الكتاب: مجمع الزوائد
المؤلف: الهيثمي
الجزء: ١
الوفاة: ٨٠٧
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٨ - ١٩٨٨ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: طبع بإذن خاص من ورثة حسام الدين القدسي مؤسس مكتبة القدسي بالقاهرة

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة 807
بتحرير الحافظين الجليلين: العراقي وابن جحر
الجزء الأول
جميع الحقوق محفوظة
1408 ه‍. - 1988 م
بيروت - لبنان
طبع بإذن خاص من ورثة حسام الدين القدسي
مؤسس مكتبة القدسي بالقاهرة
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
1

(كلمة عن حياة المؤلف)
نقلا عن الضوء اللامع، مع المقابلة والزيادة من شذرات الذهب
وذيول تذكرة الحفاظ (1)
علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر بن عمر بن صالح نور الدين أبو
الحسن الهيثمي القاهري الشافعي الحافظ ويعرف بالهيثمي. كان أبوه صاحب
حانوت بالصحراء فولد له هذا في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة ونشأ
فقرأ القرآن ثم صحب الزين العراقي وهو بالغ ولم يفارقه سفرا وحضرا حتى
مات بحيث حج معه جميع حجاته ورحل معه سائر رحلاته ورفقه في جميع
مسموعه بمصر والقاهرة والحرمين وبيت المقدس ودمشق وبعلبك وحلب
وحماه وطرابلس وغيرها، وربما سمع الزين (2) بقراءته. ولم ينفرد عنه الزين
بغير ابن البابا والتقي السبكي وابن شاهد الجيش، كما أن صاحب الترجمة لم ينفرد
عنه بغير صحيح مسلم على ابن عبد الهادي.
وممن سمع عليه سوى ابن عبد الهادي: الميدومي ومحمد بن إسماعيل بن الملوك
ومحمد بن عبد الله النعماني وأحمد بن الرصدي وابن القطرواني والعرضي ومظفر الدين
محمد بن محمد بن يحيى العطار وابن الخباز وابن الحموي وابن قيم الضيائية وأحمد
ابن عبد الرحمن المرداوي. فمما سمعه على المظفر: صحيح البخاري، وعلى ابن
الخباز صحيح مسلم، وعليه وعلى العرضي مسند أحمد، وعلى العرضي والميدومي
سنن أبي داود، وعلى الميدومي وابن الخباز جزء ابن عرفة.
وهو مكثر سماعا وشيوخا، ولم يكن الزين يعتمد في شئ من أموره إلا

(1) وضعت الزيادات في التعليقات لكيلا تختلط بكلام الضوء.
(2) أي حافظ عصره زين الدين العراقي المتقدم.
2

عليه حتى أنه أرسله مع ولده الولي (1) لما ارتحل بنفسه إلى دمشق. وزوجه
ابنته خديجة ورزق منها عدة أولاد.
وكتب الكثير من تصانيف الشيخ بل قرأ عليه أكثرها. وتخرج به في
الحديث، بل دربه في إفراد زوائد كتب: كالمعاجم الثلاثة للطبراني (2) والمسانيد
لأحمد (3) والبزار (4) وأبي يعلى (5) على الكتب الستة وابتدأ أولا بزوائد
أحمد فجاء في مجلدين، وكل واحد من الخمسة الباقية في تصنيف مستقل، إلا الطبراني الأوسط والصغير فهما في تصنيف، ثم جمع الجميع في كتاب واحد محذوف
الأسانيد سماه (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد). وكذا أفرد زوائد صحيح ابن
حبان على الصحيحين (6)، ورتب أحاديث الحلية لأبي نعيم على الأبواب
ومات عنه مسودة فبيضه وأكمله شيخنا (7) في مجلدين، وأحاديث الغيلانيات
والخلعيات، وفوائد أبي تمام، والافراد للدار قطني أيضا على الأبواب، ومات
عنه مسودة فبيضه وأكمله شيخنا في مجلدين، ورتب كلا من ثقات ابن حبان
وثقات العجلي على الحروف.
وأعانه (8) بكتبه ثم بالمرور عليها وتحريرها وعمل خطبها ونحو ذلك،
وعادت بركة الزين عليه في ذلك وفي غيره.
كما أن الزين استروح بعد بما عمله سيما المجمع.
وكان عجبا في الدين والتقوى والزهد والاقبال على العلم والعبادة والأوراد

(1) أي الحافظ ولي الدين أبو زرعة.
(2) وسمى زوائد المعجمين الأوسط والصغير (مجمع البحرين في زوائد المعجمين) وزوائد المعجم الكبير (البدر المنير في زوائد المعجم الكبير).
(3) وسماه (غاية المقصد في زوائد أحمد)
(4) وأسماه (البحر في زوائد البزار).
(5) واسمه (المقصد الأعلى في زوائد أبي يعلى).
(6) اسمه (موارد الظمآن لزوائد ابن حبان) وله أيضا (بغية الباحث عن زوائد الحارث).
(7) أي الحافظ ابن حجر.
(8) أي الزين العراقي.
3

وخدمة الشيخ وعدم مخالطة الناس في شئ من الأمور، والمحبة في الحديث
وأهله. وحدث بالكثير رفيقا للزين بل قل أن حدث الزين بشئ إلا وهو معه
وكذلك قل أن حدث هو بمفرده، لكنهم بعد وفاة الشيخ أكثروا عنه، ومع
ذلك فلم يغير حاله ولا تصدر ولا تمشيخ، وكان مع كونه شريكا للشيخ يكتب
عنه الأمالي بحيث كتب عنه جميعها وربما استملى عليه، ويحدث بذلك عن
الشيخ لا عن نفسه إلا لمن ضايقه.
ولم يزل على طريقته حتى مات في ليلة الثلاثاء تاسع عشري رمضان سنة سبع
بالقاهرة ودفن من الغد خارج باب البرقية منها رحمه الله وإيانا.
وقد ترجمه ابن خطيب الناصرية في حلب، والتقي الفاسي في ذيل التقييد،
وشيخنا في معجمه (1) وأنبائه، ومشيخة البرهان الحلبي، والغرس خليل
الأقفهسي في معجم ابن ظهيرة، والتقي بن فهد في معجمه وذيل الحفاظ،
وخلق كالمقريزي في عقوده.
قال شيخنا في معجمه: وكان خيرا ساكنا لينا سليم الفطرة شديد الانكار
للمنكر كثير الاحتمال لشيخنا ولأولاده محبا في الحديث وأهله، ثم أشار لما
سمعه منه وقرأه عليه وأنه قرأ عليه إلى أثناء الحج من مجمع الزوائد سوى المجلس
الأول منه ومواضع يسيرة من أثنائه، ومن أول زوائد مسند أحمد إلى قدر الربع
منه، قال وكان يودني كثيرا ويعينني عند الشيخ، وبلغه أنني تتبعت أوهامه في
مجمع الزوائد فعاتبني وتركت ذلك إلى الآن (2) واستمر على المحبة والمودة،
قال وكان كثير الاستحضار للمتون يسرع الجواب بحضرة الشيخ فيعجب
الشيخ ذلك، وقد عاشرتهما مدة فلم أرهما يتركان قيام الليل ورأيت من خدمته
لشيخنا وتأدبه معه من غير تكلف لذلك ما لم أره لغيره ولا أظن أحدا يقوى عليه.

(1) أي معجم شيوخه.
(2) سيأتي كلام السخاوي في الدفاع عن الهيثمي في ذلك، مع أن مذهب السخاوي في نشر الأغلاط مشهور.
4

وقال في أنبائه انه صار كثير الاستحضار للمتون جدا لكثرة الممارسة،
وكان هينا دينا خيرا محبا في أهل الخير لا يسأم ولا يضجر من خدمة الشيخ
وكتابة الحديث سليم الفطرة كثير الخير والاحتمال للأذى خصوصا من جماعة
الشيخ، وقد شهد لي بالتقدم في الفن جزاه الله عني خيرا، قال وكنت قد تتبعت
أوهامه في كتابه المجمع فبلغني أن ذلك شق عليه فتركته رعاية له.
قلت وكأن مشقته لكونه لم يعلمه هو بل أعلم غيره وإلا فصلاحه ينبو عن
مطلق المشقة، أو لكونها غير ضرورية بحيث ساغ لشيخنا الاعراض عنها،
والأعمال بالنيات.
وقال البرهان الحلبي انه كان من محاسن القاهرة ومن أهل الخير غالب
نهاره في اشتغال وكتابة مع ملازمة خدمة الشيخ في أمر وضوئه وثيابه ولا
يخاطبه إلا بسيدي حتى كان في أمر خدمته كالعبد، مع محبته للطلبة والغرباء وأهل
الخير وكثرة الاستحضار جدا.
وقال التقي الفاسي: كان كثير الحفظ للمتون والآثار صالحا خيرا.
وقال الأقفهسي: كان إماما عالما حافظا زاهدا متواضعا متوددا إلى الناس
ذا عبادة وتقشف وورع، انتهى.
والثناء على دينه وزهده وورعه ونحو ذلك كثير جدا بل هو في ذلك كلمة
اتفاق. وأما في الحديث فالحق ما قاله شيخنا انه كان يدري منه فنا واحدا
- يعني الذي دربه فيه شيخهما العراقي - قال وقد كان من لا يدري يظن
لسرعة جوابه بحضرة الشيخ انه أحفظ وليس كذلك بل الحفظ المعرفة (1).
رحمه الله وإيانا.
وإليك صورة صفحة من الأصل في ذيلها إجازة المصنف بخطه ومطالعة
الحافظ ابن حجر بتوقيعه.

(1) جلالة قدر المصنف وعظيم علمه متجليان في كتابه هذا.
5

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله جامع الشتات ومحيي الأموات. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له شهادة تكتب الحسنات وتمحو السيئات وتنجي من المهلكات، وأشهد
أن وأن محمدا
عبده ورسوله المبعوث بجوامع الكلمات الآمر بالخيرات الناهي عن
المنكرات صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه صلاة دائمة بدوام الأرض والسماوات.
وبعد فقد كنت جمعت زوائد مسند الإمام أحمد وأبي يعلى الموصلي وأبي
بكر البزار ومعاجيم الطبراني الثلاثة رضي الله تعالى عن مؤلفيهم وأرضاهم وجعل الجنة
مثواهم، كل واحد منها في تصنيف مستقل - ما خلا المعجم الأوسط والصغير فإنهما
في واحد فقال لي سيدي وشيخي العلامة شيخ الحفاظ بالمشرق والمغرب
ومقيد الكبار ومن دونهم الشيخ زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن العراقي
رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثوانا ومثواه: إجمع هذه التصانيف واحذف
أسانيدها لكي يجتمع أحاديث كل باب منها في باب واحد من هذا. فلما رأيت
إشارته إلي بذلك صرفت همتي إليه وسألت الله تعالى تسهيله والإعانة عليه، وأسأل
الله تعالى النفع به إنه قريب مجيب.
7

وقد رتبته على كتب أذكرها لكي يسهل الكشف منه: كتاب الايمان.
كتاب العلم. كتاب الطهارة. كتاب الصلاة. كتاب الجنائز - وفيه ما يتعلق بالمرض
وثوابه وعيادة المريض ونحو ذلك. كتاب الزكاة - وفيه صدقة التطوع. كتاب
الصيام. كتاب الحج. كتاب الأضاحي والصيد والذبائح والوليمة والعقيقة وما يتعلق
بالمولود. كتاب البيوع. كتاب الايمان والنذور. كتاب الأحكام. كتاب الوصايا.
كتاب الفرائض. كتاب العتق. كتاب النكاح. كتاب الطلاق. كتاب الأطعمة.
كتاب الأشربة. كتاب الطب. كتاب اللباس والزينة. كتاب الخلافة. كتاب الجهاد.
كتاب المغازي والسير. كتاب قتال أهل البغي وأهل الردة. كتاب الحدود والديات.
كتاب التفسير - وفيه ما يتعلق بقراءة القرآن وثوابه وعلى كم أنزل القرآن من حرف.
كتاب التعبير. كتاب القدر. كتاب الفتن. كتاب الأدب. كتاب البر والصلة. كتاب فيه
ذكر الأنبياء عليهم السلام. كتاب علامات النبوة. كتاب المناقب. كتاب التوبة
والاستغفار. كتاب الأذكار. كتاب الأدعية. كتاب الزهد - وفيه المواعظ.
كتاب البعث. كتاب صفة النار. كتاب صفة الجنة.
وقد سميته بتسمية سيدي وشيخي له (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) وما تكلمت
عليه من الحديث من تصحيح أو تضعيف وكان من حديث صحابي واحد ثم ذكرت
له متنا بنحوه فاني أكتفي بالكلام عقب الحديث الأول إلا أن يكون المتن الثاني
أصح من الأول، وإذا روى الحديث الإمام أحمد وغيره فالكلام على رجاله (1) إلا
أن يكون إسناد غيره أصح، وإذا كان للحديث سند واحد صحيح اكتفيت به من
غير نظر إلى بقيه الأسانيد وإن كانت ضعيفة، ومن كان من مشايخ الطبراني في الميزان
نبهت على ضعفه، ومن لم يكن في الميزان ألحقته بالثقات الذين بعده، والصحابة
لا يشترط فيهم أن يخرج لهم أهل الصحيح فإنهم عدول، وكذلك شيوخ الطبراني
الذين ليسوا في الميزان.

(1) أي رجال أحمد كما هو ظاهر.
8

وقد أخبرني بمسند الإمام أحمد رضي الله عنه الشيخان المسندان رحمهما الله
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري الخزرجي العبادي، وأبو
الحسن علي بن أحمد بن محمد العرضي سماعا على كل واحد منهما، قال الأول انا
المسلم بن محمد، وقال الثاني أخبرتنا زينب بنت مكي قالا أنا حنبل بن عبد الله
الرصافي المكبر أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين أنا أبو
علي الحسن بن علي بن المذهب أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي وغيره فذكر المسند وما فيه من زيادات
عبد الله وزيادات القطيعي.
وأما مسند أبي يعلى فأخبرني به الشيخ زين الدين محمد بن محمد بن
إبراهيم البلبيسي سماعا عليه بجميع الكتاب خلا الجزء الثاني والثالث من
تجزئة شيخة محمد بن علي الجياني وأولهما ثنا أبو خيثمة ثنا يحيى بن سعيد القطان
ثنا عبيد الله حدثني نافع عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" الميت يعذب ببكاء أهله عليه " وآخر الثالث إلى آخر حديث عبد الرحمن بن
أبي ليلى قال " شهدت عليا في الرحبة يناشد الناس أنشد الله من سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول في يوم غدير خم (1) وآخره " وعاد من عاداه " فأخبرني
بهذا القدر قاضي القضاة بدر الدين أبو إسحق إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن
الخشاب سماعا عليه قالا أنا أبو الفضل بن عمر بن أبي بكر بن ظافر البصري
قال البلبيسي خلا من أول الكتاب إلى مسند طلحة بن عبيد الله وخلا من أول
مسند عبد الله بن عباس إلى حديث ماشطة بنت فرعون، وخلا من حديث عبد
العزيز بن صهيب عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف معاذ بن جبل -
إلى أول حديث يزيد الرقاشي عن. أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" سألت ربي اللاهين من ذريه البشر " وخلا من حديث سيار أبي الحكم عن
أبي بردة عن أبي موسى قال قلت يا رسول الله ان أهل اليمن يتخذون شراب

(1) غدير خم هو موضع بين مكة والمدينة تصب فيه عين هناك وبينهما
مسجد للنبي صلى الله عليه وسلم. قاله في النهاية. انتهى من هامش الأصل.
9

البتع (1) الحديث إلى حديث أبي عثمان عن أبي موسى قال كنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم وفيه " ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة " فأجازه لهذه
المواضع الأربعة من ابن ظافر ان لم يكن سماعا، قال ابن ظافر انا يعقوب بن محمد
ابن الحسن الهدباني قال أنا منصور بن علي بن إسماعيل الطبري " ح " (2)
وأخبرني به عاليا قاضي القضاة عز الدين عبد العزيز بن قاضي القضاة بدر الدين
ابن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة إجازة معينة قال أنبأنا أبو الفضل أحمد بن هبة
الله بن محمد بن عساكر إجازة قال أنبأنا عبد المعز بن محمد الهروي إجازة قال
هو ومنصور الطبري أنا زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي قال أنا محمد بن عبد
الرحمن بن محمد الخبزرودي قال أنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري
قال أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي.
وأخبرني بمسند البزار شيخ الاسلام قاضي المسلمين أبو عمر عبد العزيز بن قاضي
المسلمين بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة إجازة معينة أنا أبو جعفر أحمد
ابن إبراهيم بن الزبير مكاتبة من المغرب أنا أبو الحسن علي بن محمد الغافقي إجازة
معينة أنا عبد الله بن محمد الحجري سماعا عليه بجميع المسند أنا محمد بن الحسين بن
أحمد بن إحدى عشرة أنا الحافظ أبو علي الحسين بن محمد الصدفي انا عبد الله
ابن محمد بن إسماعيل بن فورنش أنا أبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي إجازة انا
محمد بن أحمد بن يحيى بن المفرج ثنا محمد بن أيوب بن حبيب بن الصموت ثنا
أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار " ح " وأخبرني به أعلى من هذا
بدرجتين أبو الفتح محمد بن محمد الميدومي إجازة مشافهة أنا أبو الحسن علي بن
أحمد القسطلاني إجازة أنا أبو الحجاج يوسف بن عبد الله بن يوسف الفهري
الشاطبي في كتابه إلينا من المغرب أنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب
إجازة حدثني أبي سماعا عليه أنا سليمان بن خلف بن عمرون أنا ابن مفرج -
فذكره باسناده.

(1) البتع: نبيذ العسل، وهو خمر أهل اليمن. النهاية.
(2) هذه الحاء رمز لتحويل السند، وتسمى حاء التحويل في المصطلح.
10

وقد أخبرني بالمعجم الصغير لأبي القاسم الطبراني الشيخان المسندان أبو الحرم
محمد بن محمد بن محمد القلانسي والمحدث ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن أبي
القاسم الفارقي قراءة عليهما وأنا أسمع وقراءة مني بعد ذلك على الفارقي فقط قالا
أخبرتنا الشيخة الصالحة دار إقبال مؤنسة خاتون ابنة الملك العادل أبي بكر بن
أيوب قال الأول بجميع الكتاب وقال الثاني من باب الحاء المهملة إلى آخر الكتاب
قالت أنا المشايخ الأربعة أبو الفخر أسعد بن سعيد بن سعيد بن روح وأبو سعد
أحمد بن محمد بن أبي نصر وأم هانئ عفيفة بنت أحمد الفارقانية وأم حبيبة عائشة
بنت معمر بن عبد الواحد بن الفاخر إجارة قالوا أخبرتنا أم إبراهيم فاطمة بنت
عبد الله بن أحمد الجوزدانية، قالت عائشة حضورا وقال الباقون سماعا " ح "
وقال الفارقي أخبرنا الحافظ شرف الدين أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي
سماعا عليه لجميع الكتاب قال أنا أبو المظفر صقر بن يحيى بن صقر الحلبي واللفظ
له وأبو اسحق إبراهيم بن خليل بن عبد الله الدمشقي وأبو عبد الله محمد بن
إسماعيل بن أحمد المقدسي قالوا أنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي أنا أبو عدنان
محمد بن أحمد بن نزار وفاطمة بنت عبد الله الجوزدانية قالا أنا أبو بكر محمد بن
عبد الله بن ريدة أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وأخبرني بالمعجم الأوسط أبو طلحة محمد بن علي بن يوسف الحراوي قراءة عليه
وانا اسمع من أول باب النون إلى آخر الكتاب وإجازة لباقيه قال انا الحافظ أبو محمد
عبد المؤمن بن خلف الدمياطي إجازة انا الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل
الدمشقي أنا أبو سعيد خليل بن أبي الرجاء بن أبي الفتح الراراني أنا أبو علي
الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد إجازة أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ
أنا أبو القاسم الطبراني.
وأخبرني بالمعجم الكبير الشيخ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز
الأيوبي قراءة عليه ونحن نسمع من أول الجزء السابع والثلاثين
وأوله حديث سلمة والد عمرو بن سلمة الجرمي إلى آخر الخامس والأربعين
وينتهي إلى رواية شداد أبي عمار عن أبي أمامة وإجازة لباقيه،
11

قال أنا أبو العز عبد العزيز بن عبد المنعم بن علي الحراني قراءة عليه من
أول الجزء السابع والثلاثين إلى آخر الجزء السادس والستين وآخره حديث سماك
ابن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال " الأنبياء من بني إسرائيل الا عشرة
نوح وهود ولوط وصالح وشعيب وإبراهيم وإسماعيل وإسحق وعيسى ومحمد
وليس من نبي الا وله اسمان الا عيسى ويعقوب عليهما السلام " وإجازة لباقيه قال
أخبرتنا عفيفة بنت أحمد الفارقانية إجازة قالت أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية
" ح " وأخبرنا به أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي سماعا عليه
لبعضه وإجازة لباقيه قال أنا إسماعيل بن أبي العز الأنصاري إجازة أخبرتنا فاطمة
بنت سعد الخير سماعا للنصف الأول من الكتاب وإجازة للنصف الثاني قالت
أخبرتنا فاطمة الجوزدانية أنا محمد بن عبد الله بن ريدة أنا أبو القسم سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني. أخبرني بالمجلد الأول وينتهي إلى رواية الزهري عن
خارجة بن زيد بن ثابت عن زيد بن ثابت الشيخ الامام العالم الحافظ أبو محمد عبد
القادر بن محمد بن محمد القرشي الحذفي تغمده الله رحمته بقراءتي عليه قال أنا أبو
بكر عبد الله بن علي بن عمر بن شبل الصنهاجي قراءة عليه وانا اسمع أنا أبو
الطاهر إسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز بن عزون الأنصاري قراءة عليه وانا
اسمع، وأخبرنا الميدومي عن ابن عزون قال أخبرتنا فخر النساء فاطمة بنت سعد
الخير بن محمد بن سهل الأنصارية سماعا عليها قالت أخبرتنا أم إبراهيم فاطمة بنت
عبد الله بن أحمد الجوزدانية قراءة عليها وانا حاضرة قالت انا ابن ريدة أنا أبو
القاسم الطبراني. وأخبرني عبد القادر أيضا بقراءتي عليه من أول الجزء الثاني والثمانين
وأوله ثنا أبو يزيد القراطيسي فذكر حديث النعمان بن بشير ان أباه أتى به النبي
صلى الله عليه وسلم فقال إني نحلت ابني هذا غلاما - الحديث، وينتهي إلى تفسير
حديث هند بن أبي هالة. وأخبرني من هنا إلى باب اللام الف أبو حفص عمر بن
علي بن عادل الحنبلي بقراءتي أيضا. وأخبرني من هنا إلى آخر الجزء التسعين
وينتهي إلى آخر طرق حديث هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي
بكر " المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور " عبد القادر أيضا. وأخبرني عبد الله
12

ابن علي بن محمد الباجي من هنا إلى حديث بسرة بنت صفوان. وأخبرني عبد
القادر المذكور من هنا إلى حديث حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية. وأخبرني
ابن الباجي المذكور من هنا إلى آخر الكتاب قالوا ثلاثتهم عبد القادر وعمر بن
عادل وعبد الله بن الباجي: انا محمد بن علي بن ساعد الحلبي سماعا عليه قال ابن
الباجي خلا من أول الحادي والتسعين إلى حديث بسرة بنت صفوان وخلا من
قوله ما أسندت أم سليم إلى قوله ما أسندت أم كرز الخزاعية فإجازة منه قال انا
يوسف بن خليل الحافظ قال أنبأ محمد بن إسماعيل بن محمد الطرسوسي أنبأ محمود
ابن إسماعيل بن محمد الصيرفي وأبو نهشل عبد الصمد بن أحمد العنبري " ح " قال
ابن خليل وأخبرنا محمد بن أبي زيد بن حمد الكراني أنبأ محمود بن إسماعيل الصيرفي
خلا الجزء الأخير فإجازة منه وسماعا على فاطمة الجوزدانية للجزء المذكور. قال
محمود الصيرفي أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فادشاه وقال أبو نهشل
وفاطمة الجوزدانية أنبأ ابن ريدة أنبأ أبو القسم الطبراني. والحمد لله وحده.
13

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه استعين رب يسر يا كريم. رب يسر وأعن وتمم يا كريم
كتاب الايمان
(باب فيمن شهد ان لا إله إلا الله)
وبسند احمد حدثنا أبو اليمان أنبأ شعيب عن الزهري أخبرني رجل من
الأنصار من أهل الثقة أنه سمع عثمان بن عفان رحمة الله عليه يحدث ان رجالا من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حين توفى النبي صلى الله عليه وسلم حزنوا عليه
حتى كاد بعضهم يوسوس قال عثمان وكنت منهم فبينا انا جالس في ظل أطم (1) من
الآطام مر علي عمر رحمة الله عليه فسلم علي فلم اشعر أنه مر ولا سلم فانطلق عمر
حتى دخل على أبي بكر رحمه الله فقال له ما يعجبك اني مررت على عثمان فسلمت
عليه فلم يرد علي السلام، واقبل هو وأبو بكر في ولاية أبي بكر رحمة الله عليه
حتى سلما جميعا ثم قال أبو بكر جاءني أخوك عمر فذكر انه مر فسلم عليك فلم ترد
عليه السلام فما الذي حملك على ذلك قال قلت ما فعلت فقال عمر بلى والله قد فعلت
ولكنها عيبتكم يا بني أمية قال قلت والله ما شعرت انك مررت ولا سلمت قال أبو
بكر صدق عثمان وقد شغلك عن ذلك أمر فقلت اجل قال وما هو قال عثمان رحمه
الله توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم قبل ان أسأله عن نجاة هذا الامر قال أبو
بكر قد سألته عن ذلك قال فقمت إليه فقلت له بأبي أنت وأمي أنت أحق بها قال
أبو بكر قلت يا رسول الله ما نجاة هذا الامر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من قبل مني الكلمة التي عرضت على عمي فردها علي فهي له نجاة. رواه أحمد
والطبراني في الأوسط باختصار وأبو يعلي بتمامه والبزار بنحوه، وفيه رجل لم يسم

(1) الأطم بالضم: بناء مرتفع - كما في النهاية.
14

ولكن الزهري وثقه وأبهمه. وقد ذكرته بسنده حتى لا ابتدئ الكتاب بسند
منقطع. وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما نجاة هذا
الامر الذي نحن فيه؟ قال: من شهد ان لا إله إلا الله فهو له نجاة. رواه أبو
يعلى، وفي إسناده كوثر وهو متروك. وعن أبي وائل قال حدثت ان أبا بكر
لقى طلحة فقال ما لي أراك واجما قال كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
يزعم أنها موجبة فلم أسأله عنها فقال أبو بكر انا اعلم ما هي قال ما هي قال لا آله
إلا الله. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا وائل لم يسمعه من أبي
بكر. وعن أبي بكر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخرج فناد
في الناس من شهد ان لا إله إلا الله وجبت له الجنة، قال فخرجت فلقيني عمر بن الخطاب
فقال ما لك يا أبا بكر فقلت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرج فناد في الناس
من شهد أن لا إله إلا الله وجبت له الجنة، فقال عمر ارجع إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فاني أخاف أن يتكلوا عليها فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال ما ردك فأخبرته بقول عمر فقال صدق. رواه أبو يعلى، وفي اسناده
سويد بن عبد العزيز وهو متروك. وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه
الا حرم على النار. قال عمر بن الخطاب الا أحدثك ما هي هي كلمة الاخلاص
التي ألزمها الله تبارك وتعالى وأن محمدا
صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهي كلمة التقوى
التي ألاص عليها نبي الله صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب عند الموت شهادة أن
لا إله إلا الله. قلت لعمر حديث رواه ابن ماجة بغير هذا السياق ورجاله ثقات
رواه أحمد. وعن سهيل بن البيضاء قال بينما نحن في سفر مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأنا رديفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سهيل بن البيضاء،
ورفع بها صوته مرتين أو ثلاثا كل ذلك يجيبه سهيل فسمع الناس صوت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فظنوا أنه يريدهم فحبس من كان بين يديه ولحقه من كان
خلفه حتى إذا اجتمعوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه من شهد لا إله إلا الله
حرمه الله على النار وأوجب له الجنة. رواه أحمد والطبراني في الكبير،
15

ومداره على سعيد بن الصلت قال ابن أبي حاتم قد روي عن سهيل بن بيضاء مرسلا
وابن عباس متصلا. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه
وسلم ومعي نفر من قومي فقال: أبشروا وبشروا من وراءكم انه من شهد أن
لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة، فخرجنا من عند النبي صلى الله عليه وسلم نبشر
الناس فاستقبلنا عمر رضي الله عنه فرجع بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
عمر يا رسول الله إذا يتكل الناس، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه
أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال لا إله الا الله وحده لا شريك له دخل
الجنة قال قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن
سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وان زنى وإن سرق قال وأن زنى وان
سرق على رغم أنف أبي الدرداء. قال فخرجت لأنادي بها في الناس فلقيني عمر
فقال ارجع فان الناس ان علموا بهذه اتكلوا عليها قال فرجعت فأخبرته صلى الله
عليه وسلم فقال صدق عمر. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط
واسناد احمد أصح، وفيه ابن لهيعة وقد احتج به غير واحد. وعن معاذ بن جبل
رضي الله عنه إذ حضر قال ادخلوا علي الناس فأدخلوا عليه فقال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لقى الله وهو لا يشرك
به شيئا جعله الله في الجنة. وما كنت أحدثكموه الا عند الموت والشهيد على ذلك
عويمر أبو الدرداء فانطلقوا إلى أبي الدرداء فقال صدق أخي وما كان يحدثكم
به الا عند موته. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح الا أن أبا صالح لم يسمع من
معاذ بن جبل. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله
عليه وسلم: مفاتيح الجنة شهادة ان لا إله إلا الله. رواه أحمد والبزار وفيه انقطاع
بين شهر ومعاذ وإسماعيل بن عياش روايته عن أهل الحجاز ضعيفة وهذا منها. وعن
عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يؤذن في الناس أنه من
شهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له مخلصا دخل الجنة فقال عمر يا رسول الله
إذا يتكلوا فقال دعهم. رواه أبو يعلى والبزار الا ان عمر قال يا رسول الله إذا
16

يتكلوا قال دعهم يتكلوا. وفي اسناده عبد الله بن محمد بن عقيل وهو ضعيف
لسوء حفظه. وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ناد يا عمر
في الناس انه من مات يعبد الله مخلصا من قلبه أدخله الله الجنة وحرم على النار. قال
فقال عمر يا رسول الله أفلا أبشر الناس قال لا لا يتكلوا (1). رواه أبو يعلى. وعن
أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا آله الا الله
نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه. رواه البزار والطبراني في الأوسط
والصغير ورجاله رجال الصحيح. وعن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وأشهد أنه لا بقولها أحد
من حقيقة قبله الا وقاه الله حر النار. رواه البزار، وفي اسناده عاصم بن عبيد
الله وهو ضعيف. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه قال يوما من الأيام: من قال لا إله إلا الله وجبت له الجنة. فاستأذنه
معاذ ليخرج بها إلى الناس فيبشرهم فأذن له فخرج فرحا مستعجلا فلقيه عمر فقال
ما شأنك فأخبره فقال عمر كما أنت لا تعجل ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال يا نبي الله أنت أفضل رأيا إن الناس إذا سمعوا بهذا اتكلوا عليها فلم
يعملوا قال فرده فرده. رواه البزار وفي إسناده محمد بن أبي ليلى وقد ضعف. وعن
أبي سعيد أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال لا إله إلا الله
مخلصا دخل الجنة. رواه البزار ورجاله ثقات إلا أن من روى عنهما البزار لم أقف
لهما على ترجمة (2). وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. رواه أحمد والبزار ورجاله رجال

(1) سيأتي في الأبواب المستقبلة أحاديث كثيرة كقوله " أربع فرضهن الله عز
وجل في الاسلام فمن جاء بثلاث لم يغنين عنه شيئا حتى يأتي بهن جميعا: الصلاة والزكاة
وصيام رمضان وحج البيت ".
(2) فائدة: قال البزار حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة وعلي بن شعيب
قالا انا الوليد بن القاسم ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عطية عن أبي سعيد بهذا
وقال لا نعلم رواه عن إسماعيل الا الوليد. فأما شيخا البزار فإنهما ثقتان اما محمد بن
إسماعيل بن سمرة فأخرج له الترمذي والنسائي وابن ماجة ووثقه أبو حاتم والنسائي
وغيرهما. وأما علي بن شعيب فروى عنه النسائي أيضا ووثقه. وعلة الحديث إنما هي
من عطية وقد ضعفه جماعة - كما في هامش الأصل.
17

الصحيح (1). وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة قيل وما إخلاصها قال إن تحجزه عن محارم
الله. رواه الطبراني في الأوسط والكبير إلا أنه قال في الكبير: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إخلاصه أن تحجزه عما حرم الله عليه. وفي إسناده محمد بن عبد الرحمن بن غزوان وهو وضاع. وعن بلال رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: يا بلال ناد في الناس من قال لا إله إلا الله قبل موته بسنة دخل الجنة أو
شهر أو جمعة أو يوم أو ساعة قال إذا يتكلوا قال وإن اتكلوا. رواه الطبراني في
الكبير، وفيه المنهال بن خليفة وهو منكر الحديث. وعن زيد بن خالد الجهني رضي
الله عنه قال أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشر الناس انه من مات يشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له فله الجنة. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
وعن سلمة بن نعيم الأشجعي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لقي الله تعالى لا يشرك به شيئا دخل الجنة
قلت يا رسول الله وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق. رواه أحمد
ورجاله ثقات، والطبراني في الكبير، وفيه عبد الله بن الحسين المصيصي وهو
متروك لا يحتج به. وعن أبي سعيد الخدري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. رواه الطبراني في الأوسط والكبير،
وفيه أبو مشرح أو مشرس لم أقف له على ترجمة. وعن يعلى بن شداد قال حدثني
أبي شداد وعبادة بن الصامت حاضر يصدقه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم
فقال هل فيكم غريب يعني أهل الكتاب قلنا لا يا رسول الله فأمر بغلق الباب

(1) فائدة: في اسناده عطية بن سعد وهو ضعيف جدا ولم يحتج له واحد.
18

وقال ارفعوا أيديكم وقولوا لا إله إلا الله فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع صلى الله عليه
وسلم يده ثم قال الحمد لله اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها
الجنة وانك لا تخلف الميعاد ثم قال ألا أبشروا فان الله قد غفر لكم. رواه أحمد
والطبراني والبزار ورجاله موثقون. وعن رجل قال سمعت عبد الله بن عمرو بن
العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من لقي الله وهو لا
يشرك به شيئا دخل الجنة ولم تضره معه خطيئة كما لو لقيه وهو يشرك به دخل
النار ولم ينفعه معه حسنة. رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح
ما خلا التابعي فإنه لم يسم، ورواه الطبراني فجعله من رواية مسروق عن عبد الله
ابن عمرو (1) وعن عمران بن حصين قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من علم أن الله ربه وأني نبيه صادقا من قلبه - وأومأ بيده إلى جلدة صدره - حرم
الله لحمه على النار. رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده عمر بن محمد بن عمر بن
صفوان وهو واهي الحديث. وعن النواس بن سمعان انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: من مات وهو لا يشرك بالله شيئا فقد حلت له مغفرته. رواه الطبراني في الكبير
وإسناده لا بأس به. وعن جرير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من مات
لا يشرك بالله شيئا ولم يتند بدم حرام (2) أدخل من أي أبواب الجنة شاء. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن أبي عمرة الأنصاري قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فأصاب الناس مخمصة (3) فاستأذن الناس رسول
الله صلى الله عليه وسلم في نحر بعض ظهرهم (4) وقالوا يبلغنا الله به فلما رأى عمر
ابن الخطاب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هم أن يأذن لهم في
نحر بعض ظهرهم قال يا رسول الله كيف بنا إذا نحن لقينا القوم غدا جياعا رجالا

(1) هنا في هامش الأصل: بلغ مقابلة بسماع مؤلفه.
(2) اي لم يصب من الدم الحرام شيئا ولم ينله منه شئ. كما في النهاية.
(3) المخمصة: الجوع والمجاعة.
(4) الظهر: الإبل التي يحمل عليها وتركب. كما في النهاية.
19

ولكن إن رأيت يا رسول الله أن تدعو الناس ببقايا أزوادهم فتجمعه ثم تدعو الله
فيه بالبركة فان الله سيبارك لنا في دعوتك - أو سيبلغنا بدعوتك - فدعا النبي صلى
الله عليه وسلم ببقايا أزوادهم فجعل الناس يجيئون بالحثية (1) من الطعام
وفوق ذلك وكان أعلاهم من جاء بصاع من تمر فجمعها رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثم قام فدعا ما شاء الله أن يدعو ثم دعا الجيش بأوعيتهم وأمرهم أن يحتثوا فما
بقي في الجيش وعاء الا ملؤوه وبقي مثله فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى بدت نواجذه فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله لا يلفي الله
عبد مؤمن بها الا حجبته عن النار يوم القيامة. رواه أحمد والطبراني في الكبير
والأوسط وزاد فيه ثم دعا بركوة (2) فوضعت بين يديه ثم دعا بماء فصب فيها ثم
مج فيه وتكلم بما شاء الله ان يتكلم ثم ادخل خنصره فأقسم بالله لقد رأيت أصابع
رسول الله صلى الله عليه وسلم تتفجر ينابيع من الماء ثم أمر الناس فشربوا وسقوا
وملؤوا قربهم وأداويهم وقال لا يلقى الله بهما أحد يوم القيامة إلا ادخل الجنة
على ما كان فيه. ورجاله ثقات. وعن رفاعة الجهني قال أقبلنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالكديد أو قال بقديد (3) فجعل رجال يستأذنون
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهليهم فيأذن لهم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما بال رجال يكون شق الشجرة التي تلي رسول الله
صلى الله عليه وسلم أبغض إليهم من الشق الآخر فلم ير عند ذلك من القوم إلا
باكيا فقال رجل إن الذي يستأذن بعد هذا لسفيه فحمد الله وقال خيرا وقال أشهد
عند الله لا يموت عبد يشهد ان لا إله إلا الله وأني رسول الله صدقا من قلبه ثم يسدد إلا
سلك في الجنة قال وقد وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا
حساب عليهم ولا عذاب. وإني لأرجو ان لا تدخلوها حتى تبوؤا أنتم ومن صلح من
آبائكم وأزواجكم وذراريكم مساكن في الجنة. رواه أحمد، وعند ابن ماجة بعضه

(1) أي الغرفة باليد.
(2) الركوة: إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء.
(3) موضع بين مكة والمدينة - كما في النهاية.
20

ورجاله موثقون: وعن عمارة بن رويبة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
هما الموجبتان من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار.
رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبان وهو ضعيف. وعن ابن عمر رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عملان منجيان موجبان فأما المنجيان من لقي
الله لا يشرك به شيئا وجبت له الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا وجبت له النار - قلت
ويأتي بتمامه في كتاب الصوم - رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن المتوكل
وهو ضعيف. وعن خريم بن فاتك قال قال رسول صلى الله عليه وسلم الأعمال
ستة والناس أربعة فموجبتان ومثل بمثل وحسنة بسبعمائة
ضعف فأما الموجبتان فمن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله
شيئا دخل النار واما مثل بمثل فمن هم بحسنة حتى يشعرها قلبه ويعلمها الله منه كتبت
له حسنة ومن عمل سيئة كتبت عليه سيئة ومن عمل حسنة فبعشر أمثالها ومن أنفق
نفقة في سبيل الله فحسنة بسبعمائة. وأما الناس فموسع عليه في الدنيا مقتور عليه في
الآخرة ومقتور عليه في الدنيا وموسع عليه في الآخرة (1) قلت روى الترمذي
والنسائي منه ذكر النفقة في سبيل الله. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط
ورجال أحمد رجال الصحيح الا أنه قال عن الركين بن الربيع عن رجل عن خريم
وقال الطبراني عن الركين بن الربيع عن أبيه عن عمه يسير بن عميلة ورجاله
ثقات. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لقي
الله لا يشرك به شيئا ولا يقتل نفسا لقي الله وهو خفيف الظهر. رواه الطبراني في الكبير
وفي اسناده ابن لهيعة. وعن سعد بن عبادة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
من قال لا إله الا الله وحده لا شريك له أطاع بها قلبه وذل بها لسانه واشهد أن
محمدا عبده ورسوله حرمه الله عز وجل على النار. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم والأكثر على تضعيفه. وعن عبد الرحمن بن
عوف رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان المسلم في ذمة

(1) في الهندية زيادة " ومقتور عليه في الدنيا والآخرة وموسع عليه في
الدنيا والآخرة ".
21

الله منذ ولدته أمه إلى أن يقوم بين يدي ربه تبارك وتعالى فان وافى الله بشهادة ان
لا إله إلا الله صادقا أو باستغفار كتب له براءة من النار. رواه البزار وهو من رواية أبي
سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه ولم يسمع من أبيه (1) وعن عمران بن حصين قال ألا
أحدثكم حديثا لم أحدث به أحدا منذ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
مخافة أن يتكل الناس عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من علم
أن الله ربه واني نبيه موقنا بقلبه - وأومأ بيده إلى جلده - حرمه الله على النار
رواه البزار وفي اسناده عمران القصير وهو متروك وعبد الله بن أبي القلوص. (2) وعن
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال جئت ورسول الله صلى الله عليه
وسلم قاعد في أناس من أصحابه فيهم عمر بن الخطاب رضي عنه وأدركت آخر
الحديث ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى أربع ركعات قبل العصر
لم تمسه النار فقلت بيدي هكذا يحرك بيده ان هذا حديث جيد فقال عمر بن الخطاب
لما فاتك من صدر الحديث أجود وأجود قلت يا ابن الخطاب فهات فقال عمر
ابن الخطاب حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انه من شهد ان لا إله إلا الله دخل
الجنة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه حجاج بن نصر والأكثرون على تضعيفه.
وعن انس بن مالك قال بينما أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هبطت
به راحلته من ثنية ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسير وحده فلما أسهلت به الطريق
ضحك وكبر فكبرنا لتكبيره ثم سار رتوة (3) ثم ضحك وكبر فكبرنا لتكبيره ثم أدركناه
فقال القوم يا رسول الله كبرنا لتكبيرك ولا ندري مم ضحكت فقال قاد الناقة لي
جبريل عليه السلام فلما أسهلت التفت إلي فقال أبشر وبشر أمتك انه من قال لا إله
إلا الله وحده لا شريك له دخل الجنة فضحكت وكبرت ربي ثم سار رتوة ثم التفت
إلي فقال ابشر وبشر أمتك انه من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له دخل الجنة وقد

(1) قلت وفيه حجاج بن نصر وهو ضعيف. كما في هامش الأصل.
(2) عمران القصير أخرج له الشيخان ووثقه جماعة وما علمت أحدا تركه
وعبد الله بن أبي القلوص ما علمت أحدا وثقه. كما في هامش الأصل.
(3) اي خطوة.
22

حرم الله عليه النار فضحكت وكبرت ربي ففرحت بذلك لامتي. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه سلامة بن روح وقد ضعفه جماعة ووثقوه. وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه
قال جئت في اثنى عشر راكبا حتى حللنا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصحابي
من يرعى إبلنا وننطلق فنقتبس من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا راح اقتبسناه
ما سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت انا ثم قلت في نفسي لعلي مغبون يسمع
أصحابي ما لا اسمع من نبي الله صلى الله عليه وسلم فحضرت يوما فسمعت رجلا قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ وضوءا كاملا ثم قام إلى صلاة كان من خطيئته
كيوم ولدته أمه فتعجبت من ذلك فقال عمر بن الخطاب فكيف لو سمعت الكلام
الآخر كنت أشد عجبا فقلت أردد علي جعلني الله فداءك فقال عمر بن الخطاب إن
نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: من مات لا يشرك بالله شيئا فتحت له أبواب الجنة يدخل
من أيها شاء ولها ثمانية أبواب فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست
مستقبله فصرف وجهه عني فقمت فاستقبلته ففعل ذلك ثلاث مرات فلما كانت
الرابعة قلت يا نبي الله بأبي أنت وأمي لم تصرف وجهك عني فأقبل علي فقال أو أحد
أحب إليك أم اثنا عشر مرتين أو ثلاثا فلما رأيت ذلك رجعت إلى أصحابي. قلت
له في الصحيح حديث غير هذا وقد رواه الطبراني في الأوسط وفي اسناده القاسم
أبو عبد الرحمن وهو متروك. وعن عمارة بن رويبة قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول هما الموجبتان من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات
يشرك بالله شيئا دخل النار. رواه الطبراني في الأوسط وفي اسناده محمد بن أبان.
وعن رجل من الأنصار أنه جاء بأمة سوداء فقال يا رسول الله ان علي رقبة
مؤمنة فان كنت ترى هذه مؤمنة فاعتقها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشهدين
أن لا إله إلا الله قالت نعم قال أتشهدين أني رسول الله قالت نعم قال أتؤمنين بالبعث
بعد الموت قالت نعم قال أعتقها. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة
رضي الله عنه ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية سوداء أعجمية فقال يا رسول
الله إن علي رقبة مؤمنة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الله فأشارت
برأسها إلى السماء بإصبعها السبابة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنا
23

فأشارت بإصبعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى السماء اي أنت رسول الله
قال أعتقها. رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال لها من ربك
فأشارت برأسها إلى السماء فقالت الله. ورجاله موثقون. قلت وتأني أحاديث من
الطبراني في هذا الباب في كتاب العتق. وعن حبيب بن أبي ثابت قال أنشد حسان
ابن ثابت النبي صلى الله عليه وسلم أبياتا فقال:
شهدت بإذن الله ان وأن محمدا
* رسول الذي فوق السماوات من عل
وان أبا يحيى ويحيى كلاهما * له عمل في دينه متقبل
وان أخا الأحقاف إذ قام فيهم * يقوم بذات الله فيهم ويعدل
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا. رواه أبو يعلى وهو مرسل.
(باب في ما يحرم دم المرء وماله)
عن جابر رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن
لي جارا منافقا يصنع كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا إله إلا الله
قال نعم قال أولئك نهيت عنهم. رواه البزار وفي اسناده مساتير ومحمد بن
أبي ليلى سئ الحفظ. وعن عبيد الله بن عدي بن الخيار ان رجلا من الأنصار
حدثه انه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس فساره يستأذنه في قتل
رجل من المنافقين فجهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أليس يشهد أن لا إله
الا الله قال الأنصاري بلى يا رسول الله ولا شهادة له فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أليس يشهد أن وأن محمدا
رسول الله قال بلى يا رسول الله ولا شهادة له قال أليس
يصلي قال بلى يا رسول الله ولا صلاة له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك الذين
بهاني الله عنهم. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وأعاده عن عبيد الله بن عدي بن
الخيار عن عبد الله بن عدي الأنصاري حدثه فذكر معناه. وعن جرير رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا
الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل رواه
الطبراني وفي إسناده إبراهيم بن عيينة وقد ضعفه الأكثرون وقال ابن معين كان مسلما
24

