالسان عندي وانا أبكى إذ استأذنت امرأة من
الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي فبينا نحن كذلك إذ دخل رسول الله
صلى الله عليه وسلم فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيل في ما قيل قبلها وقد
مكث شهرا لا يوحى إليه في شأني شئ قالت فتشهد ثم قال يا عائشة فإنه بلغني
عنك كذا وكذا فان كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت فاستغفري
الله وتوبي إليه فان العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه فلما قضى
رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة
وقلت لأبي أجب عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله ما أدرى ما أقول
156

لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأمي أجيبي عنى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فيما قال قالت والله ما أدرى ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت
وانا جارية حديثة السن لا اقرأ كثيرا من القرآن فقلت انى والله لقد علمت أنكم
سمعتم ما يتحدث به الناس ووقر في أنفسكم وصدقتم به ولئن قلت لكم
انى بريئة والله يعلم انى لبريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر
والله يعلم انى بريئة لتصدقني والله ما أجد لي ولكم مثلا الا أبا يوسف إذ قال
فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ثم تحولت على فراشي وانا أرجو ان
يبرئني الله ولكن والله ما ظننت أن ينزل في شأني وحيا ولأنا أحقر في نفسي
من أن يتكلم بالقرآن في امرى ولكني كنت أرجو ان يرى رسول الله
صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله فوالله ما رام مجلسه ولا خرج
أحد من أهل البيت حتى انزل عليه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى أنه
ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في يوم شات فلما سرى عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها ان قال لي يا عائشة
احمدي الله فقد برأك الله فقالت لي أمي قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت لا والله لا أقوم إليه ولا احمد الا الله فانزل الله تعالى ان الذين جاؤوا
بالإفك عصبة منكم الآيات فلما انزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق
رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه والله لا أنفق على
مسطح شيئا ابدا بعد ما قال لعائشة فانزل الله تعالى ولا يأتل أولو الفضل
منكم والسعة إلى قوله غفور رحيم فقال أبو بكر الصديق بلى والله انى
لأحب ان يغفر الله لي فرجع إلى مسطح الذي كان يجرى عليه وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يسأل زينب بنت جحش عن امرى فقال يا زينب ما علمت
ما رأيت فقالت يا رسول الله أحمي سمعي وبصرى والله ما علمت عليها الا خيرا
157

قالت وهي التي كانت تساميني فعصمها الله بالورع * قال وحدثنا فليح عن هشام
ابن عروة عن عروة عن عائشة وعبد الله بن الزبير مثله * قال وحدثنا فليح
عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ويحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد بن أبي بكر مثله
باب إذا زكى رجل رجلا كفاه وقال أبو جميلة وجدت منبوذا فلما رآني
عمر قال عسى الغوير أبؤسا كأنه يتهمني قال عريفي انه رجل صالح قال
كذاك اذهب وعلينا نفقته حدثنا ابن سلام أخبرنا عبد الوهاب حدثنا
خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال اثنى رجل على رجل عند
النبي صلى الله عليه وسلم فقال ويلك قطعت عنق صاحبك قطعت عنق صاحبك
مرارا ثم قال من كان منكم مادحا أخاه لا محالة فليقل احسب فلانا والله
حسيبه ولا أزكى على الله أحدا احسبه كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه
باب ما يكره من الاطناب في المدح وليقل ما يعلم حدثنا محمد بن
الصباح حدثنا إسماعيل بن زكريا حدثنا بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي
موسى رضي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يثنى على رجل
ويطريه في مدحه فقال أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل باب بلوغ
الصبيان وشهادتهم وقول الله تعالى وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا
وقال مغيرة احتلمت وانا ابن ثنتي عشرة سنة وبلوغ النساء في الحيض لقوله
عز وجل واللائي يئسن من المحيض إلى قوله ان يضعن حملهن وقال الحسن بن
صالح أدركت جارة لنا جدة بنت احدى وعشرين حدثنا عبيد الله بن
سعيد حدثنا أبو أسامة قال حدثني عبيد الله قال حدثني نافع قال حدثني ابن
عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد وهو
ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني ثم عرضني يوم الخندق وانا ابن خمس عشرة
فأجازني قال نافع فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة فحدثته هذا
158

الحديث فقال إن هذا لحد بين الصغير والكبير وكتب إلى عماله ان يفرضوا
لمن بلغ خمس عشرة حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا صفوان بن
سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله
عليه وسلم قال غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم باب سؤال الحاكم
المدعى هل لك بينة قبل اليمين حدثنا محمد أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش
عن شقيق عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
حلف على يمين وهو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقى الله وهو عليه
غضبان قال فقال الأشعث بن قيس في والله كان ذلك كان بيني وبين رجل
من اليهود ارض فجحدني فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم ألك بينة قال قلت لا قال فقال لليهودي احلف قال قلت
يا رسول الله إذا يحلف ويذهب بمالي قال فأنزل الله تعالى ان الذين يشترون بعهد
الله وايمانهم ثمنا قليلا إلى آخر الآية باب اليمين على المدعى عليه
في الأموال والحدود وقال النبي صلى الله عليه وسلم شاهداك أو يمينه وقال قتيبة
حدثنا سفيان عن ابن شبرمة كلمني أبو الزناد في شهادة الشاهد ويمين المدعى
فقلت قال الله تعالى واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين
فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ان تضل إحداهما فتذكر إحداهما
الأخرى قلت إذا كان يكتفى بشهادة شاهد ويمين المدعى فما يحتاج ان تذكر
إحداهما الأخرى ما كان يصنع بذكر هذه الأخرى حدثنا أبو نعيم حدثنا
نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال كتب ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى
الله عليه وسلم قضى باليمين على المدعى عليه باب حدثنا عثمان بن أبي
شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل قال قال عبد الله من حلف على
يمين يستحق بها مالا لقى الله وهو عليه غضبان ثم انزل الله عز وجل تصديق ذلك
159

ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم إلى عذاب اليم ثم إن الأشعث بن قيس خرج
الينا فقال ما يحدثكم أبو عبد الرحمن فحدثناه بما قال فقال صدق لفي أنزلت كان
بيني وبين رجل خصومة في شئ فاختصمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال شاهداك أو يمينه فقلت له انه إذا يحلف ولا يبالي فقال النبي صلى الله عليه
وسلم من حلف على يمين يستحق بها مالا وهو فيها فاجر لقى الله وهو عليه غضبان
فانزل الله تعالى تصديق ذلك ثم اقترأ هذه الآية باب إذا ادعى أو
قذف فله ان يلتمس البينة وينطلق لطلب البينة حدثنا محمد بن بشار
حدثنا ابن أبي عدى عن هشام حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء
فقال النبي صلى الله عليه وسلم البينة أو حدا في ظهرك فقال يا رسول الله إذا
رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة فجعل يقول البينة والا حد
في ظهرك فذكر حديث اللعان باب اليمين بعد العصر حدثنا على
ابن عبد الله حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله ولا
ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم رجل على فضل ماء بطريق يمنع منه
ابن السبيل ورجل بايع رجلا لا يبايعه الا للدنيا فان أعطاه ما يريد وفى له
والا لم يف له ورجل ساوم رجلا بسلعة بعد العصر فحلف بالله لقد أعطى بها
كذا وكذا فأخذها باب يحلف المدعى عليه حيثما وجبت عليه اليمين ولا
يصرف من موضع إلى غيره * قضى مروان باليمين على زيد بن ثابت على المنبر
فقال احلف له مكاني فجعل زيد يحلف وأبى ان يحلف على المنبر فجعل مروان
يعجب منه * وقال النبي صلى الله عليه وسلم شاهداك أو يمينه فلم يخص مكانا دون
مكان حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد عن الأعمش عن أبي وائل
160

عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف على يمين
ليقتطع بها مالا لقى الله وهو عليه غضبان باب إذا تسارع قوم في اليمين
حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة
رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم عرض على قوم اليمين فأسرعوا فأمر
ان يسهم بينهم في اليمين أيهم يحلف باب قول الله تعالى ان الذين يشترون
بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله
ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم حدثني اسحق أخبرنا يزيد بن
هارون أخبرنا العوام حدثني إبراهيم أبو إسماعيل السكسكي سمع عبد الله بن أبي
أوفى رضي الله عنهما يقول أقام رجل سلعته فحلف بالله لقد أعطى بها
ما لم يعطها فنزلت ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا وقال ابن أبي
أوفى الناجش آكل ربا خائن حدثنا بشر بن خالد حدثنا محمد بن جعفر
عن شعبة عن سليمان عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال من حلف على يمين كاذبا ليقتطع مال رجل أو قال أخيه لقى الله وهو عليه
غضبان وانزل الله تصديق ذلك في القرآن ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم
ثمنا قليلا الآية فلقيني الأشعث فقال ما حدثكم عبد الله اليوم قلت كذا وكذا
قال في أنزلت باب كيف يستحلف قال تعالى يحلفون بالله لكم وقوله
عز وجل ثم جاؤوك يحلفون بالله ان أردنا الا احسانا وتوفيقا يقال بالله وتالله
ووالله وقال النبي صلى الله عليه وسلم ورجل حلف بالله كاذبا بعد العصر *
ولا يحلف بغير الله حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك عن عمه أبى
سهيل عن أبيه انه سمع طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه يقول جاء رجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأله عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل على غيرها قال لا الا ان
161

تطوع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيام رمضان قال هل على غيره
قال لا الا ان تطوع قال وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة قال هل
على غيرها قال لا الا ان تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على
هذا ولا انقص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح ان صدق حدثنا موسى
ابن إسماعيل حدثنا جويرية قال ذكر نافع عن عبد الله رضي الله عنه ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت باب من
أقام البينة بعد اليمين وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعل بعضكم ألحن بحجته من
بعض وقال طاوس وإبراهيم وشريح البينة العادلة أحق من اليمين الفاجرة
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب عن
أم سلمة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنكم تختصمون إلى
ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض فمن قضيت له بحق أخيه شيئا بقوله فإنما
اقطع له قطعة من النار فلا يأخذها باب من امر بإنجاز الوعد * وفعله
الحسن وذكر إسماعيل انه كان صادق الوعد وقضى ابن الأشوع بالوعد وذكر ذلك
عن سمرة وقال المسور بن مخرمة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وذكر صهرا له
قال وعدني فوفى لي قال أبو عبد الله ورأيت إسحاق بن إبراهيم يحتج بحديث ابن
أشوع حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن
شهاب عن عبيد الله بن عبد الله ان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أخبره قال
أخبرني أبو سفيان ان هرقل قال له سألتك ماذا يأمركم فزعمت أنه امركم
بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة قال وهذه صفة نبي
باب حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل
نافع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا ائتمن خان وإذا
162

وعد أخلف حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج قال أخبرني
عمرو بن دينار عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهم قال لما مات
النبي صلى الله عليه وسلم جاء أبا بكر مال من قبل العلاء بن الحضرمي فقال أبو بكر
من كان له على النبي صلى الله عليه وسلم دين أو كانت له قبله عدة فليأتنا قال
جابر فقلت وعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يعطيني هكذا وهكذا وهكذا
فبسط يديه ثلاث مرات قال جابر فعد في يدي خمسمائة ثم خمسمائة ثم خمسمائة
حدثنا محمد بن عبد الرحيم أخبرنا سعيد بن سليمان حدثنا مروان بن شجاع
عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قال سألني يهودي من أهل الحيرة أي
الأجلين قضى موسى قلت لا أدرى حتى اقدم على حبر العرب فأسأله فقدمت
فسألت ابن عباس فقال قضى أكثرهما وأطيبهما ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا قال فعل باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة وغيرها وقال
الشعبي لا تجوز شهادة أهل الملل بعضهم على بعض لقوله تعالى فأغرينا بينهم
العداوة والبغضاء وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا أهل الكتاب
ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما انزل الآية حدثنا يحيى بن
بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب
وكتابكم الذي انزل على نبيه صلى الله عليه وسلم أحدث الاخبار بالله تقرؤنه
لم يشب وقد حدثكم الله ان أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم
الكتاب فقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا أفلا ينهاكم ما جاءكم من
العلم عن مسايلتهم ولا والله ما رأينا رجلا منهم قط يسألكم عن الذي انزل عليكم
باب القرعة في المشكلات وقوله إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم
وقال ابن عباس اقترعوا فجرت الأقلام مع الجرية وعال قلم زكريا الجرية
163

فكفلها زكريا وقوله فساهم اقرع فكان من المدحضين من المسهومين * وقال
أبو هريرة عرض النبي صلى الله عليه وسلم على قوم اليمين فأسرعوا فأمر ان
يسهم بينهم في اليمين أيهم يحلف حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي
حدثنا الأعمش قال حدثني الشعبي انه سمع النعمان بن بشير رضي الله عنهما
يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل المدهن في حدود الله والواقع فيها مثل
قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها فكان
الذين في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به فأخذ فأسا فجعل ينقر
أسفل السفينة فأتوه فقالوا مالك قال تأذيتم بي ولا بد لي من الماء فان اخذوا على
يديه أنجوه ونجوا أنفسهم وان تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم حدثنا
أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني خارجة بن زيد الأنصاري ان
أم العلاء امرأة من نسائهم قد بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته ان عثمان
ابن مظعون طار له سهمه في السكنى حين اقترعت الأنصار سكنى المهاجرين
قالت أم العلاء فسكن عندنا عثمان بن مظعون فاشتكى فمرضناه حتى إذا توفى
وجعلناه في ثيابه دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت رحمة الله عليك
أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم
وما يدريك ان الله أكرمه فقلت لا أدرى بأبي أنت وأمي يا رسول الله فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اما عثمان فقد جاءه والله اليقين وانى لأرجو له
الخير والله ما أدرى وانا رسول الله ما يفعل به قالت فوالله لا أزكى أحدا بعده
ابدا وأحزنني ذلك قالت فنمت فأريت لعثمان عينا تجرى فجئت إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ذلك عمله حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا
عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال أخبرنا عروة عن عائشة رضي الله عنها
قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا اقرع بين نسائه فأيتهن
164

خرج سهمها خرج بها معه وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها غير أن
سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
تبتغى بذلك رضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا إسماعيل قال حدثني
مالك عن سمى مولى أبى بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول
ثم لم يجدوا الا ان يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا
إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لاتوهما ولو حبوا
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الصلح)
ما جاء في الاصلاح بين الناس وقول الله تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا
من امر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء
مرضاة الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما وخروج الامام إلى المواضع ليصلح بين
الناس بأصحابه حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال حدثني أبو
حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان أناسا من بنى عمرو بن عوف كان بينهم
شئ فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه يصلح بينهم فحضرت
الصلاة ولم يأت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء بلال فأذن بلال بالصلاة ولم يأت
النبي صلى الله عليه وسلم فجاء إلى أبي بكر فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم حبس
وقد حضرت الصلاة فهل لك ان تؤم الناس فقال نعم إن شئت فأقام الصلاة
فتقدم أبو بكر ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في الصفوف حتى قام
في الصف الأول فأخذ الناس بالتصفيح حتى أكثروا وكان أبو بكر لا يكاد
يلتفت في الصلاة فالتفت فإذا هو بالنبي صلى الله عليه وسلم وراءه فأشار إليه
بيده فأمره يصلى كما هو فرفع أبو بكر يده فحمد الله ثم رجع القهقري وراءه حتى
165

