الكتاب: مجمع الزوائد
المؤلف: الهيثمي
الجزء: ١٠
الوفاة: ٨٠٧
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٨ - ١٩٨٨ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: طبع بإذن خاص من ورثة حسام الدين القدسي مؤسس مكتبة القدسي بالقاهرة

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة 807
بتحرير الحافظين الجليلين، العراقي وابن حجر
الجزء العاشر
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
1

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمدا طيبا كثيرا
(باب ما في عمرو بن جابر الجني)
عن صفوان بن المعطل قال خرجنا حجاجا فلما كنا بالعرج إذا نحن بحية
تضطرب فلم تلبث ان ماتت فأخرج رجل لها خرقة من عيبته (1) فلفها فيها ودفنها
وخد (2) لها في الأرض فلما اتينا مكة فأتى لنا المسجد إذ وقف علينا شخص فقال
أيكم عمرو بن جابر فقلنا ما نعرفه فقال لنا أيكم صاحب الجنان قلنا هذا قالوا
جزاك الله خيرا اما انه قد كان من آخر التسعة موتا الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يستمعون القرآن. رواه عبد الله بن بن أحمد
والطبراني وفيه عمر بن نبهان العبدي وهو متروك
(باب ما جاء في الأحنف بن قيس)
قال الطبراني: الأحنف بن قيس مخضرم واسمه صخر بن قيس بن معاوية بن
حصين بن عبد مناة بن تميم بن مرة. عن الأحنف بن قيس قال بينا أنا أطوف
بالبيت إذ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومك من بنى سعد ادعوهم إلى
الاسلام فقلت والله ما قال الا خيرا أو لا اسمع الا حسنا فاني رجعت وأخبرت
النبي صلى الله عليه وسلم مقالتك فقال اللهم اغفر للأحنف قال فما انا لشئ أرجى
منى لها. رواه بن أحمد والطبراني ورجال بن أحمد
رجال الصحيح غير علي بن زيد
وهو حسن الحديث.
(باب ما جاء في جماعة من الصحابة وغيرهم)
(ذكر لهم أسماءهم أو وفياتهم أو أنسابهم)
عن جنادة بن سلم قال جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب بن حجر بن
رباب بن حبيب بن سواة بن عامر، وكنية جابر أبو عبد الله، وأم جابر بن سمرة

(1) العيبة: ما يجعل فيه الثياب.
(2) أي شق.
2

خالدة بنت أبي وقاص أخت سعد بن أبي وقاص. رواه الطبراني وجنادة وثقه
ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. وعن الزهري ان حذيفة كان
أحد بنى عبس وكان عداوه في الأنصار. رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال
الصحيح. وقال الطبراني: حويطب بن عبد العزى بن قيس بن عبد ود بن نصر بن
ملك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك. وقال الطبراني: الحكم
ابن عمرو الغفاري كان ينزل البصرة وهو الحكم بن عمرو بن مجدع بن حديم بن
حلوان بن الحرث بن ثعلبة بن مليل بن ضمرة بن بكر بن مناة بن كنانة. وقال
الطبراني: الحرث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم يكنى أبا عبد الرحمن
وأمه أسماء بنت مخر بن أيبر بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك
ابن زيد مناة بن تميم، أسلم يوم الفتح وكان من المؤلفة وتوفى سنة ثماني عشرة
بالشام. وقال الطبراني: حبيب بن مسلمة بن مالك بن وهيب بن عمرو بن شيبان
ابن محارب بن فهر بن مالك بن وهيب بن عمرو بن شيان بن فهر بن مالك وأمه
فهرية، يكنى أبا عبد الرحمن وكان يدعى حبيب الروم لمجاهدته الروم. وقال
الطبراني: خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن عمرو بن عدي بن وائل بن منبه بن
امرئ القيس بن علقمة بن معاوية بن جشم بن مالك بن الأوس بن حارثة بن
ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن غسان بن الأزد بن الغوث بن
مالك بن زيد بن كهلان بن شجا بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود صلى الله عليه وسلم.
وعن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال زيد بن الخطاب أخو عمر بن الخطاب لأبيه وكان أسن
من عمر. رواه الطبراني وإسناده إلى أبى عبيدة ثقات. وبسنده عنه أيضا قال أم زيد بن
الخطاب أسماء بنت حبيب بن وهب بن عمرو بن عمير بن نصر بن أسد بن خزيمة.
وعن أبي إسحاق قال أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن
زيد مناة بن علي بن عمرو بن مالك بن النجار. رواه الطبراني واسناده جيد.
وعن ابن نمير قال أبو طلحة زيد بن سهل سمعت إدريس يقول ذلك عن بعض
ولده. رواه الطبراني وفيه من لم يسم. وعن شباب العصفري قال سعد بن
الأطول بن عبد الله بن خالد بن واهب بن غياث بن مالك بن سعد
3

ابن صغير بن عدي بن عوف بن غطفان بن قيس بن جهينة بن زيد من ساكني
البصرة. رواه الطبراني منقطع الاسناد. وقال الطبراني: سهيل بن وهب بن ربيعة
ابن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحرث بن فهر وبيضاء أمه واسمها دعد بنت
أسد بن جحدم بن أمية بن الحرث بن فهر. رواه بسند جيد إلى ابن إسحاق.
وعن يحيي بن بكير قال شرحبيل بن حسنة بن المطاع بن عبد الله بن عبد العزى
ابن حثامة بن مالك بن ملادم بن مالك رهم بن سعد بن يشكر بن مبشر بن
الغوث بن مراخي. وقال الطبراني: الأحنف بن قيس مخضرم واسمه صخر بن
قيس بن معاوية بن حصين بن عبد مناة بن تميم بن مرة بن عمرو. وعن شرحبيل
ابن مسلم قال سمعت أبا أمامة الباهلي الصدى بن عجلان بن عمرو بن وهب.
رواه الطبراني وإسناده جيد. وعن الأصمعي قال أبو أمامة الباهلي صدى بن
عجلان من حي يقال لهم بنو سهم بن عمرو بطن من بنى قبيلة. رواه الطبراني
ورجاله إلى الأصمعي ثقات. وقال الطبراني: ضرار بن الأزور مالك بن أوس
ابن خزيمة بن سعد بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة
ابن إلياس. وقال الطبراني: الضحاك بن قيس الفهري القرشي أخو فاطمة بنت قيس
أخت الضحاك بن قيس قتل الضحاك بن قيس يوم مرج راهط بعد وفاة يزيد بن
معاوية لما بويع لمروان بن الحكم سنة أربع وستين. وعن الهيثم بن عدي قال عثمان
ابن أبي العاص وأبو العاص اسمه وهو أبو العاص بن بشر بن عبد الله بن همام
ابن أبان بن بشار بن مالك بن حطيط بن جشم بن قنى بن منبه بن بكر بن
هوازن بن منصور بن عكرمة بن حصفة بن قيس بن غيلان بن مضر. رواه الطبراني
ورجاله إلى الهيثم ثقات. وقال الطبراني: عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى
ابن عثمان بن عبد الله بن عبد الدار بن قصي الحجبي أسلم قبل الفتح أمه أم سعيد
بنت شهيدة من بنى عمرو بن عوف من أهل قباء من الأنصار. وعن محمد بن إسحاق
قال عبد الله بن جحش من أسد خزيمة حليف بنى أمية بن عبد شمس. وقال
الطبراني نسبة عبد الله بن الحرث بن جزى زبيدي هو حليف بني عمرو بن
هضيض بن كعب بن لؤي بن غالب وهو عبد الله بن الحرث بن جزى بن معدي
4

كرب بن عمر بن عصم بن عمرو بن عويج بن عمرو بن زبيد. وقال الطبراني: عبد
الرحمن بن جبر الأنصاري بدري ويقال اسمه عبد الله وكان اسمه في الجاهلية
عبد العزى وهو عبد الرحمن بن عمرو بن بدر ويقال عبد الرحمن بن جبير بن حارثة
ابن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس بدري. وقال الطبراني: عبد
الرحمن بن أزهر بن عبد عوف بن الحرث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب
ابن لؤي بن غالب بن فهر وأمه بنت عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف.
وعن ابن إسحاق قال عمير بن سلمة بن منتاب بن طلحة بن حدى بن ضمرة بن
بكر بن عبد مناف بن كنانة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن
عدنان. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وقال الطبراني: عمير المزني لم يخرج له. وقال
قرة بن دعموص بن ربيعة بن عوف بن معاوية بن قربع بن الحرث بن نمير بن
عامر. وعن محمد بن سلام الجمحي قال أبو ليلى نابغة بنى جعد وهو قيس بن عبد
الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. رواه
الطبراني. وقال الطبراني النعمان بن قوقل الأنصاري الخزرجي بدري والقواقل
هم رهط عبادة بن الصامت. وقال هند بن أبي هالة واسم أبى هالة النباش بن
زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عوف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن
تميم حليف بنى عبد الدار وهو ابن خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عند أبي هالة فولدت له هند ثم ولدت هالة ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال هلال
السلمي وقال ابن إسحاق هبار بن الأسود بن عبد المطلب بن أسد بن عبد العزى
ابن قصي. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وقال الطبراني: هودة الأنصاري وقال
أيضا هودة غير منسوب. وقال هبيب بن محمد بن مغفل بن الواقعة بن حرام بن
غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن
إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وبلغني انه إنما سمى مغفل
لأنه أغفل سمة إبله فلم يسمها. وقال أيضا. واثلة بن الأسقع ويقال
أبو قرصافة ويقال أبو شداد كان ينزل الشام بدمشق وهو واثلة بن الأسقع
ابن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن باب (1) وقال الوليد بن عقبة بن أبي

(1) كذا، وفى الإصابة والاستيعاب " ليث ".
5

معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف يكنى أبا وهب وكان أخا
عثمان لامه أمهما أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وأمها أم
حكيم البيضاء عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن أبي معيط
في رجوعه من بدر وكان الوليد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم رجلا. وعن علي بن رباح
قال سمعت ابن مخلد يقول ولدت حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا
ابن أربع ومات وأنا ابن عشر. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن
مسلمة بن مخلد قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن أربع وتوفى وأنا
ابن أربع عشرة. رواه الطبراني وقال عندي هو الصواب والله أعلم وفيه موسى
ابن محمد بن حبان وثقه ابن حبان وضعفه أبو زرعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وقال الطبراني: مسلمة بن مخلد بن صامت بن نيار (1) بن لوذان (2) بن عبد ود بن زيد
ابن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج. وقال أيضا مخيصة بن نوفل
ابن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن لؤي
وأمه رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف. وقال أيضا مسور بن مخرمة بن
نوفل بن أهيب الزهري أمه أخت عبد الرحمن بن عوف يقال اسمها رملة. وقال
بكر بن حبيب الحنفي لم يخرج. وقال تميم بن حجر أبو أوس الأسلمي جد بريدة
ابن سفيان له صحبة لم يخرج حديثه. وقال تميم بن عمرو أبو الحسن
المازني. وعن محمد بن إسحاق قال أبو الحسن المازني جد عمرو بن
يحيى اسمه تميم بن عمرو استعمله علي بن أبي طالب على المدينة حين خرج إلى
العراق حين خرج سهل بن حنيف. وعن محمد بن عبد الله الحضرمي قال وفى
حديث عبد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد مع علي بن أبي طالب كرم
الله وجهه جبير بن حباب بن المنذر. رواه الطبراني وقال الطبراني: جراح الأشجعي.
وقال حاطب بن الحرث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح هاجر
هو وامرأته فاطمة بنت المجلل ومعهما ابناهما الحارث ومحمد ابنا حاطب.
وقال وحصين بن يزيد لم يخرج. وقال وحويصة بن مسعود لم يخرج. وقال
خارجة بن حذافة بن غانم بن عبد الله بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن

(1) في الأصل " بير ".
(2) في الأصل " كودان ".
6

كعب وكان ممن حضر فتح مصر ومات بها. وقال وزهير بن معاوية الجشمي لم
يخرج. وقال وسعد بن هلال لم يخرج. وعن سعيد بن إياس أبى عمرو الشيباني
قال أذكر أنى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى إبلا لأهلي بكاظمة.
رواه الطبراني وسماه سعيدا وصوابه سعد وفيه هشام بن عبد الله السلمي ولم أعرفه
وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال الطبراني: سلمة بن نفيع وسلمة بن حارثة
وسلمة الخزاعي وسابق مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الطبراني:
شرحبيل بن حنبل وشبيب بن أنعم ولم ينسب وشعيب بن عمرو ولم ينسب.
وعن القاسم أبى عبد الرحمن قال لقيت مائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وقال الطبراني: عبيدة بن صيفي الجعفي.
وعن عبيدة السلماني قال أسلمت قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين
وصليت ولم ألقه. رواه الطبراني وفيه عمرو بن زرارة الحدي ولم أعرفه، وبقية
رجاله رجال الصحيح. وعن يحيى بن معين قال: عبد خير بن يزيد الهمداني
جاهلي إسلامي قال أذكر أنا كنا باليمن فأتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم. رواه الطبراني. وقال الطبراني عمارة بن عبيد الخثعمي. وعن مصعب بن عبد
الله الزبيري عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال قيض النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ست
وستين قال وكان عبد الرحمن من أطول الرجال وأتمهم وابنه عبد الحميد بن عبد
الرحمن بن زيد بن الخطاب ولى الكوفة لعمر بن عبد العزيز وكان كاتبه أبو
الزناد. رواه الطبراني واسناده منقطع. وبسنده قال كان عبد الرحمن بن الحرث يكنى أبا محمد وكان عبد الرحمن بن الحرث بن هشام ابن عشر سنين حين قبض
النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الطبراني: علي بن أبي العاص بن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
له ذكر وليس له سند. وقال عامر بن شهر لم يخرج. وقال عتاب بن بشير لم
يخرج. وقال محمد بن إسماعيل البخاري: عجير بن يزيد بن عبد العزى سكن مكة
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ولم يذكر محمد بن إسماعيل الحديث. رواه الطبراني.
وقال الطبراني: عمران بن تميم أبو رجاء العطاردي مخضرم. وقال بن أحمد
بن حنبل أبو
رجاء العطاردي سنه خمس ومائة. رواه الطبراني. وعن أبي رجاء العطاردي قال
7

بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنا خماسي يدعو إلى الجنة. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
وقال الطبراني أبورهم الغفاري وهو كلثوم بن الحصين بن عبيد بن حلف بن قيس
ابن أحمس بن غفار بن مقبل بن بكر بن ضمرة بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة
ابن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وكان ممن بايع تحت الشجرة.
وقال كرز التميمي غير منسوب. وقال لبيد أبو عبد الله لم يخرج. وقال مالك بن
أحمد الجذامي. وقال مسلم بن صفية. وقال معقل بن يسار يكنى أبا على، وهو
معقل بن يسار بن عبد الله بن معمر بن حراق بن لأبي بن كعب بن عبد بن (1) ثور بن
هدمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة وعمرو بن أدهو مزينة. وقال
نافع غير منسوب. وقال نمر بن خرشة. وقال الطبراني يزيد بن نعيم. ويزيد بن
خالد الخرشي. ويزيد بن جارية الأنصاري. ويزيد بن سنان. وياسر أبو عمار.
وعن يسير بن عمرو قال توفى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين. رواه الطبراني
ورجاله ثقات. وبسنده قال كان يسير بن عمرو عريفا في زمن الحجاج. وقال
الطبراني: بشير بن عمار السكوني مخضرم سكن الكوفة ومات بها. وقال
أبو إياس لم يخرج.
(باب فيمن ذكر له الطبراني اسما أو كنية)
عن محمد بن عبد الله بن نمير قال أبو المليح بن أسامة اسمه عامر بن أسامة.
رواه الطبراني. وقال الطبراني: أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه إبراهيم
ويقال اسمه أسلم. وعن رجل من أهل المدينة أن اسم أبى رافع مولى رسول
الله صلى الله عليه وسلم أسلم. رواه الطبراني وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات.
وقال الطبراني بشير بن معبد بن شراحبيل بن سبع بن ضبارة بن سدوس كان
اسمه في الجاهلية زحم فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيرا، قلت عند أبي
داود بعضه. وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال حكيم بن حزام يكنى أبا خالد.
وعن هارون بن عبد الله الحمال قال توفي أبو واقد الليثي سنة ثمان وستين واسم
أبى واقد الحرث بن مالك. رواه الطبراني ورجاله إلى الواقدي ثقات. وعن
هشام الكلبي قال اسم الحرث بن عوف. وقال غير الواقدي وهشام عوف بن الحارث

(1) " عبد بن " غير موجودة في الأصل فاستدركناها من الاستيعاب والإصابة.
8

أسيد بن جابر بن عورة بن عنانة بن كنانة بن شجع بن عامر بن ليث.
وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال أبو واقد اسمه الحارث بن مالك. رواه الطبراني.
وقال الطبراني: الحرث بن مالك بن البرصا الليثي وهو الحرث بن مالك بن قيس
ابن عويد بن عبد الله بن جابر بن عبد مناة بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر
ابن عبد مناة بن كنانة. وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال سعد بن عبيد هو
أبو زيد الذي جمع القرآن وابنه عمير بن سعد هو والى عمر وهو سعد بن عمير
ابن النعمان. رواه الطبراني. وعن أبي معشر قال: سعد بن خولي مولى محمد بن
حاطب بن أبي بلتعة وهو رجل من مذحج. رواه الطبراني ورجاله إلى أبى
نجيح رجال الصحيح.
(باب في وفيات جماعة من الصحابة ومواليدهم)
وآخر من مات منهم رضي الله عنهم
عن قتادة قال آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم موتا بالكوفة عبد الله بن أبي
أوفى، وبالبصرة أنس بن مالك. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وعن ابن
إسحاق قال في سنة إحدى هلك أبو أمامة أسعد بن زرارة أخذته الذبحة والمسجد
يبنى. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال مات
أبو أمامة بن سهل بن حنيف سنة مائة. رواه الطبراني. وعن هارون الحمال
قال مات أسلم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قتل عثمان سنة خمس وثلاثين. رواه الطبراني.
وبسنده قال مات بريدة بن الحصيب الأسلمي بخراسان في خلافة يزيد بن معاوية سنة
اثنتين وستين، وبريدة يكنى أبا عبد الله. وقال الطبراني: جبير بن مطعم بن عدي
ابن نوفل بن عبد مناف يكنى أبا محمد ويقال أبا عدي، وأمه أم حبيب بنت شعبة
ابن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي
وأمها بنت العاص بن أمية بن شمس بن عبد مناف، توفي سنة تسع وخمسين. وعن
يحيى بن بكير قال توفى جابر بن عبد الله سنة ثمان وسبعين وسنه خمس وثمانون
ويكنى أبا عبد الرحمن. وعن محمد بن عمرو الواقدي قال مات جابر بن عبد الله
9

سنة ثمان وسبعين، قال وحدثني خارجة بن الحرث قال رأيت على سريره بردا
وصلى عليه أبان بن عثمان وهو والى المدينة ومات جابر بن عبد الله سنة ثمان
وتسعين ويكنى أبا عبد الله وكان قد ذهب بصره رحمه الله. رواه الطبراني ورجاله
إلى الواقدي ثقات. وعن الهيثم بن عدي قال هلك جابر بن عبد الله سنة أربع
وسبعين. رواه الطبراني وفيه الهيثم بن عدي وهو كذاب. وعن أبي نعيم قال مات
جابر بن عبد الله سنة تسع وسبعين. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن معن
ابن عيسى قال توفى جابر بن عبد الله سنة ستين. رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح. وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال مات جابر بن عبد الله سنة ثمان
وسبعين وقد ذهب بصره. رواه الطبراني. وعن يحيى بن بكير قال توفى جابر
ابن عتيك سنة إحدى وستين وسنه إحدى وسبعون سنة. رواه الطبراني. وبسنده
قال توفى جبار بن صخر سنة ثلاثين وسنه ثنتان وستون سنة. وعن محمد بن علي
ابن الحسين قال قتل على وهو ابن ثمان وخمسين، وبها قتل الحسين بن علي، ومات
بها علي بن الحسين، ومات بها محمد بن علي. قاله جعفر بن محمد عن أبيه أيضا.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وهو منقطع الاسناد بالنسبة إلى علي بن أبي
طالب وابنه الحسين. وعن سفيان بن عيينة قال سمعت المهدى سأل جعفرا كم
كان لعلى حين قتل قال ثمان وخمسون، وبها قتل الحسين بن علي. رواه الطبراني
ورجاله رجال الصحيح، واسناده منقطع. وعن يحيى بن بكير قال توفى حذيفة
ابن اليمان سنة ست وثلاثين. رواه الطبراني. وروى عن محمد بن عبد الله بن
نمير مثله. وعن يحيى بن بكير قال توفى حكيم بن حزام يكنى أبا خالد سنة أربع
وخمسين، وقائل يقول سنة ثمان وسنه عشرون ومائة سنة عاش في الجاهلية ستين
وفى الاسلام ستين. رواه الطبراني. وبسنده قال توفى أبو قتادة الحرث بن ربعي
سنة أربع وخمسين وسنه سبعون سنة، وبسنده قال توفي حويطب بن عبد العزى
ويكنى أبا محمد سنة أربع وخمسين وسنه عشرون ومائة سنة. وعن يحيى
ابن بكير قال توفي أبو واقد الليثي سنة ثمان وستين وسنه سبعون سنة.
رواه الطبراني، وروى عن أبي نمير نحوه. وعن يحيى بن بكير قال توفي الحرث
10

ابن هشام بالشام سنة ثمان عشرة. وبسنده قال توفى حبيب بن مسلمة سنة اثنتين
وأربعين وسنه خمسون سنة. وعن محمد بن إسحاق قال توفى حسان بن ثابت
سنة أربع وخمسين. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن الهيثم بن عدي قال
توفى أبو أيوب سنة خمسين بأرض الروم وهو غاز مع يزيد. وعن يحيى بن
بكير قال توفى خوات بن جبير سنة أربعين وسنه أربع وسبعون سنة. وروى
نحوه عن ابن نمير. وعن أحمد بن حنبل قال بلغني أن زيد بن ثابت توفى سنة
إحدى وخمسين. رواه الطبراني. وعن الهيثم بن عدي قال توفى زيد
ابن ثابت سنة خمس وخمسين. رواه الطبراني. وعن ابن نمير قال مات زيد
ابن ثابت سنة خمس وأربعين، ومات خارجة بن زيد سنة
تسع وتسعين. وعن يحيى بن بكير قال توفى خالد بن زيد الجهني
سنة ثمان وسبعين ويكنى أبا عبد الرحمن وسنه خمس وثمانون سنة. رواه الطبراني
وروى عن ابن نمير نحوه. وعن يحيى بن بكير قال: سلمة بن الأكوع ويكنى أبا
إياس وأبو سعيد الخدري سنة أربع وسبعين. رواه الطبراني، وروى نحوه في أبي سعيد
الخدري وحده. وعن يحيى بن بكير قال توفى سهيل بن عمرو بالشام سنة
ثماني عشرة. رواه الطبراني. وقال الطبراني: عثمان بن مظعون الجمحي يكنى أبا السائب
بدري توفى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة اثنتين من الهجرة. وقال
الطبراني: عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن
غالب بن فهر بن مالك أبو قحافة أسلم يوم الفتح وتوفى سنة أربع عشرة بعد أبي
بكر بسنة وهو ابن أربع وتسعين سنة، وورث أبا بكر هو وأمه سلمى بنت صخر
ابن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. وعن أبي مسهر قال توفى
العرباض بن سارية بالشام في خلافة عبد الملك بن مروان سنة خمس وسبعين.
رواه الطبراني. وبسنده قال مات أبو عبيدة بن قيس السلمي وهو من مراد سنة
اثنتين وسبعين وأسلم قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين. وعن يحيى بن بكير قال
توفى عبد الرحمن بن أبي بكر ودفن بالحبشي من مكة على بريد في آخر سنة
خمس وخمسين أو ست وخمسين. رواه الطبراني. وعن محمد بن إسحاق قال توفى
11

عمرو بن حزم الأنصاري سنة أربع وخمسين. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
وعن الشعبي قال بعث عمر بن الخطاب أول ما بعث إلى الكوفة أبا عبيدة الثقفي
أبا المختار فقتل فبعث سعد بن أبي وقاص فمكث خمس سنين ثم نزعه ثم بعث عمار
ابن ياسر فمكث سنة ثم نزعه ثم بعث المغيرة بن شعبة فمكث سنة ثم قتل عمر فلما
ولى عثمان بعث سعد بن أبي وقاص إلى الكوفة فمكث سنة ثم نزعه ثم بعث الوليد
ابن عقبة فمكث خمس سنين ثم نزعه وبعث سعيد بن أبي العاص فمكث خمس سنين
ثم نزعه وبعث أبا موسى الأشعري فمكث سنة ثم نزعه ثم قتل عثمان فكانت الفتنة
ثم كان أول من أمره معاوية على الكوفة المغيرة بن شعبة فمكث أربع سنين ثم
مات ثم بعث زياد بن أبيه فمكث أربع سنين ثم مات فبعث الضحاك بن قيس فمكث
ثلاث سنين ثم نزعه ثم بعث النعمان وأصحابه. رواه الطبراني وفيه غير واحد
ضعيف ووثقوا. وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال قتل سعد بن عبيد بالقادسية
سنة ست عشرة. رواه الطبراني. وعن يحيى بن بكير قال توفى سهل بن سعد ويكنى
أبا العباس بالمدينة سنة إحدى وتسعين وسنه تسع وتسعون سنة. رواه الطبراني
وروى نحوه عن ابن نمير. وعن الزهري قال قال سهل بن سعد وكان قد رأى النبي
صلى الله عليه وسلم وسمع منه وذكر انه ابن خمس عشرة سنة يوم توفى النبي صلى الله عليه وسلم
قلت في الصحيح أنه شهد أمر المتلاعنين وهو ابن خمس عشرة رواه الطبراني.
وعن يحيى بن بكير قال توفى شرحبيل بن حسنة ويكنى أبا عبد الله سنة ثماني
عشرة أو سنة سبع عشرة وسنه سبع وستون وكان غلاما لعمر بن الخطاب.
وعن الحرث بن عميرة قال طعن أبو عبيدة وشرحبيل بن حسنة وأبو مالك
جميعا في يوم واحد. رواه الطبراني وإسناده حسن. وعن الهيثم
ابن عدي قال توفى أبو سفيان بن حرب لتسع سنين مضين من إمارة عثمان وكان
كف بصر أبو سفيان صخر بن حرب وهو ابن ثمان وثمانين سنة يعنى سنة
إحدى وثلاثين. رواه الطبراني ورجاله إلى الواقدي ثقات. وعن يحيى بن
بكير قال توفى صهيب بن سنان ويكنى أبا يحيى بالمدينة في شوال سنة ثمان وثلاثين
12

وكان من سبى الموصل سبته الروم. رواه الطبراني. وقال الطبراني: صفوان بن أمية
ابن خلف بن وهب بن جمح أمه أنيسة بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة
ابن جمح يكنى أبا وهب أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة فأجله أربعة أشهر وشهد حنينا
وهو مشرك ثم أسلم بعد ذلك، توفى في مقتل عثمان. وعن يحيي بن بكير قال
توفى أبو أمامة الباهلي واسمه صدى بن عجلان سنة ست وثمانين وسنه إحدى
وتسعون سنة. وعن أبي نعيم قال مات ابن عباس سنة ثمان وستين. رواه الطبراني.
وقال الطبراني: عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن عبد العزى بن قصي أمه
قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عمرو بن مخزوم وأمها عاتكة بنت عبد المطلب
ابن عبد العزى بن قصي. وعن نافع بن عمرو بن جمح قال مات عبد الله بن
السائب زمن ابن الزبير. رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح. وعن يحيى بن
بكير قال مات عبد الله بن الحرث بن جزء سنة ست وثمانين. رواه الطبراني. وبسنده
قال توفى عبد الله بن بسر سنة ثمان وثمانين وهو آخر من مات من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشام مات وهو ابن أربع وتسعين سنة. وعن الهيثم بن عدي
قال مات عبد الله بن عامر بن ربيعة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبض النبي
صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربع سنين أو خمس سنين. رواه الطبراني والهيثم متروك.
وقال الطبراني: عبد الله بن أبي أوفى نزل الكوفة ومات بها. وروى عن
يحيى بن بكير قال توفى عبد الله بن أبي أوفى سنة ست وثمانين. وروى عن الواقدي
قال مات عبد الله بن الحرث بن المطلب سنة أربع وثمانين. ورجاله إلي الواقدي
ثقات. وعن أبي عبد الله الأشعري قال توفى أبو الدرداء سنة ثلاث وثلاثين
بالشام. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبى عبد الله الأشعري وهو
ثقة. وعن يحيى بن بكير قال توفي كعب بن عجرة سنة ثنتين وخمسين وسنه
سبعون سنة. رواه الطبراني. وروى عن يحيى بن بكير قال توفى مخرمة بن
نوفل ويكنى أبا المسور سنة أربع وخمسين وسنه سبعون سنة وقد قيل وهو ابن خمس
عشرة ومائة سنة أسلم يوم الفتح وهو من المؤلفة. رواه الطبراني. وبسنده قال
توفى المسور بن مخرمة يوم جاء نعي يزيد بن معاوية إلي ابن الزبير سنة أربع
13

وستين وصلى عليه ابن الزبير بالحجون أصابه حجر المنجنيق وهو يصلى بالحجر
فأقام خمسة أيام وتوفي في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين وقدم به المدينة في
عقب ذي الحجة سنة ثمان وشهد عام الفتح وهو ابن ست سنين يعنى المسور بن
مخرمة. وبسنده قال توفى واثلة بن الأسقع سنة خمس وثمانين وسنه ثمان
وتسعون. وعن سعيد بن خالد قال توفى واثلة بن الأسقع سنة ثلاث وثمانين
وهو ابن مائة وخمس سنين. رواه الطبراني، وسعيد ضعفه الجمهور ووثقه ابن
حبان، وبقية رجاله ثقات. وعن الواقدي قال وفيها توفي أبو عمرة المازني يعنى
سنة سبع وثلاثين. رواه الطبراني.
باب
عن كعب بن عجرة قال جلسنا يوما أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم
في المسجد في رهط منا معشر الأنصار ورهط من المهاجرين ورهط من بني هاشم
فاختصمنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أينا أولى به وأحب إليه قلنا نحن معشر
الأنصار آمنا به واتبعناه وقاتلنا معه وكتيبته في نحر عدوه فنحن أولى برسول
الله صلى الله عليه وسلم وأحبهم إليه، وقال إخواننا المهاجرون نحن الذين هاجرنا
مع الله ورسوله وفارقنا العشائر والأهلين والأموال وقد حضرنا ما حضرتم
وشهدنا ما شهدتم فنحن أولى برسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبهم إليه، وقال
إخواننا من بني هاشم نحن عشيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضرنا الذي
حضرتم وشهدنا الذي شهدتم فنحن أولى برسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبهم
إليه فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل علينا فقال إنكم لتقولن
شيئا فقلنا مثل مقالتنا فقال للأنصار صدقتم من يرد هذا عليكم وأخبرناه
بما قال إخواننا المهاجرون فقال صدقوا من يرد هذا عليهم وأخبرناه بما قال بنو
هاشم فقال صدقوا من يرد هذا عليهم ثم قال ألا أقضى بينكم قلنا بلى بأبينا أنت
وأمنا يا رسول الله، قال أما أنتم يا معشر الأنصار فإنما انا أخوكم فقالوا الله أكبر ذهبنا
به ورب الكعبة وأما أنتم يا معشر المهاجرين فإنما أنا منكم فقالوا الله أكبر ذهبنا
به ورب الكعبة وأما أنتم بنو هاشم فأنتم مني وإلى فقمنا وكلنا راض مغتبط برسول
14

الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني وفيه أبو مسكين الأنصاري ولم أعرفه،
وبقية رجاله ثقات وفى بعضهم خلاف. وعن مسلمة بن مخلد أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال سبق المهاجرون الناس بسبعين خريفا يتنعمون فيها والناس
محبوسون للحساب ثم تكون الزمرة الثانية مائة خريف. رواه الطبراني وفيه
عبد الرحمن بن مالك السبائي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن جرير قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرون والأنصار أولياء بعضهم لبعض والطلقاء
من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض، وفى رواية بعضهم أولياء بعض في الدنيا
والآخرة. رواه أحمد والطبراني بأسانيد وأحد أسانيد الطبراني رجاله رجال الصحيح،
وقد جوده رضي الله عنه وعنا فإنه رواه عن الأعمش عن موسى بن عبد الله
ابن يزيد بن عبد الرحمن بن هلال العبسي عن جرير وموسى بن عبد الله
ابن هلال العبسي والله أعلم. وعن عبد الله يعنى بن مسعود قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول المهاجرون والأنصار والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم
أولياء بعض في الدنيا والآخرة. رواه الطبراني وأبو يعلى والبزاز وفيه عاصم
ابن بهدلة وفيه خلاف، وبقية رجال البزاز رجال الصحيح.
باب
عن أنس قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف
كلام فقال خالد لعبد الرحمن تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها فبلغنا ان ذلك
ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال دعوا لي أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم
مثل أحد أو مثل الجبال ذهبا ما بلغتم أعمالهم. رواه بن أحمد
ورجاله رجال
الصحيح. وعن أبي هريرة قال كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف بعض
ما يكون بين الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوا لي أصحابي فان أحدكم لو أنفق
مثل أحد ذهبا لم يبلغ مد أحدهم ولا نصيفه. رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح
غير عاصم بن أبي النجود وقد وثق. وعن عبد الله بن سلام قال قلنا يا رسول الله
نحن خير أم من بعدنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن لأحدهم مثل
15

أحد ذهبا ما بلغ مد أحدكم ولا نصيفه. رواه الطبراني في الكبير والأوسط
بمعناه إلا أنه قال قلت يا رسول الله نحن خير أم الذين يجيئون من بعدنا، وفى اسنادهما
الواقدي وهو ضعيف. وعن يوسف بن عبد الله بن سلام أنه قال سئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنحن خير أم من بعدنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو
أنفق أحدهم أحدا ذهبا ما بلغ مد أحدكم ولا نصيفه. رواه بن أحمد
وفيه ابن لهيعة
وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن يزيد بن عمرة قال حدثني معاذ
ابن جبل في وصيته وأن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يوما
إن أبناءنا خير منا ولدوا في الاسلام ولم يشركوا وقد أشركنا فبلغ ذلك رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال نحن خير من أبنائنا وبنونا خير من أبنائهم وأبناء بنينا خير من
أبناء أبنائهم. رواه الطبراني في حديث طويل وفيه معاوية بن عمران الجرحي
ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
لأصحابه أنتم خير من أبنائكم وأبناؤكم خير من أبنائهم. رواه البزاز وفيه الحسن
ابن أبي جعفر وهو متروك. وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الله اختار أصحابي على العالمين سوى النبيين والمرسلين واختار لي من أصحابي
أربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رحمهم الله فجعلهم أصحابي وقال في أصحابي كلهم
خير واختار أمتي على الأمم واختار من أمتي أربعة قرون القرن الأول والثاني
والثالث والرابع. رواه البزاز ورجاله ثقات وفى بعضهم خلاف. وعن عياض
الأنصاري وكانت له صحبة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احفظوني في أصحابي وأصهاري
فمن حفظني فيهم حفظه الله في الدنيا والآخرة ومن لم يحفظني فيهم تخلى الله عنه
ومن تخلى الله عنه أو شك ان يأخذه. رواه الطبراني وفيه ضعفاء جدا وقد وثقوا.
وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احفظوني في أصحابي فمن حفظني فيهم
حفظه الله في الدنيا والآخرة ومن لم يحفظني فيهم تخلى الله عنه ومن تخلى الله عنه
أوشك ان يأخذه. رواه الطبراني وفيه ضعفاء جدا وقد وثقوا. وعن ابن عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفظني في أصحابي ورد على حوضي
ومن لم يحفظني في أصحابي لم يرني إلا من بعيد. رواه الطبراني في الأوسط
16

في أصحابي لم يرني إلا من بعيد. رواه الطبراني في الأوسط وفيه حبيب كاتب
مالك وهو كذاب. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إني سألت ربى أن لا أتزوج إلى أحد ولا يتزوج إلى أحد إلا كان معي في الجنة فأعطاني
ذلك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يزيد بن الكميت وهو ضعيف. وعن
عبد الله بن أبي أوفى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت ربى أن لا أتزوج
إلى أحد ولا أزوج إليه إلا كان معي في الجنة فأعطاني ذلك. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه عمار بن سيف وقد ضعفه جماعة ووثقه ابن معين، وبقية رجاله
ثقات. وعن عبد الله بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل نسب وصهر
منقطع يوم القيامة إلا صهري ونسبي. رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن يزيد الخوزي
وهو متروك. وعن عبد الرحمن بن عوف قال لما حضرت النبي صلى الله عليه وسلم
الوفاة قالوا يا رسول الله أوصنا قال أوصيكم بالسابقين الأولين من المهاجرين
وبأبنائهم من بعدهم إلا تفعلوه لا يقبل منكم صرف ولا عدل. رواه الطبراني
في الأوسط. والبزاز إلا أنه قال أوصيكم بالسابقين الأولين وبأبنائهم من بعدهم
وبأبنائهم من بعده، ورجاله ثقات. وعن عديم بن ساعدة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إن الله اختارني واختار لي أصحابا فجعل لي منهم وزراء وأنصارا
وأصهارا فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف
ولا عدل. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وعن عبد الله بن السعدي قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم خيار أمتي أولها وآخرها وبين ذلك ثبج (1)
ليسوا منى ولست منهم. رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة وهو متروك. وعن أبي
سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس حيز وأنا وأصحابي حيز. قال
زيد بن ثابت ورافع بن خديج صدق وهما عند مروان. رواه الطبراني وأحمد في
حديث طويل تقدم في الهجرة في أول كتاب الجهاد ورجالهما رجال الصحيح. وعن
ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النجوم أمان لأهل السماء وأصحابي
أمان لامتي. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد إلا أن علي بن طلحة لم يسمع

(1) الثبج: الوسط، وسقط من الأصل " أولها " و " وبين ذلك " فاستكملناها
من النهاية.
17

من ابن عباس. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل
أصحابي كالملح في الطعام لا يصلح الطعام إلا بالملح. رواه أبو يعلى والبزاز بنحوه وفيه
إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف. وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يقول لنا إنكم توشكون أن تكونوا في الناس كالملح في الطعام ولا يصلح الطعام إلا
بالملح. رواه البزاز والطبراني وإسناد الطبراني حسن. وعن سمرة بسند ضعيف
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا إن أحدكم يوشك أن يحب أن ينظر
إلى نظرة واحدة أحب إليه مما له من مال. رواه البزاز. وعن أبي عبد الرحمن
الجهني قال بيننا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس إذ طلع راكبان فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم كنديان مذحجيان حتى أتياه فإذا رجلان من مذحج
قال فدنا أحدهما منه ليبايعه فلما أخذ بيده قال يا رسول الله أرأيت من رآك وآمن
بك واتبعك وصدقك ماذا له قال طوبى له قال فمسح على يده وانصرف ثم أتاه
الآخر حتى أخذ بيده ليبايعه فقال يا رسول الله أرأيت من آمن بك واتبعك وصدقك
ماذا له قال طوبى له ثم طوبى له. رواه البزاز والطبراني وإسناده حسن. قلت وله
طريق عند أحمد تأتى فيمن آمن به ولم يراه.
(باب)
عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
حتى يلتمس رجل من أصحابي كما تلتمس أو تبتغى الضالة فلا توجد. رواه أحمد
والبزاز وفيه الحرث الأعور وهو ضعيف وقد وثق على ضعفه. وعن جابر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش من جيوشهم
فيقال هل فيكم من صحب محمدا صلى الله عليه وسلم فيستنصرون به فينصروا ثم يقال
هل فيكم من صحب محمدا صلى الله عليه وسلم فيقال لا فمن صحب أصحابه فيقال من
رأى من صحب أصحابه فلو سمعوا به من وراء البحر لأتوه. وفى رواية ثم يبقى
قوم يقرؤون القرآن لا يدرون ما هو. رواه أبو يعلى من طريقين ورجالهما
رجال الصحيح ومن تبعهم.
عن عبد الله بن حوالة (1) قال بينا أنا أسير بالأهوار إذا أنا برجل يسير بين يدي

(1) في الأصل " مولة ".
18

على بغل أو بغلة وهو يقول اللهم قد ذهب قرني من هذه الأمة فألحقني بهم فقلت
وأنا أدخل في دعوتك قال وصاحبي هذا إن أراد ذلك ثم قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم خير أمتي قرني منهم ثم الذين يلونهم فلا أدرى ذكر الثالث
أم لا ثم يخلف قوم يظهر فيهم السمن يهريقون الشهادة ولا يسألونها إذا هو بريدة
الأسلمي. وفى رواية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أمتي القرن بعثت أنا
فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يكون قوم تسبق شهادتهم ايمانهم
وايمانهم شهادتهم. وفى رواية القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم
الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. رواها كلها أحمد وأبو يعلى باختصار ورجالها رجال الصحيح.
وعن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين
يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي قوم يسبق ايمانهم شهادتهم وشهادتهم
ايمانهم. رواه أحمد والبزاز والطبراني في الكبير والأوسط وفى طرقهم عاصم بن
بهدلة وهو حسن الحديث، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. وعن عمر بن الخطاب
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خير الناس قرني الذين أنا منهم ثم
الذين يلونهم ثم ينشأ أقوام يفشوا فيهم السمن يشهدون ولا يستشهدون ولهم لغط في
أسواقهم. رواه البزاز واللفظ له. وله عند الطبراني في الأوسط خير قرن القرن الذي
أنا فيه ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع لا يعبأ الله بهم شيئا. قلت عند ابن ماجة طرف
منه ورجال البزاز ثقات. وفى رجال الطبراني إسحاق بن إبراهيم صابح الباب ولم
أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الناس قرني
ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. رواه البزاز وفيه يوسف بن عطية وهو متروك.
وعن سعيد بن تميم قال قلت يا رسول الله أي أمتك خير قال أنا وأقراني قلت ثم ماذا
يا رسول الله قال ثم القرن الثاني قلت ثم ماذا يا رسول الله قال ثم القرن الثالث قلت
ثم ماذا يا رسول الله قال ثم يكون قوم يحلفون ولا يستحلفون ويشهدون ولا يستشهدون
ويؤتمنون ولا يؤدون. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن سمرة بن جندب قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم
ثم الذين يلونهم. رواه الطبراني في الصغير وفيه عبد الله بن محمد بن عيشون ولم أعرفه،
وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
19

خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الرابع أرذل
إلى يوم القيامة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه داود بن يزيد الأودي وهو ضعيف.
وعن أبي برزة الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الناس قرني ثم الذين
يلونهم ثم الذين يلونهم، وإسناده حسن. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وعن
جعدة بن هبيرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم
ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الآخرون أرذل. رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح إلا أن إدريس بن يزيد الأودي لم يسمع من جعدة والله أعلم. وعن بنت أبي لهب
قالت مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستسقى فقمت إلى كوز فسقيته فسأله رجل عليه ثوبان
أخضران فقال تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ثم قال خير
القرون أمتي ثم الذين يلونهم. رواه الطبراني وفيه من لم يسم. وعن بنت أبي جهل
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الناس قرني. رواه الطبراني وسماها جميلة، ورجاله ثقات إلا
أن زوج بنت أبي جهل لم أعرفه. وعن يزيد بن خمير قال سألت عبد الله بن بسر أين
حالنا ممن قبلنا فقال سبحان الله لو نشروا من القبور ما عرفوكم قياما تصلون ما عرفوكم
عن عبد الله بن بسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن رآني وطوبى لمن رأى
من رآني طوبى لهم وحسن مآب. رواه الطبراني وفيه بقية وقد صرح بالسماع
فزالت الدلسة، وبقية رجاله ثقات. وعن وائل بن حجر قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم طوبى لمن رآني ومن رأى من رآني. رواه الطبراني وفيه من لم
أعرفهم. وعن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزالون بخير ما دام فيكم
من رآني وصاحبني. رواه الطبراني من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح. وعن
سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اغفر للصحابة ولمن رأى ولمن
رأى قال قلت وما قوله ولمن رأى قال من رأى من رآهم. رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح غير عبد الجبار بن أبي حازم إن كان هو أبو يحيى المدني هو فليح
ابن سليمان قال ابن حبان قال أظنه فليح بن سليمان ذكر ذلك في ترجمة عبد الجبار بن أبي
حازم قال وقد ذكر عبد الجبار في الثقات. وعن أنس بن مالك قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن رآني وآمن بي ومن رأى من رآني ومن رأى من رأى من
رآني. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه من لم أعرفه. وعن عبد الرحمن بن
20

عقبة عن أبيه وكان أصابه سهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل النار مسلم رآني أو رأى من رآني ولا رأى من رأى من رآني.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال عن عبد الرحمن بن عقبة الجهني عن
أبيه، وفيه من لم أعرفهم.
باب
عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس يكثرون
وأصحابي يقلون فلا تسبوهم لعن الله من سبهم. رواه أبو يعلى وفيه محمد بن الفضل بن
عطية وهو متروك. وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سب أصحابي فعليه لعنة
الله. رواه البزاز والطبراني في الكبير والأوسط ولفظه لعن الله من سب أصحابي.
وفى إسناد البزاز سيف بن عمر وهو متروك، وفى إسنادي الطبراني عبد الله بن سيف
الخوارزمي وهو ضعيف. وعن أنس قال ذكر مالك بن الدخش عند النبي صلى الله عليه وسلم
فوقعوا فيه يقال له رأس المنافقين فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوا أصحابي لا تسبوا
أصحابي. رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من سب أصحابي لعنه الله والملائكة والناس أجمعون. رواه الطبراني وفيه
عبد الله بن خراش وهو ضعيف. قلت وقد تقدم في فضل الصحابة بعض هذا في
ضمن أحاديث. وعن سعيد بن عمرو بن زيد بن نفيل قال تأمروني بسب أصحابي
بل صلى الله عليهم وغفر لهم. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
وعن عائشة قالت أمرتم بالاستغفار لسلفكم فشتمتموهم أما إني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول لا تفنى هذه الأمة حتى يأمن آخرها أولها. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر وهو ضعيف. وعن عائشة قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أصحابي لعن الله من سب أصحابي. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله رجال الصحيح غير علي بن سهل وهو ثقة. وعن أبي سعيد يعنى الخدري
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سب أحدا من أصحابي فعليه لعنة الله قلت له حديث
في الصحيح غير هذا رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضعفاء وقد وثقوا. وعن
أم سلمة قالت كانت ليلتي وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندي فأتته فاطمة فسبقها على فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم يا علي أنت وأصحابك في الجنة الا انه ممن يزعم أنه يحبك
21

أقوام يرفضون الاسلام ثم يلفظونه يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم لهم نبز يقال
لهم الرافضة فان أدركتهم فجاهدهم فإنهم مشركون قلت يا رسول الله ما العلامة فيهم
قال لا يشهدون جمعة ولا جماعة ويطعنون على السلف الأول. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه الفضل بن غانم وهو ضعيف. وعن فاطمة بنت محمد قالت نظر النبي
صلى الله عليه وسلم إلى علي فقال هذا في الجنة وإن من شيعته يلفظون الاسلام يرفضونه لهم نبز
يشهدون الرافضة من لقيهم فليقتلهم فإنهم مشركون. رواه الطبراني ورجاله ثقات
إلا أن زينب بنت على لم تسمع من فاطمة فيما أعلم والله أعلم. وعن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون في آخر الزمان قوم ينبزون الرافضة يرفضون الاسلام ويلفظونه
قاتلوهم فإنهم مشركون. رواه أبو يعلى والبزاز والطبراني ورجاله وثقوا وفى بعضهم
خلاف. وعن ابن عباس قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده على فقال النبي صلى الله
عليه وسلم يا علي سيكون في أمتي قوم ينتحلون حب أهل البيت لهم نبز يسمون الرافضة
قاتلوهم فإنهم مشركون. رواه الطبراني وإسناده حسن. وعن علي بن أبي طالب قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يظهر في آخر الزمان قوم يسمون الرافضة يرفضون الاسلام.
رواه عبد الله والبزاز وفيه كبير بن إسماعيل السواء وهو ضعيف. وعن سعيد بن جبير
قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال أوصني فقال أوصيك بتقوى الله وإياك وذكر أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنك لا تدري ما سبق لهم. رواه الطبراني وفيه عمر بن عبد الله
الثقفي وهو ضعيف. وعن عاصم بن بهدلة قال قلت للحسن بن علي الشيعة يزعمون أن
عليا يرجع قال كذب أولئك الكذابون لو علمنا ذلك ما تزوج نساؤه ولا قسمنا
ميراثه. رواه عبد الله وإسناده جيد.
باب
عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال أتاني جابر بن عبد الله وأنا في الكتاب
فقال اكشف عن بطنك فكشفت عن بطني فقبله ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
أقرأ عليك السلام. رواه الطبراني في الأوسط وفيه المفضل بن صالح وهو ضعيف.
باب
عن ابن أبي ليلى قال نادى رجل من أهل يوم صفين أفيكم أويس القرني قالوا
نعم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من خير التابعين أويس. رواه أحمد وإسناده جيد.
22

باب
عن أبي الربيع بن عبيد الله قال كان الربيع بن خيثم إذا دخل على عبد الله لم
يكن عليه إذن لأحد حتى يفرغ كل واحد منهما من صاحبه قال وقال عبد الله يا أبا
يزيد لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين (1)
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
باب
عن عبد الملك بن عمير قال كان الشعبي يحدث بالمغازي فمر ابن عمر فسمعه وهو يحدث
بها فقال لهو أحفظ لها منى وإن كنت قد شهدتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
باب
عن أبي بردة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج من الكاهنين
رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد يكون بعده. رواه أحمد والبزاز والطبراني
وفيه من رواية عبد الله بن مغيث عن أبيه عن جده ولم أعرفه عب الله ولا أباه إلا أن
ابن أبي حاتم ذكر عبد الله والبخاري ذكر أباه ولم يجرحهما (2) أحد.
باب
عن محمد بن إبراهيم التيمي أن قتادة بن النعمان الظفري وقع بقريش فكأنه نال منهم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا قتادة لا تسبن قريشا فإنك لعلك أن ترى منهم رجالا يزدري
عملك مع أعمالهم وفعلك مع أفعالهم وتغبطهم إذا رأيتهم لولا أن تطغى
قريش لأخبرتهم بالذي لهم عند الله. رواه أحمد مرسلا ومسندا وأحال لفظ المسند
على المرسل، والبزاز كذلك، والطبراني مسندا، ورجال البزاز في المسند رجال الصحيح
ورجال أحمد في المرسل والمسند رجال الصحيح غير جعفر بن عبد الله بن أسلم في مسند
أحمد وهو ثقة، وفى بعض رجال الطبراني خلاف. وعن عدى بن حاتم قال كنت قاعدا
عند النبي صلى الله عليه وسلم حين جاء من بدر فقال رجل من الأنصار وهل لقينا إلا عجائز كالجزر
المعقلة فنحرناها فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأيته كأنه تفقأ فيه حب الرمان ثم
قال يا ابن أخي لا تقل ذلك أولئك الملا الأكبر من قريش أما لو رأيتهم في مجالسهم

(1) المخبتين بالمتواضعين لعظمة الله.
(2) في الأصل " يخرجهما ".
23

بمكة هبتهم فوالله لأتيت مكة فرأيتهم قعودا في المسجد في مجالسهم فما قدرت على أن
أسلم عليهم من هيبتهم فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لو رأيتهم في مجالسهم
لهبتهم، قال عدى بن حاتم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معاشر الناس أحبوا قريشا فإنه من
أحب قريشا فقد أحبني ومن أبغض قريشا فقد أبغضني إن الله حبب إلى قومي فلا أتعجل
لهم نقمة ولا أستكثر لهم نعمة اللهم إنك أذقت أول قريش نكالا فأذق آخرها
نوالا إن الله تعالى علم ما في قلبي من حبى لقومي فسرني فيهم قال الله عز وجل (وإنه
لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) فجعل الذكر والشرف لقومي في كتابه فقال
(وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) يعنى قومي
فالحمد لله الذي جعل الصديق من قومي والشهيد من قومي والأئمة من قومي إن الله
قلب العباد ظهرا لبطن فكان خير العرب قريش وهي الشجرة المباركة التي قال الله عز
وجل في كتابه (مثلا (1) كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء)
قريشا أصلها ثابت يقول أصلها كرم وفرعها في السماء يقول الشرف الذي شرفهم الله به
بالاسلام الذي هداهم له وجعلهم أهله ثم أنزل فيهم سورة من كتابه محكمة (لإيلاف
قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع
وآمنهم من خوف) قال عدى بن حاتم ما رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذكرت عنده قريش بخير قط إلا سره حتى يتبين السرور في وجهه
وكان يتلو هذه الآية (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون). رواه الطبراني
وفيه حسين السلولي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أم هانئ قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الله قريشا بسبع خصال لم يعطها أحد قبلهم ولا يعطاها
أحد بعدهم فضل الله قريشا بأني منهم وأن النبوة فيهم وأن الحجابة فيهم وأن
السقاية فيهم ونصرهم على الفيل وعبدوا الله عشر سنين لا يعبده غيرهم وأنزل
فيهم سورة من القرآن لم تنزل في أحد غيرهم. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وعن
الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الله قريشا بسبع خصال فضلهم
بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبده إلا قرشي وفضلهم بأنهم نصرهم الله على الفيل

(1) في الأصل (ومثل كلمة طيبة) ولعلها اشتبهت على الناسخ بما بعدها (ومثل
كلمة خبيثة.). محمد عبد المجيد.
24

وهم مشركون، وفضلهم بأنهم نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيهم غيرهم
(لإيلاف قريش) وفضلهم بأن النبوة والخلافة والحجابة والسقاية. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه من ضعف ووثقهم ابن حبان. وعن عبد الله بن عروة
ابن الزبير قال أقحمت السنة نابغة بنى جعدة فأتى عبد الله بن الزبير وهو جالس
بالمدينة فأنشأ يقول:
حكيت لنا الصديق لما وليتنا * وعثمان والفاروق فارتاح معدم
وسويت بين الناس بالحق فاستووا * فعاد صباحا حالك الليل مظلم
أتاك أبو ليلى تحول به الدجى * دجى الليل جواب الفلاة عتمتم
لتجبر منه جانبا زعزعت به * صروف الليالي والزمان المصمصم
فقال ابن الزبير إليك يا أبا ليلى فان الشعر أهون وسائلك عندنا أما صفوة مالنا فلآل
الزبير وأما عيونه فان بنى أسد شغلها ويبها ولكن لك في مال الله حقان حق لرؤيتك رسول
الله صلى الله عليه وسلم وحق لشركتك أهل الاسلام في الاسلام ثم أمر به فأدخل دار
النعم وأمر له بقلائص سبع وحمل وحبل وأوقر له الركاب برا وتمرا فجعل النابغة
يستعجل فيأكل الحب صرفا فقال ابن الزبير ويح أبى ليلى لقد بلغ به الجهد فقال
النابغة أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما وليت قريش فعدلت واسترحمت
فرحمت وعاهدت فوفت ووعدت فأنجزت إلا كنت أنا والنبيون فراط القاصفين (1)
رواه الطبراني وفيه راو لم أعرفه ورجال مختلف فيهم. وعن عائشة أن النبي
صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقال لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما
أعلم قدموا قريشا ولا تقدموها ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله عز
وجل. رواه الطبراني وفيه أبو معشر وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن عبد الله بن الحرث بن جزء الزبيدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم
في قريش والأمانة في الأزد. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وإسناده حسن.
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطلبوا أو قال التمسوا الأمانة

(1) فراط: جامع فارط أي متقدمون إلى الشفاعة وقيل إلى الحوض،
والقاصفون المزدحمون، وفى الأصل " فرطان لها صفين " والتصحيح من النهاية.
25

في قريش فان الأمين من قريش له فضل على أمين من سواهم وان قوى قريش له
فضلان على قوى من سواهم. رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى وإسناده حسن.
وعن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للقرشي مثل قوة
الرجل من غير قريش قيل للزهري ما عنى بذلك قال نبل الرأي. رواه أحمد وأبو يعلى
والبزاز والطبراني ورجال أحمد وأبى يعلى رجال الصحيح. وعن رفاعة بن رافع أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر أجمع لي قومك فجمعهم عمر عند بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم دخل عليه فقال يا رسول الله أدخلهم عليك أو تخرج إليهم قال بل أخرج إليهم قال
فأتاهم فقال هل فيكم أحد من غيركم قالوا نعم فينا حلفاؤنا وفينا بنو إخواننا وفينا موالينا
فقال حلفاؤنا منا وبنو إخواننا منا وموالينا منا وأنتم ألا تسمعون (إن أولياؤه إلا
المتقون) فان كنتم أولئك فذاك وإلا فانظروا لا يأتي الناس بالاعمال يوم القيامة
وتأتون بالأثقال فنعرض عنكم ثم رفع يديه فقال يا أيها الناس إن قريشا أهل
أمانة فمن بغاهم العوائر أكبه الله بمنخريه قالها ثلاثا. رواه البزاز واللفظ
له وأحمد باختصار وقال كبه الله في النار لوجهه، والطبراني بنحو البزاز وقال في
رواية إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه عمر فقال قد جمعت لك قومي
فسمع بذلك الأنصار فقالوا قد نزل في قريش الوحي فجاء المستمع والناظر ما يقول
لهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام بين أظهرهم، فذكر نحو البزاز بأسانيد،
ورجال أحمد والبزاز وإسناد الطبراني ثقات. وعن العباس قال قلت يا رسول الله
ما رأيت أحدا بعد أبي بكر أوفى من قريش الذين أسلموا بمكة يوم الفتح فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقه قريشا في الدين وأذقهم من يومى هذا إلى آخر الدهر
نوالا فقد أذقتهم نكالا. رواه البزاز والطبراني وفيه عبد الله بن شبيب وهو
ضعيف. وعن أبي معاوية بن عبد اللات من يمن الأزد قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول الأمانة في الأزد والحياء في قريش. رواه الطبراني وفيه
من لم أعرفهم. وعن المستورد الفهري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول وذكر قريشا فقال إن فيهم لخصالا أربعة إنهم لأصلح الناس عند فتنة
وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة وأوشكهم كرة بعد فرة وأمنعهم من ظلم المملوك.
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه أحمد بن محمد بن رشدين وهو ضعيف، وبقية
26

رجاله رجال الصحيح. وعن عبيد الله بن عمر بن موسى قال كنت عند سليمان بن علي
فدخل شيخ من قريش فقال سليمان انظر الشيخ فأقعده مقعدا صالحا فان
لقريش حقا فقلت أيها الأمير ألا أحدثك بحديث بلغني عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال قلت بلى قلت بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أهان
قريشا أهانه الله قال سبحانه الله ما أحسن هذا من حدثك هذا قال قلت حدثنيه
ربيعة بن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن عمرو بن عثمان بن عفان قال قال
أبى بأبي إن وليت من أمر الناس شيئا فأكرم قريشا فإني سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول من أهان قريشا أهانه الله. رواه أحمد وأبو يعلى في الكبير
باختصار، والبزاز بنحوه، ورجالهم ثقات. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من أهان قريشا أهانه الله قبل موته. رواه الطبراني في الكبير والأوسط
وفيه محمد بن سليم أبو هلال وقد وثقه جماعة وفيه ضعف، وبقية رجالهما رجال
الصحيح، ورواه البزاز. وعن سعد يعنى ابن أبي وقاص قال قيل للنبي صلى الله عليه
وسلم إن فلانا الثقفي قتل وقد كان أسلم فقال أبعده الله إنه كان يبغض قريشا. رواه
البزاز وفيه من لم أعرفه. وعن المغيرة بن شعبة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف
يوم حنين على رجل من ثقيف مقتول فقال أبعدك الله فإنك كنت تبغض قريشا. رواه
الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف وقد وثق. وعن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم حب قريش إيمان وبغضهم كفر من أحب العرب
فقد أحبني ومن أبغضهم فقد أبغضني. رواه البزاز وفيه الهيثم بن جماز وهو
متروك. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بغض بني هاشم
والأنصار كفر وبغض العرب نفاق. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن سهل
ابن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحبوا قريشا فإنه من أحبهم أحبه
الله عز وجل. رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل وهو ضعيف.
وعن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول يا عائشة قومك
أسرع أمتي بي لحاقا قالت فلما جلس قلت يا رسول الله لقد جعلني الله فداك لقد
دخلت وأنت تقول كلاما ذعرني قال وما هو قلت تزعم أن قومك بأسرع بك لحاقا
قال نعم قلت ومم ذاك قال تستخلبهم المنايا وتنفس عليهم أمتهم قالت فقلت كيف
27

الناس بعد ذلك أو عند ذلك قال دبا يأكل أشداؤه (1) ضعافه حتى تقوم عليهم الساعة
قال والدبا الجنادب التي لم تنبت أجنحتها. وفي رواية يا عائشة أول من يهلك من
الناس قومك قال قلت جعلني الله فداك أمن سم قال لا ولكن هذا الحي من قريش
تستخلبهم المنايا وتنفس الناس عنهم أول الناس هلاكا قلت فما بقاء الناس بعدهم
قال هم صلب الناس إذا هلكوا هلك الناس. رواه أحمد والبزاز ببعضه والطبراني
في الأوسط ببعضه أيضا وإسناد الرواية الأولى عند أحمد رجال الصحيح وفى بقية
الروايات مقال. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرع
قبائل الناس فناء قريش يوشك أن تمر المرأة بالبعل فتقول هذا بعل قرشي. رواه
أحد وأبو يعلى والبزاز ببعضه والطبراني في الأوسط وقال هذه بدل هذا، ورجال
أحمد وأبى يعلى رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا يزال الدين واصبا ما بقي من قريش عشرون رجلا. رواه البزاز
وفيه إبراهيم بن أبي حية وهو متروك.
باب
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل قوم مادة ومادة قريش
مواليهم. رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه الحجاج بن أرطاة وهو ثقة، وبقية
رجاله رجال الصحيح.
(فضل الأنصار)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت الملائكة طوعا
وأسلمت الأنصار طوعا وأسلمت عبد القيس طوعا. رواه الطبراني في الأوسط عن
شيخه علي بن سعيد بن بشير وفيه لين، وبقية رجاله ثقات. وعن سعيد بن عبادة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا الحي من الأنصار محنة حبهم إيمان وبغضهم
نفاق. رواه أحمد والطبراني والبزاز وفى رجال أحمد راو لم يسم وأسقطه الآخران
ورجالهما وبقية رجال أحمد ثقات
وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من أحبني أحب الأنصار ومن أبغضني فقد أبغض الأنصار لا يحبهم

(1) في النهاية " شداد " والدبا: الجراد أو شبهه.
28

منافق ولا يبغضهم مؤمن من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله دثار
والأنصار شعار ولو سلك الناس شعبا والأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار
قلت له حديث في الصحيح غير هذا رواه البزاز باسنادين وفيهما كلاهما عطية وحديثه
يكتب على ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر. رواه أحمد بأسانيد
ورجال أكثرها رجال الصحيح. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم حب الأنصار إيمان وبغضها نفاق. رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن أبي سعيد الخدري قال لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب ولم يكن في الأنصار منها شئ وجد
هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القالة حتى قال قائلهم لقى رسول
الله صلى الله عليه وسلم قومه فدخل عليه سعد بن عبادة فقال يا رسول الله إن هذا الحي من
الأنصار وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفئ الذي أصبت قسمت في قومك
وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ولم يكن في هذا الحي من الأنصار شئ قال فأين
أنت من ذلك يا سعد قال يا رسول الله ما أنا إلا امرؤ من قومي وما أنا من ذلك قال فاجمع
لي قومك في هذه الحظيرة قال فجاء رجل من المهاجرين فتركهم وجاء آخرون فردهم
فلما اجتمعوا أتاه سعد فقال قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار قال فأتاهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو له أهل ثم قال يا معشر الأنصار ما قالة
بلغتني عنكم ووجدة وجدتموها في أنفسكم ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي وعالة فأغناكم الله
وأعداءا فألف بين قلوبكم قالوا بل الله ورسوله أمن وأفضل قال ألا تجيبوني يا معشر
الأنصار قالوا وبماذا نجيبك يا رسول الله ولله ولرسوله المن والفضل قال أما والله لو
شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدقتم أتيتنا مكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك وطريدا
فآويناك وعائلا فواسيناك أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا
تألفت قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب
الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم في رحالكم فوالذي نفس محمد بيده انه
لولا الهجرة لكنت أمرا من الأنصار ولو سلك الناس شعبا لسلكت شعب الأنصار
اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار قال فبكى القوم حتى
29

أخضبوا لحاهم وقالوا رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم قسما وحظا ثم انصرف رسول الله
صلى الله عليه وسلم وتفرقوا. وفى رواية عن أبي سعيد أيضا قال قال رجل من الأنصار
لأصحابه أما والله لقد كنت أحدثكم ان لو استقامت الأمور لقد أثر عليكم قال
فردوا عليه ردا عنيفا قال فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءهم فقال لهم
أشياء لا أحفظها قالوا بلى يا رسول الله فقال فكنتم لا تركبون الخيل قال فكلما قال لهم
شيئا قالوا بلى يا رسول الله قال فلما رآهم لا يردون عليه. قلت فذكر نحوه وقال في
آخره الأنصار كرشي وأهل بيتي وعيبتي التي أويت إليها فاعفوا عن مسيئهم واقبلوا
من محسنهم قال أبو سعيد قلت لمعاوية إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا
أنا سنرى بعده أثرة قال معاوية فما أمركم قلت أمرنا أن قال اصبروا إذا وفى رواية فاصبروا
حتى تلقوني على الحوض. رواها أحمد كلها وأبو يعلى (1) بالرواية التي قال فيها فقال
رجل من الأنصار لأصحابه، ورجال الرواية الأولى لأحمد رجال الصحيح غير محمد بن
إسحاق وقد صرح بالسماع. وعن أبي هريرة وأبى سعيد نحو ما تقدم باختصار. رواه
أحمد ورجالهما رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع. وعن جابر
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما فتحت حنين بعث سرايا فأتوا بالإبل والشاء فقسموها في قريش فوجدنا
أيها الأنصار فبلغه ذلك فجمعنا فخطبنا فقال ألا ترضون أنكم أعطيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فوالله لو سلك الناس واديا وسلكتم شعبا لاتبعت شعبتكم قالوا رضينا برسول الله
صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح
وعن السائب بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم الفئ الذي أفاء الله بحنين
من غنائم هوازن فأحسن فأفشى في أهل من قريش وغيرهم فغضبت الأنصار فلما سمع
بذلك النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم في منازلهم ثم قال من كان ههنا من الأنصار فليخرج إلى رحلة
ثم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله عز وجل ثم قال يا معشر الأنصار
قد بلغني من حديثكم في هذه المغنم التي آثرت بها أناسا أتألفهم على الاسلام لعلهم أن
يشهدوا بعد اليوم وقد أدخل الله قلوبهم الاسلام ثم قال يا معشر الأنصار ألم يمن الله عليكم
بالايمان وخصكم بالكرامة وسماكم بأحسن الأسماء أنصار الله وأنصار رسوله ولولا
الهجرة لكنت أمرا من الأنصار ولو سلك الناس واديا وسلكتم واديا لسلكت

(1) " يعلى " غير موجودة في الأصل.
30

واديكم أفلا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والنعم والبعير وتذهبون برسول الله
صلى الله عليه وسلم فلما سمعت الأنصار قول رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا رضينا قال أجيبوني
فيما قلت قالت الأنصار يا رسول الله وجدتنا في ظلمة فأخرجنا الله بك إلى النور
ووجدتنا على شفا حفرة من النار فأنقذنا الله بك ووجدتنا ضلالا فهدانا الله بك قد
رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فاصنع يا رسول الله ما شئت في أوسع الحل
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لو أجبتموني بغير هذا القول لقلت صدقتم
لو قلتم ألم تأتنا طريدا فآويناك ومكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك وقبلنا مارد
الناس عليك لو قلتم هذا لصدقتم فقالت الأنصار بل لله ولرسوله المن ولرسوله المن
والفضل علينا وعلى غيرنا ثم بكوا فكثر بكاؤهم وبكى النبي صلى الله عليه وسلم معهم. رواه
الطبراني وفيه رشدين بن سعد وحديثه في الرقاق ونحوها حسن، وبقية رجاله ثقات.
وعن ابن عباس قال أصاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين غنائم فقسم للناس
فقالت الأنصار نلي القتال والغنائم لغيرنا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فبعث
إليهم أن اجتمعوا فأتاهم فقال يا معشر الأنصار هل فيكم أحد من غيركم قالوا لا إلا
ابن أخت لنا ومولانا فقال ابن أخت القوم منهم ومولى القوم منهم فقال يا معشر
الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون أنتم بمحمد إلى أبياتكم
قالوا رضينا. رواه الطبراني وفيه محمد بن جابر السحيمي وهو ضعيف. وقد وثق.
وعن عبد الله بن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأنصار ألا ترضون أن كل
الناس دثار وأنتم شعار ألا ترضون أن الناس لو سلكوا واديا وسلكتم آخر اتبعت
واديكم وتركت الناس ولولا أن الله عز وجل سماني من المهاجرين لأحببت أن
أكون أمرا من الأنصار قالوا بلى رضينا. رواه الطبراني وعبد الله بن جبير قيل إنه
تابعي وهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عباد بن بشير الأنصاري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار أنتم الشعار والناس الدثار لا أوتين من قبلكم.
رواه الطبراني وفيه من لم يرو عنه إلا واحد، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن
محمد يعنى ابن عقيل قال قدم معاوية المدينة فتلقاه أبو قتادة فقال أما إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال أما إنكم ستلقون بعدي أثرة قال فبما أمركم قال أمرنا أن نصبر
قال اصبروا إذا. رواه أحمد وعبد الله بن محمد بن عقيل حسن الحديث، وبقية رجاله
31

رجال الصحيح. وعن أبي حميد الساعدي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن لكل نبي عيبة وعيبتي (1) هذا الحي من الأنصار ولولا الهجرة لكنت
أمرا من الأنصار ولو سلك الناس واديا وسلك الأنصار شعبا لسلكت شعب
الأنصار الأنصار شعار والناس دثار فمن ولى من أمر الناس شيئا فليحسن إلى
محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم. رواه البزاز وفيه من لم أعرفه. وعن أنس بن مالك
قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا إن لكل نبي تركة وصنيعة وإن تركتي
وصنيعتي الأنصار فاحفظوني فيهم. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد. وعن
ابن عباس قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فخطب فقال للأنصار ألم تكونوا
أذلاء فأعزكم الله بي ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي ألم تكونوا خائفين فأمنكم الله
بي ألا تردون على قالوا أي شئ نجيبك قال تقولون ألم يطردك قومك فآويناك ألم
يكذبك قومك فصدقناك يعدد عليهم قال فجثوا على ركبهم وقالوا أموالنا وأنفسنا لك
فنزلت (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) رواه الطبراني في الأوسط
عن شيخه علي بن سعيد بن بشير وفيه لين، وبقية رجاله وثقوا. وعن مطر أبى موسى
مولى آل طلحة بن عبيد الله قال اجتمع أبو هريرة وعبد الله بن عمر وإني لقاعد معهما
وأنا غلام فقال أبا عبد الرحمن إن الناس يزعمون أبى أكذب على رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأي أرض تقلني وأي سماء تظلني فقال أنت خير من ذلك فقال أبو هريرة
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار
واديا لسلكت مع الأنصار في ذلك الوادي فقال ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقوله وقال أبو هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لولا
الهجرة لكنت أمرا من الأنصار قال صدقت سمعته من رسول الله صلى الله عليه
وسلم ولم يحدث يومئذ إلا صدقه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
وعن أنس قال علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشعب أحسن من الوادي.
رواه الطبراني وإسناده حسن. وعن أبي قتادة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول على المنبر ألا إن الناس دثار وان الأنصار شعار ولو أن الناس سلكوا

(1) أي خاصتي وموضع سرى، والعرب تكنى عن القلوب والصدور بالعياب
لأنها مستودع السرائر كما أن العياب مستودع الثياب، والعيبة معروفة.
32

واديا وسلكت الأنصار شعبة لاتبعت شعبة الأنصار ولولا الهجرة لكنت أمرا
من الأنصار فمن ولى من أمرهم شيئا فليحسن إلى محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم ومن
أفزعهم فقد أفزع هذا الذي بين هذين، وأشار إلى صدره يعنى قلبه. رواه الطبراني
في الأوسط عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف. وقال ابن دقيق العيد إنه وثق،
وبقية رجاله ثقات. وعن ابن شفيع وكان طبيبا قال دعاني أسيد بن حضير فقطعت
له عرق النساء فحدثني بحديثين قال أتاني أهل بيتين من قومي أهل بيت من طفر وأج هل
بيت من بنى معاوية فقالوا كلم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لنا أو يعطينا
أو نحو هذا فكلمته فقال نعم أقسم لكل واحد (1) منهم شطرا فان عاد الله علينا
عدنا عليهم قال قلت جزاك الله خيرا يا رسول الله قال وأنتم فجزاكم الله خيرا فإنكم
ما علمتكم أعفة صبر إنكم ستلقون أثرة بعدي فلما كان عمر بن الخطاب قسم بين الناس
فبعث إلى منها بحلة فاستصغرتها فبينا أنا أصلى إذ مر بي شاب من قريش عليه حلة من
تلك الحلل يجرها فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم ستلقون أثرة
بعدي فقلت صدق الله ورسوله فانطلق رجل إلى عمر فأخبره فجاء وأنا أصلى
فقال صل أبا أسيد فلما قضيت صلاتي قال كيف قلت فأخبرته فقال تلك حلة
بعثت بها إلى فلان وهو بدري أحدي عقبى فأتاه هذا الفتى فابتاعها منه
فلبسها فظننت ان ذلك يكون في زماني قال قلت قد والله يا أمير المؤمنين ظننت أن
ذلك لا يكون في زمانك قلت في الصحيح وغيره إنكم ستلقون بعدي أثرة رواه
أحمد ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس وهو ثقة. وعن جابر بن عبد الله قال
أمر أبى بحريرة صنعت ثم أمرني فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو في منزله
قال فقال لي ماذا معك يا جابر ألحم هذا قلت لا فأتيت أبى فقال هل رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم قلت نعم قال فهل سمعته يقول شيئا قال قلت نعم قال لي ماذا
معك يا جابر ألحم هذا قال لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون اشتهى اللحم
فأمر بشاة لنا داجن (2) فذبحت ثم أمرها فشويت ثم أمرني فأتيت بها النبي صلى الله عليه
وسلم فقال لي ماذا معك يا جابر فأخبرته فقال جزى الله الأنصار عنا خيرا ولا سيما
عبد الله بن عمرو بن حرام وسعد بن عبادة. رواه أبو يعلى بإسنادين ورجال أحدهما

(1) في نسخة " بيت "
(2) هي الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم.
33

رجال الصحيح غير إبراهيم بن حبيب بن الشهيد وهو ثقة (1). وعن أبي محمد
بشير بن أبان بن بشير بن النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري عن أبيه عن جده قال
كتب مروان بن الحكم إلى النعمان بن بشير يخطب على ابنه عبد الملك أم أبان بنت
النعمان وكان في كتابه إليه بسم الله الرحمن الرحيم من مروان بن الحكم إلى النعمان
ابن بشير سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فان الله ذا
الجلال والاكرام والعظمة والسلطان قد خصكم معشر الأنصار بنصر دينه واعتزاز
نبيه وقد جعلك الله منهم في البيت العميم والفرع القديم وقد دعاني ذلك إلى اختياري
مصاهرتك وإيثارك على الأكفاء من ولد أبى وقد رأيت أن تزوج ابني عبد الملك
ابن مروان ابنتك أم أبان بنت النعمان وقد جعلت صداقها ما نطق به لسانك
وترمرمت به شفتاك وبلغه مناك وحكمت به في بيت المال قبلك فلما قرأ النعمان
كتابه كتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم من النعمان بن بشير إلى مروان بن الحكم
بدأت باسمي سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لأني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إذا كتب أحدكم إلى أحد فليبدأ بنفسه، أما بعد فقد وصل
إلى كتابك وقد فهمت ما ذكرت فيه من محبتنا فاما أن تكون صادقا فغنم أصبت
وبحظك أخذت لأنا أناس جعل الله تعالى حبنا إيمانا وبغضنا نفاقا وأما ما أطنبت
فيه من ذكر شرفنا وقديم سلفنا ففي مدح الله تعالى لنا وذكره إيانا في كتابه المنزل
وقرآنه المفصل على نبيه صلى الله عليه وسلم ما أغنانا عن مدح أحد من الناس وأما
ما ذكرت أنك آثرتني بابنك عبد الملك بن مروان على الأكفاء من ولد أبيك
فحظى منك مردود عليهم موفور لهم غير مشاح لهم فيه ولا منازع لهم عليه وأما
ما ذكرت بأن صداقها ما نطق به لساني وترمرمت به شفتاي وبلغه مناي وحكمت
به في بيت المال قبلي فقد أصبح بحمد الله لو أنصفت حظي في بيت المال أوفر
من حظك وسهمي فيه أجزل من سهمك فأنا الذي أقول:
فلو أن نفسي طاوعتني لأصبحت * لها حفد مما يعد كثير
ولكنها نفس على كريمة * عيوف لأصهار اللئام قدور

(1) في هامش نسخة: ورواه البزاز أيضا، وقد تقدم في فضل عبد الله بن
عمرو بن حرام. ابن حجر.
34

لنا في بنى العنقاء وابني محرق * مصاهرة يسمى بها ومهور
وفى آل عمران وعمرو بن عامر * عقائل لم يدنس لهن حجور
رواه الطبراني وفيه أبان بن بشير بن النعمان ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات
إلا أن ابن حبان قال في أبى محمد بشير بن أبان قال فيه بشير بن النعمان فزاد في نسبه
النعمان والله أعلم. وعن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الله أيدني بأشداء العرب ألسنا وأدرعا بابني قيلة الأوس والخزرج. رواه الطبراني
وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن أبي واقد الليثي قال كنت جالسا عند رسول الله صلى
الله عليه وسلم تمس ركبتي ركبته فأتاه آت فالتقم أذنه فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وثار الدم في أساريره (1) وقال هذا رسول عامر بن الطفيل يتهددني من ثار أبى
فكفانيه الله بالنبيين من ولد إسماعيل بابني قيلة يعنى الأنصار. رواه الطبراني في
الكبير والأوسط إلا أنه قال فيه فكفانيه الله بالنبي من ولد إسماعيل وبابني قيلة. وفى
إسنادهما عبد الله بن يزيد البكري وهو ضعيف. وعن أبي قتادة قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر للأنصار ألا إن الناس دثاري والأنصار
شعاري لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبة لاتبعت شعبة الأنصار ولولا
الهجرة لكنت أمرا من الأنصار فمن ولى أمر الأنصار فليحسن إلى محسنهم وليتجاوز
عن مسيئهم فمن أفزعهم فقد أفزع هذا الذي بين هذين، وأشار إلى نفسه. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن النضر الأنصاري وهو ثقة. وعن عبد الرحمن
ابن كعب بن مالك وكان أبوه أحد الثلاثة الذين تيب عليهم عن رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه
واستغفر للشهداء الذين قتلوا بأحد ثم قال إنكم يا معشر المهاجرين تزيدون وان
الأنصار لا يزيدون وان الأنصار عيبتي التي آويت إليها أكرموا كريمهم وتجاوزوا
عن مسيئهم فإنهم قد قضوا الذي عليهم وبقى الذي لهم. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري وهو أحد الثلاثة الذين تيب
عليهم يعنى أباه انه أخبره بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم

(1) الأسارير: الخطوط التي تجتمع في الجبهة وتتكسر، واحدها سر أو سرر
وجمعها أسرار وأسرة وجمع الجمع أسارير.
35

خرج يوما عاصبا رأسه فقال في خطبته أما بعد يا معشر المهاجرين فإنكم قد أصبحتم
تزيدون وأصبحت الأنصار لا تزيد على هيئتها التي هي عليها اليوم وان الأنصار
عيبتي التي آويت إليها فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم. رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن قدامة بن إبراهيم قال رأيت الحجاج يضرب عباس بن سهل
في أمر ابن الزبير فأتاه سهل بن سعد وهو شيخ كبير له ضفران وعليه ثوبان إزار
ورداء فوقف بين السماطين فقال أبا حجاج ألا تحفظ فينا وصية رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال وما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم قال أوصى أن يحسن
إلى محسن الأنصار ويعفى عن مسيئهم قال فأرسله. رواه أبو يعلى والطبراني في
الأوسط والكبير بأسانيد في أحدها عبد الله بن مصعب وفى الآخر عبد المهيمن بن
عباس وكلاهما ضعيف. وعن سعد يعنى ابن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم اقبلوا من محسن الأنصار وتجاوزوا عن مسيئهم. رواه البزاز وفيه
صدقة بن عبد الله السمين وثقه دحيم وأبو حاتم وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
وعن زيد بن سعد عن أبيه أن النبيص لي الله عليه وسلم لما نعيت إليه نفسه خرج متلفعا في
أخلاق ثياب عليه حتى جلس على المنبر فسمع الناس به وأهل السوق فحضروا المسجد
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس احفظوني في هذا الحي من الأنصار فإنهم
كرشي الذي آكل فيها وعيبتي اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم. رواه الطبراني
وزيد بن سعد بن زيد الأشهلي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن مهاجر بن دينار
أن أبا سعيد الأنصاري مر بمروان يوم الدار وهو صريع فقال يا ابن الزرقاء قالوا
علم أنك حي أجزت عليك فحقدها عليه عبد الملك فلما استخلف عبد الملك أتى به فقال
أبو سعيد احفظ في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الملك بن مروان
وما ذاك فقال احفظوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم وكان أبو سعيد زوج أسماء
بنت يزيد بن السكن بن عمرو بن حرام. رواه الطبراني، ورجاله ثقات. وعن
عبد الله بن عمرو قال كتب أبو بكر إلى عمرو بن العاص أما بعد فقد عرفت وصية
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأنصار عند موته اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم.
رواه البزاز وحسن إسناده ورواه الطبراني، ورجاله وثقوا وفيهم خلاف. وعن
ابن عباس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له هذه الأنصار رجالها ونساؤها في المسجد
36

يبكون قال وما يبكيها قال يخافون أن تموت قال فخرج فجلس على منبره متعطف بثوب طارح
طرفيه على منكبيه عاصب رأسه بعصابة وسخة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد
أيها الناس فان الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام فمن ولى
شيئا من أمرهم فليقبل من محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم قلت هو في الصحيح
خلا أوله إلى قوله فخرج فجلس رواه البزاز عن ابن كرامة عن ابن موسى ولم
أعرف الآن أسماءهما (1)، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عائشة قالت فخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى بالناس ثم أوصى بالناس خيرا ثم قال أما بعد يا معشر المهاجرين
إنكم أصبحتم تزيدون وأصبحت الأنصار لا تزيد على هيئتها التي هي عليها اليوم
والأنصار عيبتي التي آويت إليها فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم. رواه
البزاز ورجاله رجال الصحيح. وعن عباس بن سهل بن سعد أن سهلا دخل على
الحجاج وهو متكئ على يده فقال له إن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الأنصار أحسنوا إلى
محسنهم واعفوا عن مسيئهم فقال من يشهد لك قال هذان كنفيك عبد الله بن جعفر
وإبراهيم بن محمد بن حاطب فقالا نعم. رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس بن
سهل وهو ضعيف. وعن أسيد بن حضير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأنصار كرشي وعيبتي وان الناس يكثرون وهم يقلون فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا
عن مسيئهم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الرحمن بن كعب
ابن مالك عن أبيه وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيبا
فحمد الله وأثنى عليه واستغفر للشهداء الذين قتلوا يوم أحد فقال إنكم يا معشر
المهاجرين تزيدون والأنصار لا يزيدون وإن الأنصار عيبتي التي آويت إليها فأكرموا
كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن
عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال آخر خطبة خطبناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر
نحوه باختصار. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن محمد ومحمود ابني جابر
قالا خرجنا يوم دخل حسن بن دلجة المدينة بعد الحرة بعام فدخل المدينة حتى ظهر
المنبر ففزع الناس فخرجنا بجابر في الحرة وقد ذهب بصره فنكبه الحجر فقال أخاف

(1) فائدة: ابن كرامة هو محمد بن عثمان بن كرامة. وابن موسى هو عبد الله،
وهما من رجال الصحيح. ابن حجر كما في هامش نسخة.
37

الله من أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالها مرتين أو ثلاثا قبل أن نسأله فقلنا يا أبتاه ومن
أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول من أخاف الأنصار فقد أخاف ما بين هذين، وفى رواية ووضع يديه
على جنبيه. رواه الطبراني في الأوسط والبزاز وقال من أخاف الأنصار، ورجال
البزاز رجال الصحيح غير طالب بن حبيب وهو ثقة، وأحمد بنحوه إلا أنه قال من
أخاف أهل المدينة، ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن عبادة بن الصامت أن معاوية
قال لهم يا معشر الأنصار مالكم لم تلقوني مع إخوانكم من قريش قال عبادة الحاجة
قال فهلا على النواضح قال أنضينا يوم بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أجابه
فقال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها ستكون عليكم أثرة بعدي قال معاوية فما أمركم
قال أمرنا أن نصبر حتى تلقاه قال فاصبروا إذا حتى تلقوه. رواه الطبراني وفيه راو
لم يسم وعطاء بن السائب اختلط. وعن أنس قال قدم معاوية فأبطأت الأنصار عن
تلقيه فلم يصنع بهم شيئا فقال أبو أيوب صدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
ستصيبكم بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني قال معاوية فاصبروا إذا قال أبو أيوب
نصبر كما أمرنا والله لا يضلكها. رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وهو
ضعيف وقد وثق. وعن رجل قال قال ذو اليدين يا معشر الأنصار أليس أمركم
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصبروا حتى تلقوه. رواه الطبراني وتابعيه لم يسم،
وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت وقد تقدم حديث أبي قتادة في هذا الباب. وعن
الحارث بن زياد الساعدي الأنصاري أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو يبايع الناس
على الهجرة فقال يا رسول الله بايع هذا فقال ومن هذا قال هذا ابن عمى حوط بن
يزيد أو يزيد بن حوط قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أبايعكم إن الناس
يهاجرون إليكم لا يهاجرون إليهم والذي نفسي بيده لا يحب رجل الأنصار حتى يلقى
الله تبارك وتعالى إلا لقى الله تبارك وتعالى وهو يحبه ولا يبغض رجل الأنصار حتى
يلقى الله تبارك وتعالى إلا لقى الله تبارك وتعالى وهو يبغضه. رواه أحمد والطبراني
بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث. وعن أبي
أسيد الساعدي أن الناس جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لحفر الخندق يبايعونه على الهجرة
فلما فرغ قال يا معشر الأنصار لا تبايعون على الهجرة إنما يهاجر الناس إليكم من لقى
38

الله وهو يحب الأنصار لقى الله وهو يحبه ومن لقى الله وهو يبغض الأنصار لقى الله وهو
يبغضه رواه الطبراني وفيه عبد الحميد بن سهيل ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن زيد بن
ثابت أنه كان جالسا في نفر من الأنصار فخرج عليهم معاوية فسألهم عن حديثهم فقالوا
لنا في حديث الأنصار فقال معاوية ألا أزيدكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا بلى
يا أمير المؤمنين قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب الأنصار
أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه. رواه أحمد وأبو يعلى قال مثله والطبراني في
الكبير والأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن معاوية بن أبي سفيان قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب الأنصار فبحبي أحبهم ومن أبغض الأنصار فببغضي
أبغضهم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير النعمان بن مرة وهو ثقة. وعن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه
الله. رواه أبو يعلى وإسناده جيد، ورواه البزاز وفيه محمد بن عمرو وهو حسن
الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أحب الأنصار فبحبي أحبهم ومن أبغض الأنصار فببغض أبغضهم. رواه الطبراني
ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن حاتم وهو ثقة. وعن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان الأنصار عيبتي التي آويت إليها فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا
عن مسيئهم فإنهم قد أدوا الذي عليهم وبقى الذي لهم. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب الأنصار
آية كل مؤمن ومنافق فمن أحب الأنصار فبحبي أحبهم ومن أبغض الأنصار
فببغضي أبغضهم قلت هو في الصحيح باختصار رواه أبو يعلى وفيه كريد بن رواحة
وهو ضعيف. وعن رباح بن عبد الرحمن بن حويطب قال حدثتني جدتي أنها سمعت
أباها سعيد بن زيد يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا صلاة لمن لا وضوء له
ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى ولا يؤمن بالله من لا يؤمن بي ولا يؤمن بي
من لا يحب الأنصار قلت رواه أبو داود وابن ماجة خاليا عن ذكر الأنصار
رواه أحمد وفيه أبو ثفال المري وهو ضعيف. وعن رباح بن عبد الرحمن بن حويطب
عن جدته قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لم يؤمن بالله من لم يؤمن بي ولم
يؤمن بي من لا يحب الأنصار. رواه عبد الله بن أحمد وترجم لهذه المرأة فلعلها
39

سمعته عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن أبيها فروته مرة هكذا ومرة هكذا والله أعلم، وفي إسناده
أبو ثفال أيضا وهو ضعيف. وعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استحدثوا
الاسلام يحب الأنصار فإنه لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق. رواه الطبراني
وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف. وعن جابر قال كانت الأنصار إذا جزوا (1) نخلهم
قسم الرجل تمره قسمين أحدهما أقل من الآخر ثم يجعلون السعف (2) مع أقلهما
ثم يخيرون المسلمين فيأخذون أكثرهما ويأخذ الأنصار أقلهما من أجل السعف حتى
فتحت خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وفيتم لنا بالذي كان عليكم فان
شئتم أن تطيب أنفسكم بنصيبكم من خيبر ويطيب ثماركم فعلتم قالوا إنه قد كان لك
علينا شروط ولنا عليك شرط بأن لنا الجنة فقد فعلنا الذي سألتنا بأن (3) لنا شرطنا
قال فذاكم لكم. رواه البزاز من طريقين وفيهما مجالد وفيه خلاف، وبقية رجال
إحداهما رجال الصحيح. وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يضر
امرأة نزلت بين بيتين من الأنصار أو نزلت بين أبويها. رواه أحمد والبزاز ورجالهما
رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك قال شق على الأنصار النواضح (4) فاجتمعوا عند
النبي صلى الله عليه وسلم يسئلونه أن يكرى لهم نهرا سحا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
مرحبا بالأنصار مرحبا بالأنصار مرحبا بالأنصار لا تسئلوني (5) اليوم شيئا إلا أعطيتكموه
ولا أسأل الله لكم شيئا إلا أعطانيه فقال بعضهم لبعض اغتنموها وسلوه المغفرة قالوا
يا رسول الله ادع لنا بالمغفرة فقال اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء
الأنصار، وفى؟ رواية ولا زواج الأنصار. رواه أحمد والبزاز بنحوه وقال مرحبا
بالأنصار ثلاثا، والطبراني في الأوسط والصغير والكبير بنحوه وقال وللكنائن (6)
وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح. وعن رفاعة بن رافع قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للأنصار ولذراري الأنصار ولذراري ذراريهم وجيرانهم. رواه
البزاز والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير هشام بن هارون وهو ثقة. وعن جابر
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار
ولأزواجهم وذراريهم. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات وفى بعضهم خلاف.

(1) جز النخل: قطع ثمره.
(2) السعف: أغصان النخيل.
(3) في نسخة " على أن "
(4) إبل السقي.
(5) في نسخة " والله لا تسألوني "
(6) الكنة: امرأة الابن وامرأة الأخ.
40

وعن خزيمة بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للأنصار
ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار. رواه الطبراني وفيه صالح بن محمد بن زائدة
وهو ضعيف. وعن عوف الأنصاري الأشهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولموالي الأنصار. رواه الطبراني وفيه
من لم أعرفهم. وعن عثمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الايمان
يمان الايمان في قحطان والقسوة في ولد عدنان حمير رأس العرب ونابها ومذحج
هامتها وعصمتها والأزد كاهلها وجمجمتها وهمدان غاربها وذروتها اللهم أعز الأنصار
الذين أقام الله الدين بهم الذين آووني ونصروني وحموني وهم أصحابي في الدنيا وشيعتي
في الآخرة وأول من يدخل الجنة من أمتي. رواه البزاز واسناده حسن. وعن أنس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة أقرى قومك السلام وأخبرهم أنهم ما علمتهم
أعفة صبر. رواه البزاز وفيه محمد بن ثابت البناني وهو ضعيف. وعن ابن عباس
قال عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأنصار فلما دنا من منزله سمعه يتكلم
في الداخل فلما استأذن عليه دخل فلم ير أحدا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعتك
تكلم غيرك فقال يا رسول الله لو دخلت الداخل اعتماما من كلام الناس مماتي من الحمى
فدخل على رجل ما رأيت رجلا بعدك أكرم مجلسا ولا أحسن حديثا منه قال ذاك
جبريل وإن منكم لرجالا لو أن أحدهم أقسم على الله لأبره. رواه البزاز والطبراني
في الكبير والأوسط وأسانيدهم حسنة. وعن أنس قال افتخر الحيان الأوس والخزرج
فقالت الأوس منا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب ومنا من اهتز له العرش (1)
سعد بن معاذ ومنا من حمته الدبر عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح ومنا من أجيزت
شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت، وقالت الخزرجيون منا أربعة جمعوا القرآن
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجمعه غيرهم: زيد بن ثابت وأبي بن كعب
ومعاذ بن جبل وأبو زيد قلت في الصحيح منه الذين جمعوا القرآن فقط رواه
أبو يعلى والبزاز والطبراني ورجالهم رجال الصحيح. وعن داود بن أبي هند
وإسماعيل بن أبي خالد وزكريا بن أبي زائدة جمع القرآن على عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم من الأنصار أبى

(1) في نسخة " عرش الرحمن ".
41

ابن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد وسعد بن عبيد. رواه
الطبراني وهو منقطع الاسناد ولم يعد غير خمسة من الستة. وعن سعد بن عبيد قال
مثله. رواه الطبراني عقب هذا وفى إسناده يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
وعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أقبل من تبوك وكان على التقية قال
الله أكبر فلما نظر إلى أحد قال هذا جبل يحبنا ونحبه ثم التفت فقال هل تحبون أن
أخبركم بدور الأنصار قالوا بلى يا رسول الله قال إن خير دور الأنصار عبد الأشهل
ثم دار الحارث بن الخزرج ثم دار بنى ساعدة فقال سعد يا رسول الله جعلتنا آخر
القبائل قال إذا كنت من الخيار فحسبك. رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس
وهو ضعيف. وعن أنس قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على جوار من بنى
النجار وهن يضربن بالدف ويقلن:
نحن جوار من بنى النجار يا جبذا محمد من جار
فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم اللهم بارك فيهن. رواه أبو يعلى من طريق رشيد
عن ثابت ورشيد هذا قال الذهبي مجهول.
(باب ما جاء في قبائل العرب)
عن زيد بن خالد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قريش والأنصار وأسلم
وغفار أو غفار وأسلم ومن كان من أشجع وجهينة أو جهينة وأشجع حلفاء موالي
ليس لهم من دون الله ولا رسوله مولى. رواه أحمد والطبراني من رواية إسماعيل
ابن عياش بن يحيى بن سعيد الأنصاري وهي ضعيفة. وعن عبد الرحمن بن عوف
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار
وأشجع وسليم أوليائي ليس لهم ولى دون الله ورسوله. رواه أبو يعلى والبزاز بنحوه
ورجال البزاز رجال الصحيح غير عبد الملك بن محمد بن عبد الله وهو ثقة وفيه
خلاف. وعن أبي الدرداء. قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدت جماعة من العرب
يتفاخرون فيما بينهم فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا يا أبا الدرداء
الذي أسمع فقلت يا رسول الله هذه العرب تفاخر فيما بينها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا أبا الدرداء. إذا فاخرت ففاخر بقريش وإذا كاثرت فكاثر ببني تميم وإذا حاربت
فحارب بقيس ألا ان وجوهها كنانة ولسانها أسد وفرسانها قيس يا أبا الدرداء إن الله
42

فرسانا في سمائه يحارب بهم أعداءه وهم الملائكة وله فرسان في أرضه يحارب بهم أعداءه
وهم قيس يا أبا الدرداء إن آخر من يقاتل عن الاسلام حين لا يبقى إلا ذكره وعن
القرآن حين لا يبقى إلا رسمه لرجل من قيس قال قلت يا رسول الله أي قيس قال من
سليم. رواه البزاز وفيه سليمان بن أبي كريمة وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال
ذكرت القبائل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن بنى عامر فقال جمل أزهر يأكل
من أطراف الشجر وسألوه عن هوازن فقال زهرة تنبع ماء وسألوه عن بنى تميم فقال
ثبت الاقدام رجح الأحلام عظماء الهام أشد الناس على الدجال في آخر الزمان هضبة
حمراء لا يضرها من ناوأها. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سلام بن صبيح وثقه ابن
حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عمرو بن عبسة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعرض يوما خيلا وعنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنا أفرس بالخيل منك فقال عيينة وأنا أفرس بالرجال منك فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم وكيف ذاك قال خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم
جاعلي رماحهم على مناسج خيولهم لابس البرد من أهل نجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كذبت بل خير الرجال رجال أهل اليمن والايمان يمان لخم وجذام. وعاملة
ومأكول حمير خير من أكلها وحضرموت خير من بنى الحارث وقبيلة خير من
قبيلة وقبيلة شر من قبيلة والله لا أبالي أن يهلك الحارثان كلاهما لعن الله الملوك
الأربعة جمدا ومخوشا ومشرحا وأبضعة وأختهم العمروة ثم قال أمرني ربي عز
وجل أن ألعن قريشا فلعنتهم وأمرني أن أصلى عليهم مرتين فصليت عليهم مرتين
ثم قال عصية عصت الله ورسوله غير قيس وجعدة وعصية ثم قال لأسلم وغفار
وأخلاطهم من جهينة خير من أسد وتميم وغطفان وهوازن عند الله يوم القيامة ثم
قال شر قبيلتين في العرب نجران وبنى تغلب وأكثر القبائل في الجنة مذحج ومأكول،
وفى رواية ومأكول خير من أكلها قال من مضى خير فيمن بقي، وفى رواية وأنا
يمان وحضرموت خير من بنى الحارث ولا أبالي أن يهلك الحيان كلاهما فلا قيل
ولا ملك إلا الله. رواه أحمد متصلا ومرسلا والطبراني وسمى الثاني بسر بن
عبيد الله، ورجال الجميع ثقات. وعن عمرو بن عبسة قال عرضت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوما خيل وعنده عيينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أفرس
43

بالخيل منك فقال عيينة إن تكن أفرس بالخيل منى فأنا أفرس بالرجال منك
قال وكيف قال إن خير الرجال رجال لابسو البرء واضعو السيوف على عواتقهم
وعرضوا الرماح على مناسج خيولهم رجال نجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت بل
هم أهل اليمن الايمان يمان إلى لخم وجذام وعاملة ومأكول حمير خير من أكلها
وحضرموت خير من بنى الحارث وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا قيل ولا قاهر ولا
ملك إلا الله فبعث السمط إلى عمرو بن عبسة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حضرموت
خير من بنى الحارث قال نعم قال سمط آمنت بالله ورسوله ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم
الملوك الأربعة جمدا ومخوسا وأبضعة ومشرحا وأختهم العمروة وكانت تأتى المسلمين
إذا سجدوا فتركبهم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل أمرني أن ألعن قريشا
فلعنتهم مرتين ثم أمرني أن أصلى عليهم مرتين فصليت عليهم مرتين وأكثر
القبائل في الجنة مذحج وأسلم وغفار ومزينة وأخلاطهم من جهينة خير من بنى أسد
وتميم وهوازن وغطفان عند الله يوم القيامة وأنا لا أبالي أن يهلك الحيان كلاهما
وأمرني أن ألعن قبيلتين تميم بن مر سبعا فلعنتهم وبكر بن وائل خمسا وعصية عصت
الله ورسوله الا مازن وقيس قبيلتان لا يدخل الجنة منهم أحدا أبدا مناعش وملادس
وزعم أنهما قبيلتان تاهتا اتبعتا المشرق في عام جدب فانقطعتا في ناحية من الأرض
لا يوصل إليهما وذلك في الجاهلية. رواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي
قال الذهبي حمل عنه الناس وهو مقارب الحال، وقال النسائي ضعيف، وبقية رجاله
رجال الصحيح، وقد رواه بنحوه باسناد جيد عن شيخين آخرين. وعن معاذ بن
جبل قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في دارنا يعرض الخيل قال فدخل عليه
بالرجال منك فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنت أبصر منى بالخيل وأنا أبصر
سيوفهم على عواتقهم ويعرضون رماحهم على مناسج خيولهم ويلبسون البرود من
أهل نجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم كذبت بل خير الرجال رجال اليمن الايمان
يمان وأكثر قبيلة في الجنة مذحج ومأكول حمير خير من أكلها وحضرموت خير من
كندة فلعن الله الملوك الأربعة جمدا ومسرحا ومخوسا وأبضعة وأختهم العمروة.
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ. وعن عمرو
44

أبن عبسة السلمي قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على السكون والسكاسك وعلى خولان
العالية وعلى الأملوك أملوك ردمان. رواه أحمد والطبراني وفيه عبد الرحمن بن
يزيد بن موهب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي أمامة الباهلي أنه سمع النبي
صلى الله عليه وسلم يقول إن من خيار الناس الأملوك أملوك حمير وسفيان والسكون
والأشعريين. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وعن أبي الطفيل الكناني قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا رجل يخبرني عن مضر فقال رجل من القوم أنا
أخبرك عنها يا رسول الله أما وجهها الذي فيه سمعها وبصرها فهذا الحي من قريش
وأما لسانها الذي تعرب به في أنديتها فهذا الحي من بنى أسد بن خزيمة وأما كاهلها
فهذا الحي من بنى تميم بن مر وأما فرسانها فهذا الحي من قيس عيلان
قال فنظرت النبي صلى الله عليه وسلم كالمصدق لهم. رواه البزاز وفيه من لم أعرفهم.
وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسلم وغفار ورجال من مزينة
وجهينة خير من الحليفين غطفان وبنى عامر بن صعصعة قال فقال عيينة بن بدر والله
لئن أكون في هؤلاء في النار يعنى غطفان وبنى عامر أحب إلى من أن أكون في هؤلاء
في الجنة. رواه البزاز وفيه إبراهيم بن محمد بن جناح ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وعن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيتم إن كان الحليفان من أسلم
وغفار خير من الحليفين أسد وغطفان أترونهم خسروا قالوا نعم قال أرأيتم إن كان
الحليفان مزينة وجهينة خير من أسد وغطفان وهوازن وعامر بن صعصة فقال
عيينة بن بدر بن حصين والله لان أكون مع هؤلاء في النار أحب إلى من أن أكون
مع هؤلاء في الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى أحمق
مطاع فلينظر إلى هذا قلت في الصحيح بعضه رواه الطبراني وفيه الحسن بن أبي
جعفر وهو متروك. وعن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
أسلم وغفار ومزينة وأشجع وجهينة ومن كان من بنى كعب موالي دون الناس والله
ورسوله مولاهم. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن طلحة بن عبيد الله
وهو ثقة، وهو عند مسلم إلا أنه جعل مكان أسلم الأنصار وجعل موضع بنى كعب
بنى عبدة، ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن معقل بن سنان أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال غفار وأسلم وجهينة ومزينة موالي لله عز وجل ورسوله. رواه
45

الطبراني وإسناده حسن. وعن أبي برزة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم
سالمها الله وغفار غفر الله لها ما أنا قتله ولكن الله عز وجل قاله. رواه أحمد
والبزاز وأبو يعلى والطبراني باختصار عنهما وأسانيدهم جيدة. وعن سلمة بن الأكوع
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها ما أنا قلته
ولكن الله قاله. رواه أحمد والطبراني وفيه عمر بن راشد اليمامي وثقه العجلي
وضعفه الجمهور، وبقية رجالهما رجال الصحيح. وعن ابن سندر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها وتجيب أجابت الله ورسوله
فقال له أبو الخير يا أبا الأسود أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر
تجيب قال نعم. رواه الطبراني ورواه البزاز بنحوه وإسنادهما حسن. وعن ابن
عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أسلم سالمها وغفار غفر الله لها.
رواه الطبراني وإسناده حسن. وعن أبي قرصافة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها. رواه الطبراني. وفيه من لم أعرفهم. وعن
سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول بنو غفار وأسلم كانوا
لكثير من الناس فتنة يقولون لو كان خيرا ما جعله الله أول الناس وانها غفار غفر
الله لها وأسلم سالمها الله. رواه الطبراني والبزاز وفيه من لم أعرفهم. وعن محمد بن
عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
عصابة قد أقبلت فقال أنبئكم الأزد أحسن الناس وجوها وأعذبها أفواها وأصدقها
لقاء ونظر إلى كبكبة قد أقبلت فقالوا من هذه قالوا بكر بن وائل فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اللهم أجبر كسيرهم وآوى طريدهم وارض برهم ولا ترني منهم سائل.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف.
(باب ما جاء في بنى تميم)
عن عائشة أنه كان عليها رقبة من ولد إسماعيل فجاء سبى من خولان فأرادت أن تعتق
منهم فنهاها النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء سبى من مضر من بنى العنبر فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن
تعتق منهم. رواه أحمد والبزاز بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن عبد الله
ابن مسعود قال كان على عائشة محرر من ولد إسماعيل فقدم سبى بلعنبر (1) فأمرها النبي صلى الله
عليه وسلم أن تعتق منهم وقال من كان عليه محرر من ولد إسماعيل فلا يعتق من حمير أحدا،

(1) في الأصل " بالعنبر ".
46

قال علي بن عابس فقلت لإسماعيل بن أبي خالد وما كان حمير قال هو أكبر من إسماعيل.
رواه الطبراني والبزاز باختصار عنه وفيهما علي بن عباس الكوفي وهو ضعيف. وعن
ابن عمر قال كان على عائشة محرر من ولد إسماعيل فقدم سبى من بنى العنبر فأمرها النبي
صلى الله عليه وسلم أن تعتق منهم أو قال هذا المعنى. رواه البزاز عن شيخه أحمد بن عبد الله بن أبي
السفر وهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح وعن زبيب (1) بن ثعلبة قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان عليه رقبة من ولد إسماعيل فليعتق من بنى العنبر. رواه
الطبراني وفيه عبد الله بن زبيب (2)، وبقية رجاله ثقات. وعن ذويب أن عائشة قالت
يا رسول الله إني أريد عتيقا من ولد إسماعيل قصدا فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم انظري
حتى يجئ في العنبر غدا فجاء في العنبر فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم خذي منهم أربعة
صباح ملاح لا نخبأ منهم الرؤوس قال عطاء فأخذت جدي رديحا وأخذت ابن عمى سمرة
وأخذت ابن عمى رخيا وأخذت خالي زبيبا ثم رفع النبي صلى الله عليه وسلم يده فمسح بها
رؤوسهم وبرك عليهم ثم قال هؤلاء يا عائشة من ولد إسماعيل قصدا. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وقال فيه خذي أربعة غلمة صباح، وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر بنى تميم فقال هم ضخام الهام ثبت الاقدام نصار الحق في
آخر الزمان أشد قوما على الدجال. رواه البزاز من طريق سلام عن منصور بن زادان
وقال سلام هذا أحسبه سلام المدائني وهو لين الحديث. وعن أبي هريرة قال ربما ضرب
النبي صلى الله عليه وسلم على كتفي وقال أحبوا بنى تميم. رواه البزاز وقال لا يروى عن
النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه. وفيه عبيدة بن عبد الرحمن ذكره ابن أبي حاتم ولم
يجرحه أحد، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي أمامة قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم
فمررنا بهجمة (3) فقالوا لمن هذه قالوا لبني العنبر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أولئك قومنا.
رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف، وقال ابن دقيق العيد في الامام وثق،
وبقية رجاله ثقات. وعن عكرمة بن خالد أن رجلا نال من بنى تميم عنده فأخذ كفا من حصى
ليحصبه به. وقال عكرمة حدثني فلان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن تميما

(1) في الأصل مهملة من النقط، والتصحيح من الخلاصة، وهو مصغر.
(2) وفى نسخة زيادة: كما وقع في الأصل وإنما هو عبد الله مكبرا كما ذكره ابن أبي
حاتم وابن حبان في ثقات التابعين.
(3) الهجمة من الإبل قريب من المائة.
47

ذكروا عند النبي صلى الله عليه وسلم أبطا هذا الحي من بنى تميم عن هذا الامر فنظر رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى مزينة فقال ما أبطأ قوم هؤلاء منهم وقال رجل أبطأ هؤلاء القوم
من بنى تميم بصدقاتهم فأقبلت نعم حمر وسود لبني تميم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء نعم
قومي ونال رجل من بنى تميم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تقل لبني تميم إلا خيرا فإنهم
أطول الناس رماحا على الدجال. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (1).
(باب ما جاء في جهينة)
قد تقدم في فضل القبائل ذكر جهينة مع غيرها. عن سبرة بن معبد صاحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال اجتمع عند معاوية جماعة من أفناء الناس فقال ليحدث كل رجل بمكرمة قومه
وما كان فيهم من فضل فحدث كل القوم حتى انتهى الحديث إلى فتى من جهينة فحدث بحديث
عجز عن تمامه فالتفت إليه عمران بن حصين فقال حدث يا أخا جهينة بفيك كله فأشهد
لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول جهينة منى وأنا منهم غضبوا لغضبي ورضوا
لرضائي أغضب لغضبهم وأرضى لرضائهم من أغضبهم فقد أغضبني ومن أغضبني فقد
أغضب الله، فقال معاوية بن أبي سفيان كذبت إنما جاء الحديث في قريش فقال:
يكذبني معاوية بن حرب * ويشتمني لقولي في جهينه
ولو أنى كذبت لكان قولي * ولم أكذب لقومي من مزينه
ولكني سمعت وأنت ميت * رسول الله يوم لو استبينه
يقول القوم منى وأنا منهم * جهينة يوم خاصمه عيينة
إذا غضبوا غضبت وفى رضاهم * رضائي منه لست مسه
وما كانوا كذكوان ورعل * ولا الحيين من سلفي جهينه
رواه الطبراني وفيه الحرث بن معبد ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(باب ما جاء في أحمس)
عن طارق بن شهاب قال قدم وفد بجيلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتبوا البجليين وابدأوا بالأحمسيين قال فتخلف رجل من قيس
قال حتى أنظر ما يقول لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فدعا لهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم خمس مرات اللهم صل عليهم أو اللهم بارك فيهم مخارق الذي

(1) تحقيق أسماء القبائل في (الانباء على قبائل الرواه لابن عبد البر).
48

شك. وفى رواية قدم وفد أحمس ووفد قيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ابدأوا بالأحمسيين قبل القيسيين ثم دعا لأحمس فقال اللهم
بارك في أحمس وخيلها ورجالها سبع مرات. رواه كله أحمد وروى الطبراني بعضه
إلا أنه قال ابدؤا بالأحمسيين قبل القيسيين، ورجالهما رجال الصحيح. وعن خالد
ابن عرفطة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا يديه يقول اللهم بارك على
خيل أحمس ورجالها. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
(باب ما جاء في قيس ويمن)
عن غالب بن أبحر قال ذكرت قيس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رحم
الله قيسا قيل يا رسول الله ترحم على قيس قال نعم إنه كان على دين أبينا إسماعيل بن
إبراهيم خليل الله يا قيس حي يمنا يا يمن حي قيسا إن قيسا فرسان الله في الأرض
والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان ليس لهذا الدين ناصر غير قيس إنما قيس
بيضة تفلقت عنا أهل البيت إن قيسا ضراء الله في الأرض يعنى أسد الله. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات.
(باب ما جاء في عبد القيس)
عن ابن العباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أهل المشرق عبد القيس. رواه
البزاز والطبراني وفيه وهب بن يحيى بن رمام ولم أعرفه. وبقية رجاله ثقات. وعن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير أهل المشرق عبد القيس. رواه
الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وعن نوح بن مخلد أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو
بمكة فسأله ممن أنت فقال أنا من ضبيعة من ربيعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
خير ربيعة عبد القيس ثم الحي الذي أنت منهم قال وأبضع معه في جلبتين إلى اليمن.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال وأبضع معه في جيش، وفيه من لم أعرفهم.
وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا حجيج من ظلم عبد القيس.
رواه البزاز والطبراني وفيه من لم أعرفهم.
(باب ما جاء في الأزد)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم القوم الأزد طيبة
أفواهم برة أيمانهم نقية قلوبهم. رواه أحمد وإسناده حسن. وعن طلحة بن
49

داود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم المرضعون أهل عمان
يعنى الأزد. رواه الطبراني وفيه عنبسة مولى طلحة بن داود ولم أعرفه،
وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
حي من العرب يدعوهم إلى الاسلام فلم يقبلوا الكتاب ورجعوا إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأخبروه فقال أما إني لو بعثت به إلى قوم بشط عمان من أزد شنوءة
وأسلم لقبلوه ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجلند يعوه إلى الاسلام
فقبله وأسلم وبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدية فقدمت وقد قبض
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل أبو بكر الهدية مورثا وقسمها بين فاطمة والعباس.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن صالح الأزدي وهو متروك. وعن بشر بن
عصمة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
للأزد هم (1) منى وأنا منهم أغضب لهم إذا غضبوا وأرضى لهم إذا رضوا فقال معاوية
إنما قال ذلك لقريش فقال بشر فأكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لو
كذبت عليه جعلتها لقومي. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. قلت وقد تقدم
في فضائل القبائل فضل الأزد وغيرهم.
(باب ما جاء في بنى ناجية)
عن سعد يعنى ابن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني ناجية
هم منى وأنا منهم. رواه أحمد متصلا ومرسلا باختصار عن ابن المسند عن ابن أخ
لسعد ولم يسمه، وبقية رجالهما رجال الصحيح. وعن شعبة قال سألت سعد بن
إبراهيم عن بنى ناجية فقال هم منا، قال شعبة يروون عن سعيد بن زيد عن النبي صلى
الله عليه وسلم هم منى وأحسبه قال وأنا منهم. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
إلا أن سعيد بن إبراهيم لم يسمع من سعيد بن زيد.
(باب ما جاء في دوس)
عن ابن عباس قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة من دوس
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مرحبا أحسن الناس وجوها وأطيبهم أفواها وأعظمهم
أمانة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمرو بن صالح الأزدي وهو متروك.

