الكتاب: صحيح البخاري
المؤلف: البخاري
الجزء: ٢
الوفاة: ٢٥٦
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠١ - ١٩٨١ م
المطبعة:
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
ردمك:
ملاحظات: طبعة بالأوفست عن طبعة دار الطباعة العامرة بإستانبول

صحيح البخاري
الامام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم
ابن المغيرة بن بردزبة البخاري الجعفي
طبعة بالأوفست عن طبعة دار الطباعة العامرة باستانبول
الجزء الثاني
حقوق الطبع محفوظة للناشر
1401 ه‍ 1981 م
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

(صحيح البخاري)
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب العيدين)
باب في العيدين والتجمل فيه حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب
عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال أخذ عمر جبة
من إستبرق تباع في السوق فأخذها فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله ابتع هذه تجمل بها للعيد والوفود فقال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم إنما هذه لباس من لا خلاق له فلبث عمر ما شاء الله أن يلبث ثم أرسل إليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم بجبة ديباج فأقبل بها عمر فأتى بها رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنك قلت إنما هذه لباس من لا خلاق له
وأرسلت إلي بهذه الجبة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تبيعها وتصيب
بها حاجتك باب الحراب والدرق يوم العيد حدثنا أحمد قال حدثنا
ابن وهب قال أخبرنا عمرو أن محمد بن عبد الرحمن الأسدي حدثه عن عروة
عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان
2

تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني
وقال مزمارة الشيطان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب
السودان بالدرق والحراب فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال
أتشتهين تنظرين قلت نعم فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول دونكم
يا بني أرفدة حتى إذا مللت قال حسبك قلت نعم قال فاذهبي باب
الدعاء في العيد حدثنا حجاج قال حدثنا شعبة قال أخبرني زبيد قال سمعت
الشعبي عن البراء قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال إن أول
ما نبدأ به من يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل فقد أصاب سنتنا
حدثنا عبيد بن إسماعيل قال حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة
رضي الله عنها قالت دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار
تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر
أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا
باب الأكل يوم الفطر قبل الخروج حدثنا محمد بن عبد الرحيم
حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا هشيم قال أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر بن
أنس عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى
يأكل تمرات * وقال مرجأ بن رجاء حدثني عبيد الله قال حدثني أنس
عن النبي صلى الله عليه وسلم ويأكلهن وترا باب الأكل يوم النحر
حدثنا مسدد قال حدثنا إسماعيل عن أيوب عن محمد عن أنس قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم من ذبح قبل الصلاة فليعد فقام رجل فقال هذا يوم
يشتهى فيه اللحم وذكر من جيرانه فكأن النبي صلى الله عليه وسلم صدقه قال
3

وعندي جذعة أحب إلي من شاتي لحم فرخص له النبي صلى الله عليه وسلم
فلا أدري أبلغت الرخصة من سواه أم لا حدثنا عثمان قال حدثنا جرير
عن منصور عن الشعبي عن البراء بن عازب قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم
يوم الأضحى بعد الصلاة فقال من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب
النسك ومن نسك قبل الصلاة فإنه قبل الصلاة ولا نسك له فقال أبو بردة
ابن نيار خال البراء يا رسول الله فإني نسكت شاتي قبل الصلاة وعرفت أن
اليوم يوم أكل وشرب وأحببت أن تكون شاتي أول شاة تذبح في بيتي
فذبحت شاتي وتغديت قبل أن آتي الصلاة قال شاتك شاة لحم قال يا رسول الله
فإن عندنا عناقا لنا جذعة هي أحب إلي من شاتين أفتجزي عني قال نعم ولن
تجزي عن أحد بعدك باب الخروج إلى المصلى بغير منبر حدثنا
سعيد بن أبي مريم قال حدثنا محمد بن جعفر قال أخبرني زيد عن عياض بن
عبد الله بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شئ يبدأ به الصلاة ثم ينصرف
فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم
فإن كان يريد أن يقطع بعثا قطعه أو يأمر بشئ أمر به ثم ينصرف * قال
أبو سعيد فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة
في أضحى أو فطر فلما أتينا المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصلت فإذا مروان
يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي فجبذت بثوبه فجبذني فارتفع فخطب قبل الصلاة
فقلت له غيرتم والله فقال أبا سعيد قد ذهب ما تعلم فقلت ما أعلم والله خير
مما لا أعلم فقال إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلتها قبل الصلاة
باب المشي والركوب إلى العيد والصلاة قبل الخطبة وبغير أذان ولا
إقامة حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا أنس عن عبيد الله عن نافع
4

عن عبد الله بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في الأضحى
والفطر ثم يخطب بعد الصلاة حدثنا إبراهيم بن موسى قال أخبرنا
هشام أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني عطاء عن جابر بن عبد الله قال
سمعته يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الفطر فبدأ بالصلاة
قبل الخطبة * قال وأخبرني عطاء أن ابن عباس أرسل إلى ابن الزبير
في أول ما بويع له إنه لم يكن يؤذن بالصلاة يوم الفطر وإنما الخطبة بعد
الصلاة * وأخبرني عطاء عن ابن عباس وعن جابر بن عبد الله قالا لم يكن
يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى * وعن جابر بن عبد الله قال سمعته يقول
إن النبي صلى الله عليه وسلم قام فبدأ بالصلاة ثم خطب الناس بعد فلما فرغ
نبي الله صلى الله عليه وسلم نزل فأتى النساء فذكرهن وهو يتوكأ على يد بلال
وبلال باسط ثوبه يلقي فيه النساء صدقة قال قلت لعطاء أترى حقا على الامام
الآن أن يأتي النساء فيذكرهن حين يفرغ قال إن ذلك لحق عليهم وما لهم
أن لا يفعلوا باب الخطبة بعد العيد حدثنا أبو عاصم قال أخبرنا ابن
جريج قال أخبرني الحسن بن مسلم عن طاوس عن ابن عباس قال شهدت
العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم
فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا
أبو أسامة قال حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما يصلون العيدين قبل الخطبة حدثنا
سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم الفطر ركعتين لم يصل قبلها
ولا بعدها ثم أتى النساء ومعه بلال فأمرهن بالصدقة فجعلن يلقين تلقي المرأة
قرصها وسخابها حدثنا آدم قال حدثنا شعبة قال حدثنا زبيد قال سمعت
5

الشعبي عن البراء بن عازب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن أول ما نبدأ
في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن
نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شئ فقال رجل
من الأنصار يقال له أبو بردة بن نيار يا رسول الله ذبحت وعندي جذعة خير
من مسنة فقال اجعله مكانه ولن توفي أو تجزي عن أحد بعدك باب
ما يكره من حمل السلاح في العيد والحرم وقال الحسن نهوا أن يحملوا السلاح
يوم عيد إلا أن يخافوا عدوا حدثنا زكريا بن يحيى أبو السكين قال حدثنا
المحاربي قال حدثنا محمد بن سوقة عن سعيد بن جبير قال كنت مع ابن عمر
حين أصابه سنان الرمح في أخمص قدمه فلزقت قدمه بالركاب فنزلت فنزعتها
وذلك بمنى فبلغ الحجاج فجعل يعوده فقال الحجاج لو نعلم من أصابك فقال ابن
عمر أنت أصبتني قال وكيف قال حملت السلاح في يوم لم يكن يحمل فيه
وأدخلت السلاح الحرم ولم يكن السلاح يدخل الحرم حدثنا أحمد بن
يعقوب قال حدثني إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاصي عن أبيه
قال دخل الحجاج على ابن عمر وأنا عنده فقال كيف هو فقال صالح فقال من
أصابك قال أصابني من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحل فيه حمله يعني الحجاج
باب التبكير للعيد وقال عبد الله بن بسر إن كنا فرغنا في هذه الساعة
وذلك حين التسبيح حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن زبيد عن
الشعبي عن البراء قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال إن أول
ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب
سنتنا ومن ذبح قبل أن يصلي فإنما هو لحم عجله لأهله ليس من النسك في شئ
فقام خالي أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله أنا ذبحت قبل أن أصلي وعندي
جذعة خير من مسنة قال اجعلها مكانها أو قال اذبحها ولن تجزي جذعة عن
6

أحد بعدك باب فضل العمل في أيام التشريق وقال ابن عباس واذكروا
الله في أيام معلومات أيام العشر والأيام المعدودات أيام التشريق وكان ابن
عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس
بتكبيرهما وكبر محمد بن علي خلف النافلة حدثنا محمد بن عرعرة قال
حدثنا شعبة عن سليمان عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما العمل في أيام أفضل منها في هذا العشر قالوا
ولا الجهاد قال ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشئ
باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة وكان عمر رضي الله عنه
يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى
ترتج منى تكبيرا وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى
فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا وكانت ميمونة تكبر
يوم النحر وكن النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي
التشريق مع الرجال في المسجد حدثنا أبو نعيم قال حدثنا مالك بن أنس قال
حدثني محمد بن أبي بكر الثقفي قال سألت أنسا ونحن غاديان من منى إلى
عرفات عن التلبية كيف كنتم تصنعون مع النبي صلى الله عليه وسلم قال كان
يلبي الملبي لا ينكر عليه ويكبر المكبر فلا ينكر عليه حدثنا محمد قال
حدثنا عمر بن حفص قال حدثنا أبي عن عاصم عن حفصة عن أم عطية قالت
كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نخرج البكر من خدرها حتى نخرج
الحيض فيكن خلف الناس فيكبرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم يرجون
بركة ذلك اليوم وطهرته باب الصلاة إلى الحربة حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا عبد الوهاب قال حدثنا عبيد الله بن نافع عن ابن عمر أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان تركز الحربة قدامه يوم الفطر والنحر ثم يصلي
7

باب حمل العنزة أو الحربة بين يدي الامام يوم العيد حدثنا إبراهيم
ابن المنذر قال حدثنا الوليد قال حدثنا أبو عمرو قال أخبرني نافع عن ابن عمر
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يغدو إلى المصلى والعنزة بين يديه تحمل
وتنصب بالمصلى بين يديه فيصلي إليها باب خروج النساء والحيض
إلى المصلى حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال حدثنا حماد عن أيوب عن
محمد عن أم عطية قالت أمرنا أن نخرج العواتق ذوات الخدور * وعن
أيوب عن حفصة بنحوه وزاد في حديث حفصة قال أو قالت العواتق وذوات
الخدور ويعتزلن الحيض المصلى باب خروج الصبيان إلى المصلى
حدثنا عمرو بن عباس قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن عبد الرحمن
قال سمعت ابن عباس قال خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم فطر أو
أضحى فصلى العيد ثم خطب ثم أتى النساء فوعظهن وذكرهن وأمرهن
بالصدقة باب استقبال الامام الناس في خطبة العيد قال أبو سعيد
قام النبي صلى الله عليه وسلم مقابل الناس حدثنا أبو نعيم قال حدثنا محمد بن
طلحة عن زبيد عن الشعبي عن البراء قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم
أضحى فصلى العيد ركعتين ثم أقبل علينا بوجهه وقال إن أول نسكنا في يومنا
هذا أن نبدأ بالصلاة ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد وافق سنتنا ومن
ذبح قبل ذلك فإنما هو شئ عجله لأهله ليس من النسك في شئ فقام رجل
فقال يا رسول الله إني ذبحت وعندي جذعة خير من مسنة قال اذبحها ولا
تفي عن أحد بعدك باب العلم الذي بالمصلى حدثنا مسدد قال حدثنا
يحيى عن سفيان قال حدثني عبد الرحمن بن عابس قال سمعت ابن عباس قيل
له أشهدت العيد مع النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم ولولا مكاني من الصغر
ما شهدته خرج حتى أتى العلم الذي عند دار كثير بن الصلت فصلى ثم خطب
8

ثم أتى النساء ومعه بلال فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة فرأيتهن
يهوين بأيديهن يقذفنه في ثوب بلال ثم انطلق هو وبلال إلى بيته باب
موعظة الامام النساء يوم العيد حدثني إسحاق بن إبراهيم بن نصر قال حدثنا
عبد الرزاق قال حدثنا ابن جريج قال أخبرني عطاء عن جابر بن عبد الله قال
سمعته يقول قام النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفطر فصلى فبدأ بالصلاة ثم
خطب فلما فرغ نزل فأتى النساء فذكرهن وهو يتوكأ على يد بلال وبلال
باسط ثوبه يلقي فيه النساء الصدقة قلت لعطاء زكاة يوم الفطر قال لا ولكن
صدقة يتصدقن حينئذ تلقي فتخها ويلقين قلت أترى حقا على الامام ذلك
ويذكرهن قال إنه لحق عليهم ومالهم لا يفعلونه * قال ابن جريج وأخبرني
الحسن بن مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال شهدت الفطر مع النبي
صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم يصلونها قبل
الخطبة ثم يخطب بعد خرج النبي صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إليه حين
يجلس بيده ثم أقبل يشقهم حتى أتى النساء معه بلال فقال يا أيها النبي
إذا جاءك المؤمنات يبايعنك الآية ثم قال حين فرغ منها أنتن على ذلك
قالت امرأة منهن لم يجبه غيرها نعم لا يدري حسن من هي قال فتصدقن
فبسط بلال ثوبه ثم قال هلم لكن فداء أبي وأمي فيلقين الفتخ والخواتيم
في ثوب بلال * قال عبد الرزاق الفتخ الخواتيم العظام كانت في الجاهلية
باب إذا لم يكن لها جلباب في العيد حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد
الوارث قال حدثنا أيوب عن حفصة بنت سيرين قالت كنا نمنع جوارينا أن
يخرجن يوم العيد فجاءت امرأة فنزلت قصر بني خلف فأتيتها فحدثت أن زوج
أختها غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة غزوة فكانت أختها معه
في ست غزوات فقالت فكنا نقوم على المرضى ونداوي الكلمى فقالت
9

يا رسول الله على إحدانا بأس إذا لم يكن لها جلباب أن لا تخرج فقال لتلبسها
صاحبتها من جلبابها فليشهدن الخير ودعوة المؤمنين قالت حفصة فلما قدمت
أم عطية أتيتها فسألتها أسمعت في كذا قالت نعم بأبي وقلما ذكرت النبي
صلى الله عليه وسلم إلا قالت بأبي قال لتخرج العواتق ذوات الخدور أو قال
العواتق وذوات الخدور شك أيوب والحيض ويعتزل الحيض المصلى وليشهدن
الخير ودعوة المؤمنين قالت فقلت لها الحيض قالت نعم أليس الحائض تشهد
عرفات وتشهد كذا وتشهد كذا باب اعتزال الحيض المصلى حدثنا
محمد بن المثنى قال حدثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن محمد قال قالت أم عطية
أمرنا أن نخرج فنخرج الحيض والعواتق وذوات الخدور قال ابن عون أو العواتق
ذوات الخدور فأما الحيض فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم ويعتزلن مصلاهم
باب النحر والذبح بالمصلى يوم النحر حدثنا عبد الله بن يوسف قال
حدثنا الليث قال حدثني كثير بن فرقد عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله
عليه وسلم كان ينحر أو يذبح بالمصلى باب كلام الامام والناس
في خطبة العيد وإذا سئل الامام عن شئ وهو يخطب حدثنا مسدد قال
حدثنا أبو الأحوص قال حدثنا منصور بن المعتمر عن الشعبي عن البراء بن
عازب قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر بعد الصلاة فقال
من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ومن نسك قبل الصلاة
فتلك شاة لحم فقام أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله والله لقد نسكت قبل أن
أخرج إلى الصلاة وعرفت أن اليوم يوم أكل وشرب فتعجلت وأكلت
وأطعمت أهلي وجيراني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك شاة لحم قال
فإن عندي عناق جذعة هي خير من شاتي لحم فهل تجزي عني قال نعم ولن
تجزي عن أحد بعدك حدثنا حامد بن عمر عن حماد بن زيد عن أيوب عن
10

محمد أن أنس بن مالك قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يوم النحر ثم
خطب فأمر من ذبح قبل الصلاة أن يعيد ذبحه فقام رجل من الأنصار فقال
يا رسول الله جيران لي إما قال بهم خصاصة وإما قال فقر وإني ذبحت قبل
الصلاة وعندي عناق لي أحب إلي من شاتي لحم فرخص له فيها حدثنا
مسلم قال حدثنا شعبة عن الأسود عن جندب قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم
يوم النحر ثم خطب ثم ذبح فقال من ذبح قبل أن يصلي فليذبح أخرى مكانها
ومن لم يذبح فليذبح باسم الله باب من خالف الطريق إذا رجع يوم
العيد حدثنا محمد قال أخبرنا أبو تميلة يحيى بن واضح عن فليح بن سليمان
عن سعيد بن الحرث عن جابر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم
عيد خالف الطريق * تابعه يونس بن محمد عن فليح عن أبي هريرة وحديث
جابر أصح باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين وكذلك النساء ومن كان
في البيوت والقرى لقول النبي صلى الله عليه وسلم هذا عيدنا أهل الاسلام
وأمر أنس بن مالك مولاهم ابن أبي عتبة بالزاوية فجمع أهله وبنيه وصلى
كصلاة أهل المصر وتكبيرهم وقال عكرمة أهل السواد يجتمعون في العيد
يصلون ركعتين كما يصنع الامام وقال عطاء إذا فاته العيد صلى ركعتين حدثنا
يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن
أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان والنبي صلى الله
عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم
عن وجهه وقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى وقالت
عائشة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم
يلعبون في المسجد فزجرهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعهم امنا بني أرفدة
يعني من الامن باب الصلاة قبل العيد وبعدها وقال أبو المعلى سمعت
11

سعيدا عن ابن عباس كره الصلاة قبل العيد حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
شعبة قال حدثني عدي بن ثابت قال سمعت سعيد بن جبير عن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الفطر فصلى ركعتين لم يصل قبلها
ولا بعدها ومعه بلال
بسم الله الرحمن الرحيم باب ما جاء في الوتر حدثنا عبد الله بن يوسف
قال أخبرنا مالك عن نافع وعبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رجلا سأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل فقال صلى الله عليه وسلم صلاة
الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى *
وعن نافع أن عبد الله بن عمر كان يسلم بين الركعة والركعتين في الوتر حتى
يأمر ببعض حاجته حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن مخرمة بن
سليمان عن كريب أن ابن عباس أخبره أنه بات عند ميمونة وهي خالته
فاضطجعت في عرض وسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله
في طولها فنام حتى انتصف الليل أو قريبا منه فاستيقظ يمسح النوم عن وجهه
ثم قرأ عشر آيات من آل عمران ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شن
معلقة فتوضأ فأحسن الوضوء ثم قام يصلي فصنعت مثله فقمت إلى جنبه
فوضع يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني يفتلها ثم صلى ركعتين ثم ركعتين ثم
ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن
فقام فصلى ركعتين ثم خرج فصلى الصبح حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن
وهب قال أخبرني عمرو أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه عن أبيه عن عبد الله بن
عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى فإذا أردت أن
تنصرف فاركع ركعة توتر لك ما صليت * قال القاسم ورأينا أناسا منذ
أدركنا يوترون بثلاث وإن كلا لواسع أرجو أن لا يكون بشئ منه بأس
12

حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري عن عروة أن عائشة
أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة كانت
تلك صلاته تعني بالليل فيسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين
آية قبل أن يرفع رأسه ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر ثم يضطجع على شقه
الأيمن حتى يأتيه المؤذن للصلاة باب ساعات الوتر قال أبو هريرة
أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم بالوتر قبل النوم حدثنا أبو النعمان قال
حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا أنس بن سيرين قال قلت لابن عمر أرأيت
الركعتين قبل صلاة الغداة أطيل فيهما القراءة فقال كان النبي صلى الله عليه
وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة ويصلي الركعتين قبل صلاة
الغداة وكأن الأذان بأذنيه قال حماد أي سرعة حدثنا عمر بن حفص
قال حدثنا أبي قال حدثنا الأعمش قال حدثني مسلم عن مسروق عن عائشة
قالت كل الليل أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهى وتره إلى السحر
باب ايقاظ النبي صلى الله عليه وسلم أهله بالوتر حدثنا مسدد قال
حدثنا يحيى قال حدثنا هشام قال حدثني أبي عن عائشة قالت كان النبي صلى الله
عليه وسلم يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشه فإذا أراد أن يوتر أيقظني
فأوترت باب ليجعل آخر صلاته وترا حدثنا مسدد قال حدثنا
يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال حدثني نافع عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا باب الوتر على الدابة
حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن
عبد الله بن عمر بن الخطاب عن سعيد بن يسار أنه قال كنت أسير مع
عبد الله بن عمر بطريق مكة فقال سعيد فلما خشيت الصبح نزلت فأوترت ثم
لحقته فقال عبد الله بن عمر أين كنت فقلت خشيت الصبح فنزلت فأوترت
13

فقال عبد الله أليس لك في رسول الله أسوة حسنة فقلت بلى والله قال فإن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير باب الوتر في السفر
حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به
يومئ إيماء صلاة الليل إلا الفرائض ويوتر على راحلته باب القنوت
قبل الركوع وبعده حدثنا مسدد قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن
محمد قال سئل أنس أقنت النبي صلى الله عليه وسلم في الصبح قال نعم فقيل
أو قنت قبل الركوع قال قنت بعد الركوع يسيرا حدثنا مسدد قال
حدثنا عبد الواحد قال حدثنا عاصم قال سألت أنس بن مالك عن القنوت فقال
قد كان القنوت قلت قبل الركوع أو بعده قال قبله قال فإن فلانا أخبرني
عنك أنك قلت بعد الركوع فقال كذب إنما قنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعد الركوع شهرا أراه كان بعث قوما يقال لهم القراء زهاء سبعين
رجلا إلى قوم مشركين دون أولئك وكان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه
وسلم عهد فقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا يدعو عليهم أخبرنا
أحمد بن يونس قال حدثنا زائدة عن التيمي عن أبي مجلز عن أنس قال قنت
النبي صلى الله عليه وسلم شهرا يدعو على رعل وذكوان حدثنا مسدد
قال حدثنا إسماعيل قال حدثنا خالد عن أبي قلابة عن أنس قال كان القنوت
في المغرب والفجر
(بسم الله الرحمن الرحيم * أبواب الاستسقاء) باب الاستسقاء
وخروج النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء حدثنا أبو نعيم قال حدثنا
سفيان عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عمه قال خرج النبي صلى الله
عليه وسلم يستسقي وحول رداءه باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
14

واجعلها سنين كسني يوسف حدثنا قتيبة قال حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن
عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة
اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من
المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف وأن
النبي صلى الله عليه وسلم قال غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله * قال ابن أبي
الزناد عن أبيه هذا كله في الصبح حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا
جرير عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق قال كنا عند عبد الله فقال إن
النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى من الناس إدبارا قال اللهم سبعا كسبع يوسف
فأخذتهم سنة حصت كل شئ حتى أكلوا الجلود والميتة والجيف وينظر
أحدهم إلى السماء فيرى الدخان من الجوع فأتاه أبو سفيان فقال يا محمد إنك
تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم قال الله
تعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين إلى قوله عائدون يوم نبطش البطشة
الكبرى فالبطشة يوم بدر وقد مضت الدخان والبطشة واللزام وآية الروم
باب سؤال الناس الامام الاستسقاء إذا قحطوا حدثنا عمرو بن علي
قال حدثنا أبو قتيبة قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه قال سمعت
ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وقال عمر بن حمزة حدثنا سالم عن أبيه ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر
إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وهو قول أبي طالب حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا محمد بن عبد الله
15

الأنصاري قال حدثني أبي عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن
أنس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد
المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا
وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون باب تحويل الرداء
في الاستسقاء حدثنا إسحاق قال حدثنا وهب قال أخبرنا شعبة عن محمد بن
أبي بكر عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى
فقلب رداءه حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال حدثنا عبد الله
ابن أبي بكر أنه سمع عباد بن تميم يحدث أباه عن عمه عبد الله بن زيد أن النبي
صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى فاستسقى فاستقبل القبلة وقلب رداءه
وصلى ركعتين * قال أبو عبد الله كان ابن عيينة يقول هو صاحب الأذان
ولكنه وهم لان هذا عبد الله بن زيد بن عاصم المازني مازن الأنصار
باب الاستسقاء في المسجد الجامع حدثنا محمد قال أخبرنا أبو ضمرة
أنس بن عياض قال حدثنا شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنه سمع أنس بن
مالك يذكر أن رجلا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر ورسول الله
صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما
فقال يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا قال
فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم
اسقنا قال أنس ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئا وما
بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس
فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت قال والله ما رأينا الشمس ستا ثم
دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم
قائم يخطب فاستقبله قائما فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت
16

السبل فادع الله يمسكها قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال
اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والجبال والظراب والأودية ومنابت
الشجر قال فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس قال شريك فسألت أنسا أهو
الرجل الأول قال لا أدري باب الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل
القبلة حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن شريك عن
أنس بن مالك أن رجلا دخل المسجد يوم جمعة من باب كان نحو دار القضاء
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه
وسلم قائما ثم قال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله
يغيثنا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال اللهم أغثنا اللهم أغثنا
اللهم أغثنا قال أنس ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة وما بيننا
وبين سلع من بيت ولا دار قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت
السماء انتشرت ثم أمطرت فلا والله ما رأينا الشمس ستا ثم دخل رجل من
ذلك الباب في الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله
قائما فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها
عنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا
اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر قال فأقلعت
وخرجنا نمشي في الشمس قال شريك سألت أنس بن مالك أهو الرجل الأول
فقال ما أدري باب الاستسقاء على المنبر حدثنا مسدد قال حدثنا
أبو عوانة عن قتادة عن أنس قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم
الجمعة إذ جاء رجل فقال يا رسول الله قحط المطر فادع الله أن يسقينا فدعا فمطرنا
فما كدنا أن نصل إلى منازلنا فما زلنا نمطر إلى الجمعة المقبلة قال فقام ذلك الرجل
أو غيره فقال يا رسول الله ادع الله أن يصرفه عنا فقال رسول الله صلى الله
17

عليه وسلم اللهم حوالينا ولا علينا قال فلقد رأيت السحاب يتقطع يمينا
وشمالا يمطرون ولا يمطر أهل المدينة باب من اكتفى بصلاة الجمعة
في الاستسقاء حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن شريك بن عبد الله عن
أنس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هلكت المواشي وتقطعت
السبل فدعا فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة ثم جاء فقال تهدمت البيوت وتقطعت
السبل وهلكت المواشي فادع الله يمسكها فقال اللهم على الآكام والظراب
والأودية ومنابت الشجر فانجابت عن المدينة انجياب الثوب باب
الدعاء إذا تقطعت السبل من كثرة المطر حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك
عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس بن مالك قال جاء رجل إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت السبل
فادع الله فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمطروا من جمعة إلى جمعة فجاء
رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله تهدمت البيوت
وتقطعت السبل وهلكت المواشي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم
على رؤس الجبال والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر فانجابت عن المدينة
انجياب الثوب باب ما قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحول رداءه
في الاستسقاء يوم الجمعة حدثنا الحسن بن بشر قال حدثنا معافى بن عمران
عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك أن رجلا شكا إلى النبي
صلى الله عليه وسلم هلاك المال وجهد العيال فدعا الله يستسقي ولم يذكر أنه
حول رداءه ولا استقبل القبلة باب إذا استشفعوا إلى الامام
ليستسقي لهم لم يردهم حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن
شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس بن مالك قال جاء رجل إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت المواشي وتقطعت السبل فادع الله
18

فدعا الله فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله تهدمت البيوت وتقطعت السبل وهلكت المواشي فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم على ظهور الجبال والآكام وبطون
الأودية ومنابت الشجر فانجابت عن المدينة انجياب الثوب باب
إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط حدثنا محمد بن كثير عن
سفيان قال حدثنا منصور والأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال أتيت ابن
مسعود فقال إن قريشا أبطؤوا عن الاسلام فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم
فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام فجاءه أبو سفيان فقال
يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم وإن قومك هلكوا فادع الله تعالى فقرأ فارتقب
يوم تأتي السماء بدخان مبين ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى يوم نبطش
البطشة الكبرى يوم بدر * قال وزاد أسباط عن منصور فدعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فسقوا الغيث فأطبقت عليهم سبعا وشكا الناس كثرة المطر
قال اللهم حوالينا ولا علينا فانحدرت السحابة عن رأسه فسقوا الناس حولهم
باب الدعاء إذا كثر المطر حوالينا ولا علينا حدثنا محمد بن أبي بكر
قال حدثنا معتمر عن عبيد الله عن ثابت عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه
وسلم يخطب يوم جمعة فقام الناس فصاحوا فقالوا يا رسول الله قحط المطر
واحمرت الشجر وهلكت البهائم فادع الله يسقينا فقال اللهم اسقنا مرتين
وأيم الله ما نرى في السماء قزعة من سحاب فنشأت سحابة وأمطرت ونزل عن
المنبر فصلى فلما انصرف لم تزل تمطر إلى الجمعة التي تليها فلما قام النبي صلى الله
عليه وسلم يخطب صاحوا إليه تهدمت البيوت وانقطعت السبل فادع الله
يحبسها عنا فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال اللهم حوالينا ولا
علينا فكشطت المدينة فجعلت تمطر حولها ولا تمطر بالمدينة قطرة فنظرت
19

إلى المدينة وإنها لفي مثل الإكليل باب الدعاء في الاستسقاء قائما
وقال لنا أبو نعيم عن زهير عن أبي إسحاق خرج عبد الله بن يزيد الأنصاري
وخرج معه البراء بن عازب وزيد بن أرقم رضي الله عنهم فاستسقى فقام
بهم على رجليه على غير منبر فاستغفر ثم صلى ركعتين يجهر بالقراءة ولم
يؤذن ولم يقم قال أبو إسحاق ورأي عبد الله بن يزيد النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا أبو اليمان قال حدثنا شعيب عن الزهري قال حدثني عباد بن
تميم أن عمه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخبره أن النبي
صلى الله عليه وسلم خرج بالناس يستسقي لهم فقام فدعا الله قائما ثم توجه
قبل القبلة وحول رداءه فاسقوا باب الجهر بالقراءة في الاستسقاء
حدثنا أبو نعيم قال حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه
قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فتوجه إلى القبلة يدعو وحول
رداءه ثم صلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة باب كيف حول النبي
صلى الله عليه وسلم ظهره إلى الناس حدثنا آدم قال حدثنا ابن أبي ذئب
عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم
خرج يستسقي قال فحول إلى الناس ظهره واستقبل القبلة يدعو ثم حول رداءه
ثم صلى لنا ركعتين جهر فيهما بالقراءة باب صلاة الاستسقاء ركعتين
حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن
تميم عن عمه أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فصلى ركعتين وقلب رداءه
باب الاستسقاء في المصلى حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا سفيان
عن عبد الله بن أبي بكر سمع عباد بن تميم عن عمه قال خرج النبي صلى الله عليه
وسلم إلى المصلى يستسقي واستقبل القبلة فصلى ركعتين وقلب رداءه * قال
سفيان فأخبرني المسعودي عن أبي بكر قال جعل اليمين على الشمال باب
20

استقبال القبلة في الاستسقاء حدثنا محمد قال أخبرنا عبد الوهاب قال حدثنا
يحيى بن سعيد قال أخبرني أبو بكر بن محمد أن عباد بن تميم أخبره أن عبد الله
ابن زيد الأنصاري أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى يصلي
وأنه لما دعا أو أراد أن يدعو استقبل القبلة وحول رداءه * قال أبو عبد الله
ابن زيد هذا مازني والأول كوفي هو ابن يزيد باب رفع الناس
أيديهم مع الامام في الاستسقاء قال أيوب بن سليمان حدثني أبو بكر بن أبي
أويس عن سليمان بن بلال قال يحيى بن سعيد سمعت أنس بن مالك قال أتى رجل
أعرابي من أهل البدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال
يا رسول الله هلكت الماشية هلك العيال هلك الناس فرفع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يديه يدعو ورفع الناس أيديهم معه يدعون قال فما خرجنا من المسجد
حتى مطرنا فما زلنا نمطر حتى كانت الجمعة الأخرى فأتى الرجل إلى نبي الله صلى الله
عليه وسلم فقال يا رسول الله بشق المسافر ومنع الطريق * وقال الأويسي
حدثني محمد بن جعفر عن يحيى بن سعيد وشريك سمعا أنسا عن النبي صلى الله
عليه وسلم رفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه باب رفع الامام يده
في الاستسقاء حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى وابن أبي عدي عن سعيد
عن قتادة عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع
يديه في شئ من دعائه إلا في الاستسقاء وإنه يرفع حتى يرى بياض إبطيه
باب ما يقال إذا أمطرت وقال ابن عباس كصيب المطر وقال غيره صاب
وأصاب يصوب حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن المروزي قال أخبرنا
عبد الله قال أخبرنا عبيد الله عن نافع عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال اللهم صيبا نافعا * تابعه القاسم
ابن يحيى عن عبيد الله ورواه الأوزاعي وعقيل عن نافع باب من تمطر
21

في المطر حتى يتحادر على لحيته حدثنا محمد قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا
الأوزاعي قال حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري قال حدثني
أنس بن مالك رضي الله عنه قال أصابت الناس سنة على عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يوم الجمعة
قام أعرابي فقال يا رسول الله هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا أن يسقينا
قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وما في السماء قزعة قال فثار السحاب
أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته قال
فمطرنا يومنا ذلك وفي الغد ومن بعد الغد والذي يليه إلى الجمعة الأخرى
فقام ذلك الأعرابي أو رجل غيره فقال يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال
فادع الله لنا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم حوالينا
ولا علينا قال فما جعل يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا تفرجت حتى صارت
المدينة في مثل الجوبة حتى سال الوادي وادي قناة شهرا قال فلم يجئ أحد
من ناحية إلا حدث بالجود باب إذا هبت الريح حدثنا سعيد بن
أبي مريم قال أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني حميد أنه سمع أنسا يقول
كانت الريح الشديدة إذا هبت عرف ذلك في وجه النبي صلى الله عليه وسلم
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا حدثنا مسلم قال
حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور باب ما قيل في الزلازل
والآيات حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب قال أخبرنا أبو الزناد عن
عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقوم
الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن
ويكثر الهرج وهو القتل القتل حتى يكثر فيكم المال فيفيض حدثنا محمد بن
22

المثنى قال حدثنا حسين بن الحسن قال حدثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر
قال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قال قالوا وفي نجدنا قال قال اللهم بارك لنا
في شامنا وفي يمننا قال قالوا وفي نجدنا قال قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع
قرن الشيطان باب قول الله تعالى وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون
قال ابن عباس شكركم حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن صالح بن كيسان
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن زيد بن خالد الجهني أنه قال
صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء
كانت من الليلة فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس فقال هل
تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال أصبح من عبادي مؤمن بي
وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب
وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب باب
لا يدري متى يجئ المطر إلا الله وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
خمس لا يعلمهن إلا الله حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن
عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح
الغيب خمس لا يعلمها إلا الله لا يعلم أحد ما يكون في غد ولا يعلم أحد ما يكون
في الأرحام ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت
وما يدري أحد متى يجئ المطر
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب الكسوف)
باب الصلاة في كسوف الشمس حدثنا عمرو بن عون قال حدثنا
خالد عن يونس عن الحسن عن أبي بكرة قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم فانكسفت الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى دخل
23

المسجد فدخلنا فصلى بنا ركعتين حتى انجلت الشمس فقال النبي صلى الله
عليه وسلم إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد فإذا رأيتموهما
فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم حدثنا شهاب بن عباد قال حدثنا
إبراهيم بن حميد عن إسماعيل عن قيس قال سمعت أبا مسعود يقول قال
النبي صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد
من الناس ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فقوموا فصلوا
حدثنا أصبغ قال أخبرني ابن وهب قال أخبرني عمرو عن عبد الرحمن بن
القاسم حدثه عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يخبر عن النبي صلى الله
عليه وسلم أن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان
من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا هاشم
ابن القاسم قال حدثنا شيبان أبو معاوية عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة
قال كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم
فقال الناس كسفت الشمس لموت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم فصلوا وادعوا
الله باب الصدقة في الكسوف حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت خسفت الشمس في عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس
فقام فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام
الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد فأطال
السجود ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى ثم انصرف وقد انجلت
الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من
آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا
24

وصلوا وتصدقوا ثم قال يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده
أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
باب النداء بالصلاة جامعة في الكسوف حدثنا إسحاق قال أخبرنا
يحيى بن صالح قال حدثنا معاوية بن سلام بن أبي سلام الحبشي الدمشقي قال
أخبرنا يحيى بن أبي كثير قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال لما كسفت الشمس على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم نودي أن الصلاة جامعة باب خطبة الامام
في الكسوف وقالت عائشة وأسماء خطب النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا
يحيى بن بكير قال حدثني الليث عن عقيل عن ابن شهاب ح وحدثني أحمد بن
صالح قال حدثني عنبسة قال حدثنا يونس عن ابن شهاب قال حدثني عروة
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت خسفت الشمس في حياة النبي
صلى الله عليه وسلم فخرج إلى المسجد فصف الناس وراءه فكبر فاقترأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة طويلة ثم كبر فركع ركوعا طويلا ثم
قال سمع الله لمن حمده فقام ولم يسجد وقرأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة
الأولى ثم كبر وركع ركوعا طويلا وهو أدنى من الركوع الأول ثم قال
سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم سجد ثم قال في الركعة الآخرة مثل
ذلك فاستكمل أربع ركعات في أربع سجدات وانجلت الشمس قبل أن ينصرف
ثم قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال هما آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت
أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة * وكان يحدث كثير
ابن عباس أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كان يحدث يوم خسفت الشمس
بمثل حديث عروة عن عائشة فقلت لعروة إن أخاك يوم خسفت الشمس
بالمدينة لم يزد على ركعتين مثل الصبح قال أجل لأنه أخطأ السنة باب
25

هل يقول كسفت الشمس أو خسفت وقال الله تعالى وخسف القمر حدثنا
سعيد بن عفير قال حدثنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني
عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلى يوم خسفت الشمس فقام فكبر فقرأ قراءة طويلة ثم
ركع ركوعا طويلا ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده وقام كما هو ثم قرأ
قراءة طويلة وهي أدنى من القراءة الأولى ثم ركع ركوعا طويلا وهي أدنى
من الركعة الأولى ثم سجد سجودا طويلا ثم فعل في الركعة الآخرة مثل
ذلك ثم سلم وقد تجلت الشمس فخطب الناس فقال في كسوف الشمس والقمر إنهما
آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى
الصلاة باب قول النبي صلى الله عليه وسلم يخوف الله عباده بالكسوف
قاله أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا
حماد بن زيد عن يونس عن الحسن عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولكن الله
تعالى يخوف بها عباده * وقال أبو عبد الله لم يذكر عبد الوارث وشعبة وخالد بن
عبد الله وحماد بن سلمة عن يونس يخوف الله بها عباده * وتابعه أشعث عن
الحسن * وتابعه موسى عن مبارك عن الحسن قال أخبرني أبو بكرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يخوف بهما عباده باب التعوذ
من عذاب القبر في الكسوف حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى
ابن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
أن يهودية جاءت تسألها فقالت أعاذك الله من عذاب القبر فسألت عائشة
رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أيعذب الناس في قبورهم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم عائذا بالله من ذلك ثم ركب رسول الله صلى الله
26

عليه وسلم ذات غداة مركبا فخسفت الشمس فرجع ضحى فمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم بين ظهراني الحجر ثم قام يصلي وقام الناس وراءه فقام
قياما طويلا ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام
الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فسجد ثم
قام فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو
دون الركوع الأول ثم رفع فسجد ثم قام وهو دون القيام الأول ثم ركع
ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فسجد وانصرف فقال
ما شاء الله أن يقول ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر باب طول
السجود في الكسوف حدثنا أبو نعيم قال حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة
عن عبد الله بن عمرو أنه قال لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم نودي أن الصلاة جامعة فركع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين
في سجدة ثم قام فركع ركعتين في سجدة ثم جلس ثم جلي عن الشمس قال وقالت
عائشة رضي الله عنها ما سجدت سجودا قط كان أطول منها باب
صلاة الكسوف جماعة وصلى ابن عباس بهم في صفة زمزم وجمع علي بن
عبد الله بن عباس وصلى ابن عمر حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد
ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عباس قال انخسفت الشمس على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام قياما
طويلا نحوا من قراءة سورة البقرة ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع فقام
قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع
الأول ثم سجد ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا
طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام
الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم انصرف
27

وقد تجلت الشمس فقال صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر آيتان من
آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله قالوا
يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك ثم رأيناك كعكعت قال صلى الله
عليه وسلم إني رأيت الجنة فتناولت عنقودا ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت
الدنيا وأريت النار فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع ورأيت أكثر أهلها النساء
قالوا بم يا رسول الله قال بكفرهن قيل يكفرن بالله قال يكفرن العشير
ويكفرن الاحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا
قالت ما رأيت منك خيرا قط باب صلاة النساء مع الرجال في
الكسوف حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن هشام بن عروة
عن امرأته فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت أتيت عائشة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين خسفت الشمس فإذا الناس قيام يصلون
وإذا هي قائمة تصلي فقلت ما للناس فأشارت بيدها إلى السماء وقالت سبحان
الله فقلت آية فأشارت أي نعم قالت فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب
فوق رأسي الماء فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه
ثم قال ما من شئ كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار
ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريبا من فتنة الدجال لا أدري
أيتهما قالت أسماء يؤتى أحدكم فيقال له ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن
أو الموقن لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول محمد رسول الله صلى الله عليه
وسلم جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا فيقال له نم صالحا فقد علمنا
إن كنت لموقنا وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أيتهما قالت أسماء فيقول
لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته باب من أحب العتاقة في
كسوف الشمس حدثنا ربيع بن يحيى قال حدثنا زائدة عن هشام عن
28

فاطمة عن أسماء قالت لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعتاقة في كسوف
الشمس باب صلاة الكسوف في المسجد حدثنا إسماعيل قال حدثني
مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها أن
يهودية جاءت تسألها فقالت أعاذك الله من عذاب القبر فسألت عائشة رسول الله
صلى الله عليه وسلم أيعذب الناس في قبورهم فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم عائذا بالله من ذلك ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة
مركبا فكسفت الشمس فرجع ضحى فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين
ظهراني الحجر ثم قام فصلى وقام الناس وراءه فقام قياما طويلا ثم ركع ركوعا
طويلا ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا
طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فسجد سجودا طويلا ثم قام فقام
قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع
الأول ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا
وهو دون الركوع الأول ثم سجد وهو دون السجود الأول ثم انصرف
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول ثم أمرهم أن يتعوذوا
من عذاب القبر باب لا تنكسف الشمس لموت أحد ولا لحياته رواه
أبو بكرة والمغيرة وأبو موسى وابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم حدثنا
مسدد قال حدثنا يحيى عن إسماعيل قال حدثني قيس عن أبي مسعود قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته
ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا حدثنا عبد الله بن محمد
قال حدثنا هشام قال أخبرنا معمر عن الزهري وهشام بن عروة عن عروة
عن عائشة رضي الله عنها قالت كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقام النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس فأطال القراءة ثم ركع
29

فأطال الركوع ثم رفع رأسه فأطال القراءة وهي دون قراءته في الأولى ثم
ركع فأطال الركوع دون ركوعه الأول ثم رفع رأسه فسجد سجدتين ثم قام
فصنع في الركعة الثانية مثل ذلك ثم قام فقال إن الشمس والقمر لا يخسفان
لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله يريهما عباده فإذا رأيتم
ذلك فافزعوا إلى الصلاة باب الذكر في الكسوف رواه ابن عباس
رضي الله عنهما حدثنا محمد بن العلاء قال حدثنا أبو أسامة عن بريد بن
عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال خسفت الشمس فقام النبي صلى الله
عليه وسلم فزعا يخشى أن تكون الساعة فأتى المسجد فصلى بأطول قيام
وركوع وسجود رأيته قط يفعله وقال هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون
لموت أحد ولا لحياته ولكن يخوف الله به عباده فإذا رأيتم شيئا من ذلك
فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره باب الدعاء في الخسوف قاله أبو
موسى وعائشة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو الوليد
قال حدثنا زائدة قال حدثنا زياد بن علاقة قال سمعت المغيرة بن شعبة يقول
انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم فقال الناس انكسفت لموت إبراهيم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله
لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي
باب قول الإمام في خطبة الكسوف أما بعد * وقال أبو أسامة حدثنا
هشام قال أخبرتني فاطمة بنت المنذر عن أسماء قالت فانصرف رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقد تجلت الشمس فخطب فحمد الله بما هو أهله ثم قال أما
بعد باب الصلاة في كسوف القمر حدثنا محمود قال حدثنا سعيد بن
عامر عن شعبة عن يونس عن الحسن عن أبي بكرة رضي الله عنه قال انكسفت
الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين حدثنا أبو
30

معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا يونس عن الحسن عن أبي بكرة قال
خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج يجر رداءه حتى
انتهى إلى المسجد وثاب الناس إليه فصلى بهم ركعتين فانجلت الشمس فقال إن
الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنهما لا يخسفان لموت أحد وإذا كان
ذاك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم وذاك أن ابنا للنبي صلى الله عليه وسلم
مات يقال له إبراهيم فقال الناس في ذاك باب الركعة الأولى في
الكسوف أطول حدثنا محمود قال حدثنا أبو أحمد قال حدثنا سفيان عن
يحيى عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم
في كسوف الشمس أربع ركعات في سجدتين الأول والأول أطول باب
الجهر بالقراءة في الكسوف حدثنا محمد بن مهران قال حدثنا الوليد قال
أخبرنا ابن نمر سمع ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها جهر النبي
صلى الله عليه وسلم في صلاة الخسوف بقراءته فإذا فرغ من قراءته كبر فركع
وإذا رفع من الركعة قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يعاود القراءة
في صلاة الكسوف أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات * وقال الأوزاعي
وغيره سمعت الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن الشمس خسفت
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث مناديا الصلاة جامعة فتقدم
فصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات * قال الوليد وأخبرني عبد الرحمن
ابن نمر سمع ابن شهاب مثله * قال الزهري فقلت ما صنع أخوك ذلك
عبد الله بن الزبير ما صلى إلا ركعتين مثل الصبح إذ صلى بالمدينة قال أجل إنه
أخطأ السنة * تابعه سفيان بن حسين وسليمان بن كثير عن الزهري في الجهر
(بسم الله الرحمن الرحيم * أبواب سجود القرآن وسنتها) حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت
31

الأسود عن عبد الله رضي الله عنه قال قرأ النبي صلى الله عليه وسلم النجم بمكة
فسجد فيها وسجد من معه غير شيخ أخذ كفا من حصى أو تراب ورفعه إلى
جبهته وقال يكفيني هذا فرأيته بعد ذلك قتل كافرا باب سجدة
تنزيل السجدة حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن سعد بن
إبراهيم عن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه
وسلم يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر ألم تنزيل السجدة وهل أتى على الانسان
باب سجدة ص حدثنا سليمان بن حرب وأبو النعمان قالا حدثنا
حماد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ص ليس من
عزائم السجود وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد فيها باب
سجدة النجم قاله ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا
حفص بن عمر قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله رضي الله
عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم فسجد بها فما بقي أحد من
القوم إلا سجد فأخذ رجل من القوم كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى وجهه
وقال يكفيني هذا فلقد رأيته بعد قتل كافرا باب سجود المسلمين
مع المشركين والمشرك نجس ليس له وضوء وكان ابن عمر رضي الله عنهما
يسجد على غير وضوء حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا
أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم
سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والانس * ورواه ابن
طهمان عن أيوب باب من قرأ السجدة ولم يسجد حدثنا سليمان بن
داود أبو الربيع قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرنا يزيد بن خصيفة عن ابن
قسيط عن عطاء بن يسار أنه أخبره أنه سأل زيد بن ثابت رضي الله عنه فزعم
أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم والنجم فلم يسجد فيها حدثنا آدم بن
32

أبي إياس قال حدثنا ابن أبي ذئب قال حدثنا يزيد بن عبد الله بن قسيط عن
عطاء بن يسار عن زيد بن ثابت قال قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم والنجم
فلم يسجد فيها باب سجدة إذا السماء انشقت حدثنا مسلم ومعاذ
ابن فضالة قالا أخبرنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة قال رأيت أبا هريرة
رضي الله عنه قرأ إذا السماء انشقت فسجد بها فقلت يا أبا هريرة ألم أرك تسجد
قال لو لم أر النبي صلى الله عليه وسلم يسجد لم أسجد باب من سجد
لسجود القارئ وقال ابن مسعود لتميم بن حذلم وهو غلام فقرأ عليه
سجدة فقال اسجد فإنك إمامنا حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن عبيد الله
قال حدثني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم
يقرأ علينا السورة فيها السجدة فيسجد ونسجد حتى ما يجد أحدنا موضع
جبهته باب ازدحام الناس إذا قرأ الامام السجدة حدثنا بشر بن
آدم قال حدثنا علي بن مسهر قال أخبرنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ السجدة ونحن عنده فيسجد ونسجد معه
فنزدحم حتى ما يجد أحدنا لجبهته موضعا يسجد عليه باب من رأى
أن الله عز وجل لم يوجب السجود وقيل لعمران بن حصين الرجل يسمع
السجدة ولم يجلس لها قال أرأيت لو قعد لها كأنه لا يوجبه عليه وقال سلمان
ما لهذا غدونا وقال عثمان رضي الله عنه إنما السجدة على من استمعها وقال
الزهري لا يسجد إلا أن يكون طاهرا فإذا سجدت وأنت في حضر فاستقبل
القبلة فإن كنت راكبا فلا عليك حيث كان وجهك وكان السائب بن يزيد
لا يسجد لسجود القاص حدثنا إبراهيم بن موسى قال أخبرنا هشام بن
يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني أبو بكر بن أبي مليكة عن عثمان بن
عبد الرحمن التيمي عن ربيعة بن عبد الله بن الهدير التيمي قال أبو بكر وكان
33

ربيعة من خيار الناس عما حضر ربيعة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ
يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد
الناس حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال يا أيها الناس
إنا نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثم عليه ولم يسجد عمر
رضي الله عنه * وزاد نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما إن الله لم يفرض
السجود إلا أن نشاء باب من قرأ السجدة في الصلاة فسجد بها حدثنا
مسدد قال حدثنا معتمر قال سمعت أبي قال حدثني بكر عن أبي رافع قال
صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ إذا السماء انشقت فسجد فقلت ما هذه قال
سجدت بها خلف أبي القاسم صلى الله عليه وسلم فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه
باب من لم يجد موضعا للسجود من الزحام حدثنا صدقة قال
أخبرنا يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي
صلى الله عليه وسلم يقرأ السورة التي فيها السجدة فيسجد ونسجد حتى ما يجد
أحدنا مكانا لموضع جبهته
(بسم الله الرحمن الرحيم * أبواب التقصير) باب ما جاء في التقصير
وكم يقيم حتى يقصر حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو عوانة عن
عاصم وحصين عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أقام النبي صلى الله
عليه وسلم تسعة عشر يقصر فنحن إذا سافرنا تسعة عشر قصرنا وإن زدنا
أتممنا حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا يحيى بن أبي إسحاق
قال سمعت أنسا يقول خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى
مكة فكان يصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة قلت أقمتم بمكة شيئا
قال أقمنا بها عشرا باب الصلاة بمنى حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى
عن عبيد الله قال أخبرني نافع عن عبد الله رضي الله عنه قال صليت مع النبي
34

صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين وأبي بكر وعمر ومع عثمان صدرا من إمارته
ثم أتمها حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة قال أنبأنا أبو إسحاق قال سمعت
حارثة بن وهب قال صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم آمن ما كان بمنى
ركعتين حدثنا قتيبة قال حدثنا عبد الواحد عن الأعمش قال حدثنا إبراهيم
قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد يقول صلى بنا عثمان بن عفان رضي الله عنه
بمنى أربع ركعات فقيل ذلك لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه فاسترجع
ثم قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين وصليت
مع أبي بكر رضي الله عنه بمنى ركعتين وصليت مع عمر بن الخطاب رضي الله
عنه بمنى ركعتين فليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقبلتان باب
كم أقام النبي صلى الله عليه وسلم في حجته حدثنا موسى بن إسماعيل قال
حدثنا وهيب قال حدثنا أيوب عن أبي العالية البراء عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لصبح رابعة يلبون بالحج
فأمرهم أن يجعلوها عمرة إلا من معه الهدي * تابعه عطاء عن جابر
باب في كم يقصر الصلاة وسمى النبي صلى الله عليه وسلم يوما وليلة سفرا
وكان ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم يقصران ويفطران في أربعة برد وهي
ستة عشر فرسخا حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال قلت لأبي أسامة
حدثكم عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى
عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لا تسافر المرأة ثلاثا إلا مع ذي محرم * تابعه أحمد عن ابن المبارك عن
عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا آدم قال
حدثنا ابن أبي ذئب قال حدثنا سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله
35

عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر
أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها حرمة * تابعه يحيى بن أبي كثير
وسهيل ومالك عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه باب يقصر
إذا خرج من موضعه وخرج علي رضي الله عنه فقصر وهو يرى البيوت فلما
رجع قيل له هذه الكوفة قال لا حتى ندخلها حدثنا أبو نعيم قال حدثنا
سفيان عن محمد بن المنكدر وإبراهيم بن ميسرة عن أنس رضي الله عنه قال
صليت الظهر مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعا وبذي الحليفة ركعتين
حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة
رضي الله عنها قالت الصلاة أول ما فرضت ركعتان فأقرت صلاة السفر وأتمت
صلاة الحضر قال الزهري فقلت لعروة ما بال عائشة تتم قال تأولت ما تأول
عثمان باب يصلي المغرب ثلاثا في السفر حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا
شعيب عن الزهري قال أخبرني سالم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أعجله السير في السفر يؤخر المغرب
حتى يجمع بينها وبين العشاء قال سالم وكان عبد الله يفعله إذا أعجله السير *
وزاد الليث قال حدثني يونس عن ابن شهاب قال سالم كان ابن عمر رضي الله
عنهما يجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة قال سالم وأخر ابن عمر المغرب
وكان استصرخ على امرأته صفية بنت أبي عبيد فقلت له الصلاة فقال سر
فقلت له الصلاة فقال سر حتى سار ميلين أو ثلاثة ثم نزل فصلى ثم قال هكذا
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إذا أعجله السير وقال عبد الله رأيت النبي
صلى الله عليه وسلم إذا أعجله السير يؤخر المغرب فيصليها ثلاثا ثم يسلم ثم قلما
يلبث حتى يقيم العشاء فيصلها ركعتين ثم يسلم ولا يسبح بعد العشاء حتى يقوم
من جوف الليل باب صلاة التطوع على الدواب وحيثما توجهت
36

حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا معمر عن الزهري
عن عبد الله بن عامر عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على
راحلته حيث توجهت به حدثنا أبو نعيم قال حدثنا شيبان عن يحيى عن
محمد بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يصلي التطوع وهو راكب في غير القبلة حدثنا عبد الأعلى بن حماد
قال حدثنا وهيب قال حدثنا موسى بن عقبة عن نافع قال كان ابن عمر رضي الله
عنهما يصلي على راحلته ويوتر عليها ويخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يفعله باب الايماء على الدابة حدثنا موسى قال حدثنا عبد العزيز بن
مسلم قال حدثنا عبد الله بن دينار قال كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يصلي
في السفر على راحلته أينما توجهت يومئ وذكر عبد الله أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يفعله باب ينزل للمكتوبة حدثنا يحيى بن بكير قال
حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عامر
ابن ربيعة أخبره قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الراحلة يسبح
يومئ برأسه قبل أي وجه توجه ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع
ذلك في الصلاة المكتوبة * وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال
قال سالم كان عبد الله يصلي على دابته من الليل وهو مسافر ما يبالي حيث كان
وجهه قال ابن عمر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبح على الراحلة قبل
أي وجه توجه ويوتر عليها غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة حدثنا معاذ بن
فضالة قال حدثنا هشام عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال حدثني
جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على راحلته نحو المشرق
فإذا أراد أن يصلي المكتوبة نزل فاستقبل القبلة باب صلاة التطوع
على الحمار حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا حبان قال حدثنا همام حدثنا
37

أنس بن سيرين قال استقبلنا أنسا حين قدم من الشأم فلقيناه بعين التمر فرأيته
يصلي على حمار ووجهه من ذا الجانب يعني عن يسار القبلة فقلت رأيتك
تصلي لغير القبلة فقال لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله
لم أفعله ورواه ابن طهمان عن حجاج عن أنس بن سيرين عن أنس رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم باب من لم يتطوع في السفر دبر الصلاة
حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال حدثني عمر بن محمد أن
حفص بن عاصم حدثه قال سافر ابن عمر فقال صحبت النبي صلى الله عليه وسلم
فلم أره يسبح في السفر وقال الله جل ذكره لقد كان لكم في رسول الله أسوة
حسنة حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن عيسى بن حفص بن عاصم قال
حدثني أبي أنه سمع ابن عمر يقول صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان
لا يزيد في السفر على ركعتين وأبا بكر وعمر وعثمان كذلك رضي الله عنهم
باب من تطوع في السفر في غير دبر الصلاة وقبلها وركع النبي صلى الله
عليه وسلم ركعتي الفجر في السفر حدثنا حفص بن عمر قال حدثنا شعبة
عن عمرو عن ابن أبي ليلى قال ما أنبأنا أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم
صلى الضحى غير أم هانئ ذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة
اغتسل في بيتها فصلى ثمان ركعات فما رأيته صلى صلاة أخف منها غير أنه يتم
الركوع والسجود * وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال حدثني
عبد الله بن عامر أن أباه أخبره أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم صلى السبحة
بالليل في السفر على ظهر راحلته حيث توجهت به حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا
شعيب عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله عن ابن عمر رضي الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسبح على ظهر راحلته حيث كان وجهه
يومئ برأسه وكان ابن عمر يفعله باب الجمع في السفر بين المغرب
38

والعشاء حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال سمعت الزهري عن
سالم عن أبيه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين المغرب والعشاء إذا
جد به السير وقال إبراهيم بن طهمان عن الحسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير
عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يجمع بين صلاة الظهر والعصر إذا كان على ظهر سير ويجمع بين المغرب والعشاء *
وعن حسين عن يحيى بن أبي كثير عن حفص بن عبيد الله بن أنس عن أنس بن
مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين صلاة المغرب
والعشاء في السفر وتابعه علي بن المبارك وحرب عن يحيى عن حفص عن أنس
جمع النبي صلى الله عليه وسلم باب هل يؤذن أو يقيم إذا جمع بين
المغرب والعشاء حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني
سالم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أعجله السير في السفر يؤخر صلاة المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء قال
سالم وكان عبد الله يفعله إذا أعجله السير ويقيم المغرب فيصليها ثلاثا ثم
يسلم ثم قلما يلبث حتى يقيم العشاء فيصليها ركعتين ثم يسلم ولا يسبح بينها
بركعة ولا بعد العشاء بسجدة حتى يقوم من جوف الليل حدثنا إسحاق
قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا حرب قال حدثنا يحيى قال حدثني حفص
ابن عبيد الله بن أنس أن أنسا رضي الله عنه حدثه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يجمع بين هاتين الصلاتين في السفر يعني المغرب والعشاء
باب يؤخر الظهر إلى العصر إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس فيه ابن
عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا حسان الواسطي قال حدثنا المفضل
ابن فضالة عن عقيل عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر
39

ثم يجمع بينهما وإذا زاغت صلى الظهر ثم ركب باب إذا ارتحل بعد
ما زاغت الشمس صلى الظهر ثم ركب حدثنا قتيبة قال حدثنا المفضل بن
فضالة عن عقيل عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر ثم
نزل فجمع بينهما فإن زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر ثم ركب
باب صلاة القاعد حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت صلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم في بيته وهو شاك فصلى جالسا وصلى وراءه قوم قياما فأشار إليهم
أن اجلسوا فلما انصرف قال إنما جعل الامام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا
رفع فارفعوا حدثنا أبو نعيم قال حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن أنس
رضي الله عنه قال سقط رسول الله صلى الله عليه وسلم من فرس فخدش أو فجحش
شقه الأيمن فدخلنا عليه نعوده فحضرت الصلاة فصلى قاعدا فصلينا قعودا
وقال إنما جعل الامام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا
رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد حدثنا إسحاق
ابن منصور قال أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا حسين عن عبد الله بن بريدة
عن عمران بن حصين رضي الله عنه أنه سأل نبي الله صلى الله عليه وسلم ح
وأخبرنا إسحاق قال أخبرنا عبد الصمد قال سمعت أبي قال حدثنا الحسين عن ابن
بريدة قال حدثني عمران بن حصين وكان مبسورا قال سألت رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل قاعدا فقال إن صلى قائما فهو أفضل ومن
صلى قاعدا فله نصف أجر القائم ومن صلى نائما فله نصف أجر القاعد باب
صلاة القاعد بالايماء حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا
حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة أن عمران بن حصين وكان رجلا مبسورا
40

وقال أبو معمر مرة عن عمران قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة
الرجل وهو قاعد فقال من صلى قائما فهو أفضل ومن صلى قاعدا فله نصف
أجر القائم ومن صلى نائما فله نصف أجر القاعد باب إذا لم يطق قاعدا
صلى على جنب وقال عطاء إن لم يقدر أن يتحول إلى القبلة صلى حيث كان وجهه
حدثنا عبدان عن عبد الله عن إبراهيم بن طهمان قال حدثني الحسين المكتب
عن ابن بريدة عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال كانت بي بواسير فسألت
النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فقال صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن
لم تستطع فعلى جنب باب إذا صلى قاعدا ثم صح أو وجد خفة تمم ما بقي
وقال الحسن إن شاء المريض صلى ركعتين قائما وركعتين قاعدا حدثنا عبد الله
ابن يوسف قال أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله
عنها أم المؤمنين أنها (أخبرته)؟ أنها لم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
صلاة الليل قاعدا قط حتى أسن فكان يقرأ قاعدا حتى إذا أراد أن يركع قام
فقرأ نحوا من ثلاثين آية أو أربعين آية ثم ركع حدثنا عبد الله بن يوسف
قال أخبرنا مالك عن عبد الله بن يزيد وأبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يصلي جالسا فيقرأ وهو جالس فإذا بقي من قراءته نحو من
ثلاثين أو أربعين آية قام فقرأها وهو قائم ثم يركع ثم سجد يفعل في الركعة
الثانية مثل ذلك فإذا قضى صلاته نظر فإن كنت يقظى تحدث معي وإن
كنت نائمة اضطجع
بسم الله الرحمن الرحيم باب التهجد بالليل وقوله عز وجل ومن الليل
فتهجد به نافلة لك حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال حدثنا سليمان
ابن أبي مسلم عن طاوس سمع ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله
41

عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض
ومن فيهن ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد نور
السماوات والأرض ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ولك الحمد أنت
الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبيون
حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت
وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت
وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت أو
لا إله غيرك * قال سفيان وزاد عبد الكريم أبو أمية ولا حول ولا قوة إلا
بالله قال سفيان قال سليمان بن أبي مسلم سمعه من طاوس عن ابن عباس رضي الله
عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم باب فضل قيام الليل حدثنا
عبد الله بن محمد قال حدثنا هشام قال أخبرنا معمر ح وحدثني محمود قال حدثنا
عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال كان الرجل
في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله
عليه وسلم فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكنت غلاما شابا وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية
كطي البئر وإذا لها قرنان وإذا فيها أناس قد عرفتهم فجعلت أقول أعوذ بالله
من النار قال فلقينا ملك آخر فقال لي لم ترع فقصصتها على حفصة فقصتها
حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي
من الليل فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا باب طول السجود
في قيام الليل حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني
عروة أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
42

كان يصلي إحدى عشرة ركعة كانت تلك صلاته يسجد السجدة من ذلك
قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه ويركع ركعتين قبل صلاة
الفجر ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المنادي للصلاة باب ترك
القيام للمريض حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن الأسود قال سمعت جندبا
يقول اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين حدثنا محمد بن
كثير قال أخبرنا سفيان عن الأسود بن قيس عن جندب بن عبد الله رضي الله
عنه قال احتبس جبريل صلى الله عليه وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت
امرأة من قريش أبطأ عليه شيطانه فنزلت والضحى والليل إذا سجى ما ودعك
ربك وما قلى باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل
والنوافل من غير ايجاب وطرق النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وعليا عليهما
السلام ليلة للصلاة حدثنا ابن مقاتل قال حدثنا عبد الله قال أخبرنا معمر عن
الزهري عن هند بنت الحرث عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه
وسلم استيقظ ليلة فقال سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتنة ماذا أنزل من
الخزائن من يوقظ صواحب الحجرات يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة
حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني علي بن حسين
أن حسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم طرقه وفاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فقال ألا تصليان فقلت
يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف حين قلنا ذلك ولم
يرجع إلي شيئا ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه وهو يقول وكان الانسان
أكثر شئ جدلا حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن ابن شهاب
عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم وما سبح
43

رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى قط وإني لأسبحها حدثنا
عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن
عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى
ذات ليلة في المسجد فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس
ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلما أصبح قال قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم
إلا أني خشيت أن تفرض عليكم وذلك في رمضان باب قيام النبي
صلى الله عليه وسلم حتى ترم قدماه وقالت عائشة رضي الله عنها حتى تفطر
قدماه والفطور الشقوق انفطرت انشقت حدثنا أبو نعيم قال حدثنا مسعر
عن زياد قال سمعت المغيرة رضي الله عنه يقول إن كان النبي صلى الله عليه وسلم
ليقوم ليصلى حتى ترم قدماه أو ساقاه فيقال له فيقول أفلا أكون عبدا شكورا
باب من نام عند السحر حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال
حدثنا عمرو بن دينار أن عمرو بن أوس أخبره أن عبد الله بن عمرو بن العاص
رضي الله عنهما أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أحب الصلاة
إلى الله صلاة داود عليه السلام وأحب الصيام إلى الله صيام داود وكان ينام
نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما حدثني
عبدان قال أخبرني أبي عن شعبة عن أشعث قال سمعت أبي قال سمعت مسروقا
قال سألت عائشة رضي الله عنها أي العمل كان أحب إلى النبي صلى الله عليه
وسلم قالت الدائم قلت متى كان يقوم قالت يقوم إذا سمع الصارخ حدثنا
محمد بن سلام قال أخبرنا أبو الأحوص عن الأشعث قال إذا سمع الصارخ قام
فصلى حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا إبراهيم بن سعد قال ذكر أبي
عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت ما ألفاه السحر عندي إلا نائما تعني
44

النبي صلى الله عليه وسلم باب من تسحر فلم ينم حتى صلى الصبح حدثنا
يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا روح قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن
مالك رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت رضي الله عنه
تسحرا فلما فرغا من سحورهما قام نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فصلى
قلنا لأنس كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة قال كقدر
ما يقرأ الرجل خمسين آية باب طول القيام في صلاة الليل حدثنا
سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله رضي
الله عنه قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فلم يزل قائما حتى هممت
بأمر سوء قلنا وما هممت قال هممت أن أقعد وأذر النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا حفص بن عمر قال حدثنا خالد بن عبد الله عن حصين عن أبي وائل
عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام للتهجد من الليل
يشوص فاه بالسواك باب كيف كان صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
وكم كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا
شعيب عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
قال إن رجلا قال يا رسول الله كيف صلاة الليل قال مثنى مثنى فإذا خفت الصبح
فأوتر بواحدة حدثنا مسدد قال حدثني يحيى عن شعبة قال حدثني أبو جمرة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث
عشرة ركعة يعني بالليل حدثنا إسحاق قال حدثنا عبيد الله قال أخبرني
إسرائيل عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق قال سألت عائشة
رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت سبع وتسع
وإحدى عشرة سوى ركعتي الفجر حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا
حنظلة عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله
45

عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة منها الوتر وركعتا الفجر
باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل ونومه وما نسخ من قيام الليل
وقوله تعالى يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه
ورتل القرآن ترتيلا إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا إن ناشئة الليل هي أشد وطأ
وأقوم قيلا إن لك في النهار سبحا طويلا وقوله علم أن لن تحصوه فتاب عليكم
فاقرؤا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون
في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤا
ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا
لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا قال ابن عباس رضي الله
عنهما نشأ قام بالحبشة وطاء قال مواطأة القرآن أشد موافقة لسمعه وبصره
وقلبه ليواطؤا ليوافقوا حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني محمد بن
جعفر عن حميد أنه سمع أنسا رضي الله عنه يقول كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه ويصوم حتى نظن أن لا يفطر
وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته ولا نائما إلا رأيته تابعه سليمان
وأبو خالد الأحمر عن حميد باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا
لم يصل بالليل حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن
الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة
عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت
عقدة فإن صلى انحلت عقده فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث
النفس كسلان حدثنا مؤمل بن هشام قال حدثنا إسماعيل قال حدثنا عوف
قال حدثنا أبو رجاء قال حدثنا سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله
46

عليه وسلم في الرؤيا قال أما الذي يثلغ رأسه بالحجر فإنه يأخذ القرآن فيرفضه
وينام عن الصلاة المكتوبة باب إذا نام ولم يصل بال الشيطان في أذنه
حدثنا مسدد قال حدثنا أبو الأحوص قال حدثنا منصور عن أبي وائل عن
عبد الله رضي الله عنه قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقيل ما زال
نائما حتى أصبح ما قام إلى الصلاة فقال بال الشيطان في أذنه باب الدعاء
والصلاة من آخر الليل وقال عز وجل كانوا قليلا من الليل ما يهجعون أي
ما ينامون وبالأسحار هم يستغفرون حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن
ابن شهاب عن أبي سلمة وأبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء
الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني
فأعطيه من يستغفرني فأغفر له باب من نام أول الليل وأحيا آخره وقال
سلمان لأبي الدرداء رضي الله عنهما نم فلما كان من آخر الليل قال قم قال النبي
صلى الله عليه وسلم صدق سلمان حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة وحدثني
سليمان قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود قال سألت عائشة رضي الله
عنها كيف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل قالت كان ينام أوله ويقوم
آخره فيصلي ثم يرجع إلى فراشه فإذا أذن المؤذن وثب فإن كان به حاجة
اغتسل وإلا توضأ وخرج باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل
في رمضان وغيره حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن سعيد بن
أبي سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أخبره أنه سأل عائشة رضي الله
عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت ما كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة
ركعة يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن
47

حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا قالت عائشة فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن
توتر فقال يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا
يحيى بن سعيد عن هشام قال أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها قالت ما رأيت
النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في شئ من صلاة الليل جالسا حتى إذا كبر قرأ
جالسا فإذا بقي عليه من السورة ثلاثون أو أربعون آية قام فقرأهن ثم ركع
باب فضل الطهور بالليل والنهار حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا أبو
أسامة عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الاسلام
فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة قال ما عملت عملا أرجى عندي
أني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي
أن أصلي قال أبو عبد الله دف نعليك يعني تحريك باب ما يكره من
التشديد في العبادة حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز بن
صهيب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم فإذا
حبل ممدود بين الساريتين فقال ما هذا الحبل قالوا هذا حبل لزينب فإذا فترت
تعلقت فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا حلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر
فليقعد قال وقال عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
رضي الله عنها قالت كانت عندي امرأة من بني أسد فدخل علي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال من هذه قلت فلانة لا تنام من الليل فذكر من صلاتها
فقال مه عليكم ما تطيقون من الاعمال فإن الله لا يمل حتى تملوا باب
ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه حدثنا عباس بن الحسين قال
حدثنا مبشر عن الأوزاعي ح وحدثني محمد بن مقاتل أبو الحسن قال أخبرنا
عبد الله قال أخبرنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة
48

ابن عبد الرحمن قال حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك
قيام الليل * وقال هشام حدثنا ابن أبي العشرين قال حدثنا الأوزاعي قال
حدثني يحيى عن عمر بن الحكم بن ثوبان قال حدثني أبو سلمة مثله وتابعه عمرو
ابن أبي سلمة عن الأوزاعي باب حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان
عن عمرو عن أبي العباس قال سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال لي النبي
صلى الله عليه وسلم ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار قلت إني أفعل ذلك
قال فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عينك ونفهت نفسك وإن لنفسك حق
ولأهلك حق فصم وأفطر وقم ونم باب فضل من تعار من الليل فصلى
حدثنا صدقة بن الفضل قال أخبرنا الوليد عن الأوزاعي قال حدثني عمير بن
هانئ قال حدثني جنادة بن أبي أمية قال حدثني عبادة بن الصامت عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله
أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب فإن توضأ
قبلت صلاته حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن يونس عن ابن
شهاب قال أخبرني الهيثم بن أبي سنان أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه وهو
يقصص في قصصه وهو يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أخا لكم
لا يقول الرفث يعني بذلك عبد الله بن رواحة
وفينا رسول الله يتلو كتابه * إذا انشق معروف من الفجر ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا * به موقنات أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه * إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
* تابعه عقيل وقال الزبيدي أخبرني الزهري عن سعيد والأعرج عن أبي
49

هريرة رضي الله عنه حدثنا أبو النعمان قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رأيت على عهد النبي صلى الله عليه
وسلم كأن بيدي قطعة إستبرق فكأني لا أريد مكانا من الجنة إلا طارت إليه
ورأيت كأن اثنين أتياني أرادا أن يذهبا بي إلى النار فتلقاهما ملك فقال لم ترع
خليا عنه فقصت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم إحدى رؤياي فقال
النبي صلى الله عليه وسلم نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فكان عبد الله
رضي الله عنه يصلي من الليل وكانوا لا يزالون يقصون على النبي صلى الله عليه
وسلم الرؤيا أنها في الليلة السابعة من العشر الأواخر فقال النبي صلى الله عليه
وسلم أرى رؤياكم قد تواطت في العشر الأواخر فمن كان متحر بها فليتحرها
من العشر الأواخر باب المداومة على ركعتي الفجر حدثنا عبد الله
ابن يزيد حدثنا سعيد هو ابن أبي أيوب قال حدثني جعفر بن ربيعة عن عراك
ابن مالك عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت صلى النبي صلى الله عليه وسلم
العشاء ثم صلى ثمان ركعات وركعتين جالسا وركعتين بين النداءين ولم يكن
يدعهما أبدا باب الضجعة على الشق الأيمن بعد ركعتي الفجر حدثنا
عبد الله بن يزيد قال حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال حدثني أبو الأسود عن عروة
ابن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي
الفجر اضطجع على شقه الأيمن باب من تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع
حدثنا بشر بن الحكم قال حدثنا سفيان قال حدثني سالم أبو النضر عن أبي سلمة
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى فإن كنت مستيقظة
حدثني وإلا اضطجع حتى يؤذن بالصلاة باب ما جاء في التطوع مثنى
مثنى ويذكر ذلك عن عمار وأبي ذر وأنس وجابر بن زيد وعكرمة والزهري
رضي الله عنهم وقال يحيى بن سعيد الأنصاري ما أدركت فقهاء أرضنا إلا
50

يسلمون في كل اثنتين من النهار حدثنا قتيبة قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي
الموالي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول
إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني
أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر
ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا
الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله
فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الامر شر لي
في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني
واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به قال ويسمي حاجته حدثنا
المكي بن إبراهيم عن عبد الله بن سعيد عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو
ابن سليم الزرقي سمع أبا قتادة بن ربعي الأنصاري رضي الله عنه قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين
حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ركعتين ثم انصرف حدثنا ابن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن ابن
شهاب قال أخبرني سالم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال صليت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعد الظهر وركعتين
بعد الجمعة وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء حدثنا آدم قال
أخبرنا شعبة قال أخبرنا عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله
عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب إذا جاء أحدكم
والامام يخطب أو قد خرج فليصل ركعتين حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سيف
51

قال سمعت مجاهدا يقول أتي ابن عمر رضي الله عنهما في منزله فقيل له هذا رسول
الله صلى الله عليه وسلم قد دخل الكعبة قال فأقبلت فأجد رسول الله صلى الله
عليه وسلم قد خرج وأجد بلالا عند الباب قائما فقلت يا بلال صلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الكعبة قال نعم قلت فأين قال بين هاتين الأسطوانتين
ثم خرج فصلى ركعتين في وجه الكعبة * قال أبو عبد الله قال أبو هريرة
رضي الله عنه أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم بركعتي الضحى * وقال
عتبان غدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه بعد
ما امتد النهار وصففنا وراءه فركع ركعتين باب الحديث بعد ركعتي
الفجر حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال أبو النضر حدثني أبي عن
أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين
فإن كنت مستيقظة حدثني وإلا اضطجع قلت لسفيان فإن بعضهم يرويه
ركعتي الفجر قال سفيان هو ذاك باب تعاهد ركعتي الفجر ومن سماهما
تطوعا حدثنا بيان بن عمرو حدثنا يحيى ابن سعيد حدثنا ابن جريج عن عطاء
عن عبيد بن عمير عن عائشة رضي الله عنها قالت لم يكن النبي صلى الله عليه
وسلم على شئ من النوافل أشد منه تعاهدا على ركعتي الفجر باب ما يقرأ
في ركعتي الفجر حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين
خفيفتين حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن
عبد الرحمن عن عمته عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه
وسلم ح وحدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا زهير قال حدثنا يحيى هو ابن سعيد
عن محمد بن عبد الرحمن عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله
52

عليه وسلم يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح حتى إني لأقول هل قرأ
بأم الكتاب * (أبواب التطوع) باب التطوع بعد المكتوبة
حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال أخبرني نافع عن
ابن عمر قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم سجدتين قبل الظهر وسجدتين
بعد الظهر وسجدتين بعد المغرب وسجدتين بعد العشاء وسجدتين بعد الجمعة
فأما المغرب والعشاء ففي بيته وحدثتني أختي حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يصلي سجدتين خفيفتين بعد ما يطلع الفجر وكانت ساعة لا أدخل على
النبي صلى الله عليه وسلم فيها * وقال ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن
نافع بعد العشاء في أهله * تابعه كثير بن فرقد وأيوب عن نافع باب
من لم يتطوع بعد المكتوبة حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان عن
عمرو قال سمعت أبا الشعثاء جابرا قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما قال
صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانيا جميعا وسبعا جميعا قلت يا أبا
الشعثاء أظنه أخر الظهر وعجل العصر وعجل العشاء وأخر المغرب قال وأنا
أظنه باب صلاة الضحى في السفر حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى
عن شعبة عن توبة عن مورق قال قلت لابن عمر رضي الله عنهما أتصلي الضحى
قال لا قلت فعمر قال لا قلت فأبو بكر قال لا قلت فالنبي صلى الله عليه وسلم
قال لا أخاله حدثنا آدم قال حدثنا شعبة قال حدثنا عمرو بن مرة قال
سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول ما حدثنا أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه
وسلم يصلي الضحى غير أم هانئ فإنها قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل
بيتها يوم فتح مكة فاغتسل وصلى ثماني ركعات فلم أر صلاة قط أخف منها
غير أنه يتم الركوع والسجود باب من لم يصل الضحى ورآه واسعا
حدثنا آدم قال حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله
53

عنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سبح سبحة الضحى وإني
لأسبحها باب صلاة الضحى في الحضر قاله عتبان بن مالك عن النبي
صلى الله عليه وسلم حدثنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا شعبة قال حدثنا
عباس الجريري هو ابن فروخ عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن حتى أموت صوم
ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى ونوم على وتر حدثنا علي بن الجعد
قال أخبرنا شعبة عن أنس بن سيرين قال سمعت أنس بن مالك قال قال رجل
من الأنصار وكان ضخما للنبي صلى الله عليه وسلم إني لا أستطيع الصلاة معك
فصنع للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما فدعاه إلى بيته ونضح له طرف حصير بماء
فصلى عليه ركعتين وقال فلان بن فلان بن الجارود لأنس رضي الله عنه أكان النبي
صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى فقال ما رأيته صلى غير ذلك اليوم باب
الركعتين قبل الظهر حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن
أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال حفظت من النبي صلى الله عليه
وسلم عشر ركعات ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب
في بيته وركعتين بعد العشاء في بيته وركعتين قبل صلاة الصبح كانت ساعة
لا يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها حدثتني حفصة أنه كان إذا أذن المؤذن
وطلع الفجر صلى ركعتين حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن شعبة عن
إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله
عليه وسلم كان لا يدع أربعا قبل الظهر وركعتين قبل الغداة * تابعه ابن أبي
عدي وعمرو عن شعبة باب الصلاة قبل المغرب حدثنا أبو معمر
قال حدثنا عبد الوارث عن الحسين عن ابن بريدة قال حدثني عبد الله المزني
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلوا قبل صلاة المغرب قال في الثالثة لمن
54

شاء كراهية أن يتخذها الناس سنة حدثنا عبد الله بن يزيد قال حدثنا سعيد
ابن أبي أيوب قال حدثني يزيد بن أبي حبيب قال سمعت مرثد بن عبد الله اليزني
قال أتيت عقبة بن عامر الجهني فقلت ألا أعجبك من أبي تميم يركع ركعتين
قبل صلاة المغرب فقال عقبة إنا كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم قلت فما يمنعك الآن قال الشغل باب صلاة النوافل جماعة ذكره
أنس وعائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثني إسحاق أخبرنا
يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابن شهاب قال أخبرني محمود بن الربيع
الأنصاري أنه عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقل مجة مجها في وجهه
من بئر كانت في دارهم فزعم محمود أنه سمع عتبان بن مالك الأنصاري رضي
الله عنه وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كنت
أصلي لقومي ببني سالم وكان يحول بيني وبينهم واد إذا جاءت الأمطار
فيشق علي اجتيازه قبل مسجدهم فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت
له إني أنكرت بصري وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت
الأمطار فيشق علي اجتيازه فوددت أنك تأتي فتصلي من بيتي مكانا أتخذه
مصلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سأفعل فغدا علي رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه بعد ما اشتد النهار فاستأذن رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى قال أين تحب أن أصلي من بيتك
فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه فقام رسول الله صلى الله عليه
وسلم فكبر وصففنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم وسلمنا حين سلم فحبسته
على خزير يصنع له فسمع أهل الدار رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فثاب
رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت فقال رجل منهم ما فعل مالك لا أراه
فقال رجل منهم ذاك منافق لا يحب الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه
55

وسلم لا تقل ذلك ألا تراه قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله فقال الله
ورسوله أعلم أما نحن فوالله لا نرى وده ولا حديثه إلا إلى المنافقين قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي
بذلك وجه الله قال محمود فحدثتها قوما فيهم أبو أيوب صاحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم في غزوته التي توفي فيها ويزيد بن معاوية عليهم بأرض
الروم فأنكرها علي أبو أيوب قال والله ما أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ما قلت قط فكبر ذلك علي فجعلت لله علي إن سلمني حتى أقفل من غزوتي أن
أسأل عنها عتبان بن مالك رضي الله عنه إن وجدته حيا في مسجد قومه فقفلت
فأهللت بحجة أو بعمرة ثم سرت حتى قدمت المدينة فأتيت بني سالم فإذا عتبان
شيخ أعمى يصلي لقومه فلما سلم من الصلاة سلمت عليه وأخبرته من أنا ثم
سألته عن ذلك الحديث فحدثنيه كما حدثنيه أول مرة باب التطوع
في البيت حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا وهيب عن أيوب وعبيد الله عن
نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوا
في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا * تابعه عبد الوهاب عن أيوب
(بسم الله الرحمن الرحيم) باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة قال أخبرني عبد الملك عن قزعة قال
سمعت أبا سعيد قال أربعا قال سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم وكان غزا
مع النبي صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة غزوة ح حدثنا علي قال حدثنا سفيان
عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول
صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا
مالك عن زيد بن رباح وعبيد الله بن أبي عبد الله الأغر عن أبي عبد الله الأغر
56

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي
هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام باب مسجد قباء
حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية أخبرنا أيوب عن نافع أن ابن
عمر رضي الله عنهما كان لا يصلي من الضحى إلا في يومين يوم يقدم بمكة فإنه
كان يقدمها ضحى فيطوف بالبيت ثم يصلي ركعتين خلف المقام ويوم يأتي
مسجد قباء فإنه كان يأتيه كل سبت فإذا دخل المسجد كره أن يخرج منه حتى
يصلي فيه قال وكان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزوره راكبا
وماشيا قال وكان يقول له إنما أصنع كما رأيت أصحابي يصنعون ولا أمنع أحدا
أن صلى في أي ساعة شاء من ليل أو نهار غير أن لا تتحروا طلوع الشمس ولا
غروبها باب من أتى مسجد قباء كل سبت حدثنا موسى بن إسماعيل
قال حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيا وراكبا
وكان عبد الله رضي الله عنه يفعله باب إتيان مسجد قباء راكبا وماشيا
حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن عبيد الله قال حدثني نافع عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قباء راكبا وماشيا *
زاد ابن نمير حدثنا عبيد الله عن نافع فيصلي فيه ركعتين باب فضل
ما بين القبر والمنبر حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن
أبي بكر عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد المازني رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة حدثنا
مسدد عن يحيى عن عبيد الله قال حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن
عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بين بيتي
ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي باب مسجد
57

بيت المقدس حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عبد الملك سمعت قزعة
مولى زياد قال سمعت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يحدث بأربع عن النبي
صلى الله عليه وسلم فأعجبنني وآنقنني قال لا تسافر المرأة يومين إلا معها
زوجها أو ذو محرم ولا صوم في يومين الفطر والأضحى ولا صلاة بعد صلاتين
بعد الصبح حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب ولا تشد الرحال إلا إلى
ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجد الأقصى ومسجدي
(بسم الله الرحمن الرحيم * أبواب العمل في الصلاة) باب
استعانة اليد في الصلاة إذا كان من أمر الصلاة وقال ابن عباس رضي الله عنهما
يستعين الرجل في صلاته من جسده بما شاء ووضع أبو إسحاق قلنسوته
في الصلاة ورفعها ووضع علي رضي الله عنه كفه على رصغه الأيسر إلا أن
يحك جلدا أو يصلح ثوبا حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن
مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس أنه أخبره عن عبد الله بن عباس
رضي الله عنهما أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها وهي خالته قال
فاضطجعت على عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله
في طولها فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليل
أو بعده بقليل ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس فمسح النوم عن
وجهه بيده ثم قرأ العشر آيات خواتيم سورة آل عمران ثم قام إلى شن
معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه ثم قام يصلي قال عبد الله بن عباس رضي الله
عنهما فقمت فصنعت مثل ما صنع ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها بيده فصلى
ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر ثم
اضطجع حتى جاءه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح
58

باب ما ينهى من الكلام في الصلاة حدثنا ابن نمير قال حدثنا ابن
فضيل قال حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه أنه
قال كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علينا فلما رجعنا
من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا وقال إن في الصلاة شغلا حدثنا ابن
نمير حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا هريم بن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم
عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه حدثنا
إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى عن إسماعيل عن الحرث بن شبيل عن أبي عمرو
الشيباني قال قال لي زيد بن أرقم إن كنا لنتكلم في الصلاة على عهد النبي
صلى الله عليه وسلم يكلم أحدنا صاحبه بحاجته حتى نزلت حافظوا على الصلوات
الآية فأمرنا بالسكوت باب ما يجوز من التسبيح والحمد في الصلاة
للرجال حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن
سهل رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم يصلح بين بني عمرو
ابن عوف وحانت الصلاة فجاء بلال أبا بكر رضي الله عنه فقال حبس النبي
صلى الله عليه وسلم فتؤم الناس قال نعم إن شئتم فأقام بلال الصلاة فتقدم أبو بكر
رضي الله عنه فصلى فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في الصفوف يشقها شقا
حتى قام في الصف الأول فأخذ الناس بالتصفيح قال سهل هل تدرون ما التصفيح
هو التصفيق وكان أبو بكر رضي الله تعالى عنه لا يلتفت في صلاته فلما أكثروا
التفت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم في الصف فأشار إليه مكانك فرفع أبو بكر
يديه فحمد الله ثم رجع القهقري وراءه وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى
باب من سمى قوما أو سلم في الصلاة على غيره مواجهة وهو لا يعلم
حدثنا عمرو بن عيسى حدثنا أبو عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد حدثنا
حصين بن عبد الرحمن عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كنا
59

نقول التحية في الصلاة ونسمي ويسلم بعضنا على بعض فسمعه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك
أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن
لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد سلمتم
على كل عبد لله صالح في السماء والأرض باب التصفيق للنساء حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال التسبيح للرجال والتصفيق للنساء
حدثنا يحيى أخبرنا وكيع عن سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي
الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم التسبيح للرجال والتصفيح للنساء
باب من رجع القهقري في صلاته أو تقدم بأمر ينزل به رواه سهل بن
سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله قال
يونس قال الزهري أخبرني أنس بن مالك أن المسلمين بينما هم في الفجر يوم
الاثنين وأبو بكر رضي الله عنه يصلي بهم ففجأهم النبي صلى الله عليه وسلم
وقد كشف ستر حجرة عائشة رضي الله عنها فنظر إليهم وهم صفوف فتبسم
يضحك فنكص أبو بكر رضي الله عنه على عقبيه وظن أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم
فرحا بالنبي صلى الله عليه وسلم حين رأوه فأشار بيده أن أتموا ثم دخل الحجرة
وأرخى الستر وتوفي ذلك اليوم باب إذا دعت الأم ولدها في الصلاة
وقال الليث حدثني جعفر عن عبد الرحمن بن هرمز قال قال أبو هريرة رضي
الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نادت امرأة ابنها وهو في صومعة
قالت يا جريج قال اللهم أمي وصلاتي قالت يا جريج قال اللهم أمي وصلاتي
قالت يا جريج قال اللهم أمي وصلاتي قالت اللهم لا يموت جريج حتى ينظر
60

في وجه المياميس وكانت تأوي إلى صومعته راعية ترعى الغنم فولدت فقيل لها
ممن هذا الولد قالت من جريج نزل من صومعته قال جريج أين هذه التي تزعم
أن ولدها لي قال يا بابوس من أبوك قال راعي الغنم باب مسح الحصا
في الصلاة حدثنا أبو نعيم قال حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة قال حدثني
معيقيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الرجل يسوي التراب حيث يسجد
قال إن كنت فاعلا فواحدة باب بسط الثوب في الصلاة للسجود
حدثنا مسدد حدثنا بشر حدثنا غالب عن بكر بن عبد الله عن أنس بن
مالك رضي الله عنه قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم في شدة الحر
فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن وجهه من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه
باب ما يجوز من العمل في الصلاة حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا
مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت كنت أمد رجلي
في قبلة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فإذا سجد غمزني فرفعتها فإذا قام
مددتها حدثنا محمود حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة قال إن الشيطان
عرض لي فشد علي يقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذعته ولقد هممت أن
أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول سليمان عليه السلام
رب هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي فرده الله خاسئا ثم قال النضر بن
شميل فذعته بالذال أي خنقته وفدعته من قول الله تعالى يوم يدعون أي
يدفعون والصواب فدعته إلا أنه كذا قال بتشديد العين والتاء باب
إذا انفلتت الدابة في الصلاة وقال قتادة إن أخذ ثوبه يتبع السارق ويدع الصلاة
حدثنا آدم حدثنا شعبة قال حدثنا الأزرق بن قيس كنا بالأهواز نقاتل
الحرورية فبينا أنا على جرف نهر إذا رجل يصلي وإذا لجام دابته بيده
61

فجعلت الدابة تنازعه وجعل يتبعها قال شعبة هو أبو برزة الأسلمي فجعل
رجل من الخوارج يقول اللهم افعل بهذا الشيخ فلما انصرف الشيخ قال إني
سمعت قولكم وإني غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست غزوات
أو سبع غزوات أو ثمان وشهدت تيسيره وإني إن كنت أن أراجع مع دابتي
أحب إلي من أن أدعها ترجع إلى مألفها فيشق علي حدثنا محمد بن مقاتل
أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري عن عروة قال قالت عائشة خسفت
الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ سورة طويلة ثم ركع فأطال ثم رفع
رأسه ثم استفتح بسورة أخرى ثم ركع حتى قضاها وسجد ثم فعل ذلك
في الثانية ثم قال إنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتم ذلك فصلوا حتى يفرج
عنكم لقد رأيت في مقامي هذا كل شئ وعدته حتى لقد رأيت أريد أن آخذ قطفا
من الجنة حين رأيتموني جعلت أتقدم ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا
حين رأيتموني تأخرت ورأيت فيها عمرو بن لحي وهو الذي سيب السوائب
باب ما يجوز من البصاق والنفخ في الصلاة ويذكر عن عبد الله بن عمرو
نفخ النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده في كسوف حدثنا سليمان بن حرب
حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه
وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد فتغيظ على أهل المسجد وقال إن الله قبل
أحدكم فإذا كان في صلاة فلا يبزقن أو قال لا يتنخمن ثم نزل فحتها بيده *
وقال ابن عمر رضي الله عنهما إذا بزق أحدكم فليبزق على يساره حدثنا
محمد حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إذا كان في الصلاة فإنه يناجي ربه فلا يبزقن بين يديه
ولا عن يمينه ولكن عن شماله تحت قدمه اليسرى باب من صفق
جاهلا من الرجال في صلاته لم تفسد صلاته فيه سهل بن سعد رضي الله عنه
62

عن النبي صلى الله عليه وسلم باب إذا قيل للمصلي تقدم أو انتظر فانتظر
فلا بأس حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد
رضي الله عنه قال كان الناس يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم عاقدو
أزرهم من الصغر على رقابهم فقيل للنساء لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي
الرجال جلوسا باب لا يرد السلام في الصلاة حدثنا عبد الله بن أبي
شيبة قال حدثنا ابن فضيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال
كنت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علي فلما رجعنا
سلمت عليه فلم يرد علي وقال إن في الصلاة شغلا حدثنا أبو معمر قال حدثنا
عبد الوارث حدثنا كثير بن شنظير عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله
رضي الله عنهما قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة له فانطلقت
ثم رجعت وقد قضيتها فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فلم يرد
علي فوقع في قلبي ما الله أعلم به فقلت في نفسي لعل رسول الله صلى الله عليه
وسلم وجد علي أني أبطأت عليه ثم سلمت عليه فلم يرد علي فوقع في قلبي أشد
من المرة الأولى ثم سلمت عليه فرد علي فقال إنما منعني أن أرد عليك أني كنت
أصلى وكان على راحلته متوجها إلى غير القبلة باب رفع الأيدي
في الصلاة لامر ينزل به حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن
سهل بن سعد رضي الله عنه قال بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني عمرو
ابن عوف بقباء كان بينهم شئ فخرج يصلح بينهم في أناس من أصحابه فحبس
رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت الصلاة فجاء بلال إلى أبي بكر رضي الله
عنهما فقال يا أبا بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حبس وقد حانت
الصلاة فهل لك أن تؤم الناس قال نعم إن شئت فأقام بلال الصلاة وتقدم
أبو بكر رضي الله عنه فكبر للناس وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
63

يمشي في الصفوف يشقها شقا حتى قام في الصف فأخذ الناس في التصفيح *
قال سهل التصفيح هو التصفيق قال وكان أبو بكر رضي الله عنه لا يلتفت
في صلاته فلما أكثر الناس التفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار
إليه يأمره أن يصلي فرفع أبو بكر رضي الله عنه يده فحمد الله ثم رجع
القهقري وراءه حتى قام في الصف وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فصلى للناس فلما فرغ أقبل على الناس فقال يا أيها الناس مالكم حين نابكم
شئ في الصلاة أخذتم بالتصفيح إنما التصفيح للنساء من نابه شئ في صلاته
فليقل سبحان الله ثم التفت إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال يا أبا بكر ما منعك
أن تصلي للناس حين أشرت إليك قال أبو بكر ما كان ينبغي لابن أبي
قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم باب الخصر
في الصلاة حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال نهي عن الخصر في الصلاة وقال هشام وأبو هلال عن ابن
سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عمرو بن علي حدثنا
يحيى حدثنا هشام حدثنا محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال نهي أن يصلي
الرجل متخصرا باب يفكر الرجل الشئ في الصلاة وقال عمر رضي الله
عنه إني لأجهز جيشي وأنا في الصلاة حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا روح
حدثنا عمر هو ابن سعيد قال أخبرني ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحرث رضي الله
عنه قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم العصر فلما سلم قام سريعا دخل على
بعض نسائه ثم خرج ورأي ما في وجوه القوم من تعجبهم لسرعته فقال ذكرت
وأنا في الصلاة تبرا عندنا فكرهت أن يمسي أو يبيت عندنا فأمرت بقسمته
حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن جعفر عن الأعرج قال قال أبو هريرة
رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذن بالصلاة أدبر الشيطان له
64

ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا سكت المؤذن أقبل فإذا ثوب أدبر فإذا سكت
أقبل فلا يزال بالمرء يقول له اذكر ما لم يكن يذكر حتى لا يدري كم صلى *
قال أبو سلمة بن عبد الرحمن إذا فعل أحدكم ذلك فليسجد سجدتين وهو قاعد
وسمعه أبو سلمة من أبي هريرة حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عثمان بن عمر قال
أخبرني ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري قال قال أبو هريرة رضي الله عنه يقول
الناس أكثر أبو هريرة فلقيت رجلا فقلت بما قرأ رسول الله صلى الله عليه
وسلم البارحة في العتمة فقال لا أدري فقلت لم تشهدها قال بلى قلت لكن
أنا أدري قرأ سورة كذا وكذا
(بسم الله الرحمن الرحيم) باب ما جاء في السهو إذا قام من ركعتي
الفريضة حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك بن أنس عن ابن شهاب
عن عبد الرحمن الأعرج عن عبد الله ابن بحينة رضي الله عنه أنه قال صلى لنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين من بعض الصلوات ثم قام فلم يجلس فقام
الناس معه فلما قضى صلاته ونظرنا تسليمه كبر قبل التسليم فسجد سجدتين
وهو جالس ثم سلم حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن يحيى بن
سعيد عن عبد الرحمن الأعرج عن عبد الله ابن بحينة رضي الله عنه أنه قال
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من اثنتين من الظهر لم يجلس بينهما
فلما قضى صلاته سجد سجدتين ثم سلم بعد ذلك باب إذا صلى
خمسا حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن
عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر خمسا فقيل له
أزيد في الصلاة فقال وما ذاك قال صليت خمسا فسجد سجدتين بعد ما سلم
باب إذا سلم في ركعتين أو في ثلاث فسجد سجدتين مثل سجود
الصلاة أو أطول حدثنا آدم حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة
65

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الظهر
أو العصر فسلم فقال له ذو اليدين الصلاة يا رسول الله أنقصت فقال النبي
صلى الله عليه وسلم لأصحابه أحق ما يقول قالوا نعم فصلى ركعتين أخريين ثم
سجد سجدتين قال سعد ورأيت عروة بن الزبير صلى من المغرب ركعتين فسلم
وتكلم ثم صلى ما بقي وسجد سجدتين وقال هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم
باب من لم يتشهد في سجدتي السهو وسلم أنس والحسن ولم يتشهدا
وقال قتادة لا يتشهد حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك بن أنس
عن أيوب بن أبي تميمة السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من اثنتين فقال له ذو اليدين
أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أصدق ذو اليدين فقال الناس نعم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى
اثنتين أخريين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع حدثنا
سليمان بن حرب حدثنا حماد عن سلمة بن علقمة قال قلت لمحمد في سجدتي السهو
تشهد قال ليس في حديث أبي هريرة باب يكبر في سجدتي السهو
حدثنا حفص بن عمر قال حدثنا يزيد بن إبراهيم عن محمد عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي قال محمد
وأكثر ظني العصر ركعتين ثم سلم ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع
يده عليها وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فهابا أن يكلماه وخرج سرعان
الناس فقالوا أقصرت الصلاة ورجل يدعوه النبي صلى الله عليه وسلم ذو اليدين
فقال أنسيت أم قصرت فقال لم أنس ولم تقصر قال بلى قد نسيت فصلى
ركعتين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه فكبر
ثم وضع رأسه فكبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر
66

حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن شهاب عن الأعرج عن عبد الله
ابن بحينة الأسدي حليف بني عبد المطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قام في صلاة الظهر وعليه جلوس فلما أتم صلاته سجد سجدتين فكبر في كل
سجدة وهو جالس قبل أن يسلم وسجدهما الناس معه مكان ما نسي من
الجلوس * تابعه ابن جريج عن ابن شهاب في التكبير باب إذا لم
يدر كم صلى ثلاثا أو أربعا سجد سجدتين وهو جالس حدثنا معاذ بن
فضالة حدثنا هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي
سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع الأذان فإذا قضي الأذان
أقبل فإذا ثوب بها أدبر فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه
يقول اذكر كذا وكذا ما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى
فإذا لم يدر أحدكم كم صلى ثلاثا أو أربعا فليسجد سجدتين وهو جالس
باب السهو في الفرض والتطوع وسجد ابن عباس رضي الله عنهما
سجدتين بعد وتره حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إن أحدكم إذا قام يصلي جاء الشيطان فلبس عليه حتى لا يدري
كم صلى فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس باب
إذا كلم وهو يصلي فأشار بيده واستمع حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني
ابن وهب قال أخبرني عمرو عن بكير عن كريب أن ابن عباس والمسور بن
مخرمة وعبد الرحمن بن أزهر رضي الله عنهم أرسلوه إلى عائشة رضي الله عنها
فقالوا اقرأ عليها السلام منا جميعا وسلها عن الركعتين بعد صلاة العصر
وقل لها إنا أخبرنا أنك تصلينهما وقد بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى
67

عنها وقال ابن عباس وكنت أضرب الناس مع عمر بن الخطاب عنها فقال
كريب فدخلت على عائشة رضي الله عنها فبلغتها ما أرسلوني فقالت سل أم سلمة
فخرجت إليهم فأخبرتهم بقولها فردوني إلى أم سلمة بمثل ما أرسلوني به إلى
عائشة فقالت أم سلمة رضي الله عنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عنها
ثم رأيته يصليهما حين صلى العصر ثم دخل وعندي نسوة من بني حرام
من الأنصار فأرسلت إلى الجارية فقلت قومي بجنبه قولي له تقول لك أم سلمة
يا رسول الله سمعتك تنهى عن هاتين وأراك تصليهما فإن أشار بيده فاستأخري
عنه ففعلت الجارية فأشار بيده فاستأخرت عنه فلما انصرف قال يا بنت أبي
أمية سألت عن الركعتين بعد العصر وإنه أتاني ناس من عبد القيس فشغلوني
عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان باب الإشارة في الصلاة
قاله كريب عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن
سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه أن بني
عمرو بن عوف كان بينهم شئ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح
بينهم في أناس معه فحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت الصلاة فجاء
بلال إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال يا أبا بكر إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قد حبس وقد حانت الصلاة فهل لك أن تؤم الناس قال نعم إن شئت
فأقام بلال وتقدم أبو بكر رضي الله عنه فكبر للناس وجاء رسول الله صلى الله
عليه وسلم يمشي في الصفوف حتى قام في الصف فأخذ الناس في التصفيق
وكان أبو بكر رضي الله عنه لا يلتفت في صلاته فلما أكثر الناس التفت
فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم يأمره أن يصلي فرفع أبو بكر رضي الله عنه يديه فحمد الله ورجع
68