صدوقا. وعن سهل بن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا
مني دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله. رواه الطبراني، وفي إسناده
مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان والأكثر على تضعيفه. وعن ابن عباس رضي
الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا
لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله
عز وجل. رواه الطبراني ورجاله موثقون، الا أن فيه أسحق بن يزيد الخطابي
ولم أعرفه. وعن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت
أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها منعوا مني دماءهم وأموالهم
إلا بحقها وحسابهم على الله. رواه البزار وقال وهذا الحديث لا أعلمه يروى عن
أنس عن أبي بكر إلا من هذا الوجه وأحسب أن عمران أخطأ في إسناده. وعن
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا شرع
أحدكم بالرمح إلى الرجل فإن كان سنانه عند ثغرة نحره فقال لا إله إلا الله فليرفع
عنه الرمح. رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفي إسناده الصلت بن عبد الرحمن
الزبيدي لا تقوم به حجة. وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها
عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل. رواه الطبراني
في الكبير ورجاله موثقون. وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله الا الله فإذا قالوها عصموا مني
دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل. رواه الطبراني في
الكبير والأوسط، وفيه عبد الله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف لا يحتج به. وعن
سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن
أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا
بحقها وحسابهم على الله. رواه الطبراني في الأوسط، وفيه مبارك بن فضالة واختلف
في الاحتجاج به. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا
مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها قيل وما حقها قال زنى بعد إحصان أو كفر بعد
25

إسلام أو قتل نفس فيقتل به. رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عمرو بن هاشم
البيروتي والأكثر على توثيقه. وعن عياض الأنصاري رفعه قال إن لا إله إلا الله
كلمة على الله كريمة لها عند الله مكان وهي كلمة من قالها صادقا أدخله الله بها الجنة
ومن قالها كاذبا حقنت دمه وأحرزت ماله ولقي الله غدا فحاسبه. رواه البزار
ورجاله موثقون إن كان تابعية عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. وعن حميد
ابن هلال قال غزا عمارة (1) بن فرض الليثي غزاة له فمكث فيها ما شاء الله ثم رجع
حتى إذا كان قريبا من الأهواز سمع صوت الاذان فقال والله ما لي عهد بصلاة
بجماعة من المسلمين منذ ثلاث وقصد نحو الاذان يريد الصلاة فإذا هو بالأزارقة (3)
فقالوا له ما جاء بك يا عدو الله فقال ما أنتم إخواني قالوا أنت أخو الشيطان لنقتلنك قال
أما ترضون مني بما رضي به رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا أي شئ رضي به منك
قال أتيته وأنا كافر فشهدت أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله فخلى عني فأخذوه
فقتلوه. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن
النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا
لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها. رواه البزار
ورجاله رجال الصحيح (3). وعن مسلم التميمي قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم في سرية فلما هجمنا على القوم تقدمت أصحابي على فرس فاستقبلنا النساء
والصبيان يضجون فقلت لهم تريدون أن تحرزوا أنفسكم قالوا نعم فقلت قولوا
نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن وأن محمدا
عبده ورسوله فقالوها فجاء
أصحابي فلاموني وقالوا أشرفنا على الغنيمة فمنعتنا ثم انصرفنا إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال أتدرون ما صنع لقد كتب الله له بكل انسان كذا وكذا ثم
أدناني منه. رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده الحارث بن مسلم وهو
مجهول. وعن عقبة بن مالك الليثي قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية
فأغاروا على قوم فشد رجل من القوم فاتبعه رجل من السرية ومعه السيف
شاهره فقال الشاد من القوم إني مسلم فلم ينظر فيما قال فضربه فقتله فنمى الحديث

(1) في الإصابة انه " عبادة "
(2) الأزارقة: من الخوارج نسبوا إلى نافع بن الأزرق.
(3) قال البزار: أخطأ فيه أسود يعني ابن عامر - كما في هامش الأصل.
26

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيه قولا شديدا بلغ القاتل فبينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذا قال القاتل والله يا رسول الله ما قال الذي قال
إلا تعوذا من القتل فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمن قبله من
الناس وأخذ في خطبته ثم قال الثانية والله ما قال الذي قال إلا تعوذا من القتل
فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ في خطبته فلم يصبر أن قال الثالثة
والله ما قال الذي قال الا تعوذا من القتل فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم تعرف المساءة في وجهه ثم قال إن الله أبى علي فيمن قتل مؤمنا ثلاثا. رواه
الطبراني في الكبير وأحمد وأبو يعلى الا أنه قال: عقبة بن خالد بدل عقبة بن
مالك، ورجاله ثقات كلهم. وعن جندب بن سفيان - رجل من بجيلة
قال إني لعند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه بشير من سريته فأخبره
بالنصر الذي نصر الله سريته وبالفتح الذي فتح الله لهم وقال يا رسول الله بينا نحن
نطلب القوم وقد هزمهم الله تعالى إذ سحقت رجلا بالسيف فواقعه وهو يسعى
وهو يقول اني مسلم قال فقتلته فقال يا رسول الله إنما تعوذ قال فهلا
شققت عن قلبه فنظرت أصادق هو أم كاذب قال لو شققت عن قلبه ما كان علمي
هل قلبه الا بضعة من لحم قال لا ما في قلبه تعلم ولا لسانه صدقت قال يا رسول الله
استغفر لي قال لا أستغفر لك فمات ذلك الرجل فدفنوه فأصبح على وجه الأرض ثم دفنوه
فأصبح على وجه الأرض ثلاث مرات فلما رأوا ذلك استحيوا وخزوا مما لقى
فاحتملوه فألقوه في شعب من تلك الشعاب - قلت هو في الصحيح باختصار - رواه الطبراني
في الكبير وأبو يعلى، وفي إسناده عبد الحميد بن بهرام وشهر بن حوشب وقد اختلف
في الاحتجاج بهما. وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم على ما أقاتل الناس إلا على الاسلام والله لا أستغفر لك أو كما قال.
قلت ذكر هذا في حديث طويل رواه ابن ماجة في الفتن وهذا لفظه. وفي إسناده
رجل مجهول. رواه الطبراني في الكبير. وعن قطبة بن قتادة السدوسي قال قلت
يا رسول الله إبسط يدك أبايعك على نفسي وعلى ابنتي الحويصلة ولو كذبت على الله
لخدعتك قال وحمل علينا خالد بن الوليد فقلنا إنا مسلمون فتركنا وغزونا معه
الأبلة ففتحها فملأنا أيدينا. رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده رجل مجهول
27

وهو قتادة الذي رواه عن قطبة لم أر أحدا ذكره. وعن سعد بن أبي ذياب قال
قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وقلت يا رسول الله اجعل لقومي
ما أسلموا عليه من أموالهم ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعملني عليهم ثم
استعملني أبو بكر من بعده ثم استعملني عمر من بعده. رواه الإمام أحمد وسماه في
مكان آخر سعيدا وذكر له هذا الحديث باسناده والله أعلم. وفي إسناده منير بن
عبد الله وهو مجهول وقد ضعفه الأزدي أيضا.
(باب منه)
عن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال كتب رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى المنذر بن ساوى من صلى صلاتنا وأكل ذبيحتنا فذاكم المسلم له ذمة الله
وذمة الرسول صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الكبير، وفي اسناده الحسن
ابن إدريس الحلواني ولم أر أحدا ذكره، وهو أيضا من رواية أبي عبيدة عن أبيه
ولم يسمع منه. وعن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذاك المسلم له ذمة الله وذمة رسوله.
رواه الطبراني في الكبير، وعبيد بن عبيدة التمار لم أقف له على ترجمة. وعن عبد
الله بن ماعز أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن ماعزا أسلم أحرز ماله وانه
لا يجنى عليه الا يده فبايعت على ذلك. رواه الطبراني في الكبير، وفي اسناده
هنيد بن القاسم وهو مجهول.
(باب منه فيما كتب بالأمان لمن فعله)
عن مالك بن أحمر أنه لما بلغه قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد إليه
فقبل إسلامه وسأله أن يكتب له كتابا يدعو به إلى الاسلام فكتب له في رقعة من
أدم: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
لمالك بن أحمر ولمن اتبعه من المسلمين أمانا لهم ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة واتبعوا
المسلمين وجانبوا المشركين وأدوا الخمس من المغنم وسهم الغارمين وسهم كذا
28

وسهم كذا فهم آمنون بأمان الله وأمان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني في الأوسط، وفي إسناده سعيد بن منصور الجذامي ولم أقف له على
ترجمة. وعن أبي شداد رجل من أهل دمار من قرية من قرى عمان قال جاءنا
كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل عمان سلام أما بعد فأقروا بشهادة
أن لا إله إلا الله واني رسول الله وأدوا الزكاة (1) والا غزوتكم، قال أبو
شداد فلم أجد أحدا يقرأ علينا الكتاب حتى وجدنا غلاما اسود فقرأ علينا
الكتاب فقلت لأبي شداد من كان على أهل عمان يلي أمرهم قال أسوار من أساورة (2)
كسرى يقال له سحان. رواه الطبراني في الأوسط واسناده لم أر أحدا
ذكرهم الا ان الطبراني قال تفرد به موسى بن إسماعيل، قلت وليس بالتبوذكي لان
هذا يروي عن التابعين والله أعلم (3). وعن عمرو بن الحمق قال بعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم سرية فقالوا يا رسول الله انك بعثتنا وليس لنا زاد ولا لنا
طعام ولا علم لنا بالطريق قال إنكم ستمرون برجل صبيح الوجه يطعمكم
من الطعام ويسقيكم من الشراب ويدلكم على الطريق وهو من أهل الجنة فلما
نزل القوم علي جعل يشير بعضهم إلى بعض وينظرون إلي فقلت يشير بعضكم إلى
بعض وتنظرون إلي فقالوا ابشر ببشرى من الله ورسوله فانا نعرف فيك نعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأخبروني بما قال فأطعمتهم وسقيتهم وزودتهم وخرجت معهم
حتى دللتهم على الطريق ثم رجعت إلى أهلي فأوصيتهم بإبلي ثم خرجت إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت ما الذي تدعو إليه قال ادعو إلى شهادة ان لا إله إلا الله
واني رسول الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان فقلت إذا
أجبناك إلى هذا فنحن آمنون على أهلنا وأموالنا ودمائنا قال نعم فأسلمت ورجعت إلى
قومي فأعلمتهم بإسلامي فأسلم على يدي بشر كثير منهم - قلت فذكر الحديث وهو
بتمامه في المناقب - رواه الطبراني في الأوسط وفي اسناده صخر بن الحارث عن عمه ولم

(1) زاد في اعلام السائلين " وخطوا المساجد "
(2) الأسوار بالضم والكسر: قائد الفرس.
(3) موسى بن إسماعيل هو التبوذكي لا شك فيه ولا ريب وقد
روى عن غير واحد من الاتباع، وتابعيه هو هنيد بن القاسم مجهول الحال.
29

أر أحدا ذكرهما والله أعلم. وعن عمير قال جاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله عمير ذي مران ومن
أسلم من همدان سلام عليكم فاني احمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو. أما
بعد فإنه قد بلغنا اسلامكم بعد مقدمنا (1) من ارض الروم فأبشروا فان الله قد
هداكم بهدايته (2) فإنكم إذا شهدتم ان لا إله إلا الله وأن وأن محمدا
رسول الله وأقمتم
الصلاة وأعطيتم (3) الزكاة فان لكم ذمة الله وذمة رسوله على دمائكم وأموالكم
وعلى أرض الرومي (4) الذي أسلمتم عليها سهلها وغوريها ومراعيها غير مظلومين
ولا مضيق عليهم وان الصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهل بيته (5) وان مالك بن
مرارة الرهاوي قد حفظ الغيب وأدى الأمانة (6) فأمرك يا ذا مران به خيرا فإنه
منظور إليه في قومه وليحببكم ربكم. رواه الطبراني في الكبير من طريق عمير
ابن ذي مران عن أبيه عن جده ولم أر أحدا ذكرهم بتوثيق ولا جرح. وعن أبي نعيم
قال أخرج إلينا عبد الملك بن عطاء العامري كتابا من النبي صلى الله عليه وسلم فقال
اكتبوه ولم يمله علينا. زعم أن ابنه الفجيع حدثه به. هذا كتاب من محمد رسول
الله صلى الله عليه وسلم للفجيع ومن معه ومن أسلم وأقام الصلاة وآتى الزكاة
وأطاع الله ورسوله وأعطى من المغنم خمس الله ونصر نبي الله وأشهد على اسلامه
وفارق المشركين فإنه آمن بأمان الله ومحمد صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني
في الكبير واسناده منقطع. وعن عمارة بن أحمر المازني قال كنت في إبلي في
الجاهلية أرعاها فأغارت علينا خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعت إبلي
وركبت الفحل فتفاج (7) يبول فنزلت عنه وركبت ناقة فنجوت عليها واستاقوا الإبل
فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت فردها علي ولم يكونوا اقتسموها قال
جواب بن عمارة فأدركت أنا وأخي الناقة التي ركبها عمارة يومئذ إلى رسول الله

(1) في اعلام السائلين " مرجعنا "
(2) وفيه " بهداه "
(3) وفيه " وآتيتم "
(4) بخطه في زوائد الطبراني الكبير " الروم " كما في هامش الأصل.
(5) في اعلام السائلين زيادة " وإنما هي زكاة تزكون بها أموالكم لفقراء المسلمين "
(6) وفيه " بلغ الخبر "
(7) التفاج: المبالغة في تفريج ما بين الرجلين.
30

صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الكبير، وفي اسناده قتيلة بنت جميع عن يزيد
ابن صيف عن أبيه ولم أر أحدا ترجمهم.
(باب الاسلام يجب ما قبله)
عن نعيم بن قعنب الرباحي قال أتيت أبا ذر فلم أجده ورأيت المرأة فسألتها
فقالت هو ذاك في ضيعة له فجاء يقود أو يسوق بعيرين قاطر أحدهما في عجز
صاحبه في عنق كل واحد منهما قربة فوضع القربتين قلت يا أبا ذر ما كان في الناس
أحد أحب إلي أن ألقاه منك ولا أبغض إلي أن ألقاه منك قال لله أبوك وما يجمع
هذا قال قلت اني كنت وأدت في الجاهلية وكنت أرجو في لقائك أن تخبرني أن
لي توبة ومخرجا وكنت أخشى في لقائك أن تخبرني أنة لا توبة لي فقال أفي الجاهلية
قلت نعم قال عفا الله عما سلف - قلت ويأتي بتمامه في عشرة النساء - رواه الإمام أحمد
ورجاله موثقون. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أجلوا الله يغفر لكم قال ابن ثوبان يعني أسلموا. رواه أحمد وفي
اسناده أبو العذراء وهو مجهول. وعن سلمة بن نفيل قال جاء شاب فقعد بين يدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادى بأعلى صوته يا رسول الله أرأيت من لم يدع
سيئة إلا عملها ولا خطيئة الا ركبها ولا أشرف له سهم إلا اقتطعه بيمينه ومن لو
قسمت خطاياه على أهل المدينة لغمرتهم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أو أنت مسلم
قال أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأن وأن محمدا
رسول الله فقال اذهب فقد بدلت
سيئاتك حسنات فقال يا رسول الله وغدراتي وفجراتي قال وغدراتك وفجراتك
ثلاثا فولى الشاب وهو يقول الله أكبر الله أكبر فلم أزل أسمعه يكبر حتى توارى
عني أو خفي عني. رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده يس الزيات يروي
الموضوعات. وعن أبي طويل شطب الممدود أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال أرأيت من عمل الذنوب كلها فلم يترك منها شيئا وهو في ذلك لم يترك حاجة
ولا داجة (1) الا أتاها فهل لذلك من توبة قال فهل أسلمت قال أما أنا فأشهد

(1) أراد بالحاجة الحاجة الصغيرة وبالداجة الحاجة الكبيرة. كفى انها
31

أن لا إله إلا الله وانك رسول الله قال تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن
الله لك خيرات كلهن قال وغدراتي وفجراتي قال نعم. قال الله أكبر فما
زال يكبر حتى توارى. رواه الطبراني والبزار بنحوه ورجال البزار رجال
الصحيح غير محمد بن هارون أبي نشيط وهو ثقة. قلت ويأتي حديث أنس في
فضل لا إله إلا الله في الأذكار. وعن عمرو بن عبسة قال أقبل شيخ يدعم على
عصا حتى قام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله ان لي غدرات وفجرات
فهل يغفر لي قال أليس تشهد أن لا إله إلا الله قال نعم وأشهد أن وأن محمدا
رسول
الله قال فقد غفر لك غدراتك وفجراتك. رواه أحمد والطبراني ورجاله موثقون
الا أنه من رواية مكحول عن عمرو بن عبسة فلا أدري أسمع منه أم لا. وعن
الجارودي العبدي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أبايعه فقلت له على اني ان تركت ديني
ودخلت في دينك لا يعذبني الله في الآخرة قال نعم. رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
(باب فيمن مات يؤمن بالله واليوم الآخر)
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من مات يؤمن
بالله واليوم الآخر قيل له ادخل من أي أبواب الجنة الثمانية شئت. رواه أحمد
وفي إسناده شهر بن حوشب وقد وثق.
(باب في الوسوسة)
عن عثمان يعني ابن عفان رضي الله عنه قال تمنيت أن أكون سألت رسول
الله صلى الله عليه وسلم ماذا ينجينا مما يلقي الشيطان في أنفسنا فقال أبو بكر قد سألته عن ذلك
فقال ينجيكم من ذلك أن تقولوا ما أمرت به عمي أن يقوله فلم يقله. رواه أحمد
وفي إسناده أبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية ذكره ابن حبان في الثقات
والأكثر على تضعيفه. وعن خزيمة يعني ابن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
يأتي الشيطان الانسان فيقول من خلق السماوات فيقول الله فيقول من خلق
الأرض فيقول الله حتى يقول من خلق الله فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل آمنت
بالله ورسله. رواه أحمد والطبراني في الكبير باسناد فيه ابن لهيعة. وعن عائشة
32

رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول من خلقك
فيقول الله فيقول من خلق الله فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل آمنت بالله ورسوله
فان ذلك يذهب عنه. رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجاله ثقات. وعن عائشة
رضي الله عنها قالت شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجدون من الوسوسة وقالوا
يا رسول الله إنا نجد شيئا لو أن أحدنا خر من السماء كان أحب إليه
من أن يتكلم به فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذاك محض الايمان.
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه إلا أن لفظ أبي يعلى أن رجلا قال لعائشة ان
أحدنا يحدث نفسه بشئ لو تلكم به ذهبت آخرته ولو ظهر لقتل فكبرت ثلاثا ثم
قالت سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر ثلاثا ثم قال إنما يختبر بهذا المؤمن. وفي
إسناده شهر بن حوشب. وعن محمد بن جبير أن عمر مر على عثمان وهو جالس
في المسجد فسلم عليه فلم يرد عليه فدخل على أبي بكر فاشتكى ذلك إليه فقال مررت
على عثمان فسلمت عليه فلم يرد علي فقال أين هو قال هو في المسجد قاعد فانطلقا
إليه فقال له أبو بكر ما منعك أن ترد على أخيك حين سلم عليك قال والله ما شعرت
أنه مر بي وأنا أحدث نفسي فلم أشعر أنه سلم فقال أبو بكر فماذا تحدث نفسك
قال خلا بي الشيطان فجعل يلقي في نفسي أشياء ما أحب اني تكلمت بها وان لي
ما على الأرض قلت في نفسي حين ألقى الشيطان ذلك في نفسي يا ليتني سألت رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما الذي ينجينا من هذا الحديث الذي يلقي الشيطان في أنفسنا فقال
أبو بكر فاني والله لقد اشتكيت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألته ما الذي ينجينا
من هذا الحديث الذي يلقي الشيطان في أنفسنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينجيكم من
ذلك أن تقولوا مثل الذي أمرت به عمي عند الموت فلم يفعل. رواه أبو يعلى وعند
أحمد طرف منه، وفي إسناده أبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية وثقه ابن حبان
والأكثر على تضعيفه والله أعلم. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قالوا
يا رسول الله أرأيت أحدنا يحدث نفسه بالشئ الذي لان يخر من السماء فيتقطع
أحب إليه من أن يتكلم به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك محض الايمان. رواه أبو يعلى
33

ورجاله رجال الصحيح إلا يزيد بن أبان الرقاشي (1). وعن أنس رضي الله عنه قال
قالوا يا رسول الله إنا نكون عندك على حال حتى إذا فارقناك نكون على غيره قال كيف
أنتم ونبيكم قالوا أنت نبينا في السر والعلانية قال ليس ذاك النفاق. رواه أبو يعلى
والبزار إلا أن البزار قال كيف أنتم وربكم قالوا الله ربنا في السر والعلانية. ورجال
أبي يعلى رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلق السماء فيقول الله فيقول من
خلق الأرض فيقول الله فيقول من خلق الله فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل آمنت
بالله ورسله. رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله رجال الصحيح خلا احمد
ابن محمد بن نافع الطحان شيخ الطبراني. وعن ابن عباس قال قال رجل للنبي
صلى الله عليه وسلم إني أجد في نفسي الشئ لان أكون حممة أحب إلي من أن أتكلم به فقال
ذاك صريح الايمان. رواه الطبراني في الصغير ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ
الطبراني منتصر (2). وعن أم سلمة رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وسأله
رجل فقال إني أحدث نفسي بالشئ لو تكلمت به لأحبطت آخرتي فقال
لا يلقى ذلك الكلام إلا مؤمن. رواه الطبراني في الأوسط والصغير، وفي
إسناده سيف بن عميرة قال الأزدي يتكلمون فيه. وعن عبد الله يعني
ابن مسعود رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة فقال ذاك
محض الايمان. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح، وشيخ الطبراني
ثقة والله أعلم. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله والذي بعثك
بالحق انه ليعرض في نفسي الشئ لان أكون حممة أحب إلي من أن أتكلم به فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله ان الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضي هذه ولكنه
رضي بالمحقرات من أعمالكم. رواه الطبراني في الكبير وهو من رواية ذر بن
عبد الله عن معاذ ولم يدركه. وعن عمارة بن أبي الحسن أو ابن حسن عن
عمه أن الناس سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة التي يجدها أحدهم لان يسقط

(1) قوله " إلا يزيد بن أبان الرقاشي " زائد في نسخة المؤلف.
(2) منتصر بن تميم بن المنتصر شيخ الطبراني، روى عنه أيضا محمد بن
مخلد وجماعة وذكره الخطيب فلم ينقل فيه جرحا. كما في هامش الأصل.
34

من عند الثريا أحب إليه من أن يتكلم به قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك صريح
الايمان إن الشيطان يأتي العبد فيما دون ذلك فإذا عصم منه وقع فيما هنالك. رواه
البزار ورجاله ثقات أئمة. وعن أبي هريرة رضي الله عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يزال الناس يقولون كان الله قبل كل شئ فما كان قبله. رواه البزار، وله في الصحيح
حديث غير هذا ورجاله موثقون.
(باب)
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء
رجل أقبح الناس وجها وأقبح الناس ثيابا وأنتن الناس ريحا جلفا جافيا يتخطى رقاب
الناس فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من خلقك قال الله قال
فمن خلق السماء قال الله قال فمن خلق الأرض قال الله قال فمن خلق الله؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله - مرتين - وأمسك بجبهته فقام الرجل
فذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بالرجل فطلبناه فكأنه لم يكن فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا إبليس جاء يشكككم في دينكم. رواه الطبراني
في الكبير والأوسط. وفي إسناده عبد الله بن جعفر المديني والد علي بن المديني
وقد رماه الناس بالوضع. قلت وتأتي أحاديث في باب في إبليس وجنوده.
(باب لا يقبل إيمان بلا عمل ولا عمل بلا إيمان)
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبل
إيمان بلا عمل ولا عمل بلا إيمان. رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده سعيد
ابن زكريا واختلف في ثقته وجرحه.
(باب في أصول الدين وبيان فرائضه)
عن عمرو بن عوف بن عبد الله المزني رضي الله عنه قال حفظت عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم اثنى عشر أصلا من أصول الدين. وفي اسناده كثير بن
عبد الله وهو ضعيف الحديث.
35

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بين يدي
الرحمن للوحا فيه ثلاثمائة وخمس عشرة شريعة يقول الرحمن عز وجل وعزتي
وجلالي لا يأتي عبد من عبادي لا يشرك بي شيئا فيه واحدة منها الا دخل الجنة.
رواه أبو يعلى، وفي إسناده عبد الله بن راشد وهو ضعيف. وعن عبيد وكانت له
صحبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الايمان ثلاثمائة وثلاثون شريعة من وافى بشريعة
منهن دخل الجنة. رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده عيسى بن سنان القسملي
وثقه ابن حبان وابن خراش وضعفه الجمهور، و عبد الرحمن بن عبيد لم أر من
ذكره. وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله
عز وجل مائة خلق وستة عشر خلقا من اتاه بخلق منها دخل الجنة. رواه أبو
يعلى في المسند الكبير. وفي رواية أخرى مائة خلق وسبعة عشر خلقا. وفي
إسناده عبد الله بن راشد وهو ضعيف. ورواه البزار من طريق عبد الله بن راشد
وقال مائة وسبع عشرة شريعة (1). وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان لله عز وجل لوحا من زبرجدة خضراء تحت العرش كتب فيه
انا الله لا إله الا أنا ارحم الراحمين خلقت بضعة عشر وثلاثمائة خلق من جاء بخلق
منها مع شهادة لا إله إلا الله ادخل الجنة. رواه الطبراني في الأوسط وفي اسناده
أبو ظلال القسملي وثقه ابن حبان والأكثر على تضعيفه. وعن ابن عباس رضي
الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ثلاثمائة شريعة وثلاث عشرة شريعة
ليس منها شريعة يلقى الله بها صاحبها إلا وهو يدخل بها الجنة. رواه الطبراني
في الأوسط بأسناد فيه عبيد الله بن زحر وهو ضعيف. وعن عبيد وكانت له
صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان ثلاثمائة وثلاثون شريعة
من وافى بواحدة منها دخل الجنة. رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده مجاهيل
والمنهال بن بحر وأبو سنان. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي

(1) وفيه عبد الواحد بن زيد وهو ضعيف جدا - كما في هامش الأصل.
36

صلى الله عليه وسلم قال الايمان بضع وسبعون شعبة أرفعها لا إله إلا الله وأدناها
إماطة الأذى عن الطريق. رواه الطبراني في الأوسط ورجال إسناده مستورون
والله أعلم.
(باب منه في بيان فرائض الاسلام وسهامه)
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام
عشرة أسهم وقد خاب من لا سهم له شهادة أن لا إله إلا الله وهي الملة والثانية
الصلاة وهي الفطرة والثالثة الزكاة وهي الطهرة والرابعة الصوم وهي الجنة
والخامسة الحج وهي الشريعة والسادسة الجهاد وهي الغزوة والسابعة الامر بالمعروف
وهو الوفاء والثامنة النهي عن المنكر وهي الحجة والتاسعة الجماعة وهي الألفة
والعاشرة الطاعة وهي العصمة. رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وفي إسناده
حامد بن آدم مشهور بوضع الحديث. وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ثلاث أحلف عليهن لا يجعل الله من له سهم في الاسلام كمن لا سهم له وأسهم الاسلام
الثلاثة الصلاة والصوم والزكاة ولا يتولى الله عبد (1) في الدنيا فيوليه غيره يوم
القيامة ولا يحب رجل قوما إلا جعله الله معهم (2) والرابعة لو حلفت عليها لرجوت أن
لا آثم لا يستر الله عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة. رواه أحمد ورجاله
ثقات، ورواه أبو يعلى أيضا، وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال بمثله. وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثلاث لو حلفت عليهن لبررت والرابعة لو حلفت عليها رجوت أن
لا آثم لا يجعل الله من له سهم في الاسلام كمن لا سهم له ولا يتولى الله عبده في
الدنيا فيوليه غيره في الآخرة ولا يحب عبد قوما إلا بعثه الله معهم والرابعة لا يستر
الله على عبد في الدنيا إلا ستره يوم المعاد. رواه الطبراني في الكبير، وفيه فضال بن جبير وهو ضعيف. وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

(1) في الأصل " عبدا " وفي هامش الأصل: وضبطه في المسند بخطه
" عبد " هكذا مرفوعا وهو الصواب.
(2) في الهندية " منهم ".
37

الاسلام ثمانية أسهم الاسلام سهم والصلاة سهم والزكاة سهم والحج سهم والجهاد سهم
وصوم رمضان سهم والامر بالمعروف سهم والنهي عن المنكر سهم وقد خاب من لا سهم
له. رواه أبو يعلى، وفي إسناده الحارث وهو كذاب. وعن حذيفة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ثمانية أسهم الاسلام سهم والصلاة سهم
والزكاة سهم وحج البيت سهم والصيام سهم والامر بالمعروف سهم والنهي عن المنكر
سهم والجهاد في سبيل الله سهم وقد خاب من لا سهم له. رواه البزار، وفيه يزيد بن
عطاء وثقه احمد وغيره وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه قال ثلاث لو حلفت عليهن - فذكره موقوفا وإسناده منقطع. وعن
أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن للاسلام ضوءا
وعلامات كمنار الطريق ورأسه وجماعة شهادة ان لا إله إلا الله وأن وأن محمدا
عبده
ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وتمام الوضوء. رواه الطبراني في الكبير.
(باب منه) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
مجلسا فأتاه جبريل عليه السلام فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
واضعا كفيه على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله حدثني عن
الاسلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام أن تسلم وجهك لله عز وجل
وأن تشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن وأن محمدا
عبده
ورسوله قال فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت قال فإذا فعلت ذلك فقد
أسلمت قال يا رسول الله حدثني عن الايمان قال الايمان ان تؤمن بالله
واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والموت والحياة بعد الموت وتؤمن
بالجنة والنار والحساب والميزان وتؤمن بالقدر كله خيره وشره قال فإذا فعلت ذلك
فقد آمنت قال فإذا فعلت ذلك فقد آمنت. قال يا رسول الله حدثني ما الاحسان قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الاحسان أن تعمل لله كأنك تراه فان لا تراه
فإنه يراك قال يا رسول الله فحدثني متى الساعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
38

سبحان الله خمس من الغيب لا يعلمهن الا الله ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث
ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض
تموت ان الله عليم خبير ولكن إن شئت حدثك بمعالم لها دون ذلك قال أجل
يا رسول الله فحدثني قال قال إذا رأيت الأمة ولدت - ربتها - أو ربها - ورأيت أصحاب
البنيان يتطاولون بالبنيان ورأيت الحفاة الجياع العالة كانوا رؤوس الناس فذلك من
معالم الساعة ومن أشراطها قال يا رسول الله ومن أصحاب البنيان الحفاة الجياع العالة
قال العريب. رواه أحمد والبزار بنحوه الا أن في البزار ان جبريل صلى الله عليه وسلم أتى النبي
صلى الله عليه وسلم في هيئة رجل شاحب مسافر. وفي اسناد أحمد شهر بن حوشب. وعن
ابن عامر أو أبي عامر أو أبي مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في مجلس فيه
أصحابه جاءه جبريل عليه السلام في غير صورته يحسبه رجلا من المسلمين فسلم
فرد عليه السلام ثم وضع جبريل يده على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم وقال
يا رسول الله ما الاسلام قال أن تسلم وجهك لله وتشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا
عبده ورسوله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة قال فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت قال نعم
قال ثم قال ما الايمان قال إن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين
والموت والحياة بعد الموت والجنة والنار والحساب والميزان والقدر كله خيره وشره
قال فإذا فعلت ذلك فقد آمنت قال نعم ثم قال ما الاحسان يا رسول الله قال إن
تعبد الله كأنك تراه فإنك ان كنت لا تراه فهو يراك قال فإذا فعلت ذلك فقد
أحسنت قال نعم. ونسمع رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى الذي
يكلمه ولا نسمع كلامه قال فمتى الساعة يا رسول الله فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم سبحان الله خمس من الغيب لا يعلمها إلا الله ان الله عنده علم
الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا
وما تدري نفس بأي أرض تموت ان الله عليم خبير ولكن (1)
ان شئت حدثتك بعلامتين تكونان قبلها قال حدثني قال إذا رأيت الأمة تلد
ربها ويطول أهل البنيان بالبنيان وعاد العالة الحفاة رؤوس الناس قال ومن
أولئك يا رسول الله قال العريب قال ثم ولى قال فلما لم نر طريقه قال

(1) في الأصل " قال السائل) ولعلها مقحمة على ما تقدم وعلى ما في الهندية.
39

سبحان الله هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم والذي نفس محمد بيده
ما جاءني قط الا وأنا أعرفه الا أن تكون هذه المرة. رواه أحمد وفي
اسناده شهر بن حوشب. وعن أنس رضي الله عنه قال بينا رسول الله صلى
الله عليه وسلم جالسا مع أصحابه إذ جاءه رجل عليه ثياب السفر يتخلل الناس
حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده على ركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا محمد ما الاسلام قال شهادة ان لا إله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا
عبده ورسوله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت ان
استطعت إليه سبيلا قال فإذا فعلت ذلك فانا مسلم قال نعم قال صدقت فقال أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا هو يسأله وهو يصدقه كأنه اعلم منه ولا
يعرفون الرجل ثم قال يا محمد ما الايمان قال الايمان أن تؤمن بالله واليوم الآخر
والملائكة والكتاب والنبيين وبالموت وبالبعث وبالحساب وبالجنة وبالنار وبالقدر
كله قال فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن قال نعم قال صدقت قال يا محمد ما الاحسان
قال أن تخشى الله كأنك تراه فإن لم تره فإنه يراك قال فإذا فعلت ذلك فأنا محسن
قال نعم قال صدقت قال يا محمد متى الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل
وأدبر الرجل فذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بالرجل فاتبعوه
يطلبونه فلم يروا شيئا فعادوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول
الله اتبعنا الرجل فطلبناه فما رأينا شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك
جبريل صلى الله عليه وسلم جاءكم ليعلمكم دينكم. رواه البزار وفيه الضحاك
ابن نبراس (1) قال البزار ليس به بأس وضعفه الجمهور. وعن ابن عمر قال أتى
ابن عمر رجل فقال يا أبا عبد الرحمن (2) إنا نسافر فنلقي أقواما يقولون لا قدر قال
فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أن ابن عمر منهم برئ كنا عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذ أتاه رجل حسن الوجه طيب الريح نقي الثوب فقال السلام عليك
يا رسول الله أدنو منك قال ادنه فدنا دنوة قال ذلك مرارا حتى اصطكتا ركبتاه

(1) في الهندية " مرداس " وهو من أغلاطها، على ما في التهذيب
(2) في الهندية " يا أبا عبد الله ".
40

بركبتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما الاسلام قال شهادة أن لا إله إلا الله
وان وأن محمدا
رسول الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام
رمضان والغسل من الجنابة قال فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم قال نعم قال صدقت
فما الايمان قال الايمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والجنة والنار
والقدر خيره وشره حلوه ومره من الله قال فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن قال نعم
قال صدقت فما الاحسان قال تعبد الله كأنك تراه فان تكن لا تراه فإنه يراك
قال فإذا فعلت ذلك فأنا محسن قال نعم قال صدقت قلنا ما رأينا رجلا أطيب ريحا
ولا أشد توقيرا للنبي صلى الله على وسلم وقوله للنبي صلى الله عليه وسلم صدقت فقال النبي صلى الله عليه وسلم علي بالرجل
فقمنا وقمت أنا إلى طريق من طرق المدينة فلم نر شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون
من هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا جبريل يعلمكم مناسك دينكم ما جاءني في
صورة قط الا عرفته إلا في هذه الصورة. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
(باب منه)
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلما برزنا من المدينة إذا راكب يوضع نحونا فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم كأن هذا الراكب أتاكم يريدنا قال فانتهى الرجل إلينا فسلم فرددنا
عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من أين أقبلت قال من أهلي وولدي
وعشيرتي قال فأين تريد قال أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقد أصبته
قال يا رسول الله علمني ما الايمان فقال تشهد أن لا إله إلا الله وأن وأن محمدا
رسول
الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت قال أقررت. قال ثم
إن بعيره دخلت يده في شبكة جرذان فهوى بعيره وهوى الرجل فوقع على هامته
فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بالرجل قال فوثب إليه عمار بن ياسر
وحذيفة بن اليمان فأقعداه فقالا يا رسول الله قبض الرجل فأعرض عنهما رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أما رأيتما إعراضي
عن الرجل فاني رأيت ملكين يدسان في فيه من ثمار الجنة فعلمت أنه مات جائعا
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا والله من الذين قال الله عز وجل (الذين
آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون) قال ثم قال دونكم
41

أخاكم قال فاحتملناه إلى الماء فغسلناه وحنطناه وكفناه وحملناه إلى القبر فقال ألحدوا
ولا تشقوا، وفي رواية هذا ممن عمل قليلا وأجر كثيرا، وفي رواية فدخل خف
بعيره في جحر يربوع. رواها كلها أحمد والطبراني في الكبير وفي إسناده أبو جناب (1)
وهو مدلس وقد عنعنه والله أعلم. وعن جرير رضي الله عنه قال لما بعث النبي
صلى الله عليه وسلم أتيته لأبايعه قال لأي شئ جئت يا جرير قلت جئت لأسلم على
يديك فدعاني إلى شهادة أن لا إله الا الله واني رسول الله وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي
الزكاة المفروضة وتؤمن بالقدر خيره وشره قال فألقى إلي كساءه ثم أقبل على أصحابه
فقال إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه. رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده حصين
ابن عمر مجمع على ضعفه وكذبه. وعن ابن الخصاصية السدوسي قال أتيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم أبايعه فاشترط علي أشهد أن لا إله الا الله وأن وأن محمدا
عبده
ورسوله وتصلي الخمس وتصوم رمضان وتؤدي الزكاة وتحج البيت وتجاهد في
سبيل الله فقلت يا رسول الله أما اثنتان فلا أطيقهما الزكاة فوالله ما لي إلا عشر ذود (2)
هن رسل أهلي وحمولتهم. وأما الجهاد فيزعمون أنه من ولى الدبر فقد باء بغضب
من الله فأخاف إذا حضرني قتال خشعت نفسي فكرهت الموت فقبض
رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وحركها وقال لا صدقة ولا جهاد فبم
تدخل الجنة فبايعته عليهن كلهن. رواه أحمد والطبراني في الكبير
والأوسط واللفظ للطبراني ورجال أحمد موثقون. وعن أنس بن مالك
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شهد أن لا إله الا الله وأني رسول الله مخلصا بهما
وصلى وصام وأدى الزكاة وحج البيت حرمه الله تعالى على النار. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه علي بن مسعدة الباهلي وثقه يحيى بن معين وغيره وضعفه النسائي
وغيره. وعن رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال
ايتلج فقال صلى الله عليه وسلم لخادمه أخرجي إليه فإنه لا يحسن الاستئذان فقولي له فليقل
السلام عليكم أأدخل قال فسمعته يقول ذلك فقلت السلام عليكم أأدخل قال فأذن
أو قال فدخلت فقلت بما أتيتنا قال لم آتكم إلا بخير أتيتكم أن تعبدوا الله وحده
لا شريك له قال شعبة وأحسبه قال وحده لا شريك له وأن تدعوا اللات والعزى

(1) في الهندية " أبو حناب " وهو غلط على ما في التهذيب
(2) من الإبل
42

وأن تصلوا بالليل والنهار خمس صلوات وأن تصوموا من السنة شهرا وأن تحجوا
البيت وأن تأخذوا من أموال أغنيائكم فتردوها على فقرائكم قال فقال هل بقي
من الغيب شئ لا تعلمه قال قد علم الله عز وجل خيرا كثيرا وان من الغيب ما لا
يعلمه الا الله عز وجل الخمس إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في
الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله
عليم خبير - قلت عند أبي داود طرف منه - وقد رواه أحمد ورجاله كلهم ثقات
أئمة. وعن رجل من قيس يقال له ابن المنتفق قال وصف لي رسول الله صلى الله
عليه وسلم فطلبته بمكة فقيل لي هو بمنى فطلبته بمنى فقيل لي بعرفات فانتهيت إليه
فزاحمت عليه حتى خلصت إليه قال فأخذت بخطام راحلة رسول الله صلى الله عليه
وسلم - أو قال بزمامها قال هكذا حدث محمد - حتى اختلفت أعناق راحلتينا قال فما
قرعني رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال ما غير علي - هكذا حدث محمد قال قلت اثنتان
أسئلك عنهما ما ينجيني من النار وما يدخلني الجنة قال فنظر رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى السماء ثم نكس رأسه ثم أقبل علي بوجهه قال إن كنت أوجزت في
المسألة لقد أعظمت وأطولت فاعقل عني إذا أعبد الله لا تشرك به شيئا وأقم الصلاة
المكتوبة وأد الزكاة المفروضة وصم رمضان وما تحب أن يفعله الناس بك فافعله
بهم وما تكره أن تأتي إليك الناس فذر الناس منه ثم قال خل سبيل الراحلة. رواه
أحمد والطبراني في الكبير وفي إسناده عبد الله بن أبي عقيل اليشكري ولم أر أحدا
روى عنه غير ابنه المغيرة بن عبد الله. وعن المغيرة بن سعد عن أبيه أو عن
عمه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة وأخذت بزمام ناقته أو خطامها
فدفعت عنه فقال دعوه قارب ما جاء به قلت نبئني بعمل يقربني من الجنة
ويباعدني من النار قال فرفع رأسه إلى السماء ثم قال لئن كنت
أوجزت لقد أعظمت وأطولت تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي
الزكاة وتحج البيت وتصوم رمضان وتأتي إلى الناس ما تحب أن يأتوه إليك وما كرهت
لنفسك فدع الناس منه خل زمام الناقة. رواه عبد الله من زياداته والطبراني في
الكبير بأسانيد ورجال بعضها ثقات على ضعف في يحيى بن عيسى كثير. وعن
43

حجير عن أبيه وكان يكنى أبا المنتفق قال أتيت مكة فسألت عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقالوا بعرفة فأتيته فذهبت أدنو منه حتى اختلفت عنق راحلتي وعنق
راحلته فقلت يا رسول الله نبئني بما ينجيني من عذاب الله ويدخلني جنته قال ا عبد الله
لا تشرك به شيئا وأقم الصلاة المكتوبة وأد الزكاة المفروضة وحج واعتمر وصم رمضان
وانظر ما تحب الناس ان يأتوه إليك فافعله بهم وما كرهت أن يأتوه إليك فذرهم منه. رواه
الطبراني في الكبير وفي اسناده حجير وهو ابن الصحابي ولم أر من ذكره. وعن علي رضي
الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال بعث الله يحيى بن زكريا إلى
بني إسرائيل بخمس كلمات فلما بعث الله عيسى قال الله تبارك وتعالى يا عيسى قل
ليحيى بن زكريا إما أن تبلغ ما أرسلت به إلى بني إسرائيل وإما أن أبلغهم فخرج
يحيى حتى صار إلى بني إسرائيل فقال إن الله تبارك وتعالى يأمركم أن تعبدوه ولا
تشركوا به شيئا ومثل ذلك كمثل رجل أعتق رجلا وأحسن إليه وأعطاه فانطلق
وكفر نعمته ووالى غيره وان الله يأمركم أن تقيموا الصلاة ومثل ذلك كمثل رجل
أسره العدو فأرادوا قتله فقال لا تقتلوني فان لي كنزا وأنا أفدي نفسي فأعطاهم
كنزه ونجا بنفسه وان الله تبارك وتعالى يأمركم أن تتصدقوا ومثل ذلك كمثل رجل
مشى إلى عدوه وقد أخذ للقتال جنة فلا يبالي من حيث أتى وان الله يأمركم أن
تقرؤا الكتاب ومثل ذلك كمثل قوم في حصنهم صار إليهم عدوهم وقد أعدوا
في كل ناحية من نواحي الحصن قوما فليس يأتيهم عدوهم من ناحية من نواحي
الحصن إلا وبين أيديهم من يدرأهم عنهم من الحصن فذلك مثل من يقرأ القرآن
لا يزال في أحصن حصن ولم أر في كتابي الخامسة. رواه البزار ورجاله موثقون
إلا شيخ البزار الحسن بن محمد بن عباد فاني لم أعرفه (1). وعن سويد بن حجير
قال حدثني خالي فال لقيت النبي صلى الله عليه وسلم بين عرفة والمزدلفة فأخذت
بخطام ناقته فقلت يا رسول الله ما يقربني من الجنة ويباعدني من النار فقال أما لئن

(1) قال البزار حدثنا الحسن بن محمد بن عباد نا محمد بن يزيد بن سنان
نا أبي - فذكر الحديث. قلت فمحمد وأبوه ضعيفان ويزيد أضعف وشيخ البزار
لم يجرحه أحد. كما في هامش الأصل.
44

كنت أوجزت المسألة لقد أعظمت وأطولت أقم الصلاة المكتوبة وأد الزكاة
المفروضة وحج البيت وما أحببت أن يفعله الناس بك فافعله بهم وما كرهت ان
يفعله الناس بك فدع الناس منه خل زمام الناقة. رواه الطبراني في الكبير وفي اسناده قزعة
ابن سويد وثقه ابن معين وغيره وضعفه البخاري وغيره. وعن أبي الدرداء
رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما عصمة
هذا الامر وعراه ووثاقه قال أخلصوا عبادة الله تعالى وأقيموا خمسكم وأدوا
زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم وصوموا شهركم تدخلوا جنة ربكم. رواه الطبراني
في الكبير وفيه يزيد بن مرثد ولم يسمع من أبي الدرداء. وعن عبد الله بن عمرو
رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لقى الله تعالى يوم
القيامة بالصلوات الخمس وصيام رمضان والاغتسال من الجنابة كان عبد الله حقا
ومن أختان منهن شيئا كان عدو الله حقا. رواه الطبراني في الكبير قي إسناده
الحجاج بن رشدين بن سعد ضعفه ابن عدي. وعن جرير قال جاء رجل إلي النبي
صلى الله عليه وسلم فسأله عن الاسلام فقال تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحب للناس ما تحب لنفسك
وتكره لهم ما تكره لنفسك. رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده الحجاج بن أرطاة.
وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من
لم يشرك بالله شيئا بعد إذ آمن به وأقام الصلاة وأدى الزكاة المفروضة وصام رمضان
وسمع وأطاع فمات على ذلك وجبت له الجنة. رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده
محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف. وعن حكيم بن معاوية انه أتى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بما أرسلك ربنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وكل مسلم من مسلم حرام
يا حكيم بن معاوية هذا دينك أينما تكن يكفك. رواه الطبراني في الكبير وفي
إسناده السفر بن نسير وهو ضعيف وروايته عن حكيم أظنها مرسلة والله أعلم.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من أقام الصلاة
وآتى الزكاة وحج البيت وصام رمضان وقرى الضيف دخل الجنة. رواه الطبراني
45