(1) " هم " غير موجودة في الأصل.
50

(باب ما جاء في عنزة)
عن سلمة بن سعد أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وجماعة من
أهل بيته وولده فاستأذنوا عليه فدخلوا فقال من هؤلاء فقيل له هذا وفد عنزة فقال
بخ بخ بخ بخ نعم الحي عنزة مبغي عليهم منصورون مرحبا بقوم شعيب وأختان
موسى سل يا سلمة عن حاجتك فقال جئت أسئلك عما اقترضت على في الإبل والغنم
فأخبره ثم جلس عنده قريبا ثم استأذنه في الانصراف فقال انصرف فما عدا أن
قام لينصرف فقال اللهم ارزق عنزة كفافا لا قوتا ولا إسرافا. رواه الطبراني والبزاز
باختصار عنه وقال اللهم ارزق عنزة قوتا لا سرف فيه، وفيه من لم أعرفهم. وعن
حنظلة بن نعيم أن عمر بن عصام جاءه فقال يا أبا رباح ما الذي ذكر لك أمير
المؤمنين عمر حين قدمت عليه في قومك قال مررت عليه فقال لي من أنت وممن أنت
فقلت يا أمير المؤمنين أنا حنظلة بن نعيم العنزي فقال عنزة قلت نعم فقال أما إني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر قومك ذات يوم فقال أصحابه يا رسول
الله وما عنزة فأشار بيده نحو المشرق فقال حي من ههنا مبغي عليهم منصورون.
رواه أبو يعلى في الكبير والبزاز بنحوه باختصار عنه والطبراني في الأوسط وأحمد إلا
أنه قال عن العصان بن حنظلة أن أباه وفد على عمر ولم يذكر حنظلة، وأحد إسنادي
أبى يعلى رجاله ثقات كلهم.
(باب ما جاء في بنى عامر)
عن أبي جحيفة قال أتينا النبي صلى الله عليه وسلم بالأبطح وهو في قبة له حمراء
فقال من أنتم فقلنا بنو عامر فقال مرحبا أنتم منى، وفى رواية مرحبا بكم، وفى رواية
وأنا منكم. رواه كله الطبراني في الكبير والأوسط باختصار عنه وأبو يعلى أيضا
وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب ما جاء في النخع)
عن عبد الله يعنى ابن مسعود قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو
لهذا الحي من النخع أو قال يثنى عليهم حتى تمنيت انى رجل منهم. رواه أحمد والبزاز
والطبراني، ورجال أحمد ثقات.
(باب ما جاء في بنى عبيد)
عن يزيد بن معبد قال وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم فسألني عن اليمامة
51

فيمن العدل من أهلها فأردت أن أقول في بنى عبد الدول ثم كرهت أن أكذب نبي
الله صلى الله عليه وسلم فقلت العدل منهم في بنى عبيد فقال صدقت أرض ثبتت على
شد ولن تهلك قالوا يا رسول الله بم ذاك قال إنهم يعملون بأيديهم يؤاكلون عبيدهم.
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
(باب ما جاء في عرب مضر)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اختلف الناس فالعدل في مضر. رواه
الطبراني من طريق عبد الله بن المؤمل عن المثنى بن صباح وكلاهما ضعيف وقد وثقا.
(باب ما جاء في عرب عمان)
عن أبي لبيد قال خرج رجل منا من ضاحية مهاجرا يقال له بيرح بن أسد فقدم
المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأيام فرآه عمر فعلم أنه غريب فقال
ممن أنت فقال من أهل عمان فقال من أهل عمان قال نعم قال فأخذ بيده فأدخله على
أبى بكر فقال هذا من أهل الأرض التي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إني لأعلم أرضا يقال لها عمان ينضح بناحيتها البحر لو أتاهم رسول الله ما رموه بسهم ولا حجر.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير لمازة بن زياد (1) وهو ثقة. ورواه أبو يعلى كذلك.
(باب ما جاء في فضل العرب)
عن علي يعنى ابن أبي طالب قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي أوصيك بالعرب خيرا
أوصيك بالعرب خيرا. رواه الطبراني والبزاز وقال فيه أسندت رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى صدري فقال فذكر نحوه، ورجال البزاز وثقوا على ضعفهم. وعن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبوا العرب لثلاث لأني عربي والقرآن عربي وكلام
أهل الجنة عربي. رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال ولسان أهل الجنة
عربي، وفيه العلاء بن عمرو الحنفي وهو مجمع على ضعفه. وعن أبي موسى قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إني دعوت للعرب فقلت اللهم من لقيك منهم معترفا بك فاغفر
له أيام حياته وهي دعوة إبراهيم وإسماعيل وإن لواء الحمد يوم القيامة بيدي وإن أقرب
الخلق من لوائي يومئذ العرب. رواه الطبراني، وروى البزاز منه اللهم من لقيك
منهم صدقا بك وموقنا فاغفر له فقط ورجالهما ثقات. وعن أبي هريرة قال قال رسول

(1) هو من رجال الخلاصة، وفى نسخة " بن جبار ".
52

الله صلى الله عليه وسلم أنا عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك. وعن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما أنزل الله وحيا قط على نبي بينه
وبينه إلا بالعربية ثم يكون هو بعد يبلغه قومه بلسانه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
سليمان بن أرقم وهو ضعيف. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
حب قريش إيمان وبغضهم كفر وحب العرب إيمان وبغضهم كفر من أحب العرب
فقد أحبني ومن أبغض العرب فقد أبغضني. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الهيثم
ابن جماز وهو متروك. وعن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبغض
العرب إلا منافق. رواه عبد الله وفيه زيد بن جبيرة وهو متروك. وعن ابن عمر قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يبغض العرب مؤمن ولا يحب ثقيفا
إلا مؤمن. رواه الطبراني وفيه سهل بن عامر وهو ضعيف. وعن جابر بن عبد الله أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إذا ذلت العرب ذل الاسلام. رواه أبو يعلى وفيه محمد بن الخطاب (1)
البصري ضعفه الأزدي وغيره ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب ما جاء في أهل الحجاز وجزيرة العرب والطائف)
عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم أن إبليس قد يئس أن يعبد في أرض العرب.
رواه الطبراني وفيه حصين بن عمر الأحمس وثقه العجلي وضعفه الجمهور، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن أبي الدرداء وعبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا
أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب قلت فذكر الحديث رواه الطبراني
وإسناده حسن. وعن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أبيات
بالحجاز أبقى من عشرين بيتا بالشام. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن جابر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غلظ القلوب والجفاء في أهل المشرق والايمان يمان
والسكينة في أهل الحجاز قلت هو في الصحيح باختصار أهل الحجاز رواه البزاز
وفيه ابن أبي الزناد وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الملك بن
عباد بن جعفر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أول من أشفع له من

(1) كذا في الأصل وهو موافق لما في لسان الميزان، وفى نسخة " محمد بن
جابر " ولعله خطأ.
53

أمتي يوم القيامة أهل المدينة وأهل مكة وأهل الطائف. رواه البزاز والطبراني في
الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفهم. وقد تقدم إخراج أهل الكفر من جزيرة
العرب في كتاب الجهاد. وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب ولكن قد رضى بمحقرات. رواه
البزاز وإسناده حسن. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان قد
أيس أن يعبد بأرضكم هذه ولكن قد رضى منكم بالمحقرات. رواه البزاز ورجاله
رجال الصحيح. وعن العباس بن عبد المطلب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لقد برأ الله هذه الجزيرة من الشرك ما لم تضلهم النجوم. رواه البزاز وأبو يعلى بنحوه
والطبراني في الأوسط (1) ورجال أبى يعلى ثقات. وعن خولة بنت حكيم أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم خرج محتضنا ابني ابنته وهو يقول والله انكم تبخلون وتجبنون وإنكم
لمن ريحان الله وإن آخر وطأة وطئها الله بوج قلت رواه الترمذي خاليا عن ذكر
بوج (2). رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال آخر وطأة وطئها رب العالمين. وقال
سفيان آخر غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم الطائف قال الشاعر لأطأنكم وطأة المثاقل.
ورجالها ثقات إلا أن عمر بن عبد العزيز لا أعلم له سماعا من خولة. وعن يعلى بن مرة أنه
جاء الحسن والحسين يستبقان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فضمهما إليه وقال
إن الولد مبخلة مجبنة وإن آخر وطأة وطئها الله بوج قلت رواه ابن ماجة غير ذكر
بوج رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال آخر وطأة وطئها رب العالمين، ورجالهما ثقات.
(باب ما جاء في أهل اليمن)
عن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع رأسه إلى السماء فقال
أتاكم أهل اليمن كقطع السحاب خير أهل الأرض فقال رجل ممن كان عنده ومنا
يا رسول الله فقال كلمة خفية إلا أنتم، وفى رواية بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق
مكة إذ قال يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب هم خيار أهل الأرض (3) فقال رجل
من الأنصار ولا نحن يا رسول الله فسكت فقال ولا نحن يا رسول الله فسكت قال
ولا نحن يا رسول الله فقال كلمة ضعيفة إلا أنتم. رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال

(1) " والطبراني في الأوسط " غير موجودة في الأصل بل في نسخة غيره.
(2) و ج: موضع بناحية الطائف، وقيل هو اسم جامع لحصونها.
(3) في نسخة " خيار من في الأرض ".
54

فقال رجل من الأنصار إلا نحن، والبزاز بنحوه والطبراني، وأحد إسنادي أحمد
وأسناد أبى يعلى والبزاز رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم يخرج من عدن إثنا عشر ألفا ينصرون الله ورسوله هم خير من بيني وبينهم
قال المعتمر أظنه قال في الأعماق. رواه أبو يعلى والطبراني وقال من عدن آتين، ورجالهما
رجال الصحيح غير منذر الأفطس وهو ثقة. وعن معاذ بن جبل أنه كان يقول بعثني
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال لعلك أن تمر بقبري ومسجدي وقد بعثتك إلى قوم رقيقة
قلوبهم يقاتلون على الحق مرتين فقاتل بمن أطاعك منهم من عصاك ثم يفيئون إلى
الاسلام حتى تبادر المرأة زوجها والولد والده والأخ أخاه فأنزل بين الحيين السكون
والسكاسك. رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات إلا أن يزيد بن قطيب (1) لم يسمع من معاذ.
وعن ابن عباس قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة إذ قال الله أكبر إذا جاء نصر الله
والفتح وجاء أهل اليمن قوم نقية قلوبهم حسنة طاعتهم أو كلمة نحوها الايمان يمان والفقه
يمان والحكمة يمانية. رواه البزاز وفيه الحسين (2) بن عيسى بن مسلم الحنفي وثقه ابن
حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن حيان بن بسطام الهذلي قال
كنا عند عبد الله بن عمر فذكروا حاج اليمن وما يصنعون فيه فسبهم بعض القوم فقال
ابن عمر لا تسبوا أهل اليمن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول زين الحاج أهل اليمن. رواه
الطبراني في الأوسط والكبير وإسناده حسن فيه ضعفاء وثقوا. وعن ابن عمر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان يمان وهم منى وإلى وإن بعد منهم المربع ويوشك أن
يأتوكم أنصارا وأعوانا فآمركم بهم خيرا. رواه الطبراني وإسناده حسن. وعن عقبة
ابن عامر الجهني قال إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أهل اليمن أرق قلوبا وأنجع طاعة.
رواه أحمد والطبراني وقال وأسمع طاعة، وإسناده حسن. وعن عروة بن رويم قال أقبل أنس
ابن مالك إلى معاوية بن أبي سفيان بدمشق قال فدخل عليه فقال له معاوية حدثني بحديث سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بينك وبينه فيه أحد قال أنس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
الايمان يمان هكذا إلى لخم وجذام. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا عروة بن رويم
وهو ثقة. وعن شبيب أبى روح أن رجلا (3) أتى أبا هريرة فقال يا أبا هريرة حدثنا حديثا عن

(1) في الأصل " قطب " والتصحيح من الخلاصة ونسخة.
(2) في الأصل " الحسن " وفى نسخة " الحسين " وهو موافق لما في الخلاصة.
(3) في نسخة " أعرابيا ".
55

النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر الحديث قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا ان
الايمان يمان والحكمة يمانية وأجد نفس ربكم من قبل اليمن. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح غير شبيب وهو ثقة. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم الايمان يمان ومضر عند أذناب الإبل. رواه الطبراني وفيه عيسى بن قرطاس وهو
متروك. وعن أبي كبشة الأنماري قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة
من مغازيه فنزلنا منزلا فأتيناه فيه فرفع يديه فقال الايمان يمان والحكمة ههنا إلى لخم
وجذام. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عروة بن رويم وهو ثقة. وعن
عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الايمان يمان ومضر عند أذناب الإبل. رواه
الطبراني وإسناده حسن. وعن عبد الله بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الايمان يمان في حندس
وجذام. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير جبلة بن عطية وقد وثقه غير واحد
إلا انى لم أجد له سماعا من أحد من الصحابة. وعن رجل من خثعم قال كنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فوقف ذات ليلة واجتمع إليه أصحابه فقال إن الله
أعطاني الليلة الكنزين كنز فارس والروم وأمدني بالملوك ملوك حمير ولا ملك إلا الله
يأتون يأخذون من مال الله ويقاتلون في سبيل الله، قالها ثلاثا. رواه أحمد وفيه أبو همام
الشعباني ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عتبة بن عبد أنه قال إن رجلا
قال يا رسول الله العن أهل اليمن فإنهم شديد بأسهم كثير عددهم حصينة حصونهم فقال لائم
لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعجميين وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا مروا بكم يسوقون نساءهم يحملون أبناءهم على عواتقهم فهم منى وأنا منهم. رواه أحمد
والطبراني إلا أنه قال ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعجميين فارس والروم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مروا بكم أهل اليمن يسوقون نساءهم يحملون أبناءهم
على عواتقهم فإنهم منى وأنا منهم. وإسنادهما حسن فقد صرح بقية بالسماع. وعن أبي ثور
الفهمي قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فأتى بثوب من ثياب المعافر فقال
أبو سفيان لعن الله هذا الثوب ولعن من يعمله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعنهم
فإنهم منى وأنا منهم. رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن. وعن عبد الله بن عمرو
قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس فأوسعنا له فجلس فقال
أين أصحابي الذين أنا منهم وهم منى وأدخل الجنة ويدخلوا بها معي فقلنا يا رسول الله
56

أخبرنا قال نعم أهل اليمن المطرحين في أطراف الأرض المدفوعون عن أبواب
السلطان يموت أحدهم وحاجته في صدره لم يقضها. رواه الطبراني وفيه جماعة فيهم
خلاف. قلت وقد تقدمت أحاديث في فضل قبائل العرب يتضمن بعضها أهل اليمن.
(باب ما جاء في أهل اليمن والشام)
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر قبل الشام والعراق واليمن
فقال اللهم اقبل بقلوبهم على طاعتك وحط من ورائهم. رواه الطبراني في الصغير
والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير علي بن بحر بن بري وهو ثقة. وعن ابن عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لنا في شامنا وفى يمننا فقال رجل وفى
شرقنا يا رسول الله فقال اللهم بارك لنا في شامنا وفى يمننا فقال رجل وفى مشرقنا
يا رسول الله فقال اللهم بارك لنا في شامنا وفى يمننا وإن من هنالك (1) يطلع قرن
السلطان وبه تسعة أعشار الكفر وبه الداء العضال. رواه الطبراني في الأوسط
وأحمد ولفظه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا
مرتين فقال رجل في مشرقنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هنالك يطلع
قرن السلطان وبه تسعة أعشار الكفر (2). ورجال أحمد رجال الصحيح غير
عبد الرحمن بن عطاء وهو ثقة وفيه خلاف لا يضر.
(باب ما جاء في فضل الشام)
عن جبير بن نفير قال حدثنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال سيفتح عليكم الشام فإذا خيرتم المنازل فيها فعليكم بمدينة يقال لها دمشق
فإنها معقل المسلمين في الملاحم وفسطاطها منها بأرض يقال لها الغوطة. رواه أحمد
وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف. وعن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول بينا أنا نائم أتتني ملائكة فحملت عمود الكتاب من تحت
وسادتي فعمدت به إلى الشام ألا فالايمان حين تقع الفتن بالشام. رواه أحمد وفيه
عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف. وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به فأتبعته
بصرى فعمد به إلى الشام ألا وإن الايمان حين تقع الفتن بالشام. رواه أحمد والطبراني

(1) في نسخة " هؤلاء " مكان " هناك ".
(2) في نسخة " الشرك ".
57

ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي فأتبعته
بصرى فإذا هو قد عمد به إلى الشام ألا وإن الايمان إذا كانت الفتن بالشام ثلاث
مرات، وفى رواية إذا وقعت الفتن فالأمن بالشام. رواه الطبراني في الكبير والأوسط
بأسانيد وفى أحدها ابن لهيعة وهو حسن الحديث وقد توبع على هذا، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت عمود الكتاب انتزع من
تحت وسادتي فاتبعته بصرى فإذا هو نور ساطع حتى ظننت أنه قد هوى به فعمد به إلى
الشام وإني أولت أن الفتن إذا وقعت ان الايمان بالشام. رواه الطبراني وفيه عفير
ابن معدان وهو مجمع على ضعفه. وعن عبد الله بن حوالة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال رأيت ليلة أسرى بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤة تحمله الملائكة قلت ما تحملون
فقالوا عمود الكتاب أمرنا أن نضعه بالشام وبينا أنا نائم ثم رأيت عمود الكتاب
اختلس من تحت وسادتي فظننت أن الله عز وجل تخلى من أهل الأرض فاتبعته
بصرى فإذا هو نور ساطع بين يدي حتى وضع بالشام، فقال ابن حوالة يا رسول الله
خر لي قال عليك بالشام. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير صالح بن رستم
وهو ثقة. وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنكم ستجدون أجنادا
جند بالشام ومصر والعراق واليمن قالوا فخر لنا يا رسول الله قال عليكم بالشام قالوا
إنا أصحاب ماشية ولا نطيق الشام قال فمن لم يطق الشام فليلحق بيمنه فان الله قد
تكفل لي بالشام. رواه البزاز والطبراني وقال فليلحق بيمنه وليسق من غدره،
وفيهما سليمان بن عقبة وقد وثقه جماعة وفيه خلاف لا يضر، وبقية رجاله ثقات.
وعن عبد الله بن يزيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يكون بالشام جند
وباليمن جند فقام رجل فقال يا رسول الله خر لي قال عليك بالشام فان الله عز
وجل قد تكفل لي بالشام وأهله. رواه الطبراني وفيه إسحق بن إدريس الأسواري
وهو متروك. وعن عبد الله بن حوالة الأزدي أنه قال يا رسول الله خر لي بلدا
أكون فيه فلو أعلم أنك تبقى لم أختر عن قربك شيئا قال عليك بالشام فلما رأى كراهيتي
للشام قال أتدري ما يقول الله في الشام إن الله عز وجل يقول يا شام أنت صفوتي من
بلادي أدخل فيك خيرتي من عبادي إن الله قد تكفل لي بالشام وأهله قلت رواه
58

أبو داود باختصار كثير رواه الطبراني من طريقين ورجال أحدهما رجال الصحيح
غير صالح بن رستم وهو ثقة. وعن العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قام يوما
في الناس فقال يا أيها الناس توشكون أن تكونوا أجنادا جند بالشام وجند
بالعراق وجند باليمن فقال ابن حوالة يا رسول الله إن أدركني ذلك الزمان فاختر لي
قال إني أختار لك الشام فإنه خيرة المسلمين وصفوة الله من بلاده يجتبي إليه صفوته من
خلقه فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره فان الله قد تكفل لي بالشام وأهله.
رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
تجند الناس أجنادا جند باليمن وجند بالشام وجند بالمشرق وجند بالمغرب فقال رجل
يا رسول الله خر لي إني فتى شاب فلعلي أدرك ذلك فأي ذلك تأمرني فقال عليك بالشام.
رواه الطبراني في الكبير من طريقين وفيهما المغيرة بن زياد وفيه خلاف، وبقية
رجال أحد الطريقين رجال الصحيح. وعن واثلة بن الأسقع قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يقول لحذيفة بن اليمان ومعاذ بن جبل وهما يستشيرانه في المنزل فأومأ
إلى الشام ثم سألاه فأومأ إلى الشام ثم سألاه فأومأ إلى الشام قال عليكما بالشام فإنها
صفوة بلاد الله سكنها خيرته من خلقه فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره فان الله
تكفل لي بالشام وأهله. رواه الطبراني بأسانيد كلها ضعيفة. وعن أبي طلحة واسمه
ذرع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون جنود أربعة فعليك بالشام فان الله عز وجل قد
تكفل لي بالشام وأهله. رواه الطبراني وذكره في الذال المعجمة وقد اختلف في صحبته،
قلت وفى إسناده جماعة اختلف في الاحتجاج بهم. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم صفوة الله من أرضه الشام وفيها صفوته من خلقه وعباده وليدخلن الجنة منكم
من أمتي ثلة لا حساب عليهم ولا عذاب. رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عبيد الله
الحمصي وهو ضعيف. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشام صفوة الله من بلاده إليها
يجتبي صفوته من عباده فمن خرج من الشام إلى غيره فبسخطة ومن دخلها من غيرها
فبرحمة. رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف. وعن ابن عمر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم تجندون أجنادا فقال رجل يا رسول الله خر لي فقال عليك بالشام فإنها صفوة الله
من بلاده فيها خيرته من عباده فمن رغب عن ذلك فليلحق بيمنه وليسق بغدره فان الله
59

عن ذلك فليلحق بنجده، وفى إسناديهما من لم أعرفهم. وعن خريم بن فاتك الأسدي صاحب
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أهل الشام سوط الله في أرضه ينتقم
بهم ممن يشاء من عباده وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولا يموتوا إلا هما
وغما. رواه الطبراني وأحمد موقوفا على خريم، ورجالهما ثقات. وعن سلمة بن نفيل
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عقر دار الاسلام بالشام. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
وعن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده طوبى للشام قلنا ماله يا رسول
الله قال إن الرحمن لباسط رحمته عليه قلت له عند الترمذي أن ملائكة الرحمن لباسطة
أجنحتها على الشام رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي أمامة الباهلي قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل استقبل الشام وولى ظهري اليمن وقال لي يا محمد
قد جعلت ما تجاهك غنيمة ورزقا وما خلف ظهرك مددا ولا يزال الاسلام يزيد وينقص
الشرك حتى تسير المرأتان لا تحسبان إلا حورا ثم قال والذي نفسي بيده لا تذهب الأيام
والليالي حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم. رواه الطبراني وفيه عبد الله بن هانئ
المتأخر إلى زمن أبى حاتم وهو متهم بالكذب. وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخل
إبليس العراق فقضى حاجته ثم دخل الشام فطردوه ثم دخل مصر فباض فيها وفرخ
وبسط عبقرية. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وقال فيه فطردوه حتى بلغ سباق
من رواية يعقوب بن عبد الله بن عتبة بن الأخنس عن ابن عمر ولم يسمع منه، ورجاله
ثقات. وعن عبد الله بن ضرار بن عمرو الأسدي عن أبيه عن عبد الله يعنى ابن مسعود
قال قسم الله عز وجل الخير فجعله عشرة أعشار فجعل تسعة أعشار بالشام وبقيته في
سائر الأرض وقسم الشر عشرة أعشار فجعل جزءا منه بالشام وبقيته في سائر الأرض.
رواه الطبراني موقوفا وعبد الله بن ضرار ضعيف. وعن أبي الدرداء قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أهل الشام وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم وإماؤهم إلى منتهى الجزيرة
مرابطون فمن نزل مدينة من الشام فهو في رباط أو ثغر من الثغور فهو مجاهد. رواه
الطبراني من رواية أرطاة بن المنذر عمن حدثه (1) عن أبي الدرداء ولم يسمه،
وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال عصابة من أمتي
يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم

(1) في نسخة " عن جدته " ولعله غلط.
60

خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة. رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
وعن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تخرج نار من نحو حضرموت
أو من حضرموت تسوق الناس قلنا يا رسول الله فما تأمرنا قال عليكم بالشام. رواه أبو
يعلى ورجاله رجال الصحيح.
(باب ما جاء في فضل مدائن الشام)
عن حمزة بن عبد كلال قال سار عمر إلى الشام بعد مسير الأول كان إليها حتى إذا
شارفها بلغه ومن معه إن الطاعون فاش فيها فقال له أصحابه إرجع ولا تقتحم عليه
فلو نزلتها وهو بها لم تر لك الشخوص عنها فانصرف راجعا إلى المدينة فعرس من ليلته
تلك وأنا أقرب القوم منه فسمعته يقول ردوني عن الشام بعد أن شارفت عليه لان
الطاعون فيه ألا وما منصرفي عنه بمؤخر في أجلى وما كان قدومته بمعجلي عن أجلى
ألا ولو قدمت المدينة ففرغت من حاجات لا غنى لي عنها لقد سرت حتى أنزل الشام ثم
أدخل حمص لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليبعثن الله منها يوم القيامة سبعين
ألفا لا حساب ولا عذاب عليهم مبعثهم فيما بين الزيتون وحائطها في البرث (1) الأحمر.
رواه أحمد وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عسقلان أحد العروسين (2) يبعث منها يوم القيامة سبعون ألفا
لا حساب عليهم ولا عذاب ويبعث منها خمسون ألفا شهداء وفودا إلى الله عز وجل وبها
صفوف الشهداء رؤوسهم مقطعة في أيديهم ثج (3) أوداجهم دما يقولون ربنا آتنا
ما وعدتنا على رسلك إنك لا تخلف الميعاد فيقول صدق عبيدي اغسلوهم بنهر البيضة فيخرجون
منه نقاء بيضا فيسرحون في الجنة حيث شاءوا. رواه أحمد وفيه أبو عقال هلال بن زيد
ابن يسار وثقة ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات. وفى إسماعيل بن عياش
خلاف. وعن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هو يذكر أهل مقبرة
يوما قال فصلى عليها فأكثر الصلاة عليها قال فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال أهل
مقبرة شهداء عسقلان يزفون إلى الجنة كما تزف العروس إلى زوجها. رواه أبو يعلى
وفيه بشير بن ميمون وهو متروك. وعن عبد الله بن مالك بن بحينة قال بينما رسول

(1) البرث: الأرض اللينة وجمعها براث، يريد بها أرضا قريبة من حمص قتل
بها جماعة من الشهداء والصالحين.
(2) في الأصل " العروستين ".
(3) أي تسيل.
61

الله صلى الله عليه وسلم جالس بين ظهراني أصحابه إذ قال صلى الله عليه وسلم على تلك المقبرة ثلاثا قال فلم ندر
أي مقبرة ولم يسم لهم شيئا قال فدخل بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض أزواج
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عطاف فحدثت أنها عائشة فقال لها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر
أهل مقبرة فصلى عليهم ولم يخبرنا أي مقبرة هي فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها فسألته عنها
فقال لها أهل مقبرة بعسقلان. رواه أبو يعلى والبزاز ولفظه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
استغفر وصلى على أهل مقبرة بعسقلان، وفى إسناد أبى يعلى علي بن عبد الله بن مالك بن
بحينة، وفى إسناد البزاز مالك بن عبد الله بن بحينة وكلاهما لم أعرفه، وبقية رجالهما ثقات
وفى بعضهم خلاف يسير. وعن عبد الله بن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله أريد الغزو في سبيل الله قال عليك بالشام فان الله وأهله والزم في الشام عسقلان
فإنها إذا دارت الرحا في أمتي كان أهلها في خير وعافية. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط بنحوه وقال إذا دارت رحا أمتي كان أهلها في رخاء وعافية، وفيه يحيى بن
سليمان المدني وهو ضعيف. وعن أبي أمامة الباهلي قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكروا الشام ومن فيها من الروم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم ستغلبون على الشام
وتصيبون على بحرها حصنا يقال له أنفة يبعث منه يوم القيامة سبعون ألف (1) شهيد.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وعن شرحبيل الجعفي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من تعذرت عليه الصنعة فعليه بعمان. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
(باب ما جاء في الابدال وأنهم بالشام)
عن شريح بن عبيد قال ذكر أهل الشام وهو عند على وهو بالعراق فقالوا العنهم
يا أمير المؤمنين قال لا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول البدلاء بالشام
وهم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله رجلا مكانه يستقى بهم العيث وينتصر
بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح غير شريح بن عبيد وهو ثقة وقد سمع من المقداد وهو أقدم من على.
وعن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الابدال في هذه الأمة
ثلاثون مثل خليل الرحمن عز وجل كلما مات رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلا. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح غير عبد الواحد بن قيس وقد وثقه العجلي وأبو زرعة وضعفه

(1) في نسخة " اثنا عشر ألف ".
62

غيرهما. وعن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال في أمتي ثلاثون
بهم تقوم الأرض وبهم تمطرون وبهم تنصرون قال قتادة إني أرجو أن يكون
الحسن منهم. رواه الطبراني من طريق عمر، والبزاز عن عنبسة الخواص وكلاهما لم
أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لن تخلو الأرض من أربعين رجلا مثل خليل الرحمن فبهم تسقون وبهم
تنصرون ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر. قال سعيد وسمعت قتادة يقول لسنا
نشك أن الحسن منهم. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن ابن مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال أربعون رجلا من أمتي على قلب إبراهيم
يدفع الله بهم عن أهل الأرض يقال لهم الابدال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهم لم
يدركوها بصلاة ولا بصوم ولا صدقة قالوا يا رسول الله فبم أدركوها قال بالسخاء
والنصيحة للمسلمين. رواه الطبراني من رواية ثابت بن عياش الأحدب عن أبي رجاء الكلبي
وكلاهما لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن شهر بن حوشب قال لما فتحت مصر
سبوا أهل الشام فأخرج عوف بن مالك رأسه من برنس ثم قال يا أهل مصر لا تسبوا أهل
الشام فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم الابدال فبهم تنصرون وبهم
ترزقون. رواه الطبراني وفيه عمرو بن واقد وقد ضعفه جمهور الأئمة ووثقه محمد بن
المبارك الصوري، وشهر اختلفوا فيه، وبقية رجاله ثقات.
(باب فيمن جعلهم الله معونة للشام)
عن سويد الألهاني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو حدثني من سمعه قال
إن الله جعل هذا الحي من لخم وجذام معونة بالشام بالظهر والضرع كما جعل يوسف
بمصر معونة لأهلها. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
(باب ما جاء في مصر وأهلها)
عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى عند وفاته فقال الله الله في قبط مصر
فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله. رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح. وعن كعب بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فان لهم دما ورحما، وفى رواية إن لهم ذمة يعنى أن
أم إسماعيل كانت منهم. رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح. وعن
63

أبى هانئ حميد بن هانئ أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلى (1) وهو عبد الله بن يزيد وعمرو
ابن حريث وغيرهما يقولان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنكم ستقدمون على قوم
جعد رؤوسهم فاستوصوا بهم خيرا فإنهم قوة لكم وإبلاغ إلى عدوكم بإذن الله يعنى
قبط مصر. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعن رباح اللخمي أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن مصر ستفتح فانتجعوا خيرها ولا تتخذوها دارا فإنه يساق إليها أقل الناس
أعمارا. رواه الطبراني في معجمه الكبير وفيه مطهر بن الهيثم قال أبو سعيد بن يونس
متروك الحديث.
(باب ما جاء في خراسان ومرو)
عن بريدة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون بعدي بعوث
كثيرة فيكونوا في بعث خراسان ثم أنزلوا مدينة مرو فإنه بناها ذو القرنين ودعا
لأهلها بالبركة ولا يضر أهلها سوء. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه،
وفى إسناد أحمد والأوسط أوس بن عبد الله، وفى إسناد الكبير حسام بن مصك وهما
مجمع على ضعفهما.
(باب ما جاء في الكوفة)
عن حذيفة قال ما أخبية بعد أخبية كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر
يدفع عنها ما يدفع عن أهل هذه الأخبية ولا يريدهم أحد بسوء إلا آتاهم الله ما يشغلهم
عنهم، وفى رواية وقال إنكم اليوم معشر العرب لتأتون أمورا إنها لفي عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم النفاق على وجهه. رواه أحمد والبزاز بنحوه باختصار وقال إلا أتاهم الله
بما يشغلهم، وقال البزاز يعنى الكوفة، والطبراني في الأوسط وقال عن أهل هذه
الأخبية يعنى الكوفة، ورجال أحمد والبزاز ثقات.
(باب ما جاء في ناس من أبناء فارس)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان العلم بالثريا لتناوله
ناس من أبناء فارس قلت هو في الصحيح غير قوله العلم رواه أحمد وفيه شهر
وثقه أحمد وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن قيس بن سعد قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان الايمان معلقا بالثريا لناله رجال من أبناء فارس. رواه أبو

(1) بضم المهملة والموحدة على ما في الخلاصة.
64

يعلى والبزاز والطبراني ورجالهم رجال الصحيح. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله رجال من أبناء
فارس. رواه الطبراني وفيه محمد بن الحجاج اللخمي وهو كذاب.
(باب ما جاء في الحبش والسودان) تقدم في العتق
(باب ما جاء فيمن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يره)
عن عمر بن الخطاب قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فقال أنبؤوني
بأفضل أهل الايمان إيمانا قالوا يا رسول الله الملائكة قال هم كذلك يحق لهم ذلك
وما يمنعهم من ذلك وقد أنزلهم الله المنزلة ة التي أنزلهم بها بل غيرهم قالوا يا رسول الله
الأنبياء الذين أكرمهم الله برسالته والنبوة قال هم كذلك ويحق لهم وما يمنعهم وقد
أكرمهم الله بالمنزلة التي أنزلهم بها قالوا يا رسول الله الشهداء الذين استشهدوا مع الأنبياء
قال هم كذلك ويحق لهم وما يمنعهم وقد أكرمهم الله بالشهادة بل غيرهم قالوا فمن
يا رسول الله قال أقوام في أصلاب الرجال يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني
ويصدقوني ولم يروني يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه فهؤلاء أفضل أهل
الايمان إيمانا. رواه أبو يعلى. ورواه البزاز فقال عن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال أخبروني بأعظم الخلق عند الله منزلة يوم القيامة قالوا الملائكة قال وما يمنعهم مع
قربهم من ربهم بل غيرهم قالوا الأنبياء قال وما يمنعهم والوحي ينل عليهم بل غيرهم قالوا
فأخبرنا يا رسول الله قال قوم يأتون بعدكم يؤمنون بي ولم يروني يجدون الورق المعلق
فيؤمنون به أولئك أعظم الخلق عند الله منزلة أو أعظم الخلق إيمانا عند الله يوم القيامة،
وقال الصواب انه مرسل عن زيد بن أسلم، وأحد إسنادي البزاز المرفوع حسن، المنهال
ابن بحر وثقه أبو حاتم وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أنس قال قال
النبي صلى الله عليه وسلم أي الخلق أعجب إيمانا قالوا الملائكة قال الملائكة كيف لا يؤمنون قالوا
النبيون قال النبييون يوحى إليهم فكيف لا يؤمنون قالوا الصحابة قال الصحابة مع الأنبياء
فكيف لا يؤمنون ولكن أعجب الناس إيمانا قوم يجيئون من بعدكم فيجدون كتابا من الوحي
فيؤمنون به ويتبعونه فهم أعجب الناس إيمانا أو الخلق إيمانا. رواه البزاز وقال
غريب من حديث أن، قلت فيه سعيد بن بشير وقد اختلف فيه فوثقه قوم وضعفه
آخرون، وبقية رجاله ثقات. وعن صالح بن جبير قال قدم علينا أبو جمعة الأنصاري
65

صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المقدس ليصلي فيه ومعنا رجاء بن حياة يومئذ فلما
انصرف خرجنا معه لنشيعه فلما أردنا الانصراف قال إن لكم جائزة وحقا أن أحدثكم
بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا هات رحمك الله فقال كنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا معاذ بن جبل عاشر عشرة قلنا يا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجرا
آمنا بك واتبعناك قال ما يمنعكم من ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهركم يأتيكم الوحي
من السماء بلى قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به ويعملون بما
فيه أولئك أعظم منكم أجرا أولئك أعظم منكم أجرا أولئك أعظم منكم أجرا.
رواه الطبراني واختلف في رجاله. وعن أبي جمعة قال تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال يا رسول الله أحد أفضل منا أسلمنا معك وجاهدنا
معك قال نعم قوم يكونون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني. رواه أحمد وأبو يعلى
والطبراني بأسانيد وأحد أسانيد أحمد رجاله ثقات. وعن رجل من بنى أسد أن أبا ذر
أخبره قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد أمتي لي حبا قوم يكونون (1) أو يخرجون بعدي
يود أحدهم أنه أعطى أهله وماله وانه يراني. رواه أحمد ولم يسم التابعي، وبقية رجال
إحدى الطريقين رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إن قوما يأتون من بعدي يود أحدهم أن يفتدى برؤيتي أهله وماله. رواه
البزاز وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
وعن عمار بن ياسر قال والله لأنتم أشد حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ممن رآه أو من عامة
من رآه. رواه البزاز والطبراني وفيه عبد الله بن داود الحراني أخو عبد الغفار ولم
أعرفه، وبقية إسناد البزاز حديثهم حسن. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وددت أنى لو رأيت (2) إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني. رواه أحمد وأبو يعلى
ولفظه ومتى ألقى إخواني قالوا يا رسول الله ألسنا إخوانك قال بل أنتم أصحابي وإخواني
الذين آمنوا بي ولم يروني، وفى رجال أبى يعلى محتسب أبو عائذ وثقه ابن حبان
وضعفه ابن عدي، وبقية رجال أبى يعلى رجال الصحيح غير الفضل بن الصباح وهو
ثقة، وفى إسناد أحمد جسر وهو ضعيف، ورواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال
الصحيح غير محتسب، وبسند أبى يعلى إلى أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه

(1) في الأصل " يكون ".
(2) في نسخة " انى لقيت ".
66

وسلم طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع مرات. رواه
أحمد وإسناده أبى يعلى كما تقدم حسن وإسناده أحمد فيه جسر وهو ضعيف. وعن أبي
سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال له يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن
بك قال طوبى لمن رآني وآمن بي ثم طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم
يرني قال له رجل وما طوبى قال شجرة في الجنة مسيرة مائة عام ثياب أهل الجنة تخرج
من أكمامها. رواه أحمد وأبو يعلى. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع مرات.
رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجالها رجال الصحيح غير أيمن بن مالك الأشعري
وهو ثقة. وعن أبي عبد الرحمن الجهني قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم طلع
راكبان فلما رآهما قال كنديان مذحجيان حتى إذا أتياه قال فدنا أحدهما إليه ليبايعه
قال فلما أخذ بيده قال يا رسول الله أرأيت من رآك وآمن بك وصدقك واتبعك
قال أرأيت يا رسول الله من آمن بك وصدقك واتبعك ولم يرك قال طوبى له
ثم طوبى له قال فمسح على يده وانصرف. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير
محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع. وعن أبي عمرة أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم
أرأيت من آمن بك ولم يرك وصدقك ولم يرك قال طوبى لهم ثم طوبى لهم أولئك
منا أولئك معنا. رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه بيهس الثقفي ولم
أعرفه وابن لهيعة فيه ضعف، وبقية رجال الكبير رجال الصحيح. وعن ابن عمر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن أدركني وآمن بي وصدقني وطوبى
لمن أدركني وآمن بي وصدقني وطوبى لمن لم يدركني وآمن بي وصدقني. رواه
الطبراني وفيه محمد بن القاسم الأسدي الكوفي وهو مجمع على ضعفه.
(باب ما جاء في فضل الأمة)
عن أبي الدرداء قال سمعت أبا القاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل
يقول يا عيسى إني باعث بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا وإن أصابهم
ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم ولا علم قال يا رب كيف هذا لهم ولا حلم ولا
علم قال أعطيهم من حلى وعلمي. رواه أحمد والبزاز والطبراني في الكبير والأوسط
67

ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحسن بن سوار وأبى حلبس يزيد بن ميسرة وهما
ثقتان. وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا حظكم من الأنبياء وأنتم حظي من الأمم.
رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح غير أبى حبيبة الطائي وقد صحح له الترمذي
حديثا وذكره ابن حبان في الثقات. وعن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره. رواه أحمد والبزاز والطبراني ورجال
البزاز رجال الصحيح غير الحسن بن قزعة وعبيد بن سليمان الأغر وهما ثقتان وفى
عبيد خلاف لا يضر. وعن عمار أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل أمتي كالمطر
يجعل الله في أوله خيرا وفى آخره خيرا. رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة الربذي
وهو ضعيف. وعن عمران عن النبي صلى الله عليه وسلم باسناد أحسن من هذا. وعن ابن عمر عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل أمتي كمثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره. رواه الطبراني
وفيه عبيس بن ميمون وهو متروك. وعن ابن عمر (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل
أمتي كمثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره. رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد
ابن أنعم وهو ضعيف. وعن حذيفة قال غاب عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يخرج حتى
ظننا أنه لن يخرج فلما خرج سجد سجدة حتى ظننا أن نفسه قد قبضت فيها فلما رفع
رأسه قال إن ربي عز وجل استشارني في أمتي ماذا أفعل بهم قلت ما شئت ربى هم
خلقك وعبادك فاستشارني الثانية فقلت له كذلك فقال لا نخزيك في أمتك يا محمد
وأخبرني أن أول من يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا مع كل ألف سبعون ألفا ليس
عليهم حساب ثم أرسل إلى فقال ادع تجب وسل تعطه فقلت لرسوله أو معطي ربي عز
وجل سؤلي قال ما أرسلني إليك إلا ليعطيك ولقد أعطاني ربي عز وجل ولا فخر
وغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر وأنا أمشى حيا صحيحا. وأعطاني أن لا تجوع أمتي
ولا تغلب وأعطاني الكوثر من الجنة يسيل في حوضي وأعطاني العز والنصر والرعب
يسير بين يدي أمتي شهرا وأعطاني أنى أول الأنبياء أدخل الجنة وطيب لي ولأمتي
الغنيمة وأحل لنا كثيرا مما شد على من قبلنا ولم يجعل علينا من حرج. رواه أحمد

(1) في نسخة " عبد الله بن عمرو ".
68

وإسناده حسن. وعن حذيفة بن أسيد قال عرضت على أمتي البارحة لدن هذه الحجرة
حتى إني لأعرف للرجل منهم من أحدكم بصاحبه فقال رجل من القوم هذا عرض
عليك من خلق منهم أرأيت من لم يخلق قال صوروا لي والذي نفسي بيده لأنا أعرف
بالانسان منهم من الرجل بصاحبه. رواه الطبراني وفيه زياد بن المنذر وهو كذاب.
وعن حذيفة قال عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته فقمت خلفه فلما فرغ التفت
إلى فقال كنت ههنا هل سمعت قلت نعم. رواه البزاز وفيه زكريا بن يحيى الكسائي
وهو متروك. وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أمتي في الأرض أكثر من
عدد الحصى أو عدد المطر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سويد بن إبراهيم أبو
حاتم وهو ضعيف. وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من أمة إلا
وبعضها في النار وبعضها في الجنة إلا أمتي كلها في الجنة. رواه الطبراني في الصغير والأوسط
وفيه أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أمتي مرحومة متاب عليها تدخل قبورها بذنوبها وتخرج
من قبورها لا ذنوب عليها يمحص عنها باستغفار المؤمنين لها. رواه الطبراني في
الأوسط عن شيخه أحمد بن طاهر بن حرملة وهو كذاب. وعن عمر بن الخطاب
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الجنة حرمت على الأنبياء حتى أدخلها وحرمت على الأمم
حتى تدخلها أمتي. رواه الطبراني في الأوسط وفيه صدقة بن عبد الله السمين وثقه
أبو حاتم وغيره وضعفه جماعة فاسناده حسن. وعن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الجنة محرمة على جميع الأمم حتى أدخلها أنا وأمتي الأول فالأول.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه خارجة بن مصعب وهو متروك. وعن عبد الله بن
عبد اليماني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أقسمت لبررت لا يدخل الجنة
قبل سابق أمتي. رواه الطبراني وفيه بقية وهو ثقة ولكنه مدلس. وعن أنس قال
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته فقال اللهم اقبل بقلوبهم على طاعتك وحط من ورائهم
برحمتك. رواه الطبراني وفيه أبو شيبة وهو ضعيف. وعن سمرة بن جندب أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من الأمم أمة ضرب لهم مثل كمثل أجراء ائتجرهم رجل يعملون
له يوما كله وجعل لهم قيراطا قيراطا فعملوا حتى إذا انتصف النهار سئموا فقالوا للرجل حاسبنا
فحاسبهم فكان لهم نصف قيراط فقال من يعمل لي إلى الليلة على قيراط قيراط فبايعه قوم
69

آخرون فعملوا حتى إذا كانوا قريبا من صلاة العصر سئموا قالوا حاسبنا فحاسبهم فكان
لهم نصف قيراط نصف قيراط وأحب الرجل أن يقضى له قبل الليل فائتجر قوما على
أن يكملوا له ما غير من عمله إلى الليل على قيراطين قيراطين فقال لنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم إني لأرجو أن تكونوا صاحب القيراطين إن شاء الله. رواه الطبراني وفيه من لم
أعرفهم. وعن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم أمة مرحومة
معافاة فاستقيموا وخذوا طاقة الامر. رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو
كذاب. وعن سليمان بن داود الخولاني (1) قال سمعت عمر بن عبد العزيز يقول لأبي
بردة حدثنا بحديث ليس بينك وبين أبيك فيه أحد قال سمعت أبي يقول سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أمتي أمة مقدسة مباركة مرحومة لا عذاب عليها يوم القيامة
إنما عذابهم بينهم في الدنيا بالفتن. رواه الطبراني باسنادين في أحدهما القاسم رجل من
أهل حمص ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح غير عمرو بن قيس السكوني وهو ثقة.
وعن عبد الله يعنى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتا
وسمة وهديا. رواه البزاز وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن أبي موسى قال إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة أذن لامة محمد صلى الله عليه وسلم
في السجود فيسجدون له طويلا ثم يقال لهم إرفعوا رؤوسكم قد جعلنا عدتكم فداءا لكم
من النار. رواه الطبراني وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو متروك. وعن أبي
موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة عشرون ومائة أمتي منها ثمانون
صفا. رواه الطبراني وفيه القاسم بن غصن وهو ضعيف. قلت وتأتي بقية هذه الأحاديث
في صفة الجنة في كثرة من يدخل الجنة من هذه الأمة إن شاء الله.
(باب منه في فضل الأمة)
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده
لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى أو شرد على الله شراد البعير قيل يا رسول الله ومن أبى
أن يدخل الجنة فقال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار. رواه الطبراني
في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن علي بن خالد أن أبا أمامة الباهلي مر على
خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن ألين كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعت

(1) في الأصل " الجهني " وفى نسخة " الخولاني " وهو الموافق لما في الخلاصة.
70

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم في الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير
على أهله. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير علي بن خالد وهو ثقة. وعن أبي
أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم في الجنة إلا من
شرد على الله عز وجل شراد البعير على أهله. رواه الطبراني في الأوسط ورواه في الكبير
موقوفا على أبى أمامة قال لا يبقى أحد من هذه الأمة إلا دخل الجنة إلا من شرد على الله
كشراد البعير السوء على أهله فمن لم يصدقني فان الله تعالى يقول (لا يصلاها إلا الأشقى الذي
كذب وتولى) كذب بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وتولى عنه، وإسنادهما حسن. وعن أبي
هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما الناس كالإبل المائة لا يوجد فيها راحلة.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح إلا أن الطبراني قال رواه معمر
عن الزهري عن سالم عن أبيه وهو الصحيح. قلت هو في الصحيح كما قال الطبراني.
(باب ما جاء في فضل الجبال والأنهار)
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربعة أجبال من أجبال الجنة
وأربعة أنهار من أنهار الجنة فأما الأجبال فالطور ولبنان وطور سينا وطور زيتا
والأنهار من الجنة النيل والفرات وسيحان وجيحان قلت حديثه في الأنهار في الصحيح
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم. قلت وقد تقدمت أحاديث في فضل
الجبال والأنهار في فضل الجنة.
(باب فيمن يسب الصحابة أو يطعن على السلف) تقدم.
(باب فيمن ذم من القبائل وأهل البدع)
عن عمرو بن عبسة السلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شر قبيلتين في العرب
نجران وبنى تغلب. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن رافع بن خديج قال قدمت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وفود العرب فلم يقدم علينا وفد أقسى قلوبا ولا أحرى أن يكون
الاسلام لم يقر في قلوبهم من بنى حنيفة. رواه الطبراني وفيه محمد بن عمر الواقدي
وهو ضعيف. وعن أبي برزة قال كان أبغض الناس أو أبغض الاحياء إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثقيف وبنى حنيفة. رواه أحمد وأبو يعلى وزاد إلا أنه قال
بنو أمية وثقيف وبنو حنيفة، وكذلك الطبراني ورجالهم رجال الصحيح غير عبد الله
ابن مطرف بن الشخير وهو ثقة. وعن عبد الله بن الزبير قال قال رسول الله صلى
71

الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا منهم مسيلمة والعنسي
والمختار وشر قبائل العرب بنو أمية وبنو حنيفة وثقيف. رواه أبو يعلى وفيه محمد بن
الحسن بن زبالة وهو ضعيف. وعن عبد الله بن الزبير أنه قام في باب داخل فيه إلى
مسجد منى فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن هؤلاء الأعبد الكفار الفساق عمدوا على
قال وذكر الحديث. رواه أبو يعلى وفيه فرات بن الأحنف وهو ضعيف وقد تقدم
في أول كتاب العتق من أخرج صدقته فلم يعد إلا بربريا فليردها، وفيه ابن لهيعة
وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات. وحديث إن الايمان لا يجاوز حناجرهم وهو
ضعيف، وفى كتاب الخلافة وكتاب الفتن في بنى الحكم وغيرهم ما يغنى عن إعادته.
وعن ابن عباس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يبغض الأنصار رجل يؤمن
بالله واليوم الآخر ولا يحب ثقيفا رجل يؤمن بالله واليوم الآخر. قلت رواه الترمذي
غير ذكر ثقيف. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني يحيى بن
عثمان بن صالح السهمي وهو صدوق وفيه خلاف لا يضر. وعن أبي القين أنه مر بالنبي
صلى الله عليه وسلم ومعه شئ من تمر فأهوى النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذ منه قبضة لينشرها بين يدي أصحابه
فضم طرف ردائه إلى بطنه وإلى صدره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم زادك الله شحا. رواه
الطبراني وفيه سعيد بن جمهان (1) وثقه جماعة وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سركم أن تنظروا إلى الرجل الضغيط (2)
المطاع في قومه فانظروا إلى هذا يعنى عيينة بن حصن. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله ثقات. وعن عمرو بن الأصم قال دخلت على الحسن بن علي وهو في دار
عمرو بن حريث فقلنا إن ناسا يزعمون أن عليا يرجع قبل يوم القيامة فضحك وقال
سبحان الله لو علمنا ذلك ما زوجنا نساءه ولا تساهمنا ميراثه. رواه الطبراني وعمرو
لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي يحيى قال كنت بين الحسن والحسين
ومروان يتسابان فجعل الحسن يسكت الحسين فقال مروان أهل بيت ملعونون
فغضب الحسن وقال قلت أهل بيت ملعونون فوالله لقد لعنك الله وأنت في صلب
أبيك. رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط. قلت وقد تقدمت أحاديث
في النفاق والمنافقين وأسمائهم في أواخر كتاب الايمان. وعن سعد يعنى ابن أبي وقاص

(1) بضم الجيم.
(2) أي الضعيف. وفى الأصل " بضغيط " والتصحيح من النهاية.
72

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شيطان الردهة (1) يحتدره يعنى رجلا من بجيلة. رواه أحمد
وأبو يعلى ورجال أحمد ثقات وفى بكر بن قرواش خلاف لا يضر.
(كتاب الأذكار)
بسم الله الرحمن الرحيم
(باب فضل ذكر الله تعالى والاكثار منه)
عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بخير أعمالكم
لكم أزكاها عند مليككم وأرفعها لدرجاتكم وخير لكم من إعطاء الورق والذهب
وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فيضربون رقابكم وتضربون رقابهم ذكر الله عز وجل.
رواه أحمد وإسناده حسن. وعن معاذ بن جبل أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عمل آدمي
عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله، وقال معاذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم
بخير أعمالكم لكم أزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من تعاطى
الذهب والفضة ومن أن تلقوا عدوكم غدا فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا
بلى يا رسول الله قال ذكر الله عز وجل. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن
زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش لم يدرك معاذا. وعن معاذ بن جبل قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله تعالى من ذكر الله
تعالى قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع
ثلاث مرات. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن معاذ بن جبل قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتحسر (2) أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم

(1) الردهة: النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء، وقيل الردهة: قلة الرابية.
(2) في نسخة " ليس يتحسر ".
73

لم يذكروا الله تعالى فيها. رواه الطبراني ورجاله ثقات وفى شيخ الطبراني محمد بن إبراهيم
الصوري خلاف. وعن مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل قال لهم إن آخر كلام فارقت
عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قلت أي الأعمال أحب إلى الله قال أن تموت
ولسانك رطب من ذكر الله. رواه الطبراني بأسانيد وفى هذه الطريق خالد بن يزيد
ابن عبد الرحمن بن أبي مالك وضعفه جماعة ووثقه أبو زرعة الدمشقي وغيره،
وبقية رجاله ثقات. ورواه البزاز من غير طريقه إلا أنه قال أخبرني بأفضل الأعمال
وأقربه إلى الله، وإسناده حسن. وعن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا
سأله فقال أي الجهاد أعظم أجرا قال أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا قال فأي الصالحين
أعظم أجرا قال أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا ثم ذكر الصلاة والزكاة والحج
والصدقة كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أكثرهم لله تبارك وتعالى
ذكرا فقال أبو بكر لعمر يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أجل. رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال سأله فقال أي المجاهدين أعظم أجرا،
وفيه زبان بن فائد وهو ضعيف وقد وثق وكذلك ابن لهيعة، وبقية رجال أحمد
ثقات. وعن جابر رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ما عمل آدمي عملا أنجى له
من العذاب من ذكر الله تعالى قيل ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل
الله إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع. رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجالهما
رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عجز منكم عن الليل
أن يكابده وبخل بالمال أن ينفقه وجبن عن العدو أن يجاهده فليكثر ذكر الله. رواه
البزاز والطبراني وفيه أبو يحيى القتات وقد وثق وضعفه الجمهور، وبقية رجال البزاز
رجال الصحيح. وعن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن رجلا في حجره
دراهم يقسمها وآخر يذكر الله كان الذاكر لله أفضل. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله وثقوا. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من صدقة أفضل من ذكر
الله. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا. وعن معاذ بن جبل قال قلت يا رسول
الله أوصني قال عليك بتقوى الله ما استطعت واذكر الله عند كل حجر وشجر وما عملت
من سوء فأحدث لله فيه توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية. رواه الطبراني وإسناده حسن.
وعن أبي الدرداء قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن أكثر (1) من ذكر الله. رواه الطبراني

(1) في نسخة " بكثرة ذكر الله ".
74

وفيه يزيد بن عياض بن جعدية وهو كذاب. وعن أم أنس أنها قالت يا رسول الله أوصني
قال اهجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة وحافظي على الفرائض فإنها أفضل الجهاد
وأكثري من ذكر الله فإنك لا تأتين الله بشئ أحب إليه من كثرة ذكره. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إسحق بن إبراهيم بن قسطاس (1) وهو ضعيف،
قلت وهذه أم أنس بن مالك. وعن أم أنس قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت جعلك الله في الرفيق الأعلى من الجنة وأنا معك وقلت يا رسول الله علمني عملا
صالحا أعمل به (2) فقال أقيمي الصلاة فإنها أعظم الجهاد واهجري المعاصي فإنها
أفضل الهجرة واذكري الله كثيرا فإنه أحب الأعمال إلى الله أن تلقينه به. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط وقال أم أنس هذه ليست أم أنس بن مالك من
طريق محمد بن إسماعيل الأنصاري عن يونس بن عمران بن أبي أنس وكلاهما ذكره
ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن مسعود
قال لان أذكر الله عز وجل يوما إلى الله أحب إلى من أن أحمل على جياد الخيل
يوما إلى الليل. رواه الطبراني من طريق القاسم عن جده ابن مسعود ولم يسمع منه. وعن
معاذ بن جبل قال بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين السابقون
قالوا مضى ناس وتخلف ناس قال أين السابقون الذي يستهترون بذكر الله من أحب
أن يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله. رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو
ضعيف، قال ابن الأثير يقال هتر بالشئ واستهتر به إذا ولع به ولم يتحدث بغيره.
وعن أبي الدرداء قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال سبق المفردون
قالوا يا رسول الله وما المفردون قال المفردون بذكر الله وضع الذكر عنهم أثقالهم
فيأتون يوم القيامة خفافا. رواه الطبراني عن شيخ عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي
مريم وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق المفردون
قالوا يا رسول الله وما المفردون قال الذين يهترون في ذكر الله عز وجل قلت هو
في الصحيح غير من قوله الذين يهترون إلى آخره رواه أحمد وفيه أبو يعقوب صاحب
أبي هريرة ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي سعيد الخدري أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون. رواه أحمد

(1) في الأصل " بسطاس " والتصحيح من لسان الميزان.
(2) في نسخة " أعمله ".
75

وأبو يعلى وفيه دراج وقد ضعفه جماعة وضعه غير واحد، وبقية رجال أحد إسنادي
أحمد ثقات. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذكروا الله ذكرا حتى يقول
المنافقون إنكم مراؤون. رواه الطبراني وفيه الحسن بن أبي جعفر الجفري وهو ضعيف.
(باب ما جاء في مجالس الذكر)
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل
يوم القيامة سيعلم أهل الجمع من أهل الكرم فقيل ومن أهل الكرم يا رسول الله قال
مجالس الذكر في المساجد. رواه أحمد باسنادين وأحدهما حسن وأبو يعلى كذلك.
وعن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله
عز وجل لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورا
لكم فقد بدلت سيئاتكم حسنات. رواه أحمد وأبو يعلى والبزاز والطبراني في الأوسط
وفيه ميمون المرئي وثقه جماعة وفيه ضعف، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
وعن أنس بن مالك قال كان عبد الله بن رواحة إذا لقى الرجل من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى نؤمن بربنا ساعة فقال ذات يوم لرجل فغضب الرجل فجا. إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان
ساعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم يرحم الله ابن رواحة إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة.
رواه أحمد وإسناده حسن. وعن ابن عباس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن رواحة وهو
يذكر أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنكم الملا الذين أمرني الله أن
أصبر نفسي معكم ثم تلا هذه الآية (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة
والعشي) إلى قوله (وكان أمره فرطا) أما انه ما جلس عدتكم إلا جلس معهم عدتهم من
الملائكة إن سبحوا الله تعالى سبحوه وإن حمدوا الله تعالى حمدوه وإن كبروا الله كبروه
ثم يصعدون إلى الرب جل ثناؤه وهو أعلم منهم فيقولون يا ربنا عبادك سبحوك فسبحنا
وكبروك فكبرنا وحمدك فحمدنا فيقول ربنا يا ملائكتي أشهدكم أنى غفرت لهم فيقولون
فيهم فلان وفلان الخطاء فيقول هم القوم لا يشقى بهم جليسهم. رواه الطبراني في
الصغير وهو محمد بن حماد الكوفي وهو ضعيف. وعن سهيل بن حنظلة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله عز وجل فيه فيقومون
حتى يقال لهم قوموا فقد غفر الله لكم وبدلت سيئاتكم حسنات. رواه الطبراني
76

وفيه المتوكل بن عبد الرحمن والد محمد بن أبي السرى ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وعن جابر يعنى ابن عبد الله قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس إن
لله سرايا من الملائكة تجل الله وتقف على مجالس الذكر في الأرض فارتعوا في رياض
الجنة قالوا وأين رياض الجنة يا رسول الله قال مجالس الذكر فاغدوا وروحوا في
ذكر الله واذكروه بأنفسكم من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة
الله عنده فان الله ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه. رواه أبو يعلى والبزاز
والطبراني في الأوسط وفيه عمر بن عبد الله مولى عفرة وقد وثقه غير واحد وضعفه
جماعة، وبقية رجالهم رجال الصحيح. وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا حفوا عليهم وأتوا بهم ثم بعثوا
رائدهم إلى السماء إلى رب العزة تبارك وتعالى فيقولون ربنا أتينا على عباد من عبادك
يعظمون آلائك ويتلون كتابك ويصلون على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ويسألونك لآخرتهم
ودنياهم فيقول تبارك وتعالى غشوهم رحمتي فيقولون يا رب إن فيهم فلانا الخطاء إنما
اعتنقهم اعتناقا فيقول تبارك وتعالى غشوهم رحمتي فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم.
رواه البزاز من طريق زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري وكلاهما وثق على ضعفه
فعاد هذا إسناده حسن. وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليبعثن الله أقواما يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوا
بأنبياء ولا شهداء قال فجثى أعرابي على ركبتيه فقال يا رسول الله حلهم لنا نعرفهم قال
هم المتحابون في الله من قبائل شتى وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله يذكرونه.
رواه الطبراني وإسناده حسن. وعن عمرو بن عبسة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغشى بياض وجوههم
نظر الناظرين يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله عز وجل قيل يا رسول
الله من هم قال هم جماع من نوازع القبائل يجتمعون على ذكر الله فينتقون أطايب
الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه. رواه الطبراني ورجاله موثقون. وعن عبادة
ابن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن جماعة النساء فقال لا خير في
جماعتهن إلا عند ذكر أو جنازة وإنما مثل جماعتهن إذا اجتمعن كمثل صيقل (1) أدخل

(1) الصيقل: شحاذ السيوف وجلاؤها.
77

حديدة النار فلما أحرقها ضربها فأحرق شررها كل شئ أصابت. رواه الطبراني من
طريق يحيى بن إسحاق عن عبادة ويحيى لم يدرك عبادة، وبقية رجاله رجال الصحيح
وعن عبد الله بن عمرو قال قلت يا رسول الله ما غنيمة مجالس الذكر قال غنيمة مجالس
الذكر الجنة الجنة. رواه أحمد والطبراني وإسناده أحمد حسن.
(باب فيمن يذكر الله تعالى)
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله يا ابن آدم إن ذكرتني في نفس ذكرتك في
نفسي وإن ذكرتني في ملا ذكرتك في ملا خير منه وإن دنوت منى شبرا دنوت منك
ذراعا وإن دنوت منى ذراعا دنوت منك باعا وإن أتيتني تمشى أتيتك أهرول قال قتادة
والله تعالى أسرع بالمغفرة. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن معاذ بن أنس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله جل ذكره لا يذكرني عبد في نفسه إلا ذكر في ملا من
ملائكتي ولا يذكر في ملا إلا ذكرته في الرفيق الأعلى. رواه الطبراني وإسناده
حسن. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدم إذا ذكرتني
خاليا ذكرتك خاليا وإذا ذكرتني في ملا ذكرتك في ملا خير من الذين ذكرتني (1)
فيهم. رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح غير بشر بن معاذ العقدي وهو ثقة.
وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليذكرن الله قوم على
الفرش الممهدة يدخلهم الجنات العلى. رواه أبو يعلى وإسناده حسن.
(باب في الذين إذا رؤوا ذكر الله)
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم
يحزنون قال يذكر الله بذكرهم. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن ابن عباس قال قال
رجل يا رسول الله من أولياء الله قال الذين إذا رؤوا ذكر الله. رواه البزاز عن شيخه
علي بن حرب الرازي ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من الناس مفاتيح لذكر الله إذا رؤوا ذكر الله.
رواه الطبراني وفيه عمرو بن القاسم لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب في البقاع التي يذكر الله تعالى عليها)
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من بقعة يذكر الله عليها بصلاة

(1) في نسخة " تذكرني ".
78

أو يذكر إلا استبشرت بذلك إلى منتهاها إلى سبع أرضين وفخرت على ما حولها من
البقاع وما من عبد يقوم بفلاة من الأرض يريد الصلاة إلا تزخرفت له الأرض.
رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة الربذي (1) وهو ضعيف وعن ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما من بقعة يذكر الله فيها بصلاة إلا فخرت على ما حولها من البقاع. وما من
عبد يقوم بفلاة من الأرض إلا استبشرت لذكر الله إلى منتهاها إلى سبع أرضين.
رواه الطبراني وفيه أحمد بن بكر البالسي وهو ضعيف جدا. وعن ابن مسعود قال إن الجبل
ينادى الجبل باسمه أي فلان هل مر بك من (2) ذكر الله فإذا قال نعم استبشر قال عون
فيسمعن الشر ولا يسمعن الخير هن للخير أسمع وقرا (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا
لقد جئتم شيئا إذا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن
دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا). رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح. قلت وقد مر في فضل المساجد والبقاع التي يذكر فيها الله.
(باب فيمن لم يذكر الله تعالى)
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى يقول يا ابن آدم إنك إذا ذكرتني
شكرتني وإذا نسيتني كفرتني. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف.
(باب فيمن لم يكثر ذكر الله تعالى)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكثر ذكر الله تعالى
فقد برئ من الايمان. رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه محمد بن سهل
ابن المهاجر عن مؤمل بن إسماعيل وفى الميزان محمد بن سهل عن مؤمل بن إسماعيل
يروى الموضوعات فإن كان هو ابن المهاجر فهو ضعيف ان ن كان غيره فالحديث حسن (3).
(باب ذكر الله تعالى في الأحوال كلها)
والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما عقد قوم مقعدا لم يذكروا فيه الله عز وجل
ويصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وان دخلوا الجنة للثواب
قلت رواه الترمذي باختصار رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي أمامة

(1) في الأصل " الزيدي " وهو خطأ.
(2) في نسخة " أحد ".
(3) بل هو
موضوع على الحالين، والمجهول إذا أبرد (؟) لم يكن حديثه حسنا بحال ابن حجر.
79

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من قوم جلسوا مجلسا ثم قاموا منه لم يذكروا
الله ولم يصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان ذلك المجلس عليهم ترة (1). رواه الطبراني ورجاله
وثقوا. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من قوم جلسوا
مجلسا لم يذكروا الله فيه إلا رأوه حسرة يوم القيامة. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من قوم جلسوا
مجلسا لم يذكروا الله فيه إلا كان عليهم ترة. وما من رجل مشى طريقا فلم يذكر
الله عز وجل إلا كان عليه ترة وما من رجل أوى إلى فراشه فلم يذكر الله عز وجل
إلا كان عليه ترة قلت عند الترمذي بعضه رواه أحمد وأبو إسحق مولى عبد الله بن
الحرث بن نوفل لم يوثقه أحد ولم يجرحه، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد رجال
الصحيح (2). وعن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من قوم
اجتمعوا في مجلس فتفرقوا ولم يذكروا الله عز وجل إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم
يوم القيامة. رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجالهما رجال الصحيح. وعن
عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من ساعة تمر بابن آدم لم
يذكر الله فيها بخير إلا حسر عندها يوم القيامة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو
ابن الحصين العقيلي وهو متروك.
(باب ذكر نعم الله تعالى)
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على أصحابه وهم يتحدثون
فقالوا كنا نذكر ما كنا فيه من الجاهلية وما هدانا الله عز وجل وما كنا فيه من
الضلالة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنتم وأعجبه هكذا كونوا (3)
وهكذا فافعلوا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه مبارك بن فضالة وقد وثق وضعفه
غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب ذكر الله تعالى في الغافلين)
عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذاكر الله تعالى في الغافلين
بمنزلة الصابر في (4) الفارين. رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزاز ورجال

(1) أي نقصا وقيل أراد التبعة.
(2) قلت هذا الحديث أخرجه أبو داود من طريق سعيد
المقبري عن أبي هريرة ابن حجر.
(3) في نسخة " فكونوا ".
(4) في الأصل " مع ".
80

الأوسط وثقوا. وعن عصمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب العمل إلى
الله جل وعن سبحة الحديث وأبغض الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى التحريف قلنا
يا رسول الله وما سبحة الحديث قال يكون القوم يتحدثون والرجل يسبح قلنا يا رسول
الله وما التحريف قال القوم يكونون بخير فيسألهم الجار والصاحب فيقولون نحن
بشر. رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف.
(باب ما جاء في الذكر الخفي)
عن سعد بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الذكر الخفي وخير
الرزق ما يكفي. رواه أحمد وأبو يعلى وفيه محمد بن عبد الرحمن بن لبينة وقد وثقه
ابن حبان وقال روى عن سعد بن أبي وقاص، قلت وضعفه ابن معين، وبقية رجالهما
رجال الصحيح. وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضل الصلاة التي يستاك
لها على الصلاة التي لا يستاك لها سبعين ضعفا فيقول إذا كان يوم القيامة وجمع
الله الخلائق لحسابهم وجاءت الحفظة بما حفظوا وكتبوا قال الله لهم انظروا هل بقي
له من شئ فيقولون ربنا ما تركنا شيئا مما علمناه وحفظناه إلا وقد أحصيناه وكتبناه
فيقول الله تبارك وتعالى له إن لك عندي خبيثا لا تعلمه وأنا أجزيك به وهو الذكر
الخفي. رواه أبو يعلى وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف.
(باب ما جاء في فضل لا إله إلا الله)
عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أوصني قال إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها
قال قلت يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله قال هي أفضل الحسنات.
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن شمر بن عطية حدث بن عن أشياخه عن أبي ذر
ولم يسم أحد منهم. وعن يعلى بن شداد قال حدثني أبي شداد بن أوس وعبادة بن الصامت
حاضر يصدقه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل فيكم غريب يعنى أهل الكتاب
قلنا يا رسول الله فأمر بغلق الباب وقال ارفعوا أيديكم وقولوا لا إله إلا الله فرفعنا
أيدينا ساعة ثم قال الحمد لله اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها
الجنة وأنت لا تخلف الميعاد ثم قال ألا أبشروا فان الله قد غفر لكم. رواه أحمد
وفيه راشد بن داود وقد وثقه غير واحد وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي
81

هريرة قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جددوا إيمانكم قيل يا رسول الله وكيف تجدد
إيماننا قال أكثروا من قول لا إله إلا الله. رواه أحمد ورجال أحمد ثقات.
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا من شهادة أن لا إله إلا الله قبل
أن يحال بينكم وبينها. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير ضمام بن
إسماعيل وهو ثقة. وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاتيح الجنة
شهادة أن لا إله إلا الله. رواه أحمد ورجاله وثقوا إلا أن شهرا لم يسمع من معاذ،
وعن أبي سعيد قال قال موسى عليه السلام يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به قال
قل يا موسى لا إله إلا الله قال كل عبادك يقول هذا قال قل لا إله إلا الله قال لا إله
إلا أنت إنما أريد شيئا تخصني به قال يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري
والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله. رواه
أبو يعلى ورجاله وثقوا وفيه ضعف. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد قال لا إله إلا الله في ساعة من ليل أو نهار إلا طمست ما في الصحيفة من
السيئات حتى تكن إلى مثلها من الحسنات. رواه أبو يعلى وفيه عثمان بن عبد الرحمن
الزهري وهو متروك. وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله تبارك وتعالى
عمودا من نور بين يدي العرش فإذا قال العبد لا إله إلا الله اهتز ذلك العمود فيقول
الله تبارك وتعالى أسكن فيقول كيف أسكن ولم تغفر لقائلها فيقول إني قد غفرت له
فيسكن عند ذلك. رواه البزاز وفيه عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو وهو ضعيف جدا.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توضع الموازين
يوم القيامة فيؤتى بالرجل فيوضع في كفة ويوضع ما أحصى عليه فيتمايل به الميزان فيبعث
به إلى النار قال فإذا أدبر به إذا صائح يصيح من عند الرحمن يقول لا تعجلوا لا تعجلوا
فإنه قد بقي له فيؤتى ببطاقة فيها لا إله إلا الله فتوضع مع الرجل في كفة حتى يميل به الميزان
قلت رواه الترمذي باختصار رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل شئ
مفتاح ومفتاح السماوات قول لا إله إلا الله. رواه الطبراني وفيه أغلب بن تميم وهو
ضعيف. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على أهل لا إله إلا
الله وحشة في قبورهم ولا منشرهم وكأني أنظر إلى أهل لا إله الا الله وهم ينفضون التراب
82

عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن. رواه الطبراني في الأوسط،
وفى رواية ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة عند الموت ولا عند القبر، وفى الرواية الأولى
يحيى الحماني وفى الآخرين مجاشع بن عمرو وكلاهما ضعيف. وعن ابن عمر أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل فعلت كذا وكذا فقال لا والذي لا إله الا هو يا رسول
الله ما فعلت قال بلى قد فعلت ولكن غفر لك بالاخلاص. وفى رواية قال له جبريل
صلى الله عليه وسلم قد فعل ولكن فد غفر له بقول لا إله إلا الله. رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه
ورجالهما رجال الصحيح إلا أن حماد بن سلمة قال لم يسمع ثابت هذا من ابن عمر
بينهما رجل. وعن ابن عباس قال اختصم إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فوقعت
اليمين على أحدهما فحلف بالله الذي لا إله الا هو ماله عندي شئ فنزل جبريل عليه السلام
على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنه كاذب ان له عنده حقه فأمره أن يعطيه وكفارة يمينه معرفته
لا إله إلا الله أو شهادته قلت رواه أبو داود باختصار رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب
وقد اختلط. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فلان فعلت كذا
وكذا قال لا والذي لا إله إلا هو ما فعلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أنه
قد فعله فكرر عليه مرارا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر عنك بتصديقك
بلا إله إلا الله، ورجالهما رجال الصحيح (1). وعن ابن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا
حلف بالله الذي لا إله إلا هو كاذبا فغفر له. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن
أنس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما تركت حاجة ولا
داجة (2) إلا أتيت قال أليس تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثلاث مرات
قال نعم قال ذاك يأتي على ذاك. رواه أبو يعلى والبزاز بنحوه والطبراني في الصغير
والأوسط ورجالهم ثقات. قلت وقد تقدمت لهذا طرق في الايمان في باب الاسلام
يجب ما قبله. وعن أبي موسى قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعي نفر من قومي فقال
أبشروا وبشروا من وراءكم انه من شهد أنه لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة فخرجنا
من عند النبي صلى الله عليه وسلم نبشر الناس فاستقبلنا عمر بن الخطاب فرجع بنا إلى رسول الله

(1) قلت فيه الحرث بن عبيد أبو قدامة وهو كثير المناكير وهذا منها وقد ذكر
البزاز انه تفرد به ابن حجر.
(2) يريد بالحاجة الصغيرة وبالداجة الكبيرة.
83

صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إذا يتكمل الناس فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات. وقد تقدمت له طرق في الايمان في باب فيمن شهد
أن لا إله إلا الله. وعن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بوصية
نوح ابنه قالوا بلى قال أوصى نوح ابنه فقال لابنه يا بنى إني أوصيك باثنتين وأنهاك عن
اثنتين أوصيك بقول لا إله إلا الله فإنها لو وضعت في كفة وضعت السماوات والأرض
في كفة لرجحت بهن ولو كانت حلقة لقصمتهن حتى تخلص إلى الله وبقول سبحان الله
العظيم وبحمده فإنها عبادة الخلق وبها تقطع أرزاقهم وأنهاك عن اثنتين الشرك والكبر
فإنهما يحجبان عن الله قال فقيل يا رسول الله أمن الكبر أن يتخذ الرجل الطعام فيكون
عليه الجماعة أو يلبس النظيف قال ليس يعنى بالكبر إنما الكبر أن تسفه الخلق وتغمص
الناس (1). رواه البزاز وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وهو ثقة، وبقية رجاله
رجال الصحيح. قلت وقد تقدم هذا من حديث عبد الله بن عمرو في الوصايا في وصية
نوح على نبينا وعليه السلام. وعن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من الذكر
أفضل من لا إله إلا الله ولا من الدعاء استغفر الله ثم تلا رسول الله صلى الله عليه
وسلم (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات). رواه الطبراني
وفيه الإفريقي وغيره من الضعفاء.
(باب ما جاء في لا إله إلا الله وحده لا شريك له)
عن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك
وله الحمد وهو على كل شئ قدير كن له كعدل عشر رقبات أو رقبة قلت له حديث في الصحيح
غير هذا فيمن قالها عشرا رواه أحمد والطبراني وقال في أحد الطرق كان له كعدل عشر رقاب
من ولد إسماعيل عليه السلام ولم يشك ورجال أحمد رجال الصحيح وفى رجال الطبراني
الحجاج بن نصير وقد ضعفه الجمهور وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ وبهم، وبقية رجاله
ثقات. وعن أبي أيوب الأنصاري أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله وحده
لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير كانت له محررا ومحررين. رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن الربيع بن خيثم (2) قال من قال لا إله إلا الله وحده
لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير كان كمن أعتق أربعة

(1) أي تحتقرهم.
(2) في الأصل " حيثم " بالمهملة والتصحيح من الخلاصة.
84

من ولد إسماعيل فقلت للربيع بن خيثم ممن سمعته فقال من عمرو بن ميمون فأتيت عمرو بن
ميمون فقلت ممن سمعته فقال من ابن أبي ليلى فأتيت ابن أبي ليلى فقلت ممن سمعته فقال
من أبى أيوب الأنصاري يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح،
وفى رواية أخرى رواها الطبراني من قال ذلك (1) مرة أو عشر مرات كان له ذلك بعدل
رقبة أو عشر رقاب على الشك فيهما، ورجالهما رجال الصحيح وعن البراء بن عازب أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال من منح منيحة ورق أو منيحة لبن أو هدى رقاقا فهو كعتق نسمة ومن قال
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير فهو كعتق نسمة، وفى
رواية ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ ء قدير عشر
مرات كان له كعتق رقبة أو نسمة قلت رواه الترمذي باختصار التهليل وثوابه رواهما أحمد
ورجالهما (2) رجال الصحيح. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
قال لا إله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير لم يسبقها عمل
ولم يبق معها سيئة. رواه الطبراني وفيه سليم بن عثمان الطائي ثم الفوزي وقد ضعفه غير
واحد من قبل حفظه وذكره ابن حبان في الثقات وقال لم يرو عنه غير سليمان بن سلمة
الخبائري وهو ضعيف فان وجد له راو غيره اعتبر حديثه ويلزق به ما يتساهل من جرح أو
تعديل، وذكره ابن أبي حاتم وقال عن أبيه وروى عنه محمد بن عوف وأبو عتبة أحمد بن أبي
الفرج وهو مجهول وعنده عجائب وقد روى عنه ثلاثة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن ابن عمر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من قال لا إله إلا الله وحده
لا شريك له له الملك وله الحمد وهو الحي الذي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير
لا يريد بها الا وجه الله أدخله الله بها جنات النعيم. رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله
البابلتي وهو ضعيف. وعن أم سلمة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قال
لا إله إلا الله وحده لا شريك له كتب له كذا وكذا حسنة. رواه الطبراني وإسناده
حسن. وعن عبد الله بن أبي أوفى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله
الا الله وحده لا شريك له أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد كتب الله له
ألفي ألف حسنة. رواه الطبراني وفيه فايد أبو الورقاء وهو متروك.

(1) في نسخة " من قالها ".
(2) في نسخة " ورجال الطريقين ".
85

(باب ما يقول إذا أراد أن يعتق من النار)
عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال اللهم إني أشهدك
وأشهد ملائكتك وحملة عرشك وأشهد من في السماوات أنك أنت الله لا إله إلا
أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك من قالها مرة أعتق الله
ثلثه من النار ومن قالها مرتين أعتق ثلثاه من النار ومن قالها ثلاثا عتق كله من النار.
رواه البزاز عن شيخه أحمد ولم ينسبه وفيه حميد مولى أبى علقمة وهو ضعيف.
(باب فيمن هلل مائة أو أكثر)
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا
الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير مائتي مرة في يوم لم
يسبقه أحد كان قبله ولا يدركه أحد بعده إلا بأفضل من عمله. رواه أحمد والطبراني
إلا أنه قال كل يوم، ورجال أحمد ثقات وفى رجال الطبراني من لم أعرفه. وعن أبي
الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس من عبد يقول لا إله إلا الله مائة مرة إلا بعثه الله
يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر ولم يرفع لأحد يومئذ عمل أفضل من عمله إلا
من قال مثل قوله أو زاد. رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك.
وعن أبي المنذر الجهني قال قلت يا نبي الله علمني أفضل الكلام قال يا أبا المنذر قل
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير وهو على
كل شئ قدير مائة مرة في كل يوم فإنك يومئذ أفضل الناس عملا إلا من قال مثل
ما قلت قلت فذكر الحديث وهو بتمامه في الباقيات الصالحات رواه البزاز وفيه
جابر الجعفي وهو ضعيف.
(باب ما جاء في لا إله إلا الله والله أكبر)
عن معاذ بن عبد الله بن رافع قال كنت في مجلس فيه عبد الله بن عمر وعبد
الله بن جعفر وعبد الرحمن بن أبي عمرة فقال ابن أبي عمرة سمعت معاذ بن جبل
يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلمتان إحداهما ليس لها ناهية دون
العرش والأخرى تملأ ما بين السماء والأرض لا إله إلا الله والله أكبر فقال ابن
عمر لابن أبي عمرة أنت سمعته يقول ذلك قال نعم قال فبكى عبد الله بن عمر حتى
اختضبت لحيته بدموعه وقال هما كلمتان نعقلهما ونألفهما. رواه الطبراني ومعاذ بن
86

عبد الله بن رافع لم أعرفه وابن لهيعة حديثه حسن، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي
الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال لا إله إلا الله والله أكبر أعتق الله ربعه من النار
ولا يقولها اثنتين إلا أعتق الله شطره من النار وإن قالها أربعا أعتقه الله من النار.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيهما أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.
(باب فيمن أشهد الله تعالى وملائكته على التوحيد ورسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم)
عن سلمان بن الاسلام يعنى الفارسي قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إني أشهدك
وأشهد ملائكتك وحملة عرشك والسماوات ومن فيهن والأرضين ومن فيهن وأشهد
جميع خلقك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وأكفر من أبى ذلك من الأولين والآخرين
وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك من قالها أعتق الله ثلثه من النار ومن قالها مرتين
أعتق الله تعالى ثلثيه من النار ومن قالها ثلاثا عتق من النار. رواه الطبراني باسنادين
وفى أحدهما أحمد بن إسحاق الصوفي ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب فيمن قال لا إله إلا الله وسبحان الله وبحمده)
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله وبحمده كتب
له مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة ومن قال لا إله إلا الله كان له بها
عهد عند الله يوم القيامة. رواه الطبراني وفيه النضر بن عبيد ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.
(باب ما جاء في الباقيات الصالحات ونحوها)
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استكثروا من الباقيات الصالحات
قيل وما هي يا رسول الله قال التكبير والتهليل والتحميد والتسبيح ولا حول ولا قوة إلا
بالله. رواه أحمد وأبو يعلى الا أنه قال وما هن بدل وما هي، وإسنادهما حسن. وعن أبي
سعيد وأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله اصطفى من الكلام أربعا
سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله أكبر فمن قال سبحان الله كتب له عشرون حسنة
وحطت عنه عشرون سيئة ومن قال الحمد لله فمثل ذلك ومن قال لا إله الا الله فمثل ذلك
ومن قال والله أكبر من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون سيئة، ورجالهما
رجال الصحيح. وفى رواية من قال سبحان الله كتب له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون
سيئة من غير شك. رواه أحمد والبزاز الا أنه قال فمن قال سبحان الله كتبت له عشرون
حسنة وحطت عنه عشرون سيئة من قال الحمد لله فمثل ذلك ومن قال لا إله الا الله فمثل
87

ذلك ومن قال الله أكبر من قبل نفسه كتب له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون
سيئة، ورجالهما رجال الصحيح. وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال أفضل الكلام سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الكلام
بعد القرآن وهن من القرآن أربع لا يضرك بأيتهن بدأت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله
والله أكبر قلت هو في الصحيح غير قوله بعد القرآن وهن من القرآن رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله اختار
من الكلام أربعا ليس بقرآن وهن من القرآن سبحان الله والحمد لله ولا الله الا الله
والله أكبر. رواه الطبراني والبزاز بنحوه وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف
وما رواه عنه إسحاق بن سليمان الرازي أضعف وهذا منه. وعن أبي المنذر الجهني قال قلت
يا نبي الله علمني أفضل الكلام قال يا أبا المنذر قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك
وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شئ قدير مائة مرة في كل يوم فإنك يومئذ
أفضل الناس عملا إلا من قال مثل ما قلت وأكثر من قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله
ولا حول ولا قوة الا بالله فإنها سيد الاستغفار وإنها ممحاة للخطايا أحسبه قال
موجبة للجنة. رواه البزاز وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف. وعن مولى لرسول الله
صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بخ بخ لخمس ما أثقلهن في
الميزان لا إله الا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله والولد الصالح يتوفى فيحتسبه والده.
قلت فذكر الحديث. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، قلت والصحابي الذي لم
يسم هو ثوبان إن شاء الله. وعن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ بخ
لخمس ما أثقلهن في الميزان لا إلا الله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر والولد الصالح
يموت للمرء فيحتسبه. رواه البزاز وحسن إسناده إلا أن شيخه العباس بن عبد العظيم
الباساني لم أعرفه. وعن أبي سلمى راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان لا إله إلا الله
والله أكبر وسبحان الله وبحمده والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه. رواه
الطبراني من طريقين ورجال أحدهما ثقات. وعن سفينة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم بخ بخ ما أثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله
88

والله أكبر وفرط صالح بفرط للرجل. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال
الصحيح. وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لجلسائه خذوا جنتكم قالوا
بأبينا أنت وأمنا يا رسول الله أحضر عدو قال خذوا جنتكم من النار قولوا سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله فإنه مقدمات
وهن منجيات وهن معقبات وهن الباقيات الصالحات. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه كثير بن سليم وهو ضعيف. وذكره ابن حبان في الثقات والضعفاء. وعن أبي
هريرة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذوا جنتكم قلنا يا رسول الله من عدو
حضر فقال خذوا جنتكم من النار قولوا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا
حول ولا قوة إلا بالله فإنهن يأتين يوم القيامة مستقدمات ومنجيات ومجنبات وهن
الباقيات الصالحات. رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله في الصغير رجال
الصحيح غير داود بن بلال وهو ثقة. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله
ضم عليهن ملك بجناحه فلا ينتهى حتى يبلغ بهن العرش فلا يمر بشئ إلا صلى عليهن
وعلى قائلهن والتسبيح تنزيه من الله من كل سوء ومن قال لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
قال أسلم عبدي واستسلم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان
وهو ضعيف. وعن الحارث مولى عثمان قال جلس عثمان يوما وجلسنا معه فجاء المؤذن
قلت فذكر الحديث في تكفير الصلاة المفروضة للذنوب وقال وهن الحسنات يذهبن
السيئات قالوا هذه الحسنات فما الباقيات يا عثمان قال لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله. رواه أحمد وأبو يعلى والبزاز ورجاله
رجال الصحيح غير الحارث بن عبد مولى عثمان وهو ثقة. وعن أبي هريرة قال ما من
عبد يسبح لله تسبيحة أو يحمده تحميدة أو يكبره تكبيرة إلا غرس الله له بها شجرة
في الجنة أصلها من ذهب وأعلاها من جوهر مكللة بالدر والياقوت ثمارها كثدي الأبكار
ألين من الزبد وأحلى من العسل كلما جنى منها شيئا عاد مكانه ثم تلا رسول الله صلى
الله عليه وسلم (لا مقطوعة ولا ممنوعة). رواه الطبراني في الأوسط موقوفا على
أبي هريرة وفيه سليمان بن أبي كريمة وهو ضعيف. وعن سلمان يعنى الفارسي
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن في الجنة قيعانا فأكثروا غرسها قالوا يا رسول
89

الله وما غرسها قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. رواه الطبراني
وفيه الحسين بن علوان وهو ضعيف. وعن سلمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من سبح الله عز وجل تسبيحة وحمده تحميدة وهلله تهليلة وكبره تكبيرة غرس له
شجرة في الجنة أصلها ياقوت أحمر مكللة بالدر طلعها كثدي الأبكار أحلى من العسل
وألين من الزبد. رواه الطبراني وفيه محمد بن عدي عن سلمان ولم أعرفه وجماعة ضعفاء
وثقوا. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال إن الله قسم بينكم أخلافكم كما قسم بينكم
أرزاقكم وإن الله يؤتى المال من يحب ومن لا يحب ولا يؤتى الايمان إلا من أحب
فإذا أحب الله عبدا أعطاء الايمان فمن ضن بالمال أن ينفقه وهاب العدو أن يجاهده
والليل أن يكابده فليكثر من قول لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله وسبحان الله.
رواه الطبراني موقوفا، ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا
قوة إلا بالله فإنهن الباقيات الصالحات وهن يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها
وهن من كنوز الجنة. وفى رواية خذهن قبل أن يحاك بينك وبينهن الباقيات قلت
رواه ابن ماجة باختصار رواه الطبراني باسنادين في أحدهما عمر بن راشد اليمامي
وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي موسى الأشعري أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم بهذه الخمس سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
ولا حول ولا قوة إلا بالله. رواه الطبراني وفيه جرير بن أيوب وهو ضعيف جدا.
وعن عبد الله يعنى ابن مسعود انه كان يقول إذا حدثتكم بحديث أتيتكم بتصديق ذلك
من كتاب الله عز وجل إن العبد المسلم إذا قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله
والله أكبر وتبارك الله قبض عليهن ملك فجعلهن تحت جناحه ثم يصعد بهن فلا يمر
على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يجئ بهن وجه الرحمن تبارك ثم
قرأ عبد الله (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه). رواه الطبراني وفيه
المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط، وبقية رجاله ثقات. وعن عمران يعني ابن
حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ما يستطيع أحدكم أن يعمل كل يوم
مثل أحد عملا قالوا يا رسول الله ومن يستطيع أن يعمل في كل يوم مثل أحد عملا
قال كلكم يستطيعه قالوا يا رسول الله ماذا قال سبحان الله أعظم من أحد والحمد لله
90

أعظم من أحد ولا إله إلا الله أعظم من أحد والله أكبر أعظم من أحد. رواه الطبراني
والبزاز ورجالهما رجال الصحيح. وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر كتبت له بكل حرف عشر
حسنات ومن أعان على خصومة (1) باطل لم يزل في سخط الله حتى ينزع ومن
حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره ومن بهت مؤمنا أو
مؤمنة حبسه الله في ردعة الخبال يوم القيامة حتى يخرج مما قال وليس بخارج.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير محمد بن منصور
الطوسي وهو ثقة. وعن سعد يعنى ابن أبي وقاص أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال علمني كلاما أقوله فقال قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له والله أكبر
كبيرا وسبحان الله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قلت هو في
الصحيح خلا قوله (2) العلي العظيم رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي
هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر ألا ترتع في روضة
الجنة وتريح فيها قال يا رسول الله وما الرتع قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله
والله أكبر قال سلمان إن لكل شئ غرسا فما غراس الجنة قال سبحان الله والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر قلت روى له الترمذي حديثا بغير هذا السياق رواه
البزاز وفيه حميد المسكي وليس هو حميد بن قيس هذا مولى ابن علقمة لم يرو عنه غير زيد بن
الحباب، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم رأيت إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى بي فقال يا محمد
أقرئ أمتك منى السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وغراسها
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا قوة إلا بالله قلت رواه الترمذي
باختصار لا حول ولا قوة إلا بالله رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه
عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الكوفي وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر غرس له بكل
واحدة منهن شجرة في الجنة. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون. وعن أبي
أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال سبحان الله وبحمده كان

(1) في نسخة " في خصومة ".
(2) في نسخة " غير قوله ".
91

مثل مائة بدنة إذا قالها مائة مرة ومن قال الحمد لله مائة مرة كان عدل مائة فرس
مسرج ملجم في سبيل الله. ومن قال الله أكبر مائة مرة كعدل مائة بدنة تنحر
بمكة. رواه الطبراني وفيه سليمان بن عثمان الطائي الفوزي وقد روى عنه ثلاثة
وذكره ابن حبان في الثقات وذكر شرطا فوجد فالحديث حسن لان بقية رجاله ثقات.
وعن أبي أمامة قال سألت أم هانئ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني امرأة
ثقيلة فعلمني دعوات ينفعني الله بهن قال قولي سبحان الله مائة مرة تعدل مائة رقبة
تعتق لله عز وجل واحمدي الله مائة مرة تعدل مائة فرس ملجم يحمل عليها في سبيل
الله وكبرى الله مائة تعدل مائة بدنة مقلدة تهدى إلى بيت الله ووحدي الله مائة مرة
لا يدركك ذنب بعد الشرك. رواه الطبراني وفيه فضال بن جبير وهو ضعيف. وعن
أم هانئ بنت أبي طالب قالت مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقلت يا رسول الله
قد كبرت وضعفت أو كما قالت فمرني بعمل أعمل وأنا جالسة قال سبحي الله مائة
تسبيحة فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقيها من ولد إسماعيل واحمدي الله مائة تحميدة
فإنها تعدل مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله وكبرى الله مائة
تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة وهللي الله مائة مائة قال ابن خلف أحسبه
قال تملأ ما بين السماء والأرض ولا يرفع يومئذ لأحد عمل إلا أن يأتي بمثل ما أتيت
قلت رواه ابن ماجة باختصار رواه أحمد والطبراني في الكبير ولم يقل أحسبه،
ورواه في الأوسط إلا أنه قال فيه قلت يا رسول الله كبرت سنى ورق عظمي فدلني
على عمل يدخلني الجنة فقال بخ بخ لقد سألت وقال خير لك من مائة بدنة مقلدة
مجللة تهديها إلى بيت الله تعالى وقولي لا إله إلا الله مائة مرة فهو خير لك مما أطبقت
عليه السماء والأرض ولا يرفع يومئذ لأحد عمل أفضل مما رفع لك الا من قال مثل
ما قلت أو زاد، وأسانيدهم حسنة. وعن سلمى أم بنى أبى رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنها قالت يا رسول الله أخبرني بكلمات ولا تكثر على قال قولي الله أكبر عشر
مرات يقول الله هذا لي وقولي سبحان الله عشر مرات يقول الله هذا لي وقولي اللهم
اغفر لي يقول قد فعلت فتقولين عشر مرار ويقول قد فعلت. رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح. وعن أبي أمامة عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال جاءني جبريل فوضع يديه
إحداهما على صدري والأخرى بين كتفي حتى وجدت برد التي في صدري بين كتفي والتي
92

بين كتفي في صدري فقال يا محمد كبر الكبير وهلل باليقين وقل سبحان رب الأولين
والآخرين. رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف.
(باب جامع في (1) التسبيح والتحميد وغير ذلك)
عن أبي أمامة يعنى الباهلي قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس أحرك
شفتي فقال بم تحرك شفتك قلت أذكر الله يا رسول الله قال أفلا أخبرك بشئ إذا
قلته ثم دأبت الليل والنهار لم تبلغه قلت بلى قال تقول الحمد لله عدد ما أحصى كتابه
والحمد لله عدد ما في كتابه والحمد لله عدد ما أحصى خلقه والحمد لله ملء ما في خلقه
والحمد لله ملء سماواته وأرضه والحمد لله عدد كل شئ والحمد لله على كل شئ وتسبح مثل
ذلك وتكبر مثل ذلك. رواه الطبراني من طريقين وإسناد أحدهما حسن. وعن أبي
أمامة أيضا قال رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحرك شفتي فقال ما تقول يا أبا أمامة
قلت أذكر الله قال أفلا أدلك على ما هو أكبر من ذكر الليل على النهار (2) تقول
الحمد لله عدد ما خلق والحمد لله ملء ما خلق والحمد لله عدد ما في السماوات وما في
الأرض والحمد لله ملء ما أحصى كتابه والحمد لله عدد كل شئ وتسبح الله مثلهن
ثم قال تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك. رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو
مدلس. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الحمد لله عدد ما خلق الله والحمد لله
عدد ما أحصى كتابه والحمد لله عدد كل كل شئ والحمد لله ملء كل شئ وسبحان الله ملء
كل شئ وسبحان الله عدد كل شئ. رواه الطبراني وفيه محمد بن خالد بن عبد الله
الواسطي وقد نسب إلى الكذب ووثقه ابن حبان وقال يخطئ ويخالف، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن سالم بن أبي الجعد أن أبا أمامة حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
الحمد لله عدد ما خلق والحمد لله ملء ما خلق والحمد لله عدد ما في السماوات والأرض والحمد
لله ملء ما في السماوات والأرض والحمد لله عدد ما أحصى كتابه والحمد لله عدد كل
شئ والحمد لله ملء كل شئ وسبحان الله مثلها فأعظم ذلك. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن أبي الدرداء قال أبصرني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحرك شفتي فقال
يا أبا الدرداء ما تقول قلت أذكر الله قال أفلا أعلمك ما هو أفضل من ذكر الله الليل
مع النهار والنهار مع الليل قلت بلى قال سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله عدد

(1) في الأصل " في جامع ".
(2) في نسخة " مع ذكرك الليل مع النهار ".
93

كل شئ سبحان الله ملء ما أحصى كتابه والحمد لله عدد ما خلق والحمد لله ملء ما خلق
والحمد لله ملء ما أحصى كتابه. رواه الطبراني والبزاز وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه
اختلط (1) وأبو إسرائيل الملائي حسن الحديث، وبقية رجالهما رجال الصحيح.
(باب ما جاء في سبحان الله وبحمده وما ضم معها)
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال سبحان الله وبحمده غرست
له نخلة في الجنة. رواه البزاز وإسناده جيد. وعن أبي أمامة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من هاله الليل أن يكابده أو بخل بالمال أن ينفقه أو جبن عن العد
ان يقاتله فليكثر من سبحان الله وبحمده فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب ينفقه في
سبيل الله عز وجل. رواه الطبراني وفيه سليمان بن أحمد الواسطي وثقه عبدان
وضعفه الجمهور والغالب على بقية رجاله التوثيق. وعن أبي الدرداء أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لا يدع رجل منكم أن يعمل لله كل يوم ألفي حسنة حين يصبح يقول سبحان
الله وبحمده مائة مرة فإنها ألفا حسنة والله ان شاء أن يعمل في يومه من الذنوب مثل ذلك
ويكون ما عمل من خير سوى ذلك وافرا. رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.
وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم أستغفر
الله وأتوب إليه من قالها كتبت كما قالها ثم علقت بالعرش لا يمحوها ذنب عمله صاحبها
حتى يلقى الله يوم القيامة وهي مختومة كما قالها. رواه البزاز وفيه يحيى بن عمرو بن
مالك النكري وهو ضعيف وقال الدارقطني صويلح يعتبر به، وبقية رجاله ثقات.
(باب الحث على التسبيح)
عن الزبير بن العوام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من صباح يصبح العباد
إلا وصارخ يصرخ أيها الخلائق سبحوا الملك القدوس قلت له حديث رواه الترمذي
غير هذا رواه أبو يعلى وفيه يوسف بن عبيدة وهو ضعيف جدا.
(باب تفسير التسبيح)
عن طلحة يعنى ابن عبيد الله قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تفسير

(1) في نسخة " مدلس " وفى هامشها قلت ما علمت أحدا وصف ليث بن أبي سليم
بالتدليس وإنما ذكروا أنه اختلط ولا علمت أحدا خرج بأنه ثقة بل الأكثر على
تضعيفه وبعضهم وصفه مع سوء الحفظ والاضطراب بالصدق ابن حجر.
94

سبحان الله فقال تنزيه الله تبارك وتعالى من السوء. رواه البزاز وفيه عبد الرحمن بن
حماد الطلحي وهو ضعيف بسبب هذا وغيره.
(باب فيمن قال سبحان الله العظيم)
عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال سبحان الله
العظيم نبت له غرس في الجنة. رواه أحمد وإسناده حسن.
(باب ما جاء في الحمد)
عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبت من قضاء الله عز وجل
للمؤمن إن أصابه خير حمد ربه وشكر وإن أصابته مصيبة حمد ربه وصبر المؤمن
يؤجر في كل شئ. رواه أحمد بأسانيد والطبراني في الأوسط وزاد في كل يؤجر
المؤمن حتى في أكلته يرفعها إلى فيه، والبزاز وقال يؤجر في كل أمره حتى اللقمة يرفعها
إلى في امرأته، وأسانيد أحمد رجالها رجال الصحيح وكذلك بعض أسانيد البزاز.
وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يدعى إلى الجنة الحمادون الذين
يحمدون الله في السراء والضراء. رواه الطبراني في الثلاثة بأسانيد وفى أحدها قيس
ابن الربيع وثقه شعبة والثوري وغيرهما وضعفه يحيى القطان وغيره، وبقية رجاله
رجال الصحيح، ورواه البزاز بنحوه واسناده حسن. وعن عمران بن حصين قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل عباد الله تعالى يوم القيامة الحمادون فذكر الحديث.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن مطرف قال قال لي عمران انى لأحدثك
بالحديث اليوم لعل الله ينفعك به بعد اليوم اعلم أن خيار عباد الله يوم القيامة الحمادون.
رواه أحمد موقوفا هو شبه المرفوع، ورجاله رجال الصحيح. وعن الأسود بن سريع قال
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله انى حمدت ربى تبارك وتعالى بمحامد ومدح
وإياك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ان ربك تبارك وتعالى يحب المدح
قلت فذكر الحديث وقد تقدم في الأدب بتمامه رواه أحمد بتمامه والطبراني بنحوه
وفى رواية عند الطبراني ان ربك يحب الحمد بدل المدح، وأحد أسانيد أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنعم الله عز وجل على عبد
نعمة فحمد الله تعالى عليها الا كان ذلك أفضل من تلك النعمة وان عظمت. رواه
الطبراني وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك. وعن حذيفة أنه (1) أتى النبي

(1) " أنه " غير موجودة في النسخ.
95

صلى الله عليه وسلم فقال بينا أنا أصلى إذ سمعت متكلما يقول اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله بيدك
الخير كله إليك يرجع الامر كله علانيته وسره فأهل أن تحمد إنك على كل شئ قدير اللهم
اغفر لي جميع ما مضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى
به عنى فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذاك ملك أتاك يعلمك تحميد ربك عز وجل. رواه أحمد وفيه راو
لم يسم، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
الله عز وجل يقول إن عبدي المؤمن عندي بمنزلة كل خير يحمدني وأنا أنزع نفسه من
بين جنبيه. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن معاذ بن أنس عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال العز والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك إلى آخر
السورة. رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. وعن ابن عمر قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قال الحمد لله الذي تواضع كل شئ لعظمته والحمد لله الذي
ذل كل شئ لعزته والحمد لله الذي خضع كل شئ لملكه والحمد لله الذي استسلم كل
شئ لقدرته فقالها يطلب بها ما عند الله كتب الله له بها ألف حسنة ورفع له بها ألف
درجة ووكل بها سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة. رواه الطبراني
وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف. وعن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال رجل الحمد لله كثيرا فأعظمها الملك أن يكتبها فراجع فيها ربه عز وجل فقال (1)
أكتبها كما قالها عبدي كثيرا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن عبد الملك
الواسطي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي أيوب قال قال رجل عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صاحب
الكلمة فسكت الرجل ورأي أنه قد هجم من رسول الله صلى الله عليه وسلم على شئ
يكرهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هو فإنه لم يقل إلا صوابا فقال رجل أنا قلتها
يا رسول الله أرجو بها الخير فقال والذي نفسي بيده لقد رأيت ثلاثة عشر ملكا
يبتدرون كلمتك أيهم يرفعها إلى الله تبارك وتعالى. رواه الطبراني واسناده حسن.
وعن أنس قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم جالسا في الحلقة إذ جاء رجل فسلم على النبي
صلى الله عليه وسلم والقوم فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد النبي صلى الله عليه وسلم
عليه وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فلما جلس الرجل قال الحمد لله حمدا كثيرا

(1) في نسخة " فقيل له ".
96

طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا أن يحمد وينبغي له فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قلت
فرد عليه كما قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لقد ابتدرها عشرة
املاك كلهم حريص على أن يكتبها فما دروا كيف يكتبونها حتى رفعوها إلى ذي العزة
فقال اكتبوها كما قال عبدي قلت روى له أبو داود في الاستفتاح في الصلاة غير
هذا باختصار عنه رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من قال الحمد لله قبل كل أحد والحمد لله بعد كل أحد والحمد لله على كل حال
أعطى من الاجر كعبادة من عبد الله عز وجل. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
من لم أعرفهم. وعن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نزل جبريل
عليه السلام فقال يا محمد إن سرك أن تعبد الله ليلة حق عبادته فقل اللهم لك الحمد
حمدا خالدا مع خلودك ولك الحمد دائما لا منتهى له دون مشيئتك وعند كل
طرفة عين وتنفس نفس. رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن الصامت ولم أعرفه،
وبقية رجاله ثقات. قلت وقد تقدمت أحاديث متعلقة بالحمد في باب في جامع التسبيح
والتحميد قبل هذا بأربعة أبواب.
(باب ما جاء في لا حول ولا قوة إلا بالله)
عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أدلك على باب من
أبواب الجنة قال وما هو قال لا حول ولا قوة إلا بالله. رواه أحمد والطبراني إلا أنه
قال ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة، ورجالهما رجال الصحيح غير عطاء بن السائب
وقد حدث عنه حماد بن سلمة قبل الاختلاط. وعن أبي أيوب الأنصاري أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به مر على إبراهيم عليه السلام فقال من معك يا جبريل قال هذا
محمد صلى الله عليه وسلم قال له إبراهيم عليه السلام مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة
فان تربتها طيبة وأرضها واسعة قال وما غراس الجنة قال لا حول ولا قوة إلا بالله.
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليلة أسرى بي مررت
بإبراهيم صلى الله عليه وسلم فقال يا جبريل من هذا معك فقال محمد فسلم على ورحب بي
وقال مر أمتك، والباقي بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن عبد الرحمن
ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو ثقة لم يتكلم فيه أحد ووثقه ابن حبان. وعن
عبد الله بن سعد بن أبي وقاص قال قال لي أبو أيوب الأنصاري ألا أعلمك كلمة
97

علمنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى يا عم (1) قال إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم حين نزل على قال ألا أعلمك يا أبا أيوب كلمة من كنز الجنة قلت بلى
يا رسول الله بأبي أنت وأمي قال أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط باسنادين ورجال أحدهما ثقات. وعن ابن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا من غرس الجنة فإنه عذب ماؤها طيب
ترابها فأكثروا من غراسها لا حول ولا قوة إلا بالله. رواه الطبراني وفيه عقبة بن علي
وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حول ولا قوة إلا
بالله دواء من تسعة وتسعين داءا أيسرها الهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه بشر
ابن رافع الحارثي وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أن النسخة
من الطبراني الأوسط سقط منها عجلان والد محمد الذي بينه وبين أبي هريرة والله
أعلم. وعن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ألا أدلكم على كنز
من كنوز الجنة تكثرون من قول لا حول ولا قوة إلا بالله. رواه الطبراني وفيه
عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف. وعن زيد بن إسحاق الأنصاري قال أدركني
رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب المسجد فقال ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قلت بلى
يا رسول الله قال لا حول ولا قوة إلا بالله. رواه الطبراني وقد سقط من الأصل
المسموع وغيره من بين ابن لهيعة وبينه. وعن معاوية بن حيدة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة. رواه الطبراني.
وعن قيس بن سعد بن عبادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وقد صليت
صلاة الصبح واضطجعت فضربني برجله وقال ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قال
لا حول ولا قوة إلا بالله. رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح غير ميمون بن أبي
شبيب وهو ثقة. وعن أبي هريرة قال كنت أمشى مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في بعض حيطان المدينة فقال لي يا أبا هريرة قلت لبيك يا رسول الله قال إن
المكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال بماله هكذا وهكذا وأومأ
بيده عن يمينه وعن شماله وقليل ما هم ثم قال يا أبا هريرة ألا أدلك على كنز من
كنوز الجنة قلت بلى يا رسول الله قال لا حول ولا قوة إلا بالله ولا ملجأ من الله

(1) في نسخة " بأبي يا عم ".
98

إلا إليه ثم قال يا أبا هريرة هل تدرى ماحق الله على العباد وما حق العباد على الله
قلت الله ورسوله أعلم قال فان حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به
شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به. رواه البزاز مطولا هكذا
ومختصرا ورجالهما رجال الصحيح غير كميل بن زياد وهو ثقة. وعن عبد الله يعنى
ابن مسعود قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لا حول ولا قوة الا بالله فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم تدرى ما تفسيرها قلت الله ورسوله أعلم قال لا حول عن معصية الله
إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله الا بعون الله. رواه البزاز باسنادين أحدهما منقطع
وفيه عبد الله بن خراش والغالب عليه الضعف والآخر متصل حسن. وعن فضالة
ابن عبيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أراد كنز الجنة فعليه بلا حول
ولا قوة الا بالله. رواه الطبراني من طريق عبد الله بن يزيد عن ربيعة بن بورا وعبد الله
لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها فليكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله ثم
قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا
بالله). رواه الطبراني وفيه خالد بن نجيح وهو كذاب. وعن أبي هريرة قال قال نبي الله
صلى الله عليه وسلم (1) ألا أدلك على كلمة من كنز تحت العرش قال قلت فداك أبي وأمي
قال أن تقول لا حول ولا قوة الا بالله، قال أبو بلج وأحسب أنه قال فان الله عز وجل
يقول أسلم عبدي واستسلم قال أبو عمرو قلت لأبي هريرة لا حول ولا قوة الا بالله قال
لا إنها في سورة الكهف (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله) قلت
له حديث عند الترمذي غير هذا رواه أحمد والبزاز بنحوه إلا أنه قال ألا أدلكم على
كلمة من كنز الجنة من تحت العرش، ورجالهما رجال الصحيح غير أبى بلج الكبير وهو ثقة.
(باب ما جاء في الأذكار عقب الصلاة)
عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة بعث بها بخميلة ووسادة
من أدم حشوها ليف ورحيين وسقاء وجرتين فقال على لفاطمة ذات يوم والله لقد سنوت
حتى اشتكيت صدري وقد جاء الله أباك بسبي فاذهبي فاستخدميه فقالت وأنا والله لقد طحنت

(1) في نسخة " قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ".
99

حتى مجلت يداي (1) فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما جاء بك أي بنية
قالت جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأله ورجعت فقال ما فعلت قالت استحيت
أن أسأله فأتيا جميعا النبي صلى الله عليه وسلم فقال على يا رسول الله لقد سنوت (2) حتى
اشتكيت صدري وقالت فاطمة قد طحنت حتى مجلت يداي وقد جاءك الله بسبي وسعة
فأخدمنا فقال لا والله لا أعطيكم وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع لا أجد
ما أنفق عليهم ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم فرجعا فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم
وقد دخلا في قطيفتهما إذا غطت رؤوسهما تكشفت أقدامهما وإذا غطت أقدامهما
تكشفت رؤوسهما فثارا فقال مكانكما ثم قال ألا أخبركما بخير مما سألتماني قالا بلى
قال كلمات علمنيهن جبريل صلى الله عليه وسلم فقال تسبحان دبر كل صلاة عشرا
وتحمدان عشرا وتكبران عشرا فإذا آويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا
ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين قال فوالله ما تركتهن منذ سمعت ذلك (3) من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال له ابن الكوا ولا ليلة صفين فقال قاتلكم الله
يا أهل العراق ولا ليلة صفين قلت في الصحيح بعضه رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب
وقد سمع منه حماد بن سلمة قبل اختلاطه، وبقية رجاله ثقات. وعن أم الدرداء قالت
نزل بأبي الدرداء رجل فقال أبو الدرداء أمقيم فنسرح أم ظاعن فنعلف قال بل ظاعن
قال فإني سأزودك زادا لو أجد ما هو أفضل منه لزودتك أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت
يا رسول الله ذهب الأغنياء بالدنيا والآخرة نصلى ويصلون ونصوم ويصومون ويتصدقون
ولا نتصدق قال ألا أدلك على شئ إذا أنت فعلته لم يسبقك أحد كان قبلك ولم يدركك
أحد بعدك إلا من فعل مثل الذي تفعل دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين تسبيحة وثلاثا
وثلاثين تحميدة وأربعا وثلاثين تكبيرة. رواه أحمد والبزاز والطبراني بأسانيد
وأحد أسانيد الطبراني رجاله رجال الصحيح. وعن أبي الدرداء أنه أتاه ناس
يتحدثون إليه فقال سأزودكم ما زودني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صليت
فسبح دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين واحمد ثلاثا وثلاثين وكبر أربعا وثلاثين وقل
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير. رواه

(1) يقال مجلت يده تمجل مجلا: إذا ثخن جلدها وتعجر وظهرها فيها ما يشبه البثر
من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة.
(2) أي سقيت.
(3) في نسخة " منذ سمعتهن ".
100

الطبراني وفيه مسعود بن سليمان وهو مجهول. وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال أمرنا بالتسبيح في أدبار الصلوات ثلاثا وثلاثين تسبيحة وثلاثا وثلاثين
تحميدة وأربعا وثلاثين تكبيرة. رواه الطبراني باسنادين ورجالهما رجال الصحيح.
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبح الله في دبر كل صلاة
ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر ثلاثا وثلاثين فبلغ تسعا وتسعين ثم
قال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير
غفر له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر قلت هو في الصحيح باختصار رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي كثير مولى بني هاشم أنه سمع أبا ذر الغفاري
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلمات من ذكرهن مائة مرة دبر كل
صلاة الله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله وحده لا شريك له ولا حول
ولا قوة الا بالله ثم لو كانت خطاياه مثل زبد البحر لمحتهن. رواه أحمد موقوفا وأبو كثير لم
أعرفه، وبقية رجاله حديثهم حسن. وعن ابن عمر قال اشتكى فقراء المؤمنين إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما فضل به أغنياؤهم فقالوا يا رسول الله إخواننا صدقوا
تصديقنا وآمنوا إيماننا وصاموا صيامنا ولهم أموال يتصدقون منها ويصلون بها الرحمن
وينفقونها في سبيل الله ونحن مساكين لا نقدر على ذلك فقال ألا أخبركم بشئ إذا
أنتم فعلتموه أدركتم مثل فضلهم قولوا الله أكبر في دبر كل صلاة إحدى عشرة
مرة والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك وسبحان الله مثل ذلك تدركون مثل
فضلهم ففعلوا فذكروا ذلك للأغنياء ففعلوا مثل ذلك فرجع الفقراء إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فذكروا ذلك له فقالوا هؤلاء إخواننا فعلوا مثل ما نقول فقال ذلك فضل
الله يؤتيه من يشاء يا معشر الفقراء ألا أبشركم فقراء المسلمين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم
بنصف يوم خمسمائة عام وتلا موسى بن عبيدة (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما
تعدون). رواه البزاز وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف. وعن أنس قال
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سليم وهي تصلى في بيتها فقال يا أم سليم إذا صليت
المكتوبة فقولي سبحان الله عشرا والحمد لله عشرا والله أكبر عشرا ثم سلي
ما شئت فإنه يقول لك نعم نعم نعم ثلاثا. رواه البزاز وأبو يعلى بنحوه إلا أنه قال
فصلى في بيتها صلاة تطوع فقال يا أم سليم، وفيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي
101

وهو ضعيف. وعن أم مالك الأنصارية أنها جاءت بعكة (1) سمن إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فعصرها ثم دفعها إليها فرجعت
فإذا هي ممتلئة فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت نزل في شئ يا رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال وما ذاك يا أم مالك فقالت لم رددت هديتي فدعا بلالا فسأله
عن ذلك فقال والذي بعثك بالحق لقد عصرتها حتى استحييت (2) فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم هنيئا لك يا أم مالك بركة عجل الله ثوابها ثم علمها في دبر كل
صلاة سبحان الله عشرا والحمد لله عشرا والله أكبر عشرا. رواه الطبراني وفيه عطاء
ابن السائب ثقة ولكنه اختلط وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن
عون بن عبد الله بن عتبة قال صلى رجل إلى جنب عبد الله بن عمرو بن العاصي
فسمعه حين سلم يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام
ثم صلى إلى جنب عبد الله بن عمر فسمعه حين سلم يقول مثل ذلك فضحك الرجل
فقال له ابن عمر ما أضحكك فقال إني صليت إلى جنب عبد الله بن عمرو فسمعته
يقول مثل ذلك فقال ابن عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك. رواه الطبراني
ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن أبي الهذيل قال كانوا يستحبون إذا
قضى الرجل الصلاة أن يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا
الجلال والاكرام. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي أمامة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من
دخول الجنة إلا أن يموت، وفى رواية وقل هو الله أحد. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط بأسانيد وأحدها جيد. وعن حسن بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من قرأ آية الكرسي في دبر المكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى.
رواه الطبراني وإسناده حسن. وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثلاث من جاء بهن مع ايمان دخل من أي أبواب الجنة شاء وزوج من الحور
العين حيث شاء من عفا عن قاتله وأدى دينا خفيا وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر
مرات قل هو الله أحد قال فقال أبو بكر أو إحداهن يا رسول الله قال أو إحداهن.
رواه أبو يعلى وفيه عمر بن نبهان وهو متروك. وعن عبد الله بن أرقم عن أبيه عن

(1) العكة: وعاء من الجلد.
(2) في النسخ غير منقوطة.
102

النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال دبر كل صلاة سبحان رك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين فقد اكتال بالجريب (1) الأوفى من الاجر.
رواه الطبراني وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف جدا. وعن ابن عباس قال كنا نعرف
انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام
على المرسلين والحمد لله رب العالمين. رواه الطبراني وفيه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير
وهو متروك. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال دبر الصلاة
سبحان الله العظيم وبحمده لا حول ولا قوة الا بالله قام مغفورا له. رواه البزاز
من رواية أبى الزهراء عن أنس وأبو الزهراء لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح (2).
وعن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى قال لا إله إلا الله وحده
لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير اللهم لا مانع لما أعطيت
ولا معطي لما منعت ولا راد لما قضيت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. رواه البزاز
واسناده حسن (3). وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف
من صلاته قال لا إله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على
كل شئ قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
رواه البزاز والطبراني بنحوه الا أنه زاد يحيى ويميت ولم يقل بيده الخير، واسنادهما
حسن. وعن المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر الصلاة
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده
الخير وهو على كل شئ قدير قلت هو في الصحيح باختصار رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح. وعن مكحول قال سمعت معاوية على المنبر يقول إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان إذا انفتل من صلاته قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله
الحمد وهو على كل شئ قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع
ذا الجد منك الجد. رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف. وعن أبي
أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر من قالهن في دبر صلواته إذا صلى لا إله إلا
الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير كتب الله له بهن عشر
حسنات ومحى عنه بهن عشر سيئات ورفع له بهن عشر درجات وكن له عدل عشر

(1) أي بالمكيال.
(2) في نسخة " وبقية رجاله ثقات ".
(3) في نسخة " جيد ".
103

رقبات وكن له حريسا من الشيطان حتى يمسي ومن قالهن حين يمسي كان مثل ذلك حتى
يصبح. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(باب الاستغفار عقب الصلوات)
عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال دبر كل صلاة أستغفر الله
وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف. رواه الطبراني في الصغير والأوسط
وفيه عمر بن فرقد وهو ضعيف.
(باب ما يقول بعد ركعتي الفجر)
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى ركعتين قبل طلوع الفجر ثم يقول اللهم
رب جبريل وميكائيل ورب إسرافيل ورب محمد أعوذ بك من النار ثم يخرج إلى الصلاة،
قلت رواه النسائي بنحوه من غير تقييد بركعتي الفجر رواه أبو يعلى عن شيخه
سفيان بن وكيع وهو ضعيف.
(باب ما يفعل بعد صلاة الصبح والمغرب والعصر)
عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لان أقعد أذكر الله وأكبره وأحمده وأسبحه
وأهلله حتى تطلع الشمس أحب إلى من أن أعتق رقبتين من ولد إسماعيل ومن بعد
العصر حتى تغرب الشمس أحب إلى من أن أعتق أربع رقبات من ولد إسماعيل، وفى رواية
لان أذكر الله إلى طلوع الشمس أكبر وأهلل وأسبح أحب إلى من أن أعتق أربعا
من ولد إسماعيل ولان أذكر الله من صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إلى
من أن أعتق كذا وكذا من ولد إسماعيل. رواه كله أحمد والطبراني بنحو الرواية
الثانية وأسانيده حسنة. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة الغداة
في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام فصلى ركعتين انقلب بأجر
حجة وعمرة. رواه الطبراني وإسناده جيد. وعن عبد الله بن عامر (1) أن أبا أمامة وعتبة
ابن عبد حدثاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى صلاة الصبح
في جماعة ثم ثبت حتى يسبح الله سبحه الضحى له كأجر حاج ومعتمر تاما له حجته وعمرته.
رواه الطبراني وفيه الأحوص بن حكيم وثقه العجلي وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجاله

(1) في نسخة الأصل بخط الشيخ زين الدين عبد الرحيم شيخ المصنف: صوابه عبد الله
ابن غابر بالغين المعجمة والياء الموحدة كما في هامش الأصل.
104

ثقات وفى بعضهم خلاف لا يضر. وعن ابن عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر
لم يقم من مجلسه حتى يمكنه الصلاة وقال من صلى الصبح ثم جلس مجلسه حتى يمكنه
الصلاة كانت بمنزلة حجة وعمرة متقبلتين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل بن
موفق وثقه ابن حبان وضعف حديثه أبو حاتم الرازي، وبقية رجاله ثقات. وعن
عمرة قالت سمعت أم المؤمنين يعنى عائشة تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
صلى صلاة الفجر أو قال الغداة فقعد في مقعده فلم يلغ بشئ من أمر الدنيا ويذكر الله
حتى يصلى الضحى أربع ركعات خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب له. رواه
أبو يعلى والطبراني في الأوسط بنحوه وفيه الطيب بن سلمان وثقه ابن حبان وضعفه
الدارقطني، وبقية رجال أبى يعلى رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من صلى العصر ثم جلس يملي خيرا حتى يمسي كان أفضل
ممن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل قلت له حديث عند الترمذي وأبى داود غير هذا رواه
أحمد وأبو يعلى، وفى رواية لأبي يعلى لان أجلس مع قوم يذكرون الله من غدوة حتى تطلع
الشمس أحب إلى مما طلعت عليه الشمس، وفى رواية أحمد لم يذكر يزيد الرقاشي،
ورواه أبو يعلى عن المعلى بن زياد عن يزيد الرقاشي، ويزيد ضعفه الجمهور وقد وثق.
وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان أقعد مع قوم يذكرون الله من بعد صلاة
الفجر إلى أن تطلع الشمس أحب إلى من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل دية كل رجل
منهم اثنا عشر ألف قلت رواه أبو داود باختصار رواه أبو يعلى وفيه محتسب
أبو عائد وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات. وعن معاذ بن أنس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة الفجر ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس
وجبت له الجنة قلت رواه أبو داود باختصار قوله وجبت له الجنة رواه أبو يعلى
وفيه زبان بن فايد ضعفه الجمهور وقال أبو حاتم صالح، وبقية رجاله حديثهم حسن.
وعن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لان أشهد الصبح ثم أجلس
فأذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس أحب إلى من أن أحمل على جياد الخيل في

(1) في نسخة " أقوام ".
(2) في نسخة " بنى ".
105

سبيل الله حتى تطلع الشمس. رواه الطبراني بأسانيد في الكبير والأوسط وأسانيده
ضعيفة في بعضها محمد بن أبي حميد وفى بعضها المقدام بن داود وغيره وكلهم ضعفاء.
وعن العباس بن عبد المطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لان أجلس من صلاة الغداة
إلى أن تطلع الشمس أحب إلى من أن أعتق أربع رقاب من ولد إسماعيل. رواه البزاز
والطبراني إلا أنه قال لان أصلى الغداة وأذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس أحب
إلى من شد على الخيل في سبيل الله حتى تطلع الشمس، وفى إسنادهما محمد بن أبي حميد وهو
ضعيف. وعن الحسن بن علي قال سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد
يصلى صلاة الصبح ثم يجلس يذكر الله حتى تطلع الشمس إلا كان ذلك حجابا من
النار. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه الحسن بن أبي جعفر الجفري وهو
ضعيف من قبل حفظه وهو في نفسه صدوق، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عمير
ابن المأموم قال أتيت المدينة أزور ابنة عم لي تحت الحسن بن علي فشهدت معه صلاة
الصبح في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصبح ابن الزبير قد أولم فأتى رسول ابن الزبير
فقال يا ابن رسول الله إن ابن الزبير قد أصبح قد أولم وقد أرسلني إليك فالتفت إلى فقال
قد طلعت الشمس قلت لا أحسب إلا قد طلعت قال الحمد لله الذي أطلعها من
مطلعها ثم قال سمعت أبي وجدي يعنى النبي صلى الله عليه وسلم يقول من صلى الغداة ثم قعد
يذكر الله حتى تطلع الشمس جعل الله بينه وبين النار سترا ثم قال قوموا فأجيبوا
ابن الزبير فلما انتهينا إلى الباب تلقاه ابن الزبير على الباب فقال يا ابن رسول الله
أبطأت عنى في هذا اليوم فقال أما إني قد أجبتكم وأنا صائم قال فههنا تحفة فقال الحسن
ابن علي سمعت أبي وجدي يعنى النبي صلى الله عليه وسلم يقول تحفة الصائم الذرائر أن يغلف
لحيته (1) ويجمر ثيابه (2) ويذرر قال قلت يا ابن رسول الله أعد على الحديث قال سمعت أبي
وجدي يعنى النبي صلى الله عليه وسلم يقول من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب آية محكمة
أو رحمة منتظرة أو علما مستطرفا أو كلمة تزيده هدى أو ترده عن ردى أو يدع
الذنوب خشية أو حياءا. رواه البزاز وفيه سعيد بن طريف الحداء وهو متروك.
وعن أبي هريرة قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس وأبو بكر وابن مسعود ومعاذ بن جبل

(1) أي يلطخها بالطيب.
(2) أي يبخرها بالطيب. والكلمات في الأصل
غير منقوطة، والتصحيح من النهاية.
106

ونعيم بن سلامة إذ قدم بريد على النبي صلى الله عليه وسلم من بعث بعثه فقال أبو بكر يا رسول الله
ما رأينا بعثا أسرع إيابا ولا أكثر مغنما من هؤلاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر ألا
أدلك على ما هو أسرع إيابا وأفضل مغنما من صلى الغداة في جماعة ثم ذكر الله حتى
تطلع الشمس. رواه البزاز وفيه حميد مولى ابن علقمة وهو ضعيف. وعن عطاء بن
السائب قال دخلت على أبى عبد الرحمن السلمي وقد صلى الصبح وهو جالس في المسجد
فقلت له يعنى لو قمت إلى فراشك كان أوطأ لك فقال سمعت عليا يقول سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى الصبح ثم جلس في مصلاه صلت عليه الملائكة
وصلاتهم عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه. رواه البزاز وعطاء بن السائب قد اختلط
وعن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الصبح جلس يذكر الله حتى تطلع
الشمس قلت هو في الصحيح غير قوله يذكر الله رواه الطبراني في الصغير ورجاله
ثقات. وعن مدرك قال مررت ببلال وهو جالس حين صلى الغداة فقلت ما يجلسك
يا أبا عبد الله قال أنتظر طلوع الشمس. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير
مدرك بن عوف البجلي وهو ثقة. وعن إبراهيم يعنى النخعي قال حدثني من رأى ابن
مسعود صلى الفجر ثم قعد فلم يقم لصلاة حتى نودي بالظهر فقام فصلى أربعا. رواه
الطبراني وشيخ إبراهيم لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب ما يقول بعد صلاة الصبح والمغرب)
عن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال إذا صلى الصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك
له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير عشر مرات كن له كعدل أربع رقبات وكتب
له بهن عشر حسنات ومحى عنه بهن عشر سيئات وكن له حرزا من الشيطان حتى يمسي إذا
قالها بعد المغرب فمثل ذلك. رواه أحمد والطبراني باختصار وفى إسناد أحمد محمد بن إسحاق
وهو مدلس وفى اسناد الطبراني محمد بن أبي ليلى وهو ثقة سئ الحفظ، وبقية رجالهما ثقات.
وعن عبد الرحمن بن عنم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال قبل أن ينصرف ويثني
رجله من صلاة المغرب والصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير عشر مرات كتب له بكل واحدة عشر حسنات
ومحى عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكانت حرزا من كل مكروه وحرزا من
الشيطان الرجيم ولم يحل لذنب أن يدركه إلا الشرك وكان من أفضل الناس عملا إلا رجل
107