القهقري وراءه حتى قام في الصف فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى
للناس فلما فرغ أقبل على الناس فقال يا أيها الناس مالكم حين نابكم شئ
في الصلاة أخذتم في التصفيق إنما التصفيق للنساء من نابه شئ في صلاته فليقل
سبحان الله فإنه لا يسمعه أحد حين يقول سبحان الله إلا التفت يا أبا بكر ما منعك
أن تصلي للناس حين أشرت إليك فقال أبو بكر رضي الله عنه ما كان ينبغي
لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا يحيى بن
سليمان حدثني ابن وهب قال حدثنا الثوري عن هشام عن فاطمة عن أسماء
قالت دخلت على عائشة رضي الله عنها وهي تصلي قائمة والناس قيام فقلت
ما شأن الناس فأشارت برأسها إلى السماء فقلت آية فقالت برأسها أي نعم
حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
في بيته وهو شاك جالسا وصلى وراءه قوم قياما فأشار إليهم أن اجلسوا
فلما انصرف قال إنما جعل الامام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا
(بسم الله الرحمن الرحيم) باب في الجنائز ومن كان آخر كلامه
لا إله إلا الله وقيل لوهب بن منبه أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة قال بلى
ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا
لم يفتح لك حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا واصل
الأحدب عن المعرور بن سويد عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أتاني آت من ربي فأخبرني أو قال بشرني أنه من مات من أمتي
لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق
حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي قال حدثنا الأعمش حدثنا شقيق عن عبد الله
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات يشرك بالله شيئا
69

دخل النار وقلت أنا من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة باب الأمر
باتباع الجنائز حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن الأشعث قال سمعت
معاوية بن سويد بن مقرن عن البراء رضي الله عنه قال أمرنا النبي صلى الله عليه
وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا باتباع الجنائز وعيادة المريض وإجابة الداعي
ونصر المظلوم وإبرار القسم ورد السلام وتشميت العاطس ونهانا عن آنية
الفضة وخاتم الذهب والحرير والديباج والقسي والإستبرق حدثنا محمد
حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي قال أخبرني ابن شهاب قال أخبرني
سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض
واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس تابعه عبد الرزاق قال
أخبرنا معمر ورواه سلامة عن عقيل باب الدخول على الميت بعد
الموت إذا أدرج في أكفانه حدثنا بشر بن محمد قال أخبرنا عبد الله قال
أخبرني معمر ويونس عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة أن عائشة رضي الله
عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته قالت أقبل أبو بكر رضي الله عنه
على فرسه من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى
دخل على عائشة رضي الله عنها فتيمم النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسجى ببرد
حبرة فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله ثم بكى فقال بأبي أنت
وأمي يا نبي الله لا يجمع الله عليك موتتين أما الموتة التي كتبت عليك فقدمتها
قال أبو سلمة فأخبرني ابن عباس رضي الله عنهما أن أبا بكر رضي الله عنه خرج
وعمر رضي الله عنه يكلم الناس فقال اجلس فأبى فقال اجلس فأبى فتشهد أبو
بكر رضي الله عنه فمال إليه الناس وتركوا عمر فقال أما بعد فمن كان منكم
يعبد محمدا فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله
70

حي لا يموت قال الله تعالى وما محمد إلا رسول إلى الشاكرين والله لكأن الناس
لم يكونوا يعلمون أن الله أنزل الآية حتى تلاها أبو بكر رضي الله عنه فتلقاها
منه الناس فما يسمع بشر إلا يتلوها حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث
عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أن أم العلاء
امرأة من الأنصار بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنه اقتسم
المهاجرون قرعة فطار لنا عثمان بن مظعون فأنزلناه في أبياتنا فوجع وجعه
الذي توفي فيه فلما توفي وغسل وكفن في أثوابه دخل رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقلت رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك
الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك أن الله أكرمه فقلت بأبي
أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله فقال عليه السلام أما هو فقد جاءه اليقين
والله إني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي قالت فوالله
لا أزكي أحدا بعده أبدا حدثنا سعيد بن عفير قال حدثنا الليث مثله وقال
نافع بن يزيد عن عقيل ما يفعل به وتابعه شعيب وعمرو بن دينار ومعمر
حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة قال سمعت محمد بن
المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال لما قتل أبي جعلت
أكشف الثوب عن وجهه أبكي وينهوني عنه والنبي صلى الله عليه وسلم
لا ينهاني فجعلت عمتي فاطمة تبكي فقال النبي صلى الله عليه وسلم تبكين أو لا
تبكين ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه * تابعه ابن جريج
أخبرني ابن المنكدر سمع جابرا رضي الله عنه باب الرجل ينعى إلى
أهل الميت بنفسه حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن سعيد
ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى
النجاشي في اليوم الذي مات فيه خرج إلى المصلى فصف بهم وكبر أربعا حدثنا
71

أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن حميد بن هلال عن أنس بن مالك
رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الراية زيد فأصيب ثم
أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب وإن عيني رسول الله
صلى الله عليه وسلم لتذرفان ثم أخذها خالد بن الوليد من غير إمرة ففتح له
باب الاذن بالجنازة وقال أبو رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
النبي صلى الله عليه وسلم ألا كنتم آذنتموني حدثنا محمد أخبرنا أبو معاوية
عن أبي إسحاق الشيباني عن الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مات انسان
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده فمات بالليل فدفنوه ليلا فلما أصبح
أخبروه فقال ما منعكم أن تعلموني قالوا كان الليل فكرهنا وكانت ظلمة أن
نشق عليك فأتى قبره فصلى عليه باب فضل من مات له ولد فأحتسب
وقال الله عز وجل وبشر الصابرين حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا
عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من الناس
من مسلم يتوفى له ثلاث لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم
حدثنا مسلم حدثنا شعبة حدثنا عبد الرحمن بن الأصبهاني عن ذكوان عن
أبي سعيد رضي الله عنه أن النساء قلن للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل لنا يوما
فوعظهن وقال أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كانوا لها حجابا من النار
قالت امرأة واثنان قال واثنان * وقال شريك عن ابن الأصبهاني حدثني
أبو صالح عن أبي سعيد وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة
لم يبلغوا الحنث حدثنا علي حدثنا سفيان قال سمعت الزهري عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يموت
لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم باب قول الرجل للمرأة
عند القبر اصبري حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا ثابت عن أنس بن مالك
72

رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة عند قبر وهي تبكي فقال
اتقي الله واصبري باب غسل الميت ووضوئه بالماء والسدر وحنط ابن
عمر رضي الله عنهما ابنا لسعيد بن زيد وحمله وصلى ولم يتوضأ وقال ابن عباس
رضي الله عنهما المسلم لا ينجس حيا ولا ميتا وقال سعد لو كان نجسا ما مسسته
وقال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن لا ينجس حدثنا إسماعيل بن عبد الله
قال حدثني مالك عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أم عطية الأنصارية
رضي الله عنها قالت دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفيت ابنته
فقال اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر واجعلن
في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذنني فلما فرغنا آذناه فأعطانا
حقوه فقال أشعرنها إياه تعني إزاره باب ما يستحب أن يغسل وترا
حدثنا محمد حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن محمد عن أم عطية رضي
الله عنها قالت دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته
فقال اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة
كافورا فإذا فرغتن فآذنني فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه فقال أشعرنها إياه
فقال أيوب وحدثتني حفصة بمثل حديث محمد وكان في حديث حفصة
اغسلنها وترا وكان فيه ثلاثا أو خمسا أو سبعا وكان فيه أنه قال ابدأوا بميامنها
وبمواضع الوضوء وكان فيه أن أم عطية قالت ومشطناها ثلاثة قرون
باب يبدأ بميامن الميت حدثنا علي بن عبد الله حدثنا إسماعيل بن
إبراهيم حدثنا خالد عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية رضي الله عنها قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في غسل ابنته ابدأن بميامنها ومواضع
الوضوء منها باب مواضع الوضوء من الميت حدثنا يحيى بن موسى
حدثنا وكيع عن سفيان عن خالد الحذاء عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية
73

رضي الله عنها قالت لما غسلنا ابنة النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا ونحن نغسلها
ابدأوا بميامنها ومواضع الوضوء باب هل تكفن المرأة في أزار الرجل
حدثنا عبد الرحمن بن حماد أخبرنا ابن عون عن محمد عن أم عطية قالت
توفيت بنت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لنا اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر
من ذلك إن رأيتن فإذا فرغتن فآذنني فآذناه فنزع من حقوه إزاره وقال
أشعرنها إياه باب يجعل الكافور في آخره حدثنا حامد بن عمر
حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أم عطية قالت توفيت إحدى بنات
النبي صلى الله عليه وسلم فخرج فقال اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن
رأيتن بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن
فآذنني قالت فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه فقال أشعرنها إياه * وعن
أيوب عن حفصة عن أم عطية رضي الله عنها بنحوه وقالت إنه قال اغسلنها
ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو أكثر من ذلك إن رأيتن قالت حفصة قالت أم عطية
وجعلنا رأسها ثلاثة قرون باب نقض شعر المرأة وقال ابن سيرين
لا بأس أن ينقض شعر الميت حدثنا أحمد قال حدثنا عبد الله بن وهب
أخبرنا ابن جريج قال أيوب وسمعت حفصة بنت سيرين قالت حدثتنا أم
عطية رضي الله عنها أنهن جعلن رأس بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثلاثة قرون نقضنه ثم غسلنه ثم جعلنه ثلاثة قرون باب كيف
الاشعار للميت وقال الحسن الخرقة الخامسة يشد بها الفخذين والوركين
تحت الدرع حدثنا أحمد حدثنا عبد الله بن وهب أخبرنا ابن جريج أن
أيوب أخبره قال سمعت ابن سيرين يقول جاءت أم عطية رضي الله عنها امرأة
من الأنصار من اللاتي بايعن قدمت البصرة تبادر ابنا لها فلم تدركه فحدثتنا
قالت دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته فقال اغسلنها
74

ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة
كافورا فإذا فرغتن فآذنني قالت فلما فرغنا ألقى إلينا حقوه فقال أشعرنها إياه
ولم يزد على ذلك ولا أدري أي بناته وزعم أن الاشعار ألففنها فيه وكذلك
كان ابن سيرين يأمر بالمرأة أن تشعر ولا تؤزر باب يجعل شعر المرأة
ثلاثة قرون حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن هشام عن أم الهذيل عن أم عطية
رضي الله عنها قالت ضفرنا شعر بنت النبي صلى الله عليه وسلم تعني ثلاثة قرون
وقال وكيع قال سفيان ناصيتها وقرنيها باب يلقى شعر المرأة خلفها
حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن حسان قال حدثتنا حفصة
عن أم عطية رضي الله عنها قالت توفيت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم
فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقال اغسلنها بالسدر وترا ثلاثا أو خمسا أو أكثر
من ذلك إن رأيتن ذلك واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا
فرغتن فآذنني فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه فضفرنا شعرها ثلاثة قرون
وألقيناها خلفها باب الثياب البيض للكفن حدثنا محمد بن
مقاتل قال أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله
عنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب يمانية
بيض سحولية من كرسف ليس فيهن قميص ولا عمامة باب الكفن
في ثوبين حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أيوب عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما رجل واقف بعرفة إذ وقع عن راحلته
فوقصته أو قال فأوقصته قال النبي صلى الله عليه وسلم اغسلوه بماء وسدر
وكفنوه في ثوبين ولا تحنطوه ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا
باب الحنوط للميت حدثنا قتيبة حدثنا حماد عن أيوب عن سعيد
ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما رجل واقف مع رسول الله
75

صلى الله عليه وسلم بعرفة إذ وقع من راحلته فأقصعته أو قال فأقعصته فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين ولا تحنطوه
ولا تخمروا رأسه فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبيا باب كيف يكفن
المحرم حدثنا أبو النعمان أخبرنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا وقصه بعيره ونحن مع النبي صلى الله
عليه وسلم وهو محرم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اغسلوه بماء وسدر
وكفنوه في ثوبين ولا تمسوه طيبا ولا تخمروا رأسه فإن الله يبعثه يوم القيامة
ملبدا حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن عمرو وأيوب عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رجل واقف مع النبي صلى الله
عليه وسلم بعرفة فوقع عن راحلته قال أيوب فوقصته وقال عمرو فأقصعته
فمات فقال اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين ولا تحنطوه ولا تخمروا رأسه
فإنه يبعث يوم القيامة قال أيوب يلبي وقال عمرو ملبيا باب الكفن
في القميص الذي يكف أو لا يكف حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى بن سعيد
عن عبيد الله قال حدثني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عبد الله بن أبي لما
توفي جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أعطني قميصك
أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه فقال
آذني أصلي عليه فآذنه فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر رضي الله عنه فقال
أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين فقال أنا بين خيرتين قال الله تعالى
استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم فصلى
عليه فنزلت ولا تصل على أحد منهم مات أبدا حدثنا مالك بن إسماعيل
حدثنا ابن عيينة عن عمر وسمع جابرا رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه
وسلم عبد الله بن أبي بعد ما دفن فأخرجه فنفث فيه من ريقه وألبسه قميصه
76

باب الكفن بغير قميص حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن هشام
عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت كفن النبي صلى الله عليه وسلم
في ثلاثة أثواب سحول كرسف ليس فيها قميص ولا عمامة حدثنا مسدد
حدثنا يحيى عن هشام حدثني أبي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ولا عمامة باب
الكفن ولا عمامة حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة
أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة باب الكفن من
جميع المال وبه قال عطاء والزهري وعمرو بن دينار وقتادة وقال عمرو بن
دينار الحنوط من جميع المال وقال إبراهيم يبدأ بالكفن ثم بالدين ثم بالوصية وقال
سفيان أجر القبر والغسل هو من الكفن حدثنا أحمد بن محمد المكي حدثنا
إبراهيم بن سعد عن سعد عن أبيه قال أتي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
يوما بطعامه فقال قتل مصعب بن عمير وكان خيرا مني فلم يوجد له ما يكفن
فيه إلا بردة وقتل حمزة أو رجل آخر خير مني فلم يوجد له ما يكفن فيه
إلا بردة لقد خشيت أن تكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا ثم جعل
يبكي باب إذا لم يوجد إلا ثوب واحد حدثنا ابن مقاتل أخبرنا
عبد الله أخبرنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم أن عبد الرحمن بن
عوف رضي الله عنه أتي بطعام وكان صائما فقال قتل مصعب بن عمير وهو
خير مني كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا
رأسه وأراه قال وقتل حمزة وهو خير مني ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال
أعطينا من الدنيا ما أعطينا وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ثم جعل
يبكي حتى ترك الطعام باب إذا لم يجد كفنا إلا ما يواري رأسه
77

أو قدميه غطي به رأسه حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا
شقيق حدثنا خباب رضي الله عنه قال هاجرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نلتمس
وجه الله فوقع أجرنا على الله فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا منهم مصعب
ابن عمير ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها قتل يوم أحد فلم نجد له ما نكفنه
إلا بردة إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطينا رجليه خرج رأسه
فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه وأن نجعل على رجليه من
الإذخر باب من استعد الكفن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فلم
ينكر عليه حدثنا عبد الله بن مسلمة قال حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن
سهل رضي الله عنه أن امرأة جاءت النبي صلى الله عليه وسلم ببردة منسوجة
فيها حاشيتها أتدرون ما البردة قالوا الشملة قال نعم قالت نسجتها بيدي فجئت
لأكسوكها فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها فخرج إلينا وإنها
إزاره فحسنها فلان فقال اكسنيها ما أحسنها قال القوم ما أحسنت لبسها النبي
صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها ثم سألته وعلمت أنه لا يرد قال إني والله ما سألته
لألبسها إنما سألته لتكون كفني قال سهل فكانت كفنه باب اتباع
النساء الجنائز حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن خالد عن أم الهذيل
عن أم عطية رضي الله عنها قالت نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا
باب حد المرأة على غير زوجها حدثنا مسدد حدثنا بشر بن
المفضل حدثنا سلمة بن علقمة عن محمد بن سيرين قال توفي ابن لام عطية
رضي الله عنها فلما كان اليوم الثالث دعت بصفرة فتمسحت به وقالت نهينا
أن نحد أكثر من ثلاث إلا بزوج حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال
حدثنا أيوب بن موسى قال أخبرني حميد بن نافع عن زينب ابنة أبي سلمة
قالت لما جاء نعي أبي سفيان من الشأم دعت أم حبيبة رضي الله عنها بصفرة
78

في اليوم الثالث فمسحت عارضيها وذراعيها وقالت إني كنت عن هذا لغنية لولا
أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم
الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر
وعشرا حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن
عمرو بن حزم عن حميد بن نافع عن زينب بنت أبي سلمة أخبرته قالت دخلت
على أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تحد على ميت فوق
ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا ثم دخلت على زينب بنت جحش حين
توفي أخوها فدعت بطيب فمست ثم قالت مالي بالطيب من حاجة غير أني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر
تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا باب
زيارة القبور حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا ثابت عن أنس بن مالك رضي
الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال اتقي الله واصبري
قالت إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه فقيل لها إنه النبي صلى الله
عليه وسلم فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت
لم أعرفك فقال إنما الصبر عند الصدمة الأولى باب قول النبي صلى
الله عليه وسلم يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه إذا كان النوح من سنته
لقول الله تعالى قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقال النبي صلى الله عليه وسلم كلكم
راع ومسؤول عن رعيته فإذا لم يكن من سنته فهو كما قالت عائشة رضي الله
عنها ولا تزر وازرة وزر أخرى وهو كقوله وإن تدع مثقلة ذنوبا إلى حملها
لا يحمل منه شئ وما يرخص من البكاء في غير نوح وقال النبي صلى الله عليه
وسلم لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها وذلك
79

لأنه أول من سن القتل حدثنا عبدان ومحمد قالا أخبرنا عبد الله أخبرنا
عاصم بن سليمان عن أبي عثمان قال حدثني أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال
أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه إن ابنا لي قبض فأتنا فأرسل يقرئ
السلام ويقول إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل عنده بأجل مسمى فلتصبر
ولتحتسب فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ
ابن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال فرفع إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم الصبي ونفسه تتقعقع قال حسبته أنه قال كأنها شن ففاضت عيناه
فقال سعد يا رسول الله ما هذا فقال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما
يرحم الله من عباده الرحماء حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أبو عامر قال
حدثنا فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
شهدنا بنتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم
جالس على القبر قال فرأيت عينيه تدمعان قال فقال هل منكم رجل لم يقارف
الليلة فقال أبو طلحة أنا قال فانزل قال فنزل في قبرها حدثنا عبدان حدثنا عبد الله
أخبرنا ابن جريج قال أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال توفيت
ابنة لعثمان رضي الله عنه بمكة وجئنا لنشهدها وحضرها ابن عمر وابن عباس
رضي الله عنهما وإني لجالس بينهما أو قال جلست إلى أحدهما ثم جاء الآخر
فجلس إلى جنبي فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لعمرو بن عثمان ألا تنهى
عن البكاء فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الميت ليعذب ببكاء أهله
عليه فقال ابن عباس رضي الله عنهما قد كان عمر رضي الله عنه يقول بعض
ذلك ثم حدث فقال صدرت مع عمر رضي الله عنه من مكة حتى إذا كنا
بالبيداء إذا هو بركب تحت ظل سمرة فقال اذهب فانظر من هؤلاء الركب
قال فنظرت فإذا صهيب فأخبرته فقال أدعه لي فرجعت إلى صهيب فقلت
80

ارتحل فالحق بأمير المؤمنين فلما أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول وا أخاه
وا صاحباه فقال عمر رضي الله عنه يا صهيب أتبكي علي وقد قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه قال ابن عباس رضي
الله عنهما فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها فقالت يرحم الله عمر
والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله
عليه لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء
أهله عليه وقالت حسبكم القرآن ولا تزر وازرة وزر أخرى قال ابن عباس
رضي الله عنهما عند ذلك والله هو أضحك وأبكى قال ابن أبي مليكة والله
ما قال ابن عمر رضي الله عنهما شيئا حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك
عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها أخبرته أنها
سمعت عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول إنما مر
رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكي عليها أهلها فقال إنهم يبكون
عليها وإنها لتعذب في قبرها حدثنا إسماعيل بن خليل حدثنا علي بن مسهر
حدثنا أبو إسحاق وهو الشيباني عن أبي بردة عن أبيه قال لما أصيب عمر رضي
الله عنه جعل صهيب يقول وا أخاه فقال عمر أما علمت أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال إن الميت ليعذب ببكاء الحي باب ما يكره من النياحة على
الميت وقال عمر رضي الله عنه دعهن يبكين على أبي سليمان ما لم يكن نقع أو
لقلقة والنقع التراب على الرأس واللقلقة الصوت حدثنا أبو نعيم قال حدثنا
سعيد بن عبيد عن علي بن ربيعة عن المغيرة رضي الله عنه قال سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول إن كذبا علي ليس ككذب على أحد من كذب علي
متعمدا فليتبوأ مقعده من النار سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من
نيح عليه يعذب بما نيح عليه حدثنا عبدان قال أخبرني أبي عن شعبة عن
81

قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن أبيه رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال الميت يعذب في قبره بما نيح عليه * تابعه عبد الأعلى
حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد حدثنا قتادة وقال آدم عن شعبة
الميت يعذب ببكاء الحي عليه باب حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
سفيان حدثنا ابن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال جئ
بأبي يوم أحد قد مثل به حتى وضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد سجي ثوبا فذهبت أريد أن أكشف عنه فنهاني قومي ثم ذهبت أكشف
عنه فنهاني قومي فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع فسمع صوت
صائحة فقال من هذه فقالوا ابنة عمرو أو أخت عمرو قال فلم تبكي أو لا تبكي
فما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع باب ليس منا من شق الجيوب
حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان حدثنا زبيد اليامي عن إبراهيم عن مسروق
عن عبد الله رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من لطم
الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية باب رثى النبي صلى الله
عليه وسلم سعد بن خولة حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن
شهاب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي فقلت إني
قد بلغ بي من الوجع وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة أفأتصدق بثلثي مالي قال
لا فقلت بالشطر فقال لا ثم قال الثلث والثلث كبير أو كثير إنك أن تذر
ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس وإنك لن تنفق
نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك فقلت
يا رسول الله أخلف بعد أصحابي قال إنك لن تخلف فتعمل عملا صالحا إلا
ازددت به درجة ورفعة ثم لعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك
82

آخرون اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس
سعد بن خولة يرثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة باب
ما ينهى من الحلق عند المصيبة وقال الحكم بن موسى حدثنا يحيى بن حمزة عن
عبد الرحمن بن جابر أن القاسم بن مخيمرة حدثه قال حدثني أبو بردة بن أبي موسى
رضي الله عنه قال وجع أبو موسى وجعا فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة
من أهله فلم يستطع أن يرد عليها شيئا فلما أفاق قال أنا برئ ممن برئ منه
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة
والحالقة والشاقة باب ليس منا من ضرب الخدود حدثنا محمد بن
بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن
مسروق عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من
ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية باب ما ينهى من
الويل ودعوى الجاهلية عند المصيبة حدثنا عمر بن حفص قال حدثنا أبي
حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب
ودعا بدعوى الجاهلية باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال سمعت يحيى قال أخبرتني
عمرة قالت سمعت عائشة رضي الله عنها قالت لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم
قتل ابن حارثة وجعفر وابن رواحة جلس يعرف فيه الحزن وأنا أنظر من
صائر الباب شق الباب فأتاه رجل فقال إن نساء جعفر وذكر بكاءهن فأمره
أن ينهاهن فذهب ثم أتاه الثانية لم يطعنه فقال انهض فأتاه الثالثة قال والله
غلبننا يا رسول الله فزعمت أنه قال فاحث في أفواههن التراب فقلت أرغم الله
أنفك لم تفعل ما أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تترك رسول الله
83

صلى الله عليه وسلم من العناء حدثنا عمرو بن علي حدثنا محمد بن فضيل
حدثنا عاصم الأحول عن أنس رضي الله عنه قال قنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم شهرا حين قتل القراء فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حزن حزنا
قط أشد منه باب من لم يظهر حزنه عند المصيبة وقال محمد بن كعب
القرظي الجزع القول السيئ والظن السيئ وقال يعقوب عليه السلام إنما أشكو بثي
وحزني إلى الله حدثنا بشر بن الحكم حدثنا سفيان بن عيينة أخبرنا إسحاق
ابن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول اشتكى ابن
لأبي طلحة قال فمات وأبو طلحة خارج فلما رأت امرأته أنه قد مات هيأت
شيئا ونحته في جانب البيت فلما جاء أبو طلحة قال كيف الغلام قالت قد هدأت
نفسه وأرجو أن يكون قد استراح وظن أبو طلحة أنها صادقة قال فبات
فلما أصبح اغتسل فلما أراد أن يخرج أعلمته أنه قد مات فصلى مع النبي صلى الله
عليه وسلم ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما كان منهما فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعل الله أن يبارك لكما في ليلتكما فقال سفيان فقال رجل
من الأنصار فرأيت لها تسعة أولاد كلهم قد قرأ القرآن باب الصبر
عند الصدمة الأولى وقال عمر رضي الله عنه نعم العدلان ونعم العلاوة الذين
إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من
ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون وقوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة
وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة
عن ثابت قال سمعت أنسا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصبر
عند الصدمة الأولى باب قول النبي صلى الله عليه وسلم إنا بك
لمحزونون وقال ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم تدمع العين
ويحزن القلب حدثنا الحسن بن عبد العزيز حدثنا يحيى بن حسان حدثنا
84

قريش هو ابن حيان عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخلنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين وكان ظئرا لإبراهيم فأخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشمه ثم دخلنا عليه بعد ذلك
وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان فقال
له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأنت يا رسول الله فقال يا ابن عوف
إنها رحمة ثم أتبعها بأخرى فقال صلى الله عليه وسلم إن العين تدمع والقلب
يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون رواه موسى
عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم باب البكاء عند المريض حدثنا أصبغ عن ابن وهب قال
أخبرني عمرو عن سعيد بن الحرث الأنصاري عن عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما قال اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم
يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود
رضي الله عنهم فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال قد قضى قالوا لا
يا رسول الله فبكى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى القوم بكاء النبي صلى الله عليه
وسلم بكوا فقال ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب
ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه أو يرحم وإن الميت يعذب ببكاء أهله
عليه وكان عمر رضي الله عنه يضرب فيه بالعصا ويرمي بالحجارة ويحثي بالتراب
باب ما ينهى عن النوح والبكاء والزجر عن ذلك حدثنا محمد بن
عبد الله بن حوشب حدثنا عبد الوهاب حدثنا يحيى بن سعيد قال أخبرتني
عمرة قالت سمعت عائشة رضي الله عنها تقول لما جاء قتل زيد بن حارثة
وجعفر وعبد الله بن رواحة جلس النبي صلى الله عليه وسلم يعرف فيه
الحزن وأنا أطلع من شق الباب فأتاه رجل فقال يا رسول الله إن نساء جعفر
85

وذكر بكاءهن فأمره بأن ينهاهن فذهب الرجل ثم أتى فقال قد نهيتهن وذكر
أنهن لم يطعنه فأمره الثانية أن ينهاهن فذهب ثم أتى فقال والله لقد غلبنني
أو غلبننا الشك من محمد بن حوشب فزعمت أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال فاحث في أفواههن التراب فقلت أرغم الله أنفك فوالله ما أنت بفاعل
وما تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم من العناء حدثنا عبد الله بن عبد
الوهاب حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن محمد عن أم عطية قالت أخذ علينا
النبي صلى الله عليه وسلم عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا امرأة غير خمس
نسوة أم سليم وأم العلاء وابنة أبي سبرة امرأة معاذ وامرأتين أو ابنة أبي
سبرة وامرأة معاذ وامرأة أخرى باب القيام للجنازة حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سالم عن أبيه عن عامر بن
ربيعة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم الجنازة فقوموا حتى تخلفكم *
قال سفيان قال الزهري أخبرني سالم عن أبيه قال أخبرنا عامر بن ربيعة عن
النبي صلى الله عليه وسلم زاد الحميدي حتى تخلفكم أو توضع باب متى
يقعد إذا قام للجنازة حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن نافع عن ابن
عمر رضي الله عنهما عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إذا رأى أحدكم جنازة فإن لم يكن ماشيا معها فليقم حتى يخلفها أو
تخلفه أو توضع من قبل أن تخلفه حدثنا أحمد بن يونس حدثنا ابن أبي
ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه قال كنا في جنازة فأخذ أبو هريرة رضي
الله عنه بيد مروان فجلسا قبل أن توضع فجاء أبو سعيد رضي الله عنه فأخذ
بيد مروان فقال قم فوالله لقد علم هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن
ذلك فقال أبو هريرة صدق باب من تبع جنازة فلا يقعد حتى
توضع عن مناكب الرجال فإن قعد أمر بالقيام حدثنا مسلم يعني ابن
86

إبراهيم حدثنا هشام حدثنا يحيى عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم الجنازة فقوموا فمن تبعها فلا
يقعد حتى توضع باب من قام لجنازة يهودي حدثنا معاذ بن فضالة
حدثنا هشام عن يحيى عن عبيد الله بن مقسم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
قال مر بنا جنازة فقام لها النبي صلى الله عليه وسلم وقمنا فقلنا يا رسول الله إنها
جنازة يهودي قال إذا رأيتم الجنازة فقوموا حدثنا آدم قال حدثنا شعبة
قال حدثنا عمرو بن مرة قال سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى قال كان سهل
ابن حنيف وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية فمروا عليهما بجنازة فقاما
فقيل لهما إنها من أهل الأرض أي من أهل الذمة فقالا إن النبي صلى الله
عليه وسلم مرت به جنازة فقام فقيل له إنها جنازة يهودي فقال أليست
نفسا * وقال أبو حمزة عن الأعمش عن عمرو عن ابن أبي ليلى قال كنت مع
قيس وسهل رضي الله عنهما فقالا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقال
زكريا عن الشعبي عن ابن أبي ليلى كان أبو مسعود وقيس يقومان للجنازة
باب حمل الرجال الجنازة دون النساء حدثنا عبد العزيز بن
عبد الله حدثنا الليث عن سعيد المقبري عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدري
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا وضعت الجنازة واحتملها
الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة
قالت يا ويلها أين تذهبون بها يسمع صوتها كل شئ إلا الانسان ولو سمعه
صعق باب السرعة بالجنازة وقال أنس أنتم مشيعون فامشوا بين
يديها وخلفها وعن يمينها وعن شمالها وقال غيره قريبا منها حدثنا علي
ابن عبد الله حدثنا سفيان قال حفظناه من الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أسرعوا بالجنازة
87

فإن تك صالحة فخير تقدمونها وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم
باب قول الميت وهو على الجنازة قدموني حدثنا عبد الله بن
يوسف حدثنا الليث قال حدثنا سعيد عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي
الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا وضعت الجنازة فاحتملها
الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة
قالت لأهلها يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شئ إلا الانسان ولو
سمع الانسان لصعق باب من صف صفين أو ثلاثة على الجنازة خلف
الامام حدثنا مسدد عن أبي عوانة عن قتادة عن عطاء عن جابر بن عبد الله
رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي فكنت
في الصف الثاني أو الثالث باب الصفوف على الجنازة حدثنا مسدد
حدثنا يزيد بن زريع حدثنا معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال نعى النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه النجاشي ثم تقدم
فصفوا خلفه فكبر أربعا حدثنا مسلم حدثنا شعبة حدثنا الشيباني عن
الشعبي قال أخبرني من شهد النبي صلى الله عليه وسلم أتى على قبر منبوذ فصفهم
وكبر أربعا قلت يا أبا عمرو من حدثك قال ابن عباس حدثنا إبراهيم بن
موسى أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني عطاء أنه
سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم قد توفي
اليوم رجل صالح من الحبش فهلم فصلوا عليه قال فصففنا فصلى النبي صلى الله
عليه وسلم عليه ونحن صفوف قال أبو الزبير عن جابر كنت في الصف الثاني
باب صفوف الصبيان مع الرجال على الجنائز حدثنا موسى بن
إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الشيباني عن عامر عن ابن عباس رضي الله
عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبر دفن ليلا فقال متى دفن هذا
88

قالوا البارحة قال أفلا آذنتموني قالوا دفناه في ظلمة الليل فكرهنا أن نوقظك
فقام فصففنا خلفه قال ابن عباس وأنا فيهم فصلى عليه باب سنة الصلاة
على الجنائز وقال النبي صلى الله عليه وسلم من صلى على الجنازة وقال صلوا على
صاحبكم وقال صلوا على النجاشي سماها صلاة ليس فيها ركوع ولا سجود ولا
يتكلم فيها وفيها تكبير وتسليم وكان ابن عمر لا يصلي إلا طاهرا ولا يصلي
عند طلوع الشمس ولا غروبها ويرفع يديه وقال الحسن أدركت الناس
وأحقهم على جنائزهم من رضوهم لفرائضهم وإذا أحدث يوم العيد أو عند
الجنازة يطلب الماء ولا يتيمم وإذا انتهى إلى الجنازة وهم يصلون يدخل معهم
بتكبيرة وقال ابن المسيب يكبر بالليل والنهار والسفر والحضر أربعا وقال
أنس رضي الله عنه تكبيرة الواحدة استفتاح الصلاة وقال ولا تصل على أحد
منهم مات أبدا وفيه صفوف وإمام حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا
شعبة عن الشيباني عن الشعبي قال أخبرني من مر مع نبيكم صلى الله عليه وسلم
على قبر منبوذ فأمنا فصففنا خلفه فقلنا يا أبا عمرو من حدثك قال ابن عباس
رضي الله عنهما باب فضل اتباع الجنائز وقال زيد بن ثابت رضي الله
عنه إذا صليت فقد قضيت الذي عليك وقال حميد بن هلال ما علمنا على الجنازة
إذنا ولكن من صلى ثم رجع فله قيراط حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن
حازم قال سمعت نافعا يقول حدث ابن عمر أن أبا هريرة رضي الله عنهم يقول
من تبع جنازة فله قيراط فقال أكثر أبو هريرة علينا فصدقت يعني عائشة
أبا هريرة وقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله فقال ابن عمر
رضي الله عنهما لقد فرطنا في قراريط كثيرة * فرطت ضيعت من أمر الله
باب من انتظر حتى تدفن حدثنا عبد الله بن مسلمة قال قرأت على
ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه أنه سأل أبا هريرة
89

رضي الله عنه فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا أحمد بن شبيب
ابن سعيد قال حدثني أبي حدثنا يونس قال ابن شهاب ح وحدثني عبد الرحمن
الأعرج أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من شهد الجنازة حتى يصلي فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن كان له قيراطان
قيل وما القيراطان قال مثل الجبلين العظيمين باب صلاة الصبيان
مع الناس على الجنائز حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا يحيى بن أبي بكير
حدثنا زائدة حدثنا أبو إسحاق الشيباني عن عامر عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبرا فقالوا هذا دفن أو دفنت البارحة
قال ابن عباس رضي الله عنهما فصفنا خلفه ثم صلى عليها باب الصلاة
على الجنائز بالمصلى والمسجد حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن
شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة أنهما حدثاه عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال نعى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النجاشي صاحب الحبشة يوم الذي
مات فيه فقال استغفروا لأخيكم * وعن ابن شهاب قال حدثني سعيد بن
المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال إن النبي صلى الله عليه وسلم صف
بهم بالمصلى فكبر عليه أربعا حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو ضمرة
قال حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن اليهود
جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم برجل منهم وامرأة زنيا فأمر بهما فرجما
قريبا من موضع الجنائز عند المسجد باب ما يكره من اتخاذ المساجد
على القبور ولما مات الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم ضربت امرأته
القبة على قبره سنة ثم رفعت فسمعوا صائحا يقول ألا هل وجدوا ما فقدوا
فأجابه آخر بل يئسوا فانقلبوا حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن
هلال هو الوزان عن عروة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه
90

وسلم قال في مرضه الذي مات فيه لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور
أنبيائهم مسجدا قالت ولولا ذلك لأبرزوا قبره غير أني أخشى أن يتخذ مسجدا
باب الصلاة على النفساء إذا ماتت في نفاسها حدثنا مسدد حدثنا
يزيد بن زريع حدثنا حسين حدثنا عبد الله بن بريدة عن سمرة رضي الله عنه
قال صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة ماتت في نفاسها فقام
عليها وسطها باب أين يقوم من المرأة والرجل حدثنا عمران
ابن ميسرة حدثنا عبد الوارث حدثنا حسين عن ابن بريدة قال حدثنا سمرة
ابن جندب رضي الله عنه قال صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة
ماتت في نفاسها فقام عليها وسطها باب التكبير على الجنازة أربعا
وقال حميد صلى بنا أنس فكبر ثلاثا ثم سلم فقيل له فاستقبل القبلة ثم كبر
الرابعة ثم سلم حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن
سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم
وكبر عليه أربع تكبيرات حدثنا محمد بن سنان حدثنا سليم بن حيان حدثنا
سعيد بن ميناء عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على
أصحمة النجاشي فكبر أربعا وقال يزيد بن هارون وعبد الصمد عن سليم أصحمة
باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة وقال الحسن يقرأ على الطفل
بفاتحة الكتاب ويقول اللهم اجعله لنا سلفا وفرطا وأجرا حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن سعد عن طلحة قال صليت خلف ابن
عباس رضي الله عنهما * حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان عن سعد بن
إبراهيم عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال صليت خلف ابن عباس على جنازة
فقرأ بفاتحة الكتاب قال ليعلموا أنها سنة باب الصلاة على القبر بعد
91

ما يدفن حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال حدثني سليمان الشيباني قال
سمعت الشعبي قال أخبرني من مر مع النبي صلى الله عليه وسلم على قبر منبوذ
فأمهم وصلوا خلفه قلت من حدثك هذا يا أبا عمر وقال ابن عباس رضي الله عنهما
حدثنا محمد بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي
هريرة رضي الله عنه أن أسود رجلا أو امرأة كان يقم المسجد فمات ولم يعلم
النبي صلى الله عليه وسلم بموته فذكره ذات يوم فقال عليه الصلاة والسلام ما فعل
ذلك الانسان قالوا مات يا رسول الله قال أفلا آذنتموني فقالوا إنه كان كذا وكذا
قصته قال فحقروا شأنه قال فدلوني على قبره فأتى قبره فصلى عليه باب
الميت يسمع خفق النعال حدثنا عياش حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد ح
وقال لي خليفة حدثنا ابن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العبد إذا وضع في قبره وتولى وذهب
أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له ما كنت
تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله
فيقال انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال النبي صلى الله
عليه وسلم فيراهما جميعا وأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري كنت أقول
ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة
بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين باب من أحب الدفن
في الأرض المقدسة أو نحوها حدثنا محمود حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا
معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أرسل ملك الموت
إلى موسى عليهما السلام فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه فقال أرسلتني إلى عبد
لا يريد الموت فرد الله عز وجل عليه عينه وقال ارجع فقل له يضع يده على
متن ثور فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة قال أي رب ثم ماذا قال ثم
92

الموت قال فالآن فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق
عند الكثيب الأحمر باب الدفن بالليل ودفن أبو بكر رضي الله عنه
ليلا حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الشيباني عن الشعبي عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم على رجل بعد ما دفن
بليلة قام هو وأصحابه وكان سأل عنه فقال من هذا فقالوا فلان دفن البارحة
فصلوا عليه باب بناء المساجد على القبر حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك
عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت لما اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم
ذكرت بعض نسائه كنيسة رأينها بأرض الحبشة يقال لها مارية وكانت أم سلمة
وأم حبيبة رضي الله عنهما أتتا أرض الحبشة فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها
فرفع رأسه فقال أولئك إذا مات منهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ثم
صوروا فيه تلك الصورة أولئك شرار الخلق عند الله باب من يدخل قبر
المرأة حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا فليح بن سليمان حدثنا هلال بن علي عن
أنس رضي الله عنه قال شهدنا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله
صلى الله عليه وسلم جالس على القبر فرأيت عينيه تدمعان فقال هل فيكم من أحد
لم يقارف الليلة فقال أبو طلحة أنا قال فانزل في قبرها قال فنزل في قبرها فقبرها
قال ابن المبارك قال فليح أراه يعني الذنب * قال أبو عبد الله ليقترفوا ليكتسبوا
باب الصلاة على الشهيد حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال
حدثني ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول
أيهم أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال أنا شهيد
على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم حدثنا
93

عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة
ابن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على
الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم وإني والله
لأنظر إلى حوضي الآن وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح
الأرض وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن
تنافسوا فيها باب دفن الرجلين والثلاثة في قبر حدثنا سعيد بن
سليمان حدثنا الليث حدثنا ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب أن جابر بن
عبد الله رضي الله عنهما أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين
من قتلى أحد باب من لم ير غسل الشهداء حدثنا أبو الوليد حدثنا
ليث عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب عن جابر قال قال النبي صلى الله
عليه وسلم ادفنوهم في دمائهم يعني يوم أحد ولم يغسلهم باب من
يقدم في اللحد وسمي اللحد لأنه في ناحية وكل جائر ملحد ملتحدا معدلا ولو
كان مستقيما كان ضريحا حدثنا ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا ليث بن
سعد قال حدثني ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن
عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين
من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول أيهم أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير له
إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال أنا شهيد على هؤلاء وأمر بدفنهم بدمائهم
ولم يصل عليهم ولم يغسلهم * قال ابن المبارك وأخبرنا الأوزاعي عن الزهري
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لقتلى أحد أي هؤلاء أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير له إلى رجل قدمه
في اللحد قبل صاحبه وقال جابر فكفن أبي وعمي في نمرة واحدة وقال سليمان
ابن كثير حدثني الزهري حدثني من سمع جابرا رضي الله عنه باب
94

الإذخر والحشيش في القبر حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب قال حدثنا
عبد الوهاب قال حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال حرم الله عز وجل مكة فلم تحل لاحد قبلي ولا لاحد
بعدي أحلت لي ساعة من نهار لا يختلى خلاها ولا يعضد شجرها ولا ينفر
صيدها ولا تلتقط لقطتها إلا لمعرف فقال العباس رضي الله عنه إلا الإذخر
لصاغتنا وقبورنا فقال إلا الإذخر وقال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم لقبورنا وبيوتنا وقال أبان بن صالح عن الحسن بن مسلم
عن صفية بنت شيبة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم مثله وقال مجاهد عن
طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما لقينهم وبيوتهم باب هل يخرج
الميت من القبر واللحد لعلة حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو
سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عبد الله بن أبي بعد ما أدخل حفرته فأمر به فأخرج فوضعه على ركبتيه
ونفث عليه من ريقه وألبسه قميصه فالله أعلم وكان كسا عباسا قميصا قال
سفيان وقال أبو هريرة وكان على رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصان فقال له
ابن عبد الله يا رسول الله ألبس أبي قميصك الذي يلي جلدك قال سفيان فيرون أن
النبي صلى الله عليه وسلم ألبس عبد الله قميصه مكافاة لما صنع حدثنا مسدد
أخبرنا بشر بن المفضل حدثنا حسين المعلم عن عطاء عن جابر رضي الله عنه قال
لما حضر أحد دعاني أبي من الليل فقال ما أراني إلا مقتولا في أول من يقتل من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير نفس
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن علي دينا فاقض واستوص بأخواتك خيرا
فأصبحنا فكان أول قتيل ودفن معه آخر في قبر ثم لم تطب نفسي أن أتركه
مع الآخر فاستخرجته بعد ستة أشهر فإذا هو كيوم وضعته هنية غير أذنه
95

حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن ابن أبي نجيح عن
عطاء عن جابر رضي الله عنه قال دفن مع أبي رجل فلم تطب نفسي حتى أخرجته
فجعلته في قبر على حدة باب اللحد والشق في القبر حدثنا عبدان
أخبرنا عبد الله أخبرنا الليث بن سعد قال حدثني ابن شهاب عن عبد الرحمن بن
كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه
وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول أيهم أكثر أخذا للقرآن فإذا
أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد فقال أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة فأمر
بدفنهم بدمائهم ولم يغسلهم باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى
عليه وهل يعرض على الصبي الاسلام وقال الحسن وشريح وإبراهيم وقتادة
إذا أسلم أحدهما فالولد مع المسلم وكان ابن عباس رضي الله عنهما مع أمه من
المستضعفين ولم يكن مع أبيه على دين قومه وقال الاسلام يعلو ولا يعلى
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري قال أخبرني سالم بن
عبد الله أن ابن عمر رضي الله عنهما أخبره أن عمر انطلق مع النبي صلى الله عليه
وسلم في رهط قبل ابن صياد حتى وجدوه يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة
وقد قارب ابن صياد الحلم فلم يشعر حتى ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده
ثم قال لابن صياد تشهد أني رسول الله فنظر إليه ابن صياد فقال أشهد أنك
رسول الأميين فقال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم أتشهد أني رسول
الله فرفضه وقال آمنت بالله وبرسله فقال له ماذا ترى قال ابن صياد يأتيني
صادق وكاذب فقال النبي صلى الله عليه وسلم خلط عليك الامر ثم قال له النبي
صلى الله عليه وسلم إني قد خبأت لك خبيئا فقال ابن صياد هو الدخ فقال اخسأ
فلن تعدو قدرك فقال عمر رضي الله عنه دعني يا رسول الله أضرب عنقه فقال
النبي صلى الله عليه وسلم إن يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكنه فلا خير لك
96

في قتله * وقال سالم سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول انطلق بعد ذلك رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب إلى النخل التي فيها ابن صياد وهو يختل أن
يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد فرآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو
مضطجع يعني في قطيفة له فيها رمزة أو زمرة فرأت أم ابن صياد رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد يا صاف وهو
اسم ابن صياد هذا محمد فثار ابن صياد فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو تركته
بين * وقال شعيب في حديثه فرفضه رمرمة أو زمزمة وقال عقيل رمرمة
وقال معمر رمزة حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد وهو ابن زيد عن
ثابت عن أنس رضي الله عنه قال كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه
وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له أسلم
فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فأسلم
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه من النار حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال قال عبيد الله سمعت ابن عباس رضي الله عنهما
يقول كنت أنا وأمي من المستضعفين أنا من الولدان وأمي من النساء حدثنا
أبو اليمان أخبرنا شعيب قال ابن شهاب يصلى على كل مولود متوفى وإن كان
لغية من أجل أنه ولد على فطرة الاسلام يدعي أبواه الاسلام أو أبوه خاصة
وإن كانت أمه على غير الاسلام إذا استهل صارخا صلي عليه ولا يصلى على
من لا يستهل من أجل أنه سقط فإن أبا هريرة رضي الله عنه كان يحدث قال
النبي صلى الله عليه وسلم ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو
ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم
يقول أبو هريرة رضي الله عنه فطرة الله التي فطر الناس عليها الآية حدثنا
عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن
97

عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج
البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول أبو هريرة رضي الله
عنه فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم
باب إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلا الله حدثنا إسحاق أخبرنا
يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد
ابن المسيب عن أبيه أنه أخبره أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول
الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية بن
المغيرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب يا عم قل لا إله إلا الله كلمة
أشهد لك بها عند الله فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب
عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه
ويعودان بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب
وأبى أن يقول لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما والله
لاستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله تعالى فيه ما كان للنبي الآية باب
الجريد على القبر وأوصى بريدة الأسلمي أن يجعل في قبره جريدان ورأي ابن
عمر رضي الله عنهما فسطاطا على قبر عبد الرحمن فقال انزعه يا غلام فإنما يظله
عمله وقال خارجة بن زيد رأيتني ونحن شبان في زمن عثمان رضي الله عنه
وإن أشدنا وثبة الذي يثب قبر عثمان بن مظعون حتى يجاوزه وقال عثمان بن
حكيم أخذ بيدي خارجة فأجلسني على قبر وأخبرني عن عمه يزيد بن ثابت
قال إنما كره ذلك لمن أحدث عليه وقال نافع كان ابن عمر رضي الله عنهما
يجلس على القبور حدثنا يحيى قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد
عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر
98

بقبرين يعذبان فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان
لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ثم أخذ جريدة رطبة
فشقها بنصفين ثم غرز في كل قبر واحدة فقالوا يا رسول الله لم صنعت هذا
فقال لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا باب موعظة المحدث عند القبر
وقعود أصحابه حوله يوم يخرجون من الأجداث الأجداث القبور بعثرت
أثيرت بعثرت حوضي أي جعلت أسفله أعلاه ألا يفاض الاسراع وقرأ الأعمش
إلى نصب إلى شئ منصوب يستبقون إليه والنصب واحد والنصب مصدر يوم
الخروج من قبورهم ينسلون يخرجون حدثنا عثمان قال حدثني جرير عن
منصور عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه قال كنا
في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه
مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال ما منكم من أحد ما من نفس
منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة
فقال رجل يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل فمن كان منا من
أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة وأما من كان منا من أهل الشقاوة
فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة قال أما أهل السعادة فييسرون لعمل السعادة
وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة ثم قرأ فأما من أعطى واتقى الآية
باب ما جاء في قاتل النفس حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع
حدثنا خالد عن أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال من حلف بملة غير الاسلام كاذبا متعمدا فهو كما قال ومن
قتل نفسه بحديدة عذب به في نار جهنم وقال حجاج بن منهال حدثنا جرير
ابن حازم عن الحسن حدثنا جندب رضي الله عنه في هذا المسجد فما نسينا
وما نخاف أن يكذب جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان برجل جراح
99

قتل نفسه فقال الله عز وجل بدرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة حدثنا
أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الذي يخنق نفسه يخنقها في النار والذي
يطعنها يطعنها في النار باب ما يكره من الصلاة على المنافقين والاستغفار
للمشركين رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا
يحيى بن بكير قال حدثني الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله
عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أنه قال لما مات عبد الله بن
أبي ابن سلول دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فلما قام رسول
الله صلى الله عليه وسلم وثبت إليه فقلت يا رسول الله أتصلي على ابن أبي وقد
قال يوم كذا وكذا كذا وكذا أعدد عليه قوله فتبسم رسول الله صلى الله عليه
وسلم وقال أخر عني يا عمر فلما أكثرت عليه قال إني خيرت فاخترت لو أعلم
أني إن زدت على السبعين فغفر له لزدت عليها قال فصلى عليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم انصرف فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة
ولا تصل على أحد منهم مات أبدا إلى وهم فاسقون قال فعجبت بعد من جرأتي
على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ والله ورسوله أعلم باب ثناء
الناس على الميت حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عبد العزيز بن صهيب
قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال
وجبت فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما وجبت قال هذا أثنيتم عليه خيرا
فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض
حدثنا عفان بن مسلم حدثنا داود بن أبي الفرات عن عبد الله بن بريدة عن أبي
الأسود قال قدمت المدينة وقد وقع بها مرض فجلست إلى عمر بن الخطاب
100