في الكبير وفي إسناده حبيب (1) بن حبيب أخو حمزة بن حبيب الزيات وهو
ضعيف. وعن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقيموا
الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا واعتمروا واستقيموا يستقم بكم. رواه الطبراني في
الكبير والأوسط والصغير وفي إسناده عمران القطان وقد استشهد به البخاري
ووثقه احمد وابن حبان وضعفه آخرون. وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ست من جاء بواحدة منهن جاء وله عهد يوم القيامة
تقول كل واحدة منهن قد كان يعمل بي الزكاة والصلاة والحج والصيام وأداء
الأمانة وصلة الرحم. رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده يونس بن أبي حثمة
ولم أر أحدا ذكره. وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمر أصحابه عند صلاة العتمة أن احشدوا للصلاة غدا فان لي إليكم حاجة فقال رفقة
منهم يا فلان دونك أول كلمة يتكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت التي
تليها لئلا يفوتهم شئ من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغوا من
صلاتهم قال حشدتم كما أمرتكم قالوا نعم يا رسول الله قال اعبدوا ربكم ولا
تشركوا به شيئا هل عقلتم هذه هل عقلتم هذه هل عقلتم هذه قالوا نعم قال أقيموا
الصلاة وآتوا الزكاة أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة هل عقلتم
هذه هل عقلتم هذه هل عقلتم هذه قالوا نعم قال اسمعوا وأطيعوا اسمعوا وأطيعوا
اسمعوا وأطيعوا هل عقلتم هذه هل عقلتم هذه هل عقلتم هذه قالوا نعم فكنا
نرى أن قد جمع لنا الامر كله - قلت عند الترمذي بعضه بغير سياقه - رواه الطبراني في
الكبير وفي إسناده إسحق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي وثقه يحيى بن معين وأبو
حاتم وضعفه النسائي وأبو داود. وعن عمرو بن مرة الجهني قال جاء رجل من قضاعة إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني شهدت ان لا إله إلا الله وأنك رسول
الله وصليت الصلوات الخمس وصمت رمضان وقته وآتيت الزكاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا
شيخي البزار وأرجو إسناده أنه إسناد حسن أو صحيح. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه

(1) هو بضم الحاء وفتح الباء وتصغير الياء من تحت - ذكره ابن عدي
وقال يروي عن الثقات أحاديث لا يرويها غيره، وقال أبو زرعة واه وتركه ابن المبارك.
46

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان وصلى الصلوات الخمس وحج
البيت - لا أدري ذكر الزكاة أم لا - كان حقا على الله أن يغفر له قلت أخبر به الناس
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذر الناس يعملون فان الجنة مائة درجة ما بين كل
درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها درجة وأوسطها وفوقها عرش
الرحمن وفيها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس. رواه البزار وهو من
رواية عطاء بن يسار عن معاذ ولم يسمع منه. قلت وتأتي في الباب بعد هذا أحاديث
من هذا الباب أيضا (1).
(باب فيما بني عليه الاسلام)
عن جرير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام
على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم
رمضان. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والصغير وإسناد أحمد صحيح.
وعن عمارة بن حزم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع فرضهن الله عز
وجل في الاسلام فمن جاء بثلاث لم يغنين عنه شيئا حتى يأتي بهن جميعا الصلاة
والزكاة وصيام رمضان وحج البيت. رواه أحمد والطبراني في الكبير وفي إسناده
ابن لهيعة. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
خمس من جاء بهن مع ايمان دخل الجنة من حافظ على الصلوات الخمس على
وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وصام رمضان وحج البيت إن استطاع إليه
سبيلا وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه وأدى الأمانة قيل يا نبي الله وما أداء الأمانة قال
الغسل من الجنابة إن الله لم يأمن ابن آدم على شئ من دينه غيرها. رواه الطبراني
في الكبير وإسناده جيد. وعن ابن عباس قال حماد بن زيد ولا أعلمه إلا قد
رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال عرى الاسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن
أسس الاسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم شهادة أن لا إله إلا الله
والصلاة المكتوبة وصوم رمضان ثم قال ابن عباس تجده كثير المال لا يزكي

(1) في هامش الأصل: بلغ مقابلة على الأصل على مؤلفه.
47

فلا يزال بذلك كافرا ولا يحل دمه وتجده كثير المال لم يحج فلا يزال بذلك كافرا
ولا يحل دمه. رواه أبو يعلى بتمامه ورواه الطبراني في الكبير بلفظ بني الاسلام
على خمس شهادت أن لا إله إلا الله والصلاة وصيام رمضان فمن ترك واحدة منهن
كان كافرا حلال الدم. فاقتصر على ثلاثة منها ولم يذكر كلام ابن عباس الموقوف
إسناده حسن.
(باب منه ثالث)
وعن معن بن يزيد قال جاء أعرابي فأخذ بخطام ناقة النبي صلى الله عليه
وسلم فقال يا نبي الله دلني على عمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار فقال لقد
أوجزت في المسألة ولقد أعرضت تعبد الله لا تشرك به شيئا وتصلي الخمس وتصوم
رمضان وما كرهت أن يأتيه الناس إليك فأكرهه لهم. رواه الطبراني في الكبير
وفي اسناده وائل أبو كليب بن وائل لم أر من ذكره. وعن عبيد الله بن عمير
الليثي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع إن أولياء الله
المصلون ومن يقيم الصلوات الخمس التي كتبهن الله عليه ويصوم رمضان ويحتسب
صومه ويؤتي الزكاة محتسبا طيبة بها نفسه ويجتنب الكبائر التي نهى الله عنها فقال
رجل من أصحابه يا رسول الله وكم الكبائر قال هي تسع أعظمهن الاشراك بالله
وقتل المؤمن بغير حق والفرار من الزحف وقذف المحصنة والسحر وأكل مال
اليتيم وأكل الربا وعقوق الوالدين المسلمين واستحلال البيت العتيق الحرام قبلتكم
أحياء وأمواتا لا يموت رجل لم يعمل هؤلاء الكبائر ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة
إلا رافق وأن محمدا
صلى الله عليه وسلم في بحبوحة جنة أبوابها مصاريع الذهب - قلت
عند أبي داود بعضه - وقد رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن عبد الله
ابن شقيق عن رجل من بلقين قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي
القرى فقلت يا رسول الله بما أمرت قال أمرت أن تعبدوا الله ولا تشركوا به
شيئا وأن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة قلت يا رسول الله من هؤلاء قال المغضوب
عليهم يعني اليهود فقلت من هؤلاء قال الضالين يعني النصارى قلت فلمن المغنم يا رسول
48

الله قال لله عز وجل سهم ولهؤلاء أربعة أسهم قال فقلت هل أحد أحق بالمغنم من
أحد قال لا حتى السهم يأخذه أحدكم من جنبه فليس بأحق به من أحد. رواه
أبو يعلى وإسناده صحيح. وعن عتبان بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من شهد ان لا إله إلا الله واني رسول الله مخلصا بهما وصلى الصلوات الخمس
حرم الله وجهه على النار. رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده إسحق بن
إبراهيم الصواف وهو متروك الحديث.
(باب في الايمان بالله واليوم الآخر)
عن زيد أبي سلام عن مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان لا إله إلا الله والله أكبر
وسبحان الله والحمد لله والولد الصالح يتوفى فيحتسبه والده وقال بخ بخ لخمس من
لقى الله مستيقنا بهن دخل الجنة يؤمن بالله واليوم الآخر والجنة والنار والبعث
بعد الموت والحساب. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن عمر يعني ابن الخطاب
رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات يؤمن بالله
واليوم الآخر قيل له ادخل من أي أبواب الجنة الثمانية شئت. رواه أحمد وفي
اسناده شهر بن حوشب.
(باب)
عن حذيفة قال: جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم والعباس جالس عن
يمينه وفاطمة رضي الله عنها عن يساره فقال يا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم اعملي لله خيرا فاني لا أغني عنك من الله شيئا يوم القيامة قال يعني ذلك ثلاث
مرات ثم قال يا عباس بن عبد المطلب يا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم اعمل لله
خيرا فاني لا أغني عنك يوم القيامة من الله شيئا ثلاث مرات ثم قال يا حذيفة ادن
فدنوت ثم قال يا حذيفة ادن فدنوت ثم قال يا حذيفة من شهد أن لا إله إلا الله
واني رسول الله وآمن بما جئت به حرم الله عليه النار ووجبت له الجنة قلت يا رسول الله
49

أسر هذا أو أعلنه قال أعلنه. رواه البزار من رواية قطري عن سماك بن حذيفة
وقال البزار لا نعلمه الا في هذا الحديث وقطري لم أعرفه.
(باب في حق الله تعالى على العباد)
عن أبي هريرة قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل
لبعض أهل المدينة فقال يا أبا هريرة هلك المكثرون الا من قال هكذا وهكذا
وهكذا ثلاث مرات حثا بكفيه عن يمينه وعن يساره ثلاث مرات وبين يديه وقليل
ما هم ثم مشى ساعة فقال يا أبا هريرة هل أدلك على كنز من كنوز الجنة قلت بلى
يا رسول الله قال لا حول ولا قوة الا بالله ولا ملجأ من الله الا إليه ثم مشى ساعة
ثم قال هل تدري ما حق الله عز وجل على الناس وما حق الناس على الله قلت الله
ورسوله أعلم قال فان حق الله على الناس أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا فإذا
فعلوا ذلك فحقا على الله أن لا يعذبهم. رواه أحمد، وروى الترمذي منه حديث
لا حول ولا قوة الا بالله، وله عند ابن ماجة الأكثرون هم الأقلون. ورجاله ثقات
أثبات. وعن أبي هريرة قال كان معاذ بن جبل ردف رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما حق الله على العباد قال معاذ: الله ورسوله أعلم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا قال النبي صلى الله عليه وسلم
هل تدري ما حق العباد على الله إذا عبدوه ولم يشركوا به شيئا قال معاذ. الله
ورسوله أعلم قال حقهم عليه أن يدخلهم الجنة قال معاذ يا رسول الله ألا آتي
الناس فأبشرهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا دعهم فيلعملوا. رواه البزار ورجاله
ثقات والله أعلم. وعن حذيفة رضي الله عنه قال كنت ردف النبي صلى الله عليه
وسلم قال يا حذيفة تدري ما حق الله على العباد قلت الله ورسوله أعلم قال إن يعبدوه
ولا يشركوا به شيئا ثم قال يا حذيفة قلت لبيك يا رسول الله قال تدري ما حق العباد
على الله تعالى إذا فعلوا ذلك قلت الله ورسوله أعلم قال يغفر لهم. رواه البزار
ورجاله ثقات وسماك بن الوليد (1) تابعي ثقة ولا أدري سمع من حذيفة أم لا.

(1) فائدة: الذي في إسناد البزار " سماك بن حذيفة " ليس فيه " سماك بن
الوليد " أصلا - كما في هامش الأصل.
50

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه
قال أربع خصال واحدة منهن لي وواحدة لك وواحدة فيما بيني وبينك وواحدة
فيما بينك وبين عبادي فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك علي فما
عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي
بينك وبين عبادي فارض لهم ما ترضى لنفسك. هذا لفظ أبي يعلى، ورواه البزار
وفي إسناده صالح المري وهو ضعيف وتدليس الحسن أيضا. وعن سلمان رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن آدم ثلاثة واحدة لي
وواحدة لك وواحدة بيني وبينك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي
لك فما عملت من عمل جزيتك به فان أغفر فأنا الغفور الرحيم وأما التي بيني وبينك
فعليك الدعاء وعلي الاستجابة والعطاء. رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده حميد
ابن الربيع وثقه غير واحد لكنه مدلس وفيه ضعف. وعن ابن عباس رضي الله
عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل لست بناظر في
حق عبدي حتى ينظر عبدي في حقي رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده
سلام الطويل وهو متروك الحديث ولم أر من وثقه.
(باب منه)
عن عتبة بن عبد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن رجلا يخر على
وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت في مرضات الله عز وجل لحقره يوم القيامة.
رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه بقية وهو مدلس ولكنه صرح بالتحديث. (1)
وعن محمد بن أبي عمرة وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن
رجلا خر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في طاعة الله عز وجل
لحقره ذلك اليوم ولود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب. رواه أحمد
والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر بن عبد الله رضي
الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في السماوات السبع موضع قدم

(1) زاد في الهندية " وبقية رجاله وثقوا ".
51

ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك قائم أو ملك ساجد فإذا كان يوم القيامة قالوا
جميعا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك الا انا لم نشرك بك شيئا. رواه الطبراني في
الكبير وفيه عروة بن مروان.
(باب في طاعة المخلوقات لله تعالى)
عن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس شئ
إلا وهو أطوع لله تعالى من ابن آدم. رواه الطبراني في الصغير بإسنادين وفيه
أبو عبيدة بن الأشجعي ولم أجد من سماه ولا ترجمه وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب تجديد الايمان)
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الايمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فسلوا الله تعالى أن يجدد
الايمان في قلوبكم. رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. وعن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جددوا إيمانكم قيل يا رسول
الله وكيف نجدد إيماننا قال أكثروا من قول لا إله إلا الله. رواه أحمد واسناده
جيد وفيه سمير بن نهار وثقه ابن حبان.
(باب في الاسلام والايمان)
عن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الاسلام
علانية والايمان في القلب قال ثم يشير بيده إلى صدره ثلاث مرات قال ثم يقول
التقوى ههنا التقوى ههنا. رواه أحمد وأبو يعلى بتمامه والبزار باختصار ورجاله رجال
الصحيح ما خلا علي بن مسعدة وقد وثقه ابن حبان وأبو داود الطيالسي وأبو حاتم
وابن معين وضعفه آخرون. وعن أبي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال المؤمنون في الدنيا على ثلاثة أجزاء الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم
يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذي يأمنه الناس على أموالهم
وأنفسهم ثم الذي إذا أشرف له طمع تركه لله عز وجل. رواه أحمد وفيه دراج وقد
52

وثق وضعفه غير واحد. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم بحسب امرئ من الايمان أن يقول رضيت بالله ربا وبمحمد
رسولا وبالإسلام دينا. رواه الطبراني في الأوسط وقال لم يروه عن هشام بن
عروة الا محمد بن عمير. قلت ذكره ابن حبان في الثقات. وعن جابر رضي الله
عنه قال أمر النبي صلى الله عليه وسلم سحيما أن يؤذن في الناس أن لا يدخل
الجنة الا مؤمن. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة واسناده حسن. وعن عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ان الله عز وجل
قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وان الله عز وجل يعطي الدنيا من
يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين الا من أحب فمن أعطاه الدين فقد أحبه والذي نفسي
بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه قلت وما بوائقه
يا نبي الله قال غشه وظلمه. ولا يكسب مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه
ولا يتصدق منه فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره الا كان زاده إلى النار إن
الله لا يمحو السئ بالسئ ولكنه يمحو السئ بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث.
رواه أحمد رجال (1) واسناده بعضهم مستور وأكثرهم ثقات. وعن أنس بن مالك رضي
الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه
ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه.
رواه أحمد وفي إسناده علي بن مسعدة وثقه جماعة وضعفه آخرون. وعن أبي
رزين العقيلي رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت
يا رسول الله كيف يحيي الله الموتى قال أمررت بأرض من أرضك مجدبة ثم مررت
بها مخصبة قال نعم قال كذلك النشور قال يا رسول الله ما الايمان قال أن تشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن وأن محمدا
عبده ورسوله وأن يكون الله
ورسوله أحب إليك مما سواهما وأن تحترق في النار أحب إليك من أن تشرك بالله
وأن تحب غير ذي نسب لا تحبه إلا لله فإذا كنت كذلك فقد دخل حب الايمان
في قلبك كما دخل حب الماء للظمآن في اليوم القائظ (2) قلت يا رسول الله كيف لي

(1) " للرجال " غير موجودة في الأصل
(2) اي الشديد الحر
53

بأن أعلم أني مؤمن قال ما من أمتي أو هذه الأمة عبد يعمل حسنة فيعلم أنها حسنة
وأن الله عز وجل جازيه بها خيرا ولا يعمل سيئة ويستغفر الله عز وجل منها
ويعلم أنه يغفر الا وهو مؤمن. رواه أحمد وفي اسناده سليمان بن موسى وقد
وثقه ابن معين وأبو حاتم وضعفه آخرون. وعن عمرو بن عبسة قال أتيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله من معك على هذا الامر قال حر
وعبد قلت ما الاسلام قال طيب الكلام وإطعام الطعام قلت ما الايمان قال الصبر
والسماحة قال قلت أي الاسلام أفضل قال من سلم المسلمون من لسانه ويده قلت
أي الايمان أفضل قال خلق حسن قلت أي الصلاة أفضل قال طول القنوت
قلت أي الهجرة أفضل قال أن تهجر ما كره ربك - قلت روى مسلم منه من معك
على هذا الامر قال حر وعبد - رواه أحمد وفي إسناده شهر بن حوشب وقد وثق
على ضعف فيه. وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى عليه وسلم المؤمن
من أمنه الناس والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر السوء
والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه. رواه أحمد وأبو
يعلى والبزار ورجاله رجال الصحيح الا علي بن زيد وقد شاركه فيه حميد ويونس
ابن عبيد. وعن سهل بن معاذ عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
السالم من سلم الناس من لسانه ويد. ه رواه أحمد والطبراني في الكبير وفي اسناده
ابن لهيعة عن زبان وكلاهما ضعيف وقد وثق زبان أبو حاتم، ورواه زبان أيضا
فقال المسلم بدل السالم وليس فيه ابن لهيعة. وعن أنس رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم سئل عن المؤمن قال من أمنه جاره ولا يخاف بوائقه فذكر
الحديث. رواه أبو يعلى وفيه مبارك بن فضالة والأكثر على توثيقه. وعن ابن
عباس رضي الله عنهما قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر ومعه
أناس من أصحابه فقال أمؤمنون أنتم فسكتوا ثلاث مرات فقال عمر في آخرهم
نعم نؤمن علي ما أتيتنا به ونحمد الله في الرخاء ونصبر على البلاء ونؤمن بالقضاء
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمن ورب الكعبة. رواه
الطبراني في الأوسط وله في الكبير فقال عمر في آخرهم نعم يا رسول الله فقال
54

رسول الله صلى الله عليه وسلم ومم ذاك فقال عمر نرجو ثوابا من الله فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم مؤمنون ورب الكعبة. وفي إسناده يوسف بن
ميمون وثقه ابن حبان والأكثر على تضعيفه. وعن عبد الله بن زيد الأنصاري
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سئل أحدكم أمؤمن فلا يشك. رواه
الطبراني في الكبير وفي اسناده أحمد بن بديل وثقه النسائي وأبو حاتم وضعفه
آخرون. وعن علقمة قال قال رجل عند عبد الله اني مؤمن فقال عبد الله قل اني
في الجنة لكنا آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله. رواه الطبراني في الكبير
ورجاله ثقات. وعن عثمان بن حنيف قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبل أن يقدم من مكة يدعو الناس إلى الايمان بالله وتصديقا به قولا بلا عمل
والقبلة إلى بيت المقدس فلما هاجر إلينا نزلت الفرائض ونسخت المدينة مكة والقول
فيها ونسخ البيت الحرام بيت المقدس فصار الايمان قولا وعملا. رواه الطبراني
في الكبير وفي اسناده جماعة لم أعرفهم. وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان أن
يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه الا لله وأن لا يرجع في
الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار. رواه الطبراني في الكبير وفيه
فضال بن جبير لا يحل الاحتجاج به. وعن قتادة رضي الله عنه أن ابن مسعود
رضي الله عنه قال ثلاث من كن فيه يجد بهن حلاوة الايمان ترك المراء في الحق
والكذب في المزاح ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه.
رواه الطبراني وقتادة لم يسمع من ابن مسعود. وعن يحيى بن سعيد عن نوفل بن
مسعود قال دخلنا على أنس بن مالك فقلنا حدثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث من كن فيه حرم على
النار وحرمت النار عليه ايمان بالله وحب الله تبارك وتعالى وأن يلقى
في النار فيحترق أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر - قلت له في الصحيح حديث
بغير هذا السياق - رواه أحمد وأبو يعلى، ونوفل بن مسعود لم أر من ذكر له ترجمة
إلا أن المزي (1) قال في ترجمة يحيى القطان روي عن نوفل بن مسعود صاحب أنس.

(1) في الهندية " المزني " وهو من أغلاطها.
55

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من
كن فيه فقد ذاق طعم الايمان من كان لا شئ أحب إليه من الله ورسوله ومن كان
أن يحرق في النار أحب إليه من أن يرتد عن دينه ومن كان يحب لله ويبغض لله.
رواه الطبراني في الكبير والصغير وهو في الصحيح خلا قوله ويبغض لله. وفي
إسناده أبو الحويرث ضعفه مالك وابن معين ووثقه ابن حبان. وعن أبي أمامة
رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله من المسلم قال من سلم المسلمون من لسانه
ويده. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه فضال بن جبير لا يحل الاحتجاج
به. وعن بلال بن الحارث المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم من سلم
المسلمون من لسانه ويده. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله موثقون.
وعن فضالة بن عبد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حجة الوداع
والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. رواه الطبراني في الكبير وإسناده
حسن إن شاء الله.
(باب منه)
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خمس من الايمان من لم يكن فيه شئ منها
فلا إيمان له التسليم لأمر الله والرضا بقضاء الله والتفويض إلى أمر الله والتوكل
على الله والصبر عند الصدمة الأولى ولم يطعم امرؤ حقيقة الاسلام حتى يأمنه الناس
على دمائهم وأموالهم فقال قائل يا رسول الله أي الاسلام أفضل قال من سلم المسلمون
من لسانه ويده علامات كمنار الطريق شهادة أن لا إله إلا الله وأقام الصلاة
وإيتاء الزكاة والحكم بكتاب الله وطاعة النبي الأمي والتسليم على بني آدم إذا
لقيتموهم. رواه البزار وفيه سعيد بن سنان ولا يحتج به.
(باب منه)
عن عمار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من
الايمان الانفاق من الإقتار وبذل السلام للعالم والانصاف من نفسك. رواه
البزار ورجاله رجال الصحيح الا ان شيخ البزار لم أر من ذكره وهو الحسن
ابن عبد الله الكوفي.
56

(باب في كمال الايمان) وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال ثلاث خلال من جمعهن فقد جمع خلال
الايمان فقال له بعض أصحابه يا أبا اليقظان ما هذه الخلال التي زعمت أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من جمعهن فقد جمع الايمان فقال عمار عند ذلك سمعته يقول الانفاق
من الإقتار والانصاف من نفسك وبذل السلام للعالم. رواه الطبراني في الكبير وفيه
القاسم أبو عبد الرحمن وهو ضعيف. وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثلاث من كن فيه استوجب الثواب واستكمل الايمان خلق يعيش به في الناس
وورع يحجزه عن محارم الله وحلم يرده عن جهل الجاهل. رواه البزار وفيه عبد
الله بن سليمان قال البزار حدث بأحاديث لا يتابع عليها. وعن علقمة قال قال
عبيد الله الصبر نصف الايمان واليقين الايمان كله. رواه الطبراني في الكبير
ورجاله رجال الصحيح.
(باب في حقيقة الايمان وكماله)
عن الحارث بن مالك الأنصاري أنه مر بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال له
كيف أصبحت يا حارثة قال أصبحت مؤمنا حقا قال أنظر ما تقول فان لكل قول
حقيقة فما حقيقة إيمانك قال عزفت نفسي عن الدنيا (1) فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري
وكأني أنظر عرش ربي بارزا وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها وكأني
أنظر إلى أهل النار يتضاغون (2) فيها قال يا حارثة عرفت فالزم. رواه الطبراني في
الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه من يحتاج إلى الكشف عنه. وعن أنس رضي الله
عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لقى رجلا يقال له حارثة في بعض سكك المدينة فقال كيف
أصبحت يا حارثة قال أصبحت مؤمنا حقا قال إن لكل إيمان حقيقة فما حقيقة إيمانك قال
عزفت نفسي عن الدنيا فأظمأت نهاري وأسهرت ليلي وكأني بعرش ربي بارزا وكأني
بأهل الجنة في الجنة يتنعمون فيها وكأني بأهل النار في النار يعذبون. فقال النبي صلى الله عليه
وسلم أصبت فالزم مؤمن نور الله قلبه. رواه البزار وفيه يوسف بن عطية لا يحتج به.

(1) اي كرهتها
(2) اي يضجون ويتصايحون.
57

(باب منه)
عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا يبلغ عبد حقيقة الايمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم
يكن ليصيبه. رواه البزار وقال إسناده حسن. وعن عمرو بن الحمق قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا يحق العبد حقيقة الايمان حتى يغضب لله ويرضى
لله فإذا فعل ذلك استحق حقيقة الايمان وإن أحبابي وأوليائي الذين يذكرون
بذكرى وأذكر بذكرهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه رشدين بن سعد
والأكثر على تضعيفه.
(باب منه في كمال الايمان)
عن عمير بن قتادة أن رجلا قال يا رسول الله أي الصلاة أفضل قال طول
القنوت قال أي الصدقة أفضل قال جهد المقل قال أي المؤمنين أكمل إيمانا قال
أحسنهم خلقا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سويد أبو حاتم اختلف في ثقته
وضعفه، وتأتي أحاديث من هذا بعد. عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا. رواه البزار وفيه أبو
أيوب عن محمد بن المنكدر ولا أعرفه (1). وعن أنس رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا وإن حسن
الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل المؤمنين
إيمانا أحسنهم خلقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ولا خير فيمن
لا يألف ولا يؤلف. رواه الطبراني في الأوسط وقال لم يروه عن محمد بن عيينة
إلا يعقوب بن أبي عباد القلزمي ولم أر من ذكره.
(باب في خصال الايمان)
وقد تقدمت أحاديث كثيرة من هذا في باب الاسلام والايمان. عن أنس

(1) أبو أيوب هذا سليمان بن بلال مدني ثقة مشهور، والحديث صحيح
الاسناد. كما في هامش الأصل.
58

ابن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من أخلاق
الايمان من إذا غضب لم يدخله غضبه في باطل ومن إذا رضى لم يخرجه رضاه من
حق ومن إذا قدر لم يتعاط ما ليس له. رواه الطبراني في الصغير وفيه بشر بن
الحسين وهو كذاب. وعن جابر رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن الايمان قال الصبر والسماحة. رواه أبو يعلى وفيه يوسف بن محمد
ابن المنكدر وهو متروك.
(باب أي العمل أفضل وأي الدين أحب إلى الله)
عن عمرو بن عبسة قال قال رجل يا رسول الله ما الاسلام قال أن يسلم قلبك
وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك قال فأي الاسلام أفضل قال الايمان قال وما
الايمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت قال فأي
الايمان أفضل قال الهجرة قال ما الهجرة قال أن تهجر السوء قال فأي الهجرة
أفضل قال الجهاد قال وما الجهاد قال إن تقاتل الكفار إذا لقيتهم - قال فأي الجهاد
أفضل قال من عقر جواده وأهريق دمه - قلت وهو يأتي بتمامه في فضل الحج.
رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن سلام رضي
الله عنه قال بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع القوم وهم
يقولون أي الأعمال أفضل يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إيمان بالله وجهاد في سبيل الله وحج مبرور ثم سمع نداء في الوادي يقول أشهد
أن لا إله الا الله وأن وأن محمدا
رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا
أشهد وأشهد ألا يشهد بها أحد الا برئ من الشرك. رواه أحمد والطبراني في
الكبير ورجال أحمد موثقون. وعن عبادة بن الصامت رحمة الله عليه أن رجلا
أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله أي العمل أفضل قال ايمان بالله
وتصديق به وجهاد في سبيله وحج مبرور قال أريد أهون من ذلك يا رسول الله قال
السماحة والصبر قال أريد أهون من ذلك يا رسول الله قال لا تتهم الله
تبارك وتعالى في شئ قضى لك به. رواه أحمد وفي اسناده ابن لهيعة.
وعن عمرو بن العاص قال سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم
59

أي العمل أفضل فال إيمان بالله وتصديق وجهاد في سبيله وحج مبرور قال أكثرت
يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلين الكلام وبذل الطعام وسماح
وحسن خلق قال الرجل أريد كلمة واحدة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
اذهب لا تتهم الله عز وجل على نفسك. رواه أحمد وفي إسناده رشدين وهو ضعيف.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي
الأديان أحب إلى الله قال الحنيفية السمحة. رواه أحمد والطبراني في الكبير
والأوسط والبزار، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ولم يصرح بالسماع. وعن عبادة
ابن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أفضل الايمان
أن تعلم أن الله معك حيثما كنت. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وقال تفرد
به عثمان بن كثير، قلت ولم أر من ذكره بثقة ولا جرح. وعن أبي هريرة رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحب الدين إلى الله الحنيفية
السمحة. رواه في الأوسط وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري منكر الحديث. وعن
عمر بن عبد العزيز عن أبيه أحسبه قد ذكر جده أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل
أي الاسلام أفضل قال الحنيفية السمحة. رواه البزار وفيه عبد العزيز بن أبان
كذاب وضاع. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أشرف الايمان أن يأمنك الناس وأشرف الاسلام أن يسلم الناس من لسانك
ويدك وأشرف الهجرة أن تهجر السيئات وأشرف الجهاد أن تقتل وتعقر فرسك.
رواه الطبراني في الصغير وقال تفرد به منبه. وعن أنس رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم خير دينكم أيسره. رواه الطبراني في الصغير وقال
تفرد به إسماعيل بن يزيد. وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه سئل أي الاسلام أفضل قال من سلم الناس من لسانه ويده قيل فأي
الجهاد أفضل قال من عقر جواده وأهريق دمه قيل فأي الصلاة أفضل قال طول
القنوت. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. قلت وتأتي أحاديث من نحو
هذا في فضل الجهاد وفضل الحج. وعن عمرو بن عبسة قال اتيت النبي صلى الله
عليه وسلم فقلت يا رسول الله من تبعك على هذا الامر قال حر وعبد قلت يا رسول
60

الله ما الاسلام قال طيب الكلام وإطعام الطعام قلت يا رسول الله فما الايمان قال
الصبر والسماحة قلت فأي الاسلام أفضل قال من سلم المسلمون من لسانه ويده
قلت فأي الايمان أفضل قال خلق حسن قلت أي الصلاة أفضل قال طول القنوت
قلت فأي الهجرة أفضل قال أن تهجر السوء قلت فأي الجهاد أفضل قال من عقر
جواده وهريق دمه - قلت في الصحيح منه من تبعك على هذا الامر قال حر وعبد
وروى ابن ماجة منه أي الجهاد أفضل. رواه الطبراني في الكبير وفيه شهر بن
حوشب. وعن معاذ بن أنس أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل
الايمان قال أن تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في ذكر الله قال وماذا يا رسول
الله قال وأن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك وأن تقول خيرا
أو تصمت - قلت روى الترمذي بعضه بغير سياقه - ورواه الطبراني في الكبير وفي
إسناده ابن لهيعة.
(باب في نية المؤمن وعمل المنافق) عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم نية المؤمن خير من عمله وعمل المنافق خير من نيته وكل يعمل على
نيته فإذا عمل المؤمن عملا ثار في قلبه نور. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون
الا حاتم بن عباد بن دينار الجرشي لم أر من ذكر له ترجمة.
(باب في قوله خير دينكم أيسره ونحو ذلك)
عن أنس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يسروا ولا تعسروا
وسكنوا ولا تنفروا (1). رواه البزار ورجاله ثقات. وعن الاعرابي الذي
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خير دينكم أيسره. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح. وعن عروة الفقيمي قال كنا ننتظر رسول الله صلى

(1) هذا الحديث أخرجه الشيخان والنسائي من هذا الوجه فلا فائدة في
استدراكه. كما في هامش الأصل.
61

الله عليه وسلم فخرج رجل يقطر رأسه من وضوء أو غسل فصلى فلما قضى الصلاة
جعل الناس يسألونه يا رسول الله أعلينا حرج في كذا فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أيها الناس إن دين الله في يسر - ثلاثا يقولها. وقال يزيد مرة جعل
الناس يقولون يا رسول الله ما تقول في كذا ما تقول في كذا ما تقول في كذا. رواه
أحمد والطبراني في الكبير وأبو يعلى وفيه عاصم بن هلال وثقه أبو حاتم وأبو
داود وضعفه النسائي وغيره وغاضرة لم يرو عنه غير عاصم هكذا ذكره المزي.
وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا الدين
متين فأوغلوا فيه برفق. رواه أحمد ورجاله موثقون إلا أن خلف بن مهران
لم يدرك أنسا والله أعلم. وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق فان المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.
رواه البزار وفيه يحيى بن المتوكل أبو عقيل وهو كذاب. وعن بريدة الأسلمي
رضي الله عنه قال خرجت ذات يوم لحاجة وإذا أنا بالنبي صلى الله عليه وسلم يمشي بين
يدي فأخذ بيدي فانطلقنا نمشي جميعا فإذا نحن بين أيدينا رجل يصلي يكثر
الركوع والسجود فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتراه يرائي فقلت الله ورسوله أعلم فترك يده
من يدي ثم جمع يديه فجعل يصوبهما ويرفعهما ويقول عليكم هديا قاصدا عليكم هديا
قاصدا عليكم هديا قاصدا فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه.
رواه أحمد ورجاله موثقون. وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم الاسلام ذلول لا تركب إلا ذلولا. رواه أحمد وفي إسناده أبو
خلف الأعمى منكر الحديث. وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لا تشددوا على أنفسكم فإنما هلك من كان قبلكم بتشديدهم
على أنفسهم وستجدون بقاياهم في الصوامع والديارات. رواه الطبراني في الأوسط
والكبير وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وثقه جماعة وضعفه آخرون. وعن
سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم والغلو فان بني
إسرائيل قد غلا كثير منهم حتى كانت المرأة القصيرة تتخذ حقين من خشب
فتحشوهما ثم تولج فيهما رجليها ثم تقوم إلى جنب المرأة الطويلة فتمشي معها فإذا
62

هي قد تساوت بها وكانت أطول منها. رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي
قال ابن معين كذاب خبيث. وعن عبد الله بن بسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
سددوا وأبشروا فان الله تعالى ليس إلى عذابكم بسريع وسيأتي قوم لا حجة لهم.
رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية ولكنه صرح بالتحديث.
(باب دخول الايمان في القلب قبل القرآن)
وعن عبد الله بن عمرو قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله إني أقرأ القرآن فلا أجد قلبي يعقل عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
قلبك حشي الايمان وإن الايمان يعطي العبد قبل القرآن. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة.
(باب في قلب المؤمن وغيره)
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القلوب
أربعة قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر وقلب أغلف مربوط عليه غلافه وقلب
منكوس وقلب مصفح فأما القلب الأجرد فقلب المؤمن فيه سراجه فيه نوره وأما
القلب الأغلف فقلب الكافر وأما القلب المنكوس فقلب المنافق عرف ثم أنكر
وأما القلب المصفح فقلب فيه إيمان ونفاق فمثل الايمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء
الطيب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم فأي المدتين غلبت على
الأخرى غلبت عليه. رواه أحمد والطبراني في الصغير وفي إسناده ليث بن أبي سليم.
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا أبا أمامة إن من المؤمنين من يلين لي قلبه. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(باب زيادة إيمان المؤمنين بعضهم على بعض)
عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن في الدنيا
على ثلاثة أجزاء الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم
في سبيل الله والذي يأمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ثم الذي إذا أشرف له طمع

(1) في نسخة " باب زيادة إيمان بعض المؤمنين على بعض ".
63

تركه لله عز وجل. رواه أحمد وفيه دراج وثقه ابن معين وضعفه آخرون. وعن ابن عمر
رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نعلم شيئا خيرا من مائة مثله إلا
الرجل المؤمن. رواه أحمد والطبراني في الأوسط والصغير إلا أن الطبراني قال
في الحديث لا نعلم شيئا خيرا من الف مثله. ومداره على أسامة بن زيد بن أسلم
وهو ضعيف جدا.
(باب في إيمان الملائكة)
عن عائشة رضي الله عنها قالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبوح به ان أحدا
علي ايمان جبريل وميكائيل عليهما السلام. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن
ابن أبي جعفر الجفري وهو متروك لا يحتج به. (1)
(باب في الاسراء)
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان ليلة أسري
بي وأصبحت بمكة فضعت (2) بأمري وعرفت أن الناس مكذبي فقعدت معتزلا
حزينا فمر به عدو الله أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ هل كان
من شئ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال وما هو قال إني أسري بي الليلة قال إلى
أين قال إلى بيت المقدس قال ثم أصبحت بين ظهرانينا قال نعم فلم يره انه يكذب
مخافة أن يجحده الحديث ان دعا قومه إليه قال أرأيت ان دعوت قومك أتحدثهم
ما حدثتني قال نعم قال هيا معشر بني كعب بن لؤي حي قال فانتقضت إليه المجالس
وجاؤا حتى جلسوا إليهما قالوا حدث قومك بما حدثتني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) هنا في هامش الأصل: بلغ مقابلة على نسخة الأصل سماعا على المؤلف
في المجلس الثالث بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر.
(2) في زوائد البزار " ففظعت " هكذا وجدته فيها بخطه. وأورده في النهاية بالظاء فقال فيه:
فظعت بأمري أي اشتد علي وهبته - انتهي. ففي ايراد المصنف له بالضاد في المجمع
نظر، ولكنه أورده في زوائد البزار بالظاء بخطه ولم أر هذه اللفظة في زوائد
الكبير والصغير والوسط - كما في هامش الأصل.
64

إني أسري بي الليلة قالوا إلى أين قال إلى بيت المقدس قالوا ثم أصبحت بين
ظهرانينا قال نعم قال فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجبا للكذب
زعم قالوا وتستطيع أن تنعت لنا المسجد وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأي
المسجد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت أنعت فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض
النعت قال فجئ بالمسجد وأنا أنظر حتى وضع دون دار عقيل - أو عقال - فنعته وأنا
أنظر إليه. قال وكان مع هذا نعت لم أحفظه قال فقال القوم أما النعت فوالله لقد
أصاب. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال
الصحيح. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كانت
ليلة أسري بي أتيت على رائحة طيبة فقلت يا جبريل ما هذه الرائحة قال هذه رائحة
ماشطة ابنة فرعون وأولادها قلت وما شأنها قال بينا هي تمشط ابنة فرعون ذات
يوم إذ سقط المدري من يدها فقالت بسم الله فقالت لها ابنة فرعون أبي قالت لا
ولكن ربي ورب أبيك الله قالت أخبره بذا قالت نعم فأخبرته فدعاها فقال يا فلانة
وان لك ربا غيري قالت نعم ربي وربك الله (1) وأمر بنقرة (2) من نحاس فأحميت ثم أمر
أن تلقى هي وأولادها فيها قالت له إن لي إليك حاجة قال وما حاجتك قالت أحب
أن تجمع عظامي وعظام أولادي في ثوب واحد فتدفننا جميعا قال ذلك
علينا من الحق قال فأمر بأولادها فألقوا بين أيديها واحدا واحدا
إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مرضع كأنها تقاعست من أجله
قال يا أمه اقتحمي فأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فاقتحمت. قال
ابن عباس تكلم أربع صغار عيسى بن مريم عليه السلام وصاحب جريج
وشاهد يوسف وابن ماشطة ابنة فرعون. رواه أحمد والبزار والطبراني في
الكبير والأوسط وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط. وعن أبي بن
كعب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرج سقف بيتي
وأنا بمكة فنزل جبريل صلى الله عليه وسلم ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم
ثم جاء بطست ممتلئ حكمة وايمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج

(1) في الهندية زيادة " وفي رواية: ربي وربك في السماء ".
(2) النقرة: قدر يسخن فيها الماء وغيره، وقيل هو بالباء كما في نسخة المؤلف.
65

بي إلى السماء فلما جاء السماء الدنيا فاستفتح قال من هذا قال جبريل صلى الله عليه وسلم
قال هل معك أحد قال نعم معي محمد قال أرسل إليه قال نعم فافتح فلما علونا السماء
الدنيا إذا رجل عن يمينه أسودة (1) وعن يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه تبسم
وإذا نظر قبل يساره بكى قال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قال قلت
لجبريل صلى الله عليه وسلم من هذا قال هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وشماله
نسم بنيه فأهل اليمين هم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر
قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى قال ثم عرج بي جبريل صلى الله عليه
وسلم حتى جاء السماء الثانية فقال لخازنها افتح فقال له خازنها مثل ما قال خازن
سماء الدنيا ففتح له. رواه عبد الله من زياداته على أبيه ورجاله رجال الصحيح.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة
أسري بي لما انتهينا إلى السماء السابعة فنظرت فوق - قال عفان فوقي - فإذا أنا برعد
وبروق وصواعق قال فأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج
بطونهم قلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء أكلة الربا فلما نزلت إلى السماء الدنيا
فنظرت أسفل مني فإذا أنا بريح وأصوات ودخان فقلت ما هذا يا جبريل قال هذه
شياطين يحرفون على أعين بني آدم لا يتفكرون في ملكوت السماوات والأرض
ولولا ذلك لرأوا العجائب. رواه أحمد - وروى ابن ماجة منه قصة أكلة الربا
وفيه أبو الصلت لا يعرف ولم يرو عنه غير علي بن زيد. وعن أبي هريرة ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال رأيت ليلة أسرى بي وضعت قدمي حيث توضع أقدام الأنبياء من
بيت المقدس فعرض علي عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فإذا أقرب الناس به شبها عروة
ابن مسعود وعرض علي موسى صلى الله عليه وسلم فإذا رجل ضرب من الرجل كأنه من رجال
شنوءة وعرض علي إبراهيم صلى الله عليه وسلم فإذا أقرب الناس به شبها صاحبكم صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد وفيه عمر بن أبي سلمة وثقه أحمد ويحيى وابن حبان وضعفه علي بن
المديني وغيره. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت
المقدس ثم جاء من ليلته فحدثهم بمسيره وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم فقال ناس قال
حسن نحن نصدق وأن محمدا
بما يقول فارتدوا كفار فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل
وقال أبو جهل يخوفنا محمد شجرة الزقوم هاتوا تمرا وزبدا فتزقموا. فذكر الحديث.