يفضله بقول أفضل مما قال. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير شهر بن حوشب وحديثه
حسن. وعن أم سلمة أن فاطمة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشتكي إليه الخدمة
فقالت يا رسول الله لقد مجلت يداي من الرحا أطحن مرة وأعجن مرة فقال لها رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن يرزقك الله شيئا يأتك وسأدلك على خير من ذلك إذا لزمت مضجعك
فسبحي الله ثلاثا وثلاثين وكبرى ثلاثا وثلاثين واحمدي أربعا وثلاثين فذلك مائة خير
لك من الخادم وإذا صليت الصبح فقولي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شئ قدير عشر مرات بعد صلاة الصبح وعشر مرات بعد
صلاة المغرب فان كل واحدة منهن تكتب عشر حسنات وتحط عشر سيئات وكل واحدة
منهن كعتق رقبة من ولد إسماعيل ولا يحل لذنب كتب ذلك اليوم أن يدركه إلا أن
يكون الشرك لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو حرسك ما بين أن تقوليه غدوة إلى
أن تقوليه عشية من كل شيطان ومن كل سوء. رواه أحمد والطبراني بنحوه أخصر منه وقال
هي تحرسك مكان وهو، وإسنادهما حسن. وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من قال بعد صلاة الصبح وهو ثان رجله قبل أن يتكلم لا إله الا الله وحده لا شريك
له له الملك وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شئ قدير عشر مرات
كتب له بكل مرة عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكن
له في يومه ذلك حرزا من كل مكروه وحرسا من الشيطان الرجيم وكان له بكل مرة
عتق رقبة من ولد إسماعيل عن كل رقبة اثنا عشر ألفا ولم يلحقه يومئذ ذنب الا الشرك
بالله ومن قال ذلك بعد صلاة المغرب كان له مثل ذلك. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه موسى بن محمد بن عطاء البلقاوي (1) وهو متروك. وعن أبي أمامة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال دبر كل صلاة الغداة لا إله الا الله وحده لا شريك
له له الملك وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شئ قدير مائة مرة قبل أن يثنى
رجليه كان يومئذ من أفضل أهل الأرض عملا إلا من قال مثل ما قال أو زاد على
ما قال. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الأوسط ثقات. وعن معاذ
ابن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين ينصرف من صلاة الغداة
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل

(1) في الأصل مهملة من النقط، والتصحيح من لسان الميزان.
108

شئ قدير عشر مرات أعطى بهن سبعا كتب له بهن عشر حسنات ومحى عنه بهن
عشر سيئات ورفع له بهن عشر درجات وكن له عدل عشر رقبات وكن له حافظا من
الشيطان وحرزا من المكروه ولم يلحقه في ذلك اليوم ذنب إلا الشرك بالله ومن
قالهن حين ينصرف من صلاة المغرب أعطى مثل ذلك ليلته. رواه الطبراني من
طريق عاصم بن منصور ولم أجد من وثقه ولا ضعفه، وبقية رجاله ثقات. وعن زميل
الجهني قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح قال وهو ثان رجليه
سبحان الله وبحمده وأستغفر الله إنه كان توابا سبعين مرة ثم يقول سبعين بسبعمائة
لا خير لمن كانت ذنوبه في يوم واحد أكثر من سبعمائة ثم يستقبل الناس بوجهه،
قلت فذكر الحديث وقد تقدم في التعبير. وعن أسماء بنت واثلة بن الأسقع قالت
كان أبى إذا صلى الصبح جلس مستقبل القبلة لا يتكلم حتى تطلع الشمس فربما كلمته
في الحاجة فلا يكلمني فقلت ما هذا فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من صلى الصبح ثم قرأ قل هو الله أحد مائة مرة قبل أن يتكلم فكلما قرأ هل هو الله
أحد غفر له ذنب سنة. رواه الطبراني وفيه محمد بن عبد الرحمن القشيري وهو متروك.
(باب الدعاء في الصلاة وبعدها)
قلت قد تقدم في الصلاة من أم قوما فلا يخص نفسه بالدعاء دونهم.
عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فتحت أبواب السماء
واستجيب الدعاء وإذا انصرف المنصرف من السماء لم يقل اللهم أجرني من النار
وأدخلني الجنة وزوجني من الحور العين قالت الملائكة يا ويح هذا أعجز أن يستجير
بالله من جهنم وقالت الجنة يا ويح هذا أعجز أن يسأل الله الجنة وقال الحور العين
أعجز أن يسأل الله أن يزوجه من الحور العين. رواه الطبراني وقد تقدم في الصلاة
وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو متروك. وعن أبي موسى قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
بوضوء فتوضأ وصلى وقال اللهم أصلح لي ديني ووسع لي في داري وبارك لي في
رزقي. رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير عباد بن عباد المازني وهو
ثقة وكذلك رواه الطبراني. وعن يحيى بن حسان يعنى الفلسطيني عن رجل من بنى
كنانة قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح فسمعته يقول اللهم لا تحزني يوم
القيامة. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن زادان عن رجل من أصحاب النبي صلى الله
109

عليه وسلم من الأنصار أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته وهو يقول اللهم
اغفر لي وتب على إنك أنت التواب الغفور مائة مرة. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن عبيد بن القعقاع قال رمق رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى فجعل
يقول في صلاته اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي فيما رزقتني. رواه
أحمد وعبيد بن القعقاع لم أعرفه. وعن عائشة أنها فقدت رسول الله صلى الله عليه
وسلم من مضجعه فلمسته بيدها فوقعت عليه وهو ساجد وهو يقول رب أعط نفسي
تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح غير صالح بن سعيد الراوي عن عائشة وهو ثقة. وعن عائشة قالت كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر كل صلاة اللهم رب جبريل وميكائيل
وإسرافيل أعذني من حر النار وعذاب القبر قلت رواه النسائي غير قولها في دبر
كل صلاة رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه علي بن سعيد الرازي وفيه كلام
لا يضر، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي المليح بن أسامة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه
وسلم صلى صلاة فسمعته يقول رب جبريل وميكائيل ومحمد أجرني من النار. رواه
البزاز وفيه من لم أعرفه. وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى وفرغ
من صلاته مسح بيمينه على رأسه وقال بسم الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم اللهم
اذهب عنى الهم والحزن، وفى رواية مسح جبهته بيده اليمنى وقال فيها اللهم اذهب
عنى الغم والحزن. رواه الطبراني في الأوسط والبزاز بنحوه بأسانيد وفيه زيد العمى
وقد وثقه غير واحد وضعفه الجمهور، وبقية رجال أحد إسنادي الطبراني ثقات وفى
بعضهم خلاف. وعن أنس قال ما صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة
مكتوبة قط إلا قال حين أقبل علينا بوجهه اللهم إني أعوذ بك من كل عمل يخزيني
وأعوذ بك من صاحب يؤذيني وأعوذ بك من كل أمل يلهيني وأعوذ بك من كل فقر
ينسيني وأعوذ بك من كل غنى يطغيني. رواه البزاز وفيه بكر بن خنيس وهو متروك
وقد وثق، ورواه أبو يعلى وفيه عقبة بن عبد الله الأصم وهو ضعيف جدا. وعن
أنس بن مالك قال كان مقامي بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا سلم قال اللهم
اجعل خير عمري آخره اللهم اجعل خواتيم عملي رضوانك اللهم اجعل خيار أيامي
يوم ألقاك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو مالك النخعي وهو ضعيف. وعن أبي
110

أيوب قال ما صليت خلف نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا سمعته يقول حين ينصرف اللهم
أغفر خطاياي وذنوبي كلها اللهم وأنعشني واجبرني واهدني بصالح الأعمال والأخلاق
لا يهدى لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وإسناده
جيد. وعن أم سلمة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بعد صلاة الفجر اللهم إني أسألك رزقا
طيبا وعلما نافعا وعملا متقبلا. رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات. وعن أبي برزة
الأسلمي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح يرفع صوته حتى يسمع
أصحابه يقول اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمة ثلاث مرات اللهم أصلح لي دنياي
التي جعلت فيها معاشي ثلاث مرات اللهم أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك
ثلاث مرات اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
رواه الطبراني وفيه إسحق بن يحيى بن طلحة وهو ضعيف. وعن أبي موسى قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح يرفع صوته حتى يسمع أصحابه يقول اللهم
أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمة ثلاث مرات اللهم أصلح لي دنياي التي جعلت فيها
معاشي ثلاث مرات اللهم أصلح لي آخرتي التي جعلت إليها مرجعي ثلاث مرات اللهم
أعوذ برضاك من سخطك ثلاث مرات اللهم أعوذ بعفوك من عقوبتك ثلاث مرات
اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه يحيى بن إسحاق بن طلحة وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قدم
قبيصة بن المخارق الهذلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام
ورحب به ثم قال له ما جاء بك يا قبيصة قال كبرت سنى يا رسول الله ورق جلدي وضعفت
قوتي وهنت على أهلي وعجزت عن أشياء كنت أعلمها فعلمني كلمات ينفعني الله بهن
وأوجز فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا قبيصة قل ثلاث مرات إذا صليت الغداة سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم وبحمده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنك إذا قلت ذلك
أمنت بإذن الله من العمى والجذام والبرص وقل اللهم اهدني من عندك وأفض على
من فضلك وانشر على من رحمتك وأنزل على من بركاتك فجعل رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقولهن وقبيصة يعقد عليهن بأصابعه. رواه الطبراني وفيه نافع أبو هرمز
وهو ضعيف. وعن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرجل ليقوم
في الصلاة فيدعو الدعوة فيغفر له ولمن وراءه من المسلمين. رواه الطبراني وفيه عفير
111

ابن معدان وهو ضعيف. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من دعا بهذا
الدعاء في دبر كل صلاة مكتوبة حلت له الشفاعة منى يوم القيامة اللهم اعط محمدا الوسيلة
واجعله في المصطفين محبته وفى العالمين درجته وفى المقربين داره. رواه الطبراني
وفيه مطرح بن يزيد وهو ضعيف. وعن أبي أمامة قال ما دنوت من نبيكم صلى الله
عليه وسلم في صلاة مكتوبة ولا تطوع إلا سمعته يدعو بهؤلاء الكلمات لا يزيد فيهن
ولا ينقص منهم اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلها اللهم انعشني واجبرني واهدني
لصالح الأعمال والأخلاق فإنه لا يهدى لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت. رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير الزبير بن خريق وهو ثقة. قلت وتأتي أحاديث
من هذا الباب في الأدعية.
(باب ما يقول إذا أصبح وإذا أمسى)
عن عبد الله بن بسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استفتح أول نهاره بخير وختمه
بخير فان الله عز وجل يقول لملائكته لا تكتبوا عليه ما بين ذلك من الذنوب. رواه
الطبراني وفيه الجراح بن يحيى المؤذن ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي أيوب
الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال حين يصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك
له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير عشر مرات كتب الله له بكل
واحدة قالها عشر حسنات ومحى عنه بها عشر سيئات ورفعه الله بها عشر درجات وكن
له كعشر رقاب وكن له مسبحة من أول النهار إلى آخره ولم يعمل يومئذ عملا يقهرهن
فان قالها حين يمسي فمثل ذلك. رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجال أحمد ثقات
وكذلك بعض أسانيد الطبراني. وعن أبي أيوب الأنصاري قال لما قدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم المدينة نزل على فقال يا أبا أيوب ألا أعلمك قلت بلى يا رسول الله
قال ما من عبد يقول حين يصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلا كتب الله له بها
عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات وإلا كن له عدل عشر رقاب محررين وإلا كان
في جنة من الشيطان حتى يمسي ومن قالها حين يمسي كذلك. رواه أحمد والطبراني بنحوه.
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك
وله الحمد وهو على كل شئ قدير من قالها عشر مرات حين يصبح كتب له بها مائة حسنة
ومحى عنه بها مائة سيئة وكانت له عدل رقبة وحفظ بها يومئذ حتى يمسي ومن قالها مثل ذلك
112

حين يمسي كان له مثل ذلك. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الرحمن بن عوف
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في يوم إذا أصبح وإذا أمسى لا إله إلا الله وحده لا شريك
له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير غفرت
ذنوبه وإن كانت مثل زبد (1) البحر. رواه البزاز وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
وهو متروك. وعن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه دعاءا وأمره أن يتعاهد به أهله
كل يوم حين يصبح ليك اللهم لبيك لبيك وسعديك والخير في يديك ومنك وبك وإليك
اللهم ما قلت من قول أو نذرت من نذر أو حلفت من حلف فمشيئتك بين يديك ما شئت كان
وما لم تشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بك إنك على كل شئ قدير اللهم وما صليت من
صلاة فعلى من صليت وما لعنت من لعنة فعلى من لعنت إنك أنت وليي في الدنيا والآخرة
توفني مسلما وألحقني بالصالحين أسألك اللهم الرضا بالقضاء وبرد العيش بعد الموت
ولذة النظر إلى وجهك وشوقا إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة أعوذ بك
اللهم أن أظلم أو أظلم أو أعتدي أو يعتدى على أو أكتسب خطيئة مخطئة أو ذنبا
لا يغفر اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة ذو الجلال والاكرام فإني أعهد
إليك في هذه الحياة الدنيا وأشهدك وكفى بك شهيدا إني أشهد أن لا إله إلا أنت
وحدك لا شريك لك لك الملك ولك الحمد وأنت على كل شئ قدير وأشهد أن محمدا عبدك
ورسولك وأشهد أن وعدك حق ولقاءك حق والجنة حق والساعة آتية لا ريب فيها
وأنك تبعت من في القبور وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضيعة
وعورة وذنب وخطيئة وإني ان أثق إلا برحمتك فاغفر لي ذنبي كله انه لا يغفر الذنوب إلا
أنت وتب على إنك أنت التواب الرحيم. رواه أحمد والطبراني وأحد إسنادي الطبراني
رجاله وثقوا وفي بقية الأسانيد أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف. وعن أبي الدرداء
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يدع أحدكم أن يعمل لله كل يوم ألف حسنة حين يصبح يقول
بسم الله سبحان الله وبحمده مائة مرة فإنها ألف حسنة فإنه لن يعمل إن شاء الله مثل
ذلك في يومه من الذنوب ويكون ما عمل من خير سوى ذلك وافرا. رواه أحمد وفيه
أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
قال إذا أصبح سبحان الله وبحمده ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله وكان آخر يومه عتيق

(1) في نسخة " أكثر من زبد ".
113

الله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه وعن أبي أمامة الباهلي قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
من قال حين يصبح ثلاث مرات اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت أنت ربى وأنا عبدك
آمنت بك مخلصا لك ديني انى أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت أتوب إليك من
شر عملي وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت فان مات في ذلك اليوم دخل الجنة وان
قال حين يمسي ثلاث مرات اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت أنت ربى وأنا عبدك أمسيت
على عهدك ووعدك ما استطعت أتوب إليك من شر عملي وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها
إلا أنت فمات في تلك الليلة دخل الجنة ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلف مالا يحلف على غيره
يقول والله ما قالها عبد في يوم فيموت في ذلك اليوم إلا دخل الجنة وان قالها حين يمسي
فتوفى في تلك الليلة دخل الجنة. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه على
ابن يزيد الألهاني وهو ضعيف. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يقول إذا أصبح اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك
نحيا ونموت وإليك المصير. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أصبح قال أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله
لا شريك له لا إله إلا هو وإليه النشور وإذا أمسى قال أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله
لا شريك له لا إله إلا هو وإليه المصير. رواه البزاز وإسناده جيد. وعن عائشة
قالت كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أدركه المساء في بيتي أمسينا وأمسى الملك
لله والحمد والحول والقدرة والسلطان في السماوات والأرض وكل شئ لله رب العالمين
اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه الحكم بن عبد الله بن سعد الأبلي وهو متروك. وعن البراء بن عازب
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أصبح وإذا أمسى أصبحنا وأصبح
الملك لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له اللهم إنا نسألك خير هذا اليوم وخير ما بعده
ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده اللهم إني أعوذ بك من سوء الكبر وأعوذ
بك من عذاب النار. رواه الطبراني من طريق غسان بن الربيع عن أبي إسرائيل
الملائي وكلاهما الغالب عليه الضعف وقد وثقا، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن
عبد الله بن أبي أوفى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أصبح أصبحت وأصبح
الملك لله والكبرياء والعظمة والخلق والليل والنهار وما سكن فيهما لله وحده لا شريك
114

له اللهم اجعل أول هذا النهار وأوسطه فلاحا وآخره نجاحا أسألك خير الدنيا والآخرة
يا أرحم الراحمين. رواه الطبراني وفيه فائد أبو الورقاء وهو متروك. وعن أبي سعيد
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصبح فطلعت الشمس قال اللهم أصبحت وشهدت بما شهدت
به على نفسك وأشهدت ملائكتك وأولى العلم ومن لم يشهد بما شهدت فاكتب شهادتي
مكان شهادته اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يعود السلام يا ذا الجلال والاكرام
أن تستجيب لنا دعوتنا وأن تعطينا رغبتنا وأن تغنينا عمن أغنيته عنا من خلقك اللهم
أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معيشتي وأصلح لي آخرتي
التي إليها منقلبي. رواه البزاز وفيه داود بن عبد الحميد وهو ضعيف (1). وعن
عبد الله بن القاسم قال حدثتني جارة للنبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت تسمع النبي صلى الله عليه
وسلم يقول عند طلوع الفجر اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة القبر.
رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن عثمان بن عفان أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تفسير
(له مقاليد السماوات والأرض) فقال ما سألني عنها أحد قبلك تفسيرها لا إله إلا الله
والله أكبر وسبحان الله وبحمده وأستغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله الأول والآخر
والظاهر والباطن وبيده الخير ويحيى ويميت وهو على كل شئ قدير من قالها إذا أصبح
عشر مرات أعطى عشر خصال أما أولاهن فتحرز من إبليس وجنوده وأما الثانية
فيعطى قنطارا من الاجر وأما الثالثة فيرفع له درجة في الجنة وأما الرابعة فيزوج من
الحور العين وأما الخامسة فيحضرها اثنا عشر ألفا من الملائكة وأما السادسة فله من
الاجر كمن قرأ القرآن والتوراة والإنجيل والزبور وله مع هذا يا عثمان كمن حج
واعتمر فقبلت حجته وعمرته وإن مات من يومه طبع بطابع الشهداء. رواه أبو يعلى (2)
في الكبير وفيه الأغلب بن تميم وهو ضعيف. وعن أنس أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يدعو بهذه الدعوات إذا أصبح وإذا أمسى اللهم إني أسألك من فجأة
الخير وأعوذ بك من فجأة الشر فان العبد لا يدرى ما يفجؤه إذا أصبح وإذا أمسى.
رواه أبو يعلى وفيه يوسف بن عطية وهو متروك. وعن أبي بن كعب قال كان النبي صلى
الله عليه وسلم يعلمنا إذا أصبحت على فطرة الاسلام وكلمة الاخلاص وسنة نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم وملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين وإذا أمسى

(1) فيه عطية أيضا وهو ضعيف بل داود أقوى منه ابن حجر.
(2) لعله " الطبراني ".
115

قال مثل ذلك. رواه عبد الله وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل وهو متروك.
وعن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أصبح وإذا أمسى أصبحنا
على ملة الاسلام أو أمسينا على فطرة الاسلام وعلى كلمة الاخلاص وعلى دين نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين.
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح. وعن أبي سلام قال مر رجل في مسجد
حمص فقالوا هذا خدم النبي صلى الله عليه وسلم قال فقمت إليه فقلت حدثني حديثا
سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتداوله بينك وبينه الرجال قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات رضيت بالله
ربك وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا إلا كان حقا على الله أن يرضيه
يوم القيامة. رواه أحمد وسمى خادم النبي صلى الله عليه وسلم سابقا، ورواه الطبراني
بنحوه إلا أنه قال عن أبي سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم، وقال المزي ان الأول
هو الصحيح، ورجال أحمد والطبراني ثقات (1). وعن المنيدر صاحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكان يكون بإفريقية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قال
إذا أصبح رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فأنا الزعيم لآخذن بيده حتى
أدخله الجنة. رواه الطبراني واسناده حسن (2). وعن أبان المحاربي وكان أحد الوفد
الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد
مسلم يقول إذا أصبح وإذا أمسى الحمد لله الذي لا أشرك به شيئا وأشهد أن لا إله إلا
الله إلا غفرت له ذنوبه حتى يمسي وإذا قالها إذا أمسى غفرت له ذنوبه حتى يصبح.
رواه البزاز وفيه أبان بن أبي عياش وهو متروك. وعن الحكم بن حيان المحاربي وكان
من الوفد الذين وفدوا (3) على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال ما من عبد مسلم يقول إذا أصبح الحمد لله ربى لا أشرك به شيئا

(1) أخرجه أبو داود والنسائي من طريق سابق بن ناجية عن أبي سلام عمن خدم
النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه أحمد كذلك وأخرجه عن وكيع عن مسعر عن أبي عقيل عن
سابق بن ناجية عن أبي سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك أخرجه الطبراني عن عبيد
ابن عنام عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع ابن حجر، كما في هامش الأصل.
(2) قلت فيه رشدين وهو ضعيف ابن حجر.
(3) في نسخة " قدموا ".
116

وأشهد أن لا إله إلا الله إلا ظل يغفر له ذنوبه حتى يمسي وان قالها إذا أمسى بات
تغفر له ذنوبه حتى يصبح. رواه الطبراني وفيه أبان بن أبي عياش وهو متروك.
وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك
به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني
كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين. رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح غير عثمان
ابن موهب وهو ثقة. وعن أبي أمامة الباهلي قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا أصبح وإذا أمسى دعا بهذا الدعاء اللهم أنت أحق من ذكر
وأحق من عبد وأنصر من ابتغى وأرأف من ملك وأجود من سئل وأوسع من
أعطى أنت الملك لا شريك له والفرد لا يهلك كل شئ هالك إلا وجهك لن تطاع
إلا باذنك ولن تعصى إلا بعلمك تطاع فتشكر وتعصى فتغفر أقرب شهيد وأدنى
حفيظ حلت دون الثغور وأخذت بالنواصي وكتبت الآثار ونسخت الآجال
القلوب لك مفضية والسر عندك علانية الحلال ما أحللت والحرام ما حرمت والدين
ما شرعت والامر ما قضيت والخلق خلقك والعبد عبدك وأنت الله الرؤوف الرحيم
أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض بكل حق هو لك وبحق
السائلين عليك أن تقبلني في هذه الغداة أو في هذه العشية وأن تجيرني من النار بقدرتك.
رواه الطبراني وفيه فضال بن جبير وهو ضعيف مجمع على ضعفه. وعن معاذ بن أنس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم لم سمى الله خليله إبراهيم الذي وفى لأنه كان يقول
كلما أصبح وأمسى (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) حتى ختم الآية. رواه
الطبراني وفيه ضعفاء وثقوا. وعن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال
حين يصبح الحمد لله الذي تواضع كل شئ لعظمته كتبت له حسنات. رواه الطبراني
وفيه أبو أمية بن يعلى واسمه إسماعيل وهو ضعيف. وعن أبي بن كعب أنه كان له جرن (1)
من تمر فكان ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم فسلم عليه فرد
عليه السلام فقال ما أنت جنى أم إنسي قال جنى قال فناولني يدك فناوله يده فإذا يده يد
كلب وشعره شعر كلب قال هذا خلق الجن قال قد علمت الجن أنه ما فيهم رجل أشد
منى قال فما جاء بك قال بلغنا أنك تحب الصدقة فجئنا نصيب من طعامك قال فما ينجينا

(1) الجرن: جمع جرين وهو موضع تجفيف التمر، وهو له كالبيدر للحنطة.
117

منكم قال هذه الآية التي في سورة البقرة (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) من قالها حين
يمسي أجير منا حتى يصبح ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسي فلما أصبح أتى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال صدق الخبيث. رواه الطبراني ورجاله ثقات، قلت
وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في التفسير وفى مناقب عمر بن الخطاب (1). وعن الشعبي
قال قال عبد الله يعنى ابن مسعود من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في بيت لم يدخل
ذلك البيت شيطان تلك الليلة حتى يصبح أربع آيات من أولها وآية الكرسي وآيتين بعدها
وخواتيمها. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن الشعبي لم يسمع من
ابن مسعود. وعن أبي واثل قال سألت ابن مسعود ذات يوم بعد ما انصرفنا من
صلاة الغداة فاستأذنا عليه قال ادخلوا قلنا ننتظر هنيهة لعل بعض أهل الدار له حاجة
فاقبل يسبح وقال لقد ظننتم يا آل عبد الله غفلة ثم قال يا جارية أنظري هل
طلعت الشمس قالت لا ثم قال لها الثالثة أنظري هل طلعت الشمس قالت نعم قال
الحمد لله الذي وهبنا هذا اليوم وأقالنا فيه عثراتنا أحسبه قال ولم يعذبنا بالنار.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن الحسن قال قال سمرة بن جندب ألا
أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا ومن أبى بكر مرارا
ومن عمر مرارا قلت بلى قال من قال إذا أصبح وإذا أمسى اللهم أنت خلقتني وأنت
تهديني وأنت تطعمني وأنت تسقيني وأنت تميتني وأنت تحييني لم يسل الله شيئا إلا أعطاه
إياه قال فلقيت عبد الله بن سلام فقلت ألا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله
عليه وسلم مرارا ومن أبى بكر مرارا ومن عمر مرارا قال بلى فحدثته بهذا الحديث
فقال بأبي وأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات كان الله عز وجل قد
أعطاهن موسى عليه السلام فكان يدعو بهن في كل يوم سبع مرار فلا يسأل الله شيئا
إلا أعطاه إياه. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل يقول إذا أصبح اللهم إني أصبحت
أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله (2) وحدك
لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك إلا غفر الله له ما أصاب من ذنب في يومه
ذلك فان قالها إذا أمسى غفر الله له ما أصاب في ليلته تلك قلت عزاه شيخ الاسلام

(1) أي في الجزء السابع والجزء التاسع.
(2) في نسخة " بأنك لا إله إلا أنت ".
118

المزي في الأطراف إلى رواية ابن داسة عن أبي داود وعزاه إلى الترمذي وكذلك عزى
رواية مكحول عن أنس بهذا المتن إلى أبى داود فنظرت فإذا متن حديث مكحول اللهم
أنت ربى لا إله إلا أنت الحديث ولم أجد هذا في نسختي فخشيت أن يكون حصل
الوهم في حديث مسلم بن زياد كما حصل في حديث مكحول فكتبته (1) رواه الطبراني
في الأوسط وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس. وعن علي قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا أمسى قال أمسينا وأمسى الملك لله الواحد القهار الحمد لله الذي ذهب
بالنهار وجاء بالليل ونحن في عافية اللهم هذا خلق فد جاء فما عملت فيه من سيئة فتجاوز
عنها وما عملت فيه من حسنة فتقبلها وأضعفها أضعافا مضاعفة اللهم إنك بجميع حاجتي
عالم وإنك على جميع نجحها قادر اللهم انجح الليلة كل حاجة لي ولا تردني في دنياي ولا
تبغضني في آخرتي وإذا أصبح قال مثل ذلك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحارث
الأعور وهو ضعيف. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسينا
وأمسى الملك لله والحمد لله أعوذ بالله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه
من شر ما خلق وذرأ وبرا من قالهن عصم من كل ساحر وكاهن وشيطان وحاسد. رواه
الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات وفى بعضهم خلاف. وعن عائشة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح يقول أصبحت يا رب أشهدك وأشهدك ملائكتك
وأنبياءك ورسلك وجميع خلقك على شهادتي على نفسي انى أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت
وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك وأؤمن بك وأتوكل عليك يقولها ثلاثا.
رواه الطبراني في الأوسط من طريق أبى جميل الأنصاري عن القاسم ولم أعرفه وحديث بقية
رجاله حسن. وعن ابن عباس رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال اللهم الحمد لا إله
إلا أنت وحدك لا شريك لك أنت ربى وأنا عبدك آمنت بك مخلصا لك ديني أصبحت على عهدك
ووعدك ما استطعت أتوب إليك من شر عملي وأستغفرك لذنبي لا يغفر الذنوب إلا أنت
يقول ذلك ثلاث مرات فمن قالها في يومه حرمه الله على النار. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك. وعن عبد الله بن بسر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من استفتح أول نهاره بخير وختمه بخير قال الله عز وجل لملائكته

(1) هو في كتاب الدعوات من كتاب الترمذي لكن في باب غير الباب المعقود أولا
لما يقال إذا أصبح وإذا أمسى ولفظه كذلك ابن حجر، كما في هامش الأصل.
119

لا تكتبوا عليه ما بين ذلك من الذنوب. رواه الطبراني من طريق الحجاج بن يحيى المؤذن
عن عمر بن عمرو بن عبد الأحموسي والجراح بن يحيى لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات ولم يرو
عن عمر بن عمرو إلا الجراح بن مليح البهزاني الشامي فإن كان هو إياه فهو ثقة. وعن أبي
الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على حين يصبح عشرا وحين يمسي
عشرا أدركه شفاعتي يوم القيامة. رواه الطبراني باسنادين واسناد أحدهما جيد ورجاله
وثقوا. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح وحين
يمسي أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شئ قلت له حديث في الصحيح غير
هذا رواه الطبراني في الأوسط وفى رواية عنده من قال إذا أمسى أعوذ بكلمات الله التامات
كلها من شر ما خلق لم يضره شئ، وفى رواية عنده أيضا من قال حين تغيب الشمس أعوذ
بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شئ في ليلته. رواها كلها الطبراني في الأوسط
وفى الرواية الأولى محمد بن إبراهيم أخو أبى معمر ولم أعرفه ورجاله الروايتين
الأخيرتين ثقات وفى بعضهم خلاف. قلت ويأتي حديث أنس في القول من لدغة
العقرب فيما يقول إذا آوى إلى فراشه.
(باب ما يقول إذا آوى إلى فراشه وإذا انتبه)
عن أنس بن مالك قال قيل يا رسول الله ان فلانا لم ينم البارحة قال ولم قال لدغته
عقرب قال إنه لو قال حين آوى إلى فراشه أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه وهب بن راشد الرقي وهو متروك. وعن شداد بن
أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل يأوى إلى فراشه فيقرأ
سورة من كتاب الله عز وجل إلا بعث الله عز وجل إليه ملكا يحفظه من كل شئ
يؤذيه حتى يهب متأهب. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال إذا آوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان فيقول
الملك اختم بخير ويقول الشيطان اختم بشر فان ذكر الله ثم نام بات الملك يكلؤه
وإذا استيقظ قال الملك افتح بخير وقال الشيطان افتح بشر فان قال الحمد لله الذي رد
على نفسي ولم يمتها في منامها الحمد لله الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا إلى
آخر الآية الحمد لله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه فان وقع عن
سريره فمات دخل الجنة. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج
120

الشامي وهو ثقة. وعن عائشة أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بفراشه فيفرش
له فيستقبل القبلة فإذا آوى إليه توسد كفه اليمنى ثم همس لا ندري ما يقول فإذا
كان في آخر ذلك رفع صوته فقال اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم
إله أو رب كل شئ منزل التوراة والإنجيل والفرقان فالق الحب والنوى أعوذ بك
من شر كل شئ أنت آخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شئ وأنت الآخر ليس
بعدك شئ وأنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ افض عنا
الدين واغننا من الفقر. رواه الطبراني في الأوسط (1) وفيه السرى بن إسماعيل وهو
متروك. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضعت جنبك على
الفراش وقرأت فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد فقد أمنت من كل شئ إلا الموت.
رواه البزاز وفيه غسان (2) بن عبيد وهو ضعيف ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن خباب عن نبي الله صلى الله عليه وسلم انه لم يأت فراشه قط
إلا قرأ قل يا أيها الكافرون حتى يختم. رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف.
وعن عباد بن أخضر أو أحمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مشجعه قرأ قل يا أيها الكافرون حتى
يختمها. رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وجابر الجعفي وكلاهما ضعيف. وعن جبلة
ابن حارثة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ قل يا أيها الكافرون حتى
تمر
بآخرها فإنها براءة من الشرك. رواه الطبراني ورجاله وثقوا. وعن خباب أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إذا أخذت مضجعك فاقرأ قل يا أيها الكافرون وكان النبي صلى
الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه قرأ قل يا أيها الكافرون حتى يختمها. رواه البزاز
وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم
على كلمة تنجيكم من الشرك بالله قل يا أيها الكافرون عند منامكم. رواه الطبراني
وفيه جبارة بن المغلس وهو ضعيف جدا. وعن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا نام ابن آدم قال الملك للشيطان أعطني صحيفتك فيعطيه إياها فما وجد في
صحيفته من حسنة محى عنه بها عشر سيئات من صحيفة الشيطان وكتبهن حسنات
وإذا أراد أحدكم أن ينام فليكبر ثلاثا وثلاثين تكبيرة ويحمد أربعا وثلاثين تحميدة
ويسبح ثلاثا وثلاثين تسبيحة فتلك مائة. رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش

(1) في نسخة " رواه أبو يعلى ".
(2) في الأصل " عسار " والتصحيح من لسان الميزان.
121

وهو ضعيف. وعن أم سلمة حدثت أن فاطمة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكي الخدمة
قالت يا رسول الله والله لقد مجلت يداي من الرحى أطحن مرة وأعجن مرة فقال لها
رسول الله صلى الله عليه وسلم مضجعك فسبحي الله ثلاثا وثلاثين وكبرى ثلاثا وثلاثين واحمدي
أربعا وثلاثين فذلك مائة خير لك من الخادم، قلت فذكر الحديث وقد تقدم بتمامه
فيما يفعل بعد الصبح وإسناده حسن. وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه أمر فاطمة وعليا عليهما السلام إذا أخذا مضاجعهما في التسبيح والتحميد والتكبير
لا يدرى عطاء أيهما أربع وثلاثين تمام المائة. رواه أحمد ورجاله ثقات لان شعبة سمع
من عطاء بن السائب قبل أن يختلط. وعن أبي عبد الرحمن الحبلى قال أخرج إلينا عبد الله
ابن عمرو قرطاسا وقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول اللهم فاطر السماوات
والأرض عالم الغيب والشهادة أنت رب كل شئ وإله كل شئ أشهد أن لا إله إلا أنت
وحدك لا شريك لك وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك والملائكة يشهدون أعوذ بك
من الشيطان وشركه وأعوذ بك أن اقترف على نفسي سوءا أو أجره على مسلم قال
أبو عبد الرحمن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه عبد الله بن عمرو ويقول ذلك
حين يريد أن ينام. رواه أحمد واسناده حسن. وعن عبد الله بن عمرو قال كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يريد أن ينام اللهم فاطر السماوات والأرض عالم
الغيب والشهادة رب كل شئ وإله كل شئ أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك
لك وأن محمدا عبدك ورسولك والملائكة يشهدون اللهم إني أعوذ بك من الشيطان
وشركه أو أن اقترف على نفسي سوءا أو أجره على مسلم قال أبو عبد الرحمن كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يعلمه عبد الله بن عمرو ويقول ذلك حين يريد أن ينام. رواه
أحمد واسناده حسن. وعن عبد الله بن عمرو قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول حين يريد أن ينام اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل
شئ وإله كل شئ أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك
والملائكة يشهدون اللهم إني أعوذ بك من الشيطان وشركه وأن اقترف على نفسي إثما
أو أرده إلى مسلم. وفى رواية عن عبد الله بن عمرو أنه قال لعبد الله بن يزيد ألا
أعلمك كلمات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهن أبا بكر إذا أراد
122

أن ينام فذكر نحوه. رواه الطبراني باسنادين ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح
غير حيى بن عبد الله المعافري وقد وثقه جماعة وضعفه غيرهم. وعن عبد الله بن عمرو
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل ما تقول إذا آويت إلى فراشك قال أقول باسمك وضعت
جنبي فاغفر لي ذنبي فقال النبي صلى الله عليه وسلم أصبت وفقك الله. رواه الطبراني وفيه رشدين
ابن سعد وهو ضعيف وقد قبل منه ما حدث به في فضائل الأعمال. وعن عبد الله بن
عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل ما تقول عند منامك قال أقول باسمك اللهم وضعت
جنبي فاغفر لي قال غفر الله لك. رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم
وهو ضعيف. وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اضطجع
للنوم يقول باسمك ربى فاغفر لي ذنبي. رواه أحمد واسناده حسن. وعن جابر بن عبد
الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ما تقولون عند النوم حتى انتهى إلى
عبد الله بن رواحة قال أقول أنت خلقت هذه النفس لك محياها ومماتها فان توفيتها
فعافها واعف عنها وان رددتها فاحفظها واهدها فعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله.
رواه البزاز عن عمر بن إسماعيل بن مجالد وهو كذاب. وعن بريدة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم كيف تقول يا حمزة إذا آويت إلى فراشك قال أقول كذا وكذا
قال كيف تقول يا علي قال أقول كذا وكذا أحسبه قال إذا آويت إلى فراشك فقل
الحمد لله الذي من على وأفضل الحمد لله رب العالمين رب كل شئ وإله كل شئ أعوذ بك
من النار. رواه البزاز وفيه يحيى بن كثير أبو النضر وهو ضعيف. وعن الوليد بن
الوليد أنه قال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم انى أجد وحشة فقال إذا أخذت مضجعك
فقل أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين
وأن يحضرون فإنه لا يضرك وبالحرى لا يقربك. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
إلا أن محمد بن يحيى بن حبان لم يسمع من الوليد بن الوليد. قلت وتأتي أحاديث من
نحو هذا فيما يقول إذا أرق. وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام
قال اللهم قنى عذابك يوم تبعث عبادك. رواه البزاز واسناده حسن. وعن عائشة قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشه قال اللهم إني أعوذ بك من الشر
ولوعا ومن الجوع ضجيعا. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه من لم أعرفه.
وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال إذا آوى إلى فراشه
123

الحمد لله الذي علا فقهر وبطن فخبر وملك فقدر الحمد لله الذي يحيى ويميت وهو على كل
شئ قدير خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو جناب
الكلبي وهو ضعيف. وعن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليقل أحدكم حين يريد أن ينام آمنت بالله وكفرت بالطاغوت وعد الله حق وصدق
المرسلون اللهم أعوذ بك من طوارق هذا الليل إلا طارق يطرق بخير. رواه الطبراني
وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف. وعن إبراهيم بن عبد الله بن عبد القاري
أن عليا كان يقول بت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فكنت أسمعه إذا
فرغ من صلاته وتبوأ مضجعه يقول اللهم أعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ برضاك
من سخطك وأعوذ بك منك اللهم لا أستطيع ثناء عليك ولو حرصت ولكن أنت
كما أثنيت على نفسك. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم
ابن عبد الله بن عبد القاري وقد وثقه ابن حبان. وعن أبي إسحاق الهمذاني عن أبيه
قال كتب لي علي بن أبي طالب وقال أمرني به النبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا
أخذت مضجعك فقل أعوذ بوجه الله الكريم وكلماته التامة من شر ما أنت آخذ
بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والمأثم اللهم لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك
ولا ينفع ذا الجد منك الجد سبحانك وبحمدك، قال أبو إسحق فذكرتها لأبي ميسرة
الهمذاني فحدثني بمثلها عن عبد الله بن مسعود غير أنه قال من شر ما أنت باطش
بناصيته. رواه الطبراني في الأوسط وفيه حماد بن عبد الرحمن الكوفي وهو ضعيف.
وعن السائب بن مالك قال كنت عند عمارة فأتاه رجل فقال ألا أعلمك كلمات كأنه
يرفعهن إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أخذت مضجعك من الليل فقل اللهم
أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك
آمنت بكتابك المنزل ونبيك المرسل اللهم نفسي خلقتها لك محياها ومماتها ان توفيتها
فارحمها وان أخرتها فاحفظها بحفظ الايمان. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عطاء
ابن السائب وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات. وعن صفية ودحيبة (1) ابنتا عليبة
أن قيلة بنت مخرمة كانت إذا أخذت حظها من المضجع بعد العتمة قالت بسم الله
وأتوكل على الله وضعت جنبي لربي أستغفره لذنبي حتى تقولها مرارا ثم تقول أعوذ بالله

(1) في النسخ غير منقوطة، والتصحيح من الخلاصة.
124

وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء
وما يعرج فيها وشر ما ينزل في الأرض وشر ما يخرج منها وشر فتن النهار وطوارق
الليل إلا طارقا يطرق بخير آمنت بالله اعتصمت بالله الحمد لله الذي استسلم لقدرته كل شئ
والحمد لله الذي ذل لعزته كل شئ والحمد لله الذي تواضع لعظمته كل شئ والحمد لله
الذي خضع (1) لملكه كل شئ اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى
الرحمة من كتابك وجدك الأعلى واسمك الأكبر وكلماتك التامات التي لا يجاوزهن
بر ولا فاجر أن تنظر إلينا نظرة مرحومة لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا فقيرا إلا جبرته
ولا عدوا الا أهلكته ولا عريانا إلا كسوته ولا دينا إلا قضيته ولا أمرا لنا في الدنيا
والآخرة إلا أعطيتناه يا أرحم الراحمين آمنت بالله واعتصمت به ثم يقول سبحان الله
ثلاثا وثلاثين والحمد لله أربعا وثلاثين والله أكبر ثلاثا وثلاثين ثم يقول يا بنتي هذه
رأس الخاتمة ان بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتته تستخدمه فقال ألا أدلك على خير من خادم
قالت بلى فأمرها بهذه المائة عند المضجع بعد العتمة. رواه الطبراني واسناده حسن.
وعن أبي جحيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام أحدكم من
منامه فليقل الحمد لله الذي رد علينا (2) أرواحنا بعد إذ كنا أمواتا. رواه الطبراني
وفيه عبد الرحمن بن مسهر وهو ضعيف. وعن هند امرأة بلال قالت كان بلال إذا
أخذ مضجعه قال اللهم تجاوز عن سيئاتي واعذرني بعلاتي. رواه الطبراني وهند لم
أعرفها، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن زيد بن ثابت أنه كان يقول حين يضطجع
اللهم إني أسألك غنى الأهل والمولى وأعوذ بك أن تدعو على رحم قطعتها. رواه
الطبراني وإسناده جيد.
(باب إذا تعار (3) من الليل)
عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يتحرك
من الليل بسم الله عشر مرات وسبحان الله عشرا آمنت بالله وكفرت بالطاغوت عشرا
وفى كل شئ يتخوفه ولم ينبغ لذنب أن يدركه إلى مثلها. رواه الطبراني في الأوسط
عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف. وقال ابن دقيق العيد قد وثق فعلى هذا يكون
الحديث حسنا. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم

(1) في نسخة " خشع ".
(2) في نسخة " فينا ".
(3) أي استيقظ.
125

يتعار من الليل فيقول لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله وسبحان الله رب العالمين
اللهم اغفر لي إلا غفر له فان هو عزم فقام فتوضأ فدعا الله استجاب له. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه أبان بن أبي عياش وهو متروك.
(باب ما يقرأ في الليل)
عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ في ليلة (فمن كان يرجو لقاء
ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) كان له نور من عدن أبين إلى
مكة حشوه الملائكة. رواه البزاز وفيه أبو قرة الأسدي لم يرو عنه غير النضر بن
شميل، وبقية رجاله ثقات.
(باب ما يقول إذا أرق أو فزع)
عن خالد بن الوليد أنه أصابه أرق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أعلمك كلمات إذا
قلتهن نمت قل اللهم رب السماوات السبع وما أطلت ورب الأرضين وما أقلت ورب
الشياطين وما أضلت كن لي جارا من شر خلقك أجمعين أن يفرط على أحد منهم
أو يطغى عن جارك وتبارك اسمك. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح
إلا أن عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من خالد بن الوليد، ورواه في الكبير بسند
ضعيف بنحوه وقال كن لي جارا من جميع الجن والإنس أن يفرط على أحد منهم وأن
لا يؤذيني عن جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك. وعن خالد بن الوليد قال كنت
أفزع بالليل فآخذ سيفي فلا ألقى شيئا إلا ضربته بسيفي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ألا أعلمك كلمات علمني الروح الأمين فقلت بلى قال أعوذ بكلمات الله التامة التي
لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر فتن الليل
والنهار ومن كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن فقالها فذهب عنه. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير المدائني ولم أعرفه، وبقية رجاله
ثقات. وعن خالد بن الوليد أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أجد فزعا في
الليل فقال ألا أعلمك كلمات علمنيهن جبريل عليه السلام وزعم أن عفريتا من الليل
يكيدني فقال أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من
السماء وما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها ومن شر فتن الليل
وفتن النهار ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن. رواه
126

الطبراني وفيه المسيب بن واضح وقد وثقه غير واحد وضعفه جماعة وكذلك الحسن
ابن علي المعمري، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي أمامة حدث خالد بن
الوليد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهاويل يراها بالليل حالت بينه وبين صلاة الليل فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خالد بن الوليد ألا أعلمك كلمات تقولهن لا تقولهن
ثلاث مرات حتى يذهب الله ذلك عنك قال بلى يا رسول الله بأبي أنت وأمي فإنما
شكوت هذا إليك رجاء هذا منك قال قل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه
وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون قالت عائشة فلم ألبث إلا ليالي حتى
جاء خالد بن الوليد فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي والذي بعثك بالحق ما أتممت
الكلمات التي علمتني ثلاث مرات حتى أذهب الله عنى ما كنت أجد ما أبالي لو دخلت
على أسد في حبسته بليل. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحكم بن عبد الله الأيلي
وهو متروك. وعن أبي التياح قال قلت لعبد الرحمن بن حنيش التميمي وكان كبيرا
أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قال فكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليلة كادته الشياطين قال إن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول الله صلى الله عليه
وسلم من الأودية والشعاب وفيهم شيطان بيده شعلة من نار يريد أن يحرق بها وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم فهبط إليه جبريل صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد قل قال ما أقول
قال قل أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وذرأ وبرا ومن شر ما ينزل من السماء
ومن شر ما يعرج فيها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق يطرق إلا طارق
يطرق بخير يا رحمن قال فطفئت نارهم وهزمهم الله تعالى، وفى رواية قال رعب قال
جعفر أحسبه جعل يتأخر. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني بنحوه قال فلما رآهم وجل
وجاءهم جبريل صلى الله عليه وسلم، ورجال أحد إسنادي أحمد وأبى يعلى وبعض أسانيد
الطبراني رجال الصحيح، وكذلك رجال الطبراني. وعن ابن مسعود قال كنت مع
النبي صلى الله عليه وسلم ليلة صرف إليه النفر من الجن فأتى رجل من الجن بشعلة من
نار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جبريل يا محمد ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن
طفئت شعلته وانكب لمنخره قل أعوذ بوجه الله الكريم وكلماته التامات التي لا يجاوزهن
بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض
وما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقا
127

يطرق بخير يا رحمن. رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفه. وعن زيد بن ثابت
قال أصابني أرق من الليل فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قل
اللهم غارت النجوم وهدأت العيون وأنت حي قيوم يا حي يا قيوم أنم عيني وأهدى ليلى
فقلتها فذهب عنى. رواه الطبراني وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك. وعن
البراء بن عازب أن رجلا اشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحشة فقال قل
سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح. رواه الطبراني وفيه محمد بن أبان الجعفي
وهو ضعيف. وعن عبادة بن الصامت قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يشكون إليه الوحشة فأمره أن يتخذ زوج حمام. رواه الطبراني وفيه الصلت بن الجراح
ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب فيمن يبيت على طهارة)
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال طهروا هذه الأجساد طهركم
الله فإنه ليس من عبد يبيت طاهرا إلا بات معه في شعاره ملك لا ينقلب ساعة من الليل إلا
قال اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهرا. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
(باب ما يقول إذا دخل منزله وإذا خرج منه)
عن عبد الله بن مسعود (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل
هو الله أحد حين يدخل منزله نفت الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران. رواه
الطبراني وفيه مروان بن سالم الغفاري وهو متروك. وعن عبد الله بن عبيد بن عمير
قال كان عبد الرحمن بن عوف إذا دخل منزله قرأ في زواياه آية الكرسي. رواه أبو يعلى
ورجاله ثقات إلا أن عبد الله لم يسمع من ابن عوف. وعن عثمان بن عفان قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يخرج من بيته يريد سفرا أو غيره فقال
حين يخرج آمنت بالله اعتصمت بالله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله إلا رزق
خير ذلك المخرج وصرف عنه شر ذلك المخرج. رواه أحمد عن رجل عن عثمان، وبقية
رجاله ثقات. وعن زيد بن عبد الله بن خصيفة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يقول إذا خرج من منزله (2) بسم الله لا حول ولا قوة إلا بالله ما شاء الله توكلت
على الله حسبي الله ونعم الوكيل. رواه الطبراني وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو

(1) هذا خطأ إنما هو عن جرير بن عبد الله ابن حجر.
(2) في نسخة " بيته ".
128

متروك. وعن عوف قال كان عبد الله بن مسعود إذا خرج من بيته قال بسم الله
توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله قال محمد بن كعب القرظي هذا في القرآن
(اركبوا فيها بسم الله) وقال (على الله توكلنا). رواه الطبراني موقوفا وإسناده منقطع
وفيه المسعودي وقد اختلط. وعن ميمونة قالت ما خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء فقال اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل
أو أزل أو أزل أو أجهل أو يجهل على أو أظلم أو أظلم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط
وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف.
(باب ما يقول إذا دخل السوق وإذا رجع منه)
عن بريدة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى السوق قال اللهم إني أسألك من خير
هذه السوق وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها
يمينا فاجرة أو صفقة خاسرة. رواه الطبراني وفيه محمد بن أبان الجعفي وهو ضعيف. وعن
سليم بن حنظلة أن عبد الله يعنى ابن مسعود أتى سدة السوق فقال اللهم إني أسألك من خيرها
وخير أهلها وأعوذ بك من شرها وشر أهلها. رواه الطبراني موقوفا ورجاله رجال
الصحيح غير سليم بن حنظلة وهو ثقة. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر
التجار أيعجز أحدكم إذا رجع من سوقه أن يقرأ عشر آيات فيكتب الله له بكل آية حسنة.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير الربيع بن ثعلب وأبى إسماعيل المؤدب
وكلاهما ثقة. قلت وقد تقدمت أحاديث فيما يقول إذا دخل السوق في البيوع.
(باب ما يقول إذا خرج لسفر أو رجع منه)
عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج في سفر قال اللهم أنت
الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من الضبنة (1) في السفر والكآبة
في المنقلب اللهم اقبض لنا الأرض وهون علينا السفر وإذا أراد الرجوع قال تائبون
عابدون لربنا حامدون وإذا دخل إلى أهله قال ثوبا ثوبا إلى ربنا أوبا لا يغادر علينا

(1) الضبنة: ما تحت يدك من مال وعيال ومن تلزمك نفقته، سموا ضبنة لأنهم
في ضبن من يعولهم، والضبن: ما بين الكثح والإبط، تعوذ بالله من كثرة العيال في
مظنة الحاجة وهو السفر، وقيل تعوذ من صحبة من لا غناء فيه ولا كفاية من الرفاق
إنما هو كل على رفيقه.
129

حربا. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وأبو يعلى والبزاز وزادوا كلهم على
أحمد آيبون، ورجالهم رجال الصحيح إلا بعض أسانيد الطبراني. وعن البراء قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج لسفر قال اللهم بلاغا يبلغ خيرا مغفرة منك ورضوانا
بيدك الخير إنك على كل شئ قدير اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم
هون علينا السفر واطو لنا الأرض اللهم أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة. وعن جابر بن
عبد الله قال قفل النبي صلى الله عليه وسلم فلما دنا من المدينة قال آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون
اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال.
رواه الطبراني في الأوسط، وفى رواية عنده كان إذا رجع من غزوة، وفى الرواية
الأولى من لم أعرفهم، وفى الرواية الثانية أبو سعد البقال وهو متروك، ورواه البزاز
باختصار وفيه من لم أعرفه. وعن علي يعنى ابن أبي طالب قال كان النبي صلى الله عليه
وسلم إذا أراد سفرا قال اللهم بك أصول وبك أجول وبك أسير. رواه أحمد والبزاز
ورجالهما ثقات. وعن سمرة بن جندب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر
فأقبل راجعا إلى المدينة يقول آيبون لربنا حامدون ولربنا عابدون. رواه الطبراني وفيه
من لم أعرفهم، ورواه البزاز باسناد ضعيف.
(باب طلب الدعاء في السفر)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أحدكم السفر
فليسلم على اخوانه فإنهم يزيدونه بدعائهم إلى دعائه خيرا. رواه أبو يعلى عن شيخه
عمرو بن الحصين وهو متروك.
(باب ما يقول إذا نهض للسفر)
عن أنس قال لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم سفرا قط إلا قال حين ينهض من جلوسه اللهم بك
انتشرت واليك توجهت وبك اعتصمت اللهم أنت ثقتي وأنت رجائي اللهم اكفني ما أهمني
ومالا أهتم به وما أنت أعلم به منى وزودني التقوى وغفر لي ذنبي ووجهني للخير حيثما
توجهت. رواه أبو يعلى وفيه عمر بن مساور وهو ضعيف.
(باب ما يقول عند الوداع)
عن هشام بن قتادة الرهاوي عن أبيه قتادة قال لما عقد لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
130

على قومي أخذت بيده فودعته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الله التقوى
زادك وغفر ذنبك ووجهك للخير حيثما توجهت. رواه الطبراني والبزاز ورجالهما ثقات.
(باب ما يقول إذا ركب دابة)
عن أبي لاس الخزاعي قال حملنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على إبل من إبل
الصدقة بلج فقلنا يا رسول الله ما نرى ان تحملنا هذه فقال ما من بعير الا في ذروته شيطان
فاذكروا اسم الله عز وجل إذ ركبتموها كما أمركم الله ثم امتهنوها لأنفسكم فإنها
تحمل بإذن الله عز وجل. رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح
غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع في أحدها (1). وعن محمد بن حمزة بن عمرو
الأسلمي أنه سمع أباه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على كل بعير شيطان فإذا
ركبتموها فسموا الله عز وجل ولا تقصروا عن حاجاتكم. رواه أحمد والطبراني في
الكبير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير محمد بن حمزة وهو ثقة. وعن ابن
عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذروة سنام كل بعير شيطان فامتهنوها. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه القاسم بن غصن وهو ضعف. وعن عقبة بن عامر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما من راكب يخلو في مسيره بالله وذكره إلا ردفه ملك
ولا يخلو بشر ونحوه إلا ردفه شيطان. رواه الطبراني وإسناده حسن. وعن ابن
مسعود قال إذا ركب الرجل الدابة فلم يذكر اسم الله ردفه الشيطان فقال له معن
فإن لم يحسن قال له عي. رواه الطبراني موقوفا ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن
عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه على دابته فلما استوى عليها كبر رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثلاثا وسبح الله ثلاثا وهلل الله واحدة ثم استلقى عليه فضحك ثم أقبل عليه
فقال ما من امرئ يركب دابته فيصنع (2) كما صنعت إلا أقبل الله عز وجل فضحك إليه
كما ضحكت إليك. رواه أحمد وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.
(باب ما يقول إذا عثرت الدابة)
عن أبي تميمة الهجيمي عن من كان ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كنت ردفه على
حمار فعثر الحمار فقلت تعس الشيطان فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقل تعس
الشيطان فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم في نفسه وقال صرعته بقوتي وإذا قلت

(1) في الأصل " إحداهما ".
(2) في الأصل " فصنع ".
131

بسم الله تصاغرت إليه نفسه حتى يكون أصغر من ذباب. رواه أحمد بأسانيد ورجالها
كلها رجال الصحيح. وعن أبي المليح بن أسامة عن أبيه قال كنت رديف رسول الله
صلى الله عليه وسلم فعثر بعيرنا فقلت تعس الشيطان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقل
تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت ويقول بقوتي ولكن قل بسم الله فإنه
يصير مثل الذباب. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن حمران وهو ثقة.
(باب ما يقول إذا ركب البحر)
عن الحسين بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمان أمتي من الغرق إذا ركبوا
البحر أن يقولوا (بسم الله مجريها (1) ومرساها إن ربى لغفور رحيم) (وما قدروا
الله حق قدره) الآية. رواه أبو يعلى عن شيخه جبارة بن مغلس وهو ضعيف. وعن
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أمان أمتي من الغرق إذا ركبوا السفن
أو البحر أن يقولوا بسم الله الملك (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته
يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) بسم الله
مجريها ومرساها ان ربى لغفور رحيم). رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه
نهشل بن سعيد وهو متروك.
(باب ما يقول إذا انفلتت دابته أو أراد غوثا أو أضل شيئا)
عن عتبة بن غزوان عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد عونا
وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني (2) فان لله عبادا لا نراهم، وقد
جرب ذلك. رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم إلا أن يزيد بن علي
لم يدرك عتبة. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لله ملائكة
في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة
بأرض فلاة فليناد أعينوا عباد الله. رواه الطبراني (3) ورجاله ثقات. وعن عبد الله
ابن مسعود أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض
فلاة فليناد يا عباد الله احسبوا يا عباد الله احبسوا فان لله حاصرا في الأرض سيحبسه.
رواه أبو يعلى والطبراني وزاد سيحبسه عليكم، وفيه معروف بن حسان وهو ضعيف.

(1) هكذا قراءة حفص، وفى الأصل " مجراها ".
(2) في نسخة " أغيثوني ".
(3) في نسخة " البزاز ".
132

وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضالة أنه يقول اللهم راد الضالة وهادي الضالة
تهدى من الضلالة أردد على ضالتي بقدرتك وسلطانك فإنها من عطائك وفضلك.
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه عبد الرحمن يعقوب (1) بن أبي عباد المكي ولم أعرفه،
وبقية رجاله ثقات.
(باب ما يقول إذا نزل منزلا)
عن عبد الرحمن بن عابس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نزل منزلا
فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم ير في منزله شيئا يكرهه حتى يرتحل
قال أبى فلقيت عبد الرحمن بن عابس في المنام فقلت حدثك رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا
قال نعم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن خولة بنت حكيم قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم
يضره في منزله ذلك شئ حتى يظعن (2) عنه. رواه أحمد والطبراني وفيه الربيع بن مالك
وهو ضعيف. وعن عبد الله بن بسر قال خرجت من حمص فأداني الليل إلى البقيعة
فحضرني من أهل الأرض فقرأت هذه الآية من سورة الأعراف (إن ربكم الله الذي
خلق السماوات والأرض) إلى آخره الآية فقال بعضهم لبعض أحرسوه الآن حتى
يصبح فلما أصبحت ركبت دابتي. رواه الطبراني وفيه المسيب بن واضح وقد وثقه
غير واحد وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن قتادة قال سمعت
أنس بن مالك يقول كنا إذا نزلنا منزلا سبحنا حتى نحل الرحال قال شعبة تسبيحا
باللسان. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد.
(باب ما يقول إذا أشرف على مكان مرتفع)
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا علا نشزا (3) من الأرض قال
اللهم لك الشرف على كل شرف ولك الحمد على كل حال. رواه أحمد وأبو يعلى وفيه
زياد النميري وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله ثقات.
(باب ما تحصل به البركة في الزاد)
عن جبير بن مطعم قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أتحب يا جبير إذا خرجت في سفر
أن تكون من أمثل أصحابك هيئة وأكثرهم زادا فقلت نعم بأبي أنت وأمي قال

(1) كذا.
(2) أي يسير.
(3) النشز: المكان المرتفع.
133

فاقرأ هذه السور الخمس قل يا أيها الكافرون وإذا جاء نصر الله والفتح وقل هو الله
أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وافتتح كل سورة ببسم الله الرحمن
الرحيم واختم قراءتك ببسم الله الرحمن الرحيم قال جبير وكنت غنيا كثير المال
فكنت أخرج في سفر فأكون أبذهم هيئة وأقلهم زادا فما زلت منذ علمنيهن رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقرأت بهن أكون من أحسنهم هيئة وأكثرهم زادا حتى رجع من سفري.
رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم.
(باب ما يقول إذا تغولت الغيلان)
عن سعد يعنى ابن أبي وقاص قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تغولت لنا الغول أو
إذا رأينا الغول ننادي بالاذان. رواه البزاز ورجاله ثقات إلا أن الحسن البصري لم
يسمع من سعد فيما أحسب. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تغولت
الغيلان (1) فنادوا بالاذان فان الشيطان إذا سمع النداء أدبر وله حصاص (2)
قلت وفيه عدى بن الفضل وهو متروك.
(باب ما يقول إذا رأى قرية)
عن ابن عمر قال كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأى قرية يريد
أن يدخلها قال اللهم بارك لنا فيها ثلاث مرات اللهم ارزقنا حياها وحببنا إلى أهلها
وحبب صالحي أهلها إلينا. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد. وعن أبي لبابة بن
عبد المنذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد دخول قرية لم يدخلها حتى يقول اللهم
رب السماوات السبع وما أظلت ورب الأرضين السبع وما أقلت ورب الرياح وما
أذرت ورب الشياطين وما أضلت انى أسئلك خير وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها
وشر ما فيها. رواه الطبراني في الأوسط واسناده حسن. وعن أبي معتب ب ن عمرو أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أشرف على خيبر قال لأصحابه قفوا ثم قال اللهم رب السماوات
وما أظلت (3) ورب الأرضين وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما
ذررن أسئلك خير هذه القرية وخير أهلها وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها

(1) في نسخة " إذا تغولت لكم الغول ".
(2) الحصاص: شدة العدو وحدته، وقيل
هو أن يمصع بذنبه ويصر بأذنيه ويعدو، وقيل هو الضراط.
(3) لعله " أظللن ".
134

أقدموا بسم الله وكان يقولها لكل قرية يريد يدخلها. رواه الطبراني وفيه راو لم يسم،
وبقية رجاله ثقات. وعن عطاء بن أبي مروان عن أبيه أن كعبا حلف له بالذي فلق البحر
لموسى ان صهيبا حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد أن يدخلها الا
قال حين يراها اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الرياح وما ذررن انا نسأل
خير هذه القرية ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها. رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح غير عطاء بن أبي مروان وأبيه وكلاهما ثقة. وعن قتادة قال كان ابن
مسعود إذا أراد أن يدخل قرية قال اللهم رب السماوات وما أظلت ورب الشياطين
وما أضلت ورب الرياح وما أذرت أسئلك خيرها وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها
وشر ما فيها. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن قتادة لم يدرك ابن مسعود.
وعن أبي أمامة بن سهل عن أبي هريرة قال قلت له ما كان يخاف القوم إذا دخلوا قرية
أو أشرفوا على قرية أن يقولوا اللهم اجعل لنا فيها رزقا قال كانوا يخافون جور
الولاة وقحوط المطر. رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح غير قيس بن سالم وهو ثقة.
(باب ما يقول إذا هاجت الريح)
عن أنس أن سول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا هاجت الريح شديدة قال اللهم إني أسئلك
من خير ما أمرت به وأعوذ بك من شر ما أمرت، وفى رواية كان إذا رأى الريح
فزع. رواه أبو يعلى بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح. وعن عثمان بن أبي
العاص قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح الشمال قال اللهم إني أعوذ بك من
شر ما أرسل فيها. رواه البزاز وفيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة وهو ضعيف. وعن
سلمة بن الأكوع قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح قال اللهم لقحا لا عقيما.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير المغيرة بن عبد الرحمن
وهو ثقة. وعن عثمان بن أبي العاص قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح
الشمال قال اللهم إني أعوذ بك من شر ما أرسلت به. رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن
ابن إسحاق أبو شيبة وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا هاجت ريح استقبلها بوجهه وجنا على ركبتيه ومد يديه وقال اللهم إني أسألك
من خير هذه الريح وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به
اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا. رواه
135

الطبراني وفيه حسين بن قيس الملقب بحنش وهو متروك وقد وثقه حصين بن نمير،
وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب ما يقول إذا سمع صوت الرعد)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم صوت الرعد فاذكروا الله فإنه
لا يصيب ذاكرا. رواه الطبراني وفيه يحيى بن كثير أبو النضر وهو ضعيف.
(باب ما يقول إذا حضر العدو)
عن أبي سعيد الخدري قال قلنا يوم الخندق يا رسول الله هل من شئ نقول قد
بلغت القلوب الحناجر قال نعم اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا قال فضرب الله عز
وجل وجوه أعدائنا بالريح هزمهم الله عز وجل بالريح. رواه أحمد والبزاز وإسناد
البزاز متصل ورجاله ثقات وكذلك رجال أحمد إلا أن في نسختي من المسند عن
ربيح بن أبي سعيد عن أبيه وهو في البزاز عن أبيه عن جده.
(باب ما يقول إذا أصابه هم)
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب أحدا هم ولا حزن
قط فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل
في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا
من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور
صدري وجلاء حزني وذهاب همى الا أذهب الله عز وجل همه وأبدله مكان حزنه
فرحا قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات قال أجل ينبغي لمن سمعهن
أن يتعلمهن. رواه أحمد وأبو يعلى والبزاز إلا أنه قال وذهاب غمي مكان همى،
والطبراني ورجال أحمد وأبى يعلى رجال الصحيح غير أبى سلمة الجهني وقد وثقه ابن
حبان. وعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أصابه هم أو حزن
فليدع بهؤلاء الكلمات اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في
حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك
أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع
قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همى قال قائل يا رسول الله إن المغبون لمن
غبن هؤلاء الكلمات قال أجل قال فقولوهن وعلموهن فإنه من قالهن وعلمهن التماس
136

ما فيهن أذهب الله كربه وأطال فرحه. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه (1). وعن أبي
بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات المكروب اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني
إلى نفسي طرفة عين أصلح لي شأني كله. رواه الطبراني وإسناده حسن. وعن ابن
عباس قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضادتي الباب ونحن في البيت فقال يا بنى عبد المطلب
إذا نزل بكم كرب أو جهد أو لأواء (2) فقولوا الله الله ربنا لا نشرك به شيئا. رواه
الطبراني في الأوسط والكبير وفيه صالح بن عبد الله أبو يحيى وهو ضعيف. وعن
عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفر من بني هاشم هل معكم أحد من غيركم قالوا لا إلا
ابن أختنا أو مولانا قال إذا أصاب أحدكم هم أو لأواء (3) فليقل الله الله ربى لا أشرك
به شيئا. رواه الطبراني في الأوسط. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من قال لا إله إلا الله قبل كل شئ ولا إله إلا الله بعد كل شئ ولا إله إلا
الله يبقى ويفنى كل شئ عوفي من الهم والحزن. رواه الطبراني وفيه العباب بن بكار
وهو ضعيف وثقه ابن حبان.
(باب الاسترجاع وما يسترجع عنده) تقدم في الجنائز.
(باب ما يقول إذا خاف سلطانا
عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا تخوف أحدكم السلطان
فليقل اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم كن لي جارا من شر فلان بن
فلان يعنى الذي يريد وشر الجن والإنس وأتباعهم أن يفرط على أحد منهم عز
جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك. رواه الطبراني وفيه جنادة بن سلم وثقه ابن حبان
وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال إذا أتيت سلطانا
مهيبا تخاف أن يسطو بك فقل الله أكبر الله أكبر من خلقه جميعا الله أعز مما أخاف
وأحذر أعوذ بالله الممسك السماوات السبع أن يقعن على الأرض إلا باذنه من شر عبدك
فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والإنس إلهي كن لي جارا من شرهم جل ثناؤك
وعز جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

(1) قلت هذا الحديث أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي من رواية عبد الجليل
بهذا الاسناد فلا وجه لاستدراكه ابن حجر.
(2) أي شدة.
(3) في الأصل " لاوي ".
137

(باب ما يقول إذا وقعت كبيرة)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وقعت كبيرة أو هاجت ريح مظلمة فعليكم
بالتكبير فإنه يجلي العجاج الأسود. رواه أبو يعلى وفيه عنبسة بن عبد الرحمن وهو متروك.
(باب ما يقول إذا أرى مبتلى)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى أحدكم أحدا في بلاء فليقل الحمد
لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا فإنه إذا قال ذلك كان
شاكرا تلك النعمة قلت رواه الترمذي باختصار رواه البزاز والطبراني في الصغير
والأوسط بنحوه وإسناده حسن. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى
مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم
يصبه ذلك البلاء. رواه الطبراني في الأوسط وفيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير
ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(باب ما يقول إذا رأى الكوكب ينقض)
عن عبد الله بن مسعود قال نهينا أن نتبع أبصارنا الكواكب إذا انقضت وأمرنا
أن نقول عند ذلك ما شاء الله لا قوة إلا بالله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الأعلى
ابن أبي المساور وهو متروك.
(باب ما يقول عند الحريق)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطفئوا الحريق بالتكبير.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم. قلت وقد تقدم في التفسير في سورة الكهف
أسماء أهل الكهف إذا كتبت في شئ وألقى في الحريق طفئت بإذن الله عز وجل والله أعلم.
(باب ما يقول إذا ظنت أذنه)
عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل على وليقل ذكر الله بخير من ذكرني
به. رواه الطبراني في الثلاثة والبزاز باختصار كثير وإسناد الطبراني في الكبير حسن.
(باب ما يقول إذا نظر في المرآة)
عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال الحمد لله
الذي سوى خلقي وأحسن صورتي وزان منى ما شان من غيري. رواه البزاز وفيه
138

داود بن المحبر وهو ضعيف جدا وقد وثقه غير واحد، وبقية رجاله ثقات. وعن
ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال الحمد لله الذي حسن
خلقي وخلقي وزان منى ما شان من غيري فإذا اكتحل جعل في كل عين ثنتين وواحدة
بينهما وكان إذا لبس بدا باليمين وإذا خلع خعل اليسرى وكان إذا دخل المسجد أدل
رجله اليمنى وكان يحب التيمن في كل شئ إذا أخذ وأعطى. رواه الطبراني وفيه عمرو
ابن الحصين العقيلي وهو متروك. وعن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا نظر وجهه في المرآة قال الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله وصور صورة خلقي
فأحسنها وجعلني من المسلمين (1). رواه الطبراني في الأوسط وفيه هاشم بن عيسى
البزي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(باب ما يقول إذا رأى الهلال)
عن عبادة بن الصامت قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال
قال الله أكبر الحمد لله لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم إني أسألك خير هذا الشهر وأعوذ
بك من شر (2) المحشر. رواه عبد الله والطبراني وفيه راو لم يسم. وعن رافع بن
خديج قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال هلال خير ورشد ثم قال اللهم
إني أسألك من خير هذا الشهر وخير القدر وأعوذ بك من شره ثلاث مرات. رواه
الطبراني وإسناده حسن. وعن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال
قال اللهم أهله علينا بالأمن والايمان والسلامة والاسلام والتوفيق لما تحب وترضى
ربنا وربك الله. رواه الطبراني وفيه عثمان بن إبراهيم الحاطبي وفيه ضعف، وبقية
رجاله ثقات. وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا رأى الهلال
قال هلال خير ورشد آمنت بالذي خلقك فعدلك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
أحمد بن عيسى اللخمي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن هشام قال
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعلمون هذا الدعاء إذا دخلت السنة أو الشهر اللهم
أدخله علينا بالأمن والايمان والسلامة والاسلام ورضوان من الرحمن وجواز (3) من
الشيطان. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن (4).

(1) في نسخة " المرسلين ".
(2) في نسخة " سوء ".
(3) في الأصل " جوار ".
(4) قلت فيه رشدين بن سعد وهو ضعيف ابن حجر.
139

(باب ما يقول إذا رأى ما يعجبه)
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنعم الله على عبد من
نعمة في أهل ولا مال (1) أو ولد فقال ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيرى فيه آفة دون
الموت وقرأ (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله). رواه الطبراني
في الصغير والأوسط وفيه عبد الملك بن زرارة وهو ضعيف. وعن عقبة بن عامر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنعم الله عليه بنعمة فأراد بقاءها فليكثر
من قول لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولولا إذ دخلت جنتك
قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله). رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن خالد
ابن نجيح وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
ألبسه الله نعمة فليكثر من الحمد لله ومن كثرت ذنوبه فليستغفر الله ومن أبطأ رزقه
فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله قلت فذكر الحديث وهو بتمامه في كتاب
البر والصلة (2) رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه يونس بن تميم وهو ضعيف.
(باب ما يقول إذا سئل عن حاله)
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل كيف أصبحت
يا فلان قال أحمد الله إليك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الذي أردت
منك. رواه الطبراني وإسناده حسن. وعن يونس بن ميسرة بن حلبس (3) قال لقيت
واثلة بن الأسقع فسلمت عليه فقلت كيف أنت يا أبا شداد أصلحك الله قال بخير يا ابن
أخي. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وقد تقدم شئ من هذا في البر والصلة أو الأدب.
(باب برب مركوبة أكثر ذكرا لله من راكبها)
عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مر على قوم وهم وقوف
على دواب لهم ورواحل فقال لهم اركبوها سالمة ودعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي
لأحاديثكم في الطرق والأسواق فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكرا لله
تبارك وتعالى منه. رواه أحمد واسناده حسن.

(1) في نسخة " أو مال ".
(2) في الجزء الثامن.
(3) في الأصل " حليس ".
بالمثناة من تحت، والتصحيح من الخلاصة.
140

(باب ما يقول إذا دخل كنيسة أو رأى شيئا من آلات الكفر)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع صوت ناقوس أو دخل بيعة أو كنيسة
أو بيت نار أو بيت أصنام فقال لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه كتب الله له من الاجر عدد
من لم يقلها أو كتب عند الله صديقا. رواه الطبراني وفيه عمر بن الصبح وهو متروك.
(باب ما يقول إذا اشترى خادما أو دابة)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشترى أحدكم خادما فليأخذ
بناصيتها وليقل اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه وإذا اشترى بعيرا
فليأخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك. رواه أبو يعلى وفيه حبان بن علي وقد وثق
على ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب كفارة المجلس)
عن يزيد بن الهاد عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر قال بلغني أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ما من انسان يكون في مجلس فيقول حين يريد أن يقوم سبحانك اللهم
وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في ذلك المجلس
فحدثت هذا الحديث يزيد بن خصيا فقال هكذا حدثني السائب بن يزيد عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح. وعن أنس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفارة المجلس أن يقول سبحانك اللهم وبحمدك
أستغفرك وأتوب إليك. رواه البزاز والطبراني في الأوسط وفيه عثمان بن مطر
وهو ضعيف. وعن رافع بن خديج قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم
من مجلس حتى يقول سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك ثم يقول إنها
كفارة لما يكون في المجلس. رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله ثقات. وعن عبد الله
ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كفارة المجلس أن يقول
العبد بعد أن يقوم سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وليس في الكبير بعد أن يقوم، وفيهما عطاء بن
السائب وقد اختلط. وعن الزبير بن العوام قال قلنا يا رسول الله انا إذا قمنا من
عندك أخذنا في أحاديث الجاهلية فقال إذا جلستم تلك المجالس التي تخافون فيها على
أنفسكم فقولوا عند مقامكم سبحانك الله وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك
141

ونتوب إليك يكفر عنكم ما أصبتم فيها. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه
من لم أعرفه. وعن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كفارة المجلس أن لا يقوم حتى يقول
سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت تب على واغفر لي يقولها ثلاث مرات فإن كان مجلس
لغط كان كفارة له وإن كان مجلس ذكر كان طابعا عليه. رواه الطبراني وفيه خالد بن يزيد
العمرى وهو ضعيف. وعن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
قال سبحان الله وبحمده (1) سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك
وأتوب إليك فقالها في مجلس ذكر كان الطابع يطبع عليه ومن قالها في مجلس لغو كان
كفارة قوله. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال كفارة المجلس سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله الا أنت أستغفرك
وأتوب إليك. رواه الطبراني وفيه محمد بن جامع العطار وثقه ابن حبان وضعفه جماعة،
وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع
رأسه إلى سقف البيت قال سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك قالت عائشة
فسألته عنهن فقال أمرت بهن. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه. وعن أم
سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت يكثر أن يقول سبحانك اللهم
وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك قال إني أمرت فقرأ (إذا جاء نصر الله والفتح).
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
(باب الاستعاذة من الشيطان)
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استعاذ بالله في اليوم عشر مرات من
الشيطان وكل الله بن ملكا يرد عنه الشياطين. رواه أبو يعلى وفيه ليث بن أبي سليم ويزيد
الرقاشي وقد وثقا على ضعفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب من استعاذ بالله فقد عاذ بمعاذ)
عن عبد الله بن وهب قلت صوابه ابن موهب أن عثمان قال لابن عمر اذهب قاضيا قال
أو تعفيني يا أمير المؤمنين قال اذهب فاقض بين الناس قال أو تعفيني يا أمير المؤمنين قال عزمت
عليك إلا ذهبت فقضيت قال لا تعجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من استعاذ بالله فقد
عاذ بمعاذ قال نعم قال إني أعوذ بالله أن أكون قاضيا قال وما يمنعك وقد كان أبوك يقضى قال

(1) لعل هذه الجملة زائدة.
142

لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان قاضيا فقضى بين الناس بجور دخل
النار (1) ومن كان قاضيا فقضى بجهل كان من أهل النار ومن كان قاضيا عالما فقضى بحق
أو بعدل سأل أن ينقلب كفافا قلت روى الترمذي طرفا منه رواه أبو يعلى في الكبير
ورجاله ثقات إلا أن عبد الله بن موهب لم أجد له سماعا من عثمان والله أعلم.
(باب ما يستعاذ منه)
عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع
ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ودعاء لا يسمع. رواه الطبراني وفيه يونس بن
خباب وهو ضعيف. وعن أنس (2) كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من العجز
والكسل وأعوذ بك من القسوة والغفلة والعيلة والذلة والمسكنة وأعوذ بك من الفسوق
والشقاق والنفاق والسمعة والرياء و ج عوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجذام وسئ
الأسقام قلت في الصحيح بعضه رواه الطبراني في الصغير ورجاله رجال الصحيح (3).
وعن جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع وقلب لا يخشع
ونفس لا تشبع. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يقول اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو ومن بوار الأيم ومن فتنة الدجال.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط والكبير (4) وفيه عباد بن زكريا الصريمي ولم
أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وفتنة الصدر وعذاب القبر. رواه الطبراني
وفيه قابوس بن أبي ظبيان وقد وثق وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح
ورواه البزاز. وعن عبد الرحمن بن أبي بكر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أعوذ
بوجهك الكريم وباسمك الكريم من الكفر والفقر. رواه الطبراني وفيه من لم
عرفهم. وعن عبادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استعيذوا بالله من الفقر
والعيلة ومن أن تظلموا أو تظلموا. رواه الطبراني ويحيى بن إسحاق بن يحيى بن
عبادة لم يسمع من عبادة، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عون بن عبد الله أن

(1) في نسخة " كان من أهل النار ".
(2) في نسخة " عن ابن عمر ".
(3) وهو في المستدرك ابن حجر
(4) في نسخة " في الكبير والأوسط والصغر
باختصار عنهما ".
143

عبد الله بن مسعود كان يستعيذ من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من غنى يطغيني
ومن فقر ينسيني ومن هوى يرديني ومن عمل يخزيني. رواه الطبراني وعون لم
يسمع من ابن مسعود وعبد الرحمن المسعودي وإن كان ثقة ولكنه اختلط، وقد
تقدم في الدعاء بعد الصلوات حديث أنس مرفوعا أتم من هذا وهو ضعيف. وعن
عقبة بن عامر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء
ومن ليلة السوء ومن ساعة السوء ومن صاحب السوء ومن جار السوء في دار المقامة.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير بشر بن ثابت البزاز وهو ثقة. وعن
جبير بن نفير أن عوف بن مالك خرج إلى الناس فقال إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أمركم أن تتعوذوا من ثلاث من طمع حيث لا مطمع ومن طمع يرد إلى
طبع (1) ومن طمع إلى غير مطمع. رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات
وفى بعضهم خلاف. وعن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال استعيذوا
بالله من طمع يهدى إلى طمع ومن طمع إلى غير مطمع ومن طمع حيث لا مطمع.
رواه الطبراني وأحمد والبزاز بنحوه وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف.
وعن المقدام بن معدي كرب الكندي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
تعوذوا بالله من طمع يهدى إلى طمع ومن طمع يهدى إلى غير مطمع. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط وفيه محمد بن سعيد الطباع ولم أعرفه، وبقية رجاله
ثقات. وعن عائشة بنت قدامة بن مظعون قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول اللهم إني أعوذ بك من شر الأعميين قيل يا رسول الله وما الأعميان قال السيل
والبعير الصؤول (2). رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي وهو
ضعيف. قلت ويأتي في آخر الأدعية باب في الاستعاذة وهو موضعه.

(1) أي يؤدى إلى شين وعيب، وكانوا يرون أن الطبع هو الرين قال مجاهد
الرين أيسر من الطبع والطبع أيسر من الأقفال.
(2) في جنى الجنتين في تمييز نوعي
المثنيين للمحبي: الأعميان: السيل والفحل أو والحريق أو والليل أو والجمل الهائج،
وفي الحديث " تعوذوا بالله من الأعميين " فسروه بالسيل والحريق لما يصيب من
يصيبانه من الحيرة في أمره أو لأنهما إذا حدثا ووقعا لا يتقيان موضعا ولا يتجنبان شيئا
كالأعمى.. إلى آخر ما نقله هنالك من شعر وغيره.
144

(باب الاستعاذة إذا سمع نهاق (1) الحمير أو نباح الكلاب)
عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس أقلوا الخروج بعد
؟ الرحل فان الله تعالى دواب يبثها في الأرض تفعل ما تؤمر وإذا سمعتم نهاق الحمير أو
نباح الكلب فاستعيذوا بالله من الشيطان فإنها ترى مالا ترون. رواه الطبراني وفيه
أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف. وعن صهيب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول إذا نهق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم. رواه الطبراني وفيه
إسحق بن يحيى بن طلحة وهو متروك، قلت وقدم تقدم في الأدب نحو هذا.
(باب فيمن هم بحسنة أو عملها ومضاعفة الحسنات)
عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها
كتبت له عشر أمثالها إلى سبعمائة وسبع أمثالها ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه فان
عملها كتبت عليه سيئة أو يمحاها الله عز وجل. رواه الطبراني في الصغير ورجاله
ثقات. وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من هم بحسنة فلم يعملها
كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم يكتب عليه شئ
فان عملها كتبت سيئة واحدة. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
(باب مضاعفة الحسنات)
عن أبي عثمان يعنى النهدي قال بلغني عن أبي هريرة أنه قال بلغني أن الله عز وجل
يعطى عبده بالحسنة الواحدة ألف ألف حسنة فقال أبو هريرة كلا (2) سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل يعطيه ألفي ألف حسنة ثم تلا
(يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما) فقال إذا قال الله عز وجل (أجرا عظيما) فمن
يقدر قدره. وفى رواية أتيت أبا هريرة فقلت بلغني أنك تقول إن الحسنة تضاعف
ألف ألف حسنة فقال وما أعجبك من ذلك فوالله لقد سمعته فذكر نحوه. رواه
أحمد باسنادين والبزاز بنحوه وأحد إسنادي أحمد جيد. وعن علي يعنى ابن أبي طالب
قال قالت فاطمة لعلى يا ابن عمى شق على العمل والرحا فكلم رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لها نعم فأتاهما نبي الله صلى الله عليه وسلم من الغد وهما نائمان في لحاف
واحد فأدخل رجليه بينهما فقالت فاطمة يا نبي الله يشق (3) على العمل فان أمرت

(1) أي نهيق.
(2) في نسخة " لابل ".
(3) في نسخة " شق ".
145

لي بخادم مما أفاء الله عليك قال أفلا أعلمك ما هو خير لك من ذلك تسبحين ثلاثا
وثلاثين واحمدي ثلاثا وثلاثين وكبرى أربعا وثلاثين فذلك مائة باللسان وألف في
الميزان وذلك بأن الله يقول (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) إلى مائة ألف قلت هو
في الصحيح باختصار رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحرث الأعور وهو ضعف.
(كتاب الأدعية)
بسم الله الرحمن الرحيم
(باب الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل)
عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم لن ينفع حذر من قدر ولكن الدعاء ينفع مما
نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء. رواه أحمد والطبراني وشهر بن حوشب
لم يسمع من معاذ، ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل الحجاز ضعيفة. وعن عائشة
قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينفع حذر من قدر ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم
ينزل وان الدعاء ليصادف (1) البلاء فيعتلجان إلى يوم القيامة. رواه الطبراني
في الأوسط والبزاز بنحوه وفيه زكريا بن منظور وثقه أحمد بن صالح المصري
وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا ينفع حذر من قدر والدعاء ينفع ما لم ينزل القضاء وان البلاء والدعاء ليلتقيان بين
السماء والأرض فيعتلجان إلى يوم القيامة. رواه البزاز وفيه إبراهيم بن خيثم بن
عراك وهو متروك. قلت وقد تقدمت أحاديث في القدر من نحو هذا الباب.
(باب فيمن يترك الدعاء)
عن أبي سعيد يعنى الخدري قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الرزق لا تنقصه
المعصية ولا تزيده الحسنة وترك الدعاء معصية. رواه الطبراني في الصغير.
(باب فيمن عجز عن الدعاء)
عن أبي هريرة قال إن أبخل الناس من بخل بالسلام وأعجز الناس من عجز عن

(1) في نسخة " ليلقى ".
146

الدعاء. رواه أبو يعلى موقوفا في آخر حديث ورجاله رجال الصحيح.
(باب طلب الدعاء)
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم مبتلين فقال أما كان هؤلاء يسألون
الله العافية. رواه البزاز ورجاله ثقات.
(باب الاستنصار بالدعاء)
عن علي يعنى ابن أبي طالب قال لما كان يوم بدر قاتلت شيئا من قتال ثم جئت مسرعا
لأنظر ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت فإذا هو ساجد يقول يا حي يا قيوم يا حي يا قيوم
لا يزيد عليهما ثم رجعت إلى القتال ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك ثم ذهب إلى القتال
ثم رجعت وهو يقول ذلك فتح الله عليه. رواه البزاز وإسناده حسن ورواه أبو يعلى
بنحوه كذلك. وعن علي أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء سلاح
المؤمن وعماد الدين ونور السماء (1) والأرض. رواه أبو يعلى وفيه محمد بن الحسن
ابن أبي يزيد وهو متروك. وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوكم ويدر لكم أرزاقكم تدعون الله في ليلكم
ونهاركم فان الدعاء سلاح المؤمن. رواه أبو يعلى وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف.
(باب كراهة الاستعجال في الدعاء)
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل
قالوا يا نبي الله وكيف يستعجل قال يقول قد دعوت ربى فلم يستجب لي. رواه أحمد
وأبو يعلى بنحوه والبزاز والطبراني في الأوسط وفيه أبو هلال الراسبي وهو ثقة
وفيه خلاف، وبقية رجال أحمد وأبى يعلى رجال الصحيح. وعن عبادة بن الصامت
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما على وجه الأرض من رجل مسلم يدعو الله
بدعوة إلا آتاه إياها أو كف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم
يعجل قالوا يا رسول الله وما استعجاله قال يقول قد دعوت ودعوت فلم يستجب لي
فقال رجل من القوم إذا نكثر يا رسول الله قال الله أكثر قلت رواه الترمذي باختصار
استعجال الدعاء رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف.
(باب انتظار الفرج)
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أفضل العبادة انتظار الفرج.
رواه البزاز وفيه من لم أعرفه.
(1) في نسخة " السماوات ".
147

(باب ادعوا وأنتم موقنون بالإجابة)
عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القلوب أوعية وبعضها من بعض
فإذا سألتم الله عز وجل أيها الناس فسلوه وأنتم موقنون بالإجابة فان الله لا يستجيب
لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل. رواه أحمد واسناده حسن (1). وعن أنس أنه حدث ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني. رواه
أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه القلوب أوعية
فخيرها أوعاها فإذا سألتم الله فسلوه وأنتم واثقون بالإجابة فان الله عز وجل لا يستجيب دعاء
من دعا عن ظهر قلب غافل. رواه الطبراني وفيه بشير بن ميمون الواسطي وهو مجمع على ضعفه.
(باب حسن الظن بالله تعالى)
تقدم حديث أنس في الباب قبل هذا وهو حديث حسن. وعن عبد الله يعنى ابن
مسعود قال والذي لا إله إلا هو (2) لا يحسن عبد بالله الظن إلا أعطاه ظنه وذاك
بأن الخير في يده. رواه الطبراني موقوفا ورجاله رجال الصحيح إلا أن الأعمش لم
يدرك ابن مسعود. وعن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله أنا عند ظن
عبدي بي. رواه الطبراني وفيه؟ بن إبراهيم ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وقد تقدمت أحاديث في حسن الظن في الجنائز (3).
(باب قبول دعاء المسلم)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم ينصب وجهه لله
عز وجل في مسألة إلا أعطاه إياها اما أن يعجلها له وإما أن يدخرها له. رواه أحمد
ورجاله ثقات وفى بعضهم خلاف، ولأبي هريرة عند أبي يعلى ما من مسلم يدعو بشئ
إلا استجاب له فيه فاما أن يعطيه إياه واما أن يكفر عنه مأثما ما لم يدع بإثم أو قطيعة
رحم. وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي سعيد يعنى
الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا
أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن يعجل له دعوته واما أن يدخرها في الآخرة وإما
أن يصرف عنه من السوء مثلها قالوا إذا نكثر قال الله أكثر. رواه أحمد وأبو يعلى
بنحوه والبزاز والطبراني في الأوسط ورجال أحمد وأبى يعلى وأحد إسنادي البزاز

(1) من هنا إلى آخر الباب من زيادات نسخة.
(2) في نسخة " لا إله غيره ".
(3) في الجزء الثالث.
148

رجاله رجال الصحيح غير علي بن علي الرفاعي وهو ثقة. وعن سلمان قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى لابن آدم يا ابن آدم ثلاث واحدة لي وواحدة
لك وواحدة فيما بيني وبينك أما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما
عملت من عمل جزيتك به وان أغفر فأنا الغفور الرحيم وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء
والمسألة وعلى الاستجابة والعطاء. رواه البزاز عن حميد بن الربيع عن علي بن عاصم
وكلاهما ضعيف وقد وثقا، وقد تقدم حديث أنس بنحوه في الايمان في حق الله على
العباد. وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى حي كريم يستحى
من عبده أن يرفع يديه فيردهما صفرا ليس فيهما شئ. رواه أبو يعلى والطبراني في
الأوسط وفيه يوسف بن محمد بن المنكدر وقد وثق على ضعفه، وبقية رجالهما رجال
الصحيح. وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل يستحى من
ذي الشيبة المسلم إذا كان مسددا لزوما للسنة أن يسأل الله فلا يعطيه. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه صالح بن راشد وثقه ابن حبان وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي
سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله عتقاء من النار في
كل يوم وليلة ولكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه أبان بن أبي عياش وهو متروك. وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان لله في كل يوم وليلة عتقاء من النار في شهر رمضان وان لكل مسلم دعوة يدعو بها
فيستجاب له قلت رواه ابن ماجة باختصار الدعوة رواه البزاز ورجاله ثقات.
وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعطى أربعا أعطى أربعا
وتفسير ذلك في كتاب الله تعالى من أعطى الذكر ذكره الله عز وجل لان الله تعالى
يقول (فاذكروني أذكركم) ومن أعطى الدعاء أعطى الإجابة لان الله تعالى يقول
(ادعوني أستجب لكم) ومن أعطى الشكر أعطى الزيادة لان الله تعالى يقول
(لئن شكرتم لأزيدنكم) ومن أعطى الاستغفار أعطى المغفرة لان الله تعالى يقول
(استغفروا ربكم إنه كان غفارا). رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه محمود
ابن العباس وهو ضعيف.
(باب)
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من العرب إذا نزلت بكم رغبة أو رهبة
149

إلى من تفزعون قالوا إلى الله قال إذا أجابكم فإلى من تعودون قالوا إلى ما تعلم قال
تعلمون ولا تعملون ولا تعملون ثلاثا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه منصور
ابن صغير وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات.
(باب في قدرة الله تعالى واحتياج العبد إليه في كل شئ)
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى يقول يا عبادي كلكم ضال إلا
أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب
أتقى عبد من عبادي ما زاد في ملكي جناح بعوضة ولو أن أولكم وآخركم وجنكم وإنسكم
وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أفجر عبد هو لي ما نقصوا من
ملكي جناح بعوضة ذلك بأني واحد عذابي كلام ورحمتي كلام فمن أيقن بقدرتي على
المغفرة لم يتعاظم في نفسي أن أغفر له ذنوبه وإن (1) كثرت. رواه الطبراني في الأوسط
والكبير وفيه عبد الملك بن هارون بن عنترة وهو مجمع على ضعفه.
(باب من سأل الله خيرا فلا يصرفه عن غيره)
عن عبد الله بن عمرو أن رجلا جاء فقال اللهم اغفر لي ولمحمد ولا تشرك في رحمتك
إيانا أحدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم من قائلها فقال الرجل أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد
حجبتهن عن ناس كثير. رواه أحمد والطبراني بنحوه وإسنادهما حسن.
(باب سؤال العبد حوائجه كلها والاكثار من السؤال)
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تمنى أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه عز
وجل. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ليسئلن (2) أحدكم ربه حاجته أو حوائجه كلها حتى يسأله
شسع (3) نعله إذا انقطع وحتى يسأله الملح قلت رواه الترمذي غير قوله وحتى
يسأله الملح رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح غير سيار بن حاتم وهو ثقة. وعن
عائشة قالت سلوا الله كل شئ حتى الشسع فان الله ان لم ييسره لم يتيسر. رواه أبو يعلى
ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبيد الله بن المنادى وهو ثقة.

(1) في نسخة " ولو ".
(2) في نسخة " ليسئل ".
(3) الشسع: أحمد سيور النعل
وهو الذي يدخل بين الإصبعين ويدخل طرفه في الثقب الذي في صدر النعل المشدود في الزمام.
150

(باب إعادة الدعاء)
عن عبد الله يعنى ابن مسعود قال كان أحب الدعاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو
ثلاثا. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.
(باب ما يؤخر عن العبد)
عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد يدعو الله
وهو يحبه فيقول الله عز وجل يا جبريل اقض لعبدي هذا حاجته وأخرها فإني أحب
أن أسمع صوته وإن العبد ليدعو الله وهو يبغضه فيقول الله عز وجل يا جبريل
أقض لعبدي هذا حاجته وعجلها فإني أكره أن أسمع صوته. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال إن الرجل ليطلب الحاجة فيزويها الله عنه لما هو خير له فيتهم الناس
ظالما لهم فيقول من يسعني. رواه الطبراني وفيه عبد الغفور أبو الصباح وهو متروك.
(باب فيما يتمناه العبد)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمناه فإنه لا يدرى
ما يكتب له من أمنيته. رواه أحمد وأبو يعلى وإسناد أحمد رجاله رجال الصحيح.
(باب فيمن لا يرد دعاؤهم من مظلوم وغائب وغير ذلك)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرا ففجوره
على نفسه قلت له عند أبي داود وغيره في دعوة المظلوم غير هذا رواه أحمد والبزاز بنحوه
وإسناده حسن. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث حق على الله أن لا يرد لهم دعوة
الصائم حتى يفطر والمظلوم حتى ينتصر والمسافر حتى يرجع رواه الترمذي باختصار المسافر
وبغير هذا السياق رواه البزاز، وفى رواية عنده ثلاث لا يرد دعاؤهم الذاكر لله فذكر نحوه
وفى إسناد الرواية الثانية إسحق بن زكريا الأيلي شيخ البزاز ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال غيرتان إحداهما يحبها الله
والأخرى يبغضها الله الغيرة في الريبة يحبها الله والغيرة في غير الريبة يبغضها الله والمخيلة
إذا تصدق الرجل يحبها الله والمخيلة في الكبر يبغضها الله، وقال ثلاثة تستجاب
دعوتهم الوالد والمسافر والمظلوم، قلت فذكر الحديث. رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح غير عبد الله بن يزيد الأزرق وهو ثقة. وعن ابن عباس قال قال
151

رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوتان ليس بينهما وبين الله حجاب دعوة المظلوم ودعوة المرء
لأخيه بظهر الغيب. رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وهو ضعيف.
وعن خزيمة بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على
الغمام يقول الله عز وجل وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين. رواه الطبراني
وفيه من لم أعرفه. وعن ابن عباس قال بينا أنا أطوف مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع رجلا
يقول اللهم اغفر لفلان بن فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا قال أمرني رجل أن
أدعو له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر لصاحبك. رواه الطبراني وفيه
الحرث بن عمران الجعفري وهو ضعيف.
(باب دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب (1)
عن عمران بن الحصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء الأخ لأخيه
بظهر الغيب لا يرد. رواه البزاز. وعن أبي عبد الله الأسدي قال سمعت أنس بن
مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة المظلوم وإن كان كافرا ليس
دونها (2) حجاب. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك إلى مالا يريبك.
رواه أحمد وأبو عبد الله الأسدي لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أنس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا المرء لأخيه بظاهر الغيب قالت الملائكة
آمين ولك بمثله. رواه البزاز ورجاله ثقات. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم رفع رأسه بعد ما سلم وهو مستقبل القبلة فقال اللهم خلص سلمة بن
هشام وعياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد وضعفة المسلمين الذين لا يستطيعون
حيلة ولا يهتدون سبيلا قلت في الصحيح أنه قنت به رواه البزاز وفيه علي بن زيد
وفيه خلاف، وبقية رجاله ثقات.
(باب دعاء المرء لنفسه)
عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا بدأ بنفسه. رواه الطبراني
وإسناده حسن. وعن عائشة قالت قلت يا رسول الله أي الدعاء أفضل قال دعاء المرء
لنفسه. رواه البزاز باسنادين وأحدهما جيد.

(1) سقط من الأصل هذا العنوان فاستدركناه من نسخة غيره.
(2) في النسخ " دونه ".
152

(باب دعاء الولد لوالده)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تبارك وتعالى ليرفع للرجل الدرجة فيقول
أنى لي هذه فيقول بدعاء ولدك لك. رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح غير
عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث. وله طرق في التوبة في استغفار الولد لوالده.
(باب دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب) تقدم.
(باب السؤال بوجه الله الكريم)
عن أبي موسى الأشعري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ملعون من سأل
بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجرا. رواه الطبراني
عن شيخه يحيى بن عثمان بن صالح وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح،
قلت وقد تقدم حديث في فضل الخضر عليه السلام وشئ في الصدقة في كتاب الزكاة.
(باب فيمن يدعو وفى يده حجر)
عن رجل قال قال عبد الله بن مسعود لرجل إذا سألت ربك الخير فلا تسأل وفى
يدك حجر. رواه الطبراني ولم يسم الرجل، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب أوقات الإجابة)
عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان ثلث الليل الباقي يهبط الله
عز وجل إلى السماء الدنيا ثم تفتح أبواب السماء ثم يبسط يده عز وجل فيقول هل
من سائل يعطى سؤله فلا يزال كذلك حتى يسطع الفجر. رواه أحمد وأبو يعلى
ورجالهما رجال الصحيح. وعن عثمان بن أبي العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ينادى مناد كل ليلة هل من داع فيستجاب له هل من سائل فيعطى هل من مستغفر
فيغفر له حتى ينفجر الفجر. رواه أحمد والبزاز بنحوه غير أنه قال إن في الليل ساعة
ينادى مناد، ورواه الطبراني بنحو لفظ أحمد ورجالهما رجال الصحيح غير علي بن زيد
وقد وثق وفيه ضعف. وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد هل من داع فيستجاب له هل من سائل
فيعطى هل من مكروب فيفرج عنه فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له
إلا زانية تسعى بفرجها أو عشارا. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن
جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول
153

هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له حتى يطلع الفجر. رواه أحمد والبزاز
وأبو يعلى ورجالهم رجال الصحيح، ورواه الطبراني. وعن علي بن أبي طالب قال بنحو
حديث أبي هريرة، قلت ومتنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لولا أن أشق
على أمتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة ولأخرت العشاء إلى ثلث الليل الأول فإنه إذا
مضى ثلث الليل الأول هبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا فلم يزل هناك حتى يطلع الفجر
فيقول قائل ألا سائل يعطى ألا داع يجاب ألا سقيم يستشفى فيشفى ألا مذنب يستغفر فيغفر له.
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وزاد ألا تائب، ورجالهما ثقات. وقد صرح ابن إسحاق
بالسماع. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بقي ثلث الليل ينزل
الله عز وجل إلى السماء الدنيا فيقول من ذا الذي يدعوني فاستجيب له من ذا الذي
يستغفرني فأغفر له من ذا الذي يسترزقني فأرزقه من ذا الذي يستكشف الضر
أكشفه عنه حتى ينفجر الفجر قلت هو في الصحيح باختصار رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزل الله تبارك وتعالى إلى
سماء الدنيا نصف الليل الآخر أو الثلث فيقول من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من
ذا الذي يسئلني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر وينصرف
القارئ من صلاة الصبح قلت هو في الصحيح باختصار قوله وينصرف القارئ من
صلاة الصبح رواه البزاز وفيه عمرو بن خليف وهو ضعيف. وعن عبادة بن
الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا
حين يبقى ثلث الليل فيقول ألا عبد من عبادي يدعوني فأستجيب له ألا ظالم لنفسه
يدعوني فأغفر له ألا مقتر رزقه ألا مظلوم يدعوني فأنصره ألا عان فأفك عنه فيكون
كذلك حتى يصبح الصبح ثم يعلو عز وجل على كرسيه. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط بنحوه وقال فيه ألا مظلوم يذكرني فأنصره ألا عان يدعوني فأعينه قال
فيكون كذلك حتى يضئ الصبح. ويحيى بن إسحاق لم يسمع من عبادة ولم يرو عنه
غير موسى بن عقبة، وبقية رجال الكبير رجال الصحيح. وعن أبي الدرداء قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل الله تبارك وتعالى في آخر ثلاث ساعات بقين من
الليل فينظر في الساعة الأولى في الكتاب الذي لا ينظر فيه غيره فيمحو ما يشاء ويثبت
وينظر في الساعة الثانية في جنة عدن وهي مسكنه التي لا يكون فيها معه إلا الأنبياء
154

والشهداء والصديقون وفيها ما لم يره أحد ولا خطر على قلب بشر ثم يهبط آخر
ساعة من الليل فيقول ألا مستغفر يستغفرني فأغفر له ألا سائل يسئلني فأعطيه ألا
داع يدعوني ولذلك قال الله (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا) فيشهده
الله والملائكة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزاز بنحوه وفيه زيادة بن
محمد الأنصاري وهو منكر الحديث. وعن ابن عمر قال نادى رجل رسول الله صلى
الله عليه وسلم أي الليل أجوب دعوة قال جوف الليل الآخر. رواه الطبراني في الثلاثة
والبزاز ورجال البزاز والكبير رجال الصحيح. قلت وقد تقدم حديث عمرو بن عبسة
في باب صلاة الليل والنهار مثنى مثنى. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن عند التقاء الصفوف في سبيل
الله وعند نزول الغيث وعند إقامة الصلاة وعند رؤية الكعبة. رواه الطبراني وفيه
عفير بن معدان وهو مجمع على ضعفه. وعن محارب بن دثار عن عمه قال كنت أمر
على دار عبد الله بن مسعود سحرا فأسمعه يقول اللهم دعوتني فأجبت وأمرتني فأطعت
وهذا سحر فاغفر لي فلقيته فقلت كلمات سمعتك تقولهن من السحر فأخبرته بهن فقال إن
يعقوب أخر بنيه إلى السحر. رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن إسحاق
الكوفي وهو ضعيف.
(باب فيما يستفتح به الدعاء من حسن الثناء)
على الله سبحانه والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
عن عبد الله بن مسعود قال إذا أراد أحدكم أن يسأل فليبدأ بالمدحة والثناء على الله بما
هو أهله ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليسأل بعد فإنه أجدر أن ينجح.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. وعن
جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوني كقدح الراكب
فان الراكب يملأ قدحه فإذا فرغ وعلق معاليقه فإن كان له في الشراب
حاجة أو الوضوء والاهراق القدح أحسبه قال فاذكروني في أول الدعاء
وفى وسطه وفى آخر الدعاء. رواه البزاز وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. وعن
فضالة بن عبيد قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد إذ دخل رجل فصلى ثم قال اللهم اغفر لي
وارحمني فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عجلت أيها المصلى إذا صليت فقعدت فاحمد الله
155

بما هو أهله ثم صل على ثم ادعه ثم صل آخر فحمد الله وصلى على محمد صلى الله عليه وسلم فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم سل تعطه قلت رواه أبو داود خلا من قوله ثم صلى آخر إلى
آخره رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وحديثه في الرقاق مقبول، وبقية رجاله
ثقات. قلت وتأتي أحاديث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد. وعن أنس بن مالك قال
مر النبي صلى الله عليه وسلم بأبي عياش زيد بن الصامت الزرقي وهو يصلى وهو يقول
اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت يا منان يا بديع السماوات والأرض يا ذا
الجلال والاكرام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعى
به أجاب وإذا سئل به أعطى. رواه أحمد والطبراني في الصغير ورجال أحمد ثقات
إلا أن ابن إسحاق مدلس وإن كان ثقة. وعن أبي طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى
على رجل وهو يقول اللهم إني أسئلك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان يا بديع السماوات
والأرض يا ذا الجلال والاكرام فقال لقد سأل الله باسمه الذي إذا دعى به أجاب.
رواه الطبراني وفيه أبان بن عياش وهو متروك. وعن سلمة بن الأكوع الأسلمي قال
ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا دعاءا إلا استفتحه بسبحان ربى العلى الأعلى الوهاب.
رواه أحمد والطبراني بنحوه وفيه عمر بن راشد اليمامي وثقه غير واحد، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن ابن عباس أن رجلا قال يا رسول الله هل من الدعاء شئ لا يرد
قال نعم تقول أسألك باسمك الأعلى الأعز الاجل الأكرم. رواه الطبراني في الأوسط
والكبير وفيه من لم أعرفهم. وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل على
عائشة ذات غداة فقالت بأبي وأمي يا رسول الله علمني اسم الله الذي إذا دعى به أجاب
وإذا سئل به أعطى فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه فقامت فتوضأت فقالت
اللهم إني أسئلك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم وباسمك العظيم الذي إذا دعيت
به أجبت وإذا سئلت به أعطيت فقال والله إنها لفي هذه الأسماء. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه محمد بن عبد الله العصري وهو ضعيف. وعن ابن عباس عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال اسم الله الأعظم الذي إذا دعى به أجاب في هذه الآية من
آل عمران (قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء) إلى آخر الآية. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه جسر بن فرقد وهو ضعيف. وعن معاوية بن أبي سفيان
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من دعا بهذه (1) الكلمات الخمس

(1) في نسخة " بهؤلاء ".
156

لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه لا إله إلا الله والله أكبر لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط واسناده حسن. وعن ابن عمر قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وصلى بالناس العصر وهو قاعد في الركعتين
الأوليين فمر كلب ليقطع عليه صلاته فأشفق عليه أن يمر عليه فدعا سعد بن أبي وقاص
على الكلب فأهلكه الله بقدرته فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته نظر إلى الكلب قد هلك
قال من الداعي منكم على هذا الكلب فلم يتكلم أحد فأعاد النبي صلى الله عليه وسلم فقال سعد
عند ذلك أنا الداعي يا رسول الله بأبي أنت وأمي أشفقت أن يقطع عليك صلاتك فدعوت
عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كيف دعوت عليه يا سعد فقال سعد سبحانك لا إله إلا
أنت يا ذا الجلال والاكرام أهلك هذا الكلب قبل أن يقطع على نبيك صلاته فقال نبي الله
صلى الله عليه وسلم يا سعد لقد دعوت في يوم وساعة بكلمات لو دعوت على من بين السماوات
والأرض لاستجيب لك فأبشر يا سعد. رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي
وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا طلبت حاجة فأحببت
أن تنجح فقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم لا إله إلا الله وحده لا شريك له
الحكيم الكريم بسم الله الذين لا إله إلا هو الحي الحكيم سبحان الله رب العرش العظيم
الحمد لله رب العالمين (كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ
فهل يهلك إلا القوم الفاسقون) (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها) اللهم
إني أسئلك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل
إثم اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا دينا إلا قضيته ولا حاجة من
حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين. رواه الطبراني في الصغير
والأوسط وفيه عباد بن عبد الصمد وهو ضعيف. وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
مر بأعرابي وهو يدعو في صلاته وهو يقول يا من لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون
ولا يصفه الواصفون ولا تغيره الحوادث ولا يخشى الدوائر يعلم منا قيل الجبال ومكاييل
البحار وعدد قطر الأمطار وعدد ورق الأشجار وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه
النهار وما توارى من سماء سماء ولا أرض أرضا ولا بحر ما في قعره ولا جبل ما في
وعره اجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتيمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه فوكل
157

رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأعرابي رجلا فقال إذا صلى فائتني به فلما صلى أتاه وقد كان أهدى
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب من بعض المعادن فلما أتاه الاعرابي وهب له الذهب وقال ممن
أنت يا أعرابي قال من بنى عامر بن صعصعة يا رسول الله قال هل تدرى لم وهبت لك
الذهب قال للرحم بيننا وبينك يا رسول الله قال إن للرحم حقا ولكن وهبت لك
الذهب بحسن ثنائك على الله عز وجل. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال
الصحيح غير عبد الله بن محمد أبو عبد الرحمن (1) الأذرمي وهو ثقة. وعن ربيعة
ابن عامر بن عباد قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ألظوا بياذا الجلال
والاكرام (2). رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف. وعن السرى
عن يحيى عن رجل من طئ وأثنى عليه خيرا قال كنت أسأل الله عز وجل أن يريني الاسم الذي
إذا دعى به أجاب فرأيت مكتوبا في الكوكب في السماء يا بديع السماوات والأرض يا ذا
الجلال والاكرام. رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. وعن فرات بن سلمان قال قال على ألا
يقوم أحدكم فيصلى أربع ركعات ويقول فيهن ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تم نورك
فهديت فلك الحمد عظم حلمك فعفوت فلك الحمد فبسطت يدك فأعطيت فلك الحمد
ربنا وجهك أكرم الوجوه وجاهك أعظم الجاه وعطيتك أفضل العطية وأهنأها
تطاع ربنا فتشكر وتعصى بنا فتغفر وتجيب المضطر وتكشف الضر وتشفي السقم
وتغفر الذنب وتقبل التوبة ولا يجزى بآلائك أحد ولا يبلغ مدحتك قول قائل.
رواه أبو يعلى والفرات لم يدرك عليا والخليل بن مرة وثقه أبو زرعة وضعفه الجمهور،
وبقية رجاله ثقات. وعن سعد يعنى ابن أبي وقاص قال مررت بعثمان بن عفان في
المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه منى ثم لم يرد على السلام فأتيت أمير المؤمنين عمر بن
الخطاب فقال له يا أمير المؤمنين هل حدث في الاسلام شئ مرتين قال وما ذاك
قلت لا إلا أنى مررت بعثمان آنفا في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه منى ثم لم يرد على
السلام قال فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه فقال ما منعك ألا تكون رددت على أخيك
السلام قال عثمان ما فعلت قال قلت بلى حتى حلف وحلفت قال ثم إن عثمان ذكر
فقال بلى وأستغفر الله وأتوب إليه إنك مررت بي آنفا وإني أحدث نفسي بكلمة

(1) في الأصل " ابن أبي عبد الرحمن " والتصحيح من الخلاصة.
(2) أي الزموه
واثبتوا عليه وأكثروا من قوله، يقال ألظ بالشئ إذا لزمه وثابر عليه.
158

سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما ذكرتها قط إلا تغشى بصرى وقلبي
غشاوة قال سعد فأنا أنبئك بها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لنا أول دعوة
ثم جاءه أعرابي فشغله حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته فلما أشفقت أن
يسبقني إلى منزله ضربت بقدمي الأرض فالتفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال من هذا أبو إسحق قلت نعم يا رسول الله قال فمه قلت لا والله إلا أنك ذكرت
لنا أول دعوة ثم جاءك هذا الاعرابي فشغلك قام نعم دعوة ذي النون إذ هو في بطن
الحوت (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فإنه لن يدعو بها مسلم
ربه في شئ قط إلا استجاب له قلت عند الترمذي طرف منه رواه أحمد وأبو
يعلى والبزاز ورجال أحمد وأبى يعلى وأحد إسنادي البزاز رجال الصحيح غير إبراهيم
ابن محمد بن سعد بن أبي وقاص وهو ثقة. وعن عمر يعنى ابن الخطاب قال أتت امرأة
النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ادع الله أن يدخلني الجنة قال فعظم الرب تبارك وتعالى
وقال إن كرسيه وسبع السماوات والأرض وإنه له أطيط (1) كأطيط الرحل الجديد إذا
ركب من ثقله. رواه أبو يعلى في الكبير ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن خليفة
الهمذاني وهو ثقة. وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قال العبد يا رب يا رب أربعا قال
الله تبارك وتعالى لبيك عبدي سل تعطه. رواه البزاز وفيه الحكم بن سعيد الأموي
وهو ضعيف. وعن عبد الله بن مسعود قال ضاف النبي صلى الله عليه وسلم ضيف (2) فأرسل إلى
أزواجه يبتغى عندهن طعاما فلم يجد عند واحدة منهن فقال اللهم إني أسئلك من فضلك
ورحمتك فإنه لا يملكهما إلا أنت فأهديت إليه شاة مصلية (3) فقال هذه من فضل
الله ونحن ننتظر الرحمة. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن زياد
البرجمي وهو ثقة. وعن ابن مسعود أنه كان يقول يا بادئ لأبدأ لك ويا دائم لا نفاد
لك ويا حي محيي الموتى أنت القائم على كل نفس بما كسبت. رواه الطبراني وإسناده
منقطع. وعن عبادة بن الصامت قال قال أبو بكر قوموا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم
من هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله عز وجل.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث. وقد رواه
أحمد بغير هذا السياق وهو في الأدب في باب القيام. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1) الأطط: صوت أقتاب الرجل.
(2) في الأصل " ضيفا ".
(3) أي مشوية.
159

قال ينادى مناد في النار يا حنان يا منان. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
(باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء وغيره)
عن علي يعنى ابن أبي طالب قال كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد صلى الله عليه وسلم وآل
محمد. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وقد تقدم في أول الباب قبل هذا
حديث ابن مسعود وهو حديث جيد وحديث جابر وحديث فضالة بن عبيد. وعن أبي
بن كعب قال قال رجل يا رسول الله أرأيت ان جعلت صلاتي كلها عليك قال إذا
يكفيك الله تبارك وتعالى ما همك من دنياك وآخرتك قلت رواه الترمذي ولفظه
إذا تكفى همك ويغفر ذنبك رواه أحمد وإسناده جيد. وعن أبي هريرة قال جاء
رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أجعل شطر صلاتي كلها دعاءا لك قال إذا
يكفيك هم الدنيا والآخرة. رواه البزاز وفيه عمر بن محمد بن صهبان وهو متروك.
وعن محمد بن يحيى بن حبان عن أبيه عن جده أن رجلا قال يا رسول الله أجعل ثلث
صلاتي عليك قال نعم إن شئت قال الثلثين قال نعم قال فصلاتي كلها فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا يكفيك الله ما همك من أمر دنياك وآخرتك. رواه الطبراني وإسناده
حسن. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على مرة
واحدة كتب الله عز وجل له بها عشر حسنات. رواهما أحمد ورجالهما رجال الصحيح
غير ربعي بن إبراهيم وهو ثقة مأمون. وعن عبد الله بن عمرو قال من صلى على النبي
صلى الله عليه وسلم واحدة صلى الله عليه وملائكته سبعين صلاة. رواه أحمد وإسناده
حسن. وعن عبد الرحمن بن عوف قال كنت قائما في رحبة المسجد فرأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم خارجا من الباب الذي يلي المقبرة فلبثت شيئا ثم خرجت على
أثره فوجدته قد دخل حائطا من الأسواف (1) فتوضأ رسول الله صلى الله عليه
وسلم تباديت له فقلت بأبي وأمي سجدت سجدة أشفقت أن يكون الله قد توفاك من
طولها فقال إن جبريل بشرني انه من صلى على صلى الله عليه ومن سلم على سلم الله
عليه. وفى رواية عنه كان لا يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم منا خمسة أو أربعة

(1) الحائط: البستان، والأسواف: اسم لحرم المدينة الذي حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
160

من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما ينوبه من حوائجه بالليل والنهار قال فجئته وقد خرج
فاتبعته فدخل حائطا من حيطان الأسواف فصلى فسجد وأطال السجود قلت قبض
الله روحه قال ورفع رأسه فدعاني فقال مالك فقلت يا رسول الله أطلت السجود قلت
قبض الله روح رسوله لا أراه أبدا قال سجدت لربي شكرا فيما أبلاني في أمتي من
صلى على صلاة من أمتي كتب الله له عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات. رواهما
أبو يعلى وفى الأولى من لم أعرفه وفى الثانية موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف وقد
تقدم من رواية أحمد في سجود الشكر. وعن أبي طلحة قال دخلت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأسارير وجهه تبرق فقلت يا رسول الله ما رأيتك أطيب نفسا ولا أظهر بشرا من يومك
هذا قال ومالي لا تطيب نفسي ويظهر بشرى وإنما فارقني جبريل عليه السلام الساعة فقال يا محمد
من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات ورفعه بها
عشر درجات وقال له الملك مثل ما قال لك قلت يا جبريل وما ذاك الملك قال إن الله
عز وجل وكل بك (1) ملكا من لدن خلقك إلى أن يبعثك لا يصلى عليك أحد من أمتك
إلا قال وأنت صلى الله عليك، وفى رواية ورد الله عز وجل عليه مثل قوله وعرضت
عليك يوم القيامة قلت عند النسائي طرف منه رواه الطبراني وفى الرواية الأولى
محمد بن إبراهيم بن الوليد الطبراني وفى الثانية أحمد بن عمرو النصيبي (2) ولم أعرفهما،
وبقية رجالهما ثقات. وروى في الصغير والأوسط طرف منه. وعن أنس أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم خرج لحاجته فلم يتبعه غير عمر ومعه فخارة ماء فوجده
ساجدا قال فتنحى عنه حتى رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فقال قد أحسنت حين
تنحيت عنى فقال أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم فقال من صلى عليك صلاة صلى
الله عليه عشرا ورفع له أحسبه قال عشر درجات. رواه البزاز وفيه سلمة بن وردان
وهو ضعيف. وعن عامر بن ربيعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى
على صلاة من تلقاء نفسه صلى الله عليه بها عشرا قلت رواه ابن ماجة غير قوله من
تلقاء نفسه رواه البزاز وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف. وعن أبي بردة بن

(1) في الأصل " بي ".
(2) قلت أحمد بن عمرو النصيبي تحريف وإنما هو حماد
ابن عمرو ولذلك روينا في كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا برا عاصم
من روايته عن عبيد الله بن فضالة عن إسحاق بن إبراهيم ابن حجر.
161

نيار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على صلاة من تلقاء نفسه صلى الله
عليه بها عشرا وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات. رواه البزاز ورجاله
ثقات، ورواه الطبراني إلا أنه قال ما صلى على عبد من أمتي صادقا بها في قلب نفسه،
وزاد وكتب له عشر حسنات. وعن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إن الله وكل بقبري ملكا أعطاه أسماع الخلائق فلا يصلى على أحد إلى يوم
القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه هذا فلان بن فلان قد صلى عليك. رواه البزاز
وفيه ابن الحميري واسمه عمران يأتي الكلام عليه بعده ونعيم بن ضمضم ضعفه
بعضهم، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن الحميري قال قال لي عمار يا ابن الحميري
ألا أحدثك عن حبيبي صلى الله عليه وسلم قلت بلى قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يا عمار إن لله ملكا أعطاه أسماع الخلائق كلها وهو قائم على قبري إذا مت إلى يوم
القيامة فليس أحد من أمتي يصلى على صلاة إلا أسماه باسمه واسم أبيه قال يا محمد صلى
عليك فلان فيصلى الرب على ذلك الرجل بكل واحدة عشرا. رواه الطبراني ونعيم بن
ضمضم (1) ضعيف، وابن الحميري اسمه عمران قال البخاري لا يتابع على حديثه
وقال صاحب الميزان لا يعرف، وبقية رجاله رجال الصحيح، وزاد في رواية وإني
سألت ربى أن لا يصلى على عبد صلاة إلا صلى الله عليه عشر أمثالها. وعن أبي أمامة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على واحدة صلى الله عشر عشرا بها
ملك موكل حتى يبلغنيها. رواه الطبراني وفيه موسى بن عمير القرشي الأعمى وهو
ضعيف جدا. وعن الحسن بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حيثما
كنتم فصلوا على فان صلاتكم تبلغني. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه
حميد بن أبي زينب ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد يسلم على إلا رد الله على روحي حتى أرد عليه. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن يزيد الإسكندراني ولم أعرفه ومهدي بن جعفر
ثقة وفيه خلاف، وبقية رجاله ثقات. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من صلى على صلاة واحدة بلغتني صلاته وصليت عليه وكتب له
سوى ذلك عشر حسنات. رواه الطبراني في الأوسط وفيه راو لم أعرفه، وبقية

(1) ورد اسمه مصحفا في بعض الكتب، وهذا هو الصحيح على ما في لسان الميزان.
162

رجاله ثقات. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على صلاة
واحدة صلى الله عليه بها عشرا ومن صلى على عشرا صلى الله عليه مائة ومن صلى على
مائة كتب الله له براءة من النفاق بين عينيه وبراءة من النار وأنزله (1) الله يوم القيامة
مع الشهداء قلت له عند النسائي من صلى على واحدة صلى الله عليه عشرا رواه
الطبراني في الصغير والأوسط وفيه إبراهيم بن سالم بن سلم (2) الهجيمي ولم
أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
صلى على صلاة صليت عليه عشرا قلت رواه النسائي إلا أنه قال صلى الله عليه
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من ذكرت عنده فليصل على. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله
رجال الصحيح. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على
صلاة صلى الله عليه عشرا. رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف. وعن أبي
موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى على صلاة صلى الله عليه بها عشرا. رواه الطبراني
وفيه حفص بن سليمان القاري وثقه وكيع وغيره وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات.
(باب كيفية الصلاة عليه وما يضم إليها)
عن بريدة قال قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلى عليك قال
قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وآل محمد كما جعلتها على
آل إبراهيم انك حميد مجيد. رواه أحمد وفيه أبو داود الأعمى وهو ضعيف. وعن
رويفع بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على محمد وقال اللهم أنزله المقعد
المقرب عندك يوم القيامة وجبت له شفاعتي. رواه البزاز والطبراني في الأوسط
والكبير وأسانيدهم حسنة. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال جزى
الله عنا محمدا ما هو أهله أتعب سبعين كاتبا ألف صباح. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف. وعن سلامة الكندي قال كان علي رضي الله عنه
يعلم الناس الصلاة على نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم داحي المدحوات وبارئ
المسموكات وجبار القلوب على فطراتها شقيها وسعيدها اجعل شرائف صلواتك
ونوامي بركاتك ورأفة تحيتك على محمد عبدك ورسولك الخاتم لما سبق والفاتح لما

(1) في نسخة " وأسكنه ".
(2) في نسخة " شبل ".
163

أغلق والمعين على الحق بالحق والدامغ جيشات (1) الأباطيل كما حمل فاضطلع بأمرك
لطاعتك مستوفزا في مرضاتك بغير نكل عن قدم ولا وهن في عزم داعيا لوحيك
حافظا لعهدك ماضيا على نفاذ أمرك حتى أورى تبسما لقابس به هديت القلوب بعد
خوضان الفتن والاثم بموضحات الاعلام ومنيرات الاسلام ونائرات الاحكام فهو
أمينك المأمون وخازن علمك المخزون وشهيدك يوم الدين وبعثتك له نعمة ورسولك
بالحق رحمة اللهم افسح له مفسحا في عدلك واجزه مضاعفة الخير من فضلك مهنئات
غير مكدرات من فوز ثوابك المعلوم وجزيل عطائك المجزول اللهم عل على
بناء الناس بناه وأكرم مثواه لديك ونزله وأتمم له نوره واجزه من ابتغائك له مقبول
الشهادة مرضى المقالة ذا منطق عدل وكلام فصل وحجة وبرهان عظيم. رواه الطبراني
في الأوسط وسلامة الكندي روايته عن علي مرسلة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند الصباح والمساء)
تقدم في الأذكار فيما يقول إذا أصبح وإذا أمسى.
(باب فيمن ذكر عنده فلم يصل عليه)
عن حسين بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذكرت عنده فخطى الصلاة
على خطى طريق الجنة. رواه الطبراني وفيه بشير بن محمد الكندي وهو ضعيف.
وعن حسين بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البخيل من ذكرت عنده
فلم يصل على. رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف ولكن متابعة
الحديث الذي قبله قد تقويه والله أعلم. وعن عمار بن ياسر قال صعد رسول الله صلى الله
عليه وسلم المنبر فقال آمين آمين آمين فلما نزل قيل له فقال أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم فقال
رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له قل آمين فقلت آمين ورغم أنف امرئ
أدرك أبويه فلم يدخلاه الجنة فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ورجل ذكرت عنده
فلم يصل عليك فأبعده الله قل آمين فقلت آمين. رواه البزاز وفيه من لم أعرفهم. وعن
عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال آمين آمين آمين
قال ثم ذكر الحديث. رواه البزاز هكذا وفيه جارية بن هرم الفقيمي وهو ضعيف.