رضي الله عنه فمرت بهم جنازة فأثني على صاحبها خيرا فقال عمر رضي الله عنه
وجبت ثم مر بأخرى فأثني على صاحبها خيرا فقال عمر رضي الله عنه وجبت ثم
مر بالثالثة فأثني على صاحبها شرا فقال وجبت فقال أبو الأسود فقلت وما
وجبت يا أمير المؤمنين قال قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أيما مسلم شهد له
أربعة بخير أدخله الله الجنة فقلنا وثلاثة قال وثلاثة فقلنا واثنان قال واثنان
ثم لم نسأله عن الواحد باب ما جاء في عذاب القبر وقوله تعالى إذ
الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم اخرجوا أنفسكم اليوم
تجزون عذاب الهون الهون هو الهوان والهون الرفق وقوله جل ذكره
سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم وقوله تعالى وحاق بآل فرعون
سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل
فرعون أشد العذاب حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد
عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت حدثنا محمد بن
بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة بهذا وزاد يثبت الله الذين آمنوا نزلت في عذاب
القبر حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثني أبي عن صالح
حدثني نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال اطلع النبي صلى الله عليه وسلم
على أهل القليب فقال وجدتم ما وعد ربكم حقا فقيل له أتدعو أمواتا فقال
ما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت إنما قال النبي صلى الله
عليه وسلم إنهم ليعلمون الآن أن ما كنت أقول حق وقد قال الله تعالى إنك
لا تسمع الموتى حدثنا عبدان أخبرني أبي عن شعبة سمعت الأشعث عن أبيه
101

عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب
القبر فقالت لها أعاذك الله من عذاب القبر فسألت عائشة رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن عذاب القبر فقال نعم عذاب القبر قالت عائشة رضي الله عنها فما
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر
حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب
أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما تقول قام
رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فذكر فتنة القبر التي يفتتن فيها المرء فلما
ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة حدثنا عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى
حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه حدثهم أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه
ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل
لمحمد صلى الله عليه وسلم فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله
فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما
جميعا * قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح في قبره ثم رجع إلى حديث أنس قال
وأما المنافق والكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدري
كنت أقول ما يقوله الناس فيقال لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من
حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين باب التعوذ
من عذاب القبر حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا شعبة قال حدثني
عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن البراء بن عازب عن أبي أيوب رضي الله عنهم
قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس فسمع صوتا فقال يهود
تعذب في قبورها وقال النضر أخبرنا شعبة حدثنا عون سمعت أبي قال سمعت
البراء عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا معلى حدثنا وهيب
102

عن موسى بن عقبة قال حدثتني ابنة خالد بن سعيد بن العاصي أنها سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم وهو يتعوذ من عذاب القبر حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا
هشام حدثنا يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار
ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال باب عذاب القبر
من الغيبة والبول حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن مجاهد عن
طاوس قال ابن عباس رضي الله عنهما مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين
فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى أما أحدهما فكان يسعى
بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله قال ثم أخذ عودا رطبا فكسره
باثنتين ثم غرز كل واحد منهما على قبر ثم قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا
باب الميت يعرض عليه بالغداة والعشي حدثنا إسماعيل قال حدثني
مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان
من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى
يبعثك الله إلى القيامة باب كلام الميت على الجنازة حدثنا قتيبة حدثنا
الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على
أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني قدموني وإن كانت غير صالحة قالت
يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شئ إلا الانسان ولو سمعها الانسان
لصعق باب ما قيل في أولاد المسلمين قال أبو هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كان له
حجابا من النار أو دخل الجنة حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية
103

حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما من الناس مسلم يموت له ثلاثة لم يبلغوا الحنث إلا
أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عدي
ابن ثابت أنه سمع البراء رضي الله عنه قال لما توفي إبراهيم عليه السلام قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له مرضعا في الجنة باب ما قيل في
أولاد المشركين حدثنا حبان أخبرنا عبد الله أخبرنا شعبة عن أبي بشر عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم قال سئل رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن أولاد المشركين فقال الله إذ خلقهم أعلم بما كانوا عاملين حدثنا
أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عطاء بن يزيد الليثي أنه سمع
أبا هريرة رضي الله عنه يقول سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذراري
المشركين فقال الله أعلم بما كانوا عاملين حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب
عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو
ينصرانه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها جدعاء باب
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جرير بن حازم حدثنا أبو رجاء عن سمرة بن
جندب رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أقبل
علينا بوجهه فقال من رأى منكم الليلة رؤيا قال فإن رأى أحد قصها فيقول
ما شاء الله فسألنا يوما فقال هل رأى أحد منكم رؤيا قلنا لا قال لكني رأيت
الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى الأرض المقدسة فإذا رجل
جالس ورجل قائم بيده قال بعض أصحابنا عن موسى كلوب من حديد يدخله
في شدقه حتى يبلغ قفاه ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك ويلتئم شدقه هذا
فيعود فيصنع مثله قلت ما هذا قالا انطلق فانطلقنا حتى أتينا على رجل مضطجع
104

على قفاه ورجل قائم على رأسه بفهر أو صخرة فيشدخ به رأسه فإذا ضربه
تدهده الحجر فانطلق إليه ليأخذه فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسه وعاد
رأسه كما هو فعاد إليه فضربه قلت من هذا قالا انطلق فانطلقنا إلى ثقب مثل
التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نارا فإذا اقترب ارتفعوا حتى
كان أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها وفيها رجال ونساء عراة فقلت من
هذا قالا انطلق فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم على وسط
النهر رجل بين يديه حجارة فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج
رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر
فيرجع كما كان فقلت ما هذا قالا انطلق فانطلقنا حتى انتهينا إلى روضة خضراء
فيها شجرة عظيمة وفي أصلها شيخ وصبيان وإذا رجل قريب من الشجرة بين
يديه نار يوقدها فصعدا بي في الشجرة وأدخلاني دارا لم أر قط أحسن منها
فيها رجال شيوخ وشباب ونساء وصبيان ثم أخرجاني منها فصعدا بي الشجرة
فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل فيها شيوخ وشباب فقلت طوفتماني
الليلة فأخبراني عما رأيت قالا نعم أما الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يحدث
بالكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة والذي
رأيته يشدخ رأسه فرجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار
يفعل به إلى يوم القيامة والذي رأيته في الثقب فهم الزناة والذي رأيته في النهر
آكلوا الربا والشيخ في أصل الشجرة إبراهيم عليه السلام والصبيان حوله فأولاد
الناس والذي يوقد النار مالك خازن النار والدار الأولى التي دخلت دار عامة المؤمنين
وأما هذه الدار فدار الشهداء وأنا جبريل وهذا ميكائيل فارفع رأسك فرفعت
رأسي فإذا فوقي مثل السحاب قالا ذاك منزلك قلت دعاني أدخل منزلي قالا إنه
بقي لك عمر لم تستكمله فلو استكملت أتيت منزلك باب موت يوم
105

الاثنين حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي
الله عنها قالت دخلت على أبي بكر رضي الله عنه فقال في كم كفنتم النبي صلى الله
عليه وسلم قالت في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة وقال لها
في أي يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم قالت يوم الاثنين قال فأي يوم هذا قالت
يوم الاثنين قال أرجو فيما بيني وبين الليل فنظر إلى ثوب عليه كان يمرض فيه
به ردع من زعفران فقال اغسلوا ثوبي هذا وزيدوا عليه ثوبين فكفنوني فيها
قلت إن هذا خلق قال إن الحي أحق بالجديد من الميت إنما هو للمهلة فلم يتوف
حتى أمسى من ليلة الثلاثاء ودفن قبل أن يصبح باب موت الفجأة
البغتة حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا محمد بن جعفر قال أخبرني هشام
عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن
أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت تصدقت فهل لها أجر إن تصدقت عنها
قال نعم باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر
رضي الله عنهما فأقبره أقبرت الرجل إذا جعلت له قبرا وقبرته دفنته كفاتا
يكونون فيها أحياء ويدفنون فيها أمواتا حدثنا إسماعيل حدثني سليمان عن
هشام ح وحدثني محمد بن حرب حدثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا عن
هشام عن عروة عن عائشة قالت إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتعذر
في مرضه أين أنا اليوم أين أنا غدا استبطاء ليوم عائشة فلما كان يومي قبضه الله
بين سحري ونحري ودفن في بيتي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة
عن هلال عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور
أنبيائهم مساجد لولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أو خشي أن يتخذ مسجدا
وعن هلال قال كناني عروة بن الزبير ولم يولد لي حدثنا محمد بن مقاتل
106

أخبرنا عبد الله أخبرنا أبو بكر بن عياش عن سفيان التمار أنه حدثه أنه رأى
قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنما حدثنا فروة حدثنا علي عن هشام بن
عروة عن أبيه لما سقط عليهم الحائط في زمان الوليد بن عبد الملك أخذوا
في بنائه فبدت لهم قدم ففزعوا وظنوا أنها قدم النبي صلى الله عليه وسلم فما
وجدوا أحدا يعلم ذلك حتى قال لهم عروة لا والله ما هي قدم النبي صلى الله
عليه وسلم ما هي إلا قدم عمر رضي الله عنه وعن هشام عن أبيه عن عائشة
رضي الله عنها أنها أوصت عبد الله بن الزبير لا تدفني معهم وادفني مع صواحبي
بالبقيع لا أزكى به أبدا حدثنا قتيبة حدثنا جرير بن عبد الحميد حدثنا
حصين بن عبد الرحمن عن عمرو بن ميمون الأودي قال رأيت عمر بن الخطاب
رضي الله عنه قال يا عبد الله بن عمر اذهب إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
فقل يقرأ عمر بن الخطاب عليك السلام ثم سلها أن أدفن مع صاحبي قالت
كنت أريده لنفسي فلأؤثرنه اليوم على نفسي فلما أقبل قال له ما لديك قال
أذنت لك يا أمير المؤمنين قال ما كان شئ أهم إلي من ذلك المضجع فإذا قبضت
فاحملوني ثم سلموا ثم قل يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت لي فادفنوني وإلا
فردوني إلى مقابر المسلمين إني لا أعلم أحدا أحق بهذا الامر من هؤلاء النفر
الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فمن استخلفوا
بعدي فهو الخليفة فاسمعوا له وأطيعوا فسمى عثمان وعليا وطلحة والزبير وعبد
الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وولج عليه شاب من الأنصار فقال
أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله كان لك من القدم في الاسلام ما قد علمت ثم
استخلفت فعدلت ثم الشهادة بعد هذا كله فقال ليتني يا ابن أخي وذلك كفافا
لا علي ولا لي أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين خيرا أن يعرف لهم
حقهم وأن يحفظ لهم حرمتهم وأوصيه بالأنصار خيرا الذين تبوؤا الدار
107

والايمان أن يقبل من محسنهم ويعفى عن مسيئهم وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله
صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم وأن لا يكلفوا
فوق طاقتهم باب ما ينهى من سب الأموات حدثنا آدم حدثنا شعبة
عن الأعمش عن مجاهد عن عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه
وسلم لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ورواه عبد الله بن عبد
القدوس عن الأعمش ومحمد بن أنس عن الأعمش * تابعه علي بن الجعد وابن
عرعرة وابن أبي عدي عن شعبة باب ذكر شرار الموتى حدثنا عمر بن
حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال قال أبو لهب عليه لعنة الله للنبي صلى الله عليه وسلم
تبا لك سائر اليوم فنزلت تبت يدا أبي لهب
(بسم الله الرحمن الرحيم * باب وجوب الزكاة)
وقول الله تعالى وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة * وقال ابن عباس رضي الله عنهما
حدثني أبو سفيان رضي الله عنه فذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد
عن زكريا بن إسحاق عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد عن ابن عباس
رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقال ادعهم
إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن
الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم
أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم
حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن ابن عثمان بن عبد الله بن موهب عن
موسى بن طلحة عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه
108

وسلم أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال ماله ماله وقال النبي صلى الله عليه وسلم
أرب ماله تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل
الرحم * وقال بهز حدثنا شعبة قال حدثنا محمد بن عثمان وأبوه عثمان بن
عبد الله أنهما سمعا موسى بن طلحة عن أبي أيوب بهذا قال أبو عبد الله أخشى
أن يكون محمد غير محفوظ إنما هو عمر وحدثني محمد بن عبد الرحيم قال
حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا وهيب عن يحيى بن سعيد بن حيان عن أبي
زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم
الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال والذي نفسي
بيده لا أزيد على هذا فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر
إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا حدثنا مسدد عن يحيى عن أبي
حيان قال أخبرني أبو زرعة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا حدثنا حجاج
حدثنا حماد بن زيد حدثنا أبو جمرة قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول
قدم وفد عبد القيس على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إن هذا الحي
من ربيعة قد حالت بيننا وبينك كفار مضر ولسنا نخلص إليك إلا في الشهر
الحرام فمرنا بشئ نأخذه عنك وندعو إليه من وراءنا قال آمركم بأربع وأنهاكم
عن أربع الايمان بالله وشهادة أن لا إله إلا الله وعقد بيده هكذا وإقام الصلاة
وايتاء الزكاة وأن تؤدوا خمس ما غنمتم وأنهاكم عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت
وقال سليمان وأبو النعمان عن حماد الايمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله حدثنا
أبو اليمان الحكم بن نافع قال أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال حدثنا
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا هريرة رضي الله عنه قال لما توفي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر رضي الله عنه وكفر من كفر
109

من العرب فقال عمر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قالها فقد عصم مني ماله
ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله فقال والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة
والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها قال عمر رضي الله عنه فوالله ما هو
إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه فعرفت أنه الحق باب
البيعة على إيتاء الزكاة فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم
في الدين حدثنا ابن نمير قال حدثني أبي قال حدثنا إسماعيل عن قيس قال
قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام
الصلاة وايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم باب إثم مانع الزكاة وقول
الله تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم
بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم
وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون حدثنا
الحكم بن نافع أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد أن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج
حدثه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم تأتي
الإبل على صاحبها على خير ما كانت إذا هو لم يعط فيها حقها تطأه بأخفافها
وتأتي الغنم على صاحبها على خير ما كانت إذا لم يعط فيها حقها تطأه بأظلافها
وتنطحه بقرونها قال ومن حقها أن تحلب على الماء قال ولا يأتي أحدكم يوم
القيامة بشاة يحملها على رقبته لها يعار فيقول يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد
بلغت ولا يأتي ببعير يحمله على رقبته له رغاء فيقول يا محمد فأقول لا أملك لك
شيئا قد بلغت حدثنا علي بن عبد الله حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عبد الرحمن
ابن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
110

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم
القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني
شدقيه ثم يقول أنا مالك أنا كنزك ثم تلا لا يحسبن الذين يبخلون الآية
باب ما أدي زكاته فليس بكنز لقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس
فيما دون خمسة أواق صدقة وقال أحمد بن شبيب بن سعيد حدثنا أبي عن يونس
عن ابن شهاب عن خالد بن أسلم قال خرجنا مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
فقال أعرابي أخبرني قول الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها
في سبيل الله قال ابن عمر من كنزها فلم يؤد زكاتها فويل له إنما كان هذا قبل
أن تنزل الزكاة فلما أنزلت جعلها الله طهرا للأموال حدثنا إسحاق بن يزيد
أخبرنا شعيب بن إسحاق قال الأوزاعي أخبرني يحيى بن أبي كثير أن عمرو بن يحيى
ابن عمارة أخبره عن أبيه يحيى بن عمارة بن أبي الحسن أنه سمع أبا سعيد رضي الله
عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيما دون خمس أواق صدقة وليس
فيما دون خمس ذود صدقة وليس فيما دون خمس أوسق صدقة حدثنا علي سمع
هشيما أخبرنا حصين عن زيد بن وهب قال مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر رضي
الله عنه فقلت له ما أنزلك منزلك هذا قال كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية
في والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله قال معاوية نزلت
في أهل الكتاب فقلت نزلت فينا وفيهم فكان بيني وبينه في ذلك وكتب
إلى عثمان رضي الله عنه يشكوني فكتب إلي عثمان أن اقدم المدينة فقدمتها
فكثر علي الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك فذكرت ذلك لعثمان فقال لي
إن شئت تنحيت فكنت قريبا فذاك الذي أنزلني هذا المنزل ولو أمروا علي
حبشيا لسمعت وأطعت حدثنا عياش قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا
الجريري عن أبي العلاء عن الأحنف بن قيس قال جلست ح وحدثني إسحاق بن
111

منصور أخبرنا عبد الصمد قال حدثنا أبي حدثنا الجريري حدثنا أبو العلاء بن
الشخير أن الأحنف بن قيس حدثهم قال جلست إلى ملا من قريش فجاء رجل
خشن الشعر والثياب والهيئة حتى قام عليهم فسلم ثم قال بشر الكانزين
برضف يحمى عليه في نار جهنم ثم يوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من
نغض كتفه ويوضع على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه يتزلزل ثم ولى
فجلس إلى سارية وتبعته وجلست إليه وأنا لا أدري من هو فقلت له لا أرى القوم
إلا قد كرهوا الذي قلت قال إنهم لا يعقلون شيئا قال لي خليلي قال قلت من
خليلك قال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر أتبصر أحدا قال فنظرت إلى الشمس
ما بقي من النهار وأنا أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسلني في حاجة له
قلت نعم قال ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير وإن هؤلاء
لا يعقلون إنما يجمعون الدنيا لا والله لا أسألهم دنيا ولا أستفتيهم عن دين حتى
ألقى الله عز وجل باب إنفاق المال في حقه حدثنا محمد بن المثنى
حدثنا يحيى عن إسماعيل قال حدثني قيس عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه
على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها باب
الرياء في الصدقة لقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن
والأذى إلى قوله الكافرين * وقال ابن عباس رضي الله عنهما صلدا ليس
عليه شئ وقال عكرمة وابل مطر شديد والطل الندى باب لا يقبل الله
صدقة من غلول ولا يقبل إلا من كسب طيب لقوله قول معروف ومغفرة
خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم باب الصدقة من كسب
طيب لقوله ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف
112

عليهم ولا هم يحزنون حدثنا عبد الله بن منير سمع أبا النضر حدثنا عبد
الرحمن هو ابن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصدق بعدل تمرة من كسب
طيب ولا يقبل الله إلا الطيب وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي
أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل تابعه سليمان عن ابن دينار وقال ورقاء عن ابن
دينار عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
ورواه مسلم بن أبي مريم وزيد بن أسلم وسهيل عن أبي صالح عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم باب فضل الصدقة من كسب
باب الصدقة قبل الرد حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا معبد بن خالد
قال سمعت حارثة بن وهب قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول تصدقوا
فإنه يأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها يقول الرجل
لو جئت بها بالأمس لقبلتها فأما اليوم فلا حاجة لي بها حدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
النبي صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم
رب المال من يقبل صدقته وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه لا أرب لي
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عاصم النبيل أخبرنا سعدان بن بشر حدثنا
أبو مجاهد حدثنا محل بن خليفة الطائي قال سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه
يقول كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجلان أحدهما يشكو
العيلة والآخر يشكو قطع السبيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما قطع
السبيل فإنه لا يأتي عليك إلا قليل حتى تخرج العير إلى مكة بغير خفير وأما
العيلة فإن الساعة لا تقوم حتى يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها منه
ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له ثم
113

ليقولن له ألم أوتك مالا فليقولن بلى ثم ليقولن ألم أرسل إليك رسولا
فليقولن بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا
النار فليتقين أحدكم فإن لم يجد فبكلمة طيبة حدثنا محمد بن العلاء حدثنا
أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب
ثم لا يجد أحدا يأخذها منه ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن
به من قلة الرجال وكثرة النساء باب اتقوا النار ولو بشق تمرة
والقليل من الصدقة ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا
من أنفسهم الآية وإلى قوله ومن كل الثمرات حدثنا عبيد الله بن سعيد
حدثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله البصري حدثنا شعبة عن سليمان عن أبي
وائل عن أبي مسعود رضي الله عنه قال لما نزلت آية الصدقة كنا نحامل
فجاء رجل فتصدق بشئ كثير فقالوا مراء وجاء رجل فتصدق بصاع فقالوا
إن الله لغني عن صاع هذا فنزلت الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في
الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم الآية حدثنا سعيد بن يحيى
حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن شقيق عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله
عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرنا بالصدقة انطلق
أحدنا إلى السوق فيحامل فيصيب المد وإن لبعضهم اليوم لمائة ألف حدثنا
سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عبد الله بن معقل
قال سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول اتقوا النار ولو بشق تمرة حدثنا بشر بن محمد قال أخبرنا عبد الله
أخبرنا معمر عن الزهري قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عروة
عن عائشة رضي الله عنها قالت دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل فلم تجد
114

عندي شيئا غير تمرة فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها ثم قامت
فخرجت فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا فأخبرته فقال من ابتلي من هذه
البنات بشئ كن له سترا من النار باب أي الصدقة أفضل وصدقة
الشحيح الصحيح لقوله تعالى وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم
الموت الآية وقوله يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي
يوم لا بيع فيه الآية حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا
عمارة بن القعقاع حدثنا أبو زرعة حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال جاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرا قال
أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت
الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان باب حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن فراس عن الشعبي عن مسروق عن عائشة
رضي الله عنها أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن للنبي صلى الله
عليه وسلم أينا أسرع بك لحوقا قال أطولكن يدا فأخذوا قصبة يذرعونها
فكانت سودة أطولهن يدا فعلمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة وكانت
أسرعنا لحوقا به وكانت تحب الصدقة باب صدقة العلانية وقوله
عز وجل الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية إلى قوله ولا هم
يحزنون باب صدقة السر وقال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت
يمينه وقوله إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو
خير لكم الآية باب إذا تصدق على غني وهو لا يعلم حدثنا أبو
اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رجل لأتصدقن بصدقة فخرج
115

بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق على سارق فقال اللهم لك
الحمد لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبحوا يتحدثون
تصدق الليلة على زانية فقال اللهم لك الحمد على زانية لأتصدقن بصدقة فخرج
بصدقته فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون تصدق على غني فقال اللهم لك الحمد
على سارق وعلى زانية وعلى غني فأتي فقيل له أما صدقتك على سارق فلعله
أن يستعف عن سرقته وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها وأما الغني فلعله
يعتبر فينفق مما أعطاه الله باب إذا تصدق على ابنه وهو لا يشعر
حدثنا محمد بن يوسف حدثنا إسرائيل حدثنا أبو الجويرية أن معن بن يزيد
رضي الله عنه حدثه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبي وجدي
وخطب علي فأنكحني وخاصمت إليه وكان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدق بها
فوضعها عند رجل في المسجد فجئت فأخذتها فأتيته بها فقال والله ما إياك أردت
فخاصمته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لك ما نويت يا يزيد ولك
ما أخذت يا معن باب الصدقة باليمين حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن
عبيد الله قال حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله تعالى في ظله
يوم لا ظل إلا ظله إمام عدل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق
في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة
ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى
لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه حدثنا علي
ابن الجعد أخبرنا شعبة قال أخبرني معبد بن خالد قال سمعت حارثة بن وهب
الخزاعي رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول تصدقوا
فسيأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته فيقول الرجل لو جئت بها بالأمس
116

لقبلتها منك فأما اليوم فلا حاجة لي فيها باب من أمر خادمه بالصدقة
ولم يناول بنفسه وقال أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم هو أحد
المتصدقين حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن شقيق
عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت
ولزوجها أجره بما كسب وللخازن مثل ذلك لا ينقص بعضهم أجر بعض
شيئا باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى ومن تصدق وهو محتاج أو أهله
محتاج أو عليه دين فالدين أحق أن يقضى من الصدقة والعتق والهبة وهو رد
عليه ليس له أن يتلف أموال الناس قال النبي صلى الله عليه وسلم من أخذ أموال
الناس يريد إتلافها أتلفه الله إلا أن يكون معروفا بالصبر فيؤثر على نفسه
ولو كان به خصاصة كفعل أبي بكر حين تصدق بماله وكذلك آثر الأنصار
المهاجرين ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال فليس له أن يضيع
أموال الناس بعلة الصدقة وقال كعب رضي الله عنه قلت يا رسول الله إن من
توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم قال
أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك قلت فإني أمسك سهمي الذي بخيبر
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري قال أخبرني سعيد بن
المسيب أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير
الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
وهيب حدثنا هشام عن أبيه عن حكيم بن حزام رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة
عن ظهر غنى ومن يستعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله * وعن وهيب
قال أخبرنا هشام عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه بهذا حدثنا أبو النعمان
117

قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
وهو على المنبر وذكر الصدقة والتعفف والمسألة اليد العليا خير من اليد
السفلى فاليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة باب المنان بما أعطى
لقوله الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى
الآية باب من أحب تعجيل الصدقة من يومها حدثنا أبو عاصم عن
عمر بن سعيد عن ابن أبي مليكة أن عقبة بن الحرث رضي الله عنه حدثه قال
صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم العصر فأسرع ثم دخل البيت فلم يلبث أن
خرج فقلت أو قيل له فقال كنت خلفت في البيت تبرا من الصدقة فكرهت
أن أبيته فقسمته باب التحريض على الصدقة والشفاعة فيها حدثنا
مسلم حدثنا شعبة حدثنا عدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم عيد فصلى ركعتين لم يصل قبل ولا
بعد ثم مال على النساء ومعه بلال فوعظهن وأمرهن أن يتصدقن فجعلت المرأة
تلقي القلب والخرص حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا أبو
بريدة بن عبد الله بن أبي بردة حدثنا أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه رضي الله عنه
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل أو طلبت إليه حاجة قال
اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء حدثنا
صدقة بن الفضل أخبرنا عبدة عن هشام عن فاطمة عن أسماء رضي الله عنها قالت
قال لي النبي صلى الله عليه وسلم لا توكى فيوكى عليك حدثنا عثمان بن أبي شيبة
عن عبدة وقال لا تحصي فيحصي الله عليك باب الصدقة فيما استطاع
حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج ح وحدثني محمد بن عبد الرحيم عن حجاج بن محمد
118

عن ابن جريج قال أخبرني ابن أبي مليكة عن عباد بن عبد الله بن الزبير أخبره
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال لا توعي فيوعي الله عليك ارضخي ما استطعت باب الصدقة تكفر
الخطيئة حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة رضي
الله عنه قال قال عمر رضي الله عنه أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الفتنة قال قلت أنا أحفظه كما قال قال إنك عليه لجرئ فكيف قال
قلت فتنة الرجل في أهله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والمعروف
قال سليمان قد كان يقول الصلاة والصدقة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر
قال ليس هذه أريد ولكني أريد التي تموج كموج البحر قال قلت ليس عليك بها
يا أمير المؤمنين بأس بينك وبينها باب مغلق قال فيكسر الباب أو يفتح قال قلت
لا بل يكسر قال فإنه إذا كسر لم يغلق أبدا قال قلت أجل قال فهبنا أن نسأله من
الباب فقلنا لمسروق سله قال فسأله فقال عمر رضي الله عنه قال قلنا فعلم عمر
من تعني قال نعم كما أن دون غد ليلة وذلك أني حدثته حدثنا ليس بالأغاليط
باب من تصدق في الشرك ثم أسلم حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا
هشام حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن حكيم بن حزام رضي الله عنه
قال قلت يا رسول الله أرأيت أشياء كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة
أو عتاقة وصلة رحم فهل فيها من أجر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أسلمت
على ما سلف من خير باب أجر الخادم إذا تصدق بأمر صاحبه غير
مفسد حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن
مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
تصدقت المرأة من طعام زوجها غير مفسدة كان لها أجرها ولزوجها بما كسب
وللخازن مثل ذلك حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن
119

عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخازن
المسلم الأمين الذي ينفذ وربما قال يعطي ما أمر به كاملا موفرا طيب به نفسه
فيدفعه إلى الذي أمر له به أحد المتصدقين باب أجر المرأة إذا
تصدقت أو أطعمت من بيت زوجها غير مفسدة حدثنا آدم حدثنا شعبة
حدثنا منصور والأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها عن
النبي صلى الله عليه وسلم يعني إذا تصدقت المرأة من بيت زوجها ح حدثنا
عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن شقيق عن مسروق عن عائشة
رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أطعمت المرأة من بيت
زوجها غير مفسدة لها أجرها وله مثله وللخازن مثل ذلك له بما اكتسب ولها
بما أنفقت حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا جرير عن منصور عن شقيق عن
مسروق عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أنفقت
المرأة من طعام بيتها غير مفسدة فلها أجرها وللزوج بما اكتسب وللخازن
مثل ذلك باب قول الله تعالى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى
فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى
اللهم أعط منفق مال خلفا حدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان عن
معاوية بن أبي مزرد عن أبي الحباب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول
أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا باب
مثل البخيل والمتصدق حدثنا موسى حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل البخيل
والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد ح وحدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب حدثنا أبو الزناد أن عبد الرحمن حدثه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه
120

أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين
عليهما جبتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت
أو وفرت على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو أثره وأما البخيل فلا يريد أن ينفق
شيئا إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع * تابعه الحسن بن مسلم
عن طاوس في الجبتين * وقال حنظلة عن طاوس جنتان * وقال الليث حدثني
جعفر عن ابن هرمز سمعت أبا هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
جنتان باب صدقة الكسب والتجارة لقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا
أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض إلى قوله غني حميد
باب على كل مسلم صدقة فمن لم يجد فليعمل بالمعروف حدثنا مسلم
ابن إبراهيم حدثنا شعبة حدثنا سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال على كل مسلم صدقة فقالوا يا نبي الله فمن لم يجد قال يعمل بيده
فينفع نفسه ويتصدق قالوا فإن لم يجد قال يعين ذا الحاجة الملهوف قالوا فإن
لم يجد قال فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة باب
قدر كم يعطي من الزكاة والصدقة ومن أعطى شاة حدثنا أحمد بن يونس
حدثنا أبو شهاب عن خالد الحذاء عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية رضي الله
عنها قالت بعث إلى نسيبة الأنصارية بشاة فأرسلت إلى عائشة رضي الله عنها
منها فقال النبي صلى الله عليه وسلم عندكم شئ فقلت لا إلا ما أرسلت به نسيبة
من تلك الشاة فقال هات فقد بلغت محلها باب زكاة الورق حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه قال سمعت أبا
سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيما دون خمس ذود
صدقة من الإبل وليس فيما دون خمس أواق صدقة وليس فيما دون خمسة
أوسق صدقة حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال حدثني يحيى بن
121

سعيد قال أخبرني عمرو سمع أباه عن أبي سعيد رضي الله عنه سمعت النبي صلى
الله عليه وسلم بهذا باب العرض في الزكاة وقال طاوس قال معاذ
رضي الله عنه لأهل اليمن ائتوني بعرض ثياب خميص أو لبيس في الصدقة
مكان الشعير والذرة أهون عليكم وخير لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
بالمدينة وقال النبي صلى الله عليه وسلم وأما خالد احتبس أدراعه وأعتده في
سبيل الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم تصدقن ولو من حليكن فلم يستثن
صدقة الفرض من غيرها فجعلت المرأة تلقي خرصها وسخابها ولم يخص
الذهب والفضة من العروض حدثنا محمد بن عبد الله حدثني أبي قال حدثني
ثمامة أن أنسا رضي الله عنه حدثه أن أبا بكر رضي الله عنه كتب له التي أمر الله
رسوله ومن بلغت صدقته بنت مخاض وليست عنده وعنده بنت لبون فإنها تقبل
منه ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين فإن لم يكن عنده بنت مخاض
على وجهها وعنده ابن لبون فإنه يقبل منه وليس معه شئ حدثنا مؤمل
حدثنا إسماعيل عن أيوب عن عطاء بن أبي رباح قال قال ابن عباس رضي الله عنهما
أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلى قبل الخطبة فرأى أنه لم يسمع
النساء فأتاهن ومعه بلال ناشر ثوبه فوعظهن وأمرهن أن يتصدقن فجعلت
المرأة تلقي وأشار أيوب إلى أذنه وإلى حلقه باب لا يجمع بين متفرق
ولا يفرق بين مجتمع ويذكر عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه وسلم مثله حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني أبي قال
حدثني ثمامة أن أنسا رضي الله عنه حدثه أن أبا بكر رضي الله عنه كتب له التي
فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين
مجتمع خشية الصدقة باب ما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما
بالسوية وقال طاوس وعطاء إذا علم الخليطان أموالهما فلا يجمع مالهما وقال
122

سفيان لا تجب حتى يتم لهذا أربعون شاة ولهذا أربعون شاة حدثنا محمد بن
عبد الله قال حدثني أبي قال حدثني ثمامة أن أنسا حدثه أن أبا بكر رضي الله عنه كتب
له التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان
بينهما بالسوية باب زكاة الإبل ذكره أبو بكر وأبو ذر وأبو هريرة
رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا علي بن عبد الله حدثنا الوليد
ابن مسلم حدثنا الأوزاعي قال حدثني ابن شهاب عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه أن أعرابيا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهجرة
فقال ويحك إن شأنها شديد فهل لك من إبل تؤدي صدقتها قال نعم قال فاعمل من
وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئا باب من بلغت عنده صدقة
بنت مخاض وليست عنده حدثنا محمد بن عبد الله قال حدثني أبي قال حدثني ثمامة
أن أنسا رضي الله عنه حدثه أن أبا بكر رضي الله عنه كتب له فريضة الصدقة
التي أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم من بلغت عنده من الإبل صدقة الجذعة
وليست عنده جذعة وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويجعل معها شاتين
إن استيسرتا له أو عشرين درهما ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده الحقة
وعنده الجذعة فإنها تقبل منه الجذعة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين
ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده إلا بنت لبون فإنها تقبل منه بنت
لبون ويعطي شاتين أو عشرين درهما ومن بلغت صدقته بنت لبون وعنده حقة
فإنها تقبل منه الحقة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت صدقته
بنت لبون وليست عنده وعنده بنت مخاض فإنها تقبل منه بنت مخاض ويعطي
معها عشرين درهما أو شاتين باب زكاة الغنم حدثنا محمد بن عبد الله
ابن المثنى الأنصاري قال حدثني أبي قال حدثني ثمامة بن عبد الله بن أنس أن أنسا
حدثه أن أبا بكر رضي الله عنه كتب له هذا الكتاب لما وجهه إلى البحرين
123

بسم الله الرحمن الرحيم هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله صلى الله
عليه وسلم على المسلمين والتي أمر الله بها رسوله فمن سئلها من المسلمين على
وجهها فليعطها ومن سئل فوقها فلا يعط في أربع وعشرين من الإبل فما
دونها من الغنم من كل خمس شاة إذا بلغت خمسا وعشرين إلى خمس وثلاثين
ففيها بنت مخاض أنثى فإذا بلغت ستا وثلاثين إلى خمس وأربعين ففيها بنت لبون
أنثى فإذا بلغت ستا وأربعين إلى ستين ففيها حقة طروقة الجمل فإذا بلغت
واحدة وستين إلى خمس وسبعين ففيها جذعة فإذا بلغت يعني ستا وسبعين إلى
تسعين ففيها بنتا لبون فإذا بلغت إحدى وتسعين إلى عشرين ومائة ففيها حقتان
طروقتا الجمل فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين بنت لبون وفي كل
خمسين حقة ومن لم يكن معه إلا أربع من الإبل فليس فيها صدقة إلا أن يشاء
ربها فإذا بلغت خمسا من الإبل ففيها شاة وفي صدقة الغنم في سائمتها إذا كانت
أربعين إلى عشرين ومائة شاة فإذا زادت على عشرين ومائة إلى مائتين شاتان فإذا
زادت على مائتين إلى ثلاثمائة ففيها ثلاث فإذا زادت على ثلاثمائة ففي كل مائة
شاة فإذا كانت سائمة الرجل ناقصة من أربعين شاة واحدة فليس فيها صدقة
إلا أن يشاء ربها وفي الرقة ربع العشر فإن لم تكن إلا تسعين ومائة فليس فيها شئ
إلا أن يشاء ربها باب لا يؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عوار ولا تيس
إلا ما شاء المصدق حدثنا محمد بن عبد الله قال حدثني أبي قال حدثني ثمامة
أن أنسا رضي الله عنه حدثه أن أبا بكر رضي الله عنه كتب له التي أمر الله رسوله
صلى الله عليه وسلم ولا يخرج في الصدقة هرمة ولا ذات عوار ولا تيس إلا
ما شاء المصدق باب أخذ العناق في الصدقة حدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب عن الزهري ح وقال الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قال
124

أبو بكر رضي الله عنه والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها قال عمر رضي الله عنه فما هو إلا أن
رأيت أن الله شرح صدر أبي بكر رضي الله عنه بالقتال فعرفت أنه الحق
باب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة حدثنا أمية بن بسطام
حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن إسماعيل بن أمية عن يحيى بن عبد الله
ابن صيفي عن أبي معبد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم لما بعث معاذا على اليمن قال إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول
ما تدعوهم إليه عبادة الله فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم
خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا الصلاة فأخبرهم أن الله قد
فرض عليهم زكاة تؤخذ من أموالهم وترد على فقرائهم فإذا أطاعوا بها فخذ
منهم وتوق كرائم أموال الناس باب ليس فيما دون خمس ذود صدقة
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة
المازني عن أبيه عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة وليس فيما دون خمس أواق
من الورق صدقة وليس فيما دون خمس ذود من الإبل صدقة باب
زكاة البقر وقال أبو حميد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأعرفن ما جاء الله رجل
ببقرة لها خوار ويقال جؤار تجأرون أي ترفعون أصواتكم كما تجأر البقرة
حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن المعرور بن سويد
عن أبي ذر رضي الله عنه قال انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي
نفسي بيده أو والذي لا إله غيره أو كما حلف ما من رجل تكون له إبل أو بقر
أو غنم لا يؤدي حقها إلا أتي بها يوم القيامة أعظم ما تكون وأسمنه تطؤه
بأخفافها وتنطحه بقرونها كلما جازت أخراها ردت عليه أولاها حتى يقضى بين
125

الناس * رواه بكير عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم باب الزكاة على الأقارب وقال النبي صلى الله عليه وسلم له
أجران أجر القرابة والصدقة حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن إسحاق
بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول كان
أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله إليه بيرحاء
وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب
من ماء فيها طيب قال أنس رضي الله عنه فلما أنزلت هذه الآية لن تنالوا البر
حتى تنفقوا مما تحبون قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن
أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها
يا رسول الله حيث أراك الله قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ ذلك
مال رابح ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين
فقال أبو طلحة أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه * تابعه
روح وقال يحيى بن يحيى وإسماعيل عن مالك رايح حدثنا ابن أبي مريم
أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني زيد عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر
إلى المصلى ثم انصرف فوعظ الناس وأمرهم بالصدقة فقال أيها الناس تصدقوا
فمر على النساء فقال يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقلن
وبم ذلك يا رسول الله قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات
عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء ثم انصرف
فلما صار إلى منزله جاءت زينب امرأة ابن مسعود تستأذن عليه فقيل يا رسول
الله هذه زينب فقال أي الزيانب فقيل امرأة ابن مسعود قال نعم ائذنوا لها
126

فأذن لها قالت يا نبي الله إنك أمرت اليوم بالصدقة وكان عندي حلي لي فأردت
أن أتصدق به فزعم ابن مسعود أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم فقال النبي
صلى الله عليه وسلم صدق ابن مسعود زوجك وولدك أحق من تصدقت به
عليهم باب ليس على المسلم في فرسه صدقة حدثنا آدم حدثنا شعبة
حدثنا عبد الله بن دينار قال سمعت سليمان بن يسار عن عراك بن مالك عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على المسلم
في فرسه وغلامه صدقة باب ليس على المسلم في عبده صدقة حدثنا
مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن خثيم بن عراك قال حدثني أبي عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا سليمان بن حرب حدثنا
وهيب بن خالد حدثنا خثيم بن عراك بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس على المسلم صدقة في عبده ولا
فرسه باب الصدقة على اليتامى حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام
عن يحيى عن هلال بن أبي ميمونة حدثنا عطاء بن يسار أنه سمع أبا سعيد الخدري
رضي الله عنه يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس ذات يوم على المنبر
وجلسنا حوله فقال إني مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة
الدنيا وزينتها فقال رجل يا رسول الله أو يأتي الخير بالشر فسكت النبي صلى الله
عليه وسلم فقيل له ما شأنك تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكلمك
فرأينا أنه ينزل عليه قال فمسح عنه الرحضاء فقال أين السائل وكأنه حمده
فقال إنه لا يأتي الخير بالشر وإن مما ينبت الربيع يقتل أو يلم إلا آكلة
الخضراء أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت
ورتعت وإن هذا المال خضرة حلوة فنعم صاحب المسلم ما أعطى منه المسكين
واليتيم وابن السبيل أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وإنه من يأخذه بغير
127

حقه كالذي يأكل ولا يشبع ويكون شهيدا عليه يوم القيامة باب
الزكاة على الزوج والأيتام في الحجر قاله أبو سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني شقيق عن عمرو
ابن الحرث عن زينب امرأة عبد الله رضي الله عنهما قال فذكرته لإبراهيم
فحدثني إبراهيم عن أبي عبيدة عن عمرو بن الحرث عن زينب امرأة عبد الله
بمثله سواء قالت كنت في المسجد فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال تصدقن
ولو من حليكن وكانت زينب تنفق على عبد الله وأيتام في حجرها فقالت لعبد
الله سل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيجزئ عني أن أنفق عليك وعلى أيتامي
في حجري من الصدقة فقال سلي أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجدت امرأة من الأنصار على الباب حاجتها
مثل حاجتي فمر علينا بلال فقلنا سل النبي صلى الله عليه وسلم أيجزئ عني أن أنفق
على زوجي وأيتام لي في حجري وقلنا لا تخبر بنا فدخل فسأله فقال من هما قال
زينب قال أي الزيانب قال امرأة عبد الله قال نعم ولها أجران أجر القرابة وأجر
الصدقة حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبدة عن هشام عن أبيه عن زينب
ابنة أم سلمة قالت قلت يا رسول الله إلي أجر أن أنفق على بني أبي سلمة إنما هم
بني فقال أنفقي عليهم فلك أجر ما أنفقت عليهم باب قول الله تعالى
وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله ويذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما
يعتق من زكاة ماله ويعطي في الحج وقال الحسن إن اشترى أباه من الزكاة
جاز ويعطي في المجاهدين والذي لم يحج ثم تلا إنما الصدقات للفقراء الآية
في أيها أعطيت أجزأت وقال صلى الله عليه وسلم إن خالدا احتبس أدراعه
في سبيل الله ويذكر عن أبي لاس حملنا النبي صلى الله عليه وسلم على إبل الصدقة
للحج حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب قال حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن
128

أبي هريرة رضي الله عنه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة فقيل
منع ابن جميل وخالد بن الوليد وعباس بن عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه
وسلم ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله ورسوله وأما خالد فإنكم
تظلمون خالدا قد احتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله وأما العباس بن عبد المطلب
فعم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي عليه صدقة ومثلها معها * تابعه ابن
أبي الزناد عن أبيه * وقال ابن إسحاق عن أبي الزناد هي عليه ومثلها معها * وقال
ابن جريج حدثت عن الأعرج بمثله باب الاستعفاف عن المسألة
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد
الليثي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناسا من الأنصار سألوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده فقال
ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن
يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده
لان يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله
أعطاه أو منعه حدثنا موسى حدثنا وهيب حدثنا هشام عن أبيه عن الزبير
ابن العوام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لان يأخذ أحدكم
حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من
أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس
عن الزهري عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب أن حكيم بن حزام رضي الله
عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم
سألته فأعطاني ثم قال يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة
129

نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي
يأكل ولا يشبع اليد العليا خير من اليد السفلى فقال حكيم فقلت يا رسول الله
والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا فكان أبو بكر
رضي الله عنه يدعو حكيما إلى العطاء فيأبى أن يقبله منه ثم إن عمر رضي الله عنه
دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئا فقال إني أشهدكم معشر المسلمين على
حكيم أني أعرض عليه حقه من هذا الفئ فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم
أحدا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي باب
من أعطاه الله شيئا من غير مسألة ولا إشراف نفس وفي أموالهم حق للسائل
والمحروم حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن الزهري عن
سالم أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت عمر يقول كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول أعطه من هو أفقر إليه مني فقال خذه
إذا جاءك من هذا المال شئ وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه ومالا فلا تتبعه
نفسك باب من سأل الناس تكثرا حدثنا يحيى بن بكير حدثنا
الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر قال سمعت حمزة بن عبد الله بن عمر قال سمعت
عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال
الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم وقال إن
الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الاذن فبينما هم كذلك استغاثوا
بآدم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم * وزاد عبد الله حدثني الليث
قال حدثني ابن أبي جعفر فيشفع ليقضى بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة
الباب فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم وقال معلى حدثنا
وهيب عن النعمان بن راشد عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري عن حمزة سمع
ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسألة باب
130

قول الله تعالى لا يسألون الناس إلحافا وكم الغنى وقول النبي صلى الله عليه وسلم
ولا يجد غنى يغنيه للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في
الأرض إلى قوله فإن الله به عليم حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال
أخبرني محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال ليس المسكين الذي ترده الأكلة والاكلتان ولكن المسكين
الذي ليس له غنى ويستحيي أو لا يسأل الناس إلحافا حدثنا يعقوب بن إبراهيم
حدثنا إسماعيل بن علية حدثنا خالد الحذاء عن ابن أشوع عن الشعبي قال حدثني
كاتب المغيرة بن شعبة قال كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة أن اكتب إلي
بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقول إن الله كره لكم ثلاثا قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال
حدثنا محمد بن غرير الزهري حدثنا يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح
ابن كيسان عن ابن شهاب قال أخبرني عامر بن سعد عن أبيه قال أعطى رسول
الله صلى الله عليه وسلم رهطا وأنا جالس فيهم قال فترك رسول الله صلى الله عليه
وسلم منهم رجلا لم يعطه وهو أعجبهم إلي فقمت إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فساررته فقلت مالك عن فلان والله إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما قال
فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم فيه فقلت يا رسول الله مالك عن فلان والله إني
لأراه مؤمنا قال أو مسلما قال فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم فيه فقلت يا رسول
الله مالك عن فلان والله إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما يعني فقال إني لأعطي
الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه * وعن أبيه
عن صالح عن إسماعيل بن محمد أنه قال سمعت أبي يحدث هذا فقال في حديثه
فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فجمع بين عنقي وكتفي ثم قال
أقبل أي سعد إني لأعطي الرجل * قال أبو عبد الله فكبكبوا قلبوا مكبا
131

أكب الرجل إذا كان فعله غير واقع على أحد فإذا وقع الفعل قلت كبه الله لوجهه
وكببته أنا حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك عن أبي الزناد عن
الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان
ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن به فيتصدق عليه ولا يقوم
فيسأل الناس حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش
حدثنا أبو صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لان يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو أحسبه قال إلى الجبل فيحتطب فيبيع فيأكل
ويتصدق خير له من أن يسأل الناس * قال أبو عبد الله صالح بن كيسان أكبر
من الزهري وهو قد أدرك ابن عمر باب خرص التمر حدثنا سهل
ابن بكار حدثنا وهيب عن عمرو بن يحيى عن عباس الساعدي عن أبي حميد
الساعدي رضي الله عنه قال غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك فلما
جاء وادي القرى إذا امرأة في حديقة لها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه
اخرصوا وخرص رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أوسق فقال لها أحضى
ما يخرج منها فلما أتينا تبوك قال أما إنها ستهب الليلة ريح شديدة فلا يقومن
أحد ومن كان معه بعير فليعقله فعقلناها وهبت ريح شديدة فقام رجل فألقته
بجبل طيئ وأهدى ملك أيلة للنبي صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء وكساه بردا
وكتب له ببحرهم فلما أتى وادي القرى قال للمرأة كم جاءت حديقتك قالت
عشرة أوسق خرص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه
وسلم إني متعجل إلى المدينة فمن أراد منكم أن يتعجل معي فليتعجل فلما قال ابن
بكار كلمة معناها أشرف على المدينة قال هذه طابة فلما رأى أحدا قال هذا
جبيل يحبنا ونحبه ألا أخبركم بخير دور الأنصار قالوا بلى قال دور بني النجار
132

ثم دور بني عبد الأشهل ثم دور بني ساعدة أو دور بني الحرث بن الخزرج
وفي كل دور الأنصار يعني خيرا * وقال سليمان بن بلال حدثني عمرو ثم دار
بني الحرث ثم بني ساعدة وقال سليمان عن سعد بن سعيد عن عمارة بن غزية عن
عباس عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحد جبل يحبنا
ونحبه * وقال أبو عبد الله كل بستان عليه حائط فهو حديقة وما لم يكن عليه
حائط لم يقل حديقة باب العشر فيما يسقى من ماء السماء وبالماء الجاري
ولم ير عمر بن عبد العزيز في العسل شيئا حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا
عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن الزهري عن سالم بن عبد الله
عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما سقت السماء والعيون
أو كان عثريا العشر وما سقي بالنضح نصف العشر * قال أبو عبد الله هذا تفسير
الأول لأنه لم يوقت في الأول يعني حديث ابن عمر فيما سقت السماء العشر
وبين في هذا ووقت والزيادة مقبولة والمفسر يقضي على المبهم إذا رواه أهل
الثبت كما روى الفضل بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل في الكعبة
وقال بلال قد صلى فأخذ بقول بلال وترك قول الفضل باب ليس فيما
دون خمسة أوسق صدقة حدثنا مسدد حدثنا يحيى حدثنا مالك قال حدثني
محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس فيما أقل من خمسة أوسق
صدقة ولا في أقل من خمسة من الإبل الذود صدقة ولا في أقل من خمس أواق
من الورق صدقة قال أبو عبد الله هذا تفسير الأول إذا قال ليس فيما دون خمسة
أوسق صدقة لكونه لم يبين ويؤخذ أبدا في العلم بما زاد أهل الثبت أو بينوا
باب أخذ صدقة التمر عند صرام النخل وهل يترك الصبي فيمس
تمر الصدقة حدثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي حدثنا أبي حدثنا
133

إبراهيم بن طهمان عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتي بالتمر عند صرام النخل فيجئ هذا بتمره
وهذا من تمره حتى يصير عنده كوما من تمر فجعل الحسن والحسين رضي الله
عنهما يلعبان بذلك التمر فأخذ أحدهما تمرة فجعله في فيه فنظر إليه رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأخرجها من فيه فقال أما علمت أن آل محمد لا يأكلون
الصدقة باب من باع ثماره أو نخله أو أرضه أو زرعه وقد وجب
فيه العشر أو الصدقة فأدى الزكاة من غيره أو باع ثماره ولم تجب فيه الصدقة
وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تبيعوا الثمرة حتى يبدو صلاحها فلم يحظر
البيع بعد الصلاح على أحد ولم يخص من وجب عليه الزكاة ممن لم تجب
حدثنا حجاج حدثنا شعبة أخبرني عبد الله بن دينار قال سمعت ابن عمر
رضي الله عنهما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها
وكان إذا سئل عن صلاحها قال حتى تذهب عاهته حدثنا عبد الله بن يوسف
قال حدثني الليث قال حدثني خالد بن يزيد عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن
عبد الله رضي الله عنهما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمار حتى يبدو
صلاحها حدثنا قتيبة عن مالك عن حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى تزهي قال حتى تحمار
باب هل يشتري صدقته ولا بأس أن يشتري صدقته غيره لان النبي
صلى الله عليه وسلم إنما نهى المتصدق خاصة عن الشراء ولم ينه غيره حدثنا
يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم أن عبد الله بن
عمر رضي الله عنهما كان يحدث أن عمر بن الخطاب تصدق بفرس في سبيل الله
فوجده يباع فأراد أن يشتريه ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأمره فقال
لا تعد في صدقتك فبذلك كان ابن عمر رضي الله عنهما لا يترك أن يبتاع شيئا
134