(1) أسودة: جمع قلة لسواد وهو الشخص لأنه يرى من بعيد أسود.
66

رواه أحمد ورجاله ثقات ألا ان هلال بن خباب قال يحيى القطان انه تغير قبل
موته وقال يحيى بن معين لم يتغير ولم يختلط ثقة مأمون، ورواه أبو يعلى وزاد قال
ورأي الدجال في صورته رؤيا عين ليس رؤيا منام وعيسى بن مريم وإبراهيم قال
فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال فقال رأيته فيلمانيا (1) أقمر هجان إحدى
عينيه قائمة كأنها كوكب دري كأن شعره أغصان شجرة ورأيت عيسى شابا أبيض
جعد الرأس حديد البصر مبطن الخلق ورأيت موسى أسحم أدم كثير الشعر
شديد الخلق ورأيت إبراهيم فلا أنظر إلى إرب (2) من آرابه إلا نظرت إليه كأنه صاحبكم
قال وقال لي جبريل عليه السلام سلم أبيك فسلمت عليه.
(باب منه في الاسراء)
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بفرس
يجعل كل خطوة منه أقصى بصره فسار وسار معه جبريل صلى الله عليه وسلم فأتى
على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال يا جبريل
من هؤلاء قال هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف
وما أنفقوا من شئ فهو يخلفه ثم أتى على قوم ترضخ (3) رؤوسهم بالصخر كلما
رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شئ قال يا جبريل من هؤلاء قال
هؤلاء الذين تثاقلت رؤوسهم عن الصلاة ثم أتى على قوم على أدبارهم رقاع وعلي
أقبالهم رقاع يسرحون كما تسرح الانعام إلى الضريع والزقوم (4) ورضف (5)
جهنم قال ما هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم
الله وما الله بظلام للعبيد ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم في قدر نضيج ولحم آخر
نئ خبيث فجعلوا يأكلون الخبيث ويدعون النضيج الطيب قال يا جبريل من هؤلاء
قال الرجل من أمتك يقوم من عند امرأته حلالا فيأتي المرأة الخبيثة فيبيت معها

(1) اي عظيم الجثة
(2) الإرب بالكسر: العضو
(3) الرضخ: الدق والكسر
(4) الضريع: نبت بالحجاز له شوك كبار، والزقوم. نبات في البادية له زهر ياسميني
الشكل - كما في النهاية والقاموس.
(5) الرضف: الحجارة المحماة.
67

حتى يصبح والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا فتأتي الرجل الخبيث فتبيت
عنده حتى تصبح ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها وهو يريد
ان يزيد عليها فقال يا جبريل من هذا قال هذا رجل من أمتك عليه أمانه الناس
لا يستطيع أداءها وهو يزيد عليها ثم أتى على قوم تقرض شفاهم وألسنتهم بمقاريض
من حديد كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شئ قال يا جبريل
ما هؤلاء قال خطباء الفتنة ثم أتى علي جحر صغير يخرج منه ثور عظيم فيريد الثور
أن يدخل من حيث خرج فلا يستطيع فقال ما هذا يا جبريل قال هذا الرجل يتكلم
بالكلمة العظيمة فيندم عليها فيريد ان يردها فلا يستطيع ثم أتى علي واد
فوجد ريحا طيبة ووجد ريح مسك مع صوت فقال ما هذا قال صوت الجنة
تقول يا رب إئتني بأهلي وبما وعدتني فقد كثر غرسي وحريري وسندسي
وإستبرقي وعبقري ومرجاني وقصبي وذهبي وأكوابي وصحافي وأباريقي وفواكهي
وعسلي وثيابي ولبني وخمري إئتني بما وعدتني قال لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن
ومؤمنة ومن آمن بي وبرسلي وعمل صالحا ولم يشرك بي شيئا ولم يتخذ من دوني
أندادا فهو آمن ومن سألني أعطيته ومن أقرضني جزيته ومن توكل علي كفيته
إني أنا الله لا إله إلا أنا لا خلف لميعادي قد أفلح المؤمنون تبارك الله أحسن
الخالقين فقالت قد رضيت ثم أتى على واد فسمع صوتا منكرا فقال يا جبريل ما هذا
الصوت قال هذا صوت جهم تقول يا رب إئتني بأهلي وبما وعدتني فقد كثر
سلاسلي وأغلالي وسعيري وحميمي وغساقي وغسليني وقد بعد قعري واشتد حرى
إئتني بما وعدتني قال لك كل مشرك ومشركة وخبيث وخبيثة وكل جبار لا يؤمن
بيوم الحساب قالت قد رضيت ثم سار حتى أتى بيت المقدس فنزل فربط فرسه إلى
صخرة فصلى مع الملائكة فلما قضيت الصلاة قالوا يا جبريل من هذا معك قال
هذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين قالوا وقد أرسل إليه قال نعم
قالوا حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ثم لقوا أرواح الأنبياء فأثنوا
على ربهم تعالى فقال إبراهيم صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي اتخذني خليلا
وأعطاني ملكا عظما وجعلني أمة قانتا واصطفاني برسالاته وأنقذني من النار
68

وجعلها علي بردا وسلاما ثم إن موسى عليه السلام أثني على ربه فقال الحمد لله الذي كلمني
تكليما واصطفاني وأنزل علي التوراة وجعل هلاك فرعون على يدي ونجاة بني إسرائيل
على يدي ثم إن داود صلى الله عليه وسلم أثنى علي ربه فقال الحمد لله الذي جعل لي
ملكا وأنزل علي الزبور وألان لي الحديد وسخر لي الجبال يسبحن معي والطير وآتاني
الحكمة وفصل الخطاب ثم إن سليمان عليه السلام أثنى على ربه تبارك وتعالى
فقال الحمد لله الذي سخر لي الرياح والجن والانس وسخر لي الشياطين يعملون
ما شئت من محاريب وتماثيل وجفان كالجوابي وقدور راسيات وعلمني منطق الطير
وأسال لي عين القطر وأعطاني ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ثم إن عيسى صلى
الله عليه وسلم أثنى على ربه فقال الحمد لله الذي علمني التوراة والإنجيل وجعلني
أبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى باذنه ورفعني وطهرني من الذين كفروا
وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم ولم يجعل للشيطان علينا سبيلا. وأن محمدا
صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه فقال كلكم أثنى على ربه وأنا مثن على ربي الحمد
لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ونذيرا وأنزل علي القرآن فيه
نبيان كل شئ وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس وجعل أمتي وسطا وجعل
أمتي هم الأولون وهم الآخرون وشرح لي صدري ووضع عني وزري ورفع لي
ذكري وجعلني فاتحا وخاتما فقال إبراهيم صلى الله عليه وسلم بهذا فضلكم محمد
صلى الله عليه وسلم ثم أتى بآنية ثلاثة مغطاة فدفع إليه إناء فيه ماء فقيل له اشرب
ثم دفع إليه إناء آخر فيه لبن فشرب حتى روى ثم دفع إليه إناء خمر فقال قد رويت
لا أذوقه فقيل له أصبت أما إنها ستحرم على أمتك ولو شربتها لم يتبعك من أمتك إلا قليل
ثم صعد به إلى السماء فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن
معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه
الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجئ جاء فدخل فإذا بشيخ
جالس تام الخلق لم ينقص من خلقه شيئا كما ينقص من خلق البشر عن يمينه باب
يخرج منه ريح طيبة وعن شماله باب تخرج منه ريح خبيثة إذا نظر إلى الباب الذي
عن يمينه ضحك وإذا نظر إلى الباب الذي عن يساره بكى وحزن فقال يا جبريل
69

من هذا الشيخ وما هذان البابان قال هذا أبوك آدم وهذا الباب الذي عن يمينه
باب الجنة إذا رأى من يدخله من ذريته ضحك واستبشر وإذا نظر إلى الباب
الذي عن شماله باب جهنم من يدخله من ذريته بكى وحزن ثم صعد إلى السماء الثانية
فاستفتح فقال من هذا فقال جبريل قالوا ومن معك قال محمد رسول الله صلى الله
عليه وسلم قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ
ونعم الخليفة ونعم المجئ جاء فدخل فإذا هو بشابين فقال يا جبريل ما هذان الشابان
قال هذا عيسى ويحيى ابنا الخالة ثم صعد إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقالوا
من هذا معك قال محمد قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ وخليفة
فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجئ جاء فدخل فإذا هو برجل جالس قد فضل على الناس
في الحسن كما فضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب فقال من هذا يا جبريل
قال أخوك يوسف صلى الله عليه وسلم ثم صعد إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل
فقالوا من هذا معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا
حياه الله من أخ وخليفة ونعم المجئ جاء فدخل فإذا هو برجل فقال يا جبريل
ما هذا الرجل الجالس قال هذا أخوك إدريس رفعه الله مكانا عليا ثم صعد به
إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقالوا من هذا معك قال محمد صلى الله عليه وسلم
قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة
ونعم المجئ جاء فدخل فإذا هو برجل جالس يقص عليهم قال يا جبريل من هذا ومن
هؤلاء الذين حوله قال هذا هارون صلى الله عليه وسلم المخلف في قومه وهؤلاء
قومه من بني إسرائيل ثم صعد به إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقالوا من
هذا معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله
من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجئ جاء فإذا هو برجل جالس فجاوزه
فبكى الرجل فقال يا جبريل من هذا قال موسى صلى الله عليه وسلم قال ما يبكيه قال
تزعم بني إسرائيل اني أفضل الخلق وهذا قد خلفني فلو أنه وحده ولكن معه كل أمته
ثم صعد بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقالوا من معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قالوا
وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجئ
70

جاء فإذا برجل أشمط جالس على كرسي عند باب الجنة وعنده قوم جلوس في ألوانهم شئ
قال عيسى يعني أبا جعفر الرازي وسمعته مرة يقول سود الوجوه فقام هؤلاء الذين
في ألوانهم شئ فدخلوا نهرا يقال له نعمة الله فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من
ألوانهم شئ فدخلوا نهرا آخر يقال له رحمة الله فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص
من ألوانهم شئ فدخلوا نهرا آخر فذلك قوله تعالى (وسقاهم ربهم شرابا طهورا)
فخرجوا وقد خلصت ألوانهم مثل ألوان أصحابهم فجلسوا إلى أصحابهم فقال
يا جبريل من هذا الأشمط الجالس ومن هؤلاء البيض الوجوه ومن هؤلاء الذين
في ألوانهم شئ فدخلوا هذه الأنهار فاغتسلوا فيها ثم خرجوا وقد خلصت ألوانهم
قال هذا أبوك إبراهيم صلى الله عليه وسلم أول من شمط على الأرض وهؤلاء القوم البيض
الوجوه قوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم وهؤلاء الذين في ألوانهم شئ قد خلصوا عملا
صالحا وآخر سيئا تابوا فتاب الله عليهم ثم مضى إلى السدرة فقيل له هذه السدرة
المنتهى ينتهي كل أحد من أمتك خلا على سبيلك وهي السدرة المنتهى يخرج
من أصلها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة
للشاربين وأنهار من عسل مصفى وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما
وإن ورقة منها مظلة الخلق فغشيها نور وغشيتها الملائكة قال عيسى فذلك قوله (إذا
يغشى السدرة ما يغشى) فقال تبارك وتعالى له سل فقال إنك اتخذت إبراهيم خليلا
وأعطيته ملكا عظيما وكلمت موسى تكليما وأعطيت داود ملكا عظيما وألنت له
الحديد وسخرت له الجبال وأعطيت سليمان ملكا عظيما وسخرت له الجن والإنس
والشياطين والرياح وأعطيته ملكا لا ينبغي لأحد من بعده وعلمت عيسى التوراة
والإنجيل وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم
فلم يكن له عليهما سبيل فقال له ربه تبارك وتعالى قد اتخذتك خليلا وهو
مكتوب في التوراة محمد حبيب الرحمن وأرسلتك إلى الناس كافة وجعلت أمتك
هم الأولون وهم الآخرون وجعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك
عبدي ورسولي وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثا وأعطيتك سبعا من المثاني
ولم أعطها نبيا قبلك وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم أعطها
71

نبيا قبلك وجعلتك فاتحا وخاتما. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلني ربي
تبارك وتعالى بست قذف في قلوب عدوي الرعب من مسيرة شهر وأحلت لي
الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأعطيت فواتح
الكلام وجوامعه وعرض علي أمتي فلم يخف علي التابع والمتبوع منهم ورأيهم
أتوا علي قوم ينتعلون الشعر ورأيتهم أتوا علي قوم عراض الوجوه صغار الأعين
فعرفتهم ما هم. وأمرت بخمسين صلاة فرجع إلى موسى فقال له موسى بكم أمرت من الصلاة
قال بخمسين صلاة قال ارجع إلي ربك فسله التخفيف فان أمتك أضعف
الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأل الله التخفيف
فوضع عنه عشرا فرجع إلى موسى
فقال بكم أمرت قال بأربعين صلاة قال ارجع إلى
ربك فسله التخفيف لامتك فان أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة
فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأله التخفيف فوضع عنه عشرا فرجع إلى موسى
فقال بكم أمرت قال بثلاثين قال ارجع إلى ربك فسله التخفيف لامتك فان
أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة فرجع محمد فسأل ربه
التخفيف فوضع عنه عشرا فرجع إلى موسى فقال له بكم أمرت قال بعشرين قال
ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك فان أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من
بني إسرائيل شدة فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأل ربه التخفيف فوضع عنه
عشرا فرجع إلى موسى فقال بكم أمرت قال بعشر قال ارجع إلى ربك
فسله التخفيف عن أمتك فان أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل
شدة فرجع محمد فسأل ربه التخفيف فوضع عنه خمسا فرجع إلى موسى فقال له
بكم أمرت قال بخمس قال ارجع إلى ربك فسله التخفيف فان أمتك أضعف الأمم
وقد لقيت من بني إسرائيل شدة قال قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه وما
انا براجع إليه فقيل له كما صبرت نفسك على الخمس فإنه يجزئ عنك بخمسين
يجزئ عنك كل حسنة بعشر أمثالها. قال عيسى بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال كان موسى صلى الله عليه وسلم أشدهم علي أولا وخيرهم آخرا. رواه البزار
ورجاله موثقون الا ان الربيع بن انس قال عن أبي العالية أو غيره فتابعيه مجهول
72

(باب منه في الاسراء)
عن شداد بن أوس قال قلنا يا رسول الله كيف أسري بك ليلة أسري بك
قال صليت بأصحابي صلاة العتمة بمكة معتما فأتاني جبريل بدابة بيضاء فوق الحمار
ودون البغل فاستصعب علي فأدارها بأذنها حتى حملني عليها فانطلقت تهوي بنا
تضع حافرها حيث أدرك طرفها حتى انتهينا إلى ارض ذات نخل قال انزل
فنزلت ثم قال صل فصليت ثم ركبنا قال لي تدري أين صليت قلت الله أعلم قال
صليت بيثرب صليت بطيبة ثم انطلقت تهوي تضع حافرها حيث أدرك (1) طرفها
حتى بلغنا أرضا بيضاء قال لي انزل فنزلت ثم قال لي صل فصليت ثم ركبنا قال تدري
أين صليت قلت الله أعلم ورسوله قال صليت بمدين صليت عند شجرة موسى ثم انطلقت
تهوي بنا تضع حافرها - أو يقع حافرها - حيث أدرك طرفها ثم ارتفعنا قال انزل فنزلت
فقال صل فصليت ثم ركبنا فقال تدري أين صليت قلت الله أعلم قال صليت ببيت لحم
حيث ولد عيسى المسيح بن مريم ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها الثامن فأتى
قبلة المسجد فربط دابته ودخلنا المسجد من باب فيه مثل الشمس والقمر فصليت
من المسجد حيث شاء الله - قال ابن زبريق - ثم أتيت بإناءين في أحدهما لبن
وفي الآخر عسل أرسل إلي بهما جميعا فعدلت بينهما ثم هداني
الله فأخذت اللبن فشربت حتى فرغت به جبى وبين يدي شيخ متكئ فقال اخذ
صاحبك الفطرة أو قال بالفطرة ثم انطلق بي حتى اتيت الوادي الذي بالمدينة فإذا
جهنم تنكشف عن مثل الزرابي قلنا يا رسول الله كيف وجدتها قال مثل - وذكر
شيئا ذهب عني - ثم مررنا بعير لقريش بمكان كذا وكذا وقد أضلوا بعيرا لهم فسلمت
عليهم فقال بعضهم لبعض هذا صوت محمد صلى الله عليه وسلم ثم اتيت أصحابي قبل
الصبح بمكة فأتاني أبو بكر فقال يا رسول الله أين كنت الليلة فقد التمستك في مكانك
فلم أجدك قال إني اتيت بيت المقدس الليلة فقال يا رسول الله إنه مسيرة شهر صفه
لي ففتح لي شراك كأني انظر إليه لا يسألوني عن شئ إلا أنبأتهم عنه فقال أبو بكر

(1) في الأصل " انتهى " وفي الهامش " أدرك " وعليها إشارة التصحيح
73

اشهد انك رسول الله فقال المشركون انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت
المقدس الليلة قال نعم وقد مررت بعير لكم في مكان كذا قد أضلوا بعيرا لهم بمكان
كذا وكذا وأنا مسيرهم لكم ينزلون بكذا ثم يأتونكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل
أدم عليه مسح أسود وغرارتان سوداوتان فلما كان ذلك اليوم أشرف الناس ينظرون
حتى كان قريبا من نصف النهار أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل كالذي وصف رسول
الله صلى الله عليه وسلم. رواه البزار والطبراني في الكبير الا ان الطبراني قال فيه قد
أخذ صاحبك الفطرة وإنه لمهدي وقال في وصف جهنم كيف وجدتها قال مثل الحمة
الساخنة. وفيه إسحق بن إبراهيم بن العلاء وثقه يحيى بن معين وضعفه النسائي. وعن
عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول صلى الله عليه وسلم أتيت
بالبراق فركبته إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه وإذا هبط ارتفعت يداه فسار بنا
في أرض غمة (1) منتنة ثم أفضينا إلى أرض فيحاء طيبة. قال الطبراني قلت يا جبريل
كنا نسير في أرض غمة نتنة ثم إلى أرض فيحاء طيبة فقال تلك أرض النار وهذه
أرض الجنة. وقال البزار أحسبه فقال جبريل صلى الله عليه وسلم تلك ارض أهل النار
وهذه ارض أهل الجنة فأتيت على رجل قائم فقال من هذا يا جبريل معك قال أخوك
محمد صلى الله عليه وسلم فسلم فرحب ودعا لي بالبركة فقلت من هذا يا جبريل قال هذا أخوك
عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فسرنا فسمعت صوتا فأتينا علي رجل فقال من هذا معك قال
هذا أخوك محمد صلى الله عليه وسلم فسلم ودعا لي بالبركة وقال سل لامتك التيسير
قلت من هذا يا جبريل قال هذا أخوك موسى صلى الله عليه وسلم قلت على من كان تذمره
قال على ربه قلت على ربه قال نعم قد عرف حدته ثم سرنا فرأيت شيئا فقلت ما هذا
أو ما هذه يا جبريل قال هذه شجرة أبيك إبراهيم ادن منها قلت نعم وقال الطبراني
قلت ادنو منها قال نعم فدنونا منها فرحب ودعا لي بالبركة ثم مضينا حنى اتينا بيت
المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي تربط بها الأنبياء ثم دخلنا المسجد فنشرت لي الأنبياء
من سمى الله ومن لم يسم فصليت قال الطبراني بهم ثم اتفقا إلا هؤلاء الثلاثة إبراهيم
وموسى وعيسى. رواه البزار وأبو يعلى والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.

(1) اي ضيقة.
74

وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا انا قاعد
إذ جاء جبريل صلى الله عليه وسلم فوكز بين كتفي فقمت إلى شجرة فيها كوكري
الطير فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر فسمت وارتفعت حتى سدت الخافقين وانا
أقلب طرفي ولو شئت أن أمس السماء لمسست فالتفت إلي جبريل كأنه حلس لا طئ
فعرفت فضل علمه بالله علي وفتح باب من أبواب السماء ورأيت النور الأعظم وإذا دون
الحجاب رفرفة الدر والياقوت فأوحى إلى ما شاء أن يوحى. رواه البزار والطبراني
في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن أم هانئ رضي الله عنها قالت بات رسول
الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به في بيتي ففقدته من الليل فامتنع مني النوم مخافة
أن يكون عرض له بعض قريش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن جبريل عليه
السلام أتاني فأخذ بيدي فأخرجني فإذا على البيت دابة دون البغل وفوق الحمار
فحملني عليه ثم انطلق حتى انتهى إلى بيت المقدس فأراني إبراهيم يشبه خلقه خلقي
ويشبه خلقي خلقه وأراني موسى أدم طويلا سبط الشعر يشبه برجال أزد شنوءة
وأراني عيسى بن مريم ربعة أبيض يضرب إلى الحمرة شبهته بعروة بن مسعود الثقفي
وأراني الدجال ممسوخ العين اليمنى شبهته بقطن بن عبد العزى وأنا أريد أن أخرج
إلى قريش فأخبرهم بما رأيت فأخذت بثوبه فقلت إني أذكرك الله انك تأتي قوما
يكذبونك وينكرون مقالتك فأخاف أن يسطوا بك قال فضرب ثوبه من يدي ثم خرج
إليهم فإذا هم جلوس فأخبرهم ما أخبرني فقام جبير بن مطعم فقال يا محمد لو كنت شابا
كما كنت ما تكلمت بما تكلمت به وأنت بين ظهرانينا فقال رجل من القوم يا محمد
هل مررت بابل لنا في مكان كذا وكذا قال نعم والله قد وجدتهم قد أضلوا بعيرا
لهم فهم في طلبه قال فهل مررت بابل لبني فلان قال نعم وجدتهم في مكان كذا وكذا قد
انكسرت لهم ناقة حمراء فوجدتهم وعندهم قصعة من ماء فشربت ما فيها قالوا أخبرنا
ما عدتها وما فيها من الرعاة قال قد كنت عن عدتها مشغولا فقام فأتى بالإبل فعدها
وعلم ما فيها من الرعاة ثم أتى قريشا فقال لهم سألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا
وكذا وفيها من الرعاء فلان وفلان وسألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا كذا
وفيها من الرعاء ابن أبي قحافة وفلان وفلان وهي مصبحتكم بالغداة على الثنية
75

قال فقعدوا إلي الثنية ينظرون أصدقهم فاستقبلوا الإبل فسألوا هل ضل
لكم بعير قالوا نعم فسألوا الآخر هل انكسرت لكم ناقة حمراء قالوا نعم قالوا
فهل كان عندكم قصعة قال أبو بكر أنا والله وضعتها فما شربها أحد ولأهراقوه
في الأرض وصدقه أبو بكر وآمن به فسمي يومئذ الصديق.
رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور متروك كذاب. وعن
أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح فقال
إني رأيت رؤيا هي حق فاعقلوها أتاني رجل فأخذ بيدي فاستتبعني حتى أتى بي
جبلا طويلا وعرا فقال لي ارقه فقلت لا أستطيع فقال إني سأسهله لك فجعلت كلما
رقيت قدمي وضعتها على درجة حتى استوينا على سواء الجبل فانطلقنا فإذا نحن
برجال ونساء مشققة أشداقهم فقلت من هؤلاء قال هؤلاء الذين يقولون مالا
يعلمون ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء مسمرة أعينهم وآذانهم قلت ما هؤلاء قال
هؤلاء الذين يرون أعينهم ما لا يرون ويسمعون آذانهم ما لا يسمعون ثم انطلقنا فإذا
نحن بنساء معلقات بعراقيبهن مصوبة رؤسهن تنهش ثديانهن الحيات قلت ما هؤلاء
قال هؤلاء الذين يمنعون أولادهن من ألبانهن ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء
معلقات بعراقيبهن مصوبة رؤسهن يلحسن من ماء قليل وحمأ قلت ما هؤلاء قال
هؤلاء الذين يصومون ويفطرون قبل تحلة صومهم ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء
أقبح شئ منظرا وأقبحه لبوسا وأنتنه ريحا كأنما ريحهم المراحيض قلت ما هؤلاء قال
هؤلاء الزانون والزناة ثم انطلقنا فإذا نحن بموتى أشد شئ انتفاخا وأنتنه ريحا
قلت ما هؤلاء قال هؤلاء موتى الكفار ثم انطلقنا فإذا نحن نرى دخانا ونسمع
عواءا قلت ما هذا قال هذه جهنم فدعها ثم انطلقنا فإذا نحن برجال نيام تحت ظلال
الشجر قلت ما هؤلاء قال هؤلاء موتى المسلمين ثم انطلقنا فإذا نحن بجوار وغلمان
يلعبون بين نهرين قلت ما هؤلاء قال ذرية المؤمنين ثم انطلقنا فإذا نحن برجال أحسن
شئ وجها وأحسنه لبوسا وأطيبه ريحا كأن وجوههم القراطيس قلت ما هؤلاء
قال هؤلاء الصديقون والشهداء والصالحون ثم انطلقنا فإذا نحن بثلاثة نفر
يشربون خمرا ويغنون فقلت ما هؤلاء قال ذاك زيد بن حارثة وجعفر وابن
رواحة فملت قبلهم فقالوا قد نالك قد نالك ثم رفعت رأسي فإذا بثلاثة نفر تحت
76

العرش قلت ما هؤلاء قال ذاك أبوك إبراهيم وموسى وعيسى وهم ينتظرونك
صلوات الله عليهم أجمعين. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن
عبد الرحمن بن أبي ليلي أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم بالبراق فحمله بين
يديه فإذا بلغ مكانا مطأطئا طالت يداها وقصرت رجلاها حتى تستوي به
وإذا بلغ مرتفعا قصرت يداها وطالت رجلاها حتى تستوي ثم عرض له
رجل عن يمين الطريق فجعل يناديه يا محمد إلى الطريق مرتين. فقال له جبريل
امض ولا تكلم ثم عرض له رجل عن يسار الطريق فقال له إلى الطريق يا محمد فقال له جبريل
امض ولا تكلم أحدا ثم عرضت له امرأة حسناء جملاء (1) فقال له جبريل تدري من
الرجل الذي عن يمين الطريق فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا قال تلك اليهود دعتك إلى دينهم
ثم قال له تدري من الرجل الذي دعاك عن يسار الطريق قال لا قال تلك النصارى
دعتك إلى دينهم هل تدري من المرأة الحسناء الجملاء قال تلك الدنيا دعتك إلى
نفسها ثم انطلقنا حتى أتينا بين المقدس فإذا هو بنفر جلوس فقالوا مرحبا بالنبي
الأمي فإذا في النفر الجلوس شيخ فقال محمد صلى الله عليه وسلم من هذا قال هذا
أبوك إبراهيم ثم سأله من هذا قال هذا موسى ثم سأله من هذا قال هذا عيسى
ابن مريم ثم أقيمت الصلاة فتدافعوا حتى قدموا وأن محمدا
صلى الله عليه وسلم ثم أتوا
بأشربة فاختار محمد صلى الله عليه وسلم اللبن فقال له جبريل أصبت الفطرة ثم
قيل له قم إلى ربك فقام فدخل ثم جاء فقيل له ما صنعت فقال فرضت على أمتي خمسون
صلاة فقال له موسى ارجع إلى ربك فسله التخفيف لامتك فان أمتك لا تطيق هذا فرجع
ثم جاء فقال له موسى ماذا صنعت قال ردها إلى خمس وعشرين صلاة فقال له
موسى ارجع إلى ربك فسله التخفيف لامتك فرجع ثم جاء حتى ردها إلى خمس
فقال له موسى ارجع إلى ربك فسله التخفيف لامتك فقال قد استحييت من ربي مما
أراجعه وقد قال لي لك بكل ردة رددتها مسألة أعطيكها. رواه الطبراني في الأوسط
هكذا مرسلا وقال لا يروى عن ابن أبي ليلى إلا بهذا الاسناد ومع الارسال فيه محمد بن

(1) اي جميلة ولا افعل لها من لفظها كديمة هطلاء - كما في النهاية.
77

عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو ضعيف. وعن صهيب بن سنان قال لما عرض على رسول الله
صلى الله عليه وسلم الماء ثم الخمر ثم اللبن أخذ اللبن فقال له جبريل أصبت الفطرة وبها
غذيت كل دابة ولو أخذت الخمر غويت وغويت أمتك وكنت من أهل هذه
وأشار بيده إلى الوادي الذي يقال له وادي جهنم فنظرت إليه فإذا هو يتلهب.
رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة. وعن عبد الرحمن بن قرظ أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به إلى المسجد الأقصى فلما رجع كان
بين المقام وزمزم جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فطارا به حتى بلغ السماوات
السبع فلما رجع قال سمعت تسبيحا في السماوات العلى مع تسبيح كثير سبحت
السماوات العلى من ذي المهابة مشفقات لذي العلا بما علا سبحانه وتعالى. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط وفيه مسكين بن ميمون ذكر له الذهبي هذا الحديث
وقال إنه منكر. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول لما أسري بي انتهيت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها أمثال (1) القلال.
رواه الطبراني في الكبير وفيه زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس لم
أر من ذكرها. وعن عبد الله بن أسعد بن زرارة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليلة أسري بي فانتهيت إلى قصر من لؤلؤة يتلألأ نورا وأعطيت
ثلاثا انك سيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين.
رواه البزار وفيه هلال الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري لم أر من ذكرهما. وعن
جابر قال مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس (2) البالي من خشية الله.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
(باب في الرؤية) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ربي
عز وجل. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن عكرمة (وما جعلنا الرؤيا التي
أريناك إلا فتنة للناس) قال شئ أريه النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة رآه بعينيه حين

(1) أي ثمرها.
(2) الحلس: الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب - كما في النهاية
78

ذهب به إلى بيت المقدس. رواه أحمد موقوفا على عكرمة وفيه ابن إسحاق وهو مدلس.
وعن ابن عباس أنه كان يقول إن وأن محمدا
صلى الله عليه وسلم رأى ربه مرتين مرة ببصره
ومرة بفؤاده. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح خلا جهور بن
منصور الكوفي وجهور بن منصور ذكره ابن حبان في الثقات. وعن ابن عباس
قال نظر محمد صلى الله عليه وسلم إلى ربه تبارك وتعالى قال عكرمة فقلت لابن عباس نظر
محمد إلى ربه قال نعم جعل الكلام لموسى والخلة لإبراهيم والنظر لمحمد صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حفص بن عمر العدني (1) روى ابن أبي حاتم توثيقه
عن أبي عبد الله الطهراني (2) وقد ضعفه النسائي وغيره.
(باب في عظمة الله سبحانه وتعالى)
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سألت جبريل هل ترى
ربك قال إن بيني وبينه سبعين حجابا من نور لو رأيت أدناها لاحترقت. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه قائد الأعمش قال أبو داود عنده أحاديث موضوعة وذكره
ابن حبان في الثقات وقال يهم. وعن عبد الله بن عمرو وسهل بن سعد رضي الله عنهما
قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دون الله سبعون الف حجاب من نور وظلمة
ما تسمع نفس شيئا من حس تلك الحجب إلا زهقت نفسها. رواه أبو يعلى والطبراني
في الكبير عن عبد الله بن عمرو وسهل أيضا، وفيه موسى بن عبيدة لا يحتج به. وعن
أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد هل احتجب الله
عز وجل عن خلقه بشئ غير السماوات والأرض قال نعم بينه وبين الملائكة الذين
حول العرش سبعون حجابا من نور وسبعون حجابا من نار وسبعون حجابا من ظلمة
وسبعون حجابا من رفارف الإستبرق وسبعون حجابا من رفارف السندس وسبعون
حجابا من در أبيض وسبعون حجابا من در أحمر وسبعون حجابا من در أصفر
وسبعون حجابا من در أخضر وسبعون حجابا من ضياء استضاءها من ضوء النار والنور

(1) في الهندية " العدوي " وهو من غلطها على ما في تهذيب التهذيب.
(2) وفيها " الطبراني " وهو غلط، على ما في تهذيب التهذيب.
79

وسبعون حجابا من ثلج وسبعون حجابا من ماء وسبعون حجابا من غمام
وسبعون حجابا من برد وسبعون حجابا من عظمة الله التي لا توصف قال فأخبرني عن
ملك الله الذي يليه قال النبي صلى الله عليه وسلم أصدقت فيما أخبرتك يا يهودي قال
نعم قال فان الملك الذي يليه إسرافيل ثم جبريل ثم ميكائيل ثم ملك الموت صلى الله عليهم
أجمعين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد المنعم بن إدريس كذبه أحمد
وقال ابن حبان كان يضع الحديث.
(باب)
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
لله ملكا لو قيل له التقم السماوات والأرضين السبع بلقمة لفعل تسبيحه سبحانك
حيث كنت. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وقال تفرد به وهب بن رزق
قلت ولم أر من ذكر له ترجمة. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض
السفلى وعلى قرنه العرش وبين شحمة أذنه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة سنة يقول
ذلك الملك سبحانك حيث كنت. رواه الطبراني في الأوسط وقال تفرد به عبد الله
ابن المنكدر، قلت هو وأبوه ضعيفان. وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش
ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعين عاما - قلت رواه أبو داود خلا قوله
سبعين عاما. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لي أحدث عن ملك قد
مرقت رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبه وهو يقول سبحانك أين
كنت وأين تكون. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني ملك لم ينزل إلى الأرض
قبلها قط برسالة من ربي فوضع رجله فوق السماء الدنيا ورجله في الأرض يقلها.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صدقة بن عبد الله التنيسي والأكثر على تضعيفه
وقد وثقه يحيى بن معين ودحيم. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في السماء ملكا يقال له إسماعيل على سبعين الف
80

ملك كل منهم على سبعين الف ملك. رواه الطبراني في الصغير وفيه أبو هارون
واسمه عمارة بن جوين وهو ضعيف جدا. (باب في التفكر في الله تعالى والكلام)
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفكروا
في آلاء الله ولا تفكروا في الله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الوازع بن نافع
وهو متروك. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تقوم الساعة حتى يكفر بالله جهرا وذلك عند كلامهم في ربهم. رواه الطبراني في
الأوسط وقال لم يروه عن الأوزاعي إلا إسماعيل بن يحيى التيمي، قلت ولم أر من ذكر
إسماعيل ولا الذي روى عنه وهو إسحاق بن زريق (1). قلت وتأتي أحاديث بمقلوبها.
(باب منزلة المؤمن عند ربه)
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس شئ
أكرم على الله عز وجل من المؤمن. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عبيد الله بن
تمام وهو ضعيف جدا. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه نظر إلى الكعبة فقال لقد شرفك الله وكرمك وعظمك والمؤمن أعظم حرمة
منك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (2) وعن جابر
قال لما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة استقبلها بوجهه وقال أنت حرام ما أعظم
حرمتك وأطيب ريحك وأعظم حرمة عند الله منك المؤمن. رواه الطبراني في الأوسط

(1) فائدة: قد ذكر المؤلف في (باب لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب) أن إسماعيل
ابن يحيى التيمي كان يضع الحديث وأما الراوي عنه اسحق فهو ابن زبريق وهو
إسحاق بن إبراهيم بن العلاء روى عنه البخاري في كتاب الأدب المفرد واختلف
في الاحتجاج به. كما في هامش الأصل.
(2) قال أبو داود عن أحمد بن حنبل: أصحاب الحديث إذا شاؤوا احتجوا
بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وإذا شاؤوا تركوه - كما في تهذيب التهذيب.
81

وفيه محمد بن محصن وهو كذاب يضع الحديث. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله
عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الملائكة قالت يا ربنا أعطيت بني آدم الدنيا
يأكلون فيها ويشربون ويلبسون ونحن نسبح بحمدك ولا نأكل ولا نلهو فكما جعلت
لهم الدنيا فاجعل لنا الآخرة فقال لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له
كن فكان. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي
وهو كذاب متروك، وفي سند الأوسط طلحة بن زيد وهو كذاب أيضا. وعن عبد الله
ابن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من شئ أكرم
على الله جل ذكره يوم القيامة من بني آدم قيل يا رسول الله ولا الملائكة قال
ولا الملائكة إن الملائكة مجبورون بمنزلة الشمس والقمر. رواه الطبراني في
الكبير وفيه عبيد الله بن تمام وهو ضعيف. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عبدي المؤمن أحب إلي من بعض ملائكتي.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو المهزم وهو متروك. وهو عند ابن ماجة من
قوله صلى الله عليه وسلم المؤمن أكرم على الله من بعض ملائكته. وعن عبد الله
ابن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إن الله تبارك
وتعالى أضن بموت عبده المؤمن امن أحدكم بكريمة ماله حتى
يقبضه على فراشه. رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ضعفه أحمد
وأكثر الناس ورجحه بعضهم على ابن لهيعة.
(باب أفضل الناس مؤمن بين كريمين (1)
عن كعب بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الناس أفضل
قال مؤمن بين كريمين. رواه الطبراني في الكبير وفيه معاوية بن يحيى أحاديثه مناكير.
(باب المؤمن غر كريم)
عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن غر كريم
والفاجر خب لئيم. رواه الطبراني في الكبير وفيه يوسف بن السفر وهو كذاب.

(1) أي بين أبوين مؤمنين.
82

(باب في مثل المؤمن)
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن كمثل
العطار إن جالسته نفعك وإن ماشيته نفعك. وإن شاركته نفعك رواه الطبراني
في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن مثل النخلة ما أتاك منها نفعك - قلت هو
في الصحيح خلا قوله ما أتاك منها نفعك - رواه البزار ورجاله موثقون، وسفيان بن
حسين ضعيف فيما رواه عن الزهري ولم يرو هذا عن الزهري. قلت وتأتي أحاديث
في مثل المؤمن مثل الخامة (1) وغير ذلك بعضها في المرض وثوابه في الجنائز وبعضها
في الأدب.
(باب ان الله لا ينام)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي عن
موسى عليه السلام على المنبر قال وقع في نفسه هل ينام الله عز وجل فأرسل الله إليه
ملكا فأرقه ثلاثا ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره أن يحتفظ بهما قال
فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان ثم يستيقظ فتحبس إحداهما على الأخرى حتى
نام نومة فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان قال فضرب الله له مثله ان الله عز
وجل لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض رواه أبو يعلى وفيه أمية بن شبل
ذكره الذهبي في الميزان ولم يذكر أن أحدا ضعفه وإنما ذكر له هذا الحديث وضعفه
به والله أعلم. قلت ذكره ابن حبان في الثقات.
(باب)
عن عمر رضي الله عنه أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ادع الله أن يدخلني الجنة
فعظم الرب تبارك وتعالى وقال إن كرسيه وسع السماوات والأرض وإن له أطيطا (2)

(1) هي الطاقة الغضة اللينة من الزرع - كما في النهاية.
(2) الأطيط صوت الأقتاب التي توضع على ظهر البعير.
83

كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. (1)
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول يأخذ الجبار سماواته وأرضه بيده وقبض يده وجعل يقبضها ويبسطها
ثم يقول أنا الجبار أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون قال ويميل رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن شماله حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شئ منه حتى
إني لأقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الكبير
وقال هكذا رواه يحيى بن بكير فقال عن عبد الله بن عمرو وقال غيره عن عبد الله
ابن عمر ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يطوي الله تبارك وتعالى السماوات فيأخذهن بيمينه
ويطوي الأرض فيأخذها بيده الأخرى ثم يقول انا الملك أين الملوك قال عمر
ابن حمزة فحدثت به عكرمة فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم ذكر
نحو حديث سالم هذا عن ابن عمر. قلت رواه البزار هكذا وحديث ابن عمر
في الصحيح بغير سياقه ورجاله ثقات. وعن نعيم بن همار ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال الميزان بيد الرحمن يرفع أقواما ويضع آخرين. رواه البزار ورجاله
رجال الصحيح. وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول إن الله يضحك من يأس عباده وقنوطهم وقرب الرحمة منهم فقلت
بأبي أنت وأمي يا رسول الله أو يضحك ربنا قال نعم والذي نفسي بيده إنه ليضحك
قلت فلا يعد منا خيرا إذا ضحك. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه جارحة
ابن مصعب وهو متروك الحديث. وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله تعالى لا يغلب ولا يخلب (2)
ولا ينبأ بما لا يعلم. رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن يوسف الصنعاني وهو
ضعيف متروك الحديث. وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ربنا سميع بصير وأشار إلى عينيه. رواه الطبراني في الكبير

(1) فائدة: بل فيه عبد الله بن خليفة وهو مجهول. كما في هامش الأصل.
(2) يخلب: يخدع.
84

وله طرق تأتي في سورة النور، وفي إسناده ابن لهيعة. وعن أبي رزين قال قلت
يا رسول الله كيف يحيي الله الموتى قال أو ما مررت بوادي قومك محلا ثم تمر به
خضرا ثم تمر به محلا ثم تمر به خضرا كذلك يحيي الله الموتى. رواه الطبراني
في الكبير ورجاله موثقون. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن ربكم تعالى
ليس عنده ليل ولا نهار نور السماوات والأرض من نور وجهه وإن مقدار
يوم من أيامكم عنده ثنتي عشرة ساعة وتعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار
اليوم فينظر فيها ثلاث ساعات فيطلع فيها على ما يكره فيغضبه ذلك فأول من يعلم
غضبه حملة العرش يجدونه ثقل عليهم فتسجد حملة العرش وسرادقات العرش
والملائكة المقربون وسائر الملائكة ثم ينفخ جبريل بالقرن فلا يبقى شئ إلا سمع
صوته فيسبحون الرحمن عز وجل ثلاث ساعات فذلك قوله في كتابه (هو الذي
يصوركم في الأرحام كيف يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور
أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما انه عليم قدير) فتلك تسع ساعات
ثم يؤتي بالأرزاق فينظر فيها ثلاث ساعات فذلك قوله (يبسط الرزق لمن يشاء
ويقدر) (كل يوم هو في شأن) قال هذا من شأنكم وشأن ربكم عز وجل.
رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو عبد السلام قال أبو حاتم مجهول وقد ذكره.
ابن حبان في الثقات، وعبد الله بن مكرز أو عبيد الله على الشك لم أر من ذكره.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت سحابة
فقال هل تدرون ما هذه قلنا الله ورسوله أعلم قال العنان وروايا الأرض يسوقه الله
إلى من لا يشكره من عباده ولا يدعونه أتدرون ما هذه فوقكم قلنا الله ورسوله
أعلم قال الرفيع موج مكفوف وسقف محفوظ أتدرون كم بينكم وبينها
قلنا الله ورسوله أعلم قال مسيرة خمسمائة عام ثم قال أتدرون ما التي فوقها قلنا الله
ورسوله أعلم قال سماء أخرى أتدرون كم بينكم وبينها قلنا الله ورسوله أعلم قال
مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع سماوات ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك قلنا الله
ورسوله أعلم قال العرش قال تدرون كم بينه وبين السماء السابعة قلنا الله ورسوله
أعلم قال مسيرة خمسمائة عام ثم قال أتدرون ما هذه تحتكم قلنا الله ورسوله أعلم
85

قال أرض أتدرون ما تحتها قلنا الله أعلم قال أرض أخرى أتدرون كم بينهما قلنا
الله ورسوله أعلم قال مسيرة سبعمائة عام حتى عد سبع أرضين ثم قال وأيم الله لو
دليتم بحبل لهبط ثم قرأ (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ
عليم) قلت رواه الترمذي غير أنه ذكر بين كل أرض وأرض خمسمائة عام وهنا
سبعمائة عام، وعنده أيضا لو دليتم بحبل لهبط على الله، وهنا لم يذكر الجلالة. رواه أحمد
وفيه الحكم بن عبد الملك وهو متروك الحديث. وعن ابن مسعود رضي الله
عنه أنه قال ما بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام وما بين كل سماءين
خمسمائة عام وما بين السماء السابعة والكرسي مسيرة خمسمائة عام وما بين الكرسي
والماء خمسمائة عام والعرش على الماء والله جل ذكره على العرش يعلم ما أنتم عليه.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وقد تقدم بقية هذا في باب التفكر
في الله.
(باب من سرته حسنته فهو مؤمن)
عن أبي موسى رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من عمل حسنة فسر بها وعمل سيئة فسائته فهو مؤمن. رواه أحمد والبزار
والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح ما خلا المطلب بن عبد الله فإنه ثقة
ولكنه يدلس ولم يسمع من أبي موسى فهو منقطع. وعن أبي أمامة رضي الله عنه
أن رجلا قال يا رسول الله ما الايمان قال إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك
فأنت مؤمن. رواه الطبراني في الكبير. وله في الأوسط (1) أيضا قال قال رجل ما الاثم
يا رسول الله قال ماحك في صدرك فدعه قال فما الايمان قال من ساءته سيئته وسرته
حسنته فهو مؤمن. ورجاله رجال الصحيح. الا ان فيه يحيى بن أبي كثير وهو مدلس
وإن كان من رجال الصحيح. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من ساءته سيئته فهو مؤمن. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه موسى بن عبيدة وهو هالك في الضعف.

(1) في الهندية زيادة " عن أبي أمامة ".
86

(باب في النصيحة)
عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل
أحب ما يعبدني به عبدي إلي النصح لي. رواه أحمد وفيه عبيد الله بن زحر عن
علي بن يزيد وكلاهما ضعيف. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة قالوا لمن قال لله ولرسوله ولأئمة المؤمنين. رواه
أحمد والبزار والطبراني في الكبير وقال ولأئمة المسلمين وعامتهم. قال أحمد عن
عن عمرو بن دينار أخبرني من سمع ابن عباس، وقال الطبراني عن عمرو بن دينار
عن ابن عباس فمقتضى رواية أحمد الانقطاع بين عمرو وابن عباس ومع ذلك
فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وقد ضعفه أحمد وقال أحاديثه مناكير. ورواه
أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح ولفظ أبي يعلى قالوا لمن يا رسول الله قال لكتاب
الله ولنبيه ولأئمة المسلمين. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمرني جبريل عليه السلام بالنصح. رواه أبو يعلى وفيه الحسن بن علي
الهاشمي وهو ضعيف. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال الدين النصيحة. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن ثوبان رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأس الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله
قال لله عز وجل (1) ولأئمة المسلمين وللمسلمين عامة. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه أيوب بن سويد وهو ضعيف لا يحتج به. وعن حذيفة بن اليمان رضي الله
عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يهتم يأمر المسلمين فليس منهم ومن
لم يصبح ويمسي ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم.
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه عبد الله بن أبي جعفر الرازي ضعفه محمد
ابن حميد ووثقه أبو حاتم وأبو زرعة وابن حبان. وعن جرير بن عبد الله البجلي
رضي الله عنه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رجعت فدعاني فقال
لا أقبل منك حتى تبايع على النصح لكل مسلم فبايعته - قلت له حديث في الصحيح
غير هذا - رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن.