دخل في الصف وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس فلما فرغ اقبل
على الناس فقال يا أيها الناس إذا نابكم شئ في صلاتكم أخذتم بالتصفيح إنما
التصفيح للنساء من نابه شئ في صلاته فليقل سبحان الله فإنه لا يسمعه أحد الا
التفت يا أبا بكر ما منعك حين أشرت إليك لم تصل بالناس فقال ما كان ينبغي
لابن أبي قحافة ان يصلى بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا مسدد
حدثنا معتمر قال سمعت أبي ان انسا رضي الله عنه قال قيل للنبي صلى الله عليه
وسلم لو اتيت عبد الله بن أبي فانطلق إليه النبي صلى الله عليه وسلم وركب
حمارا فانطلق المسلمون يمشون معه وهي ارض سبخة فلما اتاه النبي صلى الله عليه
وسلم فقال إليك عنى والله لقد آذاني نتن حمارك فقال رجل من الأنصار منهم
والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك فغضب لعبد الله
رجل من قومه فشتما فغضب لكل واحد منهما أصحابه فكان بينهما ضرب
بالجريد والنعال والأيدي فبلغنا انها أنزلت وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا
فأصلحوا بينهما باب ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس حدثنا عبد
العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب ان حميد بن
عبد الرحمن أخبره ان أمه أم كلثوم بنت عقبة أخبرته انها سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول
خيرا باب قول الإمام لأصحابه اذهبوا بنا نصلح حدثنا محمد بن عبد
الله حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي وإسحاق بن محمد الفروي قالا حدثنا
محمد بن جعفر عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان أهل قباء اقتتلوا
حتى تراموا بالحجارة فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال اذهبوا
بنا نصلح بينهم باب قول الله تعالى ان يصالحا بينهما صلحا والصلح خير
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
166

رضي الله عنها وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا قالت هو الرجل
يرى من امرأته مالا يعجبه كبرا أو غيره فيريد فراقها فتقول أمسكني واقسم لي
ما شئت قالت فلا بأس إذا تراضيا باب إذا اصطلحوا على صلح جور
فالصلح مردود حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا الزهري عن عبيد الله
ابن عبد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني رضي الله عنهما قالا جاء اعرابي
فقال يا رسول الله اقض بيننا بكتاب الله فقام خصمه فقال صدق اقض بيننا
بكتاب الله فقال الأعرابي ان ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته فقالوا لي
على ابنك الرجم ففديت ابني منه بمائة من الغنم ووليدة ثم سألت أهل العلم
فقالوا إنما على ابنك جلد مائة وتغريب عام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأقضين
بينكما بكتاب الله اما الوليدة والغنم فرد عليك وعلى ابنك جلد مائة وتغريب
عام واما أنت يا أنيس لرجل فاغد على امرأة هذا فارجمها فغدا عليها أنيس
فرجمها حدثنا يعقوب حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن القاسم بن محمد
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحدث
في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد رواه عبد الله بن جعفر المخرمي وعبد الواحد بن أبي
عون عن سعد بن إبراهيم باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان
ابن فلان وفلان بن فلان ولم ينسبه إلى قبيلته أو نسبه حدثنا محمد بن بشار
حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما
قال لما صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الحديبية كتب علي بن أبي
طالب رضوان الله عليه بينهم كتابا فكتب محمد رسول الله فقال المشركون
لا تكتب محمد رسول الله لو كنت رسولا لم نقاتلك فقال لعلى امحه قال على
ما انا بالذي أمحاه فمحاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصالحهم على أن يدخل
هو وأصحابه ثلاثة أيام ولا يدخلوها الا بجلبان السلاح فسألوه ما جلبان السلاح
167

فقال القراب بما فيه حدثنا عبيد الله بن موسى عن (إسرائيل)؟ عن أبي إسحاق
عن البراء رضي الله عنه قال اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة فأبى
أهل مكة ان يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام فلما
كتبوا الكتاب كتبوا هذا ما قاضي عليه محمد رسول الله فقالوا لا نقر بها فلو
نعلم أنك رسول الله ما منعناك لكن أنت محمد بن عبد الله قال انا رسول الله وانا
محمد بن عبد الله ثم قال لعلي امح رسول الله قال لا والله لا أمحوك ابدا فأخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب فكتب هذا ما قاضي محمد بن عبد الله
لا يدخل مكة سلاح الا في القراب وان لا يخرج من أهلها بأحد ان أراد أن
يتبعه وان لا يمنع أحدا من أصحابه أراد أن يقيم بها فلما دخلها ومضى الاجل
اتوا عليا فقالوا قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الاجل فخرج النبي صلى الله
عليه وسلم فتبعتهم ابنة حمزة يا عم يا عم فتناولها على فأخذ بيدها وقال لفاطمة
دونك ابنة عمك حملتها فاختصم فيها على وزيد وجعفر فقال على انا أحق بها
وهي ابنة عمى وقال جعفر ابنة عمى وخالتها تحتي وقال زيد ابنة اخى فقضى
بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال الخالة بمنزلة الأم وقال لعلى أنت منى
وانا منك وقال لجعفر اشبهت خلقي وخلقي وقال لزيد أنت أخونا ومولانا
باب الصلح مع المشركين فيه عن أبي سفيان وقال عوف بن مالك عن النبي
صلى الله عليه وسلم ثم تكون هدنة بينكم وبين بنى الأصفر وفيه سهل بن
حنيف لقد رأيتنا يوم أبى جندل وأسماء والمسور عن النبي صلى الله عليه وسلم
وقال موسى بن مسعود حدثنا سفيان بن سعيد عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب
رضي الله عنهما قال صالح النبي صلى الله عليه وسلم المشركين يوم الحديبية على ثلاثة
أشياء على أن من اتاه من المشركين رده إليهم ومن اتاهم من المسلمين لم يردوه
وعلى ان يدخلها من قابل ويقيم بها ثلاثة أيام ولا يدخلها الا بجلبان السلاح
168

السيف والقوس ونحوه فجاء أبو جندل يحجل في قيوده فرده إليهم قال لم يذكر
مؤمل عن سفيان أبا جندل وقال الا بجلب السلاح حدثنا محمد بن رافع حدثنا
سريج بن النعمان قال حدثنا فليح عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم خرج معتمرا فحال كفار قريش بينه وبين البيت
فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل ولا يحمل
سلاحا عليهم الا سيوفا ولا يقيم بها الا ما أحبوا فاعتمر من العام المقبل فدخلها
كما كان صالحهم فلما أقام بها ثلاثا أمروه ان يخرج فخرج حدثنا مسدد
حدثنا بشر حدثنا يحيى عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال انطلق
عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر وهي يومئذ صلح
باب الصلح في الدية حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني حميد
ان انسا حدثهم ان الربيع وهي ابنة النضر كسرت ثنية جارية فطلبوا الأرش
وطلبوا العفو فأبوا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالقصاص فقال أنس
ابن النضر أتكسر ثنية الربيع يا رسول الله لا والذي بعثك بالحق لا تكسر
ثنيتها فقال يا أنس كتاب الله القصاص فرضى القوم وعفوا فقال النبي صلى الله
عليه وسلم ان من عباد الله من لو اقسم على الله لأبره زاد الفزاري عن حميد
عن أنس فرضى القوم وقبلوا الأرش باب قول النبي صلى الله عليه
وسلم للحسن بن علي رضي الله عنهما ابني هذا سيد ولعل الله ان يصلح به بين
فئتين عظيمتين وقوله جل ذكره فأصلحوا بينهما حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا
سفيان عن أبي موسى قال سمعت الحسن يقول استقبل والله الحسن بن علي
معاوية بكتائب أمثال الجبال فقال عمرو بن العاصي انى لأرى كتائب لا تولى
حتى تقتل اقرانها فقال له معاوية وكان والله خير الرجلين أي عمرو ان قتل
هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور الناس من لي بنسائهم من لي
169

بضيعتهم فبعث إليه رجلين من قريش من بنى عبد شمس عبد الرحمن بن سمرة
وعبد الله بن عامر بن كريز فقال اذهبا إلى هذا الرجل فأعرضا عليه وقولا له
واطلبا إليه فأتياه فدخلا عليه فتكلما وقالا له وطلبا إليه فقال لهما الحسن بن علي
انا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال وان هذه الأمة قد عاثت
في دمائها قالا فإنه يعرض عليك كذا وكذا ويطلب إليك ويسألك قال فمن لي
بهذا قالا نحن لك به فما سألهما شيئا الا قالا نحن لك به فصالحه فقال الحسن ولقد
سمعت أبا بكرة يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن
ابن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول إن ابني
هذا سيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين قال قال لي على
ابن عبد الله إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبى بكرة بهذا الحديث باب
هل يشير الامام بالصلح حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني أخي عن
سليمان عن يحيى بن سعيد عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن ان أمه عمرة
بنت عبد الرحمن قالت سمعت عائشة رضي الله عنها تقول سمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم صوت خصوم بالباب عالية أصواتهم وإذا أحدهما يستوضع
الآخر ويسترفقه في شئ وهو يقول والله لا افعل فخرج عليهما رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال أين المتألى على الله لا يفعل المعروف فقال انا يا رسول
الله وله أي ذلك أحب حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن جعفر بن
ربيعة عن الأعرج قال حدثني عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك
انه كان له على عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي مال فلقيه فلزمه حتى ارتفعت
أصواتهما فمر بهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا كعب فأشار بيده كأنه
يقول النصف فأخذ نصف ماله عليه وترك نصفا باب فضل الاصلاح
بين الناس والعدل بينهم حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا
170

معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين
الناس صدقة باب إذا أشار الامام بالصلح فأبى حكم عليه بالحكم البين
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير ان
الزبير كان يحدث انه خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدرا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم في شراج من الحرة كانا يسقيان به كلاهما فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم للزبير اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك فغضب الأنصاري
فقال يا رسول الله آن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم قال اسق ثم احبس حتى يبلغ الجدر فاستوعى رسول الله صلى الله عليه وسلم
حينئذ حقه للزبير وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك أشار على
الزبير برأي سعة له وللأنصاري فلما احفظ الأنصاري رسول الله صلى الله عليه
وسلم استوعى للزبير حقه في صريح الحكم قال عروة قال الزبير والله ما احسب
هذه الآية نزلت الا في ذلك فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر
بينهم الآية باب الصلح بين الغرماء وأصحاب الميراث والمجازفة في ذلك
وقال ابن عباس لا بأس ان يتخارج الشريكان فيأخذ هذا دينا وهذا عينا فان
توى لأحدهما لم يرجع على صاحبه حدثني محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب
حدثنا عبيد الله عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
توفى أبى وعليه دين فعرضت على غرمائه ان يأخذوا التمر بما عليه فأبوا ولم يروا
ان فيه وفاء فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال إذا جددته
فوضعته في المربد آذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء ومعه أبو بكر وعمر
فجلس عليه ودعا بالبركة ثم قال ادع غرماءك فأوفهم فما تركت أحدا له على أبي
دين الا قضيته وفضل ثلاثة عشر وسقا سبعة عجوة وستة لون أو ستة
171

عجوة وسبعة لون فوافيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فذكرت
له ذلك فضحك فقال ائت أبا بكر وعمر فأخبرهما فقالا لقد علمنا إذ صنع رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما صنع ان سيكون ذلك وقال هشام عن وهب عن جابر
صلاة العصر ولم يذكر أبا بكر ولا ضحك وقال وترك أبى عليه ثلاثين وسقا
دينا وقال ابن إسحاق عن وهب عن جابر صلاة الظهر باب الصلح بالدين
والعين حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا يونس وقال الليث
حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عبد الله بن كعب ان كعب بن مالك أخبره
انه تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان له عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في
بيت فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهما حتى كشف سجف حجرته فنادى
كعب بن مالك فقال يا كعب فقال لبيك يا رسول الله فأشار بيده ان ضع الشطر
فقال كعب قد فعلت يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم فاقضه
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الشروط)
باب ما يجوز من الشروط في الاسلام والاحكام والمبايعة حدثنا
يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير
انه سمع مروان والمسور بن مخرمة رضي الله عنهما يخبران عن أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لما كاتب سهيل بن عمرو يومئذ كان فيما اشترط
سهيل بن عمرو على النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يأتيك منا أحد وإن كان
على دينك الا رددته الينا وخليت بيننا وبينه فكره المؤمنون ذلك وامتعضوا
منه وأبى سهيل الا ذلك فكاتبه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك فرد (يومئذ)؟
أبا جندل إلى أبيه سهيل بن عمرو ولم يأته أحد من الرجال الا رده في تلك
172

المدة وإن كان مسلما وجاء المؤمنات مهاجرات وكانت أم كلثوم بنت عقبة
ابن أبي معيط ممن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ وهي عاتق
فجاء أهلها يسألون النبي صلى الله عليه وسلم ان يرجعها إليهم فلم يرجعها
إليهم لما انزل الله فيهن إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله اعلم
بايمانهن إلى قوله ولا هم يحلون لهن قال عروة فأخبرتني عائشة ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يمتحنهن بهذه الآية يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم
المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن إلى غفور رحيم قال عروة قالت عائشة فمن
أقر بهذا الشرط منهن قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بايعتك كلاما
يكلمها به والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة وما بايعهن الا بقوله
حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن زياد بن علاقة قال سمعت جريرا رضي الله عنه
يقول بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشترط على والنصح لكل
مسلم حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل قال حدثني قيس بن أبي حازم
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
على أقام الصلاة وايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم باب إذا باع نخلا
قد أبرت حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن
عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من باع نخلا قد أبرت
فثمرتها للبائع الا ان يشترط المبتاع باب الشروط في البيع حدثنا
عبد الله بن مسلمة حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة ان عائشة أخبرته ان
بريرة جاءت عائشة تستعينها في كتابتها ولم تكن قضت من كتابتها شيئا
قالت لها عائشة ارجعي إلى أهلك فان أحبوا ان اقضي عنك كتابتك ويكون
ولاؤك لي فعلت فذكرت ذلك بريرة إلى أهلها فأبوا وقالوا ان شاءت ان تحتسب
عليك فلتفعل ويكون لنا ولاؤك فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه
173

وسلم فقال لها ابتاعي فاعتقي فإنما الولاء لمن أعتق باب إذا اشترط
البائع ظهر الدابة إلى مكان مسمى جاز حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا قال
سمعت عامرا يقول حدثني جابر انه كان يسير على جمل له قد أعيى فمر النبي صلى الله
عليه وسلم فضربه فدعا له فسار بسير ليس يسير مثله ثم قال بعنيه بوقية قلت
لا ثم قال بعنيه بوقية فبعته فاستثنيت حملانه إلى أهلي فلما قدمنا اتيته بالجمل
ونقدني ثمنه ثم انصرفت فأرسل على اثرى قال ما كنت لآخذ جملك فخذ
جملك ذلك فهو مالك وقال شعبة عن مغيرة عن عامر عن جابر أفقرني رسول
الله صلى الله عليه وسلم ظهره إلى المدينة وقال اسحق عن جرير عن مغيرة فبعته
على أن لي فقار ظهره حتى أبلغ المدينة وقال عطاء وغيره ولك ظهره إلى المدينة
وقال محمد بن المنكدر عن جابر شرط ظهره إلى المدينة وقال زيد بن أسلم
عن جابر ولك ظهره حتى ترجع وقال أبو الزبير عن جابر أفقرناك ظهره إلى
المدينة وقال الأعمش عن سالم عن جابر تبلغ عليه إلى أهلك قال أبو عبد الله
الاشتراط أكثر وأصح عندي وقال عبيد الله وابن اسحق عن وهب عن جابر
اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم بوقية وتابعه زيد بن أسلم عن جابر وقال ابن
جريج عن عطاء وغيره عن جابر اخذته بأربعة دنانير وهذا يكون وقية على
حساب الدينار بعشرة دراهم ولم يبين الثمن مغيرة عن الشعبي عن جابر وابن
المنكدر وأبو الزبير عن جابر وقال الأعمش عن سالم عن جابر وقية ذهب وقال
أبو إسحاق عن سالم عن جابر بمائتي درهم وقال داود بن قيس عن عبيد الله بن
مقسم عن جابر اشتراه بطريق تبوك احسبه قال بأربع أواق وقال أبو نضرة عن
جابر اشتراه بعشرين دينارا وقول الشعبي بوقية أكثر الاشتراط أكثر
وأصح عندي قاله أبو عبد الله باب الشروط في المعاملة حدثنا أبو
اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله
174