تصدق به إلا جعله صدقة حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك بن أنس
عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول حملت
على فرس في سبيل الله فأضاعه الذي كان عنده فأردت أن أشتريه فظننت أنه
يبيعه برخص فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تشتر ولا تعد في صدقتك
وإن أعطاكه بدرهم فإن العائد في صدقته كالعائد في قيئه باب ما يذكر
في الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا محمد بن
زياد قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه قال أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما
تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم كخ كخ ليطرحها
ثم قال أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة باب الصدقة على موالي أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا سعيد بن عفير حدثنا ابن وهب عن يونس
عن ابن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
وجد النبي صلى الله عليه وسلم شاة ميتة أعطيتها مولاة لميمونة من الصدقة قال
النبي صلى الله عليه وسلم هلا انتفعتم بجلدها قالوا إنها ميتة قال إنما حرم أكلها
حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة
رضي الله عنها أنها أرادت أن تشتري بريرة للعتق وأراد مواليها أن يشترطوا
ولاءها فذكرت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لها النبي صلى الله عليه
وسلم اشتريها فإنما الولاء لمن أعتق قالت وأتي النبي صلى الله عليه وسلم بلحم
فقلت هذا ما تصدق به على بريرة فقال هو لها صدقة ولنا هدية باب
إذا تحولت الصدقة حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يزيد بن زريع حدثنا
خالد عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية الأنصارية رضي الله عنها قالت دخل
النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها فقال هل عندكم شئ فقالت
لا إلا شئ بعثت به إلينا نسيبة من الشاة التي بعثت بها من الصدقة فقال إنها
135

قد بلغت محلها حدثنا يحيى بن موسى حدثنا وكيع حدثنا شعبة عن قتادة
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بلحم تصدق به على بريرة
فقال هو عليها صدقة وهو لنا هدية * وقال أبو داود أنبأنا شعبة عن قتادة
سمع أنسا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم باب أخذ الصدقة
من الأغنياء وترد في الفقراء حيث كانوا حدثنا محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا
زكريا بن إسحاق عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد مولى ابن عباس
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن
جبل حين بعثه إلى اليمن إنك ستأتي قوما أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم
إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن هم أطاعوا لك بذلك
فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا
لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد
على فقرائهم فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة
المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب باب صلاة الامام ودعائه
لصاحب الصدقة وقوله خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل
عليهم إن صلواتك سكن لهم حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عمرو
عن عبد الله بن أبي أوفى قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم
قال اللهم صل على آل فلان فأتاه أبي بصدقته فقال اللهم صل على آل أبي أوفى
باب ما يستخرج من البحر وقال ابن عباس رضي الله عنهما ليس العنبر
بركاز هو شئ دسره البحر وقال الحسن في العنبر واللؤلؤ الخمس فإنما جعل
النبي صلى الله عليه وسلم في الركاز الخمس ليس في الذي يصاب في الماء * وقال
الليث حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني
136

إسرائيل بأن يسلفه ألف دينار فدفعها إليه فخرج في البحر فلم يجد مركبا
فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار فرمى بها في البحر فخرج الرجل
الذي كان أسلفه فإذا بالخشبة فأخذها لأهله حطبا فذكر الحديث فلما نشرها
وجد المال باب في الركاز الخمس وقال مالك وابن إدريس الركاز دفن
الجاهلية في قليله وكثيره الخمس وليس المعدن بركاز وقد قال النبي صلى الله عليه
وسلم في المعدن جبار وفي الركاز الخمس وأخذ عمر بن عبد العزيز من المعادن
من كل مائتين خمسة وقال الحسن ما كان من ركاز في أرض الحرب ففيه
الخمس وما كان في أرض السلم ففيه الزكاة وإن وجدت اللقطة في أرض العدو
فعرفها وأن كانت من العدو ففيها الخمس وقال بعض الناس المعدن ركاز مثل
دفن الجاهلية لأنه يقال أركز المعدن إذا خرج منه شئ قيل له قد يقال لمن
وهب له شئ أو ربح ربحا كثيرا أو كثر ثمره أركزت ثم ناقض وقال لا بأس
أن يكتمه ولا يؤدي الخمس حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن
شهاب عن سعيد بن المسيب * وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العجماء جبار والبئر جبار
والمعدن جبار وفي الركاز الخمس باب قول الله تعالى والعاملين عليها
ومحاسبة المصدقين مع الامام حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة
أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال استعمل
رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأسد على صدقات بني سليم يدعى
ابن اللتبية فلما جاء حاسبه باب استعمال إبل الصدقة وألبانها لأبناء
السبيل حدثنا مسدد حدثني يحيى عن شعبة حدثنا قتادة عن أنس رضي الله
عنه أن ناسا من عرينة اجتووا المدينة فرخص لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يأتوا إبل الصدقة فشربوا من ألبانها وأبوالها فقتلوا الراعي واستاقوا
137

الذود فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم
وسمر أعينهم وتركهم بالحرة يعضون الحجارة * تابعه أبو قلابة وحميد
وثابت عن أنس باب وسم الامام إبل الصدقة بيده حدثنا إبراهيم
ابن المنذر حدثنا الوليد حدثنا أبو عمرو الأوزاعي حدثني إسحاق بن عبد الله بن
أبي طلحة حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه قال غدوت إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعبد الله بن أبي طلحة ليحنكه فوافيته في يده الميسم يسم إبل الصدقة
(بسم الله الرحمن الرحيم) باب فرض صدقة الفطر ورأي أبو
العالية وعطاء وابن سيرين صدقة الفطر فريضة حدثنا يحيى بن محمد بن
السكن حدثنا محمد بن جهضم حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمر بن نافع عن
أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة
الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير
والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة باب
صدقة الفطر على العبد وغيره من المسلمين حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا
مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرض زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل حر أو عبد ذكر
أو أنثى من المسلمين باب صدقة الفطر صاع من شعير حدثنا قبيصة
حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد رضي الله
عنه قال كنا نطعم الصدقة صاعا من شعير باب صدقة الفطر صاع
من طعام حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن زيد بن أسلم عن
عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري أنه سمع أبا سعيد الخدري
رضي الله عنه يقول كنا نخرج زكاة الفطر صاعا من طعام أو صاعا من شعير
أو صاعا من تمر أو صاعا من أقط أو صاعا من زبيب باب صدقة
138

الفطر صاعا من تمر حدثنا أحمد بن يونس حدثنا الليث عن نافع أن عبد الله
قال أمر النبي صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير
قال عبد الله فجعل الناس عدله مدين من حنطة باب صاع من زبيب
حدثنا عبد الله بن منير سمع يزيد العدني قال حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم
قال حدثني عياض بن عبد الله بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قال كنا نعطيها في زمان النبي صلى الله عليه وسلم صاعا من طعام أو صاعا من
تمر أو صاعا من شعير أو صاعا من زبيب فلما جاء معاوية وجاءت السمراء قال
أرى مدا من هذا يعدل مدين باب الصدقة قبل العيد حدثنا آدم
حدثنا حفص بن ميسرة حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله
عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بزكاة الفطر قبل خروج الناس إلى
الصلاة حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا أبو عمر عن زيد عن عياض بن عبد الله
ابن سعد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كنا نخرج في عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم الفطر صاعا من طعام وقال أبو سعيد وكان طعامنا
الشعير والزبيب والإقط والتمر باب صدقة الفطر على الحر والمملوك
وقال الزهري في المملوكين للتجارة يزكي في التجارة ويزكي في الفطر حدثنا
أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال فرض النبي صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر أو قال رمضان على الذكر
والأنثى والحر والمملوك صاعا من تمر أو صاعا من شعير فعدل الناس به نصف
صاع من بر فكان ابن عمر يعطي التمر فأعوز أهل المدينة من التمر فأعطى
شعيرا فكان ابن عمر يعطي عن الصغير والكبير حتى إن كان يعطي عن بني
وكان ابن عمر رضي الله عنه يعطيها الذين يقبلونها وكانوا يعطون قبل الفطر
بيوم أو يومين باب صدقة الفطر على الصغير والكبير حدثنا
139

مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال حدثني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر صاعا من شعير أو صاعا
من تمر على الصغير والكبير والحر والمملوك
(كتاب الحج * بسم الله الرحمن الرحيم)
باب وجوب الحج وفضله وقول الله تعالى ولله على الناس حج البيت
من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين حدثنا عبد الله بن
يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن عباس رضي
الله عنهما قال كان الفضل رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت امرأة
من خثعم فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه وجعل النبي صلى الله عليه وسلم
يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر فقالت يا رسول الله إن فريضة الله على
عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه قال نعم
وذلك في حجة الوداع باب قول الله تعالى يأتوك رجالا وعلى كل ضامر
يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم فجاجا الطرق الواسعة حدثنا
أحمد بن عيسى حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب أن سالم بن عبد الله
أخبره أن ابن عمر رضي الله عنهما قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يركب راحلته بذي الحليفة ثم يهل حتى تستوي به قائمة حدثنا إبراهيم
أخبرنا الوليد حدثنا الأوزاعي سمع عطاء يحدث عن جابر بن عبد الله رضي الله
عنهما أن إهلال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذي الحليفة حين استوت به
راحلته رواه أنس وابن عباس رضي الله عنهم باب الحج على الرحل
وقال أبان حدثنا مالك بن دينار عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها أن
النبي صلى الله عليه وسلم بعث معها أخاها عبد الرحمن فأعمرها من التنعيم وحملها
140

على قتب * وقال عمر رضي الله عنه شدوا الرحال في الحج فإنه أحد الجهادين *
وقال محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا عزرة بن ثابت عن
ثمامة بن عبد الله بن أنس قال حج أنس على رحل ولم يكن شحيحا وحدث أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم حج على رحل وكانت زاملته حدثنا عمرو بن
علي حدثنا أبو عاصم حدثنا أيمن بن نابل حدثنا القاسم بن محمد عن عائشة رضي
الله عنها أنها قالت يا رسول الله اعتمرتم ولم أعتمر فقال يا عبد الرحمن اذهب
بأختك فأعمرها من التنعيم فأحقبها على ناقة فاعتمرت باب فضل الحج
المبرور حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري
عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه
وسلم أي الاعمال أفضل قال ايمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال جهاد
في سبيل الله قيل ثم ماذا قال حج مبرور حدثنا عبد الرحمن بن المبارك حدثنا
خالد أخبرنا حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين
رضي الله عنها أنها قالت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد قال
لا لكن أفضل الجهاد حج مبرور حدثنا آدم قال حدثنا شعبة حدثنا سيار
أبو الحكم قال سمعت أبا حازم قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم
ولدته أمه باب فرض مواقيت الحج والعمرة حدثنا مالك بن إسماعيل
حدثنا زهير قال أخبرني زيد بن جبير أنه أتى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
في منزله وله فسطاط وسرادق فسألته من أين يجوز أن أعتمر قال فرضها
رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل نجد قرنا ولأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل
الشام الجحفة باب قول الله تعالى وتزودوا فإن خير الزاد التقوى حدثنا
يحيى بن بشر حدثنا شبابة عن ورقاء عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن
141

عباس رضي الله عنهما قال كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن
المتوكلون فإذا قدموا مكة سألوا الناس فأنزل الله تعالى وتزودوا فإن خير
الزاد التقوى رواه ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة مرسلا باب مهل
أهل مكة للحج والعمرة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا ابن
طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال إن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل
المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل اليمن
يلملم هن لهن ولمن أتى عليهن من غيرهن ممن أراد الحج والعمرة ومن كان دون
ذلك فمن حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة باب ميقات أهل المدينة
ولا يهلون قبل ذي الحليفة حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يهل
أهل المدينة من ذي الحليفة وأهل الشأم من الجحفة وأهل نجد من قرن قال
عبد الله وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ويهل أهل اليمن من يلملم
باب مهل أهل الشأم حدثنا مسدد حدثنا حماد عن عمرو بن دينار
عن طاوس عن ابن عباس قال وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة
ذا الحليفة ولأهل الشأم الجحفة ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل اليمن يلملم
فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة فمن كان
دونهن فمهله من أهله وكذاك حتى أهل مكة يهلون منها باب مهل
أهل نجد حدثنا علي حدثنا سفيان حفظناه من الزهري عن سالم عن
أبيه وقت النبي صلى الله عليه وسلم ح حدثنا أحمد حدثنا ابن وهب أخبرني
يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه رضي الله عنه سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول مهل أهل المدينة ذو الحليفة ومهل أهل الشأم
مهيعة وهي الجحفة وأهل نجد قرن قال ابن عمر رضي الله عنهما زعموا أن النبي
142

صلى الله عليه وسلم قال ولم أسمعه ومهل أهل اليمن يلملم باب مهل
من كان دون المواقيت حدثنا قتيبة حدثنا حماد عن عمرو عن طاوس عن ابن
عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل المدينة ذا الحليفة
ولأهل الشأم الجحفة ولأهل اليمن يلملم ولأهل نجد قرنا فهن لهن ولمن أتى
عليهن من غير أهلهن ممن كان يريد الحج والعمرة فمن كان دونهن فمن أهله حتى
إن أهل مكة يهلون منها باب مهل أهل اليمن حدثنا معلى بن أسد
حدثنا وهيب عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشأم الجحفة
ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل اليمن يلملم هن لأهلهن ولكل آت أتى
عليهن من غيرهم ممن أراد الحج والعمرة فمن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ
حتى أهل مكة من مكة باب ذات عرق لأهل العراق حدثني علي
ابن مسلم قال حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي
الله عنهما قال لما فتح هذان المصران أتوا عمر فقالوا يا أمير المؤمنين إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم حد لأهل نجد قرنا وهو جور عن طريقنا وإنا إن
أردنا قرنا شق علينا قال فانظروا حذوها من طريقكم فحد لهم ذات عرق
باب حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن
عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ بالبطحاء بذي الحليفة
فصلى بها وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يفعل ذلك باب خروج
النبي صلى الله عليه وسلم على طريق الشجرة حدثنا إبراهيم بن المنذر
حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل من
طريق المعرس وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى مكة
143

يصلي في مسجد الشجرة وإذا رجع صلى بذي الحليفة ببطن الوادي وبات حتى
يصبح باب قول النبي صلى الله عليه وسلم العقيق واد مبارك حدثنا
الحميدي حدثنا الوليد وبشر بن بكر التنيسي قالا حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى
قال حدثني عكرمة أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول إنه سمع عمر رضي الله
عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادي العقيق يقول أتاني الليلة
آت من ربي فقال صلى في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة حدثنا محمد
ابن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة قال حدثني سالم بن
عبد الله عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رؤي وهو
معرس بذي الحليفة ببطن الوادي قيل له إنك ببطحاء مباركة وقد أناخ بنا
سالم يتوخى بالمناخ الذي كان عبد الله ينيخ يتحرى معرس رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو أسفل من المسجد الذي ببطن الوادي بينهم وبين الطريق
وسط من ذلك باب غسل الخلوق ثلاث مرات من الثياب قال أبو عاصم
أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء أن صفوان بن يعلى أخبره أن يعلى قال لعمر
رضي الله عنه أرني النبي صلى الله عليه وسلم حين يوحى إليه قال فبينما النبي صلى
الله عليه وسلم بالجعرانة ومعه نفر من أصحابه جاءه رجل فقال يا رسول الله
كيف ترى في رجل أحرم بعمرة وهو متضمخ بطيب فسكت النبي صلى الله
عليه وسلم ساعة فجاءه الوحي فأشار عمر رضي الله عنه إلى يعلى فجاء يعلى وعلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب قد أظل به فأدخل رأسه فإذا رسول الله
صلى الله عليه وسلم محمر الوجه وهو يغط ثم سري عنه فقال أين الذي سأل
عن العمرة فأتي برجل فقال اغسل الطيب الذي بك ثلاث مرات وانزع عنك
الجبة واصنع في عمرتك كما تصنع في حجتك قلت لعطاء أراد الانقاء حين أمره
أن يغسل ثلاث مرات قال نعم باب الطيب عند الاحرام وما يلبس
144

إذا أراد أن يحرم ويترجل ويدهن وقال ابن عباس رضي الله عنهما يشم المحرم
الريحان وينظر في المرآة ويتداوى بما يأكل الزيت والسمن وقال عطاء يتختم
ويلبس الهميان وطاف ابن عمر رضي الله عنهما وهو محرم وقد حزم على بطنه
بثوب ولم تر عائشة رضي الله عنها بالتبان بأسا للذين يرحلون هودجها حدثنا
محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن منصور عن سعيد بن جبير قال كان ابن عمر
رضي الله عنهما يدهن بالزيت فذكرته لإبراهيم فقال ما تصنع بقوله حدثني
الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفارق
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا
مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي
صلى الله عليه وسلم قالت كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحرامه
حين يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت باب من أهل ملبدا حدثنا
أصبغ أخبرنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه رضي الله عنه
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل ملبدا باب الاهلال عند
مسجد ذي الحليفة حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا موسى بن عقبة
سمعت سالم بن عبد الله قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما ح وحدثنا عبد الله بن
مسلمة عن مالك عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله أنه سمع أباه يقول ما أهل
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من عند المسجد يعني مسجد ذي الحليفة باب
ما لا يلبس المحرم من الثياب حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا قال يا رسول الله ما يلبس المحرم
من الثياب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلبس القمص ولا العمائم
ولا السراويلات ولا البرانس ولا الخفاف إلا أحد لا يجد نعلين فليلبس خفين
وليقطعهما أسفل من الكعبين ولا تلبسوا من الثياب شيئا مسه الزعفران
145

أو ورس باب الركوب والارتداف في الحج حدثنا عبد الله بن محمد
حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي عن يونس الأيلي عن الزهري عن عبيد الله بن
عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أسامة رضي الله عنه كان ردف النبي
صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى المزدلفة ثم أردف الفضل من المزدلفة إلى
منى قال فكلاهما قال لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة
باب ما يلبس المحرم من الثياب والأردية والأزر ولبست عائشة
الثياب المعصفرة وهي محرمة وقالت لا تلثم ولا تتبرقع ولا تلبس ثوبا بورس
ولا زعفران وقال جابر لا أرى المعصفر طيبا ولم تر عائشة بأسا بالحلي والثوب
الأسود والمورد والخف للمرأة وقال إبراهيم لا بأس أن يبدل ثيابه حدثنا
محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا فضيل بن سليمان قال حدثني موسى بن عقبة قال
أخبرني كريب عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال انطلق النبي صلى الله عليه
وسلم من المدينة بعد ما ترجل وادهن ولبس إزاره ورداءه هو وأصحابه فلم
ينه عن شئ من الأردية والأزر تلبس إلا المزعفرة التي تردع على الجلد فأصبح
بذي الحليفة ركب راحلته حتى استوى على البيداء أهل هو وأصحابه وقلد بدنته
وذلك لخمس بقين من ذي القعدة فقدم مكة لأربع ليال خلون من ذي الحجة
فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة ولم يحل من أجل بدنه لأنه قلدها ثم
نزل بأعلى مكة عند الحجون وهو مهل بالحج ولم يقرب الكعبة بعد طوافه بها
حتى رجع من عرفة وأمر أصحابه أن يطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة ثم
يقصروا من رؤسهم ثم يحلوا وذلك لمن لم يكن معه بدنة قلدها ومن كانت
معه امرأته فهي له حلال والطيب والثياب باب من بات بذي الحليفة
حتى أصبح قاله ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا
عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا ابن جريج حدثنا محمد بن
146

المنكدر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم
بالمدينة أربعا وبذي الحليفة ركعتين ثم بات حتى أصبح بذي الحليفة فما ركب
راحلته واستوت به أهل حدثنا قتيبة حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن
أبي قلابة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر
بالمدينة أربعا وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين قال وأحسبه بات بها حتى أصبح
باب رفع الصوت بالاهلال حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن
زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه قال صلى النبي صلى الله عليه
وسلم بالمدينة الظهر أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين وسمعتهم يصرخون
بهما جميعا باب التلبية حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن
نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك
لا شريك لك حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن عمارة عن
أبي عطية عن عائشة رضي الله عنها قالت إني لأعلم كيف كان النبي صلى الله عليه
وسلم يلبي لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك *
تابعه أبو معاوية عن الأعمش وقال شعبة أخبرنا سليمان سمعت خيثمة عن أبي
عطية سمعت عائشة رضي الله عنها باب التحميد والتسبيح والتكبير قبل
الاهلال عند الركوب على الدابة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب
حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم ونحن معه بالمدينة الظهر أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين ثم
بات بها حتى أصبح ثم ركب حتى استوت به على البيداء حمد الله وسبح وكبر
ثم أهل بحج وعمرة وأهل الناس بهما فلما قدمنا أمر الناس فحلوا حتى كان يوم
التروية أهلوا بالحج قال ونحر النبي صلى الله عليه وسلم بدنات بيده قياما وذبح
147

رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة كبشين أملحين * قال أبو عبد الله قال
بعضهم هذا عن أيوب عن رجل عن أنس باب من أهل حين استوت به
راحلته حدثنا أبو عاصم أخبرنا ابن جريج قال أخبرني صالح بن كيسان
عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أهل النبي صلى الله عليه وسلم حين
استوت به راحلته قائمة باب الاهلال مستقبل القبلة وقال أبو معمر
حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن نافع قال كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا
صلى بالغداة بذي الحليفة أمر براحلته فرحلت ثم ركب فإذا استوت به استقبل
القبلة قائما ثم يلبي حتى يبلغ المحرم ثم يمسك حتى إذا جاء ذا طوى بات به حتى
يصبح فإذا صلى الغداة اغتسل وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك *
تابعه إسماعيل عن أيوب في الغسل حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع حدثنا
فليح عن نافع قال كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا أراد الخروج إلى مكة ادهن
بدهن ليس له رائحة طيبة ثم يأتي مسجد الحليفة فيصلي ثم يركب وإذا
استوت به راحلته قائمة أحرم ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يفعل باب التلبية إذا انحدر في الوادي حدثنا محمد بن المثنى قال
حدثني ابن أبي عدي عن ابن عون عن مجاهد قال كنا عند ابن عباس رضي الله
عنهما فذكروا الدجال أنه قال مكتوب بين عينيه كافر فقال ابن عباس
لم أسمعه ولكنه قال أما موسى كأني أنظر إليه إذا انحدر في الوادي يلبي
باب كيف تهل الحائض والنفساء أهل تكلم به واستهللنا وأهللنا الهلال
كله من الظهور واستهل المطر خرج من السحاب وما أهل لغير الله به وهو
من استهلال الصبي حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك عن ابن شهاب
عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم
قالت خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فأهللنا بعمرة ثم قال
148

النبي صلى الله عليه وسلم من كان معه هدي فليهل بالحج مع العمرة ثم لا يحل
حتى يحل منهما جميعا فقدمت مكة وأنا حائض ولم أطف بالبيت ولا بين
الصفا والمروة فشكوت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انقضي
رأسك وامتشطي وأهلي بالحج ودعي العمرة ففعلت فلما قضينا الحج أرسلني
النبي صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فاعتمرت فقال
هذه مكان عمرتك قالت فطاف الذين كانوا أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا
والمروة ثم حلوا ثم طافوا طوافا واحدا بعد أن رجعوا من منى وأما الذين
جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافا واحدا باب من أهل في زمن
النبي صلى الله عليه وسلم كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم قاله ابن عمر رضي
الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا المكي بن إبراهيم عن ابن
جريج قال عطاء قال جابر رضي الله عنه أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا
رضي الله عنه أن يقيم على إحرامه وذكر قول سراقة حدثنا الحسن بن علي
الخلال الهذلي حدثنا عبد الصمد حدثنا سليم بن حيان قال سمعت مروان
الأصفر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قدم علي رضي الله عنه على النبي
صلى الله عليه وسلم من اليمن فقال بما أهللت قال بما أهل به النبي صلى الله عليه
وسلم فقال لولا أن معي الهدي لأحللت وزاد محمد بن بكر عن ابن جريج قال
له النبي صلى الله عليه وسلم بما أهللت يا علي قال بما أهل به النبي صلى الله عليه وسلم
قال فاهد وامكث حراما كما أنت حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان
عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى رضي الله عنه قال بعثني
النبي صلى الله عليه وسلم إلى قوم باليمن فجئت وهو بالبطحاء فقال بما أهللت
قلت أهللت كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم قال هل معك من هدي قلت لا
فأمرني فطفت بالبيت وبالصفا والمروة ثم أمرني فأحللت فأتيت امرأة
149

من قومي فمشطتني أو غسلت رأسي فقدم عمر رضي الله عنه فقال إن نأخذ
بكتاب الله فإنه يأمرنا بالتمام قال تعالى وأتموا الحج والعمرة لله وإن نأخذ بسنة
النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لم يحل حتى نحر الهدي باب قول الله
تعالى الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال
في الحج يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وقال ابن عمر رضي
الله عنهما أشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة وقال ابن عباس
رضي الله عنهما من السنة أن لا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج وكره عثمان رضي
الله عنه أن يحرم من خراسان أو كرمان حدثنا محمد بن بشار قال حدثني أبو
بكر الحنفي حدثنا أفلح بن حميد قال سمعت القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله
عنها قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشهر الحج وليالي الحج
وحرم الحج فنزلنا بسرف قالت فخرج إلى أصحابه فقال من لم يكن منكم معه
هدي فأحب أن يجعلها عمرة فليفعل ومن كان معه الهدي فلا قالت فالآخذ
بها والتارك لها من أصحابه قالت فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجال
من أصحابه فكانوا أهل قوة وكان معهم الهدي فلم يقدروا على العمرة قالت
فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال ما يبكيك يا هنتاه
قلت سمعت قولك لأصحابك فمنعت العمرة قال وما شأنك قلت لا أصلي قال
فلا يضيرك إنما أنت امرأة من بنات آدم كتب الله عليك ما كتب عليهن
فكوني في حجتك فعسى الله أن يرزقكيها قالت فخرجنا في حجته حتى قدمنا
منى فطهرت ثم خرجت من منى فأفضت بالبيت قالت ثم خرجت معه في
النفر الآخر حتى نزل المحصب ونزلنا معه فدعا عبد الرحمن بن أبي بكر فقال
اخرج بأختك من الحرم فلتهل بعمرة ثم افرغا ثم ائتيا ههنا فإني أنظركما
حتى تأتياني قالت فخرجنا حتى إذا فرغت وفرغت من الطواف ثم جئته بسحر
150

فقال هل فرغتم فقلت نعم فآذن بالرحيل في أصحابه فارتحل الناس فمر متوجها
إلى المدينة * ضير من ضار يضير ضيرا ويقال ضار يضور ضورا وضر يضر
ضرا باب التمتع والاقران والافراد بالحج وفسخ الحج لمن لم يكن
معه هدي حدثنا عثمان حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة رضي الله عنها قالت خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا نرى إلا
أنه الحج فلما قدمنا تطوفنا بالبيت فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من لم يكن
ساق الهدي أن يحل فحل من لم يكن ساق الهدي ونساؤه لم يسقن فأحللن
قالت عائشة رضي الله عنها فحضت فلم أطف بالبيت فلما كانت ليلة الحصبة
قالت يا رسول الله يرجع الناس بعمرة وحجة وأرجع أن بحجة قال وما طفت
ليالي قدمنا مكة قلت لا قال فاذهبي مع أخيك إلى التنعيم فأهلي بعمرة ثم
موعدك كذا وكذا قالت صفية ما أراني إلا حابستهم قال عقرا حلقا أو ما طفت
يوم النحر قالت قلت بلى قال لا بأس انفري قالت عائشة رضي الله عنها فلقيني
النبي صلى الله عليه وسلم وهو مصعد من مكة وأنا منهبطة عليها أو أنا مصعدة
وهو منهبط منها حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الأسود
محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أنها
قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع فمنا من أهل
بعمرة ومنا من أهل بحجة وعمرة ومنا من أهل بالحج وأهل رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالحج فاما من أهل بالحج أو جمع الحج والعمرة لم يحلوا حتى كان يوم
النحر حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن الحكم عن علي بن
حسين عن مروان بن الحكم قال شهدت عثمان وعليا رضي الله عنهما وعثمان
ينهى عن المنعة وأن يجمع بينهما فلما رأى علي أهل بهما لبيك بعمرة وحجة
قال ما كنت لأدع سنة النبي صلى الله عليه وسلم لقول أحد حدثنا موسى
151

ابن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض
ويجعلون المحرم صفرا ويقولون إذا برأ الدبر وعفا الأثر وانسلخ صفر حلت
العمرة لمن اعتمر قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صبيحة رابعة مهلين بالحج
فأمرهم أن يجعلوها عمرة فتعاظم ذلك عندهم فقالوا يا رسول الله أي الحل
قال حل كله حدثنا محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة عن قيس بن
مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى رضي الله عنه قال قدمت على النبي
صلى الله عليه وسلم فأمره بالحل حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك ح وحدثنا
عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر عن حفصة زوج النبي
صلى الله عليه وسلم أنها قالت يا رسول الله ما شأن الناس حلوا بعمرة ولم تحلل
أنت من عمرتك قال إني لبدت رأسي وقلدت هديي فلا أحل حتى أنحر
حدثنا آدم حدثنا شعبة أخبرنا أبو جمرة نصر بن عمران الضبعي قال تمتعت
فنهاني ناس فسألت ابن عباس رضي الله عنهما فأمرني فرأيت في المنام كأن رجلا
يقول لي حج مبرور وعمرة متقبلة فأخبرت ابن عباس فقال سنة النبي صلى الله
عليه وسلم فقال لي أقم عندي فأجعل لك سهما من مالي قال شعبة فقلت لم فقال
للرؤيا التي رأيت حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو شهاب قال قدمت متمتعا مكة
بعمرة فدخلنا قبل التروية بثلاثة أيام فقال لي أناس من أهل مكة تصير الآن
حجتك مكية فدخلت على عطاء أستفتيه فقال حدثني جابر بن عبد الله رضي
الله عنهما أنه حج مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم ساق البدن معه وقد أهلوا
بالحج مفردا فقال لهم أحلوا من إحرامكم بطواف البيت وبين الصفا والمروة
وقصروا ثم أقيموا حلالا حتى إذا كان يوم التروية فأهلوا بالحج واجعلوا التي
قدمتم بها متعة فقالوا كيف نجعلها متعة وقد سمينا الحج فقال افعلوا ما أمرتكم
152

فلولا أني سقت الهدي لفعلت مثل الذي أمرتكم ولكن لا يحل مني حرام
حتى يبلغ الهدي محله ففعلوا حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حجاج بن محمد
الأعور عن شعبة عن عمرو بن مرة عن سعيد بن المسيب قال اختلف علي
وعثمان رضي الله الله عنهما وهما بعسفان في المتعة فقال علي ما تريد إلى أن تنهى عن
أمر فعله النبي صلى الله عليه وسلم قال فلما رأى ذلك علي أهل بهما جميعا باب
من لبى بالحج وسماه حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال سمعت
مجاهدا يقول حدثنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قدمنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم ونحن نقول لبيك اللهم لبيك بالحج فأمرنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم فجعلناها عمرة باب التمتع حدثنا موسى بن إسماعيل
حدثنا همام عن قتادة قال حدثني مطرف عن عمران قال تمتعنا على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن قال رجل برأيه ما شاء باب قول الله
تعالى ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام وقال أبو كامل فضيل بن
حسين البصري حدثنا أبو معشر حدثنا عثمان بن غياث عن عكرمة عن ابن
عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن متعة الحج فقال أهل المهاجرون والأنصار
وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وأهللنا فلما قدمنا مكة قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوا إهلالكم بالحج عمرة إلا من قلد الهدي
طفنا بالبيت وبالصفا والمروة وأتينا النساء ولبسنا الثياب وقال من قلد الهدي
فإنه لا يحل له حتى يبلغ الهدي محله ثم أمرنا عشية التروية أن نهل بالحج فإذا
فرغنا من المناسك جئنا فطفنا بالبيت وبالصفا والمروة فقد تم حجنا وعلينا
الهدي كما قال تعالى فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج
وسبعة إذا رجعتم إلى أمصاركم الشاة تجزي فجمعوا نسكين في عام بين الحج
والعمرة فإن الله تعالى أنزله في كتابه وسنه نبيه صلى الله عليه وسلم وأباحه
153

للناس غير أهل مكة قال الله ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام
وأشهر الحج التي ذكر الله تعالى شوال وذو القعدة وذو الحجة فمن تمتع في هذه
الأشهر فعليه دم أو صوم والرفث الجماع والفسوق المعاصي والجدال المراء
باب الاغتسال عند دخول مكة حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا
ابن علية أخبرنا أيوب عن نافع قال كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا دخل أدنى
الحرم أمسك عن التلبية ثم يبيت بذي طوى ثم يصلي به الصبح ويغتسل
ويحدث أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك باب دخول
مكة نهارا أو ليلا بات النبي صلى الله عليه وسلم بذي طوى حتى أصبح ثم دخل
مكة وكان ابن عمر رضي الله عنهما يفعله حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن
عبيد الله قال حدثني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال بات النبي صلى الله
عليه وسلم بذي طوى حتى أصبح ثم دخل مكة وكان ابن عمر رضي الله عنهما
يفعله باب من أين يدخل مكة حدثنا إبراهيم بن المنذر قال
حدثني معن قال حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل مكة من الثنية العليا ويخرج من الثنية
السفلى باب من أين يخرج من مكة حدثنا مسدد بن مسرهد
البصري قال حدثنا يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة من كداء من الثنية العليا التي
بالبطحاء ويخرج من الثنية السفلى * قال أبو عبد الله كان يقال هو مسدد
كاسمه قال أبو عبد الله سمعت يحيى بن معين يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول
لو أن مسددا أتيته في بيته فحدثته لاستحق ذلك وما أبالي كتبي كانت عندي
أو عند مسدد حدثنا الحميدي ومحمد بن المثنى قالا حدثنا سفيان بن عيينة
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم
154

لما جاء إلى مكة دخل من أعلاها وخرج من أسفلها حدثنا محمود بن غيلان
حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن
النبي صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح من كداء وخرج من كدا من أعلى مكة
حدثنا أحمد حدثنا ابن وهب أخبرنا عمرو عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح من كداء أعلى
مكة قال هشام وكان عروة يدخل على كلتيهما من كداء وكدا وأكثر
ما يدخل من كداء وكان أقربهما إلى منزله حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب
حدثنا حاتم عن هشام عن عروة دخل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح من كداء
من أعلى مكة وكان عروة أكثر ما يدخل من كداء وكان أقربهما إلى منزله
حدثنا موسى حدثنا وهيب حدثنا هشام عن أبيه دخل النبي صلى الله عليه وسلم
عام الفتح من كداء وكان عروة يدخل منهما كليهما وأكثر ما يدخل من كداء
أقربهما إلى منزله * قال أبو عبد الله كداء وكدا موضعان باب فضل مكة
وبنيانها وقوله تعالى وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام
إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين
والركع السجود وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من
الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره
إلى عذاب النار وبئس المصير وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة
مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم حدثنا عبد الله
ابن محمد حدثنا أبو عاصم قال أخبرني ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار قال
سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى
الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة فقال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم
155

اجعل إزارك على رقبتك فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء فقال أرني
إزاري فشده عليه حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن
سالم بن عبد الله أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر أخبر عبد الله بن عمر عن عائشة
رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لها ألم ترى أن قومك لما بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم فقلت
يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم قال لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت
فقال عبد الله رضي الله عنه لئن كانت عائشة رضي الله عنها سمعت هذا من النبي
صلى الله عليه وسلم ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين
اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم حدثنا مسدد
حدثنا أبو الأحوص حدثنا أشعث عن الأسود بن يزيد عن عائشة رضي الله عنها
قالت سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الجدر أمن البيت هو قال نعم قلت
فمالهم لم يدخلوه في البيت قال إن قومك قصرت بهم النفقة قلت فما شأن بابه
مرتفعا قال فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا ولولا أن
قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدر
في البيت وأن ألصق بابه بالأرض حدثنا عبيد ابن إسماعيل حدثنا أبو أسامة
عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم لولا حداثة قومك بالكفر لنقضت البيت ثم لبنيته على أساس إبراهيم
عليه الصلاة والسلام فإن قريشا استقصرت بناءه وجعلت له خلفا * قال أبو
معاوية حدثنا هشام خلفا يعني بابا حدثنا بيان بن عمرو حدثنا يزيد حدثنا
جرير بن حازم حدثنا يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لها يا عائشة لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية
لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه (وألزقته)؟ بالأرض وجعلت له
156

بابين بابا شرقيا وبابا غربيا فبلغت به أساس إبراهيم فذلك الذي حمل ابن الزبير
عليه هدمه قال يزيد وشهدت ابن الزبير حين هدمه وبناه وأدخل فيه من
الحجر وقد رأيت أساس إبراهيم حجارة كأسمنة الإبل قال جرير فقلت له
أين موضعه قال أريكه الآن فدخلت معه الحجر فأشار إلى مكان فقال ههنا
قال جرير فحزرت من الحجر ستة أذرع أو نحوها باب فضل الحرم
وقوله تعالى إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شئ
وأمرت أن أكون من المسلمين وقوله جل ذكره أولم نمكن لهم حرما آمنا
يجبى إليه ثمرات كل شئ رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد عن طاوس
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح
مكة إن هذا البلد حرمه الله لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته
إلا من عرفها باب توريث دور مكة وبيعها وشرائها وأن الناس
في مسجد الحرام سواء خاصة لقوله تعالى إن الذين كفروا ويصدون عن
سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن
يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم البادي الطاري معكوفا محبوسا حدثنا
أصبغ قال أخبرني ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن علي بن حسين عن
عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله أين تنزل
في دارك بمكة فقال وهل ترك عقيل من رباع أو دور وكان عقيل ورث أبا
طالب هو وطالب ولم يرثه جعفر ولا علي رضي الله عنهما شيئا لأنهما كانا
مسلمين وكان عقيل وطالب كافرين فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول
لا يرث المؤمن الكافر قال ابن شهاب وكانوا يتأولون قول الله تعالى إن
الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا
157

ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض الآية باب نزول النبي صلى الله
عليه وسلم مكة حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني
أبو سلمة أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
أراد قدوم مكة منزلنا غدا إن شاء الله تعالى بخيف بني كنانة حيث تقاسموا
على الكفر حدثنا الحميدي حدثنا أبو الوليد حدثنا الأوزاعي قال حدثني
الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم من الغد يوم النحر وهو بمنى نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة حيث
تقاسموا على الكفر يعني ذلك المحصب وذلك أن قريشا وكنانة تحالفت على
بني هاشم وبني عبد المطلب أو بني المطلب أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى
يسلموا إليهم النبي صلى الله عليه وسلم * وقال سلامة عن عقيل ويحيى عن الضحاك
عن الأوزاعي أخبرني ابن شهاب وقالا بني هاشم وبني المطلب * قال أبو
عبد الله بني المطلب أشبه باب قول الله تعالى وإذ قال إبراهيم رب اجعل
هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من
الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ربنا إني أسكنت
من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل
أفئدة من الناس تهوي إليهم الآية باب قول الله تعالى جعل الله الكعبة
البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا
أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شئ عليم حدثنا علي
ابن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا زياد بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرب الكعبة
ذو السويقتين من الحبشة حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن
شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ح وحدثني محمد بن مقاتل قال
158

أخبرني عبد الله هو ابن المبارك قال أخبرنا محمد بن أبي حفصة عن الزهري
عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت كانوا يصومون عاشوراء قبل أن
يفرض رمضان وكان يوما تستر فيه الكعبة فلما فرض الله رمضان قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من شاء أن يصومه فليصمه ومن شاء أن يتركه فليتركه
حدثنا أحمد حدثنا أبي حدثنا إبراهيم عن الحجاج بن حجاج عن قتادة عن
عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج * تابعه
أبان وعمران عن قتادة وقال عبد الرحمن عن شعبة قال لا تقوم الساعة حتى
لا يحج البيت والأول أكثر باب كسوة الكعبة حدثنا عبد الله
ابن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحرث حدثنا سفيان حدثنا واصل الأحدب
عن أبي وائل قال جئت إلى شيبة ح وحدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن واصل
عن أبي وائل قال جلست مع شيبة على الكرسي في الكعبة فقال لقد جلس
هذا المجلس عمر رضي الله عنه فقال لقد هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء
إلا قسمته قلت إن صاحبيك لم يفعلا قال هما المرآن أقتدي بهما باب
هدم الكعبة قالت عائشة رضي الله عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم يغزو
جيش الكعبة فيخسف بهم حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا
عبيد الله بن الأخنس حدثني ابن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال كأني به أسود أفحج يقلعها حجرا حجرا حدثنا
يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن
أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرب الكعبة
ذو السويقتين من الحبشة باب ما ذكر في الحجر الأسود حدثنا
محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عابس بن ربيعة عن
159

عمر رضي الله عنه أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله فقال إني أعلم أنك حجر
لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك
باب إغلاق البيت ويصلي في أي نواحي البيت شاء حدثنا قتيبة
ابن سعيد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه أنه قال دخل رسول
الله صلى الله عليه وسلم البيت هو وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة فأغلقوا
عليهم فلما فتحوا كنت أول من ولج فلقيت بلالا فسألته هل صلى فيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال نعم بين العمودين اليمانيين باب الصلاة في
الكعبة حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله قال أخبرنا موسى بن عقبة عن
نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا دخل الكعبة مشى قبل الوجه
حين يدخل ويجعل الباب قبل الظهر يمشي حتى يكون بينه وبين الجدار الذي
قبل وجهه قريبا من ثلاث أذرع فيصلي يتوخى المكان الذي أخبره بلال أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى فيه وليس على أحد بأس أن يصلي في أي
نواحي البيت شاء باب من لم يدخل الكعبة وكان ابن عمر رضي الله
عنهما يحج كثيرا ولا يدخل حدثنا مسدد حدثنا خالد بن عبد الله حدثنا
إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي أوفى قال اعتمر رسول الله صلى الله عليه
وسلم فطاف بالبيت وصلى خلف المقام ركعتين ومعه من يستره من الناس
فقال له رجل أدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة قال لا باب
من كبر في نواحي الكعبة حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب
حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم لما قدم أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت فأخرجوا
صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قاتلهم الله أما والله قد علموا أنهما لم يستقسما بها قط فدخل البيت فكبر
160

في نواحيه ولم يصل فيه باب كيف كان بدء الرمل حدثنا سليمان بن
حرب حدثنا حماد هو ابن زيد عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال المشركون
إنه يقدم عليكم وقد وهنهم حمى يثرب فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن
يرملوا الأشواط الثلاثة وأن يمشوا ما بين الركنين ولم يمنعه أن يأمرهم أن
يرملوا الأشواط كلها إلا الابقاء عليهم باب استلام الحجر الأسود
حين يقدم مكة أول ما يطوف ويرمل ثلاثا حدثنا أصبغ بن الفرج قال
أخبرني ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقدم مكة إذا استلم الركن الأسود
أول ما يطوف يخب ثلاثة أطواف من السبع باب الرمل في الحج والعمرة
حدثني محمد قال حدثنا سريج بن النعمان قال حدثنا فليح عن نافع عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال سعى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشواط ومشى أربعة
في الحج والعمرة * تابعه الليث قال حدثني كثير بن فرقد عن نافع عن ابن عمر
رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا سعيد بن أبي مريم قال
أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه قال للركن أما والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا
أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استلمك ما استلمتك فاستلمه ثم قال
فما لنا والرمل إنما كنا راءينا به المشركين وقد أهلكهم الله ثم قال شئ صنعه
النبي صلى الله عليه وسلم فلا نحب أن نتركه حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى
عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ما تركت استلام هذين
الركنين في شدة ولا رخاء منذ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستلمهما فقلت
لنافع أكان ابن عمر يمشي بين الركنين قال إنما كان يمشي ليكون أيسر لاستلامه
161

باب استلام الركن بالمحجن حدثنا أحمد بن صالح ويحيى بن سليمان قالا
حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على بعير يستلم
الركن بمحجن * تابعه الدراوردي عن ابن أخي الزهري عن عمه باب
من لم يستلم إلا الركنين اليمانيين وقال محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج قال أخبرني
عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء أنه قال ومن يتقي شيئا من البيت وكان معاوية
يستلم الأركان فقال له ابن عباس رضي الله عنهما إنه لا يستلم هذان الركنان
فقال ليس شئ من البيت مهجورا وكان ابن الزبير يستلمهن كلهن حدثنا
أبو الوليد حدثنا ليث عن ابن شهاب عن سالم عن عبد الله عن أبيه رضي الله
عنهما قال لم أر النبي صلى الله عليه وسلم يستلم من البيت إلا الركنين اليمانيين
باب تقبيل الحجر حدثنا أحمد بن سنان حدثنا يزيد بن هارون قال
أخبرنا ورقاء قال أخبرنا زيد بن أسلم عن أبيه قال رأيت عمر بن الخطاب رضي
الله عنه قبل الحجر وقال لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك
ما قبلتك حدثنا مسدد قال حدثنا حماد عن الزبير بن عربي قال سأل رجل ابن
عمر رضي الله عنهما عن استلام الحجر فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يستلمه ويقبله قال قلت أرأيت إن زحمت أرأيت إن غلبت قال اجعل أرأيت
باليمن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله باب من أشار
إلى الركن إذا أتى عليه حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الوهاب قال حدثنا
خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال طاف النبي صلى الله عليه
وسلم بالبيت على بعير كلما أتى على الركن أشار إليه باب التكبير عند
الركن حدثنا مسدد قال حدثنا خالد بن عبد الله حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت على بعير
162

كلما أتى الركن أشار إليه بشئ كان عنده وكبر * تابعه إبراهيم بن طهمان
عن خالد الحذاء باب من طاف بالبيت إذا قدم مكة قبل أن يرجع
إلى بيته ثم صلى ركعتين ثم خرج إلى الصفا حدثنا أصبغ عن ابن وهب
قال أخبرني عمرو عن محمد بن عبد الرحمن قال ذكرت لعروة قال فأخبرتني عائشة
رضي الله عنها أن أول شئ بدأ به حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم أنه توضأ
ثم طاف ثم لم تكن عمرة ثم حج أبو بكر وعمر رضي الله عنهما مثله ثم
حججت مع أبي الزبير رضي الله عنه فأول شئ بدأ به الطواف ثم رأيت المهاجرين
والأنصار يفعلونه وقد أخبرتني أمي أنها أهلت هي وأختها والزبير وفلان
وفلان بعمرة فلما مسحوا الركن حلوا حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا أبو
ضمرة أنس قال حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف في الحج أو العمرة أول ما يقدم
سعى ثلاثة أطواف ومشى أربعة ثم سجد سجدتين ثم يطوف بين الصفا والمروة
حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف بالبيت
الطواف الأول يخب ثلاثة أطواف ويمشي أربعة وأنه كان يسعى بطن المسيل
إذا طاف بين الصفا والمروة باب طواف النساء مع الرجال * وقال لي
عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم قال ابن جريج أخبرنا عطاء إذ منع ابن هشام
النساء الطواف مع الرجال قال كيف تمنعهن وقد طاف نساء النبي صلى الله
عليه وسلم مع الرجال قلت أبعد الحجاب أو قبل قال اي لعمري لقد أدركته بعد
الحجاب قلت كيف يخالطن الرجال قال لم يكن يخالطن كانت عائشة رضي الله
عنها تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم فقالت امرأة انطلقي نستلم يا أم
المؤمنين قالت عنك وأبت فكن يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال
163

ولكنهن كن إذا دخلن البيت قمن حتى يدخلن وأخرج الرجال وكنت آتي
عائشة أنا وعبيد بن عمير وهي مجاورة في جوف ثبير قلت وما حجابها قال هي
في قبة تركية لها غشاء وما بيننا وبينها غير ذلك ورأيت عليها درعا موردا
حدثنا إسماعيل قال حدثنا مالك عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة
ابن الزبير عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله
عليه وسلم قالت شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي فقال
طوفي من وراء الناس وأنت راكبة فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ
يصلي الصبح إلى جنب البيت وهو يقرأ والطور وكتاب مسطور باب
الكلام في الطواف حدثنا إبراهيم بن موسى قال حدثنا هشام أن ابن جريج
أخبرهم قال أخبرني سليمان الأحول أن طاوسا أخبره عن ابن عباس رضي الله
عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر وهو يطوف بالكعبة بإنسان ربط يده
إلى انسان بسير أو بخيط أو بشئ غير ذلك فقطعه النبي صلى الله عليه وسلم بيده
ثم قال قد بيده باب إذا رأى سيرا أو شيئا يكره في الطواف قطعه
حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن سليمان الأحول عن طاوس عن ابن عباس
رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يطوف بالكعبة بزمام
أو غيره فقطعه باب لا يطوف بالبيت عريان ولا يحج مشرك حدثنا
يحيى بن بكير قال حدثنا الليث قال يونس قال ابن شهاب حدثني حميد بن عبد
الرحمن أن أبا هريرة أخبره أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعثه في الحجة التي
أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع يوم النحر في رهط
يؤذن في الناس ألا لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان باب
إذا وقف في الطواف وقال عطاء فيمن يطوف فتقام الصلاة أو يدفع عن مكانه
إذا سلم يرجع إلى حيث قطع عليه ويذكر نحوه عن ابن عمر وعبد الرحمن بن
164

أبي بكر رضي الله عنهم باب صلى النبي صلى الله عليه وسلم لسبوعه
ركعتين وقال نافع كان ابن عمر رضي الله عنهما يصلي لكل سبوع ركعتين
وقال إسماعيل بن أمية قلت للزهري إن عطاء يقول تجزئه المكتوبة من ركعتي
الطواف فقال السنة أفضل لم يطف النبي صلى الله عليه وسلم سبوعا قط إلا صلى
ركعتين حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو سألنا ابن عمر رضي
الله عنهما أيقع الرجل على امرأته في العمرة قبل أن يطوف بين الصفا والمروة
قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعا ثم صلى خلف المقام
ركعتين وطاف بين الصفا والمروة وقال لقد كان لكم في رسول الله أسوة
حسنة قال وسألت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما فقال لا يقرب امرأته
حتى يطوف بين الصفا والمروة باب من لم يقرب الكعبة ولم يطف
حتى يخرج إلى عرفة ويرجع بعد الطواف الأول حدثنا محمد بن أبي بكر
قال حدثنا فضيل قال حدثنا موسى بن عقبة قال أخبرني كريب عن عبد الله بن
عباس رضي الله عنهما قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة فطاف وسعى
بين الصفا والمروة ولم يقرب الكعبة بعد طوافه بها حتى رجع من عرفة
باب من صلى ركعتي الطواف خارجا من المسجد وصلى عمر رضي الله
عنه خارجا من الحرم حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن محمد بن
عبد الرحمن عن عروة عن زينب عن أم سلمة رضي الله عنها قالت شكوت إلى النبي
صلى الله عليه وسلم ح وحدثني محمد بن حرب حدثنا أبو مروان يحيى بن أبي
زكريا الغساني عن هشام عن عروة عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى
الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو بمكة وأراد الخروج
ولم تكن أم سلمة طافت بالبيت وأرادت الخروج فقال لها رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا أقيمت صلاة الصبح فطوفي على بعيرك والناس يصلون ففعلت
165