(1) في الهندية زيادة " ولدينه "
87

(باب فيمن حبهم إيمان)
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهلي أحب إليه من أهله وعترتي
أحب إليه من عترته وذاتي أحب إليه من ذاته. رواه الطبراني في الأوسط
والكبير وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سئ الحفظ لا يحتج به. وعن
أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن الرجل حتى
أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة وغيره وضعفه يحيى بن معين وغيره. وعن عبد الله
ابن جعفر قال أتى العباس بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله إني أتيت قوما يتحدثون فلما رأوني سكتوا وما ذاك إلا انهم استثقلوني
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقد فعلوها والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدهم حتى يحبكم
لحبي أترجون أن تدخلوا الجنة بشفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب. رواه الطبراني
في الأوسط والصغير وفيه أصرم بن حوشب وهو متروك الحديث. وعن المقداد بن
الأسود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب الله ورسوله
صادقا غير كاذب ولقى المؤمنين فأحبهم وكان أمر الجاهلية عنده كمنزلة نار ألقى فيها
فقد طعم طعم الايمان - أو قال فقد بلغ ذروة الايمان الشك من صفوان - رواه
الطبراني في الكبير وفيه شريح بن عبيد وهو ثقة مدلس اختلف في سماعه من
الصحابة لتدليسه.
(باب منه)
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
لله عز وجل حرمات ثلاث من حفظهن حفظ الله له أمر دينه ودنياه ومن لم يحفظهن
لم يحفظ الله له شيئا حرمة الاسلام وحرمتي وحرمة رحمي. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه إبراهيم بن حماد وهو ضعيف ولم أر من وثقه. وعن أبي أمامة رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان
88

ان يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب العبد لا يحبه إلا لله وأن يلقى
في النار أحب إليه من أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه فضال بن جبير لا يحل الاحتجاج به.
(باب منه)
عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب قريش إيمان وبغضهم
كفر وحب العرب إيمان فمن أحب العرب فقد أحبني ومن أبغض العرب فقد
أبغضني. رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه الهيثم بن جماز ضعفه أحمد ويحيى
ابن معين والبزار قلت وتأتي أحاديث من هذا الباب في المناقب.
(باب من الايمان الحب لله والبغض لله)
عن عمرو بن الجموح أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يحق العبد
صريح الايمان حتى يحب لله ويبغض لله فإذا أحب لله تبارك وتعالى وأبغض لله
فقد استحق الولاية من الله إن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون
بذكري وأذكر بذكرهم. رواه أحمد وفيه رشدين بن سعد وهو منقطع ضعيف. وعن
عمرو بن الحمق انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يجد العبد صريح الايمان حتى
يحب لله ويبغض لله فإذا أحب لله وأبغض لله فقد استحق الولاية وإن أوليائي من
عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم. رواه الطبراني
في الكبير وفيه رشدين وهو ضعيف. وعن معاذ بن أنس انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن
أفضل الايمان قال إن تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في ذكر الله قال وماذا
يا رسول الله قال وان تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك
وزاد في رواية أخرى وان تقول خيرا أو تصمت. وفي الأولى رشدين بن سعد
وفي الثانية ابن لهيعة وكلاهما ضعيف. رواهما احمد. وعن البراء بن عازب قال كنا
جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال اي عرى الاسلام أوثق قالوا الصلاة قال
حسنة وما هي بها قالوا صيام رمضان قال حسن وما هو به قالوا الجهاد قال حسن
وما هو به قال إن أوثق عرى الايمان ان تحب لله وتبغض في الله. رواه أحمد وفيه
89

ليث بن أبي سليم وضعفه الأكثر. وعن أبي ذر قال خرج إلينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال أتدرون اي الأعمال أحب إلى الله قال قائل الصلاة والزكاة وقال
قائل الجهاد قال إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل الحب لله والبغض لله
- قلت عند أبي داود طرف منه - رواه أحمد وفيه رجل لم يسم. وعن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أحب لله وقال هاشم من سره ان يجد طعم
الايمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله عز وجل. رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا ابن مسعود
اي عرى الايمان أوثق قلت الله ورسوله أعلم قال أوثق عرى الاسلام الولاية
في الله والحب في الله والبغض في الله - فذكر الحديث وهو بتمامه في العلم. رواه
الطبراني في الصغير وفيه عقيل بن الجعد قال البخاري منكر الحديث. وعن أبي
أمامة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل
الايمان. رواه الطبراني في الأوسط وفيه صدقة بن عبد الله السمين ضعفه البخاري
واحمد وغيرهما وقال أبو حاتم محله الصدق. وعن ابن مسعود قال إن من الايمان
أن يحب الرجل أخاه لا يحبه إلا لله. رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده اسحق
الديري وهو منقطع بين عبد الرزاق وأبي إسحق. وعن مجاهد عن ابن عمر قال
قال لي أحب في الله وأبغض في الله ووال في الله وعاد في الله فإنه لا تنال ولاية
الله إلا بذلك ولا يجد رجل طعم الايمان وان كثرت صلاته وصيامه حتى يكون
كذلك وصارت مواخاة الناس في أمر الدنيا. رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث
ابن أبي سليم والأكثر على ضعفه. وقد تقدم حديث عمرو بن الحمق فيمن يغضب
لله ويرضى لله.
(باب في المنجيات والمهلكات)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مهلكان وثلاث منجيات وثلاث
كفارات وثلاث درجات فأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع واعجاب المرء
بنفسه وأما المنجيات فالعدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وخشية
الله في السر والعلانية وأما الكفارات فانتظار الصلاة بعد الصلاة وإسباغ الوضوء
90

في السبرات (1) ونقل الاقدام إلى الجماعات وأما الدرجات فاطعام الطعام وإفشاء
السلام والصلاة بالليل والناس نيام. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة
ومن لا يعرف. وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ثلاث كفارات
وثلاث درجات وثلاث منجيات وثلاث مهلكات فأما الكفارات فاسبغ الوضوء
في السبرات وانتظار الصلوات بعد الصلوات ونقل الاقدام إلى الجماعات وأما الدرجات
فاطعام الطعام وافشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام وأما المنجيات فالعدل في الغضب
والرضا والقصد في الفقر والغنى وخشية الله في السر والعلانية وأما المهلكات فشح
مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه. رواه البزار والطبراني في الأوسط ببعضه
وقال إعجاب المرء بنفسه من الخيلاء، وفيه زائدة بن أبي الرقاد وزياد النميري
وكلاهما مختلف في الاحتجاج به. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المهلكات
ثلاث إعجاب المرء بنفسه وشح مطاع وهوى متبع. وعن ابن أبي أوفى عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال بمثله. رواه البزار وفي سند ابن عباس وابن أبي أوفى كلاهما محمد بن
عون الخراساني وهو ضعيف جدا.
(باب ما جاء في الحياء)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء من الايمان والايمان في
الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار. رواه أحمد - وفي الصحيح منه الحياء من
الايمان - ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن سلام ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الحياء
من الايمان. رواه أبو يعلى وفيه هشام بن زياد أبو المقدام لا يحل الاحتجاج به
ضعفه جماعة ولم يوثقه أحد. وعن أبي بكرة وعمران بن حصين قالا قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الحياء من الايمان والايمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار،
قلت حدث أبي بكرة رواه ابن ماجة، ورواهما جميعا الطبراني في الأوسط والصغير
وفي سنده عبد الجبار بن عبد الله عن المأمون ولم أر من ذكر عبد الجبار. وعن
عبد الله يعني ابن مسعود قال جاء قوم بصاحبهم إلي نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا نبي الله

(1) جمع سبرة وهي الغداة الباردة.
91

إن صاحبنا هذا أفسده الحياء فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم إن الحياء من شرائع الاسلام
وإن البذاء من لؤم المرء. رواه الطبراني في الكبير ورجاله وثقهم ابن حبان. وعن
أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الحياء والعي من الايمان وهما يقربان من
الجنة ويباعدان من النار والفحش والبذاء من الشيطان وهما يقربان من النار
ويباعدان من الجنة فقال أعرابي لأبي أمامة انا لنقول في الشعر إن العي من الحمق
فقال إني أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجيئني بشعرك المنتن. رواه الطبراني في
الكبير وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو ضعيف لا يحتج به. وعن أبي موسى قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء والايمان مقرونان لا يفترقان إلا جميعا. رواه الطبراني
في الأوسط والصغير وقال تفرد به محمد بن عبيدة القرشي. وعن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال الحياء والايمان في قرن فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن خالد السمتي كذاب خبيث.
(باب ما جاء ان الصدق من الايمان)
وعن عبد الله بن عمرو أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما عمل
الجنة قال الصدق وإذا صدق العبد بر وإذا بر آمن وإذا آمن دخل الجنة - فذكر
الحديث ويأتي بتمامه في ذم الكذب من كتاب العلم. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة
وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن العبد الايمان
كله حتى يترك الكذب في المزاحة والمراء وإن كان صادقا. رواه أحمد والطبراني
قي الأوسط وفيه منصور بن أذين ولم أر من ذكره. قلت وتأتي أحاديث من هذا
الباب بعضها في العلم وبعضها في الأدب إن شاء الله. وعن عمر بن الخطاب رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبلغ العبد صريح الايمان حتى يدع المزاح
والكذب ويدع المراء وإن كان محقا. رواه أبو يعلى في الكبير وفيه محمد بن عثمان
عن سليمان بن داود لم أر من ذكرهما. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب. رواه أحمد وهو منقطع بين
الأعمش وأبي أمامة. وعن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يطبع المؤمن
على كل خلة غير الخيانة والكذب. رواه البزار وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
92

وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطبع المؤمن على كل خلق ليس الخيانة
والكذب. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن الوليد وهو ضعيف. وعن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجتمع الكفر والايمان في قلب امرئ
ولا يجتمع الصدق والكذب جميعا ولا تجتمع الخيانة والأمانة جميعا. رواه أحمد
وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال كل الخلال يطوى
عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن
معاوية بن أبي سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر
وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور وهما في النار. رواه الطبراني
في الكبير وإسناده حسن. وعن مازن بن الغضوبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم
بالصدق فإنه يهدي إلى الجنة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن كثير
وهو متروك.
(باب فيمن أسلم من أهل الكتاب وغيرهم)
عن أبي أمامة قال إني لتحت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقال قولا
حسنا جميلا فكان فيما قال من أسلم من أهل الكتاب فله أجره مرتين وله ما لنا
وعليه ما علينا ومن أسلم من المشركين فله أجره وله ما لنا وعليه ما علينا. رواه أحمد
والطبراني في الكبير وفيه القاسم أبو عبد الرحمن وقد ضعفه احمد وغيره.
(باب الاسلام بالنسب)
قال الطبراني في الكبير حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا الزبير بن بكار قال فولد
لرسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم وهو أكبر ولده ثم زينب وكانت زينب بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم عند أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس فولدت له عليا وأمامة وكان علي
مسترضعا في بني غاضرة فافتصله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوه يومئذ مشرك فقال من
شاركني في شئ فأنا أحق به وأيما كافر شارك مسلما في شئ فهو أحق به منه -
فذكر الحديث وهو منقطع كما ترى.
93

(باب فيمن أسلم على يديه أحد)
عن عقبة بن عامر الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسلم على يديه رجل
وجبت له الجنة. رواه الطبراني في الثلاثة وفيه محمد بن معاوية النيسابوري وثقه
احمد وضعفه أكثر الناس قال يحيى بن معين كذاب. قلت وتأتي أحاديث هذا الباب في
الجهاد إن شاء الله، وحديث عائشة فيمن ربى صغيرا حتى يقول لا إله إلا الله في البر والصلة
(باب فيمن عمل خيرا ثم أسلم)
عن السائب بن أبي السائب أنه كان يشارك النبي صلى الله عليه وسلم قبل الاسلام في التجارة
فلما كان يوم الفتح جاءه فقال النبي صلى الله عليه وسلم مرحبا بأخي وشريكي كان لا يداري ولا
يماري يا سائب قد كنت تعمل أعمالا في الجاهلية لا تقبل منك وهي اليوم تقبل منك
وكان ذا سلف وصلة - قلت رواه أبو داود وغيره بعضه وله طريق تأتي في البر
والصلة - رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن صعصعة
ابن ناجية المجاشعي وهو جد الفرزدق بن غالب بن صعصعة قال قدمت على النبي
صلى الله عليه وسلم فعرض علي الاسلام فأسلمت وعلمني آيا من القرآن فقلت يا رسول الله إني
عملت أعمالا في الجاهلية فهل لي فيها من أجر قال وما عملت فقلت إني أضللت لي
ناقتين عشراوين فخرجت أتبعهما على جمل لي فرفع لي بيتان في فضاء من الأرض
فقصدت قصدهما فوجدت في أحدهما شيخا كبيرا فقلت هل أحسست ناقتين
عشراوين قال ما ناراهما (1) قلت ميسم بني دارم قال قد أصبنا ناقتيك ونتجناهما فظارتاهما
وقد نعش الله بهما أهل بيت من قومك من العرب من مضر فبينا هو يخاطبني إذ
نادت امرأة من البيت الآخر ولدت قال وما ولدت إن كان غلاما فقد شركنا في
قومنا - وقال البزار فقد تباركنا في قومنا - وإن كانت جارية فادفناها فقالت جارية
فقلت ما هذه الموؤودة قال ابنة لي فقلت إني أشتريها منك قال يا أخا بني تميم أتقول
أتبيع ابنتك وقد أخبرتك إني رجل من العرب من مضر فقلت إني لا أشتري منك
رقبتها إنما أشتري روحها أن لا تقتلها قال بم تشتريها قلت بناقتي هاتين وولديهما قال

(1) اي ما سمتهما، سميت السمة نارا لأنها تكوى بالنار.
94

وتزيدني بعيرك هذا قلت نعم على أن ترسل معي رسولا فإذا بلغت إلى أهلي رددت
إليك البعير ففعل فلما بلغت أهلي رددت إليه البعير فلما كان في بعض الليل فكرت
في نفسي أن هذه مكرمة ما سبقني إليها أحد من العرب وظهر الاسلام وقد أحييت
ثلاثمائة وستين موؤودة أشتري كل واحدة منهن بناقتين عشراوين وجمل فهل لي
في ذلك من أجر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لك أجر إذ من الله عليك بالاسلام. قال عباد
ومصداق قول صعصعة قول الفرزدق:
وجدي الذي منع الوائدات * فأحيا الوئيد فلم يؤد
رواه الطبراني في الكبير والبزار وفيه الطفيل بن عمرو التميمي قال البخاري
لا يصح حديثه وقال العقيلي لا يتابع عليه.
(باب فيمن أحسن بعد اسلامه أو أساء)
عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن رجلا قال يا رسول الله أنؤاخذ بما
عملنا في الجاهلية فقال من أحسن في الاسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية
ومن أساء منكم في الاسلام أخذ بما عمل في الجاهلية والاسلام. رواه البزار وفيه
أسيد بن زيد وهو كذاب (1)
(باب لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
عن أنس كنت جالسا ورجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن
عبد حتى يحب لأخيه السلم ما يحب لنفسه قال أنس فخرجت أنا والرجل إلى السوق
فإذا سلعة تباع فساومته فقال بثلاثين فنظر الرجل فقال قد أخذتها بأربعين فقال
صاحبها ما يحملك على هذا وأنا أعطيكها بأقل من هذا ثم نظر أيضا فقال قد أخذتها
بخمسين فقال صاحبها ما يحملك على هذا وأنا أعطيكها بأقل من هذا قال إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه وأنا أرى أنه صالح
بخمسين، قلت في الصحيح طرف منه عن انس وحده. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

(1) هنا في هامش الأصل: بلغ مقابلة على نسخة الأصل وسماعا على مؤلفه
في الرابع (اي المجلس الرابع) بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر.
95

(باب لا إيمان لمن لا أمانة له)
عن أنس قال ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الا قال لا إيما لمن لا أمانة له ولا
دين لمن لا عهد له. رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وفيه أبو
هلال وثقه ابن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره. وعن أبي أمامة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا إيمان لمن لا أمانة له والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا.
رواه الطبراني في الكبير وله في رواية أخرى عنه لا دين لمن لا أمانة له. وفيه القسم
أبو عبد الرحمن وهو ضعيف عند الأكثرين. وعن ابن مسعود قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له - فذكر الحديث وقد تقدم
وفيه حصين بن مذعور عن قريش التميمي ولم أر من ذكرهما.
(باب لا يفتك مؤمن)
عن الحسن قال جاء رجل إلى الزبير فقال ألا أقتل لك عليا قال لا وكيف
تقتله ومعه الجنود قال ألحق به فأفتك به فقال لا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
الايمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن. رواه أحمد وفيه مبارك بن فضالة وهو ثقة
ولكنه مدلس ولكنه قال حدثنا الحسن. وعن سعيد بن المسيب ان معاوية دخل
على عائشة رضي الله عنها فقال له أما خفت أن اقعد لك رجلا فيقتلك فقال ما كنت
لتفعلي وانا في بيت أمان وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يعني الايمان قيد الفتك
كيف انا في الذي بيني وبينك وفي حوائجك قالت صالح قال فدعينا وإياهم حتى
نلقى ربنا عز وجل. رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أن الطبراني قال عن سعيد
ابن المسيب عن مروان قال دخلت مع معاوية على عائشة، وفيه علي بن زيد وهو ضعيف.
(باب فيمن يخالف كمال الايمان)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بمؤمن مستكمل الايمان من لم
يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة قالوا كيف يا رسول الله قال لان لبلاء لا يتبعه
إلا الرخاء وكذلك الرخاء لا يتبعه إلا البلاء والمصيبة وليس بمؤمن مستكمل
الايمان من لم يسكن في صلاته قالوا ولم يا رسول الله قال لان المصلي يناجي ربه فإذا
96

كان في غير صلاة إنما يناجي ابن آدم. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد العزيز
ابن يحيى المدني قال البخاري كان يضع الحديث.
(باب ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان)
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا
الفاحش ولا البذئ (1). رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن مغراء وثقه أبو زرعة
وجماعة وضعفه ابن المديني وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب فيمن ادعى غير نسبه أو تولى غير مواليه)
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر تبرؤ من نسب وان دق
وادعاء نسب لا يعرف. رواه أحمد والطبراني في الصغير والأوسط إلا أنه قال
كفر بامرئ، وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وعن جابر ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال من تولى غير مواليه فقد خلع ربقة الايمان من عنقه. رواه أحمد
رواه عن جابر خالد بن أبي حيان وثقه أبو زرعة وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلت ويأتي هذا الحديث وغيره فيمن تولى غير مواليه في الفرائض. وعن أبي بكر
الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدعى نسبا لا يعرف كفر بالله وانتفاء من
نسب وان دق كفر بالله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحجاج بن أرطاة وهو
ضعيف. ورواه البزار وفيه السرى بن إسماعيل وهو متروك. وعن أيوب بن
عدي بن عدي عن أبيه أو عمه أن مملوكا كان يقال له كيسان فسمى نفسه قيسا
وادعى إلى مولاه ولحق بالكوفة فركب أبوه إلى عمر بن الخطاب فقال يا أمير
المؤمنين ابني ولد على فراشي وادعى ثم رغب عني وادعى إلى مولاي ومولاه
فقال عمر لزيد بن ثابت أما تعلم انا كنا نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم فقال
زيد بلى فقال عمر بن الخطاب انطلق فاقرن ابنك إلى بعيرك ثم انطلق فاضرب
بعيرك سوطا وابنك سوطا حتى تأتي به أهلك. رواه الطبراني في الكبير وأيوب بن

(1) هذا أخرجوه وقد ضرب عليه الشيخ في الأصل - كما في هامش الأصل.
97

عدي وأبوه أو عمه لم أر من ذكرهما. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من ادعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة وان ريحها ليوجد من قدر سبعين
عاما - أو من مسيرة سبعين عاما - قلت رواه ابن ماجة الا أنه قال من مسيرة خمسمائة
عام - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(باب ما جاء في الكبر)
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال التقى عبد الله بن عمر وعبد الله بن
عمرو بن العاص على المروة فتحدثا ثم مضى عبد الله بن عمرو وبقى عبد الله بن عمر يبكي فقال
له رجل ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن قال هذا يعني عبد الله بن عمرو زعم أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان في قلبه مثقال حبة من كبر كبه الله لوجهه في النار.
رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وفي رواية أخرى عند
احمد صحيحة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة إنسان في قلبه مثقال
حبة من خردل من كبر. وعن عقبة بن عامر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
ما من رجل يموت حين يموت وفي قلبه مثقال حبة من خردل من كبر تحل له الجنة
ان يريح ريحها ولا يراها فقال رجل من قريش يقال له أبو ريحانة يا رسول الله
اني لأحب الجمال وأشتهيه حتى اني لأحبه في علاقة سوطي وفي شراك نعلي فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس ذاك الكبر ان الله عز وجل جميل يحب الجمال ولكن
الكبر من سفه الحق وغمص الناس (1) بعينيه. رواه أحمد وفي إسناده شهر عن رجل
لم يسم. وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تعظم في نفسه أو
اختال في مشيته لقى الله تبارك وتعالى وهو عليه غضبان. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال
حبة من خردل من كبر ولا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من خردل من
إيمان. رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه محمد بن كثير المصيصي شديد الضعف.
وعن السائب بن يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال

(1) أي احتقرهم ولم يرهم شيئا.
98

حبة من كبر قالوا يا رسول الله هلكنا وكيف لنا ان نعلم ما في قلوبنا من ذات
الكبر وأين هو فقال النبي صلى الله عليه وسلم من لبس الصوف أو حلب الشاة أو أكل مع
ما ملكت يمينه فليس في قلبه إن شاء الله الكبر. رواه الطبراني في الكبير وفيه
يزيد بن عبد الملك النوفلي منكر الحديث جدا. وعن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الله عز وجل يقول العز إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما عذبته. رواه
الطبراني في الأوسط والصغير وفيه عبد الله بن الزبير والد أبي احمد ضعفه أبو زرعة
وغيره. وعن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يسأل عنهم رجل
نازع الله رداءه فان رداءه الكبر وإزاره العز ورجل في شك من أمر الله والقنوط
من رحمته. رواه الطبراني في الكبير هكذا. ورواه البزار مطولا ويأتي في باب
الكبائر ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن سلام أنه مر في السوق وعليه حزمة من
حطب فقيل له ما يحملك على هذا وقد أغناك الله عن هذا قال أردت ان أدمغ
الكبر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة من في قلبه خردلة من كبر.
رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. وعن أبي موسى أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان
آخذا بيد أبي موسى في بعض سكك المدينة فأتى على سائلة في ظهر الطريق تسفي
الرياح في وجهها فقال لها أبو موسى تنحي عن سنن (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت
له هذا الطريق له معرضا فليأخذ حيث شاء فشق ذلك على أبي موسى حتى كبا (2)
لذلك وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في وجهه فقال يا أبا موسى اشتد عليك ما قالت
هذه السائلة قلت نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد شق علي حين استخفت بما
قلت لها من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا تكلمها فإنها جبارة فقلت بأبي وأمي ما
هذه فتكون جبارة فقال إن لا يكن ذلك في قدرتها فإنه في قلبها. رواه الطبراني في
الكبير وفيه بلال بن أبي بردة. وعن أنس بن مالك قال مر النبي صلى الله عليه وسلم في طريق
ومرت امرأة سوداء فقال لها رجل الطريق فقالت الطريق ثم فقال النبي صلى الله عليه وسلم
دعوها فإنها جبارة. رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى وفيه يحيى الحماني ضعفه
احمد ورماه بالكذب. ورواه البزار وضعفه برا وآخر. وعن أبي الطفيل قال بينما

(1) السنن بفتح السين: الطريق.
(2) في النهاية " كيلو جهة " أي ربا وانتفخ من الغيظ.
99

رسول الله صلى الله عليه سلم في مسير له وبين يديه رجل ينظر هل في الطريق شئ يكرهه
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيميطه فإذا هو بامرأة عجوز قال فذكر الحديث، قلت ذكر هذا في ترجمة
أبي الطفيل والذي قبله في ترجمة أبي موسى فلا أدري حاله على أي شئ والله أعلم.
(باب في قوله لا يزنى الزاني حين يزنى وهو مؤمن، ونحو هذا)
عن ابن أبي أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن
ولا يزنى حين يزنى وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف أو سرف وهو مؤمن.
رواه أحمد والطبراني في الكبير والبزار وفيه مدرك بن عمارة ذكره ابن حبان في
الثقات وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزنى
الزاني حين يزنى وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق
حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف وهو مؤمن. رواه الطبراني في
الكبير بطوله والبزار. وروى احمد منه لا يزنى الزاني ولا يسرق فقط، وفي إسناد
احمد ابن لهيعة وفي إسناد الطبراني معلى بن مهدي قال أبو حاتم يحدث أحيانا
بالحديث المنكر وذكره ابن حبان في الثقات. وعن عائشة رضي الله عنها انه مر
رجل قد ضرب في الخمر على بابها فقالت أي شئ هذا قلت رجل اخذ سكرانا
فضرب فقالت سبحان الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يشرب الشارب حين
يشرب وهو مؤمن يعني الخمر ولا يزني الزاني حين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق
السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها
أبصارهم وهو مؤمن فإياكم وإياكم. رواه أحمد والبزار ببعضه والطبراني في الأوسط
ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس، ورجال البزار رجال الصحيح. وعن
عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزنى الزاني حين يزنى وهو مؤمن
ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا
ينتهب نهبة يشرف الناس إليه وهو مؤمن. رواه الطبراني في الكبير وفيه قيس بن
الربيع وثقه شعبة وغيره وضعفه احمد ويحيى بن معين. وعن أبي سعيد الخدري
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزنى الزاني حين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق السارق
100

حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الحمر حين يشربها وهو مؤمن قلنا يا رسول
الله كيف يكون ذلك قال يخرج الايمان منه فان تاب رجع إليه. رواه الطبراني في
الأوسط والبزار وفي إسناد الطبراني محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وثقه العجلي
وضعفه احمد وغيره لسوء حفظه. وعن شريك عن رجل من الصحابة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال من زنى خرج منه الايمان فان تاب تاب الله عليه. رواه الطبراني في الكبير
وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن ابن عباس وأبي هريرة وابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لا يزنى الزاني حين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن
ولا يشرب الخمر وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف وهو مؤمن. رواه البزار
والطبراني في الكبير، قلت حديث ابن عباس في الصحيح وغيره باختصار وحديث
أبي هريرة كذلك. وعن علقمة بن قيس قال رأيت عليا رضي الله عنه على منبر
الكوفة وهو يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزنى الزاني حين يزنى وهو
مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليها
أبصارهم وهو مؤمن ولا يشرب الرجل الخمر وهو مؤمن فقام رجل فقال يا أمير المؤمنين
من زنى فقد كفر فقال علي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن بهم أحاديث
الرخص لا يزنى الزاني وهو مؤمن ان ذلك الزنى له حلال فان آمن به أنه له
حلال فقد كفر ولا يسرق وهو مؤمن بتلك السرقة أنها له حلال فان آمن بها
انها حلال فقد كفر ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن انها له حلال
فان شربها وهو مؤمن أنها له حلال فقد كفر ولا ينتهب نهبة ذات شرف حين
ينتهبها وهو مؤمن انها له حلال فان انتهبها وهو مؤمن انها له حلال فقد كفر.
رواه الطبراني في الصغير وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي كذاب لا تحل الرواية عنه.
وعن أبي هريرة قال سمعت خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول لا يسرق السارق وهو مؤمن
ولا يزنى الزاني وهو مؤمن الايمان أكرم على الله من ذلك - قلت هو في
الصحيح خلا قوله الايمان أكرم على الله من ذلك - رواه البزار وفيه إسرائيل
الملائي وثقه يحيى بن معين في رواية وضعفه الناس، قلت ويأتي لأبي هريرة حديث
في الفتن. وعن الفضل بن يسار قال سمعت محمد بن علي وسئل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم
101

لا يزنى الزاني حين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن
فأدار دارة واسعة في الأرض ثم أدار في وسط الدارة دارة فقال الدارة الأولى
الاسلام والدارة التي في وسط الدارة الايمان فإذا زنى خرج من الايمان إلى
الاسلام ولا يخرجه من الاسلام الا الشرك. رواه البزار وفيه الفضل بن يسار ضعفه العقيلي
(باب ما جاء في الرياء)
عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أخوف ما أخاف عليكم
الشرك الأصغر قال وما الشرك الأصغر يا رسول الله قال الرياء يقول الله عز وجل
إذا جزى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤن في الدنيا فانظروا هل
تجدون عندهم جزاء. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. قلت وتأتي بقية أحاديث
الرياء في الزهد ونحوه.
(باب الشح يمحق الاسلام)
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يمحق الاسلام محق الشح شئ. رواه
أبو يعلى وفيه علي بن أبي سارة (1) وهو ضعيف.
(باب في الحقد وغير ذلك)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان النميمة والحقد في النار لا يجتمعان
في قلب مسلم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عفير بن معدان أجمعوا على ضعفه.
(باب في المكر والخديعة)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المكر والخديعة في النار. رواه
البزار وفيه عبيد الله بن أبي حميد اجمعوا على ضعفه.
(باب في الكبائر)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتنبوا الكبائر. رواه أحمد وفيه

(1) كذا في الأصل والميزان وفي الهندية " شارة " وهو غلط.
102

ابن لهيعة. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لقي الله
عز وجل لا يشرك به شيئا وأدى زكاة ماله طيبا بها نفسه محتسبا وسمع وأطاع
فله الجنة أو دخل الجنة وخمس ليس لهن كفارة الشرك بالله وقتل النفس بغير حق
وبهت مؤمن والفرار من الزحف ويمين فاجرة يقتطع بها ما لا بغير حق. رواه
أحمد وفيه بقية وهو مدلس وقد عنعنه. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعن
الله من ذبح لغير الله ولعن الله من غير تخوم الأرض ولعن الله من كمه أعمى عن
السبيل لعن الله من يسب والديه ولعن الله من تولى غير مواليه. رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر أولهن الاشراك
بالله وقتل النفس بغير حقها وأكل الربا وأكل مال اليتيم وفرار يوم الزحف ورمي
المحصنات والانتقال إلى الاعراب بعد هجرته. رواه البزار وفيه عمر بن أبي سلمة
ضعفه شعبة وغيره ووثقه أبو حاتم وابن حبان وغيرهما. وعن أبي الدرداء قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أخبركم بأكبر الكبائر الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان
النبي صلى الله عليه وسلم محتبيا فحل حبوته فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بطرف لسانه وقال الا وقول الزور.
رواه الطبراني في الكبير وفيه عمر بن المساور وهو منكر الحديث. وعن عمر أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال أرأيتم الزاني والسارق وشارب الخمر ما تقولون فيهم قالوا الله
ورسوله أعلم قال هن فواحش وفيهن عقوبة ألا أنبئكم بأكبر الكبائر الاشراك بالله
ثم قرأ (ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما) وعقوق الوالدين ثم قرأ (أن اشكر لي
ولوالديك إلي المصير) وكان متكئا فاحتفز (1) فقال الا وقول الزور. وقال ابن
عباس كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات الا
أن الحسن مدلس وعنعنه. وعن سهل بن أبي حثمة عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول اجتنبوا الكبائر السبع فسكت الناس فلم يتكلم أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا
تسألوني عنهم الشرك بالله وقتل النفس والفرار من الزحف وأكل مال اليتيم وأكل
الربا وقذف المحصنة والتعرب بعد الهجرة. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة.
وعن عبد الله بن عمرو قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال لا أقسم لا أقسم

(1) بالزاي ومعناه استوفز.
103

ثم نزل فقال أبشروا أبشروا من صلى الصلوات الخمس واجتنب الكبائر دخل
من أي أبواب الجنة شاء قال المطلب سمعت رجلا يسأل عبد الله بن عمرو أسمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرهن قال نعم عقوق الوالدين والشرك بالله وقتل النفس
وقذف المحصنات وأكل مال اليتيم والفرار من الزحف وأكل الربا. رواه الطبراني
في الكبير وفيه مسلم بن الوليد بن العباس ولم أر من ذكره. وعن ثوبان عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا ينفع معهن عمل الشرك بالله وعقوق الوالدين والفرار من
الزحف. رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن ربيعة ضعيف جدا. وعن سلمة بن قيس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هي أربع فما أنا بأشح مني عليهن يوم سمعتهن من
رسول الله صلى الله عليه وسلم الا لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق
ولا تزنوا ولا تسرقوا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من لم تكن فيه واحدة منهن فان الله يغفر له
ما سوى ذلك لمن يشاء من مات لا يشرك بالله شيئا ولم يكن ساحرا يتبع السحرة
ولم يحقد على أخيه. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه ليث بن أبي سليم.
وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر سبع الاشراك بالله وقتل
النفس التي حرم الله الا بالحق وقذف المحصنة والفرار من الزحف وأكل الربا
وأكل مال اليتيم والرجوع إلى الاعرابية بعد الهجرة. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف. وعن ابن عباس أن رجلا قال يا رسول الله
ما الكبائر قال الشرك بالله والأياس من روح الله والقنوط من رحمة الله. رواه
البزار والطبراني ورجاله موثقون. وعن ابن مسعود قال الكبائر الاشراك بالله
والامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح (1) الله - وفي رواية
أكبر الكبائر - واسناده صحيح. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأصحابه أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق
ولا تزنوا ولا تسرقوا ولا تشربوا مسكرا فمن فعل من ذلك شيئا فأقيم عليه حده
فهو كفارة من ستر الله عليه فحسابه على الله عز وجل ومن لم يفعل من ذلك

(1) رواه الطبراني في الكبير. وهو ساقط من خطه فلعله سها. كما في هامش الأصل.
104

شيئا ضمنت له على الله الجنة. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون الا
أنه من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وعن أنس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تطفأ ناره ولا تموت ديدانه ولا يخفف عذابه الذي يشرك
بالله عز وجل ورجل جر رجلا إلى سلطان بغير ذنب فقتله ورجل عق والديه.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه العلاء بن سنان ضعفه أحمد. وعن عبد الله بن أنيس
الجهني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من أكبر الكبائر الشرك بالله واليمين الغموس.
رواه الطبراني في الأوسط وهو بتمامه في الايمان والنذور ورجاله موثقون (1). وعن
معاذ بن جبل قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله علمني عملا إذا أنا عملته
دخلت الجنة قال لا تشرك بالله شيئا وان عذبت وحرقت أطع والديك وان أخرجاك من
مالك ومن كل شئ هو لك لا تترك الصلاة متعمدا فإنه من ترك الصلاة متعمدا برئت منه
ذمة الله لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر لا تنازع الامر أهله وان رأيت أنه لك
أنفق من طولك على أهلك ولا ترفع عنهم عصاك أخفهم في الله. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه عمرو بن واقد ضعفه البخاري وجماعة وقال الصوري كان صدوقا. وعن بريدة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أكبر الكبائر الاشراك بالله وعقوق الوالدين ومنع فضل
الماء ومنع الفحل. رواه البزار وفيه صالح بن حيان وهو ضعيف ولم يوثقه أحد. وعن
فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يسأل عنهم رجل فارق الجماعة
وعصى إمامه ومات عاصيا وأمة أو عبد ابق من سيده فمات وامرأة غاب عنها
زوجها وقد كفاها أمر الدنيا فتبرجت بعده وثلاثة لا يسأل عنهم رجل نازع الله
رداءه فان رداءه الكبرياء وإزاره العز ورجل كان في شك من أمر الله والقنوط
من رحمة الله. رواه البزار والطبراني في الكبير فجعلهما حديثين (2) ورجاله ثقات. وعن
معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال المرأة يلعنها الله وملائكته وخزان
الرحمة وخزان العذاب ما انتهكت من معاصي الله شيئا. رواه البزار وفيه عبيد

(1) فائدة: قال شيخنا الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم العراقي: حديث عبد الله
ابن أنيس رواه الترمذي في التفسير. كما في هامش الأصل
(2) هذه الزيادة بخط شيخنا الحافظ عبد الرحيم العراقي هكذا وجدتها بخطه في حاشية الأصل.
105

ابن سلمان الأغر وثقه ابن حبان وذكره البخاري في الضعفاء وقال أبو حاتم
يحول من كتاب الضعفاء لم أر له حديثا منكرا. وعن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم
هلك المتقذرون قال ابن الأثير في النهاية المتقذرون الذين يأتون القاذورات. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف جدا. وعن أبي
سعيد يعني الخدري قال إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر
كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات. رواه البزار وفيه عباد بن
راشد وثقه ابن معين وغيره وضعفه أبو داود وغيره، قلت ويأتي لهذا الحديث
طرق في التوبة إن شاء الله.
(باب لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفوا عن أهل لا إله الا الله
لا تكفروهم بذنب من أكفر أهل لا إله الا الله فهو إلى الكفر أقرب. رواه
الطبراني في الكبير وفيه الضحاك بن حمرة عن علي بن زيد وقد اختلف في
الاحتجاج بهما. وعن أبي الدرداء وأبي أمامة ووائلة بن الأسقع وأنس بن مالك
قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتمارى في شئ من أمر الدين - فذكر
الحديث إلى أن قال إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا قالوا يا رسول الله
ومن الغرباء قال الذين يصلحون إذا فسد الناس ولم يماروا في دين الله ولا تكفروا
أحدا من أهل التوحيد بذنب - قلت ويأتي بتمامه - أخرجه الطبراني في الكبير وفيه
كثير بن مروان كذبه يحيى والدار قطني. وعن علي وجابر قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني
الاسلام على ثلاثة أهل لا إله إلا الله لا تكفروهم بذنب ولا تشهدوا عليهم بشرك ومعرفة
المقادير خيرها وشرها من الله والجهاد ماض إلى يوم القيامة مذ بعث الله محمدا
صلى الله عليه وسلم إلى آخر عصابة من المسلمين لا ينقض ذلك جور جائر ولا عدل عادل.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي كان يضع الحديث. وعن أبي
سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لن يخرج أحد من الايمان الا بجحود ما دخل
فيه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي وهو وضاع كما تقدم. وعن
106

عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تكفروا أحدا من أهل القبلة بذنب
وان عملوا بالكبائر وصلوا مع كل امام وجاهدوا مع كل أمير. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه علي بن أبي سارة وهو ضعيف متروك الحديث. وعن يزيد
الرقاشي عن أنس بن مالك قال قلت يا أبا حمزة ان ناسا يشهدون علينا بالكفر والشرك
قال أنس أولئك شر الخلق والخليقة. رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي وقد
ضعفه الأكثر ووثقه أبو أحمد بن عدي وقال عنده أحاديث صالحة عن أنس
وأرجو أنه لا باس به. وعن أبي سفيان قال سألت جابرا وهو مجاور بمكة
وهو نازل في بني فهر فسأله رجل هل كنتم تدعون أحدا من أهل القبلة مشركا
قال معاذ الله ففزع لذلك قال هل كنتم تدعون أحدا منهم كافرا قال لا. رواه
أبو يعلى والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
(باب في ضعف اليقين)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخاف على أمتي الا ضعف اليقين.
رواه الطبراني الأوسط ورجاله ثقات. وعن النعمان بن بشير أنه كان يقول على
منبره إن البلية كل البلية أن تعمل أعمال السوء في ايمان السوء. رواه الطبراني
في الأوسط ورجاله موثقون.
(باب في النفاق وعلاماته وذكر المنافقين)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن للمنافقين علامات يعرفون بها تحيتهم
لعنة وطعامهم نهبة وغنيمتهم غلول لا يقربون المساجد الا هجرا ولا يأتون الصلاة
الا دبرا مستكبرين لا يألفون ولا يؤلفون خشب بالليل صخب بالنهار (1)، وقال يزيد مرة
سخب بالنهار. رواه أحمد والبزار وفيه عبد الملك بن قدامة الجمحي وثقه يحيى بن معين
وغيره وضعفه الدارقطني وغيره. وعن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ثلاث من كن فيه فهو منافق وان صام وصلى وحج واعتمر وقال إني مسلم
إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وادا اؤتمن خان. رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي

(1) صياحون فيه متجادلون.
107

وهو ضعيف. وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافق ثلاث إذا حدث
كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان. رواه البزار والطبراني في الأوسط
وفيه يوسف بن الخطاب وهو مجهول. وعن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال آيات المنافق إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه زنفل العوفي كذاب. وعن سلمان الفارسي قال دخل
أبو بكر وعمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال المنافق إذا
حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان فخرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما
ثقيلان فلقيتهما فقلت ما لي أراكما ثقيلين فقالا حديثا سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من خلال المنافق إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان قال أولا
سألتماه قالا هبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكني سأسأله فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت لقيني أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وهما ثقيلان وذكرت ما قالا فقال قد
حدثتهما ولم أضعه على الموضع الذي يضعانه ولكن المنافق إذا حدث بحديث وهو
يحدث نفسه انه يكذب وإذا وعد وهو يحدث نفسه انه يخلف وإذا اؤتمن وهو
يحدث نفسه انه يخون. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو النعمان عن أبي وقاص
وكلاهما مجهول - قاله الترمذي - وبقية ورجاله موثقون. وعن عبد الله يعني ابن مسعود
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن كان فيه خصلة ففيه خصلة
من النفاق إذا حدث كذب وإذا أوتمن خان وإذا وعد أخلف. رواه البزار
ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن مسعود (1) قال اعتبروا المنافقين بثلاث إذا
حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر فأنزل الله عز وجل تصديق ذلك
في كتابه (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله) إلى آخر الآية. رواه الطبراني
في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من أعلام المنافق إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمنته خانك. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف وبقية رجاله ثقات.

(1) في الهندية " عن ابن عباس "
108

(باب في نية المؤمن والمنافق وعملهما)
عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نية المؤمن خير من عمله
وعمل المنافق خير من نيته وكل يعمل على نيته فإذا عمل المؤمن عملا نار في قلبه
نور. رواه الطبراني وفيه حاتم بن عباد بن دينار ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(باب منه في المنافقين)
عن أبي هريرة قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أبي بن سلول وهو
في ظل فقال قد غبر علينا ابن أبي كبشة فقال ابنه عبد الله والذي أكرمك وأنزل
عليك الكتاب لئن شئت لأتيتك برأسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا ولكن بر أباك وأحسن
صحبته. رواه الطبراني في الأوسط وقال تفرد به زيد بن بشر الحضرمي، قلت وثقه
ابن حبان وبقية رجاله ثقات. وعن صلة بن زفر قال قلنا لحذيفة كيف عرفت أمر
المنافقين ولم يعرفه أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر رضي
الله عنهم قال إني كنت أسير خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فنام على راحلته فسمعت ناسا
منهم يقولون لو طرحناه عن راحلته فاندقت عنقه فاسترحنا منه فسرت بينهم وبينه
وجعلت اقرأ وأرفع صوتي فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من هذا فقلت حذيفة قال
من هؤلاء قلت فلان وفلان حتى عددتهم قال وسمعت ما قالوا قلت نعم ولذلك سرت
بينك وبينهم قال فان هؤلاء فلانا وفلانا حتى عد أسماءهم منافقون لا تخبرن أحدا.
رواه الطبراني في الكبير وفيه مجالد بن سعيد وقد اختلط وضعفه جماعة. وعن
حذيفة قال كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقود وعمار يسوق أو عمار
يقود وأنا أسوق به إذا استقبلنا اثنا عشر رجلا متلثمين قال هؤلاء المنافقون إلى
يوم القيامة قلت يا رسول الله ألا تبعث إلى كل رجل منهم فتقتله فقال أكره أن
يتحدث الناس ان وأن محمدا
يقتل أصحابه وعسى يكفينيهم الدبيلة قلنا وما الدبيلة قال
شهاب من نار يوضع على نياط قلب أحدهم فيقتله - قلت في الصحيح بعضه - رواه
الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن سلمة وثقه جماعة وقال البخاري لا يتابع على
109

حديثه. وعن حذيقة قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطن الوادي وأخذ الناس العقبة
فجاء سبعة نفر متلثمون فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حذيفة القائد وعمار السائق
قال شدوا ما بينكما فلم يصنعوا شيئا فنظر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا حذيفة هل
تدري من القوم قلت ما أعرف منهم إلا صاحب الجمل الأحمر فاني أعلم انه فلان
- قلت له حديث في الصحيح بغير هذا السياق - رواه الطبراني في الأوسط وفيه
تليد بن سليمان وثقه العجلي وقال لا بأس به كان يتشيع ويدلس وضعفه جماعة.
وعن جابر قال كان بين عمار بن ياسر ووديعة بن ثابت كلام فقال وديعة لعمار إنما
أنت عبد أبي حذيفة بن المغيرة ما أعتقك بعد قال عمار كم أصحاب العقبة قال الله
اعلم قال أخبرني عن علمك فسكت وديعة قال من حضره أخبره وإنما أراد عمار ان
يخبره أنه كان فيهم قال كنا نتحدث أنهم أربعة عشر فقال عمار فان كنت فيهم فإنهم
خمسة عشر فقال وديعة مهلا يا أبا اليقظان أنشدك الله ان تفضحني اليوم فقال عمار
ما سميت أحدا ولا أسميه ابدا ولكني أشهد أن الخمسة عشر رجلا اثنا عشر رجلا
منهم حزب الله ورسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. رواه الطبراني في
الكبير - وفي الصحيح طرف منه - وفيه الواقدي وهو ضعيف. وعن أبي الطفيل
قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك فانتهى إلى عقبة فأمر مناديه فنادى
لا يأخذن العقبة أحد فان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير يأخذها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير
وحذيفة يقوده وعمار بن ياسر يسوقه فاقبل رهط متلثمين على الرواحل حتى غشوا النبي
صلى الله عليه سلم فرجع عمار فضرب وجوه الرواحل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة قد قد فلحقه
عمار فقال سق سق حتى أناخ فقال لعمار هل تعرف القوم فقال لا كانوا متلثمين
وقد عرفت عامة الرواحل قال أتدري ما أرادوا برسول الله صلى الله عليه وسلم قلت الله ورسوله
أعلم قال أرادوا أن ينفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم فيطرحوه من العقبة فلما كان بعد
ذلك نزع بين عمار وبين رجل منهم شئ ما يكون بين الناس فقال أنشدك بالله كم
أصحاب العقبة الذين أرادوا أن يمكروا برسول الله صلى الله عليه وسلم قال نرى أنهم أربعة عشر
قال فان كنت فيهم فكانوا خمسة عشر ويشهد عمار ان اثنى عشر حزبا لله ورسوله
في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. قال
110

الطبراني حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا الزبير بن بكار قال تسمية أصحاب العقبة
معتب بن قشير بن مليل من بني عمرو بن عوف شهد بدرا وهو الذي قال يعدنا
محمد كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن على خلائه وهو الذي قال لو كان لنا
من الامر شئ ما قتلنا ههنا، قال الزبير وهو الذي شهد عليه الزبير بهذا الكلام،
ووديعة بن ثابت بن عمرو بن عوف وهو الذي قال إنما كنا نخوض ونلعب وهو
الذي قال ما لي أرى قرانا هؤلاء أرغبنا بطونا وأجبننا عند اللقاء، وجد بن عبد
الله بن نبتل بن الحارث من بني عمرو بن عوف وهو الذي قال جبريل عليه السلام
يا محمد من هذا الأسود كثير شعر عيناه كأنهما قدران من صفر ينظر بعيني شيطان
وكبده كبد حمار يخبر المنافقين بخبرك وهو المخبر بخبره، والحارث بن يزيد الطائي
حليف لبني عمرو بن عوف وهو الذي سبق إلى الوشل يعني البئر التي نهى رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن يسبقه أحد فاستقى منه، وأوس بن قبطي وهو من بني حارثة وهو
الذي قال إن بيوتنا عورة وهو جد يحيى بن سعيد بن قيس، والجلاس بن سويد
ابن الصامت وهو من بني عمرو بن عوف وبلغنا أنه تاب بعد ذلك، وسعد بن زرارة
من بني مالك بن النجار وهو المدخر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أصغرهم سنا وأخبثهم،
وسويد وراعش وهما من بلحبلي وهما ممن جهز ابن أبي في غزوة تبوك لخذلان
الناس (1) وقيس بن عمرو بن فهد، وزيد بن اللصيب وكان من يهود قينقاع فأظهر
الاسلام وفيه غش اليهود ونفاق من نافق، وسلالة بن الحمام من بني قينقاع فأظهر
الاسلام. رواه الطبراني في الكبير من قول الزبير بن بكار كما ترى. وعن أبي
الطفيل قال لما كان غزوة تبوك نادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم ان الماء قليل فلا يسبقني
إليه أحد فأتى الماء وقد سبقه أقوام فلعنهم. رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن
محمد بن السكن عن بكر بن بكار ولم أر من ترجمهما. وعن عبد الله بن عثمان بن
خثيم قال دخلت على أبي الطفيل فوجدته طيب النفس فقلت لأغتنمن ذلك منه
فقلت يا أبا الطفيل النفر الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من هم سمهم من هم قال فهم

(1) بخطه (أي بخط المؤلف) لعله " وهما ممن جهر بقول من أتى في غزوة
تبوك يخذلان الناس ". كما في هامش الأصل.
111

ان يخبرني بهم فقالت له امرأته سودة مه يا أبا الطفيل أما بلغك أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد من المؤمنين دعوت عليه بدعوة فاجعلها له
زكاة ورحمة. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن أبي مسعود. قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
خطبة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن منكم منافقين فمن سميت فليقم ثم قال قم يا فلان
قم يا فلان قم يا فلان حتى سمى ستة وثلاثين رجلا قال إن فيكم أو منكم فاتقوا الله
قال فمر عمر على رجل ممن سمى مقنع قد كان يعرفه قال مالك قال فحدثه بما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعدا لك سائر اليوم. رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه
عياض بن عياض عن أبيه ولم أر من ترجمهما. وعن أم سلمة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم
من أصحابي من لا أراه ولا يراني بعد أن أموت ابدا قال فبلغ ذلك عمر فأتاهما
يشتد أو يسرع فقال أنشدك الله انا منهم قالت لا ولا أبرئ بعدك أحدا ابدا.
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير، وفي رواية أخرى لأبي يعلى واحمد
عنها دخل عليها عبد الرحمن بن عوف قال فقال يا أمه قد خفت ان يهلكني كثرة
ما لي انا أكثر قريش مالا قالت يا بني أنفق فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه - فذكر نحوه وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة
يخطئ. وعن عبد الله بن عمرو قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذهب عمرو
ابن العاصي يلبس ثيابه ليلحقني فقال ونحن عنده ليدخلن عليكم رجل لعين فوالله
ما زلت وجلا أتشوف خارجا وداخلا حتى دخل فلان يعني الحكم. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح. وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليطلعن عليكم رجل يبعث
يوم القيامة على غير سنتي أو على غير ملتي وكنت تركت أبي في المنزل فخفت أن
يكون هو فاطلع رجل غيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو هذا. رواه الطبراني في
الكبير ورجاله رجال الصحيح إلا أن فيه رجلا لم يسم. وعنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يطلع عليكم رجل من هذا الفج من أهل النار وكنت تركت أبي يتوضأ
فخشيت أن يكون هو فاطلع غيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو هذا ورجاله رجال
الصحيح. وعن ابن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يطلع من هذا الباب
من أهل النار فطلع فلان. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف.
112