عنه قال قالت الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل
قال لا فقال الأنصار تكفونا المؤنة ونشرككم في الثمرة قالوا سمعنا وأطعنا حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن عبد الله رضي الله عنه قال
أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر (.. ود)؟ ان يعملوها ويزرعوها ولهم
شطر ما يخرج منها باب الشروط في المهر عند عقدة النكاح وقال
عمر ان مقاطع الحقوق عند الشروط ولك ما شرطت وقال المسور سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم ذكر صهرا له فأثنى عليه في مصاهرته فأحسن قال
حدثني وصدقني ووعدني فوفى لي حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال
حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أحق الشروط ان توفوا به ما استحللتم به الفروج باب
الشروط في المزارعة حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا ابن عيينة حدثنا يحيى
ابن سعيد قال سمعت حنظلة الزرقي قال سمعت رافع بن خديج رضي الله عنه
يقول كنا أكثر الأنصار حقلا فكنا نكرى الأرض فربما أخرجت هذه
ولم تخرج ذه فنهينا عن ذلك ولم ننه عن الورق باب ما لا يجوز من
الشروط في النكاح حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا معمر عن
الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يبيع حاضر لباد
ولا تناجشوا ولا يزيدن على بيع أخيه ولا يخطبن على خطبته ولا تسأل المرأة
طلاق أختها لتستكفئ إناءها باب الشروط التي لا تحل في الحدود
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة بن مسعود عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني رضي الله عنهما انهما قالا إن
رجلا من الاعراب أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنشدك
الله الا قضيت لي بكتاب الله فقال الخصم الآخر وهو أفقه منه نعم فاقض بيننا
175

بكتاب الله وائذن لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل قال إن ابني كان
عسيفا على هذا فزنى بامرأته وانى أخبرت ان على ابني الرجم فافتديت منه
بمائة شاة ووليدة فسألت أهل العلم فأخبروني إنما على ابني جلد مائة وتغريب
عام وان على امرأة هذا الرجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي
بيده لأقضين بينكما بكتاب الله الوليدة والغنم رد عليك وعلى ابنك جلد
مائة وتغريب عام اغد يا أنيس إلى امرأة هذا فان اعترفت فارجمها قال فغدا
عليها فاعترفت فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجمت باب
ما يجوز من شروط المكاتب إذا رضى بالبيع على أن يعتق حدثنا خلاد بن
يحيى حدثنا عبد الواحد بن أيمن المكي عن أبيه قال دخلت على عائشة رضي الله عنها
قالت دخلت على بريرة وهي مكاتبة فقالت يا أم المؤمنين اشتريني فان أهلي
يبيعوني فأعتقيني قالت نعم قالت إن أهلي لا يبيعوني حتى يشترطوا ولائي قالت
لا حاجة لي فيك فسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أو بلغه فقال ما شأن بريرة
فقال اشتريها فأعتقيها وليشترطوا ما شاؤوا قالت فاشتريتها فأعتقتها واشترط
أهلها ولاءها فقال النبي صلى الله عليه وسلم الولاء لمن أعتق وان اشترطوا
مائة شرط باب الشروط في الطلاق وقال ابن المسيب والحسن وعطاء
ان بدا بالطلاق أو اخر فهو أحق بشرطه حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة
عن عدى بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن التلقي وان يبتاع المهاجر للأعرابي وان تشترط المرأة
طلاق أختها وان يستام الرجل على سوم أخيه ونهى عن النجش وعن التصرية *
تابعه معاذ وعبد الصمد عن شعبة وقال غندر وعبد الرحمن نهى وقال آدم نهينا
وقال النضر وحجاج بن منهال نهى باب الشروط مع الناس بالقول
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام ان ابن جريج أخبره قال أخبرني
176

يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار عن سعيد بن جبير يزيد أحدهما على صاحبه
وغيرهما قد سمعته يحدثه عن سعيد بن جبير قال انا لعند ابن عباس قال حدثني أبي
بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موسى رسول الله فذكر
الحديث قال ألم أقل انك لن تستطيع معي صبرا كانت الأولى نسيانا والوسطى
شرطا والثالثة عمدا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امرى عسرا لقيا
غلاما فقتله فانطلقا فوجدا جدارا يريد أن ينقض فأقامه قرأها ابن عباس
امامهم ملك باب الشروط في الولاء حدثنا إسماعيل حدثنا مالك عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت جاءتني بريرة فقالت كاتبت أهلي على
تسع أواق في كل عام أوقية فأعينيني فقالت إن أحبوا ان أعدها لهم ويكون
ولاؤك لي فعلت فذهبت بريرة إلى أهلها فقالت لهم فأبوا عليها فجاءت من
عندهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فقالت انى قد عرضت ذلك
عليهم فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم فسمع النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرت
عائشة النبي صلى الله عليه وسلم فقال خذيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء
لمن أعتق ففعلت عائشة ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فحمد الله
وأثنى عليه ثم قال ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ما كان
من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط قضاء الله أحق
وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق باب إذا اشترط في المزارعة
إذا شئت أخرجتك حدثنا أبو أحمد حدثنا محمد بن يحيى أبو غسان الكناني
أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال لما فدع أهل خيبر عبد الله بن عمر قام
عمر خطيبا فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامل يهود خيبر على
أموالهم وقال نقركم ما أقركم الله وان عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك
فعدى عليه من الليل ففدعت يداه ورجلاه وليس لنا هناك عدو غيرهم هم
177

عدونا وتهمتنا وقد رأيت اجلاءهم فلما اجمع عمر على ذلك اتاه أحد بنى أبى
الحقيق فقال يا أمير المؤمنين أتخرجنا وقد اقرنا محمد وعاملنا على الأموال
وشرط ذلك لنا فقال عمر أظننت انى نسيت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة فقال كانت
هذه هزيلة من أبى القاسم قال كذبت يا عدو الله فأجلاهم عمر وأعطاهم
قيمة ما كان لهم من الثمر مالا وابلا وعروضا من أقتاب وحبال وغير ذلك
رواه حماد بن سلمة عن عبيد الله احسبه عن نافع عن ابن عمر عن عمر عن النبي
صلى الله عليه وسلم اختصره باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع
أهل الحروب وكتابة الشروط حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر قال أخبرني الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن
مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية حتى كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله
عليه وسلم ان خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين
فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش فانطلق يركض نذيرا لقريش
وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها
بركت به راحلته فقال الناس حل حل فألحت فقالوا خلات القصواء خلات
القصواء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما خلات القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن
حبسها حابس الفيل ثم قال والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها
حرمات الله الا أعطيتهم إياها ثم زجرها فوثبت قال فعدل عنهم حتى نزل
بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضا فلم يلبثه الناس حتى
نزحوه وشكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش فانتزع سهما من
كنانته ثم امرهم ان يجعلوه فيه فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا
178

عنه فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة
وكانوا عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل تهامة فقال إني تركت
كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا اعداد مياه الحديبية ومعهم العوذ المطافيل
وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا لم
نجئ لقتال أحد ولكنا جئنا معتمرين وان قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت
بهم فان شاؤوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس فان أظهر فان شاؤوا ان
يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا والا فقد جموا وان هم أبوا فوالذي نفسي
بيده لأقاتلنهم على امرى هذا حتى تنفرد سالفتي ولينفذن الله امره فقال
بديل سأبلغهم ما تقول قال فانطلق حتى أتى قريشا قال انا قد جئناكم من هذا
الرجل وسمعناه يقول قولا فان شئتم ان نعرضه عليكم فعلنا فقال سفهاؤهم
لا حاجة لنا ان تخبرنا عنه بشئ وقال ذو الرأي منهم هات ما سمعته يقول قال سمعته
يقول كذا وكذا فحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فقام عروة بن مسعود
فقال أي قوم ألستم بالوالد قالوا بلى قال أولستم بالولد قالوا بلى قال فهل
تتهموني قالوا لا قال ألستم تعلمون انى استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا على
جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني قالوا بلى قال فان هذا قد عرض لكم خطة رشد
اقبلوها ودعوني آتيه قالوا ائته فأتاه فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال
النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من قوله لبديل فقال عروة عند ذلك أي محمد
أرأيت ان استأصلت امر قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك
وان تكن الأخرى فانى والله لا أرى وجوها وانى لأرى أشوابا من الناس خليقا
ان يفروا ويدعوك فقال له أبو بكر رضي الله عنه امصص ببظر اللات أنحن
نفر عنه وندعه فقال من ذا قالوا أبو بكر قال اما والذي نفسي بيده لولا يد
كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك قال وجعل يكلم النبي صلى الله عليه
179

وسلم فكلما تكلم اخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله
عليه وسلم ومعه السيف وعليه المغفر فكلما اهوى عروة بيده إلى لحية
رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب يده بنعل السيف وقال له اخر يدك عن
لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع عروة رأسه فقال من هذا قالوا المغيرة
ابن شعبة فقال أي غدر الست أسعى في غدرتك وكان المغيرة صحب قوما في
الجاهلية فقتلهم واخذ أموالهم ثم جاء فأسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما
الاسلام فأقبل واما المال فلست منه في شئ ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه قال فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم
نخامة الا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا امرهم
ابتدروا امره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا
أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له فرجع عروة إلى أصحابه فقال
أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي
والله ان رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا والله ان تنخم
نخامة الا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا امرهم
ابتدروا امره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا
أصواتهم عنده وما يحدون النظر إليه تعظيما له وانه قد عرض عليكم خطة
رشد فاقبلوها فقال رجل من بنى كنانة دعوني آتيه فقالوا ائته فلما أشرف على
النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا فلان
وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له فبعثت له واستقبله الناس يلبون فلما
رأى ذلك قال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء ان يصدوا عن البيت فلما رجع إلى
أصحابه قال رأيت البدن قد قلدت وأشعرت فما أرى ان يصدوا عن البيت
فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص فقال دعوني آتيه فقالوا ائته فلما
180

أشرف عليهم قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا مكرز وهو رجل فاجر فجعل
يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو قال معمر
فأخبرني أيوب عن عكرمة انه لما جاء سهيل بن عمرو قال النبي صلى الله عليه
وسلم لقد سهل لكم من امركم قال معمر قال الزهري في حديثه فجاء سهيل بن
عمرو فقال هات اكتب بيننا وبينكم كتابا فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الكاتب
فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل اما
الرحمن فوالله ما أدرى ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب
فقال المسلمون والله لا نكتبها الا بسم الله الرحمن الرحيم فقال النبي صلى الله
عليه وسلم اكتب باسمك اللهم ثم قال هذا ما قاضي عليه محمد رسول الله
فقال سهيل والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك
ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله انى لرسول
الله وان كذبتموني اكتب محمد بن عبد الله قال الزهري وذلك لقوله لا يسألوني
خطة يعظمون فيها حرمات الله الا أعطيتهم إياها فقال له النبي صلى الله عليه
وسلم على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به فقال سهيل والله لا تتحدث
العرب انا أخذنا ضغطة ولكن ذلك من العام المقبل فكتب فقال سهيل
وعلى انه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك الا رددته الينا قال المسلمون
سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما فبينما هم كذلك إذ دخل
أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى
رمى بنفسه بين أظهر المسلمين فقال سهيل هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه
ان ترده إلى فقال النبي صلى الله عليه وسلم انا لم نقض الكتاب بعد قال فوالله
إذا لم أصالحك على شئ ابدا قال النبي صلى الله عليه وسلم فأجزه لي قال ما انا
بمجيزه لك قال بلى فافعل قال ما انا بفاعل قال مكرز بل قد أجزناه لك قال
181

أبو جندل أي معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما الا ترون ما قد
لقيت وكان قد عذب عذابا شديدا في الله فقال عمر بن الخطاب فأتيت نبي الله صلى
الله عليه وسلم فقلت الست نبي الله حقا قال بلى قلت السنا على الحق وعدونا
على الباطل قال بلى قلت فلم نعطى الدنية في ديننا إذا قال إني رسول الله ولست
أعصيه وهو ناصري قلت أوليس كنت تحدثنا انا سنأتي البيت فنطوف به
قال بلى فأخبرتك انا نأتيه العام قال قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به قال
فأتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا قال بلى قلت السنا على الحق
وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطى الدنية في ديننا إذا قال أيها الرجل
انه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليس يعصى ربه وهو ناصره فاستمسك
بغرزه فوالله انه على الحق قلت أليس كان يحدثنا انا سنأتي البيت ونطوف به
قال بلى أفأخبرك انك تأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به قال
الزهري قال عمر فعملت لذلك اعمالا قال فلما فرغ من قضية الكتاب قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا قال فوالله
ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم
سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم
لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فخرج فلم
يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا
فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ثم جاءه
نسوة مؤمنات فأنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات
فامتحنوهن حتى بلغ بعصم الكوافر فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في
الشرك فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية ثم
رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو
182

مسلم فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا العهد الذي جعلت لنا فدفعه إلى الرجلين
فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم فقال أبو بصير لاحد
الرجلين والله انى لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا فاستله الآخر فقال أجل
والله انه لجيد لقد جربت به ثم جربت فقال أبو بصير أرني انظر إليه فأمكنه
منه فضربه حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى إلى النبي
صلى الله عليه وسلم قال قتل والله صاحبي وانى لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا نبي
الله قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم قال النبي صلى
الله عليه وسلم ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد فلما سمع ذلك عرف أنه
سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر قال وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل
فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم الا لحق بأبي بصير
حتى اجتمعت منهم عصابة فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام الا
اعترضوا لها فقتلوهم واخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه
وسلم تناشده بالله والرحم لما أرسل فمن اتاه فهو آمن فأرسل النبي صلى الله
عليه وسلم إليهم فأنزل الله تعالى وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم
ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم حتى بلغ الحمية حمية الجاهلية وكانت
حميتهم انهم لم يقروا انه نبي الله ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم وحالوا بينهم
وبين البيت وقال عقيل عن الزهري قال عروة فأخبرتني عائشة ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحنهن وبلغنا انه لما انزل الله تعالى ان يردوا إلى
المشركين ما انفقوا على من هاجر من أزواجهم وحكم على المسلمين أن لا يمسكوا
بعصم الكوافر ان عمر طلق امرأتين قريبة بنت أبي أمية وابنة جرول الخزاعي
فتزوج قريبة معاوية بن أبي سفيان وتزوج الأخرى أبو جهم فلما أبى الكفار ان
183