ذلك فلم تصل حتى خرجت باب من صلى ركعتي الطواف خلف المقام
حدثنا آدم قال حدثنا شعبة قال حدثنا عمرو بن دينار قال سمعت ابن عمر
رضي الله عنهما يقول قدم النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعا وصلى
خلف المقام ركعتين ثم خرج عليه الصلاة والسلام إلى الصفا وقد قال الله تعالى
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة باب الطواف بعد الصبح والعصر
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يصلي ركعتي الطواف ما لم تطلع الشمس وطاف عمر
بعد صلاة الصبح فركب حتى صلى الركعتين بذي طوى حدثنا الحسن بن عمر
البصري قال حدثنا يزيد بن زريع عن حبيب عن عطاء عن عروة عن عائشة رضي
الله عنها أن ناسا طافوا بالبيت بعد صلاة الصبح ثم قعدوا إلى المذكر حتى إذا
طلعت الشمس قاموا يصلون فقالت عائشة رضي الله عنها قعدوا حتى إذا كانت
الساعة التي تكره فيها الصلاة قاموا يصلون حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا
أبو ضمرة حدثنا موسى بن عقبة عن نافع أن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم ينهى عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها حدثني
الحسن بن محمد هو الزعفراني قال حدثنا عبيدة بن حميد قال حدثني عبد العزيز
ابن رفيع قال رأيت عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما يطوف بعد الفجر
ويصلي ركعتين قال عبد العزيز ورأيت عبد الله بن الزبير يصلي ركعتين بعد
العصر ويخبر أن عائشة رضي الله عنها حدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل
بيتها إلا صلاهما باب المريض يطوف راكبا حدثني إسحاق الواسطي
قال حدثنا خالد عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت وهو على بعير كلما أتى على الركن
أشار إليه بشئ في يده وكبر حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك عن محمد بن
عبد الرحمن بن نوفل عن عروة عن زينب ابنة أم سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها
166

قالت شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي فقال طوفي من
وراء الناس وأنت راكبة فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى
جنب البيت وهو يقرأ بالطور وكتاب مسطور باب سقاية الحاج
حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا أبو ضمرة حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن
عمر رضي الله عنهما قال استأذن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته فأذن له حدثنا إسحاق
حدثنا خالد عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى السقاية فاستسقى فقال العباس يا فضل
اذهب إلى أمك فأت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراب من عندها فقال
اسقني قال يا رسول الله إنهم يجعلون أيديهم فيه قال اسقني فشرب منه ثم
أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها فقال اعملوا فإنكم على عمل صالح ثم قال
لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل على هذه يعني عاتقه وأشار إلى عاتقه
باب ما جاء في زمزم وقال عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن
الزهري قال أنس بن مالك رضي الله عنه كان أبو ذر يحدث أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال فرج سقفي وأنا بمكة فنزل جبريل عليه السلام ففرج
صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وايمانا
فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا قال
جبريل لخازن السماء افتح قال من هذا قال جبريل حدثنا محمد هو ابن سلام
أخبرنا الفزاري عن عاصم عن الشعبي أن ابن عباس رضي الله عنهما حدثه قال
سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من زمزم فشرب وهو قائم قال عاصم
فحلف عكرمة ما كان يومئذ إلا على بعير باب طواف القارن حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله
167

عنها خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فأهللنا بعمرة ثم
قال من كان معه هدي فليهل بالحج والعمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما فقدمت
مكة وأنا حائض فلما قضينا حجنا أرسلني مع عبد الرحمن إلى التنعيم فاعتمرت فقال
صلى الله عليه وسلم هذه مكان عمرتك فطاف الذين أهلوا بالعمرة ثم حلوا ثم
طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى وأما الذين جمعوا بين الحج والعمرة
طافوا طوافا واحدا حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية عن أيوب
عن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما دخل ابنه عبد الله بن عبد الله وظهره في الدار
فقال إني لا آمن أن يكون العام بين الناس قتال فيصدوك عن البيت فلو أقمت
فقال قد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فحال كفار قريش بينه وبين البيت
فإن حيل بيني وبينه أفعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد كان لكم في
رسول الله أسوة حسنة ثم قال أشهدكم أني قد أوجبت مع عمرتي حجا قال ثم قدم
فطاف لهما طوافا واحدا حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن نافع أن ابن عمر رضي الله
عنهما أراد الحج عام نزل الحجاج بابن الزبير فقيل له إن الناس كائن بينهم قتال
وإنا نخاف أن يصدوك فقال لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة إذا أصنع
كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أشهدكم أني قد أوجبت عمرة ثم
خرج حتى إذا كان بظاهر البيداء قال ما شأن الحج والعمرة إلا واحد أشهدكم
أني قد أوجبت حجا مع عمرتي وأهدى هديا اشتراه بقديد ولم يزد على ذلك
فلم ينحر ولم يحل من شئ حرم منه ولم يحلق ولم يقصر حتى كان يوم النحر
فنحر وحلق ورأي أن قد قضى طواف الحج والعمرة بطوافه الأول وقال ابن
عمر كذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم باب الطواف على
وضوء حدثنا أحمد بن عيسى حدثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحرث
عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل القرشي أنه سأل عروة بن الزبير فقال قد حج
168

رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرتني عائشة رضي الله عنها أن أول شئ بدأ به
حين قدم أنه توضأ ثم طاف بالبيت ثم لم تكن عمرة ثم حج أبو بكر رضي الله
عنه فكان أول شئ بدأ به الطواف بالبيت ثم لم تكن عمرة ثم عمر رضي الله
عنه مثل ذلك ثم حج عثمان رضي الله عنه فرأيته أول شئ بدأ به الطواف
بالبيت ثم لم تكن عمرة ثم معاوية وعبد الله بن عمر ثم حججت مع ابن الزبير
فكان أول شئ بدأ به الطواف بالبيت ثم لم تكن عمرة ثم رأيت المهاجرين
والأنصار يفعلون ذلك ثم لم تكن عمرة ثم آخر من رأيت فعل ذلك ابن عمر
ثم لم ينقضها عمرة وهذا ابن عمر عندهم فلا يسألونه ولا أحد ممن مضى ما كانوا
يبدؤن بشئ حين يضعون أقدامهم من الطواف بالبيت ثم لا يحلون وقد رأيت
أمي وخالتي حين تقدمان لا تبتدئان بشئ أول من البيت تطوفان به ثم لا تحلان
وقد أخبرتني أمي أنها أهلت هي وأختها والزبير وفلان وفلان بعمرة فلما مسحوا
الركن حلوا باب وجوب الصفا والمروة وجعل من شعائر الله حدثنا
أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال عروة سألت عائشة رضي الله عنها فقلت
لها أرأيت قول الله تعالى إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر
فلا جناح عليه أن يطوف بهما فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة
قالت بئس ما قلت يا ابن أختي إن هذه لو كانت كما أولتها عليه كانت لا جناح عليه
أن لا يتطوف بهما ولكنها أنزلت في الأنصار كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة
الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المشلل فكان من أهل يتحرج أن يطوف بالصفا
والمروة فلما أسلموا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قالوا يا رسول
الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا والمروة فأنزل الله تعالى إن الصفا
والمروة من شعائر الله الآية قالت عائشة رضي الله عنها وقد سن رسول الله
صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما ثم
169

أخبرت أبا بكر بن عبد الرحمن فقال إن هذا لعلم ما كنت سمعته ولقد سمعت
رجالا من أهل العلم يذكرون أن الناس إلا من ذكرت عائشة ممن كان يهل
بمناة كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة فلما ذكر الله تعالى الطواف بالبيت
ولم يذكر الصفا والمروة في القرآن قالوا يا رسول الله كنا نطوف بالصفا
والمروة وإن الله أنزل الطواف بالبيت فلم يذكر الصفا فهل علينا من حرج
أن نطوف بالصفا والمروة فأنزل الله تعالى إن الصفا والمروة من شعائر الله الآية
قال أبو بكر فأسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما في الذين كانوا يتحرجون
أن يطوفوا في الجاهلية بالصفا والمروة والذين يطوفون ثم تحرجوا أن يطوفوا
بهما في الاسلام من أجل أن الله تعالى أمر بالطواف بالبيت ولم يذكر الصفا
حتى ذكر ذلك بعد ما ذكر الطواف بالبيت باب ما جاء في السعي بين
الصفا والمروة وقال ابن عمر رضي الله عنهما السعي من دار بني عباد إلى زقاق
بني أبي حسين حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون حدثنا عيسى بن يونس عن
عبيد الله بن عمر بن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا طاف الطواف الأول خب ثلاثا ومشى أربعا وكان يسعى بطن
المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة فقلت لنافع أكان عبد الله يمشي إذا بلغ الركن
اليماني قال لا إلا أن يزاحم على الركن فإنه كان لا يدعه حتى يستلمه حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال سألنا ابن عمر رضي الله
عنهما عن رجل طاف بالبيت في عمرة ولم يطف بين الصفا والمروة أيأتي امرأته
فقال قدم النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعا وصلى خلف المقام
ركعتين فطاف بين الصفا والمروة سبعا لقد كان لكم في رسول الله أسوة
حسنة وسألنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما فقال لا يقربنها حتى يطوف
بين الصفا والمروة حدثنا المكي بن إبراهيم عن ابن جريج قال أخبرني
170

عمرو بن دينار قال سمعت ابن عمر رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه
وسلم مكة فطاف بالبيت ثم صلى ركعتين ثم سعى بين الصفا والمروة ثم تلا
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله
أخبرنا عاصم قال قلت لأنس بن مالك رضي الله عنه أكنتم تكرهون السعي
بين الصفا والمروة قال نعم لأنها كانت من شعائر الجاهلية حتى أنزل الله إن
الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف
بهما حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال إنما سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت وبين الصفا
والمروة ليري المشركين قوته * زاد الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو
قال سمعت عطاء عن ابن عباس مثله باب تقضي الحائض المناسك كلها
إلا الطواف بالبيت وإذا سعى على غير وضوء بين الصفا والمروة حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة
رضي الله عنها أنها قالت قدمت مكة وأنا حائض ولم أطف بالبيت ولا بين
الصفا والمروة قالت فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال افعلي
كما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري حدثنا محمد بن المثنى
حدثنا عبد الوهاب ح وقال لي خليفة حدثنا عبد الوهاب حدثنا حبيب المعلم
عن عطاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال أهل النبي صلى الله عليه وسلم
هو وأصحابه بالحج وليس مع أحد منهم هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم
وطلحة وقدم علي من اليمن ومعه هدي فقال أهللت بما أهل به النبي صلى الله
عليه وسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يجعلوها عمرة ويطوفوا ثم
يقصروا ويحلوا إلا من كان معه الهدي فقالوا ننطلق إلى منى وذكر أحدنا يقطر
منيا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو استقبلت من أمري ما استدبرت
171

ما أهديت ولولا أن معي الهدي لأحللت وحاضت عائشة رضي الله عنها فنسكت
المناسك كلها غير أنها لم تطف بالبيت فلما طهرت طافت بالبيت قالت
يا رسول الله تنطلقون بحجة وعمرة وأنطلق بحج فأمر عبد الرحمن بن أبي بكر
أن يخرج معها إلى التنعيم فاعتمرت بعد الحج حدثنا مؤمل بن هشام حدثنا
إسماعيل عن أيوب عن حفصة قالت كنا نمنع عواتقنا أن يخرجن فقدمت امرأة
فنزلت قصر بني خلف فحدثت أن أختها كانت تحت رجل من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم قد غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة
غزوة وكانت أختي معه في ست غزوات قالت كنا نداوي الكلمى ونقوم
على المرضى فسألت أختي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت هل على إحدانا
بأس إن لم يكن لها جلباب أن لا تخرج فقال لتلبسها صاحبتها من جلبابها
ولتشهد الخير ودعوة المؤمنين فلما قدمت أم عطية رضي الله عنها سألنها أو قالت
سألناها فقالت وكانت لا تذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قالت بأبي
فقلنا أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا قالت نعم بأبي
فقال لتخرج العواتق ذوات الخدور أو العواتق وذوات الخدور والحيض
فيشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزل الحيض المصلى فقلت الحائض فقالت
أوليس تشهد عرفة وتشهد كذا وتشهد كذا باب الاهلال من
البطحاء وغيرها للمكي وللحاج إذا خرج إلى منى وسئل عطاء عن المجاور
يلبي بالحج قال وكان ابن عمر رضي الله عنهما يلبي يوم التروية إذا صلى
الظهر واستوى على راحلته وقال عبد الملك عن عطاء عن جابر رضي الله
عنه قدمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأحللنا حتى يوم التروية وجعلنا مكة
بظهر لبينا بالحج وقال أبو الزبير عن جابر أهللنا من البطحاء وقال عبيد بن جريج
لابن عمر رضي الله عنهما رأيتك إذا كنت بمكة أهل الناس إذا رأوا الهلال
172

ولم تهل أنت حتى يوم التروية فقال لم أر النبي صلى الله عليه وسلم يهل حتى
تنبعث به راحلته باب أين يصلي الظهر يوم التروية حدثني عبد الله
ابن محمد حدثنا إسحاق الأزرق حدثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع قال
سألت أنس بن مالك رضي الله عنه قلت أخبرني بشئ عقلته عن النبي صلى الله
عليه وسلم أين صلى الظهر والعصر يوم التروية قال بمنى قلت فأين صلى العصر يوم
النفر قال بالأبطح ثم قال افعل كما يفعل أمراؤك حدثنا علي سمع أبا بكر
ابن عياش حدثنا عبد العزيز لقيت أنسا ح وحدثني إسماعيل بن أبان حدثنا أبو
بكر عن عبد العزيز قال خرجت إلى منى يوم التروية فلقيت أنسا رضي الله
عنه ذاهبا على حمار فقلت أين صلى النبي صلى الله عليه وسلم هذا اليوم الظهر
فقال انظر حيث يصلي أمراؤك فصل باب الصلاة بمنى حدثنا
إبراهيم بن المنذر حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني
عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى
ركعتين وأبو بكر وعمر وعثمان صدرا من خلافته حدثنا آدم حدثنا شعبة
عن أبي إسحاق الهمداني عن حارثة بن وهب الخزاعي رضي الله عنه قال صلى بنا
النبي صلى الله عليه وسلم ونحن أكثر ما كنا قط وآمنه بمنى ركعتين حدثنا
قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد
عن عبد الله رضي الله عنه قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين ومع
أبي بكر رضي الله عنه ركعتين ومع عمر رضي الله عنه ركعتين ثم تفرقت بكم
الطرق فيا ليت حظي من أربع ركعتان متقبلتان باب صوم يوم عرفة
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري حدثنا سالم قال سمعت عميرا
مولى أم الفضل عن أم الفضل شك الناس يوم عرفة في صوم النبي صلى الله
عليه وسلم فبعثت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشراب فشربه باب
173

التلبية والتكبير إذا غدا من منى إلى عرفة حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا
مالك عن محمد بن أبي بكر الثقفي أنه سأل أنس بن مالك رضي الله عنه وهما
غاديان من منى إلى عرفة كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه ويكبر منا المكبر
فلا ينكر عليه باب التهجير بالرواح يوم عرفة حدثنا عبد الله بن
يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سالم قال كتب عبد الملك إلى الحجاج أن
لا تخالف ابن عمر في الحج فجاء ابن عمر رضي الله عنهما وأنا معه يوم عرفة حين
زالت الشمس فصاح عند سرادق الحجاج فخرج وعليه ملحفة معصفرة فقال مالك
يا أبا عبد الرحمن فقال الرواح إن كنت تريد السنة قال هذه الساعة قال نعم قال
فأنظرني حتى أفيض على رأسي ثم أخرج فنزل حتى خرج الحجاج فسار بيني وبين
أبي فقلت إن كنت تريد السنة فاقصر الخطبة وعجل الوقوف فجعل ينظر إلى
عبد الله فلما رأى ذلك عبد الله قال صدق باب الوقوف على الدابة بعرفة
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي النضر عن عمير مولى عبد الله بن
العباس عن أم الفضل بنت الحرث أن ناسا اختلفوا عندها يوم عرفة في صوم
النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم هو صائم وقال بعضهم ليس بصائم
فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه باب الجمع بين
الصلاتين بعرفة وكان ابن عمر رضي الله عنهما إذا فاتته الصلاة مع الامام جمع
بينهما * وقال الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني سالم أن الحجاج
ابن يوسف عام نزل بابن الزبير رضي الله عنهما سأل عبد الله كيف تصنع
في الموقف يوم عرفة فقال سالم إن كنت تريد السنة فهجر بالصلاة يوم عرفة
فقال عبد الله بن عمر صدق إنهم كانوا يجمعون بين الظهر والعصر في السنة فقلت
لسالم أفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سالم وهل تتبعون في ذلك
174

إلا سنته باب قصر الخطبة بعرفة حدثنا عبد الله بن مسلمة أخبرنا
مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن عبد الملك بن مروان كتب إلى
الحجاج أن يأتم بعبد الله بن عمر في الحج فلما كان يوم عرفة جاء ابن عمر رضي الله
عنهما وأنا معه حين زاغت الشمس أو زالت فصاح عند فسطاطه أين هذا
فخرج إليه فقال ابن عمر الرواح فقال الآن قال نعم قال أنظرني أفيض علي ماء
فنزل ابن عمر رضي الله عنهما حتى خرج فسار بيني وبين أبي فقلت إن كنت
تريد أن تصيب السنة اليوم فاقصر الخطبة وعجل الوقوف فقال ابن عمر صدق
باب التعجيل إلى الموقف باب الوقوف بعرفة حدثنا علي بن
عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو حدثنا محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال
كنت أطلب بعيرا لي ح وحدثنا مسدد حدثنا سفيان عن عمرو سمع محمد بن
جبير عن أبيه جبير بن مطعم قال أضللت بعيرا فذهبت أطلبه يوم عرفة فرأيت
النبي صلى الله عليه وسلم واقفا بعرفة فقلت هذا والله من الحمس فما شأنه ههنا
حدثنا فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة قال
عروة كان الناس يطوفون في الجاهلية عراة إلا الحمس والحمس قريش وما
ولدت وكانت الحمس يحتسبون على الناس يعطي الرجل الرجل الثياب يطوف
فيها وتعطي المرأة المرأة الثياب تطوف فيها فمن لم تعطه الحمس طاف بالبيت
عريانا وكان يفيض جماعة الناس من عرفات وتفيض الحمس من جمع قال
وأخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها أن هذه الآية نزلت في الحمس ثم أفيضوا
من حيث أفاض الناس قال كانوا يفيضون من جمع فدفعوا إلى عرفات
باب السير إذا دفع من عرفة حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك
عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال سئل أسامة وأنا جالس كيف كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يسير في حجة الوداع حين دفع قال كان يسير العنق فإذا
175

وجد فجوة نص قال هشام والنص فوق العنق فجوة متسع والجمع فجوات وفجاء
وكذلك ركوة وركاء مناص ليس حين فرار باب النزول بين عرفة
وجمع حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن موسى بن عقبة
عن كريب مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه وسلم حيث أفاض من عرفة مال إلى الشعب فقضى حاجته فتوضأ فقلت
يا رسول الله أتصلي فقال الصلاة أمامك حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
جويرية عن نافع قال كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يجمع بين المغرب
والعشاء بجمع غير أنه يمر بالشعب الذي أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيدخل فينتفض ويتوضأ ولا يصلي حتى يصلي بجمع حدثنا قتيبة حدثنا
إسماعيل بن جعفر عن محمد بن أبي حرملة عن كريب مولى ابن عباس عن أسامة بن
زيد رضي الله عنهما أنه قال ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات
فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعب الأيسر الذي دون المزدلفة أناخ
فبال ثم جاء فصببت عليه الوضوء توضأ وضوءا خفيفا فقلت الصلاة يا رسول
الله قال الصلاة أمامك فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى المزدلفة
فصلى ثم ردف الفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة جمع قال كريب
فأخبرني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن الفضل أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم لم يزل يلبي حتى بلغ الجمرة باب أمر النبي صلى الله عليه وسلم
بالسكينة عند الإفاضة وإشارته إليهم بالسوط حدثنا سعيد بن أبي مريم
حدثنا إبراهيم بن سويد قال حدثني عمرو بن أبي عمر ومولى المطلب قال أخبرني
سعيد بن جبير مولى والية الكوفي حدثني ابن عباس رضي الله عنهما أنه دفع
مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وراءه
زجرا شديدا وضربا للإبل فأشار بسوطه إليهم وقال أيها الناس عليكم بالسكينة
176

فإن البر ليس بالايضاع أوضعوا أسرعوا خلالكم من التخلل بينكم وفجرنا
خلالهما بينهما باب الجمع بين الصلاتين بالمزدلفة حدثنا عبد الله
ابن يوسف أخبرنا مالك عن موسى بن عقبة عن كريب عن أسامة بن زيد
رضي الله عنهما أنه سمعه يقول دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة
فنزل الشعب فبال ثم توضأ ولم يسبغ الوضوء فقلت له الصلاة فقال الصلاة
أمامك فجاء المزدلفة فتوضأ فأسبغ ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب ثم أناخ كل
انسان بعيره في منزله ثم أقيمت الصلاة فصلى ولم يصل بينهما باب من
جمع بينهما ولم يتطوع حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن
سالم بن عبد الله عن ابن عمر رضي الله عنهما قال جمع النبي صلى الله عليه وسلم
بين المغرب والعشاء بجمع كل واحدة منهما بإقامة ولم يسبح بينهما ولا على إثر
كل واحدة منهما حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثنا يحيى بن
سعيد قال أخبرني عدي بن ثابت قال حدثني عبد الله بن يزيد الخطمي قال حدثني
أبو أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع في حجة الوداع
المغرب والعشاء بالمزدلفة باب من أذن وأقام لكل واحدة منهما
حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت عبد الرحمن
ابن يزيد يقول حج عبد الله رضي الله عنه فاتينا المزدلفة حين الأذان بالعتمة
أو قريبا من ذلك فأمر رجلا فأذن وأقام ثم صلى المغرب وصلى بعدها ركعتين
ثم دعا بعشائه فتعشى ثم أمر أرى رجلا فأذن وأقام قال عمر ولا أعلم الشك إلا
من زهير ثم صلى العشاء ركعتين فلما طلع الفجر قال إن النبي صلى الله عليه وسلم
كان لا يصلي هذه الساعة إلا هذه الصلاة في هذا المكان من هذا اليوم قال
عبد الله هما صلاتان تحولان عن وقتهما صلاة المغرب بعد ما يأتي الناس المزدلفة
والفجر حين يبزغ الفجر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله باب
177

من قدم ضعفة أهله بليل فيقفون بالمزدلفة ويدعون ويقدم إذا غاب القمر
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال سالم وكان
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقدم ضعفة أهله فيقفون عند المشعر الحرام
بالمزدلفة بليل فيذكرون الله عز وجل ما بدا لهم ثم يرجعون قبل أن يقف
الامام وقبل أن يدفع فمنهم من يقدم منى لصلاة الفجر ومنهم من يقدم بعد
ذلك فإذا قدموا رموا الجمرة وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول أرخص
في أولئك رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد
ابن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بعثني رسول الله
صلى الله عليه وسلم من جمع بليل حدثنا علي حدثنا سفيان قال أخبرني عبيد الله
ابن أبي يزيد سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول أنا ممن قدم النبي صلى الله
عليه وسلم ليلة المزدلفة في ضعفة أهله حدثنا مسدد عن يحيى عن ابن
جريج قال حدثني عبد الله مولى أسماء عن أسماء أنها نزلت ليلة جمع عند
المزدلفة فقامت تصلي فصلت ساعة ثم قالت يا بني هل غاب القمر قلت لا فصلت
ساعة ثم قالت هل غاب القمر قلت نعم قالت فارتحلوا فارتحلنا ومضينا حتى
رمت الجمرة ثم رجعت فصلت الصبح في منزلها فقلت لها يا هنتاه ما أرانا إلا
قد غلسنا قالت يا بني إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن للظعن حدثنا
محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا عبد الرحمن هو ابن القاسم عن القاسم عن
عائشة رضي الله عنها قالت استأذنت سودة النبي صلى الله عليه وسلم ليلة جمع
وكانت ثقيلة ثبطة فأذن لها حدثنا أبو نعيم حدثنا أفلح بن حميد عن القاسم
ابن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت نزلنا المزدلفة فاستأذنت النبي صلى الله
عليه وسلم سودة أن تدفع قبل حطمة الناس وكانت امرأة بطيئة فأذن لها
فدفعت قبل حطمة الناس وأقمنا حتى أصبحنا نحن ثم دفعنا بدفعه فلان أكون
178

استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما استأذنت سودة أحب إلي من
مفروح به باب من يصلي الفجر بجمع حدثنا عمر بن حفص بن غياث
حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني عمارة عن عبد الرحمن عن عبد الله رضي الله
عنه قال ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة بغير ميقاتها إلا صلاتين جمع
بين المغرب والعشاء وصلى الفجر قبل ميقاتها حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا
إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال خرجنا مع عبد الله رضي الله
عنه إلى مكة ثم قدمنا جمعا فصلى الصلاتين كل صلاة وحدها بأذان وإقامة والعشاء
بينهما ثم صلى الفجر حين طلع الفجر قائل يقول طلع الفجر وقائل يقول لم يطلع
الفجر ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن هاتين الصلاتين حولتا عن
وقتهما في هذا المكان المغرب والعشاء فلا يقدم الناس جمعا حتى يعتموا وصلاة
الفجر هذه الساعة ثم وقف حتى أسفر ثم قال لو أن أمير المؤمنين أفاض الآن
أصاب السنة فما أدري أقوله كان أسرع أم دفع عثمان رضي الله عنه فلم يزل يلبي
حتى رمى جمرة العقبة يوم النحر باب متى يدفع من جمع حدثنا حجاج
ابن منهال حدثنا شعبة بن الحجاج عن أبي إسحاق سمعت عمرو بن ميمون يقول
شهدت عمر رضي الله عنه صلى بجمع الصبح ثم وقف فقال إن المشركين كانوا
لا يفيضون حتى تطلع الشمس ويقولون أشرق ثبير وإن النبي صلى الله عليه وسلم
خالفهم ثم أفاض قبل أن تطلع الشمس باب التلبية والتكبير غداة
النحر حين يرمي الجمرة والارتداف في السير حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد
أخبرنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم
أردف الفضل فأخبر الفضل أنه لم يزل يلبي حتى رمى الجمرة حدثنا زهير
ابن حرب حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي عن يونس الأيلي عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أسامة بن زيد رضي
179

الله عنهما كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى المزدلفة ثم أردف
الفضل من المزدلفة إلى منى قال فكلاهما قالا لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم
يلبي حتى رمى جمرة العقبة باب فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر
من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة
كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام حدثنا إسحاق بن
منصور أخبرنا النضر أخبرنا شعبة حدثنا أبو جمرة قال سألت ابن عباس
رضي الله عنهما عن المتعة فأمرني بها وسألته عن الهدي فقال فيها جزور أو
بقرة أو شاة أو شرك في دم قال وكأن ناسا كرهوها فنمت فرأيت في المنام
كأن إنسانا ينادي حج مبرور ومتعة متقبلة فأتيت ابن عباس رضي الله عنهما
فحدثته فقال الله أكبر سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم قال وقال آدم ووهب
ابن جرير وغندر عن شعبة عمرة متقبلة وحج مبرور باب ركوب
البدن لقوله والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله
عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك
سخرناها لكم لعلكم تشكرون لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله
التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين
قال مجاهد سميت البدن لبدنها والقانع السائل والمعتر الذي يعتر بالبدن من
غني أو فقير وشعائر الله استعظام البدن واستحسانها والعتيق عتقه من الجبابرة
ويقال وجبت سقطت إلى الأرض ومنه وجبت الشمس حدثنا عبد الله بن
يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يسوق بدنة فقال اركبها فقال
إنها بدنة فقال اركبها فقال إنها بدنة فقال اركبها ويلك في الثالثة أو في الثانية
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام وشعبة بن الحجاج قالا حدثنا قتادة
180

عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يسوق بدنة
فقال اركبها قال إنها بدنة قال اركبها قال إنها بدنة قال اركبها ثلاثا باب
من ساق البدن معه حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن
شهاب عن سالم بن عبد الله أن ابن عمر رضي الله عنهما قال تمتع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج وأهدى فساق معه الهدي
من ذي الحليفة وبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهل بالعمرة ثم أهل بالحج
فتمتع الناس مع النبي صلى الله عليه وسلم بالعمرة إلى الحج فكان من الناس من
أهدى فساق الهدي ومنهم من لم يهد فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة
قال للناس من كان منكم أهدى فإنه لا يحل لشئ حرم منه حتى يقضي حجه
ومن لم يكن منكم أهدى فليطف بالبيت وبالصفا والمروة وليقصر وليحلل
ثم ليهل بالحج فمن لم يجد هديا فليصم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى
أهله فطاف حين قدم مكة واستلم الركن أول شئ ثم خب ثلاثة أطواف
ومشى أربعا فركع حين قضى طوافه بالبيت عند المقام ركعتين ثم سلم فانصرف
فأتى الصفا فطاف بالصفا والمروة سبعة أطواف ثم لم يحلل من شئ حرم منه
حتى قضى حجه ونحر هديه يوم النحر وأفاض فطاف بالبيت ثم حل من كل
شئ حرم منه وفعل مثل ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهدى وساق
الهدي من الناس * وعن عروة أن عائشة رضي الله عنها أخبرته عن النبي
صلى الله عليه وسلم في تمتعه بالعمرة إلى الحج فتمتع الناس معه بمثل الذي أخبرني
سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب
من اشترى الهدي من الطريق حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أيوب عن
نافع قال قال عبد الله بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم لأبيه أقم فإني لا آمنها
أن ستصد عن البيت قال إذا أفعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد
181

قال الله لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة فأنا أشهدكم أني قد أوجبت
على نفسي العمرة فأهل بالعمرة قال ثم خرج حتى إذا كان بالبيداء أهل بالحج
والعمرة وقال ما شأن الحج والعمرة إلا واحد ثم اشترى الهدي من قديد ثم
قدم فطاف لهما طوافا واحدا فلم يحل حتى حل منهما جميعا باب من
أشعر وقلد بذي الحليفة ثم أحرم وقال نافع كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا
أهدى من المدينة قلده وأشعره بذي الحليفة يطعن في شق سنامه الأيمن
بالشفرة ووجهها قبل القبلة باركة حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله
أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان
قالا خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة في بضع عشرة مائة من أصحابه
حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد النبي صلى الله عليه وسلم الهدي وأشعره وأحرم
بالعمرة حدثنا أبو نعيم حدثنا أفلح عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت
فتلت قلائد بدن النبي صلى الله عليه وسلم بيدي ثم قلدها وأشعرها وأهداها
فما حرم عليه شئ كان أحل له باب فتل القلائد للبدن والبقر حدثنا
مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال أخبرني نافع عن ابن عمر عن حفصة رضي
الله عنهم قالت قلت يا رسول الله ما شأن الناس حلوا ولم تحلل قال إني لبدت
رأسي وقلدت هديي فلا أحل حتى أحل من الحج حدثنا عبد الله بن يوسف
حدثنا الليث حدثنا ابن شهاب عن عروة وعن عمرة بنت عبد الرحمن أن عائشة
رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهدي من المدينة فأفتل
قلائد هديه ثم لا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم باب إشعار البدن
وقال عروة عن المسور رضي الله عنه قلد النبي صلى الله عليه وسلم الهدي
وأشعره وأحرم بالعمرة حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا أفلح بن حميد عن
القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت فتلت قلائد هدي النبي صلى الله عليه
182

وسلم ثم أشعرها وقلدها أو قلدتها ثم بعث بها إلى البيت وأقام بالمدينة فما حرم
عليه شئ كان له حل باب من قلد القلائد بيده حدثنا عبد الله بن
يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمرة بنت
عبد الرحمن أنها أخبرته أن زياد بن أبي سفيان كتب إلى عائشة رضي الله عنها
أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال من أهدى هديا حرم عليه ما يحرم
على الحاج حتى ينحر هديه قالت عمرة فقالت عائشة رضي الله عنها ليس كما قال
ابن عباس رضي الله عنه أنا فتلت قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيدي ثم قلدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه ثم بعث بها مع أبي فلم يحرم
على رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ أحله الله له حتى نحر الهدي باب
تقليد الغنم حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة
رضي الله عنها قالت أهدى النبي صلى الله عليه وسلم مرة غنما حدثنا أبو النعمان
حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي
الله عنها قالت كنت أفتل القلائد للنبي صلى الله عليه وسلم فيقلد الغنم ويقيم
في أهله حلالا حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد حدثنا منصور بن المعتمر ح
وحدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة رضي الله عنها قالت كنت أفتل قلائد الغنم للنبي صلى الله عليه وسلم
فيبعث بها ثم يمكث حلالا حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا عن عامر عن
مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت فتلت لهدي النبي صلى الله عليه وسلم
تعني القلائد قبل أن يحرم باب القلائد من العهن حدثنا عمرو بن
علي حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا ابن عون عن القاسم عن أم المؤمنين رضي الله
عنها قالت فتلت قلائدها من عهن كان عندي باب تقليد النعل حدثنا
محمد أخبرنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة
183

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يسوق
بدنة قال اركبها قال إنها بدنة قال اركبها قال فلقد رأيته راكبها يساير النبي
صلى الله عليه وسلم والنعل في عنقها * تابعه محمد بن بشار حدثنا عثمان بن
عمر أخبرنا علي بن المبارك عن يحيى عن عكرمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم باب الجلال للبدن وكان ابن عمر رضي الله
عنهما لا يشق من الجلال إلا موضع السنام وإذا نحرها نزع جلالها مخافة أن
يفسدها الدم ثم يتصدق بها حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح
عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي رضي الله عنه قال أمرني رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن أتصدق بجلال البدن التي نحرت وبجلودها باب
من اشترى هديه من الطريق وقلدها حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو
ضمرة حدثنا موسى بن عقبة عن نافع قال أراد ابن عمر رضي الله عنهما الحج عام
حجة الحرورية في عهد ابن الزبير رضي الله عنهما فقيل له إن الناس كائن بينهم
قتال ونخاف أن يصدوك فقال لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة إذا
أصنع كما صنع أشهدكم أني قد أوجبت عمرة حتى كان بظاهر البيداء قال ما شأن
الحج والعمرة إلا واحد أشهدكم أني جمعت حجة مع عمرة وأهدى هديا
مقلدا اشتراه حتى قدم فطاف بالبيت وبالصفا ولم يزد على ذلك ولم يحلل من
شئ حرم منه حتى يوم النحر فحلق ونحر ورأي أن قد قضى طوافه الحج والعمرة
بطوافه الأول ثم قال كذلك صنع النبي صلى الله عليه وسلم باب ذبح
الرجل البقر عن نسائه من غير أمرهن حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا
مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت سمعت عائشة رضي الله
عنها تقول خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمس بقين من ذي القعدة
لا نرى إلا الحج فلما دنونا من مكة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن
184

معه هدي إذا طاف وسعى بين الصفا والمروة أن يحل قالت فدخل علينا يوم
النحر بلحم بقر فقلت ما هذا قال نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أزواجه
قال يحيى فذكرته للقاسم فقال أتتك بالحديث على وجهه باب النحر
في منحر النبي صلى الله عليه وسلم بمنى حدثنا إسحاق بن إبراهيم سمع خالد بن
الحرث حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع أن عبد الله رضي الله عنه كان ينحر في المنحر
قال عبيد الله منحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا إبراهيم بن المنذر
حدثنا أنس بن عياض حدثنا موسى بن عقبة عن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما
كان يبعث بهديه من جمع من آخر الليل حتى يدخل به منحر النبي صلى الله عليه
وسلم مع حجاج فيهم الحر والمملوك حدثنا سهل بن بكار حدثنا وهيب
عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس وذكر الحديث قال ونحر النبي صلى الله عليه
وسلم بيده سبع بدن قياما وضحى بالمدينة كبشين أملحين أقرنين مختصرا
باب نحر الإبل مقيدة حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا يزيد بن
زريع عن يونس عن زياد بن جبير قال رأيت ابن عمر رضي الله عنهما أتى على
رجل قد أناخ بدنته ينحرها قال ابعثها قياما مقيدة سنة محمد صلى الله عليه وسلم
وقال شعبة عن يونس أخبرني زياد باب نحر البدن قائمة وقال ابن عمر
رضي الله عنهما سنة محمد صلى الله عليه وسلم وقال ابن عباس رضي الله عنهما
صواف قياما حدثنا سهل بن بكار حدثنا وهيب عن أيوب عن أبي قلابة
عن أنس رضي الله عنه قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة أربعا
والعصر بذي الحليفة ركعتين فبات بها فلما أصبح ركب راحلته فجعل يهلل ويسبح
فلما علا على البيداء لبى بهما جميعا فلما دخل مكة أمرهم أن يحلوا ونحر النبي
صلى الله عليه وسلم بيده سبعة بدن قياما وضحى بالمدينة كبشين أملحين أقرنين
حدثنا مسدد حدثنا إسماعيل عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك
185

رضي الله عنه قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة أربعا والعصر
بذي الحليفة ركعتين * وعن أيوب عن رجل عن أنس رضي الله عنه ثم بات
حتى أصبح فصلى الصبح ثم ركب راحلته حتى إذا استوت به البيداء أهل بعمرة
وحجة باب لا يعطي الجزار من الهدي شيئا حدثنا محمد بن كثير
أخبرنا سفيان قال أخبرني ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن علي رضي الله عنه قال بعثني النبي صلى الله عليه وسلم فقمت على البدن
فأمرني عليه الصلاة والسلام فقسمت لحومها ثم أمرني فقسمت جلالها
وجلودها * قال سفيان وحدثني عبد الكريم عن مجاهد عن عبد الرحمن بن
أبي ليلى عن علي رضي الله عنه قال أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن أقوم على
البدن ولا أعطي عليها شيئا في جزارتها باب يتصدق بجلود الهدي
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن ابن جريج قال أخبرني الحسن بن مسلم وعبد
الكريم الجزري أن مجاهدا أخبرهما أن عبد الرحمن بن أبي ليلى أخبره أن عليا
رضي الله عنه أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يقوم على بدنه وأن
يقسم بدنه كلها لحومها وجلودها وجلالها ولا يعطي في جزارتها شيئا باب
يتصدق بجلال البدن حدثنا أبو نعيم حدثنا سيف بن أبي سليمان قال سمعت
مجاهدا يقول حدثني ابن أبي ليلى أن عليا رضي الله عنه حدثه قال أهدى النبي
صلى الله عليه وسلم مائة بدنة فأمرني بلحومها فقسمتها ثم أمرني بجلالها فقسمتها
ثم بجلودها فقسمتها باب وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن
لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود وأذن
في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا
منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام
فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم
186

وليطوفوا بالبيت العتيق ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه
باب ما يأكل من البدن وما يتصدق وقال عبيد الله أخبرني نافع عن ابن
عمر رضي الله عنهما لا يؤكل من جزاء الصيد والنذر ويؤكل مما سوى ذلك
وقال عطاء يأكل ويطعم من المتعة حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن ابن جريج
حدثنا عطاء سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول كنا لا نأكل من لحوم
بدننا فوق ثلاث منى فرخص لنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال كلوا وتزودوا
فأكلنا وتزودنا قلت لعطاء أقال حتى جئنا المدينة قال لا حدثنا خالد بن
مخلد حدثنا سليمان قال حدثني يحيى حدثتني عمرة قالت سمعت عائشة رضي الله
عنها تقول خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمس بقين من ذي القعدة
ولا نرى إلا الحج حتى إذا دنونا من مكة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
من لم يكن معه هدي إذا طاف بالبيت ثم يحل قالت عائشة رضي الله عنها
فدخل علينا يوم النحر بلحم بقر فقلت ما هذا فقيل ذبح النبي صلى الله عليه وسلم
عن أزواجه قال يحيى فذكرت هذا الحديث للقاسم فقال أتتك بالحديث على
وجهه باب الذبح قبل الحلق حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب حدثنا
هشيم أخبرنا منصور عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سئل النبي
صلى الله عليه وسلم عمن حلق قبل أن يذبح ونحوه فقال لا حرج لا حرج حدثنا
أحمد بن يونس أخبرنا أبو بكر عن عبد العزيز بن رفيع عن عطاء عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم زرت قبل أن أرمي قال
لا حرج قال حلقت قبل أن أذبح قال لا حرج قال ذبحت قبل أن أرمي قال
لا حرج * وقال عبد الرحيم الرازي عن ابن خثيم أخبرني عطاء عن ابن عباس
رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم * وقال القاسم بن يحيى حدثني ابن
خثيم عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم * وقال عفان أراه عن
187

وهيب حدثنا ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه وسلم * وقال حماد عن قيس بن سعد وعباد بن منصور عن عطاء
عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا محمد بن المثنى قال
حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم فقال رميت بعد ما أمسيت فقال لا حرج
قال حلقت قبل أن أنحر قال لا حرج حدثنا عبدان أخبرني أبي عن شعبة عن
قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى رضي الله عنه قال قدمت
على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالبطحاء فقال أحججت قلت نعم قال بما
أهللت قلت لبيك بإهلال كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم قال أحسنت انطلق
فطف بالبيت وبالصفا والمروة ثم أتيت امرأة من نساء بني قيس ففلت
رأسي ثم أهللت بالحج فكنت أفتي به الناس حتى خلافة عمر رضي الله عنه
فذكرته له فقال إن نأخذ بكتاب الله فإنه يأمرنا بالتمام وإن نأخذ بسنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل حتى بلغ الهدي
محله باب من لبد رأسه عند الاحرام وحلق حدثنا عبد الله بن
يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر عن حفصة رضي الله عنهم أنها قالت
يا رسول الله ما شأن الناس حلوا بعمرة ولم تحلل أنت من عمرتك قال إني لبدت
رأسي وقلدت هديي فلا أحل حتى أنحر باب الحلق والتقصير عند
الاحلال حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب بن أبي حمزة قال نافع كان ابن عمر
رضي الله عنهما يقول حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم ارحم المحلقين قالوا والمقصرين يا رسول
الله قال اللهم ارحم المحلقين قالوا والمقصرين يا رسول الله قال والمقصرين *
188

وقال الليث حدثني نافع رحم الله المحلقين مرة أو مرتين قال وقال عبيد الله
حدثني نافع قال في الرابعة والمقصرين حدثنا عياش بن الوليد حدثنا محمد
ابن فضيل حدثنا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للمحلقين قالوا وللمقصرين
قال اللهم اغفر للمحلقين قالوا وللمقصرين قال اللهم اغفر للمحلقين قالوا
وللمقصرين قالها ثلاثا قال وللمقصرين حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا
جويرية بن أسماء عن نافع أن عبد الله قال حلق النبي صلى الله عليه وسلم وطائفة
من أصحابه وقصر بعضهم حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن الحسن بن
مسلم عن طاوس عن ابن عباس عن معاوية رضي الله عنهم قال قصرت عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص باب تقصير المتمتع بعد العمرة
حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة أخبرني
كريب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة
أمر أصحابه أن يطوفوا بالبيت وبالصفا والمروة ثم يحلوا ويحلقوا أو يقصروا
باب الزيارة يوم النحر وقال أبو الزبير عن عائشة وابن عباس رضي الله
عنهم أخر النبي صلى الله عليه وسلم الزيارة إلى الليل ويذكر عن أبي حسان عن
ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور البيت أيام
منى * وقال لنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله
عنهما أنه طاف طوافا واحدا ثم يقيل ثم يأتي منى يعني يوم النحر ورفعه عبد
الرزاق قال أخبرنا عبيد الله حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن جعفر ابن
ربيعة عن الأعرج قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة رضي الله عنها
قالت حججنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأفضنا يوم النحر فحاضت صفية فأراد
النبي صلى الله عليه وسلم منها ما يريد الرجل من أهله فقلت يا رسول الله إنها حائض
189

قال حابستنا هي قالوا يا رسول الله أفاضت يوم النحر قال اخرجوا * ويذكر
عن القاسم وعروة والأسود عن عائشة رضي الله عنها أفاضت صفية يوم النحر
باب إذا رمى بعدما أمسى أو حلق قبل أن يذبح ناسيا أو جاهلا حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله
عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له في الذبح والحلق والرمي والتقديم
والتأخير فقال لا حرج حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يزيد بن زريع حدثنا
خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم
يسئل يوم النحر بمنى فيقول لا حرج فسأله رجل فقال حلقت قبل أن أذبح قال
اذبح ولا حرج قال رميت بعد ما أمسيت فقال لا حرج باب الفتيا على
الدابة عند الجمرة حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن
عيسى بن طلحة عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف
في حجة الوداع فجعلوا يسألونه فقال رجل لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح قال اذبح
ولا حرج فجاء آخر فقال لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي قال ارم ولا حرج فما سئل
يومئذ عن شئ قدم ولا أخر إلا قال افعل ولا حرج حدثنا سعيد بن يحيى
ابن سعيد حدثنا أبي حدثنا ابن جريج حدثني الزهري عن عيسى بن طلحة عن
عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنه حدثه أنه شهد النبي صلى الله عليه
وسلم يخطب يوم النحر فقام إليه رجل فقال كنت أحسب أن كذا قبل كذا ثم
قام آخر فقال كنت أحسب أن كذا قبل كذا حلقت قبل أن أنحر نحرت قبل
أن أرمي وأشباه ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم افعل ولا حرج لهن كلهن
فما سئل يومئذ عن شئ إلا قال افعل ولا حرج حدثنا إسحاق أخبرنا يعقوب
ابن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب حدثني عيسى بن طلحة بن عبيد الله
أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال وقف رسول الله صلى الله
190

عليه وسلم على ناقته فذكر الحديث * تابعه معمر عن الزهري باب
الخطبة أيام منى حدثنا علي بن عبد الله حدثني يحيى بن سعيد حدثنا فضيل
ابن غزوان حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم خطب الناس يوم النحر فقال يا أيها الناس أي يوم هذا قالوا يوم
حرام قال فأي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فأي شهر هذا قالوا شهر حرام قال
فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم
هذا في شهركم هذا فأعادها مرارا ثم رفع رأسه فقال اللهم هل بلغت اللهم
هل بلغت قال ابن عباس رضي الله عنهما فوالذي نفسي بيده إنها لوصيته
إلى أمته فليبلغ الشاهد الغائب لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم
رقاب بعض حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة قال أخبرني عمرو قال سمعت
جابر بن زيد قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يخطب بعرفات * تابعه ابن عيينة عن عمرو حدثني عبد الله بن
محمد حدثنا أبو عامر حدثنا قرة عن محمد بن سيرين قال أخبرني عبد الرحمن بن
أبي بكرة عن أبي بكرة ورجل أفضل في نفسي من عبد الرحمن حميد بن
عبد الرحمن عن أبي بكرة رضي الله عنه قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم
النحر قال أتدرون أي يوم هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه
سيسميه بغير اسمه قال أليس يوم النحر قلنا بلى قال أي شهر هذا قلنا الله ورسوله
أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال أليس ذو الحجة قلنا بلى قال
أي بلد هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال
أليست بالبلدة الحرام (قلنا)؟ بلى قال فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة
يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم ألا هل بلغت
قالوا نعم قال اللهم اشهد فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع
191

فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض حدثنا محمد بن المثنى
حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه عن ابن عمر رضي
الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم بمنى أتدرون أي يوم هذا قالوا الله
ورسوله أعلم فقال فإن هذا يوم حرام أفتدرون أي بلد هذا قالوا الله ورسوله
أعلم قال بلد حرام أفتدرون أي شهر هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال شهر
حرام قال فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم
هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا * وقال هشام بن الغاز أخبرني نافع عن ابن
عمر رضي الله عنهما وقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر بين الجمرات
في الحجة التي حج بهذا وقال هذا يوم الحج الأكبر فطفق النبي صلى الله عليه
وسلم يقول اللهم اشهد وودع الناس فقالوا هذه حجة الوداع باب هل
يبيت أصحاب السقاية أو غيرهم بمكة ليالي منى حدثنا محمد بن عبيد بن
ميمون حدثنا عيسى بن يونس عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
رخص النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يحيى بن موسى حدثنا محمد بن بكر
أخبرنا ابن جريج أخبرني عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي
صلى الله عليه وسلم أذن ح حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله
حدثني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن العباس رضي الله عنه استأذن النبي
صلى الله عليه وسلم ليبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته فأذن له * تابعه
أبو أسامة وعقبة بن خالد وأبو ضمرة باب رمي الجمار وقال جابر رمى النبي
صلى الله عليه وسلم يوم النحر ضحى ورمى بعد ذلك بعد الزوال حدثنا أبو نعيم
حدثنا مسعر عن وبرة قال سألت ابن عمر رضي الله عنهما متى أرمي الجمار قال إذا
رمى إمامك فارمه فأعدت عليه المسألة قال كنا نتحين فإذا زالت الشمس رمينا
باب رمي الجمار من بطن الوادي حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا
192

سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال رمى عبد الله من بطن
الوادي فقلت يا أبا عبد الرحمن إن ناسا يرمونها من فوقها فقال والذي لا إله غيره
هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة صلى الله عليه وسلم * وقال عبد الله بن
الوليد قال حدثنا سفيان عن الأعمش بهذا باب رمي الجمار بسبع
حصيات ذكره ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا
حفص بن عمر حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه انتهى إلى الجمرة الكبرى جعل البيت
عن يساره ومنى عن يمينه ورمى بسبع وقال هكذا رمى الذي أنزلت عليه سورة
البقرة صلى الله عليه وسلم باب من رمى جمرة العقبة فجعل البيت عن
يساره حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا الحكم عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن
يزيد أنه حج مع ابن مسعود رضي الله عنه فرآه يرمي الجمرة الكبرى بسبع
حصيات فجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه ثم قال هذا مقام الذي أنزلت
عليه سورة البقرة باب يكبر مع كل حصاة قاله ابن عمر رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا مسدد عن عبد الواحد قال حدثنا
الأعمش قال سمعت الحجاج يقول على المنبر السورة التي يذكر فيها البقرة
والسورة التي يذكر فيها آل عمران والسورة التي يذكر فيها النساء قال
فذكرت ذلك لإبراهيم فقال حدثني عبد الرحمن بن يزيد أنه كان مع ابن مسعود
رضي الله عنه حين رمى جمرة العقبة فاستبطن الوادي حتى إذا حاذى بالشجرة
اعترضها فرمى بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ثم قال من ههنا والذي
لا إله غيره قام الذي أنزلت عليه سورة البقرة صلى الله عليه وسلم باب
من رمى جمرة العقبة ولم يقف قاله ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه وسلم باب إذا رمى الجمرتين يقوم ويسهل مستقبل القبلة حدثنا
193