وعن ابن عباس قال يقول أحدهم أبي صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولنعل خلق خير من أبيه. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن
الحسن بن علي أنه قال لأبي الأعور السلمي ويحك ألم يلعن رسول الله صلى الله عليه وسلم رعلا
وذكوان وعمرو بن سفيان. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن
ابن أبي عوف وهو ثقة وذكر سندا آخر إلى الحسن قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
علينا بيت فاطمة قال وذكر الحديث وكتبناه في أحاديث ابن نمير في
الاملاء. وعن سفينة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسا فمر رجل على بعير وبين
يديه قائد وخلفه سائق فقال لعن الله القائد والسائق والراكب. رواه البزار
ورجالة ثقات. وعن المهاجر بن قنفذ قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة على بعير
فقال الثالث ملعون. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن سعد بن حذيفة
قال قال عمار بن ياسر يوم صفين وذكر أمرهم وامر الصلح فقال والله ما أسلموا
ولكن استسلموا وأسروا الكفر فلما رأوا عليه أعوانا أظهروه. رواه الطبراني
في الكبير وسعد بن حذيفة لم أر من ترجمه. وعن عبد الله بن عمرو قال يؤذن
المؤذن ويقيم الصلاة قوم وما هم بمؤمنين. رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم
يسم. وعن عبد الرحمن بن عوف قال دخلت على عمر فقال يا عبد الرحمن بن عوف
أتخشى أن يترك الناس الاسلام ويخرجون منه قلت لا إن شاء الله وكيف يتركونه
وفيهم كتاب الله وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لئن كان من ذلك شئ ليكونن بنو
فلان. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
(باب تحشر كل نفس على هواها)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل نفس تحشر على هواها فمن هوى
الكفر فهو مع الكفرة ولا ينفعه عمله شيئا - قلت له في الصحيح يبعث كل عبد على
ما مات عليه فقط - رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وعن
فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من مات على مرتبة من هذه المراتب
يبعث عليها يوم القيامة. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات في أحد. السندين
113

(باب البراءة من النفاق)
قال رجل لعبد الله بن مسعود اني أخاف ان أكون منافقا قال لو كنت منافقا
ما خفت ذلك. رواه الطبراني في الكبير وهو منقطع.
(باب في إبليس وجنوده)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إبليس لربه يا رب أهبطت آدم
وقد علمت أنه سيكون كتاب ورسل فما كتابهم ورسلهم قال رسلهم الملائكة والنبيون
منهم وكتبهم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قال فما كتابي قال كتابك الوشم
وقرآنك الشعر ورسلك الكهنة وطعامك ما لا يذكر اسم الله عليه وشرابك كل
مسكر وصدقك الكذب وبيتك الحمام ومصايدك النساء ومؤذنك المزمار ومسجدك
الأسواق. رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن صالح الأيلي ضعفه العقيلي، قلت
ويأتي حديث أبي أمامة في أواخر الأدب في الشعر مثل هذا أو أتم إن شاء الله.
وعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أصبح إبليس بعث جنوده فيقول
من أضل اليوم مسلما ألبسته التاج فيجيئون فيقول أحدهم لم أزل به حتى طلق امرأته
فيقول يوشك أن يتزوج ويجئ هذا فيقول لم أزل به حتى عق والديه فيقول يوشك
أن يبر ويجئ هذا فيقول لم أزل به حتى أشرك فيقول أنت أنت. رواه الطبراني
في الكبير وفيه عطاء بن السائب اختلط وبقية رجاله ثقات. وعن أبي ريحانة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن إبليس يضع عرشه على البحر فيتشبه بالله عز وجل ودونه
الحجب فيندب جنوده فيقول من لفلان الآدمي فيقوم اثنان فيقول قد أجلتكما
سنة فان أغويتماه وضعت عنكما التعب وإلا صلبتكما قال فكان يقول لأبي ريحانة لقد
صلب فيك كثير. رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن طلحة اليربوعي ضعفه
النسائي وذكره ابن حبان في الثقات.
(باب فيمن يغويهم الشيطان)
عن معاوية بن قرة عن أبيه قال كنت مع أبي نريد النبي صلى الله عليه وسلم فلما كنا ببعض
114

الطريق مررنا بحي فبتنا فيه فإذا الراعي قد جاء إلى أهل الحي يسعى يقول لست
أرعى لكم فان الذئب يجئ كل ليلة فيأخذ شاة من الغنم والصنم ينظر لا ينكر ولا
يغير فقالوا أقم علينا أحسبه قال حتى نأتيه فأتوه فتكلموا حوله قال للراعي أقم الليلة
قال إني أقيم الليلة حتى ننظر قال فبتنا ليلتنا فلما كان صلاة الغداة إذ الراعي يشتد
إلى أهل القرية يقول لهم البشرى الا ترون الذئب مربوطا بين يدي الغنم بغير وثاق
فجاؤوا وجئنا معهم قال فقال نعم هكذا فاصنع فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه أبي
الحديث فقال يتلعب بهم الشيطان. رواه البزار ومداره على أزهر بن سنان ضعفه
ابن معين وقال ابن عدي أحاديثه صالحة ليست بالمنكرة جدا. وعنه أيضا قال ذهبت
لأسلم حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأردت ان أدخل مع رجلين أو ثلاثة في الاسلام
فاتيت الماء حيث يجتمع الناس فإذا أنا براعي القرية الذي يرعى أغنامهم فقال لا أرعى
لكم أغنامكم قالوا لم قال يجئ الذئب كل ليلة فيأخذ شاة وصنمنا هذا قائم لا يضر
ولا ينفع ولا يغير ولا ينكر قال فرجعوا وأنا أرجوا ان يسلموا فلما أصبحنا جاء
الراعي يشتد ما البشرى ما البشرى قد جئ بالذئب فهو بين يدي الغنم مقموطا (1) فذهبت
معهم فقبلوه وسجدوا له وقالوا هكذا فاصنع فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته بهذا
الحديث فقال عبث بهم الشيطان. رواه الطبراني في الكبير وقد تقدم الكلام عليه
قبله. وعن السائب قال بعث معي أهلي بقدح لبن وزبد إلى آلهتهم فذهبت به فلقد
خفت ان آكل منه شيئا فوضعته إذ جاء الكلب فشرب اللبن واكل الزبد وبال
على الصنم. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقاب. وعنه أيضا أنه كان فيمن بني
الكعبة في الجاهلية قال ولي حجر انا نحته بيدي أعبده من دون الله تعالى واجئ
باللبن الخاثر الذي أنفسه على نفسي فأصبه عليه فيجئ الكلب فيلحسه ثم يشغر (2)
فيبول فذكر الحديث وهو بتمامه في بناء الكعبة. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(1) أي مشدود اليدين والرجلين كما يفعل بالصبي في المهد.
(2) أي يرفع إحدى رجليه.
115

(باب في شيطان المؤمن)
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن لينضي (1) شياطينه كما
ينضي أحدكم بعيره في السفر. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة.
(باب في أهل الجاهلية)
عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من سيب السوائب وعبد
الأصنام أبو خزاعة عمرو بن عامر واني رأيته يجر أمعاءه في النار. رواه أحمد
وفيه إبراهيم الهجري وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أول من غير دين إبراهيم عمرو بن لحى بن قمعة بن خندف أبو خزاعة. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط وفيه صالح مولى التؤمة وضعفه بسبب اختلاطه وابن
أبي ذئب سمع منه قبل الاختلاط وهذا من رواية ابن أبي ذئب عنه. وعن علقمة
قال كنا جلوسا عند عائشة فدخل أبو هريرة فقالت أنت الذي تحدث أن امرأة
عذبت في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها فقال سمعته منه يعني النبي صلى الله عليه وسلم فقالت
هل تدري ما كانت المرأة ان المرأة مع ما فعلت كانت كافرة وان المؤمن أكرم
على الله عز وجل من أن يعذبه في هرة فإذا حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر
كيف تحدث. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي رزين
عن عمه قال قلت يا رسول الله أين أمي قال أمك في النار قال قلت فأين من مضى
من أهلك قال أما ترضى أن تكون أمك مع أمي. رواه أحمد والطبراني في الكبير
ورجاله ثقات. وعن بريدة قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنزل ونحن معه قريب من
ألف راكب فصلى ركعتين ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان فقام إليه عمر
ابن الخطاب ففداه بالأم والأب يقول يا رسول الله ما لك قال إني سألت ربي
عز وجل في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي فدمعت عيناي رحمة لها من النار.

(1) في الأصل " لينصئ " وفي الهامش: بالصاد المهملة من نصأت الناقة
زجرتها. وفي الهامش أيضا: صوابه بالمعجمة كما في النهاية أي يهزل.
116

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن بريدة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى إذا كنا بودان أو بالقبور سأل الشفاعة لامه أحسبه قال فضرب جبريل
صلى الله عليه وسلم صدره وقال لا تستغفر لمن مات مشركا. رواه البزار وقال لم يروه بهذا
الاسناد الا محمد بن جابر عن سماك بن حرب، قلت ولم أر من ذكر محمد بن جابر
هذا (1). وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أقبل من غزوة تبوك واعتمر فلما هبط
من ثنية عسفان أمر أصحابه أن يستسندوا إلى العقبة حتى أرجع إليكم فذهب فنزل على قبر
أمه فناجى ربه طويلا ثم إنه بكى فاشتد بكاؤه وبكى هؤلاء لبكائه وقالوا ما بكى
نبي الله صلى الله عليه وسلم بهذا المكان الا وقد حدث في أمته شئ لا نطيقه فلما بكى هؤلاء قام
فرجع إليهم فقال ما يبكيكم قالوا يا نبي الله بكينا لبكائك قلنا لعله حدث في أمتك
شئ لا تطيقه قال لا وقد كان بعضه ولكن نزلت على قبر فدعوت الله أن يأذن
لي في شفاعته يوم القيامة فأبى الله أن يأذن لي فرحمتها وهي أمي فبكيت ثم جاءني
جبريل عليه السلام فقال وما كان استغفار إبراهيم لأبيه الا عن موعدة وعدها
إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه فتبرأ من أمك كما تبرأ إبراهيم من أبيه فرحمتها
وهي أمي فدعوت ربي أن يرفع عن أمتي أربعا فرفع عنهم اثنتين وأبى أن يرفع
عنهم اثنتين دعوت ربي أن يرفع عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض وان
لا يلبسهم شيعا وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض فرفع عنهم الرجم من السماء والغرق
من الأرض وأبى الله أن ترفع عنهم اثنتان القتل والهرج. وإنما عدل إلى قبر أمه لأنها
مدفونة تحت كذا وكذا وكان عسفان لهم. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو الدرداء
وعبد الغفار بن المنيب عن إسحاق بن عبد الله عن أبيه عن عكرمة ومن عدا عكرمة
لم أعرفهم ولم أر من ذكرهم. وعن عمران بن الحصين ان أباه الحصين أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال أرأيت رجلا كان يقري الضيف ويصل الرحم مات قبلك وهو أبوك فقال إن أبي وأباك
وأنت في النار فمات حصين مشركا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
وعن سعد يعني ابن أبي وقاص أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أين

(1) فائدة: محمد بن جابر هذا هو اليمامي ضعفه أحمد بن حنبل وغيره -
كما في هامش الأصل.
117

أبي قال في النار قال فأين أبوك قال حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار. رواه
البزار والطبراني في الكبير وزاد فأسلم الاعرابي فقال لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعناء
ما مررت بقبر كافر الا بشرته بالنار، ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي سعيد أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال ليأخذن رجل بيد أبيه يوم القيامة فليقطعنه نارا يريد ان يدخله
الجنة قال فينادي أن الجنة لا يدخلها مشرك ان الله قد حرم الجنة على كل مشرك
قال فيقول أي رب أبي قال فيتحول في صورة قبيحة وريح منتنة فيتركه قال وكان
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه إبراهيم ولم يزدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك.
رواه أبو يعلى والبزار ورجالهما رجال الصحيح. وعن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال يلقى رجل أباه يوم القيامة فيقول يا أبت هل أنت مطيعي اليوم وهل أنت تابعي
اليوم فيقول نعم فيأخذ بيده فينطلق به حتى يأتي به الله تبارك وتعالى وهو يعرض
الخلق فيقول أي رب انك وعدتني ان لا تخزني فيعرض الله تبارك وتعالى عنه
ثم يقول مثل ذلك فيمسخ الله أباه ضبعا فيهوي في النار فيقول أبوك فيقول لا أعرفك.
رواه البزار ورجاله ثقات. وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن الحارث بن هشام
أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوم حجة الوداع فقال يا رسول الله انك تحث على صلة الرحم
والاحسان إلى الجار وإيواء اليتيم واطعام الضيف واطعام المسكين وكل هذا كان
يفعله هشام بن المغيرة فما ظنك به يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل قبر
لا يشهد صاحبه ان لا إله إلا الله فهو جذوة من النار وقد وجدت عمي أبا طالب
في طمطام من النار فأخرجه الله لمكانه مني وإحسانه إلي فجعله في ضحضاح من
النار. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو
منكر الحديث لا يحتجون بحديثه وقد وثق. وعن أم سلمة قالت قلت يا رسول
الله إن عمي هشام بن المغيرة كان يطعم الطعام ويصل الرحم ويفعل ويفعل فلو
أدركك أسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي للدنيا وحمدها وذكرها وما قال
يوما قط اللهم اغفر لي يوم الدين. رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى ورجاله رجال
الصحيح. وعن سلمة بن يزيد الجعفي قال انطلقت أنا وأخي وأبي إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال قلنا يا رسول الله إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم وتقري الضيف وتفعل وتفعل
118

هلكت في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئا قال لا قال قلنا فإنها كانت وأدت أختا لها
فهل ذلك نافعها شيئا قال الوائدة والموؤودة في النار الا ان تدرك الوائدة الاسلام
ليعفو الله عنها. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح والطبراني في الكبير بنحوه.
وعن عدي بن حاتم قال قلت يا رسول الله ان أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا
وكذا قال إن أباك أراد أمرا فأدركه يعني الذكر. رواه أحمد ورجاله ثقات
والطبراني في الكبير. وعن سهل بن سعد أن عدي بن حاتم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله ان أبي كان يصل الرحم ويحمل الكل ويطعم الطعام قال فهل أدرك
الاسلام قال لا قال فان أباك كان يحب أن يذكر فذكر. رواه الطبراني في
الكبير وفيه رشدين بن سعد وهو متروك الحديث. وعن ابن عمر قال ذكر
حاتم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذاك رجل أراد أمرا فأدركه. رواه البزار وفيه عبيد
ابن واقد العبسي ضعفه أبو حاتم. وعن سلمة بن عامر الضبي قال أتيت النبي
صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ان أبي كان يصل الرحم ويقري الضيف ويفي بالذمة قال ولم
يدرك الاسلام قال لا فلما وليت فقال علي بالشيخ قال يكون ذلك في عقبك فلن تزولوا
ولن تتفرقوا أبدا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن عفيف
الكندي قال بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ اقبل وفد من اليمن فذكروا امرأ
القيس بن حجر الكندي وذكروا بيتين من شعره فيهما ذكر ضارج ماء من
مياه العرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة
يجئ يوم القيامة معه لواء الشعراء يقودهم إلى النار. رواه الطبراني في الكبير
من طريق سعد بن فروة بن عفيف عن أبيه عن جده ولم أر من ترجمهم.
(كتاب العلم)
(باب في طلب العلم)
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل
مسلم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عثمان بن عبد الرحمن القرشي
عن حماد بن أبي سليمان، وعثمان هذا قال البخاري مجهول ولا يقبل من حديث حماد
119

الا ما رواه عنه القدماء شعبة وسفيان الثوري والدستوائي ومن عدا هؤلاء
رووا عنه بعد الاختلاط. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم
فريضة على كل مسلم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن هاشم السمسار
كذاب. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال طلب العلم فريضة على كل مسلم.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد ضعيف جدا.
وعن الحسين بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم.
رواه الطبراني في الصغير وفيه عبد العزيز بن أبي ثابت ضعيف جدا. وعن وائلة
قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتفقه في الدين. رواه الطبراني في الكبير وفيه
بكار بن تميم وهو مجهول (1).
(باب في فضل العلم)
عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قليل العلم خير من كثير العبادة وكفى
بالمرء فقها إذا عبد الله وكفى بالمرء جهلا إذا أعجب برأيه إنما الناس رجلان مؤمن
وجاهل فلا تؤذوا المؤمن ولا تجاوروا الجاهل. رواه الطبراني في الأوسط
والكبير وفيه إسحاق بن أسيد قال أبو حاتم لا يشتغل به. وعن حذيفة بن اليمان
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العلم خير من فضل العبادة وخير دينكم الورع.
رواه الطبراني في الأوسط والبزار وفيه عبد الله بن عبد القدوس وثقه البخاري
وابن حبان وضعفه ابن معين. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل
العبادة الفقه وأفضل الدين الورع. رواه الطبراني في الثلاثة وفيه محمد بن أبي ليلى
ضعفوه لسوء حفظه. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العلم أفضل
من العبادة وملاك الدين الورع. رواه الطبراني في الكبير وفيه سوار بن مصعب
ضعيف جدا. وعن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير الفقه
خير من كثير العبادة وخير أعمالكم أيسرها. رواه الطبراني في الكبير وفيه خارجة

(1) هنا في هامش الأصل: بلغ مقابلة على نسخة الأصل وسماعا على مؤلفه
بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر في الخامس.
120

ابن مصعب وهو ضعيف جدا. وعن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما جمع شئ إلى شئ أفضل من علم إلى حلم. رواه الطبراني في الأوسط والصغير
من رواية حفص بن بشر عن حسن بن الحسين بن يزيد العلوي عن أبيه ولم أر
من ذكر أحدا منهم. وعن عمر يعني ابن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما اكتسب مكتسب مثل فضل علم يهدي صاحبه إلى هدى أو يرده
عن ردى وما استقام دينه حتى يستقيم عمله. رواه الطبراني في الصغير والأوسط
وقال فيه حتى يستقيم عقله بدل عمله وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف.
(باب منه)
عن وائلة بن الأسقع قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتفقه في الدين. رواه الطبراني
في الكبير وفيه بكار بن تميم وهو مجهول. وعن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة
وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا
يفقهه في الدين. رواه الطبراني في الصغير ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما عبد الله بشئ أفضل من فقه في دين ولفقيه واحد
أشد على الشيطان من ألف عابد ولكل شئ عماد وعماد هذا الدين الفقه.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يزيد بن عياض وهو كذاب. وعن عبد الله يعني
ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين
وألهمه رشده. رواه البزار والطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
(باب في فضل العالم والمتعلم)
عن أنس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان مثل العلماء في الأرض كمثل
النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فإذا انطمست النجوم أوشك
أن تضل الهداة. رواه أحمد وفيه رشدين بن سعد واختلف في الاحتجاج به
وأبو حفص صاحب أنس مجهول والله أعلم. وعن جابر بن عبد الله عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال الناس معادن فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا. رواه أحمد
121

ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس
رجلان عالم ومتعلم هما في الاجر سواء ولا خير فيما بينهما من الناس. رواه الطبراني
في الأوسط والكبير وفي سند الأوسط نهشل بن سعيد وفي الآخر الربيع بن بدر
وهما كذابان. وعن ابن مسعود أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا ملعونة ملعون ما
فيها الا عالم وذكر الله وما والاه. رواه الطبراني في الأوسط وقال لم يروه عن ابن
ثوبان عن عبدة الا أبو المطرف المغيرة بن مطرف، قلت لم أر من ذكره. وعن
أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم والمتعلم شريكان في الخير وسائر الناس
لا خير فيه. رواه الطبراني في الكبير وفيه معاوية بن يحيى الصدفي قال ابن معين
هالك ليس بشئ. وعن عبد الله قال أغد عالما أو متعلما ولا تغد بين ذلك فإن لم
تفعل فأحب العلماء ولا تبغضهم. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال
الصحيح الا أن عبد الملك بن عمير لم يدرك ابن مسعود. وعن أبي بكرة قال سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول أغد عالما أو متعلما أو مستمعا أو محبا ولا تكن الخامسة فتهلك
قال عطاء قال لي مسعر زدتنا خامسة لم تكن عندنا والخامسة أن تبغض العلم وأهله. رواه
الطبراني في الثلاثة والبزار ورجاله موثقون. وعن زر بن حبيش قال غدوت على
صفوان بن عسال المرادي فقال ما غدا بك يأزر قلت التمس العلم قال أغد عالما أو متعلما
ولا تغد بين ذلك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه حفص بن سليمان وثقه أحمد
وضعفه جماعة كثيرون. وعن أبي الردين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من قوم
يجتمعون على كتاب الله يتعاطونه بينهم الا كانوا أضيافا لله والا حفتهم الملائكة حتى
يقوموا أو يخوضوا في حديث غيره وما من خارج يخرج في طلب علم مخافة أن يموت
أو انتساخه مخافة أن يدرس إلا كان كالغادي الرائح في سبيل الله ومن يبطئ
به عمله لم يسرع به نسبه. رواه الطبراني في الكبير وفيه إسماعيل بن عياش وهو
مختلف في الاحتجاج به. وعن عبد الرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فضل
العالم على العابد سبعين درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض. رواه
أبو يعلى وفيه الخليل بن مرة قال البخاري منكر الحديث وقال ابن عدي لم أر
حديثا منكرا وهو في جملة من يكتب حديثه وليس هو بمتروك. وعن أبي
122

أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من غدا إلى المسجد لا يريد الا أن يتعلم خيرا أو يعلمه
كان له كأجر حاج تاما حجته. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون كلهم.
وعن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من دخل مسجدي هذا ليتعلم خيرا أو
يعلمه كان بمنزلة المجاهد في سبيل الله ومن دخله لغير ذلك من أحاديث الناس كان
بمنزلة الذي يرى ما يعجبه وهو شئ لغيره. رواه الطبراني في الكبير وفيه يعقوب
ابن حميد بن كاسب وثقه البخاري وابن حبان وضعفه النسائي وغيره ولم يستندوا
في ضعفه الا إلى أنه محدود وسماعه صحيح. وعن صفوان بن عسال المرادي
قال من خرج من بيته ابتغاء العلم فان الملائكة تضع أجنحتها للمتعلم والعالم. رواه
الطبراني في الكبير وهو عند الترمذي خلا ذكر العالم وفيه عبد الكريم بن أبي
الخارق وهو ضعيف. وعن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب
علما فأدركه كتب الله له كفلين من الاجر ومن طلب علما فلم يدركه كتب
الله له كفلا من الاجر. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
وعن سخبرة قال مر رجلان على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس وهو يذكر فقال
اجلسا فإنكما على خير فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق عنه أصحابه فقاما فقالا
يا رسول الله إنك قلت لنا اجلسا فإنكما على خير ألنا خاصة أم للناس عامة فقال ما
من عبد يطلب العلم الا كان كفارة ما تقدم - قلت عند الترمذي منه من طلب العلم
كان كفارة لما مضى فقط - رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو داود الأعمى وهو
كذاب. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جاءه أجله وهو يطلب
العلم لقى الله ولم يكن بينه وبين النبيين إلا درجة النبوة. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه محمد بن الجعد وهو متروك. وعن أبي هريرة أنه مر بسوق المدينة فوقف
عليها فقال يا أهل السوق ما أعجزكم قالوا وما ذاك يا أبا هريرة قالوا ذاك ميراث
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم وأنتم ههنا ألا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه قالوا وأين
هو قال في المسجد فخرجوا سراعا ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا فقال لهم ما
لكم قالوا يا أبا فقد أتينا المسجد فدخلنا فلم نر فيه شيئا يقسم فقال لهم أبو
هريرة وما رأيتم في المسجد أحدا قالوا بلى رأينا قوما يصلون وقوما يقرأون
123

القرآن وقوما يتذاكرون الحلال والحرام فقال لهم أبو هريرة ويحكم فذاك ميراث
محمد صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن أبي أمامة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أيما ناشئ نشأ في العلم والعبادة حتى يكبر أعطاه الله يوم القيامة ثواب اثنين
وتسعين صديقا. رواه الطبراني في الكبير وفيه يوسف بن عطية وهو متروك الحديث.
(باب منه)
عن أبي هريرة وأبي ذر قالا لباب من العلم يتعلمه الرجل أحب إلي من الف
ركعة تطوعا وقالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء الموت لطالب العلم وهو على هذه
الحالة مات وهو شهيد. رواه البزار وفيه هلال بن عبد الرحمن الحنفي وهو متروك.
وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن طالب العلم تبسط له الملائكة أجنحتها وتستغفر
له. رواه البزار وفيه محمد بن عبد الملك وهو كذاب. وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال معلم الخير يستغفر له كل شئ حتى الحيتان في البحر. رواه البزار وفيه محمد
ابن عبد الملك وهو كذاب أيضا. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علماء
هذه الأمة رجلان رجل آتاه الله علما فبذله للناس ولم يأخذ عليه طمعا ولم يشتر
به ثمنا فذلك تستغفر له حيتان البحر ودواب البر والطير في جو السماء ويقدم على
الله سيدا شريفا حتى يرافق المرسلين ورجل آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله
وأخذ عليه طمعا واشترى به ثمنا فذاك يلجم يوم القيامة بلجام من نار وينادي مناد
هذا الذي آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طمعا واشترى به ثمنا
وكذلك حتى يفرغ من الحساب. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن
خراش ضعفه البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم وابن عدي ووثقه ابن حبان. وعن
جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم معلم الخير يستغفر له كل شئ حتى الحيتان
في البحار. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن عبد الله بن زرارة وثقه
ابن حبان وقال الأزدي منكر الحديث، ولا يلتفت إلى قول الأزدي في مثله وبقية
رجاله رجال الصحيح. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله وملائكته
حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر يصلون على معلم الناس الخير. رواه
124

الطبراني في الكبير وفيه القاسم أبو عبد الرحمن وثقه البخاري وضعفه أحمد.
(باب الخير كثير ومن يعمل به قليل)
عن عبد الله يعني ابن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخير كثير ومن يعمل
به قليل. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسين بن عبد الأول وهو ضعيف.
(باب حث الشباب على طلب العلم)
عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يتعلم العلم في صغره
كالنقش على الحجر ومثل الذي يتعلم العلم في كبره كالذي يكتب على الماء. رواه
الطبراني في الكبير وفيه مروان بن سالم الشامي ضعفه البخاري ومسلم وأبو حاتم.
وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما ناشئ نشأ في العلم والعبادة حتى يكبر
أعطاه الله يوم القيامة ثواب اثنين وتسعين صديقا. رواه الطبراني في الكبير
وفيه يوسف بن عطية وهو متروك الحديث. وعن ابن عباس قال ما بعث الله
نبيا الا وهو شاب ولا أوتي عالم علما الا وهو شاب. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه قابوس بن أبي ظبيان وثقه يحيى بن معين في رواية وضعفه في أخرى وقال ابن
عدي أرجو أنه لا بأس به، وضعفه أحمد.
(باب في فضل العلماء ومجالستهم)
عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لقمان قال لابنه يا بني عليك
بمجالسة العلماء واسمع كلام الحكماء فان الله يحيي القلب الميت بنور الحكمة كما
يحيي الأرض الميتة بوابل المطر. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن زحر
عن علي بن يزيد وكلاهما ضعيف ولا يحتج به. وعن أبي جحيفة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم جالسوا الكبراء وسائلوا العلماء وخالطوا الحكماء. رواه الطبراني في
الكبير من طريقين إحداهما هذه والأخرى موقوفة وفيه عبد الملك بن حسين
أبو مالك النخعي وهو منكر الحديث والموقوف صحيح الاسناد. وعن عبد الله
ابن مسعود أنه كان يقول المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالستهم زيادة. قلت
125

ذكر هذا في حيث طويل رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا يا رسول
الله ما رياض الجنة قال مجالس العلم. رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم.
وعن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ارحم خلفائي قلنا يا رسول الله ومن
خلفاؤك قال الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي ويعلمونها الناس. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن عيسى بن عيسى الهاشمي قال الدارقطني كذاب.
وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العلماء خلفاء الأنبياء - قلت له في السنن
العلماء ورثة الأنبياء - رواه البزار ورجاله موثقون. وعن أبي سعيد أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إني لأعرف ناسا ما هم أنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء بمنزلتهم
يوم القيامة الذين يحبون الله ويحببونه إلى خلقه يأمرونهم بطاعة الله فإذا أطاعوا
الله أحبهم الله. رواه البزار وفيه سعيد بن سلام العطار وهو كذاب. وعن رجل
من عبس قال كنت أمشي مع سليمان على شط دجلة فقال يا أخا بني عبس انزل
فاشرب فشربت ثم قال اشرب فشربت فقال ما نقص شربك من دجلة قال قلت
ما نقص قال فان العلم كذلك يؤخذ منه ولا ينقص. فذكر الحديث وهو بطوله في
الزهد في عيش السلف. رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم. وعن ابن
مسعود قال يا أيها الناس عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبضه ذهاب أهله وعليكم بالعلم
فان أحدكم لا يدري متى يفتقر إلى ما عنده وعليكم بالعلم وإياكم والتنطع والتعمق
وعليكم بالعتيق (1) فإنه سيجئ قوم يتلون كتاب الله ينبذونه وراء ظهورهم. رواه
الطبراني في الكبير وأبو قلابة لم يسمع من ابن مسعود. وعن ثعلبة بن الحكم
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه
لفصل عباده اني لم أجعل علمي وحلمي فيكم إلا وأنا أريد أن اغفر لكم على ما
كان فيكم ولا أبالي. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن أبي موسى
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الله العباد يوم القيامة ثم يميز العلماء فيقول يا معشر
العلماء اني لم أضع فيكم علمي لأعذبكم اذهبوا فقد غفرت لكم. رواه الطبراني في

(1) اي بالامر العتيق
126

الكبير وفيه موسى بن عبيدة الربذي (1) وهو ضعيف جدا.
(باب)
وعن حزام بن حكيم بن حزام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنكم قد أصبحتم
في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه كثير معطوه قليل سؤاله العمل فيه خير من
العلم وسيأتي زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه وكثير سؤاله قليل معطوه العلم فيه
خير من العمل. رواه الطبراني في الكبير وفيه عثمان بن عبد الرحمن الطرايفي
وهو ثقة إلا أنه قيل فيه يروي عن الضعفاء وهذا من روايته عن صدقة بن خالد
وهو من رجال الصحيح (2). وعن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنكم في زمان
علماؤه كثير خطباؤه قليل من ترك فيه عشير ما يعلم هوى وسيأتي على الناس زمان
يقل علماؤه ويكثر خطباؤه من تمسك فيه بعشر ما يعلم نجا. رواه أحمد وفيه
رجل لم يسم. وعن حزام بن حكيم عن عمه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
أصبحتم في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه كثير معطوه قليل سؤاله العمل
فيه خير من العلم وسيأتي زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه كثير سؤاله قليل معطوه
العلم فيه خير من العمل. رواه الطبراني في الكبير وفيه صدقة بن عبد الله السمين
وهو ضعيف منكر الحديث.
(باب في معرفة حق العالم)
عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من أمتي من لم يجل
كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه. رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده
حسن. وعن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يستخف بهم إلا منافق
ذو الشيبة في الاسلام وذو العلم وامام مقسط. رواه الطبراني في الكبير من رواية
عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد وكلاهما ضعيف. وعن أبي مالك الأشعري أنه

(1) في الهندية " الترمذي " والتصحيح من الخلاصة وغيرها.
(2) فائدة: بل صدقة
المذكور في اسناده هو ابن عبد الله السمين وهو ضعيف جدا - كما في هامش الأصل.
127

سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا أخاف على أمتي إلا ثلاث خلال أن يكثر لهم من
الدنيا فيتحاسدون وأن يفتح لهم الكتاب يأخذه المؤمن يبتغي تأويله وليس يعلم
تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا
أولوا الألباب وان يروا ذا علمهم فيضيعونه ولا يبالون عليه. رواه الطبراني في
الكبير وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش عن أبيه ولم يسمع من أبيه. وعن أبي
أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من علم عبدا آية من كتاب الله فهو مولاه
لا ينبغي ان يخذله ولا يستأثر عليه. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد بن رزين
اللاذقي ولم أر من ذكره.
(باب فيمن سمع شيئا فحدث بشره)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذي يسمع الحكمة فيحدث
شر ما يسمع مثل رجل أتى راعيا فقال يا راعي أجزرني (1) شاة من غنمك فقال
اذهب فخذ بأذن خيرها شاة فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم. رواه أبو يعلى وفيه
علي بن زيد وهو ضعيف واختلف في الاحتجاج به.
(باب العلم بالتعلم)
عن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم
والفقه بالتفقه ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما يخشى الله من عباده العلماء.
رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم وعتبة بن أبي حكيم وثقه أبو حاتم
وأبو زرعة وابن حبان وضعفه جماعة. وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم من يتحر الخير يعطه ومن يتق الشر يوقه ثلاث
من كن فيه لم يسكن الدرجات العلى ولا أقول لكم الجنة من تكهن أو استقسم أو رده
من سفره تطير. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد وهو
كذاب. وعن ابن مسعود انه كان يقول فعليكم بهذا القرآن فإنه مأدبة الله فمن

(1) يقال أجزرت القوم إذا أعطيتهم شاة يذبحونها.
128

استطاع منكم ان يأخذ من مأدبة الله فليفعل فإنما العلم بالتعلم. رواه البزار في حديث
طويل ورجاله موثقون.
(باب المجالس ثلاثة)
عن أبي سعيد يعني الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المجالس ثلاثة سالم
وغانم وشاجب (1). رواه أحمد وأبو يعلى. وله في الطبراني الكبير الناس ثلاثة
سالم وغانم وشاجب. وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف.
(باب في أدب العالم)
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال علموا ويسروا ولا تعسروا. رواه أحمد
وهو بتمامه في الأدب وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس. وعن أبي أمامة ان فتى من قريش
أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إئذن لي في الزنا فاقبل القوم عليه وزجروه فقالوا مه مه
فقال أدنه فدنا منه قريبا فقال أتحبه لامك قال لا والله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه
لا مهاتهم قال أفتحبه لا بنتك قال لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه
لبناتهم قال أفتحبه لأختك قال لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه
لأخواتهم قال أتحبه لعمتك قال لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه
لعماتهم قال أتحبه لخالتك قال لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال ولا الناس
يحبونه لخالاتهم قال فوضع يده عليه وقال اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه
قال فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شئ. رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله
رجال الصحيح. وعن أبي أمامة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم تكلم ثلاثا لكي يفهم
عنه. رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. (باب أدب الطالب)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة
والوقار وتواضعوا لمن تعلمون منه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عباد بن كثير

(1) أي هالك.
129

وهو متروك الحديث. وعن جميلة أم ولد أنس بن مالك قالت كان ثابت إذا أتى
أنسا قال يا جارية هاتي لي طيبا أمسح يدي فان ابن أم ثابت لا يرضى حتى يقبل
يدي. رواه أبو يعلى، وجميلة هذه لم أر من ترجمها.
(باب وصية أهل العلم)
عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخي موسى عليه السلام
يا رب أرني الذي كنت أريتني في السفينة فأوحى الله إليه يا موسى انك ستراه فلم
يلبث إلا يسيرا حتى أتاه الخضر في طيب ريح وحسن ثياب البياض فقال السلام
عليك يا موسى بن عمران إن ربك يقرأ عليك السلام ورحمة الله فقال موسى هو
السلام ومنه السلام واليه السلام والحمد لله رب العالمين الذي لا أحصي نعمه ولا
أقدر على شكره إلا بمعونته ثم قال موسى إني أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها
بعدك قال الخضر يا طالب العلم ان القائل أقل ملالة من المستمع فلا تمل (1) جلساءك
إذا حدثتهم واعلم أن قلبك وعاء فانظر ماذا تحشو به وعاءك واعزف الدنيا (2)
وانبذها وراءك فإنها ليست لك بدار ولا لك فيها محل قرار وانها جعلت بلغة للعباد
ليتزودوا منها للمعاد ويا موسى وطن نفسك على الصبر تلقى الحلم واشعر قلبك
التقوى تنل العلم ورض نفسك على الصبر تخلص من الاثم يا موسى تفرغ للعلم ان
كنت تريده فإنما العلم لمن تفرغ له ولا تكونن مكثارا بالمنطق مهذارا فان كثرة
المنطق تشين العلماء وتبدي مساوي السخفاء ولكن عليك بذي اقتصاد فان ذلك
من التوفيق والسداد واعرض عن الجهال واحلم عن السفهاء فان ذلك فضل الحكماء
وزين العلماء إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه سلما وجانبه حزما فان ما لقى (3) من جهله
عليك وشتمه إياك أعظم وأكثر يا ابن عمران لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه ولا
تغلقن بابا لا تدري ما فتحه يا ابن عمران من لا ينتهي من الدنيا نهمته ولا تنقضي
فيها رغبته كيف يكون عابدا من يحقر حاله ويتهم الله بما قضى له كيف يكون زاهدا
هل يكف عن الشهوات من قد غلب عليه هواه وينفعه طلب العلم والجهل قد حواه

(1) أي لا تسئمهم.
(2) أي أزهد فيها وانصرف عنها.
(3) في نسخة " بقي "
130

لان سفره إلى آخرته مقبل على دنياه يا موسى تعلم ما تعلم لتعمل به ولا تعلمه
لتحدث به فيكون عليك بوره ويكون لغيرك نوره يا ابن عمران اجعل الزهد
والتقوى لباسك والعلم والذكر كلامك وأكثر من الحسنات فإنك مصيب السيئات
وزعزع بالخوف قلبك فان ذلك يرضي ربك واعمل خيرا فإنك لا بد عامل سوا
قد وعظت ان حفظت. فتولى الخضر وبقى موسى حزينا مكروبا. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه زكريا بن يحيى الوقاد قال ابن عدي كان يضع الحديث.
(باب في قوله علموا ويسروا)
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال علموا ويسروا ولا تعسروا وإذا غضبت
فاسكت وإذا غضبت فاسكت وإذا غضبت فاسكت. رواه أحمد والبزار وفيه ليث بن
أبي سليم وهو ضعيف.
(باب في طالب العلم واظهار البشر له)
عن أم الدرداء قالت كان أبو الدرداء لا يحدث حديثا إلا تبسم فيه فقلت له
إني أخشى أن يحمقك الناس فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدث بحديث إلا
تبسم فيه. رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه حبيب بن عمرو قال الدارقطني
مجهول. وعن صفوان بن عسال المرادي قال أنيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد
متكئ على برد له أحمر فقلت له يا رسول الله إني جئت أطلب العلم فقال مرحبا
بطالب العلم إن طالب العلم لتحفه الملائكة بأجنحتها ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا
السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب - قلت له حديث عند أبي داود وغيره غير هذا -
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي رافع أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب إن الله أمرني أن أعلمك ولا أجفوك وأن أدنيك
ولا أقصيك فحق علي أن أعلمك وحق عليك أن تعي. رواه البزار وفيه محمد بن
عبيد الله بن أبي رافع وهو منكر الحديث وعباد بن يعقوب رافضي (1).

(1) هو أبو سعيد الأسدي الرواجني الكوفي - كما في الخلاصة وغيرها.
131

(باب البكور في طلب العلم)
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغدوا في طلب العلم فاني سألت ربي
أن يبارك لامتي في بكورها ويجعل ذلك يوم الخميس. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه أيوب بن سويد وهو يسرق الحديث.
(باب الجلوس عند العالم)
عن قرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس جلس إليه أصحابه حلقا حلقا
رواه البزار وفيه سعيد بن سلام كذبه احمد. وعن يزيد الرقاشي قال كان أنس
مما يقول لنا إذا حدثنا هذا الحديث انه والله ما هو بالذي تصنع أنت وأصحابك
يعني يقعد أحدكم فيجتمعون حوله فيخطب إنما كانوا إذا صلوا الغداة قعدوا حلقا
حلقا يقرؤن القرآن ويتعلمون الفرائض والسنن. ويزيد الرقاشي ضعيف.
(باب فيمن يخرج في طلب العلم والخير)
عن قبيصة بن المخارق قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا قبيصة ما جاء بك قلت
كبرت سني ورق عظمي فأتيتك لتعلمني ما ينفعني الله به قال يا قبيصة ما مررت بحجر
ولا شجر ولا مدر إلا استغفر لك يا قبيصة إذا صليت الصبح فقلت ثلاثا سبحان
الله العظيم وبحمده تعافى من العمى الجذام والفالج يا قبيصة قل اللهم إني أسألك مما
عندك وأفض علي من فضلك وانشر علي من رحمتك وأنزل علي من بركاتك. رواه أحمد
وفيه رجل لم يسم. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من خارج يخرج
من بيته إلا ببابه رايتان راية بيد ملك وراية بيد شيطان فان خرج لما يحب الله اتبعه
الملك برايته فلم يزل تحت راية الملك حتى يرجع إلى بيته وإن خرج لما يسخط الله
عز وجل اتبعه الشيطان برايته فلم يزل تحت راية الشيطان حتى يرجع إلى بيته.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وثقه مالك وضعفه
احمد ويحيى في رواية. وعن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انتعل عبد قط ولا
تخفف ولا لبس ثوبا في طلب علم إلا غفر الله له ذنوبه حيث يخطو عتبة بابه.
132

رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي وهو كذاب. وعن عائشة
قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خرج رجل من بيته يطلب علما إلا سهل الله له طريقا إلى
الجنة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه هاشم بن عيسى وهو مجهول وحديثه منكر.
(باب المشي في الطاعة)
عن ابن عباس قال كنا جلوسا مع أبي بكر الصديق فمرت جنازة فقام فقمنا
ثم صلينا فخلع نعليه فقلنا يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم خلعت نعليك حين يلبس الناس
نعالهم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مشى حافيا في طاعة الله لم يسأله الله عز وجل
يوم القيامة عما افترض عليه. رواه الطبراني في الأوسط وقال تفرد به محمد بن عبد الله
ابن معاوية الحذاء، قلت محمد هذا وشيخه عبد الله بن إبراهيم لم أر من ذكرهما.
وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تسارعتم إلى الخير فامشوا حفاة فان الله
يضاعف أجره على المنتعل رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن عيسى العطار كذاب.
(باب الرحلة في طلب العلم)
عن عبد الله بن محمد بن عقيل أنه سمع جابر بن عبد الله يقول بلغني عن رجل حديث
سمعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتريت بعيرا ثم شددت رحلي فسرت إليه شهرا حتى قدمت
الشام فإذا عبد الله بن أنيس فقلت للبواب قل له جابر على الباب فقال ابن عبد الله
قلت نعم فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته فقلت حديث بلغني عنك انك سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص فحشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه
فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الله الناس يوم القيامة أو قال العباد عراة
عزلا بهما قال قلنا وما بهما قال ليس معهم شئ ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد
كما يسمعه من قرب أنا الديان أنا المالك لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل
النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقضيه منه ولا ينبغي لأحد من أهل
الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقضيه منه حتى اللطمة
قال قلنا كيف هذا وإنما نأتى عراة عزلا بهما قال الحسنات والسيئات. رواه
أحمد والطبراني في الكبير وعبد الله بن محمد ضعيف. وعن مكحول أن عقبة بن عامر أتى
133

مسلمة بن مخلد وكان بينه وبين البواب شئ فسمع صوته فأذن له فقال إني لم آتك زائرا
جئتك لحاجة أتذكر يوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من علم من أخيه سيئة فسترها
ستر الله عليه يوم القيامة قال نعم قال لهذا جئت. رواه الطبراني في الكبير هكذا
وفي الأوسط عن محمد بن سيرين قال خرج عقبة بن عامر - فذكره مختصرا
ورجال الكبير رجال الصحيح. وعن عبد الملك بن عمير عن منيب عن عمه قال
بلغ رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحدث
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة، ورحل
إليه وهو بمصر فسأله عن الحديث قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ستر
أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة قال فقال وأنا قد سمعته من رسول الله
صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد ومنيب هذا إن كان ابن عبد الله فقد وثقه ابن حبان وإن كان
غيره فاني لم أر من ذكره، قال ابن جريج وركب أبو أيوب إلى عقبة
ابن عامر إلى مصر قال إني سائلك عن أمر لم يبق ممن حضره من رسول الله
صلى الله عليه وسلم الا أنا وأنت كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ستر المسلم فقال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ستر مؤمنا في الدنيا على عورة ستره الله عز
وجل يوم القيامة فرجع إلى المدينة فما حل رحله حتى تحدث بهذا الحديث. رواه
أحمد هكذا منقطع الاسناد. وعن رجاء بن حياة قال سمعت مسلمة بن مخلد
يقول بينا أنا على مصر إذ أتى البواب فقال إن أعرابيا على الباب على بعير يستأذن
فقلت من أنت قال جابر بن عبد الله الأنصاري قال فأشرفت عليه فقلت انزل
إليك أو تصعد فقال لا تنزل ولا أصعد حديث بلغني أنك ترويه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم في ستر المؤمن جئت أسمعه قلت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ستر على
مؤمن عورة فكأنما أحيا موؤودة فضرب بعيره راجعا. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه أبو سنان القسملي وثقه ابن حبان وابن خراش في رواية وضعفه
أحمد والبخاري ويحيى بن معين. وعن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يخرج الناس من المشرق والمغرب في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من
عالم المدينة، أو عالم أهل المدينة. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن محمد
134

ابن عقيل وهو ضعيف عند الأكثرين.
(باب أخذ كل علم من أهله)
عن ابن عباس قال خطب عمر بن الخطاب الناس بالجابية وقال يا أيها الناس
من أراد ان يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب ومن أراد أن يسأل عن
الفرائض فليأت زيد بن ثابت ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل
ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني فان الله جعلني له واليا وقاسما. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه سليمان بن داود بن الحصين لم أر من ذكره. وعن أبي أمية
الجمحي أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال من أشراطها ثلاث إحداهن
التماس العلم عند الأصاغر، قال موسى يقلل ان الأصاغر من أهل البدع. رواه
الطبراني في الأوسط والكبير وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وعن ابن مسعود
قال لا يزال الناس صالحين متماسكين ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
ومن أكابرهم فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط ورجاله موثقون.
(باب معرفة معنى الحديث بلغة قريش)
عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحديث على ما تعرفون رواه الطبراني في الأوسط
وفيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان والحاكم وضعفه ابن عدي وبقية رجاله ثقات.
(باب منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا)
عن عبد الله يعني ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منهومان لا يشبع
طالبهما طالب علم وطالب الدنيا. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو بكر الداهري وهو
ضعيف. وعن مجاهد عن ابن عباس أحسبه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال منهومان
لا تنقضي نهمتهم منهوم في طلب العلم لا تنقضي نهمته ومنهوم في طلب الدنيا
لا تنقضي نهمته. رواه الطبراني في الأوسط والكبير والبزار وفيه ليث ابن أبي
سليم وهو ضعيف. وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع لا يشبعن من
135