(1) هي جمع جيشة وهي المرة من جاش إذا ارتفع، وفي الأصل " جيشان، وفى نسخة
غيره " حلسان " والتصحيح من النهاية.
164

وعن عمار بن ياسر أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال آمين آمين آمين ثم قال من أدرك
رمضان فلم يغفر له فأبعده الله قولوا آمين ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يغفر له فأبعده
الله قولوا آمين ومن ذكرت عنده فلم يصل على فأبعده الله قولوا آمين. رواه الطبراني
وفيه من لم أعرفهم. وعن ابن عباس قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر إذ قال
آمين ثلاث مرات فسئل عن ذلك فقال أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم فقال من ذكرت
عنده فلم يصل عليك فأبعده الله قل آمين فقلت آمين قال ومن أدرك والديه أو أحدهما
فمات ولم يغفر له فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن أدرك رمضان فلم يغفر له
فأبعده الله قل آمين فقلت آمين. رواه الطبراني وفيه يزيد بن أبي زياد وهو مختلف
فيه، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم ارتقى (1) المنبر فأمن
ثلاث مرات ثم قال تدرون لما آمنت قالوا الله ورسوله أعلم قال جاءني جبريل عليه
السلام فقال إنه من ذكرت عنده فلم يصل عليك دخل النار فأمحقه (2) الله وأسحقه
قلت آمين ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يبرهما دخل النار فأبعده الله وأسحقه
قلت آمين ومن أدرك رمضان فلم يغفر له دخل النار فأبعده الله وأسحقه فقلت آمين.
رواه الطبراني وفيه إسحق بن عبد الله بن كيسان وفيه ضعف. وعن عبد الله بن
الحارث بن جزء الزبيدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وصعد المنبر
فقال آمين آمين آمين فلما انصرف قيل يا رسول الله لقد رأيناك صنعت شيئا ما كنت
تصنعه فقال إن جبريل تبدى لي في أول درجة فقال يا محمد من أدرك أبويه (3) فلم
يدخلاه الجنة فأبعده الله ثم أبعده فقال فقلت آمين (4) ثم قال لي في الدرجة الثانية
ومن أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ثم أبعده فقلت آمين ثم تبدى لي في الدرجة الثالثة
فقال ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله ثم أبعده فقلت آمين. رواه البزاز
والطبراني بنحوه وفيه من لم أعرفهم. وعن جابر بن سمرة قال صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال
آمين آمين آمين فلما نزل سئل عن ذلك فقال أتاني جبريل فقال رغم أنف امرئ
أدرك رمضان فلم يغفر له قل آمين فقلت آمين ورغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم

(1) في نسخة " ارتقى على " والأفصح تعديته بنفسه.
(2) في نسخة " فأبعده ".
(3) في نسخة " والديه ".
(4) كذا في النسخ والمعنى ظاهر من السياق.
165

يصل عليك قل آمين فقلت آمين ورغم أنف رجل أدرك والديه أو أحدهما فلم يغفر
له قل آمين فقلت آمين. هذا أو نحوه. رواه البزاز عن شيخه محمد بن حوان ولم
أعرفه، وبقية رجاله وثقوا وفى قيس بن الربيع خلاف. وعن أنس بن مالك قال
ارتقى النبي صلى الله عليه وسلم على درجة من المنبر فقال آمين ثم ارتقى على درجة أخرى فقال آمين
ثم ارتقى الثالثة فقال آمين ثم جلس قال فسألوه على ما أمنت يا رسول الله قال أتاني جبريل
فقال رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك قلت آمين ورغم أنف امرئ أدرك
أحد أبويه أو كلاهما فلم يدخل الجنة قلت آمين ورغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم
يغفر له قلت آمين. رواه البزاز وفيه سلمة بن وردان وهو ضعيف وقد قال فيه البزاز
صالح (1)، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن كعب بن عجرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
خرج يوما إلى المنبر فقال حين ارتقى درجة آمين ثم رقى أخرى فقال آمين ثم رقى
الثالثة فقال آمين فلما نزل عن المنبر وفرغ قلنا يا رسول الله لقد سمعنا منك كلاما
اليوم قال وسمعتموه قالوا نعم قال إن جبريل صلى الله عليه وسلم عرض بي حين
ارتقيت درجة فقال بعد من أدرك أبويه عند الكبر أو أحدهما فلم يدخل الجنة قال
قلت آمين وقال بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين ثم قال بعد من
أدرك رمضان فلم يغفر له فقلت آمين. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن مالك
ابن الحويرث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رقى عتبة المنبر فقال آمين ثم رقى
أخرى فقال آمين ثم رقى عتبة أخرى فقال آمين فقال أتاني جبريل صلى الله عليه
وسلم فقال يا محمد من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت
آمين ومن أدرك رمضان فلم يغفر له أبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن ذكرت
عنده فلم يصل عليك أبعده الله قل آمين فقلت. رواه الطبراني وفيه عمران بن أبان
وثقه ابن حبان وضعفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات. وقد خرج ابن حبان هذا
الحديث في صحيحه من هذه الطريق. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رقى المنبر
فقال آمين آمين آمين فقيل يا رسول الله ما كنت تصنع هذا فقال إن جبريل صلى الله
عليه وسلم قال رغم أنف من دخل عليه رمضان ثم لم يغفر له ثم رغم أنف عبد أو

(1) وبقية كلام البزاز: وأحاديثه استوحش منها، فالظاهر من هذا أن قوله إنه صالح عنى به
الديانة ابن حجر. وفى الأصل " سلمان بن وردان " والتصحيح من الخلاصة وغيرها.
166

بعد أدرك والديه أو أحدهما ثم لم يدخل الجنة ثم قال رغم أنف عبد أو رجل أو بعد
ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين قلت في الصحيح منه ما يتعلق ببر الوالدين
فقط بنحوه (1) رواه البزاز وفيه كثير بن زيد الأسلمي وقد وثقه جماعة وفيه ضعف،
وبقية رجاله ثقات.
(باب الصلاة على غيره)
عن ابن عباس قال لا ينبغي الصلاة من أحد على أحد إلا على النبي صلى الله عليه
وسلم. رواه الطبراني موقوفا ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي سعيد الخدري أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ربما كسب رجل مالا من حلال فأطعم نفسه ورجل
يكون له مال يكون فيه الصدقة فقال اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وعلى
المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات فإنه له زكاة. رواه أبو يعلى وإسناده حسن.
(باب الدعاء بالأعمال الصالحة)
تقدم في بر الوالدين له طرق.
(باب الدعاء عقيب الصلوات)
تقدم في الأذكار في الذكر عقيب الصلوات.
(باب النهى عن رفع البصر عند الدعاء)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لينتهين ناس عن رفع
أبصارهم إلى السماء عند الدعاء حتى تخطف يعنى تخطف أبصارهم. رواه البزاز ورجاله
رجال الصحيح غير أحمد بن منصور وهو ثقة.
(باب ما جاء في الإشارة في الدعاء ورفع اليدين)
عن سهل بن سعد قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهرا يديه يدعو
على منبر ولا غيره ما كان يدعو إلا يضع يديه حذو منكبيه ويشير بأصبعيه إشارة.
رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الزرقي المدني وثقه ابن حبان وضعفه مالك
وجمهور الأئمة، وبقية رجاله ثقات. وعن أنس قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسعد يدعو بأصبعين فقال أحد يا سعد. رواه أحمد ولم يسم تابعيه، وبقية رجاله رجال

(1) قلت بل رواه الترمذي بتمامه من وجه آخر ابن حجر.
167

الصحيح. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يدعو بأصبعيه
جميعا فنهاه وقال بإحداهما باليمين. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، ورواه
الطبراني في الأوسط ولفظه نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل يشير بأصبعيه
فقال أوحد أو أحد ورجاله ثقات. وعن ابن عمر أنه رأى رجلا يشير بأصبعيه فقبض
إحدى إصبعيه وقال إنما الله إله واحد. رواه الطبراني موقوفا ورجاله رجال
الصحيح. وعن ابن عمر قال إن رفع (1) أيديكم بدعة ما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم
على هذا يعنى الصدر. رواه أحمد وفيه بشر بن حرب وهو ضعيف. وعن أبي سعيد
الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا بعرفة يدعو هكذا ورفع يديه
وجعل يديه حيال ثندوته وجعل بطون كفيه مما يلي الأرض، وفى رواية جعل ظهر
كفيه مما يلي وجهه ورفعهما فوق ثندوته وأسفل من منكبيه، وفى رواية كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بعرفة هكذا يعنى بظاهر كفيه، وفى رواية
ووصف عفان رفع حماد يديه وكفيه مما يلي الأرض. رواها كلها أحمد وفيها بشر بن حرب
وهو ضعيف. وعن خلاد بن السائب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا سأل جعل باطن كفيه إليه وإذا استعاذ جعل ظاهرهما إليه. رواه أحمد مرسلا
وإسناده حسن. وعن ابن عباس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بعرفة
ويداه إلى صدره كاستطعام المسكين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسين بن
عبد الله بن عبيد وهو ضعيف. وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يرفع يديه يدعو حتى إني لأسأم له مما يرفعهما. رواه أحمد بثلاثة أسانيد
ورجالهما كلها رجال الصحيح. وعن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم رفع يديه في الدعاء حتى رؤى بياض إبطيه. رواه أبو يعلى وأبو هلال صاحب
أبى برزة لم أعرفه ويزيد بن أبي زياد مختلف فيه، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه.
رواه البزاز عن شيخه محمد بن يزيد ولم أعرفه (2)، وبقية رجاله ثقات. وعن أنس
ابن مالك قال رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه بعرفة يدعو فقال أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم هذا الابتهال ثم حاصت الناقة ففتح إحدى يديه فأخذها وهو

(1) في نسخة " رفعكم ".
(2) فائدة: محمد بن يزيد هو أبو هشام الرفاعي ابن حجر.
168

رافع الأخرى. رواه البزاز والطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال فرفع يديه
فسقط زمان الناقة فتناوله ورفع يديه، وزاد هذا الابتهال والتضرع، ورجال البزاز
رجال الصحيح غير أحمد بن يحيى الصوفي وهو ثقة ولكن الأعمش لم يسمع من
أنس. وعن يزيد بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ومعه نفر حتى
وقف على القرن دون المريطا رافعا يديه مستقبل القبلة يدعو. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه عبيد بن سعيد أبو الخريف السوائي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ربكم حي كريم يستحى
أن يرفع العبد يديه فيردهما صفرا لا خير فيهما فإذا رفع أحدكم يديه فليقل يا حي يا قيوم
لا إله إلا أنت يا أرحم الراحمين ثلاث مرات ثم إذا رد يديه فليفرغ الخير على
وجهه. رواه الطبراني وفيه الجارود بن يزيد وهو متروك. وعن سلمان قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رفع قوم أكفهم إلى الله عز وجل يسألونه شيئا
إلا كان حقا على الله أن يضع في أيديهم الذي سألوا قلت له حديث في السنن غير
هذا رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن خالد بن الوليد أن شكا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم الضيق في مسكنه فقال أربع يديك إلى السماء وسل الله
السعة. رواه الطبراني باسنادين وأحدهما حسن. وعن خلاد بن السائب عن أبيه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا رفع راحتيه إلى وجهه. رواه الطبراني
وفيه حفص بن هاشم بن عتبة وهو مجهول. وعن جرير قال رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم واقفا بعرفة متأبطا رداءه رافعا يديه لا يجاوزان رأسه وعضلتاه ترعدان.
رواه الطبراني وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو ضعيف. وعن محمد (1) بن أبي
يحيى قال رأيت عبد الله بن الزبير ورأي رجلا رافعا يديه يدعو قبل أن يفرغ من
صلاته فلما فرغ منها قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يرفع يديه حتى يفرغ
من صلاته. رواه الطبراني وترجم له فقال محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن عبد الله
ابن الزبير ورجاله ثقات. وعن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سلوا
الله ببطون أكفكم ولا تسلوه بظهورها. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير
عمار بن خالد الواسطي وهو ثقة.

(1) في الأصل " عبد الله " والتصحيح من نسخة غيره ومن السياق.
169

(باب التأمين على الدعاء)
عن أبي هبيرة عن حبيب بن مسلمة الفهري وكان مستجابا أنه أمر على جيش
فدرب الدروب فلما لقى العدو قال للناس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لا يجتمع ملا فيدعو بعضهم ويؤمن سائرهم إلا أجابهم الله ثم أنه حمد الله وأثنى عليه
وقال اللهم احقن دماءنا واجعل أجورنا أجور الشهداء فبينا هم على ذلك إذ نزل الهنباط
أمير العدو فدخل على حبيب سرادقه. رواه الطبراني وقال: الهنباط بالرومية صاحب
الجيش. ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث.
(باب الحث على طلب الجنة)
عن أبي موسى أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقال أعجزت
أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل فقال أصحابه وما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله
فقال إن موسى حين أمر أن يسير ببني إسرائيل ضل الطريق فسأل بني إسرائيل
ما هذا فقال علماء بني إسرائيل إن يوسف لما (1) حضره الموت أخذ علينا موثقا من
الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه فقال لهم موسى وأيكم يدرى أين قبر يوسف
فقال له بنو إسرائيل (2) ما يدرى أين قبر يوسف إلا عجوز بني إسرائيل فأرسل إليها فقال
دليني على قبر يوسف فقالت لا والله حتى تعطيني حكمي قال وما حكمك قالت أكون معك
في الجنة فكأنه ثقل ذلك عليه فقيل له أعطها حكمها فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقع ماء فقالت
انضبوا هذا المكان فلما أنضبوه قالت احفروا في هذا المكان فلما احتفروا أخرجوا عظام يوسف
صلى الله عليه وسلم فلما استقلوها من الأرض إذا الطريق (3) مثل النهار. رواه الطبراني، ورواه أبو
يعلى ولفظه عن أبي موسى (4) قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فأكرمه فقال
له ائتنا فأتاه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سل حاجتك فقال ناقة نركبها وأعنز يحلبها أهلي
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل
فقال إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر ضلوا الطريق فقال ما هذا فقال علماؤهم
إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل
عظامه معنا قال فمن يعلم موضع قبره قال عجوز من بني إسرائيل فبعث إليها فأتته

(1) في نسخة " حين ".
(2) في نسخة " علماء بني إسرائيل ".
(3) في الأصل " الليل ".
(4) " عن أبي موسى " غير موجودة في الأصل.
170

فقال دليني على قبر يوسف قالت حتى تعطيني حكمي قال وما حكمك قالت أكون
معك في الجنة فكره أن يعطيها ذلك فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها فانطلقت بهم إلى
بحيرة موضع مستنقع ماء فقالت انضبوا هذا الماء فأنضبوه (1) قالت احتفروا واستخرجوا
عظام يوسف فلما أقلوها إلى الأرض إذا الطريق مثل ضوء النهار. ورجال أبى يعلى
رجال الصحيح وهذا الذي حملني على سياقها. وعن علي يعنى ابن أبي طالب قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا سئل شيئا فأراد أن يفعله قال نعم وإذا أراد أن لا يفعل شيئا سكت
وكان لا يقول لشئ لا فأتاه اعرابي فسأله فسكت ثم سأله فسكت ثم سأله فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم كهيئة المنتهر سل ما شئت يا أعرابي فغبطناه فقلنا الآن يسأل الجنة فقال له الاعرابي
أسئلك راحلة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لك ذلك ثم قال له سل قال أسئلك زادا قال لك
ذلك قال فتعجبنا من ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم كم بين مسألة الاعرابي وعجوز
بني إسرائيل ثم قال إن موسى لما أمر أن يقطع البحر فانتهى إليه فصرفت وجوه الدواب
فرجعت فقال موسى ما لي يا رب قال له إنك عند قبر يوسف فاحتمل عظامه معك وقد
استوى القبر بالأرض فجعل موسى لا يدرى أين هو قالوا إن كان أحد منكم يعلم أين هو
فعجوز بني إسرائيل لعلها تعلم أين هو فأرسل إليها موسى عليه السلام هل (2) تعلمين
أين قبر يوسف صلى الله عليه وسلم قالت نعم قال فدليني عليه قالت لا والله حتى تعطيني ما أسألك
قال ذلك لك قالت فإني أسئلك أن أكون معك في الدرجة التي تكون فيها في الجنة
قال سلي الجنة قالت لا والله إلا أن أكون معك فجعل موسى يرادها فأوحى الله تبارك
وتعالى إليه أن أعطها ذلك فإنه لا ينقصك شيئا فأعطاها ودلته على القبر فأخرج العظام
وجاوز البحر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه. وعن العرباض بن
سارية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه سر الجنة عليك بسر
الوادي فإنه أمرعه وأعشبه. رواه الطبراني ورجاله وثقوا. وعن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال ما استعاذ عبد من النار سبعا إلا قالت النار اللهم أعذه منى
ولا سأل الجنة سبعا إلا قالت الجنة اللهم أسكنه إياي أو كلمة نحوها. رواه البزاز وفيه
يونس بن خباب وهو ضعيف.

(1) أي نزحوه.
(2) في نسخة " قال هل ".
171

(باب الاجتهاد في الدعاء)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتحبون أن تجتهدوا في الدعاء
قولوا اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح غير موسى بن طارق وهو ثقة.
(باب الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي دعا بها وعلمها)
عن أبي هريرة قال دعوات سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أتركها
ما عشت سمعته يقول اللهم اجعلني أعظم شكرك وأكثر ذكرك وأتبع نصيحتك
وأحفظ وصيتك. رواه أحمد من طريق أبى يزيد المدني. وفى رواية عن أبي سعيد
الحمصي ولم أعرفها، وبقية رجالهما ثقات. وعن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول
اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وإسرافي وما أنت أعلم به منى
أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت. رواه أحمد وفيه المسعودي وهو ثقة ولكنه
اختلط، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. رواه البزاز
ورجاله رجال الصحيح غير عمرو بن عبد الله الأودي وهو ثقة. وعن عمران بن حصين
قال كان عامة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لي ما أخطأت وما تعمدت وما أسررت وما أعلنت
وما جهلت (1) وما تعمدت. رواه أحمد والبزاز والطبراني بنحوه ورجالهم رجال الصحيح
غير عون العقيلي وهو ثقة. وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يدعو اللهم اغفر لنا ذنوبنا وظلمنا وهزلنا وجدنا وعمدنا وكل ذلك عندنا. رواه
أحمد والطبراني وإسنادهما حسن. وعن عون بن عبد الله قال لقيت شيخا بالشام فقلت
أسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قال نعم سمعته يقول اللهم اغفر لنا
وراحمنا. رواه أحمد (2) وفيه المسعودي وقد اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن أبي بن كعب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أعلمك ما علمني جبريل صلى الله عليه وسلم
قلت بلى يا رسول الله قال قل اللهم اغفر لي خطأي وعمدي وهزلي وجدي ولا تحرمني
بركة ما أعطيتني ولا تفتني فيما أحرمتني. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال
الصحيح غير عصمة أبى حكيمة وهو ثقة. وعن أبي إسحاق قال قال البزاز بن عازب

(1) ليس في الأصل " وما جهلت " بل في نسخة غيره.
(2) في نسخة " أبو يعلى ".
172

ألا أعلمك دعاءا علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيت الناس تنافسوا الذهب والفضة
فادع بهؤلاء الدعوات اللهم إني أسئلك الثبات في الامر وأسئلك عزيمة الرشد وأسئلك
شكر نعمتك وحسن عبادتك والرضا بقضائك وأسئلك قلبا سليما ولسانا صادقا
وأسئلك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم. رواه الطبراني
في الكبير والأوسط وفيه موسى بن مطير وهو متروك. وعن أوسط أبو عمرو البجلي
قال قدمت المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة فألفيت أبا بكر يخطب
الناس فقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول فخنقته العبرة ثلاث مرات ثم قال
يا أيها الناس سلوا الله المعافاة فإنه لم يؤت أحد مثل يقين بعد معافاة ولا أشد من ريبة
بعد كفر قلت روى ابن ماجة بعضه رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أوسط
وهو ثقة. وعن أبي سعيد يعنى الخدري قال جاء شاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله علمني دعاءا أصيب به خيرا فقال له أدنه فدنا حتى كادت ركبته تمس
ركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اعف عنى فإنك عفو تحب العفو وأنت
عفو كريم. رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن ميمون التمار وهو
متروك. وعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول
اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي. رواه أحمد وأبو يعلى وقال فحسن خلقي، ورجالهما
رجال الصحيح غير عوسجة بن الرماح وهو ثقة. وعن عائشة قالت كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن ابن عمر قال ما صليت وراء نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا سمعته
يقول حين انصرف اللهم اغفر لي خطأي وعمدي اللهم اهدني لصالح الأعمال والأخلاق
إنه لا يهدى لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت. رواه الطبراني ورجاله وثقوا. وعن أبي
أيوب قال ما صليت وراء نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا سمعته يقول اللهم اغفر لي
خطأي وذنوبي كلها اللهم أنعشني وارزقني واجبرني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق
لا يهدى لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت. رواه الطبراني ورجاله وثقوا. وعن
عبد الله بن عمرو قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أسئلك الصحة والعفة
والأمانة وحسن الخلق والرضا بالقدر. رواه الطبراني والبزاز وقال أسألك العصمة
بدل الصحة، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف الحديث وقد وثق، وبقية
173

رجال أحد الاسنادين رجال الصحيح. وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال من قال اللهم رب (1) السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد
إليك في هذه الحياة الدنيا انى أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك
ورسولك فإنك إن تكلني إلى نفسي تقربني إلى (2) الشر وتباعدني من
الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا توفينيه يوم القيامة إنك لا تخلف
الميعاد إلا قال الله عز وجل يوم القيامة لملائكته إن عبدي عهد عندي عهدا فأوفوه
إياه فيدخله الله عز وجل الجنة، قال سهيل فأخبرت القاسم بن عبد الرحمن أن عونا
أخبرني بكذا وكذا فقال ما في أهلنا جارية إلا وهي تقول هذا في خدرها. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح إلا أن عون بن عبد الله لم يسمع من ابن مسعود. وعن أبي
هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى سلمان الخير فقال إن نبي الله
يريد أن يمنحك كلمات تسألهن الرحمن ترغب إليه فيهن وتدعو بهن بالليل والنهار
قل اللهم إني أسألك صحة إيمان وإيمانا في حسن خلق ونجاحا يتبعه فلاح ورحمة منك
وعافية ومغفرة منك ورضوانا. رواه أحمد وقال وهن مرفوعة في الكتاب يتبعه
فلاح وعافية ومغفرة منك ورضوان، ورجاله ثقات، ورواه الطبراني في الأوسط.
وعن وفد عبد القيس أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اجعلنا من عبادك
المنتجبين الغر المحجلين الوفد المتقبلين قال فقالوا يا رسول الله ما عباد الله المنتجبون
قال عباد الله الصالحون قالوا فما الغر المحجلون قال الذين تبيض منهم مواضع الطهور
قالوا فما الوفد المتقبلون قال وفد يفدون من هذه الأمة مع نبيهم إلى ربهم تبارك
وتعالى. رواه أحمد وفيه من لم أعرفهم. وعن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول
رب اغفر وارحم واهدني السبيل الأقوم. رواه أحمد وأبو يعلى باسنادين حسنين.
وعن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على نصف اليمن
ومعاذا على نصف اليمن فأتاه أبو موسى يسلم عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا موسى قل
اللهم اهدني وسددني واذكر بهدايتك الهداية وبتسديد تسديد سهمك. رواه الطبراني
وفيه خالد بن نافع الأشعري وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي
الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سأل العباد شيئا أفضل من أن يغفر لهم

(1) في نسخة " فاطر ".
(2) في نسخة " من ".
174

ويعافيهم. رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن السائب وهو ثقة. وعن
ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمه العباس يا عم أكثر الدعاء بالعافية. رواه
الطبراني وفيه هلال بن خباب وهو ثقة وقد ضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. وعن
العباس بن عبد المطلب قال قلت يا رسول الله علمني شيئا أسئله الله فقال سل ربك العافية
فمكثت أياما ثم جئت فقلت يا رسول الله علمني شيئا أسأل ربي عز وجل فقال يا عباس
يا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم سل الله العافية في الدنيا والآخرة. وفي رواية قلت
يا رسول الله إني أدعو بشئ من غدوة إلى الليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسل الله العافية. رواه كله الطبراني بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح غير يزيد
ابن أبي زياد وهو حسن الحديث. وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من
دعوة أحب إلى الله أن يدعو بها عبد من أن يقول اللهم إني أسئلك المعافاة والعافية في
الدنيا والآخرة. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير العلاء بن زياد وهو ثقة ولكنه
لم يسمع من معاذ. وعن محمد بن عبد الله بن جعفر قال كنت مع عبد الله بن جعفر إذ
جاءه رجل فقال مرني بدعوات ينفعني الله بهن قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسأله رجل عما سألتني عنه فقال سل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة. رواه
الطبراني وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أسئلك العفو والعافية في ديني ودنياي
وأهلي ومالي اللهم استر عورتي وآمن روعتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن
يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك اللهم من أغتال من تحتي. رواه البزاز وفيه
يونس بن خباب وهو ضعيف. وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهؤلاء الكلمات اللهم أنت الأول فلا
شئ قبلك وأنت الآخر فلا شئ بعدك أعوذ بك من شر كل دابة ناصيتها بيدك
وأعوذ بك من الاثم والكسل وعذاب القبر وفتنة الغي وفتنة الفقر وأعوذ بك
من المأثم والمغرم اللهم نقني من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس اللهم
باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب هذا ما سأل محمد ربه اللهم
إني أسئلك خير الدعاء وخير المسألة وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة
وخير الممات وثبتني وثقل موازيني وارفع درجتي وتقبل صلاتي واغفر خطيئتي وأسئلك
175

الدرجات العلى من الجنة آمين اللهم إني أسئلك الجنة آمين اللهم إني أسئلك خير ما فعل
وخير ما عمل وخير ما بطن وخير ما ظهر والدرجات العلى من الجنة آمين اللهم إني أسئلك
أن ترفع ذكرى وتضع وزري وتصلح أمري وتطهر قلبي وتغفر ذنبي وتحفظ فرجى
وتنور قلبي وتغفر ذنبي وأسئلك الدرجات العلى من الجنة آمين اللهم نجني من النار.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن زنبور وعاصم بن
عبيد وهما ثقتان. وعن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه
أن يقول اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت قلت يا رسول الله وإن
القلوب لتنقلب قال نعم ما من خلق الله من بشر من بني آدم إلا وقلبه بين إصبعين من
أصابع الله عز وجل فان شاء الله أقامه وإن شاء أزاغه فنسأل الله أن لا يزيغ قلوبنا بعد
إذ هدانا ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب قلت يا رسول الله
ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي قال بلى قولي اللهم رب النبي محمد اغفر لي ذنبي وأذهب
غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن ما أحييتنا قلت عند الترمذي بعضه رواه أحمد
واسناده حسن. وعن جابر رفعه قال كان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
فقلنا يا رسول الله تخاف علينا وقد آمنا بما جئت به قال إن القلوب وأشار الأعمش
بأصبعين. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه اللهم أقبل بقلبي على دينك واحفظ من وراءنا
برحمتك. رواه أبو يعلى عن شيخه أبى إسماعيل الجيزي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول يا ولي الاسلام وأهله
ثبتني به حتى ألقاك. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وعن أم سلمة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهؤلاء الكلمات: اللهم أنت الأول
فلا شئ قبلك وأنت الآخر لا شئ بعدك اللهم أعوذ بك من كل دابة ناصيتها بيدك
وأعوذ بك من الاثم والكسل ومن عذاب النار ومن عذاب القبر ومن فتنة الغنى
ومن فتنة الفقر وأعوذ بك من المأثم والمغرم اللهم نق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب
الأبيض من الدنس اللهم بعد بيني وبين خطيئتي كما بعدت بين المشرق والمغرب هذا
ما سأل به محمد ربه اللهم إني أسئلك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير
العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات وثبتني وثقل موازيني وأحق إيماني
176

وارفع درجتي وتقبل صلاتي واغفر خطيئتي وأسئلك الدرجات العلا من الجنة آمين
اللهم ونجني من النار ومغفرة بالليل والنهار والمنزل الصالح آمين اللهم إني أسئلك
خلاصا من النار سالما وأدخلني الجنة آمنا اللهم إني أسئلك أن تبارك لي في نفسي وفى
سمعي وفى بصرى وفى روحي وفى خلقي وفى خليقتي وأهلي وفى محياي وفى مماتي اللهم
وثقل حسناتي وأسئلك الدرجات العلى من الجنة آمين. رواه الطبراني في الكبير
ورواه في الأوسط باختصار بأسانيد وأحد إسنادي الكبير والسياق له ورجال
الأوسط ثقات. وعن أم الدرداء قالت كان فضالة بن عبيد يقول اللهم إني أسئلك
الرضا بالقضاء والقدر وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك
في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، وزعم أنها دعوات كان يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجالهما ثقات. وعن السائب الثقفي قال كنت
عند عمار وكان يدعو بدعاء في صلاته فأتاه رجل فقال له عمار قل اللهم بعلمك الغيب
وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي واقبضني إذا علمت الوفاة خيرا لي اللهم
إني أسئلك الخشية في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الرضا والغضب والقصد في الغنى
والفقر وأسئلك الرضا بالقضاء وبرد العيش بعد الموت وأسئلك شوقا إلى لقائك في
غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زيني بزينة الايمان واجعلني من الهداة المهتدين ثم
قال ألا أعلمك كلمات هن أحسن منهن كأنه يرفعهن إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أخذت مضجعك
من الليل فقل اللهم إني سلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك
آمنت بكتابك المنزل ونبيك المرسل إن نفسي نفس خلقتها لك محياها لك مماتها فان
أمتها فارحمها وان أخرتها فاحفظها بحفظ الايمان قلت رواه النسائي باختصار عن
هذا رواه أبو يعلى ورجاله ثقات إلا أن عطاء بن السائب اختلط. وعن عثمان
ابن أبي العاص وامرأة من قيس أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم قال أحدهما سمعته
يقول اللهم اغفر لي ذنبي خطئي وعمدي قال الآخر سمعته يقول اللهم أستهديك لأرشد
أمري وأعوذ بك من شر نفسي. رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال وامرأة من قريش،
ورجالهما رجال الصحيح. وعن عجوز من بنى نمير أنها رمقت رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو يصلى بالأبطح تجاه البيت قبل الهجرة سمعته يقول اللهم اغفر لي ذنبي خطئي
وجهلي. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا السليل ضريب بن نفير ولم يسمع
177

من الصحابة فيما قيل. وعن بسر بن أبي أرطاة القرشي قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يدعو اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزى الدنيا وعذاب
الآخرة. رواه أحمد والطبراني وزاد وقال من كان ذلك دعاءه مات قبل أن يصيبه
البلاء، ورجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني ثقات. وعن أبي صرمة أنه كان يحدث أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أسئلك غنائي وغنى مولاي. رواه أحمد
والطبراني وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح. وكذلك الاسناد الآخر
واسناد الطبراني غير لؤلؤة مولاة الأنصار وهي ثقة. وعن علي قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يدعو يقول اللهم متعني بسمعي وبصرى حتى تجعل ذلك (1) الوارث منى
وعافني في ديني واحشرني على ما أحييتني وانصرني على من ظلمني حتى تريني منه ثأري
اللهم إني أسلمت ديني إليك وخليت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري
إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت برسولك الذي أرسلت وبكتابك الذي
أنزلت. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عبد الله بن جعفر المديني وهو
متروك. وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يدعو بهذا الدعاء
اللهم اجعلني أخشاك حتى كأنني أراك أبدا حتى ألقاك واسعدني بتقواك ولا تشقني
بمعصيتك وخر لي في قضائك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا
تأخير ما عجلت واجعل غنائي في نفسي وأمتعني بسمعي وبصرى واجعلهما الوارث
منى وانصرني على من ظلمني وأرني فيه ثأري وأقر بذلك عيني. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه إبراهيم بن خيثم بن عراك وهو متروك، وروى البزاز بعض آخره
من قول أمتعني بسمعي بنحوه باسناد جيد. وعن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول اللهم متعني بسمعي وبصرى واجعلهما الوارث منى وانصرني
على من ظلمني وأرني منه ثاري. رواه البزاز وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية
رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن الشخير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يقول اللهم أمتعني بسمعي وبصرى واجعله الوارث منى. رواه البزاز والطبراني (2)
وفيه الحسن بن الحكم بن طهمان وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات. وعن حذيفة بن
اليمان قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ما بعثت إلى نبي أحب إلى منك ألا

(1) في نسخة " تجعلهما الوارث ".
(2) " والطبراني " من زيادات نسخة.
178

أعلمك أسماء من أسماء الله هن من أحب أسمائه إليه أن يدعى بهن قل يا نور السماوات
والأرض يا زين السماوات والأرض يا جبار السماوات والأرض يا عماد السماوات
والأرض يا بديع (1) السماوات والأرض يا ذا الجلال والاكرام يا صريخ المستصرخين
ومنتهى العابدين المفرج عن المكر وبين المروح عن المغمومين ومجيب دعاء المضطرين
وكاشف الكرب يا إله العالمين ويا أرحم الراحمين متروك بك كل حاجة. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه سلام الطويل وهو متروك. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا هذا الكلام اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا واهدنا سبل
السلام ونجنا من الظلمات إلى النور وجنبنا الفواحش ما ظهر منا وما بطن اللهم بارك لنا
في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأرواحنا وذرياتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
واجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها قائلين لها وأتمها علينا. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وإسناد الكبير جيد. وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول
اللهم إني أسئلك عيشة نقية وميتة سوية ومردا غير مخز ولا فاضح. رواه الطبراني
والبزاز واللفظ له وإسناد الطبراني جيد. وعن عبد الله بن عمرو قال لقين رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال ألا أعلمك كلمات من أراد الله به خيرا علمه إياهن (2) قلت بلى (3)
يا رسول الله قال قل اللهم إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي وإني ذليل فأعزني وإني
فقير فاغنني. رواه الطبراني وفيه أبو داود الأعمى وهو متروك. وعن صهيب قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو يقول اللهم إنك لست باله استحدثناه ولا برب
ابتدعناه ولا كان لنا قبلك إله آ نلجأ إليه ونذرك ولا أعانك على خلقنا أحد فنشركه
فيك تباركت وتعاليت، قال كعب وهكذا كان نبي الله داود صلى الله عليه وسلم يدعو.
رواه الطبراني وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك. وعن أبي هريرة قال قام
رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بدعاء لم يسمع الناس مثله واستعاذ استعاذة لم يسمع
الناس مثلها فقال له بعض القوم كيف لنا يا رسول الله أن ندعو مثل ما دعوت وأن نستعيذ كما
استعذت فقال قولوا اللهم إنا نسألك بما سألك محمد عبدك ورسولك ونستعيذ بما
استعاذ عبدك ورسولك. رواه الطبراني في الصغير وفيه محمد بن عبد الرحمن بن المجبر
وهو متروك. وعن أبي أمامة قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بدعاء

(1) في نسخة " يا قيام ".
(2) في النسخ " علمهن إياه ".
(3) في نسخة " نعم ".
179

كبير (1) لا نحفظه ثم قال سأنبئكم بشئ يجمع ذلك كله تقولون اللهم إنا نسئلك
مما سألك محمد نبيك ورسولك ونستعيذك مما استعاذ به نبيك محمد عبدك ورسولك أنت
المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله. رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم
وهو ضعيف. وعن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا علي ألا علمك دعاءا تدعو
به لو كان عليك مثل عدد الذر ذنوبا غفرت لك مع أنه مغفور لك قل اللهم لا إله إلا
أنت الحليم الكريم سبحانك تباركت رب العرش العظيم. رواه الطبراني وفيه حبيب
ابن حبيب أخو حمزة الزيات وهو ضعيف. وعن خباب الخزاعي قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم استر عورتي وآمن روعتي. رواه الطبراني وفيه
من لم أعرفه. وعن السائب بن يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بحسب امرئ يدعو
أن يقول اللهم اغفر لي وارحمني وادخلني الجنة. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير
ابن لهيعة وهو حسن الحديث. وعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (2) اللهم إني أسئلك
نفسا بك مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك. رواه الطبراني وفيه
من لم أعرفه. وعن ميمونة بنت أبي عسيب مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة
من جرش أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعير فنادت يا عائشة أعينيني بدعوة
من رسول الله صلى الله عليه وسلم تكنني أو تطمنني قالت لها ضعي يدك اليمنى على بطنك (3)
فامسحيه وقولي بسم الله اللهم داوني بدوائك واشفني بشفائك وأغنني بفضلك عمن سواك
واحدر عنى أذاك قالت ربيعة فدعوت به فوجدته جيدا قال المنتجع فأرى أن ربيعة قالت
في هذا الحديث ان المرأة كانت غيري. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن أنس
ابن مالك قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد حتى إذا طلعت الشمس
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته فقال انطلق بنا حتى ندخل على فاطمة
بنت محمد فدخلنا عليها وإذا هي نائمة مضطجعة فقال يا فاطمة ما ينيمك هذه الساعة قالت
ما زلت منذ البارحة محمومة قال فأين الدعاء الذي علمتك قالت نسيته قال قولي يا حي
يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد
من الناس. رواه الطبراني في الصغير والأوسط من طريق سلمة بن حرب بن زياد
الكلابي عن أبي مدرك عن أنس وقد ذكر الذهبي سلمة في الميزان فقال مجهول كشيخه

(1) في نسخة " كثير ".
(2) في نسخة " قال لرجل قل اللهم ".
(3) في نسخة " فؤادك ".
180

أبى مدرك وقد وثق ابن حبان سلمة وذكر له هذا الحديث في ترجمته وفى الميزان أبو
مدرك قال الدارقطني متروك فلا أدرى هو أبو مدرك هذا أو غيره، وبقية رجاله ثقات.
وعن ابن عمر قال كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة
عين ولا تنزع منى صالح ما أعطيتني. رواه البزاز وفيه إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو
متروك. وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات
اللهم أحسبه قال أسئلك إيمانا يباشر قلبي حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت له ورضا
من المعيشة بما قسمت لي. رواه البزاز وفيه أبو مهدي سعيد بن سنان وهو ضعيف
في الحديث. وعن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم بارك لي في ديني
الذي هو عصمة أمري وفى آخرتي التي إليها مصيري وفى دنياي التي فيها بلاغي
واجعل حياتي زيادة في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر. رواه البزاز
ورجاله رجال الصحيح غير صالح بن محمد جزرة وهو ثقة. وعن بريدة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم اجعلني شكورا واجعلني صبورا واجعلني
في عيني صغيرا وفى أعين الناس كبيرا. رواه البزاز وفيه عقبة بن عبد الله الأصم وهو
ضعيف وحسن البزاز حديثه. وعن عمران بن حصين أو غيره أن حصينا أتى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال يا محمد لعبد المطلب كان خيرا لقومه منك كان يطعمهم الكبد والسنام
وأنت تنحرهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول قال له ما تأمرني أن
أقول قال قل اللهم قنى شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري فانطلق فأسلم الرجل ثم جاء
فقال إني أتيتك فقلت لي قل اللهم قنى شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري فما أقول الآن
قال قل اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما أخطأت وما عمدت وما علمت وما جهلت.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يقول اللهم إني أسئلك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تتوب على وإن
أردت بعبادك فتنة أن تقبضني غير مفتون. رواه البزاز وإسناده حسن. وعن مكحول
أنه دخل على أنس بن مالك قال فسمعته يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يدعو اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني. رواه الطبراني في الأوسط من رواية
إسماعيل بن عياش عن المدنيين وهي ضعيفة. وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يقول اللهم إني أسئلك علما نافعا وأعوذ بك من علم لا ينفع. وعن جابر أن رسول
181

الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أسئلك علما نافعا وأعوذ بك من علم لا ينفع.
قلت لجابر عند ابن ماجة سلوا الله علما نافعا، وهنا انه سأل بنفسه. رواه الطبراني
في الأوسط وإسناده حسن. وعن جابر انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني
أسئلك علما نافعا وعملا متقبلا. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا. وعن
ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه واقية كواقية الوليد، قال أبو
يعلى يعنى المولود، وكذا فسر لنا. رواه أبو يعلى وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات.
وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم اجعل أوسع رزقك على عند كبر
سنى وانقطاع عمري. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن الحرث الأعور
قال دخلت على على بعد العشاء قال ما جاء بك هذه الساعة قلت إني أحبك قال الله
إنك تحبني قلت نعم والله إني أحبك فقال ألا أعلمك دعاءا علمنيه رسول الله صلى الله
عليه وسلم قلت بلى قال قل اللهم افتح مسامع قلبي لذكرك وارزقني طاعتك وطاعة
رسولك صلى الله عليه وسلم وعملا بكتابك. رواه الطبراني في الأوسط والحرث ضعيف. وعن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم اللهم لقني حجتي
فان الكافر يلقى حجته ولكن يقول اللهم لقني حجة الايمان عند الموت (1).
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات.
وعن أبي هريرة قال لما وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب
إلى الحبشة شيعه وزوده هؤلاء الكلمات اللهم الطف بي في تيسير كل عسير فان
تيسير كل عسير عليك يسير وأسئلك اليسر والمعافاة في الدنيا والآخرة. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم. وعن أبي بريدة الأسلمي قال قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بريدة ألا أعلمك كلمات من أراد الله به خيرا علمه إياهن (2)
ثم لم ينسهن أبدا قلت بلى يا رسول الله قال قل اللهم إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي
وخذ إلى الخير بناصيتي واجعل الاسلام منتهى رضائي اللهم إني ضعيف فقوني
وإني ذليل فأعزني وإني فقير فأغنني. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو داود الأعمى
وهو ضعيف جدا. وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو اللهم
ضع في أرضنا بركتها وزينتها وسكنها. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد.

(1) في نسخة " الممات ".
(2) في الأصل " علمهن إياه ".
182

(باب دعاء آدم صلى الله عليه وسلم)
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما أهبط الله آدم إلى الأرض قام وجاء
الكعبة فصلى ركعتين فألهمه الله هذا الدعاء اللهم إنك تعلم سريرتي وعلانيتي فاقبل
معذرتي وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنبي اللهم إني أسئلك
إيمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي ورضا بما قسمت
لي قال فأوحى الله إليه آدم قد قبلت توبتك وغفرت ذنبك ولن يدعوني أحد بهذا الدعاء
إلا غفرت له ذنبه وكفيته المهم من أمره وزجرت عنه الشيطان واتجرت له من
وراء كل تاجر وأقبلت إليه الدنيا وهي راغمة وإن لم يردها. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه النضر بن طاهر وهو ضعيف.
(باب دعاء موسى صلى الله عليه وسلم)
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أعلمك الكلمات التي تكلم بها
موسى حين جاوز البحر ببني إسرائيل فقلنا بلى يا رسول الله قال قولوا اللهم لك الحمد
واليك المشتكى وأنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قال عبد الله فما
تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شقيق فما تركتهن منذ
سمعتهن من عبد الله قال الأعمش ما تركتهن منذ سمعتهن من شقيق قال شقيق فأتاني
آت في منامي فقال يا سليمان زد في هؤلاء الكلمات ونستعينك على فساد فينا ونسئلك
صلاح أمرنا كله. رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه من لم أعرفهم.
(باب دعاء داود صلى الله عليه وسلم)
عن صهيب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو يقول اللهم إنك لست باله استحدثناه
ولا برب ابتدعناه ولا كان لنا قبلك إله نلجأ إليه ونذرك ولا أعانك على خلقنا أحد
فنشركه فيك تباركت وتعاليت، قال كعب وهكذا كان داود نبي الله صلى الله عليه وسلم يدعو.
رواه الطبراني وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك. وعن ابن عباس قال كان من دعاء
داود النبي صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك من مال يكون على فتنة ومن ولد يكون على وبالا
ومن مرأة السوء تقرب الشيب قبل المشيب وأعوذ بك من جار سوء ترعاني عيناه
وتسمعني أذناه إن رأى حسنة دفنها وان رأى سيئة أذاعها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
جار السوء في دار الإقامة قاصمة الظهر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
183

(باب أدعية الصحابة رضي الله عنهم)
عن أنس بن مالك قال كنا إذا دعونا قلنا اللهم اجعل علينا صلاة قوم أبرار ليسوا
بأثمة ولا فجار يقومون الليل ويصومون النهار. رواه البزاز وفيه عثمان بن سعد
وثقه أبو نعيم (1) وغيره وقد ضعفه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن
عبد الله بن سبرة (2) قال كان عبد الله بن عمر إذا أصبح قال اللهم اجعلني من أعظم
عبادك نصيبا في كل خير تقسمه الغداة ونورا يهدى ورحمة تنشرها ورزقا تبسطه
وضرا تكشفه وبلاء ترفعه وفتنة تصرفها. رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح. وعن سعيد بن جبير قال كان ابن عباس يقول اللهم إني أسئلك
بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض أن تجعلني في حرزك وحفظك
وجوارك وتحت كنفك. رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح. وعن عروة بن رويم
عن العرباض بن سارية وكان شيخا كبيرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحب
أن يقبض كان يدعو اللهم كبرت سنى ورق عظمي فاقبضني إليك قال فبينا أنا يوما في
مسجد دمشق إذا فتى شاب من أجمل الرجال وعليه دواح أخضر فقال ما هذا الذي
تدعو به فقلت كيف أدعو (3) يا ابن أخي قال قل اللهم حسن العمل وبلغ الاجل
قلت من أنت يرحمك الله قال أنا ريبائيل الذي يسل الحز من من قلوب المؤمنين. رواه
الطبراني وعروة وثقه غير واحد وسعيد بن مقلاص لم أعرفه، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن الأسود بن يزيد قال قرأ عبد الله (إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا)
قال يقول الله تعالى يوم القيامة من كان له عندي عهد فليقم قالوا يا أبا عبد الرحمن علمنا
قال قولوا اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهدك إليك في هذه
الحياة الدنيا انك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وإني إن أثق
إلا برحمتك فاجعله لي عندك عهدا تؤده إلى يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد قال وزاد
فيها زكريا عن القاسم خائفا مستجيرا مستغفرا راغبا إليك. رواه الطبراني وفيه
المسعودي وهو ثقة ولكنه قد اختلط، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي الأحوص قال
سمعت عبد الله يعنى ابن مسعود يدعو بهذا الدعاء اللهم إني أسئلك بنعمتك السابغة

(1) أبو نعيم الذي وثقه هو الأصبهاني وقد ضعفه الجمهور ابن حجر.
(2) في النسخ
" شبرمة " وفى حاشية نسخة " صوابه سبرة ابن حجر ".
(3) في نسخة " ندعو ".
184

التي أنعمت بها وبلائك الذي ابتليتني وبفضلك الذي أفضلت على أن تدخلني الجنة
اللهم أدخلني الجنة بفضلك ومنك ورحمتك. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
وعن أبي قلابة عن ابن مسعود أنه كان يقول اللهم إن كنت كتبتني في أهل الشقاء
فامحني وأثبتني في أهل السعادة. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا
قلابة لم يدرك ابن مسعود. وعن عبد الله بن عكيم أن ابن مسعود كان يدعو اللهم زدني
إيمانا ويقينا وفهما أو قال علما. رواه الطبراني وإسناده جيد. وعن ثور بن يزيد قال
كان معاذا إذا تهجد من الليل قال اللهم نامت العيون وغارت النجوم وأنت حي قيوم
اللهم طلبي للجنة بطئ وهربي من النار ضعيف اللهم اجعل لي عندك هديا نوده إليك
يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد. رواه الطبراني وإسناده منقطع. وعن عبد الله بن
قرط قال أزحف (1) على بعير لي وأنا مع خالد بن الوليد فأردت أن أتركه فدعوت
الله فأقامه فركبت. رواه الطبراني وإسناده جيد.
(باب طلب الدعاء من الصالحين)
عن بريدة قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له إذ أتى على رجل يتقلب في الرمضاء
ظهرا لبطن يقول يا نفس نوم بالليل وباطل بالنهار وترجين الجنة فلما قضى دأب
نفسه أقبل إلينا فقال دونكم أخوكم قلنا ادع الله لنا يرحمك الله قال اللهم أجمع على الهدى
أمرهم قلنا زدنا قال اللهم اجعل التقوى زادهم قلنا زدنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم زدهم قال
اللهم وفقه فقال اللهم اجعل الجنة مآبهم. رواه الطبراني من طريق أبى عبد الله صاحب
الصدقة عن علقمة بن مرثد ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(باب الدعاء لقضاء الدين)
عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقده يوم الجمعة فلما صلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم أتى معاذا فقال يا معاذ ما لي لم أرك فقال يا رسول الله ليهودي عندي وقية
من تبر فخرجت إليك فحبسني عنك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معاذ ألا
أعلمك دعاءا تدعو به لو كان عليك من الدين مثل صير أداه عنك وصير جبل باليمن فادع الله
يا معاذ قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل
من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل
وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب رحمن الدنيا

(1) أي وقف من التعب، كأن أمره أفضى إلى الزحف.
185

والآخرة ورحيمهما تعطى منهما من تشاء وتمنع من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة
من سواك، وفى رواية عن معاذ قال كان لرجل على بعض الحق فخشيته فلبثت يومين
لا أخرج ثم خرجت فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معاذ ما خلفك قلت كان لرجل على
بعض الحق فخشيته حتى استحييت وكرهت أن يلقاني قال ألا آمرك بكلمات لو كان عليك
أمثال الجبال قضاه ا لله قلت بلى قال قل اللهم مالك الملك فذكر نحوه باختصار وزاد في آخره
اللهم أغنني من الفقر واقض عنى الدين وتوفني في عبادتك وجهاد في سبيلك. رواه كله
الطبراني وفى الرواية الأولى نصر بن مرزوق ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات إلا أن
سعيد بن المسيب لم يسمع من معاذ وفى الرواية الثانية من لم أعرفه. وعن أنس بن
مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ ألا أعلمك دعاءا تدعو به لو كان عليك مثل جبل
أحد دينا لأدى الله عنك قل يا معاذ اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن
تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير رحمن الدنيا
والآخرة تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من
سواك. رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات. وعن عائشة قالت قال لي أبى رضي الله عنه
ألا أعلمك دعاءا علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال كان عيسى صلى الله عليه وسلم
يعلمه الحواريين لو كان عليك دين مثل أحد ثم قلته لقضى الله عنك قلت بلى قال قولي
اللهم فارج الهم وكاشف الكرب مجيب دعوة المضطر رحمن الدنيا وإله الآخرة
أنت رحماني فارحمني برحمة تغنيني بها عمن سواك. رواه البزاز وفيه الحكم بن
عبد الله الأيلي وهو متروك.
(باب دعاء من أصابه هم أو حزن)
قلت تقدم في الأذكار وأذكر بعضه: عن عبد الله يعنى ابن مسعود قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن
عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسئلك بكل اسم هو
لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في
علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب
همى الا أذهب الله عز وجل همه وأبدله مكان حزنه فرجا قالوا يا رسول الله ينبغي
لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات قال أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن. رواه أحمد وأبو
186

يعلى والطبراني والبزاز إلا أنه قال وذهاب غمي مكان همى، ورجال أحمد وأبى يعلى
رجال الصحيح غير أبى سلمة الجهني وقد وثقه ابن حبان.
(باب ما يقول إذا خاف سلطانا)
عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا تخوف أحدكم سلطانا
فليقل اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم كن لي جارا من شر فلان
ابن فلان يعنى الذي يريد وشر الجن والإنس وأتباعهم أن يفرط على أحد منهم
عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير
جنادة بن سلم وقد وثقه ابن حبان وضعفه غيره. قلت وقد تقدم في الأذكار هذا
الحديث وغيره. وعن ابن عباس قال إذا أتيت سلطانا مهيبا تخاف أن يسطو بك فقل
الله أكبر الله أكبر من خلقه جميعا الله أعز مما أخاف وأحذر أعوذ بالله الممسك السماوات
السبع أن يقعن على الأرض إلا باذنه من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه
من الجن والإنس إلهي كن لي جارا من شرهم جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك
ولا إله غيرك. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(باب دعاء الاستخارة)
تقدمت له طرق في أواخر الصلاة. عن عبد الله بن مسعود قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك
وأسئلك من فضلك وأنت علام الغيوب. اللهم إن كان هذا الامر الذي تريده لي خيرة لي
في ديني وفى دنياي أحسبه قال وعاقبة أمري فوفقه وسهله وإن كان غير ذلك خيرا
فوفقني للخير أحسبه قال حيث كان. رواه البزاز بأسانيد والطبراني في الثلاثة
وأكثر أسانيد البزاز حسنة.
(باب ما يقول عند الوداع) تقدم في الأذكار.
(باب الاستعاذة)
وقد تقدم في الأذكار: عن عبد الله يعنى ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاعدا في
أناس فمر به الحسن والحسين فقال هاتوا بنى حتى أعوذهما بما عوذ إبراهيم بنيه إسماعيل
وإسحق أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. رواه
187

البزاز ورجاله وثقوا. وعن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عوذة
كان إبراهيم يعوذ بها إسحق وإسماعيل وأنا أعوذ بها الحسن والحسين رضي الله عنهما
سمع الله داعيا لمن دعا ما وراء الله مري لمن رمى قلت هكذا وجدته رواه
البزاز وفيه نعيم بن مورع وهو ضعيف. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يقول اللهم إني أعوذ بك من الصمم والبكم وأعوذ بك من المأثم والمغرم وأعوذ بك
من الفم يعنى الغرق وأعوذ بك من الهم. رواه البزاز وإسناده حسن. وعن عبد الله
ابن عمرو قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل
والهرم والجبن والبخل. رواه البزاز وفيه أبو يحيى التيمي وهو ضعيف. وعن قطبة
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الأسواء والأهواء قلت روى الترمذي
منه التعوذ من الأهواء رواه البزاز ورجاله ثقات. وعن ابن عباس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه ونفخه أحسبه
قال ونفته ومن عذاب القبر فقيل يا رسول الله ما هذا الذي تعوذ منه قال أما همزه
فالذي يوسوسه وأما نفته فالشعر وأما نفخه فما يلقى من الشبه يعنى في الصلاة ليقطع عليه
صلاته أو على الانسان صلاته وأما عذاب القبر فكان يقول أكثر عذاب القبر في
البول. رواه البزاز وفيه رشدين بن كريب وهو ضعيف. قلت وقد تقدم في أواخر
الأذكار أبواب في الاستعاذة وهذا موضعها.
(كتاب التوبة)
(بسم الله الرحمن الرحيم)
(باب مما يخاف من الذنوب)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لقى الله عز وجل لا يشرك
به شيئا وسمع وأطاع فله الجنة أو دخل الجنة وخمس ليس لهن كفارة الشرك بالله
188

وقتل النفس بغير حق وبهت مؤمن والفرار من الزحف. رواه أحمد وفيه بقية وهو
ضعيف. وعن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة يا عائشة
إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء ليس لهم توبة أنا
منهم برئ وهم منى برآء. رواه الطبراني في الصغير وفيه بقية وهو ضعيف. وعن
أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله حجب التوبة عن كل
صاحب بدعة. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير هارون بن
موسى الفروي وهو ثقة. وعن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم هلك المقذرون
قلت ذكر صاحب النهاية أنهم الذين يأتون القاذورات من الذنوب رواه الطبراني
في الأوسط وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف.
(باب فيما يحتقر من الذنوب)
عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم ومحقرات
الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل يهلكنه وان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب
لهن مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق فيجئ
بالعود والرجل يجئ بالعود حتى جمعوا سوادا وأججوا نارا وأنضجوا ما قذفوا فيها.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن داور
القطان وقد وثق. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب ولكنه سيرضى منكم بدون ذلك
بالمحقرات وهي الموبقات يوم القيامة اتقوا المظالم ما استطعتم فان العبد يجئ بالحسنات
يوم القيامة يرى أنها ستنجيه فما زال عبد يقوم يقول يا رب ظلمني عبدك مظلمة فيقول
امحوا من حسناته ما يزال كذلك حتى ما تبقى له حسنة من الذنوب وان مثل ذلك كسفر
نزلوا بفلاة من الأرض ليس معهم حطب فتفرق القوم ليحطبوا فلم يلبثوا أن حطبوا
فأعظموا النار وطبخوا ما أرادوا وكذلك الذنوب. رواه أبو يعلى وفيه إبراهيم بن
مسلم الهجري وهو ضعيف. وعن ابن مسعود أن مثل محقرات الذنوب كمثل قوم
سفر نزلوا بأرض قفر معهم طعام ولا يصلحهم إلا النار فتفرقوا فجعل هذا يأتي
بالروثة وهذا يأتي بالعظم ويجئ هذا بالعود حتى جمعوا من ذلك ما أصلحوا طعامهم
وكذلك صاحب المحقرات يكذب الكذبة ويذنب الذنب ويجمع من ذلك ما لعله أن
189

يكب على وجهه في نار جهنم. رواه الطبراني موقوفا باسنادين ورجال أحدهما رجال
الصحيح. وعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم ومحقرات
الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء
ذا بعود حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم وان محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها
تهلكه. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. ورواه الطبراني في الثلاثة من طريقين
ورجال إحداهما رجال الصحيح غير عبد الوهاب بن عبد الحكم وهو ثقة. وعن سعد
ابن جنادة قال لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين نزلنا قفرا من الأرض
ليس فيها شئ فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجمعوا من وجد شيئا فليأت به ومن
وجد عظما أو سنا فليأت به قال فما كان إلا ساعة حتى جعلناه ركاما فقال النبي صلى الله عليه وسلم
أترون هذا فكذلك تجتمع الذنوب على الرجل منكم كما جمعتم هذا فليتق الله رجل
فلا يذنب صغيرة ولا كبيرة فإنها محصاة عليه. رواه الطبراني وفيه نفيع أبو داود
وهو ضعيف. وعن أبي سعيد يعنى الخدري قال إنكم لتعملون أعمالا لهي أدق في
أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح. وعن عبادة بن قرض أو قرظ قال إنكم لتعملون اليوم أعمالا
هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات قال حميد
فقلت لأبي قتادة فكيف لو أدرك زماننا هذا قال أبو قتادة لكان لذلك أقول.
رواه أحمد وقال عبادة، والطبراني وقال عباد، والله أعلم وبعض أسانيد أحمد والطبراني
رجاله رجال الصحيح. وعن جابر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عذبت امرأة في
هر أو هرة ربطته حتى مات ولم ترسله فيأكل من خشاش الأرض (1) فوجبت لها
النار بذلك. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف، وبقية
رجاله رجال الصحيح. وعن علقمة قال كنا عند عائشة فدخل أبو هريرة فقالت أنت
الذي تحدث أن امرأة عذبت في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها فقال سمعته منه يعنى
النبي صلى الله عليه وسلم فقالت هل تدرى ما كانت المرأة إن المرأة مع ما فعلت كانت كافرة وإن
المؤمن أكرم على الله عز وجل من أن يعذبه في هرة فإذا حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فانظر كيف تحدث. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي الدرداء عن النبي

(1) أي هوامها وحشراتها.
190

صلى الله عليه وسلم قال لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم لغفر لكم كثير. رواه أحمد مرفوعا كما
تراه ورواه ابنه عبد الله موقوفا وإسناده جيد.
(باب فيمن يصر على الذنب)
عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو على المنبر ارحموا
ترحموا واغفروا يغفر لكم ويل لإقماع (1) القول ويل للمصرين الذين يصرون على
ما فعلوا وهم يعلمون. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير حبان بن يزيد الشرعي
ووثقه ابن حبان، ورواه الطبراني كذلك.
(باب فيمن عوقب بذنبه في الدنيا)
عن عبد الله بن مغفل أن رجلا لقى امرأة كانت بغيا في الجاهلية فجعل يلاعبها
حتى بسط يده إليها فقالت مه فان الله عز وجل قد أذهب الشرك قال عفان مرة
ذهب الجاهلية وجاء بالاسلام فولى الرجل فأصاب وجهه الحائط فشجه ثم أتى النبي
صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال أنت عبد أراد الله بك خيرا إذا أراد الله بعبد خيرا
عجل له عقوبة ذنبه وإذا أراد بعبد شرا أمسك عليه بذنبه حتى يوافي به يوم
القيامة كأنه عير. رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال بينما نحن مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهو يبايع تحت الشجرة وإني لرافع أغصانها عن رأسه إذ جاء رجل
يسيل وجهه دما فقال يا رسول الله هلكت قال وما أهلكك قال إني خرجت من منزلي
فإذا امرأة أتبعتها (2) بصرى فأصاب وجهي الجدار فأصابني ما ترى، والباقي بنحوه
ورجال أحمد رجال الصحيح وكذلك أحد إسنادي الطبراني. وعن ابن عباس
قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسيل وجهه دما فقال يا رسول الله انى أتبعت بصرى امرأة
فلقيني جدار فصنع بي ما ترى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله إذا أراد بعبده
خيرا عجل له عقوبة ذنبه في الدنيا وإذا أراد بعبده شرا (3) أمسك عليه بذنبه حتى
يوافيه يوم القيامة كأنه عير. رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله

(1) القمع كضلع: هو الاناء الذي يوضع في رؤس الظروف لتملأ بالمائعات، شبه أسماع الذين يستمعون القول ولا يعونه ويحفظونه ويعملون به بالأقماع التي لا تعي
شيئا مما يفرغ فيها فكأنه يمر عليها طريقا كما يمر الشراب في الأقماع.
(2) في نسخة " فإذا أنا بامرأة فأتبعتها بصرى ".
(3) في نسخة " سوءا ".
191

العرزمي وهو ضعيف. وعن عمار بن ياسر أن رجلا مرت به امرأة فأحدق بصره إليها
فمر بجدار فرس وجهه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه يسيل دما فقال
يا رسول الله انى فعلت كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبد خيرا
عجل عقوبة ذنبه في الدنيا وإذا أراد به غير ذلك أمهل عليه بذنوبه حتى يوافي بها يوم القيامة
كأنه عير. رواه الطبراني وإسناده جيد. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم شكا نبي من الأنبياء إلى ربه فقال يا رب يكون العبد من عبيدك يؤمن بك
ويعمل بطاعتك تزوي عنه الدنيا وتعرض له البلاء ويكون العبد من عبيدك يكفر بك
ويعمل بمعاصيك فتزوي عنه البلاء وتعرض له الدنيا فأوحى الله إليه إن العباد والبلاد لي
وإنه ليس من شئ ء إلا يسبحني ويهللني ويكبرني فأما عبدي المؤمن فله سيئات فأزوي عنه
الدنيا وأعرض له البلاء حتى يأتيني فأجزيه بحسناته وأما عبدي الكافر فله حسنات فأزوي
عنه البلاء وأعرض له الدنيا حتى يأتيني فأجزيه بسيئاته. رواه الطبراني وفيه محمد
ابن خليد الحنفي وهو ضعيف.
(باب الحزن كفارة)
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كثرت ذنوب العبد
ولم يكن له ما يكفرها ابتلاء الله بالحزن ليكفرها عنه. رواه أحمد والبزاز وإسناده حسن
(باب فيمن يستره الله تعالى فيفضح نفسه)
عن أبي قتادة الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل أمتي معافى
إلا المجاهرون قيل يا رسول الله ومن المجاهرون قال الذي يعمل العمل بالليل فيستره ربه
عز وجل ثم يصبح فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا فيكشف ستر الله
عز وجل عنه. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عون بن عمارة وهو ضعيف.
(باب فيمن يستره الله تعالى في الدنيا)
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما ستر الله على عبد ذنبا في الدنيا فعيره به يوم
القيامة. رواه البزاز والطبراني وفيه عمر بن سعيد الأبح وهو ضعيف. وعن علقمة
المزني عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ستر الله على عبد ذنبا في
الدنيا إلا ستر الله عليه في الآخرة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
192

(باب من لم يتب لم يتب عليه ومن لا يرحم لا يرحم ومن لم يغفر لم يغفر له)
عن جابر (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم ومن لا يغفر لا
يغفر له ومن لم يتب لم يتب عليه قلت في الصحيح طرف منه رواه الطبراني وأحمد
باختصار من لم يتب لم يتب عليه، ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن ابن عمر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم. رواه الطبراني باسنادين وأحدهما
حسن، ورواه البزاز. قلت وقد تقدمت أحاديث صحيحة في الرحمة في البر والصلة (3).
(باب اسمح يسمح لك)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمح يسمح لك. رواه البزاز عن شيخه
مهدي بن جعفر البرمكي وقد وثقه غير واحد وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح
ورواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح.
(باب في المذنبين من أهل التوحيد)
عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنزلوا عبادي العارفين
الموحدين المذنبين الجنة ولا النار حتى أكون أنا الذي أنزلهم بعلمي فيهم ولا تكلفوا
من ذلك ما لم تكلفوا ولا تحاسبوا العباد دون ربهم عز وجل. رواه الطبراني وفيه
نفيع بن الحرث وهو ضعيف. وعن ابن عمر قال لما نزلت الموجبات مثل قوله
(إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما) ومثل قوله (الذين يأكلون الربا) ومثل
قوله (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم) قال كنا نشهد على من فعل شيئا من
هذا أنه في النار فلما نزل قوله (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن
يشاء) كففنا عن الشهادة وخفنا عليهم بما أوجبه الله لهم. رواه الطبراني وفيه أبو
عصمة وهو متروك. وعن ابن عمر قال كنا نقول لقاتل المؤمن إذا مات انه في
النار ونقول لمن أصاب كبيرة ثم مات عليها إنه في النار حتى أنزلت هذه الآية (إن الله
لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فلم نوجب لهم كنا نرجو لهم
ونخاف عليهم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمر بن المغيرة وهو مجهول،
وبقية رجاله رجال الصحيح. ورواه باسناد آخر فيه عمر بن بريدة السياري ولم أعرفه
عن مسلم بن خالد الزنجي وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله قال

(1) في نسخة " جرير ".
(2) في الجزء الثامن.
193

كنا نوجب لأهل الكبائر حتى نزلت (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون
ذلك لمن يشاء) قال فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نوجب لأحد من الموحدين
النار. رواه الطبراني وفيه أبو رجاء الكلبي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن
عبد الله يعنى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان رجل يصلى فأتاه رجل
فوطئ على رقبته فقال الذي تحته والله لا يغفر الله لك أبدا فقال الله عز وجل تألى على
عبدي أن لا أغفر لعبدي فإني قد غفرت له. رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما
رجال الصحيح. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال لا تعجلوا بمدح الناس ولا بذمهم
فإنك أو لعلك أن تر من أخيك شيئا اليوم يعجبك لعله أن يسوءك غدا ولعلك ان
تر منه اليوم شيئا يسوؤك لعله يعجبك غدا وإن الناس يغترون وإنما يغفر الله يوم
القيامة والله أرحم بعبده يوم يلقاه من أم واحد فرشت له بأرض فئ ثم لمست فان كانت
شوكة كانت بها قبله. وإن كانت له لدغة كانت بها قبله. رواه الطبراني وإسناده منقطع.
قلت وتأتي أحاديث في باب الاستغفار لأهل الكبائر.
(باب فيمن خاف من ذنوبه)
عن عبد الله يعنى ابن مسعود أن رجلا لم يعمل من الخير شيئا قط إلا التوحيد فلما
حضرته الوفاة قال لأهله إذا أنا مت فخذوني فاحرقوني حتى تدعوني حممة (1) ثم
اطحنوني ثم ذروني في البحر في يوم راح (2) قال ففعلوا به ذلك فإذا هو في قبضة الله
عز وجل فقال الله عز وجل ما حملك على ما صنعت قال مخافتك قال فغفر الله عز وجل
له (3). وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بمثله. رواهما أحمد ورجال
حديث أبي هريرة رجال الصحيح. وإسناد ابن مسعود حسن. وعن عبد الله قال كان
رجل كثير المال لما حضره الموت قال لأهله إن فعلتم ما أمرتكم به أورثتكم مالا
كثيرا قالوا نعم قال إذا مت فاحرقوني ثم اطحنوني فإذا كان يوم ريح فارتقوا فوق
قلة جبل فاذروني فان الله إن قدر على لم يغفر لي ففعل ذلك به فاجتمع في يدي الله فقال
ما حملك على ما صنعت قال يا رب مخافتك قال فاذهب فقد غفرت لك، وفى رواية وكان
الرجل نباشا فغفر له لخوفه. رواه أبو يعلى بسندين ورجالهما رجال الصحيح. ورواه

(1) أي فحمة.
(2) أي ذي ريح.
(3) في " المسائل والأجوبة لابن
قتيبة كلام على هذا الحديث في تعليل المغفرة له لجهله صفة من صفات الله ".
194

الطبراني بنحوه وقال في آخره قال عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقع
في يد الله فقال ما حملك على الذي صنعت قال مخافتك قال قد غفرت لك، وإسناده منقطع
وروى بعضه مرفوعا أيضا باسناد متصل ورجاله رجال الصحيح غير أبى الزعراء وهو
ثقة. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن ابن سيرين عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال كان رجل ممن كان قبلكم لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد فلما احتضر قال لأهله
انظروا إذا أنا مت أن تحرقوه حتى تدعوه حمما ثم اطحنوه ثم اذروه في يوم راح
فلما مات فعلوا به ذلك فإذا هو في قبضة الله فقال الله عز وجل يا ابن آدم ما حملك على
ما فعلت قال أي رب مخافتك قال فغفر له ولم يعمل خيرا قط إلا التوحيد قلت
حديث أبي هريرة في الصحيح غير قوله إلا التوحيد رواه كله أحمد ورجال سند أبي هريرة
رجال الصحيح، وفى سند ابن سيرين من لم يسم. وعن معاوية بن حيدة قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه كان عبد من عباد الله أعطاه الله عز
وجل مالا وولدا وكان لا يدين الله دينا فبقي حتى ذهب عمر وبقى عمر يذكر فعلم
أنه لم يتبير عند الله عز وجل خيرا دعا بنيه فقال يا بنى أي أب تعلموني قالوا خيره يا أبانا
قال والله لا أدع عند رجل منكم مالا هو منى إلا أنا آخذه منه أو لتفعلن ما أمركم به
قال فأخذ منهم ميثاقا قال أما إذا مت فخذوني فألقوني في النار حتى إذا كنت حمما
فذروني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على فخذه كأنه يقول اسحقوني ثم
أذروني في الريح لعلى أضل الله عز وجل قال ففعل به ذلك ورب محمد حين مات قال
فجئ به أحسن ما كان فعرض على ربه تبارك وتعالى فقال ما حملك على النار قال
خشيتك يا رباه قال إني لأسمعك كراهية قال يزيد أسمعك راهبا فتيب عليه. وفى
رواية قال يا ابن آدم ما حملك على ما فعلت قال من مخافتك قال فتلقاه الله عز وجل بها.
رواه أحمد والطبراني بنحوه في الكبير والأوسط ورجال أحمد ثقات. وعن سلمان
يعنى الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث قبله ومتنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إن رجلا ممن كان قبلكم رغسه الله مالا وولدا (1) فقال لأهله
إذا أنا مت فاحرقوني حتى إذا صرت فحما فاسحقوني فأذروني فان ربى إن قدر على
يعذبني عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين ففعلوا به ذلك فأمر الله عز وجل به فجمع

(1) أي أكثر له منهما وبارك له فيهما، والرغس: السعة في النعمة والبركة والنماء.
195

فإذا هو قائم بين يدي الله عز وجل فقال ما حملك على ما صنعت قال خشيتك أي رب
فغفر له. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير زكريا بن نافع الأرسوقي
والسري بن يحيى وكلاهما ثقة. ورواه البزاز فأحاله على حديث أبي سعيد الخدري الذي
في الصحيح قال مثله ولم يسق متنه.
(باب التوبة)
عن ابن عباس قال قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم ادع لنا ربك يجعل لنا
الصفا ذهبا فان أصبح ذهبا اتبعناك فدعا ربه فأتاه جبريل عليه السلام فقال إن ربك
يقرئك السلام ويقول لك إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبا فمن كفر منهم عذبته عذابا
لا أعذبه أحدا من العالمين وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة قال بل باب التوبة
والرحمة. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال قرأناها على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سنين (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر
ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون) ثم نزلت (إلا من تاب وآمن)
فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح فرحا قط أشد فرحا منه بها. وب‍ (إنا فتحنا
لك فتحا مبينا). رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
(باب الحث على التوبة)
عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أفرح بتوبة عبده
الذي أسرف على نفسه من رجل أضل راحلته فسعى في بغائها يمينا وشمالا حتى أعيا
أو أيس منها وظن أنه قد هلك نظر فوجدها في مكان لم يكن يرجو أن يجدها فالله عز
وجل أفرح بتوبة عبده المسرف من ذلك الرجل براحلته حين وجدها. رواه أبو يعلى
ورجاله رجال الصحيح.
(باب التقرب بالتوبة)
عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تقرب إلى الله شبرا
تقرب إليه ذراعا ومن تقرب إليه ذراعا تقرب إليه باعا ومن أتاه يمشى أتاه يهرول.
رواه أحمد والبزاز وفيه عطية العوفي وهو ضعيف. وعن شريح قال سمعت رجلا
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز
وجل يا ابن آدم قم إلى أمش إليك وامش إلى أهرول إليك. رواه أحمد ورجاله رجال
196

الصحيح غير شريح بن الحرث وهو ثقة. وعن يزيد بن نعيم قال سمعت أبا ذر الغفاري
وهو على المنبر بالفسطاط يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من تقرب إلى
الله عز وجل شبرا تقرب إليه ذراعا ومن تقرب إليه ذراعا تقرب إليه باعا ومن
أقبل إلى الله عز وجل ماشيا أقبل الله عز وجل إليه مهرولا والله أعلى وأجل والله
أعلى وأجل والله أعلى وأجل. رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن. وعن سلمان
رفعه قال يقول الله عز وجل إذا تقرب إلى عبدي شبرا تقربت إليه ذراعا وإذا تقرب
إلى ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أتاني يمشى أتيته هرولة. رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح غير زكريا بن نافع الأرسوقي والسري بن يحيى وكلاهما ثقة. رواه البزاز.
(باب إلى متى تقبل توبة العبد)
عن عبد الله بن عمرو قال من تاب قبل موته عاما تيب عليه ومن تاب قبل موته
بشهر تيب عليه حتى قال يوما حتى قال ساعة حتى قال فواقا (1) قال قال الرجل
أرأيت إن كان كافرا فأسلم قال إنما أحدثكم كما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه
أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات، وروى الطبراني في الأوسط له سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تاب قبل موته بفواق ناقة تاب الله عليه.
وعن عبد الرحمن بن البيلماني (2) قال اجتمع أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال أحدهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله تبارك وتعالى قبل توبة عبده
قبل أن يموت بيوم فقال الثاني أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال نعم قال وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله تبارك وتعالى
يقبل توبة عبده قبل أن يموت بنصف يوم فقال الثالث أنت سمعت هذا من رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قال وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله
تبارك وتعالى يقبل توبة عبده قبل أن يموت بضحوة فقال الرابع أنت سمعت هذا
من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قال وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إن الله تبارك وتعالى يقبل توبة عبده ما لم يغرغر بنفسه. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح غير عبد الرحمن وهو ثقة. وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول ما من عبد مؤمن يتوب إلى الله عز وجل قبل الموت بشهر إلا قبل

(1) أي قدر ما بين حلبتين.
(2) في الأصل " السلماني " والتصويب من الخلاصة.
197

الله منه وأدنى من ذلك وقبل موته بيوم أو ساعة يعلم الله منه التوبة والاخلاص إلا
قبل الله منه قلت له عند الترمذي إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر رواه الطبراني
وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف. وعن عبد الله بن سلام قال لا أحدثكم
إلا عن نبي مرسل أو كتاب منزل إن عبدا لو أذنب كل ذنب ثم تاب إلى الله قبل
موته بيوم قبل منه. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن سلام قال
لا أحدثكم إلا عن كتاب منزل أو نبي مرسل ما من نفس تتوب قبل مرضها الذي تموت
فيه توبة إلا قبل توبتها إلى أن (1) تطلع الشمس من مغربها. رواه الطبراني من
طريق أبى فائد عن رعبي ولم أعرف أبا فائد، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن
عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للجنة ثمانية أبواب سبعة مغلقة وباب
مفتوح للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه. رواه أحمد (2) والطبراني وإسناده جيد.
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تاب قبل طلوع الشمس من
مغربها تاب الله عليه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو
ضعيف. وعن عبد الله بن مسعود قال التوبة معروضة على ابن آدم إن قبلها ما لم يخرج
إحدى ثلاث ما لم تطلع الشمس من مغربها أو تخرج الدابة أو يخرج يأجوج ومأجوج.
رواه الطبراني باسناد منقطع. وعن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إن الله عز وجل يقول يقبل توبة عبده أو يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب قيل وما وقوع
الحجاب قال تخرج النفس وهي مشركة. رواه أحمد والبزاز وفيه عبد الرحمن بن
ثابت بن ثوبان وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون، وبقية رجالهما ثقات وأحد إسنادي
البزاز فيه إبراهيم بن هانئ وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا يزال تبارك وتعالى يقبل التوبة من عبده ما لم يغرغر بنفسه. رواه
البزاز وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو متروك.
(باب الندامة على الذنب)
عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة إن كنت ألممت
بذنب فاستغفري الله فان التوبة من الذنب الندامة والاستغفار قلت في الصحيح
طرف من أوله رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن يزيد الواسطي

(1) في نسخة " قبل أن ".
(2) في نسخة " أبو يعلى ".
198

وهو ثقة. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفارة الذنب
الندامة. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفيه يحيى بن عمرو بن مالك
النكري وهو ضعيف. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال النادم ينتظر
التوبة والمعجب ينتظر المقت. رواه الطبراني في الصغير وفيه مطرف بن مازن وهو
ضعيف. وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الندم توبة. رواه البزاز
عن شيخه عمرو بن مالك الرواسي وضعفه غير واحد ووثقه ابن حبان وقال يغرب
ويخطئ، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن وائل بن حجر أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال الندم توبة. رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن حبان
وضعفه غير واحد، وبقية رجاله وثقوا. وعن ابن أبي سعيد عن أبيه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال الندم توبة والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه
الطبراني وفيه من لم أعرفه. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الندم توبة.
رواه الطبراني في الصغير ورجاله وثقوا وفيهم خلاف. وعن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن العبد ليذنب ذنبا فإذا ذكره أحزنه ما صنع فإذا نظر الله
إليه أحزنه ما صنع غفر له. رواه الطبراني في الأوسط وفيه داود بن المحبر وهو ضعيف.
وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصاب ذنبا فندم غفر الله عز وجل له
ذلك الذنب من قبل أن يستغفره ومن أنعم الله عليه نعمة فعلم أنها من الله كتب الله
له شكرها من قبل أن يحمده عليها ومن كساه الله ثوبا فعلم أن الله هو الذي كساه
لم يبلغ الثوب ركبتيه حتى يغفر له. رواه الطبراني في الأوسط باسنادين في أحدهما
بزيع بن حسان أبو الخليل (1) وفى الآخر سليمان بن داود المنقري وكلاهما ضعيف.
(باب التوبة إلى الله تعالى)
عن الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بأسير فقال اللهم إني
أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم عرف الحق لأهله. رواه أحمد
والطبراني وفيه محمد بن مصعب وثقه أحمد وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب إخلاص التوبة من الذنب)
عن عبد الله يعنى ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التوبة من الذنب

(1) تصحفت كنيته في النسخ، والتصحيح من لسان الميزان.
199

أن يتوب منه ثم لا يعود فيه. رواه أحمد وإسناده ضعيف. وعن عوف بن مالك قال
ما من ذنب إلا وأنا أعرف توبته قيل وما توبته قال أن يتركه ثم لا يعود. رواه
الطبراني باسناد حسن.
(باب التائب من الذنب كمن لا ذنب له)
عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال التائب من الذنب
كمن لا ذنب له. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من
أبيه. وعن ابن أبي سعيد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الندم توبة
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. قلت وقد تقدمت
أحاديث في باب الاسلام يجب ما قبله في كتاب الايمان.
(باب فيمن يكف عن الذنوب)
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منس ره أن يسبق الدائب المجتهد
فليكف عن الذنوب. رواه أبو يعلى وفيه يوسف بن ميمون وثقه ابن حبان وضعفه
الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب ما جاء فيمن يستغفر ويتوب كلما أذنب)
عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يحب
العبد المؤمن المفتن (1) التواب. رواه عبد الله وأبو يعلى وفيه من لم أعرفه. وعن عقبة
ابن عامر أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أحدنا يذنب قال
يكتب عليه قال ثم يستغفر منه ويتوب قال يغفر له ويتاب عليه قال فيعود فيذنب قال
فيكتب عليه قال ثم يستغفر منه ويتوب قال يغفر له ويتاب عليه ولا يمل الله حتى
تملوا. رواه الطبراني في الكبير والأوسط واسناده حسن. وعن عائشة قالت جاء
حبيب بن الحرث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني رجل مقراف قال فتب
إلى الله يا حبيب قال يا رسول الله انى أتوب ثم أعود قال فكلما أذنبت فتب قال
يا رسول الله إذا تكثر ذنوبي قال عفو الله أكبر من ذنوبك يا حبيب بن الحرث.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه نوح بن ذكوان وهو ضعيف. وعن أنس قال جاء
رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى أذنبت فقال رسول الله صلى الله

(1) المفتن: الممتحن يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب.
200

عليه وسلم إذا أذنبت فاستغفر ربك قال فإني أستغفره ثم أعود فأذنب قال فإذا أذنبت
فعد فاستغفر ربك قال فإني أستغفر ثم أعود فأذنب قال إذا أذنبت فعد فاستغفر ربك
فقالها في الرابعة فقال إذا أذنبت فاستغفر ربك حتى يكون الشيطان هو المخسور.
رواه البزاز وفيه بشار بن الحكم الضبي ضعفه غير واحد وقال ابن عدي أرجو أنه
لا بأس به، وبقية رجاله وثقوا. قلت وتأتي أحاديث الاستغفار بعد هذا.
(باب المؤمن نساء إذا ذكر ذكر)
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب
يعتاده الفينة بعد الفينة (1) أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق وان المؤمن
خلق مفتنا توابا نساءا إذا ذكر ذكر. رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار
وأحد أسانيد الكبير رجاله ثقات وله السياق.
(باب المؤمن يسهو ثم يرجع)
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمن ومثل الايمان
كمثل الفرس في آخيته (2) يجول ثم يرجع إلى آخيته وإن المؤمن يسهو ثم يرجع
إلى الايمان فأطعموا طعامكم الأتقياء وأولوا معروفكم المؤمنين. رواه أحمد وأبو يعلى
ورجالهما رجال الصحيح غير أبى سليمان الليثي وعبد الله بن الوليد التميمي وكلاهما ثقة.
(باب المؤمن واه راقع)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن واه راقع فسعيد من
هلك على رقعه. رواه الطبراني في الصغير والأوسط والبزاز وقال الطبراني ومعنى واه
يعنى مذنب وراقع يعنى تائب مستغفر، وفيه سعيد بن خالد الخزاعي وهو ضعيف.
(باب فيمن يعمل الحسنات بعد السيئات)
عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مثل الذي يعمل
السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته ثم عمل
حسنة فانفكت حلقة ثم عمل حسنة أخرى فانفكت أخرى حتى يخرج إلى الأرض. رواه

(1) أي الحين بعد الحين والساعة بعد الساعة.
(2) هي بالمد والتشديد:
حبيل أو عويد يعرض في الحائط ويدفن طرفاه فيه وتشد فيه الدابة، أي يبعد عن
ربه بالذنوب، وأصل ايمانه ثابت.
201

أحمد والطبراني وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح. وعن أبي ذر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن فيما بقي غفر له ما مضى ومن أساء فيما
بقي أخذ بما مضى وبما بقي. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن أبي
طويل شطب الممدود أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت من عمل الذنوب كلها فلم يترك
منها شيئا وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة (1) إلا أتاها فهل لذلك من توبة قال
فهل أسلمت قال فأما أنا فاشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله قال تفعل
الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن قال وغدراتي وفجراتي قال
نعم قال الله أكبر فما زال يكبر حتى توارى. رواه الطبراني والبزاز بنحوه إلا أنه
قال تعمل الخيرات وتسبر السبرات، ورجال البزاز رجال الصحيح غير محمد
ابن هارون أبى نشيط وهو ثقة.
(باب فيمن يلتمس رضا الله تعالى)
عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العبد ليلتمس مرضاة الله تعالى
فلا يزال بذلك فيقول الله عز وجل لجبريل ان فلانا عبدي يلتمس أن يرضيني
ألا وإن رحمتي عليه فيقول جبريل رحمة الله على فلان ويقولها حملة العرش ويقولها
من حولهم حتى يقولها أهل السماوات السبع ثم يهبط إلى الأرض. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة. وعن عمرو بن مالك
الراسبي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنى فقلت ان الرب تبارك وتعالى
ليترضى فيرضى فارض عنى فرضى عنى. رواه البزاز من رواية طارق عن عمرو
ابن مالك وطارق ذكره ابن أبي حاتم ولم يوثقه ولم يجرحه، وبقية رجاله ثقات.
(باب ما جاء في طول عمر المؤمن والنهى عن تمنيه الموت)
عن أم الفضل أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على العباس وهو يشتكي فتمنى
الموت فقال يا عباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمن الموت ان كنت محسنا
تزداد إحسانا خيرا لك وان كنت مسيئا استغنيت خيرا لك لا تمن الموت، وفى
رواية ان كنت مسيئا فان تؤخر تستعتب من إساءتك خير لك. رواه أحمد وأبو
يعلى والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير هند بنت الحرث فان كانت هي

(1) أي لم يترك حاجة صغيرة ولا حاجة كبيرة. وقيل داجة اتباع.
202

القرشية أو الفارسية فقد احتج بها في الصحيح وان كانت الخثعمية فلم أعرفها. وعن
جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمنوا الموت فان هول
المطلع شديد وان من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله عز وجل الإنابة.
رواه أحمد والبزاز واسناده حسن. وعن أبي أمامة قال جلسنا إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فذكرنا ورققنا فبكى سعد فأكثر البكاء فقال يا ليتني مت فقال النبي
صلى الله عليه وسلم يا سعد أعندي تتمنى الموت فردد ذلك ثلاث مرات ثم قال يا سعد إن
كنت خلقت للجنة فما طال عمرك وحسن من عملك فهو خير لك. رواه أحمد
والطبراني وزاد فيه وان كنت خلقت للنار فبئس الشئ تتعجل إليه، وفيه يزيد بن علي
الألهاني وهو ضعيف.
(باب فيمن طال عمره من المسلمين)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بخيركم قالوا بلى يا رسول الله
قال خياركم أطولكم أعمارا وأحسنكم أعمالا، وفى رواية أحسنكم أخلاقا بدل
أعمالا. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ألا أنبئكم بخياركم قالوا بلى يا رسول الله قال خياركم أطولكم أعمارا إذا سددوا.
رواه أبو يعلى واسناده حسن. وعن أبي بكرة أن رجلا قال يا رسول الله أي الناس خير
قال من طال عمره وحسن عمله قال فأي الناس شر قال من طال عمره وساء عمله.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وإسناده جيد. وعن جابر أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال ألا أنبئكم بخياركم قالوا بلى قال أحاسنكم أخلاقا وأطولكم أعمارا
قلت رواه الترمذي غير قوله أطولكم أعمارا رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح
غير مبارك بن فضالة وقد وثق. وعن عبادة يعنى ابن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ألا أنبئكم بخياركم قالوا بلى يا رسول الله قال أطولكم أعمارا في الاسلام إذا سددوا.
رواه الطبراني وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف. وعن عبد الله بن مسعود قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله عبادا يضن بهم عن الفناء (1) ويطيل أعمارهم في
حسن العمل ويحسن أرزاقهم ويحييهم في عافية ويقبض أرواحهم في عافية على الفرش
ويعطيهم منازل الشهداء. رواه الطبراني وفيه جعفر بن محمد الواسطي الوراق ولم

(1) في نسخة " القتل ".
203

أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن شداد أبى عمار قال قال عوف بن مالك يا طاعون
خذني إليك فقالوا أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلما طال عمر المسلم
كان له خيرا قال بلى. رواه الطبراني وفيه النهاس بن قهم وهو ضعيف. وعن أبي
هريرة قال كان رجلان من بلى حي من قضاعة أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشهد
أحدهما وأخر الآخر سنة قال طلحة بن عبيد الله فرأيت الجنة فرأيت المؤخر منهما
أدخل الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه
وسلم أو ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس قد صام بعده
رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة سنة قلت هذا من حديث
أبي هريرة كما تراه إنما لطلحة فيه رؤية المنام ولطلحة حديث رواه ابن ماجة رواه
أحمد وإسناده حسن. وعن عبد الله بن شداد أن نفرا من بنى عذرة ثلاثة أتوا النبي
صلى الله عليه وسلم فأسلموا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يكفينيهم قال طلحة أنا قال
فكانوا عند طلحة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا فخرج فيه أحدهم فاستشهد ثم
بعث بعثا آخر فخرج فيه آخر فاستشهد ثم مات الثالث على فراشه قال طلحة فرأيت
هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة فرأيت الميت على فراشه أمامهم ورأيت الذي
استشهد أخيرا يليه ورأيت أولهم آخرهم قال فدخلني من ذلك فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم
فذكرت ذلك له قال فقال وما أنكرت من ذلك ليس أحد أفضل عند الله عز وجل
من مؤمن يعمر في الاسلام لتسبيحه وتكبيره وتهليله قلت لطلحة حديث رواه
ابن ماجة في التعبير غير هذا رواه أحمد فوصل بعضه وأرسل أوله، ورواه أبو يعلى
والبزاز فقالا عن عبد الله بن شداد عن طلحة فوصلاه بنحوه ورجالهم رجال الصحيح.
وعن أنس بن مالك رفع الحديث قال المولود حتى يبلغ الحنث ما عمل من حسنة كتبت
لوالده أو لوالديه وما عمل من سيئة لم تكتب عليه ولا على والديه فإذا بلغ الحنث
جرى عليه القلم أمر الملكان اللذان معه أن يحفظا وأن يشددا فإذا بلغ أربعين سنة في
الاسلام أمنه الله من البلايا الثلاثة الجنون والجذام والبرص فإذا بلغ الخمسين خفف
الله حسابه فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة بما يحب فإذا بلغ السبعين أحبه أهل السماء
فإذا بلغ الثمانين كتب الله حسناته وتجاوز عن سيئاته فإذا بلغ التسعين غفر الله له
ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشعفه في أهل بيته وكان أسير الله في أرضه فإذا بلغ أرذل
204

العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئا كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير فإذا
عمل سيئة لم تكتب عليه، وفى رواية عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من
مسلم يعمر في الاسلام فذكر نحوه وقال فإذا بلغ السبعين سنة في الاسلام أحبه الله
وأحبه أهل السماء، وفى رواية إذا بلغ سبعين سنة في الاسلام أحبه أهل السماء وأهل
الأرض، وفى رواية فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة إلى الله بما يحب الله فإذا بلغ السبعين
غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكان أسير الله في أرضه وشفع في أهل بيته.
رواها كلها أبو يعلى بأسانيد، ورواه أحمد موقوفا باختصار وقال فيه فإذا بلغ الستين
رزقه الله عز وجل إنابة يحبه عليها. وروى بعده بسنده إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله ورجال إسناد ابن عمر وثقوا على ضعف في بعضهم كثير
وفى أحد أسانيد أبى يعلى ياسين الزيات وفى الآخر يوسف بن أبي ذرة وهما ضعيفان
جدا وفى الآخر أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض وهو لين، وبقية رجال هذه الطريق
ثقات وفى إسناد أنس الموقوف من لم أعرفه. وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال من عمره الله تبارك وتعالى أربعين سنة في الاسلام صرف الله عنه أنواعا من
البلايا الجذام والبرص وحنق الشيطان (1) ومن عمره الله خمسين سنة في الاسلام
لين الله عليه الحساب، وفى رواية هون الله عليه الحساب يوم القيامة ومن عمره الله
ستين سنة في الاسلام رزقه الله الإنابة إليه بما يحب الله ومن عمره الله سبعين سنة في
الاسلام أهل أهل السماء وأهل الأرض ومن عمره الله ثمانين سنة في الاسلام محى
الله سيئاته وكتب حسناته قال أنس في حديثه كتب الله حسناته ولم يكتب سيئاته
ومن عمره الله تسعين سنة في الاسلام غفر الله له ذنوبه وكان أسير الله في أرضه
وشفيعا لأهل بيته يوم القيامة، قال أنس بن عياض وشفع في أهل بيته يوم القيامة.
رواه البزاز باسنادين ورجال أحدهما ثقات. وعن عثمان يعنى ابن عفان عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال العبد المسلم إذا بلغ خمسين سنة خفف الله حسناته وإذا بلغ ستين رزقه
الله الإنابة إليه وإذا بلغ سبعين سنة أحبه أهل السماء فإذا بلغ ثمانين سنة ثبت الله حسناته
ومحى سيئاته فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفعه الله عز
وجل في أهل بيته وكتب في السماء أسير الله في الأرض. رواه أبو يعلى في الكبير

(1) في نسخة " السلطان ". والحنق: الغيظ والحقد.
205

وفيه عزرة بن قيس الأزدي وهو ضعيف وعن عبد الله بن أبي بكر الصديق قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغ المرء المسلم خمسين سنة صرف الله عنه
ثلاثة أنواع من البلاء الجنون والجذام والبرص فإذا بلغ ستين رزقه الله الإنابة
إليه فإذا بلغ سبعين سنة محيت سيئاته وكتبت حسناته فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له
ذنبه ما تقدم منه وما تأخر وكان أسير الله في الأرض وشفيعا لأهل بيته. رواه الطبراني
من رواية عبد الله بن عمرو بن عثمان عن عبد الله بن أبي بكر الصديق ولم يدركه
ولكن رجاله ثقات إن كان محمد بن عمار الأنصاري هو سبط ابن سعد القرظ والظاهر
أنه هو والله أعلم، ورواه البزاز باختصار كثير وفى إسناده مجاهيل كما قال. وعن
سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا بلغ العبد ستين سنة فقد أعذر
الله إليه في العمر وأبلغ الله في العمر. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(باب في أعمار هذه الأمة)
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم
الذين يبلغون ثمانين. رواه أبو يعلى وفيه شيخ هشيم لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن حذيفة أنه قال يا رسول الله حدثنا عن أعمار أمتك قال ما بين الخمسين إلى الستين
قالوا يا رسول الله فأبناء السبعين قال قل من يبلغها من أمتي رحم الله أبناء السبعين ورحم
الله أبناء الثمانين. رواه البزاز وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف. وعن ابن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل أمتي الذين يبلغون السبعين. رواه الطبراني
قلت لعله التسعين فان هذا من النسخة التي كتبت منها لم تقابل. والله أعلم.
(باب تمنى الموت لمن وثق بعمله وتمنيه عند فساد الزمان)
عن عمرو بن عبسة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يتمن أحدكم الموت إلا أن يثق بعمله
فان رأيتم في الاسلام ست خصال فتمنوا الموت وإن كانت نفسك في يدك فأرسلها
إضاعة الدم وإمارة الصبيان وكثرة الشرط وإمارة السفهاء وربيع الحكم ونشو يتخذون
القرآن مزامير. رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن أبي هريرة عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدعو به من قبل أن يأتيه إلا أن يكون
قد وثق بعمله. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو مدلس وفيه ضعف وقد وثق، وبقية
رجاله رجال الصحيح. وعن أبي المعلى قال قال الحكم الغفاري يا طاعون خذني إليك
206

فقال له رجل من القوم بم تقول هذا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ألا لا يتمنين
أحدكم الموت قال قد سمعت ما سمعتم ولكني أبادر ستا بيع الحكم وكثرة الشرط
وإمارة الصبيان وسفك الدماء وقطيعة الرحم ونشو يكون في آخر الزمان يتخذون
القرآن مزامير. رواه الطبراني وأبو المعلى لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(باب فيمن شاب في الاسلام) تقدم في الزينة.
(باب فيمن صلى ثم استغفر)
عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال أتيت أبا الدرداء في مرضه الذي قبض فيه قال لي
يابان أخي ما أعملك إلى هذا البلد وما جاء بك قال قلت لا إلا صلة بينك وبين عبد الله ابن سلام فقال أبو الدرداء بئس ساعة الكذب هذه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام يصلى ركعتين أو أربعا شك سهل يحسن فيها
الركوع والخشوع ثم استغفر الله غفر الله. رواه أحمد وفيه من لم أعرفه.
(باب ما جاء في الاستغفار)
عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن إبليس
قال لربه عز وجل وعزتك وجلالك لا أبرح أغوى بني آدم ما دامت الأرواح فيهم
فقال له ربه فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني. رواه أحمد وأبو يعلى
بنحوه وقال لا أبرح أغوى عبادك، والطبراني في الأوسط وأحد إسنادي أحمد
رجاله رجال الصحيح وكذلك أحد إسنادي أبى يعلى. وعن أبي بكر عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار فان إبليس
قال أهلكت الناس بالذنوب فأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار فلما رأيت ذلك
أهلكتهم بالأهواء وهم يحسبون أنهم مهتدون. رواه أبو يعلى وفيه عثمان بن مطر
وهو ضعيف. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للقلوب صدأ كصدأ الحديد
وجلاؤها الاستغفار. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وزاد فيه قالوا يا رسول
الله فما جلاؤها قال الاستغفار، وفيه الوليد بن سلمة الطبراني وهو كذاب.
(باب العجلة بالاستغفار)
عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات
عن العبد المسلم المخطئ أو المسئ فان ندم واستغفر منها ألقاها وإلا كتبت واحدة.
207

رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها وثقوا. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم صاحب اليمين أمين على صاحب الشمال فإذا عمل العبد حسنة
كتبها بعشر أمثالها وإن عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب
اليمين أمسك عنها فيمسك عنها فان استغفر لم تكتب وإن سكت كتبت عليه. رواه
الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو كذاب ولكنه موافق لما قبله وليس فيه شئ
زائد غير أن الحسنة يكتبها بعشر أمثالها وقد دل القرآن والسنة على ذلك. وعن أم
عصمة العوصية امرأة من قيس قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد
يعمل ذنبا إلا وقف الملك الموكل باحصاء ذنوبه ثلاث ساعات فان استغفر الله من
ذنبه ذلك في شئ من تلك الساعات لم يوقف عليه يوم القيامة. رواه الطبراني وفيه
أبو مهدي سعيد بن سنان وهو متروك.
(باب الاكثار من الاستغفار)
عن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من
الاستغفار. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وعن أنس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما من حافظين يرفعان إلى الله في يوم فيرى تبارك وتعالى في
أول الصحيفة وفى آخرها استغفارا إلا قال تبارك وتعالى قد غفرت لعبدي ما بين
طرفي الصحيفة. رواه البزاز وفيه تمام بن نجيح وثقه ابن معين وغيره وضعفه
البخاري وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة، وفى رواية إني لأتوب مكان إني لأستغفر.
رواه الطبراني في الأوسط كله وروى معه إني لأتوب أبو يعلى والبزاز وإسناد انى
لأستغفر حسن وأحد إسنادي أبى يعلى في حديث انى لأتوب إلى الله رجاله رجال الصحيح.
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لأستغفر الله وأتوب إليه
سبعين مرة، وفى رواية أكثر من سبعين مرة. وفى رواية مائة مرة. رواها كلها الطبراني
في الأوسط وأسانيدها حسنة. وعن أنس بن مالك أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله إني امرؤ ذرب (1) اللسان وأكثر ذلك على أهلي فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أين أنت من الاستغفار إني لأستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة.

(1) أي حاد اللسان لا يبالي ما قال.
208

رواه الطبراني في الأوسط وفيه كثير بن سليم وهو ضعيف. وعن أبي موسى أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة قلت رواه ابن
ماجة غير قوله مائة مرة رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح.
وعن عبد الرحمن بن دلهم أن رجلا قال يا رسول الله علمني عملا أدخل به الجنة قال لا تغضب
ولك الجنة قال يا رسول الله زدني قال استغفر الله في اليوم سبعين مرة قبل أن تغيب
الشمس يغفر الله لك ذنب سبعين عاما قال ليس لي سبعون عاما قال فلأبيك قال ليس
لأبي سبعون عاما قال فلأهل بيتك قال ليس لأهل بيتي سبعون عاما (1) قال فلجيرانك.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
(باب أوقات الاستغفار)
قلت قد تقدمت أحاديث هذا الباب في الأدعية في أوقات الإجابة وأذكر حديثا منها:
عن عثمان بن أبي العاص الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تفتح أبواب السماء
نصف الليل فينادي مناد هل من داع فيستجاب له هل من سائل فيعطى هل من مكروب
فيفرج عنه فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشارا (2)
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستغفر
بالأسحار سبعين مرة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو متروك.
(باب كيفية الاستغفار)
عن أبي موسى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أستغفرك
لما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل
شئ قدير قلت له في الصحيح اللهم اغفر لي ما قدمت إلى آخره، وهذا اللهم إني
أستغفرك رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح الا أن بريدة قال حدثت عن الأشعري.
وعن ابن عباس رفع الحديث أنه قال من قال سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب
إليه كتبت كما قالها ثم علقت بالعرش لا يمحوها ذنب عمله صاحبها يعنى يلقى الله
وهي مختومة عليها. رواه الطبراني وفيه مالك بن يحيى بن مالك وهو ضعيف. وعن أبي
مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أوفى كلمة أن يقول العبد
اللهم أنت ربى وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي ولا يغفر الذنوب إلا أنت أي

(1) ليس في الأصل " سبعون عاما " هنا.
(2) هو آخذ العشر على ما كان في الجاهلية.
209

رب فاغفر لي ذنبي. رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف. وعن عبد الله
ابن مسعود قال لا يقول رجل أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
ثلاث مرات إلا غفر له وإن كان فر من الزحف. رواه الطبراني موقوفا ورجاله وثقوا.
(باب استغفار الولد لوالده)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل ليرفع
الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول يا رب أنى لي هذه فيقول باستغفار ولدك لك.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وقد
وثق. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع الرجل يوم
القيامة من الحسنات أمثال الجبال فيقول أتى هذا فيقال باستغفار ولدك لك. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه ضعفاء قد وثقوا.
(باب الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن عنده مال
يتصدق به فليستغفر للمؤمنين والمؤمنات فإنها صدقة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
من لم أعرفهم. وعن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة. رواه الطبراني
وإسناده جيد. وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال كل يوم
اللهم اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات أتحف به كل مؤمن حسنة. رواه الطبراني وفيه
أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف. وعن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كل يوم سبعا وعشرين مرة أو خمسا وعشرين
مرة أحد العددين كان من الذين يستجاب لهم ويرزق بهم أهل الأرض. رواه
الطبراني وفيه عثمان بن أبي العاتكة (1). وقال فيه حدثت عن أم الدرداء، وعثمان هذا
وثقه غير واحد وضعفه الجمهور، وبقية رجاله المسمين ثقات.
(باب الاستغفار لأهل الكبائر من المسلمين وما جاء فيهم)
عن ابن عمر قال كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا نبينا صلى الله عليه وسلم
يقول (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وقال أخرت شفاعتي

(1) في الأصل " العائلة ".
210

لأهل الكبائر يوم القيامة. رواه البزاز وإسناده جيد. قلت قد تقدم في أوائل التوبة:
باب ما جاء في المذنبين من أهل التوحيد.
(باب ما جاء في وعد الله تعالى ووعيده)
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وعده الله تعالى على عمل ثوابا
فهو منجز له ومن وعده الله على عمل عقابا فهو منه بالخيار. رواه أبو يعلى والطبراني
في الأوسط وفيه سهيل بن أبي حزم وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب فيمن علم أن الله يغفر الذنب)
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذنب ذنبا فعلم
أن الله عز وجل إن شاء عذبه عذبه وإن شاء أن يغفر له غفر له كان حقا على الله عز وجل
أن يغفر له. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر بن مرزوق الجدي وهو ضعيف.
(باب فيمن أذنب فعلم أن الله تعالى اطلع عليه)
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذن ذنبا فعلم أن الله قد اطلع عليه
غفر له وإن لم يستغفر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن هراسة وهو متروك.
(باب في مغفرة الله تعالى للذنوب العظام وسعة رحمته)
عن عبد الله بن عمرو قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال إن الله جل
ذكره لا يتعاظمه ذنب غفره إن رجلا كان فيمن كان قبلكم قتل ثمانيا وتسعين نفسا فأتى
راهبا فقال إني قتلت ثمانيا وتسعين نفسا فهل تجد لي من توبة فقال له قد أسرفت فقام إليه
فقتله ثم أتى راهبا آخر فقال إني قتلت تسعا وتسعين نفسا فهل تجد لي من توبة فقال لا قد
أسرفت فقام إليه فقتله ثم أتى راهبا آخر فقال إني قتلت مائة نفس هل تجد لي من توبة
فقال قد أسرفت وما أدرى ولكن ههنا قريتان قرية يقال لها بصرة والأخرى يقال لها
كفرة فأما بصرة فيعملون عمل الجنة لا يثبت فيها غيرهم وأما كفرة فيعملون عمل
أهل النار لا يثبت فيها غيرهم فانطلق إلى أهل بصرة فان ثبت فيها وعملت مثل أهلها فلا
تشك في توبتك فانطلق يريدها حتى إذا كان بين القريتين أدركه الموت فسألت الملائكة
ربها عنه فقال انظروا أي القريتين كان أقرب فاكتبوه من أهلها فوجدوه أقرب إلى
بصرة بقيد أنملة فكتب من أهلها. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي
عبد رب أنه سمع معاوية بن أبي سفيان على المنبر يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه
211

وسلم يقول إن رجلا أسرف على نفسه فلقى رجلا فقال أن الآخر قتل تسعا وتسعين نفسا
كلهم ظلما فهل لي من توبة قال لا فقتله وأتى آخر فقال أن الآخر قتل مائة نفس كلها ظلما
فهل تجد لي من توبة فقال إن حدثتك على أن الله لا يتوب على من تاب كذبتك ههنا قوم
يتعبدون فائتهم تعبد الله معهم فتوجه إليهم فمات على ذلك فاجتمعت ملائكة الرحمة
وملائكة العذاب فبعث الله إليهم ملكا فقال قيسوا ما بين المكانين فأيهم كان أقرب فهو
منهم فوجدوه أقرب إلى دير التوابين بأنملة فغفر له. رواه الطبراني باسنادين ورجال
أحدهما رجال الصحيح غير أبى عبد رب وهو ثقة. ورواه أبو يعلى بنحوه كذلك.
وعن أبي قيس مولى بن جمح قال سمعت أبا بلوة البلوى وكان من أصحاب الشجرة بايع النبي
صلى الله عليه وسلم تحتها وأتى يوما مسجد الفسطاط فقام في الرحبة وقد كان بلغه عن عبد الله
ابن عمرو بعض التشديد فقال لا تشددوا على الناس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول قتل رجل من بني إسرائيل سبعا وتسعين نفسا فذهب إلى راهب فقال إني
قتلت سبعا وتسعين نفسا فهل تجد لي من توبة قال لا فقتل الراهب ثم ذهب إلى راهب
آخر فقال إني قتلت ثمانيا وتسعين نفسا فهل تجد لي من توبة قال لا فقتله ثم ذهب إلى الثالث
فقال إني قتلت تسعا وتسعين نفسا منهم راهبا فهل تجد لي من توبة فقال لقد عملت شرا
ولئن قلت إن الله ليس بغفور رحيم لقد كذبت فتب إلى الله فقال أما أنا فلا أفارقك
بعد قولك فلزمه على أن لا يعصيه فكان يخدمه في ذلك فهلك رجل والثناء عليه قبيح فلما
دفن قعد على قبره فبكى بكاءا شديدا ثم توفى آخر والثناء عليه حسن فلما دفن قعد على قبره
فضحك ضحكا شديدا فأنكر أصحابه ذلك فاجتمعوا إلى رأسهم فقالوا كيف يأوى إليك هذا قاتل
النفوس وقد صنع ما رأيت فوقع في نفسه وأنفسهم فأتى إلى صاحبهم مرة من ذلك ومعه
صاحب له فكلمه فقال له ما تأمرني فقال اذهب فأوقد تنورا ففعل ثم أتاه فأخبره
أن قد فعل فقال اذهب فالق نفسك فيها فلها عنه الراهب وذهب الآخر فألقى نفسه
في التنور ثم استفاق الراهب فقال إني لأظن أن الرجل قد ألقى نفسه في التنور بقولي
فذهب فوجده حيا في التنور يعرق فأخذ بيده فأخرجه من التور فقال ما ينبغي أن
تخدمني ولكن أنا أخدمك أخبرني عن بكائك عن المتوفى الأول وعن ضحكك عن
الآخر قال أما الأول فلما دفن رأيت ما يلقى به من الشر فذكرت ذنوبي فبكيت وأما
الآخر فرأيت ما يلقى به من الخير فضحكت وكان بعد ذلك من عظماء بني إسرائيل.
212

رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وعن ابن مسعود قال كانت قريتان إحداهما
صالحة والأخرى ظالمة فخرج رجل من القرية الظالمة يريد القرية الصالحة فأتاه الموت
حيث شاء الله فاختصم فيه الملك والشيطان فقال الشيطان والله ما عصاني قط فقال الملك
إنه خرج يريد التوبة فقضى بينهما أن ينظر إلى أيهما أقرب فوجدوه أقرب إلى القرية
الصالحة بشبر فغفر له، قال معمر وسمعت من يقول قرب الله إليه القرية الصالحة. رواه
الطبراني موقوفا ورجاله رجال الصحيح. قلت وقد تقدم حديث الذي أمر ولده أن
يحرقوه إذا مات في باب من خاف من ذنوبه في أوائل كتاب التوبة، وتأتي له طريق
عجيبة في أبواب الشفاعة إن شاء الله تعالى.
(باب الله أرحم بعباده المؤمنين من الوالدة بولدها)
عن أنس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم ونفر من أصحابه وصبي في الطريق فلما رأت أمه القوم
خشيت على ولدها أن يوطأ فأقبلت تسعى وتقول ابني ابني وسعت فأخذته فقال القوم
يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار قال فخفضهم (1) النبي صلى الله عليه وسلم وقال
ولا الله يلقى حبيبه في النار. رواه أحمد والبزاز ورجالهما رجال الصحيح. وعن عبد الله
ابن أبي أوفى قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فإذا هو بصبي يبكى فقال يا عمر ضم الصبي فإنه
ضال فجاءت أمه فأخذت ابنها فجعلت تضمه إليها وترشفه وتبكي فقال النبي صلى الله عليه
وسلم أترون هذه رحيمة بولدها فقالوا نعم فقال والله لله أرحم بالمسلمين من هذه بولدها.
رواه الطبراني وفيه فائد أبو الورقاء وهو متروك. ويأتي حديث عمر في أواخر كتاب البعث.
(باب منه في رحمة الله تعالى)
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خلق الله تبارك وتعالى من شئ
إلا وخلق ما يغلبه وخلق رحمته تغلب غضبه. رواه البزاز وفيه من لم أعرفه. وعن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا جبريل أيصلى ربك جل ذكره قال
نعم قلت ما صلاته قال سبوح قدوس سبقت رحمتي غضبى. رواه الطبراني في الصغير والأوسط
ورجاله وثقوا. وعن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تعلمون قدر رحمة الله لاتكلتم
أحسبه قال عليها. رواه البزاز وإسناده حسن. وعن جندب قال جاء اعرابي فأناخ راحلته
ثم عقلها فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى راحلته فأطلق عقالها ثم ركبها ثم نادى اللهم ارحمني

(1) أي سكنهم وهون عليهم الامر، من الخفض: الدعة والسكون.
213

ومحمدا ولا تشرك في رحمتنا أحمد أفقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتقولون هو أضل أم بعيره ألم تسمعوا
ما قال قالوا بلى قال لقد حظرت رحمة الله واسعة إن الله عز وجل خلق مائة رحمة فأنزل رحمة
يتعاطف بها الخلائق جنها وإنسها وبهائمها وعنده تسعة وتسعون أتقولون هو أضل أم بعيره
قلت رواه أبو داود باختصار رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبى
أبى عبد الله الجشمي ولم يضعفه أحد. وعن الحسن البصري قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إن لله عز وجل مائة رحمة وإنه قسم رحمة واحدة بين أهل الأرض فوسعتهم إلى آجالهم
ودخر عنده تسعة وتسعين لأوليائه يوم القيامة. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل
ذلك. رواه كله أحمد وروى عن خلاس قال مثله. وروى عن محمد بن سيرين قال مثله
ورجال المرسلات ومسند أبي هريرة أيضا كلها رجال الصحيح. وعن معاوية بن حيدة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله جل وعز خلق مائة رحمة فرحمة بين خلقه يتراحمون
بها وادخر لأوليائه تسعة وتسعين. رواه الطبراني وفيه مخيس بن تميم وهو مجهول،
وبقية رجاله ثقات. وعن عبادة يعنى ابن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قسم ربنا رحمته مائة جزء فأنزل منها جزءا في الأرض فهو الذي يتراحم به الناس والطير
والبهائم وبقيت عنده مائة رحمة إلا رحمة واحدة لعباده يوم القيامة. رواه الطبراني
وإسحق بن يحيى لم يدرك عبادة، وبقية رجاله غير اسحق رجال الصحيح. وعن ابن
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل خلق مائة رحمة رحمة منها قسمها
بين الخلائق وتسعة وتسعين إلى يوم القيامة. رواه الطبراني والبزاز وإسناده حسن. وعن
الفرزدق بن غالب قال لقيت أبا هريرة بالشام فقال لي أنت الفرزدق قلت نعم فقال أنت
الشاعر قلت نعم فقال أما انك ان بقيت لقيت قوما يقولون لا توبة لك فإياك أن تقطع رجاءك
من رحمة الله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح المري وهو ضعيف في الحديث.
(باب في قوله تعالى يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله)
عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلما ما أحب أن
لي الدنيا وما فيها بهذه الآية (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله)
الآية. رواه الطبراني في الأوسط واسناده حسن. وعن ابن عباس قال بعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى وحشي قاتل حمزة يدعوه إلى الاسلام فأرسل إليه يا محمد كيف تدعوني وأنت تزعم
أن من قتل أو أشرك أو زنى يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا وأنا
214

صنعت ذلك فهل تجد لي من رخصة فأنزل الله (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك
يبذل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) فقال وحشي يا محمد هذا شرط شديد إلا من
تاب وآمن وعمل عملا صالحا فلعلي لا أقدر على هذا فأنزل الله عز وجل (إن الله لا يغفر
أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فقال وحشي يا محمد أرى بعد مشيئة فلا
أدرى يغفر لي أم لا فهل غير هذا فأنزل الله (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا
من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) قال وحشي هذا نعم
فأسلم فقال الناس يا رسول الله إنا أصبنا ما أصاب وحشي قال هي للمسلمين عامة.
رواه الطبراني وفيه أبين بن سليمان وهو ضعيف. قلت وقد تقدم في آخر الباب قبله
قول أبي هريرة للفرزدق إياك أن تقطع رجاءك من رحمة الله.
(باب منه في سعة رحمة الله ومغفرته للذنوب وقوله)
صلى الله عليه وسلم لو لم تذنبوا لذهب الله بكم
عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي
نفسي بيده أو الذي نفس محمد بيده لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم ما بين السماء
والأرض ثم استغفرتم الله لغفر لكم والذي نفس محمد بيده أو والذي نفسي بيده لو لم
تخطئوا لجاء الله عز وجل بقوم يخطئون ثم يستغفرون فيغفر لهم. رواه أحمد وأبو يعلى
ورجاله ثقات. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفارة الذنب الندامة،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون ليغفر لهم.
رواه أحمد والطبراني باختصار قوله كفارة الذنب الندامة في الكبير والأوسط، والبزاز
وفيه يحيى بن عمرو بن مالك النكري وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.
وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم تذنبوا لخلق الله خلقا
يذنبون ثم يغفر لهم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وقال في الأوسط لخلق الله
خلقا يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم وهو الغفور الرحيم. رواه البزاز بنحو الأوسط
محالا على موقوف عبد الله بن عمرو ورجالهم ثقات وفى بعضهم خلاف. وعن أبي
سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء
بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم. رواه البزاز وفيه يحيى بن كثير صاحب
البصري وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل
215

يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولو أتيتني بملء الأرض
خطايا لقيتك بملء الأرض مغفرة ما لم تشرك بي ولو بلغت خطاياك عنان السماء ثم
استغفرتني لغفرت لك. رواه الطبراني في الثلاثة وفيه إبراهيم بن إسحاق الصيني وقيس
ابن الربيع وكلاهما مختلف فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي الدرداء عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال قال ربكم تبارك وتعالى لو أن عبدي استقبلني بقراب
الأرض (1) ذنوبا لا يشرك بي شيئا استقبلته بقرابها مغفرة. رواه الطبراني وفيه من
لم أعرفهم. وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن ربه عز
وجل قال عبدي لو استقبلتني بملء الأرض ذنوبا لاستقبلتك بمثلهن مغفرة ولا أبالي.
رواه الطبراني وفيه العلاء بن زيدل (2) وهو متروك. وبسنده عن أبي الدرداء عن النبي
صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن ربه عز وجل قال عبدي ما دعوتني
ورجوتني ولم تشرك بي شيئا غفرت لك على ما كان منك (3). قلت وقد تقدم
حديث أبي موسى الذي فيه يا عبادي كلكم ضال إلا من هديت في الأدعية في باب قدرة الله
تعالى واحتياج العبد إليه في كل شئ.
(باب منه في سعة رحمة الله تعالى)
عن حذيفة يعنى ابن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي
بيده ليدخلن الله الجنة الفاجر في دينه الأحمق في معيشته والذي نفسي بيده ليدخلن
الجنة الذي محشته (4) النار بذنبه والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة
يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وزاد فيه
والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة لا تخطر على قلب بشر، وفى إسناد الكبير
سعد بن طالب أبو غيلان وثقه أبو زرعة وابن حبان وفيه ضعف، وبقية رجال الكبير ثقات.
(باب في عتقاء الله تعالى)
عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد شك الأعمش قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إن لله عز وجل عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة. رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن

(1) أي مما يقارب ملأها.
(2) في الأصل مغفلة من النقط مصحفة في آخرها
كاف، والتصويب من لسان الميزان.
(3) في الأصل " فيك ".
(4) أي أحرقته.
216