عثمان بن أبي شيبة حدثنا طلحة بن يحيى حدثنا يونس عن الزهري عن سالم عن
ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على
إثر كل حصاة ثم يتقدم حتى يسهل فيقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو
ويرفع يديه ثم يرمي الوسطى ثم يأخذ ذات الشمال فيستهل ويقوم مستقبل القبلة
فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه ويقوم طويلا ثم يرمي جمرة ذات العقبة من
بطن الوادي ولا يقف عندها ثم ينصرف فيقول هكذا رأيت النبي صلى الله
عليه وسلم يفعله باب رفع اليدين عند الجمرتين الدنيا والوسطى حدثنا
إسماعيل بن عبد الله قال حدثنا أخي عن سليمان عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب
عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يرمي الجمرة الدنيا
بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة ثم يتقدم فيسهل فيقوم مستقبل القبلة
قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك فيأخذ ذات الشمال
فيسهل ويقوم مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه ثم يرمي الجمرة ذات
العقبة من بطن الوادي ولا يقف ويقول هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يفعل باب الدعاء عند الجمرتين * وقال محمد حدثنا عثمان بن عمر
أخبرنا يونس عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رمى الجمرة
التي تلي مسجد منى يرميها بسبع حصيات يكبر كلما رمى بحصاة ثم تقدم أمامها
فوقف مستقبل القبلة رافعا يديه يدعو وكان يطيل الوقوف ثم يأتي الجمرة الثانية
فيرميها بسبع حصيات يكبر كلما رمى بحصاة ثم ينحدر ذات اليسار مما يلي
الوادي فيقف مستقبل القبلة رافعا يديه يدعو ثم يأتي الجمرة التي عند العقبة
فيرميها بسبع حصيات يكبر عند كل حصاة ثم ينصرف ولا يقف عندها قال
الزهري سمعت سالم بن عبد الله يحدث مثل هذا عن أبيه عن النبي صلى الله عليه
وسلم وكان ابن عمر يفعله باب الطيب بعد رمي الجمار والحلق قبل
194

الإفاضة حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عبد الرحمن بن القاسم
وكان أفضل أهل زمانه أنه سمع أباه وكان أفضل أهل زمانه يقول سمعت
عائشة رضي الله عنها تقول طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هاتين
حين أحرم ولحله حين أحل قبل أن يطوف وبسطت يديها باب طواف
الوداع حدثنا مسدد حدثنا سفيان عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف
عن الحائض حدثنا أصبغ بن الفرج أخبرنا ابن وهب عن عمرو بن الحرث
عن قتادة أن أنس بن مالك رضي الله عنه حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى
الظهر والعصر والمغرب والعشاء ثم رقد رقدة بالمحصب ثم ركب إلى البيت
فطاف به * تابعه الليث حدثني خالد عن سعيد عن قتادة أن أنس بن مالك
رضي الله عنه حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم باب إذا حاضت المرأة
بعدما أفاضت حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن
القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله
عليه وسلم حاضت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحابستنا
هي قالوا إنها قد أفاضت قال فلا إذا حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أيوب
عن عكرمة أن أهل المدينة سألوا ابن عباس رضي الله عنهما عن امرأة طافت ثم
حاضت قال لهم تنفر قالوا لا نأخذ بقولك وندع قول زيد قال إذا قدمتم المدينة
فاسألوا فقدموا المدينة فسألوا فكان فيمن سألوا أم سليم فذكرت حديث
صفية رواه خالد وقتادة عن عكرمة حدثنا مسلم حدثنا وهيب حدثنا ابن
طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رخص للحائض أن تنفر إذا
أفاضت قال وسمعت ابن عمر يقول إنها لا تنفر ثم سمعته يقول بعد إن النبي صلى
الله عليه وسلم رخص لهن حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن منصور عن
195

إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت خرجنا مع النبي صلى الله عليه
وسلم ولا نرى إلا الحج فقدم النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت وبين الصفا
والمروة ولم يحل وكان معه الهدي فطاف من كان معه من نسائه وأصحابه وحل
منهم من لم يكن معه الهدي فحاضت هي فنسكنا مناسكنا من حجنا فلما كانت ليلة
الحصبة ليلة النفر قالت يا رسول الله كل أصحابك يرجع بحج وعمرة غيري قال
ما كنت تطوفي بالبيت ليالي قدمنا قلت لا قال فاخرجي مع أخيك إلى التنعيم
فأهلي بعمرة وموعدك مكان كذا وكذا فخرجت مع عبد الرحمن إلى التنعيم فأهللت
بعمرة وحاضت صفية بنت حيي فقال النبي صلى الله عليه وسلم عقرى حلقي إنك
لحابستنا أما كنت طفت يوم النحر قالت بلى قال فلا بأس انفري فلقيته مصعدا
على أهل مكة وأنا منهبطة أو أنا مصعدة وهو منهبط * وقال مسدد قلت لا *
تابعه جرير عن منصور في قوله لا باب من صلى العصر يوم النفر بالأبطح
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا إسحاق بن يوسف حدثنا سفيان الثوري عن
عبد العزيز بن رفيع قال سألت أنس بن مالك أخبرني بشئ عقلته عن النبي
صلى الله عليه وسلم أين صلى الظهر يوم التروية قال بمنى قلت فأين صلى العصر
يوم النفر قال بالأبطح افعل كما يفعل أمراؤك حدثنا عبد المتعال بن طالب
قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحرث أن قتادة حدثه عن أنس بن
مالك رضي الله عنه حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الظهر والعصر
والمغرب والعشاء ورقد رقدة بالمحصب ثم ركب إلى البيت فطاف به
باب المحصب حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن هشام عن أبيه عن
عائشة رضي الله عنها قالت إنما كان منزل ينزله النبي صلى الله عليه وسلم ليكون
أسمح لخروجه تعني بالأبطح حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو
عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ليس التحصيب بشئ إنما هو منزل
196

نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم باب النزول بذي طوى قبل أن
يدخل مكة والنزول بالبطحاء التي بذي الحليفة إذا رجع من مكة حدثنا إبراهيم
ابن المنذر حدثنا أبو ضمرة حدثنا موسى بن عقبة عن نافع أن ابن عمر رضي الله
عنهما كان يبيت بذي طوى بين الثنيتين ثم يدخل من الثنية التي بأعلى مكة
وكان إذا قدم حاجا أو معتمرا لم ينخ ناقته إلا عند باب المسجد ثم يدخل فيأتي
الركن الأسود فيبدأ به ثم يطوف سبعا ثلاثا سعيا وأربعا مشيا ثم ينصرف
فيصلي سجدتين ثم ينطلق قبل أن يرجع إلى منزله فيطوف بين الصفا والمروة
وكان إذا صدر عن الحج أو العمرة أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة التي كان النبي
صلى الله عليه وسلم ينيخ بها حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن
الحرث قال سئل عبيد الله عن المحصب فحدثنا عبيد الله عن نافع قال نزل بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر وابن عمر * وعن نافع أن ابن عمر رضي الله
عنهما كان يصلي بها يعني المحصب الظهر والعصر أحسبه قال والمغرب قال خالد
لا أشك في العشاء ويهجع هجعة ويذكر ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم
باب من نزل بذي طوى إذا رجع من مكة * وقال محمد بن عيسى حدثنا
حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا أقبل بات بذي
طوى حتى إذا أصبح دخل وإذا نفر مر بذي طوى وبات بها حتى يصبح وكان
يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك باب التجارة أيام
الموسم والبيع في أسواق الجاهلية حدثنا عثمان بن الهيثم أخبرنا ابن جريج
قال عمرو بن دينار قال ابن عباس رضي الله عنهما كان ذو المجاز وعكاظ متجر
الناس في الجاهلية فلما جاء الاسلام كأنهم كرهوا ذلك حتى نزلت ليس عليكم
جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج باب الادلاج من
المحصب حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني إبراهيم
197

عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت حاضت صفية ليلة النفر فقالت
ما أراني إلا حابستكم قال النبي صلى الله عليه وسلم عقرى حلقي أطافت يوم النحر
قيل نعم قال فانفري * قال أبو عبد الله وزادني محمد حدثنا محاضر قال حدثنا
الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت خرجنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نذكر إلا الحج فلما قدمنا أمرنا أن نحل فلما
كانت ليلة النفر حاضت صفية بنت حيي فقال النبي صلى الله عليه وسلم حلقي
عقرى ما أراها إلا حابستكم ثم قال كنت طفت يوم النحر قالت نعم قال فانفري
قلت يا رسول الله إني لم أكن حللت قال فاعتمري من التنعيم فخرج معها أخوها
فلقيناه مدلجا فقال موعدك مكان كذا وكذا
بسم الله الرحمن الرحيم باب العمرة * وجوب العمرة وفضلها
وقال ابن عمر رضي الله عنهما ليس أحد إلا وعليه حجة وعمرة وقال ابن عباس
رضي الله عنهما إنها لقرينتها في كتاب الله عز وجل وأتموا الحج والعمرة
لله حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمي مولى أبي بكر بن
عبد الرحمن عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس
له جزاء إلا الجنة باب من اعتمر قبل الحج حدثنا أحمد بن محمد
أخبرنا عبد الله أخبرنا ابن جريج أن عكرمة بن خالد سأل ابن عمر رضي الله
عنهما عن العمرة قبل الحج فقال لا بأس قال عكرمة قال ابن عمر اعتمر النبي صلى
الله عليه وسلم قبل أن يحج وقال إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق حدثني عكرمة
ابن خالد قال سألت ابن عمر مثله حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم أخبرنا
ابن جريج قال عكرمة بن خالد سألت ابن عمر رضي الله عنهما مثله باب
كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن منصور
198

عن مجاهد قال دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر جالس
إلى حجرة عائشة وإذا أناس يصلون في المسجد صلاة الضحى قال فسألناه عن
صلاتهم فقال بدعة ثم قال له كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع إحداهن
في رجب فكرهنا أن نرد عليه قال وسمعنا استنان عائشة أم المؤمنين في الحجرة
فقال عروة يا أماه ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن قالت ما يقول قال يقول إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب قالت
يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده وما اعتمر في رجب قط
حدثنا أبو عاصم أخبرنا ابن جريج قال أخبرني عطاء عن عروة بن الزبير قال
سألت عائشة رضي الله عنها قالت ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب
حدثنا حسان بن حسان حدثنا همام عن قتادة سألت أنسا رضي الله عنه كم
اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع عمرة الحديبية في ذي القعدة حيث صده
المشركون وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة حيث صالحهم وعمرة الجعرانة
إذ قسم غنيمة أراه حنين قلت كم حج قال واحدة حدثنا أبو الوليد هشام بن
عبد الملك حدثنا همام عن قتادة قال سألت أنسا رضي الله عنه فقال اعتمر النبي
صلى الله عليه وسلم حيث ردوه ومن القابل عمرة الحديبية وعمرة في ذي القعدة
وعمرة مع حجته حدثنا هدبة حدثنا همام وقال اعتمر أربع عمر في ذي القعدة
إلا التي اعتمر مع حجته عمرته من الحديبية ومن العام المقبل ومن الجعرانة حيث
قسم غنائم حنين وعمرة مع حجته حدثنا أحمد بن عثمان حدثنا شريح بن
مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق قال سألت مسروقا
وعطاء ومجاهدا فقالوا اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة قبل
أن يحج وقال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما يقول اعتمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم في ذي القعدة قبل أن يحج مرتين باب عمرة في رمضان
199

حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن ابن جريج عن عطاء قال سمعت ابن عباس رضي
الله عنهما يخبرنا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار
سماها ابن عباس فنسيت اسمها ما منعك أن تحجين معنا قالت كان لنا ناضح فركبه
أبو فلان وابنه لزوجها وابنها وترك ناضحا ننضح عليه قال فإذا كان رمضان
اعتمري فيه فإن عمرة في رمضان حجة أو نحوا مما قال باب العمرة
ليلة الحصبة وغيرها حدثنا محمد بن سلام أخبرنا أبو معاوية حدثنا هشام
عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
موافين لهلال ذي الحجة فقال لنا من أحب منكم أن يهل بالحج فليهل ومن أحب
أن يهل بعمرة فليهل بعمرة فلولا أني أهديت لأهللت بعمرة قالت فمنا من أهل
بعمرة ومنا من أهل بحج وكنت ممن أهل بعمرة فأظلني يوم عرفة وأنا حائض
فشكوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ارفضي عمرتك وانقضي رأسك
وامتشطي وأهلي بالحج فلما كان ليلة الحصبة أرسل معي عبد الرحمن إلى التنعيم
فأهللت بعمرة مكان عمرتي باب عمرة التنعيم حدثنا علي بن عبد الله
حدثنا سفيان عن عمرو سمع عمرو بن أوس أن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله
عنهما أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يردف عائشة ويعمرها
من التنعيم قال سفيان مرة سمعت عمرا كم سمعته من عمرو حدثنا محمد
ابن المثنى حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد عن حبيب المعلم عن عطاء حدثني
جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أهل وأصحابه بالحج
وليس مع أحد منهم هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم وطلحة وكان علي قدم
من اليمن ومعه الهدي فقال أهللت بما أهل به رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لأصحابه أن يجعلوها عمرة يطوفوا ثم يقصروا
ويحلوا إلا من معه الهدي فقالوا ننطلق إلى منى وذكر أحدنا يقطر فبلغ النبي
200

صلى الله عليه وسلم فقال لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ولولا
أن معي الهدي لأحللت وأن عائشة رضي الله عنها حاضت فنسكت المناسك كلها
غير أنها لم تطف قال فلما طهرت وطافت قالت يا رسول الله أتنطلقون بعمرة
وحجة وأنطلق بالحج فأمر عبد الرحمن بن أبي بكر أن يخرج معها إلى التنعيم
فاعتمرت بعد الحج في ذي الحجة وأن سراقة بن مالك بن جعشم لقي النبي صلى الله
عليه وسلم بالعقبة وهو يرميها فقال ألكم هذه خاصة يا رسول الله قال لا بل للأبد
باب الاعتمار بعد الحج بغير هدي حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى
حدثنا هشام قال أخبرني أبي قال أخبرتني عائشة رضي الله عنها قالت خرجنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم موافين لهلال ذي الحجة فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من أحب أن يهل بعمرة فليهل ومن أحب أن يهل بحجة
فليهل ولولا أني أهديت لأهللت بعمرة فمنهم من أهل بعمرة ومنهم من أهل
بحجة وكنت ممن أهل بعمرة فحضت قبل أن أدخل مكة فأدركني يوم عرفة
وأنا حائض فشكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعي عمرتك
وانقضي رأسك وامتشطي وأهلي بالحج ففعلت فلما كانت ليلة الحصبة أرسل
معي عبد الرحمن إلى التنعيم فأردفها فأهلت بعمرة مكان عمرتها فقضى الله حجها
وعمرتها ولم يكن في شئ من ذلك هدي ولا صدقة ولا صوم باب
أجر العمرة على قدر النصب حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا
ابن عون عن القاسم بن محمد وعن ابن عون عن إبراهيم عن الأسود قالا قالت
عائشة رضي الله عنها يا رسول الله يصدر الناس بنسكين وأصدر بنسك فقيل
لها انتظري فإذا طهرت فاخرجي إلى التنعيم فأهلي ثم ائتيا بمكان كذا ولكنها
على قدر نفقتك أو نصبك باب المعتمر إذا طاف طواف العمرة ثم
خرج هل يجزئه من طواف الوداع حدثنا أبو نعيم حدثنا أفلح بن حميد عن
201

القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت خرجنا مهلين بالحج في أشهر الحج وحرم
الحج فنزلنا سرف فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه من لم يكن معه هدي
فأحب أن يجعلها عمرة فليفعل ومن كان معه هدي فلا وكان مع النبي صلى
الله عليه وسلم ورجال من أصحابه ذوي قوة الهدي فلم تكن لهم عمرة فدخل
علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال ما يبكيك قلت سمعتك تقول
لأصحابك ما قلت فمنعت العمرة قال وما شأنك قلت لا أصلي قال فلا يضرك
أنت من بنات آدم كتب عليك ما كتب عليهن فكوني في حجتك عسى الله
أن يرزقكها قالت فكنت حتى نفرنا من منى فنزلنا المحصب فدعا عبد الرحمن
فقال اخرج بأختك الحرم فلتهل بعمرة ثم افرغا من طوافكما أنتظركما ههنا
فأتينا في جوف الليل فقال فرغتما قلت نعم فنادى بالرحيل في أصحابه فارتحل
الناس ومن طاف بالبيت قبل صلاة الصبح ثم خرج موجها إلى المدينة
باب يفعل في العمرة ما يفعل في الحج حدثنا أبو نعيم حدثنا همام
حدثنا عطاء قال حدثني صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه أن رجلا أتى النبي
صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة وعليه جبة وعليه أثر الخلوق أو قال صفرة
فقال كيف تأمرني أن أصنع في عمرتي فأنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم
فستر بثوب ووددت أني قد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد أنزل عليه
الوحي فقال عمر تعال أيسرك أن تنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أنزل
الله عليه الوحي قلت نعم فرفع طرف الثوب فنظرت إليه له غطيط وأحسبه
قال كغطيط البكر فلما سري عنه قال أين السائل عن العمرة اخلع عنك الجبة
واغسل أثر الخلوق عنك وأنق الصفرة واصنع في عمرتك كما تصنع في حجك
حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أنه
قال قلت لعائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأنا يومئذ
202

حديث السن أرأيت قول الله تعالى إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج
البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما فلا أرى على أحد شيئا أن لا
يطوف بهما فقالت عائشة كلا لو كانت كما تقول كانت فلا جناح عليه أن لا
يطوف بهما إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار كانوا يهلون لمناة وكانت مناة
حذو قديد وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة فلما جاء الاسلام
سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله تعالى إن الصفا والمروة
من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما زاد
سفيان وأبو معاوية عن هشام ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته ما لم يطف بين
الصفا والمروة باب متى يحل المعتمر وقال عطاء عن جابر رضي الله عنه
أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يجعلوها عمرة ويطوفوا ثم يقصروا
ويحلوا حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن جرير عن إسماعيل عن عبد الله بن أبي أوفى
قال اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتمرنا معه فلما دخل مكة طاف وطفنا
معه وأتى الصفا والمروة وأتيناها معه وكنا نستره من أهل مكة أن يرميه أحد
فقال له صاحب لي أكان دخل الكعبة قال لا قال فحدثنا ما قال لخديجة قال
بشروا خديجة ببيت من الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب حدثنا
الحميدي حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال سألنا ابن عمر رضي الله عنهما عن
رجل طاف بالبيت في عمرة ولم يطف بين الصفا والمروة أيأتي امرأته فقال
قدم النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعا وصلى خلف المقام ركعتين
وطاف بين الصفا والمروة سبعا وقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة قال
وسألنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما فقال لا يقربنها حتى يطوف بين الصفا
والمروة حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن قيس بن مسلم
عن طارق بن شهاب عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قدمت على
203

النبي صلى الله عليه وسلم بالبطحاء وهو منيخ فقال أحججت قلت نعم قال بما أهللت
قلت لبيك بإهلال كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم قال أحسنت طف بالبيت
وبالصفا والمروة ثم أحل فطفت بالبيت وبالصفا والمروة ثم أتيت امرأة من
قيس ففلت رأسي ثم أهللت بالحج فكنت أفتي به حتى كان في خلافة عمر فقال
إن أخذنا بكتاب الله فإنه يأمرنا بالتمام وإن أخذنا بقول النبي صلى الله عليه
وسلم فإنه لم يحل حتى يبلغ الهدي محله حدثنا أحمد حدثنا ابن وهب أخبرنا
عمرو عن أبي الأسود أن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر حدثه أنه كان يسمع
أسماء تقول كلما مرت بالحجون صلى الله على محمد لقد نزلنا معه ههنا ونحن يومئذ
خفاف قليل ظهرنا قليلة أزوادنا فاعتمرت أنا وأختي عائشة والزبير وفلان
وفلان فلما مسحنا البيت أحللنا ثم أهللنا من العشي بالحج باب ما يقول
إذا رجع من الحج أو العمرة أو الغزو حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك
عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث
تكبيرات ثم يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على
كل شئ قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده
ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده باب استقبال الحاج القادمين
والثلاثة على الدابة حدثنا معلى بن أسد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد عن
عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة
استقبله أغيلمة بني عبد المطلب فحمل واحدا بين يديه وآخر خلفه باب
القدوم بالغداة حدثنا أحمد بن الحجاج حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله
عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا
خرج إلى مكة يصلي في مسجد الشجرة وإذا رجع صلى بذي الحليفة ببطن
204

الوادي وبات حتى يصبح باب الدخول بالعشي حدثنا موسى بن
إسماعيل حدثنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس رضي الله عنه قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يطرق أهله كان لا يدخل إلا غدوة أو عشية
باب لا يطرق أهله إذا بلغ المدينة حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا
شعبة عن محارب عن جابر رضي الله عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن
يطرق أهله ليلا باب من أسرع ناقته إذا بلغ المدينة حدثنا سعيد
ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني حميد أنه سمع أنسا رضي الله عنه
يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة
أوضع ناقته وإن كانت دابة حركها قال أبو عبد الله زاد الحرث بن عمير عن حميد
حركها من حبها حدثنا قتيبة قال حدثنا إسماعيل عن حميد عن أنس قال جدرات
* تابعه الحرث بن عمير باب قول الله تعالى وائتوا البيوت من أبوابها
حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه
يقول نزلت هذه الآية فينا كانت الأنصار إذا حجوا فجاؤوا لم يدخلوا من قبل
أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها فجاء رجل من الأنصار فدخل من قبل
بابه فكأنه عير بذلك فنزلت وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن
البر من اتقى وائتوا البيوت من أبوابها باب السفر قطعة من العذاب
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السفر قطعة من العذاب يمنع
أحدكم طعامه وشرابه ونومه فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله باب
المسافر إذا جد به السير يعجل إلى أهله حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا
محمد بن جعفر قال أخبرني زيد بن أسلم عن أبيه قال كنت مع عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما بطريق مكة فبلغه عن صفية بنت أبي عبيد شدة وجع فأسرع
205

السير حتى إذا كان بعد غروب الشفق نزل فصلى المغرب والعتمة جمع بينهما ثم
قال إني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا جد به السير أخر المغرب وجمع بينهما
(بسم الله الرحمن الرحيم) باب المحصر وجزاء الصيد وقوله تعالى فإن
أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدي محله وقال
عطاء الاحصار من كل شئ بحسبه قال أبو عبد الله حصورا لا يأتي النساء
باب إذا أحصر المعتمر حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن
نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حين خرج إلى مكة معتمرا في الفتنة
قال إن صددت عن البيت صنعت كما صنعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأهل بعمرة من أجل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أهل بعمرة عام
الحديبية حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية عن نافع أن عبيد
الله بن عبد الله وسالم بن عبد الله أخبراه أنهما كلما عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما ليالي نزل الجيش بابن الزبير فقالا لا يضرك أن لا تحج العام إنا نخاف أن
يحال بينك وبين البيت فقال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحال
كفار قريش دون البيت فنحر النبي صلى الله عليه وسلم هديه وحلق رأسه
وأشهدكم أني قد أوجبت العمرة إن شاء الله أنطلق فإن خلي بيني وبين البيت
طفت وإن حيل بيني وبينه فعلت كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه
فأهل بالعمرة من ذي الحليفة ثم سار ساعة ثم قال إنما شأنهما واحد أشهدكم
أني قد أوجبت حجة مع عمرتي فلم يحل منهما حتى حل يوم النحر وأهدى وكان
يقول لا يحل حتى يطوف طوافا واحدا يوم يدخل مكة حدثني موسى بن
إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع أن بعض بني عبد الله قال له لو أقمت بهذا حدثنا
محمد حدثنا يحيى بن صالح حدثنا معاوية بن سلام حدثنا يحيى بن أبي كثير
عن عكرمة قال قال ابن عباس رضي الله عنهما قد أحصر رسول الله صلى الله عليه
206

وسلم فحلق رأسه وجامع نساءه ونحر هديه حتى اعتمر عاما قابلا باب
الاحصار في الحج حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن
الزهري قال أخبرني سالم قال كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول أليس حسبكم
سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حبس أحدكم عن الحج طاف بالبيت
وبالصفا والمروة ثم حل من كل شئ حتى يحج عاما قابلا فيهدي أو يصوم
إن لم يجد هديا * وعن عبد الله قال أخبرنا معمر عن الزهري قال حدثني سالم
عن ابن عمر نحوه باب النحر قبل الحلق في الحصر حدثنا محمود حدثنا
عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن المسور رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم نحر قبل أن يحلق وأمر أصحابه بذلك حدثنا
محمد بن عبد الرحيم أخبرنا أبو بدر شجاع بن الوليد عن عمر بن محمد العمري قال
وحدث نافع أن عبد الله وسالما كلما عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال
خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم معتمرين فحال كفار قريش دون البيت
فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنه وحلق رأسه باب من قال
ليس على المحصر بدل وقال روح عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن
عباس رضي الله عنهما إنما البدل على من نقض حجه بالتلذذ فأما من حبسه
عذر أو غير ذلك فإنه يحل ولا يرجع وإذا كان معه هدي وهو محصر نحره
إن كان لا يستطيع أن يبعث وإن استطاع أن يبعث به لم يحل حتى يبلغ الهدي
محله وقال مالك وغيره ينحر هديه ويحلق في أي موضع كان ولا قضاء عليه لان
النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالحديبية نحروا وحلقوا وحلوا من كل شئ
قبل الطواف وقبل أن يصل الهدي إلى البيت ثم لم يذكر أن النبي صلى الله
عليه وسلم أمر أحدا أن يقضوا شيئا ولا يعودوا له والحديبية خارج من الحرم
حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
207

حين خرج إلى مكة معتمرا في الفتنة إن صددت عن البيت صنعنا كما صنعنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهل بعمرة من أجل أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان أهل بعمرة عام الحديبية ثم إن عبد الله بن عمر نظر في أمره فقال ما أمرهما
إلا واحد فالتفت إلى أصحابه فقال ما أمرهما إلا واحد أشهدكم أني قد أوجبت
الحج مع العمرة ثم طاف لهما طوافا واحدا ورأي أن ذلك مجزيا عنه وأهدى
باب قول الله تعالى فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية
من صيام أو صدقة أو نسك وهو مخير فأما الصوم فثلاثة أيام حدثنا عبد الله
ابن يوسف أخبرنا مالك عن حميد بن قيس عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن كعب بن عجرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
لعلك آذاك هوامك قال نعم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
احلق رأسك وصم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين أو انسك بشاة باب
قول الله تعالى أو صدقة وهي إطعام ستة مساكين حدثنا أبو نعيم حدثنا
سيف قال حدثني مجاهد قال سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى أن كعب بن عجرة
حدثه قال وقف علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية ورأسي يتهافت
قملا فقال يؤذيك هوامك قلت نعم قال فاحلق رأسك أو قال احلق قال في نزلت
هذه الآية فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه إلى آخرها فقال النبي
صلى الله عليه وسلم صم ثلاثة أيام أو تصدق بفرق بين ستة أو انسك بما تيسر
باب الاطعام في الفدية نصف صاع حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة
عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن عبد الله بن معقل قال جلست إلى كعب بن
عجرة رضي الله عنه فسألته عن الفدية فقال نزلت في خاصة وهي لكم عامة
حملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي فقال ما كنت
أرى الوجع بلغ بك ما أرى أو ما كنت أرى الجهد بلغ بك ما أرى تجد شاة
208

فقلت لا فقال صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع
باب النسك شاة حدثنا إسحاق حدثنا روح حدثنا شبل عن ابن أبي
نجيح عن مجاهد قال حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه وإنه يسقط على وجهه فقال أيؤذيك
هوامك قال نعم فأمره أن يحلق وهو بالحديبية ولم يتبين لهم أنهم يحلون بها
وهم على طمع أن يدخلوا مكة فأنزل الله الفدية فأمره رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن يطعم فرقا بين ستة أو يهدي شاة أو يصوم ثلاثة أيام * وعن محمد
ابن يوسف حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أخبرنا عبد الرحمن بن
أبي ليلى عن كعب بن عجرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه
وقمله يسقط على وجهه مثله باب قول الله تعالى فلا رفث حدثنا
سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حج هذا البيت فلم يرفث
ولم يفسق رجع كما ولدته أمه باب قول الله عز وجل ولا فسوق
ولا جدال في الحج حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن منصور عن أبي
حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من حج
هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه
بسم الله الرحمن الرحيم باب جزاء الصيد ونحوه وقول الله تعالى لا تقتلوا
الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به
ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك
صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز
ذو انتقام أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم
صيد البر ما دمتم حرما واتقوا الله الذي إليه تحشرون * ولم ير ابن عباس وأنس
209

بالذبح بأسا وهو غير الصيد نحو الإبل والغنم والبقر والدجاج والخيل يقال
عدل مثل فإذا كسرت عدل فهو زنة ذلك قياما قواما يعدلون يجعلون عدلا
حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة قال
انطلق أبي عام الحديبية فأحرم أصحابه ولم يحرم وحدث النبي صلى الله عليه
وسلم أن عدوا يغزوه فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم فبينما أنا مع أصحابي
يضحك بعضهم إلى بعض فنظرت فإذا أنا بحمار وحش فحملت عليه فطعنته
فأثبته واستعنت بهم فأبوا أن يعينوني فأكلنا من لحمه وخشينا أن نقتطع فطلبت
النبي صلى الله عليه وسلم أرفع فرسي شأوا وأسير شأوا فلقيت رجلا من بني
غفار في جوف الليل قلت أين تركت النبي صلى الله عليه وسلم قال تركته
بتعهن وهو قائل السقيا فقلت يا رسول الله إن أهلك يقرؤن عليك السلام
ورحمة الله إنهم قد خشوا أن يقتطعوا دونك فانتظرهم قلت يا رسول الله أصبت
حمار وحش وعندي منه فاضلة فقال للقوم كلوا وهم محرمون باب
إذا رأى المحرمون صيدا فضحكوا ففطن الحلال حدثنا سعيد بن الربيع
حدثنا علي بن المبارك عن يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة أن أباه حدثه قال انطلقنا
مع النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية فأحرم أصحابه ولم أحرم فأنبئنا بعدو
بغيقة فتوجهنا نحوهم فبصر أصحابي بحمار وحش فجعل بعضهم يضحك إلى
بعض فنظرت فرأيته فحملت عليه الفرس فطعنته فأثبته فاستعنتهم فأبوا أن
يعينوني فأكلنا منه ثم لحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم وخشينا أن نقتطع
أرفع فرسي شأوا وأسير عليه شأوا فلقيت رجلا من بني غفار في جوف الليل
فقلت أين تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تركته بتعهن وهو
قائل السقيا فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتيته فقلت يا رسول الله
إن أصحابك أرسلوا يقرؤن عليك السلام ورحمة الله وإنهم قد خشوا أن
210

يقتطعهم العدو دونك فانظرهم ففعل فقلت يا رسول الله إنا اصدنا حمار وحش
وإن عندنا منه فاضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه كلوا وهم
محرمون باب لا يعين المحرم الحلال في قتل الصيد حدثنا عبد الله
ابن محمد حدثنا سفيان حدثنا صالح بن كيسان عن أبي محمد سمع أبا قتادة قال
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقاحة من المدينة على ثلاث ح وحدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا صالح بن كيسان عن أبي محمد عن أبي
قتادة رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالقاحة ومنا المحرم
ومنا غير المحرم فرأيت أصحابي يتراءون شيئا فنظرت فإذا حمار وحش يعني
وقع سوطه فقالوا لا نعينك عليه بشئ إنا محرمون فتناولته فأخذته ثم أتيت
الحمار من وراء أكمة فعقرته فأتيت به أصحابي فقال بعضهم كلوا وقال بعضهم
لا تأكلوا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو أمامنا فسألته فقال كلوه
حلال قال لنا عمرو اذهبوا إلى صالح فسلوه عن هذا وغيره وقدم علينا ههنا
باب لا يشير المحرم إلى الصيد لكي يصطاده الحلال حدثنا موسى بن
إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عثمان هو ابن موهب قال أخبرني عبد الله بن أبي
قتادة أن أباه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حاجا فخرجوا معه
فصرف طائفة منهم فيهم أبو قتادة فقال خذوا ساحل البحر حتى نلتقي فأخذوا
ساحل البحر فلما انصرفوا أحرموا كلهم إلا أبو قتادة لم يحرم فبينما هم يسيرون
إذ رأوا حمر وحش فحمل أبو قتادة على الحمر فعقر منها أتانا فنزلوا فأكلوا من
لحمها وقالوا إنا نأكل لحم صيد ونحن محرمون فحملنا ما بقي من لحم الأتان فلما أتوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله إنا كنا أحرمنا وقد كان أبو قتادة
لم يحرم فرأينا حمر وحش فحمل عليها أبو قتادة فعقر منها أتانا فنزلنا فأكلنا من
لحمها ثم قلنا أنأكل لحم صيد ونحن محرمون فحلمنا ما بقي من لحمها قال أمنكم أحد
211

أمره أن يحمل عليها أو أشار إليها قالوا لا قال فكلوا ما بقي من لحمها باب
إذا أهدى للمحرم حمارا وحشيا حيا لم يقبل حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا
مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله
ابن عباس عن الصعب بن جثامة الليثي أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم
حمارا وحشيا وهو بالأبواء أو بودان فرده عليه فلما رأى ما في وجهه قال إنا
لم نرده إلا أنا حرم باب ما يقتل المحرم من الدواب حدثنا عبد الله بن
يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال خمس من الدواب ليس على المحرم في قتلهن جناح *
وعن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن زيد بن جبير قال سمعت ابن عمر رضي الله
عنهما يقول حدثتني إحدى نسوة النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه
وسلم يقتل المحرم حدثنا أصبغ قال أخبرني عبد الله بن وهب عن يونس
عن ابن شهاب عن سالم قال قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قالت حفصة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس من الدواب لا حرج على من قتلهن
الغراب والحدأة والفأرة والعقرب والكلب العقور حدثنا يحيى بن سليمان
قال حدثني ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة
رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خمس من الدواب كلهن
فاسق يقتلهن في الحرم الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور
حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني إبراهيم
عن الأسود عن عبد الله رضي الله عنه قال بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم
في غار بمنى إذ نزل عليه والمرسلات وإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه وإن
فاه لرطب بها إذ وثبت علينا حية فقال النبي صلى الله عليه وسلم اقتلوها فابتدرناها
212

فذهبت فقال النبي صلى الله عليه وسلم وقيت شركم كما وقيتم شرها حدثنا
إسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي
الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
للوزغ فويسق ولم أسمعه أمر بقتله قال أبو عبد الله إنما أردنا بهذا أن منى من
الحرم وأنهم لم يروا بقتل الحية بأسا باب لا يعضد شجر الحرم وقال
ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعضد شوكه حدثنا
قتيبة حدثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي شريح العدوي أنه
قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة ائذن لي أيها الأمير أحدثك
قولا قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح فسمعته أذناي ووعاه
قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به إنه حمد الله وأثنى عليه ثم قال إن مكة حرمها
الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها
دما ولا يعضد بها شجرة فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقولوا له إن الله أذن لرسوله صلى الله عليه وسلم ولم يأذن لكم وإنما أذن لي
ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس وليبلغ الشاهد
الغائب فقيل لأبي شريح ما قال لك عمرو قال أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح إن
الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بخربة خربة بلية باب لا ينفر
صيد الحرم حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله حرم مكة
فلم تحل لاحد قبلي ولا تحل لاحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار لا يختلى
خلاها ولا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ولا تلتقط لقطتها إلا لمعرف وقال
العباس يا رسول الله إلا الإذخر لصاغتنا وقبورنا قال إلا الإذخر وعن خالد عن
عكرمة قال هل تدري مالا ينفر صيدها هو أن ينحيه من الظل ينزل مكانه
213

باب لا يحل القتال بمكة وقال أبو شريح رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم لا يسفك بها دما حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور
عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
يوم افتتح مكة لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا فإن هذا بلد
حرم الله يوم خلق السماوات والأرض وهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة
وإنه لم يحل القتال فيه لاحد قبلي ولم يحل لي إلا ساعة من نهار فهو حرام
بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته
إلا من عرفها ولا يختلى خلاها قال العباس يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لقينهم
ولبيوتهم قال إلا الإذخر باب الحجامة للمحرم وكوى ابن عمر ابنه
وهو محرم ويتداوى ما لم يكن فيه طيب حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان
قال قال عمرو أول شئ سمعت عطاء يقول سمعت ابن عباس رضي الله عنهما
يقول احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم ثم سمعته يقول حدثني
طاوس عن ابن عباس فقلت لعله سمعه منهما حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن
بلال عن علقمة بن أبي علقمة عن عبد الرحمن الأعرج عن ابن بحينة رضي الله
عنه قال احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم بلحي جمل في وسط رأسه
باب تزويج المحرم حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج حدثنا
الأوزاعي حدثني عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى
الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم باب ما ينهى من الطيب للمحرم
والمحرمة وقالت عائشة رضي الله عنها لا تلبس المحرمة ثوبا بورس أو زعفران
حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا الليث حدثنا نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما قال قام رجل فقال يا رسول الله ماذا تأمرنا أن نلبس من الثياب في الاحرام
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلبسوا القميص ولا السراويلات ولا العمائم
214

ولا البرانس إلا أن يكون أحد ليست له نعلان فليلبس الخفين وليقطع أسفل
من الكعبين ولا تلبسوا شيئا مسه زعفران ولا الورس ولا تنتقب المرأة
المحرمة ولا تلبس القفازين * تابعه موسى بن عقبة وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة
وجويرية وابن إسحاق في النقاب والقفازين وقال عبيد الله ولا ورس وكان يقول
لا تتنقب المحرمة ولا تلبس القفازين وقال مالك عن نافع عن ابن عمر لا تتنقب
المحرمة * وتابعه ليث بن أبي سليم حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن منصور عن
الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال وقصت برجل
محرم ناقته فقتلته فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اغسلوه وكفنوه
ولا تغطوا رأسه ولا تقربوه طيبا فإنه يبعث يهل باب الاغتسال للمحرم
وقال ابن عباس رضي الله عنهما يدخل المحرم الحمام ولم ير ابن عمر وعائشة بالحك
بأسا حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن زيد بن أسلم عن إبراهيم بن
عبد الله بن حنين عن أبيه أن عبد الله بن العباس والمسور بن مخرمة اختلفا بالأبواء
فقال عبد الله بن عباس يغسل المحرم رأسه وقال المسور لا يغسل المحرم رأسه
فأرسلني عبد الله بن العباس إلى أبي أيوب الأنصاري فوجدته يغتسل بين
القرنين وهو يستر بثوب فسلمت عليه فقال من هذا فقلت أنا عبد الله بن حنين
أرسلني إليك عبد الله بن العباس أسألك كيف كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يغسل رأسه وهو محرم فوضع أبو أيوب يده على الثوب فطأطأه حتى
بدا لي رأسه ثم قال لإنسان يصب عليه اصبب فصب على رأسه ثم حرك
رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر وقال هكذا رأيته صلى الله عليه وسلم يفعل
باب لبس الخفين للمحرم إذا لم يجد النعلين حدثنا أبو الوليد حدثنا
شعبة قال أخبرني عمرو بن دينار سمعت جابر بن زيد سمعت ابن عباس رضي الله
عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بعرفات من لم يجد النعلين
215

فليلبس الخفين ومن لم يجد إزارا فليلبس سراويل للمحرم حدثنا أحمد
ابن يونس حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن سالم عن أبيه عبد الله
رضي الله عنه سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يلبس المحرم من الثياب فقال
لا يلبس القميص ولا العمائم ولا السراويلات ولا البرنس ولا ثوبا مسه زعفران
ولا ورس وإن لم يجد نعلين فليلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا أسفل من
الكعبين باب إذا لم يجد الإزار فليلبس السراويل حدثنا آدم
حدثنا شعبة حدثنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات فقال من لم يجد الإزار فليلبس
السراويل ومن لم يجد النعلين فليلبس الخفين باب لبس السلاح للمحرم
وقال عكرمة إذا خشي العدو لبس السلاح وافتدى ولم يتابع عليه في الفدية
حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه اعتمر
النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى
قاضاهم لا يدخل مكة سلاحا إلا في القراب باب دخول الحرم ومكة
بغير إحرام ودخل ابن عمر وإنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاهلال لمن أراد
الحج والعمرة ولم يذكر للحطابين وغيرهم حدثنا مسلم حدثنا وهيب حدثنا
ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم وقت
لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل اليمن يلملم هن لهن
ولكل آت أتى عليهن من غيرهم من أراد الحج والعمرة فمن كان دون ذلك فمن
حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك
عن ابن شهاب عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه جاء رجل فقال إن ابن خطل متعلق
بأستار الكعبة فقال اقتلوه باب إذا أحرم جاهلا وعليه قميص وقال
216

عطاء إذا تطيب أو لبس جاهلا أو ناسيا فلا كفارة عليه حدثنا أبو الوليد
حدثنا همام حدثنا عطاء قال حدثني صفوان بن يعلى عن أبيه قال كنت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل عليه جبة أثر صفرة أو نحوه كان عمر يقول لي
تحب إذا نزل عليه الوحي أن تراه فنزل عليه ثم سري عنه فقال اصنع في عمرتك
ما تصنع في حجك وعض رجل يد رجل يعني فانتزع ثنيته فأبطله النبي صلى الله
عليه وسلم باب المحرم يموت بعرفة ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم
أن يؤدى عنه بقية الحج حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن عمرو
ابن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينا رجل واقف
مع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة إذ وقع عن راحلته فوقصته أو قال فأقعصته
فقال النبي صلى الله عليه وسلم اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين أو قال ثوبيه
ولا تخمروا رأسه ولا تحنطوه فإن الله يبعثه يوم القيامة يلبي حدثنا سليمان
ابن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال بينا رجل واقف مع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة إذ وقع عن راحلته
فوقصته أو قال فأوقصته فقال النبي صلى الله عليه وسلم اغسلوه بماء وسدر
وكفنوه في ثوبين ولا تمسوه طيبا ولا تخمروا رأسه ولا تحنطوه فإن الله يبعثه
يوم القيامة ملبيا باب سنة المحرم إذا مات حدثنا يعقوب بن
إبراهيم حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله
عنهما أن رجلا كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فوقصته ناقته وهو محرم فمات فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تمسوه
بطيب ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا باب الحج والنذور
عن الميت والرجل يحج عن المرأة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة
عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة من
217

جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج
حتى ماتت أفأحج عنها قال نعم حجي عنها أرأيت لو كان على أمك دين أكنت
قاضية اقضوا الله فالله أحق بالوفاء باب الحج عمن لا يستطيع الثبوت
على (الراحلة)؟ حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن شهاب عن سليمان بن يسار
عن ابن عباس عن الفضل بن عباس رضي الله عنهم أن امرأة ح حدثنا موسى
ابن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة حدثنا ابن شهاب عن سليمان بن يسار
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاءت امرأة من خثعم عام حجة الوداع
قالت يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا
لا يستطيع أن يستوي على الراحلة فهل يقضي عنه أن أحج عنه قال نعم باب
حج المرأة عن الرجل حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن
سليمان بن يسار عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كان الفضل رديف
النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت امرأة من خثعم فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر
إليه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر
فقالت إن فريضة الله أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه
قال نعم وذلك في حجة الوداع باب حج الصبيان حدثنا أبو النعمان
حدثنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي يزيد قال سمعت ابن عباس رضي الله
عنهما يقول بعثني أو قدمني النبي صلى الله عليه وسلم في الثقل من جمع بليل
حدثنا إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه
أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس رضي الله
عنهما قال أقبلت وقد ناهزت الحلم أسير على أتان لي ورسول الله صلى الله عليه
وسلم قائم يصلي بمنى حتى سرت بين يدي بعض الصف الأول ثم نزلت عنها
فرتعت فصففت مع الناس وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يونس
218

عن ابن شهاب بمنى في حجة الوداع حدثنا عبد الرحمن بن يونس حدثنا حاتم
ابن إسماعيل عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد قال حج بي مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأنا ابن سبع سنين حدثنا عمرو بن زرارة أخبرنا القاسم بن
مالك عن الجعيد بن عبد الرحمن قال سمعت عمر بن عبد العزيز يقول للسائب
ابن يزيد وكان قد حج به في ثقل النبي صلى الله عليه وسلم باب حج النساء
وقال لي أحمد بن محمد حدثنا إبراهيم عن أبيه عن جده أذن عمر رضي الله عنه
لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حجة حجها فبعث معهن عثمان بن
عفان وعبد الرحمن حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد حدثنا حبيب بن أبي
عمرة قال حدثتنا عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت
قلت يا رسول الله ألا نغزو ونجاهد معكم فقال لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج
حج مبرور فقالت عائشة فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى
الله عليه وسلم حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن أبي معبد
مولى ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم فقال
رجل يا رسول الله إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا وامرأتي تريد الحج
فقال اخرج معها حدثنا عبدان أخبرنا يزيد بن زريع أخبرنا حبيب المعلم
عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم
من حجته قال لام سنان الأنصارية ما منعك من الحج قالت أبو فلان تعني زوجها
حج على أحدهما والآخر يسقي أرضا لنا قال فإن عمرة في رمضان تقضي حجة
معي رواه ابن جريج عن عطاء سمعت ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
وقال عبيد الله عن عبد الكريم عن عطاء عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن قزعة مولى
219

زياد قال سمعت أبا سعيد وقد غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة
غزوة قال أربع سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال يحدثهن عن
النبي صلى الله عليه وسلم فأعجبنني وآنقنني أن لا تسافر امرأة مسيرة يومين ليس
معها زوجها أو ذو محرم ولا صوم يومين الفطر والأضحى ولا صلاة بعد صلاتين
بعد العصر حتى تغرب الشمس وبعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا تشد الرحال إلا إلى
ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجدي ومسجد الأقصى باب من نذر
المشي إلى الكعبة حدثنا ابن سلام أخبرنا الفزاري عن حميد الطويل قال
حدثني ثابت عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شيخا يهادى
بين ابنيه قال ما بال هذا قالوا نذر أن يمشي قال إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني
أمره أن يركب حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن
جريج أخبرهم قال أخبرني سعيد بن أبي أيوب أن يزيد بن أبي حبيب أخبره أن
أبا الخير حدثه عن عقبة بن عامر قال نذرت أختي أن تمشي إلى بيت الله وأمرتني
أن أستفتي لها النبي صلى الله عليه وسلم فاستفتيته فقال صلى الله عليه وسلم لتمش
ولتركب قال وكان أبو الخير لا يفارق عقبة حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج
عن يحيى بن أيوب عن يزيد عن أبي الخير عن عقبة فذكر الحديث باب
حرم المدينة حدثنا أبو النعمان حدثنا ثابت بن يزيد حدثنا عاصم أبو عبد
الرحمن الأحول عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المدينة
حرم من كذا إلى كذا لا يقطع شجرها ولا يحدث فيها حدث من أحدث فيها
حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين حدثنا أبو معمر حدثنا عبد
الوارث عن أبي التياح عن أنس رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم
المدينة وأمر ببناء المسجد فقال يا بني النجار ثامنوني فقالوا لا نطلب ثمنه إلا إلى الله
فأمر بقبور المشركين فنبشت ثم بالخرب فسويت وبالنخل فقطع فصفوا النخل
220

قبلة المسجد حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني أخي عن سليمان عن عبيد
الله عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال حرم ما بين لابتي المدينة على لساني قال وأتى النبي صلى الله عليه وسلم بني
حارثة فقال أراكم يا بني حارثة قد خرجتم من الحرم ثم التفت فقال بل أنتم
فيه حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن
إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال ما عندنا شئ إلا كتاب الله
وهذه الصحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا
من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
لا يقبل منه صرف ولا عدل وقال ذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلما فعليه لعنة
الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن تولى قوما
بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف
ولا عدل قال أبو عبد الله عدل فداء باب فضل المدينة وأنها تنفي الناس
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد قال سمعت أبا
الحباب سعيد بن يسار يقول سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفي
الناس كما ينفي الكير خبث الحديد باب المدينة طابة حدثنا خالد
ابن مخلد حدثنا سليمان قال حدثني عمرو بن يحيى عن عباس بن سهل بن سعد عن
أبي حميد رضي الله عنه قال أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك حتى
أشرفنا على المدينة فقال هذه طابة باب لابتي المدينة حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي
هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول لو رأيت الظباء بالمدينة ترتع ما ذعرتها قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين لابتيها حرام باب من رغب عن
221

المدينة حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد بن
المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العواف يريد عوافي
السباع والطير وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان
بغنمهما فيجدانها وحوشا حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن
الزبير عن سفيان بن أبي زهير رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم
والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وتفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون
بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وتفتح العراق فيأتي
قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون
باب الايمان يأرز إلى المدينة حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس
ابن عياض قال حدثني عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الايمان
ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها باب إثم من كاد أهل المدينة
حدثنا حسين بن حريث أخبرنا الفضل عن جعيد عن عائشة قالت سمعت
سعدا رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يكيد أهل
المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء باب آطام المدينة حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا ابن شهاب قال أخبرني عروة قال سمعت
أسامة رضي الله عنه قال أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من آطام
المدينة فقال هل ترون ما أرى إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع
القطر * تابعه معمر وسليمان بن كثير عن الزهري باب لا يدخل
222

الدجال المدينة حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعد
عن أبيه عن جده عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب
ملكان حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنقاب المدينة
ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا
الوليد حدثنا أبو عمرو حدثنا إسحاق حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة
ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها ثم ترجف المدينة
بأهلها ثلاث رجفات فيخرج الله كل كافر ومنافق حدثنا يحيى بن بكير
حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدثنا به أن قال يأتي الدجال وهو محرم
عليه أن يدخل نقاب المدينة ينزل بعض السباخ التي بالمدينة فيخرج إليه
يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول أشهد أنك الدجال الذي
حدثنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال أرأيت إن
قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الامر فيقولون لا فيقتله ثم يحييه فيقول
حين يحييه والله ما كنت قط أشد بصيرة مني اليوم فيقول الدجال أقتله فلا
يسلط عليه باب المدينة تنفي الخبث حدثنا عمرو بن عباس حدثنا
عبد الرحمن حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال جاء
أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على الاسلام فجاء من الغد محموما
فقال أقلني فأبى ثلاث مرار فقال المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها
223

حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد
قال سمعت زيد بن ثابت رضي الله عنه يقول لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم
إلى أحد رجع ناس من أصحابه فقالت فرقة نقتلهم وقالت فرقة لا نقتلهم فنزلت
فما لكم في المنافقين فئتين وقال النبي صلى الله عليه وسلم إنها تنفي الرجال كما تنفي
النار خبث الحديد باب حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا وهب بن
جرير حدثنا أبي سمعت يونس عن ابن شهاب عن أنس رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة *
تابعه عثمان بن عمر عن يونس حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر فنظر
إلى جدرات المدينة أوضع راحلته وإن كان على دابة حركها من حبها
باب كراهية النبي صلى الله عليه وسلم أن تعرى المدينة حدثنا ابن سلام
أخبرنا الفزاري عن حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه قال أراد بنو سلمة أن يتحولوا
إلى قرب المسجد فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تعرى المدينة وقال يا بني
سلمة ألا تحتسبون آثاركم فأقاموا باب حدثنا مسدد عن يحيى عن
عبيد الله بن عمر قال حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بين بيتي ومنبري روضة
من رياض الجنة ومنبري على حوضي حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة
عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت لما قدم رسول الله صلى الله عليه
وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول
كل امرئ مصبح في أهله * والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته يقول
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بواد وحولي إذخر وجليل
224

وهل أردن يوما مياه مجنة * وهل يبدون لي شامة وطفيل
قال اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من
أرضنا إلى أرض الوباء ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم حبب إلينا
المدينة كحبنا مكة أو أشد اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا وصححها لنا وانقل
حماها إلى الجحفة قالت وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله قالت فكان بطحان
يجري نجلا تعني ماء آجنا حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن خالد بن يزيد
عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر رضي الله عنه قال اللهم
ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم
وقال ابن زريع عن روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن أمه عن حفصة بنت
عمر رضي الله عنهما قالت سمعت عمر يقول نحوه وقال هشام عن زيد عن أبيه
عن حفصة سمعت عمر رضي الله عنه
(كتاب الصوم * بسم الله الرحمن الرحيم)
باب وجوب صوم رمضان وقول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا كتب
عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون حدثنا قتيبة بن
سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله أن
أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس فقال يا رسول الله أخبرني
ماذا فرض الله علي من الصلاة فقال الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئا فقال
أخبرني ما فرض الله علي من الصيام فقال شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا
فقال أخبرني ما فرض الله علي من الزكاة فقال فأخبره رسول الله صلى الله عليه
وسلم بشرائع الاسلام قال والذي أكرمك لا أتطوع شيئا ولا أنقص مما فرض
الله علي شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح إن صدق أو دخل الجنة
225