أربع عين من نظر وارض من مطر وأنثى من ذكر وعالم من علم. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه عبد السلام بن عبد القدوس وهو ضعيف لا يحتج به. (باب الزيادة من العلم والعمل به)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من معادن التقوى تعلمك إلى ما علمت
ما لم تعلم (وزهدك فيما لم تعلم هو) (1) النقص فيما قد علمت قلة الزيادة فيه إنما
يزهد الرجل في علم ما لم يعلم قلة الانتفاع بما قد علم. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه ياسين الزيات وهو منكر الحديث.
(باب فيمن مر عليه يوم لا يزداد فيه من العلم)
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علما
فلا بورك في طلوع شمس ذلك اليوم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحكم
ابن عبد الله قال أبو حاتم كذاب.
(باب في من كتب بقلمه خيرا أو غيره)
عن عطاء قال كنت عند ابن عباس فاتاه رجل فقال يا أبا عباس ما تقول في
قال وما عسى أن أقول فيك فقال إني عامل بقلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول يؤتى بصاحب القلم يوم القيامة في تابوت من نار مقفل عليه بأقفال من نار
فإن كان أجراه في طاعة الله ورضوانه فك عنه التابوت وإن كان أجراه في معصية
الله هوى به في التابوت سبعين خريفا حتى باري القلم ولايق الدواة. رواه الطبراني
في الأوسط والكبير وفيه أبو أيوب الجيزي عن إسماعيل بن عياش والظاهر أن
آفة هذا الحديث الجيزي لان الطبراني قال في الأوسط تفرد به الجيزي.
(باب كتابة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لمن ذكره أو ذكر عنده)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي في كتاب لم تزل

(1) ما بين القوسين غير موجود في نسخة المؤلف، وفيها " والنقص. "
136

الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
بشر بن عبيد الدارسي كذبه الأزدي وغيره. وعن أنس بن مالك قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من ذكرني فليصل علي. رواه أبو يعلى وفيه الأزرق بن علي وثقه ابن
حبان وقال يغرب وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من ذكرت عنده فليصل علي. رواه أبو يعلى ورجاله رجال
الصحيح. وعن الحسين بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذكرت عنده فخطى
الصلاة علي خطى طريق الجنة. رواه الطبراني في الكبير وفيه بشير بن محمد الكندي
أو بشر فإن كان بشيرا فقد ضعفه ابن المبارك ويحيى بن معين والدار قطني وإن كان
بشرا فلم أر من ذكره، قلت والأحاديث في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تأتي في الأدعية.
(باب في سماع الحديث وتبليغه)
عن ثابت بن قيس بن شماس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمعون
ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم ثم قال يكون بعد ذلك قوم يشهدون قبل أن
يستشهدوا. رواه البزار والطبراني في الكبير وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من
ثابت بن قيس. وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع نضر
الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فرب حامل فقه ليس بفقيه ثلاث لا يغل عليهن قلب
امرئ مؤمن إخلاص العمل لله والمناصحة لائمة المسلمين ولزوم جماعتهم فان دعاءهم يحيط
من ورائهم. رواه البزار ورجاله موثقون إلا أن يكون شيخ سليمان بن سيف سعيد
ابن بزيع فاني لم أر أحدا ذكره وإن كان سعيد بن الربيع فهو من رجال الصحيح
فإنه روى عنهما والله أعلم (1). وعن أبي الدرداء قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
نضر الله امرأ سمع مقالتي هذه فبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث
لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله والنصيحة لكل مسلم ولزوم جماعة
المسلمين فان دعاءهم يحيط من ورائهم. رواه الطبراني في الكبير ومداره على عبد الرحمن
ابن زبيد وهو منكر الحديث قاله البخاري. وعن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده أن
النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم فقال نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فرب حامل فقه لا فقه

(1) فائدة: الشيخ سليمان هو سعيد بن سلام فان البزار رواه بالاسناد الذي
روى به حديث أبي سعيد المتقدم وقد تقدم أن الشيخ نقل أن أحمد كذب سعيدا
137

له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون
إلا أني لم أر من ذكر محمد بن نصر شيخ الطبراني في الأوسط. وعن معاذ بن جبل
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نضر الله عبدا سمع كلامي ثم لم يزد فيه فرب
حامل فقه إلى من هو أوعى منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل لله
والمناصحة لأولي الامر والاعتصام بجماعة المسلمين فان دعوتهم تحيط من ورائهم.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال في الأوسط رب حامل كلمة بدل فقه
وفيه عمرو بن واقد رمي بالكذب وهو منكر الحديث. وعن النعمان بن بشير أنه
قال في خطبة خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف فقال نضر الله وجه عبد سمع
مقالتي فحملها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث
لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الامر ولزوم جماعة
المسلمين فان دعوتهم تحيط من ورائهم. رواه الطبراني في الكبير وفيه عيسى الخباط
وهو متروك الحديث. وعن النعمان بن بشير عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال رحم الله عبدا سمع مقالتي فحفظها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى
من أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة
المسلمين ولزوم جماعة المسلمين. رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن كثير الكوفي
ضعفه البخاري وغيره ومشاه ابن معين. وعن أبي قرصافة حيدرة بن خيثمة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها فرب حامل علم إلى من
هو أعلم منه ثلاث لا يغل عليهن القلب إخلاص العمل ومناصحة الولاة ولزوم الجماعة
قال وبلغني أن ابنا لأبي قرصافة أسرته الروم فكان أبو قرصافة يناديه من سور عسقلان
في وقت كل صلاة يا فلان الصلاة فيسمعه فيجيبه وبينهما عرض البحر. رواه الطبراني
في الأوسط والصغير وإسناده لم أر من ذكر أحدا منهم. وعن جابر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها فرب مبلغ أوعى من
سامع ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة المسلمين
ولزوم جماعتهم فان دعوتهم تحيط من ورائهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد
ابن موسى البربري قال الدارقطني ليس بالقوي. وعن سعد بن أبي وقاص قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فرب حامل فقه
138

وهو غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه سعيد بن عبد الله لم أر من ذكره. وعن أنس بن مالك قال خطبنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم بمسجد الخيف من منى فقال نضر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها ثم
ذهب بها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو
أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مؤمن إخلاص العمل لله والنصح لمن ولاه
الله عليكم الامر ولزوم جماعة المسلمين فان دعوتهم تحيط من ورائهم. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف. وعن عبادة بن الصامت
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اني محدثكم الحديث فليحدث الحاضر منكم الغائب.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن جبير بن مطعم قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بالخيف خيف منى نضر الله عبدا سمع مقالتي
فحفظها ووعاها وبلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى
من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل لله والنصيحة لائمة
المسلمين ولزوم جماعتهم فان دعوتهم تحفظ من ورائهم - قلت رواه ابن ماجة باختصار -
رواه الطبراني في الكبير وأحمد وفي إسناده ابن إسحاق عن الزهري وهو مدلس وله
طريق عن صالح بن كيسان عن الزهري ورجالها موثقون. وعن وابصة قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال ليبلغ الشاهد الغائب.
رواه الطبراني في الكبير وفيه طلحة بن زيد وقد اتهم بوضع الحديث، وقد رواه
البزار مطولا باسناد أحسن من هذا يأتي. وعن وابصة أنه كان يقوم للناس
بالرقة في المسجد الأعظم يوم الفطر ويوم النحر فقال إني شهدت رسول الله صلى الله عليه
وسلم في حجة الوداع وهو يخطب الناس فقال يا أيها الناس أي شهر أحرم قالوا
هذا قال أيها الناس أي بلد أحرم قالوا هذا قال فان دماءكم وأموالكم وأعراضكم محرمة
عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم هل بلغت قال
الناس نعم فرفع يديه صلى الله عليه وسلم إلى السماء فقال اللهم اشهد ثم قال يا أيها الناس
ليبلغ الشاهد منكم الغائب فأدنوا نبلغكم كما قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه
البزار ورجاله موثقون. وعن مكحول قال دخلت أنا وابن أبي زكريا وسليمان بن
حبيب على أبي أمامة بحمص فسلمنا عليه فقال إن مجلسكم هذا من بلاغ الله لكم
139

واحتجاجه عليكم وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغ فبلغوا. رواه الطبراني في الكبير وفي
رواية عن سليم بن عامر قال كنا نجلس إلى أبي أمامة فيحدثنا حديثا كثيرا عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم فإذا سكت قال أعقلتم بلغوا كما بلغتم. رواهما الطبراني في الكبير
واسنادهما حسن. وعن ابن عباس قال في أول هذه الأمة يسمع صغارهم من كبارهم
وفي آخرهم يسمع كبارهم من صغارهم قيل لابن عباس ولم ذلك قال لان الصغار سمعوا
ولم يسمع الكبار. رواه الطبراني في الكبير وفيه النضر (1) أبو عمر وهو متروك.
(باب أخذ الحديث من الثقات)
عن عقبة بن عامر أنه لما حضرته الوفاة قال يا بني إني أنهاكم عن ثلاث فاحتفظوا
بها لا تقبلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من ثقة ولا تدينوا ولو لبستم العباء
ولا تكتبوا شعرا تشغلوا به قلوبكم عن القرآن. رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده
ابن لهيعة ويحتمل في هذا على ضعفه. وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال يوشك أن تظهر فيكم شياطين كان سليمان بن داود أوثقها (2) في البحر
يصلون معكم في مساجدكم ويقرؤون معكم القرآن ويجادلونكم في الدين وانهم لشياطين
في صورة الانسان - قلت رواه مسلم موقوفا وهذا مرفوع - رواه الطبراني في الكبير
وفيه محمد بن خالد الواسطي نسبه ابن معين إلى الكذب. وعن أبي هريرة وعبد الله بن
عمر رفعه قال يحمل هذا العلم من كل خلف عدو له ينفون عنه تحريف الغالين وتأويل
الجاهلين وانتحال المبطلين. رواه البزار وفيه عمرو بن خالد القرشي كذبه يحيى بن معين
وأحمد بن حنبل ونسبه إلى الوضع. وعن المقنع قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة
إبلنا فأمر بها فقبضت فقلت ان فيها ناقتين هدية لك فأمر بعزل الهدية من الصدقة فمكثت
أياما وخاض الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم باعث خالد بن الوليد إلى رفيق
مصر أو قال مضر شك أبو غسان يصدقهم فقلت والله ان لنا وما عند أهلنا من مال
ولا صدقتهم ههنا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ناقة له ومعه أسود قد حاذى رأسه
برأس النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت أحدا من الناس أطول منه فلما دنوت كأنه أهوى
إلي فكفه النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إن الناس خاضوا في كذا وكذا فرفع النبي صلى
الله عليه وسلم يديه حتى نظرت إلى بياض إبطيه وقال اللهم إني لا أحل لهم أن يكذبوا

(1) بالضاد المعجمة الخزاز الكوفي - كما في هامش الأصل.
(2) في نسخة " يوثقها ".
140

علي. قال المقنع فلم أحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم الا حديثا نطق به كتاب أو جرت به
سنة يكذب عليه في حياته فكيف بعد موته. رواه الطبراني في الكبير وفيه سيف بن
هارون البرجمي وهو متروك. وعن ابن عباس قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول هلاك أمتي في العصبية والقدرية والرواية من غير ثبت. رواه البزار وفيه هارون
ابن هارون وهو منكر الحديث. وعن أبي قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
هلاك أمتي في ثلاث في القدرية والعصبية والرواية من غير ثبت. رواه الطبراني في
الأوسط والصغير وفيه سويد بن عبد العزيز وقد أجمعوا على ضعفه.
(باب النصح في العلم)
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تناصحوا في العلم فان خيانة أحدكم
في علمه أشد من خيانته في ماله وان الله سائلكم يوم القيامة. رواه الطبراني في الكبير
وفيه أبو سعد البقال قال أبو زرعة لين الحديث مدلس قيل هو صدوق قال نعم كان
لا يكذب وقال أبو هشام الرفاعي ثنا أبو أسامة قال ثنا أبو سعد البقال وكان ثقة وضعفه
شعبة لتدليسه والبخاري ويحيى بن معين، وبقية رجاله موثقون.
(باب الاحتراز في رواية الحديث)
عن عمران بن حصين قال سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث
سمعتها وحفظتها ما يمنعني أن أحدث بها إلا أن أصحابي يخالفوني فيها. رواه الطبراني
في الكبير ورجاله واثقون. وعن أبي إدريس الخولاني قال رأيت أبا الدرداء إذا فرغ
من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا أو نحوه أو شكله. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن مطرف قال قال لي عمران بن الحصين أي
مطرف والله إن كنت لأرى أني لو شئت حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يومين متتابعين لا أعيد حديثا ثم لقد زادني بطأ عن ذلك وكراهية له أن رجالا من
أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أو بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم شهدت
كما شهدوا وسمعت كما سمعوا يحدثون أحاديث شبه لهم فكان أحيانا يقول لو حدثتكم
أني سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا رأيت أني قد صدقت وأحيانا
يعزم يقول سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا رواه أحمد وفيه
أبو هارون الغنوي لم أر من ترجمه. قلت ويأتي حديث عمر في باب فيمن كذب عليه صلى الله عليه وسلم.
141

(باب في ذم الكذب)
عن عبد الله بن عمرو أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
ما عمل الجنة قال الصدق فإذا صدق العبد بر وإذا بر آمن وإذا آمن دخل الجنة قال
يا رسول الله ما عمل النار قال الكذب إذا كذب العبد فجر وإذا فجر كفر وإذا كفر
دخل النار. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة. وعن عائشة قالت ما كان من خلق أبغض
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب وما اطلع على أحد من ذلك بشئ فيخرج من قلبه
حتى يعلم أنه قد أحدث توبة. رواه البزار وأحمد بنحوه وفي رواية لم يكن من خلق
أبغض إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البزار أيضا وإسناده صحيح.
وعن أسماء بنت يزيد قالت فقلت يا رسول الله إن قالت إحدانا لشئ تشتهيه لا أشتهيه
يعد ذلك كذبا قال إن الكذب يكتب كذبا حتى تكتب الكذيبة كذيبة. رواه أحمد
والطبراني في الكبير في حديث طويل وفي إسناده أبو شداد عن مجاهد قال في الميزان
لم يرو عنه سوى ابن جريج، قلت قد روى عنه يونس بن يزيد الأيلي في هذا الحديث
في المسند فارتفعت الجهالة. وعن نواس بن سمعان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كبرت
خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق وأنت به كاذب. رواه أحمد عن شيخه
عمر بن هارون وقد وثقه قتيبة وغيره وضعفه ابن معين وغيره وبقية رجاله ثقات.
وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال لصبي تعال هاك ثم لم
يعطه فهي كذبة. رواه أحمد من رواية الزهري عن أبي هريرة ولم يسمعه منه. وعن
أسماء بنت يزيد أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس ما يحملكم على أن
تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار. رواه أحمد وفيه شهر بن حوشب وهو مختلف فيه.
(باب فيمن كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم)
عن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا
أورد شيئا أمرت به فليتبوأ بيتا في جهنم. رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه
جارية بن الهرم الفقيمي وهو متروك الحديث. وعن دحين أبي الغصن قال دخلت المدينة
فلقيت أسلم مولى عمر بن الخطاب فقلت حدثني عن عمر فقال لا أستطيع أخاف أن
أزيد أو أن أنقص كنا إذا قلنا لعمر حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخاف أن أزيد
حرفا أو أنقص ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كذب علي فهو في النار.
142

رواه أحمد وأبو يعلى الا إنه قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. وفيه
دحين بن ثابت أبو الغصن وهو ضعيف ليس بشئ. وعن عثمان بن عفان أنه كان
يقول ما يمنعني أن أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون أوعى أصحابه عنه
ولكني أشهد لسمعته يقول من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار. وفي رواية عن
عثمان بن عفان يعني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال علي كذبا فليتبوأ
بيتا في النار. رواهما أحمد وأبو يعلى والبزار، وفي رواية البزار قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. وكذلك أبو يعلى وهو حديث
رجاله رجال الصحيح والطريق الأول فيها عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف
وقد وثق. وعن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا
فليتبوأ مقعده من النار - قلت له في الصحيح لا تكذبوا علي فإنه من يكذب علي يلج
النار - رواه الطبراني في الصغير وفيه الربيع بن بدر وقد أجمعوا على ضعفه. وعن
طلحة بن عبيد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا
فليتبوأ مقعده من النار. رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير وإسناده حسن وفيه
الفضل بن دكين كذبه يحيى بن معين. وعن سعيد بن زيد قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ان كذبا علي ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمدا فليتبوأ
مقعده من النار. رواه البزار وأبو يعلى وله عندهما إسنادان أحدهما رجاله موثقون.
وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الذي يكذب علي يبنى له
بيت في النار. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح
وله عند الطبراني في الكبير والأوسط أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كذب
علي متعمدا بنى الله له بيتا في النار ورجاله موثقون. وعن معاوية بن أبي سفيان عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. رواه أحمد
والطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن خالد بن عرفطة أنه قال للمختار هذا رجل
كذاب ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا
فليتبوأ مقعده من النار. رواه أحمد وأبو يعلى ولفظه عند البزار من قال علي ما لم أقل
فليتبوأ مقعده من النار. رواه الطبراني في الكبير نحو أحمد وفيه مسلم مولى خالد بن عرفطة
لم يرو عنه إلا خالد بن سلمة. وعن يحيى بن ميمون الحضرمي أن أبا موسى الغافقي
143

سمع عقبة بن عامر الجهني يحدث على المنبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث
فقال أبو موسى إن صاحبكم هذا لحافظ أو هالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
آخر ما عهد إلينا أن قال عليكم بكتاب الله وسترجعون إلى قوم يحبون الحديث عني
فمن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ومن حفظ شيئا فليحدث به. رواه أحمد
والبزار والطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن هشام بن أبي رقية قال سمعت مسلمة
ابن مخلد وهو قائم على المنبر يخطب الناس وهو يقول يا أيها الناس أما لكم في العصب
والكتان ما يغنيكم عن الحرير وهذا رجل فيكم يخبركم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قم يا عقبة فقام عقبة بن عامر فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب
علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وأشهد أني سمعته يقول من لبس الحرير في الدنيا
حرمه الله أن يلبسه في الآخرة. رواه أحمد والطبراني في الكبير وأبو يعلى ورجالهم
ثقات. وعن أبي حيان التيمي عن عمه قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم
إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا قال يزيد
ابن حيان حدثنا زيد في مجلسه ذلك قال بعث إلي عبد الله بن زياد فأتيته فقال
ما أحاديث تحدث بها وترويها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نجدها في كتاب
الله تحدث ان له حوضا في الجنة قال قد حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعدناه
فقال كذبت ولكنك شيخ قد خرفت قال إلى قد سمعته أذناي ووعاه قلبي من
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
وما كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد والطبراني في الكبير
والبزار ورجاله رجال الصحيح. وعن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مضجعا من النار
أو بيتا في جهنم. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة ورجل لم يسم. وعن عبد الله عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال من كذب علي متعمدا ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، قلت وهو عند الترمذي والنسائي دون قوله
ليضل به الناس. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفرى الفري
من أرى عينيه ما لم تر ومن أفرى الفري من قال علي ما لم أقل - قلت في الصحيح طرف
من أوله - رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس قال قال رسول الله صلى
144

الله عليه وسلم من كذب علي في رواية حديث فليتبوأ مقعده من النار - قلت هو في
الصحيح خلا قوله في رواية حديث - رواه البزار وفيه عائذ بن شريح وهو ضعيف.
وعن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من
النار. رواه البزار وفيه عبد المؤمن بن سالم ولم يرو عنه غير مطرف بن محمد. وعن
عبد الله بن محمد بن الحنفية قال انطلقت مع أبي إلى صهر لنا من أسلم من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أرحنا
بها يا بلال الصلاة قال قلت أسمعت ذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فغضب وأقبل
يحدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا إلى حي من أحياء العرب فلما أتاهم
قال لهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أحكم في نسائكم بما شئت فقالوا سمعا
وطاعة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثوا رجلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال إن فلانا جاءنا فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم أمرني أن احكم في نسائكم فإن كان عن أمرك فسمعا
وطاعة وإن كان غير ذلك فأحببنا أن نعلمك فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث رجلا من
الأنصار وقال اذهب فاقتله واحرقه بالنار فانتهى إليه وقد مات وقبر فأمر به فنبش
ثم أحرقه بالنار ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ
مقعده من النار فقال تراني كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا - قلت
روى أبو داود منه أرحنا بها يا بلال - رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو حمزة الثمالي وهو
ضعيف واهي الحديث. وعن عبد الله بن عمرو أن رجلا لبس حلة مثل حلة النبي صلى
الله عليه وسلم ثم أتى أهل بيت من المدينة فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم أمرني أي أهل
بيت شئت استطلعت فقالوا عهدنا برسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأمر بالفواحش قال
فأعدوا له بيتا وأرسلوا رسولا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال لأبي
بكر وعمر انطلقا إليه فان وجدتماه حيا فاقتلاه ثم حرقاه بالنار وإن وجدتماه ميتا فقد
كفيتماه ولا أراكما إلا قد كفيتماه فحرقاه فأتياه فوجداه قد خرج من الليل يبول فلدغته
حية أفعى فمات فحرقاه بالنار ثم رجعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه الخبر
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط (1) وأخرج البخاري

(1) فائدة: راويه عن عطاء بن السائب وهيب بن خالد وقد ذكر أبو داود
أنه سمع منه بعد اختلاطه. وفي صحيح خ طرف من هذا الحديث دون القصة.
كما في هامش الأصل.
145

والترمذي منه من كذب علي الحديث. وعن زيد بن أرقم والبراء بن عازب أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
رواه الطبراني في الأوسط وقال لم يروه عن أبي إسحق إلا موسى بن عمران الحضرمي،
قلت وهو متروك شيعي. وعن أبي موسى يعني الأشعري قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. رواه الطبراني في الأوسط
والكبير وفيه خالد بن نافع الأشعري ضعفه أبو زرعة وغيره. وعن معاذ بن جبل
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده
من النار. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح إلا أن الطبراني قال
حدثنا أحمد ثنا أبي ولا أعرفهما (1). وعن عمرو بن مرة الجهني قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. رواه
الطبراني في الأوسط والكبير وفيه الهيثم بن عدي قال البخاري وغيره كذاب. وعن
نبيط بن شريط قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ
مقعده من النار. رواه الطبراني في الصغير وشيخه أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط
كذبه صاحب الميزان وبقية إسناده لم أر من ذكر أحدا منهم إلا الصحابي. وعن أبي
مريم قال سمعت عمار بن ياسر يقول لأبي موسى أنشدك الله ألم تسمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فسكت أبو موسى ولم
يقل شيئا. رواه الطبراني في الكبير وفيه علي بن الحزور ضعفه البخاري وغيره
ويقال له علي بن أبي فاطمة. وعن عمرو بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كذب علي
متعمدا (ليضل به الناس) (2) فليتبوأ مقعده من النار. رواه الطبراني في الكبير
وإسناده حسن. وعن عمرو بن حريث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من كذب علي متعمدا
ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الكريم
ابن أبي المخارق وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب

(1) فائدة: قلت هو أحمد بن عبيد الله بن جرير بن جبلة وعبيد الله
ثقة ولم ينفرد به ابنه عنه فقد رواه عنه أيضا أحمد بن زهير التستري أحد الثقات عن
عبيد الله مثله - كما في هامش الأصل.
(2) ما بين القوسين زائد في الهندية.
146

علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الأعلى بن
عامر والأكثر على تضعيفه. عن عتبة بن غزوان قال سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. رواه الطبراني في الكبير
وفيه محمد بن زكريا الغلاني وثقه ابن حبان وقال الدارقطني يضع الحديث. وعن
العرس بن عميرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ
مقعده من النار. رواه الطبراني في الكبير وفيه أحمد بن علي الأفطح عن يحيى بن
زهدم بن الحارث قال ابن عدي لا أدري البلاء منه أو من شيخه وعن يعلى بن مرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. رواه
الطبراني في الكبير وفيه عمر بن عبد الله بن يعلى (1) وهو متروك الحديث. وعن أبي
مالك الأشجعي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا
فليتبوأ مقعده من النار. رواه الطبراني في الكبير والبزار وفيه خلف بن خليفة وثقه
يحيى بن معين وغيره وضعفه بعضهم. وعن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب
علي متعمدا فليتبوأ بيتا في النار. رواه الطبراني في الكبير وإسناده من قبل هلال
الوزان لم أجد من ذكرهم وكذلك الحديث الآتي. وعن سلمان قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ بيتا في النار ومن رد حديثا بلغه عني فاني مخاصمه
يوم القيامة فإذا بلغكم عني حديث فلم تعرفوه فقولوا الله أعلم. رواه الطبراني في الكبير (2).
وعن عمرو بن دينار وكيل زبير بن شعيب البصري أن بني صهيب قالوا لصهيب يا أبانا
ان أبناء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدثون عن آبائهم فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار - فذكر الحديث. رواه الطبراني
في الكبير وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير وهو متروك الحديث. وعن السائب
ابن يزيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول من حدث عني حديثا كذبا متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. رواه
الطبراني في الكبير وفيه شهر بن حوشب وهو مختلف فيه. وعن أبي أمامة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده بين عيني جهنم فشق ذلك على

(1) في الهندية " على " وهو من أغلاطها.
(2) وفي إسناده هلال أيضا. هامش.
147

أصحابه فقالوا يا رسول الله نحدث بالحديث نزيد وننقص قال ليس أعنيكم إنما أعني
الذي يكذب علي متحدثا يطلب به شين الاسلام قالوا يا رسول الله إنك قلت بين
عيني جهنم وهل لجهنم عينان قال نعم أما سمعتم الله تعالى يقول (إذا رأتهم من مكان
بعيد) فهل تراهم إلا بعينين. رواه الطبراني في الكبير وفيه الأحوص بن حكيم ضعفه
النسائي وغيره ووثقه العجلي ويحيى بن سعيد القطان في رواية ورواه عن الأحوص
محمد بن الفضل بن عطية ضعيف (1). وعن أبي قرصافة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثوا عني بما تسمعون ولا يحل لرجل أن يكذب علي فمن كذب علي أو قال علي
غير ما قلت بني له بيت في جهنم يرتع فيه. رواه الطبراني في الكبير وإسناده لم أر من
ترجمهم. وعن رافع بن خديج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكذبوا علي فإنه ليس
كذب علي ككذب على أحد. رواه الطبراني في الكبير وفيه رفاعة بن الهدير
ضعفه ابن حبان وغيره. وعن أوس بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب
على نبيه أو على عينيه أو على والديه لم يرح رائحة الجنة. رواه الطبراني في الكبير
وإسناده حسن. وعن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكذبوا علي إن الذي يكذب
علي لجرئ (2). رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بلال الأشعري ضعفه الدارقطني.
وعن أبي خلدة قال سمعت ميمون الكردي وهو عند مالك بن دينار فقال له مالك بن
دينار ما للشيخ لا يحدث عن أبيه فان أباك قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه
فقال كان أبي لا يحدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم مخافة أن يزيد أو ينقص وقال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. رواه
الطبراني في الأوسط وإسناده حسن إن شاء الله. وعن أبي هريرة قال ثلاثة لا يريحون
رائحة الجنة رجل ادعى إلى غير أبيه ورجل كذب على نبيه ورجل كذب على عينيه.
رواه البزار وفيه عبد الرزاق بن عمر ضعيف لم يوثقه أحد (3).
(باب فيمن كذب بما صح من الحديث)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بلغه عني حديث فكذب به فقد كذب

(1) والراوي عن محمد بن الفضل أسيد بن يزد. كذبه يحيى وقال غيره متروك
قاله الذهبي - كما في هامش الأصل.
(2) في الهندية " يجزي " في مكان " لجرئ ".
(3) بلغ على نسخة الأصل في السادس بقراءة الحافظ
شهاب الدين أحمد بن حجر - كما في هامش الأصل.
148

ثلاثة: الله ورسوله والذي حدث به. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محفوظ بن
ميسور ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وعن أنس بن مالك
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بلغه عن الله فضيلة فلم يصدق بها لم ينلها.
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه بزيع أبو الخليل وهو ضعيف.
(باب في الكلام في الرواة)
عن معاوية بن حيدة قال خطبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال حتى متى ترعون عن
ذكر الفاجر هتكوه حتى يحذره الناس. رواه الطبراني في الثلاثة وإسناد الأوسط
والصغير حسن رجاله موثقون واختلف في بعضهم اختلافا لا يضر. وعن معاوية
ابن حيدة أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لفاسق غيبة. رواه الطبراني
في الكبير وفيه العلاء بن بشر ضعفه الأزدي. وعن عبد الله بن بريدة قال جلس عمر
مجلسا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلسه تمر عليه الجنائز قال فمروا بجنازة فأثنوا خيرا فقال
وجبت ثم مروا بجنازة فقالوا هذا كان أكذب الناس فقال إن أكذب الناس
أكذبهم على الله ثم الذين يلونهم من كذب على روحه في جسده - فذكر الحديث.
رواه أحمد وفيه عمر بن الوليد الشني ضعفه النسائي ويحيى القطان. وعن حماد بن زيد
قال لقيت سلمة بن علقمة فحدثني به فرجع عنه ثم قال إذا أردت أن تكذب صاحبك
فلقنه. رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
(باب الامساك عن بعض الحديث)
عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال بعث عمر بن الخطاب إلى ابن مسعود
وأبي مسعود الأنصاري وأبي الدرداء فقال ما هذا الحديث الذي تكثرون عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم فحبسهم بالمدينة حتى استشهد. رواه الطبراني في الأوسط - قلت هذا أثر
منقطع وإبراهيم ولد سنة عشرين ولم يدرك من حياة عمر إلا ثلاث سنين وابن مسعود كان
بالكوفة ولا يصح هذا عن عمر (1) قلت ويأتي باب التثبت والامساك عن بعض الحديث.
(باب معرفة أهل الحديث بصحيحه وضعيفه)
عن أبي حميد وأبي أسيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سمعتم الحديث عني تعرفه

(1) قلت بل هذا صحيح عن عمر من وجوه كثيرة، وكان عمر شديدا في الحديث - كما في هامش الأصل.
149

قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون انه منكم قريب (1) فأنا أولاكم به
وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم وتنفر أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم
بعيد فأنا أبعدكم منه. رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حدثتم عني حديثا فوافق الحق فأنا قلته.
رواه البزار وفيه أشعث بن براز (2) ولم أر من ذكره.
(باب طلب الاسناد ممن أرسل)
عن مبارك بن فضالة قال قام إسماعيل بن إبراهيم أو إبراهيم بن إسماعيل إلى
الحسن فقال يا أبا سعيد إنا نسمع منك أحاديث تحدث بها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأسندها لنا فقال سل عما بدا لك فقال حديث النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الساعة
فقال حدثني أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم وحدثني جابر بن عبد الله عن
النبي صلى الله عليه وسلم وحدثني عبد الله بن قدامة وكان امرأ صدق عن الأسود بن سريع عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال فقاموا وقالوا كدنا نغلب على هذا الشيخ. رواه البزار
هكذا وفي إسناده مبارك بن فضالة وهو ثقة مدلس.
(باب كتابة العلم)
عن ابن عباس وابن عمر قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوبا رأسه
فرقى المنبر فقال ما هذه الكتب التي يبلغني أنكم تكتبونها أكتاب مع كتاب الله يوشك
أن يغضب الله لكتابه فيسري عليه ليلا فلا يترك في ورقة ولا في قلب منه حرفا إلا
ذهب به فقال بعض من حضر المجلس فكيف يا رسول الله بالمؤمنين والمؤمنات قال
من أراد الله به خيرا أبقى في قلبه لا إله إلا إله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
عيسى بن ميمون الواسطي وهو متروك وقد وثقه حماد بن سلمة. وعن أبي موسى قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بني إسرائيل كتبوا كتابا واتبعوه وتركوا التوراة.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عثمان بن أبي شيبة وهو ثقة وقد ضعفه غير واحد.
وعن أبي سعيد يعني الخدري قال كنا قعودا نكتب ما نسمع من النبي صلى الله عليه

(1) في نسخة " قريب منكم ".
(2) في الهندية " برار " وفي نسخة المؤلف " نزار " وفي الهامش: قلت هو الهمى قال البخاري منكر الحديث وضعفه جماعة، وأبوه بالباء الموحدة ثم الراء ثم الألف ثم الزاي.
150

وسلم فخرج علينا فقال ما هذا تكتبون فقلنا ما نسمع منك فقال أكتاب مع كتاب
الله أمحضوا كتاب الله وأخلصوه قال فجمعنا ما كتبناه في صعيد واحد ثم أحرقناه
بالنار فقلنا أي رسول الله نتحدث عنك قال نعم تحدثوا عني ولا حرج ومن كذب
علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. قال قلنا أي رسول الله أنتحدث عن بني إسرائيل
قال نعم تحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج فإنكم لا تحدثون عنهم بشئ إلا وقد كان
فيهم أعجب منه - قلت له حديث في الصحيح بغير هذا السياق - رواه أحمد وفيه
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكتبوا عني إلا القرآن فمن كتب عني غير القرآن فليمحه
وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج فذكر الحديث. رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن
زيد بن أسلم وهو ضعيف. وعن أبي بردة بن أبي موسى قال كتبت عن أبي كتابا فقال
لولا أن فيه كتاب الله لأحرقنه ثم دعا بركن أو بأجانة (1) فغسلها ثم قال ع عني
ما سمعت مني ولا تكتب عني فاني لم أكتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا كدت أن
تهلك أباك. رواه الطبراني في الكبير والبزار بنحوه إلا أن البزار قال احفظ كما
حفظنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي بردة أيضا قال كنت
إذا سمعت من أبي حديثا كتبته فقال أي بني كيف تصنع قلت إني أكتب ما أسمع
منك قال فأتني به فقرأته عليه فقال نعم هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكني أخاف أن يزيد أو ينقص. رواه البزار وهذه الطريق فيها خالد بن نافع
ضعفه النسائي وأبو زرعة وغيرهما. وعن أبي هريرة قال ما كان أحد أعلم بحديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب بيده ويعيه
بقلبه وكنت أعيه بقلبي ولا أكتب بيدي واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في
الكتابة عنه فأذن له. رواه أحمد وفي الصحيح بعضه بغير سياقه خلا استئذانه في
الكتابة وغير ذلك وهو من رواية ابن إسحاق عن عمرو بن شعيب وابن إسحق مدلس
وعمرو فيه كلام. وعن رافع بن خديج قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا
تحدثوا وليتبوأ من كذب علي مقعده من جهنم قال يا رسول الله إنا نسمع منك أشياء
فنكتبها قال اكتبوا ولا حرج. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو مدرك روى عن
رفاعة بن رافع وعنه بقية ولم أر من ذكره. وعن عبد الله بن عمرو قال كان عند

(1) التي تغسل فيها الثياب.
151

رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من أصحابه وأنا معهم وأنا أصغر القوم فقال النبي
صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فلما خرج القوم
قلت كيف تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمعتم ما قال وأنتم تنهمكون في الحديث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحكوا فقالوا يا ابن أخينا ان كل ما سمعنا منه
عندنا في كتاب. رواه الطبراني في الكبير وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو متروك
الحديث. وعن عبد الله بن عمرو قال قلت يا رسول الله أقيد العلم قال نعم قلت وما
تقييده قال الكتابة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الله بن المؤمل وثقه
ابن معين وابن حبان وقال ابن سعد ثقة قليل الحديث وقال الإمام أحمد أحاديثه
مناكير. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قيد العلم قلت وما تقييده
قال الكتابة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن المؤمل وقد تقدم الكلام فيه
قبل هذا الحديث تراه. وعن ثمامة قال قال لنا أنس قيدوا العلم بالكتابة. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس قال شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم سوء
الحفظ فقال استعن بيمينك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن سيف وهو
ضعيف. وعن أبي هريرة أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء الحفظ
فقال استعن بيمينك على حفظك. رواه البزار وفيه الخصيب بن جحدر وهو كذاب (1)
(باب عرض الكتاب بعد إملائه)
عن زيد بن ثابت قال كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته برحاء شديدة وعرق عرقا شديدا مثل الجمان ثم
سرى عنه فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسرة فاكتب وهو يملي علي فما أفرغ
حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن حتى أقول لا أمشي على رجلي أبدا فإذا
فرغت قال اقرأ فأقرأه فإن كان فيه سقط أقامه ثم أخرج به إلى الناس. رواه الطبراني
في الأوسط ورجاله رجال موثقون إلا أن فيه وجدت في كتاب خالي فهو وجادة.
(باب عرض الكتاب على من أمر به)
عن عمر قال كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب فقال لعبد الله بن
الأرقم أجب هؤلاء فأخذه عبد الله بن
الأرقم فكتبه ثم جاء بالكتاب يعرضه على

(1) هذا ضرب الشيخ عليه في الأصل فكأنه ليس بزائد - كما في هامش الأصل.
152

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحسنت فما زال ذلك في نفسي حتى وليت فجعلته على بيت
المال. رواه البزار وفيه محمد بن صدقة الفدكي قال في الميزان حديثه منكر.
(باب في كتاب الوحي)
عن عبد الله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم استكتب عبد الله بن الأرقم
فكان يكتب إلى الملوك فبلغ من أمانته عنده أنه كان يكتب إلى بعض الملوك فيكتب
ثم يأمر به أن يطينه (1) ثم يختم لا يقرأ لأمانته عنده واستكتب أيضا زيد بن ثابت فكان
يكتب ويكتب إلى الملوك أيضا فكان إذا غاب عبد الله بن الأرقم وزيد بن ثابت
واحتاج أن يكتب لانسان كتابا يقطعه أمر من حضر أن يكتب وقد كتب له عمر بن الخطاب
وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت والمغيرة بن شعبة ومعاوية بن
أبي سفيان وخالد بن سعيد بن العاص وغيرهم ممن قد سمى من العرب. رواه
الطبراني في الكبير وفيه سلمة بن الفضل الأبرش ضعفه البخاري وابن المديني
وأبو زرعة ووثقه ابن معين وأبو حاتم.
(باب في الخبر والمعاينة)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الخبر كالمعاينة ان الله عز وجل
أخبر موسى عليه السلام بما صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح فلما عاين ما صنعوا ألقى
الألواح فانكسرت. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال
الصحيح وصححه ابن حبان. وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الخبر كالمعاينة.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
(باب في الامر يشهده أربعون)
عن أسامة الهذلي عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إذا شهدت أمة من الأمم وهم أربعون
رجلا فصاعدا أجاز الله شهادتهم. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وقال فيه أو قال
صدق الله شهادتهم. وفيه صالح بن هلال وهو مجهول على قاعدة ابن أبي حاتم.
(باب لا تضر الجهالة بالصحابة لأنهم عدول)
عن حميد قال كنا مع انس بن مالك فقال والله ما كل ما نحدثكم عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم سمعناه منه ولكن لم يكن يكذب بعضنا بعضا. رواه الطبراني في

(1) أي يضع عليه طين الخاتم.
153

الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن البراء قال ما كل الحديث سمعناه من رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يحدثنا أصحابه عنه كانت تشغلنا عنه رعية الإبل.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(باب فيمن حدث حديثا كذب فيه غيره)
عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حدث حديثا كما سمع فإن كان
برا وصدقا فلك وله وإن كان كذبا فعلى من بدأه. رواه الطبراني في الكبير
وفيه جعفر بن الزبير وهو كذاب.
(باب رواية الحديث بالمعنى)
عن يعقوب بن عبد الله بن سليمان بن أكيمة الليثي عن أبيه عن جده قال أتينا
النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا له بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله إنا نسمع منك الحديث فلا نقدر أن
نؤديه كما سمعنا قال إذا لم تحلوا حراما ولم تحرموا حلالا وأصبتم المعنى فلا بأس.
رواه الطبراني في الكبير ولم أر من ذكر يعقوب ولا أباه.
(باب في الناسخ والمنسوخ)
عن شداد قال كان أبو ذر يسمع الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه الشدة ثم
يخرج إلى قومة يسلم عليهم ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرخص فيه بعد فلم
يسمعه أبو ذر فيتعلق أبو ذر بالامر الشديد. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف،
رواه الطبراني في الكبير. وعن الضحاك بن مزاحم قال مر ابن عباس بقاص فركله (1)
برجله فقال أتدري ما الناسخ والمنسوخ قال وما الناسخ والمنسوخ قال فما تدري
ما الناسخ والمنسوخ قال لا قال هلكت وأهلكت. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو
راشد مولى بني عامر ولم أر من ذكره.
(باب الأدب مع الحديث)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أعرفن أحدا منكم أتاه عني حديث
وهو متكئ في أريكته فيقول أتلو علي به قرآنا ما جاءكم عني من خير قلته أو لم أقله
فانا أقوله وما أتاكم من شر فاني لا أقول الشر. قلت رواه ابن ماجة باختصار وهو
بتمامه عند أحمد والبزار وفيه أبو معشر نجيح ضعفه أحمد وغيره وقد وثق. وعن

(1) الركل: الضرب برجل واحدة.
154

جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى أن يكذبني رجل وهو متكئ على
أريكته يبلغه الحديث عني فيقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دع هذا وهات
ما في القرآن. رواه أبو يعلى وفيه يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف. وعن أبي حازم
عن سهل أنه كان في مجلس قومه وهو يحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعضهم يقبل على
بعض يتحدثون فغضب ثم قال انظر إليهم أحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عما
رأت عيناي وسمعت أذناي وبعضهم يقبل على بعض أما والله لأخرجن من بين أظهركم
ولا أرجع إليكم أبدا قلت له أين تذهب قال أذهب فأجاهد في سبيل الله قلت ما لك جهاد
وما تستمسك على الفرس وما تستطيع أن تضرب بالسيف وما تستطيع أن تطعن بالرمح
قال يا أبا حازم اذهب فأكون في الصف فيأتيني سهم عائر (1) أو حجر فيرزقني الله الشهادة.
رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الحميد بن سليمان وهو ضعيف. وعن خالد بن الوليد
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خالد أذن في الناس الصلاة جامعة لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة
ثم خرج فصلى بالهاجرة ثم قام في الناس فقال ما أحل أموال المعاهدين بغير حقها عسى
الرجل منكم يقول وهو متكئ على أريكته ما وجدنا في كتاب الله عز وجل من حلال
أحللناه وما وجدنا من حرام حرمناه ألا وإني أحرم عليكم أموال المعاهدين بغير حقها.
رواه الطبراني في الكبير وروى أبو داود طرفا منه وفيه بقية وهو ضعيف.
(باب في المعضلات والمشكلات)
عن تميم الداري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل مشكل حرام وليس في
الدين إشكال. رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسين بن عبد الله بن ضميرة وهو مجمع
على ضعفه. وعن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون أقوام من أمتي
يتعاطون فقها وهم عضل المسائل أولئك شرار أمتي. رواه الطبراني في الكبير وفيه
يزيد بن ربيعة وهو متروك. وعن عبد الله بن الحارث أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لوددت أن بيني وبين أهل نجران حجابا من شدة ما كانوا يجادلونه. رواه
البزار والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن.
(باب السؤال عما يشك فيه)
عن المقداد يعني ابن الأسود قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم شئ سمعته منك

(1) أي لا يدري من رماه.
155

شككت فيه قال إذا شك أحدكم في الامر فليسألني عنه قال قال قولك في أزواجك
اني لا أرجو لهن من بعدي الصديقين قال ومن تعدون الصديقين فقلنا أولادنا الذين
يهلكون صغارا قال لا الصديقون هم المتصدقون ثلاثا. رواه الطبراني في الكبير
ورجاله ثقات كلهم إلا أن قرينة قال الذهبي تفرد عنها ابن أخيها موسى بن يعقوب
الزمعي. قلت وتأتي أحاديث في هذا المعنى في باب السؤال عن الفقه.
(باب ما جاء في المراء)
عن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك قالوا خرج علينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن نتمارى في شئ من أمر الدين فغضب
غضبا شديدا لم يغضب مثله ثم انتهرنا فقال مهلا يا أمة محمد إنما هلك من كان قبلكم
بهذا ذروا المراء لقلة خيره ذروا المراء فان المؤمن لا يماري ذروا المراء فان المماري قد
تمت خسارته ذروا المراء فكفى إثما أن لا تزال مماريا ذروا المراء فان المماري لا أشفع له
يوم القيامة ذروا المراء فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة في رباضها (1) ووسطها وأعلاها
لمن ترك المراء وهو صادق ذروا المراء فان أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان
المراء فان بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على ثنتين وسبعين
فرقة كلهم على الضلالة إلا السواد الأعظم قالوا يا رسول الله ما السواد الأعظم قال من
كان على ما أنا عليه وأصحابي من لم يمار في دين الله ولم يكفر أحدا من أهل التوحيد بذنب
غفر له ثم قال إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا قالوا يا رسول الله ومن الغرباء قال
الذين يصلحون إذا فسد الناس ولا يمارون في دين الله ولا يكفرون أحدا من أهل
التوحيد بذنب. رواه الطبراني في الكبير وفيه كثير بن مروان وهو ضعيف جدا.
وعن أبي سعيد قال كنا جلوسا عند باب رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر
ينزع هذا بآية وينزع هذا بآية فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما
يفقأ في وجهه حب الرمان فقال يا هؤلاء بهذا بعثتم أم بهذا أمرتم لا ترجعوا بعدي
كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار.
وعن أنس مثله. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات اثبات وفي الأول سويد
أبو حاتم ضعفه النسائي وابن معين في رواية وقال أبو زرعة ليس بالقوي حديثه

(1) أي ما حولها.
156

حديث أهل الصدق. وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا
زعيم ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة وببيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء
وإن كان محقا وترك الكذب وإن كان مازحا وحسن خلقه. رواه الطبراني في الثلاثة
ويأتي حديث ابن عباس في حسن الخلق وإسناده حسن إن شاء الله. وعن ابن عمر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء
وهو محق وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وهو مازح وببيت في أعلى الجنة
لمن حسنت سريرته. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عقبة بن علي وهو ضعيف.
وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المراء في القرآن
كفر. رواه الطبراني في الكبير وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف جدا.
وعن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تماروا في القرآن فان المراء
فيه كفر. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
(باب في الاختلاف)
وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها
على أهل حقها. رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
(باب الأمور ثلاثة)
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أن عيسى بن مريم عليه السلام قال
إنما الأمور ثلاثة أمر تبين لك رشده فاتبعه وأمر تبين لك غيه فاجتنبه وأمر اختلف
فيه فرده إلى عالمه. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
(باب في كثرة السؤال)
عن عبد الله بن سبرة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الله ينهاكم عن
ثلاث قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال. رواه الطبراني في الأوسط والكبير
والبزار وفيه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف جدا. وعن معقل بن يسار قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمران القطان ضعفه ابن معين وأبو داود
والنسائي وذكره ابن حبان في الثقات. قلت وتأتي أحاديث من نحو هذا في العقوق.
وعن عبد الله بن مسعود قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أوصني فقال
157