لله في كل يوم ستمائة ألف عتيق يعتق من النار كلهم قد استوجب النار. رواه أبو يعلى
وفيه الأزور أبو غالب البصري وهو ضعيف. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن لله يعنى في ساعة من ساعات الدنيا ستمائة ألف عتيق يعتقهم من النار كلهم قد
استوجب النار. رواه أبو يعلى عن شيخه محمد بن يحيى عن أبي ميمون شيخ من أهل
البصرة ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله)
تقدم في فضل الأمة في أواخر المناقب أحاديث في هذا المعنى.
(باب أجلوا الله يغفر لكم)
عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلوا الله يغفر لكم، قال
ابن ثوبان يعنى أسلموا. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو العذراء
ولم أعرفه، وبقية رجاله عند أحمد وثقوا.
(باب كثرة ذنوب بني آدم)
عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو غفر لكم ما تأتون إلى
البهائم لغفر لكم كثير (1). رواه الطبراني وإسناده جيد.
(باب في كلام بني آدم)
عن الحرث بن سويد قال سمعت عبد الله يعنى ابن مسعود يقول ما من كلام أتكلم
به لذي سلطان أدرأ عنى منه ضربتين بالسوط إلا كتبت متكلما بهما. رواه الطبراني
ورجاله ثقات. وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نفس تموت ولها
عند الله مثقال نملة من خير إلا طين عليها طينا (2). رواه الطبراني وفيه بقية وهو مدلس.
(باب في حسنات العبد وسيئاته)
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الرب عز وجل يؤتى بحسنات العبد وسيئاته
يوم القيامة فيقبض بعضها ببعض فان بقيت حسنة واحدة أدخله الله الجنة قال قلت
فإن لم يبق قال (أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في
أصحاب الجنة) قال قلت أرأيت قوله (فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين) قال

(1) تقدم هذا الحديث.
(2) أي جبل عليه، وطينة الرجل: خلقه وأصله.
217

هو العبد يعمل السر أسره الله له يوم القيامة فيرى قرة أعين. رواه الطبراني وإسناده جيد.
(باب فيمن عمل حسنة أو سيئة أو هم بشئ من ذلك)
تقدم في آخر الأذكار وكذلك مضاعفة الحسنات.
(كتاب الزهد)
بسم الله الرحمن الرحيم
(باب التفكر في زوال الدنيا)
عن عبد الله بن مسعود قال بينما رجل فيمن كان قبلكم كان في ملكه فتفكر
فعلم أن ذلك منقطع عنه وأنه قد شغله عن عبادة ربه عز وجل فتسرب فانساب ذات
ليلة من قصره فأصبح في مملكة غيره فأتى ساحل البحر فكان به يضرب اللبن
بالاجر ويأكل ويتصدق بالفضل فلم يزل كذلك حتى رقى أمره إلى ملكهم وعبادته
وفضله فأرسل إليه ملكهم أن يأتي فأبى ثم أعاد عليه فأبى أن يأتيه وقال ماله ومالي قال
فركب الملك فلما رآه ولى هاربا فلما رأى ذلك الملك ركض في أثره فلم يدركه قال
فناداه يا عبد الله إنه ليس عليك منى باس فأقام حتى أدركه فقال من أنت رحمك الله
قال أنا فلان بن فلان صاحب ملك كذا وكذا تفكرت في أمري فعلمت أن ما أنا فيه
منقطع وإنه قد شغلني عن عبادة ربى فتركته وجئت ههنا أعبد ربي عز وجل قال ما أنت
بأحوج إلى ما صنعت منى قال ثم نزل عن دابته وسيبها فتبعه فكانا جميعا يعبدان الله
عز وجل فدعوا الله أن يميتهما جميعا، قال عبد الله فلو كنت برميلة مصر لأريتكم
قبورهما بالنعت الذي نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد وأبو يعلى
بنحوه وفى إسنادهما المسعودي وقد اختلط. وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى
الله عليه وسلم أن بني إسرائيل استخلفوا خليفة عليهم بعد موسى صلى الله عليه وسلم
فقام يصلى ذات ليلة فوق بيت المقدس في القمر فذكر أمورا كان صنعها فخرج فتدلى
بسبب فأصبح السبب معلقا في المسجد وقد ذهب قال فانطلق حتى أتى قوما على شط
218

البحر فوجدهم يضربون لبنا أو يصنعون لبنا فسألهم كيف تأخذون على هذا اللبن
قال فأخبروه فلبن معهم فكان يأكل من عمل يده فإذا كان حين الصلاة قام يصلى
فرفع ذلك العمال إلى دهقانهم أن فينا رجلا يفعل كذا وكذا فأرسل إليه فأبى أن
يأتيه ثلاث مرات ثم إنه جاء يسير على دابته فلما رآه فر فاتبعه فسبقه فقال انتظرني
أكلمك فقام حتى كلمه فأخبره خبره فلما أخبره أنه كان ملكا وانه فر من رهبة ربه
قال إني لأظنني لاحق بك قال فاتبعه فعبدا الله حتى ماتا برميلة مصر، قال عبد الله لو أنى
كنت ثم لاهتديت إلى قبريهما بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصف لنا. رواه البزاز
والطبراني في الأوسط والكبير وإسناده حسن.
(باب ما جاء في المواعظ)
قلت قد تقدم في كتاب العلم في باب ما جاء في القصص أدب القاص.
(باب)
عن سعد بن أبي وقاص في قول الله تعالى (الر تلك آيات الكتاب المبين إنا
أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص الآية) قال نزل
القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زمانا فقالوا يا رسول الله لو حدثتنا فأنزل
الله (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها الآية) كل ذلك يؤمرون بالقرآن، قال
خلاد وزاد فيه غيره قالوا يا رسول الله لو ذكرتنا فأنزل الله تعالى (ألم يأن للذين آمنوا
أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق). رواه أبو يعلى والبزاز نحوه وفيه
الحسين بن عمرو العنقزي ووثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح
وهو غير خلاد هذا أقدم.
(باب الايجاز في الموعظة)
عن سهل بن سعد الساعدي قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد عش
ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه
واعلم أن شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه استغناؤه عن الناس. رواه الطبراني في
الأوسط وإسناده حسن. وعن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي
جبريل عليه السلام أحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك ملاقيه وعش
ما شئت فإنك ميت، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوجز لي جبريل عليه السلام في الخطبة.
219

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم.
(باب ما جاء في الرياء)
عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والدين
والتمكين في الأرض وهو يشك في الثالثة قال فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم
يكن له في الآخرة نصيب. رواه أحمد وابنه من طرق ورجال أحمد رجال الصحيح.
وعن الجارود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب الدنيا بعمل الآخرة طمس وجهه
ومحق ذكره وأثبت اسمه في النار. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن أبي هريرة
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تزين بعمل الآخرة وهو لا يريدها ولا يطلبها لعن
في السماوات والأرضين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي
وهو كذاب. وعن عدى بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمر يوم
القيامة بناس من الناس إلى الجنة حتى إذا دنوا منها واستنشقوا ريحها ونظروا إلى
قصورها وما أعد الله لأهلها فيها نودوا أن اصرفوهم عنها لا نصيب لهم فيها فيرجعون
بحسرة ما رجع الأولون بمثلها فيقولون ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا
ما أريتنا من ثوابك وما أعددت فيها لأوليائك كان أهون علينا قال ذاك
أردت بكم كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين (1)
تراؤون الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم هبتم الناس ولم تهابوني أجللتم الناس ولم
تجلوني وتركتم للناس ولم تتركوا لي فاليوم أذيقكم أليم العذاب مع ما حرمتكم من
الثواب. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو جنادة وهو ضعيف. وعن عامر
ابن عبد الله بن الزبير قال جئت أبى فقال لي أين كنت فقلت وجدت أقواما ما رأيت خيرا
منهم يذكرون الله فيرعد أحدهم حتى يغشى عليه من خشية الله فقعدت معهم قال لا تقعد
معهم بعدها فرآني كأنه لم يأخذ ذلك في فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه (2) يتلون القرآن فلا يصيبهم هذا أفتراهم أخشع لله من أبى بكر وعمر فرأيت
أن ذلك كذلك فتركتهم. رواه الطبراني وفيه عبد الله بن مصعب بن ثابت وهو
ضعيف. وعن ابن غنم قال لما دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء ألفينا عبادة بن
الصامت فأخذ يميني بشماله وشمالي أبى الدرداء بيمينه فخرج يمشى بيننا ونحن ننتجي

(1) أي خاشعين.
(2) " أصحابه " غير موجودة في الأصل.
220

والله أعلم ما تتناجى فقال عبادة بن الصامت لئن طال بكما عمر أحدكما أو كلاكما لتوشكان
أن تريا الرجل من ثبج يعنى من وسط المسلمين قرأ القرآن على لسان محمد صلى الله
عليه وسلم قد أعاده وأبداه فأحل حلاله وحرم حرامه ونزل عند منازله لا يجوز منكم
إلا كما يجوز رأس الحمار الميت قال فبينا نحن كذلك إذ طلع علينا شداد بن أوس
وعوف بن مالك فجلسا إليه فقال شداد إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت
من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من الشهوة الخفية والشرك فقال عبادة بن
الصامت وأبو الدرداء اللهم غفرا ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا ان الشيطان قد
يئس أن يعبد في جزيرة العرب فأما الشهوة الخفية فقد عرفناها هاهي شهوات
الدنيا من نسائها وشهواتها فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد فقال شداد أرأيتم
لو رأيتم رجلا يصلى لرجل أو يصوم لرجل أو يتصدق له لقد أشرك قال عوف بن
مالك عند ذلك أفلا يعمد الله إلى ما ابتغى به وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص
له ويدع ما أشرك به قال شداد عند ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن الله عز وجل قال أنا خير قسيم لمن أشرك بي من أشرك بي شيئا فان جسده
عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غنى قلت عند ابن ماجة طرف
منه رواه أحمد وفيه شهر بن حوشب وثقه أحمد وغيره وضعفه غير واحد، وبقية
رجاله ثقات. وعن الضحاك بن قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله
تبارك وتعالى يقول أنا خير شريك فمن أشرك معي شريكا فهو لشريكي يا أيها الناس
أخلصوا أعمالكم لله فان الله تبارك وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له ولا تقولوا
هذا لله وللرحمن فإنها للرحم وليس لله منها شئ ولا تقولوا هذا لله ولوجوهكم فإنها
لوجوهكم وليس لله فيها شئ. رواه البزاز عن شيخه إبراهيم بن محشر وثقه ابن حبان
وغيره وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن مسعود قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو فتلك استهانة
استهان بها ربه تبارك وتعالى. رواه أبو يعلى وفيه إبراهيم بن مسلم الهجري وهو ضعيف.
وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاء بابن آدم يوم القيامة كأنه
بذج وربما قال كأنه حمل يقول يا ابن آدم أنا خير قسيم أنظر إلى عملك الذي عملته فأنا
أجزيك به وانظر إلى عملك الذي عملته لغيري فيجازيك على الذي عملت له. رواه أبو
221

يعلى وفيه مدلسون. وعن شداد بن أوس قال كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم الشرك الأكبر قلت له حديث في الرياء رواه ابن ماجة غير هذا رواه
الطبراني في الأوسط والبزاز إلا أنه قال الشرك الأصغر ورجالهما رجال الصحيح غير
يعلى بن شداد وهو ثقة. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان
آخر الزمان صارت أمتي ثلاث فرق فرقة تعبد الله خالصا وفرقة تعبد الله رياءا وفرقة
يعبدون الله ليستاكوا به الناس قلت فذكر الحديث وهو بتمامه في كتاب البعث في
الحساب رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيد بن إسحاق العطار وهو متروك. وعن
رافع بن خديج أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أخوف ما أخاف عليكم
الشرك الأصغر قالوا يا رسول الله وما الشرك الأصغر قال الرياء يقال لمن يفعل ذلك
إذا جاء الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون فاطلبوا ذلك عندهم. رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن شبيب بن خالد وهو ثقة. وعن ابن
عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في جهنم لواديا تستعيذ جهنم من ذلك الوادي في كل
يوم أربعمائة مرة أعد ذلك الوادي للمرائين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لحامل
كتاب الله والمتصدقين في غير ذات الله والحاج إلى بيت الله والخارج في سبيل الله.
رواه الطبراني عن شيخه محمد بن عبد الله بن عبدويه عن أبيه ولم أعرفهما، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدنيا ملعونة ملعون
ما فيها إلا ما ابتغى به وجه الله عز وجل. رواه الطبراني وفيه خداش بن المهاجر ولم
أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن عمرو بن مرة قال حدثني شيخ يكنى أبا يزيد قال
كنت جالسا مع عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر فقال عبد الله بن عمر إن الشيطان يجرى
من ابن آدم مجرى الدم والروح فبكى عبد الله بن عمرو وقال سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه وصغره وحقره.
رواه الطبراني في الكبير واللفظ له والأوسط بنحوه وقال سمع الله به سامع خلقه
يوم القيامة. رواه أحمد باختصار قول ابن عمر وقال فيه فذرفت عينا عبد الله بن
عمر، وسمى الطبراني الرجل وهو خيثمة بن عبد الرحمن فبهذا الاعتبار رجال أحمد
وأحد أسانيد الطبراني في الكبير رجال الصحيح. وعن أبي بكرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به. رواه أحمد والبزاز
222

والطبراني وأسانيدهم حسنة. وعن عوف بن مالك الأشجعي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
من قام مقام رياء راءى الله به ومن قام مقام سمعة سمع الله به. رواه الطبراني
وإسناده حسن. وعن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد
يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء إلا سمع الله به على رؤس الخلائق يوم القيامة. رواه
الطبراني وإسناده حسن. وعن عبد الله بن قيس الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال من قام رياء وسمعة فإنه في مقت الله حتى يجلس. رواه الطبراني وفيه يزيد
ابن عياض وهو متروك. وعن عبد الله بن مسعود قال من سمع سمع الله به ومن
راءى راءى الله به يوم القيامة ومن تخشع لله تواضعا رفعه الله يوم القيامة. رواه
الطبراني موقوفا من طريق ابن رزين عن ابن مسعود ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.
وعن أبي هند الداري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قام مقام رياء
وسمعة راءى الله به يوم القيامة وسمع به، والطبراني بنحوه ورجال أحمد والبزاز وأحد
أسانيد الطبراني رجال الصحيح. وعن أبي هند الداري قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول من راءى بالله لغير الله فقد برئ من الله. رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
(باب منه في الرياء وخفائه)
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك أخفى في أمتي من
دبيب النمل على الصفا (1). رواه البزاز وفيه عبد الأعلى بن أعين وهو ضعيف.
(باب ما يقول إذا خاف شيئا من ذلك)
عن أبي على رجل من بنى كاهل قال خطبنا أبو موسى الأشعري فقال يا أيها
الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقام إليه عبد الله بن حزن وقيس
ابن المضارب فقالا والله لتخرجن مما قلت أو لنأتين عمر مأذونا لنا أو غير مأذون
فقال بل أخرج مما قلت خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال يا أيها
الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقال له من شاء الله أن يقول
وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله قال قولوا اللهم إنا نعوذ بك من
أن نشرك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه. رواه أحمد والطبراني في الكبير

(1) أي الحجر.
223

والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبى على ووثقه ابن حبان. وعن حذيفة
عن أبي بكر إما حضر حذيفة ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم وإما أخبره أبو بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل قال قلنا يا رسول الله وهل الشرك إلا ما عبد
من دون الله أو ما دعى مع الله شك عبد الملك قال ثكلتك أمك يا صديق الشرك فيكم
أخفى من دبيب النمل ألا أخبرك بقول يذهب صغاره وكباره أو صغيره وكبيره
قلت بلى يا رسول الله قال تقول كل يوم ثلاث مرات اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك
شيئا وأنا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلم والشرك أن تقول أعطاني الله وفلان والند أن
يقول الانسان لولا فلان قتلني فلان. رواه أبو يعلى من رواية ليثت بن أبي سليم
عن أبي محمد عن حذيفة وليث مدلس وأبو محمد إن كان هو الذي روى عن ابن مسعود أو الذي
روى عن عثمان بن عفان فقد وثقه ابن حبان وإن كان غيرهما فلم أعرفه، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن معقل بن يسار قال شهدت النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي
بكر أو حدثني أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الشرك فيكم أخفى من
دبيب النمل ثم قال ألا أدلك على ما يذهب صغير ذلك وكبيره قل اللهم إني أعوذ
بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم. رواه أبو يعلى عن شيخه عمرو
ابن الحصين العقيلي وهو متروك.
(باب فيمن يرضى الناس بسخط الله)
عن عبد الله بن عصمة بن فاتك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تحبب إلى الناس
بما يحبون وبارز الله تعالى لقى الله تعالى يوم القيامة وهو عليه غضبان. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من تحبب إلى الناس بما يحبون وبارز الله بما يكره لقى الله
وهو عليه غضبان. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو
متروك. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسخط الله سخط الله عليه (1)
وأسخط عليه من أرضاه في سخطه ومن أرضى الله في سخط الناس رضي الله عنه
وأرضى عنه من أسخطه في رضاه حتى يزينه ويزين قوله وعمله في عينه. رواه الطبراني
ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن سليمان الحفري وقد وثقه الذهبي في آخر ترجمة

(1) " سخط الله عليه " غير موجودة في الأصل.
224

يحيى بن سليمان الجعفي. وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
طلب محامد الناس بمعاصي الله عاد حامده له ذاما قلت له عند الترمذي من التمس
رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط الناس عليه رواه البزاز من طريق
قطبة بن العلاء عن أبيه وكلاهما ضعيف قلت وقد تقدمت أحاديث من نحو هذه.
(باب فيمن أسر سريرة حسنة أو غيرها)
عن جندب بن سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسر عبد سريرة
إلا ألبسه الله رداءها إن خيرا فخير وإن شرا فشر. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه حامد بن آدم وهو كذاب.
(باب كراهية إظهار العمل)
عن أبي موسى قال قلت لرجل هلم فلنجعل يومنا هذا لله عز وجل فوالله لو كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد هذا فقال ومنهم من يقول هلم فلنجعل يومنا هذا
لله عز وجل فما زال يقولها حتى تمنيت أن الأرض ساخت بي، وفى رواية فما زال يرددها
حتى تمنيت أنى أسيخ في الأرض. رواه أحمد والبزاز ورجالهما رجال الصحيح
إلا أن ثابتا البناني قال حدثني من سمع حطان ولم سمه.
(باب لو عمل أحد في صخرة صماء خرج عمله إلى الناس)
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن أحدكم يعمل في
صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة يخرج عمله للناس كائنا ما كان. رواه أحمد وأبو
يعلى وإسنادهما حسن.
(باب احتقار العبد عمله يوم القيامة)
عن عتبة بن عبد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن رجلا يخر على
وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت في مرضاة الله عز وجل لحقره يوم القيامة. رواه
أحمد وإسناده جيد. وعن محمد بن أبي عميرة وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن
رجلا خر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في مرضاة الله عز وجل لحقره
ذلك اليوم ولود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب. رواه أحمد
موقوفا ورجاله رجال الصحيح.
225

(باب ما جاء في الكبر)
عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم والكبير فان
الكبر يكون في الرجل وإن عليه العبادة. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في جهنم واديا يقال له هبهب (1) حقا
على الله أن يسكنه كل جبار. رواه أبو يعلى وفيه أزهر بن سنان وقد وثق على ضعفه.
قلت وقد تقدمت أحاديث كثيرة في ذم الكبر في كتاب الايمان في الكبائر وفى كتاب الزينة.
وعن عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهبا يخطب الناس على المنبر فقال احفظوا منى ثلاثا
إياكم وهوى متبع وقرين السوء وإعجاب المرء بنفسه. رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
(باب في جمود العين وقسوة القلب)
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة من الشقاء جمود العين وقسوة القلب
وطول الامل والحرص على الدنيا. رواه البزاز وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف.
(باب أي الجلساء خير)
عن ابن عباس قال قيل يا رسول الله أي جلسائنا خير قال من ذكركم الله رؤيته
وزاد في عملكم منطقه وذكركم في الآخرة عمله. رواه أبو يعلى وفيه مبارك بن
حسان وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب إذا ذكرتم بالله فانتهوا)
عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أحسبه رفعه قال إذا ذكرتم بالله فانتهوا.
رواه البزاز وفيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد وهو ضعيف.
(باب طاعة المخلوقين)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس شئ إلا وهو أطوع لله تبارك
وتعالى من ابن آدم. رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.
(باب نظر الملائكة إلى أهل الطاعة وغيرهم)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ملائكة الله يعرفون
بني آدم أحسبه قال ويعرفون أعمالهم فإذا نظروا إلى عبد يعمل بطاعة الله ذكروه
بينهم وسموه وقال أفلح الليلة فلان نجا الليلة فلان وإذا نظروا إلى عبد يعمل بمعصية

(1) الهبهب في الأصل: السريع.
226

الله ذكروه بينهم وسموه وقالوا هلك فلان الليلة. رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.
(باب لولا أهل الطاعة هلك أهل المعصية)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مهلا فان الله تبارك وتعالى شديد
العقاب فلولا صبيان رضع ورجال ركع وبهائم رتع صب عليكم العذاب
أو أنزل عليكم العذاب. رواه البزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال لولا
شباب خشع وشيوخ ركع وأطفال رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا
ثم لرض رضا وقال مهلا عن الله مهلا، وأبو يعلى أخصر منه وفيه إبراهيم
ابن خيثم وهو ضعيف. وعن مسافع الديلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا عباد لله
ركع وصبية رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا ثم رض رضا. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار وهو ضعيف.
(باب عظة الخاصة وغيرهم)
عن الحكم بن مينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر أجمع لي من ههنا من قريش فجمعهم ثم قال
يا رسول الله أتخرج إليهم أم يدخلون قال بل أخرج إليهم فخرج فقال يا معشر قريش
هل فيكم غيركم قالوا لا إلا بنو أخواتنا قال ابن أخت القوم منهم ثم قال يا معشر قريش
إن أولى الناس بالنبي المتقون فانظروا لا يأتي الناس بالاعمال يوم القيامة وتأتون بالدنيا
يحملونها فأصد عنكم بوجهي ثم قرأ (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي
والذين آمنوا والله ولى المؤمنين). رواه أبو يعلى مرسلا وفيه أبو الحويرث وثقه ابن
حبان وغيره وضعفه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بنى قصي يا بنى عبد مناف أنا النذير والموت المغير والساعة الموعد. رواه
أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير ضمام بن إسماعيل وهو ثقة. وعن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعمل كأنك ترى وعد نفسك مع الموتى وإياك ودعوة المظلوم.
رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح غير علي بن يزيد وقد وثق.
وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إني رسول الله إليكم اعلموا أن المعاد إلى الله
ثم إلى الجنة أو إلى النار وانه إقامة لا ظعن وخلود لا موت في أجساد لا تموت. رواه
البزار ورجاله وثقوا إلا أن ابن سابط لم يدرك معاذا إلا أنه قال عن ابن سابط قال قام فينا
معاذ بن جبل. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم الرهان
227

وغدا السباق والغاية الجنة أو النار والهالك من دخل النار أنا الأول وأبو بكر المصلى
وعمر الثالث والناسي على السبق الأول فالأول. رواه الطبراني في الأوسط والكبير
بنحوه وفيه أصرم بن حوشب وهو متروك. وفى إسناد الأوسط الوليد بن الفضل
العنزي وهو ضعيف جدا.
(باب جامع في المواعظ) عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل قسم
بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله عز وجل يعطى الدنيا من يحب ومن
لا يحب ولا يعطى الدين إلا من أحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه بواثقه قلنا يا رسول
الله وما بوائقه قال غشه وظلمه ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك
له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار إن الله
عز وجل لا يمحو السئ بالسئ ولكن يمحو السئ بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث.
رواه أحمد ورجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف. وعن سهل بن سعد فيما يعلم أنس بن
عياض قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم ومحقرات الذنوب فان مثل محقرات الذنوب
كقوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم وان محقرات
الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه وقال أبو حازم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو
ضمرة ولا أحسبه إلا عن سهل بن سعد قال مثلي ومثل الساعة كهاتين وفرق بين أصبعيه
الوسطى والتي تلى الابهام ثم قال مثلي ومثل الساعة كمثل رجل بعثه قومه طليعة فلما
خشي أن يسبق ألاح بثوبه أتيتم أتيتم ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بني هاشم
يا بنى عبد المطلب يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فاطمة بنت محمد صلى
الله عليه وسلم لا أعرفن ما جاء الناس غدا يحملون الآخرة وجئتم تحملون الدنيا إنما
أوليائي منكم يوم القيامة المتقوم إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل مستصبح في قومه
أتاهم فقال يا قوم أتيتم غشيتم وا صباحاه أنا النذير والموت المغير والساعة الموعد.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه زكريا بن يحيى الوقار وهو ضعيف. وعن أنس قال
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته العضباء وليست بالجدعاء فقال يا أيها
228

الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب وكأن الحق فيها على غيرنا وجب وكأنما نشيع
من الموتى سفر عما قليل إلينا راجعون نبوئهم أجداثهم ونأكل تراثهم كأنكم مخلدون
بعدهم قد نسيتم كل واعظة وأمنت كل جائحة طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس
وتواضع لله في غير منقصة وأنفق من مال جمعه في غير معصية وخالط أهل الفقه
وجانب أهل الشك والبدعة وصلحت علانيته وعزل الناس عن شره. رواه البزاز
وفيه النصر بن محرز وغيره من الضعفاء. وعن ركب المصري قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم طوبى لمن تواضع في غير منقصة وذل في نفسه من غير مسألة وأنفق
مالا جمعه في غير معصية ورحم أهل الذل والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة طوبى
لمن طاب كسبه وحسنت سريرته وكرمت علانيته وعزل عن الناس شره طوبى لمن
عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله. رواه الطبراني من
طريق نصيح العبسي عن ركب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عمر قال أتى
رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله حدثني حديثا واجعله موجزا فقال
النبي صلى الله عليه وسلم صل صلاة مودع فإنك إن كنت لا تراه فإنه يراك وأيس
مما في أيدي الناس تكن غنيا وإياك وما يعتذر منه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
من لم أعرفهم. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال
أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم وما
خالف أهواءهم تركوه فعند ذلك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض يسعون
فيما يدركون بغير سعى من القدر المقدور والأجل المكتوب والرزق المقسوم
ولا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور والسعي المشكور والتجارة
التي لا تبور. رواه الطبراني وفيه عمر بن يزيد الرفا وهو ضعيف.
(باب)
عن عبد الله بن مسعود أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول سعرت النار وأزلفت
الجنة يا أهل الحجرات لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط والبزاز وفيه عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش وهو
ضعيف ووثقه ابن حبان وقال يخطئ، وبقية رجاله ثقات وفى بعضهم خلاف. وعن
ابن أم مكتوم قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات غداة فقال سعرت النار لأهل
229

النار وجاءت الفتن كقطع الليل المظلم لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم
كثيرا. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح. وعن أبي
الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولخرجتم
إلى الصعدات تجأرون إلى الله لا تدرون تنجون أو لا تنجون. رواه الطبراني والبزاز
بنحوه من طريق ابنة أبى الدرداء عن أبيها ولم أعرفها، وبقية رجال الطبراني رجال
الصحيح. وعن سمرة بن جندب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو تعلمون ما أعلم
لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. رواه الطبراني والبزاز وفى إسناد الطبراني من لم
أعرفهم وإسناد البزار ضعيف.
(باب)
عن كليب بن حزن قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا قوم اطلبوا الجنة واهربوا
من النار جهدكم فان الجنة لا ينام طالبها والنار لا ينام هاربها ألا وان الآخرة محففة اليوم
بالمكاره وإن الدنيا محففة بالشهوات. رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار
عنه وفيه معلى بن الأشدق وهو ضعيف جدا. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت
مثل الجنة نام طالبها ولا مثل النار نام هاربها. رواه الطبراني في الأوسط واسناده حسن.
(باب)
عن جابر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكعب بن عجرة يا كعب بن عجرة الصلاة
قربان والصيام جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار يا كعب بن عجرة الناس
غاديان الناس غاديان فبائع نفسه فموبق رقبتها (1) ومبتاع نفسه فمعتق رقبته.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة مأمون. وعن
كعب بن عجرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا كعب بن عجرة إذا كان عليك
أمراء من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم ولم ينههم على ظلمهم فهو منى وأنا منه
يا كعب بن عجرة انه لا يدخل الجنة لحم ولا دم نبتا من سحت فالنار أولى به يا كعب
ابن عجرة الناس غاديان ورائحان فغاد في فكاك رقبته فمعتقها وغاد فموبقها يا كعب
الصلاة برهان والصدقة تذهب الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا (2) قلت رواه

(1) أي مهلكها.
(2) أي الحجر.
230

الترمذي باختصار رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
(باب فيمن يقبل الموعظة وغيره)
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعظ أصحابه فإذا ثلاثة نفر يمرون
فجاء أحدهم فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومضى الثاني قليلا ثم جلس ومضى الثالث على وجهه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بهؤلاء الثلاثة أما الذي جاء فجلس فإنه تاب فتاب
الله عليه وأما الذي مضى قليلا ثم جلس فإنه استحيا فاستحيا الله منه وأما الذي مضى على
وجهه فإنه استغنى فاستغنى الله عنه. رواه البزاز ورجاله ثقات.
(باب التعرض لنفحات رحمة الله)
عن محمد بن مسلمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لربكم في أيام دهركم
نفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدا. رواه الطبراني
في الأوسط والكبير بنحوه وفيه من لم أعرفهم ومن عرفتهم وثقوا. وعن أنس بن
مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة
الله فان لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم
وأن يؤمن روعاتكم. رواه الطبراني واسناده رجاله رجال الصحيح غير عيسى بن
موسى بن أياس بن البكير وهو ثقة.
(باب منه في المواعظ)
عن أبي الدرداء قال ما أنكرتم من زمانكم فبما غيرتم من أعمالكم فان يك خيرا فواها
واها وان يك شرا فآها آها هكذا سمعت من نبيكم صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني
وإسناده حسن. وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنكم لتعملون أعمالا لا تعرف
ويوشك العازب أن يؤوب إلى أهله فمسرور ومكظوم. رواه الطبراني وفيه يحيى بن
عبد الحميد الحماني (1) وهو ضعيف. وعن أبي مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان الله عز وجل لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى أحسابكم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر
إلى قلوبكم فمن كان له قلب صالح تحنن الله عليه وإنما أنتم بنو آدم وأحبكم إلى أتقاكم.
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف. وعن معاذ بن جبل أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم خرج معه بوصية ثم التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فقال إن بيتي

(1) في الأصل " الجماني " بالجيم في مواضع كثيرة وهو تصحيف.
231

هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي وليس كذلك إن أوليائي منكم المتقون من كانوا وحيث
كانوا اللهم إني لا أحل لهم فساد ما أصلحت وأيم الله لتكفأ أمتي عن دينها كما يكفأ الاناء في
البطحاء. رواه الطبراني وإسناده جيد. وعن أبي الأحوص عن أبيه قال أتيت النبي صلى
الله عليه وسلم فقال أرأيت لو كان لك عبدان أحدهما يطيعك ولا يخونك ولا يكذبك
والآخر يخونك ويكذبك الذي يطيعك ولا يكذبك أحب إليك أم الذي يخونك
ويكذبك قلت لا بل الذي لا يخونني ولا يكذبني ويصدقني الحديث أحب إلى قال كذاكم
أنتم عند ربكم. رواه الطبراني، وفى رواية عنده أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال له يا عوف بن مالك غلامك الذي يطيعك ويتبع أمرك أحب إليك أم غلامك
الذي لا يطيعك ولا يتبع أمرك قال بل غلامي الذي يطيعني ويتبع أمري قال فكذاكم
أنتم عند ربكم. رواه الطبراني باسنادين ورجال الرواية الأولى ثقات. وعن أبي
ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد أفلح من أخلص قلبه للايمان وجعل قلبه
سليما ولسانه صادقا ونفسه مطمئنة وخليقته مستقيمة وجعل أذنه مستمعة وعينه ناظرة
فأما الاذن فقمع والعين مقرة بما يوعي القلب وقد أفلح من جعل قلبه واعيا.
رواه أحمد وإسناده حسن.
(باب منه في عظة الخضر موسى عليهما السلام)
عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخي موسى عليه السلام
يا رب أرني الذي كنت أريتني في السفينة فأوحى الله إليه يا موسى إنك ستراه فلم يلبث
إلا يسيرا حتى أتاه الخضر وهو في طيب الريح وحسب ثياب البياض فقال السلام
عليك يا موسى بن عمران إن ربك يقرأ عليك السلام ورحمة الله قال موسى هو السلام
وإليه السلام ومنه السلام والحمد لله رب العالمين الذي لا أحصى نعمه ولا أقدر على
شكره إلا بمعونته ثم قال موسى أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعدك قال الخضر
يا طلب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع فلا نمل جلساءك إذا حدثتهم وأعلم
أن قلبك وعاء فانظر بما تحشو به وعاءك واعرف الدنيا وانبذها وراءك فإنها ليست لك
بدار ولا لك فيها قرار وانها جعلت بلغة للعباد ليتزودوا منها للمعاد ويا موسى وطن
نفسك على الصبر تلق الحلم وأشعر قلبك التقوى تنل العلم ورض نفسك على الصبر
تخلص من الاثم يا موسى تفرغ للعلم إن كنت تريده فإنما العلم لمن تفرغ له ولا تكن
232

هكارا بالمنطق مهذارا إن كثرة المنطق تشين العلماء وتبدي مساوئ الخفاء ولكن عليك
بذي اقتصاد فان ذلك من التوفيق والسداد وأعرض عن الجاهل واحلم عن السفهاء
فان ذلك فضل الحكماء وزين العلماء إذا شتمت الجاهل فاسكت عنه سلما وجانبه
حزما فان ما بقي من جهله عليك وشتمه إياك أعظم وأكثر يا ابن عمران إنك لا ترى
أوتيت من العلم إلا قليلا فان الاندلاق والتعسف من الاقتحام والتكلف يا ابن عمران
لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه ولا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه يا ابن عمران من لا ينتهى من
الدنيا نهمته ولا تنقضي منها رغبته كيف يكون عابدا من يحقر حاله ويتهم الله بما قضى
له كيف يكون زاهدا هل يكف عن الشهوات من قد غلب هواه وينفعه طلب العلم والجهل
قد حوله لان سفره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه يا موسى تعلم ما تعلمن لتعمل به ولا
تعلمه لتحدث به فيكون عليك بوره ويكون لغيرك نوره يا ابن عمران اجعل الزهد والتقوى
لباسك والعلم والذكر كلامك وأكثر من الحسنات فإنك مصيب السيئات وزعزع بالخوف
قلبك فان ذلك يرضى ربك واعمل خيرا فإنك لابد عامل سواه قد وعظت إن حفظت
فتولى الخضر وبقى موسى حزينا مكروبا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه زكريا بن
يحيى الوقار وقد ضعفه غير واحد وذكره ابن حبان في الثقات وذكر أنه أخطأ في
وصله والصواب فيه عن سفيان الثوري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، وبقية رجاله وثقوا.
(باب منه في المواعظ)
عن أبي مدينة الدارمي وكانت له صحبة قال كان الرجلان من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر (والعصر إن
الانسان لفي خسر). رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن
عبد الله بن قيس (1) أبى موسى الأشعري فقال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم صلاة ثم قال على مكانكم أثبتوا ثم أتى الرجال فقال إن الله عز وجل أمرني
أن آمركم أن تتقوا الله وأن تقولوا قولا سديدا ثم تخلل إلى النساء فقال لهن إن الله
يأمرني أن آمركن أن تتقوا الله وأن تقولوا قولا سديدا قلت فذكر الحديث رواه
أحمد والبزاز إلا أنه قال للنساء أن تتقين الله وأن تقلن قولا سديدا، وفيه ليث بن أبي
سليم وهو مدلس، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.

(1) هو ابن سليمان بن حضار يكنى أبا موسى.
233

(باب منه في المواعظ)
عن نعيم بن عمار الغطفاني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بئس العبد عبد تجبر واختال
ونسي الكبير المتعال بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين (1) بئس العبد عبد يستحل
المحارم بالشبهات بئس العبد عبد عبد هوى يضله بئس العبد عبد رغب بدله. رواه
الطبراني وفيه طلحة بن زيد الرقي وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم اليوم الرهان وغدا السباق والغاية الجنة أو النار أنا الأول وأبو برك المصلى
وعمر الثالث والناس بعد على السبق الأول فالأول. رواه الطبراني وفيه أصرم بن
حوشب وهو ضعيف. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما بال أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق
أهواءهم وما خالف أهواءهم تركوه فعند ذلك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون
ببعض يسعون فيما يدرك بغير شئ من القدر المقدور والأجل المكتوب والرزق
المقسوم ولا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور والسعي المشكور
والتجارة التي لا تبور. رواه الطبراني وفيه عمر بن يزيد الرفا وهو ضعيف. وعن
عبد الرحمن بن أبزى قال قال داود النبي صلى الله عليه وسلم كن لليتيم كالأدب الرحيم واعلم أنك
كما تزرع تحصد ومثل المرأة الصالحة لبعلها كالملك المتوج بالتاج المخوص بالذهب كلما
رآها قرت بها عيناه ومثل المرأة السوء لبعلها كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير واعلم
أن خطبة الأحمق في نادى قومه كمثل المغني عند رأس الميت ولا تعدن أخاك شيئا ثم
لا تنجزه فتورث بينك وبينه عداوة ونعوذ بالله من صاحب إن ذكرت الله لم يعنك
وإن نسيته لم يذكرك وهو الشيطان واذكر ما تركه أن يذكر منك في نادى
قومك فلا تفعله إذا خلوت. رواه الطبراني بسندين ورجال أحدهما رجال الصحيح.
وعن أبي كبشة قال لما كانت غزوة تبوك تسارع الناس إلى الحجر ليدخلوا فيه فنودي
في الناس الصلاة (2) جامعة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ممسك بعيره وهو يقول
على ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم قال فناداه رجل تعجب منهم يا رسول الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأعجب من ذلك نبيكم ينبئكم بما كان
قبلكم وما هو كائن بعدكم استقيموا وسددوا فان الله لا يعبأ بعذابكم شيئا. رواه

(1) أي يطلب الدنيا بعمل الآخرة.
(2) في الأصل " إن الصلاة ".
234

الطبراني من طريق المسعودي وقد اختلط، وبقية رجاله وثقوا. وعن عبد الله يعنى
ابن مسعود قال من يرائي يرائي الله به ومن يسمع يسمع الله به ومن تطاول تعظيما
يخفضه الله ومن تواضع خشية يرفعه الله والناس موسع عليه في الدنيا مقتر عليه في
الآخرة ومقتر عليه في الدنيا وموسع عليه في الآخرة ومستريح ومستراح منه قلنا
يا أبا عبد الرحمن ما المستريح والمستراح منه قال أما المستريح فالمؤمن إذا مات استراح
وأما المستراح منه فهو الذي يظلم الناس ويغتابهم. رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد
اختلط. وعن حصين بن عقبة قال قال عبد الله يعنى ابن مسعود إن الجنة حفت
بالمكاره وإن النار حفت بالشهوات فمن اطلع الحجاب واقع. رواه الطبراني ورجاله
ثقات. وعن معن بن عبد الرحمن قال قال رجل لعبد الله بن مسعود أوصيني بكلمات
جوامع نوافع فقال له عبد الله أعبد الله ولا تشرك به شيئا وزل مع القرآن حيث زال
ومن أتاك بحق فاقبل منه وإن كان بعيدا ومن أتاك بباطل فاردده وإن كان حبيبا قريبا.
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن معنا لم يدرك ابن مسعود. وعن عون بن عبد
الله قال قال عبد الله ليس العلم من كثرة الحديث ولكن العلم من الخشية. رواه الطبراني
وإسناده جيد إلا أن عونا لم يدرك ابن مسعود وعن ابن مسعود قال ما منكم إلا ضيف
وعارية والضيف مرتحل والعارية مؤداة لأهلها. رواه الطبراني والضحاك لم يدرك
ابن مسعود وفيه ضعف. وعن الحسن قال قال عبد الله بن مسعود لو وقفت بين الجنة
والنار فقيل لي اختر نخيرك من أيها تكون أحب إليك أو تكون رمادا لأحببت أن
أكون رمادا. رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أنى لم أجد للحسن سماعا من ابن
مسعود. وعن ابن مسعود قال ما هو آت قريب إلا أن البعيد ما ليس بآت لا يعجل
الله لعجلة أحد ولا يخف لأمر الناس ما شاء الله لا ما شاء الناس يريد الله أمرا ويريد
الناس أمرا ما شاء الله كان ولو باعده الناس ولا مقرب لما باعده الله ولا مبعد لما قرب
الله ولا يكون شئ إلا بإذن الله وخير ما ألقى في القلب اليقين وخير الغنى غنى النفس
وخير العلم ما نفع وخير الهدى ما اتبع وما قل وكفى خير مما كثر وألهى وإنما يصير
أحدكم إلى موضع أربع أذرع فلا تملوا الناس ولا تسلموهم إن لكل نفس نشاطا
وإقبالا ألا وإن لها سآمة وأدبارا وشر الروايا روايا الكذب ألا ولا تسئلوا أهل
الكتاب عن شئ فإنهم قد طال عليهم الأمد وقست قلوبهم وابتدعوا دينهم فان
235

كنتم لابد سائليهم فما وافق كتابكم فخذوا وما خلفكم فاهدأوا عنه واسكنوه. رواه
الطبراني باسناد منقطع ورجال (1) إسناده ثقات. وعن عبد الله أنه قرأ (بل تؤثرون
الحياة الدنيا) فقال هل تدرون بأي شئ ابتدأ بالحياة الدنيا لأي شئ آثرنا الحياة الدنيا
عجلت لنا الدنيا وأوتينا لذتها وبهجتها وغيبت عنا الآخرة وزويت عنا فأحببنا العاجل
وتركنا الآجل. رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط، وبقية رجاله
ثقات. وعن عبد الله بن مسعود قال الناس غاديان فبائع نفسه فموبقها ومعاديها
فمعتقها الصدقة برهان والصدقة جنة والصيام جنة والصلاة نور والسكينة نعيم. رواه
الطبراني وإسناده جيد. وعن سعد بن عمارة أخي بنى سعد بن بكر وكانت له صحبة
أن رجلا قال له عظني في نفسي يرحمك الله قال إذا انتهيت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء
فإنه لا صلاة لمن لا وضوء له ولا إيمان لمن لا صلاة له ثم إذا صليت فصل صلاة
مودع واترك طلب كثير من الحاجات فإنه فقر حاضر واجمع اليأس مما عند الناس
فإنه هو الغنى وانظر ما تعتذر منه من القول والفعل فاجتنبه. رواه الطبراني ورجاله
ثقات. وعن الوليد بن أيمن الألهاني قال سمعت النعمان بن بشير وهو يخطب بحمص
وهو يقول ألا ان الهلكة أن تعمل السيئات في زمان البلاء. رواه الطبراني وإسناده حسن.
(باب فيما يخاف من الغنى)
عن أبي سنان الدؤلي أنه دخل على عمر بن الخطاب وعنده نفر من المهاجرين
الأولين فأرسل عمر إلى سقط أتى به من قلعة من العراق فكان فيه خاتم فأخذه بعض
بنيه فأدخله في فيه فانتزعه عمر منه ثم بكى عمر رضي الله عنه فقال له من عنده لم تبك
وقد فتح الله عليك وأظهرك على عدوك وأقر عينك فقال عمر سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول لا تفتح الدنيا على أحد إلا ألقى الله عز وجل بينهم العداوة والبغضاء
إلى يوم القيامة وأنا أشفق من ذلك. رواه أحمد والبزاز وأبو يعلى في الكبير وإسناده
حسن. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخشى عليكم الفقر ولكن
أخشى عليكم التكاثر وما أخشى عليكم الخطأ ولكن أخشى عليكم العمد. رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن المسور بن مخرمة قال سمعت الأنصار أن أبا عبيدة
قدم بمال من البحرين وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى البحرين فوافوا مع رسول

(1) " رجال " غير موجودة في الأصل.
236

الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فلما انصرف تعرضوا له فلما رآهم تبسم
وقال لعلكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم وقدم بمال قالوا أجل يا رسول الله
قال أبشروا وأملوا خيرا فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن إذا صبت عليكم الدنيا
صبا فتنافستموها كما تنافسها من كان قبلكم. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن أبي ذر قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم إذ قام اعرابي فيه جفاء فقال
يا رسول الله أكلتنا الضبع فقال النبي صلى الله عليه وسلم غير ذلك أخوف لي عليكم حين تصب
عليكم الدنيا صبا فياليت أمتي لا تلبس الذهب. رواه أحمد والبزاز والطبراني في
الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح، وقد تقدم هذا الحديث وغيره في كتاب
الزينة. وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مشيت أمتي المطيطاء (1)
وخدمتهم فارس والروم تسلط بعضهم على بعض. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده
حسن. وعن ابن مسعود أنه كان يعطى الناس عطاءهم فجاءه رجل فأعطاه ألف درهم
ثم قال خذها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما أهلك من كان قبلكم الدينار
والدرهم وهما مهلكاكم. رواه البزاز وإسناده جيد. وعن جابر بن عبد الله قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنتم إذا غدق عليكم بحفنة ورع عليكم بأخرى
قالوا يا رسول الله إنا يومئذ لبخير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنتم اليوم
خير. رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم.
(باب ليس الغنى عن كثرة العرض (2)
عن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة
العرض إنما الغنى غنى النفس. رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى ورجال الطبراني
رجال الصحيح. وعن أبي ذر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر تقول كثرة المال
الغنى قلت نعم قال تقول قلة المال الفقر قلت نعم قال ذلك ثلاثا ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الغنى في القلب والفقر في القلب من كان الغنى في قلبه
فلا يضره ما لقى من الدنيا ومن كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا وإنما
يضر نفسه شحها. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. قلت ويأتي حديث فيمن
يتفرغ للعبادة يملأ الله قلبه غنى.

(1) هي مشية يتبختر ومد اليدين، ومططت بمعنى مددت.
(2) أي متاع الدنيا.
237

(باب في الانفاق والامساك)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ملك بباب من أبواب السماء
يقول من يقرض اليوم يجز غدا وملك بباب آخر يقول اللهم أعط منفق مال خلفا
وأعط ممسك مال تلفا. رواه الطبراني في الأوسط باسنادين في أحدهما المقدام بن داود
وهو ضعيف. وقال ابن دقيق العبد أنه وثق. وعن أبي البختري قال قال عمر للناس
ما ترون في فضل فضل عندنا من هذا المال فقال الناس يا أمير المؤمنين قد شغلناك
عن أهلك وضيعتك وتجارتك فهو لك فقال لي ما تقول أنت فقلت قد ج شاروا عليك
فقال لي قل فقلت لم تجعل يقينك ظنا فقال لتخرجن مما قلت فقلت أجل لأخرجن مما
قلت أتذكر حين بعثك نبي الله صلى الله عليه وسلم ساعيا فأتيت العباس بن عبد المطلب فمنعك
صدقته فكان بينكما شئ فقلت لي انطلق معي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فوجدناه خاثرا (1) فرجعنا ثم غدونا عليه فوجدناه طيب النفس فأخبرته بالذي
صنع فقال لك أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه وذكرنا له الذي رأينا من خثوره
في اليوم الأول والذي رأيناه من طيب نفسه في اليوم الثاني فقال إنكما أتيتما
في اليوم الأول وقد بقي عندي من الصدقة ديناران فكان ذلك الذي
رأيتما من خثوري له وأتيتماني اليوم وقد وجهتهما فذلك الذي رأيتما من طيب نفسي فقال
عمر صدقت والله لأشكرن لك الدنيا والآخرة. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
وكذلك أبو يعلى وزاد فيه فقلت لم تجعل يقينك ظنا وعلمك جهلا فقال لتخرجن مما قلت
أو لأعاقبنك وقال لأشكرن لك الدنيا والآخرة فقلت يا أمير المؤمنين لم تعجل العقوبة
وتؤخر الشكر. وكذلك رواه البزاز إلا أنه قال إنكما أتيتماني وعندي دنانير قد قسمتها
وبقيت منها سبعة. إلا أن أبا البختري لم يسمع من على ولا عمر فهو مرسل صحيح. وعن أم
سلمة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساهم الوجه فخشيت ذلك من وجع فقلت يا رسول
الله مالك ساهم الوجه (2) فقال من أجل الدنانير السبعة التي أتينا بها أمس أمسينا وهي في
خصم الفراش (3)، وفى رواية أتتنا ولم ننفقها. رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح.
وعن طلحة بن عبيد الله قال أتى عمر بمال فقسمه بين المسلمين ففضلت منه فضلة فاستشار
فيها فقالوا لو تركته لنائبة ان كانت قال وعلى ساكت لا يتكلم فقال مالك يا أبا الحسن

(1) أي غير نشيط.
(2) أي متغيرة.
(3) أي طرفه وجانبه.
238

لا تتكلم قال قد أخبر القوم فقال عمر رضي الله عنه لتكلمني فقال إن الله قد فرغ من قسمة
هذا المال وذكر مال البحرين حين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحال بينه وبين أن يقسمه الليل
فصلى الصلوات في المسجد فلقد رأيت ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فرغ منه
فقال لا جرم لتقسمنه فقسمه على فأصابني منه ثمانمائة درهم. رواه البزاز وفيه الحجاج بن
أرطاة وهو مدلس. وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أحب
أن لي أحدا ذهبا أبقى صبح ثالثة وعندي منه شئ إلا شيئا أعده لدين. رواه البزاز
وفى إسناده عطية وقد ضعفه غير واحد. وعن سمرة يعنى ابن جندب أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يقول ما أحب أن لي أحدا ذهبا كله. رواه البزاز باسناد فيه يوسف بن خالد
السمتي وهو ضعيف. وعن عبيد الله بن عباس قال قال لي أبو ذر يا ابن أخي كنت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيده فقال لي يا أبا ذر ما أحب أن لي أحدا ذهبا وفضة أنفقه في
سبيل الله أموت يوم أموت أدع منه قيراطا قلت يا رسول الله قنطارا قال يا أبا ذر أذهب إلى
الأقل وتذهب إلى الأكثر أريد الآخرة وتريد الدنيا قيراطا فأعادها على ثلاث مرات.
رواه البزاز والطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال في أوله قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يا أبا ذر أي جبل هذا قلت أحد قال والذي نفسي بيده ما يسرني أنه لي ذهبا قطعا فذكر
نحوه وإسناد البزاز حسن. وعن أبي ذر أنه جاء إلى عثمان بن عفان فأذن له وبيده عصا فقال
عثمان يا كعب إن عبد الرحمن مات وترك مالا فما ترى فيه فقال إن كان قضى فيه حق الله فلا
بأس عليه فرفع أبو ذر عصاه فضرب كعبا وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
ما أحب لو أن هذا الجبل لي ذهبا أنفقه ويتقبل منى أذر منه خلف ى ست أواق أنشدك الله
يا عثمان سمعته ثلاث مرات قال نعم. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وقد ضعفه غير
واحد ورواه أبو يعلى في الكبير وزاد قال كعب إني أجد في التوراة
الذي حدثتكم قال الله (يمحو الله ما يشاء) إلى آخر الآية قال فان الله عز وجل محاه وإني
أستغفر الله. وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم التفت إلى أحد فقال والذي
نفسي بيده ما يسرني أن أحدا تحول لآل محمد ذهبا أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت
أدع منه دينارين إلا دينارين أعدهما لدين إن كان. رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال
الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة. وعن عائشة قالت أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
أتصدق بذهب كان عندها في مرضه قالت فأفاق قال ما فعلت قلت شغلني ما رأيت منك قال
239

فهلم بها قال فجاءت بها إليه سبعة أو تسعة أبو حازم يشك دنانير فقال حين جاءت بها ما ظن
محمد لو لقى الله وهذه عنده وما تنفى هذه من محمد صلى الله عليه وسلم لو لقى الله وهذه عنده،
وفى رواية ما بين الخمسة إلى الثمانية إلى السبعة أنفقها. رواه كله أحمد بأسانيد ورجال أحدها
رجال الصحيح. وعن عبد الله بن الصامت قال كنت مع أبي ذر فخرج عطاؤه ومعه
جارية له قال فجعلت تقضى حوائجه ففضل معها سبعة فأمرها أن تشترى بها فلوسا قال
قلت لو أخرته للحاجة تنوبك أو للضيف ينزل بك قال إن خليلي عهد إلى أن أيما ذهب
أو فضة أولى عليه فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله عز وجل. رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن أم سلمة قالت أكثر ما أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بخريطة
فيها ثمانمائة درهم. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن جبير وهو ثقة.
وعن علي قال توفى رجل من أهل الصفة وترك دينارين أو درهمين فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كيتان صلوا على صاحبكم. رواه أحمد وابنه عبد الله وقال دينارا أو درهما،
والبزاز كذلك وفيه عتيبة الضرير وهو مجهول، وبقية رجاله وثقوا. وعن عبد الله
يعنى ابن مسعود قال توفى رجل من أهل الصفة فوجدوا في شملته دينارين فذكروا
ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال كيتان. رواه أحمد وأبو يعلى والبزاز وفيه عاصم
ابن بهدلة وقد وثقه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعنه أيضا قال لحق
بالنبي صلى الله عليه وسلم عبد أسود فمات فأوذن به النبي صلى الله عليه وسلم فقال انظروا هل ترك
شيئا فقالوا ترك دينارين فقال النبي صلى الله عليه وسلم كيتان. رواه أحمد وأبو يعلى
ورجالهما رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وقد وثق. وعن سلمة يعنى ابن الأكوع
قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى بجنازة ثم أتى بأخرى قال هل ترك من دين
قالوا لا قال فهل ترك شيئا قالوا نعم ثلاثة الدنانير قال فقال بأصبعه ثلاث كيات.
رواه أحمد في حديث طويل ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر أنه قال سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول من ترك دينارا فهو كية. وفيه ابن لهيعة ويعتضد حديثه بما تقدم من طرق
هذا الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي أمامة الحمصي قال توفى رجل
من أهل الصفة فوجد في مئزره ديناران فقال يعنى كية أو كيتان. رواه كله أحمد
بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح غير شهر بن حوشب وقد وثق. وعن
240

أبي هريرة أن أعرابيا غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فأصابه من سهمه
ديناران فأخذهما الاعرابي فجعلهما في عباءته فخيط عليهما ولف عليهما فمات الاعرابي
فوجد الديناران فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كيتان. رواه أحمد
وفيه ابن لهيعة وقد اعتضد، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم صلى على رجل ترك دينارين أو ثلاثة فقال النبي صلى الله عليه وسلم كيتين
أو ثلاثة. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ورواه البزاز باسناد حسن. وعن أبي
هريرة قال أتى نبي الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقيل له توفى فلان وترك دينارين أو درهمين
فقال كيتان. رواه أحمد وفيه شريك بن عبد الله النخعي وقد وثقه غير واحد، وبقية
رجاله رجال الصحيح. قلت وقد تقدمت أحاديث من هذا الباب في صدقة التطوع في
آخر الزكاة. وعن أنس بن مالك قال أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث طوائر فأطعم خادمه
طائرا فلما كان من الغد أتته بها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أنهك أن ترفعي شيئا لغد
فان الله تعالى يأتي برزق كل غد. رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. وعن بلال قال دخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي شئ من تمر فقال ما هذا فقلت ادخرناه لشتائنا فقال ما تخاف
أن ترى له بخارا في جهنم. وفى رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا يا بلال تمرا فقبضت
له قبضات فقال زدنا بلال فزدته ثلاثا فقلت لم يبق شئ إلا شئ ادخرته للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا. رواه الطبراني والبزاز باختصار
إلا أنه قال وعنده صبر من مال. وفى رواية الطبراني الأولى والبزاز ومحمد بن الحسن بن
زبالة وفى الثانية طلحة بن زيد القرشي وكلاهما ضعيف، قال البزاز الصواب فيه عن مسروق
فان النبي صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صبر من تمر فقال ما هذا يا بلال قال أعد ذلك
لأضيافك فقال أما تخشى أن يكون له دخان في نار جهنم أنفق بلال ولا تخش من ذي
العرش إقلالا. رواه البزاز والطبراني وإسنادهما حسن إلا أن الطبراني قال في حديثه
أما تخشى أن يفور له بخار. وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صبر (1)
من تمر فقال ما هذا قال أدخره قال أما تخشى أن ترى له بخارا في نار جهنم أنفق.
بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا. رواه البزاز وأبو يعلى والطبراني في الكبير
والأوسط وإسناده حسن. وعن عمر بن الخطاب قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال ما عندي شئ أعطيك ولكن استقرض حتى يأتينا شئ فنعطيك فقال

(1) الصبرة: الكومة، وجمعها صبر.
241

عمر ما كلفك الله هذا أعطيت ما عندك فإذا لم يكن عندك فلا تكلف قال فكره رسول
الله صلى الله عليه وسلم قول عمر رضي الله عنه حتى عرف في وجهه فقال الرجل
يا رسول الله بأبي وأمي أنت فاعط ولا تخش من ذي العرش إقلالا قال فتبسم النبي
صلى الله عليه وسلم وقال بهذا أمرت. رواه البزاز وفيه إسحق بن إبراهيم الحنيني وقد
ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان وقال يخطئ. وعن ابن عباس أن عمر بن الخطاب كان
كلما صلى صلاة جلس للناس فمن كانت له حاجة كلمه والا قام فحضرت الباب يوما فقلت
يا يرفأ فخرج وإذا عثمان بالباب فخرج يرفأ فقال قم يا ابن عفان قم يا ابن عباس فدخلنا على
عمر وعنده صبر من مال فقال إني نظرت في أهل المدينة فرأيتكما من أكثر أهلها عشيرة
فخذا هذا المال فاقسماه فإن كان فيه فضل فردا قلت وإن كان نقصان زدتنا فقال
شنشنة من أخشن قد علمت أن محمدا وأهله كانوا يأكلون القد قلت بلى والله لو فتح الله على
محمد لصنع فيه غير ما صنعت فغضب وانتشج (1) حتى اختلفت أضلاعه وقال إذا صنع
فيه ماذا قلت إذا أكل وأطعمنا فسرى عنه. رواه البزاز وإسناده جيد. وعن الحسن
أن قيس بن عاصم لما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا سيد أهل الوبر فقلت يا رسول الله
ما المال الذي لا يكون على فيه تبعة من ضيف أو عيال وإن كثروا قال نعم المال الأربعون
وإن كثرت فستون ويل لأصحاب المئين يقول ذلك ثلاثا إلا من أعطى في رسلها ونجدتها (2)
وأفقر ظهر ما وأطرق فخلها ونحر سمينها ومنح غزيرتها وأطعم القانع والمعتر قال قلت
يا رسول الله ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها قال كيف تصنع بالمنيحة قال قلت لأمنح كل
سنة مائة قال كيف تصنع بالافقار (3) قال إني لا أفقر البكر الضرع ولا الناب (4) المدبرة قال
كيف تصنع بالطروقة قلت تغدوا الإبل ويغدوا الناس فمن شاء أخذ برأس بعير
فذهب قال مالك أحب إليك أم مال مواليك قلت لا بل مالي قال مالك من مالك إلا
ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو أعطيت فأمضيت قال قلت يا رسول الله هكذا قال
نعم قال أما والله لئن بقيت لأقلن عددها. رواه البزاز مرسلا وقد رواه باختصار كثير
متصلا وهو مذكور في مناقبه. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما محق
الاسلام محق الشح شئ. رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن الحصين وهو

(1) النشيج: صوت معه توجع وبكاء.
(2) النجدة: الشدة، والرسل بالكسر:
الهينة والتأني، أي يعطى في الشدة والرخاء.
(3) أي الإعارة للركوب.
(4) أي الهرمة.
242

مجمع على ضعفه. وعن أبي القين أنه مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه تمر على رحله
فقام إليه عمه فأراد أن يأخذ منه قبضة ليضعها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فتبطح على
التمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم زده شحا قال فكان من أشح الناس. رواه البزاز باسنادين
أحدهما متصل وهذا متنه والآخر عن سعيد بن جمهان ان مولاه أبا القين مر على رسول
الله صلى الله عليه وسلم، ورواه الطبراني إلا أنه قال فأهوى إليه النبي صلى الله عليه وسلم
ليأخذ منه قبضة ينثرها بين يدي أصحابه، ورجال المرسل والمسند رجال الصحيح غير سعيد
ابن جمهان وقد وثقه غير واحد وفيه خلاف. قلت وقد تقدمت أحاديث في السخاء
والبخل في كتاب صدقة التطوع. وعن نافع قال سمع ابن عمر رجلا يقول الشحيح
أعذر من الظالم فقال ابن عمر كذبت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشحيح
لا يدخل الجنة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن مسلمة القعنبي وهو ضعيف.
(باب فيمن لا يشبع من الدنيا)
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان جدي في غنم كثيرة ترضعه أمه فترويه فانفلت
يوما فرضع الغنم كلها ثم لم يشبع فقيل إن مثل هذا مثل قوم يأتون من بعدكم يعطى الرجل
منهم ما يكفي القبيلة أو الأمة ثم لا يشبع. رواه البزاز والطبراني في الأوسط
والكبير ورجاله واثقوا إلا أن عطاء بن السائب اختلط قبل موته.
(باب لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب)
عن جابر يعنى ابن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن لابن آدم
واديا من مال لتمني ثانيا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. رواه أحمد وفيه ابن
لهيعة ويعتضد حديثه بما يأتي، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن جابر قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو كان لابن آدم وادي نخل تمنى مثله ثم تمنى مثله حتى
يتمنى أودية ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. رواه أحمد وأبو يعلى والبزاز ورجال
أبى يعلى والبزاز رجال الصحيح. وعن زيد بن أرقم قال لقد كنا نقرأ على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما آخر
ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب. رواه أحمد والطبراني
والبزاز بنحوه ورجالهم ثقات. وعن مسروق قال قلت لعائشة هل كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول شيئا إذا دخل البيت قالت كان إذا دخل البيت تمثل لو كان لابن
243

آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ فمه إلا التراب وما جعلنا المال إلا
لأقام الصلاة وإيتاء الزكاة ويتوب الله على من تاب. رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال
إنما جعلنا المال لتقضى به الصلاة وتؤتي به الزكاة قالت فكنا نرى أنه مما نسخ من
القرآن، والبزاز وفيه مجالد بن سعيد وقد اختلط ولكن يحيى القطان لا يروى عنه
ما حدث به في اختلاطه والله أعلم. وعن بريدة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ
في الصلاة لو أن لابن آدم واديا من ذهب لابتغى إليه ثانيا ولو أعطى ثانيا لابتغى
إليه ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم الا التراب ويتوب الله على من تاب. رواه البزاز ورجاله
رجال الصحيح غير صبيح أبى العلاء وهو ثقة. وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يقول إن الرجل لا تمتلئ (1) نفسه من المال حتى يمتلئ من التراب ولو كان لأحدكم
واد ملآن من (2) بين أعلاه إلى أسفله أحب أن يملأ له واد آخر فان ملئ له الوادي الآخر
فانطلق فوجد واديا آخر قال أما والله لو استطعت لملأتك. رواه البزاز والطبراني ولفظه
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لنا إن أحدكم لو كان له واد ملآن من أعلاه إلى أسفله أحب
أن يملأ له واد آخر، والباقي بنحوه وفى إسناد الطبراني من لم أعرفهم، وفى إسناد البزاز
يوسف بن خالد السمتي وهو كذاب. وعن أبي سعيد يعنى الخدري قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لو أن لابن آدم واديا من مال لابتغى إليه ثانيا ولا يملأ جوف ابن آدم
إلا التراب. رواه البزاز وفيه عطية العوفي وهو ضعيف. وعن سعد بن أبي وقاص قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن لابن آدم واديين من مال لتمني إليهما الثالث ولا
يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب. رواه الطبراني في الصغير
والأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير حامد بن يحيى البلخي وهو ثقة. وعن أبي أمامة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو كان لابن آدم واديان لتمني واديا ثالثا وما جعل المال إلا لأقام
الصلاة وإيتاء الزكاة ولا يشبع ابن أدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب. رواه الطبراني
وفيه جعفر بن الزبير وهو ضعيف كذاب. وعن كعب بن عياض الأشعري عن نبي
الله صلى الله عليه وسلم قال لو سيل لابن آدم واديان من مال لتمني إليهما ثالثا ولا يشبع
ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب. رواه الطبراني وفيه المسيب بن واضح

(1) في الأصل " تمتلى ".
(2) في الأصل " ما بين ".
244

وقد وثق وضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت ولهذا الحديث طرق ذكرتها
في التفسير في سورة لم يكن فان تلاوة ما زيد فيها وما كان قرآنا ونسخت تلاوته فيها أيضا (1).
(باب فيمن يستعين بالنعم على المعاصي)
عن عقبة بن عامر الجهني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيت الله يعطى العبد
ما يحب وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك منه له استدراج ثم نزع بهذه الآية (فلما نسوا
ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة
فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين). رواه الطبراني
في الأوسط عن شيخه الوليد بن العباس المصري وهو ضعيف.
(باب ما يخاف على الغنى من ماله وغيره)
عن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشيطان لعنه الله لن
يسلم منى صاحب المال من إحدى ثلاث أغدو عليه بهن وأروح بهن أخذه من غير
حله وإنفاقه في غير حقه وأحببه إليه فيمنعه من حقه. رواه الطبراني وإسناده حسن.
وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن إبليس يبعث أشد أصحابه
وأقوى أصحابه إلى من يصنع المعروف في ماله. رواه الطبراني وفيه عبد الحكيم بن
منصور وهو متروك. وعن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس
عدوك الذي إن قتلته كان لك نورا وإن قتلك دخلت الجنة ولكن أعدى عدوك
ولدك الذي خرج من صلبك ثم أعدى عدو لك مالك الذي ملكت يمينك. رواه
الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف. وعن أبي موسى قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم ولا أراهما
إلا مهلكيكم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن. قلت وقد تقدم
حديث ابن مسعود بنحو هذا في كتاب الزكاة (2). وعن عوف بن مالك قال قام رسول
الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه فقال الفقر تخافون أو العوز أو تهمكم الدنيا فان الله
فاتح عليكم فارس والروم وتصب عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغكم بعد أن زغتم
إلا هي. رواه الطبراني والبزاز بنحوه ورجاله وثقوا إلا أن بقية مدلس وإن كان
ثقة. وعن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنا لفتنة السراء أخوف

(1) في الجزء السابع.
(2) في الجزء الثالث.
245

عليكم من فتنة الضراء إنكم قد ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم وان الدنيا خضرة حلوة.
رواه أبو يعلى والبزاز وفيه رجل لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب الدنيا حلوة خضرة)
عن عبد الرحمن بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن الدنيا حلوة خضرة
وان الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء. رواه الطبراني
وفيه صالح بن شعيب القسملي، وبقية رجال أحد أسانيده وثقوا. وعن زيد بن ثابت
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا المال حلوة خضرة. رواه الطبراني
وإسناده حسن. وعن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الدنيا حلوة
خضرة فمن أخذها بحقه بورك له فيها ورب متخوض فيما اشتهت نفسه ليس له يوم
القيامة إلا النار. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
لأصحابه إن الدنيا حلوة خضرة ألا وان الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ألا فاتقوا
النار واتقوا النساء. رواه البزاز وفيه مبارك بن سحيم وهو متروك. وعن أبي بكرة
قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الدنيا حلوة
خضرة وان الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاحذروا الدنيا واحذروا النساء
ألا وإن لكل غادر لواءا يوم القيامة عند استه. رواه الطبراني وفيه عمرو بن عبيد وهو
متروك. وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الدنيا حلوة خضرة
فمن أخذها بحقها بورك له فيها ومن أخذها بغير حقها فمثله كالذي يأكل ويل للمتخوض
في مال الله ومال رسوله من عذاب جهنم يوم القيامة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف. وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
الدنيا حلوة خضرة فمن أعطيناه منها شيئا بغير طيب نفس كان غير مبارك له فيه (1). رواه
البزاز ورجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا المال
خضرة حلوة فمن أخذه قال يحيى ذكر شيئا لا أدرى ما هو بورك له فيه ورب متخوض
في مال الله ورسوله فيما اشتهت نفسه له النار يوم القيامة. واسناده حسن. وعن ميمونة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الدنيا حلوة خضرة حلوة فمن اتقى فيها وأصلح في
ذلك ألا وهو كالآكل ولا يشبع فبعد الناس كبعد الكوكبين أحدهما يطلع بالمشرق والآخر

(1) لعله ورد بعض هذه الأحاديث في الجزء الثالث.
246

يغيب بالمغرب. رواه أبو يعلى والطبراني باختصار كثير عنه وفيه المثنى بن الصباح
وهو ضعيف. وعن عمرة بن الحرث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الدنيا حلوة
خضرة فمن أخذها بحقها بارك الله له فيها ورب متخوض في مال الله ورسوله له النار
يوم يلقاه. رواه الطبراني واسناده حسن.
(باب فيمن أحب الدنيا) يأتي بعد.
(باب فيمن كانت نيته وهمته للدنيا والآخرة)
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت نيته الآخرة جعل الله
تبارك وتعالى الغنى في قلبه وجمع له شمله ونزع الفقر من بين عينيه وأتته الدنيا
وهي راغمة فلا يصبح إلا غنيا ولا يمسي إلا غنيا ومن كانت نيته الدنيا جعل الله الفقر
بين عينيه فلا يصبح إلا فقيرا ولا يمسي إلا فقيرا. رواه البزاز وفيه إسماعيل بن
مسلم المكي وهو ضعيف. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت الدنيا همته
وسدمه (1) ولها يشخص وإياها ينوى جعل الله الفقر بين عينيه وشتت عليه ضيعته ولم
يأته منها إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة همته وسدمه ولها يشخص وإياها ينوى
جعل الله عز وجل الغنى في قلبه وجمع عليه ضيعته (2) وأتته الدنيا وهي صاغرة. رواه
الطبراني في الأوسط بسندين في أحدهما داود بن المحبر وفى الآخر أيوب بن حوط وكلاهما
ضعيف جدا. وعن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله
من سمع مقالتي حتى يبلغها غيره ثلاث لا يغال عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص
العمل لله والنصح لائمة المسلمين واللزوم لجماعتهم فان دعاءهم يحيط من ورائهم إنه
من تكن الدنيا نيته يجعل الله فقره بين عينيه ويشتت عليه ضيعته ولا يأتيه منها إلا
ما كتب له ومن تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه ويكفيه ضيعته وتأتيه الدنيا
وهي راغمة قلت روى ابن ماجة بعضه رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا.
وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم فإنه
من كانت الدنيا أكبر همه أفشى الله ضيعته وجعل فقره بين عينيه ومن كانت الآخرة
أكبر همه جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وما أقبل عبد بقلبه إلى الله إلا جعل
الله قلوب المؤمنين تفد إليه بالود والرحمة وكان الله بكل خير إليه أسرع. رواه الطبراني

(1) السدم: الولوع بالشئ.
(2) الضيعة: ما يعيش منه من تجارة أو صناعة أو غيرهما.
247

في الكبير والأوسط وفيه محمد بن سعيد بن حسان المصلوب وهو كذاب. وعن ابن
عباس قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف فحمد الله وذكره بما هو أهله
ثم قال من كانت الدنيا أكبر همه فرق الله شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يؤته من
الدنيا إلا ما كتب له. رواه الطبراني وفيه أبو حمزة الثمالي وهو ضعيف.
(باب منه)
عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح وهمه الدنيا فليس
من الله في شئ ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ومن أعطى الذلة من نفسه طائعا
غير مكره فليس منا. رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك. وعن
أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أصبح حزينا على الدنيا أصبح ساخطا على ربه
تعالى ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو الله تعالى ومن تضعضع لغنى
لينال مما في يديه أسخط الله عز وجل ومن أعطى القرآن فدخل النار فأبعده الله. رواه
الطبراني في الصغير وفيه وهب بن راشد البصري صاحب ثابت وهو متروك. وعن
البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قضى نهمته في الدنيا حيل
بينه وبين شهوته في الآخرة ومن مد عينيه إلى زينة المترفين كان مهينا في ملكوت
السماوات ومن صبر على القوت الشديد صبرا جميلا أسكنه الله من الفردوس حيث
شاء. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن
حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار وعبد الدرهم الذي إنما همه دينار أو درهم
يصيبه فيأخذه قلت هو في الصحيح باختصار رواه الطبراني في الأوسط وفيه
إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي وهو ضعيف. وعن أبي سعيد الخدري قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من سخط رزقه وبث شكواه لم يصعد له إلى الله عمل
ولقى الله وهو عليه غضبان. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عثمان بن عبد الله
الشامي الأموي وهو ضعيف جدا.
(باب ما جاء في الطمع)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والطمع فإنه هو الفقر وإياكم وما يعتذر
منه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أبي حميد وهو مجمع على ضعفه. وعن جبير
248

ابن نفير أن عوف بن مالك خرج إلى الناس فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمركم أن تتعوذا من ثلاث من طمع حيث لا مطمع ومن طمع يرد إلى طبع ومن
طمع إلى غير مطمع. رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات وفى بعضهم خلاف.
قلت وقد تقدمت أحاديث في الاستعاذة من الطمع وغيره في آخر الأذكار وأواخر
الأدعية في باب الاستعاذة.
(باب فيمن أحب الدنيا)
عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب دنياه أضر بآخرته
ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى. رواه أحمد والبزاز والطبراني
ورجالهم ثقات. وعن شريح بن عبيد الحضرمي أن أبا مالك الأشعري لما حضرته
الوفاة قال يا سامع الأشعريين ليبلغ الشاهد منكم الغائب إني سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول حلوة الدنيا مرة الآخرة ومرة الدنيا حلوة الآخرة. رواه أحمد
والطبراني. ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
أشرب حب الدنيا التاط (1) منها بثلاث شقاء لا ينفد عناه وحرص لا يبلغ غناه
وأمل لا يبلغ منتهاه فالدنيا طالبة ومطلوبة فمن طلب الدنيا طلبته الآخرة حتى يدركه
الموت فيأخذه ومن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفى منها رزقه. رواه الطبراني
عن شيخه جبرون بن عيسى المغربي عن يحيى بن سليمان الحفري عن فضيل بن عياض
ولم أعرف جبرون، وأما يحيى فقد ذكر الذهبي في الميزان في آخر ترجمة يحيى بن
سليمان الجعفي فقال فأما سميه يحيى بن سليمان الحفري فما علمت به بأسا ثم ذكر
بعده يحيى بن سليمان القرشي قال أبو نعيم فيه مقال وذكره الجوزي فان كانا اثنين
فالحفري ثقة والحديث صحيح على شرط الخطبة والله أعلم، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن هزيل بن شرحبيل قال قال عبد الله يعنى ابن مسعود من أراد الآخرة
أضر بالدنيا (2) ومن أراد الدنيا أضر بآخرته وأمرهم أن يصيروا بالفاني للباقي وقال إنكم في
زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه كثير معطوه قليل سؤله فأطيلوا الصلاة واقصروا
الخطبة وإن من بعدكم زمانا كثير خطباؤه قليل علماؤه كثير سؤاله قليل معطوه.
رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير قيس.

(1) أي التصق.
(2) لعله " بدنياه ".
249

(باب في حب المال والشرف)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ذئبان ضاريان جائعان في غنم افترقت أحدهما
في أولها والآخر في آخرها بأسرع فسادا من امرئ في دينه يحب شرف الدنيا ومالها.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الملك زنجويه وعبد الله بن
محمد بن عقيل وقد وثقا. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما ذئبان ضاريان في حظيرة يأكلان ويفسدان بأضر فيها من حب الشرف وحب المال
في دين المرء المسلم. رواه البزاز وفيه قطبة بن العلاء وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.
وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذئبان ضاريان في
زريبة غنم أسرع فيها فسادا من طلب المال والشرف في دين المرء المسلم. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه خالد بن يزيد العمرى وهو كذاب. وعن عاصم بن عدي
قال اشتريت أنا وأخي مائة سهم من سهام خيبر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما ذئبان
عاديان ظلا في غنم أضاعها ربها من طلب المال والشرف لدينه. رواه الطبراني في
الأوسط وإسناده حسن. وعن ابن عباس أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما ذئبان ضاريان باتا في غنم بأفسد لها من حب ابن آدم الشرف والمال. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه عيسى بن ميمون وهو ضعيف وقد وثق. وعن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذئبان ضاريان جائعان باتا في زريبة غنم أغفلها أهلها يفترسان
ويأكلان بأسرع فسادا فيها من حب المال والشرف في دين المرء المسلم. رواه الطبراني
في الأوسط وإسناده جيد.
(باب ما جاء في المتنعمين والمتنطعين)
عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث به إلى اليمن قال له إياك
والتنعم فان عباد الله ليسوا بالمتنعمين. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن أبي أمامة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام
ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام فأولئك شرار
أمتي الذين غدوا بالنعيم ونبتت عليه أجسامهم. رواه البزاز وفيه عبد الرحمن بن زياد
ابن أنعم وقد وثق والجمهور على تضعيفه، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع غدا في الآخرة. رواه الطبراني
250

وفيه يحيى بن سليمان الحفري وقد تقدم الكلام عليه في أول هذه الورقة، وبقية رجاله
ثقات. وعن عبد الله بن مسعود قال والذي لا إله إلا هو ما رأيت أحدا كان أشد على
المتنطعين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رأيت أحدا أشد عليهم من بعده من أبى
بكر وإني لأظن عمر كان أشد أهل الأرض خوفا عليهم أولهم. رواه أبو يعلى والطبراني
ورجالهما ثقات. وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا هلك المتنطعون (1).
(باب في حسب الانسان وكرمه)
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كرم الرجل دينه ومروءته عقله
وحسبه خلقه. رواه أحمد والطبراني في الأوسط، والبزاز ولفظه حسب المرء ماله
وكرمه تقواه وقال الحسب المال والكرم التقوى.
(باب النهى عن التبقر)
عن عبد الله يعنى ابن مسعود قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التبقر في الأهل
والمال فقال أبو حمزة وهو جليس عنده نعم حدثني أخزم الطائي عن أبيه عن عبد الله
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فقال عبد الله فكيف بأهل برادان وأهل بالمدينة وأهل
كذا قال شعبة فقلت لأبي التياح ما التبقر قال الكثرة. رواه أحمد بأسانيد وفيها رجل
لم يسم. وعن شقيق قال دخل عبد الرحمن بن عوف على أم سلمة فقال يا أم المؤمنين
إني أخشى أن أكون قد هلكت إني من أكثر قريش مالا فقالت يا بنى أنفق فذكر
الحديث. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وله طرق تقدمت.
(باب في مال الانسان وعمله وأهله)
عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد ولا أمة إلا وله ثلاثة أخلاء
فخليل يقول أنا معك فخذ ما شئت ودع ما شئت فذلك ماله وخليل يقول أنا معك
فإذا أتيت باب الملك تركتك فذلك خدمه وأهله وخليل يقول أنا معك حيث دخلت
وحيث خرجت فذلك عمله. رواه الطبراني في الكبير وفى الأوسط ولفظه قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الرجل ومثل الموت كمثل رجل له ثلاثة أخلاء
فقال الأول هذا مالي فخذ ما شئت وأعط ما شئت ودع ما شئت وقال الآخر أنا معك

(1) أي المتعمقون في الكلام المتكلمون بأقصى حلوقهم.
251

أخدمك فإذا مت تركتك وقال الآخر أنا معك أدخل معك وأخرج معك إن مت
وإن حييت فأما الذي قال هذا مالي فخذ منه ما شئت ودع ما شئت فهو ماله والآخر
عشيرته والآخر عمله يدخل معه ويخرج معه حيث كان، رواه البزاز بنحوه وأحد
أسانيده في الكبير رجاله رجال الصحيح. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد
إلا وله ثلاثة أخلاء فأما خليل يقول ما أنفقت فلك وما أمسكت فليس لك فذلك ماله
وأما خليل فيقول أنا معك فإذا أتيت باب الملك تركتك ورجعت فذلك أهله وخليل
يقول أنا معك حيث دخلت وحيث خرجت فذلك عمله فيقول ان كنت لاهون
الثلاثة على. رواه البزاز والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير عمران
القطان وقد وثق وفيه خلاف. وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إن لأحدكم يوم يموت ثلاثة أخلاء منهم من يمنعه ما سأله فذلك ماله ومنهم
خليل ينطلق معه حتى يلج القبر ولا يعطيه شيئا ولا يمنعه فأولئك قرائنه ومن خليل
يقول أنا معك حيث ذهبت ولست بمفارقك فذلك عمله إن كان خيرا أو شرا. رواه
البزاز والطبراني باسناد ضعيف. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال مثل ابن آدم وماله وأهله وعمله كرجل له ثلاثة أخوة أو ثلاثة أصحاب فقال
أحدهم أنا معك حياتك فإذا مت فلست منك ولست منى وقال الآخر أنا معك فإذا
بلغت تلك الشجرة فلست منك ولست منى وقال الآخر أنا معك حيا وميتا. رواه
البزاز ورجاله رجال الصحيح.
(باب الاقتصاد)
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عال من اقتصد.
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفى أسانيدهم إبراهيم بن مسلم الهجري
وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عال مقتصد قط. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله وثقوا وفى بعضهم خلاف. وعن حذيفة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحسن القصد في الغنى ما أحسن القصد في الفقر
وأحسن القصد في العبادة. رواه البزاز من رواية سعيد بن حكيم عن مسلم بن حبيب
ومسلم هذا لم أجد من ذكره إلا ابن حبان في ترجمة سعيد الراوي عنه، وبقية رجاله ثقات.
وعن طلحة بن عبيد الله قال تمشى معنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وهو صائم فأجهده الصوم
252

فحلبنا له ناقة لنا في قعب (1) وصببنا عليه عسلا نكرم به رسول الله صلى الله عليه وسلم
عنه فطره فلما غابت الشمس ناولناه القعب فلما ذاقه قال بيده كأنه يقول ما هذا قلنا لبنا
وعسلا أردنا نكرمك به أحسبه قال أكرمك الله بما أكرمتني أو دعوة هذه معناها ثم
قال من اقتصد أغناه الله ومن بذر أفقره الله ومن تواضع رفعه الله ومن تجبر قصمه الله.
رواه البزاز وفيه ممن أعرفه اثنان.
(باب منه في الاقتصاد)
عن جابر بن عبد الله قال كان يقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم ليست
لهم معارف فيأخذ الرجل بيدا لرجل والرجل بيد الرجلين والرجل بيد الثلاثة على قدر
طاقته فأخذ ختني بيد رجلين فخلوت به فلمته فقلت تأخذ رجلين وعندك ما عندك فقال
إن عندنا رزقا من عند الله فانطلق حتى أريك فانطلقت فأراني شيئا من بر فقال هذا
عندنا فقلت من أين لك هذا قال اشتريناه من العير التي قدمت أمس وأراني مثل
جثوة البعير تمرا وقال وهذا عندنا وأراني جرة فيها ودك (2) وقال وهذا دهان وإدام
ثم غدا بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو راح بهما وقد أطعمهما ودهنهما فقال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم إني أرى صاحبيك حسني الحال كم تطعمهما كل يوم من وجبة
قال وجبتين قال وجبتين فلولا كانت واحدة. رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح.
(باب ما يكفي ابن آدم من الدنيا)
عن أبي حسنة مسلم بن أكيس مولى عبد الله بن عامر عن أبي عبيدة بن الجراح
قال ذكر من دخل عليه فوجده يبكى فقال ما يبكيك يا أبا عبيدة فقال نبكي ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوما ما يفتح الله على المسلمين ويفئ عليهم حتى ذكر الشام فقال إن
ينسأ (3) في أجلك يا أبا عبيدة فحسبك من الخدم ثلاثة خادم يخدمك وخادم يسافر معك وخادم
يخدم أهلك ويرد عليهم وحسبك من الدواب ثلاثة دابة لرحلك ودابة لنقلك ودابة
لغلامك ثم هذا أنا أنظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقا وأنظر إلى مربطي قد امتلأ دواب
وخيلا فكيف ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا وقد أوصانا رسول الله
صلى الله عليه وسلم إن أحبكم إلى وأقربكم منى من لقيني على مثل الحال الذي فارقني عليها.
رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات. وعن يحيى بن جعدة قال عاد خبابا

(1) أي قدح.
(2) هو دسم اللحم ودهنه.
(3) أي يؤخره.
253

ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أبشر يا أبا عبد الله نرد على محمد صلى
الله عليه وسلم فقال فكيف بهذا وأشار إلى أعلى البيت وأسفله وقد قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إنما يكفي أحدكم من الدنيا كزاد الراكب. رواه أبو يعلى والطبراني
ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن جعدة وهو ثقة. وعن أنس قال دخلت على
سلمان فرأيت بيته رثا فقلت له في ذلك فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى أن
يكون زادك في الدنيا كزاد الراكب. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير
الحسن بن يحيى بن الجعد وهو ثقة. وعن ثوبان قال قلت يا رسول الله ما يكفيني
من الدنيا قال ما سد جوعتك ووارى عورتك وإن كان لك بيت يظلك فذاك وإن
كانت لك دابة فبخ. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن عمارة وهو متروك.
وعن علي بن نديمة قال بيع متاع سلمان فبلغ أربعة عشر درهما. رواه الطبراني وإسناده
جيد إلا أن علي بن نديمة لم يدرك سلمان فان كانت تركته تأخرت فهو متصل.
(باب فيمن كره الدنيا)
عن زيد بن أرقم قال كنا مع أبي بكر فاستسقى فأتى بماء وعسل فلما وضعه على
يده بكى وانتحب حتى ظننا أن به شيئا ولا نسأله عن شئ فلما فرغ قلنا يا خليفة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما حملك على هذا البكاء قال بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ
رأيته يدفع عن نفسه شيئا ولا أرى شيئا فقلت يا رسول الله ما الذي أراك تدفع ولا
أرى شيئا قال الدنيا تطولت لي فقلت إليك عنى فقالت أما انك لست بمدركتي قال أبو
بكر فشق على وخشيت أن أكون قد خالفت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحقتني الدنيا.
رواه البزاز وفيه عبد الواحد بن زيد الزاهد وهو ضعيف عند الجمهور وذكره ابن
حبان في الثقات وقال يعتبر حديثه إذا كان فوقه ثقة ودونه ثقة، وبقية رجاله ثقات.
(باب ترك الدنيا لأهلها)
عن أنس قال ينادى مناد دعوا الدنيا لأهلها دعوا الدنيا لأهلها دعوا الدنيا لأهلها
من أخذ من الدنيا أكثر مما يكفيه أخذ جيفة وهو لا يشعر. رواه البزاز وقال لا يروى
عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف.
(باب فيما يرتفع من أمر الدنيا)
عن سعيد بن المسيب قال كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء (1) لا تسبق

(1) العضباء في الأصل: المشقوقة الاذن، وهنا اسم ولعلها كانت مشقوقة الأذن.
254

فجاء أعرابي على قعود (1) فسبقها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى على الله لا يرتفع شئ من
الدنيا إلا وضعه. قال معن بن عيسى كان مالك لا يسنده فخرج علينا يوما نشيطا
فحدثناه به عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة. رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح
غير شيخ البزاز أحمد بن الربيع فإني لم أعرفه.
(باب ما جاء في الامل والأجل)
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غرز بين يديه عرزا
ثم غرز إلى جنبه آخر ثم غرز الثالث فأبعده ثم قال هل تدرون ما هذا قالوا الله
ورسول أعلم قال هذا الانسان وهذا أجله وهذا أمله يتعاطى الامل يختلجه الاجل
دون ذلك. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير علي بن علي الرفاعي وهو ثقة.
وعن عبد الله بن عمر ولا أعلمه إلا رفعه قال صلاح هذه الأمة بالزهادة واليقين
وهلاكها بالبخل والأمل. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عصمة بن المتوكل وقد
ضعفه غير واحد ووثقه ابن حبان. وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اقتربت الساعة وهي لا تزداد منهم إلا بعدا. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقتراب الزمان أن تكون
السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كضرمة نار ولينامن أحدكم وأجله
بين عينيه قلت رواه الترمذي باختصار رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه المقدام
ابن داود وهو ضعيف وقد قيل إنه وثق، وبقية رجاله وثقوا.
(باب ما قل وكفى خير مما كثر وألهى)
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبها ملكان
يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم ما قل وكفى خير
مما كثر وألهى. رواه أحمد والطبراني في الكبير وزاد ولا آبت شمس قط إلا بعث
بجنبها ملكان يناديان اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا. رواه الطبراني في
الأوسط إلا أنه قال اللهم من أنفق فاعطه خلفا ومن أمسك فأعطه تلفا، ورجال أحمد
وبعض رجال أسانيد الطبراني في الكبير رجال الصحيح. وعن عبد الرحمن بن أبي سعيد
أراه عن أبيه شك أبو عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على الأعواد وهو يقول ما قل

(1) القعود من الإبل: ما أمكن أن يركب، وأدناه أن يكون له سنتان.
255

وكفى خير مما كثر وألهى. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير صدقة بن الربيع
وهو ثقة. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس هلموا
إلى ربكم ما قل وكفى خير مما كثر وألهى يا أيها الناس إنما هي نجدان نجد خير ونجد
شر فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير. رواه الطبراني من حديث فضال
عن أبي أمامة وفضال ضعيف.
(باب فيمن قل ماله وكثرت عياله)
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قل ماله وكثرت
عياله وحسنت صلاته ولم يغتب المسلمين جاء يوم القيامة وهو معي كهاتين.
(باب القناعة)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالقناعة فان القناعة
مال لا ينفد. رواه الطبراني في الأوسط وفيه خالد بن إسماعيل المخزومي وهو متروك.
(باب فيمن صبر على العيش الشديد ولم يشك إلى الناس)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جاع أو احتاج فكتمه الناس
وأفضى به إلى الله كان حقا على الله أن يفتح له قوت سنة من حلال. رواه الطبراني
في الصغير والأوسط وفيه إسماعيل بن رجاء الحصني ضعفه الدارقطني. وعن ابن عمر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صبر أهل ثلاثة على جهد إلا أتاهم الله برزق. رواه أبو
يعلى ورجاله وثقوا. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصيب بمصيبة
بماله أو في نفسه فكتمها ولم يشكها إلى الناس كان حقا على الله أن يغفر له. رواه
الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا. وعن أبي هريرة قال دخل رجل إلى أهله فلما
رأى ما بهم من الحاجة خرج إلى البرية فلما رأت امرأته قامت إلى الرحا فوضعتها وإلى
التنور فسجرته ثم قالت اللهم ارزقنا فنظرت فإذا الجفنة قد امتلأت قال وذهبت إلى التنور
فوجدته ممتلئا قال فرجع الزوج فقال أصبتم بعدي شيئا قالت امرأته نعم من ربنا قام
إلى الرحا فرفعها فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال أما انه لو لم يرفعها لم تزل تدور إلى
يوم القيامة. رواه أحمد والبزاز وقال فقالت امرأته اللهم ارزقنا ما نطحن وما نعجن
ونخبز فإذا الجفنة ملأى خبزا والرحا تطحن والتنور ملأى جنوب شواء فجاء زوجها
فقال عندكم شئ قالت رزق الله أو قد رزق الله فرفع الرحا فكنس حولها فقال رسول
256

الله صلى الله عليه وسلم لو تركها لطحنت إلى يوم القيامة. ورواه الطبراني في الأوسط
بنحوه ورجالهم رجال الصحيح غير شيخ البزاز وشيخ الطبراني وهما ثقتان. وعن أبي
هريرة قال بينما رجل وامرأته له في السلف الخالي لا يقدر على شئ فجاء الرجل من
سفره فدخل على امرأته جائعا قد أصابته مسغبة شديدة فقال لامرأته عندك شئ قالت
ابشر قد أتاك رزق الله فاستحتها وقال ابتغى ويحك إن كان عندك شئ فقالت نعم
هنيهة نرجوا رحمة الله حتى إذا طال عليه الطول قال ويحك قومي فابتغى إن كان عندك
خبز فائتيني به فإني قد أبلغت وجهدت قد أبلغت وجهدت فقالت نعم الآن ننضح
التنور فلا تعجل فلما أن سكت عنها وتحينت أيضا ان تقول قالت هي من عند نفسها
لو قمت فنظرت إلى تنوري فقامت فوجدت تنورها ملآن جنوب الغنم ورحيتها تطحن
فقامت إلى الرحا فنقضتها واستجرت ما في التنور من جنوب الغنم فقال أبو هريرة والذي
نفس أبى القاسم بيده عن قول محمد صلى الله عليه وسلم لو أخذت ما في رحيتها ولم تنقضها لطحنت إلى
يوم القيامة. رواه أحمد ورجاله وثقوا.
(باب فيمن يرضى بما قسم له)
عن أبي العلاء بن الشخير قال حدثني أحد بنى سليم ولا أحسبه إلا قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم
ان الله عز وجل يبتلى عبده بما أعطاه فمن رضى بما قسم الله له بارك الله فيه ووسعه ومن لم
يرض لم يبارك له. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن الشخير قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليبتلي العبد لينظر كيف يعمل فان رضى بورك له
وإن لم يرض لم يبارك له. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعيد بن راشد المازني وهو
متروك. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال يا حبذا المكروهات الموت والفقر وما أبالي بأيهما
ابتليت إن كان الغنى ان فيه العطف وإن كان الفقر ان فيه الصبر. رواه الطبراني وفيه
المسعودي وقد اختلط. وعنه أيضا قال ما يضر أمرا مسلما على أي حال أصبح عليها وأمسى
لا تكون حزازة في نفسه. رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط.
(باب ما يمدح من قلة المال)
عن محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اثنتان يكرههما ابن آدم الموت
والموت خير من الفتنة ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب. رواه أحمد باسنادين
ورجال أحدهما رجال الصحيح. وعن أبي أسماء أنه دخل على أبي ذر وهو بالربذة وعنده
257

امرأة له سوداء بشعة (1) ليس عليها أثر المجاسد ولا الخلوق فقال ألا تنظرون إلى ما تأمرني
به هذه السويداء تأمرني أن آتي العراق فإذا أتيت العراق مالوا على بدنياهم وان خليلي
صلى الله عليه وسلم عهد إلى أن دون جسر جهنم طريقا ذا دحض (2) ومنزلة وإنا إن نأت عليه
وفى أحمالنا اقتدار أو اضطمار أحرى أن ننجو من أن نأتى عليه ونحن مواقير. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح. قلت ويأتي حديث أنس وأبى الدرداء في أواخر الباب بعد هذا.
(باب فضل الفقراء)
عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظر أرفع رجل في المسجد قال فنظرت فإذا
رجل عليه حلة قلت هذا قال قال لي انظر أوضع رجل في المسجد قال فنظرت فإذا رجل
عليه أخلاق (3) قال قلت هذا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا عند الله أخير
يوم القيامة من ملء الأرض مثل هذا. رواه أحمد بأسانيد ورجالها رجال الصحيح.
وعن أبي هريرة قال خرجت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ويده في يدي فأتى على
رجل رث الهيئة قال أبو فلان ما بلغ بك ما أرى قال السقم والضر يا رسول الله قال ألا
أعلمك كلمات يذهب الله عنك السقم والضر قال ما يسرني بهما أنى شهدت معك بدرا وأحدا
قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهل يدرك أهل بدر وأهل أحد ما يدرك
الفقير القانع قال فقال أبو هريرة يا رسول الله أما تعلمني قال فقال قل يا أبا هريرة توكلت
على الحي الذي لا يموت الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى
من الذل وكبره تكبيرا قال فأتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حسنت
حالي فقال مهيم قال فقلت يا رسول الله لم أزل أقول الكلمات التي علمتنيهن. رواه أبو
يعلى وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف وفيه توثيق لين ولكن حرب بن ميمون
وبقية رجاله ثقات. وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل عنى
أو سره أن ينظر إلى فلينظر إلى أشعث شاحب مشمر لم يصنع لبنة على لبنة ولا قصبة على
قصبة رفع له علم فشمر إليه اليوم المضار وغدا السباق والغاية الجنة أو النار. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه سليمان بن أبي كريمة وهو ضعيف. وعن عبد الله بن عمرو قال كنت
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وطلعت الشمس فقال يأتي قوم يوم القيامة نورهم
كنور الشمس قال أبو بكر نحن هم يا رسول الله قال لا ولكم خير كثير ولكنهم الفقراء

(1) في الأصل " مشبعة ".
(2) أي زلق.
(3) أي ثياب بالية.
258

المهاجرون الذين يحشرون من أقطار الأرض، قلت فذكر الحديث. رواه أحمد
والطبراني في الأوسط والكبير وزاد في الكبير ثم قال طوبى للغرباء طوبى للغرباء قيل ومن
الغرباء قال ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم، وفى رواية
فقال أبو بكر وعمر نحن هم، وله في الكبير أسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح. وعن عبد الله
ابن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال هل تدرون أول من
يدخل الجنة من خلق الله عز وجل قالوا الله ورسوله أعلم قال الفقراء المهاجرون الذين تسد
بهم الثغور وتتقي بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاءا
فيقول الله عز وجل لمن يشاء من ملائكته ائتوهم فحيوهم فتقول الملائكة نحن سكان
سمائك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا أن نأتى هؤلاء فنسلم عليهم قال إنهم كانوا عبادا
يعبدوني لا يشركون بي شيئا وتسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته
في صدره لا يستطيع لها قضاءا قال فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل
باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار قلت له حديث في الصحيح غير هذا
رواه أحمد والبزاز والطبراني وزاد بعد قول الملائكة وسكان سمواتك وإنك تدخلهم
الجنة قبلنا، ورجالهم ثقات. وعن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول إن أول ثلة تدخل لفقراء المهاجرين الذين تتقى بهم المكاره وإذا أمروا
سمعوا وأطاعوا وإذا كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض حتى يموت وهي
في صدره والله عز وجل يدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول إن
عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وقتلوا وأوذوا في سبيلي وجاهدوا أدخلوا الجنة فيدخلونها
بغير حساب. رواه أحمد والطبراني وزاد فيه ادخلوا الجنة بلا عذاب ولا حساب وتأتي
الملائكة فيسجدون ويقولون ربنا نحن نسبحك الليل والنهار ونقدس لك من هؤلاء
الذين آثرتهم علينا فيقول الله جل ذكره عبادي الذين قاتلوا في سبيلي فأوذوا في سبيلي
فتدخل عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، ورجال
الطبراني رجال الصحيح غير أبى عشانة وهو ثقة. وعن أبي سعيد الخدري قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل فقراء المسلمين قبل أغنيائهم بخمسمائة عام قلنا ومن هم يا رسول
الله قال هم الذين إذا كان مهلك (1) بعثوا وإذا كان مغنم (2) بعثوا غيرهم الذين يحجبون

(1) في الأصل " مهلكا ".
(2) في الأصل " مغنما ".
259

على أبواب السلطان قلت روى أبو داود بعضه رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو
عبيدة بن الفضيل بن عياض ولم أعرفه وزيد العمى ضعفه الجمهور وقد وثق، وبقية رجاله
ثقات. وعن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حوضي ما بين عدن إلى عمان أكوابه
ماؤه أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل أول من يرده فقراء المهاجرين قلنا يا رسول
الله صفهم لنا قال شعت الرؤوس دنس الثياب الذين لا ينكحون المتنعمات ولا تفتح
لهم السدد الذين يعطون ما عليهم ولا يعطون مالهم قلت له حديث في ذكر الحوض في
الصحيح باختصار رواه الطبراني وفى رواية عنده وأكثر الناس ورودا عليه فقراء
المهاجرين بدل أول من يرده، ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح. وعن أبي بكر الصديق
عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال تدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء
بأربعمائة عام قال فقلت إن الحسن يذكر بأربعين عاما فقال عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
عن النبي صلى الله عليه وسلم بأربعمائة عام حتى يقول المؤمن الغنى يا ليتني كنت عيلا
قال قلت يا رسول الله سمهم لنا بأسمائهم قال هم الذين إذا كان مكروه بعثوا له وإذا كان
نعيم بعثوا له سواهم وهم الذين يحجبون عن الأبواب. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح غير زيد بن أبي الحوارى وقد وثق على ضعفه. وعن عبد الله بن عمر قال
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول تدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا
فقيل صفهم لنا فقال الدنسة ثيابهم الشعثة رؤوسهم الذين لا يؤذن لهم على السدات ولا
ينكحون المتنعمات توكل بهم مشارق الأرض ومغاربها يعطون كل الذي عليهم
ولا يعطون كل الذي لهم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات. وعن أبي
الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تدخل فقراء أمتي قبل أغنيائهم
بأربعين خريفا أو بأربعين سنة. رواه الطبراني وفيه محمد بن أبي كامل الموصلي ولم
أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول تدخل فقراء المسلمين قبل أغنيائهم بنصف يوم قلت وما نصف يوم قال
إن يوما عند ربك كألف سنة قال ويدخلون جميعا على صورة آدم قلت وما
كانت صورة آدم قال كان إثنا عشر ذراعا طوله في السماء وست عرضا قلت أي
ذراع قال الذراع طول الرجل الطويل. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عدى بن
الفضل التيمي مولاهم وهو ضعيف. وعن العرباض بن سارية قال كان النبي صلى الله
260

عليه وسلم يخرج إلينا في الصفة عليه الحوتكية فقال لو تعلمون ما دخر لكم ما حزنتم على
ما زوى عنكم ولتفتحن عليكم فارس والروم. رواه أحمد ورجاله وثقوا. وعن سعيد بن
عامر قال ما أنا متخلف عن العنق الأول بعد الذي سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول تجئ فقراء المسلمين يوم القيامة على كورهم فيقال لهم قفوا للحساب
فيقولون ما أعطيتمونا شيئا تحاسبونا عليه فيدخلون الجنة قبل الناس بأربعين سنة.
رواه الطبراني. وعن عبد الرحمن بن سابط قال أرسل عمر بن الخطاب إلى سعيد بن
عائد إنا مستعملوك على هؤلاء تسير بهم إلى أرض العدو فتجاهد بهم قال فذكر حديثا
طويلا قال فيه قال سعيد وما أنا بمتخلف عن العنق الأول بعد إذ سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول إن فقراء المسلمين يزفون كما تزف الحمام قال فيقال لهم قفوا للحساب
فيقولون والله ما تركنا شيئا نحاسب به فيقول الله عز وجل صدق عبادي فيدخلون الجنة
قبل الناس بسبعين عاما. رواه الطبراني، وذكر بعده عن سعيد بن عامر عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال مثله. وفى إسناديهما يزيد بن أبي زياد وقد وثق على ضعفه، وبقية رجالهما
ثقات. ورواه البزاز عن سعيد بن عامر بنحوه كذلك. وعن واثلة بن الأسقع قال كنت
في أصحاب الصفة فلقد رأيتنا وما منا إنسان عليه ثوب تام وأجد العرق في جلودنا طرقا من
الغبار والوسخ إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لتبشر فقراء المهاجرين
إذ أقبل رجل عليه شارة حسنة فجعل النبي صلى الله عليه وسلم لا يتكلم بكلام إلا كلفته نفسه أن يأتي
بكلام يعلو كلام النبي صلى الله عليه وسلم فلما انصرف قال الله لا يحب هذا وضربه يلوون ألسنتهم
كلي (1) البقر بلسانها المرعى كذلك يلوي الله تعالى ألسنتهم ووجوههم في النار. رواه
الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح. وعن عبد الله بن
عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء
واطلعت في النار فرأيت أكثرها أهلها الأغنياء. رواه أحمد وإسناده جيد. وعن عمران
ابن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الضعفاء والفقراء واطلعت
في النار فرأيت أكثر أهلها النساء. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير
الضحاك بن يسار وقد وثقه ابن حبان. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم دخلت الجنة فسمعت فيها خشفة (2) بين يدي فقلت ما هذا قال بلال فمضيت فإذا

(1) في الأصل " إلى ".
(2) أي صوتا.
261

أكثر أهلها المهاجرين وذراري المسلمين ولم أر فيها أحدا أقل من الأغنياء. والنساء قيل لي
أما الأغنياء فهم ههنا يحاسبون ويمحصون وأما النساء فألهاهم الأحمران الذهب والحرير
قال ثم خرجنا من أحد أبواب الجنة الثمانية فلما كنت عند الباب أتيت بكفة فوضعت
فيها ووضعت أمتي فرجحت بهائم أتى بأبي بكر فوضع في كفة وجئ بجميع أمتي فوضعت
في كفة فرجح أبو بكر ثم جئ ب عمر فوضع في كفة وجئ بجميع أمتي فوضعوا فرجح
عمر وعرضت على أمتي رجلا رجلا فجعلوا يمرون فاستبطأت عبد الرحمن بن عوف
ثم جاء بعد الأياس فقلت عبد الرحمن فقال بأبي وأمي يا رسول الله ما خلصت إليك حتى
ظننت أنى لا أخلص إليك أبدا إلا بعد المشيبات قال وما ذاك قال من كثرة مالي أحاسب
فأمحص. رواه أحمد والطبراني بنحوه وفيهما مطرح بن يزيد وعلي بن يزيد وهما مجمع على
ضعفهما، وعبد الرحمن بن عوف أحد أصحاب بدر والحديبية وأحد العشرة المشهود لهم
بالجنة وهم أفضل الصحابة رضي الله عنهم. وعن عبد الرحمن بن عوف قال استعمل
عمر بن الخطاب معاذ بن جبل على الشام فكتب إليه أن أعط الناس أعطياتهم واغز بهم
فبينا هو يعطى الناس وذلك في آخر النهار جاء رجل من أهل الرساتيق فقال له يا معاذ من لي
بعطائي فأتى برجل من أهل الرستاق فقال أنا من مكان كذا فعلى آوى إلى أهلي قبل الليل
فقال والله لا أعطيك حتى أعطى هؤلاء يعنى أهل المدينة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول الأنبياء كلهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين عاما وإن أهل المدائن يدخلون
الجنة أهل الرساتيق (1) بأربعين عاما تفضل المدائن بالجمعة والجماعات وحلق الذكر
وإذا كان بلاء خصوا به دونهم. رواه الطبراني في الأوسط وقال لا يروى عن
النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد وفيه علي بن سعيد بن بشير قال الدارقطني
ليس بذاك تفرد بأشياء، وقال ابن يونس كان يفهم ويحفظ، وقال الذهبي حافظ رحال،
وبقية رجاله ثقات. وعن أمية بن خالد بن عبد الله بن أسيد قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المسلمين. وفى رواية يستنصر بصعاليك المسلمين.
رواه الطبراني ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح. وعن عبادة بن الصامت
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحيني مسكينا وتوفني مسكينا واحشرني في
زمرة المساكين. رواه الطبراني وفيه بقية بن الوليد وقد وثق على ضعفه وشيخ الطبراني

(1) أي القوى.
262

وعبيد الله بن زياد الأوزاعي لم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي ذر قال أمرني
خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع بحب المساكين والدنو منهم وأمرني أن أنظر إلى من
هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت وأمرني أن
لا أسأل أحدا شيئا وأمرني أن أقول الحق وإن كان مرا وأمرني أن لا يأخذني في الله
لومة لائم وأمرني أن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن من كنز تحت العرش،
وفى رواية وأمرني أن أرحم المساكين وأجالسهم. رواه أحمد والطبراني في الأوسط
بنحوه وأحد إسنادي أحمد ثقات. وعن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ألا أعلمكم خمسا حب المساكين والدنو منهم وانظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا
إلى من فوقكم وصلوا الرحم وإن أدبرت وقولوا الحق وإن كان مرا وأكثروا من قول
لا حول ولا قوة إلا بالله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جرير بن أيوب البجلي وهو
ضعيف جدا. وعن أبي هريرة رفعه قال إن أهل البيت ليقل طعمهم فتستنير بيوتهم. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن المطلب العجلي ضعفه العقيلي، وبقية رجاله ثقات.
وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بين أيديكم عقبة كؤودا لا ينجو منها إلا
كل مخف. رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح غير أسد بن موسى بن مسلم الصغير وهما
ثقتان، وقد تقدم حديث أبي ذر في الباب الذي قبل هذا، ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس
قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وهو آخذ بيد أبي ذر فقال يا أبا ذر أعلمت أن
بين أيدينا عقبة كؤدا لا يصعدها إلا المخفون فقال رجل يا رسول الله أمن المخفين أنا أم
من المثقلين فقال عندك طعام يوم قال نعم وطعام غد قال نعم وطعام بعد غد قال لا قال لو
كان عندك طعام ثلاث كنت من المثقلين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جنادة
ابن مروان قال أبو حاتم ليس بالقوى، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى مؤمنان على باب الجنة مؤمن غنى ومؤمن فقير كانا في الدنيا
فأدخل الفقير الجنة وحبس الغنى ما شاء الله أن يحبس ثم أدخل الجنة فلقيه الفقير
فقال يا أخي ماذا حبسك والله لقد حبست حتى خفت عليك فيقول يا أخي إني حبست
بعدك حبسا فظيعا كريها ما وصلت إليك حتى سال منى من العرق ما لو ورده ألف بعير
كلها آكلة حمضا (1) لصدرن عنه روى. رواه أحمد وفيه دويد غير منسوب فإن كان هو

(1) الحمض: كل نبت في طمعه حموضة.
263

الذي روى عن سفيان فقد ذكره العجلي في كتاب الثقات وإن كان غيره لم أعرفه،
وبقية رجاله رجال الصحيح غير مسلم بن بشير وهو ثقة.
(باب ما جاء في البله)
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أكثر أهل الجنة البله، وقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم رب ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره. رواه البزاز وفيه
سلامة بن روح وثقه ابن حبان وغيره وضعفه غير واحد.
(باب فيمن لا يؤبه له)
عن حذيفة قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة قال ألا أخبركم بشر
عباد الله الفظ المستكبر ألا أخبركم بخير عباد الله الضعيف المستضعف ذي الطمرين
لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره. رواه أحمد وفيه محمد بن جابر وقد وثق على ضعفه،
وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ألا أخبركم بأهل النار وأهل الجنة أما أهل الجنة فكل ضعيف مستضعف ذي طمرين (1)
لو أقسم على الله لأبره وأما أهل النار فكل جعظري جواظ (2) جماع مناع ذي تبع.
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه يعتضد. وعن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول رب أشعث أغبر ذي طمرين مصفح عن أبواب الناس لو أقسم على
الله لأبره. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن موسى التيمي وقد وثق،
وبقية رجاله رجال الصحيح غير جارية بن هرم ووثقه ابن حبان على ضعفه. وعن
عبد الله بن مسعود رفعه قال رب ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره. رواه
البزاز ورجاله رجال الصحيح غير جارية بن هرم وقد وثقه ابن حبان على ضعفه. وعن
ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أمتي من لو جاء أحدكم يسئله دينارا لم يعطه ولو سأله
درهما لم يعطه ولو سأله فلسا لم يعطه ولو سأل الله الجنة أعطاه إياها ذي طمرين لا يؤبه
له لو أقسم على الله لأبره. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار وتعس عبد الدرهم
وتعس عبد الخمصة إن أعطى رضى وإن منع سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا

(1) الطمر: الثوب البالي.
(2) الجعظري: الفظ الغليظ المتكبر. والجواظ:
الجموع المنوع، وقيل الكثير اللحم المختال، وقيل غير ذلك.
264

فانتقش (1) طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في
الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن شفع لم يشفع وإن استأذن لم يؤذن
له قلت رواه البخاري خلا من قوله طوبى لعبد إلى آخره فرواه تعليقا رواه الطبراني
في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ألا أخبركم بأهل الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال كل ضعيف متضعف ذي
طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار قلنا بلى يا رسول الله
قال كل جظ جعظ مستكبر قلت يا رسول الله ما الجظ قال الضخم قلت فما الجعظ قال
العظيم في نفسه. رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه عبد الله بن محمد بن أبي مريم
وهو ضعيف. وعن سراقة بن مالك بن جعشم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا سراقة ألا
أخبرك بأهل الجنة وأهل النار قلت بلى يا رسول الله قال أما أهل النار فكل جعظري
جواظ مستكبر وأما أهل الجنة فالضعفاء المغلوبون. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وإسناده حسن. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ألا أنبئك بأهل الجنة قلت بلى قال الضعفاء المغلوبون. رواه الطبراني ورجاله
وثقوا. وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبرك يا أبا الدرداء
بأهل النار قلت بلى يا رسول الله قال كل جعظري جواظ مستكبر جماع منوع
ألا أخبرك بأهل الجنة كل مسكين لو أقسم على الله لأبره. رواه الطبراني وفيه خارجة
ابن مصعب وهو متروك. وعن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ألا أخبرك بأهل الجنة قالوا بلى يا رسول الله قال كل ضعيف متضعف لو أقسم
على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ. رواه الطبراني وإسناده حسن.
وعن أبي ذر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظر أرفع رجل في المسجد
قال فنظرت فإذا رجل عليه حلة قلت هذا قال لي أنظر أوضع رجل في المسجد قال
فنظرت فإذا رجل عليه أخلاق قلت هذا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لهذا عند الله أخير يوم القيامة من ملء الأرض مثل هذا. رواه أحمد والبزاز
والطبراني في الأوسط بأسانيد ورجال أحمد وأحد إسنادي البزاز والطبراني رجال
الصحيح. وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لله صناين من خلقه يحييهم في عافية

(1) أي إذا دخلت فيه شوكة لا أخرجها.
265

فإذا توفاهم توفاهم إلى جنته أولئك تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم وهم فيها في
عافية. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه مسلم بن عبد الله الحمصي ولم أعرفه
وقد جهله الذهبي، وبقية رجاله وثقوا. وعن أبي هريرة رفعه قال ألا أخبركم بأهل
الجنة الضعفاء المظلومون ألا أنبئكم بأهل النار كل جعظري ألا أخبركم بخياركم
محاسنكم أخلاقا ألا أنبئكم بشراركم الثرثارون المتشدقون المتفيهقون (1). رواه البزاز
وقال لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الاسناد، وفيه البراء بن يزيد فإن كان هو
البراء بن عبد الله بن يزيد فهو ضعيف وإن كان هو البراء بن يزيد الهمذاني فقد وثقه
ابن حبان. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن موسى بن عمران
مر برجل وهو يضطرب فقام يدعو الله له أن يعافيه فقال له يا موسى إنه ليس الذي
يصيبه خبط من إبليس ولكنه جوع نفسه لي فهو الذي ترى أنظر إليه في كل يوم
أنظر إليه في كل يوم مرات أتعجب من طاعته فمر فليدع لك فإنه ل ه عندي كل يوم
دعوة. رواه الطبراني ورجاله وثقوا. وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر في
بعض سكك المدينة فرأى رجلا أسود ميتا قد رموا به في الطريق فسأل بعض من
ثم عنه فقال مملوك من هذا قالوا مملوك لآل فلان فقال أكنتم ترونه يصلى قالوا كنا
نراه أحيانا يصلى وأحيانا لا يصلى فقال قوموا فاغسلوه وكفنوه فقاموا فغسلوه وكفنوه
وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه فلما كبر قال سبحان الله سبحان الله
فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال له أصحابه يا رسول الله سمعناك لما كبرت
تقول سبحان الله سبحان الله فلم قلت سبحان الله سبحان الله قال كادت الملائكة أن
تحول بيني وبينه من كثرة ما صلوا عليه. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد.
(باب فيما يتمناه الغنى في الآخرة)
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يصلون
ويدعون فقال خذوا فيما كنتم فيه وقال أبشروا أحسبه قال يا معشر المهاجرين بالفوز
يوم القيامة على الأغنياء بخمسمائة عام حتى إن الغنى يود لو كان سائلا قلت رواه
أبو داود غير قوله حتى إن الغنى يود أنه كان سائلا رواه البزاز.
(باب ما يصير إليه الفقير المؤمن والغنى الكافر)
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن موسى قال أي رب

(1) هم الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم.
266

إن عبدك المؤمن تقتر عليه في الدنيا قال فيفتح له باب إلى الجنة فينظر إليها فيقول
يا موسى هذا ما أعدت له فيقول موسى وعزتك وجلالك لو كان أقطع اليدين والرجلين
يسحب على وجهه منذ خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير بؤسا قط قال ثم
قال موسى أي رب ان (1) عبدك الكافر توسع عليه في الدنيا قال فيفتح له باب من النار فيقول
يا موسى هذا ما أعددت له فقال موسى أي وعزتك وجلالك لو كانت له الدنيا منذ يوم
خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير خيرا قط. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة
ودراج وقد وثقا على ضعف فيهما.
(باب فيمن اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة)
عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أشقى
الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة. رواه الطبراني في الأوسط
باسنادين في أحدهما خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك وقد وثقه أبو زرعة
وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات، وفى الأخرى أحمد بن طاهر بن حرملة وهو كذاب.
(باب ما يسئل عنه العبد يوم القيامة)
عن أبي عسيب قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فمر بي فدعاني
فخرجت إليه ثم مر بأبي بكر رحمه الله فدعاه فخرج إليه ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه
فانطلق حتى دخل حائطا لبعض الأنصار فقال لصاحب الحائط أطعمنا فجاء بعذق (2)
فوضعه فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم دعا بماء بارد فشرب فقال
لتسئلن عن هذا يوم القيامة قال فأخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر
البسر (3) قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا رسول الله إنا لمسؤولون عن هذا
يوم القيامة قال نعم إلا من ثلاث خرقة كف بها عورته أو كسرة سد بها جوعته
أو جحر يدخل فيه من الحر والقر. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن ابن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فوق الإزار وظل الحائط وجر الماء فضل يحاسب به
العبد يوم القيامة أو يسئل عنه. رواه البزاز وفيه ليث بن أبي سليم وقد وثق على ضعف
فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح غير القاسم بن محمد بن يحيى المروزي وهو ثقة.

(1) " رب إن " غير موجودة في الأصل.
(2) الحائط: البستان. والعذق:
العرجون بما فيه من الثمر.
(3) أي الرطب.
267

(باب فيما يشتهيه الفقير ولا يقدر عليه)
عن عصمة قال جاء نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالوا يا رسول الله إنا نمر بهذه الأسواق فننظر إلى هذه الفواكه فنشتهيها وليس معنا
ناض (1) نشتري به فهل لنا في ذلك من أجر فقال وهل الاجر إلا ذلك. رواه
الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف جدا.
(باب النهى عن التواضع للأغنياء)
عن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تدهن الأغنياء. رواه الطبراني وفيه
داود بن الزبرقان وهو متروك.
(باب ما جاء في الفراسة)
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله عبادا يعرفون الناس
بالتوسم. رواه البزاز والطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن أبي أمامة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله. رواه الطبراني
وإسناده حسن. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال أفرس الناس ثلاثة صاحبة موسى
التي قالت يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين قال وما رأيت من
أمانته قالت كنت أمشى أمامه فجعلني خلفه وصاحب يوسف حين قال أكرمي مثواه
عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وأبو بكر حين استخلف عمر، وفى رواية من أفرس
الناس ثلاثة. رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح إن كان محمد بن
كثير وهو العبدي وإن كان هو الثقفي فقد وثق على ضعف كثير فيه. وعن علي بن
زيد قال قيل لعمرو بن العاص صف لنا أهل الأمصار قال أهل الحجاز أحرص الناس
على فتنة وأعجزهم عنها وأهل العراق أحرصه على علم وأبعده منه وأهل الشام أطوع
الناس للمخلوق في معصية الخالق وأهل مصر أكيس الناس صغيرا وأحمقه كبيرا.
رواه الطبراني وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف جدا.
(باب معادن التقوى قلوب العارفين)
عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل شئ معدن ومعدن التقوى
قلوب العارفين، وفيه محمد بن رجاء وهو ضعيف.