يقروا بأداء ما أنفق المسلمون على أزواجهم انزل الله تعالى وان فاتكم شئ من
أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم والعقب ما يؤدى المسلمون إلى من هاجرت امرأته
من الكفار فأمر ان يعطى من ذهب له زوج من المسلمين ما أنفق من صداق
نساء الكفار اللاتي هاجرن وما نعلم أحدا من المهاجرات ارتدت بعد ايمانها
وبلغنا ان أبا بصير بن أسيد الثقفي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا
مهاجرا في المدة فكتب الأخنس بن شريق إلى النبي صلى الله عليه وسلم
يسأله أبا بصير فذكر الحديث باب الشروط في القرض وقال ابن عمر
وعطاء رضي الله عنهما إذا اجله في القرض جاز وقال الليث حدثني جعفر بن
ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم انه ذكر رجلا سأل بعض بني إسرائيل ان يسلفه ألف دينار
فدفعها إليه إلى أجل مسمى باب المكاتب وما لا يحل من
الشروط التي تخالف كتاب الله وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المكاتب
شروطهم بينهم وقال ابن عمر أو عمر رضي الله عنهما كل شرط خالف كتاب
الله فهو باطل وان اشترط مائة شرط وقال أبو عبد الله يقال عن كليهما عن عمر
وابن عمر حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن يحيى عن عمرة عن عائشة
رضي الله عنها قالت اتتها بريرة تسألها في كتابتها فقالت إن شئت أعطيت أهلك
ويكون الولاء لي فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرته ذلك قال النبي
صلى الله عليه وسلم ابتاعيها فاعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق ثم قام رسول الله صلى الله
عليه وسلم على المنبر فقال ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله
من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وان اشترط مائة شرط باب
ما يجوز من الاشتراط والثنيا في الاقرار والشروط التي يتعارفها الناس بينهم وإذا
قال مائة الا واحدة أو ثنتين وقال ابن عون عن ابن سيرين قال رجل لكريه
184

ادخل ركابك فإن لم ارحل معك يوم كذا وكذا فلك مائة درهم فلم يخرج
فقال شريح من شرط على نفسه طائعا غير مكره فهو عليه وقال أيوب عن ابن
سيرين ان رجلا باع طعاما وقال إن لم آتك الأربعاء فليس بيني وبينك بيع
فلم يجئ فقال شريح للمشترى أنت أخلفت فقضى عليه حدثنا أبو اليمان
أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا
من أحصاها دخل الجنة باب الشروط في الوقف حدثنا قتيبة بن
سعيد حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا ابن عون قال أنبأني نافع عن ابن عمر
رضي الله عنهما ان عمر بن الخطاب أصاب أرضا بخيبر فأتى النبي صلى الله عليه وسلم
يستأمره فيها فقال يا رسول الله انى أصبت أرضا بخيبر لم أصب ما لا قط أنفس
عندي منه فما تأمرني به قال إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها قال فتصدق
بها عمر انه لا يباع ولا يوهب ولا يورث وتصدق بها في الفقراء وفى القربى
وفى الرقاب وفى سبيل الله وابن السبيل والضيف لا جناح على من وليها ان يأكل
منها بالمعروف ويطعم غير متمول قال فحدثت به ابن سيرين فقال غير متأثل مالا
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الوصايا)
باب الوصايا وقول النبي صلى الله عليه وسلم وصية الرجل مكتوبة
عنده وقول الله تعالى كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت ان ترك خيرا الوصية
للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين فمن بدله بعد ما سمعه فإنما اثمه
على الذين يبدلونه ان الله سميع عليم فمن خاف من موص جنفا أو اثما فأصلح بينهم
فلا اثم عليه ان الله غفور رحيم * جنفا ميلا متجانف مائل حدثنا عبد الله
ابن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله
185

صلى الله عليه وسلم قال ماحق امرئ مسلم له شئ يوصى فيه يبيت ليلتين الا
ووصيته مكتوبة عنده * تابعه محمد بن مسلم عن عمرو عن ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه وسلم حدثنا إبراهيم بن الحرث حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا
زهير بن معاوية الجعفي حدثنا أبو إسحاق عن عمرو بن الحرث ختن رسول الله
صلى الله عليه وسلم اخى جويرية بنت الحرث قال ما ترك رسول الله صلى الله
عليه وسلم عند موته درهما ولا دينارا ولا عبدا ولا أمة ولا شيئا الا بغلته
البيضاء وسلاحه وأرضا جعلها صدقة حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا مالك
حدثنا طلحة بن مصرف قال سألت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما هل
كان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى فقال لا فقلت كيف كتب على الناس الوصية
أو أمروا بالوصية قال أوصى بكتاب الله حدثنا عمرو بن زرارة أخبرنا
إسماعيل عن ابن عون عن إبراهيم عن الأسود قال ذكروا عند عائشة ان عليا
رضي الله عنهما كان وصيا فقالت متى أوصى إليه وقد كنت مسندته إلى
صدري أو قالت حجري فدعا بالطست فلقد انخنث في حجري فما شعرت انه
قد مات فمتى أوصى إليه باب ان يترك ورثته أغنياء خير من أن يتكففوا
الناس حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال جاء النبي صلى الله عليه وسلم يعودني
وانا بمكة وهو يكره ان يموت بالأرض التي هاجر منها قال يرحم الله ابن
عفراء قلت يا رسول الله أوصى بمالي كله قال لا قلت فالشطر قال لا قلت الثلث
قال فالثلث والثلث كثير انك ان تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة
يتكففون الناس في أيديهم وانك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى
اللقمة ترفعها إلى في امرأتك وعسى الله ان يرفعك فينتفع بك ناس ويضر بك
آخرون ولم يكن له يومئذ الا ابنة باب الوصية بالثلث وقال الحسن
186

لا يجوز للذمي وصية الا الثلث وقال الله تعالى وان احكم بينهم بما انزل الله
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال لو غض الناس إلى الربع لان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الثلث والثلث كثير أو كبير حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا زكريا بن عدي
حدثنا مروان عن هاشم بن هاشم عن عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنه
قال مرضت فعادني النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ادع الله
أن لا يردني على عقبى قال لعل الله يرفعك وينفع بك ناسا قلت أريد ان أوصى
وإنما لي ابنة قلت أوصى بالنصف قال النصف كثير قلت فالثلث قال الثلث
والثلث كثير أو كبير قال فأوصى الناس بالثلث وجاز ذلك لهم باب
قول الموصى لوصيه تعاهد ولدى وما يجوز للوصي من الدعوى حدثنا
عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها قالت كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى
أخيه سعد بن أبي وقاص ان ابن وليدة زمعة منى فاقبضه إليك فلما كان عام
الفتح اخذه سعد فقال ابن أخي قد كان عهد إلى فيه فقام عبد بن زمعة فقال
اخى وابن أمة أبى ولد على فراشه فتساوقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال سعد يا رسول الله ابن أخي كان عهد إلى فيه فقال عبد بن زمعة اخى وابن
وليدة أبى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو لك يا عبد بن زمعة الولد
للفراش وللعاهر الحجر ثم قال لسودة بنت زمعة احتجبي منه لما رأى من
شبهه بعتبة فما رآها حتى لقي الله باب إذا أومأ المريض برأسه إشارة
بينة جازت حدثنا حسان بن أبي عباد حدثنا همام عن قتادة عن أنس رضي الله
عنه أن يهوديا رض رأس جارية بين حجرين فقيل لها من فعل بك أفلان
أفلان حتى سمي اليهودي فأومأت برأسها فجئ به فلم يزل حتى اعترف فأمر
187

النبي صلى الله عليه وسلم فرض رأسه بالحجارة باب لا وصية لوارث
حدثنا محمد بن يوسف عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال كان المال للولد وكانت الوصية للوالدين فنسخ الله من ذلك
ما أحب فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين وجعل للأبوين لكل واحد منهما
السدس وجعل للمرأة الثمن والربع وللزوج الشطر والربع باب الصدقة
عند الموت حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن سفيان عن عمارة
عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رجل للنبي صلى الله عليه
وسلم يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال أن تصدق وأنت صحيح حريص تأمل
الغنى وتخشى الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان
كذا وقد كان لفلان باب قول الله تعالى من بعد وصية يوصي بها
أو دين ويذكر أن شريحا وعمر بن عبد العزيز وطاوسا وعطاء وابن أذينة
أجازوا إقرار المريض بدين وقال الحسن أحق ما تصدق به الرجل آخر يوم
من الدنيا وأول يوم من الآخرة وقال إبراهيم والحكم إذا أبرأ الوارث من
الدين برئ وأوصى رافع بن خديج أن لا تكشف امرأته الفزارية عما أغلق
عليه بابها وقال الحسن إذا قال لمملوكه عند الموت كنت أعتقتك جاز وقال
الشعبي إذا قالت المرأة عند موتها إن زوجي قضاني وقبضت منه جاز وقال
بعض الناس لا يجوز إقراره لسوء الظن به للورثة ثم استحسن فقال يجوز
إقراره بالوديعة والبضاعة والمضاربة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إياكم
والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا يحل مال المسلمين لقول النبي صلى الله
عليه وسلم آية المنافق إذا ائتمن خان وقال الله تعالى إن الله يأمركم أن تؤدوا
الأمانات إلى أهلها فلم يخص وارثا ولا غيره * فيه عبد الله بن عمرو عن النبي
صلى الله عليه وسلم حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع حدثنا إسماعيل بن جعفر
188

حدثنا نافع بن مالك بن أبي عامر أبو سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا ائتمن
خان وإذا وعد أخلف باب تأويل قول الله تعالى من بعد وصية توصون
بها أو دين ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بالدين قبل الوصية وقوله
إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها فأداء الأمانة أحق من تطوع الوصية
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا صدقة إلا عن ظهر غنى وقال ابن عباس
لا يوصي العبد إلا بإذن أهله وقال النبي صلى الله عليه وسلم العبد راع في مال
سيده حدثنا محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن
المسيب وعروة بن الزبير أن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال سألت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال لي يا حكيم إن هذا المال
خضر حلو فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس
لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى
قال حكيم فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى
أفارق الدنيا فكان أبو بكر يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا
ثم إن عمر دعا ليعطيه فيأبى أن يقبله فقال يا معشر المسلمين إني أعرض عليه
حقه الذي قسم الله له من هذا الفئ فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم أحدا من
الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي رحمه الله حدثنا بشر بن محمد
السختياني أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال أخبرني سالم عن ابن عمر
عن أبيه رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع
ومسؤول عن رعيته والامام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول
عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها والخادم في مال
سيده راع ومسؤول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه
189

باب إذا وقف أو أوصى لأقاربه ومن الأقارب وقال ثابت عن أنس قال
النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة اجعلها لفقراء أقاربك فجعلها لحسان وأبي
ابن كعب وقال الأنصاري حدثني أبي عن ثمامة عن أنس مثل حديث ثابت قال
اجعلها لفقراء قرابتك قال أنس فجعلها لحسان وأبي بن كعب وكانا أقرب
إليه مني وكان قرابة حسان وأبي من أبي طلحة واسمه زيد بن سهل بن الأسود
ابن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وحسان
ابن ثابت بن المنذر بن حرام فيجتمعان إلى حرام وهو الأب الثالث وحرام ابن
عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار فهو يجامع حسان
وأبا طلحة وأبي إلى ستة آباء إلى عمرو بن مالك وهو أبي بن كعب بن قيس بن
عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار فعمرو بن مالك يجمع
حسان وأبا طلحة وأبيا وقال بعضهم إذا أوصى لقرابته فهو إلى آبائه في الاسلام
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
أنه سمع أنسا رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة أرى أن
تجعلها في الأقربين قال أبو طلحة أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه
وبني عمه وقال ابن عباس لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين جعل النبي صلى
الله عليه وسلم ينادي يا بني فهر يا بني عدي لبطون قريش وقال أبو هريرة
لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين قال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر قريش
باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب حدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن
أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله
عز وجل وأنذر عشيرتك الأقربين قال يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا
أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا
190

يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ويا صفية عمة رسول الله لا أغني
عنك من الله شيئا ويا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم سليني ما شئت من
مالي لا أغني عنك من الله شيئا تابعه أصبغ عن ابن وهب عن يونس عن ابن
شهاب باب هل ينتفع الواقف بوقفه وقد اشترط عمر لا جناح على
من وليه أن يأكل وقد يلي الواقف وغيره وكذلك من جعل بدنة أو شيئا لله
فله أن ينتفع بها كما ينتفع غيره وإن لم يشترط حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
أبو عوانة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا
يسوق بدنة فقال له اركبها فقال يا رسول الله إنها بدنة فقال في الثالثة أو الرابعة
اركبها ويلك أو ويحك حدثنا إسماعيل حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يسوق
بدنة فقال اركبها قال يا رسول الله إنها بدنة قال اركبها ويلك في الثانية أو في
الثالثة باب إذا وقف شيئا فلم يدفعه إلى غيره فهو جائز لان عمر رضي
الله عنه أوقف وقال لا جناح على من وليه أن يأكل ولم يخص أن وليه عمر
أو غيره قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة أرى أن تجعلها في الأقربين
فقال أفعل فقسمها في أقاربه وبني عمه باب إذا قال داري صدقة لله
ولم يبين للفقراء أو غيرهم فهو جائز ويضعها في الأقربين أو حيث أراد قال
النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة حين قال أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة
لله فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وقال بعضهم لا يجوز حتى يبين لمن
والأول أصح باب إذا قال أرضي أو بستاني صدقة عن أمي فهو جائز
وإن لم يبين لمن ذلك حدثنا محمد بن سلام أخبرنا مخلد بن يزيد أخبرنا ابن
جريج قال أخبرني يعلى أنه سمع عكرمة يقول أنبأنا ابن عباس رضي الله عنهما
أن سعد بن عبادة رضي الله عنه توفيت أمه وهو غائب عنها فقال يا رسول الله
191

إن أمي توفيت وأنا غائب عنها أينفعها شئ إن تصدقت به عنها قال نعم قال
فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها باب إذا تصدق أو أوقف
بعض ماله أو بعض رقيقه أو دوابه فهو جائز حدثنا يحيى بن بكير حدثنا
الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب
أن عبد الله بن كعب قال سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه يقول قلت
يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله صلى
الله عليه وسلم قال أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك قلت فإني أمسك
سهمي الذي بخيبر باب من تصدق إلى وكيله ثم رد الوكيل إليه
وقال إسماعيل أخبرني عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن إسحاق بن عبد الله
ابن أبي طلحة لا أعلمه إلا عن أنس رضي الله عنه قال لما نزلت لن تنالوا البر
حتى تنفقوا مما تحبون جاء أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله يقول الله تعالى في كتابه لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن
أحب أموالي إلي بيرحاء قال وكانت حديقة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يدخلها ويستظل فيها ويشرب من مائها فهي إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه
وسلم أرجو بره وذخره فضعها أي رسول الله حيث أراك الله فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم بخ يا أبا طلحة ذلك مال رابح قبلناه منك ورددناه عليك
فاجعله في الأقربين فتصدق به أبو طلحة على ذوي رحمه قال وكان منهم أبي
وحسان قال وباع حسان حصته منه من معاوية فقيل له تبيع صدقة أبي طلحة
فقال ألا أبيع صاعا من تمر بصاع من دراهم قال وكانت تلك الحديقة في موضع
قصر بني جديلة الذي بناه معاوية باب قول الله تعالى وإذا حضر
القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه حدثنا محمد بن
الفضل أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
192

رضي الله عنهما قال إن ناسا يزعمون أن هذه الآية نسخت ولا والله ما نسخت
ولكنها مما تهاون الناس هما واليان وال يرث وذاك الذي يرزق ووال لا يرث
فذاك الذي يقول بالمعروف يقول لا أملك لك أن أعطيك باب
ما يستحب لمن يتوفى فجأة أن يتصدقوا عنه وقضاء النذور عن الميت حدثنا
إسماعيل قال حدثني مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا
قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها وأراها لو تكلمت تصدقت
أفأتصدق عنها قال نعم تصدق عنها حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك
عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن سعد بن
عبادة رضي الله عنه استفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن أمي ماتت
وعليها نذر فقال اقضه عنها باب الاشهاد في الوقف والصدقة حدثنا
إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني
يعلى أنه سمع عكرمة مولى ابن عباس يقول أنبأنا ابن عباس أن سعد بن عبادة
رضي الله عنه أخا بني ساعدة توفيت أمه وهو غائب فأتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها فهل ينفعها شئ إن تصدقت
به عنها قال نعم قال فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها باب
قول الله تعالى وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا
أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى
فانكحوا ما طاب لكم من النساء حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري
قال كان عروة بن الزبير يحدث أنه سأل عائشة رضي الله عنها وإن خفتم أن لا
تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء قال هي اليتيمة في حجر وليها
فيرغب في جمالها ومالها ويريد أن يتزوجها بأدنى من سنة نسائها فنهوا عن
نكاحهن إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق وأمروا بنكاح من سواهن
193