إن صدق حدثنا مسدد حدثنا إسماعيل عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي
الله عنهما قال صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه فلما فرض
رمضان ترك وكان عبد الله لا يصومه إلا أن يوافق صومه حدثنا قتيبة بن
سعيد حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب أن عراك بن مالك حدثه أن عروة
أخبره عن عائشة رضي الله عنها أن قريشا كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه حتى فرض رمضان وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من شاء فليصمه ومن شاء أفطر باب فضل الصوم
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل
وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم
الصائم أطيب عند الله من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي
الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها باب الصوم كفارة
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا جامع عن أبي وائل عن حذيفة قال
قال عمر رضي الله عنه من يحفظ حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة قال
حذيفة أنا سمعته يقول فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام
والصدقة قال ليس أسأل عن ذه إنما أسأل عن التي تموج كما يموج البحر قال
حذيفة وإن دون ذلك بابا مغلقا قال فيفتح أو يكسر قال يكسر قال ذاك أجدر
أن لا يغلق إلى يوم القيامة فقلنا لمسروق سله أكان عمر يعلم من الباب فسأله
فقال نعم كما يعلم أن دون غد الليلة باب الريان للصائمين حدثنا
خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال حدثني أبو حازم عن سهل رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه
الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون
226

لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد حدثنا إبراهيم
ابن المنذر قال حدثني معن قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد
الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من
أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان
من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب
الجهاد ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ومن كان من أهل
الصدقة دعي من باب الصدقة فقال أبو بكر رضي الله عنه بأبي أنت وأمي
يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من
تلك الأبواب كلها فقال نعم وأرجوا أن تكون منهم باب هل يقال
رمضان أو شهر رمضان ومن رأى ذلك كله واسعا وقال النبي صلى الله عليه
وسلم من صام رمضان وقال لا تقدموا رمضان حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل
ابن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة حدثنا يحيى بن
بكير حدثني الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني ابن أبي أنس مولى
التميميين أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم
وسلسلت الشياطين حدثنا يحيى بن بكير قال حدثني الليث عن عقيل عن
ابن شهاب قال أخبرني سالم أن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم
عليكم فاقدروا له * وقال غيره عن الليث حدثني عقيل ويونس لهلال رمضان
باب من صام رمضان ايمانا واحتسابا ونية وقالت عائشة رضي الله عنها
عن النبي صلى الله عليه وسلم يبعثون على نياتهم حدثنا مسلم بن إبراهيم
227

حدثنا هشام حدثنا يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه ومن صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه باب
أجود ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في رمضان حدثنا موسى بن
إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد أخبرنا ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة أن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود
الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل
عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي صلى الله
عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح
المرسلة باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم حدثنا
آدم بن أبي إياس حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل
به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه باب هل يقول إني صائم
إذا شتم حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف عن ابن جريج
قال أخبرني عطاء عن أبي صالح الزيات أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي
وأنا أجزي به والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن
سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم
أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي
ربه فرح بصومه باب الصوم لمن خاف على نفسه العزوبة حدثنا
عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال بينا أنا أمشي مع
عبد الله رضي الله عنه فقال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال من استطاع
228

الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم
فإنه له وجاء باب قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الهلال فصوموا
وإذا رأيتموه فأفطروا وقال صلة عن عمار من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم
صلى الله عليه وسلم حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله
ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان فقال
لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن
عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشهر تسع وعشرون
ليلة فلا تصوموا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين حدثنا أبو
الوليد حدثنا شعبة عن جبلة بن سحيم قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول
قال النبي صلى الله عليه وسلم الشهر هكذا وهكذا وخنس الابهام في الثالثة
حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة رضي الله
عنه يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم أو قال قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم
صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين
حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن عكرمة بن
عبد الرحمن عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم آلى من نسائه
شهرا فلما مضى تسعة وعشرون يوما غدا أو راح فقيل له إنك حلفت أن
لا تدخل شهرا فقال إن الشهر يكون تسعة وعشرين يوما حدثنا عبد
العزيز بن عبد الله حدثنا سليمان بن بلال عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال آلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه وكانت انفكت رجله فأقام في مشربة
تسعا وعشرين ليلة ثم نزل فقالوا يا رسول الله آليت شهرا فقال إن الشهر يكون
تسعا وعشرين باب شهرا عيد لا ينقصان قال أبو عبد الله قال إسحاق
229

وإن كان ناقصا فهو تام وقال محمد لا يجتمعان كلاهما ناقص حدثنا مسدد
حدثنا معتمر قال سمعت إسحاق يعني ابن سويد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن
أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثني مسدد قال حدثنا معتمر عن خالد
الحذاء قال أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال شهران لا ينقصان شهرا عيد رمضان وذو الحجة باب
قول النبي صلى الله عليه وسلم لا نكتب ولا نحسب حدثنا آدم حدثنا شعبة
حدثنا الأسود بن قيس حدثنا سعيد بن عمرو أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر
هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين باب لا يتقدمن
رمضان بصوم يوم ولا يومين حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا
يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون
رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم باب قول الله جل ذكره أحل
لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله
أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا
ما كتب الله لكم حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن
البراء رضي الله عنه قال كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائما
فحضر الافطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وأن قيس بن
صرمة الأنصاري كان صائما فلما حضر الافطار أتى امرأته فقال لها أعندك طعام
قالت لا ولكن أنطلق فأطلب لك وكان يومه يعمل فغلبته عيناه فجاءته امرأته فلما
رأته قالت خيبة لك فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه
وسلم فنزلت هذه الآية أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ففرحوا بها فرحا
230

شديدا ونزلت وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود
باب قول الله تعالى وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من
الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل فيه البراء عن النبي صلى الله عليه
وسلم حدثنا حجاج بن منهال حدثنا هشيم قال أخبرني حصين بن عبد الرحمن
عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال لما نزلت حتى يتبين لكم الخيط
الأبيض من الخيط الأسود عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما
تحت وسادتي فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي فغدوت على رسول الله صلى الله
عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار حدثنا
سعيد بن أبي مريم حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد ح وحدثني
سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف قال حدثني أبو حازم عن سهل
ابن سعد قال أنزلت وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط
الأسود ولم ينزل من الفجر فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله
الخيط الأبيض والخيط الأسود ولم يزل يأكل حتى يتبين له رؤيتهما فأنزل
الله بعد من الفجر فعلموا أنه إنما يعني الليل والنهار باب قول النبي صلى الله
عليه وسلم لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال حدثنا عبيد بن إسماعيل عن أبي
أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر والقاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها
أن بلالا كان يؤذن بليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا واشربوا حتى
يؤذن ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر قال القاسم ولم يكن بين
أذانهما إلا أن يرقى ذا وينزل ذا باب تأخير السحور حدثنا محمد بن
عبيد الله حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي
الله عنه قال كنت أتسحر في أهلي ثم تكون سرعتي أن أدرك السجود مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم باب قدركم بين السحور وصلاة الفجر
231

حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت
رضي الله عنه قال تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة قلت كم
كان بين الأذان والسحور قال قدر خمسين آية باب بركة السحور من
غير ايجاب لان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه واصلوا ولم يذكر السحور
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم واصل فواصل الناس فشق عليهم فنهاهم قالوا إنك
تواصل قال لست كهيئتكم إني أظل أطعم وأسقى حدثنا آدم بن أبي إياس
حدثنا شعبة حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال سمعت أنس بن مالك رضي الله
عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم تسحروا فإن في السحور بركة باب
إذا نوى بالنهار صوما وقالت أم الدرداء كان أبو الدرداء يقول عندكم طعام فإن
قلنا لا قال فإني صائم يومي هذا وفعله أبو طلحة وأبو هريرة وابن عباس وحذيفة
رضي الله عنهم حدثنا أبو عاصم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا ينادي في الناس يوم
عاشوراء أن من أكل فليتم أو فليصم ومن لم يأكل فلا يأكل باب
الصائم يصبح جنبا حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن سمي مولى أبي بكر بن
عبد الرحمن بن الحرث بن هشام بن المغيرة أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن قال
كنت أنا وأبي حين دخلنا على عائشة وأم سلمة ح حدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام أن
أباه عبد الرحمن أخبر مروان أن عائشة وأم سلمة أخبرتاه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم وقال
مروان لعبد الرحمن بن الحرث أقسم بالله لتقرعن بها أبا هريرة ومروان
يومئذ على المدينة فقال أبو بكر فكره ذلك عبد الرحمن ثم قدر لنا أن نجتمع
232

بذي الحليفة وكانت لأبي هريرة هنالك أرض فقال عبد الرحمن لأبي هريرة
إني ذاكر لك أمرا ولولا مروان أقسم علي فيه لم أذكره لك فذكر قول عائشة
وأم سلمة فقال كذلك حدثني الفضل بن عباس وهو أعلم وقال همام وابن عبد الله
ابن عمر عن أبي هريرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالفطر والأول أسند
باب المباشرة للصائم وقالت عائشة رضي الله عنها يحرم عليه فرجها
حدثنا سليمان بن حرب قال عن شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن
عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم
وكان أملككم لإربه وقال قال ابن عباس مآرب حاجة وقال طاوس أولي الإربة
الأحمق لا حاجة له في النساء باب القبلة للصائم وقال جابر بن زيد إن
نظر فأمنى يتم صومه حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام قال أخبرني
أبي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا عبد الله بن مسلمة عن
مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت إن كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم ليقبل بعض أزواجه وهو صائم ثم ضحكت حدثنا مسدد
حدثنا يحيى عن هشام بن أبي عبد الله حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن
زينب ابنة أم سلمة عن أمها رضي الله عنها قالت بينما أنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في الخميلة إذ حضت فانسللت فأخذت ثياب حيضتي فقال مالك
أنفست قلت نعم فدخلت معه في الخميلة وكانت هي ورسول الله صلى الله عليه
وسلم يغتسلان من إناء واحد وكان يقبلها وهو صائم باب اغتسال
الصائم وبل ابن عمر رضي الله عنهما ثوبا فألقاه عليه وهو صائم ودخل الشعبي
الحمام وهو صائم وقال ابن عباس لا بأس أن يتطعم القدر أو الشئ وقال الحسن
لا بأس بالمضمضة والتبرد للصائم وقال ابن مسعود إذا كان صوم أحدكم
فليصبح دهينا مترجلا وقال أنس إن لي أبزنا أتقحم فيه وأنا صائم ويذكر عن
233

النبي صلى الله عليه وسلم أنه استاك وهو صائم وقال ابن عمر يستاك أول النهار
وآخره وقال عطاء إن ازدرد ريقه لا أقول يفطر وقال ابن سيرين لا بأس
بالسواك الرطب قيل له طعم قال والماء له طعم وأنت تمضمض به ولم ير أنس
والحسن وإبراهيم بالكحل للصائم بأسا حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن
وهب حدثنا يونس عن ابن شهاب عن عروة وأبي بكر قالت عائشة رضي الله
عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر جنبا في رمضان من غير حلم
فيغتسل ويصوم حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن سمي مولى أبي بكر
ابن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام بن المغيرة أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن
كنت أنا وأبي فذهبت معه حتى دخلنا على عائشة رضي الله عنها قالت أشهد
على رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان ليصبح جنبا من جماع غير احتلام
ثم يصومه ثم دخلنا على أم سلمة فقالت مثل ذلك باب الصائم إذا
أكل أو شرب ناسيا وقال عطاء إن استنثر فدخل الماء في حلفه لا بأس به إن لم
يملك وقال الحسن إن دخل حلقه الذباب فلا شئ عليه وقال الحسن ومجاهد إن
جامع ناسيا فلا شئ عليه حدثنا عبدان أخبرنا يزيد بن زريع حدثنا هشام
حدثنا ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا
نسي فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه باب السواك
الرطب واليابس للصائم ويذكر عن عامر بن ربيعة قال رأيت النبي صلى الله
عليه وسلم يستاك وهو صائم ما لا أحصي أو أعد وقال أبو هريرة عن النبي صلى
الله عليه وسلم لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء ويروى
نحوه عن جابر وزيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يخص الصائم من
غيره وقالت عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم السواك مطهرة للفم مرضاة
للرب وقال عطاء وقتادة يبتلع ريقه حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا
234

معمر قال حدثني الزهري عن عطاء بن يزيد عن حمران قال رأيت عثمان رضي
الله عنه توضأ فأفرغ على يديه ثلاثا ثم تمضمض واستنثر ثم غسل وجهه
ثلاثا ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثا ثم غسل يده اليسرى إلى المرفق
ثلاثا ثم مسح برأسه ثم غسل رجله اليمنى ثلاثا ثم اليسرى ثلاثا ثم قال رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال من توضأ نحو
وضوئي هذا ثم يصلي ركعتين لا يحدث نفسه فيهما بشئ غفر له ما تقدم من
ذنبه باب قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ فليستنشق بمنخره
الماء ولم يميز بين الصائم وغيره وقال الحسن لا بأس بالسعوط للصائم إن لم
يصل إلى حلقه ويكتحل وقال عطاء إن تمضمض ثم أفرغ ما في فيه من الماء
لا يضيره إن لم يزدرد ريقه وماذا بقي في فيه ولا يمضغ العلك فإن ازدرد ريق
العلك لا أقول إنه يفطر ولكن ينهى عنه فإن استنثر فدخل الماء حلقه لا بأس
لأنه لم يملك باب إذا جامع في رمضان ويذكر عن أبي هريرة رفعه
من أفطر يوما من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صيام الدهر وإن
صامه وبه قال ابن مسعود وقال سعيد بن المسيب والشعبي وابن جبير وإبراهيم
وقتادة وحماد يقضي يوما مكانه حدثنا عبد الله بن منير سمع يزيد بن
هارون حدثنا يحيى هو ابن سعيد أن عبد الرحمن بن القاسم أخبره عن محمد بن
جعفر بن الزبير بن العوام بن خويلد عن عباد بن عبد الله بن الزبير أخبره أنه
سمع عائشة رضي الله عنها تقول إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
إنه احترق قال مالك قال أصبت أهلي في رمضان فأتي النبي صلى الله عليه وسلم
بمكتل يدعى العرق فقال أين المحترق قال أنا قال تصدق بهذا باب
إذا جامع في رمضان ولم يكن له شئ فتصدق عليه فليكفر حدثنا أبو اليمان
أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة
235

رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل
فقال يا رسول الله هلكت قال مالك قال وقعت على امرأتي وأنا صائم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تجد رقبة تعتقها قال لا قال فهل تستطيع أن
تصوم شهرين متتابعين قال لا فقال فهل تجد إطعام ستين مسكينا قال لا قال
فمكث عند النبي صلى الله عليه وسلم فبينا نحن على ذلك أتي النبي صلى الله عليه
وسلم بعرق فيه تمر والعرق المكتل قال أين السائل فقال أنا قال خذها
فتصدق به فقال الرجل أعلى أفقر مني يا رسول الله فوالله ما بين لابتيها يريد
الحرتين أهل بيت أفقر من أهل بيتي فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت
أنيابه ثم قال أطعمه أهلك باب المجامع في رمضان هل يطعم أهله من
الكفارة إذا كانوا محاويج حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور
عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه جاء رجل
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الاخر وقع على امرأته في رمضان فقال
أتجد ما تحرر رقبة قال لا قال أفتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال لا قال
أفتجد ما تطعم به ستين مسكينا قال لا قال فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق
فيه تمر وهو الزبيل قال أطعم هذا عنك قال على أحوج منا ما بين لابتيها أهل
بيت أحوج منا قال فأطعمه أهلك باب الحجامة والقئ للصائم *
وقال لي يحيى بن صالح حدثنا معاوية بن سلام حدثنا يحيى عن عمر بن الحكم بن
ثوبان سمع أبا هريرة رضي الله عنه إذا قاء فلا يفطر إنما يخرج ولا يولج
ويذكر عن أبي هريرة أنه يفطر والأول أصح وقال ابن عباس وعكرمة
الصوم مما دخل وليس مما خرج وكان ابن عمر رضي الله عنهما يحتجم وهو
صائم ثم تركه فكان يحتجم بالليل واحتجم أبو موسى ليلا ويذكر عن سعد
وزيد بن أرقم وأم سلمة احتجموا صياما وقال بكير عن أم علقمة كنا نحتجم
236

عند عائشة فلا تنهى ويروى عن الحسن عن غير واحد مرفوعا فقال أفطر
الحاجم والمحجوم * وقال لي عياش حدثنا عبد الأعلى حدثنا يونس عن الحسن
مثله قيل له عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم ثم قال الله أعلم حدثنا
معلى بن أسد حدثنا وهيب عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله
عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم واحتجم وهو صائم حدثنا
أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم حدثنا آدم بن أبي إياس
حدثنا شعبة قال سمعت ثابتا البناني يسأل أنس بن مالك رضي الله عنه أكنتم
تكرهون الحجامة للصائم قال لا إلا من أجل الضعف وزاد شبابة حدثنا شعبة
على عهد النبي صلى الله عليه وسلم باب الصوم في السفر والافطار حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أبي إسحاق الشيباني سمع ابن أبي أوفى رضي
الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال لرجل انزل
فاجدح لي قال يا رسول الله الشمس قال انزل فاجدح لي قال يا رسول الله الشمس
قال انزل فاجدح لي فنزل فجدح له فشرب ثم رمى بيده ههنا ثم قال إذا رأيتم
الليل أقبل من ههنا فقد أفطر الصائم * تابعه جرير وأبو بكر بن عياش عن
الشيباني عن ابن أبي أوفى قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر حدثنا
مسدد حدثنا يحيى عن هشام قال حدثني أبي عن عائشة أن حمزة بن عمرو
الأسلمي قال يا رسول الله إني أسرد الصوم حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا
مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى
الله عليه وسلم أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنبي صلى الله عليه وسلم أأصوم
في السفر وكان كثير الصيام فقال إن شئت فصم وإن شئت فأفطر باب
إذا صام أياما من رمضان ثم سافر حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك
237

عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ الكديد
أفطر فأفطر الناس قال أبو عبد الله والكديد ما بين عسفان وقديد باب
حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد بن
جابر أن إسماعيل بن عبيد الله حدثه عن أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله عنه
قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في يوم حار حتى يضع
الرجل يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم إلا ما كان من النبي صلى الله
عليه وسلم وابن رواحة باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن ظلل
عليه واشتد الحر ليس من البر الصوم في السفر حدثنا آدم حدثنا شعبة
حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأنصاري قال سمعت محمد بن عمرو بن الحسن بن
علي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه فقال ما هذا فقالوا صائم فقال ليس
من البر الصوم في السفر باب لم يعب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
بعضهم بعضا في الصوم والافطار حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن
حميد الطويل عن أنس بن مالك قال كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم
فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم باب من أفطر
في السفر ليراه الناس حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن منصور
عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج رسول الله صلى
الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بماء فرفعه إلى
يديه ليراه الناس فأفطر حتى قدم مكة وذلك في رمضان فكان ابن عباس يقول
قد صام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر
باب وعلى الذين يطيقونه فدية قال ابن عمر وسلمة بن الأكوع نسختها
238

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان
فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر
يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على
ما هداكم ولعلكم تشكرون * وقال ابن نمير حدثنا الأعمش حدثنا عمرو
ابن مرة حدثنا ابن أبي ليلى حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نزل رمضان
فشق عليهم فكان من أطعم كل يوم مسكينا ترك الصوم ممن يطيقه ورخص
لهم في ذلك فنسختها وأن تصوموا خير لكم فأمروا بالصوم حدثنا عياش
حدثنا عبد الأعلى حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قرأ
فدية طعام مساكين قال هي منسوخة باب متى يقضى قضاء رمضان
وقال ابن عباس لا بأس أن يفرق لقول الله تعالى فعدة من أيام أخر وقال سعيد
ابن المسيب في صوم العشر لا يصلح حتى يبدأ برمضان وقال إبراهيم إذا فرط
حتى جاء رمضان آخر يصومهما ولم ير عليه طعاما ويذكر عن أبي هريرة
مرسلا وعن ابن عباس أنه يطعم ولم يذكر الله الاطعام إنما قال فعدة من
أيام أخر حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا يحيى عن أبي سلمة قال
سمعت عائشة رضي الله عنها تقول كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع
أن أقضي إلا في شعبان قال يحيى الشغل من النبي صلى الله عليه وسلم أو بالنبي
صلى الله عليه وسلم باب الحائض تترك الصوم والصلاة وقال أبو
الزناد إن السنن ووجوه الحق لتأتي كثيرا على خلاف الرأي فما يجد المسلمون
بدا من إتباعها من ذلك أن الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة حدثنا
ابن أبي مريم حدثنا محمد بن جعفر قال حدثني زيد عن عياض عن أبي سعيد
رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أليس إذا حاضت لم تصل ولم
تصم فذلك نقصان دينها باب من مات وعليه صوم وقال الحسن إن
239

صام عنه ثلاثون رجلا يوما واحدا جاز حدثنا محمد بن خالد حدثنا محمد بن
موسى بن أعين حدثنا أبي عن عمرو بن الحرث عن عبيد الله بن أبي جعفر أن
محمد بن جعفر حدثه عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال من مات وعليه صيام صام عنه وليه * تابعه ابن وهب عن
عمرو ورواه يحيى بن أيوب عن ابن أبي جعفر حدثنا محمد بن عبد الرحيم
حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد
ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر فأقضيه عنها قال نعم قال
فدين الله أحق أن يقضى * قال سليمان فقال الحكم وسلمة ونحن جميعا جلوس
حين حدث مسلم بهذا الحديث قالا سمعنا مجاهدا يذكر هذا عن ابن عباس
ويذكر عن أبي خالد حدثنا الأعمش عن الحكم ومسلم البطين وسلمة بن كهيل
عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد عن ابن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله
عليه وسلم إن أختي ماتت * وقال يحيى وأبو معاوية حدثنا الأعمش عن مسلم
عن سعيد عن ابن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي ماتت *
وقال عبيد الله عن زيد بن أبي أنيسة عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي ماتت وعليها صوم نذر * وقال أبو
حريز حدثنا عكرمة عن ابن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم ماتت
أمي وعليها صوم خمسة عشر يوما باب متى يحل فطر الصائم وأفطر
أبو سعيد الخدري حين غاب قرص الشمس حدثنا الحميدي حدثنا سفيان
حدثنا هشام بن عروة قال سمعت أبي يقول سمعت عاصم بن عمر بن الخطاب
عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقبل الليل من
ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم حدثنا إسحاق
240

الواسطي حدثنا خالد عن الشيباني عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهو صائم فلما غربت الشمس
قال لبعض القوم يا فلان قم فاجدح لنا فقال يا رسول الله لو أمسيت قال انزل
فاجدح لنا قال يا رسول الله فلو أمسيت قال انزل فاجدح لنا قال إن عليك نهارا
قال انزل فاجدح لنا فنزل فجدح لهم فشرب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال إذا
رأيتم الليل قد أقبل من ههنا فقد أفطر الصائم باب يفطر بما تيسر
عليه بالماء وغيره حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد حدثنا الشيباني قال سمعت
عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو صائم فلما غربت الشمس قال انزل فاجدح لنا قال يا رسول الله لو أمسيت
قال انزل فاجدح لنا قال يا رسول الله إن عليك نهارا قال انزل فاجدح لنا فنزل
فجدح ثم قال إذا رأيتم الليل أقبل من ههنا فقد أفطر الصائم وأشار بإصبعه قبل
المشرق باب تعجيل الافطار حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك
عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزال
الناس بخير ما عجلوا الفطر حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو بكر عن سليمان
عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر
فصام حتى أمسى قال لرجل انزل فاجدح لي قال لو انتظرت حتى تمسي قال انزل
فاجدح لي إذا رأيت الليل قد أقبل من ههنا فقد أفطر الصائم باب
إذا أفطر في رمضان ثم طلعت الشمس حدثني عبد الله بن أبي شيبة حدثنا
أبو أسامة عن هشام بن عروة عن فاطمة عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما
قالت أفطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم غيم ثم طلعت الشمس قيل
لهشام فأمروا بالقضاء قال بد من قضاء وقال معمر سمعت هشاما لا أدري
أقضوا أم لا باب صوم الصبيان وقال عمر رضي الله عنه لنشوان في
241

رمضان ويلك وصبياننا صيام فضربه حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل
حدثنا خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ قالت أرسل النبي صلى الله عليه
وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ومن
أصبح صائما فليصم قالت فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة
من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الافطار
باب الوصال ومن قال ليس في الليل صيام لقوله تعالى ثم أتموا الصيام
إلى الليل ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه رحمة لهم وإبقاء عليهم وما يكره
من التعمق حدثنا مسدد قال حدثني يحيى عن شعبة قال حدثني قتادة عن
أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تواصلوا قالوا إنك تواصل
قال لست كأحد منكم إني أطعم وأسقى أو إني أبيت أطعم وأسقى حدثنا عبد
الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال قالوا إنك تواصل قال إني لست
مثلكم إني أطعم وأسقى حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني ابن
الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله
عليه وسلم يقول لا تواصلوا فأيكم إذا أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر
قالوا فإنك تواصل يا رسول الله قال إني لست كهيئتكم إني أبيت لي مطعم يطعمني
وساق يسقين حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد قالا أخبرنا عبدة عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن الوصال رحمة لهم فقالوا إنك تواصل قال إني لست كهيئتكم إني يطعمني ربي
ويسقين قال أبو عبد الله لم يذكر عثمان رحمة لهم باب التنكيل لمن
أكثر الوصال رواه أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو اليمان
أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة
242

رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم فقال
له رجل من المسلمين إنك تواصل يا رسول الله قال وأيكم مثلي إني أبيت يطعمني
ربي ويسقين فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا
الهلال فقال لو تأخر لزدتكم كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا حدثنا يحيى
حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إياكم والوصال مرتين قيل إنك تواصل قال إني أبيت
يطعمني ربي ويسقين فاكلفوا من العمل ما تطيقون باب الوصال إلى
السحر حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثني ابن أبي حازم عن يزيد عن عبد الله بن
خباب عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول لا تواصلوا فأيكم أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر قالوا فإنك
تواصل يا رسول الله قال لست كهيئتكم إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقين
باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع ولم ير عليه قضاء إذا كان
أوفق له حدثنا محمد بن بشار حدثنا جعفر بن عون حدثنا أبو العميس عن
عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي
الدرداء فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال لها ما شأنك قالت
أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما فقال
كل قال فإني صائم قال ما أنا بآكل حتى تأكل قال فأكل فلما كان الليل
ذهب أبو الدرداء يقوم قال نم فنام ثم ذهب يقوم فقال نم فلما كان من آخر
الليل قال سلمان قم الآن فصليا فقال له سلمان إن لربك عليك حقا ولنفسك
عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه فأتى النبي صلى الله عليه
وسلم فذكر ذلك له فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق سلمان باب
صوم شعبان حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي النضر عن أبي
243

سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم
حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه
في شعبان حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة أن عائشة
رضي الله عنها حدثته قالت لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا
أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله وكان يقول خذوا من العمل
ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وأحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ما دووم عليه وإن قلت وكان إذا صلى صلاة داوم عليها باب ما يذكر
من صوم النبي صلى الله عليه وسلم وإفطاره حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد عن ابن عباس قال ما صام النبي صلى الله عليه
وسلم شهرا كاملا قط غير رمضان ويصوم حتى يقول القائل لا والله لا يفطر
ويفطر حتى يقول القائل لا والله لا يصوم حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال
حدثني محمد بن جعفر عن حميد أنه سمع أنسا رضي الله عنه يقول كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه ويصوم حتى
نظن أن لا يفطر منه شيئا وكان لا تشاء تراه من الليل مصليا إلا رأيته ولا نائما
إلا رأيته * وقال سليمان عن حميد إنه سأل أنسا في الصوم حدثني محمد
أخبرنا أبو خالد الأحمر أخبرنا حميد قال سألت أنسا رضي الله عنه عن صيام
النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما كنت أحب أن أراه من الشهر صائما إلا
رأيته ولا مفطرا إلا رأيته ولا من الليل قائما إلا رأيته ولا نائما إلا رأيته
ولا مسست خزة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا شممت مسكة ولا عبيرة أطيب رائحة من رائحة رسول الله صلى الله عليه
وسلم باب حق الضيف في الصوم حدثنا إسحاق أخبرنا هارون بن
244

إسماعيل حدثنا علي حدثنا يحيى قال حدثني أبو سلمة قال حدثني عبد الله بن عمرو
ابن العاصي رضي الله عنهما قال دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر
الحديث يعني إن لزورك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا فقلت وما صوم
داود قال نصف الدهر باب حق الجسم في الصوم حدثنا ابن مقاتل
أخبرنا عبد الله أخبرنا عبد الله أخبرنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو
سلمة بن عبد الرحمن قال حدثني عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل
فقلت بلى يا رسول الله قال فلا تفعل صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا
وإن لعينك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا وإن لزورك عليك حقا وإن
بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها فإن ذلك
صيام الدهر كله فشددت فشدد علي قلت يا رسول الله إني أجد قوة قال فصم
صيام نبي الله داود عليه السلام ولا تزد عليه قلت وما كان صيام نبي الله داود
عليه السلام قال نصف الدهر وكان عبد الله يقول بعدما كبر يا ليتني قبلت
رخصة النبي صلى الله عليه وسلم باب صوم الدهر حدثنا أبو اليمان
أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن
أن عبد الله بن عمرو قال أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أقول والله
لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت فقلت له قد قلته بأبي أنت وأمي قال
فإنك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر وقم ونم وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن
الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر قلت إني أطيق أفضل من ذلك قال
فصم يوما وأفطر يومين قلت إني أطيق أفضل من ذلك قال فصم يوما وأفطر
يوما فذلك صيام داود عليه السلام وهو أفضل الصيام فقلت إني أطيق أفضل
من ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا أفضل من ذلك باب حق
245

الأهل في الصوم رواه أبو جحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عمرو
ابن علي أخبرنا أبو عاصم عن ابن جريج سمعت عطاء أن أبا العباس الشاعر
أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول بلغ النبي صلى الله عليه
وسلم أني أسرد الصوم وأصلي الليل فإما أرسل إلي وإما لقيته فقال ألم أخبر
أنك تصوم ولا تفطر وتصلي ولا تنام فصم وأفطر وقم ونم فإن لعينك عليك
حظا وإن لنفسك وأهلك عليك حظا قال إني لأقوى لذلك قال فصم صيام
داود عليه السلام قال وكيف قال كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا
لاقى قال من لي بهذه يا نبي الله قال عطاء لا أدري كيف ذكر صيام الأبد قال
النبي صلى الله عليه وسلم لا صام من صام الأبد مرتين باب صوم يوم
وإفطار يوم حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن مغيرة قال
سمعت مجاهدا عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال صم من الشهر ثلاثة أيام قال أطيق أكثر من ذلك فما زال حتى قال صم
يوما وأفطر يوما فقال اقرأ القرآن في كل شهر قال إني أطيق أكثر فما زال
حتى قال في ثلاث باب صوم داود عليه السلام حدثنا آدم حدثنا
شعبة حدثنا حبيب بن أبي ثابت قال سمعت أبا العباس المكي وكان شاعرا
وكان لا يتهم في حديثه قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما
قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل فقلت نعم قال
إنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النفس لا صام من صام الدهر
صوم ثلاثة أيام صوم الدهر كله قلت فإني أطيق أكثر من ذلك قال فصم
صوم داود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى حدثنا إسحاق
الواسطي حدثنا خالد عن خالد عن أبي قلابة قال أخبرني أبو المليح قال
دخلت مع أبيك على عبد الله بن عمرو فحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
246

ذكر له صومي فدخل علي فألقيت له وسادة من أدم حشوها ليف فجلس على
الأرض وصارت الوسادة بيني وبينه فقال أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام
قال قلت يا رسول الله قال خمسا قلت يا رسول الله قال سبعا قلت يا رسول الله
قال تسعا قلت يا رسول الله قال إحدى عشرة ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم
لا صوم فوق صوم داود عليه السلام شطر الدهر صم يوما وأفطر يوما
باب صيام أيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة
حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أبو التياح قال حدثني أبو عثمان عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث صيام
ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام باب
من زار قوما فلم يفطر عندهم حدثنا محمد بن المثنى قال حدثني خالد هو ابن
الحرث حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه دخل النبي صلى الله عليه وسلم علي
أم سليم فأتته بتمر وسمن قال أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه فإني
صائم ثم قام إلى ناحية من البيت فصلى غير المكتوبة فدعا لام سليم وأهل
بيتها فقالت أم سليم يا رسول الله إن لي خويصة قال ما هي قالت خادمك أنس
فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له فإني
لمن أكثر الأنصار مالا وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي مقدم حجاج
البصرة بضع وعشرون ومائة حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا يحيى قال حدثني
حميد سمع أنسا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم باب الصوم
آخر الشهر حدثنا الصلت بن محمد حدثنا مهدي عن غيلان ح وحدثنا
أبو النعمان حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا غيلان بن جرير عن مطرف عن عمران
ابن حصين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأله أو سأل رجلا
وعمران يسمع فقال يا أبا فلان أما صمت سرر هذا الشهر قال أظنه قال يعني
247

رمضان قال الرجل لا يا رسول الله قال فإذا أفطرت فصم يومين لم يقل الصلت
أظنه يعني رمضان قال أبو عبد الله وقال ثابت عن مطرف عن عمران عن
النبي صلى الله عليه وسلم من سرر شعبان باب صوم يوم الجمعة
فإذا أصبح صائما يوم الجمعة فعليه أن يفطر حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج
عن عبد الحميد بن جبير عن محمد بن عباد قال سألت جابرا رضي الله عنه نهى
النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة قال نعم زاد غير أبي عاصم أن ينفرد
بصوم حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا
أبو صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده حدثنا مسدد حدثنا
يحيى عن شعبة ح وحدثني محمد حدثنا غندر حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي
أيوب عن جويرية بنت الحرث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل
عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال أصمت أمس قالت لا قال تريدين أن تصومين
غدا قالت لا قال فأفطري وقال حماد بن الجعد سمع قتادة حدثني أبو أيوب
أن جويرية حدثته فأمرها فأفطرت باب هل يخص شيئا من الأيام
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة
قلت لعائشة رضي الله تعالى عنها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختص
من الأيام شيئا قالت لا كان عمله ديمة وأيكم يطيق ما كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يطيق باب صوم يوم عرفة حدثنا مسدد حدثنا يحيى
عن مالك قال حدثني سالم قال حدثني عمير مولى أم الفضل أن أم الفضل حدثته
ح وحدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله
عن عمير مولى عبد الله بن العباس عن أم الفضل بنت الحرث أن ناسا تماروا
عندها يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم هو صائم
248

وقال بعضهم ليس بصائم فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره
فشربه حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا ابن وهب أو قرئ عليه قال أخبرني
عمرو عن بكير عن كريب عن ميمونة رضي الله عنها أن الناس شكوا في صيام
النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فأرسلت إليه بحلاب وهو واقف في
الموقف فشرب منه والناس ينظرون باب صوم يوم الفطر حدثنا
عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن أبي عبيد مولى ابن أزهر
قال شهدت العيد مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال هذان يومان نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما يوم فطركم من صيامكم واليوم
الآخر تأكلون فيه من نسككم حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب
حدثنا عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال نهى النبي صلى الله
عليه وسلم عن صوم يوم الفطر والنحر وعن الصماء وأن يحتبي الرجل في ثوب
واحد وعن صلاة بعد الصبح والعصر باب الصوم يوم النحر حدثنا
إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار عن
عطاء بن ميناء قال سمعته يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ينهى عن
صيامين وبيعتين الفطر والنحر والملامسة والمنابذة حدثنا محمد بن المثنى
حدثنا معاذ أخبرنا ابن عون عن زياد بن جبير قال جاء رجل إلى ابن عمر رضي
الله عنهما فقال رجل نذر أن يصوم يوما قال أظنه قال الاثنين فوافق يوم
عيد فقال ابن عمر أمر الله بوفاء النذر ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم
هذا اليوم حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة حدثنا عبد الملك بن عمير
قال سمعت قزعة قال سمعت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه وكان غزا مع
النبي صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة غزوة قال سمعت أربعا من النبي صلى الله
عليه وسلم فأعجبنني قال لا تسافر المرأة مسيرة يومين إلا ومعها زوجها أو ذو
249

محرم ولا صوم في يومين الفطر والأضحى ولا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس
ولا بعد العصر حتى تغرب ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام
ومسجد الأقصى ومسجدي هذا باب صيام أيام التشريق * قال أبو
عبد الله وقال لي محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام قال أخبرني أبي كانت عائشة
رضي الله عنها تصوم أيام منى وكان أبوها يصومها حدثنا محمد بن بشار
حدثنا غندر حدثنا شعبة سمعت عبد الله بن عيسى عن الزهري عن عروة عن
عائشة وعن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهم قالا لم يرخص في أيام التشريق أن
يصمن إلا لمن لم يجد الهدي حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن
شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن ابن عمر رضي الله عنهما قال الصيام لمن
تمتع بالعمرة إلى الحج إلى يوم عرفة فإن لم يجد هديا ولم يصم صام أيام منى *
وعن ابن شهاب عن عروة عن عائشة مثله * تابعه إبراهيم بن سعد عن ابن
شهاب باب صوم يوم عاشوراء حدثنا أبو عاصم عن عمر بن محمد
عن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء
إن شاء صام حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة
ابن الزبير أن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر
بصيام يوم عاشوراء فلما فرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر حدثنا
عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله
عنها قالت كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان
ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه حدثنا عبد الله بن مسلمة
عن مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان
رضي الله عنهما يوم عاشوراء عام حج على المنبر يقول يا أهل المدينة أين علماؤكم
250

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا يوم عاشوراء ولم يكتب
عليكم صيامه وأنا صائم فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر حدثنا أبو معمر
حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب حدثنا عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى
اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال ما هذا قالوا هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله
بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى قال فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر
بصيامه حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أبو أسامة عن أبي عميس عن قيس بن
مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى رضي الله عنه قال كان يوم عاشوراء
تعده اليهود عيدا قال النبي صلى الله عليه وسلم فصوموه أنتم حدثنا عبيد الله
ابن موسى عن ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا
اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان حدثنا المكي بن إبراهيم
حدثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال أمر النبي صلى
الله عليه وسلم رجلا من أسلم أن أذن في الناس أن من كان أكل فليصم بقية
يومه ومن لم يكن أكل فليصم فإن اليوم يوم عاشوراء
(بسم الله الرحمن الرحيم * كتاب صلاة التراويح)
باب فضل من قام رمضان حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن
عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان من قامه ايمانا واحتسابا غفر له
ما تقدم من ذنبه حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن
حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
251

وسلم قال من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه قال ابن شهاب
فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والامر على ذلك ثم كان الامر على ذلك
في خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر رضي الله عنهما * وعن ابن شهاب
عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال خرجت مع عمر بن
الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون
يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر إني أرى لو
جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ثم
خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر نعم البدعة
هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون يريد آخر الليل وكان الناس
يقومون أوله حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن عروة بن
الزبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم صلى وذلك في رمضان حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن
عقيل عن ابن شهاب أخبرني عروة أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد وصلى رجال
بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه فأصبح الناس
فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم فصلى فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى
خرج لصلاة الصبح فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال أما بعد فإنه
لم يخف علي مكانكم ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها فتوفي
رسول الله صلى الله عليه وسلم والامر على ذلك حدثنا إسماعيل قال حدثني
مالك عن سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضي الله
عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت ما كان
252

يزيد في رمضان ولا في غيرها على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسأل عن
حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا
فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر قال يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي
(بسم الله الرحمن الرحيم) باب فضل ليلة القدر وقول الله تعالى
إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر
تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر
قال ابن عيينة ما كان في القرآن ما أدراك فقد أعلمه وما قال وما يدريك فإنه لم يعلمه
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حفظناه وإنما حفظ من الزهري
عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من
صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر ايمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه * تابعه سليمان بن كثير عن الزهري باب
التماس ليلة القدر في السبع الأواخر حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك
عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع
الأواخر حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة قال
سألت أبا سعيد وكان لي صديقا فقال اعتكفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم العشر
الأوسط من رمضان فخرج صبيحة عشرين فخطبنا وقال إني أريت ليلة القدر
ثم أنسيتها أو نسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر وإني رأيت أني
أسجد في ماء وطين فمن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع
فرجعنا وما نرى في السماء قزعة فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد
وكان من جريد النخل وأقيمت الصلاة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
253

يسجد في الماء والطين حتى رأيت أثر الطين في جبهته باب تحري ليلة
القدر في الوتر من العشر الأواخر فيه عبادة حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
إسماعيل بن جعفر حدثنا أبو سهيل عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من
رمضان حدثنا إبراهيم بن حمزة قال حدثني ابن أبي حازم والدراوردي عن
يزيد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في رمضان العشر التي في وسط الشهر
فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين رجع إلى
مسكنه ورجع من كان يجاور معه وإنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان
يرجع فيه فخطب الناس فأمرهم ما شاء الله ثم قال كنت أجاور هذه العشر ثم
قد بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر فمن كان اعتكف معي فليثبت في معتكفه
وقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها فابتغوها في العشر الأواخر وابتغوها في كل وتر
وقد رأيتني أسجد في ماء وطين فاستهلت السماء في تلك الليلة فأمطرت فوكف
المسجد في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة إحدى وعشرين فبصرت عيني
نظرت إليه انصرف من الصبح ووجهه ممتلئ طينا وماء حدثنا محمد بن المثنى
حدثنا يحيى عن هشام قال أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال التمسوا حدثني محمد أخبرنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من
رمضان ويقول تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان حدثنا موسى
ابن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة
القدر في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى حدثنا عبد الله بن أبي
254

الأسود حدثنا عبد الواحد حدثنا عاصم عن أبي مجلز وعكرمة قال ابن عباس
رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي في العشر هي في تسع
يمضين أو في سبع يبقين يعني ليلة القدر * تابعه عبد الوهاب عن أيوب *
وعن خالد عن عكرمة عن ابن عباس التمسوا في أربع وعشرين باب
رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس حدثنا محمد بن المثنى حدثنا خالد بن
الحرث حدثنا حميد حدثنا أنس عن عبادة بن الصامت قال خرج النبي صلى الله
عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال خرجت
لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم
فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة باب العمل في العشر الأواخر
من رمضان حدثنا علي بن عبد الله حدثنا ابن عيينة عن أبي يعفور عن أبي
الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله
(بسم الله الرحمن الرحيم * أبواب الاعتكاف) باب الاعتكاف
في العشر الأواخر والاعتكاف في المساجد كلها لقوله تعالى ولا تباشروهن
وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته
للناس لعلهم يتقون حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني ابن وهب عن
يونس أن نافعا أخبره عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حدثنا عبد الله بن
يوسف حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة
رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى ثم اعتكف أزواجه
من بعده حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن
255

محمد بن إبراهيم بن الحرث التميمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأوسط
من رمضان فاعتكف عاما حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التي
يخرج صبيحتها من اعتكافه قال من كان اعتكف معي فليعتكف العشر
الأواخر وقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من
صبيحتها فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر فمطرت السماء
تلك الليلة وكان المسجد على عريش فوكف المسجد فبصرت عيناي رسول
الله صلى الله عليه وسلم على جبهته أثر الماء والطين من صبح إحدى وعشرين
باب الحائض ترجل المعتكف حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن
هشام قال أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم
يصغي إلي رأسه وهو مجاور في المسجد فأرجله وأنا حائض باب
لا يدخل البيت إلا لحاجة حدثنا قتيبة حدثنا ليث عن ابن شهاب عن
عروة وعمرة بنت عبد الرحمن أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه
وسلم قالت وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل علي رأسه وهو في
المسجد فأرجله وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفا باب
غسل المعتكف حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن منصور عن
إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه
وسلم يباشرني وأنا حائض وكان يخرج رأسه من المسجد وهو معتكف
فأغسله وأنا حائض باب الاعتكاف ليلا حدثنا مسدد حدثنا
يحيى بن سعيد عن عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر
سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف
ليلة في المسجد الحرام قال أوف بنذرك باب اعتكاف النساء حدثنا
256

أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد حدثنا يحيى عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فكنت
أضرب له خباء فيصلي الصبح ثم يدخله فاستأذنت حفصة عائشة أن تضرب خباء
فأذنت لها فضربت خباء فلما رأته زينب ابنة جحش ضربت خباء آخر فلما أصبح
النبي صلى الله عليه وسلم رأى الأخبية فقال ما هذا فأخبر فقال النبي صلى الله عليه
وسلم البر ترون بهن فترك الاعتكاف ذلك الشهر ثم اعتكف عشرا من شوال
باب الأخبية في المسجد حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن
يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله
عليه وسلم أراد أن يعتكف فلما انصرف إلى المكان الذي أراد أن يعتكف إذا أخبية
خباء عائشة وخباء حفصة وخباء زينب فقال البر تقولون بهن ثم انصرف فلم
يعتكف حتى اعتكف عشرا من شوال باب هل يخرج المعتكف لحوائجه
إلى باب المسجد حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني علي
ابن الحسين رضي الله عنهما أن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها
جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر
الأواخر من رمضان فتحدثت عنده ساعة ثم قامت تنقلب فقام النبي صلى الله عليه
وسلم معها يقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من
الأنصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم
على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله وكبر عليهما
فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الشيطان يبلغ من الانسان مبلغ الدم وإني
خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا باب الاعتكاف وخرج النبي صلى الله
عليه وسلم صبيحة عشرين حدثني عبد الله بن منير سمع هارون بن إسماعيل حدثنا
علي بن المبارك قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن قال
257

سألت أبا سعيد الخدري قلت هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر
ليلة القدر قال نعم اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط
من رمضان قال فخرجنا صبيحة عشرين قال فخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
صبيحة عشرين فقال إني أريت ليلة القدر وإني نسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر
في وتر فإني رأيت أن أسجد في ماء وطين ومن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم فليرجع فرجع الناس إلى المسجد وما نرى في السماء قزعة قال فجاءت سحابة
فمطرت وأقيمت الصلاة فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطين والماء حتى
رأيت الطين في أرنبته وجبهته باب اعتكاف المستحاضة حدثنا قتيبة
حدثنا يزيد بن زريع عن خالد عن عكرمة عن عائشة رضي الله عنها قالت اعتكفت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من أزواجه مستحاضة فكانت ترى الحمرة
والصفرة فربما وضعنا الطست تحتها وهي تصلي باب زيارة المرأة زوجها
في اعتكافه حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عبد الرحمن بن خالد
عن ابن شهاب عن علي بن الحسين أن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته
ح حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن الحسين
كان النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وعنده أزواجه فرحن فقال لصفية بنت
حيي لا تعجلي حتى أنصرف معك وكان بيتها في دار أسامة فخرج النبي صلى الله عليه
وسلم معها فلقيه رجلان من الأنصار فنظرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم أجازا
وقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم تعاليا إنها صفية بنت حيي قالا سبحان الله
يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الانسان مجرى الدم وإني خشيت أن يلقي
في أنفسكما شيئا باب هل يدرأ المعتكف عن نفسه حدثنا إسماعيل بن
عبد الله قال أخبرني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن علي
ابن الحسين رضي الله عنهما أن صفية أخبرته ح حدثنا علي بن عبد الله حدثنا
258

سفيان قال سمعت الزهري يخبر عن علي بن الحسين أن صفية رضي الله عنها أتت
النبي صلى الله عليه وسلم وهو معتكف فلما رجعت مشى معها فأبصره رجل من
الأنصار فلما أبصره دعاه فقال تعال هي صفية وربما قال سفيان هذه صفية فإن
الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم قلت لسفيان أتته ليلا قال وهل هو إلا
ليلا باب من خرج من اعتكافه عند الصبح حدثنا عبد الرحمن حدثنا
سفيان عن ابن جريج عن سليمان الأحول خال ابن أبي نجيح عن أبي سلمة عن أبي سعيد
ح قال سفيان وحدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي سعيد قال وأظن أن ابن أبي
لبيد حدثنا عن أبي سلمة عن أبي سعيد قال اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
العشر الأوسط فلما كان صبيحة عشرين نقلنا متاعنا فأتانا رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال من كان اعتكف فليرجع إلى معتكفه فإني رأيت هذه الليلة ورأيتني
أسجد في ماء وطين فلما رجع إلى معتكفه وهاجت السماء فمطرنا فوالذي بعثه
بالحق لقد هاجت السماء من آخر ذلك اليوم وكان المسجد عريشا فلقد رأيت على
أنفه وأرنبته أثر الماء والطين باب الاعتكاف في شوال حدثنا محمد
حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن
عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل
رمضان وإذا صلى الغداة دخل مكانه الذي اعتكف فيه قال فاستأذنته عائشة أن
تعتكف فأذن لها فضربت فيه قبة فسمعت بها حفصة فضربت قبة وسمعت زينب
بها فضربت قبة أخرى فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغد أبصر
أربع قباب فقال ما هذا فأخبر خبرهن فقال ما حملهن على هذا البر انزعوها
فلا أراها فنزعت فلم يعتكف في رمضان حتى اعتكف في آخر العشر من شوال
باب من لم ير عليه صوما إذا اعتكف حدثنا إسماعيل بن عبد الله عن
أخيه عن سليمان عن عبيد الله بن عمر بن نافع عن عبد الله بن عمر عن عمر بن الخطاب
259

رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة
في المسجد الحرام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أوف نذرك فاعتكف ليلة
باب إذا نذر في الجاهلية أن يعتكف ثم أسلم حدثنا عبيد بن إسماعيل
حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن عمر رضي الله عنه نذر في الجاهلية
أن يعتكف في المسجد الحرام قال أراه قال ليلة قال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم أوف بنذرك باب الاعتكاف في العشر الأوسط من رمضان
حدثنا عبد الله بن أبي شيبة قال حدثنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان
عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما باب من أراد
أن يعتكف ثم بدا له أن يخرج حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا عبد الله
أخبرنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن سعيد قال حدثتني عمرة بنت عبد الرحمن
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن يعتكف
العشر الأواخر من رمضان فاستأذنته عائشة فأذن لها وسألت حفصة عائشة أن
تستأذن لها ففعلت فلما رأت ذلك زينب ابنة جحش أمرت ببناء فبني لها قالت
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى انصرف إلى بنائه فبصر بالأبنية فقال
ما هذا قالوا بناء عائشة وحفصة وزينب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم البر
أردن بهذا ما أنا بمعتكف فرجع فلما أفطر اعتكف عشرا من شوال باب
المعتكف يدخل رأسه البيت للغسل حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام
أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها
كانت ترجل النبي صلى الله عليه وسلم وهي حائض وهو
معتكف في المسجد وهي في حجرتها يناولها رأسه
(تم الجزء الثاني ويليه الجزء الثالث وأوله بسم الله الرحمن الرحيم كتاب البيوع)
260