(1) أي لا درهم ولا دينار.
268

(باب ما جاء في الولاية لله عز وجل)
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من موجبات ولاية الله ثلاثا إذا
رأى حقا من حقوق الله لم يؤخره إلى أيام لا يدركها وأن يعمل العمل الصالح في
العلانية على قوام من عمله في السريرة وهو يجمع مع ما يعجل صلاح ما يأمل قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فهكذا ولى الله وعقد ثلاثا (1). رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
(باب ما جاء في الأتقياء)
عن أنس بن مالك قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من آل محمد فقال كل
تقى، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أولياؤه إلا المتقون. رواه الطبراني في
الصغير والأوسط وفيه نوح بن أبي مريم وهو ضعيف. وعن عائشة قالت كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا يزيده ذا شرف عنده ولا ينقصه إلا التقوى (2). رواه الطبراني في
الأوسط وفيه منصور بن عمار وقد وثق على ضعفه. قلت وقد تقدمت أحاديث في
قوله كرم المؤمن تقواه، وأحاديث في الأدب في حق المسلم وفى أثنائها أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال التقوى ههنا وأومأ بيده إلى صدره.
(باب ما جاء في العجب)
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم تكونوا تذنبون لخشيت عليكم ما هو
أكبر منه العجب. رواه البزاز وإسناده جيد.
(باب فيمن آذى أولياء الله)
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى من عادى لي وليا فقد
استحل محاربتي قلت فذكر الحديث. رواه البزاز واللفظ له وأحمد والطبراني في
الأوسط وفيه عبد الواحد بن قيس وقد وثقه غير واحد وضعفه غيرهم، وبقية رجال
أحمد رجال الصحيح ورجال الطبراني في الأوسط رجال الصحيح غير شيخه هارون بن كامل.
وعن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل
من آذى لي وليا فقد استحل محاربتي وما تقرب إلى عبدي بمثل أداء فريضتي وإنه ليتقرب
إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته (3) كنت رجله التي يمشى بها ويده التي يبطش بها

(1) في الأصل " ثلاثين ".
(2) في الأصل " بالتقوى ".
(3) " فإذا أحببته " غير موجودة في الأصل.
269

ولسانه الذي ينطق به وقلبه الذي يعقل به إن سألني أعطيته وإن دعاني أجبته وما ترددت
عن شئ أنا فاعله كترددي عن موته وذلك أنه يكره الموت وأنا أكره مساءته. رواه
أبو يعلى وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو كذاب. وعن أنس بن مالك عن النبي صلى
الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله تعالى قال من أهان لي وليا فقد بارزني
بالمحاربة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي وهو
ضعيف. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تبارك وتعالى من عادى
لي وليا فقد ناصبني بالمحاربة قلت فذكر الحديث. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
(باب فيما يصلح للمؤمنين على الغنى والفقر)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تبارك وتعالى
من عادى لي وليا فقد ناصبني بالمحاربة وما ترددت عن شئ أنا فاعله كترددي عن
موت المؤمن يكره الموت وأكره مساءته وربما سألني وليي المؤمن الغنى فأصرفه من
الغنى إلى الفقر ولو صرفته إلى الغنى لكان شرا له وربما سألني وليي المؤمن الفقر
فأصرفه إلى الغنى ولو صرفته إلى الفقر لكان شرا له إن الله تبارك وتعالى قال
وعزتي وجلالي وعلوي وبهائي وجمالي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبدي هواي على هوى
نفسه إلا أثبت أجله عند نصره وضمنت له السماوات والأرض رزقه وكنت له من
وراء تجارة كل تاجر. رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
(باب فيمن لا صبوة له ومن ينشأ في العبادة)
عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل
ليعجب من الشباب ليست له صبوة. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وإسناده حسن.
وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ناشئ ينشأ في العبادة حتى
يدركه الموت إلا أعطاه الله أجر تسعة وتسعين صديقا. رواه الطبراني في الأوسط
والكبير بنحوه وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو ضعيف جدا.
(باب فيمن تشبه من الشباب بالكهول وغير ذلك)
عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير شبابكم من تشبه
بكهولكم وشر كهولكم من تشبه بشبابكم. رواه أبو يعلى والطبراني وفيه من لم أعرفهم.
وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير شبابكم من تشبه
270

بكهولكم وشر كهولكم من تشبه بشبابكم. رواه الطبراني والبزاز وفيهما الحسن بن أبي
جعفر وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الله يبغض ابن سبعين في هيئة ابن عشرين في مشيته ومنظره. رواه الطبراني في
الأوسط وقال لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد وفيه موسى
ابن محمد بن إبراهيم بن الحرث وهو ضعيف.
(باب من تشبه بقوم فهو منهم)
عن حذيفة يعنى ابن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم
فهو منهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن غراب وقد وثقه غير واحد وضعفه
بعضهم، وبقية رجاله ثقات.
(باب ما جاء في المحبة والبغضة والثناء الحسن وغيره)
عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المقة من الله عز وجل قال
شريك هي المحبة والصيت من السماء فإذا أحب الله عبدا قال لجبريل إني أحب فلانا
فأحبوه قال فتنزل له المحبة في الأرض وإذا أبغض عبدا قال لجبريل إني أبغض فلانا
فأبغضوه قال فينادي جبريل إن ربكم يبغض فلانا فأبغضوه قال فيجرى له البغض في
الأرض. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله وثقوا. قلت قد عزاه
صاحب الأطراف أقلب لم أجده في الأطراف. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ما من عبد إلا وله صيت في السماء فإن كان صيته حسنا وإن كان صيته في السماء
سيئا وضع في الأرض قلت له في الصحيح حديث غير هذا رواه البزاز ورجاله رجال
الصحيح. وعن سعد بن أبي وقاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنباوة أو
بالنباة يقول يوشك أن يعرفوا أهل الجنة من أهل النار قالوا بما يا رسول الله قال
بالثناء الحسن والثناء السئ. رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح غير الحسن بن
عرفة وهو ثقة. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله كيف لي
أن أعلم إذا أحسنت وإذا أسأت فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعت جيرانك يقولون
قد أحسنت فقد أحسنت وإذا سمعتهم يقولون قد أسأت فقد أسأت. رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح. وعن الضحاك بن قيس الفهري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أتى الرجل القوم
فقالوا مرحبا فمرحبا به يوم يلقى ربه. وإذا أتى الرجل القوم فقالوا قحطا فقحطا له يوم
271

القيامة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير أبى عمر الضرير
الأكبر وهو ثقة. وعن أنس قال قيل يا رسول الله من أهل الجنة قال من لا يموت حتى يملأ
الله مسامعه مما يحب قيل فمن أهل النار قال من لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يكره.
رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح غير العباس بن جعفر وهو ثقة.
(باب أحب الناس إلى الله أحبهم إلى الناس)
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بأحبكم
إلى الله قالوا بلى يا رسول الله وظننا أنه يسمى رجلا قال إن أحبكم إلى الله أحبكم إلى
الناس ألا أخبركم بأبغضكم إلى الله قلنا بلى يا رسول الله وظننا أنه يسمى أحدا
فقال إن أبغضكم إلى الله أبغضكم إلى الناس. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
عبد الرحمن بن حيدة الأنباري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(باب فيمن يطلب رضا الله تعالى)
عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العبد ليلتمس مرضاة الله عز وجل فلا يزال
كذلك فيقول يا جبريل إن عبدي فلانا يلتمس أن يرضيني برضائي عليه قال فيقول
جبريل صلى الله عليه وسلم رحمة الله على فلان وتقول حملة العرش ويقول الذين يلونهم حتى يقول
أهل السماوات السبع ثم يهبط إلى الأرض ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي الآية التي
أنزل الله عليكم في كتابه (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)
وإن العبد ليلتمس سخط الله فيقول الله عز وجل يا جبريل إن فلانا يستسخطني ألا
وإن غضبى عليه فيقول جبريل غضب الله على فلان وتقول حملة العرش ويقول من
دونهم حتى يقوله أهل السماوات السبع ثم يهبط إلى الأرض. رواه الطبراني في
الأوسط ورجاله ثقات. وعن عمرو بن مالك الرواسي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت
يا رسول الله ارض عنى قال فأعرض عنى ثلاثا قال قلت يا رسول الله إن الرب ليترضى
فيرضى قال فرضى عنى. رواه أبو يعلى والطبراني.
(باب فيمن رضي الله عنه)
عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله إذا
رضى عن العبد أثنى عليه سبعة أضعاف من الخير لم يعمله وإذا سخط على العبد أثنى
عليه سبعة أضعاف من الشر لم يعمله، وفى رواية إذا أحب وإذا أبغض. رواه أحمد
272

وأبو يعلى إلا أنه قال تسعة أضعاف، ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
(باب في أهل يتتابعون في الجنة والنار)
عن أبي جحيفة قال أخبرت أن أهل البيت يتتابعون في النار حتى لا يبقى منهم
حر ولا عبد ولا أمة وان أهل البيت يتتابعون في الجنة حتى ما يبقى منهم حر ولا
عبد ولا أمة. رواه الطبراني من طريق كبير ولم ينسبه إلى أبى جحيفة ولم أعرف
كبيرا هذا، وبقية رجاله ثقات.
(باب الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف)
عن الحرث بن عميرة قال انطلقت إلى المدائن فإذا أنا برجل عليه ثياب خلقان
ومعه أديم أحمر يعز له فالتفت فنظر إلى فأومأ بيده مكانك يا عبد الله فقمت فقلت
لمن كان عندي من هذا الرجل قالوا هذا سلمان فدخل بيته فلبس ثيابا بيضا ثم أقبل
وأخذ بيدي وصافحني وساءلني فقلت يا أبا عبد الله ما رأيتني فيما مضى ولا رأيتك ولا
عرفتني ولا عرفتك قال بلى والذي نفسي بيده لقد عرف روحي روحك حين رأيتك
ألست الحرث بن عميرة قلت بلى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها في الله ائتلف وما تناكر منها في الله اختلف.
رواه الطبراني بأسانيد ضعيفة. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن عمرة بنت عبد الرحمن قالت كانت امرأة
بمكة مزاحة فنزلت على امرأة شبها لها فبلغ ذلك عائشة فقالت صدق حبى سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف
وما تناكر منها اختلف. قال ولا أعلم إلا قال في الحديث ولا تعرف تلك المرأة.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(باب المؤمن يألف ويؤلف)
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف
ولا يؤلف. رواه أحمد والبزاز ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن سهل بن سعيد
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف
ولا يؤلف. رواه أحمد والطبراني وإسناده جيد. وعن جابر قال قال رسول الله
273

صلى الله عليه وسلم المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف. رواه أحمد
والطبراني وإسناده جيد. ورواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن بهرام ولم أعرفه.
وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن مسعود قال المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن
لا يألف ولا يؤلف. رواه الطبراني في الكبير وفيه المسعودي وقد اختلط، وبقية
رجاله رجال الصحيح. قلت وقد تقدم هذان البابان في كتاب الأدب (1) وكذلك باب
أحبب حبيبك هونا عما ما عسى أن يكون بغيضك (2) يوما ما، وكذلك باب تنقه وتوقه.
(باب)
عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
أرواح المؤمنين لتلتقي على مسيرة يوم ما رأى أحد منهم صاحبه قط، وفى رواية
ليلتقيان على مسيرة يوم وليلة. رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم، ورواه الطبراني.
(باب فيمن يحب)
عن عائشة قالت ما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ذا تقى. رواه
أبو يعلى وإسناده حسن.
(باب الحب لله)
عن عبد الله يعنى ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من
الايمان أن يحب الرجل رجلا لا يحبه إلا لله من غير مال أعطاه فذلك الايمان.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات قلت وقد تقدمت الأحاديث في الحب لله
والبغض لله في كتاب الايمان (3). وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحب
عبد عبدا لله إلا أكرم ربه عز وجل.
(باب محبة النبي صلى الله عليه وسلم)
عن سعيد بن أبي سعيد أن أبا سعيد الخدري شكا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم حاجته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصبر أبا سعيد فان الفقر إلى من
يحبني منكم أسرع من السيل من أعلى الوادي ومن أعلى الجبل إلى أسفله. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح إلا أنه شبه المرسل. وعن أنس قال أتى النبي صلى الله عليه
وسلم رجل فقال إني أحبك فقال استعد للفاقة. رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح
غير بكر بن سليم وهو ثقة.

(1) في الجزء الثامن.
(2) في الأصل " يعتقبك ".
(3) في الجزء الأول.
274

(باب من أحب مسلما لله أحبه الآخر)
عن مجاهد قال مر رجل بابن عباس قال إن هذا يحبني قالوا وما يدريك يا أبا
عباس قال لأني أحبه. رواه أبو يعلى عن شيخه محمد بن قدامة وقد ضعفه الجمهور وقد
وثقه ابن حبان وغيره، وبقية رجاله ثقات.
(باب فيمن سلم على من يحبه لله)
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبدين تحابا في الله يستقبل أحدهما صاحبه
فيصافحه ويصليا على النبي صلى الله عليه وسلم إلا لم يتفرقا حتى يغفر لهما ذنوبهما ما تقدم منها
وما تأخر. رواه أبو يعلى وفيه درست بن حمزة وهو ضعيف.
(باب فيمن نظر إلى أخيه نظرة مودة)
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نظر إلى أخيه نظر مودة لم يكن في قلبه عليه إحنة (1)
لم يطرف حتى يغفر له ما تقدم من ذنوبه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سوار بن
مصعب وهو متروك.
(باب ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا الذنب)
عن رجل من بنى سليط قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أزفلة (2) من الناس فسمعته يقول
المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يظلمه ولا يحقره (3) التقوى ههنا وأشار إلى صدره وما تواد
رجلان في الله تبارك وتعالى فيفرق بينهما إلا يحدث يحدثه أحدهما. رواه أحمد وإسناده حسن.
(باب فيمن أحب أهل الشر)
عن أبي الطفيل أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان ولد له غلام فذهب به إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بجبهته وقال هكذا بأصبعه فدعا فخرجت
شعرة من جبهته كأنها هلبة فرس قال فأحب الخوارج ولزمهم فسقطت الشعرة من
جبهته فأخذه أبوه فقيده وحبسه قال فدخلت عليه فقلت له اتق الله أليس ترى أن بركة
النبي صلى الله عليه وسلم قد وقعت من جبهتك قال فما زلت أعظه حتى رجع عن رأيه وأبغضهم فنبتت
بعد تلك الشعرة. رواه أحمد والطبراني واللفظ له ورجاله رجال الصحيح غير على
ابن زيد وقد وثق. وعن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل نفس تحشر
على هواها فمن هوى الكفر فهو مع الكفر ولا ينفعه علمه شيئا. رواه الطبراني في الأوسط
وفى إسناده ضعفاء وقد وثقوا.

(1) أي حقد.
(2) أي جماعة.
(3) في الأصل " يخذله ".
275

(باب فيمن تلين لهم القلوب)
عن أبي أمامة قال لقيني النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي ثم قال يا أبا أمامة إن من المؤمنين
من يلين له قلبي. رواه الطبراني ورجاله وثقوا.
(باب أي المتحابين أفضل وأحب إلى الله)
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تحاب رجلان في الله إلا
كان أحبهما إلى الله عز وجل أشدهما حبا لصاحبه. رواه الطبراني في الأوسط وأبو
يعلى والبزاز بنحوه ورجال أبى يعلى والبزاز رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وقد
وثقه غير واحد على ضعف فيه. وعن أبي الدرداء يرفعه قال ما من رجلين تحابا في الله
بطهر الغيب إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله رجال الصحيح غير المعافى بن سليمان وهو ثقة.
(باب المتحابين في الله عز وجل)
عن أبي مالك الأشعري أنه جمع قومه قلت فذكر الحديث إلى أن قال ثم إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قضى صلاته أقبل علينا بوجهه فقال يا أيها الناس
اسمعوا واعقلوا واعلموا أن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم
النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله فجثا (1) رجل من الاعراب من قاصية الناس
وألوى بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ناس من المؤمنين ليسوا بأنبياء
ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم انعتهم لنا حلهم لنا يعنى
صفهم لنا شكلهم لنا فسر وجه النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال الاعرابي فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم هم ناس من أفناء الناس (2) ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة
تحابوا في الله وتصافوا يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها فيجعل
وجوههم نورا وثيابهم نورا يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله الذين
لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وفى رواية قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم
فنزلت عليه (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) قال فنحن
نسأله إذ قال إن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء
بمقعدهم وقربهم من الله قال فذكر الحديث بطوله. رواه كله أحمد والطبراني بنحوه

(1) أي جلس.
(2) أي لا يعلم ممن هم.
276

وزاد على منابر من نور من لؤلؤ قدام الرحمن، ورجاله وثقوا. وعن شهر بن
حوشب قال كان فينا رجل معشر الأشعريين قد صحب رسول الله صلى الله عليه
وسلم وشهد معه مشاهده الحسنة الجميلة يقال له مالك أو ابن مالك شك عوف فأتى
يوما فقال أتيتكم لأعلمكم وأصلي بكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بنا فدعا بجفنة عظيمة
فجعل فيها من الماء ثم دعا باناء صغير فجعل يفرغ من الاناء الصغير على أيدينا ثم قال أسبغوا الآن
الوضوء ثم قام فصلى بنا صلاة تامة وجيزة فلما انصرف قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد علمت أن أقواما ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانهم من
الله فقال رجل من حجرة القوم أعرابي قال وكان يعجبنا إذا شهدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يكون فينا الاعرابي لأنهم يجترئون أن يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا نجترئ فقال يا رسول الله سمهم لنا قال فرأينا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل ثم قال
هم ناس من قبائل شتى يتحابون في الله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى نور لا يخافون
إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزنوا. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
غير حوشب وقد وثقه غير واحد. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
لله جلساء يوم القيامة عن يمين العرش وكلتا يدي الله يمين على منابر من نور وجوههم
من نور ليسوا بأنبياء ولا شهداء ولا صديقين قيل يا رسول الله من هم قال هم
المتحابون بجلال الله تبارك وتعالى. رواه الطبراني ورجاله وثقوا. وعن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء
يوم القيامة. رواه البزاز وفيه من لم أعرفهم. وعن أبي الدرداء قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول المتحابون في الله عز وجل في ظل الله يوم القيامة يوم
لا ظل إلا ظله على منابر من نور يفزع الناس ولا يفزعون إذا أراد
الله عز وجل بأهل الأرض عذابا ذكرهم فصرف عنهم العذاب بذكره
إياهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم. وعن أبي
أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله عبادا يجلسهم يوم القيامة على منابر من نور يغشى
وجوههم النار حتى يفرغ من حساب الخلائق. رواه الطبراني وإسناده جيد. وعن أبي
أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المتحابون في الله على كراسي من ياقوت حول العرش. رواه
الطبراني وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي وقد وثق على ضعف كثير. وعن أبي عبيدة
277

ابن الجراح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تحاب اثنان في الله إلا وضع لهما
كرسيان فأجلسا عليه حتى يفرغ الله من الحساب فقال معاذ بن جبل صدق أبو عبيدة. رواه
الطبراني وفيه أبو داود الأعمى وهو كذاب. وعن عائشة أم المؤمنين قالت سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول المتحابون في الله على عمود من ياقوت له خيمة من ياقوتة مجوفة
ستين ميلا في السماء له في كل ناحية منها أزواج لا يعلم به الآخرون وإن أحدهم ليشرف
على أهل الجنة فيملأ أهل الجنة نورا حتى يقول أهل الجنة ما هذا الذي قد حدث فيقول
بعضهم لبعض ما هذا الضوء الذي قد حدث فيقول بعضهم لبعض أشرف عليكم رجل من
المتحابين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن
سيف وهو ضعيف. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في
الجنة لعمدا من ياقوت عليها غرف من زبرجد لها أبواب مصفحة تضئ كما يضئ
الكوكب الدري قال قلنا يا رسول الله من يسكنها قال المتحابون في الله والمتباذلون في الله
والمتلاقون في الله. رواه البزاز وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف. وعن أبي مسلم يعنى
الخولاني قال دخلت مسجد حمص فإذا فيه حلقة فيها اثنان وثلاثون من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا فيهم شاب أكحل براق الثنايا محتب فإذا اختلفوا في شئ
سألوه فأخبرهم فانتهوا إلى قوله قلت من هذا قالوا معاذ بن جبل فقمت إلى الصلاة فأردت أن
ألقى بعضهم فلم أقدر على أحد منهم انصرفوا فلما كان من الغد دخلت فإذا معاذ يصلى
إلى سارية فصليت عنده فلما انصرف جلست بيني وبينه السارية ثم احتبيت ساعة لا أكلمه
ولا يكلمني ثم قلت والله انى لأحبك لغير دنيا أصيبها منك ولا قرابة بيني وبينك قال فلأي
شئ قلت لله تبارك وتعالى قال فنثر حبوتي ثم قال فأبشر ان كنت صادقا فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المتحابون في الله تبارك وتعالى في ظل الله يوم لا ظل
الا ظله يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء ثم خرجت فألقى عبادة بن الصامت فحدثته
بالذي حدثني معاذ فقال عبادة رحمه الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرويه عن
ربه تبارك وتعالى أنه قال حقت محبتي على المتحابين في يعنى نفسه وحقت محبتي للمتناصحين
في وحقت محبتي على المتزاورين في وحقت محبتي على المتباذلين في علي منابر من نور يغبطهم
278

بمكانهم النبيون والصديقون قلت روى الترمذي طرفا من حديث معاذ وحده رواه
عبد الله بن أحمد والطبراني باختصار والبزاز بعض حديث عبادة فقط، ورجال عبد الله
والطبراني وثقوا. ورواه أحمد باختصار عن أبي إدريس قال جلست مجلسا فيه عشرون
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيهم شاب حديث السن حسن الوجه فذكر
نحوه باختصار، ورجاله رجال الصحيح، وفى رواية عنده والمتجالسين في. وعن معاذ
ابن جبل عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن رجالا ليسوا بأنبياء ولا شهداء
يوضع لهم يوم القيامة منابر من نور وجوههم يؤمنون من الفزع الأكبر
فقال رجل يا رسول الله من أولئك قال نزاع القبائل يتحابون في الله. رواه الطبراني
وفيه من لم أعرفهم. وعن العرباض بن سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
الله عز وجل المتحابون لجلالي في ظل عرشي يوم لا ظل الا ظلي. رواه أحمد والطبراني
واسنادهما جيد. وعن شرحبيل بن السمط أنه قال لعمرو بن عبسة هل أنت محدثي حديثا
سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه نسيان ولا كذب قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول قال الله عز وجل قد حقت محبتي للذين يتحابون من أجلى وقد حقت محبتي للذين
يتزاورون من أجلى وقد حقت محبتي للذين يتبادلون من أجلى وقد حقت محبتي للذين يتصادقون
من أجلى ما من مؤمن ولا مؤمنة يقدم الله له ثلاثة أولاد من صلبه لم يبلغوا الحنث إلا أدخله
الله الجنة بفضل رحمته إياهم، وفى رواية وحقت محبتي للذين يتناصرون من أجلى وحقت
محبتي للذين يتصادقون من أجلى. رواه الطبراني في الثلاثة وأحمد بنحوه ورجال أحمد ثقات.
وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب رجلا لله فقد أحبه الله فدخلا
جميعا الجنة وكان الذي أحب لله أرفع منزلة من الآخر الحق بالذي أحب لله، وإسناده
حسن. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزاور أهل الجنة على نوق عليها الحشايا
فيزور أهل عليين من أسفل منهم ولا يزور من أسفل منهم أهل عليين إلا المتحابين في الله
يتزاورون حيث شاءوا. رواه الطبراني وفيه بشر بن نمير وهو متروك. وبسنده قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة في ظل الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله رجل حيث توجه علم
أن الله معه ورجل دعته امرأة إلى نفسها فتركها من خشية الله ورجل أحب لجلال الله.
رواه الطبراني سند الذي قبله.
279

(باب الود يتوارث)
عن رافع بن خديج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الود الذي يتوارث في
أهل الاسلام. رواه الطبراني وفيه محمد بن عمر الواقدي وهو متروك.
(باب المرء مع من أحب)
عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول العبد مع من أحب.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وإسناد أحمد حسن. وعن علي أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال المرء مع من أحب. رواه البزاز وفيه مسلم بن كيسان الملائي وهو ضعيف.
وعن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث هن حق لا يجعل الله من له سهم في الاسلام
كمن لا سهم له ولا يتولى الله عبد فيوليه غيره ولا يحب رجل قوما إلا حشر معهم.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن ميمون
الخياط وقد وثق. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله
عليه وسلم شيخ كبير صلاة ولا صيام إلا انى أحب الله ورسوله قال فأنت مع
من أحببت قال فوثب الشيخ فبال في المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوه فعسى
أن يكون من أهل الجنة وصب على بوله ماءا قلت له في الصحيح منه المرء مع من
أحب فقط رواه البزاز وفيه سمعان المالكي وهو مجهول وقد ضعفه أبو زرعة، وبقية
رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله أيضا قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي
فقال يا محمد إني لأحبك أحسبه قال والله إني لأحبك ثلاث مرات فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من هذا الحالف على ما حلف فقال الرجل أنا يا رسول الله فقال
انطلق فإنك مع من أحببت وعليك ما اكتسبت ولك ما احتسبت. رواه البزاز وفيه
السرى بن إسماعيل وهو متروك. وعن أبي قتادة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فسأله عن الساعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعددت لها فقال حب الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم قال فأنت مع من أحببت. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه عبد الله بن عباد أو ابن عبادة ولم أعرفه، وحديث بقية رجاله حسن.
وعن أبي سريحة قال سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال ما أعددت
لها فقال ما أعددت لها كثيرا إلا انى أحب الله ورسوله قال فأنت مع من أحببت.
280

رواه الطبراني وفيه عبد الغفار بن القاسم الأنصاري وهو كذاب. وعن عبد الله
ابن يزيد يعنى الخطمي قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
متى الساعة فلم يحبه حتى صلى ثم دعا فوجده في دار من دور الأنصار فقال له لم
سألت عن الساعة قال أحببت أن أعلم متى هي قال ما أعدت لها قال ما أعددت لها
كبير صلاة ولا صيام ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله قال فأنت مع من أحببت.
رواه الطبراني وفيه مسلم بن كيسان الملائي وهو ضعيف. وعن عبد الرحمن بن صفوان
ابن قدامة قال هاجر أبى صفوان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على الاسلام فمد
إلى النبي صلى الله عليه وسلم يده فمسح عليها فقال له صفوان إني أحبك يا رسول الله
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب. رواه الطبراني في الثلاثة
وفيه موسى بن ميمون المرائي وهو ضعيف. وعن عروة بن مضرس الطائي أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال المرء مع من أحب. رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله رجال
الصحيح غير زيد بن الحريش وهو ثقة. وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم المرء مع من أحب. رواه الطبراني وفيه الخصيب بن جحدر وهو كذاب.
وعن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكل امرئ (1) ما احتسب وعليه
ما اكتسب والمرء مع من أحب ومن مات على ذنابي الطريق فهو من أهله قلت
قال صاحب النهاية ذنابي طريق يعنى على قصد طريق وهو أصل الذنب (2). رواه الطبراني
في الكبير والأوسط باختصار، وفيه عمرو بن بكر السكسكي وهو ضعيف. وعن أبي
قرصافة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب قوما حشره الله في زمرتهم. رواه
الطبراني وفيه من لم أعرفه. وعن الحسين بن علي قال من أحبنا للدنيا فان صاحب الدنيا
يحبه البر والفاجر ومن أحبنا لله كنا نحن وهو يوم القيامة كهاتين وأشار بأصبعيه
السبابة والوسطى. رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
(باب من أحب أحدا فليعلمه)
عن يزيد بن أبي حبيب أن أبا سالم الجيشاني أتى إلى أبى أمية في منزله فقال إني
سمعت أبا ذر يقول إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أحب أحدكم
صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله وقد جئتك في منزلك. رواه أحمد وإسناده

(1) في الأصل " لامرئ ".
(2) الذي في النهاية " وأصل الذنابى: منبت ذنب الطائر ".
281

حسن. وعن عبد الله بن سرجس (1) قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم انى أحب أبا ذر (2) فقال
أعلمته بذلك قلت لا قال فأعلمه فلقيت أبا ذر فقلت إني أحبك في الله قال أحبك الذي
أحببتني له فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال أما ان ذلك لمن ذكره
أجر. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن ابن عمر قال بينما أنا جالس عند النبي
صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فسلم ثم ولى عنه فقلت يا رسول الله إني أحب هذا
قال هل أعلمته قلت لا قال فأعلم ذاك أخاك فأتيته فسلمت عليه فأخذت بمنكبه وقلت
والله إني لأحبك في الله وقال هو وإني أحبك في الله وقلت لولا أن النبي صلى الله
عليه وسلم أمرني لم أفعل. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما رجال
الصحيح غير الأزرق بن علي وحسان بن إبراهيم وكلاهما ثقة. وعن وحشي بن
حرب قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر رجل ورجل عند النبي صلى
الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أحبه لله قال أعلمته ذاك قال لا قال قم فاعلمه. رواه
الطبراني بسندين ورجال أحدهما ثقات. وعن أبي حميد الساعدي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول ابد (3) المودة لمن واددت فإنها هي أثبت. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
(باب ما جاء في الحكمة والمروءة)
عن الحرث أن عليا سأل الحسن عن أمر المروءة فقال يا بنى ما السداد قال يا أبت
السداد رفع المنكر بالمعروف قال فما الشرف قال اصطناع العشيرة وحمل الجريرة
وموافقة الاخوان وحفظ الجيران قال فما المروءة قال العفاف وإصلاح المال قال فما
الدقة قال النظر في اليسير ومنع الحقير قال فما اللؤم قال احراز المرء نفسه وبذله عرسه
قال فما السماحة قال البذل من العسير واليسير قال فما الشح قال إن ترى ما أنفقته
تلفا قال فما الإخاء قال المواساة قال فما الجبن قال الجرأة على الصديق والنكول
عن العدو قال فما الغنيمة قال الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا هي الغنيمة
الباردة (4) قال فما الحلم قال كظم الغيظ وملك النفس قال فما الغنى قال رضا النفس بما
قسم الله تعالى لها وإن قل وإنما الغنى غنى النفس قال فما الفقر قال شره النفس في
كل شئ قال فما المنعة قال شدة الباس ومنازعة أشد الناس قال فما الذل قال:

(1) في الأصل " سرخس " بالخاء، والتصويب من الخلاصة وغيرها.
(2) " إني أحب أبا ذر " غير موجودة في الأصل.
(3) في الأصل " ان المودة ".
(4) في الأصل " البارزة " ولعله تحريف.
282

الفزع عند المصدوقة قال فما العي قال العبث وكثرة البزاق عند المخاطبة قال فما الجرأة
قال فما الكلفة قال كلامك فيما لا يعنيك قال فما المجد قال أن تعطى في الغرم وتعفو
عن الجرم قال فما العقل قال حفظ القلب ما استودعته قال فما الخرق قال مفارقتك
امامك ورفعك عليه امامك قال فما حسن الثناء قال إتيان الجميل وترك القبيح قال فما الحزم قال
طول الأناة والرفق بالولاة قال فما السفه قال الدناءة ومصاحبة الغواة قال فما الغفلة قال تركك
المسجد وطاعة المفسد قال فما الحرمان قال تركك حظك وقد عرض عليك قال فما الأحمق
قال الأحمق في ماله المتهاون في عرضه ثم قال على سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا فقر
أشد من الجهل ولا مال أعود من العقل ولا وحشة أوحش من العجب ولا استظهار أوفق
من المشاورة ولا عقل كالتدبير ولا حسب كحسن الخلق ولا ورع كالكف ولا عبادة
كالتفكير ولا إيمان كالحياء والصبر وآفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان وآفة الحلم
السفه وآفة العبادة الفترة وآفة الظرف الصلف (1) وآفة الشجاعة البغي وآفة السماحة المن
وآفة الجمال الخيلاء وآفة الحسب الفخر يا بنى لا تستخفن برجل تراه أبدا فإن كان خيرا منك
فاحسب أنه أباك وإن كان مثلك فهو أخوك وإن كان أصغر منك فاحسب أنه ابنك. رواه
الطبراني وفيه أبو رجاء الحنطي واسمه محمد بن عبد الله وهو كذاب.
(باب فيمن لم تكن فيه تقوى تحجزه عن المحارم)
عن أم سلمة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لم تكن فيه واحدة من
ثلاث فلا يعتد بشئ من عمله تقوى تحجزه عن المحارم أو حلم يكف به السفيه أو خلق يعيش
به في الناس. رواه الطبراني وفيه عبد الله بن مسلم بن هرمز قال أبو حاتم يكتب حديثه
وليس بالقوى، وبقية رجاله ثقات.
(باب من تفرغ للعبادة ملا الله قلبه غنى)
عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ربكم ابن آدم تفرغ لعبادتي أملا قبلك
غنى وأملأ يديك رزقا ابن آدم لا تباعد منى أملا قلبك فقرا وأملأ يديك شغلا. رواه
الطبراني وفيه سلام الطويل وهو متروك.
(باب الحياء من الله عز وجل)
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والناس حوله أيها الناس

(1) هو الغلو في الظرف والزيادة على المقدار مع تكبر.
283

استحيوا من الله حق الحياء فقال رجل يا رسول الله إنا لنستحي من الله تعالى فقال من كان
منكم مستحييا فلا يبيتن ليلة إلا وأجله بين عينيه وليحفظ البطن وما وعى والرأس وما حوى
وليذكر الموت والبلى وليترك زينة الدنيا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن إسماعيل
ابن أبي حبيبة وهو متروك. وعن الحكم بن عمير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استحيوا
من الله حق الحياء احفظوا الرأس وما حوى والبطن وما وعى واذكروا الموت والبلى
فمن فعل ذلك ثوابه جنة المأوى. رواه الطبراني وفيه عيسى بن إبراهيم القرشي وهو
متروك. وعن أم الوليد بنت عمر قالت اطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات عشية فقال
يا أيها الناس ألا تستحيون قالوا مم يا رسول الله قال تجمعون مالا تأكلون وتبنون مالا
تعمرون وتأملون مالا تدركون ألا تستحيون من ذلك. رواه الطبراني وفيه الوازع
ابن نافع وهو متروك. وعن سعيد بن يزيد الأزدي أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم
أوصني قال أوصيك أن تستحي من الله عز وجل كما تستحي من الرجل الصالح من
قومك. رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. وعن سهل بن سعد
قال كان أحدنا يكف عن الشئ وهو وهي في ثوب واحد تخوفا أن ينزل فيه شئ
من القرآن. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(باب فيمن لم يستحى (1)
عن أبي الطفيل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان يقال إن مما أدرك الناس من كلام النبوة
الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت. رواه أحمد عن حذيفة (2) والطبراني في الأوسط.
وعن شويفع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يستحى من قال أو قيل
فهو لغير رشده ولدته أمه على غير طهر. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
(باب ما جاء في الشكر والصبر)
عن سخبرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعطى فشكر وابتلي فصبر
وظلم فاستغفر وظلم فغفر ثم سكت قالوا يا رسول الله ماله قال أولئك لهم الامن
وهم مهتدون. رواه الطبراني وفيه أبو داود الأعمى وهو متروك. وعن الحكم بن
عمير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبر والاحتساب هن عتق الرقاب ويدخل الله

(1) يقال استحيا يستحى واستحى يستحى، والأول أعلى وأكثر.
(2) " أحمد عن حذيفة "
غير موجودة في الأصل فاستدركناها من كشف الخفا في الأحاديث المشتهرة للعجلوني.
284

صاحبهن الجنة بغير حساب. رواه الطبراني وفيه عيسى بن إبراهيم القرشي وهو
متروك. وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع لا يصبن إلا بعجب الصبر
وهو أول العبادة والتواضع وذكر الله وقلة الشئ. رواه الطبراني وفيه العوام بن
جويرية وهو ضعيف وقد أخرج له الحاكم في المستدرك، وبقية رجاله.
(باب ما جاء في التواضع)
عن عبد الله يعنى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تكون زاهدا
حتى تكون متواضعا. رواه الطبراني وفيه يعقوب أبو يوسف وهو كذاب. قلت
وقد تقدمت أحاديث في التواضع في كتاب الأدب (1).
(باب الايثار)
عن ابن عمر قال أتى علينا زمان وما يرى أحد منا أنه أحق بالدينار والدرهم من
أخيه المسلم وإنا في زمان الدينار والدرهم أحب إلينا من أخينا المسلم قلت فذكر
الحديث. رواه الطبراني بأسانيد وبعضها حسن.
(باب إذا أحب الله تعالى عبدا حماه الدنيا)
عن رافع بن خديج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أحب الله عز وجل عبدا
حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمى سقيمه الماء. رواه الطبراني وإسناده حسن. وعن
عقبة بن رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أحب الله عبدا حماه
الدنيا كما يحمى أحدكم مريضه الماء ليشفى. رواه أبو يعلى وإسناده حسن. وعن ساعدة
ابن سعد بن حذيفة أن حذيفة كان يقول ما من يوم أقر لعيني ولا أحب لنفسي من يوم
آتي أهلي فلا أجد عندهم طعاما ويقولون ما نقدر على قليل ولا كثير وقال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله أشد حمية للمؤمن من الدنيا من المريض أهله من
الطعام والله عز وجل أشد تعاهدا للمؤمن بالبلاء من الوالد لولده بالخير. رواه
الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم اللهم من آمن بي وصدقني ويعلم أن ما جئت به هو الحق من عندك فأقلل ماله
وولده وعجل قبضه اللهم ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني ويعلم أن ما جئت به هو الحق
من عندك فأكثر ماله وولده وأطل عمره. رواه الطبراني وفيه عمرو بن واقد وهو

(1) في الجزء الثامن.
285

متروك. وعن فضالة بن عبيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم من آمن
بك وشهد أنى رسولك فحبب إليه لقاءك وسهل عليه قضاءك وأقلل له من الدنيا ومن
لم يؤمن بك ويشهد أنى رسولك فلا تحبب إليه لقاءك ولا تسهل عليه قضاءك وكثر له
من الدنيا. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(باب ما جاء في الزهد في الدنيا)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الزهد في الدنيا يريح القلب والجسد.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أشعث بن نزار ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا على
ضعف في بعضهم. وعن عمار بن ياسر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ما تزين الأبرار في الدنيا بمثل الزهد في الدنيا. رواه أبو يعلى وفيه سليمان
الشاذكوني وهو متروك. وعن عبد الله بن جعفر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا رأيتم من يزهد في الدنيا فأدنوا منه فإنه يلقى الحكمة. رواه أبو يعلى وفيه عمر بن
هارون البلخي وهو متروك. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ببني
إسرائيل تاجر وكان ينقص مرة ويزيد أخرى فقال ما في هذه التجارة خير لألتمسن
تجارة هي خير من هذه فبنى صومعة وترهب فيها. رواه أحمد وإسناده جيد. وعن أبي
الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا إن الزهادة في الدنيا ليست بتحريم
الحلال ولا إضاعة المال ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك أو ثق منك
بما في يدي الله وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت بها أرغب منك فيها لو أنها
بقيت لك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن واقد وقد ضعفه الجمهور وقال
محمد بن المبارك كان صدوقا، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن عمرو قال لا أعلمه
إلا رفعه قال صلاح أول هذه الأمة بالزهادة واليقين وهلاكها بالبخل والأمل.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
(باب اليأس مما في أيدي الناس)
عن عبد الله يعنى ابن مسعود قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الغنى قال اليأس مما في
أيدي الناس. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن زياد العجلي وهو متروك.
(باب هوان الدنيا على الله)
عن ابن عباس قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة ميتة قد ألقاها أهلها
286

فقال والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله عز وجل من هذه على أهلها. رواه أحمد
وأبو يعلى والبزاز وفيه محمد بن مصعب وقد وثق على ضعفه، وبقية رجالهم رجال
الصحيح. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بسخلة جرباء قد
أخرجها أهلها قال أترون هذه هينة على أهلها قالوا نعم قال للدنيا أهون على الله من
هذه على أهلها. رواه أحمد وفيه أبو المهزم وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن عبد الله بن ربيعة السلمي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر
فسمع مؤذنا يقول أشهد أن لا إله إلا الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم أشهد أن لا إله إلا
الله فقال أشهد أن محمدا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم أشهد أن محمدا
رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم تجدونه راعى هينة على أهلها للدنيا على
الله أهون من هذه على أهلها. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي الدرداء
قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بدمنة (1) قوم فيها سخلة ميتة فقال ما لأهلها فيها حاجة
فقالوا يا رسول الله لو كان لأهلها فيها حاجة ما نبذوها فقال والله للدنيا أهون على الله
من هذه السخلة على أهلها فلا ألفينها أهلكت أحدا منكم. رواه البزاز ورجاله ثقات.
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بشاة ميتة فقال للدنيا على الله أهون (2)
من هذه على أهلها. رواه البزاز ورجاله وثقوا. وعن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لسخلة أتى عليها أترون هذه هانت على أهلها حين ألقوها قالوا نعم يا رسول الله قال
للدنيا أهون على الله عز وجل من هذه على أهلها حين ألقوها. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه وهب بن يحيى بن زمام العلاف ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وعن ابن عمر قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم من منزله ومعه ناس
من أصحابه فأخذ في بعض طرق المدينة فمر بفناء قوم وسخلة ميتة مطروحة بفنائهم
فقام عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليها ثم التفت إلى أصحابه فقال ترون
هذه السخلة هانت على أهلها إذ طرحوها فقالوا نعم يا رسول الله فقال والله للدنيا
أهون على الله من هذه السخلة على أهلها إذ طرحوها هكذا رواه الطبراني في الأوسط
والكبير ورجاله ثقات. وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) هي ما تدمنه الإبل والغنم بأبوالها في مرابضها.
(2) في نسخة " أهون على الله ".
287

يقول والذي نفسي بيده إن الدنيا أهون على الله من هذه السخلة على أهلها ولو كانت
الدنيا تعدل عند الله مثقال حبة من خردل لم يعطها إلا لأوليائه وأحبابه من خلقه.
رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما أعطى كافرا منها شيئا.
رواه البزاز وفيه صالح مولى التوأمة وهو ثقة ولكنه اختلط، وبقية رجاله ثقات.
(باب مثل الدنيا مع الآخرة)
عن شداد بن أوس الفهري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والله (1) ما الدنيا من
أولها إلى آخرها في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بما ترجع قلت هو في
الصحيح غير قوله من أولها إلى آخرها وقوله والله رواه الطبراني في الصغير والأوسط
وفيه أحمد بن معاوية وهو ضعيف.
(باب مثل الدنيا)
عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مطعم بن آدم جعل مثلا للدنيا
وإن قزحه وسلحه فانظر إلى ما يصير. رواه عبد الله والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
غير عتي وهو ثقة. وعن الضحاك بن سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا ضحاك ما طعامك
قال يا رسول الله اللحم واللبن قال ثم يصير إلى ماذا قال إلى ما قد علمت قال فان الله تعالى
ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلا للدنيا. رواه أحمد والطبراني ورجال الطبراني رجال
الصحيح غير علي بن زيد بن جدعان وقد وثق. وعن سلمان قال جاء قوم إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال لهم ألكم طعام قالوا نعم قال فلكم شراب قالوا نعم قال فتصفونه قالوا
نعم قال وتبرزونه قالوا نعم قال فان معادهما كمعاد الدنيا يقوم أحدكم إلى خلف بيته
فيمسك على أنفه من نتنه. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(باب الدنيا دار من لا دار له)
عن عائشة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من
لا عقل له. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير دويد وهو ثقة.
(باب الدنيا سجن المؤمن)
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدنيا سجن المؤمن وسنته (2) فإذا فارق الدنيا

(1) سقط من الأصل " والله " فاستدركناها من نسخة أخرى يؤيدها السياق.
(2) أي الجدب.
288

فارق السجن والسنة. رواه أحمد والطبراني باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح غير
عبد الله بن جنادة وهو ثقة. وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدنيا سجن المؤمن وجنة
الكافر. رواه البزاز بسندين أحدهما ضعيف والآخر فيه جماعة لم أعرفهم. وعن سليمان
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر. رواه الطبراني
وفيه سعيد بن محمد (1) الوراق وهو متروك وكذلك رواه البزاز. وعن قتادة بن نعمان
ابن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل على جبريل بأحسن ما كان يأتيني صورة
فقال إن السلام يقرئك السلام يا محمد ويقول إني أوحيت إلى الدنيا أن تمرري وتنكدي
وتضيقي وتشددي على أوليائي حتى يحبو لقائي وتوسعي وتسهلي وطيبي لأعدائي حتى
يكرهوا لقائي فإني جعلتها سجنا لأوليائي وجنة لأعدائي. رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
(باب فيمن أصبح معافى آمنا)
عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح معافى في بدنه آمنا في
سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا يا ابن آدم جفينة يكفيك منها ما سد جوعتك
ووارى عورتك وإن كان بيت يواريك فذاك وإن كانت دابة تركبها فبخ فلق الخبز
وماء الجر وما فوق إلا زار فحساب عليك. رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف
في بعضهم. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الامن والعافية
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس قلت له في الصحيح الصحة والفراغ رواه
الطبراني في الأوسط (2) والكبير ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. وعن ابن
عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أصبح معافى في بدنه آمنا في سربه (3) عنده
قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن عابس وهو
ضعيف. وعن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن آدم عندك ما يكفيك وأنت
تطلب ما يطغيك لا بقليل تقنع ولا من كثير تشبع ابن آدم إذا أصبحت آمنا في سربك
معافى في جسدك عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
أبو بكر الداهري وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك انتهت
الأماني يا صاحب العافية. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.

(1) في الأصل " محمد بن سعيد " وهو غلط.
(2) بيض " للأوسط " في
الأصل فاستدركناه من نسخة غيره.
(3) آمنا في سربه: أي في نفسه.
289

(باب ما جاء في الصحة والفراغ)
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما
كثير من الناس الصحة والفراغ. رواه البزاز والطبراني في الأوسط وفيه حميد
ابن الحكم وهو ضعيف.
(باب ما جاء في عمل السر)
عن أبي مالك الأشعري قال قلت يا رسول الله ما تمام البر قال أن تعمل في
السر عمل العلانية. رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف
لم يتعمد الكذب، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. وعن أبي عامر
السكوني قال قلت يا رسول الله ما تمام البر قال أن تعمل في السر عمل العلانية. رواه
الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد أيضا. وعن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال إني أعمل عملا يطلع عليه فيعجبني قال لك أجران أجر السر وأجر
العلانية. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
(باب مجانبة أهل الغضب)
عن أبي أمامة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا مررتم على أرض
قد هلك أهلها فأغذوا (1) السير. رواه الطبراني ورجاله ثقات وفى بعضهم خلاف. وعن
سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا يوم ورد حجر ثمود عن ركية (2) عند
جانب المدينة أن نشرب منها ونسقي منها ونهانا أن نتولج بيوتهم ونبأنا أن ولد الناقة
ارتقى في قارة سمعت الناس يدعونها كبابة وان أثر ولد الناقة مبين في قبلها. رواه
الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن سبرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه حين
نزل الحجر من اعتجن من هذه يعنى بئرهم شيئا فليلقه فألقى ذو العجين عجينه وصاحب الحيس
حيسه (3)، وفى رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه حين راح من الحجر. رواه الطبراني.
وعن أبي كبشة قال لما كانت غزوة تبوك تسارع الناس إلى الحجر ليدخلوا فيه فنودي
في الناس ان الصلاة جامعة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ممسك بعيره
وهو يقول على ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم قال فناداه رجل يعجب منهم
يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأعجب من ذلك نبيكم ينبئكم

(1) أي أسرعوا، وفى الأصل " فاغدوا " والتصويب من النهاية.
(2) أي بئر.
(3) الحيس: الطعام المتخذ من التمر والسمن والأقط " اللبن المجفف ".
290

بما كان قبلكم وما هو كائن بعدكم استقيموا وسددوا فان الله لا يعبأ بعذابكم شيئا.
رواه الطبراني وأحمد بأسانيد وأحدها حسن.
(باب قيدها وتوكل)
عن عمرو بن أمية أنه قال يا رسول الله أرسل راحلتي وأتوكل فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم بل قيدها وتوكل. رواه الطبراني باسنادين وفى أحدهما عمرو بن
عبد الله بن أمية الضمري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(باب طلب الحلال والبحث عنه)
عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال طلب الحلال
فريضة بعد الفريضة. رواه الطبراني وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو متروك. وعن
أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال طلب الحلال واجب على كل مسلم. رواه الطبراني
في الأوسط وإسناده حسن. وعن أم عبد الله أخت شداد بن أوس أنها بعثت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح لبن عند فطره وهو صائم وذلك في طول النهار
وشدة الحر فرد إليها رسولها أنى لك هذا اللبن قالت من شاة لي قال فرد إليها رسولها
أنى كانت لك هذه الشاة قالت اشتريتها من مالي فأخذه منها فلما كان من الغد أتته فقالت
أم عبد الله يا رسول الله بعثت لك باللبن مرثية لك من طول النهار وشدة الحر فرددت
الرسول فيه فقال لها بذلك أمرت الرسل ألا تأكل إلا طيبا ولا تعمل إلا صالحا (1).
رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.
(باب فيمن أكل حلالا أو حراما)
عن ابن عباس قال تليت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس كلوا
مما في الأرض حلالا طيبا) فقام سعد بن أبي وقاص فقال يا رسول الله ادع الله
أن يجعلني مستجاب الدعوة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب
الدعوة والذي نفس محمد بيده إن العبد يقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه
العمل (2) أربعين يوما وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به. رواه الطبراني
في الصغير وفيه من لم أعرفهم.

(1) ولعل ذلك في قوله تعالى (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا).
محمد عبد المجيد.
(2) في نسخة " عمل ".
291

(باب النفقة من الحلال والحرام)
عن علي قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلع علينا رجل من أهل العالية
قال يا رسول الله أخبرني بأشد شئ في هذا الدين وألينه فقال ألينه شهادة أن لا إله
إلا الله وأن محمدا رسول الله وأشده يا أبا (1) العالية الأمانة إنه لا دين لمن لا أمانة
له ولا صلاة ولا زكاة له يا أخا العالية إن من أصاب مالا من حرام فلبس جلبابا
يعنى قميصا لم تقبل صلاته حتى ينحى ذلك الجلباب عنه إن الله تبارك وتعالى أكرم
وأجل يا أخا العالية من أن يقبل عمل رجل أو صلاته وعليه جلباب من حرام. رواه
البزاز وفيه أبو الجنوب وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
خرج الخارج حاجا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز (2) ونادى لبيك اللهم لبيك ناداه
مناد من السماء لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير
مأزور وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى لبيك ناداه مناد من
السماء لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك غير مبرور. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن داود اليمامي وهو ضعيف. وعن عبد الله بن
مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالى يعطى الدنيا من
يحب ومن لا يحب ولا يعطى الدين إلا من أحب والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه
ولا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بواثقه قالوا وما بوائقه قال غشمه وظلمه ولا اكتسب
عبد مالا حراما فيتصدق به فيقبل منه ولا ينفقه فيبارك له فيه ولا يدعه خلف ظهره
إلا كان زاده إلى النار إن الله تبارك وتعالى لا يمحو السئ بالسئ ولكن يمحو السئ
بالحسن والخبيث لا يمحو الخبيث ومن اكتسب مالا من غير حله فوضعه في غير
حقه فذاك الداء العضال ومن اكتسب فوضعه في حقه فمثل ذلك مثل الغيث ينزل، وذكر
كلمة ذهبت عنى. رواه البزاز وفيه من لم أعرفهم (3). وعن ابن عمر قال من اشترى
ثوبا بعشرة دراهم وفيه درهم من حرام لم يقبل الله عز وجل له صلاة ما دام قال ثم أدخل
أصبعيه في أذنيه ثم قال صمتا إن لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سمعته يقول. رواه أحمد من طريق
هاشم عن ابن عمر وهاشم لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا على أن بقية مدلس. وعن أبي
الطفيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كسب مالا من حرام فأعتق منه ووصل منه رحمه كان

(1) في نسخة " أخا ".
(2) أي الركاب.
(3) كلهم معروف والآفة من الصباح ابن حجر.
292

ذلك إصرا: رواه الطبراني وفيه محمد بن أبان الجعفي وهو ضعيف.
(باب فيمن أكل شيئا يعلم أنه حرام)
عن ميمونة بنت سعد أنها قالت أفتنا يا رسول الله عن السرقة قال من أكلها وهو
يعلم أنها سرقة فقد أشرك في إثم سرقتها. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
(باب أكل التراب خير من أكل الحرام)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لان
يأخذ أحدكم حبله فيذهب إلى الجبل فيحتطب ثم يأتي به فيحمله على ظهره فيبيعه فيأكل
خير له من أن يسأل الناس ولان يأخذ ترابا فيجعله في فيه خير له من أن يجعل في فيه
ما حرم الله عليه قلت هو في الصحيح غير قصة التراب رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد وثق.
(باب فيمن نبت لحمه من الحرام)
عن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة جسد
غذي بحرام. رواه أبو يعلى والبزاز والطبراني في الأوسط ورجال أبى يعلى ثقات
وفى بعضهم خلاف. وعن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل
الجنة لحم نبت من سحت النار أولى به. رواه الطبراني في الأوسط من رواية أيوب
ابن سويد عن الثوري وهي مستقيمة وإبراهيم بن خلف الرملي لم أعرفه، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة لحم نبت من
سحت. رواه الطبراني وفيه حسين بن قيس وهو متروك.
(باب التورع عن الشبهات)
عن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اجعلوا بينكم
وبين الحرام سترة من الحلال فذكر الحديث. رواه الطبراني في حديث طويل ورجاله
رجال الصحيح غير شيخ الطبراني المقدم بن داود وقد وثق على ضعف فيه. وعن عمار
ابن ياسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الحلال بين والحرام بين وبينهما شبهات من توقاهن
كن وقاء لدينه ومن توقع فيهن يوشك أو يواقع الكبائر كالمرتع حول الحمى يوشك أن
يواقعه لكل ملك حمى. رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة وهو متروك. وعن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحلال بين والحرام بين وبين ذلك شبهات فمن أوقع
293

بهن فهو قمن (1) أن يأثم ومن اجتنبهن فهو أوفر لدينه كمرتع إلى جنب حمى وحمى الله الحرام.
رواه الطبراني وفيه سابق الجزري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن واثلة بن
الأسقع قال تراءيت للنبي صلى الله عليه وسلم بمسجد الخيف فقال لي أصحابه يا واثلة أي تنح عن وجه
النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم فإنما جاء يسأل قال فدنوت فقلت بأبي أنت وأمي
يا رسول الله لتفتنا بأمر نأخذ به عنك من بعدك قال لتفتك نفسك قال قلت وكيف لي بذلك
قال دع ما يريبك إلى مالا يريبك وإن أفتاك المفتون قلت وكيف لي بعلم ذلك قال تضع يدك
على فؤادك فان القلب يسكن للحلال ولا يسكن للحرام وان المسلم الورع (2) يدع الصغير مخافة
أن يقع في الكبير قلت بأبي أنت ما العصبية قال الذي يعين قومه على الظلم قلت ما الحريص قال
الذي يطلب المكسبة من غير حلها قلت فمن الورع قال الذي يقف عند الشبهة قلت فمن
المؤمن قال من أمنه الناس على أموالهم ودمائهم قلت فمن المسلم قال من سلم المسلمون من
لسانه ويده قلت فأي الجهاد أفضل قال كلمة حكم عند إمام جائر. رواه أبو يعلى والطبراني
وفيه عبيد بن القاسم وهو متروك. وعن واثلة قال قلت يا نبي الله نبئني قال إن شئت أنبأتك
بما جئت تسأل عنه وإن شئت فسل قال بل أنبئني يا رسول الله فإنه أطيب لنفسي قال
جئت تسأل عن اليقين والشك قلت هو ذاك قال فان اليقين ما استقر في الصدر واطمأن إليه
القلب وان أفتاك المفتون دع ما يريبك إلى مالا يريبك وإذا شككت فدع فذكر نحوه.
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عبد الله الكندي وهو ضعيف. وعن وابصة بن معبد
الأسدي قال جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا لا أريد أن أدع من البر والاثم شيئا إلا سألته عنه
فأتيته وهو في عصابة من المسلمين حوله فجعلت أتخطاهم لأدنو منه فانتهرني بعضهم فقال
إليك يا وابصة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إني أحب أن أدنو منه فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم دعوا وابصة أدن منى يا وابصة فأدناني حيث كنت بين يديه فقال أتسألني
أم أخبرك فقلت لا بل تخبرني فقال جئت تسأل عن البر والاثم قلت نعم فجمع أنامله
فجعل ينكث بهن صدري وقال البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والاثم ما حاك
في النفس وتردد وإن أفتاك المفتون وأفتوك. رواه الطبراني وأحمد باختصار عنه ورجال
أحد إسنادي الطبراني ثقات. وعن أبي أمامة قال قال رجل ما الاثم يا رسول الله قال
ما حاك في صدرك فدعه قال فما الايمان قال من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن. رواه

(1) أي خليق وجدير.
(2) في الأصل " الورع المسلم ".
294

الطبراني وأحمد باختصار عنه ورجال الطبراني رجال الصحيح. وعن ابن عمر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك إلى مالا يريبك. رواه الطبراني في الصغير وفيه
عبد الله بن أبي رومان وهو ضعيف.
(باب)
عن رافع بن خديج قال دخلت يوما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندهم
قدر تفور لحما فأعجبتني شحمة فأخذتها فازدردتها فاشتكيت عليها سنة ثم إني ذكرته
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه كان فيها نفس سبعة أناسي ثم مسح بطني
فألقيتها خضراء فوالذي بعثه بالحق ما اشتكيت حتى الساعة. رواه الطبراني وفيه أبو
أمية الأنصاري ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.
(باب فيمن أكل طيبا حلالا)
عن عبد الله بن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفسي بيده إن
مثل المؤمن كمثل النحلة أكلت طيبا ووضعت طيبا ووقعت فلم تكسر ولم تفسد.
رواه أحمد في حديث طويل تقدم ورجاله رجال الصحيح غير أبى سبرة وقد وثقه
ابن حبان. وعن أبي رزين العقيلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمن
مثل النخلة لا تأكل إلا طيبا ولا تضع إلا طيبا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
حجاج بن نصير وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله ثقات. قلت وقد تقدم حديث
ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد بن أبي وقاص أطب مطعمك تكن
مستجاب الدعوة في باب فيمن أكل حلالا أو حراما. وعن عبد الله بن عمرو أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا حفظ أمانة
وصدق حديث وحسن خليقة وعفة في طعمة. رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن.
(باب ما جاء في فضل الورع والزهد)
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه استوجب
الثواب واستكمل الايمان خلق يعيش به في الناس وورع يحجزه عن محارم الله وحلم
يرد به جهل الجاهل. رواه البزاز وفيه من لم أعرفهم. وعن ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى ناجى موسى بمائة ألف وأربعين ألف كلمة في ثلاثة
أيام وصايا كلها فلما سمع موسى كلام الآدميين مقتهم مما وقع في مسامعه من كلام الرب
295

وكان فيما ناجاه ان قال يا موسى لم يتصنع المتصنعون لي بمثل الزهد في الدنيا ولم يتقرب
المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم ولا تعبدني العابدون بمثل البكاء من خيفتي
فقال موسى يا إله البرية كلها ويا مالك يوم الدين يا ذا الجلال والاكرام فماذا أعددت
لهم وماذا جزيتهم قال يا موسى أما الزاهدون في الدنيا فإنهم أبحتهم جنتي يتبوأون
حيث يشاءون وأما الورع عما حرمت عليهم فإنه ليس من عبد يلقاني يوم القيامة إلا
نقشته وفتشته عما كان في يديه إلا ما كان من الورعين فإني أستهيبهم وأجلهم فأدخلهم
الجنة بغير حساب وأما البكاءون من خيفتي فلهم الرفيق الأعلى لا يشاركون فيه. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه جويبر بن سعيد وهو ضعيف. وعن عائشة قالت ما أعجب
رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ من الدنيا أعجبه فيها إلا ورع. رواه الطبراني في
الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وقد وثق على ضعفه وشيخ الطبراني
أحمد بن القاسم لم أعرفه. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ارض
بما قسم لك تكن غنيا وكن ورعا تكن أعبد الناس وأحب للناس ما تحب لنفسك
تكن مؤمنا وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما وإياك وكثرة الضحك فإنه
يميت القلب والقهقهة من الشيطان والتبسم من الله عز وجل قلت رواه الترمذي
وابن ماجة خلا من قوله والقهقهة رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم.
(باب فيمن ترك شيئا لله تعالى)
عن أبي قتادة وأبى الدهماء قالا أتينا على رجل من أهل البادية فقلنا هل سمعت
من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قال نعم سمعته يقول إنك لن تدع شيئا لله عز وجل
إلا أبدلك الله به ما هو خير لك منه، وفى رواية أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه
وسلم فجعل يعلمني مما علمه الله تبارك وتعالى وقال إنك لن تدع شيئا اتقاء الله عز وجل
إلا أعطاك الله خيرا منه. رواه كله أحمد بأسانيد ورجالها رجال الصحيح. وعن أبي
أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قدر على طمع من طمع الدنيا فأداه
ولو شاء لم يؤده زوجه الله عز وجل من الحور العين حيث شاء. رواه الطبراني
(باب ما جاء في الشهرة)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسب امرئ من الشر
أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا إلا من عصم الله. رواه الطبراني في الأوسط
296

وفيه عبد العزيز بن حصين وهو ضعيف. وعن ابن محيريز قال صحبت فضالة بن عبيد
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أوصني رحمك الله فقال احفظ عنى ثلاث خصال ينفعك
الله بهن إن استطعت أن تعرف ولا تعرف فافعل وإن استطعت أن تسمع ولا تتكلم فافعل
وإن استطعت أن تجلس ولا يجلس إليك فافعل. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(باب فيما يحتقره الانسان من الكلام)
عن شتير بن شكل وعن زفر وعن صلة (1) بن زفر وعن سليك بن مسحل قالوا
خرج علينا حذيفة ونحن نتحدث فقال إنكم لتكلمون كلاما إن كنا لنعده على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم النفاق. رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن ليث بن أبي
سليم مدلس. وعن حذيفة قال إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم فيصير بها منافقا وإني لأسمعها من أحدكم في اليوم في المجلس عشر مرات، وفى
رواية أربع مرات. رواه أحمد وفيه أبو الرقاد الجهني ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وعن عبد الله يعنى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليتكلم بالكلمة
يهوى بها في النار كذا وكذا خريفا. رواه البزاز وفيه من لم أعرفهم. وعن أبي
سعيد يعنى الخدري يرفعه قال إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يريد بها بأسا إلا ليضحك
بها القوم وإنه ليقع منها أبعد من السماء. رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف في
بعضهم. وعن أمة ابنة أبى الحكم الغفارية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن الرجل ليدنو من الجنة حتى ما يكون بينه وبينها قيد ذراع فيتكلم بالكلمة
فيتباعد منها أبعد من صنعاء. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق
وقد وثق. وعن ابن مسعود قال إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه
ما ينقلب إلى أهله منها بشئ ينزل بها أبعد من السماء إلى الأرض. رواه الطبراني وفيه
عبد الوهاب بن رجاء ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب ما جاء في الصمت وحفظ اللسان)
عن سماك قال قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم وكان
كثير الصمت. رواه أحمد والطبراني في حديث طويل ورجال أحمد رجال الصحيح
غير شريك وهو ثقة. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره
أن يسلم فليلزم الصمت. رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه عثمان بن عبد الرحمن

(1) في الأصل " وصلة " وهو خطأ.
297

الوقاصي وهو متروك. وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خزن لسانه ستر الله عورته
ومن كف غضبه كف الله عنه عذابه ومن اعتذر إلى الله قبل الله منه عذره. رواه
أبو يعلى وفيه الربيع بن سليمان الأزدي وهو ضعيف. وعن تميم بن يزيد مولى بنى
زمعة عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خطبنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم ذات يوم فقال يا أيها الناس ثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة فقام
رجل من الأنصار فقال يا رسول الله ألا تخبرنا بهما ثم قال اثنتان من وقاه الله شرهما
دخل الجنة حتى إذا كانت الثالثة حبسه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ترى
رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يبشرنا فتمنعه فقال إني أخاف أن يتكل الناس قال
ثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة ما بين لحييه وما بين رجليه. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح خلا تميم وهو ثقة. وعن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من حفظه ما بين فقميه وفرجه دخل الجنة. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني بنحوه ورجال
الطبراني وأبى يعلى ثقات وفى رجال أحمد راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات، والظاهر أن الراوي
الذي سقط عنه أحمد هو سليمان بن يسار. وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أحدثك
ثنتين من فعلهما دخل الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال يحفظ الرجل ما بين فقميه وما بين رجليه قال
فرجعت أنا وصاحبي فقلنا والله إن هذا لشديد كيف يستطيع المرء أن يحفظ ما بين فقميه
فلا يتكلم إلا بخير قال فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله انك ذكرت
خصلتين شديدتين ومن يستطع أن يملك لسانه يا رسول الله قال فست من فعلهن دخل
الجنة قلنا وما هن قال من لا يشرك بالله شيئا ولا يزنى ولا يأتي ببهتان يفتريه فأتم الآية (1)
كلها فكانت هذه أشد من الأولى. رواه الطبراني ورجاله وثقوا. وعن أبي مالك الأشجعي
عن أبيه قال كنا نجلس عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن غلمان فلم أر رجلا كان أطول
صمتا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا تكلم أصحابه فأكثروا الكلام تبسم.
رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن زكريا وهو ضعيف. وعن الحرث بن هشيم أنه قال
لرسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني بأمر أعتصم به فقال رسول الله صلى الله

(1) لعل الآية هي (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا
ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن
ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم). محمد عبد المجيد.
298

عليه وسلم أملك هذا وأشار إلى لسانه. رواه الطبراني باسنادين وأحدهما جيد. وعن
عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم فسار على راحلته وأصحابه معه
لم يتقدم منهم أحد بين يديه فقال معاذ بن جبل يا رسول الله أسال الله أن يجعل يومنا قبل
يومك أرأيت إن كان شئ ولا يرينا الله ذلك أي الأعمال تعملها بعدك فسألت رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال الجهاد في سبيل الله قلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال نعم
الشئ الجهاد في سبيل الله وعاد بالناس أملك من ذلك قال الصيام والصدقة قال نعم الشئ
الصيام والصدقة وعاد بالناس أملك من ذلك فذكر معاذ كل خير يعلمه كل ذلك يقول
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاد بالناس أملك من ذلك قال يا رسول الله عاد بالناس
أملك من ذلك فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فيه قال الصمت إلا من خير قال
وهل نؤاخذ بما تكلمت ألسنتنا فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذ معاذ
ثم قال ثكلتك أمك وما شاء الله أن يقول وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا ما نطقت
به ألسنتهم فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت عن شر قولوا خيرا
تغنموا واسكتوا عن شر تسلموا. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عمرو بن
مالك الجنبي وهو ثقة. وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان
يؤمن بالله واليوم الآخر ويشهد أنى رسول الله فليسعه بيته وليبك على خطيئته ومن كان
يؤمن بالله واليوم الآخر ويشهد أنى رسول الله فليقل خيرا ليغنم أو ليسكت عن شر
فيسلم. رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف. وعن عبد الله بن مسعود
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسعك بيتك وابك على ذكر خطيئتك
واملك عليك لسانك. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه المسعودي وقد اختلط.
وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى
لمن ملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته. رواه الطبراني في الأوسط والصغير
وحسن إسناده. وعن إسماعيل بن أبي خالد قال أوصى ابن مسعود أبا عبيدة ابنه
بثلاث كلمات أي بنى أوصيك بتقوى الله وليسعك بيتك وابك على خطيئتك. رواه
الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح الا أن عبد الملك بن عمر قال حدثني
إلى عبد الله أن عبد الله أوصى ابنه. وعن أبي وائل عن عبد الله أنه ارتقى الصفا فأخذ
بلسانه فقال باللسان قل خيرا تغنم واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم من قبل أن
299

تندم ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أكثر خطايا ابن آدم من لسانه. رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن أسود بن أصرم قال قلت يا رسول الله أوصني
قال تملك يدك قلت فماذا أملك إذا لم أملك يدي قال تملك لسانك قلت فماذا أملك
إذا لم أملك لساني قال لا تبسط يدك إلا إلى خير ولا تقل بلسانك إلا معروفا. رواه
الطبراني وإسناده حسن. وعن معاذ بن جبل قال قلت يا رسول الله أكل ما نتكلم به
يكتب علينا فقال ثكلتك أمك وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم
إنك لمن تزال سالما ما سكت فإذا تكلمت كتب لك أو عليك قلت
رواه الترمذي باختصار من قوله إنك لن تزال إلى آخره رواه الطبراني
باسنادين ورجال أحدهما ثقات. وعن عدى بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أيمن امرئ وأشأمه ما بين لحييه. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي
اليسر أن رجلا قال يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة قال أمسك عليك هذا
وأشار إلى لسانه فأعادها عليه فقال ثكلتك أمك هل يكب الناس على مناخرهم في النار
إلا حصائد ألسنتهم. رواه البزاز وقال إسناده حسن ومتنه غريب، ورواه الطبراني
إلا أنه قال قال معاذ مرني بعمل يدخلني الجنة قال آمن بالله وقل خيرا يكتب لك
ولا تقل شرا فيكتب عليك قال وإنا لنؤاخذ بما نتكلم به فذكر نحوه. وعن عائشة
قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس يقول لمكانكم من الجنة يعنى من
حفظ ما بين لحييه وحفظ ما بين رجليه. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
وعن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حفظ ما بين فقميه (1) وفخذيه دخل
الجنة. رواه الطبراني وإسناده جيد. وقد تقدم حديث أبي موسى في هذا الباب.
وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضمن لي ما بين لحييه ورجليه
ضمنت له الجنة. رواه الطبراني في الصغير والأوسط. وعن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت. رواه
البزاز في حديث طويل وإسناده حسن. قلت وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في
كتاب البر والصلة في حق الضيف (2). وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم

(1) الفقم هو اللحى وهو عظم الحنك وهو أعلى وأسفل.
(2) في الجزء الثامن.
300

الآخر فليقل خيرا أو ليسكت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه.
رواه البزاز عن شيخه إبراهيم بن يحيى النيسابوري ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.
وعن أنس قال لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين
هما خفيفتان على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما قال بلى يا رسول الله قال عليك
بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما. رواه البزاز
وفيه شنار بن الحكم وهو ضعيف. وعن عبد الله بن مسعود قال سألت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال الصلاة ع لي ميقاتها قلت ثم ماذا
يا رسول الله قال أن يسلم الناس من لسانك قلت في الصحيح منه الصلاة لميقاتها
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عمرو بن عبد الله النخعي وهو ثقة.
وعن الحرث بن هشام قال قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال أملك عليك
هذا وأشار إلى لسانه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه وجادة ورجاله ثقات. وعن أبي
هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لمن حوله من أمته اكفلوا لي بست خصال
وأكفل لكم بالجنة قيل وما هي يا رسول الله قال الصلاة والزكاة والأمانة والفرج
والبطن واللسان. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه يحيى بن حماد الطائي ولم
أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
تقبلوا لي ستا أتقبل لكم بالجنة إذا حدث أحدكم فلا يكذب وإذا وعد فلا يخلف
وإذا ائتمن فلا يخن غضوا أبصاركم وكفوا أيديكم واحفظوا فروجكم. رواه أبو يعلى
ورجاله رجال الصحيح إلا أن يزيد بن سنان لم يسمع من أنس والله أعلم. وعن أبي
أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة إذا حدث أحدكم
فلا يكذب وإذا وعد فلا يخلف وإذا ائتمن فلا يخن غضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم
وكفوا أيديكم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه فضال بن الزبير ويقال
ابن جبير وهو ضعيف. وعن أبي سعيد قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله أوصني قال عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير فإنه نور لك في الأرض
وذكر لك في السماء واخزن لسانك إلا من خير فإنك بذلك تغلب الشيطان. رواه
الطبراني في الصغير وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وقد وثق هو وبقية رجاله.
301

وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كثر ضحكه استخف بحقه
ومن كثرت دعابته ذهبت جلالته ومن كثر مزاحه ذهب وقاره ومن شرب الماء
على الريق انتقصت قوته (1) ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه كثرت خطاياه
ومن كثرت خطاياه كانت النار أولى به. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم
أعرفهم. وعن الأحنف بن قيس قال قال لي عمر بن الخطاب يا أحنف من كثر ضحكه
قلت هيبته ومن مزح استخف به ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل
حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه دويد بن مجاشع ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم الرجل العبد يعطى زهدا في الدنيا وقلة النطق
فاقتربوا منه فإنه يلقى الحكمة. رواه الطبراني عن شيخه أحمد بن طاهر بن حرملة وهو
كذاب. وعن أسلم أن عمر اطلع على أبى بكر وهو يمد لسانه فقال ما تصنع يا خليفة
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن هذا أوردني الموارد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ليس شئ من الجسد إلا يشكو ذرب (2) اللسان. رواه أبو يعلى ورجاله رجال
الصحيح غير موسى بن محمد بن حيان وقد وثقه ابن حبان. وعن ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه
ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا
أو ليصمت. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضعفاء وثقوا. وعن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبلغ العبد حقيقة الايمان حتى يخزن لسانه.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه داود بن هلال ذكره ابن أبي حاتم ولم
يذكر فيه ضعفا، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن مسعود قال جاء
رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أوصني قال دع قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة
المال. رواه الطبراني في الأوسط وفيه السرى بن إسماعيل وهو متروك. وعن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحب الله إضاعة المال ولا كثرة
السؤال ولا قيل وقال. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. قلت وقد تقدمت
أحاديث نحو هذا في كتاب العلم. وعن أبي هريرة قال قتل رجل على عهد رسول

(1) راجع كتاب الطب في الجزء الخامس.
(2) أي أن يقول ما شاء غير مبال.
302

الله صلى الله عليه وسلم قال فبكت عليه باكية فقالت وا شهيداه قال فقال النبي صلى
الله عليه وسلم مه ما يدريك أنه شهيد ولعله كان يتكلم فيما لا يعنيه ويبخل بما لا
ينقصه. رواه أبو يعلى وفيه عصام بن طليق وهو ضعيف. وعن أنس قال استشهد
رجل منا يوم أحد فوجد على بطنه صخرة مربوطة من الجوع فمسحت أمه التراب
عن وجهه وقالت هنيئا لك يا بنى الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك لعله
كان يتكلم فيما لا يعنيه ويمنع مالا يضره قلت روى الترمذي بعضه رواه أبو يعلى
وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال
أنذركم فضول الكلام بحسب أحدكم أن يبلغ حاجته. رواه الطبراني وفيه المسعودي
وقد اختلط. وعنه قال أكثر الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل.
رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعنه قال والذي لا إله غيره ما على ظهر الأرض
شئ أحوج إلى طول سجن من لسان. رواه الطبراني بأسانيد ورجالهما ثقات. وعن
أم عطية قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بحفظ فروجنا وألسنتنا وقال إنهما
يوردانكن ولا يصدرانكن. رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة وهو
متروك. وعن عبد الله بن مسعود انه كان يقول إياكم وصعاب القول. رواه
الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط وعون لم يدرك ابن مسعود.
(باب التوكل وقيدها وتوكل)
عن عمرو بن أمية الضمري أنه قال يا رسول الله أرسل راحلتي وأتوكل فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم بل قيدها وتوكل. رواه الطبراني من طرق ورجال أحدها رجال
الصحيح غير يعقوب بن عبد الله بن عمرو بن أمية وهو ثقة. وعن أنس بن مالك
قال أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة طوائر فأطعم خادمه طائرا فلما
كان من الغد أتته به فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أنهك أن ترفعي شيئا لغد فان الله
يأتي برزق كل غد. رواه أحمد وإسناده حسن.
(باب ما جاء في العزلة)
عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من انقطع إلى الله كفاه
الله كل مؤونة ورزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن الأشعث صاحب الفضيل وهو ضعيف وقد
303

ذكره ابن حبان في الثقات وقال يغرب ويخطئ ويخالف، وبقية رجاله ثقات. وعن أم
ميسرة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بخير الناس رجلا قالوا بلى يا رسول الله
فأشار بيده نحو المشرق فقال رجل آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ينظر أن يغير أو
يغار عليه ألا أخبركم بخير الناس بعده رجلا قالوا بلى فأشار بيده نحو الحجاز فقال رجل
في غنيمة يقيم الصلاة ويؤتى الزكاة يعلم ماحق الله تعالى في ماله قد اعتزل الناس. رواه
الطبراني ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس. وعن عدسة الطائي قال كنت بسراف
فنزل علينا عبد الله فبعثني إليه أهلي بأشياء وجاء غلمة لنا كانوا في الإبل من مسيرة أربع
ليال (1) بطير فذهبت به إليه فلما ذهبت به إليه سألني من أين جئتني بهذا الطائر قال
قلت جاء غلمان لنا كانوا في الإبل من مسيرة أربع ليال فقال عبد الله لوددت انى حيث
صيد لا أكلم أحدا (2) بشئ ولا يكلمني حتى ألحق بالله عز وجل. رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح غير عدسة الطائي وهو ثقة. وعن عبد الله بن عمرو أنه مر بمعاذ
ابن جبل وهو قائم على بابه يشير بيده كأنه يحدث نفسه فقال له عبد الله بن عمرو
ما شأنك يا أبا عبد الرحمن تحدث نفسك قال مالي يريد عدو الله أن يلفتني عما سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تكابد دهرك في بيتك ألا تخرج إلى المجلس وإنس سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من خرج في سبيل الله كان ضامنا على الله ومن
عاد مريضا كان ضامنا على الله عز وجل ومن غدا إلى المسجد أو راح كان ضامنا على
الله عز وجل ومن دخل على إمام يعزره كان ضامنا على الله عز وجل ومن جلس في
بيته لم يغتب أحدا بسوء كان ضامنا على الله عز وجل فيريد أن يخرجني عدو الله من بيتي
إلى المجلس. رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه باختصار والبزاز ورجال
أحمد رجال الصحيح غير ابن لهيعة وحديثه حسن على ضعفه. وعن أنس بن مالك
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان فيمن كان قبلكم من الأمم رجل يقال له مورق
فكان متعبدا فبينا هو قائم في صلاته ذكر النساء واشتهاهن وانتشر حتى قطع صلاته
فغضب فأخذ قوسه فقطع وتره فعقده بخصيته وشده إلى عقبه ثم مد رجليه فانتزعها
ثم أخذ طمريه ونعليه حتى أتى أرضا لا أنيس بها ولا وحش فاتخذ عريشا ثم قام
يصلى فجعل كلما أصبح تصدعت الأرض فخرج له خارج منها معه إناء فيه طعام فأكل

(1) " ليال " ساقطة من الأصل.
(2) " أحدا " غير موجودة في الأصل.
304

حتى شبع ثم يدخل فيخرج باناء فيه شراب فيشرب حتى يروى ثم يدخل وتلتئم
الأرض فإذا أمسى فعل مثل ذلك قال ومر الناس قريبا منه فأتاه رجلان من القوم
فمرا به تحت جنح الليل فسألاه عن قصدهما فسمت لهما بيده قال هذا قصدكما حيث يريدان
فسارا غير بعيد قال أحدهما ما يسكن هذا الرجل ههنا بأرض لا أنيس بها ولا وحش لو رجعنا
إليه حتى نعلم علمه قال فرجعنا إليه فقالا له يا عبد الله ما يقيمك بهذا المكان بأرض
لا أنيس بها ولا وحش قال امضيا لشأنكما ودعاني فأبيا وألحا عليه قال فإني مخبركما
على أن من كتم منكما عنى أكرمه الله في الدنيا والآخرة ومن أظهر على منكما أهانه
الله في الدنيا والآخرة قالا نعم قال فنزلا فلما أصبحا خرج الخارج من الأرض مثل
الذي كان يخرج من الطعام ومثليه معه فأكلوا حتى شبعوا ثم دخل فخرج إليهم بشراب
في إناء مثل الذي كان يخرج به كل يوم ومثليه معه فشربوا حتى رووا ثم دخل
والتأمت الأرض قال فنظر أحدهما إلى صاحبه فقال ما يعجلنا هذا طعام وشراب وقد
علمنا سمتنا من الأرض أمكث إلى العشاء فمكثا فخرج إليهم من الطعام والشراب مثل
الذي خرج أول النهار فقال أحدهما لصاحبه امكث بنا حتى نصبح فمكثا فلما أصبح
خرج إليهما مثل ذلك ثم ركبا فانطلقا فأما أحدهما فلزم باب الملك حتى كان من
خاصته وسمره وأما الآخر فأقبل على تجارته وعمله وكان ذلك الملك لا يكذب أحد في
زمانه من أهل مملكته كذبة يعرف بها إلا صلبه فبينما هم ذات ليلة في السمر يحدثونه مما رأوا
من العجائب أنشأ ذلك الرجل يحدث فقال ألا أحدثك أيها الملك بحديث ما سمعت أعجب منه
قط فحدث بحديث ذلك الرجل الذي رأى من أمره قال الملك ما سمعت بكذب قط
أعظم من هذا والله لتأتيني على ما قلت ببينة أو لأصلبنك قال بينتي فلان قال رضاء
ائتوني به فلما أتاه قال الملك إن هذا يزعم أنكما مررتما برجل ثم كان من أمره كذا
وكذا قال الرجل أيها الملك أو لست نعلم أن هذا كذب وهذا مالا يكون ولو أنى
حدثتك بهذا لكان عليك من الحق أن تصلبني عليه قال صدقت وبررت فأدخل الرجل الذي
كتم عليه في خاصته وسمره وأمر بالآخر فصلب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما الذي
كتم عليه منهما فقد أكرمه الله في الدنيا والآخرة وأما الذي أظهر عليه منهما فقد أهانه
الله في الدنيا وهو مهينه في الآخرة، ثم نظر بكر بن عبد الله بن أنس فقال يا أبا المثنى
سمعت جدك يحدث هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم. رواه الطبراني في الأوسط
305

عن شيخه محمد بن شعيب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات على ضعف في بعضهم يسير
وعن أسلم قال حج عمر عام الرمادة سنة ست عشرة حتى إذا كان بين السقايا والعرج
في جوف الليل عرض له راكب على الطريق فصاح أيها الركب أفيكم رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال له عمر ويلك أتعقل قال العقل ساقني إليك أتوفي رسول الله
صلى الله عليه وسلم قالوا توفى فبكى وبكى الناس معه فقال من ولى الامر بعده قالوا ابن أبي
قحافة فقال أحنف بنى تيم فقالوا نعم فقال فهو فيكم قالوا لا قد توفى فدعا ودعا الناس
فقال من ولى الامر من بعده قالوا عمر قال أحمر بنى عدى قالوا نعم هو الذي يكلمك
قال فأين كنتم عن أبيض بنى أمية أو أصلع بني هاشم قالوا قد كان ذاك فما حاجتك قال
لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبو عقيل العجيلي على ردهة جعيل فأسلمت وبايعت
وشربت معه شربة من سويق شرب أولها وسقاني آخرها فوالله ما زلت أجد
شبعها كلما جعت وبردها كلما عطشت وريها كلما ظمئت إلى يومى هذا ثم تسنمت
هذا الجبل الأبعر أنا وزوجتي وبنات لي فكنت فيه أصلى في كل يوم وليلة خمس
صلوات وأصوم شهرا من السنة وأذبح لعشر ذي الحجة فذلك ما علمني رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى دخلت هذه السنة فوالله ما بقيت لنا شاة إلا شاة واحدة بغتها
الذئب البارحة فأكل بعضها وأكلنا بعضها فالغوث الغوث فقال عمر أتاك الغوث
أصبح معنا بالماء ومضى عمر حتى الماء وجعل ينتظر وأخر الرواح من أجله فلم يأت
فدعا صاحب الماء فقال إن أبا عقيل الجعيلي معه ثلاث بنات له وزوجه فإذا جاءك
فأنفق عليه وعلى أهله وولده حتى أمر بك راجعا إن شاء الله فلما قضى عمر حجه
ورجع دعا صاحب الماء فقال ما فعل أبو عقيل فقال جاءني الغد يوم حدثتني فإذا
هو موعوك فمرض عندي ليال ثم مات فذاك قبره فاقبل عمر على أصحابه فقال
لم يرض الله له فتنتكم ثم قام في الناس فصلى عليه وضم بناته وزوجته فكان ينفق
عليهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم.
(باب ما جاء في الخوف والرجاء)
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أهل الصفة
وقد علت أصواتهم واستغربوا ضحكا فأغضبه ذلك فقال ما للضحك خلقتم وأنكر
ذلك عليهم فأتاه جبريل عليه السلام عن الله جل ذكره فقال إن الله يأمرك أن تيسر
306

ولا تعسر وتبشر ولا تنفر فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فبشرهم
ويسر عليهم وبسط منهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني
وهو كذاب. وعن عبد الله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يضحكون
فقال تضحكون وذكر الجنة والنار بين أظهركم قال فما رؤى أحد منهم ضاحكا حتى مات
قال ونزلت (نبئ عبادي أنى أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم). رواه
الطبراني (1) وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف. وعن أبي عبد الرحمن السلمي
قال دخلت المسجد وأمير المؤمنين على على المنبر وهو يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إن الله أوحى إلى نبي من أنبياء إسرائيل أن قل لأهل طاعتي من أمتك لا يتكلوا على
أعمالهم فإني لا أقاص أحدا (2) عند الحساب يوم القيامة ثم أشاء أن أعذبه إلا عذبته وقل
لأهل المعاصي من أمتك لا يلقون بأيديهم فإني أغفر الذنوب العظام ولا أبالي وإنه ليس
من أهل قرية ولا أهل مدينة ولا أرض ولا رجل بخاصة ولا امرأة يكون لي على ما أحب
فأكون له على ما يحب ثم يتحول عما (3) أحب إلى ما أكره إلا تحولت له عما يحب إلى
ما يكره وإنه ليس من أهل مدينة ولا أهل أرض ولا رجل بخاصة ولا امرأة يكون لي على
ما أكره ثم يتحول لي عما أكره إلى ما أحب إلا تحولت له عما يكره إلى ما يحب ليس منى من
تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له إنما أنا وخلقي وكل خلقي لي. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن مسلم الطهوي قال أبو زرعة لين وقال أبو حاتم (4)
ليس بالقوى يكتب حديثه، وبقية رجاله ثقات إن شاء الله. وعن أبي مدينة الدارمي وكانت له
صحبة قال كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ
أحدهما على الآخر (والعصر إن الانسان لفي خسر). رواه الطبراني في الأوسط ورجاله
رجال الصحيح غير ابن عائشة وهو ثقة. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
وعن ابن سيرين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان رجل ممن كان قبلكم لم يعمل خيرا
قط إلا التوحيد فلما احتضر قال لأهله انظروا إذا أنامت أن تحرقوه حتى تدعوه حمما (5)
ثم اطحنوه ثم اذروه في يوم راح (6) فلما مات فعلوا به ذلك فإذا هو في قبضة الله فقال الله عز
وجل يا ابن آدم ما حملك على ما فعلت قال أي رب مخافتك قال فغفر له بها ولم يعمل خيرا

(1) في نسخة " البزاز ".
(2) " أحدا " غير موجودة في الأصل.
(3) في نسخة " مما ".
(4) " وقال أبو حاتم " من زيادات نسخة.
(5) أي فحما.
(6) أي ذي ريح.
307

قط إلا التوحيد. رواه أحمد وإسناده أبي هريرة رجاله رجال الصحيح وفى اسناد ابن سيرين
من لم يسم قلت وقد روى هذا من حديث جماعة من الصحابة فقد ذكرت ذلك كله في التوبة
في باب فيمن خاف من ذنبه. وعن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم رفعه قال لا أجمع
على عبدي خوفين وأمنين وإن أخفته في الدنيا أمنته في الآخرة وإن أمنته في الدنيا أخفته
في الآخرة. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بنحوه. رواهما البزاز عن شيخه محمد بن
يحيى بن مسعود ولم أعرفه، وبقية رجال المرسل رجال الصحيح وكذلك رجال المسند
غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث.
(باب ساعة وساعة)
عن أنس قال قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا إذا كنا عند النبي صلى الله
عليه وسلم رأينا في أنفسنا ما نحب فإذا رجعنا إلى أهلنا وخالطناهم أنكرنا أنفسنا فذكروا
ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لو تدومون على ما تكونون عندي في الخلاء لصافحتكم
الملائكة بأجنحتها ولكن ساعة وساعة. رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح غير زهير
ابن محمد الرازي وهو ثقة، ورواه أبو يعلى وقال لصافحتكم (1) الملائكة حتى تظلكم
بأجنحتها عيانا. وعن الحسن قال كان لعثمان بن أبي العاص بيت قد أخلاه للحديث
فكنا نأتيه فنتحدث فيه وكان يقول ساعة للدنيا وساعة للآخرة والله يعلم أي
الساعتين تغلب. رواه الطبراني من طريقين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير محمد
ابن عثمان بن أبي صفوان وهو ثقة.
(باب ذكر الموت)
عن عمار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كفى بالموت واعظا وكفى باليقين غنى. رواه الطبراني
وفيه الربيع بن بدر وهو متروك. وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر
بمجلس وهم يضحكون قال أكثروا من ذكرها ذم اللذات أحسبه قال فإنه ما ذكره أحد في
ضيق من العيش إلا وسعه عليه ولا في سعة إلا ضيقها عليه. رواه البزاز والطبراني باختصار
عنه واسنادهما حسن. وعن سهل بن سعد الساعدي قال مات رجل من أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم فجعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يثنون عليه ويذكرون من عبادته ورسول
الله صلى الله عليه وسلم ساكت فلما سكتوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كان

(1) في نسخة " أيضا تحفكم " ولعله تحريف.
308

يكثر ذكر الموت قالوا لا قال فهل كان يدع كثيرا مما يشتهى قالوا لا قال ما بلغ صاحبكم
كثيرا مما تذهبون إليه. رواه الطبراني واسناده حسن. وعن أنس قال ذكر عند النبي
صلى الله عليه وسلم رجل بعبادة واجتهاد فقال كيف ذكر صاحبكم قالوا ما نسمعه
يذكره قال ليس صاحبكم هناك. رواه البزاز وفيه يوسف بن عطية وهو متروك.
وعن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم حبب الموت إلى
من يعلم أنى رسولك. رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف.
وعن طارق بن عبد الله المحاربي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا طارق استعد للموت
قبل الموت. رواه الطبراني وفيه إسحاق بن ناصح قال أحمد وكان من أكذب الناس. وعن أبي
جحيفة قال خرج إلينا عبد الله يعنى ابن مسعود وهو خائر (1) فقلنا مالك قال ذهب صفو
الدنيا ولم يبق الا الكدر والموت اليوم تحفة لكل مسلم. رواه الطبراني باسنادين
وأحدهما جيد. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال والذي لا إله إلا هو ما من نفس حية إلا
الموت خير لها إن كان برا ان الله عز وجل يقول (وما عندك الله خير للأبرار) وإن كان
فاجرا فان الله عز وجل يقول (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي
لهم ليزدادوا إثما). رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير
يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استكثروا
ذكرها ذم اللذات فإنه ما ذكره أحد في ضيق الا وسعه ولا ذكره في سعة الا ضيقها عليه
قلت رواه الترمذي وغيره باختصار رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا ذكر هاذم اللذات يعنى
الموت فإنه ما كان في كثير إلا قلله ولا قليل إلا جزأه. رواه الطبراني في الأوسط
واسناده حسن. قلت وقد تقدم حديث أنس في هذا الباب. وعن ابن عمر قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
عاشر عشرة فقال رجل من الأنصار يا رسول الله (2) من أكيس الناس وأحزم الناس قال
أكثرهم ذكرا للموت وأكثرهم استعدادا للموت أولئك الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا
وكرامة الآخرة قلت رواه ابن ماجة باختصار رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن.
(باب ما جاء في الحزن)
عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يحب كل قلب حزين. رواه

(1) أي غير نشيط.
(2) في نسخة " فقام رجل من الأنصار فقال يا نبي الله ".
309

البزاز والطبراني وإسنادهما حسن. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال عليكم بالحزن فإنه مفتاح القلب قالوا يا رسول الله وكيف الحزن قال أجيعوا
أنفسكم بالجوع وأظمئوها. رواه الطبراني وإسناده حسن.
(باب فيمن اقشعر من خشية الله)
عن العباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اقشعر جلد العبد من
خشية الله تحاتت عنه خي إياه كما تحات عن الشجرة البالية ورقها. رواه البزاز وفيه أم
كلثوم بنت العباس ولم أعرفها، وبقية رجاله ثقات. وعن العباس أيضا قال كنا
جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فهاجت الريح فوقع ما كان فيها من ورق
تحت وبق ما كان فيها من ورق أخضر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مثل
هذه الشجرة قالوا الله ورسوله أعلم قال مثلها مثل المؤمن إذا اقشعر من خشية الله
وقعت عنه ذنوبه وبقيت له حسناته. رواه أبو يعلى من رواية هارون بن أبي الجوزاء
عن العباس ولم أعرف هارون، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في محمد بن عمر بن
الرومي ووثقه ابن حبان.
(باب علامة البراءة من النفاق)
عن أنس بن مالك قال غدا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول
الله هلكنا ورب الكعبة قال وما ذاك قالوا النفاق النفاق قال ألستم تشهدون أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله قالوا بلى قال ليس ذلك النفاق
قال ثم عادوا الثانية فقالوا يا رسول الله هلكنا ورب الكعبة قال وما ذاك قالوا النفاق
النفاق قال ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله
قالوا بلى قال ليس ذاك النفاق قال ثم عادوا الثالثة فقالوا يا رسول الله هلكنا ورب
الكعبة قال وما ذاك قالوا النفاق قالوا إنا إذا كنا عندك كنا على حال وإذا خرجنا
من عندك همتنا الدنيا وأهلونا قال لو أنكم إذا خرجتم من عندي تكونون على ما أنتم
عليه (1) لصافحتكم الملائكة بطرق المدينة. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
غير غسان بن برزين (2) وهو ثقة.

(1) في نسخة " على الحال التي تكونون عليه ".
(2) في الأصل " عسان بن برز " ولعل
صوابه ما في الخلاصة: بضم الموحدة وبفتحها واسكان المهملة وكسر الزاي ثم تحتانية ساكنة.
310

(باب التزود من الدنيا للآخرة)
عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يتزود من الدنيا ينفعه في الآخرة.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(باب فيما بقي من الدنيا وفيما مضى منها)
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما أجلكم فيما خلا من الأمم كما بين صلاة
العصر إلى مغرب الشمس. رواه الطبراني في الثلاثة إلا أنه قال في الكبير كنا جلوسا
عند النبي صلى الله عليه وسلم والشمس على قعيقعان (1) بعد العصر فقال ما أعماركم في أعمار من
مضى إلا كما بقي من هذا النهار فيما مضى منه، ورجال الصغير والأوسط رجال
الصحيح، وفي أحد إسنادي الكبير شريك وقد وثقه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه ذات يوم وقد كادت
الشمس أن تغرب فلم يبق منها إلا شف (2) يسير فقال والذي نفسي بيده ما بقي من الدنيا
فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه وما نرى من الشمس (3)
إلا يسيرا. رواه البزاز من طريق خلف بن موسى عن أبيه وقد وثقا، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظر إلى الشمس عند غروبها
على أطراف سعف النخل فقال ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا مثل ما بقي من يومكم
هذا فيما مضى منه. رواه البزاز وفيه هشام بن عبد الرحمن ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(باب قرب الساعة)
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتربت الساعة ولا تزداد منهم
إلا بعدا. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني وهو ثقة ثبت.
وعن بريدة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول بعثت أنا والساعة جميعا إن كادت لتسبقني.
رواه أحمد والبزاز إلا أنه قال بعثت أنا والساعة كهاتين وضم أصبعيه السبابة والوسطى،
ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن جابر بن سمرة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يشير بأصبعيه
وهو يقول بعثت أنا والساعة كهذه من هذه. رواه أحمد والبزاز والطبراني في الكبير
والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبى خالد الوالبي وهو ثقة. وعن وهب
السوائي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهذه من هذه إن كادت لتسبقها

(1) جبل بمكة.
(2) أي شئ قليل.
(3) في نسخة " الدنيا ".
311

أو إن كادت لتسبقني. رواه أحمد والطبراني وقال لتسبقني فقط، ورجالهما رجال
الصحيح غير أبى خالد الوالبي وهو ثقة. وعن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعثت أنا والساعة كهاتين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو نعيم ضرار بن صرد
وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين.
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. وعن أبي
جبيرة بن الضحاك الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثت أنا والساعة هكذا
وجمع بين السبابة والوسطى فسبقتها كما سبقت هذه هذه. رواه الطبراني باسناد حسن،
ورواه عن أبي جبيرة بن الضحاك عن أشياخ من الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال مثله، ورجال هذه الطريق رجال الصحيح غير شبل أو شبيل بن عوف وهو
ثقة. وروى البزاز منه بعثت في نسم الساعة فقط. وعن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم
جالسا تحت شجرة فتحركت الشجرة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا فقيل له في ذلك فقال
ظننتها القيامة. رواه البزاز ورجاله ثقات إلا أن الأعمش لم يسمع من أنس كما قيل.
(باب في عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف)
عن أنس بن مالك قال إن فاطمة رضي الله عنها ناولت النبي صلى الله عليه وسلم كسرة من خبز
شعير فقال هذا أول طعام أكله أبوك منذ ثلاثة أيام. رواه أحمد والطبراني وزاد فقال
ما هذه فقالت قرص خبزته فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة، ورجالهما ثقات.
وعن عائشة أنها قالت والذي بعث محمدا بالحق ما رأى منخلا ولا أكل خبزا منخولا
منذ بعثه الله عز وجل إلى أن قبض قلت كيف كنتم تأكلون الشعير قال كنا نقول
أف أف. رواه أحمد وفيه سليمان بن رومان ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا. وعن أبي
الدرداء قال لم يكن ينخل لرسول الله صلى الله عليه وسلم الدقيق ولم يكن له إلا قميص
واحد. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيهما سعيد بن ميسرة وهو ضعيف.
وعن أم سلمة قالت لم ينخل لرسول الله صلى الله عليه وسلم دقيق قط. رواه الطبراني وفيه نفيع
أبو داود وهو متروك. وعن عبد الرحمن بن عوف قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الدنيا ولم يشبع هو ولا أهله من خبز الشعير. رواه البزاز وإسناده حسن. وعن
عائشة قالت مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خميص البطن. رواه أبو يعلى وفيه
طلحة البصري مولى عبد الله بن الزبير ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن
312

سهل بن سعد قال ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شبعتين حتى فارق الدنيا.
رواه الطبراني وفيه عبد الحميد بن سليمان وهو ضعيف. وعن عائشة قالت ما كان يبقى على
مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير قليل ولا كثير. رواه الطبراني في الأوسط
وإسناده حسن، وفي رواية عنده ما رفعت مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم من
بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها فضلة من طعام قط، وروى البزاز
بعضه. وعن عمران بن حصين قال قال والله ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم
من غداء وعشاء حتى لقى الله عز وجل. رواه الطبراني وفيه عمرو بن عبيد وهو متروك.
وعن عتمة الجهني قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلقيه رجل من الأنصار
فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي إنه ليسوءني الذي أرى بوجهك وعما هو قال
فنظر النبي صلى الله عليه وسلم لوجه الرجل ساعة ثم قال الجوع فخرج الرجل يعدو أو شبيها بالعدو
حتى أتى بيته (1) فالتمس عندهم الطعام فلم يجد شيئا فخرج إلى بني قريظة فأجر نفسه
على كل دلو ينزعها بتمرة حتى جمع حفنة أو كفا من تمر ثم رجع بالتمر حتى وجد
النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه لم يرم (2) قال كل أي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أين لك هذا التمر فأخبره الخبر فقال النبي صلى الله
عليه وسلم إني لأظنك تحب الله ورسوله قال أجل والذي بعثك بالحق لأنت (3)
أحب إلى من نفسي وولدي وأهلي ومالي قال أمالا فاصطبر للفاقة وأعد للبلاء تجفافا
فوالذي بعثني بالحق لهما إلى من يحبني أسرع من هبوط الماء من رأس الجبل إلى أسفله.
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن كعب بن عجرة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
فرأيته متغيرا فقلت بأبي أنت مالي أراك متغيرا قال ما دخل جوفي ما يدخل جوف
ذات كبد منذ ثلاث قال فذهبت فإذا يهودي يسقى إبلا له فسقيت له على كل دلو
بتمرة فجمعت تمرا فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقال من أين لك يا كعب فأخبرته فقال
النبي صلى الله عليه وسلم أتحبني يا كعب قلت بأبي أنت نعم قال إن الفقر أسرع
إلى من يحبني من السيل إلى معادنه وانه سيصيبك بلاء فأعد له تجفافا قال
ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل كعب قالوا مريض فخرج يمشى حتى دخل عليه
فقال أبشر يا كعب فقالت أمه هنيئا لك الجنة يا كعب فقال النبي صلى الله عليه

(1) في نسخة " بيتهم ".
(2) أي لم يبرح.
(3) في نسخة " لا ريب ".
313

وسلم من هذه المتألية على الله قلت هي أمي يا رسول الله قال ما يدريك يا أم كعب
لعل كعبا قال مالا ينفعه (1) ومنع مالا يغنيه. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده
جيد. وعن علي بن أبي طالب قال خرجت في غداة شاتية جائعا وقد أوبقني البرد
فأخذت ثوبا من صوف قد كان عند نائم أدخلته في عنقي وحزمته على صدري أستدفئ
به والله ما في بيتي شئ آكل منه ولا كان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم شئ ى بلغني فخرجت
في بعض نواحي المدينة فانطلقت إلى يهودي في حائط فاطلعت عليه من ثغرة جداره
فقال مالك يا أعرابي هل لك في دلو بتمرة قلت نعم افتح لي الحائط ففتح لي فدخلت
فجعلت أنزع الدلو ويعطيني تمرة حتى ملأت كفي قلت حسبي منك الآن فأكلتهن ثم
جرعت من الماء ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست إليه في المسجد وهو
في (2) عصابة من أصحابه فطلع علينا مصعب بن عمير في بردة له مرقوعة بفروة وكان
أنعم غلام بمكة وأرفهه عيشا فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ما كان فيه من النعيم ورأي حاله
التي هو عليها فذرفت عيناه فبكى ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم اليوم خير أم
إذا غدى على أحدكم بجفنة من خبز ولحم وريح عليه بأخرى وغدا في حلة وراح في
أخرى وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة قلنا بل نحن يومئذ خير نتفرغ للعبادة قال بل
أنتم اليوم خير قلت روى الترمذي بعضه رواه أبو يعلى وفيه راو لم يسم، وبقية
رجاله ثقات. وعن جابر قال لما كان يوم الخندق نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فوجدته قد وضع حجرا بينه وبين إزاره يقيم به صلبه من الجوع. رواه أبو يعلى
ورجاله وثقوا على ضعف في إسماعيل بن عبد الملك. وعن علي قال خرجت فأتيت حائطا
قال فقال دلو بتمرة قال فدليت حتى ملأت كفى ثم أتيت الماء فاستعذبت يعنى شربت
ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأطعمته نصفه وأكلت نصفه. رواه أحمد ورجاله
وثقوا الا أن مجاهدا لم يسمع من على. وعن عمران بن حصين قال ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم
من خبز مأدوم حتى مضى لسبيله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد وفيه عمرو بن عبيد
وهو متروك. وعن علي بن رباح قال كنت بالإسكندرية عند عمرو بن العاص فذكروا
ما هم فيه فقال رجل من الصحابة لقد توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع أهله من الخبز الغليث
قال موسى بن علي يعنى الشعير والسلت (3) إذا خلطا. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

(1) لعله " يعنيه " كما تقدم.
(2) في نسخة " مع ".
(3) هو ضرب من الشعير أبيض لا قشر له وقيل نوع من الحنطة.
314

وعن أبي هريرة قال كان يمر بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم هلال ثم هلال لا يوقد
في بيوتهم شئ ء من النار (1) لا لخبز ولا لطبيخ قالوا بأي شئ كانوا يعيشون يا أبا هريرة قال
الأسودان التمر والماء وكان لهم جيران من الأنصار جزاهم الله خيرا لهم منائح يرسلون
إليهم شيئا من لبن. رواه أحمد وإسناده حسن. ورواه البزاز كذلك. وعن ابن عباس
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وجبريل عليه السلام على الصفا فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل والذي بعثك بالحق ما أمسى لآل محمد صلى الله عليه وسلم سفة
من دقيق ولا كف من سويق فلم يكن كلامه بأسرع من أن سمع هدة من السماء أفزعته
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الله القيامة أن تقوم قال لا ولكن أمر الله إسرافيل
فنزل إليك حين سمع كلامك فأتاه إسرافيل فقال إن الله سمع كلامك (2) فبعثني
بمفاتيح خزائن الأرض وأمرني أن أعرض عليك أسير معك جبال تهامة زمردا وياقوتا
وذهبا وفضة فعلت فان شئت نبيا ملكا وإن شئت نبيا عبدا فأومأ إليه جبريل أن تواضع
فقال بل نبيا عبدا ثلاثا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه، وبقية
رجاله رجال الصحيح. وعن علي بن رباح قال سمعت عمرو بن العاص يقول لقد أصبحتم
وأمسيتم ترغبون فيما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيه أصبحتم ترغبون في
الدنيا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيها والله ما أتت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليلة من دهره الا كان الذي عليه أكثر من الذي له قال فقال بعض أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم قد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلف، وقال غير يحيى
والله ما مر برسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة من الدهر الا والذي عليه أكثر
من الذي له. وفى رواية عن عمرو أيضا أنه قال ما أبعد هديكم من هدى
نبيكم أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا واما أنتم فأرغب الناس فيها. رواه كله
أحمد والطبراني روى حديث عمر فقط ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن عائشة قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه من الدنيا ثلاثة الطعام والنساء والطيب فأصاب
ثنتين ولم يصب واحدة أصاب النساء والطيب ولم يصب الطعام. رواه أحمد وفيه راو
لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصبنا
من دنياكم هذه إلا نساءكم. رواه الطبراني في الأوسط من رواية زكريا بن إبراهيم

(1) في نسخة " في شئ من بيوتهم النار ".
(2) في نسخة " سمع ما ذكرت ".
315

عن أبيه عن ابن عمرو لم أعرفهما. وعن فاطمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاها
يوما فقال أين أبنائي يعنى حسنا وحسينا قالت أصبحنا وليس في بيتنا شئ يذوقه ذائق
فقال على أذهب بهما فإني أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شئ فذهب إلى فلان
اليهودي فتوجه إليه النبي صلى الله عليه وسلم فوجدهما يلعبان في سرية بين أيديهما فضل من تمر فقال
يا علي ألا تقلب ابني قبل أن يشتد الحر قال على أصبحنا وليس في بيتنا شئ فلو جلست يا رسول
الله حتى أجمع لفاطمة تمرات فجلس النبي صلى الله عليه وسلم حتى اجتمع لفاطمة شئ من
تمر فجعله في صرته ثم أقبل فحمل النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما وعلى الآخر حتى اقلبهما.
رواه الطبراني وإسناده حسن. وعن أنس أن بلالا أبطأ عن صلاة الصبح فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم ما حبسك قال مررت بفاطمة وهي تطحن والصبي يبكى فقلت لها إن
شئت كفيتك الرحا وكفيتني الصبي وإن شئت كفيتك الصبي وكفيتني الرحا قالت أنا
أرفق بابني منك فذاك حبسني فقال رحمتها رحمك الله. رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن
أبا هاشم صاحب الزعفران لم يسمع من أنس والله أعلم. وعن ابن عباس سمع عمر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما عند الظهيرة فوجد أبا بكر في المسجد جالسا فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما أخرجك في هذه الساعة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرجك
قال أخرجني الذي أخرجك ثم إن عمر جاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن الخطاب
ما أخرجك هذه الساعة قال أخرجني يا رسول الله الذي أخرجكما فقعد معهما فجعل رسول
الله صلى الله عليه وسلم يحدثهما فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم هل بكما من قوة
فتنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان من طعام وشراب فقلنا نعم يا رسول الله فانطلقنا حتى
أتينا منزل مالك بن التيهان أبى الهيثم الأنصاري فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين
أيدينا فاستأذن عليهم وأم أبى الهيثم تسمع السلام (1) تريد أن يزيدهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم من السلام فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينصرف خرجت أم أبى
الهيثم تسعى فقالت يا رسول الله قد سمعت سلامك (2) ولكن أردت أن تزيدنا من سلامك
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين أبو الهيثم قالت قريب ذهب يا رسول الله يستعذب لنا من
الماء ادخلوا الساعة يأتي فبسطت لنا (3) بساطا تحت شجرة حتى جاء أبو الهيثم مع حماره

(1) في نسخة " الكلام ".
(2) في نسخة " كلامك ".
(3) في نسخة " لهم ".
316

وعليه قربتان من ماء ففرح بهم أبو الهيثم وقرب (1) يحييهم فصعد أبو الهيثم على نخلة
فصرم أعذاقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبك يا أبا الهيثم قال يا رسول الله
تأكلون من بسره ومن رطبه وتذنوبه (2) ثم أتاهم بماء فشربوا عليه فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم هذا من النعيم الذي تسألون عنه ثم قام أبو الهيثم إلى شاة ليذبحها فقال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم إياك واللبون ثم قام أبو الهيثم فعجن لهم ووضع رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأبو بكر وعمر رؤوسهم فناموا فاستيقظوا وقد أدرك طعامهم فوضعه بين
أيديهم فأكلوا وشبعوا وأتاهم أبو الهيثم ببقية الأعذاق فأصابوا منه وسلم رسول الله
صلى الله عليه وسلم ودعا لهم بخير ثم قال لأبي الهيثم إذا بلغك أنه قد أتانا رقيق فائتنا قال أبو
الهيثم فلما بلغني أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيق أتيت المدينة فأعطاني رسول
الله صلى الله عليه وسلم رأسا فكاتبته على أربعين ألف درهم فما رأيت رأسا كان أعظم
بركة منه، وفى رواية قالت أم أبى الهيثم لو دعوت لنا قال أفطر عندكم الصائمون وأكل
طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة. رواه البزاز وأبو يعلى باختصار قصة الغلام
والطبراني كذلك، وفى أسانيدهم كلها عبد الله بن عيسى أبو خلف وهو ضعيف.، وقال
أبو يعلى والطبراني أم الهيثم، وقال البزاز أم أبى الهيثم. وعن ابن عباس قال خرج أبو
بكر بالهاجرة فسمع بذاك عمر فخرج فإذا هو بأبي بكر فقال يا أبا بكر ما أخرجك هذه
الساعة فقال أخرجني والله ما أجد من حاق الجوع في بطني فقال وأنا والله ما أخرجني
غيره فبينما هما إذ خرج عليهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما أخرجكما هذه الساعة فقالا
أخرجنا والله ما نجد في بطوننا من حاق الجوع فقال النبي صلى الله عليه وسلم وأنا والذي
نفسي بيده ما أخرجني غيره فانطلقوا حتى أتوا باب أبى أيوب الأنصاري وكان أبو أيوب
ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما أو لبنا فأبطأ يومئذ فلم يأت لحينه فأطعمه
أهله وانطلق إلى نخله يعمل فيه فلما أتوا باب أبى أيوب خرجت امرأته فقالت مرحبا
برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين
أبو أيوب قالت يأتيك يا نبي الله الساعة فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصر به
أبو أيوب وهو يعمل في نخل له فجاء يشتد حتى أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
مرحبا بنبي الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه فقال يا رسول الله ليس بالحين الذي كنت

(1) في نسخة " وصعد ".
(2) أي الذين بدأ فيه الإرطاب من قبل ذنبه.
317

تجيئني فيه فرده فجاء إلى عذق النخلة فقطعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أردت إلى هذا قال
يا رسول الله أردت أن تأكل من رطبه وبسره وتمره وتذنوبه ولأذبحن لك مع هذا قال
إن ذبحت فلا تذبحن ذات در فاخذ عناقا أو جديا فذبحه وقال لامرأته اختبزي وأطبخ
أنا فأنت أعلم بالخبز فعمد إلى نصف الجدي فطبخه وشوى نصفه فلما أدرك الطعام
وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من
الجدي فوضعه على رغيف ثم قال يا أبا أيوب أبلغ بهذا إلى فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا
منذ أيام فلما أكلوا وشبعوا قال النبي صلى الله عليه وسلم خبز ولحم وبسر ورطب ودمعت عيناه
ثم قال هذا من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة فكبر ذلك على أصحابه فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبتم مثل هذا وضربتم بأيديكم فقولوا بسم الله وبركة الله
وأنعم وأفضل فان هذا كفاف بهذا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي أحد
إليه معروفا إلا أحب ان يجازيه فقال لأبي أيوب ائتنا غدا فلم يسمع فقال له عمر إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تأتيه فلما أتاه أعطاه وليدة فقال يا أبا أيوب استوص بها
خيرا فانا لم نر إلا خيرا ما دامت عندنا فلما جاء بها أبو أيوب قال ما أجد لوصية رسول الله
صلى الله عليه وسلم خيرا من أن أعتقها فأعتقها. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عبد الله
ابن كيسان المروزي وقد وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن أبي هريرة قال حدثني أبو بكر بن أبي قحافة قال فاتني العشاء ذات ليلة فجعلت أتقلب
لا يأتيني النوم فقلت لو خرجت من المسجد فصليت ما قدر لي ففعلت ثم استندت إلى ناحية
منه فدخل عمر فلما رآني أنكرني فقال من هذا قلت أبو بكر فقال ما أخرجك هذه الساعة
قلت الجوع قال وأنا أخرجني الذي أخرجك فلم نلبث أن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال ما أخرجكما هذه الساعة فأخبرناه الخبر فقال وأنا ما أخرجني إلا الذي أخرجكما
انطلقا بنا إلى الواقفي فأتينا الباب فاستأذنا فخرجت المرأة قال أين فلان قالت ذهب
يستعذب من حش (1) بنى حارثة ففتحت الباب فدخلنا فلم نلبث أن جاء قد ملا قربة على ظهره
علقها على كرنافة (2) من كرانيف النخل ثم أقبل إلينا فقال مرحبا وأهلا ما زار الناس خير
من زور زاروني الليلة ثم جاء بعذق بسر فجعلنا ننتقي في القمر ونأكل ثم أخذ الشفرة
وجال في الغنم فقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك والحلوب أو ذات الدر فذبح لنا
شاة وسلخها وقطعها في القدر وأمر المرأة فعجنت وخبزت ثم جاء بثريدة ولحم فأكلنا

(1) أصل الحش: البستان.
(2) هي أصل السعفة الغليظة، وفى الأصل " كرنفة ".
318

ثم قام إلى القربة وقد تخفقتها الريح فبردت فسقانا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحمد لله الذي خرجنا لم يخرجنا الا الجوع ثم لم نرجع حتى أصبنا هذا هذا من النعيم الذي
تسألون عنه يوم القيامة ثم قال للواقفي أمالك خادم يكفيك هذا قال لا يا رسول الله قال
فانظر أول سبى يأتيني فائتني آمر لك بخادم فلم يلبث أن أتاه سبى فأتاه فقال ما جاء بك قال
موعدك الذي وعدتني قال قم فاختر منه قال يا رسول الله كن أنت الذي تختار لي قال خذا هذا
الغلام وأحسن إليه فأتى امرأته فأخبرها بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قال له فقالت فقد أمرك
أن تحسن إليه فأحسن إليه فقال وما الاحسان قالت أن تعتقه قال فهو حر لوجه الله قلت
روى ابن ماجة طرفا منه في ذبح ذوات الدر رواه الطبراني ورواه أبو يعلى أتم منه وفيه
يحيى بن عبيد الله بن موهب وقد ضعفه الجمهور ووثق، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله
ابن مسعود أن أبا بكر خرج لم يخرجه إلا الجوع وأن عمر خرج لم يخرجه إلا الجوع وأن
النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهما وأنهما أخبراه أنه لم يخرجهما إلا الجوع فقال انطلقوا
بنا إلى منزل أبى الهيثم بن التيهان (1) رجل من الأنصار يقال له أبو الهيثم بن التيهان فإذا هو
ليس في المنزل ذهب يستسقى فرحبت المرأة برسول الله صلى الله عليه وسلم وبصاحبيه وبسطت لهم
شيئا فجلسوا عليه فسألها النبي صلى الله عليه وسلم أين انطلق أبو الهيثم قالت ذهب يستعذب
لنا من المال فلم يلبث أن جاء بقربة فيها ماء فانطلق فعلقها وأراد أن يذبح لهم شاة فكأن النبي
صلى الله عليه وسلم كره ذلك فذبح لهم عناقا ثم انطلق فجاء بكبائس (2) من النخل فأكلوا
من ذلك اللحم والبسر والرطب وشربوا من الماء فقال أحدهما إما أبو بكر وإما عمر هذا
من النعيم الذي نسأل عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن لا يثرب على شئ أصابه في
الدنيا إنما يثرب على الكافر. رواه الطبراني وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو كذاب.
وعن عامر بن ربيعة وكان بدريا قال لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثنا في السرية يا بنى مالنا
زاد إلا السلف (3) من التمر فنقسمه قبضة قبضة حتى يصير إلى تمرة تمرة قال فقلت يا أبت
وما عسى أن تغنى التمرة عنكم قال لا تقل ذاك فبعد أن فقدناها فاختللنا إليها. رواه أحمد
والبزاز والطبراني في الكبير والأوسط وفيه المسعودي وقد اختلط وكان ثقة. وعن ابن
عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في ساعة لم يكن يخرج فيها ثم خرج أبو بكر

(1) في الأصل " النبهان " في جميع المواضع وهو تحريف.
(2) الكباسة:
العذق التام بشماريخه ورطبه.
(3) هو الجراب الضخم، ويروى " السف " وهو الزبيل.
319

(باب أول الناس هلاكا)
عن أبي هريرة قال أقبل سعد إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إن في وجه سعد لخبرا قال قتل كسرى قال يقول رسول الله صلى
الله عليه وسلم لعن الله كسرى ان أول الناس هلاكا العرب ثم أهل فارس. رواه أحمد
وقد تقدم الكلام عليه.
(باب ظهور الرغبة والرهبة)
عن ميمونة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنتم إذا مرج الدين
وظهرت الرغبة والرهبة وحرق البيت العتيق. رواه أحمد والطبراني وزاد وشرف
البنيان واختلف الاخوان، ورجال أحمد ثقات.
(باب لا تذهب الدنيا حتى تكون للكع بن لكع (1)
عن أبي بكر بن أبي الجهم قال أقبلت أنا ويزيد بن حسن بيننا ابن رمانة مولى
عبد العزيز بن مروان قد نصبنا أيدينا فهو متكئ عليها داخل المسجد مسجد
الرسول صلى الله عليه وسلم وبه ابن نيار رجل من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأرسل إلى أبى بكر فأتاه فقال رأيت ابن رمانة بينكما يتوكأ عليك وعلى
زيد بن حسن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تذهب الدنيا حتى
تكون عند لكع بن لكع، وفى رواية لا تذهب الدنيا حتى تكون للكع بن لكع.
رواه كله أحمد والطبراني باختصار ورجاله ثقات. وعن بعض أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم قال يوشك أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع وأفضل الناس مؤمن بين
كريمين. رواه أحمد ولم يرفعه ورجاله ثقات. قلت ويأتي لهذا الحديث طرق في أمارات
للساعة من حديث عمر بن الخطاب وأنس وأبي ذر رضي الله عنهم.
(باب يذهب الصالحون وتبقى حثالة (2)
عن المستورد بن شداد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب الصالحون الأول فالأول

(1) اللكع عند العرب: العبد، ثم استعمل في الحمق والذم واللؤم.
(2) الحثالة: الردئ من كل شئ.
320

ونلبسك مما نلبس ولا نكلفك من العمل إلا ما تطيق وإن شئت فاذهب حيث شئت.
رواه الطبراني وفيه بكار بن محمد السريني وقد ضعفه الجمهور ووثقه ابن معين، وبقية
رجاله ثقات. وعن عبد الله بن شقيق قال أقمت مع أبي هريرة سنة فقال لي ذات يوم
ونحن عند حجرة عائشة لقد رأيتنا وما لنا ثياب إلا البرد المتعتقة وانه لتأتي على أحدنا
الأيام ما يجد طعاما يقيم به صلبه حتى أن كان أحدنا ليأخذ الحجر فيشد به على أخمص بطنه
ثم يشده بثوبه ليقيم صلبه. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعنه قال إنما كان طعامنا
مع نبي الله صلى الله عليه وسلم التمر والماء والله ما كنا نرى سمراءكم هذه ولا ندري
ما هي وإنما كان لباسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم النمار يعنى برد الاعراب. رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح. ورواه البزاز باختصار. وعن معاوية بن قرة قال قال
أبى لقد عمرنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا الأسودان ثم قال هل تدرون
ما الأسودان قلت لا قال الأسودان (1) التمر والماء. رواه أحمد والبزاز والطبراني
في الأوسط والكبير ورجال أحمد رجال الصحيح غير بسطام بن مسلم وهو ثقة. وعن
ابن عباس قال جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم رجلان حاجتهما واحدة فتكلم أحدهما فوجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيه أخلافا (2) فقال له ألا تستاك فقال إني لأفعل ولكن
لم أطعم طعاما منذ ثلاث فأمر به رجلا فآواه وقضى حاجته. رواه أحمد والبزاز
وإسناد أحمد جيد. وعن ابن عمر قال دخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم حائطا من
حيطان المدينة فجعل يأكل بسرا أخضر فقال كل يا ابن عمر قلت ما أشتهيه يا رسول الله
قال ما تشتهيه إنه لأول طعام أكله (3) رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أربعة أيام، وفى رواية منذ
ثلاثة أيام. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الوازع بن نافع وهو متروك. وعن عائشة
قالت أرسل إلينا آل أبي بكر بقائمة شاة ليلا فأمسكت وقطع رسول الله صلى الله
عليه وسلم أو قالت فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطعت قال فتقول (4) للذي
تحدثه هذا على غير مصباح. رواه أحمد والطبراني في الأوسط وزاد فقلت يا أم المؤمنين على

(1) في نسخة " الأسقطان ". والأسودان سميا بذلك لان غالب تمر المدينة أسود
وأضيف الماء إليه ونعت بنعته اتباعا والعرب تفعل ذلك في الشيئين يصطحبان فيسميان
باسم الأشهر منهما كما في جنى الجنتين في المثنيين للمحبي وغيره.
(2) الخلفة: تغير ريح الفم.
(3) في نسخة " أكل ".
(4) في نسخة " فقلت ".
321

مصباح قالت لو كان عندنا دهن مصباح لأكلناه، ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن
أنس بن مالك قال أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة طوائر فأطعم خادمه طائرا فلما كان
من الغد أتته به فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أنهك أن ترفعي (1) شيئا لغد
فان الله يأتي برزق كل غد. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير هلال أبى المعلى وهو
ثقة. وعن أنس قال إن كان السبعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليمصون
التمرة الواحدة وأكلوا الخبط (2) حتى ورمت أشداقهم. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه خليد بن دعلج وهو ضعيف. وعن جابر بن عبد الله قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
مع أبي عبيدة ونحن ستمائة رجل وبضعة عشر نتلقى عير قريش فما وجد لنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم من زاد إلا جرابا من تمر فكان يعطينا تمرة تمرة كل يوم نمصها
ثم نشرب عليها الماء فوجدنا فقدها حين فنيت ثم أقبلنا على الخبط نخبطه بعصينا ونشرب
عليه الماء. فذكر الحديث وقال فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل
معكم منه شئ يعنى لحم ألح. ت فقلنا نعم قال فأطعمونا منه فأرسلنا إليه وشيقة (3) فأكلها
قلت فذكر الحديث بطوله وهو في الصحيح ولكنه قال ونحن ثلاثمائة وهنا قال ستمائة
وبضعة عشر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه زمعة بن صالح وهو ضعيف. وعن
طلحة بن عمر قال كان الرجل إذا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن له عريف
بالمدينة ينزل عليه نزل بأصحاب الصفة وكان لي بها قرناء فكان يجرى علينا من عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يومين اثنين مدان من تمر فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم
في بعض الصلوات إذ ناداه مناد من أصحابه يا رسول الله أحرق التمر بطوننا وتخرقت
عنا الخنف (4) فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قام فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر ما لقى
من قومه من الشدة قال مكثت أنا وصاحبي بضعة عشر يوما مالنا طعام إلا البرير (5) حتى قدمنا
على إخواننا من الأنصار فواسونا في طعامهم وعظم طعامهم التمر واللبن والذي لا إله إلا
هو لو أجد لكم الخبز واللحم لاطعمتكموه وإنه لعله أن تدركوا زمانا أو من أدركه
منكم يلبسون مثل أستار الكعبة يغدى عليكم ويراح بالجفان. رواه الطبراني والبزاز