من النساء قالت عائشة ثم استفتى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد
فأنزل الله عز وجل ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن قالت فبين الله
في هذه أن اليتيمة إذا كانت ذات جمال ومال رغبوا في نكاحها ولم يلحقوها
بسنتها بإكمال الصداق فإذا كانت مرغوبة عنها في قلة المال والجمال تركوها
والتمسوا غيرها من النساء قال فكما يتركونها حين يرغبون عنها فليس لهم
أن ينكحوها إذا رغبوا فيها إلا أن يقسطوا لها الأوفى من الصداق ويعطوها
حقها باب قول الله تعالى وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن
آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن
يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم
إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا للرجال نصيب مما ترك الوالدان
والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر
نصيبا مفروضا حسيبا يعني كافيا باب وما للوصي أن يعمل في مال اليتيم
وما يأكل منه بقدر عمالته حدثنا هارون بن الأشعث حدثنا أبو سعيد
مولى بني هاشم حدثنا صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن
عمر تصدق بمال له على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يقال له ثمغ
وكان نخلا فقال عمر يا رسول الله إني استفدت مالا وهو عندي نفيس فأردت
أن أتصدق به فقال النبي صلى الله عليه وسلم تصدق بأصله لا يباع ولا يوهب
ولا يورث ولكن ينفق ثمره فتصدق به عمر فصدقته ذلك في سبيل الله
وفي الرقاب والمساكين والضيف وابن السبيل ولذي القربى ولا جناح على من
وليه أن يأكل منه بالمعروف أو يوكل صديقه غير متمول به حدثنا عبيد بن
إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ومن كان
غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف قالت أنزلت في والي اليتيم
194

أن يصيب من ماله إذا كان محتاجا بقدر ماله بالمعروف باب قول الله تعالى
إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني سليمان بن بلال عن ثور بن زيد المدني
عن أبي الغيث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل
النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف
وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات باب قول الله تعالى ويسئلونك
عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد
من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم * لأعنتكم لأحرجكم وضيق
عليكم وعنت خضعت وقال لنا سليمان حدثنا حماد عن أيوب عن نافع قال مارد
ابن عمر على أحد وصية وكان ابن سيرين أحب الأشياء إليه في مال اليتيم أن
يجتمع إليه نصحاؤه وأولياؤه فينظروا الذي هو خير له وكان طاوس إذا سئل
عن شئ من أمر اليتامى قرأ والله يعلم المفسد من المصلح وقال عطاء في يتامى
الصغير والكبير ينفق الولي على كل انسان بقدره من حصته باب
استخدام اليتيم في السفر والحضر إذا كان صلاحا له ونظر الأم أو زوجها لليتيم
حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير حدثنا ابن علية حدثنا عبد العزيز عن
أنس رضي الله عنه قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ليس له خادم
فأخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
الله إن أنسا غلام كيس فليخدمك قال فخدمته في السفر والحضر ما قال لي لشئ
صنعته لم صنعت هذا هكذا ولا لشئ لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا باب
إذا وقف أرضا ولم يبين الحدود فهو جائز وكذلك الصدقة حدثنا عبد الله
ابن مسلمة عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك
195

رضي الله عنه يقول كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا من نخل وكان
أحب ماله إليه بيرحاء مستقبلة المسجد وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها
ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس فلما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما
تحبون قام أبو طلحة فقال يا رسول الله إن الله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما
تحبون وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجوا برها وذخرها
عند الله فضعها حيث أراك الله فقال بخ ذلك مال رابح أو رايح شك ابن مسلمة
وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين قال أبو طلحة أفعل ذلك
يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وفي بني عمه وقال إسماعيل وعبد الله بن يوسف
ويحيى بن يحيى عن مالك رايح حدثنا محمد بن عبد الرحيم أخبرنا روح بن عبادة
حدثنا زكريا بن إسحاق قال حدثني عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس
رضي الله عنهما أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمه توفيت
أينفعها إن تصدقت عنها قال نعم قال فإن لي مخرافا وأشهدك أني قد تصدقت
عنها باب إذا أوقف جماعة أرضا مشاعا فهو جائز حدثنا مسدد
حدثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن أنس رضي الله عنه قال أمر النبي صلى الله
عليه وسلم ببناء المسجد فقال يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا قالوا لا والله
لا نطلب ثمنه إلا إلى الله باب الوقف كيف يكتب حدثنا مسدد
حدثنا يزيد بن زريع حدثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
أصاب عمر بخيبر أرضا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أصبت أرضا لم أصب
مالا قط أنفس منه فكيف تأمرني به قال إن شئت حبست أصلها وتصدقت
بها فتصدق عمر أنه لا يباع أصلها ولا يوهب ولا يورث في الفقراء والقربى
والرقاب وفي سبيل الله والضيف وابن السبيل لا جناح على من وليها أن يأكل
منها بالمعروف أو يطعم صديقا غير متمول فيه باب الوقف للغني والفقير
196

والضيف حدثنا أبو عاصم حدثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر أن عمر
رضي الله عنه وجد مالا بخيبر فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره قال إن شئت
تصدقت بها فتصدق بها في الفقراء والمساكين وذي القربى والضيف باب
وقف الأرض للمسجد حدثنا إسحاق حدثنا عبد الصمد قال سمعت أبي حدثنا
أبو التياح قال حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه لما قدم رسول الله صلى الله
عليه وسلم المدينة أمر بالمسجد وقال يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا قالوا
لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله باب وقف الدواب والكراع والعروض
والصامت قال الزهري فيمن جعل ألف دينار في سبيل الله ودفعها إلى غلام له
تاجر يتجر بها وجعل ربحه صدقة للمساكين والأقربين هل للرجل أن يأكل
من ربح ذلك الألف شيئا وإن لم يكن جعل ربحها صدقة في المساكين قال
ليس له أن يأكل منها حدثنا مسدد حدثنا يحيى حدثنا عبيد الله قال حدثني
نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر حمل على فرس له في سبيل الله أعطاها
رسول الله صلى الله عليه وسلم له ليحمل عليها رجلا فأخبر عمر أنه قد وقفها
يبيعها فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبتاعها فقال لا تبتعها ولا ترجعن
في صدقتك باب نفقة القيم للوقف حدثنا عبد الله بن يوسف
أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقتسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي
ومؤنة عاملي فهو صدقة حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن أيوب عن
نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر اشترط في وقفه أن يأكل من وليه
ويوكل صديقه غير متمول مالا باب إذا وقف أرضا أو بئرا واشترط
لنفسه مثل دلاء المسلمين وأوقف أنس دارا فكان إذا قدم نزلها وتصدق
الزبير بدوره وقال للمردودة من بناته أن تسكن غير مضرة ولا مضر بها
197

فإن استغنت بزوج فليس لها حق وجعل ابن عمر نصيبه من دار عمر سكنى لذوي
الحاجة من آل عبد الله وقال عبدان أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي
عبد الرحمن أن عثمان رضي الله عنه حيث حوصر أشرف عليهم وقال أنشدكم
الله ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ألستم تعلمون أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من حفر رومة فله الجنة فحفرتها ألستم تعلمون أنه قال
من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزتهم قال فصدقوه بما قال وقال عمر
في وقفه لا جناح على من وليه أن يأكل وقد يليه الواقف وغيره فهو واسع
لكل باب إذا قال الواقف لا نطلب ثمنه إلا إلى الله فهو جائز حدثنا
مسدد حدثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن أنس رضي الله عنه قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم يا بني النجار ثامنوني بحائطكم قالوا لا نطلب ثمنه إلا إلى الله
باب قول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم
الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم
في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله
إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن
الآثمين فإن عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق
عليهم الأوليان فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا
لمن الظالمين ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد
أيمانهم واتقوا الله واسمعوا والله لا يهدي القوم الفاسقين * الأوليان وأحدهما
أولى ومنه أولى به عثر أظهر أعثرنا أظهرنا وقال لي علي بن عبد الله حدثنا يحيى
ابن آدم حدثنا ابن أبي زائدة عن محمد بن أبي القاسم عن عبد الملك بن سعيد بن جبير
عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري
وعدي ابن بداء فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم فلما قدما بتركته فقدوا
198

جاما من فضة مخوصا من ذهب فأحلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
وجد الجام بمكة فقالوا ابتعناه من تميم وعدي فقام رجلان من أوليائه فحلفا
لشهادتنا أحق من شهادتهما وإن الجام لصاحبهم قال وفيهم نزلت هذه الآية
يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم باب قضاء الوصي ديون الميت بغير
محضر من الورثة حدثنا محمد بن سابق أو الفضل بن يعقوب عنه حدثنا شيبان
أبو معاوية عن فراس قال قال الشعبي حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله
عنهما أن أباه استشهد يوم أحد وترك ست بنات وترك عليه دينا فلما حضر
جداد النخل أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله قد علمت
أن والدي استشهد يوم أحد وترك عليه دينا كثيرا وإني أحب أن يراك
الغرماء قال اذهب فبيدر كل تمر على ناحية ففعلت ثم دعوت فلما نظروا إليه
أغروا بي تلك الساعة فلما رأى ما يصنعون أطاف حول أعظمها بيدرا ثلاث
مرات ثم جلس عليه ثم قال ادع أصحابك فما زال يكيل لهم حتى أدى الله أمانة
والدي وأنا والله راض أن يؤدي الله أمانة والدي ولا أرجع إلى أخواتي بتمرة
فسلم والله البيادر كلها حتى أني أنظر إلى البيدر الذي عليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم كأنه لم ينقص تمرة واحدة قال أبو عبد الله أغروا بي يعني هيجوا بي
فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء
(كتاب الجهاد والسير * بسم الله الرحمن الرحيم)
باب فضل الجهاد والسير وقول الله تعالى إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم
وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا
في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي
بايعتم به إلى قوله وبشر المؤمنين قال ابن عباس الحدود الطاعة حدثنا
199

الحسن بن صباح حدثنا محمد بن سابق حدثنا مالك بن مغول قال سمعت الوليد
ابن العيزار ذكر عن أبي عمرو الشيباني قال قال عبد الله بن مسعود رضي الله
عنه سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله أي العمل أفضل
قال الصلاة على ميقاتها قلت ثم أي قال ثم بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد
في سبيل الله فسكت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو استزدته لزادني
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سفيان قال حدثني منصور
عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا
حدثنا مسدد حدثنا خالد حدثنا حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن
عائشة رضي الله عنها أنها قالت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد
قال لكن أفضل الجهاد حج مبرور حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عفان
حدثنا همام حدثنا محمد بن جحادة قال أخبرني أبو حصين أن ذكوان حدثه أن
أبا هريرة رضي الله عنه حدثه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال دلني على عمل يعدل الجهاد قال لا أجده قال هل تستطيع إذا خرج
المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر قال ومن يستطيع
ذلك قال أبو هريرة إن فرس المجاهد ليستن في طوله فيكتب له حسنات
باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله وقوله تعالى
يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله
ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم
تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جناب تجري من تحتها الأنهار ومساكن
طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن
الزهري قال حدثني عطاء بن يزيد الليثي أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه حدثه
200

قال قيل يا رسول الله أي الناس أفضل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمن
يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله قالوا ثم من قال مؤمن في شعب من الشعاب
يتقي الله ويدع الناس من شره حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري
قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم
القائم وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالما
مع أجر أو غنيمة باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء وقال
عمر ارزقني شهادة في بلد رسولك حدثنا عبد الله بن يوسف عن مالك
عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمعه
يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه
وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأطعمته وجعلت تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ
وهو يضحك قالت فقلت وما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا
علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك
على الأسرة شك إسحاق قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا
لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك
فقلت وما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله
كما قال في الأول قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من
الأولين فركبت البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين
خرجت من البحر فهلكت باب درجات المجاهدين في سبيل الله يقال
هذه سبيلي وهذا سبيلي قال أبو عبد الله غزا واحدها غاز هم درجات لهم درجات
حدثنا يحيى بن صالح حدثنا فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي
201

هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من آمن بالله
وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة جاهد
في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها فقالوا يا رسول الله أفلا نبشر الناس قال
إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما
بين السماء والا رض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى
الجنة أراه قال وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة قال محمد بن فليح
عن أبيه وفوقه عرش الرحمن حدثنا موسى حدثنا جرير حدثنا أبو رجاء
عن سمرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا
بي الشجرة فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل لم أر قط أحسن منها قالا أما هذه
الدار فدار الشهداء باب الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس
أحدكم من الجنة حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب حدثنا حميد عن أنس بن
مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لغدوة في سبيل الله أو روحة
خير من الدنيا وما فيها حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح قال
حدثني أبي عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقاب قوس في الجنة خير مما تطلع عليه
الشمس وتغرب وقال لغدوة أو روحة في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس
وتغرب حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الروحة والغدوة في سبيل الله أفضل
من الدنيا وما فيها باب الحور العين وصفتهن يحار فيها الطرف شديدة
سواد العين شديدة بياض العين وزوجناهم بحور أنكحناهم حدثنا عبد الله
ابن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن حميد قال سمعت أنس
ابن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يموت له
202

عند الله خير يسره أن يرجع إلى الدنيا وأن له الدنيا وما فيها إلا الشهيد لما يرى
من فضل الشهادة فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى وسمعت
أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لروحة في سبيل الله أو غدوة
خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قيد يعني
سوطه خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض
لا ضا أت ما بينهما ولملأته ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها
باب تمني الشهادة حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني
سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم
أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله
والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيى ثم أقتل ثم أحيى ثم أقتل
ثم أحيى ثم أقتل حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار حدثنا إسماعيل بن علية
عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال خطب النبي
صلى الله عليه وسلم فقال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم
أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة
ففتح له وقال ما يسرنا أنهم عندنا قال أيوب أو قال ما يسرهم أنهم عندنا وعيناه
تذرفان باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم وقول الله تعالى
ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره
على الله وقع وجب حدثنا عبد الله بن يوسف قال حدثني الليث حدثنا يحيى
عن محمد بن يحيى بن حبان عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت
نام النبي صلى الله عليه وسلم يوما قريبا مني ثم استيقظ يتبسم فقلت ما أضحكك قال
أناس من أمتي عرضوا علي يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة
203

قالت فادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم نام الثانية ففعل مثلها فقالت مثل
قولها فأجابها مثلها فقالت ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت من الأولين فخرجت
مع زوجها عبادة بن الصامت غازيا أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية فلما
انصرفوا من غزوهم قافلين فنزلوا الشأم فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت
باب من ينكب أو يطعن في سبيل الله حدثنا حفص بن عمر الحوضي
حدثنا همام عن إسحاق عن أنس رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم
أقواما من بني سليم إلى بني عامر في سبعين فلما قدموا قال لهم خالي أتقدمكم
فإن أمنوني حتى أبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا كنتم مني
قريبا فتقدم فأمنوه فبينما يحدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ أومؤوا إلى
رجل منهم فطعنه فأنفذه فقال الله أكبر فزت ورب الكعبة ثم مالوا على بقية
أصحابه فقتلوهم إلا رجلا أعرج صعد الجبل قال همام فأراه آخر معه فأخبر
جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد لقوا ربهم فرضي عنهم
وأرضاهم فكنا نقرأ أن بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ثم نسخ بعد فدعا عليهم أربعين صباحا على رعل وذكوان وبني لحيان وبني عصية
الذين عصوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان في بعض المشاهد وقد دميت إصبعه فقال هل أنت إلا إصبع
دميت وفي سبيل الله ما لقيت باب من يجرح في سبيل الله عز وجل
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده
لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة
واللون لون الدم والريح ريح المسك باب قول الله تعالى قل هل تربصون
204