(1) في نسخة " تؤخري " ولعل صوابها " تدخري ".
(2) أي ورق الشجر.
(3) هو اللحم الذي يغلى ويحمل في الاسفار.
(4) جمع خنيف وهو نوع غليظ من أردء الكتان.
(5) أي ثمر الأراك.
322

بنحوه إلا أنه قال في أوله كان أحدنا إذا قدم المدينة فكان له عريف نزل على عريفه
وإن لم يكن له عريف نزل الصفة فقدمت المدينة فنزلت الصفة فوافقت رجلين فكان
يجرى علينا كل يوم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدين اثنين، والباقي بنحوه ورجال
البزاز رجال الصحيح غير محمد بن عثمان العقيلي وهو ثقة. وعن فضالة الليثي قال قدمنا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان من كان له عريف نزل على عريفه ومن لم يكن له عريف
نزل الصفة فلم يكن لي عريف فنزلت الصفة فناداه رجل يوم الجمعة فقال يا رسول الله
أحرق بطوننا التمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم توشكون ان من عاش منكم يغدى عليه بالجفان
ويراح وتكتسون كما تستر الكعبة. رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو
ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن مسعود قال نظر رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى الجوع في وجوه أصحابه فقال أبشروا فإنه سيأتي عليكم زمان
يغدى على أحدكم بالقصعة من الثريد ويراح عليه بمثلها قالوا يا رسول الله نحن يومئذ خير
قال بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ. رواه البزاز وإسناده جيد. وعن عبد الله بن يزيد
الخطمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنتم اليوم خير أم إذا غدت على أحدكم صحيفة وراحت
أخرى وغدا في حلة وراح في أخرى وتكون بيوتكم كما تكسى الكعبة فقال
رجل نحن يومئذ خير قال بل أنتم اليوم خير. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير
أبى جعفر الخطمي وهو ثقة. وعن أبي جحيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها ستفتح
عليكم الدنيا حتى تتخذوا بيوتكم ككما نتخذ الكعبة قلنا ونحن على ديننا اليوم قال وأنتم
على دينكم اليوم قلنا فنحن يومئذ خير أم ذلك اليوم قال بل أنتم اليوم خير. رواه البزاز
ورجاله رجال الصحيح غير عبد الجبار بن العباس الشبامي وهو ثقة. وعن أبي جحيفة قال
أكلت ثريدا وأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فتجشأت عنده فقال يا أبا جحيفة إن أطول
الناس جوعا يوم القيامة أكثرهم شبعا في الدنيا. رواه البزاز باسنادين ورجال أحدهما
ثقات. وعن علي بن الأقمر عن أبيه قال رأيت علي بن أبي طالب يعرض سيفا له في رحبة
الكوفة وهو يقول من يشترى منى سيفي هذا فوالله لقد جلوت به غير كربة عن وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أن عندي ثمن إزار ما بعته. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه سليمان بن الحكم وهو ضعيف. وعن أبي برزة قال كنا في غزاة لنا فلقينا أناسا من
المشركين فأجهضناهم عن ملة (1) لهم فوقعنا فيها فجعلنا نأكل منها وكنا نسمع في الجاهلية أن

(1) الملة: الرماد الحار الذي يدفن فيه الخبز لينضج، أراد الخبز الذي في الملة.
323

من أكل الخبز سمن فلما أكلنا ذلك الخبز شرع (1) أحدنا ينطر في عطفيه هل سمن،
وفى رواية كنا يوم خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجهضناهم عن خبزة لهم من نقى.
رواه كله الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن رجل من عبس قال كنت أسير مع
سلمان على شط دجلة فقال يا أخا بنى عبس انزل فاشرب فشربت (2) فقال ما نقص
شرابك من دجلة قلت ما عسى أن ينقص قال فان العلم كذلك يؤخذ منه ولا ينقص ثم قال
اركب فمررنا بأكداس من حنطة وشعير فقال أفترى هذا فتح لنا وقتر على أصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم لخير لنا وشر لهم قلت لا أدري ولكني أدرى شر لنا وخير لهم قال ما شبع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام متوالية حتى لحق بالله عز وجل. رواه الطبراني وفيه راو لم يسم
وبقية رجاله وثقوا. وعن أم سليم قالت كنت في بعض حجر نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندها
فجاء رجل يشتكي إليه الحاجة فقال اصبر فوالله ما في آل محمد شئ منذ سبع ولا أوقد
تحت برمة (3) لهم منذ ثلاث والله لو سألت الله أن يجعل جبال تهامة كلها ذهبا لفعل. رواه
الطبراني وفيه الحجاج بن فروح وقد وثقه ابن حبان على ضعف كثير، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن الشفاء بنت عبد الله قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فجعل يعتذر إلى وأنا
ألومه فحضرت الصلاة فخرجت فدخلت على ابنتي وهي تحت شرحبيل بن حسنة فوجدت
شرحبيل في البيت فقلت قد حضرت الصلاة وأنت في البيت وجعلت ألومه فقال يا خالة
لا تلوميني فإنه كان لي ثوب فاستعاره النبي صلى الله عليه وسلم فقلت بأبي وأمي كنت ألومه منذ اليوم
وهذه حاله ولا أشعر فقال شرحبيل ما كان إلا درع رقعناه. رواه الطبراني، وفيه عبد
الوهاب بن الضحاك وهو متروك. وعن أم سلمة قالت إني لأعلم أكثر مال قدم على النبي
صلى الله عليه وسلم حتى قبضه الله تعالى قدم عليه في جنح الليل خريطة (4) فيها ثمانمائة درهم
وصحيفة فأرسل بها إلى وكانت ليلتي ثم انقلب بعد العشاء الآخرة فصلى في الحجرة في
مصلاه وقد مهدت له ولنفسي فأنا أنتظر فأطال ثم خرج ثم رجع فلم يزل كذلك حتى دعى
لصلاة الصبح فصلى ثم رجع فقال أين تلك الخريطة التي فتنتني البارحة فدعا بها فقسمها قلت
يا رسول الله صنعت شيئا لم تكن تصنعه فقال كنت أصلى فأوتى بها فانصرف حتى أنظر إليها
ثم أرجع فأصلي قلت تقدم لهذا الحديث طرق في باب الانفاق وأنه صلى الله عليه وسلم خشي أن يتوفى

(1) في نسخة " جعل ".
(2) في نسخة زيادة " ثم قال اشرب فشربت ".
(3) أي قدر.
(4) الخريطة: وعاء من أدم.
324

قبل أن يقسمها رواه الطبراني بأسانيد وبعضها جيد. وعن سهل بن سعد أنه سمع النبي
صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس اتقوا الله فإنكم إن اتقيتم الله يشبعكم (1) من زيت الشام وقمح الشام.
رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال
أنتم أكثر صلاة وأكثر اجتهادا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وكانوا خيرا منكم قالوا بم يا أبا عبد الرحمن قال إنهم كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة. رواه الطبراني
وفيه عمارة بن يزيد صاحب ابن مسعود ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن علي
ابن بذيمة قال بيع متاع سلمان فبلغ أربعة عشر درهما. رواه الطبراني وإسناده منقطع.
وعن سلمى امرأة أبى رافع قالت دخل على الحسن بن علي وعبد الله بن جعفر وعبد الله
ابن عباس فقالوا اصنعي لنا طعاما مما كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم أكله قالت
يا بنى إذا لا تشتهونه اليوم فقمت فأخذت شعيرا فطحنته ونسفته وجعلت منه تخبزه وكان
أدمه الزيت ونثرت عليه الفلفل فقربته إليهم وقلت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب
هذا. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير فايد مولى ابن أبي رافع وهو ثقة.
وعن أبي موسى قال لو رأيتنا ونحن مع نبيا صلى الله عليه وسلم لحسبت إنما ريحنا ريح
الضأن إنما لباسنا الصوف وطعامنا الأسودان التمر والماء قلت رواه أبو داود باختصار
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن عائشة قالت أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقدح فيه لبن وعسل فقال شربتين في شربة وأدمين في قدح لا حاجة لي به أما إني
لا أزعم أنه حرام أكره أن يسألني الله عن فضول الدنيا يوم القيامة أتواضع لله فمن
تواضع لله رفعه الله ومن تكبر وضعه الله ومن اقتصد أغناه الله ومن أكثر ذكر
الموت أحبه الله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه نعيم بن مورع العنبري وقد
وثقه ابن حبان وضعفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال إن
كان لتمر بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأهلة ما يسرج في بيت واحد منهم
سراج ولا يوقد فيه نار وان وجدوا زيتا ادهنوا به وإن وجدوا ودكا (2) أكلوه.
رواه أبو يعلى وفيه عثمان بن عطاء الخراساني وهو ضعيف وقد وثقه دحيم، وبقية
رجاله ثقات. وعن أبي ذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
أحبكم إلى وأقربكم منى الذي يلحقني على ما عاهدته عليه. رواه البزاز وفيه موسى بن

(1) في نسخة " يوشك أن يشبعكم ".
(2) هو دسم اللحم ودهنه.
325

عبيدة الربذي وهو ضعيف. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما يسرني
أن أحدا لي ذهب أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت أترك منه دينارا إلا دينار أعده
لغريم إن كان فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ترك دينارا ولا درهما ولا عبدا
ولا وليدة وترك درعه رهنا بثلاثين صاعا من شعير قلت روى الترمذي وابن ماجة
بعضه رواه البزاز وإسناده حسن، وعن أنس بن مالك قال دخلت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على سرير مزمل بشريط وتحت رأسه وسادة من
أدم حشوها ليف فدخل عليه نفر من أصحابه ودخل عمر فانحرف رسول الله صلى الله عليه وسلم
انحرافة فلم ير عمر بين جنبه وبين الشريط ثوبا وقد أث الشريط بجنب رسول الله صلى
الله عليه وسلم فبكى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا عمر قال والله ما أبكى أن
لا أكون أعلم انك أكرم على الله تبارك وتعالى من كسرى وقيصر وهما يعيثان فيما
يعبثان فيه وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمكان الذي أرى قال له النبي صلى الله
عليه وسلم أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة قال عمر بلى قال فإنه كذلك.
رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وقد وثقه
جماعة وضعفه جماعة. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه
عمر وهو على حصير قد أثر في جسمه فقال يا رسول الله لو اتخذت فراشا أوثر من
هذا فقال مالي وللدنيا ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل
تحت شجرة ساعة ثم راح وتركها، ورجال أحمد رجال الصحيح غير هلال بن خباب
وهو ثقة. وعن عبد الله بن مسعود قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في غرفة كأنها
بيت حمام وهو نائم على حصير قد أثر بجنبه فبكيت فقال ما يبكيك يا عبد الله قلت
يا رسول الله كسرى وقيصر يطوون على الخز والديباج والحرير وأنت نائم على هذا
الحصير قد أثر بجنبك فقال فلا تبك يا عبد الله فان لهم الدنيا ولنا الآخرة وما أنا
والدنيا وما مثلي ومثل الدنيا إلا كمثل راكب نزل تحت شجرة ثم سار وتركها.
رواه الطبراني وفيه عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش وقد وثقه ابن حبان وضعفه جماعة،
وبقية رجاله ثقات. وعن جندب قال أصابت إصبع النبي صلى الله عليه وسلم شجرة فدميت فقال:
هل أنت إلا أصبع دميت وفى سبيل الله ما لقيت
فحمل فوضع على سرير مزمل بخوص أو شريط ووضع تحت رأسه مرفقة من أدم حشوها
326

ليف فأثر الشريط في جنبه فجاء عمر بن الخطاب فبكى فقال ما يبكيك فقال يا رسول
الله كسرى وقيصر يجلسون على سرر الذهب ويلبسون الديباج والإستبرق قال
أما ترضون أن لهم الدنيا ولكم الآخرة قلت في الصحيح منه.
هل أنت إلا إصبع دميت وفى سبيل الله ما لقيت
رواه الطبراني وفيه عمر بن زياد وقد وثقه ابن حبان وفيه ضعف، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن عائشة قالت كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سرير مشبك
بالبورى (1) وعليه كساء أسود فأجلسناه على البورى فدخل عليه أبو بكر وعمر والنبي
صلى الله عليه وسلم جالس عليه فنظروا فرأيا أثر السرير في جنب النبي صلى الله عليه وسلم فبكى
أبو بكر وعمر فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيكما قالا نبكي لان هذا السرير
قد أثرت في جنبك خشونته وكسرى وقيصر على فرش الحرير والديباج فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن عاقبة كسرى وقيصر إلى النار وعاقبة سريري هذا إلى
الجنة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني نزيل نيسابور
وهو كذاب. وعن أبي هريرة قال هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال شعبة أحسبه
قال شهرا قال فأتاه عمر وهو على حصير قد أثر الحصير بجنبه فقال يا رسول الله كسرى
أحسبه قال قيصر يشربون في الذهب والفضة وأنت هكذا قال النبي صلى الله عليه
وسلم إنهم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم الشهر
تسعة وعشرون هكذا وهكذا وهكذا وكسر الابهام في الثالثة. رواه البزاز وفيه
داود بن فراهيج وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن علي بن أبي طالب أنه أتى فاطمة فقال لها إني لأشتكي صدري مما أمدر بالغرب (2)
فقالت والله إني لأشتكي يدي مما أطحن بالرحا فقال لها على إئتي النبي صلى الله عليه وسلم فسليه
يخدمك خادما فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك قالت جئت لأسلم على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلما رجعت إلى علي قالت والله ما استطعت أن أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم
من هيبته فانطلقا إليه جميعا فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بكما لقد

(1) هو الحصير المعمول من القصب، وفى الأصل مغفلة من النقط، والتصويب من
النهاية.
(2) الغرب بسكون الراء: الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد ثور.
327

جاء أحسبه قال بكما حاجة فقال على أجل يا رسول الله شكوت إلى فاطمة مما أمدر
بالغرب فشكت إلى يديها مما تطحن بالرحا فأتيناك لتخدمنا خادما مما آتاك الله فقال
لا ولكني أنفق أو أنفقه على أهل الصفة الذي تطوى أكبادهم من الجوع لا أجد ما أطعمهم
قال فلما رجعا وأخذا مضاجعهما من الليل أتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وهما في الخميل
والخميل القطيفة (1) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم جهزها بها وبوسادة حشوها إذخر (2) وكان على
وفاطمة حين ردهما شق عليهما فلما سمعا حس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهبا
ليقوما فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانكما ثم جاء حتى جلس على طرف
الخميل ثم قال إنكما جئتما لأخدمكما خادما وإني سأدلكما أو كلمة نحوها على ما هو خير
لكما من الخادم تحمدان الله في دبر كل صلاة عشرا وتسبحان عشرا وتكبران عشرا
وتسبحانه ثلاثا وثلاثين وتحمدانه ثلاثا وثلاثين وتكبرانه أربعا وثلاثين فذلك
مائة إذا أخذتما مضاجعكما من الليل قلت حديث على في الصحيح وغيره باختصار
عن هذا رواه البزاز وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات.
(كتاب البعث)
بسم الله الرحمن الرحيم
(باب أمارات الساعة وقيامها)
قلت وقد تقدمت أمارات الساعة في كتاب الفتن (3): عن أبي الزعراء قال ذكروا
عند عبد الله يعنى ابن مسعود الدجال فقال يفترق الناس ثلاث فرق فرقة تتبعه وفرقة تلحق
بأرض آبائها منابت الشيح وفرقة تأخذ شط هذا الفرات فيقاتلهم ويقاتلونه حتى يجتمع
المؤمنون بغربي الشام فيبعثون إليه طليعة فهم فارس على فرس أشقر أو أبلق فيقتلون
لا يرجع إليهم بشئ قال عبد الله ويزعمون أن المسيح ينزل فيقتله قال ولم أسمعه يحدث

(1) كساء له خمل.
(2) الإذخر: الحشيش.
(3) في الجزء السابع.
328

عن أهل الكتاب حديثا غير هذا ثم يخرج يأجوج ومأجوج فيمرون في الأرض
فيفسدون فيها ثم قرأ عبد الله (وهم من كل حدب ينسلون) ثم يبعث الله عليهم دابة مثل
هذه النغفة (1) فتدخل في أسماعهم ومناخرهم فيموتون فتنتن الأرض منهم فيجأر (2) أهل
الأرض إلى الله فيرسل الله ماءا فيطهر الأرض منهم ثم يبعث الله ريحا فيها زمهريرا باردة
فلا تدع على وجه الأرض مؤمنا إلا كفت بتلك الرياح ثم تقوم الساعة على شرار
الناس ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فلا يبقى خلق من خلق الله
إلا مات إلا من شاء ربك ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون فليس في الأرض شئ ء
من بني آدم خلق إلا في الأرض منه شئ ثم يرسل الله ماءا من تحت العرش يمنى كمنى الرجال
فتنبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الري ثم قرأ عبد الله (الله الذي
يرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور)
ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها
فتدخل فيه فيقومون فيحيون حية رجل واحدة قياما لرب العالمين ثم يتمثل الله جل ذكره
للخلق فيلقاهم فليس أحد من الخلق يعبد من دون الله شيئا إلا هو مرتفع له يتبعه فيلقى
اليهود فيقول ما تعبدون فيقولون عزيرا فيقول هل يسركم الماء قالوا نعم فيريهم جهنم
بهيئة السراب ثم قرأ عبد الله (وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا) ثم يلقى النصارى
فيقول ما تعبدون قالوا المسيح قال فهل يسركم الشراب قالوا نعم فيريهم جهنم كالشراب
وكذلك لمن كان يعبد من دون الله شيئا ثم قرأ عبد الله (وقفوهم إنهم مسؤلون) حتى
يمر المسلمون فيلقاهم فيقول من تعبدون فيقولون نعبد الله لا نشرك به شيئا فينتهرهم
مرة أو مرتين من تعبدون فيقولون سبحان الله إذا اعترف لنا عرفناه فعند ذلك يكشف
عن ساق (3) فلا يبقى مؤمن إلا خر ساجدا ويبقى المنافقون ظهورهم طبقا واحدا كأنما فيها
السفافيد (4) فيقولون ربنا فيقول قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون ثم يأمر بالصراط
فيضرب على جهنم فيمر الناس بأعمالهم زمرا أوائلهم كملح البرق ثم كمر الريح ثم كمر
الطير ثم كأسرع البهائم قال ثم كذلك حتى يجيئ الرجل سعيا حتى يجئ الرجل مشيا حتى
يجئ آخرهم رجل يتلقى على بطنه فيقول يا رب أبطأت بي فيقول أبطأ بك عملك ثم

(1) دودة تكون في أنوف الإبل والغنم.
(2) أي يرفعون أصواتهم بالاستغاثة.
(3) راجع " دفع شبه التشبيه لابن الجوزي ".
(4) السفود: الحديدة التي يشوى بها.
329

يأمر (1) الله جل ذكره في الشفاعة فيكون أول شافع يوم القيامة جبريل ثم إبراهيم ثم موسى
أو قال عيسى قال سلمة ثم يقوم نبيكم صلى الله عليه وسلم شافعا (2) لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه وهو
المقام المحمود الذي وعده الله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا وليس من نفس الا وتنظر إلى
بيت في الجنة وبيت في النار فيقال لو عملتم وهو يوم الحسرة قال فيرى أهل النار البيت الذي
في الجنة فيقال لو عملتم ويرى أهل الجنة البيت الذي في النار فيقال لولا أن من الله عليكم
ثم يشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون فيشفعهم الله ثم يقول
أنا أرحم الراحمين فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق برحمة الله حتى
ما يترك فيها أحدا فيه خير ثم قرأ عبد الله (ما سلككم في سقر) وعقد بيده (قالوا لم نك
من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين
حتى أتانا اليقين) وعقد أربع، قال سفيان بيده وعقد أربعا وعقد أربع أصابع ووصفه
أبو نعيم وقال عبد الله ترون في هؤلاء أحدا فيه خير فإذا أراد الله أن لا يخرج منها أحدا غير
وجوههم وألوانهم فيجئ الرجل من المؤمنين فيشفع فيقال له من عرف أحدا فليخرجه
فيجئ الرجل فينظر فلا يعرف أحدا فيقول الرجل للرجل يا فلان أنا فلان فيقول ما أعرفك
فيقولون ربنا أخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون فإذا
قال ذلك أطبقت عليهم فلا (3) يخرج منهم أحد (4). رواه الطبراني وهو موقوف
مخالف للحديث الصحيح وقول النبي صلى الله عليه وسلم أنا أول شافع.
(باب النفخ في الصور)
عن أبي مرية عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال النافخان في السماء الثانية رأس أحدهما بالمغرب ورجلاه بالمشرق، أو قال رأس
أحدهما بالمغرب ورجلاه بالمشرق ينتظران متى يؤمران أن ينفخا في الصور فينفخان.
رواه أحمد على الشك فإن كان عن أبي مرية فهو مرسل ورجاله ثقات وإن كان عن
عبد الله بن عمر فهو متصل مسند ورجاله ثقات. وعن زيد بن أرقم قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته وأصغى السمع متى
يؤمر قال فسمع بذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فشق عليهم فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل. رواه أحمد والطبراني ورجاله وثقوا على ضعف

(1) في نسخة " يأذن ".
(2) في الأصل " رافعا ".
(3) في نسخة " فلم ".
(4) في نسخة " بشر ".
330

فيهم. وعن ابن عباس في قوله عز وجل (فإذا نقر في الناقور) قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته ينتظر متى
يؤمر فينفخ فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نقول قالوا قولوا حسبنا
الله ونعم الوكيل على الله توكلنا. رواه أحمد والطبراني في الأوسط باختصار عنه وفيه
عطية العوفي وهو ضعيف وفيه توثيق لين. وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال ما من صباح إلا وملكان يناديان سبحان الملك القدوس وملكان يناديان
اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا وملكان موكلان بالصور ينتظران متى يؤمران
فينفخان وملكان يناديان يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر وملكان يناديان ويل
للرجال من النساء وويل للنساء من الرجال قلت روى ابن ماجة طرفا منه رواه
البزاز وفيه خارجة بن مصعب الخراساني وهو ضعيف جدا، وقال يحيى بن يحيى مستقيم
الحديث، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن الحرث قال كنت عند عائشة وعندها
كعب الحبر فذكر إسرافيل (1) فقالت عائشة يا كعب أخبرني عن إسرافيل فقال كعب
عندكم العلم قالت أجل قالت فأخبرني قال له أربعة أجنحة جناحان في الهواء وجناح قد
تسربل به وجناح على كاهله والقلم على أذنه فإذا نزل الوحي كتب القلم ثم درست
الملائكة وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب للأخرى فالتقم الصور
محني ظهره وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحه أن ينفخ في الصور فقالت عائشة
هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
(باب قيام الساعة وكيف ينبتون)
عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع عليكم قبل الساعة
سحابة سوداء من قبل المغرب مثل الترس فلا تزال ترتفع في السماء وتنتشر حتى تملأ
السماء ثم ينادى مناد أيها (2) الناس أتى أمر الله فلا تستعجلوه قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فوالذي نفسي بيده إن الرجلين ينشران الثوب فلا يطويانه وإن
الرجل ليمدر حوضه فلا يسقى منه شيئا أبدا والرجل يحلب ناقته فلا يشربه أبدا. رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الله مولى المغيرة وهو ثقة. وعن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقم الساعة والرجلان ثوبهما بينهما لا يطويانه

(1) في الأصل " إسماعيل ".
(2) في نسخة " يا أيها ".
331

ولا يتبايعانه ولتقم الساعة والرجل قد رفع لقمته إلى فيه لا يطعمها ولتقم الساعة والرجل
يلط (1) حوضه فلا يسقى منه قلت هو في الصحيح خلا قوله والرجل قد رفع لقمته لا يطعمها
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لتقمصن بكم قماص البكر يعنى الأرض (2). رواه البزاز ورجاله ثقات. وعن أبي
سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يأكل التراب كل الانسان
إلا عجب ذنبه قيل وما مثله يا رسول الله قال مثل حبة خردل منه تنبتون. رواه أحمد
وإسناده حسن. وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما هلك قوم لوط إلا
في الاذان ولا تقوم الساعة إلا في الاذان. قال الطبراني معناه عندي والله أعلم في وقت
أذان الفجر وهو وقت الاستغفار والدعاء. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
غير آدم بن علي وهو ثقة.
(باب يبعث الناس على نياتهم)
عن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما يبعث
المسلمون يوم القيامة على النيات. رواه أبو يعلى في الكبير وفيه جابر الجعفي
وهو ضعيف. وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل نفس تحشر على هواها فمن
هوى الكفر هو مع الكفرة ولا ينفعه عمله شيئا. رواه الطبراني في الأوسط.
(باب كيف يحشر الناس)
عن عبد الله يعنى ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم تحشرون (3)
حفاة عراة غرلا (4). رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح غير عمر بن شبة وهو
ثقة (5). وعن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر الناس يوم القيامة مشاة حفاة
غرلا قيل يا رسول الله ينظر الرجال إلى النساء فقال لكل امرئ منهم يومئذ شأن
يغنيه. رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار عنه وفيهما إبراهيم بن حماد بن أبي
حازم ضعفه الدارقطني. وبقية رجال الكبير رجال الصحيح. وعن أم سلمة قالت
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة فقالت أم سلمة

(1) المدر واللط: اصلاح الحوض بالطين وسد خلله.
(2) يريد الزلزال،
في النهاية " قماص البقر ".
(3) في نسخة " محشورون ".
(4) الأغرل: الذي لم يختن.
(5) قد بين البزاز علته وانه خطا ابن حجر.
332

يا رسول الله وا سوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض فقال شغل الناس قلت ما شغلهم قال نشر
الصحائف فيها مثاقيل الذر ومثاقيل الخردل. رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله
رجال الصحيح غير محمد بن موسى بن أبي عياش وهو ثقة. وعن الحسن بن علي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة فقالت امرأة يا رسول
الله فكيف يرى بعضنا بعضا فقال إن الابصار شاخصة فرفع بصره إلى السماء فقالت
يا رسول الله ادع الله أن يستر عورتي قال اللهم استر عورتها. رواه الطبراني وفيه
سعيد بن المرزبان وهو ضعيف وقد وثق. وعن سودة بنت زمعة قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يبعث الناس حفاة عراة غرلا قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم الآذان
فقلت يبصر بعضنا بعضا فقال شغل الناس لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عباس وهو ثقة. وعن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس يوم القيامة على الدواب ليوافوا المحشر ويبعث صالح
على ناقته ويبعث أبنائي الحسن والحسين على ناقتي العضباء وأبعث على البراق خطوها
عند أقصى طرفها ويبعث بلال على ناقة من نوق الجنة فينادي بالاذان محضا وبالشهادة
حقا حتى إذا قال أشهد أن محمدا رسول الله شهد له المؤمنون من الأولين والآخرين
فقبلت ممن قبلت وردت على من ردت. رواه الطبراني في الصغير والكبير ولفظه
يحشر الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا من يؤمهم للمحشر ويبعث صالح على ناقته
وأبعث على البراق ويبعث أبنائي الحسن والحسين على ناقتين من نوق الجنة. وفيها أبو
صالح كاتب الليث وهو ضعيف وقد وثق وعثمان بن يحيى بن صالح المصري كذلك،
وبقية رجالهما رجال الصحيح. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على أهل
لا إله إلا الله وحشة في الموت ولا في القبور ولا في النشور كأني أنظر إليهم
عند الصيحة ينفضون رؤوسهم من التراب يفولون الحمد لله الذي أذهب عنا
الحزن. رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن سليم بن عامر
الكلاعي قال قلنا للمقدام بن معدي كرب الكندي يا أبا كريمة إن الناس يزعمون
أنك لم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بلى والله لقد رأيته ولقد أخذ بشحمة أذني هذه وأنا
أمشى مع عم لي ثم قال لعمى أترى أنه؟ قلنا يا أبا كريمة حدثنا ما سمعت من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعته يقول يحشر ما بين السقط إلى الشيخ الفاني يوم
333

القيامة في خلق آدم وقلب أيوب وحسن يوسف مردا مكحلين فقلنا يا رسول الله
فكيف بالكافر قال يغلظ للنار حتى يكون غلظ جلده أربعين ذراعا وقريضة الناب
من أسنانه مثل أحد. رواه الطبراني باسنادين وأحدهما حسن. وعن المقدام بن
الأسود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس ما بين السقط إلى الشيخ الفاني
أبناء ثلاث وثلاثين في خلق آدم وحسن يوسف وقلب أيوب مكحلين ذوي أفانين (1).
رواه الطبراني وفيه يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي وهو ضعيف وفيه توثيق لين.
وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يبعث الله يوم القيامة ناسا في صور الذر
يطؤهم الناس بأقدامهم فيقال ما هؤلاء في صور الذر فيقال هؤلاء المتكبرون في الدنيا.
رواه البزاز وفيه القاسم بن عبد الله العمرى وهو متروك. وعن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر المتكبرون يوم القيامة في صور الذر. رواه البزاز وفيه من لم أعرفه.
(باب في الموت وفيما يكون بعد الموت)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم المرء ما يأتيه بعد الموت ما أكل
أكلة ولا شرب شربة إلا وهو يبكى ويضرب على صدره. رواه الطبراني في الصغير
والأوسط وفيه إبراهيم بن هراسة وهو متروك. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما الموت فيما بعده إلا كنطحة عنز. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن عبد العزيز العطار عن أنس بن مالك لا أعلمه إلا رفعه
قال لم يلق ابن آدم شيئا منذ خلقه الله عز وجل أشد عليه من الموت ثم الموت أهون
مما بعده وإنهم ليلقون من هول ذلك اليوم شدة حتى يلجمهم العرق حتى أن السفن
لو أجريت فيه لجرت. ورواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد، ورواه أحمد باختصار
عنه ولم يشك في رفعه، وإسناده جيد.
(باب ما جاء في هول المطلع وشدة يوم القيامة)
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمنوا الموت فان هول المطلع
شديد. فذكر الحديث وقد تقدم في كتاب التوبة في طول العمر. رواه بن أحمد
والبزاز
وإسنادهما جيد. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث

(1) أي ذوي شعور وجمم، والأفانين: جمع أفنان والأفنان جمع فنن وهو
الخصلة من الشعر تشبيها بغصن الشجرة.
334

الناس يوم القيامة والسماء تطش (1) عليهم. رواه أحمد وأبو يعلى وفيه عبد الرحمن بن أبي
الصهباء ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي أمامة
الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تدنو الشمس يوم القيامة على قدر ميل ويزداد في
حرها كذا وكذا تغلي منها الهوام كما تغلي القدور يعرقون فيها على قدر خطاياهم فمنهم
من تبلغ إلى كعبيه ومنهم من تبلغ إلى ساقيه ومنهم من تبلغ إلى وسطه ومنه من
يلجمهم العرق. رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير القاسم بن
عبد الرحمن وقد وثقه غير واحد. وعن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس فمن الناس من يبلغ عرقه
عقبيه ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه ومنهم من يبلغ إلى
العجز ومنهم من يبلغ الخاصرة ومنهم من يبلغ منكبيه ومنهم من يبلغ عنقه ومنهم
من يبلغ وسط فيه وأشار بيده ألجمها فاه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير هكذا ومنهم
من يغطيه عرقه وضرب بيده وأشار. رواه أحمد والطبراني وإسناد الطبراني جيد.
وعن سعيد بن عمير الأنصاري قال جلست إلى عبد الله بن عمر وأبى سعيد فقال أحدهما
لصاحبه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أنه يبلغ العرق يوم القيامة
فقال أحدهما إلى شحمته وقال الآخر يلجمه فحط ابن عمر وأشار أبو عاصم بأصبعيه
من شحمة أذنه إلى فيه فقال ما أرى ذلك إلا سواء قلت حديث ابن عمر في الصحيح
رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير سعيد بن عمير وهو ثقة. وعن
المقدام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تدنو الشمس يوم القيامة حتى تكون من الناس قدر
ميل ويزاد في حرها فتصحرهم فيكونون في العرق بقدر أعمالهم فمنهم من يأخذه العرق
إلى كعبيه ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه ومنهم من يأخذه إلى حقويه (2) ومنهم من يلجمه
إلجاما ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده إلى فيه. رواه الطبراني عن
شيخه إبراهيم بن محمد عرق الحمصي ولم أعرفه، وبقية رجاله حديثهم حسن. وعن محمد
ابن فرات قال اختصم إلى محارب رجلان قال فشهد على أحدهما رجل فقال المشهود
عليه والله ما علمت أنه لرجل صدق ولئن سألت عنه ليحمدن أو ليزكين ولقد شهد
على بباطل ولا أدرى ما اجتراؤه على ذلك فقال له محارب بن دثار يا هذا اتق الله

(1) الطش: المطر الضعيف القليل.
(2) أي إلى معقد إزاره.
335

فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول شاهد الزور لا تزول قدماه حتى تجب له النار
وإن الطير يوم تضرب بأجنحتها وترمى ما في أجوافها مالها طلبة والنبي صلى الله عليه
وسلم يعظ رجلا قلت قصة شاهد الزور رواها ابن ماجة رواه أبو يعلى والطبراني
باختصار عنه إلا أنه قال وتطرح ما في بطونها وليست عليها مظلمة فاتقه، وفى إسناده
محمد بن الفراق وهو كذاب. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال الأرض كلها نار
يوم القيامة والجنة من ورائها كواعبها وأكوابها والذي نفس عبد الله بيده إن الرجل
ليفيض عرقا حتى تسيخ في الأرض قامته ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه وما مسه الحساب
قالوا مم ذاك يا أبا عبد الرحمن قال مما يرى الناس يلقون. رواه الطبراني موقوفا
ورجاله رجال الصحيح.
(باب)
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينصب للكافر يوم القيامة مقدار
خمسين ألف سنة كما لم يعمل في الدنيا وإن الكافر ليرى جهنم ويظن أنها مواقعته من
مسيرة أربعين سنة. رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده حسن على ما فيه من ضعف.
وعن عبد الله يعنى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليلجمه العرق
يوم القيامة فيقول يا رب أرحني ولو إلى النار، وفى رواية موقوفة ان الكافر.
رواهما الطبراني في الكبير باسنادين ورواه في الأوسط وفى رواية فيهما أنه قال جن
الكافر ليحاسب يوم القيامة حتى يلجمه العرق. وفى رواية في الأوسط أيضا إن
الكافر ليلجم بعرقه من شدة ذلك اليوم حتى يقول، ورجال الكبير رجال الصحيح
وفى رجال الأوسط محمد بن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس. ورواه أبو يعلى مرفوعا
بنحو الكبير. وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان العرق ليلزم المرء في الموقف
حتى يقول يا رب إرسالك بي إلى النار أهون على مما أجد وهو يعلم ما فيها من شدة
العذاب. رواه البزاز وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو ضعيف جدا.
(باب كيف يبعث المؤمنون يوم القيامة)
عن معاذ بن جبل قال قال نبي الله صلى الله عليه وسلم يبعث المؤمنون يوم القيامة
جردا مردا مكحلين بنى ثلاثين سنة. رواه أحمد وإسناده حسن إلا أن شهرا لم يدرك
معاذ بن جبل. قلت وقد تقدم حديث المقدام بن معدي كرب بنحوه في باب كيف
336

يحشر الناس إلا أنه قال أبناء ثلاث وثلاثين سنة في خلق آدم وحسن يوسف وقلب
أيوب، وإسناده جيد، وتقدم حديث المقدام بن الأسود بمعناه.
(باب خفة يوم القيامة على المؤمنين)
عن أبي سعيد الخدري قال قيل يا رسول الله يوم كان مقداره خمسين ألف سنة
ما أطول هذا اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انه ليخفف على المؤمن
حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا. رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده
حسن على ضعفه في راويه. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم
يقوم الناس لرب العالمين مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة فيهون ذلك على
المؤمن كتدلي الشمس للغروب إلى أن تغرب. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
غير إسماعيل بن عبد الله بن خالد وهو ثقة. وعن عبد الله بن عمرو أنه أتى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال إني سائلك عن ثلاث فقال سل عما شئت قال كم مقام الناس بين
يدي رب العالمين يوم القيامة وما يشق على المؤمن في ذلك المقام وهل بين الجنة والنار
منزل فقال أما قولك كم مقام الناس بين يدي رب العالمين فألف سنة لا يؤذن لهم وأما
قولك ما يشق على المؤمن في ذلك المقام فان المؤمنين فريقان فأما السابقون فكالرجلين
تناجيا فطالت نجواهما ثم انصرفا فأدخلا الجنة فقلت ما أيسر هذا أما قولك هل بين الجنة
والنار منزل فان بينهما حوضي شرفاته على الجنة وتضرب شرفاته على النار طوله شهر
وعرضه شهر أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه أقداح من فضة وقوارير من
شرب منه كأسا لم يجد عطشا ولا حزنا حتى يقضى بين الناس قلت له حديث فيه ذكر
الحوض في الصحيح رواه الطبراني وفيه هشام بن بلال ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.
وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تجتمعون يوم القيامة فيقال أين
فقراء هذه الأمة ومساكينها فيقومون فيقول ماذا عملتم فيقولون ربنا ابتليتنا فصبرنا
ووليت الأمور والسلطان غيرنا فيقول الله جل ذكره صدقتم أو نحو هذا فيدخلون
الجنة قبل الناس بزمان ويبقى شدة الحساب على ذوي الأمور والسلطان قالوا فأين
المؤمنون يومئذ قال يوضع لهم منابر من نور يظلل عليهم الغمام يكون ذلك اليوم
أقصر على المؤمنين من ساعة من نهار. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير
أبى كثير الزبيدي وهو ثقة.
337

(باب جامع في البعث)
عن لقيط بن عامر أنه خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحب له
يقال له نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق (1) قال لقيط خرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسلاخ رجب فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من صلاة
الغداة (2) فقال أيها الناس إني خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام لأسمعكم إلا فهل
من امرئ بعثه قومه فقالوا اعلم لنا ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الاثم لعلة
يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه الضلال ألا إني مسؤول هل بلغت ألا
اسمعوا تعيشوا ألا اجلسوا ألا اجلسوا فجلس الناس فقمت أنا وصاحبي حتى إذا فرغ
لنا فؤاده وبصره (3) قلت يا رسول الله ما عندك من علم الغيب فضحك لعمر الله
وهز رأسه وعلم أنى أبتغي لسقطه قال ضن ربك عز وجل بمفاتيح الخمس من الغيب
لا يعلمها إلا الله وأشار بيده قلت وما هي قال علم المنية وقد علم متى منية أحدكم ولا
تعلمونه وعلم ما في غد أنت طاعم ولا تعلمه وعلم يوم الغيث يشرف عليكم أزلين
مشفقين فيظل يضحك قد علم أن غيركم إلى قريب قال لقيط لن نعدم من رب يضحك
خيرا وعلم يوم الساعة قلت يا رسول الله علمنا مما تعلم الناس فانا من قوم لا يصدقون
تصديقنا أحدا من مذحج التي تربو علينا وخثعم التي توالينا وعشيرتنا التي نحن منها
قال تلبثون ما لبثتم ثم يتوفى نبيكم صلى الله عليه وسلم ثم تلبثون ما لبثتم ثم تبعث الصائحة لعمر إلهك
ما تدع على ظهرها من شئ إلا مات والملائكة الذين مع ربك عز وجل وأصبح ربك
عز وجل يطيف في الأرض وخلت عليه البلاد فأرسل ربك عز وجل السماء بهضب (4)
من عند العرش فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من مصدع قتيل ولا مدفن ميت إلا
شقت القبر عنه حتى تخلقه من عند رأسه فيستوي جالسا يقول ربك مهيم لما كان فيه
يقول يا رب أمس اليوم لعهده بالحياة يحسبه حديثا بأهله فقلت يا رسول الله كيف يجمعنا
بعد ما تمزقنا الرياح والبلى والسباع قال أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله والأرض أشرفت
عليها وهي مدرة بالية فقلت لا تحيا أبدا ثم أرسل ربك عز وجل السماء فلم تلبث عليك

(1) في الأصل ليست منقوطة، وهو مشهور.
(2) زاد في نسخة " فقام في
الغداة خطيبا ".
(3) في النسخ " وحصره ". وفى هامش إحداها " صوابه
بصره المصنف ".
(4) أي بمطر، وفى الأصل، (تهضب) والتصويب من النهاية.
338

إلا أياما حتى أشرفت عليها وهي شربة واحدة ولعمر إلهك لهو قادر على أن يجمعكم
من الماء على أن يجمع نبات الأرض فتخرجون من الأضواء ومن مصارعكم فتنظرون
الله وينظر إليكم قال قلت يا رسول الله فكيف ونحن ملء الأرض وهو شخص
واحد ننظر إليه قال أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله الشمس والقمر آية منه صغيرة
ترونهما ويريانكم لا تضارون في رؤيتهما ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم
وتروه منهما ان تروهما ويرياكم لا تضارون في رؤيتهما قلت يا رسول الله
فما يفعل بنا ربنا عز وجل إذا لقيناه قال تعرضون عليه بادية صحائفكم لا تخفى منكم
خافية فيأخذ ربك عز وجل بيده غرفة من الماء فينضح (1) قبلكم بها فلعمر إلهك
ما يخطئ وجه أحد منكم منها قطرة فأما المسلم فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء وأما
الكافر تخطمه بمثل الحميم الأسود ألا ثم ينصرف نبيكم صلى الله عليه وسلم ويفرق على
أثره الصالحون فيسلكون جسرا من النار فيطأ أحدكم الجمرة يقول حس (2) يقول ربك عز
وجل أو انه فيطلعون على حوض الرسول صلى الله عليه وسلم على أظمأ والله ناهلة قط
رأيتهما فلعمر إلهك ما يبسط أحد منكم يده إلا وقع عليها قدح يطهره من الطوف والبول
والأذى وتحبس الشمس والقمر فلا ترون منهما واحدا قلت يا رسول الله فبم نبصر قال
بمثل بصرك ساعتك هذه وذلك قبل طلوع الشمس في يوم أشرقته الأرض واجهته الجبال قلت
يا رسول الله فبم نجزى من سيئاتنا قال الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها إلا أن يعفو
قال قلت يا رسول الله اما الجنة اما النار قال لعمر (3) إلهك للنار سبعة أبواب ما منها باب
إلا يسير الراكب بينها سبعين عاما قلت يا رسول الله فعلى ما نطلع من الجنة قال على أنهار
من عسل مصفى وأنهار من كأس ما بها من صداع ولا ندامة وأنهار من لبن لم يتغير
طعمه وماء غير آسن وبفاكهة لعمر إلهك ما تعلمون وخير من مثله معه وأزواج مطهرة
قلت يا رسول الله ولنا فيها أزواج أو منهن مصلحات قال الصالحات للصالحين تلذون بهن مثل
لذاتكم في الدنيا ويلذذن بكم غير أن لا توالد قال لقيط فقلت أقصى ما نحن بالغون ومنتهون إليه
قال قلت يا رسول الله على ما أبايعك قال فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال على
أقام الصلاة وإيتاء الزكاة وزيال المشركين وألا تشرك بالله غيره قال قلت وان لنا ما بين
المشرق والمغرب فقبض النبي صلى الله عليه وسلم يده وبسط أصابه وظن أنى مشترط شرطا

(1) يرش.
(2) كلمة تقال عند التألم من شئ محس.
(3) في النسخ " نعم ".
339

لا يعطينيه قال قلت نحل منها حيث شئنا ولا يجنى على امرئ إلا نفسه فبسط يده وقال
ذلك لك تحل حيث شئت ولا تجنى عليك إلا نفسك قال فانصرفنا وقال ها إن ذين لعمر
إلهك إن حدثت ألا إنهم من أتقى الناس في الأولى والآخرة فقال له كعب بن الخدارية
أحد بنى كعب بن كلاب من هم يا رسول الله قال بنو المنتفق أهل ذلك قال فانصرفنا وأقبلت
عليه قلت يا رسول الله هل لأحد فيما مضى من خير في جاهليتهم قال فقال رجل من عرض
قريش والله إن أباك المنتفق في النار قال فلكأنما وقع حر بين جلدي ووجهي مما قال
لأبي على رؤوس الناس فهممت أن أقول وأبوك يا رسول الله فإذا الأخرى أجمل
فقلت يا رسول الله وأهلك قال وأهلي لعمر الله ما أتيت على قبر عامري أو قرشي
فقلت أرسلني إليك محمد أبشرك بما يسوءك تجر على وجهك وبطنك في النار قلت
يا رسول الله ما فعل بهم ذلك وقد كانوا يحسنون وكانوا يحسبون أنهم مصلحون
قال ذاك بأن الله بعث في آخر كل سبع أمم يعنى نبيا فمن عصى نبيه كان من الضالين
ومن أطاع نبيه كان من المهتدين. رواه عبد الله والطبراني بنحوه وأحد طريقي عبد الله
إسنادها متصل ورجالها ثقات والاسناد الآخر وإسناد الطبراني مرسل عن عاصم بن
لقيط إن لقيطا. وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله
الأولين الآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون
فصل القضاء قال وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي ثم
ينادى مناد أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن
تعبدوه ولا تشركوا به شيئا أن يولى كل أناس منكم ما كانوا يعبدون في الدنيا أليس
ذلك عدلا من ربكم قالوا بلى قال فينطلق كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ويقولون في
الدنيا قال فينطلقون ويمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون فمنهم من ينطلق إلى الشمس ومنهم
من ينطلق إلى القمر والأوثان من الحجارة وأشباه ما كانوا يعبدون قال ويمثل لمن كان
يعبد عيسى شيطان عيسى ويمثل لمن كان يعبد عزيرا شيطان عزير ويبقى محمد صلى الله عليه وسلم
وأمته قال فيتمثل الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول مالكم لا تنطلقون كانطلاق (1)
الناس فيقولون إن لنا لا لها ما رأيناه فيقول هل تعرفونه إن رأيتموه فيقولون إن بيننا
وبينه علامة إذا رأيناها عرفناها قال فيقول ما هي فنقول يكشف عن ساقه قال فعند

(1) في نسخة " كما انطلق ".
340

ذلك يكشف عن ساقه فيخر كل من كان نظره ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون
السجود فلا يستطيعون وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ثم يقول ارفعوا
رؤوسكم فيرفعون رؤسهم فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يعطى نوره
مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك ومنهم من
يعطى مثل النخلة بيده ومنهم من يعطى أصغر من ذلك حتى يكون آخرهم رجلا يعطى
نوره على إبهام قدميه يضئ مرة ويطفأ مرة فإذا أضاء قدم قدمه وإذا طفئ قام قال
والرب تبارك وتعالى أمامهم حتى يمر في النار فيبقى أثره كحد السيف قال فيقول مروا
فيمرون على قدر نورهم منهم من يمر كطرفة العين ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من
يمر كالسحاب ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب ومنهم من يمر كالريح ومنهم من
يمر كشد الفرس ومنهم من يمر كشد الرحل حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر
قدميه يجثو على وجهه ويديه ورجليه تخريد وتعلق يد وتخر رجل وتعلق رجل وتصيب
جوانبه النار فلا يزال كذلك حتى يخلص فإذا خلص وقف عليها فقال الحمد لله فقد
أعطاني الله ما لم يعط أحدا إذ نجاني منها بعد إذ رأيتها قال فينطلق به إلى غدير عند
باب الجنة فيغتسل فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم فيرى ما في الجنة من خلل الباب
فيقول رب أدخلني الجنة فيقول الله أتسأل الجنة وقد نجيتك من النار فيقول رب
اجعل بيني وبينها حجابا لا أسمع حسيسها قال فيدخل الجنة ويرى أو يرفع له منزل أمام
ذلك كأن ما هو فيه إليه حلم فيقول رب أعطين ذلك المنزل فيقول له لعلك إن أعطيتكه
تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا أسألك غيره وأنى منزل أحسن منه فيعطى فينزله
ويرى أمام ذلك منزلا كأن ما هو فيه إليه حلم قال رب أعطني ذلك المنزل فيقول الله
تبارك وتعالى له فلعلك إن أعطيتكه تسأل غيره فيقول (1) وعزتك يا رب وأنى منزل
يكون أحسن منه فيعطاه وينزله ثم يسكت فيقول الله جل ذكره مالك لا تسأل فيقول رب قد
سألتك حتى قد استحييتك وأقسمت حتى استحييتك فيقول الله جل ذكره ألم
ترض أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه فيقول أتهزأ
بي وأنت رب العزة فيضحك الرب تبارك وتعالى من قوله، قال فرأيت عبد الله بن
مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن
قد سمعتك تحدث هذا الحديث مرارا كلما بلغت هذا المكان ضحكت قال إني سمعت رسول

(1) في نسخة " قال ".
341

الله صلى الله عليه وسلم يحدث هذا الحديث مرارا كلما بلغ هذا المكان من هذا
الحديث ضحك حتى تبدو أضراسه قال فيقول الرب جل ذكره لا ولكني على ذلك
قادر سل فيقول ألحقني بالناس فيقول الحق بالناس قال فينطلق يرمل في الجنة حتى إذا
دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجدا فيقال له ارفع رأسك مالك فيقول
رأيت ربى أو تراءى لي ربى فيقال له إنما هو منزل من منازلك قال ثم يلقى رجلا فيتهيأ
للسجود له فيقال له مه فيقول رأيت أنك ملك من الملائكة فيقول إنما أنا خازن
من خزانك وعبد من عبيدك تحت يدي ألف قهرمان على مثل ما أنا عليه قال فينطلق
امامه حتى يفتح له القصر قال وهو من درة مجوفة سقائفها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها
تستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء فيها سبعون بابا كل باب يفضي إلى جوهرة
خضراء مبطنة كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى في كل جوهرة
سرر وأزواج ووصائف أدناهن حوراء عيناه عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها
من وراء حللها كبدها مرآته وكبده مرآتها إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في
عينه سبعين ضعفا عما كانت قبل ذلك فيقول لها والله لقد ازددت في عيني سبعين
ضعفا وتقول له وأنت ازددت في عيني سبعين ضعفا فيقال له أشرف فيشرف فيقال له ملكك
مسيرة مائة عام ينفذه بصرك، قال فقال عمر ألا تسمع ما يحدثنا ابن أم عبد يا كعب عن أدنى
أهل الجنة منزلا فكيف أعلاهم قال يا أمير المؤمنين مالا عين رأت ولا أذن سمعت إن
الله جل ذكره خلق دارا جعل فيها ما شاء من الأزواج والثمرات والأشربة ثم
أطبقها فلم يرها أحد من خلقه لا جبريل ولا غيره من الملائكة ثم قال كعب (فلا تعلم
نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاءا بما كانوا يعملون) قال وخلق دون ذلك جنتين
وزينهما بما شاء وأراهما من شاء من خلقه ثم قال من كان كتابه في عليين نزل
في تلك الدار التي لم يرها أحد حتى إن الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير في ملكه
فلا تبقى خيمة من خيم الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه فيستبشرون لريحه فيقولون واها
لهذا الريح هذا ريح رجل من أهل عليين قد خرج يسير في ملكه، قال ويحك يا كعب إن
هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها فقال كعب إن لجهنم يوم القيامة لزفرة ما من ملك مقرب
ولا نبي مرسل إلا خر لركبتيه حتى إن إبراهيم خليل الله ليقول رب نفسي نفسي حتى
لو كان لك عمل سبعين نبيا إلى عملك لظننت أن لا تنجو، وفى رواية قال رسول
342

الله صلى الله عليه وسلم يقول الناس لرب العالمين ألف (1) سنة شاخصة أبصارهم
ينتظرون فصل القضاء قال فذكر مثل حديث زيد بن أبي أنيسة. رواه كله الطبراني
من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح غير أبى خالد الدالاني وهو ثقة. وعن سمرة
ابن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا إنكم تحشرون إلى بيت
المقدس ثم تجتمعون يوم القيامة. رواه البزاز والطبراني وإسناد الطبراني حسن. وعن
ابن عباس قال من شك أن المحشر بالشام فليقرأ أول سورة الحشر (هو الذي أخرج
الذين كفروا من ديارهم لأول الحشر) قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم فهي أرض
المحشر. رواه البزاز وفيه أبو سعد البقال والغالب عليه الضعف. وعن أبي موسى
الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحشر الناس فينادي مناد أليس عدلا
منى أن أولى كل قوم ما كانوا يعبدون ثم ترفع لهم آلهتهم فيتبعونها حتى لا يبقى أحد
غير هذه الأمة فيقال لهم مالكم قالوا لا نرى إلهنا الذي كنا نعبد فيتجلى لهم تبارك
وتعالى فقيل لأبي بردة والله لسمعت أبا موسى يذكر هذا عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال والله الذي لا إله إلا هو (2) ثلاث مرات. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه فرات بن السائب وهو ضعيف. وعن أبي موسى قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم تحشر هذه الأمة يوم القيامة على ثلاثة أصناف فصنف يدخلون
الجنة بغير حساب وصنف يحاسبون حسابا يسيرا ويدخلون الجنة وصنف يجيئون
على حمائلهم كأمثال الجبال الراسية فيقول الله عز وجل للملائكة وهو أعلم بهم من
هؤلاء فيقولون ربنا عبيد من عبيدك كانوا يعبدونك لا يشركون بك شيئا فيقول
حطوها عنهم وضعوها على اليهود والنصارى وادخلوا جنتي (3) برحمتي قلت له
حديث في الصحيح غير هذا رواه الطبراني وفيه عثمان بن مطر وهو مجمع على ضعفه.
وعن ابن مسعود قال إنكم مجموعون بصعيد واحد ينفذكم (4) البصر وتسمعون (5) الداعي.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير رياح النخعي وهو ثقة. وعن عبد الله بن
عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يجمع الأمم يوم القيامة ثم ينزل
من عرشه إلى كرسيه وكرسيه وسع السماوات والأرض. رواه الطبراني وفيه

(1) في نسخة " أربعين ".
(2) في نسخة " لا إله غيره ".
(3) وفى نسخة
" الجنة ".
(4) في النسخ " ينفدكم " بالمهملة.
(5) في نسخة " ويسمعكم ".
343

عبد الأعلى بن أبي المساور وهو متروك.
(باب كثرة هذه الأمة وعلامتها في الآخرة)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي معي من أمتي يوم القيامة
مثل السيل والليل فتحطم الناس حطمة فتقول الملائكة لما جاء مع محمد أكثر مما جاء
مع سائر الأمم أو الأنبياء. رواه البزاز وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. وعن أبي
ذر وأبى الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني لأعرف أمتي يوم القيامة
من بين الأمم قالوا يا رسول الله كيف تعرف أمتك قال أعرفهم يؤتون كتبهم
بأيمانهم وأعرفهم سيماهم في وجوههم من أثر السجود وأعرفهم بنورهم يسعى بين
أيديهم، وفى رواية يسعى بين أيديهم وأيمانهم. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
غير ابن لهيعة وهو ضعيف وقد وثق. وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة وأنا أول من يرفع رأسه فأنظر إلى
بين يدي فأعرف أمتي من بين الأمم ومن خلفي مثل ذلك وعن يمين
مثل ذلك وعن شمالي مثل ذلك فقال رجل كيف تعرف أمتك يا رسول الله من بين
الأمم فيما بين نوح إلى أمتك قال هم غر محجلون من أثر الوضوء ليس أحد كذلك
غيرهم وأعرفهم انهم يؤتون كتبهم بأيمانهم وأعرفهم تسعى ذريتهم بين أيديهم. رواه
أحمد والبزاز باختصار عنه إلا أنه قال وذراريهم نور بين أيديهم، ورجال أحمد رجال
الصحيح غير ابن لهيعة وهو ضعيف وقد وثق. وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنتم الغر المحجلون. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. قلت وقد تقدم في كتاب
الطهارة أحاديث من نحو هذا الباب.
(باب طي السماوات والأرضين وتبديل الأرض بغيرها)
عن عكرمة قال كلتا يدي الله يمين (1) فيطوي السماوات فيأخذهن بيده ثم يقول أنا الملك أين
الجبارون أين المتكبرون (2) قال عمر بن حمزة فحدثت بهذا الحديث سالم بن عبد الله
فقال سالم أخبرنا عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوى الله السماوات يوم
القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يطوى الأرضين ثم يأخذهن بشماله ثم يقول أنا الملك
أين الجبارون أين المتكبرون قلت حديث ابن عمر في الصحيح باختصار عن هذا

(1) في الأصل " يمينان ".
(2) " أين المتكبرون " من زيادات نسخة يؤيدها السياق.
344

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير الحسن بن حماد سجادة (1) وهو ثقة.
وعن عبد الله يعنى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله (يوم تبدل الأرض غير
الأرض) قال أرض بيضاء لم يسفك عليها دم ولم يعمل عليها خطيئة. رواه البزاز
وفيه جرير بن أيوب وهو مجمع على ضعفه.
(باب ما جاء في الحساب)
عن الحسن (2) قال حدثنا أبو هريرة إذ ذاك ونحن بالمدينة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
تجئ الأعمال يوم القيامة فتجئ الصلاة فتقول يا رب أنا الصلاة فيقول إنك على خير
وتجئ الصدقة فتقول يا رب أنا الصدقة فيقول إنك على خير ثم يجئ الصيام فيقول
يا رب أنا الصيام فيقول إنك على خير ثم تجئ الأعمال على ذلك فيقول الله تبارك
وتعالى إنك على خير ثم يجئ الاسلام فيقول يا رب أنت السلام وأنا الاسلام فيقول
الله عز وجل إنك على خير بك اليوم آخذ وبك أعطى قال الله عز وجل في كتابه
(ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين). رواه أحمد
وأبو يعلى والطبراني في الأوسط وزاد فيقول الله إن الدين عند الله الاسلام ومن يبتغ
غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، وفيه عباد بن راشد
وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. وعن عبد الله بن
عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت الناس جمعوا للحساب. رواه أبو يعلى
ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر بن عبد الله قال بلغني عن رجل حديث
سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتريت بعيرا ثم شددت عليه رحلي
ثم سرت إليه شهرا حتى قدمت عليه الشام فإذا عبد الله بن أنيس فقلت
للبواب قل له جابر على الباب فقال ابن عبد الله قلت نعم فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته
فقلت حديثا بلغني عنك انك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص (3) فخشيت أن
تموت أو أموت قبل أن أسمعه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر
الله العباد يوم القيامة أو قال الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا بهما قال قلنا وما بهما قال
ليس معهم شئ ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الديان أنا الملك

(1) هو لقب له وللحسين بن أحمد بن منصور البغداديين كما في نزهة الألباب في الألقاب
لابن حجر.
(2) في نسخة " عن أنس ".
(3) " في القصاص " من زيادات نسخة.
345

لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه ولا ينبغي
لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى
اللطمة قال قلنا كيف وإنما نأتى عراة غرلا (1) بهما قال الحسنات والسيئات. رواه أحمد
ورجاله وثقوا ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال بمصر. قلت وقد تقدم حديث
المقدام بن معدي كرب وحديث المقداد بن الأسود في باب جامع في البعث قبل هذا.
وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن
أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن ماله فيما أنفقه ومن أين اكتسبه
وعن حبنا أهل البيت. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه حسين بن الحسن
الأشقر وهو ضعيف جدا وقد وثقه ابن حبان مع أنه يشتم السلف. وعن أبي برزة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربعة عن جسده
فيما أبلاه وعمره فيما أفناه ومال من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن حبنا أهل البيت قيل
يا رسول الله فما علامة حبكم فضرب بيده على منكب علي رضي الله عنه. رواه الطبراني في
الأوسط. وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى
يسأل عن أربع عن شبابه فيما أبلاه وعن عمره فيما أفناه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو بكر الداهري وهو ضعيف جدا. وعن معاذ
ابن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل
عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه
وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه. رواه الطبراني والبزاز بنحوه ورجال الطبراني
رجال الصحيح غير صامت بن معاذ وعدي بن عدي الكندي وهما ثقتان. وعن
ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان يوم القيامة دعا الله عبدا
من عبيده فيوقفه بين يديه فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله. رواه الطبراني في الصغير
وفيه يوسف بن يونس أخو أبى مسلم الأفطس وهو ضعيف جدا. وعن بريدة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منكم (2) من أحد إلا سيكلمه الله عز وجل ليس بينه
وبينه حجاب ولا ترجمان. رواه البزاز وفيه عبد العزيز بن أبان وهو متروك. وعن

(1) أي غير مختونين.
(2) في نسخة " ما منكم ".
346

عبد الله بن عكيم قال سمعت عبد الله بن مسعود في هذا المسجد يبدأ باليمين قبل الكلام
فقال ما منكم من أحد إلا أن ربه عز وجل سيخلو به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر فيقول
ابن آدم ما غرك بي ابن آدم ما غرك بي ابن آدم ماذا أجبت المرسلين ابن آدم ماذا أجبت
ماذا عملت فيما علمت. رواه الطبراني في الكبير موقوفا وروى بعضه مرفوعا في
شريك بن عبد الله وهو ثقة وفيه ضعف، ورجال الأوسط فيهم شريك أيضا وإسحاق
ابن عبد الله التميمي ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ثوبان أن
النبي صلى الله عليه وسلم عظم شأن المسألة فقال إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية
يحملون أوثانهم على ظهورهم فيسألهم ربهم تبارك وتعالى فيقولون ربنا لم ترسل لنا
رسولا ولم يأتنا لك أمر ولو أرسلت إلينا رسولا لكنا أطوع عبادك فيقول لهم ربهم
أرأيتم إن أمرتكم بأمر أتطيعوني فيأخذ على ذلك مواثيقهم فيقول اعمدوا لها فادخلوها
فينطلقون حتى إذا رأوها فرقوا (1) فرجعوا قالوا ربنا فرقنا منها لا نستطيع أن ندخلها
فيقول ادخلوها داخرين فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم لو دخلوها أول مرة كانت
عليهم بردا وسلاما. رواه البزاز باسنادين ضعيفين. وقد تقدمت أحاديث في كتاب
القدر (2) فيمن مات في الفترة. وعن الحسن قال خطبنا أبو هريرة رضي الله عنه
على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليعذرن
الله عز وجل إلى آدم عليه السلام يوم القيامة ثلاث معاذير يقول الله تعالى يا آدم
لولا انى لعنت الكذابين وأبغضت الكذب والحلف وأوعدت عليه لرحمت اليوم
ولدك أجمعين من سدة ما أعددت لهم من العذاب ولكن حق القول منى لئن كذبت
رسلي وعصى أمري لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ويقول الله عز وجل
يا آدم إني لا أدخل النار أحدا ولا أعذب منهم أحدا إلا من قد علمت بعلمي أنى لو رددته
إلى الدنيا لعاد إلى شر ما كان فيه ولم يرجع ولم يعتب ويقول الله عز وجل يا آدم
قد جعلتك حكما بيني وبين ذريتك قم عند الميزان فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم
فمن رجح منهم خيره على شره مثقال ذرة فله الجنة حتى تعلم انى لا أدخل النار منهم

(1) أي خافوا.
(2) في الجزء السابع.
347

إلا ظالما. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو كذاب.
وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الظلم ثلاثة فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره
وظلم لا يتركه الله فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك قال الله (إن الشرك لظلم عظيم)
وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لأنفسهم فيما بينهم وبين ربهم وأما الظالم الذي
لا يتركه الله فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدين لبعضهم من بعض. رواه البزاز عن
شيخه أحمد بن مالك القشيري ولم أعرفه، وبقية رجاله قد وثقوا على ضعفهم. وعن
سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذنب لا يغفر وذنب لا يترك وذنب يغفر فأما
الذنب الذي لا يغفر فالشرك بالله وأما الذنب الذي يغفر فذنب العبد بينه وبين الله عز وجل
وأما الذنب الذي لا يترك فذنب العباد بعضهم بعضا. رواه الطبراني في الكبير والصغير وفيه
يزيد بن سفيان بن عبد الله بن رواحة وهو ضعيف تكلم فيه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذنب يغفر وذنب لا يغفره وذنب يجازى به فأما
الذنب الذي لا يغفر فالشرك بالله وأما الذنب الذي يغفر فعملك بينك وبين ربك وأما
الذنب الذي تجازى به فظلمك أخاك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه طلحة بن عمرو
وهو متروك. وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدواوين عند الله عز وجل
ثلاثة فديوان لا يعبأ الله به شيئا وديوان لا يترك الله منه شيئا وديوان لا يغفره الله
فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك بالله قال الله عز وجل (ومن يشرك بالله فقد
حرم الله عليه الجنة) وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا فظلم العبد نفسه فيما بينه
وبين ربه من صوم (1) تركه أو صلاة تركها فان الله يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء
وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا فظلم العباد بعضهم بعضا القصاص لا محالة.
رواه أحمد وفيه صدقة بن موسى وقد ضعفه الجمهور وقال مسلم بن إبراهيم حدثنا
صدقة بن موسى وكان صدوقا، وبقية رجاله ثقات. وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ويل للمالك من المملوك وويل للمملوك من المالك. رواه البزاز وفيه من لم أعرفهم. وعن
أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل للمالك من المملوك وويل
للمملوك من المالك وويل للغنى من الفقير مويل للفقير من الغنى وويل للشديد من
الضعيف وويل للضعيف من الشديد. رواه البزاز عن شيخه محمد بن الليث وقد

(1) في نسخة " صوم يوم ".
348

ذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ ويخالف، ولم أجده في الميزان، وبقية رجاله رجال
الصحيح الا ان الأعمش لم يسمع من أنس ورواه أبو يعلى. وعن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليختصمن كل شئ يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحتا. رواه أحمد
وإسناده حسن. وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده
ليختصمن يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحتا. رواه أبو يعلى وأحمد بنحوه وإسناده
حسن. وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول خصمين يوم القيامة
جاران. رواه أحمد باسناد حسن. وعن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورجلاها يشهدان عليها بما كانت تعيب لزوجها وتشهد يداه ورجلاه بما كان يوليها ثم
يدعى الرجل وخدمه فمثل ذلك ثم يدعى أهل الأسواق وما يوجد ثم دوانيق ولا قراريط
ولكن حسنات هذا تدفع إلى هذا الذي ظلم وسيئات هذا الذي ظلمه توضع عليه ثم
يؤتى بالجبارين في مقامع من حديد فيقال أو ردوهم إلى النار فوالله ما أدرى يدخلونها
أو كما قال الله تعالى (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين
اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا). رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي وهو
ضعيف وقد وثقه سعيد بن منصور وقال كان مالك يرضاه، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن واثلة بن الأسقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يبعث الله يوم القيامة عبدا لا ذنب
له فيقول بأي الامرين أحب إليك أن أجزيك بعملك أو بنعمتي عندك قال رب إنك تعلم أنى لم
أعصك قال خذوا عبدي بنعمة من نعمى فلا تبقى له حسنة إلا استغرقتها تلك النعمة
فيقول يا رب نعمتك ورحمتك فيقول بنعمتي ورحمتي ويؤتى بعبد محسن في نفسه لا يرى
أن له ذنبا فيقال له هل كنت توالي أوليائي قال كنت من الناس سلما قال فهل كنت تعادي
أعدائي قال يا رب لم يكن بيني وبين أحد شيئا فيقول الله عز وجل لا ينال رحمتي من لم يوال
أوليائي ويعاد أعدائي. رواه الطبراني وفيه بشر بن عون وهو متهم بالوضع. وعن ابن
عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بالمليك والمملوك والزوج والزوجة فيحاسب
المليك والمملوك والزوج والزوجة حتى يقال للرجل شربت يوم كذا وكذا على لذة
ويقال للزوج خطبت فلانة مع خطاب فزوجتكها وتركتهم. رواه البزاز من رواية
سعيد بن مسلمة الأموي عن ليث بن أبي سليم وكلاهما ضعيف وقد وثقا، وبقية رجاله
349

رجال الصحيح. وعن ابن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب
هلك. رواه البزاز والطبراني في الكبير والأوسط ورجال البزاز والكبير رجال
الصحيح وكذلك رجال الأوسط غير عمرو بن أبي عاصم النبيل وهو ثقة. وعن عائشة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحاسب أحد يوم القيامة فيغفر له يرى المسلم عمله في
قبره ويقول الله عز وجل (فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان) (يعرف
المجرمون بسيماهم). رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العار والتخزية
تبلغ من ابن آدم يوم القيامة ما يتمنى العبد أن يؤمر به في النار. رواه أبو يعلى وفيه الفضل
ابن عيسى الرقاشي وهو مجمع على ضعفه. قلت وقد تقدم حديث ابن مسعود في شدة يوم
القيامة ان هذا في حق الكافر. وعن أنس يرفعه قال ملك موكل بالميزان فيؤتى بابن آدم
فيوقف بين كفتي الميزان فان ثقل ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق سعد فلان
سعادة لا يشقى بعدها أبدا وإن خف ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق شقي
فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا. رواه البزاز وفيه صالح المري وهو مجمع على
ضعفه (1). وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى يوم القيامة
بصحف مختمة فتنصب بين يدي الله تبارك وتعالى فيقول تبارك وتعالى ألقوا هذه
واقبلوا هذه فتقول الملائكة وعزتك ما رأينا إلا خيرا فيقول الله عز وجل إن هذا كان
لغير وجهي وإني لا أقبل اليوم إلا ما ابتغى به وجهي، وفى رواية فتقول الملائكة
وعزتك ما كتبنا إلا ما عمل قال صدقتم إن عمله كان لغير وجهي. رواه الطبراني في الأوسط
باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح، ورواه البزاز. وعن أنس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان آخر الزمان صارت أمتي ثلاث فرق فرقة يعبدون
الله خالصا وفرقة يعبدون الله رياءا وفرقة يعبدون الله ليستأكلوا به الناس فإذا جمعهم
الله يوم القيامة قال للذي كان يستأكل الناس بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي
فيقول وعزتك وجلالك أستأكل به الناس قال لم ينفعك ما جمعت شيئا تلجأ إليه
انطلقوا به إلى النار ثم يقول للذي كان يعبد رياءا بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال

(1) بل آفته من داود بن المحبر فقد اتهموه بوضع الحديث وصالح غايته انه كان
سئ الحفظ ذكره ابن حجر رحمه الله كما في حاشية نسخة.
350

بعزتك وجلالك رياء الناس قال لم يصعد إلى منه شئ انطلقوا به إلى النار ثم يقول
للذي كان يعبده خالصا بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال بعزتك وجلالك أنت
أعلم بذلك منى أردت به ذكرك ووجهك قال صدق عبدي انطلقوا به إلى الجنة. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه عبيد بن إسحاق العطار وقد ضعفه الجمهور ورضيه أبو حاتم
الرازي ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة عرف الكافر بعمله فجحد وخاصم فقيل له هؤلاء
جيرانك يشهدون عليك فيقول كذبوا فيقول أهلك عشيرتك فيقول كذبوا فيقول
احلفوا فيحلفون ثم يصمتهم الله وتشهد ألسنتهم ثم يدخلهم النار. رواه أبو يعلى
باسناد حسن على ضعف فيه. وعن عقبة بن عامر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول
إن أول عظم من الانسان يتكلم يوم يختم على الأفواه فخذه من الرجل الشمالي.
رواه أحمد والطبراني وإسنادهما جيد. وعن معاوية بن حيدة قال أتيت النبي صلى الله
عليه وسلم فقال ما لي آخذ (1) بحجزكم عن النار ألا إن ربي عز وجل داعي وإنه سائلي
هل بلغت عبادي وإني قائل رب إني قد بلغتهم فليبلغ الشاهد منكم الغائب ثم إنكم
مدعوون مفدمة أفواهكم بالفدام (2) إن أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه قلت يا نبي الله
هذا ديننا قال هذا دينكم وأينما تحسن يكفك. رواه أحمد في حديث طويل ورجاله ثقات.
(باب ما جاء في القصاص)
قلت قد تقدم حديث عبد الله بن أنيس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول يحشر الله العباد يوم القيامة أو قال الناس عراة غرلا بهما قال قلنا وما بهما قال
ليس معهم شئ ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الديان أنا
الملك لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق
حتى أقصه منه ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار
عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة قال قلنا كيف وإنما نأتى عراة غرلا بهما قال
الحسنات والسيئات. وهو عند أحمد والطبراني في الأوسط باسناد حسن. وعن
عائشة وبعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا من أصحاب

(1) في نسخة " أمسك ".
(2) الفدام: ما يشد على فم الإبريق أو الكوز من خرقة
لتصفية الشراب، أي انهم يمنعون الكلام بأفواههم حتى تتكلم جوارحهم.
351

النبي صلى الله عليه وسلم جلس بين يديه فقال يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني
ويخونونني ويعصونني وأضربهم وأشتمهم فكيف أنا منهم يا رسول الله فقال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم بحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم فإن كان
عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلا لك وإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان
كفافا لا لك ولا عليك وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل
الذي بقي قبلك فجعل الرجل يبكى بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويهتف فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك ما تقرأ كتاب الله (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا
تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) فقال الرجل
يا رسول الله ما أجد شيئا خيرا لي من فراق هؤلاء يعنى عبيده أشهدك أنهم أحرار كلهم.
قلت حديث عائشة وحده رواه الترمذي رواه أحمد وفى إسناد الصحابي الذي لم يسم
راو لم يسم أيضا، وبقية رجالهما رجال الصحيح. وعن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان جالسا وشاتان تعتلفان فنطحت إحداهما الأخرى فأجهضتها فضحك رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقيل ما يضحكك يا رسول الله قال عجبت لها والذي نفسي بيده ليقادن لها يوم القيامة،
وفى رواية ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنتطحان فقال يا أبا ذر هل
تدرى فيما انتطحتا قال ولكن الله يدرى وسيقضي بينهما. رواه كله أحمد والبزاز
بالرواية الأولى وكذلك الطبراني في المعجم الأوسط وفيها ليث بن أبي سليم وهو
مدلس، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح غير شيخه ابن عائشة وهو ثقة، ورجال
الرواية الثانية رجال الصحيح وفيها راو لم يسم. وعن عثمان أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إن الجماء (1) لتقتص من القرناء يوم القيامة. رواه الطبراني في الكبير
والبزاز وعبد الله بن أحمد وفيه الحجاج بن نصير وقد وثق على ضعفه، وبقية رجال
البزاز رجال الصحيح غير العوام بن مزاحم وهو ثقة. وعن أبي هريرة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال يقتص للخلق بعضهم من بعض حتى للجماء من القرناء وحتى
للذرة من الذرة. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال حدثني
الصادق المصدوق أبو القاسم صلى الله عليه وسلم إن أول خصم يقضى فيه يوم القيامة
عنزان ذات قرن وغير ذات قرن. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر بن يزيد

(1) أي التي لا قرن لها.
352

الجعفي وهو ضعيف. وعن عبد الله بن أبي أوفى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليبلغ
من عدل الله يوم القيامة حتى يقتص للجماء من ذات القرن. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه من لم أعرفهم وعطاء بن السائب اختلط. وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه
وسلم قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي وكان بيده سواك فدعا وصيفة له أولها
حتى استبان الغضب في وجهه فخرجت أم سلمة إلى الحجرات فوجدت الوصيفة وهي
تلعب ببهمة فقالت ألا أراك تلعبين بهذه البهمة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك
فقالت لا والذي بعثك بالحق ما سمعتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا خشية القود
لأوجعتك بهذا السواك، وفى رواية لولا القصاص لضربتك بهذا السواك، وفى
رواية لولا مخافة القصاص لأوجعتك بهذا السوط. روى هذا كله أبو يعلى والطبراني
بنحوه وقال دعا وصيفة له ولم يشك وقال لولا مخافة القود يوم القيامة، وإسناده جيد
عند أبي يعلى والطبراني. وعن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل
يضرب عبدا له إلا أقيد منه يوم القيامة. رواه البزاز ورجاله ثقات (1). وعن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضرب سوطا ظلما اقتص منه يوم
القيامة. رواه البزاز والطبراني في الأوسط وإسنادهما حسن. وعن ثوبان عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال يقبل الجبار تبارك وتعالى يوم القيامة فيثنى رجله على الجسر
فيقول وعزتي وجلالي لا يجاوزني ظلم ظالم فينصف الخلق بعضهم من بعض حتى إنه
لينصف الشاة الجماء من الشاة العضباء (2) بنطحة تنطحها. رواه الطبراني وفيه يزيد بن
ربيعة وقد ضعفه جماعة وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به، وبقية رجاله ثقات.
وعن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يجئ الرجل يوم القيامة من
الحسنات بما يرجو (3) أنه ينجو بها فلا يزال رجل يجئ قد ظلمه بمظلمة فيؤخذ
من حسناته فيؤخذ من سيئات المظلوم فتوضع على سيئاته. رواه الطبراني والبزاز
عن عبد الله بن إسحاق العطار عن خالد بن حمزة ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن سليمان بن حبيب المحاربي قال خرجت غازيا فلما مررت بحمص

(1) قلت لكنه من رواية ميمون عن أبي شبيب عن عمار ولم يسمع منه ابن حجر كما في حاشية
نسخة.
(2) الجماء: عديمة القرن، والعضباء: المشقوقة الاذن.
(3) في نسخة " يظن ".
353

خرجت إلى السوق لاشتري مالا غنى للمسافر عنه فلما نظرت إلى باب المسجد قلت
لو أنى دخلت فركعت ركعتين فلما دخلت نظرت إلى ثابت بن معبد ومكحول في نفر
فقالوا إنا تريد أبا أمامة الباهلي فقاموا وقمت معهم فدخلنا عليه فإذا شيخ قد رق وكبر
وإذا عقله ومنطقه أفضل مما نرى من منظره فكان أول ما حدثنا أن قال إن مجلسكم
هذا من بلاغ الله إياكم وحجته عليكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغ ما أرسل به
وإن أصحابه قد بلغوا ما سمعوا فبلغوا ما تسمعون ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل رجل
خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله عز وجل حتى يدخله الجنة أو يرجعه بما نال
من أجر أو غنيمة ورجل دخل بيته بسلام (1) ثم قال إن في جهنم جسرا له
سبع قناطر على أوسطه العصاة فيجاء بالعبد حتى إذا انتهى إلى القنطرة الوسطى قيل له ماذا
عليك من الدين وتلا هذه الآية (ولا يكتمون الله حديثا) قال فيقول يا رب على كذا
وكذا فيقال له اقض دينك فيقول ما لي شئ وما أدرى ما أقضى منها فيقال خذوا من
حسناته فما يزال يؤخذ من حسناته حتى ما تبقى له حسنة حتى إذا فنيت حسناته قيل قد فنيت
فيقال خذوا من سيئات من يطلبه فركبوا عليه فلقد بلغني أن رجالا يجيئون بأمثال
الجبال من الحسنات فما يزال يؤخذ لمن يطلبهم حتى ما تبقى له حسنة. رواه الطبراني وفيه
كلثوم بن زياد وبكر بن سهل الدمياطي وكلاهما وثق وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجئ الظالم يوم القيامة
حتى إذا كان على جسر جهنم بين الظلمة والوعرة لقيه المظلوم فعرفه وعرف ما ظلمه
به فما يبرح الذين ظلموا يقصون من الذين ظلموا حتى ينزعوا ما في أيديهم من الحسنات
فإن لم تكن لهم حسنات رد عليهم من سيئاتهم حتى يورد الدرك الأسفل من النار.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم يجاء يوم القيامة بأمثال الجبال من مظالم الناس بينهم وحقوقهم فما يزال
الله يقصها حتى لا يبقى منها شئ. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر بن يزيد الجعفي
وهو ضعيف. وعن أبي بردة بن نيار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله
عز وجل حابس الغريم على غريمه كأشد ما حبس شئ على شئ فيقول يا رب كيف أعطيه
وقد حشرتني عريانا حافيا فمن أين فيقول الله عز وجل سأعطيهم من حسناتك فتطرح

(1) هنا بياض كلمات في الأصل.
354

على حسنات القوم فان كفت وإلا أخفت من سيئات القوم فطرحت على سيئاتك.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف جدا. وعن ابن عباس
عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح الأمين قال قال الرب تبارك وتعالى يؤتى
بسيئات العبد وحسناته فيقتص أو يقضى فان بقيت له حسنة وسع له في الجنة. رواه
البزاز ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. وعن زاذان قال دخلت على عبد الله بن مسعود وقد
سبق إلى مجلسه أصحاب الخز والديباج فقلت أدنيت الناس وأقصيتني فقال لي ادن
فأدناني حتى أقعدني على بساطه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه يكون
للوالدين على ولدهما دين فإذا كان يوم القيامة يتعلقان به فيقول أنا ولدكما فيودان
أو يتمنيان لو كان أكثر من ذلك. رواه الطبراني عن عمرو بن مخلد عن زكريا بن يحيى
الأنصاري ولم أعرفهما، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. وعن جهم بن أوس
قال سمعت عبد الله بن أبي مريم ومر به عبد الله بن رستم في موكبه فقال لابن أبي مريم
إني لأشتهي مجالستك وحديثك فلما مضى قال ابن أبي مريم سمعت أبا هريرة رضي الله عنه
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغبطوا فاجرا بنعمة إنك لا تدري ما هو
لاق بعد موته إن له عند الله قاتلا لا يموت. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله عبدا كانت لأخيه
عنده مظلمة في نفس أو مال فأتاه فاستحله قبل يوم القيامة فإنه ليس ثم دينار ولا درهم
إنما هي الحسنات قيل يا رسول الله فإن لم يكن له حسنات قال أخذ من سيئاته فطرح
على سيئاته. رواه الطبراني في الأوسط وفيه هاشم بن عيسى اليزني ولم أعرفه،
وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
(باب فيمن ستره الله في الدنيا)
عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ستر الله على عبد في الدنيا فيعيره به يوم
القيامة. رواه الطبراني في الصغير وفيه عمر بن سعيد الأبح وهو ضعيف.
(باب فيمن يتكلف الله تعالى عنهم لغرمائهم)
عن أم هانئ بنت أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تبارك وتعالى
يجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد ثم ينادى مناد من تحت العرش يا أهل التوحيد
355

إن الله عز وجل قد عفا عنكم فيقوم الناس فيتعلق بعضهم ببعض في ظلامات ثم ينادى مناد
يا أهل التوحيد ليعف بعضكم عن بعض وعلى التواب. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
أبو عاصم الربيع بن إسماعيل منكر الحديث قاله أبو حاتم. وعن أنس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى الخلائق يوم القيامة فأدخل أهل الجنة وأهل النار النار
نادى مناد يا أهل الجمع تناركوا المظالم بينكم وثوابكم على. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه الحكم بن سنان أبو عون (1) قال أبو حاتم عنده وهم كثير وليس بالقوى
ومحله الصدق يكتب حديثه وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات. وقد تقدم حديث في
فضل العلم ان الله سبحانه وتعالى يقول لهم إني لم أضع على فيكم وأنا أريد أن أعذبكم
اذهبوا فقد غفرت لكم، وحديث في الدين فيمن يقترض ويتلف ماله فان الله يؤدى عنه.
(باب ليس أحد ينجيه عمله)
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة أحد إلا برحمة
الله قالوا ولا أنت قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله وقال بيده فوق رأسه. رواه أحمد
وإسناده حسن. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لن ينجي أحدا منكم
عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة فسددوا
وقاربوا واغدوا وروحوا وشئ من الدلجة والقصد القصد تبلغوا قلت هو في الصحيح
باختصار رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعنه أيضا قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لن ينجي أحدا عمله قالوا ولا أنت وعيسى بما جنى هذين لأوبقنا وأشار
بالسبابة والوسطى قلت هو في الصحيح غير من قوله ولو يؤاخذاني رواه البزاز
والطبراني في الأوسط إلا أنه قال ولو يؤاخذاني بما جنى هؤلاء لأوبقني، وشيخ
البزاز أبو بكر لم أعرفه وكأنه وراق ابن أبي الدنيا فإنه روى عن محمد بن عبد الملك
ابن زنجويه، وشيخ الطبراني إبراهيم بن معاوية بن ذكوان بن أبي سفيان القيصراني
لم أجد من ترجمه، وبقية رجالهما رجال الصحيح غير محمد بن عبد الملك بن زنجويه
وهو ثقة. وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لن ينجي أحدا منكم

(1) في نسخة " عوف " بالفاء، وفى الخلاصة " ابن عون " وكلاهما خطأ، والتصويب
من الميزان ونسخة أخرى.
356

عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة. رواه
البزاز والطبراني في الأوسط والكبير إلا أنه قال في الكبير ما منكم من أحد يدخله
عمله الجنة فقال بعض القوم ولا أنت فذكره، وفى أسانيدهم أشعث بن سوار وقد
وثق على ضعفه، وبقية رجالهم ثقات. وعن شريك بن طريف قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة أحد منكم بعمل قالوا ولا أنت يا رسول الله ولا أنا إلا
أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل. رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال
الصحيح. وعن أسامة بن شريك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
ما من أحد يدخل الجنة بعمله قلنا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني
الله عز وجل برحمة منه ووضع يده على رأسه. رواه الطبراني وفيه المفضل بن صالح
الأسدي وهو ضعيف. وعن أسد بن كرز قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا أسد بن كرز لا تدخل الجنة بعمله قلنا ولا أنت يا رسول الله قال
ولا أنا الا أن يتلاقني الله أو يتغمدني الله منه برحمة. رواه الطبراني وفيه بقية بن
الوليد وهو مدلس وبقية رجاله ثقات. وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
يخرج لابن آدم يوم القيامة ثلاثة دواوين ديوان فيه العمل الصالح وديوان فيه ذنوبه
وديوان فيه النعم من الله عليه فيقول الله لأصغر نعمة أحسبه قال في ديوان النعم
خذي ثمنك من عمله الصالح فتستوعب عمله الصالح ثم تنحى وتقول وعزتك ما استوفيت وتبقى
الذنوب والنعم وقد ذهب العمل الصالح كله فإذا أراد الله أن يرحم عبدا قال
يا عبد قد ضاعفت حسناتك وتجاوزت عن سيئاتك أحسبه قال ووهبت لك نعمى.
رواه البزار وفيه صالح المري وهو ضعيف. وعن ابن عمر ان رجلا من الحبشة أتى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله فضلتم علينا بالألوان والنبوة أفرأيت إن
آمنت بمثل ما آمنتم به وعملت بمثل ما عملت به إني لكائن معك في الجنة فقال النبي
صلى الله عليه وسلم نعم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله كان له
بها عهد عند الله ومن قال سبحان الله كتب الله له مائة حسنة فقالوا يا رسول الله
كيف نهلك بعد هذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إن الرجل ليجئ
يوم القيامة بعمل لو وضع على جبل لأثقله فتقوم النعمة من نعم الله فتكاد تستنفد
ذلك كله لولا ما يتفضل الله من رحمته ثم نزلت (هل أتى على الناس حين من الدهر
357

لم يكن شيئا مذكورا) إلى قوله (وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا) فقال
الحبشي يا رسول الله وهل ترى عيني في الجنة مثل ما ترى عينك فقال النبي صلى الله عليه وسلم
نعم فبكى الحبشي حتد فاضت نفسه، قال ابن عمر فانا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
يدليه في حفرته. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أيوب بن عتبة وهو ضعيف وفيه
توثيق لين. وعن واثلة بن الأسقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يبعث الله
يوم القيامة عبدا لا ذنب له فيقول الله بأي الامرين أحب إليك أن أجزيك بعملك
أم بنعمتي عندك قال يا رب إنك تعلم أنى لم أعصك قال خذوا عبدي بنعمة من نعمى
ورحمتي. قلت فذكر الحديث وقد تقدم في الحساب.
(باب احتقار العبد عمله يوم القيامة)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في السماوات السبع موضع قدم
ولا شبر ولا كف الا وفيه ملك قائم وملك راكع أو ملك ساجد فإذا كان يوم القيامة
قالوا جميعا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك الا أنا لم نشرك بك شيئا. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه عروة بن مروان قال الدارقطني ليس بقوي في الحديث، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن عتبة بن عبد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن رجلا يخر على
وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في مرضاة الله تعالى لحقره يوم القيامة. رواه
الطبراني وفيه بقية وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. وقد تقدم هذا في كتاب الايمان (1) في حق الله تعالى على العباد.
(باب ما يقول الله تعالى للمؤمنين)
عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئتم أنبأتكم بأول
ما يقول الله عز وجل للمؤمنين يوم القيامة وبأول ما يقولون قالوا نعم قال إن الله عز
وجل يقول للمؤمنين هل أحببتم لقائي فيقولون نعم يا ربنا فيقول لم فيقولون رجونا
رحمتك وعفوك فيقول فقد وجبت لكم رحمتي. رواه الطبراني بسندين أحدهما حسن.
(باب ما جاء في الميزان والصراط الورود)
عن عائشة قالت قلت يا رسول الله هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة قال يا عائشة

(1) في الجزء الأول.
358

أما عند ثلاث فلا أما عند الميزان حتى يثقل أو يخف فلا وأما عند تطاير الكتب
فاما أن يعطى بيمينه أو يعطى بشماله فلا وحين يخرج عنق من النار فينطوي عليهم
ويضغط (1) عليهم ويقول ذلك العنق وكلت بثلاثة وكلت بثلاثة وكلت بمن ادعى مع الله
إلها آخر ووكلت بمن لا يؤمن بيوم الحساب ووكلت بكل جبار عنيد فينطوي عليهم
ويطرحهم في غمرات جهنم ولجهنم جسر أرق من الشعرة وأحد من السيف
عليه كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله والناس عليه كالطرف وكالبرق
فسالم ومخدوش سلم وكور (2) في النار على وجهه - قلت عند أبي داود طرف منه -
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي
بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحمل الناس على الصراط يوم القيامة
فتتقاعد (3) بهم جنبتا الصراط تقادع الفراش في النار فينجي الله تعالى برحمته من يشاء
قال ثم يؤذن للملائكة والنبيين والشهداء أن يشفعون ويخرجون فيشفعون
ويخرجون زاد عفان مرة ويشفعون ويخرجون من كان في قلبه ما يزن ذرة من إيمان.
رواه أحمد رجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني في الصغير والكبير بنحوه، ورواه
عليه وسلم قال شعار أمتي إذا ركبوا على الصراط يا لا إله إلا أنت. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه من وثق على ضعفه وعبدوس بن محمد لم أعرفه. وعن ابن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يدعو الناس بأسمائهم سترا منه
على عباده وأما عند الصراط فان الله عز وجل يعطى كل مؤمن نورا وكل منافق نورا
فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات فقال المنافقون انظروا
نقتبس من نوركم وقال المؤمنون ربنا أتمم لنا نورنا فلا يذكر عند ذلك أحد أحدا.
رواه الطبراني وفيه إسحاق بن بشر أبوا حذيفة وهو متروك. وعن عبد الله بن مسعود
قال يوضع الصراط على سواء جهنم مثل حد السيف الرهف مدحضة مزلة عليه كلاليب
من نار تخطف بها فمسك يهوى فيها ومصروع ومنهم من يمر كالبرق فلا ينشب ذلك

(1) في الأصل (وينغبط).
(2) يقال كوره إذا جمعه وألقاه.
(3) أي تسقطهم فيها بعضهم فوق بعض.
359

أن ينجو ثم كالريح فلا ينشب ذلك أن ينجوهم كجري الفرس ثم كسعي الرجل ثم
كرمل (1) الرجل ثم كمشي الرجل ثم يكون آخرهم إنسانا رجل قد توجبه النار ولقى فيها
شرا حتى يدخله الله الجنة بفضل رحمته فيقال له تمن وسل فيقول أي رب أتهزأ مني
وأنت رب العزة فيقال له تمن وسل حتى إذا انقطعت منه الأماني قال لك ما سألت
ومثله معه، وعن أبي هريرة قال وعشرة أمثاله معه - قلت لابن مسعود وأبي هريرة في
الصحيح أحاديث غير هذا مرفوعة - رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عاصم
وقد وثق. وعن يعلى بن منبه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تقول النار للمؤمنين
يوم القيامة جزيا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي. رواه الطبراني وفيه سليم بن منصور
ابن عمار وهو ضعيف. وعن أبي سمينة قال اختلفنا ههنا في الورود فقال بعضنا لا يدخلها
مؤمن وقال بعضهم يدخلونها جميعا ثم ينجي الله الذين اتقوا فلقيت جابر بن عبد الله فقلت
إنا اختلفنا ههنا في ذلك فقال بعضنا لا يدخلها مؤمن وقال ببعضنا يدخلونها جميعا فأهوى
بأصبعيه إلى أذنيه وقال صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الورود
الدخول لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على
إبراهيم حتى إن للنار أو قال لجهنم ضجيجا من بردهم ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين
- قلت لجابر حديث في الصحيح موقوف غير هذا - رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن أبي
بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عمر الواقدي وهو ضعيف جدا. وعن أبي
أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج وأحمر يخفق
أبوابها. رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو ضعيف.
(باب ما جاء في حوض النبي صلى الله عليه وسلم)
عن أنس بن مالك قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قد أعطيت الكوثر قلت
يا رسول الله وما الكوثر قال نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب لا يشرب
منه أحد فيظمأ ولا يتوضأ منه أحد فيشعث لا يشربه من أخفر ذمتي ولا قتل أهل بيتي
- قلت لأنس حديث في الصحيح في الكوثر غير هذا - رواه الطبراني وفيه حماد بن
يحيى بن المختار وهو مجهول وعطية ضعيف. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه

(1) أي إسراع.
360

وسلم حوضي من كذا إلى كذا فيه من الآنية عدد النجوم أطيب رحيا من المسك وأحلى
من العسل وأبرد من الثلج وأبيض من اللبن من شرب منه شربة لم يظمأ أبدا - قلت هو
في الصحيح باختصار - رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه المسعودي وهو ثقة
ولكنه اختلط، وبقية رجالهما رجال الصحيح. وعن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا معشر الأنصار موعدكم حوضي. رواه البزار ورجاله رجال صنعاء إلى أيلة فيه عدد النجوم آنية وهو أبرد من الثلج وأحلى من العسل وأبيض من
اللبن من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا ومن لم يطعمه لم يرو أبدا رواه الطبراني
في الأوسط وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو متروك. وعن عبد الله بن بريدة قال
شك عبد الله بن زياد في الحوض فأرسل إلى زيد بن أرقم فسأله عن الحوض فحدثه
حديثا مونقا أعجبه فقال سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ولكن
حدثنيه أخي. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. قلت تقدم لزيد بن أرقم حديث في
ذكر الحوض في كتاب العلم في باب من كذب علد رسول الله صلد الله عليه وسلم. وعن يحنش (1)
أن حمزة بن عبد المطلب لما قدم المدينة تزوج خولة بنت قيس بن فهد الأنصارية من بنى
النجار قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور حمزة في بيتها وكانت تحدث عنه أحاديث
قالت فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إنه بلغني عنك تحدث أن لك يوم القيامة
حوضا ما بين كذا إلى كذا قال نعم وأحب الناس عنى ان يروى منه قومك قال فقدمت
إليه برمة فيها بحره أو حريرة فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في البرمة لي أكل
فأحرقت أصابعه فقال حس ثم قال ابن آدم إن أصابه البرد قال حس وإن أصابه الحر
قال حس. رواه أحمد وراه الطبراني باختصار وقال وأحب الناس إلى أو من أحب
الناس إلى أن يرده، وقال فيه فقدمت إليه عصيدة، ورجال أحمد ر جال الصحيح.
وعن خولة بنت حكيم قالت قلت يا رسول الله إن لك حوضا قال نعم وأحب على من يرده
قومك. رواه أحمد والطبراني وقال هكذا رواه أبو خالد الأحمر عن خولة بنت حكيم
وقال الناس عن خولة بنت قيس، ورجالهما رجال الصحيح. وعن عبد الله بن مسعود قال جاء
ابنا ملكية إلى النبي ص لي الله عليه فقالا أمنا كانت تكرم الزوج وتعطف على الولد وتقري

(1) في الأصل خالية من النقط، والتصويب من خلاصة التذهيب.
361

الضيف غير أنها وأدت في الجاهلية قال أنكما في النار فأدبر أو السوء يرى في وجوههما
فأمر بهما فردا أو فرجعا والسرور يرى في وجوههما رجاء أن يكون قد حدث شئ فقال أمي مع أمكما فقال رجل من المنافقين وما يغنى هذا عن أمة ونحن نطأ عقبه فقال
رجل من الأنصار ولم أر رجلا قط أكثر سؤالا منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم
هل وعدك فيها أو فيهما قال فظن أنه من شئ قد سمعه قال ما سألته ربى وما أطمعني
فيه وإني لأقوم المقام المحمود يوم القيامة فقال الأنصاري يا رسول الله وما ذاك المقام
المحمود قال ذلك إذا جئ بكم حفاة عراة غرلا (1) فيكون أول من يكسى إبراهيم
صلى الله عليه وسلم يقول اكسوا خليلي فيؤتى بريطتين (2) بيضاوين فيلبسهما ثم يقعد
مستقبل العر ش ثم أوتى بكسوتي فألبسها فأقوم عن يمينه مقاما لا يقومه أحد
غيري يغبطني فيه الأولون والآخرون قال ويفتح له من الكوثر إلى
الحوض فقال المنافق إنه ما جرى ماء قط إلا على حال أو رضراض قال حاله
المسك ورضراضه التوم (3) قال المنافق لم أسمع كاليوم قلما جرى ماء قط على حال
أو رضراض الا كان له نبت قال الأنصاري يا رسول الله هل له ثمر قال نعم ألوان
الجوهر ماؤه أشد بياضا ن اللبن وأحلى من العسل من شرب منه مشربا لم
يظمأ بعده ومن حرمه لم يروا بعده. رواه أحمد والبزار والطبراني، وفى أسانيدهم
كلهم عثمان بن عمير وهو ضعيف ز وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب فقال يزيد الأخنس
والله ما أولئك في أمتك إلا كالذباب الأصهب في الذبان فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم فان ربي عز وجل قد وعدني سبعين ألفا مع كل الف سبعين ألفا وزادني ثلاث
حثيات قال فما سعة حوضك قال ما بين عدن إلى عمان وأوسع وأوسع يشير بيده قال
فيه مثعبان (4) من ذهب وفضة قال فما حوضك يا نبي الله قال أشد بياضا من اللبن
وأحلى من العسل وأطيب رائحة من المسك من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا ولم
يسود وجهه أبدا - قلت عند الترمذي وابن ماجة بعضه - رواه بن أحمد
الطبراني ورجاله

(1) أي غير مختونين.
(2) الريطة: كل ملاءة ليست بلفقين، وقلت كل ثوب رقيق لين.
(3) الحال: الطين الأسود كالحمأة، وفى رواية (طينة المسك) والرضراض: الحسى الصغار.، والتوم: الدر
(4) واديان.
362

أحمد وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح إلا أنه قال في الطبراني فما شرابه قال شرابه
أبيض من اللبن وأحلى مذاقه من العسل. وعن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى
حمزة بن عبد المطب يوما فلما يجده فسأل امرأته عنه وكانت من بنى النجار ف قالت خرج
بأبي أنت غدا نحوك ف كأنه أخطأك في بعض أزقة بنى النجار أفلا تدخل يا رسول
الله فدخل فقدمت إليه حيسا (1) فأكل منه فقالت يا رسول الله هنيئا لك ومريئا لقد
جئت وأنا أريد أن آتيك فأهنئك وأمرئك أخبرني أبو عمارة أنك أعطيت نهرا في الجنة
يدعى الكوثر قال أجل وعرصته يا قوت ومرجان وزبر جدو لؤلؤ قالت أحب أن تصف
لي حوضك بصفة أسمعها منك قال هو ما بين أيلة وصنعاء فيه أباريق مثل عدد النجوم
وأحب واردها على قومك يا بنت حمد يعنى الأنصار - قلت لعله يا بنت قهد - رواه
الطبراني وفيه حرام بن عثمان وهو متروك. وعن حذيفة بن أسيد الغفاري ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال يا أيها لأناس إني فرط لكم وإنكم واردون الحوض حوضي
عرضه ما بين صنعاء وبصرى وفيه عدد النجوم قدحان من ذهب وفضة وأني سائلكم
حين تريدون على عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما السبب الأكبر كتاب الله
عز وجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا
وعترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني العليم الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا على الحوض.
رواه الطبراني بإسنادين وفيهما زيد بن الحسن الأنماطي وثقة ابن حبان وضعفه أبو
حاتم وبقية رجال أحدهما رجال الصحيح ورجال الاخر كذلك غير نصر بن
عبد الرحمن الوشاء وهو ثقة. وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
الأنبياء يتباهون أيهم أكثر أصحابا من أمته فأرجو أن أكون يومئذ أكثرهم كلهم
واردة وإن كل رجل منهم يومئذ قائم على حوض ملآن معه عصا يدعو من عرف
من أمته ولكل أمة سيما يعرفهم بها نبيهم. رواه الطبراني وفيه مروان بن جعفر
السمري وثقة ابن أبي حاتم وقال الأزدي يتكلمون فيه، وبقية رجاله ثقات. وعن
سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا فرطكم على الحوض من ورد
على وشرب لم يظمأ أبدا ليردن على أقوام أعرفهم بعرفان ثم يحال بيني وبينهم - قلت
هو في الصحيح خلا من قوله ليردن إلى آخره - رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

(1) هو طعام يتخذ من دقيق وتمر وسمن وأقط (لبن جاف).
363

وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لكل فارط وإني فرطكم على الحوض فمن ورد
على الحوض وشرب لم يظمأ ومن لم يظمأ دخل الجنة. رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح غير موسد بن يعقوب الزمعي وقد وثقه غير واحد وفيه ضعف. وعن أبي
سعيد يعنى الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بال رجال
يقولون إن رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينفع قومه بلى والله إن رحمي
موصولة في الدنيا والآخرة وغنى يا أيها الناس فرطكم على الحوض فإذا جئتم قال رجل
يا رسول الله أنا فلان بن فلان وقال آخر أنا فلان بن فلان فأقول فأما النسب فقد عرفته
ولكنكم أحدثتم لبعدي وارتددتم القهقرى. رواه أبوا يعلى ورجاله رجال الصحيح
غير عبد الله بن محمد بن عقيل وقد وثق. وعن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول أنا فرطكم على الحوض فمن ورد أفلح ويجاء بأقوام فيؤخذ بهم ذات الشمال
فأقول أي رب فيقال ما زالوا بعدك مرتدين على أعقابهم. رواه بن أحمد
والطبراني في
الكبير والأوسط بنحوه إلا أنه قال في أوله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا
آخذ بحجزكم (1) اتقوا النار اتقوا الحدود فإذا مت تركتكم وأنا فر طم على الحوض، وذكر
الحديث، والبزار وفى اسناده عندهم ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجالهم ثقات.
وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا على الحوض أنظر من يرد على قال فيؤخذ
أناس من ذوي فأقول يا رب أمتي أمتي قال فيقال وما يدريك ما عملوا بعدك ما برحوا
بعدك يرجعون على أعقابهم قال جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والحوض مسيرة شهر وزواياه
سواء يعنى عرضه مثل طوله وكيزانه مثل نجوم السماء وهو أطيب ريحا من المسك
وأشد بياضا من اللبن من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح، ورواه البزار باختصار وفيه ضعف. وعنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول أنا فرطكم بين أيديكم فإذا لم تروني فانا على الحوض قدر ما بين أيلة إلى مكة
وسيأتي رجال ونساء بقرب وآنية فلا يطمعون شيئا. رواه أحمد مرفوعا وموقوفا
وفى اسناده المرفوع أبن لهيعة ورجال الموقوف رجال الصحيح، ورواه الطبراني في
الأوسط مرفوعا وفيه ابن لهيعة، ورواه باختصار قوله فلا يطعمون منه شيئا برجال
الصحيح، ورواه البزار كذلك. وعن سمرة يعنى ابن جندب قال قال رسول الله

(1) الحجزة: معقد الإزار.
364

صلى الله عليه وسلم يرد على قوم ممن كانوا معي فإذا رفعوا إلى رؤوسهم اختلجوا جوني فلأقولن
أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك. رواه أحمد باسنادين ورجال
أحدهما رجال الصحيح غير علي بن زيد وقد وثق على ضعف فيه ورواه الطبراني بأسانيد
ورجاله كرجال أحمد. وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لألفين ما نوزعت
أحدا منكم على الحوض فأقول أناس من أصحابي فيقال إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك قال
أبو الدرداء يا رسول الله ادع الله أن لا يجعلني منهم قال لست منهم. رواه الطبراني باسنادين
ورجال أحدهما رجال الصحيح عن أبي عبد الله الأشعري وهو ثقة. وعن أبي مسعود
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليرفعن لي رجال من أصحابي حتى إذا رأيتهم اختلجوا دوني فأقول
أصحابي فيقال إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
وإني مكاثر بكم الأمم فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فقال رجل
يا رسول الله ما عرضه قال ما بين أيلة أحسبه قال إلى مكة فيه مكاكي أكثر من العدد
النجوم لا يتناول مؤمن منها فيضعه من يده حتى يتناوله آخر. رواه البزار وفيه
عبيدة بن الأسود قد ضعفه غير واحد وقال ابن حبان في الثقات يعتبر حديثه إذا
بين السماع من ثقة ودونه ثقة، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. وعن الفرزدق
قال قال لي أبو هريرة يا فرزدق إني أراك صغير القدمين فان أمكنك ان يكون لهما
عند الحوض مكان فافعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حوضي ما بين عمان
وأيلة ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل آنيته مثل عدد نجوم السماء من شرب
منه لم يظمأ أبدا، وفى رواية إن لي حوضا يرده على أمتي كما بين صنعاء ويثرب
- قلت لأبي هريرة حديث في الصحيح غير هذا - رواه الطبراني في الأوسط
والفرزدق ضعفه ابن حبان. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إن لي حوضا وأنا فرطكم عليه - رواه الطبراني في الصغير باسناد حسن. وعن العرباض
ابن سارية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتزدحمن هذه الأمة على الحوض ازدحام الإبل وردت
لخمس. رواه الطبراني باسنادين وأحدهما حسن. وعن ابن عمر أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال حوضي كما بين عدن وعمال أبرد من الثلج وأحلى من العسل وأطيب
365

ريحا من المسك أكواب مثل نجوم السماء من شرب منه شربة لما يظمأ بعدها أبدا أول
الناس عليه ورودا صعاليك المهاجرين قال قائل منهم من هم يا رسول الله قال الشعثة
رؤوسهم الشحبة وجوههم الدنسة ثيابهم لا تفتح لهم السدد ولا ينكحون المنعمات
الذين يعطون كل الذي عليهم ولا يأخذون كل الذين لهم - قلت حديث ابن عمر في
الصحيح بغير هذا السياق وهذا على الصواب موافقا لرواية الناس والذي في الصحيح
كما بين جربى وأذرح وهما قريتان إحداهما إلى جنب الأخرى وقال بعض مشايخنا
وهو الشيخ العلامة صلاح الدين العلائي إنه سقط منه وهو كما بينكم وبين جربى وأذرح
وإنه وقع بها سعت هذا منه - رواه أحمد والطبراني من رواية عمرو بن عمر الأحموشي
عن المخارق بن أبي المخارق واسم أبيه عبد الله بن جابر وقد ذكرهما ابن حبان في الثقات
وشيخ أحمد أبو المغيرة من رجال الصحيح. وعن أبي أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال حوضي كما بين عدن وعمان ف يه أكاويب عدد نجوم السماء من شرب منه لم يظمأ
بعده أبدا وإن ممن يرده على من أمتي الشعثة رؤوسهم الدنسة ثيابهم لا ينكحون
المنعمات ولا يحضرون السدد يعنى أبواب السلطان الذين يعطون كل الذي عليهم ولا
يعطون كل الذي لهم. رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. وعن
ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حوضي أذود عنه الناس لأهل
بيتي إني لأضربهم بعصاي هذه حتى ترفض - قلت فذكر الحديث وهو في الصحيح
غير قوله لأهل بيتي - رواه البزار باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح. وعن
بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الحوض فقال ترى فيه أباريق عدد نجوم السماء. رواه
البزاز وقال حديث غريب، قلت وفيه عائذ بن نسير وهو ضعيف. وعن أنس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعطيت أعطيت الكوثر فضربت بيدي فإذا هي مسكة ذفر
وإذا حصاه اللؤلؤ وإذا حفتاه أظنه قال قباب تجرى على الأرض جريا ليس
بمشقوق - قلت لأنس أحاديث في الصحيح في الحوض بغير هذا السياق رواه البزار
ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم حوضي مسيرة شهر زواياه سواء أكوابه عدد نجوم السماء ماؤه أبيض من
الثلج وأحلى من العسل وأجيب من المسك من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها
أبدا. رواه الطبراني ورجاله ر جال الصحيح غير محمد بن عبد الوهاب الحارثي
366

وهو ثقة. وعن أبي برزة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حوضي ما بين
أيلة (1) وصنعاء عرضه كطوله يغت (2) فيه ميزابان من الجنة أحدهما من ورق والاخر من
ذهب وهو أبيض من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج أباريقه كعدد نجوم السماء
من شرب منه لم يضمأ حتى يدخل الجنة - قلت له حديث غير هذا في ذكر الحوض عند أبي
داود - رواه أحمد في أثناء حديث في إماطة الأذى وقتل ابن خطل ورجاله رجال
الصحيح، ورواه الطبراني واللفظ له باسنادين في أحدهما سعيد بن سليمان النشيطي وفى
الأخرى صالح المري وكلاهما ضعيف. وعن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
حوضي ما بين أيلة إلى صنعاء له ميزابان أحدهما من الذهب والاخر من فضة آنيته عدد
نجوم السماء أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وريحه أطيب من المسك من شرب
منه لم يظمأ ابدا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف. وعن أبي
هريرة وجابر بن عبد الله قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب
صاحب حوضي يوم القيامة في ه أكواب كعدد نجوم السماء وسعة حوضي ما بين الجابية
إلى صنعاء. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضعفاء وثقوا.
(باب ما جاء في الشفاعة)
عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك قام من الليل يصلى
فاجتمع رجاله من أصحابه يحرسونه حتى إذا صلى انصرف إليهم فقال لهم لقد
أعطيت الليلة خمسا ما أعطيهن أحد قبلي يعظمون أكلها كانوا يحرقونها وجعلت لي الأرض
مساجد وطهورا أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت وكان من قبلي يعظمون ذلك
إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم والخامسة هي ما هي قيل لي سل فان كل نبي قد سأل
فأخرت مسئلتي إلى يوم القيامة فيه فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله (3). رواه أحمد
ورجاله ثقات. وعن عباده بن الصامت قال فقد النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وكانوا
إذا نزلوا تركوه وسطهم ففزعوا وظنوا أن الله تعالى اختار له أصحابا غيرهم فإذا
هم بخيال النبي ص لي الله عليه وسلم فكبروا حين رأوه فقالوا يا رسول الله أشفقنا أن يكون الله
تبارك وتعالى اختار لك أصحابا غيرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بل أنتم
أصحابي في الدنيا والآخرة ان الله تبارك وتعالى أيقظني فقال يا محمد إني لم أبعث نبيا
ولا رسولا إلا وقد سألني مسألة أعطيته إياها فسل يا محمد تعد فقلت مسئلتي شفاعة

(1) في الأصل (أيلا).
(2) أي يدفق متتابعا.
(3) في الحديث اختصار.
367

لامتي يوم القيامة فقال أبو بكر رحمه الله يا رسول الله وما الشفاعة قال أقول يا رب
شفاعتي التي اختبأت عندك فيقول الرب تبارك وتعالى نعم فيخرج ربى تبارك وتعالى
بقية أمتي من النار فيدخلهم الجنة. رواه بن أحمد
والطبراني ورجال بن أحمد
ثقات على
ضعف في بعضهم. وعن معاذ بن جبل وأبي موسى رضي الله عنهما قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا كان الذي يليه المهاجرون قال فنزلنا منزلا
فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن قال فتعاررت بالليل أنا
ومعاذ فنظرنا فلم نره قال فخرجنا نطلبه إذ سمعنا هزيزا كهزيز الأرحاء إذ
أقبل فلما أقبل نظر فقال ما شأنكم فقالوا انتبهنا فلم نرك حيث كنت خشينا أن يكون
أصابك ش شئ فجئنا نطلبك قال أتاني آت في منامي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي
الجنة أو شفاعة فاخترت لهم الشفاعة فقلنا إنا نسألك بحق الاسلام وبحق الصحبة لما
أدخلتنا في شفاعتك فدعا لهما قال فاجتمع عليه الناس وقالوا مثل مقالتنا وكثر الناس
فقال إني جاعل شفاعتي لمن مات لا يشرك بالله شيئا. رواه أحمد والطبراني بنحوه،
وفى رواية عند أمد فقالا أدع الله يا رسول الله أن يجعلنا في شفاعتك فقال أنتم ومن
مات لا يشرك بالله شيئا في شفاعتي، ورجالها رجال الصحيح غير عاصم بن أبي النجود
وقد وثق وفيه ضعف، ورواه البزار باختصار ولكن أبا المليح وأبا بردة لم يدركا معاذ
ابن جبل. وعن أبي موسى قال عزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فعرس
بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيت في بعض الليل إلى مناخ رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلم أجده فخرجت أطلبه بارزا فإذا رجل من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم يطلب ما أطلب قال فبينا نحن كذلك إذا اتجه إلينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال فقلنا يا رسول الله أنت بأرض حرب ولا نأمن عليك فلولا إذ بدت لك
حاجة قلت لبعض أصحابك فقام معك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى سمعت هزيزا
كهزيز الرحا وحنينا كحنين النحل وأتاني آت من ربى فخيرني بين ان يدخل ثلث أمتي
الجنة وبين الشفاعة فاخترت لهم شفاعتي وعملت أنها أوسع لهم قال فقلنا يا رسول الله
ادع الله ان يجعلنا من أهل شفاعتك فدعا لهما ثم إنهما انتهيا إلى أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأخبراهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فجعلوا يأتونه ويقولون
يا رسول الله ادع الله ان يجعلنا من أهل شفاعتك فيدعوا لهم فلما أضب عليه القوم (1)

(1) يقال أضبوا إذا تكلموا متتابعا وإذا نهضوا في الامر جميعا.
368

وكثروا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها لمن مات وهو يشهد أن لا إله الا
الله. رواه أحمد والطبراني، وفى رواية عنده فسرنا حتى إذا كنا بقريب من الصبح
نزل فاجتمعنا حوله وكذلك كنا نفعل فعقل ناقته ثم جعل خدة على عقالها ثم نام
وتفرقنا فرفعت رأسي فإذا أنا لا أراه في مكانه فذعرني ذلك فقمت فإذا أنا اسمع مثل
هزيز الرحاء من قبل الوادي إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مستبشرا قال قلت يا رسول
الله أين كنت قال كأنه راعك حين لم ترني في مكاني قلت أي والله قد راعني قال
أتاني جبريل عليه السلام آنفا فخيرني بين الشفاعة وبين أن يغفر لنصف أمتي فاخترت
الشفاعة فنهض القوم إليه فقالوا يا رسول الله اشفع لنا قال شفاعتي لكم فلما أكثروا
عليه قال من لقى الله يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة، وأحد أسانيد الطبراني رجاله
ثقات وقد رواه في الصغير بنحوه. وعن مصعب الأسلمي قال انطلق غلام منا فأتى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني سائلك سؤالا قال وما هو قال أسألك أن تجعلني ممن تشفع له
يوم القيامة قال من مرك هذا أو من علمك هذا أو من دلك على هذا قال ما أمرني
به أحد الا نفسي قال فإنك ممن اشفع له يوم القيامة. رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح. وعن عوف بن مالك الأشجعي قال سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرا حتى
إذا كان الليل أرقت عيناي فلم يأتني النوم فقمت فإذا ل يس في العسكر دابة الا واضعة
خدها إلى الأرض وارى وقع كل شئ في نفسي فقلت لاتين رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلا اكلا به الليلة حتى أصبح فخرجت أتخلل الرحال حتى دفعت إلى رحل
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو ليس في رحله فخرجت أتخلل الرحال حتى
خرجت من العسكر فإذا أنا بسواد فتيممت ذ لك السواد فإذا هو أبوا عبيدة بن الجراح
ومعاذ بن جبل فقالا لي ما الذي أخرجك فقلت الذي أخرجكما فإذا نحن بغيطة منا
غير بعيد فمشينا إلى الغيطة فإذا نحن نسمع فيها كدوي النحل وتخفيق الرياح فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ههنا أبو عبيدة بن الجراح قلنا نعم قال ومعاذ بن جبل قلنا نعم
قال وعوف بن مالك قلنا نعم فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نسأله عن شئ ولا يسألنا
عن شئ حتى رجع إلى رحله فقال الا أخيركم بما خيرني ربى آنفا قلنا بلى يا رسول الله قال
خيرني بين أن يدخل ثلثي أمتي الجنة بغير حساب ولا عذاب وبين الشفاعة قلنا يا رسول
الله ما الذي اخترت قال اخترت الشفاعة قلنا جميعا يا رسول الله اجعلنا من أهل شفاعتك
369

قال إن شفاعتي لكل مسلم. وفى رواية عن عوف أيضا قال نزلنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم منزلا فاستيقضت من الليل فإذا أنا لا أرى في العسكر شيئا أطول من مؤخرة
رحل قد لصق كل إنسان وبعيره بالأرض ف قمت أتخلل حتى دفعت إلى مضجع رسول
الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو ليس فيه فوضعت يدي على الفراش فإذا هو بارد فقمت أتخلل الناس
وأقوا إنا لله وإنا إليه راجعوا، ف ذكر نحوه إلا أنه قال خيرني بين ان يدخل نصف أمتي
الجنة، وفى رواية جعل مكان أبى عبيدة أبا موسى - قلت روى الترمذي وابن ماجة
طرفا منه - رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها ثقات. وعن أبي كعب صاحب
الحرير قال سألت النضر بن أنس فقلت حدثني بحديث ينفعني الله عز وجل به فقال
نعم أحدثك بحديث كتب إلينا به من المدينة فقال أنس احفظوا هذا فإنه من كنز
الحديث قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسار ذلك اليوم إلى الليل فلما كان
الليل نزل وعسكر الناس حوله ونام هو وأبو طلحة زوج أم سليم وفلان وفلان أربعة
فتوسد النبي صلى الله عليه وسلم يد راحلته ثم نام ونام الأربعة إلى جنبه فلما ذهب عتمة من الليل
رفعوا رؤوسهم فلم يجدوا النبي صلى الله عليه وسلم عند راحلته فذهبوا يلتمسون رسول
الله صلى الله عليه وسلم فلقوه مقبلا فقالوا جعلنا الله فداك أين كنت فانا قد فزعنا
لك إذ لم نرك قال النبي صلى الله عليه وسلم كنت نائما حيث رأيتم فسمعت في نومي
دويا كدوي الرحا أو هزيز الرحى ففزعت في منامي فوثبت فمضيت فاستقبلني
جبريل عليه السلام فقال يا محمد ان الله بعثني إليك الساعة لأخيرك إما أن يدخل
نصف أمتك الجنة وإما الشفاعة يوم القيامة فاخترت الشفاعة لامتي فقال النفر
الأربعة يا رسول الله اجعلنا ممن تشفع لهم فقال رجبت لكم ثم اقبل النبي
صلى الله عليه وسلم والنفر الأربعة حتى استقبله عشرة فقالوا أين نبينا نبي
الرحلة قال نحدثهم بالذي حدث القوم فقالوا جعلنا الله فداءك اجعلنا ممن تشفع
لهم يوم القيامة فقال وجبت لكم فجاؤوا جميعا إلى عظم الناس فنادوا في الناس هذا
نبينا نبي الرحمة فحدثهم بالذي حدث القوم فنادوا بأجمعهم جعلنا الله فداءك جعلنا الله
ممن تشفع لهم فنادى ثلاثا إني اشهد الله وأشهد من سمع أن شفاعتي لمن يموت لا يشرك
بالله عز وجل شيئا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن قرة بن حبيب ولم
أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الرحمن بن عبى عقيل قال انطلقت في وفد إلى
370

رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيناه فانحنا بالباب وما في الناس أبغض إلينا من رجل نلج عليه
فما خرجنا حتى ما كان في الناس أحب إلينا من رجل دخلنا عليه فقال قائل منا
يا رسول الله الا سألت ربك ملكا كملك سليمان قال فضحك ثم قال فلعل لصاحبكم
عند الله أفضل من ملك سليمان إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة منهم من اتخذ
بها دنياه فأعطيها ومنهم من دعا بها على قومه إذ عصوه فأهلكوا بها وإن الله أعطاني
دعوة فاختبأتها عند ربى شفاعة لامتي يوم القيامة. رواه الطبراني والبزار ورجالهما
ثقات. وعن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل نبي قد أعطى عطية فتنجزها
وإني اختبأت عطيتي شفاعة لامتي. رواه البزار وأبو يعلى وأحمد وإسناده حسن
لكثرة طرقه. وعن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم
يعطهن أحد قبلي جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأخلت لي الغنائم ولم تحل لنبي
كان قبلي ونصرت بالرعب مسيرة شهر على عدوى وبعثت إلى كل احمر وأسود
وأعطيت الشفاعة وهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئا. رواه البزار باسنادين حسنين.
قلت وقد تقدم لهذا الحديث طرق في التيمم وطرق في علامات النبوة (1) في عموم بعثته صلى
الله عليه وسلم. وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ما تعمل أمتي بعدي فاخترت لهم الشفاعة يوم القيامة.
(باب منه في الشفاعة)
عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي
يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم وقال إن الشمس يوم القيامة تدنو حتى يبلغ
العرق نصف الاذن فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم صلى الله عليه وسلم فيقول لست
بصاحب ذاك ثم موسى صلى الله عليه وسلم فيقول كذلك ثم محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع
فيقضى الله بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده
أهل الجمع كلهم - قلت هو في الصحيح باختصار من قوله فيقضى الله بين الخلق إلى آخره -
رواه الطبراني في الأوسط عن مطلب بن شعيب عن عبد الله بن صالح
وكلاهما قد وثق على ضعف فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن
سلمان قال تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين ثم تدنى من جماجم الناس
قال فذكر الحديث قال فيأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون يا نبي الله أنت الذي