بنا إلا إحدى الحسنيين والحرب سجال حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث
حدثني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس أخبره
أن أبا سفيان أخبره أن هرقل قال له سألتك كيف كان قتالكم إياه فزعمت أن
الحرب سجال ودول فكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة باب
قول الله تعالى من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه
ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي حدثنا عبد الأعلى
عن حميد قال سألت أنسا حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا زياد قال حدثني حميد
الطويل عن أنس رضي الله عنه قال غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال
يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين
ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال اللهم إني أعتذر
إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين ثم
تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد
ريحها من دون أحد قال سعد فما استطعت يا رسول الله ما صنع قال أنس فوجدنا
به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل
وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه قال أنس كنا نرى أو نظن
أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله
عليه إلى آخر الآية وقال إن أخته وهي تسمى الربيع كسرت ثنية امرأة
فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص فقال أنس يا رسول الله والذي
بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فرضوا بالأرش وتركوا القصاص فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره حدثنا أبو اليمان
أخبرنا شعيب عن الزهري وحدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان أراه
عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد أن زيد بن ثابت
205

رضي الله عنه قال نسخت الصحف في المصاحف ففقدت آية من سورة الأحزاب
كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها فلم أجدها إلا مع خزيمة
ابن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة
رجلين وهو قوله من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه باب
عمل صالح قبل القتال وقال أبو الدرداء إنما تقاتلون بأعمالكم وقوله عز وجل
يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا
تفعلون إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص
حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا شبابة بن سوار الفزاري حدثنا إسرائيل
عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه يقول أتى النبي صلى الله عليه وسلم
رجل مقنع بالحديد فقال يا رسول الله أقاتل وأسلم قال أسلم ثم قاتل فأسلم
ثم قاتل فقتل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل قليلا وأجر كثيرا
باب من أتاه سهم غرب فقتله حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا حسين بن
محمد أبو أحمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن أم الربيع بنت
البراء وهي أ م حارثة بن سراقة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا نبي الله
ألا تحدثني عن حارثة وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب فإن كان في الجنة
صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء قال يا أم حارثة إنها جنان
في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى
(بسم الله الرحمن الرحيم) باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عمرو عن أبي وائل عن أبي موسى
رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الرجل يقاتل للمغنم
والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله قال من قاتل
لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله باب من اغبرت قدماه
206

في سبيل الله وقول الله تعالى ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الاعراب
أن يتخلفوا عن رسول الله إلى قوله إن الله لا يضيع أجر المحسنين حدثنا إسحاق
أخبرنا محمد بن المبارك حدثنا يحيى بن حمزة قال حدثني يزيد بن أبي مريم
أخبرنا عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج قال أخبرني أبو عبس هو عبد الرحمن
ابن جبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله
فتمسه النار باب مسح الغبار عن الناس في السبيل حدثنا إبراهيم
ابن موسى أخبرنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة أن ابن عباس قال له
ولعلي بن عبد الله ائتيا أبا سعيد فاسمعا من حديثه فأتيناه وهو وأخوه في حائط
لهما يسقيانه فلما رآنا جاء فاحتبى وجلس فقال كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة
وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فمر به النبي صلى الله عليه وسلم ومسح عن رأسه الغبار
وقال ويح عمار تقتله الفئة الباغية عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار
باب الغسل بعد الحرب والغبار حدثنا محمد أخبرنا عبدة عن هشام
ابن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما رجع يوم الخندق ووضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل وقد عصب رأسه
الغبار فقال وضعت السلاح فوالله ما وضعته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأين قال ههنا وأومأ إلى بني قريظة قالت فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم باب فضل قول الله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله
أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون
بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أ ن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون
بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين حدثنا إسماعيل بن
عبد الله قال حدثني مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أ بي طلحة عن أنس بن مالك
رضي الله عنه قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا أصحاب
207

بئر معونة ثلاثين غداة على رعل وذكوان وعصية عصت الله ورسوله قال أنس
أنزل في الذين قتلوا ببئر معونة قرآن قرأناه ثم نسخ بعد بلغوا قومنا أن قد
لقينا ربنا فرضى عنا ورضينا عنه حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن
عمرو سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول اصطبح ناس الخمر يوم أحد
ثم قتلوا شهداء فقيل لسفيان من آخر ذلك اليوم قال ليس هذا فيه
باب ظل الملائكة على الشهيد حدثنا صدقة بن الفضل قال أخبرنا
ابن عيينة قال سمعت محمد بن المنكدر أنه سمع جابرا يقول جئ بأبي إلى النبي
صلى الله عليه وسلم وقد مثل به ووضع بين يديه فذهبت أكشف عن وجهه
فنهاني قومي فسمع صوت صائحة فقيل ابنة عمرو أو أخت عمرو فقال لم تبكي
أو لا تبكي ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها قلت لصدقة أفيه حتى رفع
قال ربما قاله باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا حدثنا محمد
ابن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة قال سمعت أنس بن
مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أحد يدخل الجنة يحب
أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شئ إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى
الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة باب الجنة تحت بارقة
السيوف وقال المغيرة بن شعبة أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن رسالة ربنا
من قتل منا صار إلى الجنة وقال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم أليس قتلانا
في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن
عمرو حدثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله
وكان كاتبا قال كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف تابعه الأويسي
عن ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة باب من طلب الولد للجهاد
208

وقال الليث حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز قال سمعت أبا هريرة
رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال سليمان بن داود عليهما
السلام لأطوفن الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين كلهن يأتي بفارس
يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه قل إن شاء الله فلم يقل إن شاء الله فلم يحمل
منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله
لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون باب الشجاعة في الحرب والجبن
حدثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس
رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأشجع الناس
وأجود الناس ولقد فزع أهل المدينة فكان النبي صلى الله عليه وسلم سبقهم
على فرس وقال وجدناه بحرا حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري
قال أخبرني عمر بن محمد بن جبير بن مطعم أن محمد بن جبير قال أخبرني جبير بن
مطعم أنه بينما هو يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس مقفلة من
حنين فعلقه الناس يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه فوقف
النبي صلى الله عليه وسلم فقال أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاه نعما
لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا باب ما يتعوذ
من الجبن حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك بن
عمير قال سمعت عمرو بن ميمون الأودي قال كان سعد يعلم بنيه هؤلاء
الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يتعوذ منهن دبر الصلاة اللهم إني أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك
أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر
فحدثت به مصعبا فصدقه حدثنا مسدد حدثنا معتمر قال سمعت أبي قال
سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني
209

أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات
وأعوذ بك من عذاب القبر باب من حدث بمشاهده في الحرب قاله أبو
عثمان عن سعد حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن محمد بن يوسف عن
السائب بن يزيد قال صحبت طلحة بن عبيد الله وسعدا والمقداد بن الأسود وعبد
الرحمن بن عوف رضي الله عنهم فما سمعت أحدا منهم يحدث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلا أنى سمعت طلحة يحدث عن يوم أحد باب وجوب
النفير وما يجب من الجهاد والنية وقوله انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم
وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون لو كان عرضا قريبا
وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون 1 بالله الآية وقوله
يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض
أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة إلى قوله على كل شئ قدير يذكر عن ابن
عباس انفروا ثبات سرايا متفرقين يقال أحد الثبات ثبة حدثنا عمرو بن
علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان قال حدثني منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن
عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح لا هجرة بعد
الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا باب الكافر يقتل
المسلم ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك
عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل
هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد حدثنا الحميدي
حدثنا سفيان حدثنا الزهري قال أخبرني عنبسة بن سعيد عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر بعد ما افتتحوها
فقلت يا رسول الله أسهم لي فقال بعض بني سعيد بن العاص لا تسهم له يا رسول الله
210

فقال أبو هريرة هذا قاتل ابن قوقل فقال ابن سعيد بن العاص واعجبا لوبر
تدلى علينا من قدوم ضأن ينعى علي قتل رجل مسلم أكرمه الله على يدي ولم
يهني على يديه قال فلا أدري أسهم له أم لم يسهم قال سفيان وحدثنيه السعيدي يصوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من
أجل الغزو فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم لم أره مفطرا إلا يوم فطر أو
أضحى باب الشهادة سبع سوى القتل حدثنا عبد الله بن يوسف
أخبرنا مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغرق وصاحب
الهدم والشهيد في سبيل الله حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا
عاصم عن حفصة بنت سيرين عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال الطاعون شهادة لكل مسلم باب قول الله تعالى لا يستوي
القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم
وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا
وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين إلى قوله غفورا رحيما
حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه
يقول لما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين دعا رسول الله صلى الله عليه
وسلم زيدا فجاء بكتف فكتبها وشكا ابن أم مكتوم ضرارته فنزلت لا يستوي
القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا
إبراهيم بن سعد الزهري قال حدثني صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سهل بن
211

سعد الساعدي أنه قال رأيت مروان بن الحكم جالسا في المسجد فأقبلت حتى
جلست إلى جنبه فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أ ملى عليه لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في ي سبيل الله قال
فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها على فقال يا رسول الله لو أستطيع الجهاد
لجاهدت وكان رجلا أعمى فأنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم
وفخذه على فخذي فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي ثم سري عنه فأنزل الله
عز وجل غير أولي الضرر باب الصبر عند القتال حدثنا عبد الله بن
محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر
أن عبد الله بن أ بي أوفى كتب فقرأته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا
لقيتموهم فاصبروا باب التحريض على القتال وقول الله تعالى حرض
المؤمنين على القتال حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا
أبو إسحاق عن حميد قال سمعت أنسا رضي الله عنه يقول خرج رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة
فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال اللهم
إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة فقالوا مجيبين له
نحن الذين بايعوا محمدا * على الجهاد ما بقينا أبدا
باب حفر الخندق حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد
العزيز عن أنس رضي الله عنه قال جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق
حول المدينة وينقلون التراب على متونهم ويقولون * نحن الذين بايعوا محمدا *
على الاسلام ما بقينا أبدا * والنبي صلى الله عليه وسلم يجيبهم ويقول اللهم إنه
لا خير إلا خير الآخرة فبارك في الأنصار والمهاجرة حدثنا أبو الوليد
حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه يقول كان النبي صلى الله
212

عليه وسلم ينقل ويقول لولا أنت ما اهتدينا حدثنا حفص بن عمر حدثنا
شعبة عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم الأحزاب ينقل التراب وقد وارى التراب بياض بطنه وهو يقول
لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزل السكينة علينا وثبت الاقدام
إن لاقينا إن الألى قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا باب من حبسه
العذر عن الغزو حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا حميد أن أنسا
حدثهم قال رجعنا من غزوة تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا سليمان
ابن حرب حدثنا حماد هو ابن زيد عن حميد عن أنس رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان في غزاة فقال إن أ قواما بالمدينة خلفنا ما سلكنا شعبا
ولا واديا إلا وهم معنا فيه حبسهم العذر وقال موسى حدثنا حماد عن حميد عن
موسى بن أنس عن أبيه قال النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عبد الله الأول أ صح
باب فضل الصوم في سبيل الله حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد
الرزاق أخبرنا ابن جريج قال أخبرني يحيى بن سعيد وسهيل بن أبي صالح
أنهما سمعا النعمان ابن أ بي عياش عن أ بي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه
عن النار سبعين خريفا باب فضل النفقة في سبيل الله حدثنا سعد
ابن حفص حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة أنه سمع أبا هريرة رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه
خزنة الجنة كل خزنة باب أي فل هلم قال أبو بكر يا رسول الله ذاك الذي
لا توى عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني لأرجو أ ن تكون منهم حدثنا
محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال عن عطاء بن يسار عن أ بي سعيد الخدري
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على المنبر فقال إنما أ خشي
213

عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من بركات الأرض ثم ذكر زهرة الدنيا فبدأ
بإحداهما وثنى بالأخرى فقام رجل فقال يا رسول الله أو يأتي الخير بالشر فسكت
عنه النبي صلى الله عليه وسلم قلنا يوحى إليه وسكت الناس كأن على رؤسهم الطير
ثم إنه مسح عن وجهه الرحضاء فقال أين السائل آنفا أو خير هو ثلاثا إن الخير
لا يأتي إلا بالخير وإنه كلما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم كلما أكلت إلا
آكلة الخضر حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت الشمس فثلطت وبالت ثم
رتعت وإن هذا المال خضرة حلوة ونعم صاحب المسلم لمن أخذه بحقه فجعله
في سبيل الله واليتامى والمساكين ومن لم يأخذه بحقه فهو كالآكل الذي لا يشبع
ويكون عليه شهيدا يوم القيامة باب فضل من جهز غازيا أو خلفه بخبر
حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا الحسين حدثني يحيى قال حدثني
أبو سلمة حدثني بسر بن سعيد قال حدثني زيد بن خالد رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا
في سبيل الله بخير فقد غزا حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن إسحاق بن
عبد الله عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدخل بيتا
بالمدينة غير بيت أم سليم إلا على أزواجه فقيل له فقال إني أ رحمها قتل أخوها
معي باب التحنط عند القتال حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا
خالد بن الحرث حدثنا ابن عون عن موسى بن أنس قال وذكر يوم اليمامة قال
أتى أنس ثابت بن قيس وقد حسر عن فخذيه وهو يتحنط فقال يا عم ما يحبسك
أن لا تجئ قال الآن يا ابن أخي وجعل يتحنط يعني من الحنوط ثم جاء فجلس
فذكر في الحديث انكشافا من الناس فقال هكذا عن وجوهنا حتى نضارب
القوم ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس ما عودتم
أقرانكم رواه حماد عن ثابت عن أنس باب فضل الطليعة حدثنا
214

أبو نعيم حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم من يأتيني بخبر القوم يوم الأحزاب قال الزبير أنا ثم قال
من يأتيني بخبر القوم قال الزبير أنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي
حواريا وحواري الزبير باب هل يبعث الطليعة وحده حدثنا
صدقة أخبرنا ابن عيينة حدثنا ابن المنكدر أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله
عنهما قال ندب النبي صلى الله عليه وسلم الناس قال صدقة أ ظنه يوم الخندق
فانتدب الزبير ثم ندب الناس فانتدب الزبير ثم ندب الناس فانتدب الزبير
فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي حواريا وإن حواري الزبير بن العوام
باب سفر الا ثنين حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن
خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال انصرفت من عند النبي
صلى الله عليه وسلم فقال لنا أنا وصاحب لي أذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما
باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة حدثنا عبد الله
ابن مسلمة حدثنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة حدثنا
حفص بن عمر حدثنا شعبة عن حصين وابن أبي السفر عن الشعبي عن عروة
ابن الجعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير إلى
يوم القيامة قال سليمان عن شعبة عن عروة بن أبي الجعد تابعه مسدد عن هشيم
عن حصين عن الشعبي عن عروة بن أبي الجعد حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن
سعيد عن شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم البركة في نواصي الخيل باب الجهاد ماض مع البر والفاجر
لقول النبي صلى الله عليه وسلم الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا عن عامر حدثنا عروة البارقي أن النبي صلى الله
215

عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الا جر والمغنم
باب من احتبس فرسا لقوله تعالى ومن رباط الخيل حدثنا علي بن
حفص حدثنا ابن المبارك أخبرنا طلحة بن أ بي سعيد قال سمعت سعيدا المقبري
يحدث أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم
من احتبس فرسا في سبيل الله ايمانا بالله وتصديقا بوعده فإن شبعه وريه وروثه
وبوله في ميزانه يوم القيامة باب اسم الفرس والحمار حدثنا محمد بن
أبي بكر قال حدثنا فضيل بن سليمان عن أبي حازم عن عبد الله بن أبي قتادة عن
أبيه أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم فتخلف أبو قتادة مع بعض أصحابه
وهم محرمون وهو غير محرم فرأوا حمارا وحشيا قبل أن يراه فلما رأوه تركوه
حتى رآه أبو قتادة فركب فرسا له يقال له الجرادة فسألهم أن يناولوه سوطه
فأبوا فتناوله فحمل فعقره ثم أ كل فأكلوا فقدموا فلما أدركوه قال هل معكم
منه شئ قال معنا رجله فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فأكلها حدثنا
علي بن عبد الله بن جعف ر حدثنا معن بن عيسى حدثنا أبي بن عباس بن سهل
عن أبيه عن جده قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم في حائطنا فرس يقال له اللحيف
حدثني إسحاق بن إبراهيم أنه سمع يحيى بن آدم حدثنا أبو الأحوص عن أ بي
إسحاق عن عمرو بن ميمون عن معاذ رضي الله عنه قال كنت ردف النبي صلى الله
عليه وسلم على حمار يقال له عفير فقال يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما
حق العباد على الله قلت الله ورسوله أعلم قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه
ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أ ن لا يعذب من لا يشرك به شيئا فقلت
يا رسول الله أ فلا أ بشر به الناس قال لا تبشرهم فيتكلوا حدثنا محمد بن
بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة سمعت قتادة عن أنس بن مالك قال كان فزع
بالمدينة فاستعار النبي صلى الله عليه وسلم فرسا لنا يقال له مندوب فقال ما رأينا
216

من فزع وإن وجدناه لبحرا باب ما يذكر من شؤم الفرس حدثنا
أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله
ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنما الشؤم
في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي
حازم بن دينار عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إن كان في شئ ففي المرأة والفرس والمسكن باب الخيل
لثلاثة وقوله تعالى والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة حدثنا عبد الله
ابن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل لثلاثة لرجل أ جر ولرجل ستر
وعلى رجل وزر فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال في مرج
أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات ولو
أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت أرواثها وآثارها حسنات له
ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له وأما
الرجل الذي هي عليه وزر فهو رجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الاسلام
فهي وزر على ذلك وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمر فقال ما أنزل
علي فيها إلا هذه الآية الجامعة الفاذة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل
مثقال ذرة شرا يره باب من ضرب دابة غيره في الغزو حدثنا مسلم
حدثنا أبو عقيل حدثنا أبو المتوكل الناجي قال أتيت جابر بن عبد الله الأنصاري
فقلت له حدثني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سافرت معه
في بعض أسفاره قال أبو عقيل لا أدري غزوة أ وعمرة فلما ان أقبلنا قال النبي
صلى الله عليه وآله من أحب ان يتعجل إلى أهله فليعجل قال جابر فأقبلنا وانا على
جمل لي أرمك ليس فيه شية والناس خلفي فبينا أنا كذلك إذ قام علي فقال
217

لي النبي صلى الله عليه وسلم يا جابر استمسك فضربه بسوطه ضربة فوثب البعير
مكانه فقال أتبيع الجمل قلت نعم فلما قدمنا المدينة ودخل النبي صلى الله عليه
وسلم المسجد في طوائف أ صحابه فدخلت إليه وعقلت الجمل في ناحية البلاط
فقلت له هذا جملك فخرج فجعل يطيف بالجمل ويقول الجمل جملنا فبعث النبي
صلى الله عليه وسلم أ واق من ذهب فقال أعطوها جابرا ثم قال استوفيت الثمن
قلت نعم قال الثمن والجمل لك باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة
من الخيل وقال راشد بن سعد كان السلف شعبة عن قتادة قال سمعت
أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان بالمدينة فزع فاستعار النبي صلى الله عليه
وسلم فرسا لأبي طلحة يقال له مندوب فركبه وقال ما رأينا من فزع وإن
وجدناه لبحرا باب سهام الفرس وقال مالك يسهم للخيل والبراذين
منها لقوله تعالى والخيل والبغال والحمير لتركبوها ولا يسهم لأكثر من
فرس حدثنا عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن
عمر رضي الله عنهما أ ن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل للفرس سهمين
ولصاحبه سهما باب من قاد دابة غيره في الحرب حدثنا قتيبة حدثنا
سهل بن يوسف عن شعبة عن أ بي إسحاق قال رجل للبراء بن عازب رضي الله
عنه أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قال لكن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لم يفر إن هوازن كانوا قوما رماة وإنا لما لقيناهم حملنا
عليهم فانهزموا فأقبل المسلمون على الغنائم واستقبلونا بالسهام فأما رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلم يفر فلقد رأيته وإنه لعلى بغلته البيضاء وإن أبا سفيان
آخذ بلجامها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول أنا النبي لا كذب أ نا ابن عبد
المطلب باب الركاب والغرز للدابة حدثنا عبيد بن إسماعيل عن أ بي
218

أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه كان إ ذا أ دخل رجله في الغرز واستوت به ناقته قائمة أ هل من عند
مسجد ذي الحليفة باب ركوب الفرس العري حدثنا عمرو بن
عون حدثنا حماد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه استقبلهم النبي صلى الله عليه
وسلم على فرس عري ما عليه سرج في عنقه سيف باب الفرس القطوف
حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن
أنس بن مالك رضي الله عنه أ ن أ هل المدينة فزعوا مرة فركب النبي صلى الله
عليه وسلم فرسا لا بي طلحة كان يقطف أ وكان فيه قطاف فلما رجع قال وجدنا
فرسكم هذا بحرا فكان بعد ذلك لا يجارى باب السبق بين الخيل
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال أجرى النبي صلى الله عليه وسلم ما ضمر من الخيل من الحفياء إلى ثنية الوداع
وأجرى ما لم يضمر من الثنية إلى مسجد بنى زريق قال ابن عمر وكنت فيمن
أجرى قال عبد الله حدثنا سفيان قال حدثني عبيد الله قال سفيان بين الحفياء
إلى ثنية الوداع خمسة أ ميال أ وستة وبين ثنية إلى مسجد بني زريق ميل
باب إ ضمار الخيل للسبق حدثنا أحمد بن يونس حدثنا الليث عن
نافع عن عبد الله رضي الله عنه أ ن النبي صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي
لم تضمر وكان أمدها من الثنية إلى مسجد بني زريق وأن عبد الله بن عمر كان
سابق بها * قال أبو عبد الله أمدا غاية فطال عليهم الأمد باب غاية السبق
للخيل المضمرة حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية حدثنا أبو إسحاق
عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سابق رسول الله
صلى الله عليه وسلم بين الخيل التي قد أضمرت فأرسلها من الحفياء وكان أ مدها
ثنية الوداع فقلت لموسى فكم كان بين ذلك قال ستة أميال أ وسبعة وسابق
219

بين الخيل التي لم تضمر فأرسلها من ثنية الوداع وكان أ مدها مسجد بنى زريق
قلت فكم بين ذلك قال ميل أ ونحوه وكان ابن عمر ممن سابق فيها باب
ناقة النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن عمر أ ردف النبي صلى الله عليه وسلم أسامة
على القصواء وقال المسور قال النبي صلى الله عليه وسلم ما خلا ت القصواء
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية حدثنا أبو إسحاق عن حميد قال سمعت
أنسا رضي الله عنه يقول كانت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم يقال لها العضباء
حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا زهير عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال كان
للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى العضباء لا تسبق قال حميد أو لا تكاد تسبق فجاء
أعرابي على قعود فسبقها فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه فقال حق على الله
أن لا يرتفع شئ من الدنيا إلا وضعه طوله موسى عن حماد عن ثابت عن أنس عن النبي
صلى الله عليه وسلم باب الغزو على الحمير باب بغلة النبي صلى الله
عليه وسلم البيضاء قاله أنس وقال أبو حميد أهدى ملك أيلة للنبي صلى الله عليه
وسلم بغلة بيضاء حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان قال حدثني
أبو إسحاق قال سمعت عمرو بن الحرث قال ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم إلا بغلته
البيضاء وسلاحه وأرضا تركها صدقة حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني أبو إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال له رجل يا أبا عماره
وليتم يوم حنين قال لا والله ما ولى النبي صلى الله عليه وسلم ولكن ولى سرعان
الناس فلقيهم هوازن بالنبل والنبي صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء وأبو
سفيان بن الحرث آخذ بلجامها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول أنا النبي لا كذب
أنا ابن عبد المطلب باب جهاد النساء حدثنا محمد بن كثير أ خبرنا
سفيان عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
قالت استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال جهاد كن الحج
220

وقال عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان عن معاوية بهذا حدثنا قبيصة حدثنا
سفيان عن معاوية بهذا وعن حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة
أم المؤمنين عن النبي صلى الله عليه وسلم سأله نساؤه عن الجهاد فقال نعم الجهاد
الحج باب غزو المرأة في البحر حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا
معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري قال
سمعت أنسا رضي الله عنه يقول دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنة
ملحان فاتكأ عندها ثم ضحك فقالت لم تضحك يا رسول الله فقال ناس من أمتي
يركبون البحر الأخضر في سبيل الله مثلهم مثل الملوك على الأسرة فقالت
يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال اللهم اجعلها منهم ثم عاد فضحك
فقالت له مثل أو مم ذلك فقال لها مثل ذلك فقالت ادع الله أن يجعلني منهم قال
أنت من الأولين ولست من الآخرين قال قال أنس فتزوجت عبادة بن
الصامت فركبت البحر مع بنت قرظة فلما قفلت ركبت دابتها فوقصت بها
فسقطت عنها فماتت باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه
حدثنا حجاج بن منهال حدثنا عبد الله بن عمر النميري حدثنا يونس قال سمعت
الزهري قال سمعت عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص
وعبيد الله بن عبد الله عن حديث عائشة كل حدثني طائفة من الحديث قالت
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج أقرع بين نسائه فأيتهن يخرج
سهمها خرج بها النبي صلى الله عليه وسلم فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج
فيها سهمي فخرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم بعدما أنزل الحجاب باب
غزوة النساء وقتالهن مع الرجال حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا
عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه قال لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما
221

لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب وقال غيره تنقلان القرب على
متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانها
في أفواه القوم باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو حدثنا
عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال ثعلبة بن أبي مالك إن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه قسم مروطا بين نساء من نساء المدينة فبقي
مرط جيد فقال له بعض من عنده يا أمير المؤمنين أعط هذا ابنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم التي عندك يريدون أم كلثوم بنت علي فقال عمر أم سليط
أحق وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
عمر فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد قال أبو عبد الله تزفر تخيط باب
مداواة النساء الجرحى في الغزو حدثنا علي بن عبد الله حدثنا بشر بن المفضل
حدثنا خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ قالت كنا مع النبي صلى الله عليه
وسلم نسقي ونداوي الجرحى ونرد القتلى إلى المدينة باب رد النساء
الجرحى والقتلى حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل عن خالد بن ذكوان
عن الربيع بنت معوذ قالت كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم فنسقي القوم
ونخدمهم ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة باب نزع السهم من البدن
حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن
أبي موسى رضي الله عنه قال رمي أبو عامر في ركبته فانتهيت إليه قال انزع
هذا السهم فنزعته فنزى منه الماء فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته
فقال اللهم اغفر لعبيد أبي عامر باب الحراسة في الغزو في سبيل الله
حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن مسهر أخبرنا يحيى بن سعيد أخبرنا
عبد الله بن عامر بن ربيعة قال سمعت عائشة رضي الله عنها تقول كان النبي صلى
الله عليه وسلم سهر فلما قدم المدينة قال ليت رجلا من أصحابي صالحا يحرسني
222

الليلة إذ سمعنا صوت سلاح فقال من هذا فقال أنا سعد بن أبي وقاص جئت
لأحرسك ونام النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يحيى بن يوسف أخبرنا أبو
بكر عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي
وإن لم يعط لم يرض * لم يرفعه إسرائيل ومحمد بن جحادة عن أبي حصين وزادنا
عمرو قال أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد
الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا
انتقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه
إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن
استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع * قال أبو عبد الله لم يرفعه إسرائيل ومحمد
ابن جحادة عن أبي حصين * وقال تعسا كأنه يقول فأتعسهم الله طوبى فعلى
من كل شئ طيب وهي ياء حولت إلى الواو وهي من يطيب باب فضل
الخدمة في الغزو حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن يونس بن عبيد
عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال صحبت جرير بن عبد الله
فكان يخدمني وهو أكبر من أنس قال جرير إني رأيت الأنصار يصنعون
شيئا لا أجد أحدا منهم إلا أكرمته حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا محمد
ابن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن حنطب أنه سمع أنس بن
مالك رضي الله عنه يقول خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر
أخدمه فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم راجعا وبدا له أحد قال هذا جبل يحبنا
ونحبه ثم أشار بيده إلى المدينة قال اللهم إني أحرم ما بين لابتيها كتحريم
إبراهيم مكة اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع
223

عن إسماعيل بن زكريا حدثنا عاصم عن مورق العجلي عن أنس رضي الله عنه
قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثرنا ظلا من يستظل بكسائه وأما الذين
صاموا فلم يعملوا شيئا وأما الذين أفطروا فبعثوا الركاب وامتهنوا وعالجوا فقال
النبي صلى الله عليه وسلم ذهب المفطرون اليوم بالأجر باب فضل من
حمل متاع صاحبه في السفر حدثني أسحق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر
عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل سلامي
عليه صدقة كل يوم يعين الرجل في دابته يحامله عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة
والكلمة الطيبة وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة ودل الطريق صدقة
باب فضل رباط يوم في سبيل الله وقول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا
اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون حدثنا عبد الله بن منير
سمع أبا النضر حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبي حازم عن سهل
ابن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رباط
يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير
من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا
وما عليها باب من غزا بصبي للخدمة حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب
عن عمرو عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي
طلحة التمس لي غلاما من غلمانكم يخدمني حتى أخرج إلى خيبر فخرج بي أبو طلحة
مردفي وأنا غلام راهقت الحلم فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا نزل فكنت أسمعه كثيرا يقول اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز
والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال ثم قدمنا خيبر فلما فتح الله
عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب وقد قتل زوجها وكانت
عروسا فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه فخرج بها حتى بلغنا
224

سد الصهباء حلت فبنى بها ثم صنع حيسا في نطع صغير ثم قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم آذن من حولك فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
على صفية ثم خرجنا إلى المدينة قال فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها
على ركبته حتى تركب فسرنا حتى إذا أشرفنا على المدينة نظر إلى أحد فقال
هذا جبل يحبنا ونحبه ثم نظر إلى المدينة فقال اللهم إني أحرم ما بين لابتيها
بمثل ما حرم إبراهيم مكة اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم باب
ركوب البحر حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن يحيى عن محمد بن
يحيى بن حبان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال حدثتني أم حرام أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال يوما في بيتها فاستيقظ وهو يضحك قالت يا رسول الله
ما يضحكك قال عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة
فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت معهم ثم نام فاستيقظ
وهو يضحك فقال مثل ذلك مرتين أو ثلاثا قلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني
منهم فيقول أنت من الأولين فتزوج بها عبادة بن الصامت فخرج بها إلى الغزو
فلما رجعت قربت دابة لتركبها فوقعت فاندقت عنقها باب من استعان
بالضعفاء والصالحين في الحرب وقال ابن عباس أخبرني أبو سفيان قال قال لي
قيصر سألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فزعمت ضعفاءهم وهم
أتباع الرسل حدثنا سليمان بن حرب حدثنا محمد بن طلحة عن طلحة عن
مصعب بن سعد قال رأى سعد رضي الله عنه أن له فضلا على من دونه فقال النبي
صلى الله عليه وسلم هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم حدثنا عبد الله
ابن محمد حدثنا سفيان عن عمرو سمع جابرا عن أبي سعيد الخدري رضي الله
عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي زمان يغزو فئام من الناس فيقال
225

فيكم من صحب النبي صلى الله عليه وسلم فيقال نعم فيفتح عليه ثم يأتي زمان فيقال
فيكم من صحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيقال نعم فيفتح ثم يأتي زمان
فيقال فيكم من صحب صاحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيقال نعم فيفتح
باب لا يقول فلان شهيد وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
الله أعلم بمن يجاهد في سبيله الله أعلم بمن يكلم في سبيله حدثنا قتيبة حدثنا
يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها
يضربها بسيفه فقال ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أما إنه من أهل النار فقال رجل من القوم أنا صاحبه قال
فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه قال فجرح الرجل
جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابة بين ثدييه
ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال أشهد أنك رسول الله قال وما ذاك قال الرجل الذي ذكرت آنفا أنه
من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت أنا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح
جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابة بين ثدييه
ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك إن
الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل
ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة باب التحريض
على الرمي وقول الله تعالى وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل
ترهبون به عدو الله وعدوكم حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا حاتم بن إسماعيل
226

عن يزيد بن أبي عبيد قال سمعت سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال مر النبي
صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون فقال النبي صلى الله عليه وسلم
ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ارموا وأنا مع بني فلان قال فأمسك
أحد الفريقين بأيديهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالكم لا ترمون
قالوا كيف نرمي وأنت معهم قال النبي صلى الله عليه وسلم ارموا فانا معكم كلكم
حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر حين صففنا لقريش وصفوا لنا إذا أكثبوكم
فعليكم بالنبل باب اللهو بالحراب ونحوها حدثنا إبراهيم بن موسى
قال أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال بينا الحبشة يلعبون عند النبي صلى الله عليه وسلم دخل عمر فأهوى
إلى الحصباء فحصبهم بها فقال دعهم يا عمر وزاد علي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا
معمر في المسجد باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه حدثنا أحمد
ابن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان أبو طلحة يترس مع النبي صلى الله عليه
وسلم بترس واحد وكان أبو طلحة حسن الرمي فكان إذا رمى تشرف النبي
صلى الله عليه وسلم فينظر إلى موضع نبله حدثنا سعيد بن عفير حدثنا
يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل قال لما كسرت بيضة النبي
صلى الله عليه وسلم على رأسه وأدمي وجهه وكسرت رباعيته وكان علي يختلف
بالماء في المجن وكانت فاطمة تغسله فلما رأت الدم يزيد على الماء كثرة عمدت إلى
حصير فأحرقتها وألصقتها على جرحه فرقأ الدم حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
سفيان عن عمرو عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر رضي الله
عنه قال كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مما
227

لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
خاصة وكان ينفق على أهله نفقة سنته ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع
عدة في سبيل الله حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثني سعد بن
إبراهيم عن عبد الله بن شداد عن علي حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن سعد بن
إبراهيم قال حدثني عبد الله بن شداد قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول ما رأيت
النبي صلى الله عليه وسلم يفدي رجلا بعد سعد سمعته يقول ارم فداك أبي وأمي
باب الدرق حدثنا إسماعيل قال حدثني ابن وهب قال عمرو حدثني
أبو الأسود عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله
عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول
وجهه فدخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمارة الشيطان عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعهما فلما غفل
غمزتهما فخرجتا قالت وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإما قال تشتهين تنظرين فقالت نعم
فأقامني وراءه خدي على خده ويقول دونكم يا بني أرفدة حتى إذا مللت قال
حسبك قلت نعم قال فاذهبي قال أحمد عن ابن وهب فلما غفل باب
الحمائل وتعليق السيف بالعنق حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد
عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس
وأشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة ليلة فخرجوا نحو الصوت فاستقبلهم
النبي صلى الله عليه وسلم وقد استبرأ الخبر وهو على فرس لأبي طلحة عري وفي
عنقه السيف وهو يقول لم تراعوا لم تراعوا ثم قال وجدناه بحرا أو قال إنه
لبحر باب حلية السيوف حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله
أخبرنا الأوزاعي قال سمعت سليمان بن حبيب قال سمعت أبا أمامة يقول لقد
228

فتح الفتوح قوم ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة إنما كانت حليتهم
العلابي والآنك والحديد باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند
القائلة حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني سنان بن أبي
سنان الدؤلي وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبر
أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد فلما قفل رسول الله صلى
الله عليه وسلم قفل معه فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه فنزل رسول الله
صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس يستظلون بالشجر فنزل رسول الله صلى الله
عليه وسلم تحت سمرة وعلق بها سيفه ونمنا نومة فإذا رسول الله صلى الله عليه
وسلم يدعونا وإذا عنده أعرابي فقال إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم
فاستيقظت وهو في يده صلتا فقال من يمنعك مني فقلت الله ثلاثا ولم يعاقبه
وجلس باب لبس البيضة حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز
ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل رضي الله عنه أنه سئل عن جرح النبي صلى الله
عليه وسلم يوم أحد فقال جرح وجه النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته
وهشمت البيضة على رأسه فكانت فاطمة عليها السلام تغسل الدم وعلي رضي
الله عنه يمسك فلما رأت أن الدم لا يزيد إلا كثرة أخذت حصيرا فأحرقته حتى
صار رمادا ثم ألزقته فاستمسك الدم باب من لم ير كسر السلاح عند
الموت حدثنا عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن
عمرو بن الحرث قال ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم إلا سلاحه وبغلة بيضاء
وأرضا بخيبر جعلها صدقة باب تفرق الناس عن الامام عند القائلة
والاستظلال بالشجر حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثنا سنان
ابن أبي سنان وأبو سلمة أن جابرا أخبره حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن
سعد أخبرنا ابن شهاب عن سنان بن أبي سنان الدؤلي أن جابر بن عبد الله رضي الله
229

عنهما أخبره أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأدركتهم القائلة في واد كثير
العضاه فتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر فنزل النبي صلى الله عليه وسلم
تحت شجرة فعلق بها سيفه ثم نام فاستيقظ وعنده رجل وهو لا يشعر به فقال النبي
صلى الله عليه وسلم إن هذا اخترط سيفي فقال من يمنعك قلت الله فشام السيف فها
هو ذا جالس ثم لم يعاقبه باب ما قيل في الرماح ويذكر عن ابن عمر عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال جعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على
من خالف أمري حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي النضر مولى
عمر بن عبيد الله عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري عن أبي قتادة رضي الله عنه أنه
كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان ببعض طريق مكة تخلف مع
أصحاب له محرمين وهو غير محرم فرأى حمارا وحشيا فاستوى على فرسه فسأل
أصحابه أن يناولوه سوطه فأبوا فسألهم رمحه فأبوا فأخذه ثم شد على الحمار
فقتله فأكل منه بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأبى بعض فلما أدركوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن ذلك قال إنما هي طعمة أطعمكموها
الله وعن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي قتادة في الحمار الوحشي مثل
حديث أبي النضر قال هل معكم من لحمه شئ باب ما قيل في درع النبي
صلى الله عليه وسلم والقميص في الحرب وقال النبي صلى الله عليه وسلم أما خالد
فقد احتبس أدراعه في سبيل الله حدثني محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا
خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
وهو في قبة اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم
فأخذ أبو بكر بيده فقال حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك وهو
في الدرع فخرج وهو يقول سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم
والساعة أدهى وأمر وقال وهيب حدثنا خالد يوم بدر حدثنا محمد بن كثير
230

أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها
قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين
صاعا من شعير وقال يعلى حدثنا الأعمش درع من حديد وقال معلى حدثنا
عبد الواحد حدثنا الأعمش وقال رهنه درعا من حديد حدثنا موسى بن
إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل البخيل والمتصدق مثل رجلين عليهما
جبتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى تراقيهما فكلما هم المتصدق بصدقته
اتسعت عليه حتى تعفي أثره وكلما هم البخيل بالصدقة انقبضت كل حلقة إلى
صاحبتها وتقلصت عليه وانضمت يداه إلى تراقيه فسمع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول فيجتهد أن يوسعها فلا تتسع باب الجبة في السفر والحرب حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش عن أبي الضحى مسلم هو ابن
صبيح عن مسروق قال حدثني المغيرة بن شعبة قال انطلق رسول الله صلى الله
عليه وسلم لحاجته ثم أقبل فلقيته بماء وعليه جبة شامية فمضمض واستنشق
وغسل وجهه فذهب يخرج يديه من كميه فكانا ضيقين فأخرجهما من
تحت فغسلهما ومسح برأسه وعلى خفيه باب الحرير في الحرب حدثنا
أحمد بن المقدام حدثنا خالد بن الحرث حدثنا سعيد عن قتادة أن أنسا حدثهم أن
النبي صلى الله عليه وسلم رخص لعبد الرحمن بن عوف والزبير في قميص من حرير
من حكة كانت بهما حدثنا أبو الوليد حدثنا همام عن قتادة عن أنس حدثنا
محمد بن سنان حدثنا همام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن عبد الرحمن بن
عوف والزبير شكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعني القمل فأرخص لهما
في الجرير فرأيته عليهما في غزاة حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة قال
أخبرني قتادة أن أنسا حدثهم قال رخص النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن
231

عوف والزبير بن العوام في حرير حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة
قال سمعت قتادة عن أنس قال رخص أو رخص لحكة بهما باب ما يذكر
في السكين حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني إبراهيم بن سعد عن ابن
شهاب عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
يأكل من كتف يحتز منها ثم دعي إلى الصلاة فصلى ولم يتوضأ حدثنا أبو
اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري وزاد فألقى السكين باب ما قيل في قتال
الروم حدثني إسحاق بن يزيد الدمشقي حدثنا يحيى بن حمزة قال حدثني ثور بن
يزيد عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن
الصامت وهو نازل في ساحل حمص وهو في بناء له ومعه أم حرام قال عمير
فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أول جيش من
أمتي يغزون البحر قد أوجبوا قالت أم حرام قلت يا رسول الله أنا فيهم قال
أنت فيهم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة
قيصر مغفور لهم فقلت أنا فيهم يا رسول الله قال لا باب قتال اليهود
حدثنا إسحاق بن محمد الفروي حدثنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تقاتلون اليهود حتى يختبئ
أحدهم وراء الحجر فيقول يا عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله
عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود
حتى يقول الحجر وراءه اليهودي يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله باب
قتال الترك حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم قال سمعت الحسن يقول
حدثنا عمرو بن تغلب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن من أشراط الساعة
أن تقاتلوا قوما ينتعلون نعال الشعر وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما
232

عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة حدثنا سعيد بن محمد حدثنا
يعقوب حدثنا أبي عن صالح عن الأعرج قال قال أبو هريرة رضي الله عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار
الأعين حمر الوجوه ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة ولا تقوم
الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر باب قتال الذين ينتعلون الشعر
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال الزهري عن سعيد بن المسيب عن
أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى
تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم
المجان المطرقة قال سفيان وزاد فيه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رواية
صغار الأعين ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة باب من صف
أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته واستنصر حدثنا عمرو بن خالد الحراني
حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء وسأله رجل أكنتم فررتم يا أبا
عمارة يوم حنين قال لا والله ما ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه خرج
شبان أصحابه وأخفاؤهم حسرا ليس بسلاح فأتوا قوما رماة جمع هوازن
وبني نصر ما يكاد يسقط لهم سهم فرشقوهم رشقا ما يكادون يخطئون فأقبلوا
هنالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته البيضاء وابن عمه أبو سفيان
ابن الحرث بن عبد المطلب يقود به فنزل واستنصر ثم قال أنا النبي لا كذب أنا
ابن عبد المطلب ثم صف أصحابه باب الدعاء على المشركين بالهزيمة
والزلزلة حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى حدثنا هشام عن محمد عن عبيدة
عن علي رضي الله عنه قال لما كان يوم الأحزاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ملا الله بيوتهم وقبورهم نارا شغلونا عن الصلاة الوسطى حين غابت الشمس
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن ابن ذكوان عن الأعرج عن أبي هريرة
233

رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في القنوت اللهم أنج سلمة بن
هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج المستضعفين
من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم سنين كسني يوسف حدثنا
أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد أنه سمع عبد الله بن أبي أوفى
رضي الله عنهما يقول دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب على
المشركين فقال اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اللهم اهزم الأحزاب
اللهم اهزمهم وزلزلهم حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا جعفر بن عون
حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله رضي الله عنه قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ظل الكعبة فقال أبو جهل وناس من
قريش ونحرت جزور بناحية مكة فأرسلوا فجاؤوا من سلاها وطرحوه عليه
فجاءت فاطمة فألقته عنه فقال اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش اللهم
عليك بقريش لأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد
ابن عتبة وأبي بن خلف وعقبة بن أبي معيط قال عبد الله فلقد رأيتهم في قليب
بدر قتلى قال أبو إسحاق ونسيت السابع وقال يوسف بن إسحاق عن أبي إسحاق
أمية بن خلف وقال شعبة أمية أو أبي والصحيح أمية حدثنا سليمان بن حرب
حدثنا حماد عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها أن اليهود
دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليك فلعنتهم فقال مالك قلت
أو لم تسمع ما قالوا قال فلم تسمعي ما قلت وعليكم باب هل يرشد المسلم
أهل الكتاب أو يعلمهم الكتاب حدثنا إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم
حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن
مسعود أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أخبره أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كتب إلى قيصر وقال فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين باب
234

الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا
أبو الزناد أن عبد الرحمن قال قال أبو هريرة رضي الله عنه قدم طفيل بن عمرو
الدوسي وأصحابه على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إن دوسا
عصت وأبت فادع الله عليها فقيل هلكت دوس قال اللهم اهد دوسا وأت بهم
باب دعوة اليهودي والنصراني وعلى ما يقاتلون عليه وما كتب النبي
صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر والدعوة قبل القتال حدثنا علي بن
الجعد أخبرنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنسا رضي الله عنه يقول لما أراد النبي
صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى الروم قيل له إنهم لا يقرؤن كتابا إلا أن
يكون مختوما فاتخذ خاتما من فضة فكأني أنظر إلى بياضه في يده ونقش فيه
محمد رسول الله حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني عقيل
عن ابن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس
أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى فأمره أن يدفعه
إلى عظيم البحرين يدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه كسرى
خرقه فحسبت أن سعيد بن المسيب قال فدعا عليهم النبي
صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا
كل ممزق
(تم الجزء الثالث ويليه الجزء الرابع أوله باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم)
(إلى الاسلام والنبوة الخ)
تمت
235