(1) في الجزء الثامن.
371

فتح الله بك وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وقد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى
ربك فيقول أنا صاحبكم فيخرج يحوش الناس حتى ينتهى إلى باب الجنة فيأخذ بحلقة
في الباب من ذهب فيقرع الباب فيقول من هذا فيقول محمد فيفتح له حتى يقوم بين
يدي الله عز وجل فيسجد فينادى ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فذلك المقام المحمود.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي نضرة قال سمعت ابن عباس يخطب
على منبر البصرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لم يكن نبي إلا وله دعوة قد
تنجزها في الدنيا وإني اختبأت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة وأنا سيد ولد آدم
ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر بيدي لواء الحمد آدم ومن دونه تحت
لوائي ولا فخر ويطول يوم القيامة على الناس ويشتد حتى يقول بعضهم لبعض انطلقوا
بنا إلى آدم أبى البشر يشفع لنا إلى ربنا فيقضى بيننا فينطلقون إلى آدم فيقولون يا آدم
اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا فيقول آدم لست هناك أخرجت من الجنة بخطيئتي وإنه
لا يهمني اليوم الا نفسي ولكن ائتوا إبراهيم خليلا الرحمن فيأتون إبراهيم عليه السلام
فيقولون يا إبراهيم اشفع لنا إلى ربك فل يق ض بيننا فيقول لست هناكم إني كذبت
في الاسلام ثلاث كذبات - قوله إنس سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقوله للملك
حين مر به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما أراد بهن الا عزة لدين الله - وإنه
لا يهمني اليوم إلا نفسي ولكن ائتوا موسى عبدا اصطفاه الله برسالته وكلمته فيأتون
موسى فيقولون يا موسى اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا فيقول إني لست هناكم إني
قتلت نفسا وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته فيأتون
عيسى فيقولون يا عيسى اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا فيقول إني لست هناكم إني اتخذت
إلها من دون الله وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي أرأيتم لو كان متاع في وعاء مختوم أكان
يقدر على ما فيه حتى يفض الخاتم فيقولون لا فيقول إن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم
النبيين وقد حضر وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني فيقولون يا محمد
اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا فأقول أنا لها حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى فإذا
أراد الله أن يقضى بين خلقه نادى مناد أين أحمد وأمته أين أحمد وأمته فيجيئون فنحن
372

الأولون الآخرون آخر من يبعث وآخر من يحاسب فتفرج لنا الأمم عن طريقنا
فنمضي غرا محجلين من آثار الطهور فتقول الأمم كادت هذه الأمة أن تكون
أنبياء كلها. رواه أبو يعلى وأحمد وفيه علي بن زيد وقد وثق على ضعفه،
وبقية رجالهما رجال الصحيح وزاد أحمد فأتي باب الجنة فآخذ بحلقة الباب
فاقرع فيقال من فأقول محمد فأتي ربي عز وجل على كرسيه أو سريره - شك حماد - فاخر
له ساجدا فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد قبلي ولم يحمده بها أحد بعدي فيقال يا محمد
ارفع ر أسك وسل تعطه واشفع تشفع فأقول أي رب أمتي أمتي فيقول أخرج
من كان في قلبه كذا وكذا - لم يحفظ حماد - ثم أعود فأسجد فأقول ما قلت فيقال ارفع
رأسك وقل نسمع واشفع تشفع فأقول أي رب أمتي أمتي فيقال أخرج من كان في
قلبه كذا وكذا دون الأول ثم أعوذ فأسجد فأقول مثل ذلك فيقال ارفع رأسك
وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول أي رب أمتي فيقال أخرج من كان في
قلبه كذا وكذا دون ذلك. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرع
باب الجنة فيفتح لي باب من ذهب وحلقة من فضة فيستقبلني النور الأكبر فاخر
ساجدا فألقى من الثناء على الله ما لم يلق أحد قبلي فيقال لي ارفع رأسك سل تعطه وقل
تسمع واشفع فأقول أمتي فيقال لك من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان
قال ثم أسجد الثانية قال ثم ألقى مثل ذلك ويقال له مثل ذلك وأقول أمتي فيقال لك
من كان في قلبه مثقال خردل من إيمان ثم أسجد الثالثة فيقال لي مثل ذلك ثم أرفع
رأسي فأقول أمتي ف يقال لك من قال لا إله إلا الله مخلصا - قلت لأنس أحاديث في
الصحيح غير هذا - رواه أبوا يعلى وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف. وعن أنس قال حدثني
نبي الله صلى الله عليه وسلم أنى لقائم انتظر أمتي تعبر الصراط إذ جاء عيسى عليه السلام
قال فقال هذا الأنبياء أتتك يا محمد يسألون أو قال يجتمعون إليك يدعون الله أن
يفرق بين جمع الأمم إلى حيث يشاء لغم ما هم فيه فالخلق ملجمون في العرق فأما
المؤمن فهو عليه كالزكمة وأما الكافر فيتغشاه الموت قال قال عيسى انتظر حتى ارجع
إليك قال ذهب نبي الله صلى الله عليه وسلم فقام تحت العرش فلقى ما لم يلق ملك مصطفى
ولا نبي مرسل فأوحى الله إلى جبريل عليه السلام أن اذهب إلى محمد فقل له ارفع
رأسك سل تعط واشفع تشفع قال فشفعت في أمتي أن اخرج من كل تسعة وتسعين
373

إنسانا واحدا قال فما زلت أتردد على ربي عز وجل فلا أقوم منه مقاما إلا شفعت
حتى أعطاني الله من ذلك أن قال ادخل من أمتك من خلق الله من شهد أن لا إله إلا
الله يوما واحدا مخلصا ومات على ذلك. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي
بكر الصديق قال أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فصلى الغداة فجلس
حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مكث مكانه حتى
صلى الأولى والعصر والمغرب كل ذلك لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة ثم قام إلى
بيته فقال الناس لأبي بكر ألا تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه صنع اليوم
شيئا لم يصنعه قط فسأله فقال نعم عرض على ما هو كائن من أمر الدنيا وأمر
الآخرة فجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد فقطع الناس بذلك حتى انطلقوا إلى آدم
صلى الله عليه وسلم والعرق يكاد يلجمهم قالوا يا آدم أنت أبو البشر وأنت اصطفاك الله عز وجل اشفع لنا إلى ربنا قال لقيت مثل الذي لقيتم انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم إلى نوح إن الله اصطفى
آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين قال فينطلقون إلى نوح صلى الله عليه وسلم
فيقولون اشفع لنا إلى ربنا فأنت اصطفاك الله واستجاب لك في دعائك ولم تدع على
الأرض من الكافرين ديارا فيقول ليس ذاكم عندي انطلقوا إلى إبراهيم صلى الله
عليه وسلم فان الله عز وجل اتخذه خليلا فينطلقون إلى إبراهيم فيقول ليس ذاكم
عندي انطلقوا إلى موسى صل الله عليه وسلم فان الله عز وجل كلمه تكليما فيقول
موسى صلى الله عليه وسلم ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم
فإنه كان يبرئ الأكمة والأبرص ويحيى الموتى فيقول عيسى صلى الله عليه وسلم
ليس ذاكم عندي انطلقوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فليشفع لكم إلى ربكم عز وجل قال فينطلقون
فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم ربه فيخر ساجدا قدر جمعة ويقول عز وجل
ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع قال فيرفع رأسه فإذا نظر إلى ربه عز وجل
خر ساجدا قدر جمعة أخرى فيقول الله عز وجل ارفع رأسك وقل تسمع واشفع
تشفع قال فيذهب ليقع ساجد فيأخذ جبريل صلى الله عليه وسلم بضبعيه فيفتح الله
عز وجل عليه من الدعاء مالا يفتحه على بشر قط يقول رب خلقتني سيد ولد آدم ولا
فخر وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر حتى أنه ليرد على الحوض
أكثر ما بين صنعاء وأيلة ثم يقال ادعوا الصديقين فيشفعون لمن أرادوا قال فإذا فعل
374

الشهداء (1) ذلك يقول الله عز وجل أنا أرحم الراحمين أدخلوا جنتي من لا يشرك بي شيئا قال
فيدخلون الجنة ثم يقول الله عز وجل انظروا في النار هل تلقون أحدا عمل خيرا قط قال
فيجدون في النار رجلا فيقولون هل عملت خيرا قط فيقول لا غير انى كنت أسامح الناس في البيع
فيقول الله عز وجل اسمحوا لعبدي سماحة (2) إلى عبيدي ثم يخرجون من النار رجلا فيقول
له هل عملت خيرا قط فيقول لا غير انى أمرت ولدى إذا أنامت فاحرقوني بالنار ثم اطحنوني
حتى إذا كنت مثل الحكل فاذهبوا بي في البحر فأذروني في الريح فوالله لا يقدر على رب
العالمين أبدا فقال الله عز وجل له لم فعلت ذلك قال من مخافتك قال في قول الله عز وجل
انظر إلى ملك أعظم ملك فان لك مثله وعشرة أمثاله قال فيقول له تسخر بي وأنت
الملك قال وذاك الذي ضحكت منه من الضحى. رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار ورجالهم
ثقات. وعن أبي أيون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم إليهم فقال
لهم إن ربي عز وجل خيرني بين سبعين ألفا يدخلون الجنة عفوا بغير حساب
وبين الخبيئة عنده لامتي فقال له بعض أصحابه يا رسول الله أيخبأ ذلك ربك فدخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج وهو يكبر فقال إن ربى زادني مع كل ألف
سبعين ألفا والخبيئة عنده فقال أبورهم يا أبا أيوب وما تظن خبيئة رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأكله الناس بأفواههم فقالوا ما أنت وخبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال أبو أيوب دعوه أخبركم عن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أظن بل كالمستيقن ان
خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقول رب اشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله مصدقا لسانه قلبه فأدخله الجنة. رواه أحمد
والطبراني وفيه عباد بن ناشزة من بنى سريع ولم أعرفه وابن لهيعة ضعفه الجمهور.
وعن جابر بن عبد الله قال كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم خادم تخدمه يقال لها برة فلقيها
رجل فقال يا برة غطى شعيفاتك (3) فان محمدا لن يغنى عنك من الله شيئا فأخبرت النبي
صلى الله عليه وسلم فخرج يجر رداءه محمرة وجنتاه وكنا معشر الأنصار نعرف غضبه
بجر ردائه وحمرة وجنتيه فأخذنا السلاح ثم أتيناه فقلنا يا رسول الله مرنا بما شئت
فوالذي بعثك بالحق لو أمرتنا بأمهاتنا وآبائنا وأولادنا لأمضينا قولك فيهم فصعد
المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال من أنا قلنا أنت رسول الله فقال نعم ولكن من أنا

(1) لعله سقط ما هو ظاهر المعنى.
(2) أي سماحه
(3) أي ذوائبك وضفائرك.
375

فقلنا أنت محمد بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف قال أنا سيد ولد آدم
ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر وأول داخل الجنة ولا فخر ما بال قوم
يزعمون رحمي لا ينفع ليس كما زعموا إني لأشفع وأشفع حتى إن من أشفع له يشفع فيشفع
حتى إن إبليس ليتطاول في الشفاعة. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا على
ضعف كثير في عبيد بن إسحاق العطار والقاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل.
وعن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جمع الله الأولين والآخرين فقضى
بينهم وفرغ من القضاء بينهم قال المؤمنون قد قضى بيننا فنريد من يشفع لنا إلى ربنا
انطلقوا بنا إلى آدم فإنه أبونا وخلقه الله بيده وكلمه فيأتونه فيكلمونه أن يشفع لهم فيقول
عليكم بنوح فيأتون نوحا فيدلهم على إبراهيم فيأتون إبراهيم فيدلهم على موسى فيأتون
موسى فيدلهم على عيسى ثم يأتون عيسى في قول أدلكم على النبي الأمي فيأتوني فيأذن الله
لي أن أقوم في ثور مجلسي من أطيب ريح شمها أحد حتى آتي ربى تبارك وتعالى فيشفعني
ويجعل لي نورا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي ثم يقول الكفار هذا قد وجد المؤمنون
من شفع لهم فمن يشفع لنا فيقولون ما هو غير إبليس هو الذي أضلنا فيأتونه فيقوم
فيثور مجلسه أنتن ريح شمها أحد ثم يوردهم جهنم ويقول عند ذلك (وقال الشيطان
لما قضى الامر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم). رواه الطبراني وفيه
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل من أهل هذه القبلة النار من لا يحصى عددهم
الا الله ما عصوا الله واجترؤا على معصيته وخالفوا طاعته فيؤذن لي في الشفاعة فأثنى
على الله ساجدا كما أثنى عليه قائما فيقال لي ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع.
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وإسناده حسن. وعن عبادة يعنى ابن الصامت ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسه بيده إني لسيد الناس يوم القيامة بغير
فخر ولا رياء وما من الناس إلا وهو تحت لوائي يوم القيامة ينتظر
الفرج وإن معي لواء الحمد أمشى ويمشي الناس معي حتى آتي باب الجنة فأستفتح فيقال
من هذا فأقول محمد فيقال مرحبا بمحمد صلى الله عليه وسلم فإذا رأيت ربى خررت له ساجدا
شكرا له فيقال ارفع رأسك قل تطاع واشفع تشفع فيخرج من قد أحرم برحمته الله
وشفاعتي. رواه الطبراني وإسحق بن يحيى لم يدرك عبادة. وبقية رجاله ثقات.
376

وعن كعب بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الناس يوم القيامة
فأكون أنا وأمتي على تل يوم القيامة ف يكسوني ربى حلة خضراء ثم يأذن لي فأثنى
عليه بما هو أهله فذلك المقام المحمود. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأحد
إسنادي الكبير رجاله رجال الصحيح. وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا سيد
الناس يوم القيامة يدعوني ربى فأقول لبيك وسعديك والخير في يديك تباركت وتعاليت
لبيك في صانيك والمهدى من هديت عبدك بين يديك لا ملجا ولا منجى منك الا إليك
تباركت وتعاليت. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس،
وبقية رجاله ثقات. وعن حذيفة ثقات. وعن حذيفة قال يجمع الله الناس في صعيد واحد ولا تكلم
نفس فأول من - أحسبه قال - يتكلم محمد صلى الله عليه وسلم فيقول ل بيك وسعديك والخير
في يديك والشر ليس إليك والمهدى من هديت وعبدك بين يديك ومنك واليك
لا ملجا ولا منجى منك الا إليك تباركت وتعاليت سبحانك رب البيت فهذا قوله
(عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا). رواه البزار موقوفا ورجاله رجال الصحيح.
وعن علي بن أبي طالب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اشفع لامتي حتى
يناديني ربى تبارك وتعالى فيقول قد رضيت يا محمد فأقول أي رب قد رضيت. رواه
البزار والطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أحمد بن زياد المداري ولم أعرفه، وبقية
رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. وعن عبد الله بن بسر قال بينما نحن بفناء رسول
الله صلى الله عليه وسلم جلوس إذ خرج علينا مشرق الوجه يتهلل فقمنا في وجهه فقلنا يا رسول الله
سرك الله إنه ليسرنا ما نرى من إشراق وجهك وتطلقه فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إن جبريل عليه السلام أتاني آنفا فبشرني ان الله عز وجل قد أعطاني الشفاعة
فقلنا يا رسول الله أفي بني هاشم خاصة قال لا فقلنا في قريش خاصة قال لا فقلنا في
أمتك قال هي في أمتي للمذنبين المثقلين. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه
عبد الواحد النصري متأخر يروى عن الأوزاعي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الرجل انا لشرار أمتي فقال له
رجل من جلسائه كيف أنت يا رسول الله لخيارهم قال أما شرار أمتي فيدخلهم الله الجنة
بشفاعتي وأما خيارهم فيدخلهم الله الجنة بأعمالهم. رواه الطبراني في الكبير وفيه
جميع بن ثوب الرجبي (وهو بفتح الجيم وكسر الميم على المشهور وقيل بالتصغير) قال
377

فيه البخاري منكر الحديث، وقال النسائي متروك الحديث، وقال ابن عدي
رواياته تدل على أنه ضعيف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ذات يوم شفاعتي لأهل الكبائر
من أمتي قال ابن عباس السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب والمقتصد يدخل
الجنة برحمة الله والظالم لنفسه وأهل الأعراف يدخلون الجنة ب شفاعة محمد صلى الله
عليه وسلم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار عنه وفيه موسى بن عبد الرحمن
الصنعاني وهو وضاع. وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خيرت
بين الشفاعة أو يدخل نصف أمتي الجنة فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفأ ترونها
للمتقين لا ولكنها للمتلوثين الخطائين قال زياد أما انها نحن ولكن هكذا حدثنا الذي
حدثنا. رواه أحمد والطبراني الا أنه قال اما انها لست للمؤمنين المتقين ولكنها للمذنبين
الخطائين المتلوثين، ورجال الطبراني رجال الصحيح غير النعمان بن قراد وهو ثقة.
وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي.
رواه البزار والطبراني في الصغير والأوسط، وفى رواية فيهما إنما جعلت الشفاعة
لأهل الكبائر من أمتي، وفيه الخزرج بن عثمان وقد وثقه ابن حبان وضعفه غير واحد،
وبقية رجال البزار رجال الصحيح،. وعن ابن عباس قال كنا نمسك عن الاستغفار لأهل
الكبائر حتى سمعنا نبينا صلى الله عليه وسلم يقول إني ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر
من أمتي يوم القيامة فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا ورجونا لهم. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه حرب بن سريج وقد وثقه غير واحد وفيه ضعف، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعملي ولا
تتكلي فان شفاعتي للهالكين من أمتي. رواه الطبراني وفيه عمر بن محرم وهو
ضعيف. وعن بريدة قال دخلت على معاوية فإذا رجل يتكلم فقال بريدة يا معاوية
أتأذن لي في الكلام قال نعم وهو يرى أنه يتكلم بمثل ما قال الآخر ف ى قال بريدة
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لأرجو ان اشفع يوم القيامة عدد
ما في الأرض من شجرة ومدرة ف قال فترجوها أنت يا معاوية ولا يرجوها علي رضي الله عنه
. رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف كثير في أبى إسرائيل الملائي. وعن بريدة
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أكثير الحجر والشجر ثلاث مرات قلنا
378

نعم قال والذي نفسه بيده لشفاعتي أكثر من الحجر والشجر. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه سهلا بن عبد الله بن بريدة وهو ضعيف. وعن أنيس الأنصاري قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لأشفع يوم القيامة في كل شئ مما على
وجه الأرض من حجر ومدر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن عمرو
صاحب علي بن المديني ويعرف بالقلوري ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا على ضعف
في بعضهم. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني آتي جهنم فأضرب بابها
فيفتح لي فأدخلها فأحمد الله محامده ما أحد قبلي مثلها ولا يحمده أحد بعدي ثم أخرج
منها من قال لا إله إلا الله مخلصا فيقوم إلى أناس من قريش فينتسبون لي فأعرف
نسبهم ولا أعرف وجوههم وأتركهم في النار. رواه الطبراني في الأوسط عن
شيخه علي بن سعيد الرازي وفيه لين وفيه من لم أعرفه. وعن جابر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتقد أهل الجنة ناسا كانوا يعرفونهم في الدنيا فيأتون
الأنبياء فيذكرونهم فيشفعون فيهم فيشفعون يقال له الطلقاء وكلهم طلقاء يصب عليهم ماء الحياة. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخلن الجنة قوم من المسلمين قد عذبوا في النار برحمة الله وشفاعة
الشافعين. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن المغيرة بن شعبة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يخرج القوم من النار في سمون في الجنة الجهنميين فيدون الله أن يحول عنهم ذلك الاسم فيمحوه الله عنهم فإذا خرجوا من النار نبتوا كما ينبت الريش.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن إسحاق وهو ضعيف. وعن جابر بن
عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ناسا من أمتي يعذبون بذنوبهم فيكونون
في النار ما شاء الله أ يكونوا ثم يعيرهم أهل الشرك فيقولون ما نرى ما كنتم فيه
من تصديقكم وإيمانكم نفعكم فلا يبقى موحد إلا أخرجه الله ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
(ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) - قلت لجابر أحاديث في الصحيح بغير هذا
السياق - رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير بسام الصير في وهو
ثقة. وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن ناسا من أهل لا إله إلا الله
يدخلون النار بذنوبهم فيقول لهم أهل اللات والعزى ما أغنى عنكم قولكم
لا إله إلا الله وأنتم معنا في النار فيغضب الله لهم فيخرجهم فيقذف بهم في نهر الحياة
379

فيبزءون من حرقهم كما القمر من كسوفه فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة
الجهنميين فقال رجل يا أنس سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أنس
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب على متعمدا ليتبوأ مقعده من النار أنا
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
من لم أعرفهم. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل أخرجوا من النار
من كان في قلبه مثقال حبة من شعيرة من إيمان ثم يقول أخرجوا من النار من كان في
قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ثم يقول وعزتي لا أجعل من آمن بي ساعة من نهار
أو ليل كمن لم يؤمن بي - قلت له أحاديث في الصحيح في الشفاعة باختصار عن هذه - رواه
الطبراني في الصغير وفيه طريف بن شهار وهو متروك. وعن عبد الله بن مسعود قال لا تزال
الشفاعة بالناس وهم يخرجون من النار حتى إن إبليس الا بالس ليتطاول لها رجاء
أن تصيبه. رواه الطبراني موقوفا وفيه كثير بن يحيى صاحب البصري وهو ضعيف.
وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوضع للأنبياء منابر من
نور يجلسون عليها ويبقى منبري لا أجلس عليه أولا اقعد عليه قائم بين يدي ربى مخافة
ان يبعث بي إلى الجنة وتبقى أمتي بعدي فأقول يا رب أمتي أمتي فيقول الله عز وجل
يا محمد ما تريد أن أصنع بأمتك قال يا رب تجعل حسابهم فيدعى بهم فيحاسبون فمنهم من يدخل
الجنة برحمته ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي فما أزال أشفع حتى أعطى صكاكا برجال قد
بعث بهم إلى النار حتى أن مالكا خازن النار ليقول يا محمد ما تركت لغضب ربك في
أمتك من نقمة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه محمد بن ثابت البناني وهو
ضعيف. وعن حذيفة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج الله قوما منتنين قد محشتهم (1)
النار بشفاعة الشافعين فيدخلون الجنة فيسمعون الجهنميين أو الجهنميون. رواه أحمد
من طريقين ورجالهما رجال الصحيح، قلت وتأتي أحاديث في رحمة الله تعالى من نحو هذا.
(باب في أول من يشفع لهم)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من أشفع له من أمتي أهل
بيتي ثم الأقرب فالا قرب من قريش والأنصار ثم من بي واتبعني من أهل
اليمن ثم من سائر العرب ثم الأعاجم وأول من أشفع له أولو الفضل. رواه

(1) أي أحرقتهم.
380

الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن عبد الملك بن عباد بن جعفر أنه سمع رسول الله
صلى الله يقول أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة وأهل مكة وأهل الطائف. رواه
البزار والطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
(باب شفاعة أبينا آدم عليه الصلاة والسلام)
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يشفع الله تبارك وتعالى
آدم يوم القيامة من جميع ذريته في مائة ألف وعشرة آلاف ألف. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف. وعن خرشة بن الحر قال قدمت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام فقال الا أحدثك حديثا هو في كتاب الله فذكر قوما يخرجون
من النار فيقول يا رب حرقت بنى فيخرجون منها. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(باب فيمن يشفع من الأنبياء وغيرهم)
عن عثمان يعنى ابن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أول من يشفع يوم القيامة الأنبياء
ثم الشهداء ثم المؤذنون - قلت رواه ابن ماجة باختصار المؤذنين - رواه البزار وفيه عنبسة بن عبد الرحمن الأموي وهو مجمع على ضعفه.
(باب شفاعة الأعمال)
عن عبد الله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصيام والقرآن
يشفعان في العبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه
ويقول القرآن منعه النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان. رواه أحمد وإسناده حسن
على شعف في ابن لهيعة وقد وثق.
(باب شفاعة الصالحين)
عن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليدخلن لجنة بشفاعة رجل
ليس بنبي مثل الحيين ربيعة ومضر فقال رجل يا رسول الله أو ما ربيعة من مضر قال
ليس أقول ما أقول. رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجال أحمد وأحمد أسانيد الطبراني
رجالهم رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ميسرة وهو ثق ة. وعن أبي برزة قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من أمتي لمن يشفع لأكثر من ربيعة
ومضر وإن من أمتي لمن يعظم للنار حتى يكون ركنا من أركانها. رواه بن أحمد
ورجاله
ثقات. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة بشفاعة رجل
381

من أمتي أكثر من عدد مضر ويشفع الرجل في أهل بيته ويشفع على قدر عمله. رواه الطبراني
ورجاله رجال الصحيح غير أبى غالب وقد وثقه واحد وفيه ضعف. وعن انس أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال يعرض أهل النار يوم القيامة صفوفا فيمر بهم المؤمنون فيرى
الرجل من أهل النار الرجل من المؤمنين قد عرفه في الدنيا فيقول يا فلان أما تذكر
يوم استغثتني في حاجة كذا وكذا قال فيذكر ذلك المؤمن فيعرفه فيشفع له إلى ربه
فيشفعه فيه. رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو
كذاب. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليشفع
للرجلين والثلاثة. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال سلك رجلان مفازة أحدهما عابد والاخر بن رهق فعطش
العابد حتى سقط فجعل صاحبه ينظر إليه وهو صريع فقال والله لئن مات هذا العبد
الصالح عطشا ومعي ماء لا أصيب من الله خيرا وإن سقيته مائي لأموتن فتوكل على
الله وعزم ورش عليه من مائه وسقاه من فضله قال فقام حتى قطع المفازة قال فيوقف
الذي به رهق يوم القيامة للحساب فيؤمر به إلى النار فتسوقه الملائكة فيرى العابد
فيقول يا فلان أما تعرفني قال فيقول من أنت قال أنا فلان الذي آثرتك على نفسي
يوما المفازة قال فيقول بلى أعرفك قال فيقول للملائكة قفوا ويجئ حتى يقف
ويدعو ربه فيقول يا رب قد تعرف يده عندي وكيف آثرني على نفسه يا رب هبه لي قال
فيقول هو لك ويأخذ بيده فيدخله الجنة. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير
أنى ظلال القسملي قد وثقه ابن حبان وغير وضعفة غير واحدة. وعن أنس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل من أهل الجنة ليشرف (1) على أهل النار
فيناديه رجل من أهل النار يا فلان أما تعرفني قال لا والله ما أعرفك من أنت ويحك
قال انا الذي مررت بك في الدنيا فاستسقيتني فسقيتك فاشفع لي بها عند ربك قال
فدخل ذلك الرجل على ربه في دوره فقال يا رب إني أشرفت على النار فقام رجل من
أهل النار فنادى يا فلان أما تعرفني فقلت لا والله لا أعرفك ومن أنت قال أنا الذي
مررت بي في الدنيا فاستسقيتني فسقيتك فاشفع لي بها عند ربك فشفعني يا رب فيه قال فشفعه
الله فيه وأخرجه من النار. رواه أبا يعلى وفيه أبو علي بن أبي سارة وهو متروك.

(1) أي يطلع وينظر.
382

(باب شفاعة الوالدان)
عن شرحبيل بن شفعة (1) عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع النبي
صلى الله عليه وسلم يقول للولدان يوم القيامة ادخلوا الجنة فيقولون يا ربنا يدخل
آباؤنا وأمهاتنا قال فيقول الله عز وجل ما لي أراهم محبنطئين (2) ادخلوا الجنة قال فيقولون يا رب آباؤنا قال فيقول أدخلوا الجنة أنتم وآباؤكم. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح غير شر حبيل وهو ثقة. قلت وقد تقدمت أحاديث في الأولاد ووفاتهم وفيمن أحسبهم في كتاب الجنائز، وتربية الأولاد والأيتام في كتاب البر والصلة (3).
(باب ما جاء في رحمة الله تعالى)
عن انس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم ونفر من أصحابه وصبي في
الطريق فلما رأت أم الصبي القوم خشيت على ولدها أن يوطأ فأقبلت تسعى وتقول
ابني ابني وسعت فأخذته فقال القوم يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في
النار قال فخفضهم (4) النبي صلى الله عليه وسلم وقال ولا والله ما يلقى حبيبه في النار.
رواه أحمد والبزار بنحوه، وأبو يعلى ورجالهم رجال الصحيح. وعن عمر بن الخطاب
أنه قال قدم سبى على رسول الله صلى الله عليه وسلم - قلت فذكر الحديث إلى أن قال
وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بعض مغازيه فبينما هم يسيرون إذ
أخذوا فرخ طير فأقبل أحد أبويه حتى سقط في أيدي الذي أخذه فقال ر سول الله
صلى الله عليه وسلم الا تعجبون لهذا الطير أخذ فرخه فأقبل حتى سقط في أيديهم والله لله أرحم
بخلقه من هذا الطير بفرخه. رواه البزار من طريقين ورجال أحدهما رجال الصحيح.
وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يكون قوم في النار ما شاء
الله أن يكونون ثم يرحمهم الله الله ف يخرجهم منها فيكونون في أدنى الجنة فيغتسلون في
نهر يقال له الحيوان يسميهم أهل الجنة الجهنميين لو ضاف أحدهم أهل الجنة لعرسهم
وأطعمهم وسقاهم ولحفهم ولا أظنه الا قال وزوجهم لا ينقصه ذلك شيئا. رواه
أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط.
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتمجدن الله يوم القيامة على أناس لم

(1) بضم المعجمة واسكان الفاء.
(2) المحبنطئ: المتغضب المستبطئ للشئ، وقيل هو الممتنع امتناع طلبة لا امتناع إباء.
(3) في الجزء الثالث والثامن.
(4) أي سكنهم وهون عليهم الامر.
383

يعملوا خيرا قط فيخرجهم من النار بعد ما احترقوا فيدخلهم الجنة برحمته بعد شفاعة
من يشفع. رواه بن أحمد
وفيه صالح مولى التوأمة وهو ضعيف. وعن المغير بن شعبة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة فيسمون
الجهنميون في الجنة فيدعون الله تعالى أن يحول عنهم ذلك الاسم فيمحوه الله عنهم
فإذا خرجوا من النار قال فذكر الحديث. رواه بن أحمد
والطبراني وفيه عبد الرحمن
ابن إسحاق الكوفي وهو ضعيف. وعن فضالة بن عبيد وعبادة بن الصامت انهما حدثا
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة وفرغ الله تعالى من قضاء
الخلق فيبقى رجلان فيؤمر بهما إلى النار فيلتفت أحدهما فيقول الجبار ردوه فيردونه
فيقول له لم التفت قال كنت أرجو ان تدخلني الجنة قال فيؤمر به إلى الجنة فيقول
لقد أعطاني الله عز وجل حتى إني لو أطعمت أهل الجنة ما نقص ذلك مما عندي شيئا قال فكان رسول الله صلى الله إذا ذكره يرى السرور في وجهه. رواه أحمد
ورجاله وثقوا على شعف في بعضهم. قلت وتأتي أحاديث في أدنى أهل الجنة منزلة.
وعن أبي سعيد وأبى سعيد وأبي هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر من يخرج من النار رجلان يقول الله لأحدهما يا ابن آدم ما أعددت لهذا اليوم هل عملت خيرا
قط أو رجوتني فيقول لا يا رب فيؤمن به إلى النار وهو اشهد أهل النار حسرة ويقول
للآخر هل عملت خيرا قط أو رجوتني في قول نعم يا رب كنت أرجو إن أخرجتني ان لا تعيدني فيها وهو آخر من يدخل الجنة. رواه بن أحمد
والبزار وزاد هل خفتني،
ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو حسن الحديث. وعن أنس بن مالك
عن النبي صلى الله عليه وسلم ان عبدا لينادي في النار الف سنة يا حنان
يا منان قال فيقول الله لجبريل عليه السلام اذهب فأتيني بعبدي هذا فينطلق جبريل
فيحد أهل النار منكبين ى بكون فيرجع إلى ربه عز وجل فيخبره فيقول ائتني به فإنه
في مكان كذا وكذا فيجئ به فيقفه على ربه عز وجل فيقول يا عبدي كيف وجدت
مكانك ومقيلك فيقول يا رب شر مكان وشر مقيل فيقول ردوا عبدي فيقول يا رب
ما كنت أرجو إذا أخرجتني منها ان تعيدني فيها فيقول دعوا عبدي. رواه بن أحمد
وأبوا
يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير أبى ظلال وضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان.
وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تعلمون قد رحمة
384

الله لاتكلتم أحسبه قال عليها. رواه البزار واسناده حسن. عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل خلق مائة رحمة ورحمة منها قسمها بين
الخلائق وتسعة وتسعين إلى يوم القيامة. رواه الطبراني والبزار وإسنادهما حسن.
قلت وقد تقدمت أحاديث في سعة رحمة الله تعالى في كتاب التوبة. وعن الحسن يعنى
البصري قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لله مائة رحمة وانه قسم
رحمة واحدة بين أهل الأرض فوسعتهم إلى آجالهم ودخر عنده تسعة وتسعين
لأوليائه يوم القيامة. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل ذلك.
رواه والذي قبله أحمد ورجال الجميع رجال الصحيح. وروى عن جلاس (1) وعن محمد
ابن سيرين قال مثله ورجاله رجال الصحيح. وعن معاوية بن حيدة عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل خلق مائة رحمة فرحمة بين خلقه يتراحمون بها
وادخر لأوليائه تسعة وتسعين رواه الطبراني وفيه مخيسر بن تميم وهو مجهول،
وبقية رجاله ثقات. وعن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قسم ربنا رحمته مائة جزء فأنزل منها جزءا في الأرض فهو الذي يتراحم به الناس
والطير والبهائم وبقيت عنده مائة رحمة الا رحمة واحدة لعباده يوم القيامة. رواه الطبراني
وأسحق بن يحيى لم يدرك عبادة وبقية رجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن يحيى.
(كتاب صفة النار)
بسم الله الرحمن الرحيم
(باب)
عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل ما لي لا أرى
ميكائيل ضاحكا قط قال ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار. رواه أحمد من رواية
إسماعيل بن عياش عن المدنيين وهي ضعفة، وبقية رجاله ثقات. قلت ويأتي حديث

(1) في الأصل (حلاس) بالحاء، والتصويب من الإصابة
385

أبي سعيد في بعد قعرها. وعن يعلى بن أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال البحر هو
جهنم، قالوا ليعلى قال ألا ترون الله عز وجل يقول (نارا أحاط بهم سرادقها) قال
لا والذي نفسه يعلى بيده لا أدخلها ابدا حتى أعرض على الله عز وجل ولا يصيبني
منها قطرة حتى ألقى الله عز وجل. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن يزيد بن أبي سورة
قال رأيت عبادة بن الصامت وهو على حائط المسجد المشرف على وادي جهنم واضعا
صدره عليه وهو يبكى فقلت أبا الوليد ما يبكيك فقال هذا المكان الذي أخبرنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى فيه جهنم. رواه الطبراني ويزيد لم أعرفه وفيه ضعفاء
قد وثقوا وعن عقبة بن عامر الجهني قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأطال بنا القيام وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى خفف في قيامه وفى ذلك نسمع منه
يقول يا رب وأنا فيه ثم أهوى بيده ليتناول شيئا ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركع ثم
أسرع بعد ذلك فلما سلم جلس وجلسنا حوله فقال قد علمت أنه قد رابك طول قيامي
قلنا اجل سمعناك تقول يا رب وأنا فيهم قال والذي نفسي بيده ما وعدتم في الآخرة
من شئ الا وقد عرض على حتى النار فاقبل على منها حتى حاذى بمكاني فخفت ان تغشاكم
فقلت يا رب وأنا فيهم فصرفنا الله عنكم فأقبلت قطعا كأنها الزرابي وأشرفت فيها
إشرافه فإذا فيها عمرو بن حرثان أخو بنى غفار منكبا على قوسه في جهنم وإذا فيها
الحميرية صاحبة القط الذي ربطته فلم تطعمه ولم تسقه ولم تسرحه يبتغى ما يأكل حتى
مات على ذلك. رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له وفى الكبير طرف منه وفيه
ابن لهيعة وهو ضعيف وقد وثق وكذلك بكر بن سهل، وبقية رجاله وثقوا. وعن
عمر ان جبريل عليه السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حزينا لا يرفع رأسه فقال له رسول الله صلى الله عليه ما لي أراك يا جبريل حزينا فقال إني رأيت لفحة من
روحي فلم ترجع إلى بعد. رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن خلف وهو
ضعيف. وعن عمر بن الخطاب قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حين
غير حينه الذي كان يأتيه فيه فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جبريل
ما لي أراك متغير اللون فقال ما جئتك حتى أمر الله عز وجل بمفاتيح النار فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل صف لي النار وانعت لي جهنم فقال جبريل ان الله
تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ثم أمر بها فأوقد عليها
386

الف عام حتى احمرت ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة
لا يضئ شررها ولا يطفأ لهبها والذي بعثك بالحق لو أن قدر ثقب أبرة فتح من
جهنم لمات من في الأرض كلهم جميعا من حره والذي بعثك بالحق لو أن خازنا من
خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه
ومن نتن ريحه والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلقة سلسلة أهل النار التي نعت
الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لا رفضت وما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض
السفلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبي يا جبريل لا ينصدع قلبي فأموت
قال فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل وهو يبكى فقال تبكي يا جبريل
وأنت من الله بالمكان الذي أنت به فقال وما لي لا أبكى أنا أحق بالبكاء لعلى أبتلى
بما ابتلى به إبليس فقد كان من الملائكة وما أدرى لعلى ابتلى بمثل ما ابتلى هاروت وماروت قال فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى جبريل عليه السلام فما زالا
يبكيان حتى نوديا أن يا جبريل ويا محمد إن الله عز وجل قد أمنكما ان تعصيا فارتفع
جبريل عليه السلام وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من الأنصار
يضحكون ويلعبون ف قال أتضحكون ووراءكم جهنم لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا
ولبكيتم كثيرا ولما أسغتم الطعام والشراب ولخرجتم إلى الصعدات (1) تجأرون إلى الله
عز وجل فنودي يا محمد لا تقنط عبادي إنما بعثتك ميسرا ولم أبثك معسرا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سلام الطويل
وهو مجمع على ضعفه. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لو أن غربا من جهنم جعل وسط الأرض لأذى نتن ريحه وشدة حره ما بين المشرق
والمغرب ولو أن شرره من شرر جهنم بالمشرق لوجد حرها بالمغرب. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه تمام بن نجيح وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله أحسن حالا
من تمام. وعن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذه النار جزء من مائة جزء من جهنم. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أتدرون مثل ناركم هذه من نار جهنم لهي أشد من دخان ناركم هذه
بسبعين ضعفا. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس عن

(1) الصعدات: الطرق، وقيل هي جمع صعدة وهي فناء باب الدار وممر الناس بين يديه.
387

النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر نار جهنم فقال إنها لجزء من سبعين جزءا من نار
جهنم وما وصلت إليكم حتى أحسبه قال نضحت مرتين بالماء لتضئ لكم ونار جهنم
سوداء مظلمة. رواه البزار ورجاله ضعفاء على توثيق لين فيهم. وعن عبد الله بن
مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسم قال الرؤيا الصالحة بشرى وهي جزء من
سبعين جزءا من النبوة وإن ناركم يعنى هذه جزء من سبعين جزءا من سموم جهنم
وما دام العبد ينتظر الصلاة فهو في صلاة ما لم يحدث. رواه البزار وفيه عبيد
ابن إسحاق وهو متروك ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي
سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فأبردوا عن الصلاة يعنى في شدة الحر وشكت
النار إلى ربها فقالت يا رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين في كل عام فنفسها في
الشتاء الزمهرير ونفسها في السيف السموم - قلت هو في الصحيح وغير باختصار شكاية
النار - رواه البزار وفيه عطية وقد وثق على ضعفه. وعن أنس بن مالك عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال اشتكت النار إلى ربها قالت رب أكل بعضي بعضا فجعل لها نفسين
نفس في الشتاء ونفس في الصيف فشدة ما تجدون من الحر من حرها وشدة ما تجدون
من البرد من زمهريرها. رواه أبو يعلى وفيه زياد النميري وهو ضعيف عند الجمهور.
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن جهنم قالت يا رب أئذن لي في
نفس فإني أخشى أن أقبض على خلقك فأذن لها بنفسين في كل سنة مرتين فشدة الحر من
فيحها وشدة البرد من زمهريرها. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله
ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجاء بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام مع كل
زمان سبعون ألف ملك يجرونها. رواه الطبراني ورجاله ر جال الصحيح غير حفص
ابن عمر بن الصباح وقد وثقه ابن حبان. وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لو أن مقصعا من حديد وضع في الأرض فأجتمع له الثقلان ما أقلوه من الأرض.
رواه أحمد وأبوا يعلى وفيه ضعفاء وثقوا. وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لو ضرب الجبل بمقمع من حديد لتفتت ثم عاد. رواه أحمد وأبو يعلى في حديث طويل
ويأتي إن شاء الله وفيه ابن لهيعة وقد وثق على ضعفه. وعن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم تعوذوا بالله من جب الحزن قالوا يا رسول الله وما
جب الحزن قال واد في جهنم إن جهنم لتعوذ بالله من شر ذلك الوادي في كل يوم أربعمائة
388

مرة يلقى فيه الغرارون قيل يا رسول الله وما الغرارون قال المراءون بأعمالهم في الدنيا.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن الفضل بمن عطية وهو مجمع على ضعفه.
(باب تلقى النار أهلها)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن جهنم لما سيق إليها أهلها تلقتهم فلفحتهم
لفحة فلم تدع لحما على عظم الا ألقته على العرقوب. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد
ابن سليمان بن الأصبهاني وهو ضعيف.
(باب بعد قعرها)
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن حجرا بسبع خلفان (1)
شحومهن وأولادهن ألقي في جهنم لهوى سبعين عاما لا يبلغ قعرها. رواه أبو يعلى وفيه
يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي
موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن حجرا قذف به فر جهنم لهوى سبعين
خريفا قبل أن يبلغ قعرها. رواه البزار والطبراني وفيهما محمد بن أبان الجعفي وهو ضعيف.
وعن أبي سعيد الخدري قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوتا هاله فأتاه جبريل
عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا الصوت يا جبريل فقال هذا صخرة
هوت من شفير جهنم من سبعين عاما فهذا حين بلغت قعرها فأحب الله أن أسمعك صوتها
فما رؤى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا ملء فيه حتى قبضه الله ز رواه الطبراني في
الأوسط وفيه إسماعيل بن قيس الأنصاري وهو ضعيف. وعن لقمان بن عامر قال جئت
أبا أمامة فقلت حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لو أن صخرة وزنت عشر خلفات (2) قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين
خريفا حتى تنتهي إلى غي وآثام قيل وما غي وآثام قيل بئران في جهنم يسيل فيها صديد أهل النار وهما اللذان ذكرهما الله في كتابه (أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) وقوله (ومن يفعل ذلك يلق آثاما). رواه الطبراني وفيه ضعفان قد وثقهم ابن حبان وقال
يخطئون. وعن بعض أهل العلم أن معاذ بن جبل كان يخبر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال والذي نفسي بيده ان بعدما بين شفير النار إلى أن تبلغ قعرها سبعين خريفا. رواه

(1) الخلفة بفتح الحاء وكسر اللام: الحامل من النوق.
(2) في الأصل (حلقات).
389

الطبراني وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب)
عن عبد الله بن الحرث بن جزء الزبيدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في النار
حياة كأمثال أعناق البخت (1) تلسع إحداهن اللسعة فيجد حموها سبعين خريفا وان في النار
عقارب كأمثال العقارب الموكفة تلسع إحداهن فيجد حموها أربعين سنة.
رواه بن أحمد
والطبراني وفيه جماعة قد وثقوا. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم عمر الذباب أربعون ليلة والذباب كله في النار الا النحل. رواه
أبو يعلى ورجاله ثقات. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذباب
كله في النار الا النحل فذكر الحديث. رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار
بأسانيد ورجال بعض أسانيده ثقات. وعن أبن مسعود قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الذباب كله في النار إلا النحل. ورواه الطبراني وفيه إسحق بن يحيى بن طلحة
وهو متروك وقد ذكره ابن حبان في الضعفاء وفى الثقات وقال يحتج بما وافق فيه الثقات
ويترك ما انفرد به بعد أن استخرت الله فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح وقد وافقه
الثقات في أصل الحديث. وعن يعلى بن منبه رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال ينشئ الله عز وجل لأهل النار سحابة سوداء مظلمة فيقال يا أهل النار أي
شئ تطلبون فيذكرون بها سحابة الدنيا فيقولون يا ربنا الشراب في مطر هم أغلالا تزيد
في أغلالهم وسلاسلهم وجمرا يلهب عليهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
من فيه ضعف قليل ومن لم أعرفه. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الشمس والقمر نوران عقيران في النار. رواه أبو يعلى وفيه ضعفاء قد وثقوا.
(باب زيادة أهل النار من العذاب)
قد تقدم حديث يعلى بن منبه قبل هذا الحديث. وعن عبد الله بن مسعود في قول
الله عز وجل (زدناهم عذابا فوق العذاب) قال زيدوا عقارب أنيابها كالنخل الطوال.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس أنه قال في قوله الله تعالى
(زدناهم عذابا فوق العذاب) قال هي خمسة أنهار تحت العرش يعذبون بعضها بالليل
وبعضها بالنهار. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.

(1) الجمال البخت: جمال طوال الأعناق.
390

(باب في نفس أهل النار)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن في هذا المسجد مائة أو
يزيدون وفيه رجل من النار فتنفس فأصاب نفسه لاحترق المسجد وفيه رجال الصحيح وإن كان
غيره فلم أعرفه. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان في المسجد
مائة ألف أو يزيدون ثم تنفس رجل من أهل النار لأحرقهم. رواه البزار وفيه
عبد الرحيم بن هارون وهو ضعيف وذكره ابن حبان في الثقات وقال يعتبر حديثه إذا
حدث من كتابه فان في حديثه من حفظه بعض مناكير، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب بكاء أهل النار)
عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس ابكوا
فإن لم تبكوا فتباكوا فان أهل النار يبكون في النار حتى تسير دموعهم في خدودهم
كأنها جداول حتى تنقطع الجموع فيسيل يعنى الدم فتقرح العيون - قلت روى ابن
ماجة بعضه - رواه أبو يعلى واضعف من فيه يزيد الرقاشي وقد وثق على ضعفه.
(باب عظم الخلق الكافر في النار)
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يعظم أهل النار في النار حتى إن بين
شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام وإن عظم جلده سبعون ذراعا وإن
جلده مثل أحد. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفى أسانيدهم أبو يحيى
القتات وهو ضعيف وفيه خلاف، وبقية رجاله أوثق منه. وعن أبي سعيد عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال مقعد الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام كل ضرس مثل أحد
وفخذه مثل ورقان (1) وجلده سوى لحمه وعظامه أربعون ذراعا. رواه أحمد وأبو
يعلى وفيه ابن لهيعة وقد وثق على ضعفه. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد وعرض جلده سبعون ذراعا ومقعده
من النار مثل ما بيني وبين الربذة - قلت رواه الترمذي غير أنه قال وغلظ جلده أربعون
ذراعا وهنا سبعون - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ربعي بن إبراهيم وهو
ثقة. وعن يزيد بن حيان التيمي قال انطلقت أنا وحسين بن سبرة وعمر بن مسلم

(1) بوزن قطران: جبل أسود بين العرج والرويثة على يمين المار من المدينة إلى مكة.
391

إلى زيد بن أرقم وحدثنا في مجلسه ذلك قال إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار حتى
يكون الضرس من أضراسه مثل أحد. قلت رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير
عنبسة ب ن سعيد وهو ثقة. وعن ثوبان قال وسئل ر سول الله صلى الله عليه وسلم قال
ضرس الكافر مثل أحد وغلظ جلده أربعون ذراعا بذ راع الجبار. رواه البزار وفيه
عباد بن منصور وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.
(باب في أهل النار وعلامتها وأول من يكسى حللها)
عن أنس بن مالك قال أول من يكسى حلة من النار إبليس فيضعها على حاجبه أو
حاجبيه ويسحبها من بعده وذريته من بعده أو من خلفه وهو ينادى يا ثب وراه وينادون
يا ثبورهم ف يقال لهم لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا. رواه أحمد
والبزار ورجالهما رجال الصحيح غير علي بن زيد وقد وثق. وعن أبي سعد قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا جمع الله في صعيد واحد يوم القيامة
وأقبلت النار تركب بعضها بعضا وخزنتها يكفونها وهي تقول وعزة ربى ليخلين بيني
وبين أزواجي أو لأغشين الناس عنقا واحدة فيقولون ومن أزواجك فتقول كل
متكبر جبار فتخرج لسانها فتلتقطهم من بين ظهراني الناس فتقذفهم في جوفها ثم
تستأخر ثم تقبل يركب بعضها بعضا وخزنتها يكفونها وهي تقول وعزة ربى ليخلين
بيني وبين أزواجي أو لأغشين الناس عنقا واحدة فيقولون ومن أزواجك فتقول
كل جبار كفور فتلتقطهم بلسانها من بين ظهراني الناس فتقذفهم في جوفها ثم تستأخر
ثم تقبل يركب بعضها بعضا وخزنتها يكفونها وهي تقول وعزة ربى ليخلين بيني وبين
أزواجي أو لأغشين الناس عنقا واحدة فيقولون ومن أزواجك فتقول كل جبار
فخور فتلتقطهم بلسانها فتقذفهم في جوفها ثم تستأخر ويقضى الله بين العباد. رواه
أبو يعلى ورجاله وثقوا الا ان ابن إسحاق مدلس. وعن أبي سعيد قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يخرج عنق من النار يوم القيامة فتكلم بلسان طلق ذلق لها عينان
تبصر بهما ولها لسان تكلم به فتقول انى أمرت بمن جعل مع الله إلها آخر وبكل
جبار عنيد وبمن قتل نفسان بغير نفس فتنطلق بهم قبل سائر الناس بخمسمائة عام، وفى
رواية فتنطوي عليهم فتقذفهم في جهنم رواه البزار واللفظ له وأحمد باختصار وأبو يعلى بنحوه،
والطبراني في الأوسط، واحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح. وعن محمد بن
392

واسع قلا واسع قال قلت لبلال بن أبي بردة إن أباك حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
في جهنم واديا في الواد بئر يقال لها هبهب (1) حقا على الله أن يسكنها كل جبار
عنيد. رواه الطبراني وفيه أزهر بن سنان وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أنبئكم باهل النار كل سفيه جعظري. رواه أحمد وفيه البراء
ابن عبد الله وهو ضعيف. وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال عند ذكر أهل النار كل جعظري جواظ (2) مستكبر جماع مناع وأهل
الجنة الضعفاء المغلوبون. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبن عنم قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة الجواظ الجعظري والعتل الزنيم.
رواه بن أحمد
وإسناده حسن الا ان ابن عنم لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم. وعن علي بن رباح
قال بلغني عن سراقة بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسمل قال له يا سراقة الا أخبرك بأهل الجنة
وأهل النار قال بلى يا رسول الله قال اما أهل النار فكل جعظري جواظ مستكبر وأما أهل
الجنة فالضعفاء المغلوبون. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح الا ان فيه راو لم يسم.
وعن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بعث الله نبيا إلى
قوم فقبضه الا جعل بعده فترة يملأ من تلك الفترة جهنم. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير صدقة بن سابق وهو ثقة.
(باب ف يمن في كبره يدخل النار)
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل يقول يوم القيامة لآدم عليه السلام
قم فجهز من ذريتك تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة فبكى أصحابه
وبكوا ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ارفعوا رءوسكم فوالذي نفسي بيده ما أمتي في الأمم
الا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود فخفف ذلك عنهم. رواه أحمد والطبراني
وإسناده جيد. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يبعث مناديا
ينادى يا آدم إن الله عز وجل يأمرك أن تبعث ب عثا من ذريتك إلى النار فيقول آدم يا رب ومن كم
قال فيقال له من كل مائة تسعة وتسعين فقال رجل من القوم من هذا الناجي من القوم من هذا الناجي منا بعد هذا
يا رسول الله قال هل تدرون ما أنتم في الناس الا كالشامة في صدر البعير. رواه أحمد وأبو

(1) الهبهب في أصله اللغوي: السريع، وفى الأصل (هبهت).
(2) الجعظري: الفظ الغليظ المتكبر، وفى الصل (جعضرى) وهو تحريف. والجواظ: الجموع المنوع.
393

يعلى وفيه إبراهيم بن مسلم الهجري وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال تلا رسول الله
صلى الله عليه وسلم هذه الآية وأصحابه عنده (يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة
شئ عظيم) إلى آخر الآية فقال هل تدرون أي يوم ذلك قالوا الله ورس وله أعلم قال
ذاك يوم يقول الله عز وجل يا آدم قم فابعث بعثا إلى النار فيقول وما بعث النار فيقول
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأرجو ان تكونوا ربع أهل الجنة انى
لأرجو ان تكونوا ثلث أهل الجنة ثم قال إني لأرجو ان تكونوا شطر أهل الجنة
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعملوا وبشروا فإنكم بين خليقتين لم يكونا مع أحد الا
كثر تاه يأجوج ومأجوج وإنما أنتم في الناس أو قال الأمم كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة
في ذراع الدابة إنما أمتي جزء من الف جزء. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
غير هلال بن خباب وهو ثقة. وعن أنس قال نزلت (يا أيها الناس اتقوا ربكم)
إلى قوله (ولكن عذاب الله شديد) على النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فرفع بها صوته
حتى ثاب إليه أصحابه فقال أتدرون أي يوم هذا يوم يقول الله لآدم قم فابعث بعثا
إلى النار من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة فكبر ذلك
على المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا وأبشروا فوالذي نفسي
بيده ما أنتم في الناس الا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذ راع الدابة إن معكم
لخليقتين ما كنتا في شئ قط إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج ومن هلك من كفرة الجن والإنس
. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن مهدي وهو ثقة.
(باب في أكثر أهل النار)
عن عبد الرحمن بن شيل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الفساق أهل
النار قالوا يا رسول الله ومن الفساق قال النساء فقال رجل يا رسول الله أوليس أمهاتنا
ونساؤنا وأزواجنا وبناتنا قال بلى ولكنهن إذا أعطين لم يشكرن وإذا ابتلين لم
يصبرن رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبى راشد الخيراني وهو ثقة. وعن
حكيم بن حزام قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء بالصدقة وحثهن عليها وقال تصدقن
أنكن أكثر أهل النار فقالت امرأة منهن لم ذاك يا رسول الله قال لأنكن تكثرن
للعن وتسوفن الخير وتكفرن العشير. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
394

(باب لا يدخل النار الا من يشفى غيظه بسخط الله)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم باب النار لا يدخله الا من
يشفى غيظه بسخط الله. رواه البزار من طريق قدامة بن محمد عن إسماعيل بن شيبة
وهما ضعيفان وقد وثقا، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب تفاوت أهل النار في العذاب)
عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه إن أهون أهل النار عذابا رجل منتعل
بنعلين من نار يغلى منهما دماغه مع اجزاء العذاب ومنهم من النار إلى صدره مع
أجزاء العذاب ومنهم من في النار إلى ترقوته مع أجزاء العذاب ومنهم من النار إلى صدره مع
انغمس فيها رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر سئل رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقيل له هل نفعت أبا طالب بشئ قال أخرجته من النار إلى ضحضاح (1)
منها. رواه البزار وفيه من لم أعرفه. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أدنى أهل
النار عذابا الذي له نعلان من نار يغلى منهما دماغه. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن خالد بن موهب وهو ثقة.
(باب من قتل نفسه بشئ عذب به)
عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل نفسه
بشئ في الدنيا عذب به في الآخرة. رواه البزار وفيه أسحق بن إدريس وهو متروك.
(باب من دخل النار متى يخرج)
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال والله لا يخرج من النار أحد حتى
يمكث فيها أحقابا قال والحقب بضع وثمانون سنة كل سنة ثلاثمائة وستون يوم مما
تعدون. رواه البزار وفيه سليمان بن مسلم الخشاب وهو ضعيف جدا.
(باب الخلود لأهل النار في النار وأهل الايمان في الجنة)
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالموت القيامة كأنه
كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار ثم ينادى مناد يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا
قال فيقال هل تعرفون هذا فيقولون نعم ربنا هذا الموت فيذبح كما تذبح الكبش فيأمن
هؤلاء وينقطع رجال هؤلاء. رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط بنحوه والبزار ورجالهم

(1) هو في أصله اللغوي مارق من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين فاستعاره للنار.
395

الحديث. رجال الصحيح غير نافع بن خالد الطاحي وهو ثقة. وعن معاذ بن جبل ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن فلما قدم عليه قال يا أيها الناس إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم
إليكم يخبركم ان المرد إلى الله والى جنة أو نار خلود بلا موت وإقامة بلا ظعن. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وزاد فيه في أجساد لا تموت، وإسناد الكبير
جيد الا ان ابن سابط لم يدرك معاذا، قلت الذي سقط بينهما عمرو بن ميمون الأودي
كما رواه الحاكم في المستدرك في أواخر كتاب الايمان وفى طريقه مسلم بن خالد
الزنجي وقال عقبه هذا حديث صحيح الاسناد رواية مكنون ومسلم بن خالد الزنجي
امام أهل مكة ومفتيهم الا ان الشيخين قد نسباه إلى أن الحديث ليس من صنعته
والله أعلم. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو
قيل لأهل النار إنكم ماكثون عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا بها ولو قيل لأهل الجنة
إنكم ماكثون عدد كل حصاة لحزنوا ولكن جعل لهم الأبد. رواه الطبراني
وفيه الحكم بن ظهير وهو مجمع على ضعفه. وعن عبد الله بن عمر قال أهل النار يدعون
مالكا فلا يجيبهم أربعين عاما ثم يقول أنكم ماكثون ثم يدعون ربهم فيقولون
ربنا أخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون فلا يجيبهم مثل الدنيا ثم يقول اخسئوا فيها
ولا تكلمون ثم ييأس القوم فما هو الا زفير والشهيق تشبه أصواتهم أصوات الحمير
أو لها شهيق وآخرها زفير. رواه الطبراني ورجاله ر جال الصحيح.
(كتاب أهل الجنة)
بسم الله الرحمن الرحيم
(باب في بناء الجنة وصفاته)
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الجنة لبنة من فضة ولبنة من ذهب
وملاطها (1) المسك. رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن

(1) الملاط: الطين الذي يجعل بين سافي البناء يملط به الحائط أي يخلط.
396

ابن عباس عن النبس صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين
رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قال لها تكلمي فقالت (قد أفلح
المؤمنون)، وفى رواية خلق الله جنة عدن بيده ودلى فيها ثمارها وشق فيها أنهارها
ثم نظر فيها فقال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون فقال وعزتي لا يجاورني فيك
بخيل. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وأحد إسنادي الطبراني في الأوسط جيد.
وعن ابن عمر قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجنة فقال من يدخل الجنة يحيا فيها لا يموت ونعم فيها
لا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه قيل يا رسول الله ما بناؤها قال لبنة من ذهب ولبنة من فضة
ملاطها المسك وترابها الزعفران حصباؤها اللؤلؤ والياقوت ز رواه الطبراني باسناد حسن
الترمذي لرجاله. عن أبي سعيد عن النبي ص لي الله عليه وسلم قال خلق الله تبارك وتعالى الجنة لبنة من ذهب
ولبنة من فظة وملاطها المسك وقال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون فقالت
الملائكة طوباك منزل الملوك. رواه البزار مرفوعا وموقوفا رجال الصحيح وأبو سعيد لا يقول
هذا الا بتوقيف. وعن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله خلق الجنة بيضاء
رواه البزار وفيه هشام بن زياد أبو المقدام وهو متروك.
(باب في سعة أبواب الجنة)
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بين مصراعين في الجنة لمسيرة أربعين سنة. رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله وثقوا على ضعف فيهم.
وعن معاوية بن حيدة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنتم توفون سبعون أمة
أنتم آخرها وأكرمها على الله عز وجل وما بين مصراعين من مصاريع الجنة أربعين عاما وليأتين
عليه يوم وإنه لكظيظ - قلت عند الترمذي وغيره بعضه - رواه بن أحمد
ورجاله ثقات.
وعن عبد الله بن سلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ما بين المصراعين في الجنة أربعون
عاما وليأتين يوم يزاحم عليه كازدحام الإبل وردت لخمس ظماءا. رواه الطبراني وفيه
رزيك بن أبي رزيك ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(باب ما جاء في جنات الفردوس)
عن أبي موسى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال جنان الفردوس أربع قلت فذكر
397

الحديث رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. عن سمرة يعنى ابن جندب قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الفردوس ربوة الجنة وأعلاها وأوسطها ومنها تفجر
أنهار الجنة. رواه الطبراني والبزار باختصار وزاد فيه فإذا سألتم الله تعالى فسلوه
الفردوس، واحد أسانيد الطبراني رجاله وثقوا وفى بعضهم ضعف. وعن العرباض
ابن سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن سألتم الله فسلوه الفردوس.
رواه البزار ورجاله ثقات. وعن سمرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا إن الفردوس
هي ربوة الجنة الوسطى التي هي أرفعها وأحسنها رواه البزار وفيه يوسف بن خالد
السمتي وهو ضعيف. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سلوا الله
الفردوس فإنها سرة الجنة وإن أهل الفردوس ليسمعون أطيط العرش رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو متروك.
(باب لكل عمل من الخير باب من أبواب الجنة)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل أهل عمل باب من
أبواب الجنة يدعون منه بذلك العمل فذكر الحديث. رواه بن أحمد
ورجاله رجال
الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة وقد وثق جماعة. وعن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة دعى الانسان بأكثر عمله فان كانت
الصلاة أفضل دعى بها وإن كان صيامه دعى به وإن كان الجهاد دعى به هم يأتي بابا
من أبواب الجنة يقال له الريان يدعى منه الصائمون قال أبو بكر الصديق يا رسول الله
اثم أحد يدعى بعملين قال نعم أنت. رواه البزار وإسناده حسن.
(باب كيف الاذن بدخول الجنة)
عن سليمان الفارسي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة أحد الا
بجوار بسم الله الرحمن الرحيم كتاب من الله لفلان بن فلان ادخلوا جنة عالية
قطوفها دانية. رواه الطبراني في الكبير والأوسط.
(باب كيف يدخل أهل الجنة الجنة)
عن معاذ بن جبل أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أو سمع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول يدخل أهل الجنة الجنة الجنة جردا مردا مكحلين بنى ثلاثين سنة. رواه كله بن أحمد
واسناد
الرواية الأولى حسن متصل. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
398

يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين. رواه الطبراني في الأوسط واسناده
جيد. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل أهل الجنة الجنة
جردا مردا بيضا جعدا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين وهم على خلق آدم صلى الله عليه وسلم
ستون ذراعا في سبعة أذرع - قلت في الصحيح بعضه - رواه الطبراني في الصغير والأوسط
واسناده حسن. وعن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شك أبو خيثمة أنه قال
من مات من أهل الدنيا صغيرا أو كبيرا يردون إلى ستين سنة في الجنة لا يزيدون عليها ابدا
وكذلك أهل النار. رواه الطبراني بأسناد ضعيف فه ابن لهيعة وهو مخالف للثقات
فيما رووه والله أعلم.
(باب في شكر أهل الجنة لله تعالى الذي هداهم للاسلام)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل أهل النار يرى مقعده من
الجنة فيقول لو أن الله هداني فتكون عليه حسرة قال وكل أهل الجنة يرى مقعده من
النار فيقول لولا أن الله هداني فيكون له شكرا، وفى رواية لا يدخل أحد الجنة الا رأى مقعده من
النار لو أساء ليزداد شكرا. رواه كل بن أحمد
ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح.
(باب في تربة الجنة)
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود انى سائلهم عن تربة الجنة وهي
در مكة (1) بيضاء فسألهم فقالوا خبزة يا أبا القاسم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبز من الدرمك. رواه بن أحمد
ورجاله رجال الصحيح غير مجالد ووثقه غير واحد.
(باب فيمن يدخل الجنة من النساء)
عن عمارة بن خزيمة قال بينما نحن عند عمر بن العاص في حج أو عمرة قال بينما نحن
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشعب إذ قال انظروا هل ترون شيئا فقلنا
نرى غربان منها غراب أعصم احمر المنقار والرجلين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يدخل الجنة من النساء الا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان، وفى رواية كنا
مع عمرو ابن العاص في حج أو عمرة حتى إذا كنا بمر الظهران (2) إذا امرأة في هودجها

(1) الدرمك هو الدقيق الحوارى، ويقال له الدرمكة، وكأنها واحدته في المعنى.
399

فذكر نحوه. رواه بن أحمد
ورجاله ثقات.
(باب في أدنى أهل الجنة منزلة وآخر من يدخلونها)
عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال آخر رجلين
يخرجان من النار يقول الله لأحدهما يا ابن آدم ما أعددت لهذا اليوم هل عملت خيرا
قط هل رجوتني فيقول لا يا رب فيؤمر به إلى النار وهو أشد أهل النار حسرة ويقول
للآخر يا ابن آدم ما أعددت لهذا اليوم هل عملت خيرا قط هل رجوتني فيقول لا يا رب الا
انى كنت أرجوك قال فترفع له شجرة فيقول يا رب أقرني تحت هذه الشجرة فاستظل
بظلها وآكل من ثمرها من مائها ويعاهده أن لا يسأله غيرها فيقره تحتها
ثم يرفع له شرجة هي أحسن من الأولى وأغدق ماءا فيقول يا رب أقرني تحتها لا أسألك
غيرها فاستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني
غيرها فيقره تحتها ثم يرفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأولين وأغدق
ماءا فيقول يا رب هذه أقرني تحتها فيدنيه تحتها ويعاهده الا يسأله غيرها فيسمع أصوات
أهل الجنة فلا يتمالك فيقول أي رب الجنة أدخلني الجنة فيقول الله عز وجل سل وتمن
فيسأل ويتمنى مقدار ثلاثة أيام من أيام الدنيا ويلقنه الله مالا علم له به فيسأل ويمنى
فإذا فرغ قال لك ما سألت، قال أبو سعيد ومثله معه وقال أبو هريرة وعشرة أمثاله
معه فقال أحدهما لصاحبه حدث بما سمعت وأحدث بما سمعت. رواه أحمد والبزار
بنحوه الا أنه قال عن أبي سعيد وعشرة أمثاله. وعن أبي هريرة مثله، ورجالهما رجال
الصحيح غير علي بن زيد وقد وثق على ضعف فيه. وعن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن أدنى أهل الجنة منزلة إن له لسبع درجات وهو على السادسة
فوقه والسابعة وإن له لثلثمائة خادم ويغدي عليه ويراح بثلاثمائة صحفة ولا أعلمه الا قال
من ذهب في كل صحفة ما ليس في الأخرى وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره وإنه ليقول
يا رب لو أذنت لي لأطعمت أهل الجنة وسقيتهم لم ينقص مما عندي شئ وإن له من الحور
العين لاثنتين وسبعين زوجة وإن الواحدة منهن لتأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض
رواه أحمد ورجاله ثقات على ضعف في بعضهم. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن أدنى أهل الجنة حظا أو نصيبا قوم يخرجهم الله من النار فيرتاح لهم الرب تبارك
وتعالى انهم كانوا الا يشركون بالله شيئا فيبدون بالعراء فينبتون كما ينبت البقل حتى إذا دخلت
400

الأرواح في أجسادهم قالوا ربنا كالذي أخرجتنا من النار ورجعت الأرواح الا أجسادنا
فاصرف وجوهنا عن النار قال فيصرف وجوههم عن النار. رواه البزار ورجاله
ثقات. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن أدنى أهل الجنة
حلية عدلت حليته عليه أهل الدنيا جميعا. رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه المقدام
ابن داود وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عمر قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم ان أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملكة ألفي سنة يرى أقصاه كما
يرى أدناه ينظر إلى أزواجه وخدمه. رواه بن أحمد
وأبو يعلى والطبراني وفى أسانيدهم
ثوير بن أبي فاختة وهو مجمع على ضعفه. وعن انس بن مالك قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول عن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف
بند لكل واحد صحيفتان واحدة من ذهب والأخرى من فضة في كل واحدة لون ليس
في الأخرى مثله يأكل من آخرها مثل ما يأكل من أولها يجد لآخرها من الطيب
واللذة مثل الذي يجد لأولها ثم يكون ذلك ريح المسك الا ذفر لا يبولون ولا يتغوطون
ولا يتمخطون إخوانا على سرر متقابلين. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
وعن عوف بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد علمت آخر الجنة دخولا
رجل كان يقول اللهم زحزحني عن النار ولا يقول أدخلني الجنة فإذا دخل أهل الجنة
الجنة وأهل النار النار بقي ذلك الرجل فقال يا رب ما لي ههنا قال ذاك الذي كنت
تسألني يا ابن آدم قال يا رب أدنني من الجنة قال يا ابن آدم لم تكن تسألني قال فينشئ
الله له شجرة على باب الجنة فيقول يا رب أدنني من هذه الشجرة فآكل من ثمرها
وأستظل بظلها فيقول يا ابن آدم ألم تكن تسألني أن أزحزحك عن النار فلا يزال
يسال حتى يقال له اذهب فلك ما بلغت قدماك ورأت عيناك. رواه الطبراني بنحوه
الا أنه قال هذا ما كنت تسألني يا ابن آدم فبينا هو كذلك إذ بدت له شجرة من باب
الجنة داخلة الجنة قال يا رب أدنني من هذه الشجرة آكل من ثمرها واستطل في ظلها
فيقول يا ابن آدم لم تكن تسألني قال يا رب أين مثلك فلم يزل يرى شيئا افض من شئ
ويسأل حتى يقال له اذهب فلك ما سعت قدماك وما رأت عيناك فيسعى حتى يكد أشار
بيده قال هذا وهذا فيقال له هذا لك ومثله معه فيرضى حتى يرى أنه أعطاه شيئا
ما أعطاه أحد من أهله الجنة فيقول لو أذن لي أدخلت أهل الجنة طعاما وشرابا
401

وكسوة مما أعطاني الله ولا ينقصني ذلك شيئا، وفى إسنادهما موسى بن عبيدة الربذي
وهو ضعيف. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن آخر رجل
يدخل الجنة رجل يتقلب على الصراط ظهرا لبطن كالغلام يضربه أبوه وهو يفر منه
يعجز عن عمله أن يسعى فيقول يا رب بلغ بي إلى الجنة ونجني من النار فيوحى الله إليه
عبدي ان نجيتك من النار وأدخلتك الجنة أتعترف لي بذنوبك وخطاياك فيقول العبد نعم
يا رب وعزتك وجلالك لئن نجيتني من النار لاعترفن لك بذنوبي وخطاياك فيجوز
الجسر ويقول العبد فيما بينه وبين نفسه لئن اعترفت بذنوبي وخطاياي ليردني إلى
النار فيوحى الله إليه عبدي اعترف لي بذنوبك وخطاياك أغفرها لك وأدخلك الجنة
فيقول العبد وعزتك ما أذنبت ذنبا قط ولا أخطأت خطيئة قط فيوحى الله إليه عبدي
إن لي عليك بينة فيلتفت العبد يمينا (1) وشمالا لا يرى أحدا فيقول يا رب أرني بينتك
فينطق الله جلده بالمحقرات فإذا رأى ذلك العبد يقول يا رب عندي وعزتك المضمرات
فيوحى الله عز وجل إليه عبدي انا أعرف بها منك اعترف لي بها أغفر هالك وأدخلك
الجنة فيعترف العبد بذنوبه فيدخله الجنة ثم ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
بدت نواجذه يقول هذا أدنى أهل الجنة منزلة فكيف بالذي فوقه. رواه الطبراني
وفيه من لم أعرفهم وضعفاء فيهم توثيق لين. وعن ابن مسعود قال إن آخر أهل الجنة
دخولا الجنة رجل مر به ربه عز وجل فقال له ق م فادخل الجنة فأقبل عليه عابسا فقال
وهل أبقيت لي شيئا قال نعم لك مثل ما طلعت عليه الشمس أو غربت. رواه الطبراني
ورجاله رجال الصحيح غير هبيرة بن مريم وهو ثقة - قلت وقد تقدم حديث طويل
صحيح رواه ابن مسعود ذكرته في باب جامع في البعث وهو أبين من هذه الأحاديث.
(باب أكثر أهل الجنة البله)
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أكثر أهل الجنة البله. رواه البزار وفيه
سلامة بن روح وثقة ابن حبان وغيره وضعفه غير واحد.
(باب في كثرة من يدخل الجنة من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم)
عن جابر انه سمع النبس صلى الله عليه وسلم يقول إني لأرجو أن يكون من تبعني
من أمتي ربع أهل الجنة قال فكبرنا ثم أرجو ان يكونوا ثلث الناس قال فكبرنا

(1) من هنا إلى باب في نوق الجنة غير موجود في الأصل بل في نسخة غيره.
402

ثم قال أرجوا ان يكونوا الشطر. رواه بن أحمد
والبزار والطبراني في الأوسط ورجال
البزار رجال الصحيح وكذلك أحد إسنادي أحمد. وعن أبي موسى عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال أهل الجنة عشرون ومائة صف أمتي منها ثمانون صفا وسائر الأمم
أربعون صفا. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه سويد بن عبد العزيز وهو
ضعيف جدا. وعن ابن مسعود قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنتم وربع
أهل الجنة لكم ربعها ولسائر الناس ثلاثة أرباعها ف قلنا الله ورسوله أعلم قال فكيف
أنتم وثلثها قالوا فذاك أكثر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة يوم القيامة
عشرون ومائة صف أنتم منها ثمانون صفا - قلت هو في الصحيح باختصار - رواه
أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الثلاثة ورجالهم رجال الصحيح غير الحارث بن
حصيرة وقد وثق. وعن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أهل الجنة
عشرون ومائة صف ثمانون منها أمتي. رواه الطبراني وفيه خالد بن يزيد الدمشقي
وهو ضعيف وقد وثق. وعن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أهل
الجنة مائة وعشرون صفا أنتم ثمانون صفا والناس سائر ذلك. رواه الطبراني وفيه
حماد بن عيسى الجهني وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنتم ثلث أهل الجنة مائة أو نصف أهل الجنة. رواه الطبراني وإسناده جيد. وعن
علي بن خالد أن أبا أمامة مر على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن ألين كلمة سمعها
من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الا
كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله. رواه بن أحمد
ورجاله رجال
الصحيح غير علي بن خالد الدولي وهو ثقة. وعن أبي أمامة قال لا يبقى أحمد من هذه
الأمة الا دخل الجنة الا من شرد على الله شراد البعير السوء على أهله فمن لم يصدقني
فان الله تعالى يقول (لا يصلاها الا الأشقى الذي كذب وتولى) كذب بما جاء به
محمد صلى الله عليه وسلم وتولى عنه. وراه الطبراني موقوفا ورجاله وثقوا على ضعف
في بعضهم. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ل تدخلن الجنة كلكم
أجمعون أكتعون (1) إلا من شرد على الله شراد البعير. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله ثقات على ضعف يسير في بعضهم. ق لت وقد تقدم في المناقب في فضل الأمة

(1) (أكتعون) توكيد (أجمعون) ولا يستعمل مفردا عنه.
403

أحاديث نحو هذا. وعن أبي هريرة قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا رد
إليك ربك في الشفاعة فقال والذي نفس محمد بيده لقد ظننت انك أول من يسألني
عن ذلك من أمتي لما رأيت (1) من حرصك على العلم والذي نفس محمد بيده لما يهمني من
انقضاضهم على أبواب الجنة أهم عندي من تمام شفاعتي وشفاعتي لمن شهد أن لا إله
الا الله مخلصا يصدق قلبه لسانه ولسانه قلبه. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير
معاوية بن معتب وهو ثقة. وعن أبي مالك يعنى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم والذي نفسي بيده ليبعثن الله منكم يوم القيامة إلى الجنة مثل الليل الأسود
زمرة جميعا تخبطون الأرض فتقول الملائكة لما جاء مع محمد أكثر مما جاء مع
الأنبياء. رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف.
(باب ثان منه في كثرة من يدخل الجنة من هذه الأمة)
عن انس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من
أمتي مائة الف فقال أبو بكر رضي الله عنه زدنا يا رسول الله قال وهكذا وأشار بيده
قال يا نبي الله زدنا قال وهكذا قال عمر قطك (2) يا أبا بكر قال ما لنا ولك يا ابن الخطاب
قال عمر إن الله إن شاء يدخل الجنة كلهم بحفنة قال النبي صلى الله عليه وسلم صدق
الله عمر. رواه أحمد والطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي
أربعمائة الف فقال أبو بكر ردنا يا رسول الله قال وهكذا وجمع كفيه فذكر نحوه.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح. وعن أنس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا قالوا زدنا يا رسول
الله قال لكل رجل سبعون ألفا قالوا زدنا يا رسول الله وكان على كثيب فحثى بيديه قالوا زدنا يا رسول الله قال هذه فحثى بيديه قالوا يا نبي الله أبعد الله من دخل
النار بعد هذا. رواه أبو يعلى. وعن أبي هريرة قال سألت ربي عز وجل فوعدني
أأن يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا على صورة القمر ليلة البدر فاستزدته فزادني
مع كل الف سبعين ألفا فقلت أي رب إن لم يكن هؤلاء مهاجر أمتي قال إذا أكملهم
لك من الاعراب - قلت له حديث في الصحيح باختصار - رواه أحمد ورجاله ر جال

(1) في الأصل (رأيتك).
(2) أي حسبك.
404

الصحيح. وعن أسماء بنت أبي بكر قالت خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم فسمعت رجة الناس وهم يقولون آية ونحن يومئذ في فارع فخرجت متلفعة
بقطيفة للزبير حتى دخلت على عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلى بالناس.
قلت فذكر الحديث إلى أن قال وقد رأيت خمسين أو سبعين ألفا يدخلون الجنة في
مثل صورة القمر ليلة البدر فقام رجل فقال ادع الله أن يجعلني منهم قال اللهم اجعله
منهم أيها الناس إنكم لن تسألوني عن شئ حتى أنزل الا أخبرتكم به فقام رجل فقال
من أبى قال أبوك فلان للذي كان ينسب إليه - قلت قصة الكسوف في الصحيح -
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عباد بن عبد الله بن الزبير وهو ثقة.
وعن أبي بكر بن عمير عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن الله عز وجل وعدني
أن يدخل الجنة من أمتي ثلاثمائة الف فقال عمير يا نبي الله زدنا فقال (1) عمير يا نبي الله
زدنا فقال عمر حسبك يا عمير فقال مالنا ولك يا ابن الخطاب وما عليك ان يدخلنا الله
الجنة فقال عمر ان الله ان شاء ادخل الناس الجنة بحفنة أو حثية واحدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم
صدق عمر. رواه الطبراني وأبو بكر بن عمير لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب فيمن يدخل الجنة بغير حساب)
عن عبد الله بن مسعود قال ألزمنا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذات ليلة ثم غدونا إليه فقال عرضت على الأنبياء الليلة بأممها فجعل النبي يمر ومعه
الثلاثة والنبي يمر ومعه العصابة والنبي يمر ومعه النفر والنبي ليس معه أحد حتى مر
على موسى صلى الله عليه وسلم معه كبكبة من بني إسرائيل فقلت من هؤلاء
فقيل هذا أخوك موسى معه بنو إسرائيل قال فقلت فأين أمتي فقيل لي انظر عن
يمينك فنظرت فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال فقيل لي أرضيت فقلت رضيت رب
قال فقيل لي إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فقال النبي صلى الله
عليه وسلم فدى لكم أبى وأمي إن استطعتم أن تكونوا من السبعين الألف فافعلوا فان
قصرتم ف كونوا من أهل الضراب ف ان قصرتم فكونوا من أهل الأفق فإني قد رأيت
ثم ناسا يتهاوشون فقام عكاشة بن محصن فقال ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني من
السبعين فدعا له فقام رجل آخر فقال ادع لي الله يا رسول الله إن يجعلني منهم فقال سبقك

(1) لعله سقط ما بمعنى الحديث السابق.
405

بها عكاشة ثم تحدثنا فقلنا من ترون هؤلاء السبعين الألف فقال قوم ولدوا في الاسلام ثم
لم يشركوا بالله شيئا حتى ماتوا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال هم الذين لا يكتوون
ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. رواه أحمد بأسانيد والبزار أتم منه،
والطبراني وأبو يعلى باختصار كثير وأحد أسانيد أحمد والبزار رجاله رجال الصحيح. وعن
جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخر الظهر إلى آخر الوقت ثم خرج فصلى ثم خرج فصلى ثم قال رأيت
فيما يرى النائم أن الأمم عرضت على فكان النبي صلى الله عليه وسلم يجئ في خمسة أو
أكثر من ذلك فرأيت جماعة كثيرة فقلت إنها أمتي فقيل هذه أمة موسى ورأيت عيسى
ابن مريم أبيض جعدا يضرب إلى الحمرة ورأيت وذكر كلاما كان معناه عدد كثير
فقيل إنها أمتك وقيل إن لك معهم سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب
فقال عكاش الأسدي يا رسول الله اجعلني في هؤلاء السبعين فقال أنت منهم فقال
آخر يا رسول الله اجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة فقال القوم من ترون هؤلاء
السبعين فقال بعضهم من رق قلبه للاسلام وقال بعضهم قوم من المؤمنين لم يشركوا
أو لم يعبدوا شيئا الا الله وارتفعت أصواتهم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال
ما هذه الأصوات فقالوا يا رسول الله السبعين الذين ذكرت من هم قال هم الذين لا يكتوون
ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. رواه البزار عن شيخه عمر بن إسماعيل
ابن مجالد وهو مجمع على ضعفه. وعن أبي أيوب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
خرج ذات يوم إليهم فقال لهم ان ر بي عز وجل خيرني بين سبعين ألفا يدخلون الجنة
بغير حساب وبين الخبيئة عنده لامتي فقال له بعض أصحابه يا رسول الله أيخبئ ذلك ربك
فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج وهو يكبر فقال إن ربى زادني مع كل
الف سبعين ألفا والخبيئة عنده - قلت فذكر الحديث وهو مذكور في الشفاعة. رواه أحمد
والطبراني وفى إسنادهما ضعف. وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبطأ ذات ليلة عن صلاة العشاء حتى ذهب هدء من الليل حتى نام بعض من كان
في المسجد فخرج والناس بين نائم وبين مصل منتظر للصلاة فقال أما إن الناس لم يزالوا
في صلاة ما انتظروها لولا ضعف الكبير وبكاء الصغير لأخرت العشاء إلى عتمة
من الليل ثم قال يدخل الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم قال ودخل رسول الله صلى
الله عليه وسلم فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم تذاكرنا السبعين بيننا أتراهم
406

الشهداء فقال بعضنا هم الشهداء وقال ببعضنا هم المؤمنون فخرد رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال ما تذاكرون فأخبرناه فقال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا
يتطيرون على ربهم يتوكلون. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد
وقد وثق. وعن شريح بن عبيد قال مرض ثوبان بحمص وعليها عيد الله بن قرط
الأزدي فلم يعده فدخل على ثوبان رجل من الكلاعيين عائدا فقال له ثوبان أتكتب
قال نعم فقال اكتب فكتب للأمير عبد الله بزقرط: من ثوبان مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم اما بعد فلو كان لموسى لا وعيسى عليهما السلام مولى بحضرتك لعدته
ثم طوى الكتاب وقال له ابلغه إياه قال نعم فانطلق الرجل بكتابه فدفعه إلى ابن
قرط فلما قرأه قال فزعا فقال الناس ما له أحدث أمر فأتى ثوبان حتى دخل عليه فعاده
وجلس عنده ساعة ثم قام فأخذ ثوبان بردائه وقال اجلس حتى أحدثك حديثا سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب
عليهم ولا عذاب مع كل الف سبعون ألفا. رواه أحمد والطبراني باختصار. وعن أبي
سعيد يعنى الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة من أمتي
سبعون ألفا لا حساب عليهم فقام عكاشة فقال يا رسول الله ادع الله ان يجعلني منهم
قال اللهم اجعله منهم فسكت القوم ثم قال بعضهم لبعض لو قلنا يا رسول الله ادع
الله أن يجعلنا منهم قال سبقكم بها عكاشة وصاحبه أما إنكم لو قلتم لقلت ولو قلت
لوجبت. رواه البزار وفيه عطية وهو ضعيف وقد وثق ومحمود بن بكر لم أعرفه.
وعن الفلتان (1) بن عاصم قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس فشخص بصرة
إلى رجل في المسجد يمشى فقال أيا فلان قال لبيك يا رسول الله ولا ينازعه الكلام
الا قال يا رسول الله قال له أتشهد انى رسول الله قال لا قال أتقرأ التوراة قال نعم
قال والإنجيل قال نعم قال والقرآن قال والذي نفسي بيده لو أشاء لقرأته ثم ناشده
هل تجدني في التوراة والإنجيل قال نجد مثلك مخرجك ومثل هيئتك فكنا
نرجو ان يكون فينا فلما خرجت خفنا أن تكون أنت هو فنظرنا فإذا أنت لست هو
قال ولم ذاك قال معه من أمته سبعون ألفا ليس عليهم حساب ولا عذاب وإنما معك
نفر يسير فقال والذي نفسي بيده لأنا هو وإنهم لامتي وإنهم لأكثر من سبعين

(1) في الأصل (العلتان) خالية من النقط، والتصويب من الإصابة.
407

ألفا وسبعين ألفا. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال سبعون ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب هم الذين لا يكتوون
ولا يكوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. رواه البزار وفيه
مبارك أبو سحيم وهو متروك. وعن رفاعة بن عرابة قال صدرنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم فجعل أناس يستأذنون رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجعل يأذن لهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال شق الشجرة التي تلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم أبغض إليكم من الشق الآخر فلا ترى من القوم الا باكيا فقال أبو بكر
ان الذي يستأذنك في نفسي بعد هذا لسفيه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد
الله وأثنى عليه وقال أشهد عند الله وكان إذا حلف قال والذي نفس محمد بيده ما منكم من أحد يؤمن بالله ثم يسدد الا سلك الجنة ولقد وعدني ربى ان يدخل من أمتي الجنة
سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وإني لأرجو ا ان لا يدخلوها حتى تبوأوا
أنتم ومن صلح من أزواجكم وذراريكم مساكن في الجنة فذكر الحديث - قل ت عند
ابن ماجة طرف منه يسير - رواه الطبراني والبزار بأسانيد ورجال بعضها عند الطبراني
والبزار رجال الصحيح. وعن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول ليبعثن الله من مدينة بالشام يقال لها حمص تسعين ألفا لا حساب عليهم
ما بين الزيتون والحائط والبرت الأحمر. رواه البزار وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي
مريم وهو ضعيف. وعن سهل بن سعد قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن في أصلاب أصلاب أصلاب رجال من أصحابي رجالا ونساءا يدخلون الجنة بغير حساب. ثم قرآ (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم). رواه الطبراني وإسناده
جيد. وعن سمرة بن جندب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من أمتي
أمة يدخل الله الجنة منهم سبعين ألفا بغير حساب. رواه الطبراني ورجاله وثقوا،
ورواه البزار باسناده ضعيف. وعن أبي أمامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إذا كان يوم القيامة قامت ثلة من الناس يسدون الأفق نورهم كالشمس فيقال
النبي الأمي فيتحشحش لها كل نبي فيقال محمد وأمته ثم تقوم ثلة أخرى تسد ما بين
الأفق نورهم مثل كل كوكب في السماء فيقال النبي الأمي فيتحشحش لها كل نبي ثم
يحثى حثيتين فيقال هذا لك يا محمد وهذا منى لك يا محمد ثم يوضع الميزان ويؤخذ في
408

الحساب. رواه الطبراني ورجاله وثقوا. وعن أبي أمامة قال تخرج يوم القيامة ثلة
غر محجلون فتسد الأفق نورهم مثل نور الشمس فينادي مناد النبي الأمي فيتحشحش
لها كل نبي أمي فيقال محمد وأمته فيدخلون الجنة ليس عليهم حساب ولا عذاب ثم
تخرج ثلة أخرى غرا محجلين نورهم مثل نور القمر ليلة البدر فتسد الأفق فينادي
مناد النبي الأمي فيتحشحش لها كل نبي أمي فيقال محمد وأمته فيدخلون الجنة بغير
حساب ولا عذاب ثم تخرج ثلة أخرى نورهم مثل أعظم كوكب في السماء يسد
الأفق نورهم مناد النبي الأمي فيتحشحش لها كل نبي أمي فيقال محمدا وأمته
فيدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم يجئ ربك عز وجل ثم يوضع الميزان
والحساب. رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف فيهم. وعن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت على الأمم، قلت فذكر الحديث إلى أن قال
فقام عكاشة بن محصن فقال انا منهم يا رسول الله قال نعم، فذكر الحديث وهو في
الصحيح باختصار قوله للثاني نعم. رواه البزار والطبراني باختصار ورجال البزار
رجال الصحيح غير محمد بن موسى الحرشي وهو ثقة. وعن أنس ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب فقال أبو بكر
يا رسول الله زدنا فقال وهكذا فقال عمر يا أبا بكر إن شاء الله
أدخلهم الجنة بحفنة واحدة. رواه البزار ورجاله ثقات على ضعف في أبى هلال
الراسبي قيل. وعن عتبة بن عبد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ربى وعدني أن
يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ثم يشفع كل الف لسبعين ألفا. قلت
فذكر الحديث وهو طويل ويأتي في صفة الجنة. رواه الطبراني في الأوسط والكبير
من طريق عامر بن زيد البكالي وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه،
وبقية رجاله ثقات. وعن أبي سعد الأنصاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إن ربى وعدني ان يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ويشفع كل الف
لسبعين ألفا ثم يحثى ربى ثلاث حثيات بكفيه قال قيس ف قلت لأبي سعد أنت سمعت
هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم بأذني ووعاه قلبي قال أبو سعيد وذلك أن
شاء الله يستوعب مهاجري أمته ويوفى الله عز وجل بقيته من أعرابنا. رواه
الطبراني في الأوسط والكبير الا أنه قال في الأوسط أبو سعيد الأنماري، ورجاله
409

ثقات. وعن أسماء بنت أبي بكر قالت خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسمعت رجة الناس وهم يقولون آية ونحن في فارع يومئذ فخرجت متلفعة بقطيفة
للزبير حتى دخلت على عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم ى صلى للناس قلت
فذكر الحديث إلى أن قال وقد رأيت خمسين أو سبعين ألفا يدخلون الجنة في مثل
صورة القمر ليلة البدر فقام رجل فقال ادع الله ان يجعلني منهم فقال اللهم اجعله منهم أيها الناس إنكم لن تسألوني عن شئ حتى أنزل الا أخبرتكم به فقام رجل فقال
من أبى فقال أبوك فلان للذي ينسب إليه - قلت حديث أسماء في الكسوف
في الصحيح وغيره - رواه بن أحمد
والطبراني وزاد الطبراني قالت رقى رسول الله صلى
الله عليه وسلم المنبر فقال يا أيها الناس ان المشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل
لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة والصدقة
وذكر الله وقد رأيت منكم خمسين ألفا - أو سبعين ألفا - يدخلون الجنة بغير حساب
فذكر نحوه ورجالهما ثقات. وعن عامر بن عمير قال لبثت رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثلاثا لا يخرج إلى صلاة مكتوبة فقيل له في ذلك فقال إني وجدت
ربى ماجدا كريما أعطاني مع كل واحد من السبعين الألف الذين يدخلون الجنة
بغير حساب سبعين ألفا فقلت إن أمتي لا تبلغ هذا أو تكمل هذا فقال أكملهم لك
من الاعراب. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني، واختلف
في اسم صاحبه فقيل عمرو بن عمير بن عمرو وقيل عمارة بن عمير وقيل
عمر بن حزم وقيل عمرو بن بلال. وعن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أعطيت سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر
وقلوبهم على قلب رجل واحد فاستزدت ربي عز وجل فزادني مع كل واحد سبعين
ألفا قال أبو بكر رضي الله عنه فرأيت أن ذلك يأتي على أهل القرى ويصيب من
حافات البوادي. رواه بن أحمد
وأبو يعلى وفيهما المسعودي وقد اختلط وتابعيه لم يسم،
وبقية رجال بن أحمد
رجال الصحيح. وعن عبد الرحمن بن أبي بكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إن ربى أعطاني سبعين ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب فقال عمر يا رسول الله
فهلا استزدته قال قد استزدته فأعطاني مع كل رجل سبعين ألفا قال عمر فهلا استزدته
قال قد استزدته فأعطاني مع كل رجل سبعين ألفا قال عمر فهلا استزدته قال قد
410

ثقات فأعطاني هكذا وفرج عبد الله بن أبي بكر بين يديه قال عبد الله وبسط باعيه
وحثى عبد الله وقال هشام وهذا من الله لا ندري ما عدده. رواه أحمد والبزار بنحوه
والطبراني بنحوه وفى أسانيدهم القاسم بن مهران عن موسى بن عبيد وموسى بن عبيد هذا هو
مولى خالد بن عبد الله بن أسيد ذكره ابن حبان في الثقات، والقاسم بن مهران ذكره الذهبي
في الميزان وأنه لم يرو عنه الا سليم بن عمرو النخعي وليس كذلك فقد روى عنه
هذا الحديث هشام بن حسان، وباقي رجال (1) إسناده محتج بهم في الصحيح. وعن انس
ابن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا وقف العباد للحساب جاء قوم واضعي
سيوفهم على رقابهم تقطر دما فازدحموا على باب الجنة فقيل من هؤلاء قيل الشهداء
كانوا أحياءا مرزقين ثم نادى مناد ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة ثم نادى الثالثة
ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة قال ومن ذا الذي أجره على الله ف ليدخل الجنة
فقام كذا وكذا ألفا فدخلوها بغير حساب. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا
على ضعف يسير في بعضهم. قلت وقد تقدم حديث حذيفة وغيره في فضل الأمة
في أواخر كتاب المناقب.
(باب في أوائل من يقرع باب الجنة)
عن أبي بكر يعنى الصديق قال لا يدخل الجنة بخيل ولا خب (2) ولا خائن ولا
سئ الملكة (3) وأول من يقرع باب الجنة المملوكون إذا أحسنوا فيما بينهم وبين
الله عز وجل وفيما بينهم وبين مواليهم فذكر الحديث - ق ل ت رواه الترمذي وابن
ماجة باختصار - رواه أحمد وأبو يعلى وقد حسنه الترمذي بهذا الاسناد.
(باب منه)
عن أبي سعيد الخدري وعبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أول زهرة يدخلون الجنة يوم القيامة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر والذين ى ل ونهم كأحسن كوكب درى في السماء ولكل واحد منهم زوجتان على كل زوجة
سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء اللحم كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء
- قلت رواه الترمذي باختصار - رواه الطبراني في الأوسط وإسناد ابن مسعود صحيح،

(1) (رجال) لم تكن موجودة في النسخة لظهورها.
(2) الخب: الخداع الذي يسعى بالفساد.
(3) أي سئ المعاملة لمملوكيه.
411

وفى إسناد أبي سعيد عطية والأكثر على تضعيفه، وروى البزار حديث ابن مسعود فقط.
(باب لا يدخل أحد الجنة الا برحمة الله)
تقدم في باب لن ينجي أحدا عمله.
(باب صفة الجنة وما فيها من خير)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل كل يوم
للجنة طيبي لأهلك فتزداد طيبا فذلك البرد الذي يجده الناس يسحر من ذلك. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن عبد الغفار وهو متروك. وعن أبي سعيد الخدري
قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الجنة مالا عين رأت ولا اذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر. رواه الطبراني في الأوسط والبزار ورجال البزار رجال
الصحيح. وعن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تبارك وتعالى ينزل في ثلاث
ساعات يبقين من الليل فيفتح الذكر في الساعة الأولى لم يره غيره فيمحو الله ما يشاء ويثبت ما يشاء
ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن وهي التي لم يرها غيره ولم تخطر على قلب بشر
لا يسكنها معه من بني آدم غير ثلاثة النبيين والصديقين والشهداء ثم يقول طوبى
لمن دخلك. رواه البزار وفيه زيادة بن محمد وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل أعددت لعبادي الصالحين
ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
محمد بن مصعب القرقساني وهو ضعيف بغير كذب ز وبسنده قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما رأيت مثل الجنة نام طالبها ولا مثل النار هاربها.
(باب في تربة الجنة)
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود إني سائلهم عن تربة الجنة
وهي در مكة بيضاء فسألهم فقالوا خبزة يا أبا القاسم فقال النبي صلى الله عليه وسلم
الخبز من الدرمك. رواه بن أحمد
وإسناده حسن. وعن سهل بن سعد قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة مراغا من مسك مثل مراغ دوابكم في الدنيا.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجالهما ثقات.
(باب في نوق الجنة)
عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أهل الجنة يتزاورون على نجائب بيض كأنهن
412

الياقوت وليس في الجنة من البهائم الا الإبل والطير. رواه الطبراني وفيه جابر
ابن نوح وهو ضعيف.
(باب في خيل الجنة)
عن عبد الرحمن بن ساعدة قال كنت أحب الخيل فقلت يا رسول الله هل في الجنة
خيل فقال إن أدخلك الله الجنة يا عبد الرحمن كان لك فيها ف رس من ياقوت له جناحان يطير بك حيث شئت. وراه الطبراني ورجاله ثقات.
(باب أول طعام أهل الجنة)
عن طارق بن شهاب قال جاءت اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أخبرنا
ما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوا قال أول ما يأكلون كبد الحوت. رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن بهرام وهو ثقة.
(باب فيما أعده الله سبحانه وتعالى لأهل الجنة)
عن عتبة بن عبد الله قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما حوضك الذي
تحدث عنه قال كما بين البيضاء إلى بصرى يمدني الله فيه بكراع لا يدرى إنسان حلق
أين طرفيك فكبر عمر فقال أما الحوض فيرد عليه فقراء المهاجرين الذين يقاتلون
في سبيل الله ويموتون في سبيل الله وأرجو ان يوردني الكراع فأشرب منه، وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ربى وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا
بغير حساب ثم يشفع كل ألف لسبعين ألفا ثم يحثى ربى تبارك وتعالى بكفيه ثلاث
حثيات فكبر عمر وقال إن السبعين الأولى يشفعهم الله في آبائهم وأبنائهم وعشائرهم وأرجو
أن يجعلني الله في إحدى الحثيات الأواخر فقال الاعرابي يا رسول الله فيها فاكهة قال نعم
وفيها شجرة تدعى طوبى طابق الفردوس فقال أي شجر أرضنا تشبه قال ليس تشبه شيئا
من شجر أرضك ولكن اتيت الشام قال لا يا رسول الله قال فإنها تشبه شجرة بالشام
تدعى الحورة تنبت على ساق واحد ثم ينتشر أعلاها قال فما عظم أصلها قال لو ارتحلت
جذعة من إبل أهلك لما قطعتها حتى تنكسر ترقوتها هرما قال فيها عنب قال نعم قال
ما عظم العنقود فيها قال مسيرة شهر للغراب الا بقع لا ينثني ولا يفتر قال قال فما
عظم الحبة منه قال هل ذبح أبوك تيسا من غنمه عظيما قال نعم قال فسلخ إهابها
فأعطاه أمك فقال ادبغي هذا ثم افري لنا منه ذنوبا يروى ماشيتنا قال نعم قال فان
413

تلك الحبة تشبعي وأهل بيتك فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعامة عشيرتك. رواه
الطبراني في الأوسط واللفظ له وفى الكبير وأحمد باختصار عنهما وفيه عامر بن
زيد البكالي وقد ذكره البكالي وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي
سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عرضت على الجنة فذهبت
أتناول منها قطفا أريكموه فحيل بيني وبينه فقال رجل يا رسول الله ما مثل الحبة من
العنب قال كأعظم دلو فرت أمك قط. رواه أبو يعلى وإسناده حسن. وعن سمرة
ابن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة شجرة مستقلة على ساق
واحد عرض ساقها ثنتان وسبعون. رواه البزار والطبراني وإسناد الطبراني حسن.
وعن عقبة بن عبد السلمي قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم مكان كل شوكة منها خصوة التيس
الملهود - يعنى الخصي منها - سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون آخر. رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح. وعن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل إذا
نزع ثمرة من الجنة عادت مكانها أخرى. رواه الطبراني والبزار ثقات. وعن أبي هريرة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة
وإن ورقها ليخمر الجنة - قلت هو في الصحيح باختصار قوله وإن ورقها ليخمر الجنة
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وقد وثق على ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن
انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن طير الجنة كأمثال البخت ترعى في
شجر فقال أبو بكر يا رسول الله ان هذه لطير ناعمة فقال أكلتها أنعم منها قالها
ثلاثا وإني لأرجو أن أكون ممن يأكل منها - قلت رواه الترمذي باختصار - رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح غير سيار بن حاتم وهو ثقة. وعن عبد الله بن مسعود
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيجئ مشويا بين
يديك. رواه البزار وفيه حميد بن عطاء الأعرج وهو ضعيف.
(باب في ثياب الجنة)
عن جابر قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ثيابنا في الجنة ننسجها
414

بأيدينا فضحك أصحبا النبي صلى الله عليه وسلم فقال الاعرابي لم تضحكون من جاء
في يسال عالما فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقت يا أعرابي ولكنها ثمرات رواه أبو يعلى
والبزار الا أنه قال فقال الاعرابي مم تضحكون من جاهل يسأل عالما فقال النبي
صلى الله عليه وسلم لا ولكنها تخلق خلقا أو تنشق عنها ثمار أهل الجنة، والطبراني في الصغير والأوسط
الا أنه قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم مم تضحكون من جاهل يسأل عالما يا اعرابي ولكنها
تنشق عنها ثمار الجنة، وإسناد أبى يعلى والطبراني رجاله رجال الصحيح غير مجالد بن
سعيد وقد وثق. وعن عبد الله بن عمرو قال وقام آخر فقال يا رسول الله أخبرنا عن
ثياب أهل الجنة أخلق يخلق أم نسج ينسج فضحك بعض القوم فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم مم تضحكون من جاهل يسأل عالما أين السائل قال أنا ذا يا رسول الله
قال تنشق عنها ثمار الجنة. رواه البزار في حديث طويل ورجاله ثقات.
(باب موضع سوط في الجنة خير من الدنيا)
عن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موضع سوط في الجنة
خير من الدنيا وما فيها. رواه البزار وإسناده حسن. وعن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لموضع سوط في الجنة خير مما ب ين السماء والأرض. رواه الطبراني
في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال قار رسول الله صلى الله عليه وسلم
قيد سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا ومثلها قلت يا أبا هريرة ما التضعيف قال
الخمار. رواه بن أحمد
ورجاله ثقات.
(باب أهل الجنة لا ينامون)
عن جابر بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فقيل يا رسول الله
أينام أهل الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم النوم أخو الموت وأهل الجنة
لا ينامون. رواه الطبراني في الأوسط والبزار ورجال البزار رجال الصحيح.
(باب زرع أهل الجنة)
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أهل الجنة الجنة قام
رجل فقال يا رب ائذن في الزرع فيأذن له فيبذر حبة فلا يلتفت حتى تكون كل سنبلة
اثنى عشر ذراعا ثم لا يبرح مكانه حتى يكون منه ركام أمثال الجبل فقال اعرابي
يا رسول الله لا تجد هذا الرجل الا قرشيا أو أنصاريا فضحك النبي صلى الله عليه وسلم. رواه
415

الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي وهو متروك.
(باب أهل الجنة لا يتبايعون)
عن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل الجنة
لا يتبايعون ولو تبايعوا ما تبايعوا الا بالبر. رواه أبو يعلى وفيه إسماعيل بن نوح وهو
متروك. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أذن الله في التجارة
لأهل الجنة لاتجروا في البز والعطر. رواه الطبراني في الصغير وفيه عبد الرحمن من
أيوب السكوني وهو ضعيف.
(باب في أكل أهل الجنة وشربهم وشهواتهم)
عن زيد بن أرقم قال جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا القاسم تزعم
أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون قال نعم والذي نفسي بيده إن الرجل ليعطى
قوة مائة رجل في الأكل والشرب والشهوة والجماع فقال اليهودي إن الذي يأكل
ويشرب تكون له الحاجة والجنة مطهرة قال حادة أحدهم عرق يفيض من جلده
كريح المسك فإذا بطنه قد ضمر، وفى رواية بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم
إذ أقبل رجل من اليهود يقال له ثعلبة بن الحرث فقال السلام عليك يا محمد
فقال وعليكم فقال اليهود تزعم أن في الجنة طعاما وشرابا وأزواجا فقال النبي
صلى الله عليه وسلم نعم تؤمن بشجرة المسك قال نعم قال وتجدها في كتابكم
قال نعم قال فان البول والجنابة عرق يسيل من تحت ذوائبهم إلى اقدامهم
مسك. رواه كله الطبراني في الأوسط وفى الكبير بنحوه وأحمد الا أنه قال يا أبا
القاسم الست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون وقال لأصحابه إن أقر لي
بهذه خصمته، والباقي بنحوه. ورواه البزار ورجال بن أحمد
والبزار رجال الصحيح غير ثمامة بن عقبة وهو ثقة. وعن ابن عباس قال قيل يا رسول الله أنفضي إلى نسائنا في
الجنة كما نفضي إليهن في الدنيا قال والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليفضي بالغداة
الواحدة إلى مائة عذراء. رواه أبو يعلى وفيه زيد بن أبي الحوارى وقد وثق على ضعف،
وبقية رجاله ثقات. وعن أبي أمامة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناكح
أهل الجنة قال نعم ب ذكر لا يملك وشهوة لا تنقطع دحما دحما، وفى رواية لكن لا مني
ولا منية، وفى رواية هل ينكح أهل الجنة قال نعم ويأكلون ويشربون. رواها
416

كلها الطبراني بأسانيد ورجال بعضها وثقوا على ضعف في بعضهم. وعن أبي هريرة
قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم هل يمس أهل الجنة أزواجهم فقال نعم بذكر لا يمل
وفرج لا يحفى وشهوة لا تنقطع. رواه البزار، وفى رواية عنده وعند الطبراني في
الصغير والأوسط قال قيل يا رسول الله أنفضي إلى نسائنا في الجنة فقال أي
والذي نفسي بيده إن الرجل ليفضي في اليوم الواحد إلى مائة عذراء، ورجال هذه
الرواية الثانية رجال الصحيح غير محمد بن ثواب وهو ثقة، وفى الرواية الأولى عبد
الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف بغير كذب، وبقية رجالها ثقات. وعن أنس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يزوج العبد في الجنة سبعين زوجة فقيل يا رسول
الله أيطيقها قال يعطى قوة مائة - قلت رواه الترمذي باختصار - رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.
وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة إذا جامعوا
نساءهم عادوا أبكارا. رواه البزار والطبراني في الصغير وفيه معلى بن عبد
الرحمن الواسطي وهو كذاب.
(باب ما جاء في نساء أهل الجنة من الحور العين وغيرهن)
عن سعيد بن عامر بن حذيم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أن
امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت لملأت الأرض ريح مسك ولأذهبت ضوء
الشمس والقمر. رواه الطبراني مطولا أطول من هذا وقد تقدم في صدقة التطوع،
ورواه البزار باختصار كثير وفيهما الحسن بن عنبسة الوراق ولم أعرفه، وبقية رجاله
ثقات وفى بعضهم ضعف. وعن أم س لمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قلت
يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل (حور عين) قال حور بيض عين ضخام
شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر قلت يا رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل (كأنهن
الياقوت والمرجان) قال صفاؤهن كصفاء الدر الذي في الأصداف الذي لا تمسه الأيدي.
قلت يا رسول الله فأخبرني عن قول الله (فيهن خيرات حسن) قال خيرات الأخلاق
حسنان الوجوه قال قلت يا رسول الله فأخبرني عن قوله تعالى (كأنهن بيض مكنون)
قال رقتهن كرقة الجلد الذي في داخل البيضة مما يلي القشر قلت يا رسول الله فأخبرني
عن قوله (عربا أترابا) قال هن اللاتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا خلقهن
الله أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين قال نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة
على البطانة قلت يا رسول الله وبم ذاك قال بصلاتهن وصيامهن لله عز وجل ألبس
417

الله عز وجل وجوههن النور وأجسادهن الحرير بيض الألوان خضر الثياب صفر
الحلي مجامرهن الدر وأمشاطهن الذهب يقلن الا نحن الخالدات فلا نموت أبدا الا
ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا الا ونحن المقيمات ف لا نظعن ابدا الا ونحن الراضيات فلا نسخط
ابدا طوبى لمن كنا له وكان لنا، قلت المرأة منا تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة
في الدنيا ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها منهم قال يا أم
سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقا قال فتقول أي رب إن هذا كان أحسنهم
خلقا في دار الدنيا فزوجنيه يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة. رواه
الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وقد تقدم طريق الكبير في سورة الرحمن وفى
إسنادهما سليمان بن أبي كريمة وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك قال حدثني رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال حدثني جبريل عليه السلام قال يدخل الرجل على ى الحوراء فتستقبله
بالمعانقة والمصافحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأي بنان تعاطيه لو أن بعض
بنانها بعدا لغلب ضوؤه ضوء الشمس والقمر ولو أن طاقة من شعرها بدت لملأت
ما بين المشرق والمغرب من طيب ريحها فبينا هو متكئ معها على أريكة إذ أشرف
عليه نور من فوقه فنظر إذا الله عز وجل قد أشرف على خلقه فإذا حوراء تناديه
يا ولى الله أما لنا فيك من دولة فيقول من أنت يا هذه فتقول انا من اللواتي قال الله تعالى
(ولدينا مزيد) فيتحول عندها فإذا عندها من الجمال والكمال ما ليس مع الأولى فبينا
هو متكئ معها على أريكة إذ أشرف عليه نور من فوقه فإذا حوراء أخرى تناديه
يا ولى الله اما لنا فيك من دولة فيقول ومن أنت فتقول انا من اللواتي قال الله عز وجل
(فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاءا بما كانوا يعلمون) فلا يزال يتحول
من زوجة إلى زوجة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعيد بن زربي وهو ضعيف.
وعن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو اطلعت امرأة من نساء
أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا ولأضاءت ما بينهما ولتاجها على رأسها
خير من الدنيا وما فيها. رواه الطبراني في الأوسط واسناده جيد. وعن ابن مسعود
قال إن المرأة من الحور العين ليرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم من تحت سبعين
حلة كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء. رواه الطبراني وسقط من إسناده
رجلان. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يدخل
الجنة الا وعند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين يغنيان بأحسن صوت سمعه
الإنس والجن وليس بمزامير الشيطان ولكن بتحميد الله وتقديسه.
418

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن أزواج الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات سمعها أحد قط إن مما يغنين نحن
الخيرات الحسان أزواج قوم كرام ينظرن بقرة أعيان وإن مما يغنين به: نحن الخالدات
فلا نمتنه نحن الآمنات فلا يخفنه نحن المقيمات فلا يظعنه. رواه الطبراني في الصغير
والأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن الحور في الجنة يغنين يقلن: نحن الحور الحسان هدينا لأزواج كرام.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا. وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليتكئ في الجنة سبعين سنة قبل ان يتحول ثم
تأتيه امرأته فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة وإن أدنى لؤلؤة عليها تضئ ما بين المشرق والمغرب فتسلم عليه فيرد السلام ويسألها من أنت فتقول انا من المزيد وإنه
ليكون عليها سبعون ثوابا أدناها مثل النعمان من طوبى فينفذها حتى يرى مخ ساقها
من وراء ذلك وإن عليها من التيجان إن أدنى لؤلؤة منها لتضئ ما بين المشرق والمغرب.
رواه أحمد وأبو يعلى وإسنادهما حسن. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق
الحور العين من الزعفران. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفى إسنادهما ضعفاء.
(باب فيمن يدخل الجنة من عجائز الدنيا)
عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم أتته عجوز من الأنصار فقالت يا رسول
الله ادع الله ان يدخلني الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الجنة لا تدخلها عجوز
فذهب النبي صلى الله عليه وسلم فصلى ثم رجع إلى عائشة فقالت عائشة لقد لقيت من كلمتك مشقة وشدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ذلك كذلك إن الله إذا أدخلهن الجنة
حولهن أبكارا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسعدة بن اليسع وهو ضعيف.
(باب في درجات الجنة)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة مائة درجات ما بين كل
درجتين مسيرة خمسمائة عام - قلت رواه الترمذي غير قوله خمسمائة عام - رواه
الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
(باب في غرق الجنة)
عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة غرفة
يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام والآن الكلام
419

وتابع الصيام وصلى والناس نيام. رواه بن أحمد
ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن
معانق ووثقه ابن حبان. وعن عبد الله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقال أبو موسى
الأشعري لمن هي يا رسول الله قال لمن الان الكلام وأطعم الطعام وبات لله قائما
والناس نيام. رواه بن أحمد
ورجاله وثقوا على ضعف ف ى بعضهم. قلت وقد تقدمت
أحاديث في هذا المعنى في فضل صلاة التطوع.
(باب كيف يصير لون الأسود في الجنة
عن ابن عمر قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم سل واستفهم فقال يا رسول الله فضلتم علينا
بالصور والألوان والنبوة أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به وعملت بمثل ما عملت
به إني لكائن معك في الجنة قال نعم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إنه ليرى
بياض الأسود في الجنة من مسيرة الف عام ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من قال لا إله إلا الله كتب له بها عهد عند الله ومن قال سبحان الله وبحمده كتب له
بها مائة الف حسنة وأربعة وعشرون الف حسنة فقال رجل كيف نهلك بعد هذا
يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل
لو وضع على جبل لأثقله فتقوم النعمة من نعم الله فتكاد تستنفد ذلك كله الا ان يتطاول
الله برحمته ونزلت (هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) إلى قوله
(نعيما وملكا كبيرا) قال الحبشي وإن عيني لتريا ما تريا عيناك في الجنة فقال النبي صلى
الله عليه وسلم نعم فاستبكى الحبشي حتى فاضت نفسه فقال ابن عمر لقد رأيت رسول
الله صلى عليه وسلم يدليه في حفرته ب يده. رواه الطبراني وفيه أيوب بن عتبة وهو ضعيف.
(باب في قوله تعالى ومساكن طيبة في جنات عدن)
عن عمران بن حصين وأبي هريرة قالا سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى
(ومساكن طيبة في جنات عدن) قال قصر في الجنة من لؤلؤة فيها سبعون دارا من ياقوتة
حمراء في كل دار سبعون بينتا من زمردة خضراء في كل بيت سبعون سريرا على كل
سرير سبعون فراشا من كل لون على كل فراش امرأة في كل بين سبعون مائدة على كل
مائدة سبعون لويا من طعام في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة يعطى المؤمن من القوة
ما يأتي على ذلك كله ف ى غداة واحدة. رواه الطبراني وفيه جسر بن فرقد وهو ضعيف.
420

(باب زيادة الاخوان في الجنة)
عن عنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الاخوان
فيجئ سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا فيبكي هذا ويبكي هذا فيتحدثان بما كانا فيه في الدنيا
فيقول أحدهما لصاحبه ى ا فلان تدرى أي يوم غفر الله لنا يوم كنا في موضع كنا
في موضع كذا
وكذا فدعونا الله فغفر لنا. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير سعيد بن دينار
والربيع بن صبيح وهما ضعيفان وقد وثقا.
(باب في رؤية أهل الجنة لله تبارك وتعالى ورضاه عنهم)
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل عليه السلام وفى يده مرآة
بيضاء فيها نكتة سوداء فقلت ما هذه يا جبريل قال هذه الجمعة يعرضها عليك ربك لتكون
لك عيدا ولقومك من بعدك تكون أنت الأول وتكون اليهود والنصارى من بعدك
قال مالنا فيها قال لكم فيها خير لكم فيها ساعة من دعا ربه فيها بخير هو له قسم الا أعطاه
إياه وليس له بقسم الا ودخر له ما هو أعظم منه أو تعوذ فيها من شر هو مكتوب الا
أعاذه من أعظم منه قلت ما هذه النكتة السوداء فيه قال هذه الساعة تقوم يوم الجمعة
وهو سيد الأيام عندنا ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد قال قلت لم تدعونه
يوم المزيد قال إن ربك عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من المسك أبيض
فإذا كان يوم الجمعة نزل تبارك وتعالى من عليين على كرسيه حتى حف الكرسي
بمنابر من نور وجاء النبيون حتى يجلسوا عليها ثم حف المنابر بكراسي من ذهب
ثم جاء الصديقون والشهداء حتى يجلسوا عليها ثم يجئ أهل الجنة حتى يجلسوا على
الكثيب فيتجلى لهم تبارك وتعالى حتى ينظروا إلى وجهه وهو يقول انا الذي صدقتكم
وعدي وأتممت عليكم نعمتي هذا محل كرامتي فسلوني فيسألوه الرضا فيقول الله عز وجل
رضائي أحلكم داري وأنا لكم كرامتي فسلوني فيسألوه حتى تنتهي رغبتهم
فيفتح لهم عند ذلك مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إلى مقدار
منصرف الناس يوم الجمعة ثم يصعد تبارك وتعالى على كرسيه فيصعد معه الشهداء
والصديقون أحسبه قال ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم درة بيضاء لا قصم فيها ولا فصم
فيها ثمارها فيها أزواجا وخدمها فليسوا إلى شئ أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا
فيه كرامة وليزدادوا فيه نظرا إلى وجهه تبارك وتعالى ولذلك دعى يوم المزيد. وراه
البزار والطبراني في الأوسط بنحوه وأبو يعلى باختصار ورجال أبى يعلى رجال
421

الصحيح واحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ثابت بن
ثوبان وقد وثقه غير واحد وضعفه غيرهم وإسناد البزار فيه خلاف. وعن حذيفة
يعنى ابن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم في كفه
مثل المرآة في وسطها لمعة سوداء قلت يا جبريل ما هذه قال هذه الدنيا صفاؤها وحسنها
قلت ما هذه اللمعة السوداء قال هذه الجمعة قلت وما يوم الجمعة قال يوم من أيام ربك
عظيم فذكر شرفه وفضله واسمه في الآخرة فان الله إذا صير أهل
الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار وليس ثم ليل ولا نهار قد علم الله عز وجل مقدار
تلك الساعات فإذا كان يوم الجمعة في وقت الجمعة التي يخرج أهل الجمعة إلى جمعتهم
فينادي مناد يا أهل الجنة اخرجوا إلى دار المزيد فيخرجون في كثبان المسك، قال حذيفة
والله لهو أشد بياضا من دقيقكم فيخرج غلمان الأنبياء على منابر من نور وتخرج غلمان
المؤمنين بكراسي من ياقوت فإذا قعدوا واخذ القوم مجالسهم بعث الله عز وجل ريحا
تدعى المثيرة فتثير عليهم المسك الأبيض فتدخله في ثيابهم وتخرجه من جيوبهم
فلا لريح أعلم بذلك الطيب من امرأة أحدكم لو دفع إليها طيب أهل الدنيا ويقول الله
عز وجل أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب وصدقوا رسلي فهذا يوم المزيد فيجتمعون
على كلمة واحدة إنا قد رضينا فارض عنا ويرجع إليهم في قوله لهم يا أهل الجنة لو لم
ارض عنكم لم أسكنكم جنتي فهذا يوم المزيد فسلوني فيجتمعون على كلمة واحدة أرنا
وجهك ننظر إليه قال فيكشف الله تبارك وتعالى الحجب ويتجلي لهم تبارك وتعالى
فيغشاهم من نوره فلولا ان الله قضى ان لا يموتوا لاحترقوا ثم يقال لهم ارجعوا إلى
منازلكم فيرجعون وقد خفوا على أزواجهم وخفين عليهم مما غشيهم من نوره تبارك
وتعالى فلا يزار النور يتمكن حتى يرجعوا إلى حالهم أو إلى منازلهم التي كانوا عليها
فيقول لهم أزواجهم لقد خرجتم من عندنا بصور ورجعتم إلينا بغيرها فيقولون
تجلى لنا ربنا عز وجل فنظرنا إلى ما خفينا به عليكم قال فهم يتقلبون في مسك الجنة
ونعيمها في كل سبعة أيام. رواه البزار وفيه القاسم بن مطيب وهو متروك.
(باب منازل المتحابين في الله تعالى)
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المتحابين في الله
لترى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي أو الغربي فيقال من هؤلاء فيقال
هؤلاء المتحابون في الله عز وجل. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
422

(با كفارة المجلس) وقد تقد في كتاب الأذكار:
عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال سبحان الله
وبحمده سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله الا أنت أستغفرك وأتوب إليك فقالها
في مجلس ذكر كان كالطابع يطبع عليه ومن قالها في مجلس لغو كانت كفارة له. وفى
رواية كفارة المجلس ان لا يقوم حتى يقول سبحانك اللهم وبحمدك لا إله الا أنت
تب على واغفر لي يقولها ثلاث مرات فإن كان في مجلس لغط كان كفارة له وإن كان مجلس ذكر كان طابعا عليه. رواه الطبراني ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح
.
قلت وقد تقدمت طرق هذا الحديث في الأذكار.
كمل الجزء العاشر من مجمع الزوائد ومنبع الفوائد وهو آخر الكتاب ولله الحمد
والمن والفضل في تاسع عشري شهر ربيع الاخر سنة سبع وثمانمائة على يد فقير
رحمة ربه ربه بن أحمد
بن محمد بن منصور بن هاشم الفوي غفر الله لمن نظر فيه ودعا له.
الحمد لله ارحم الراحمين
هذا الجزء وما قبله استقر على ملك المقر الأشرف العالي العالمي العاملي الوحيدي
الفريدي الفتحي فتح الله كاتب السر الملكي الناصري أعز الله تعالى أنصاره وختم
بالصالحات أعماله وبلغه من ربه عز وجل آماله وحسن عاقبته ومآله يا من لا حكم في الوجود
الا له وصلى الله على الشفيع في الحصاة نبي يخر ساجدا لمولاه ويسأله فيجيب الرحمن سؤاله.
423