دع قيل وقال وكثرة السؤال. رواه الطبراني في الأوسط وفيه السرى بن إسماعيل
وهو متروك. وعن عمار بن ياسر عن المغيرة بن شعبة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إن الله كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال ومنع وهات ووأد البنات وعقوق الأمهات - قلت حديث المغيرة في الصحيح - رواه الطبراني في الكبير وفيه
يحيى بن كثير صاحب البصري لا يحل الاحتجاج بما انفرد به، وقال عبد الله يعني ابن
مسعود يوما وأكثروا عليه فقال يا حار بن قيس للحارث بن قيس ما تراهم يريدون
إلى ما يسألون قال ليتعلموه ثم يتركوه قال صدقت والذي لا إله غيره. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعنه قال يجئ قوم يشربون العلم شربا. رواه الطبراني
في الكبير وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
(باب سبب النهي عن كثرة السؤال)
عن سعد قال كان الناس يتساءلون عن الشئ من أمر النبي صلى الله
عليه وسلم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حلال فلا يزالون يسألون
فيه حتى يحرم عليهم. رواه البزار وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة وسفيان وضعفه أحمد
ويحيى بن معين وغيرهما. وعن جابر قال ما نزلت آية التلاعن إلا لكثرة السؤال.
رواه البزار ورجاله ثقات. وعن المغيرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذروني ما تركتكم
فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فما أمرتكم به من
شئ فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فانتهوا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من
لم أعرفه. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذروني ما تركتكم فإنما أهلك من
كان قبلكم اختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشئ فأتوه وإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه
ما استطعتم - قلت هو في الصحيح بعكس هذا - رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
(باب السؤال للانتفاع وإن كثر)
عن ابن عباس قال ما رأيت قوما خيرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سألوه إلا
عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض كلهن في القرآن (يسألونك عن الشهر الحرام)
(ويسألونك عن الخمر والميسر) (ويسألونك عن اليتامى) (ويسألونك عن المحيض)
(ويسألونك عن الأنفال) (ويسألونك ماذا ينفقون) ما كانوا يسألون إلا عما
ينفعهم قال وأول من طاف بالبيت الملائكة وأن ما بين الحجر إلى الركن اليماني
158

لقبور من قبور الأنبياء كان النبي إذا آذاه قومه خرج من بين أظهرهم يعبد الله فيها حتى
يموت. رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط وبقية
رجاله ثقات. وعن أبي موسى قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر انحرفنا إليه فمنا من
يسأله عن القرآن ومنا من يسأله عن الفرائض ومنا من يسأله عن الرؤيا. رواه الطبراني
في الكبير وفيه محمد بن عمر الروي ضعفه أبو داود وأبو زرعة ووثقه ابن حبان. وعن أبي
أمامة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس جالسا وكانوا يظنون أن ينزل عليه
فأقصروا عنه حتى جاء أبو ذر فاقتحم فجلس إليه فأقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا أبا ذر هل صليت اليوم قال لا قال قم فصل فلما صلى أربع ركعات الضحى أقبل عليه
فقال يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الجن والإنس قال يا نبي الله وللإنس شياطين
قال نعم شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ثم قال
يا أبا ذر ألا أعلمك كلمات من كنز الجنة قلت بلى جعلني الله فداءك قال قل لا حول ولا
قوة إلا بالله قلت لا حول ولا قوة إلا بالله قال ثم سكت عني فاستبطأت كلامه قال قلت
يا نبي الله إنا كنا أهل جاهلية وعبادة أوثان فبعثك الله رحمة للعالمين أرأيت الصلاة ما هي
قال خير موضوع من شاء استقل ومن شاء استكثر قلت يا رسول الله أرأيت الصيام
ماذا هو قال فرض مجزي قال قلت يا نبي الله أرأيت الصدقة ما هي قال أضعاف مضاعفة
وعند الله المزيد قال قلت يا نبي الله فأي الصدقة أفضل قال سر إلى فقير وجهد من مقل
قلت يا نبي الله أيما أنزل عليك أعظم قال (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) آية الكرسي
قلت يا نبي الله أي الشهداء أفضل قال من سفك دمه وعقر جواده قلت يا نبي الله فأي
الرقاب أفضل قال أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها قال قلت يا نبي الله أي الأنبياء كان
أول قال آدم عليه السلام قال قلت يا نبي الله ونبي كان آدم قال نعم نبي مكلم خلقه الله
بيده ونفخ فيه من روحه ثم قال له يا آدم قبلا (1) قال قلت يا نبي الله كم عدد الأنبياء قال
مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا. رواه
أحمد والطبراني في الكبير وقال كم عدد الأنبياء قال مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا.
ومداره على علي بن يزيد وهو ضعيف. وعن أبي ذر قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في
المسجد فجلست فقال يا أبا ذر هل صليت قلت لا قال قم فصل قال فقمت فصليت ثم

(1) أي عيانا ومقابلة.
159

جلست فقال يا أبا ذر تعوذ بالله من شر الشياطين الإنس والجن قال قلت يا رسول
الله وللإنس شياطين قال نعم قلت يا رسول الله الصلاة قال خير موضوع من شاء أقل
ومن شاء أكثر قال قلت يا رسول الله فالصوم قال فرض مجزئ وعند الله مزيد قال
قلت يا رسول الله فالصدقة قال أضعاف مضاعفة قلت يا رسول الله فأيها أفضل قال جهد
من مقل أو سر إلى فقير قلت يا رسول الله أي الأنبياء كان أول قال آدم قلت يا رسول الله
ونبي كان قال نعم نبي مكلم قلت يا رسول الله كم المرسلون قال ثلاثمائة وبضعة عشر
جما غفيرا وقال مرة خمسة عشر قلت يا رسول الله آدم نبي كان قال نعم مكلم قال قلت
يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم قال آية الكرسي (الله لا إله إلا هو الحي القيوم).
رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط بنحوه وعند النسائي طرف منه وفيه
المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط وفي طريق الطبراني زيادة تأتي في باب التاريخ.
(باب في حسن السؤال والتودد)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة والتودد
إلى الناس نصف العقل وحسن السؤال نصف العلم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
مخيس بن تميم عن حفص بن عمر قال الذهبي مجهولان. وعن أبي رزين قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره المسائل ويعيبها فإذا سأله أبو رزين أجابه وأعجبه
ذلك. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن. وعن إبراهيم قال قال
عبد الله يعني ابن مسعود إذا شك أحدكم في الآية فلا يقول ما تقول في كذا وكذا
فيلبس عليه ولكن ليقرأ ما قبلها ثم ليخل بينه وبين حاجتة. رواه الطبراني في الكبير
ورجاله موثقون إلا أنه منقطع.
(باب فعل العالم إذا اهتم)
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا اهتم أكثر من مس لحيته.
رواه البزار وفيه رشدين بن سعد والجمهور على تضعيفه وقد وثق.
(باب في خلوة العلم)
عن عبد الله يعني ابن مسعود قال أقبلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
على نشز (1) من الأرض حتى جلست مستقبل وجهه أو وجهي عند ركبته فاغتنمت خلوة

(1) أي مرتفع.
160

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أي الذنوب أكبر فأعرض عني حتى قلتها ثلاث
مرأت ثم أقبل علي بوجهه فذكر الحديث. رواه البزار وفيه السرى بن إسماعيل وهو
متروك. وعن ابن عباس قال لما فتحت المدائن أقبل الناس على الدنيا وأقبلت على عمر
فكان عامة حديثه عن عمر. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
(باب قول العالم سلوني)
عن أبي فراس رجل من أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
سلوني عما شئتم فقال رجل يا رسول الله من أبي قال أبوك فلان الذي تدعى إليه وسأله
رجل في الجنة أنا قال في الجنة وسأله رجل في الجنة أنا قال في النار فقال عمر رضينا
بالله ربا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
(باب في مدارسة العلم ومذاكرته)
عن أنس قال كنا قعودا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم فعسى أن يكون قال ستين رجلا
فيحدثنا الحديث ثم يدخل لحاجته فنراجعه بيننا هذا ثم هذا فنقوم كأنما زرع (1)
في قلوبنا. رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف. وعن فضالة بن عبيد أنه
كان إذا أتاه أصحابه قال تدارسوا وأبشروا وزيدوا زادكم الله خيرا وأحبكم وأحب
من يحبكم ردوا علينا المسائل فان أجر آخرها كأجر أولها واخلطوا حديثكم بالاستغفار.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون وعن أبي نضرة قال قلت لأبي سعيد
اكتبنا قال لن نكتبكم ولن نجعله قرآنا ولكن خذوا عنا كما أخذنا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم
كان أبو سعيد يقول تحدثوا فان الحديث يذكر بعضه بعضا. رواه الطبراني في
الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
(باب تفصيل المسائل)
عن كردوس بن عمرو قال سمعت رجلا من أهل بدر قال شعبة أراه علي بن أبي
طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لئن تفصل المفصل أحب إلي من كذا بابا، قال شعبة
فقلت لعبد الملك أي المفصل قال القصص. رواه البزار وفيه كردوس وثقه ابن
حبان وقال أبو حاتم فيه نظر، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب سؤال العالم عن ما لا يعلم)
عن ابن عمر قال قال عمر بن الخطاب لعلي بن أبي طالب يا أبا حسن ربما شهدت

(1) في الهندية " درمج " مكان " زرع ".
161

وغبنا وربما شهدنا وغبت ثلاث أسألك عنهن هل عندك منهن علم قال علي وما هن
قال الرجل يحب الرجل ولم ير منه خيرا والرجل يبعض الرجل ولم ير منه شرا قال نعم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الأرواح في الهوى أجناد مجندة تلتقي فتشاءم فما تعارف منها
ائتلف وما تناكر منها اختلف قال واحدة وقال الرجل يحدث الحديث إذ نسيه إذ
ذكره قال علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من القلوب قلب إلا وله
سحابة كسحابة القمر بينما القمر يضئ إذ علته سحابة فأظلم إذ تجلت عنه فأضاء وبينا
الرجل يحدث الحديث إذ علته سحابة فنسى إذ تجلت عنه فذكر قال عمر اثنتان قال
والرجل يرى الرؤيا فمنها ما يصدق ومنها ما يكذب قال نعم قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد ولا أمة ينام فيستثقل نوما إلا عرج بروحه إلى العرش فالتي
لا تستيقظ إلا عند العرش فتلك الرؤيا التي تصدق والتي تستيقظ دون العرش فهي
الرؤيا التي تكذب فقال عمر ثلاث كنت في طلبهن فالحمد لله الذي أصبتهن قبل الموت.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أزهر بن عبد الله قال العقيلي حديثه غير محفوظ عن ابن
عجلان وهذا الحديث يعرف من حديث إسرائيل عن أبي إسحق عن الحارث عن علي
موقوفا وبقية رجاله موثقون.
(باب أي الناس أعلم)
عن جابر بن عبد الله أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال أي الناس أعلم
قال إن يجمع علم الناس إلى علمه وكل صاحب علم غرثان (1). رواه أبو يعلى وفيه مسعدة
ابن اليسع وهو ضعيف جدا. وعن عبد الله بن مسعود قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا ابن مسعود أي عرى الايمان أوثق قلت الله ورسوله أعلم قال أوثق عرى الاسلام
الولاية في الله والحب في الله والبغض في الله ثم قال يا ابن مسعود قلت لبيك يا رسول
الله قال تدري أي الناس أفضل قلت الله ورسوله أعلم قال إن أفضل الناس أفضلهم عملا
إذا فقهوا في دينهم ثم قال يا ابن مسعود قلت لبيك يا رسول الله قال أتدري أي الناس
أعلم قلت الله ورسوله أعلم قال إن أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس وإن كان
مقصرا في عمله وإن كان يزحف على استه زحفا واختلف من كان قبلكم على ثنتين
وسبعين فرقة نجا منها ثلاث وهلك سائرهن فرقة آزت (2) الملوك فقاتلوهم على دينهم

(1) أي جائع.
(2) أي قاومتهم.
162

ودين عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فأخذوهم فقتلوهم ونشروهم بالمناشر وفرقة لم يكن لها
طاقة بموازات الملوك ولا بأن يقيموا بين ظهرانيهم يدعوهم إلى دين الله ودين عيسى
فساحوا في البلاد وترهبوا وهم الذين قال الله عز وجل (رهبانية ابتدعوها
ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله - الآية) قال النبي صلى الله عليه وسلم فمن
آمن بي واتبعني وصدقني فقد رعاها حق رعايتها ومن لم يتبعني فأولئك
هم الهالكون. رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه عقيل بن الجعد قال
البخاري منكر الحديث.
(باب فيمن كتم علما)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سئل عن علم فكتمه
جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار ومن قال في القرآن بغير ما يعلم جاء يوم القيامة
ملجما بلجام من نار. رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير باختصار قوله في القرآن،
ورجال أبي يعلى رجال الصحيح. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من كتم علما يعلمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار قال هي الشهادة تكون عند الرجل
يدعى إليها أو لا يدعى وهو يعلمها ولا يرشد صاحبها إليها فهو هذا العلم. رواه الطبراني
في الكبير وفيه إبراهيم بن أيوب الفرساني وهو مجهول. وعن عبد الله بن عمرو قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من
نار. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله موثقون. وعن عبد الله بن مسعود
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما عبد آتاه الله علما فكتمه لقى الله يوم القيامة
ملجما بلجام من نار. رواه الطبراني في الأوسط هكذا وقال في الكبير من سئل عن علم
فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار. وفي إسناد الأوسط النضر بن سعيد ضعفه العقيلي
وفي إسناد الكبير سوار بن مصعب وهو متروك. وعن عبد الله بن عمر عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال من سئل عن علم فكتمه جئ يوم القيامة قد ألجم بلجام من نار. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه حسان بن سياه ضعفه ابن عدي وابن حبان والدار قطني.
وعن سعد بن المدحاس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من علم شيئا فلا يكتمه ومن
دمعت عيناه من خشية الله لم يحل له أن يلج النار أبدا الا تحلة الرحمن ومن كذب
علي فليتبوأ بيتا في جهنم. رواه الطبراني في الكبير وفيه سليمان بن عبد الحميد قال
163

النسائي كذاب وقال ابن أبي حاتم صدوق ووثقه ابن حبان. وعن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به كمثل الذي
يكنز الكنز فلا ينفق. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف.
(باب في تعليم من لا يعلم)
عن علقمة بن سعد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن جده قال خطب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأثنى على طوائف من المسلمين خيرا ثم قال ما بال أقوام لا يفقهون
جيرانهم ولا يعلمونهم ولا يعظونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم وما بال أقوام لا يتعلمون
من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتعظون والله ليعلمن قوم جيرانهم ويفقهونهم ويعظونهم
ويأمرونهم وينهونهم وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفقهون ويتفطنون أو لأعاجلنهم
العقوبة، ثم نزل فقال قوم من ترونه عنى بهؤلاء قال الأشعريين هم قوم فقهاء ولهم جيران
جفاة من أهل المياه والاعراب فبلغ ذلك الأشعريين فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا
يا رسول الله ذكرت قوما بخير وذكرتنا بشر فما بالنا فقال ليعلمن قوم جيرانهم وليفقهنهم
وليفطننهم وليأمرنهم ولينهونهم وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفطنون ويتفقهون
أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا فقالوا يا رسول الله أنفطن غيرنا فأعاد قوله عليهم وأعادوا
قولهم أنفطن غيرنا فقال ذلك أيضا فقالوا أمهلنا سنة فأمهلهم سنة ليفقهونهم ويعلمونهم
ويفطنونهم ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل
على لسان داود) الآية. رواه الطبراني في الكبير وفيه بكير بن معروف قال البخاري إرم
به ووثقه أحمد في رواية وضعفه في أخرى وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به.
(باب من علم فليعمل)
عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل بنيان وبال على
صاحبه إلا ما كان هكذا وأشار بكفه وكل علم وبال على صاحبه يوم القيامة إلا من عمل
به. رواه الطبراني في الكبير وفيه هانئ بن المتوكل قال ابن حبان لا يحل الاحتجاج
به بحال. وعن عبد الله بن مسعود قال يا أيها الناس تعلموا فمن علم فليعمل. رواه
الطبراني ورجاله موثقون إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.
(باب فيما ينبغي للعالم والجاهل)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي للعالم أن يسكت على علمه
164

ولا ينبغي للجاهل أن يسكت على جهله قال الله جل ذكره (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم
لا تعلمون) رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أبي حميد وقد أجمعوا على ضعفه.
(باب فيمن ترك الصلاة لطلب العلم)
عن شعبة قال إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة وعن صلة
الرحم فهل أنتم منتهون. رواه أبو يعلى ورجاله موثقون.
(باب السؤال عن الفقه)
عن أبي عبد الرحمن يعني السلمي قال حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم انهم كانوا يأخذون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات فلا يأخذون
في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل قال فيعلمنا العلم والعمل.
رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب اختلط في آخر عمره. وعن أم سليم قالت كنت
مجاورة أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أم سليم يا رسول الله أرأيت إذا رأت المرأة أن
زوجها جامعها في المنام أتغتسل فقالت أم سلمة تربت يداك أم سليم فضحت النساء عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أم سليم إن الله لا يستحي من الحق ولنا أن نسأل النبي صلى
الله عليه وسلم عما أشكل علينا خير من أن نكون منه على عمياء فقال النبي صلى الله
عليه وسلم تربت يداك يا أم سليم عليها الغسل إذا وجدت الماء فقالت أم سلمة يا رسول
الله وهل للمرأة ماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم فأنى بشبهها ولدها هن شقائق الرجال. رواه أحمد
وهو في الصحيح باختصار وفي إسناد أحمد انقطاع بين أم سليم وإسحق بن عبد الله
ابن أبي طلحة. وتأتي أحاديث من هذا في الطهارة في الاحتلام إن شاء الله. وعن ابن
عمر قال لقد عشت برهة من دهري وان أحدنا يؤتي الايمان قبل القرآن وتنزل
السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يقف عنده منها كما تعلمون
أنتم القرآن ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الايمان فيقرأ ما بين فاتحة
الكتاب إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره وما ينبغي أن يقف عنده منه وينثره
نثر الدقل (1) رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عمر
قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل وأبا موسى إلى اليمن فقال تساندا وتطاوعا

(1) الدقل هو ردئ التمر ويابسه وما ليس له اسم خاص فتراه ليبسه ورداءته
لا يجتمع ويكون منثورا - كما في هامش الأصل.
165

وبشرا ولا تنفرا فخطب الناس معاذ فحثهم على الاسلام والتفقه والقرآن وقال أخبركم
بأهل الجنة وأهل النار إذا ذكر الرجل بخير فهو من أهل الجنة وإذا ذكر بشر فهو
من أهل النار. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون.
(باب فيمن يربط الشئ يستذكر به)
عن رافع بن خديج قال رأيت في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم خيطا فقلت ما هذا قال
أستذكر به. رواه الطبراني في الكبير وفيه غياث بن إبراهيم وهو ضعيف جدا. وعن
رافع بن خديج أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يربط الخيط في خاتمه يستذكر به. رواه
الطبراني في الكبير وفيه بقية عن أبي عبد الرحمن قال البخاري ان غياث بن إبراهيم
الضعيف يكنى أبا عبد الرحمن وروى عنه بقية. (باب فيمن نشر علما أو دل على خير أو علم القرآن)
عن سمرة بن جندب قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تصدق الناس بصدقة مثل علم
ينشر. رواه الطبراني في الكبير وفيه عون بن عمارة وهو ضعيف. وعن أنس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم عن الأجود الأجود الله الأجود الأجود
وأنا أجود ولد آدم وأجودهم من بعدي رجل علم علما فنشر علمه يبعث يوم القيامة
أمة وحده ورجل جاد بنفسه لله عز وجل حتى يقتل. رواه أبو يعلى وفيه سويد بن
عبد العزيز وهو متروك الحديث. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم نعم العطية كلمة حق تسمعها ثم تحملها إلى أخ لك مسلم فتعلمها إياه. رواه الطبراني
في الكبير وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك. وعن عبد الله يعني ابن مسعود
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدال على الخير كفاعله. رواه البزار وفيه
عيسى بن المختار تفرد عنه بكر بن عبد الرحمن. وعن بريدة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لرجل اذهب فان الدال على الخير كفاعله. رواه أحمد وفيه ضعيف
ومع ضعفه لم يسم. وعن سهل بن سعدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدال
على الخير كفاعله. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمران بن محمد يروي عن
أبي حازم ويروي عنه عبد الله بن محمد بن عائشة وليس هو عمران بن محمد بن سعيد
ابن المسيب لان ذاك مدني، وقال الطبراني في هذا انه بصري وان سعيد لم يسمع من
أبي حازم ولم أجد من ذكر هذا. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خياركم
166

من تعلم القرآن وعلمه. رواه الطبراني في الكبير وفيه علي بن أبي طالب البزاز ضعفه
يحيى بن معين وابن عدي. وعن ابن مسعود قال نعم المجلس الذي تذكر فيه الحكمة.
رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.
(باب فيمن سن خيرا أو غيره أو دعا إلى هدى)
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل ينعش (1)
لسانه حقا يعمل به بعده إلا جرى له أجره إلى يوم القيامة ثم وفاه الله ثوابه يوم
القيامة. رواه أحمد وفيه عبيد الله بن عبد الله بن موهب قال أحمد لا يعرف، قلت
وشيخ ابن موهب مالك بن حالك بن حارثة الأنصاري لم أر من ترجمه. وعن أبي
أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت رجل
مات مرابطا في سبيل الله ورجل علم علما فأجره يجري عليه ما عمل به ورجل أجرى
صدقة فأجرها له ما جرت ورجل ترك ولدا صالحا يدعو له. رواه أحمد والطبراني
في الكبير والأوسط والبزار، وفيه ابن لهيعة ورجل لم يسم. وعن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة يجري للعبد أجرهن من بعد موته وهو في قبره
من علم علما أو كرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا
أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته. رواه البزار وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو
ضعيف. وعن حذيفة قال سأل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسك القوم
ثم أن رجلا أعطاه فأعطاه القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن خيرا فاستن به
كان له أجره ومن أجور من تبعه غير منتقص من أجورهم شيئا ومن سن شرا (2) فاستن
به كان عليه وزره ومن أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم شيئا. رواه أحمد
والبزار والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح إلا أبا عبيدة بن حذيفة وقد
وثقه ابن حبان. وعن أبي جحيفة قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد عبد
قيس مجتابي النمار (3) عليهم أثر الضر فساءه ما رأى من هيأتهم فدخل منزله ثم خرج فأمر
بالصدقة وحرض عليها ثم قال ليتصدق الرجل من صاع بره وليتصدق من صاع تمره
قال فجاء رجل بصرة فوضعها ثم تتابع الناس حتى اجتمع شئ من ثياب وطعام قال
فتهلل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صار كأنه مذهبة ثم قال من سن سنة حسنة فعمل

(1) أي يقول ويذكر.
(2) في نسخة " سوءا ".
(3) أي لابسي النمار، والنمرة شملة مخططة
167

بها بعده كان له أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن
سن سنة سيئة فعمل بها بعده كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص
من أوزارهم شيئا - قلت عند ابن ماجة طرف منه - رواه الطبراني في الأوسط وفيه
غسان بن الربيع وثقه ابن حبان وضعفه الدارقطني وغيره. وعن واثلة بن الأسقع
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سن سنة حسنة فله أجرها ما عمل بها في حياته وبعد مماته
حتى تترك ومن سن سنة سيئة فعليه إثمها حتى تترك ومن مات مرابطا في سبيل الله
جرى عليه عمل المرابط حتى يبعث يوم القيامة. رواه الطبراني في الكبير ورجاله
موثقون. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعا إلى هدى فاتبع
عليه كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان
عليه مثل أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا. رواه الطبراني في الكبير
وفيه عبيد الله بن تمام ضعفه البخاري وجماعة. وعن عبد الله بن عمرو قال إن ابن
آدم الذي قتل أخاه ليقاسم أهل النار نصف عذابهم قسمة صحاحا. رواه البزار ورجاله
رجال الصحيح إلا أني لم أر من ترجم لشيخ البزار عبد الله بن إسحاق العطار (1) يروي
عن عفان. وعن بشر بن عبيد الله وكان شيخا قديما قال كنا مع طاوس في المقام فقال
ما هذا فقال قوم أخذهم ابن هشام في سبب فطوقهم فسمعت طاوسا يحدث عن ابن
عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحدث حدثا في هذه الأمة لم يكن
يموت حتى يصيبه ذلك قال بشر بن عبيد الله فأنا رأيت ابن هشام حين عزل فأتى عمال
الوليد بن عبد الملك فطوقوه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه بشر بن عبيد الله قال
ابن حبان منكر الحديث.
(باب حفظ العلم)
عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس يا غلام يا غليم أو يا غليم يا غلام احفظ
عني كلمات قال فذكر الحديث في المعجم. رواه أبو يعلى وقوله في المعجم يعني معجم
أبي يعلى وفيه علي ين زيد وهو ضعيف.

(1) قلت هو الواسطي فيما أحسب وثقه ابن حبان، ثم تبين لي أنه عبيد بن إسحاق
العطار وهو ضعيف. كما في هامش الأصل.
168

(باب الطيب عند التحديث)
عن ثابت قال كنت إذا أتيت أنسا دعا بطيب فمسح بيديه وعارضيه. رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
(باب في العمل بالكتاب والسنة)
عن عبد الله بن عمرو قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما كالمودع فقال
أنا النبي الأمي قاله ثلاث مرات ولا نبي بعدي أوتيت فواتح الكلم وجوامعه وعلمت
خزنة النار وحملة العرش وتجوز بي وعوفيت وعوفيت أمتي فاسمعوا وأطيعوا ما دمت
فيكم فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله أحلوا حلاله وحرموا حرامه. رواه أحمد وفيه
ابن لهيعة وهو ضعيف. وعن ابن شريح الخزاعي قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قالوا بلى قال إن هذا القرآن
طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن جبير بن مطعم قال كنا مع
النبي صلى الله عليه وسلم بالجحفة فقال أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني
رسول الله وأن القرآن جاء من عند الله قلنا بلى قال فأبشروا فان القرآن طرفه بيد الله
وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تهلكوا ولن تضلوا بعده أبدا. رواه البزار
والطبراني في الكبير والصغير وفيه أبو عبادة الزرقي وهو متروك الحديث. وعن
ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة
ووقاه سوء الحساب يوم القيامة وذلك أن الله عز وجل قال فمن اتبع هداي فلا يضل
ولا يشقى. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو شيبة وهو ضعيف جدا. وعن
معقل بن يسار قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اعملوا بالقرآن وأحلوا
حلاله وحرموا حرامه واقتدوا به ولا تكفروا بشئ منه وما تشابه عليكم فردوه إلى
الله وإلى أولي الامر من بعدي كيما يخبرونكم وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور وما
أوتى النبيون من ربهم ليسعكم القرآن وما فيه من البيان فإنه شافع مشفع وما حل
مصدق (1) ولكل آية منه نور إلى يوم القيامة أما إني أعطيت سورة البقرة من الذكر
وأعطيت طه والطور من ألواح موسى وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من

(1) أي خصم مجادل مصدق وقيل ساع مصدق يعني أن من اتبعه وعمل بما فيه فإنه
شافع له مقبول الشفاعة ومصدق عليه فيما يرفع من مساويه إذا ترك العمل به - النهاية.
169

كنز تحت العرش وأعطيت المفصل نافلة. رواه الطبراني في الكبير وفي رواية له أيضا فما
اشتبه عليكم منه فاسألوا عنه أهل العلم يخبروكم. وله إسنادان في أحدهما عبد الله بن أبي حميد وقد
أجمعوا على ضعفه وفي الآخر عمران القطان ذكره ابن حبان في الثقات وضعفه
الباقون. وعن أبي أيوب الأنصاري قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مرعوب
فقال أطيعوني ما كنت بين أظهركم وعليكم بكتاب الله أحلوا حلاله وحرموا حرامه.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن زيد بن ثابت عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال إني تركت فيكم خليفتين كتاب الله وأهل بيتي وأنهما لن يتفرقا حتى
يردا على الحوض. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشى إلى سلطان الله في الأرض ليذله أذل الله رقبته
مع ما يدخر له في الآخرة، زاد مسدد وسلطان الله في الأرض كتاب الله تعالى وسنة
نبيه صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الكبير وفيه حسين بن قيس أبو علي الرحبي ضعفه البخاري
وأحمد وجماعة وزعم رجل يقال له أبو محصن أنه رجل صدق قلت ومن أبو محصن مع
هؤلاء. وعن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا ان رحا الاسلام دائرة
قال كيف نصنع يا رسول الله قال أعرضوا حديثي على الكتاب فما وافقه فهو مني وأنا
قلته. رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن ربيعة وهو متروك منكر الحديث. وعن
عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سألت اليهود عن موسى فأكثروا فيه وزادوا
ونقصوا حتى كفروا وسألت النصارى عن عيسى فأكثروا فيه وزادوا ونقصوا حتى
كفروا به وانه ستفشو عني أحاديث فما أتاكم من حديثي فاقرؤا كتاب الله فاعتبروه
فما وافق كتاب الله فأنا قلته وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله. رواه الطبراني في الكبير
وفيه أبو حاضر عبد الملك بن عبد ربه وهو منكر الحديث. وعن أنس بن مالك عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ القرآن يقوم به آناء الليل والنهار يحل حلاله ويحرم حرامه حرم
الله لحمه ودمه على النار وجعله رفيق السفرة الكرام البررة حتى إذا كان يوم القيامة كان القرآن
حجة له. رواه الطبراني في الصغير وفيه خليد بن دعلج ضعفه أحمد ويحيى والنسائي وقال
أبو حاتم صالح ليس بالمتين وقال ابن عدي عامة حديثه تابعه عليه غيره. وعن معاذ بن
جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معاذ إن المؤمن قيده القرآن عن كثير
من هوى نفسه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن الحصين وهو متروك.
170

وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أفضل الحديث كتاب الله والهدى
هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ومن ترك مالا فلأهله ومن ترك
دنيا أو ضياعا فعلى. رواه الطبراني في الأوسط وعزا الشيخ جمال الدين
المزي بعض هذا إلى النسائي والظاهر أنه في الكبرى، وفيه محمد بن جعفر بن محمد بن
علي الهاشمي ذكره ابن عدي. وعن عبد الله بن مسعود قال إن هذا القرآن شافع
مشفع من اتبعه قاده إلى الجنة ومن تركه أو أعرض عنه أو كلمة نحوها زخ في قفاه إلى
النار. رواه البزار هكذا موقوفا على ابن مسعود وروى باسناده عن جابر أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال بنحوه ورجال حديث جابر المرفوع ثقات ورجال أثر ابن
مسعود فيه المعلى الكندي وقد وثقه ابن حبان. وعن عبد الله بن عمرو قال كان
قوم على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنازعون في القرآن فخرج عليهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوما متغيرا وجهه فقال يا قوم بهذا أهلكت الأمم وان القرآن يصدق بعضه
بعضا فلا تكذبوا بعضه ببعض رواه الطبراني في الكبير وفيه صالح بن أبي
الأخضر وهو ممن يكتب حديثه على ضعفه.
(باب ثان منه في اتباع الكتاب والسنة ومعرفة الحلال من الحرام)
عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما
حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته فان الله لم يكن لينسى
شيئا ثم تلا (وما كان ربك نسيا) رواه البزار والطبراني في الكبير وإسناده
حسن ورجاله موثقون. وعن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن الله افترض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وسكت عن كثير
من غير نسيان فلا تكلفوها رحمة لكم فاقبلوها. رواه الطبراني في الأوسط والصغير
وفيه أصرم بن حوشب وهو متروك ونسب إلى الوضع. وعن أبي ثعلبة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها
وحد حدودا فلا تعتدوها وغفل عن أشياء من غير نسيان فلا تبحثوا عنها. رواه
الطبراني في الكبير وهو هكذا في هذه الرواية وكأن بعض الرواة ظن أن هذا معنى
وسكت فرواها كذلك والله أعلم ورجاله رجال الصحيح. وعن عائشة قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمسكوا عني شيئا فاني لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه ولا أحرم
171

إلا ما حرم الله في كتابه. رواه الطبراني في الأوسط وقال لم يروه عن يحيى بن سعيد
إلا علي بن عاصم تفرد به صالح بن الحسن بن محمد الزعفراني، قلت ولم أر من ترجمهما (1).
وعن ابن عباس قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه إلا أن الله
قد فرض فرائض وسن سننا وحد حدودا وأحل حلالا وحرم حراما وشرع الدين فجعله سهلا
سمحا واسعا ولم يجعله ضيقا ألا إنه لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ومن
نكث ذمة الله طلبه ومن نكث ذمتي خاصمته ومن خاصمته فلجت (2) عليه ومن
نكث ذمتي لم ينل شفاعتي ولم يرد على الحوض ألا إن الله لم يرخص في القتل الا
ثلاثة مرتد بعد إيمان أو زان بعد إحصان أو قاتل نفس فيقتل بقتله ألا هل بلغت.
رواه الطبراني في الكبير وفيه حسين بن قيس الملقب بحنش وهو متروك الحديث.
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السنة سنتان سنة في فريضة
وسنة في غير فريضة السنة التي في الفريضة أصلها في كتاب الله أخذها هدى وتركها
ضلالة والسنة التي ليس أصلها في كتاب الله الاخذ بها فضيلة وتركها ليس بخطيئة.
رواه الطبراني في الأوسط وقال لم يروه عن أبي سلمة إلا عيسى بن واقد تفرد به عبد الله
ابن الرومي ولم أر من ترجمه (3) وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المتمسك بسنتي
عند فساد أمتي له أجر شهيد. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن صالح العدوي
ولم أر من ترجمه وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عمر قال العلم ثلاثة كتاب ناطق وسنة
ماضية ولا أدري. رواه الطبراني في الأوسط وفيه حصين غير منسوب. رواه عن
مالك بن أنس وروى عنه إبراهيم بن المنذر ولم أر من ترجمه. وعن حذيفة بن اليمان
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيأتي عليكم زمان لا يكون فيه شئ
أعز من ثلاث درهم حلال أو أخ يستأنس به أو سنة يعمل بها. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه روح بن صالح ضعفه ابن عدي وقال الحاكم ثقة مأمون
وذكره ابن حبان في الثقات وبقية رجله موثقون. وعن عمران بن حصين قال نزل

(1) فائدة: علي بن عاصم هو الواسطي ضعفه ابن معين وغيره. هامش الأصل.
(2) الفلج: الظفر والفوز وقد فلج الرجل على خصمه يفلج فلجا، والفالج الغالب.
(3) فائدة: عبد الله هو ابن محمد ويقال ابن عمر اليمامي يعرف بابن الرومي
وثقه أبو حاتم وغيره - كما في هامش الأصل.
172

القرآن وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم السنن ثم قال اتبعونا فوالله إن لم تفعلوا تضلوا. رواه
أحمد وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. وعن ابن مسعود قال اقتصاد في سنة
خير من اجتهاد في بدعة. رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن بشير الكندي
قال يحيى ليس بثقة.
(باب ليس لأحد قول مع رسول الله صلى الله عليه وسلم)
عن عمر بن الخطاب وذكر قصة قال فيها انطلقت أنا فانتسخت كتابا من أهل
الكتاب ثم جئت به في أديم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا الذي في يدك يا عمر قال
قلت يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد به علما إلى علمنا فغضب رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه ثم نودي بالصلاة جامعة فقالت الأنصار أغضب نبيكم
صلى الله عليه وسلم السلاح السلاح فجاءوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا أيها الناس إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتمه واختصر لي اختصارا ولقد أتيتكم
بها بيضاء نقية فلا تتهوكوا ولا يغرنكم المتهوكون (1) قال عمر فقمت فقلت رضيت بالله
ربا وبالإسلام دينا وبك رسولا ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أبو يعلى
وفيه عبد الرحمن بن إسحاق ضعفه أحمد وجماعة ويأتي الحديث بقصته وتمامه في باب
الاقتداء بالسلف. وعن عبد الله بن ثابت قال جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني مررت بأخ لي من بني قريظة فكتب لي جوامع من
التوراة ألا أعرضها عليك قال فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الله يعني
ابن ثابت فقلت ألا ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
فقال عمر رضينا بالله ربا وبالإسلام
دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا قال فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم أنتم حظي
من الأمم وأنا حظكم من النبيين. رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا
أن فيه جابر الجعفي وهو ضعيف. وعن عبد الله بن ثابت الأنصاري أن عمر نسخ
صحيفة من التوراة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ. رواه البزار
ورجاله رجال الصحيح إلا جابر الجعفي وهو ضعيف أتهم بالكذب. وعن جابر بن

(1) المتهوكون: المتحيرون والتهوك أيضا مثل التهور وهو الوقوع في الشئ بقلة
مبالاة. قاله الجوهري كما في هامش الأصل.
173

عبد الله أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل
الكتاب فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم فغضب وقال أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب والذي
نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شئ فيخبروكم بحق فتكذبوا به
أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى كان فيكم حيا ما وسعه إلا أن يتبعني.
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه مجالد بن سعيد ضعفه أحمد ويحيى بن سعيد وغيرهما
وعن جابر أيضا قال نسخ عمر كتابا من التوراة بالعربية فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل
يقرأ ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير فقال رجل من الأنصار ويحك يا ابن
الخطاب ألا ترى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا وانكم اما أن تكذبوا
بحق أو تصدقوا بباطل والله لو كان موسى بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني. رواه البزار
وعند أحمد بعضه وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف اتهم بالكذب. وعن أبي الدرداء
قال جاء عمر بجوامع من التوراة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
جوامع من التوراة أخذتها من أخ لي من بني زريق فتغير وجه رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال عبد الله بن زيد الذي أرى الاذان أمسخ الله عقلك ألا ترى الذي
بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد
نبيا وبالقرآن إماما فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال والذي نفس محمد بيده لو كان موسى
بين أظهركم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ضلالا بعيدا أنتم حظي من الأمم وأنا
حظكم من النبيين. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو عامر القاسم بن محمد الأسدي (1)
ولم أر من ترجمه وبقية رجاله موثقون (2).
(باب اتباعه في كل شئ)
عن مجاهد قال كنا مع ابن عمر رحمه الله في سفر فمر بمكان فحاد عنه فسئل لم فعلت
قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هذا ففعلت. رواه أحمد والبزار ورجاله
موثقون. وعن أنس بن سيرين قال كنت مع ابن عمر رحمه الله بعرفات فلما كان حين
راح رحت معه حتى أتى الامام فصلى معه الأولى والعصر ثم وقف وانا وأصحاب لي
حتى أفاض الامام فأفضنا معه حتى انتهى إلى المضيق دون المأزمين فأناخ فأنخنا ونحن

(1) في الهندية " الأشعري ".
(2) هنا في هامش الأصل: بلغ بسماع المقابلة على مؤلفه بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر في السابع.
174

نحسب أنه يريد أن يصلي فقال غلامه الذي يمسك راحلته إنه ليس يريد الصلاة ولكنه
ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما انتهى إلى هذا المكان قضى حاجته فهو يحب أن
يقضي حاجته. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عمر أنه كان يأتي شجرة
بين مكة والمدينة فيقيل تحتها ويخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك. رواه البزار
ورجاله موثقون. وعن زيد بن أسلم قال رأيت ابن عمر محلول الأزرار وقال رأيت
النبي صلى الله عليه وسلم محلول الأزرار. رواه البزار أبو يعلى وفيه عمرو بن مالك
ذكره ابن حبان في الثقات قال يغرب ويخطئ
(باب في البر والاثم)
عن وابصة بن معبد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جئت إلى النبي صلى
الله عليه وسلم أسأله عن البر والاثم فقال جئت تسأل عن البر والاثم فقال والذي
بعثك بالحق ما جئت أسألك عن غيره فقال البر ما انشرح له صدرك وان أفتاك عنه
الناس. رواه أحمد والبزار وفيه أبو عبد الله السلمي وقال في البزار الأسدي عن وابصة
وعنه معاوية بن صالح ولم أجد من ترجمه. وعن أيوب بن عبد الله بن مكرز ولم يسمعه
منه قال حدثني جلساؤه وقد رأيته يعني وابصة بن معبد الأسدي قال عفان حدثناه
غير مرة ولم يقل حدثني جلساؤه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أريد أن لا أدع شيئا من
البر والاثم إلا سألته عنه وحوله عصابة من المسلمين يستفتونه فجعلت أتخطاهم فقالوا
إليك يا وابصة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت دعوني فأدنو منه فإنه أحب الناس إلي
أن أدنو منه فقال دعوا وابصة أدن يا وابصة مرتين أو ثلاثا قال فدنوت منه حتى
قعدت بين يديه فقال أخبرك أم تسألني فقلت لا بل أخبرني فقال جئت تسألني عن البر
والاثم فقلت نعم فجعل أنامله الثلاث ينكث بهن في صدري ويقول يا وابصة استفت
نفسك واستفت نفسك ثلاث مرات البر ما اطمأنت إليه النفس والاثم ما حاك في
نفسك وتردد في صدرك وإن أفتاك الناس وأفتوك. رواه أحمد وأبو يعلى وفيه أيوب
ابن عبد الله بن مكرز قال ابن عدي لا يتابع على حديثه ووثقه ابن حبان. وعن أبي
ثعلبة الخشني قال قلت يا رسول الله أخبرني بما يحل لي وما يحرم علي قال فصعد النبي
صلى الله عليه وسلم وصوب في البصر فقال النبي صلى الله عليه وسلم البر ما سكنت إليه النفس واطمأن
إليه القلب والاثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون.
175

رواه أحمد والطبراني وفي الصحيح طرف من أوله ورجاله ثقات. وعن أبي أمامة
قال سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم ما الاثم قال إذا جاءك في نفسك شئ فدعه قال فما الايمان
قال إذا ساءتك سيئتك وسرتك حسنتك فأنت مؤمن. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال الاثم حواز القلوب، وفي رواية حواز
الصدور، وفي رواية ما كان من نظرة فللشيطان فيها مطمع والاثم حواز القلوب.
رواه الطبراني كله بأسانيد رجالها ثقات، قلت وقد ذكر ابن الأثير في النهاية فيها
ثلاث لغات حواز وحواز وحزاز.
(باب فيمن يستحل الحرام أو يحرم الحلال أو يترك السنة)
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب: الزائد
في كتاب الله عز وجل والمكذب بقدر الله عز وجل والمستحل حرمة الله والمستحل
من عترتي ما حرم الله والتارك السنة. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن
عبد الرحمن بن موهب قال يعقوب بن شيبة فيه ضعف وضعفه يحيى بن معين في رواية
ووثقه في أخرى وقال أبو حاتم صالح الحديث، ووثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن عمرو بن سغوي اليافعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة لعنتهم وكل
نبي مجاب: الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله والمستحل حرمة الله والمستحل
من عترتي ما حرم الله والتارك لسنتي والمستأمر بالفئ والمتجبر بسلطانه ليعز من أذل
الله ويذل من أعزه الله عز وجل. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وهو
ضعيف. وأبو معشر الحميري لم أر من ذكره. وعن عبد الله بن عمر أنه سمع النبي
صلى الله عليه وسلم يقول إن محرم الحلال كمحل الحرام. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال
الصحيح. وعن أم معبد مولاة قرظة بن كعب قالت إن المحرم ما أحل الله كالمستحل
ما حرم الله. رواه الطبراني في الكبير (1) وإسناده لم أر من ذكر أكثرهم. وعن
عبدة السوائي قال لغط قوم قرب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أصحابه يا رسول الله
لو بعثت إلى هؤلاء بعض من ينهاهم عن هذا فقال لو بعثت إليهم فنهيتهم أن يأتوا
الحجون لاتاه بعضهم وإن لم يكن له به حاجة. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

(1) في الأصل " الأوسط " وشطب عليها وكتب في الهامش " الكبير "، وأكثر
الهوامش المستدركة بخط الحافظ الثقة ابن حجر.
176

وعن أبي جحيفة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا ذات يوم وقدامه قوم يصنعون شيئا
يكرهه من كلامهم ولغطا فقيل يا رسول الله ألا تنهاهم فقال لو نهيتهم عن الحجون (1)
لأوشك أحدهم أن يأتيه وليست له حاجة. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن
عبد الله بن مسعود قال عسى رجل يقول إن الله أمر بكذا أو نهى عن كذا فيقول الله عز
وجل له كذبت أو يقول إن الله حرم كذا وأحل كذا فيقول الله له كذبت. رواه الطبراني
في الكبير وفيه من لم يسم. وعن ابن مسعود قال إن محرم الحلال كمستحل الحرام. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وله طريق يأتي في كتاب الصيد. وعن صهيب
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما آمن بالقرآن من استحل محارمه. رواه الطبراني
في الكبير وفيه محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي ضعفه البخاري وغيره وذكره ابن
حبان في الثقات، وأبوه يزيد ضعفه أبو داود وغيره وقال البخاري مقارب الحديث.
(باب فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم)
عن سمرة يعني ابن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رجل مرة إذا
جاءت الأحزاب حرم على أهل المدينة سقي النخل فقال إن أحرم عليكم احترقتم وإن تحريم
الأنبياء لا تطيقه الجبال. رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.
(باب في الاجماع)
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال اثنان خير من واحد وثلاثة خير من
اثنين وأربعة خير من ثلاثة فعليكم بالجماعة فان الله عز وجل لم يكن ليجمع أمتي إلا على
هدى. رواه أحمد وفيه البختري بن عبيد بن سلمان وهو ضعيف. وعن أبي بصرة
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سألت
ربي عز وجل أربعا فأعطاني ثلاثا ومنعني واحدة سألت الله عز وجل أن لا يجمع أمتي
على ضلالة فأعطانيها. رواه أحمد، ويأتي بتمامه في كتاب الفتن وفيه رجل لم يسم.
وعن عبد الله بن مسعود قال إن الله عز وجل نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد
صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالاته ثم نظر في قلوب
العباد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه صلى الله عليه وسلم
يقاتلون عن دينه فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رآه المسلمون سيئا

(1) جبل بمكة.
177

فهو عند الله سئ. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن
ابن عباس قال قلت يا رسول الله أرأيت ان عرض لنا أمر لم ينزل فيه قرآن ولم تمض
فيه سنة منك قال تجعلونه شورى بين العابدين من المؤمنين ولا تقضونه برأي خاصة -
فذكر الحديث وهو بتمامه في باب القياس - رواه الطبراني في الكبير وفيه
عبد الله بن كيسان قال البخاري منكر الحديث. وعن علي قال قلت يا رسول
الله إن نزل بنا أمر ليس فيه بيان أمر ولا نهي فما تأمرني قال شاوروا فيه
الفقهاء والعابدين ولا تمضوا فيه رأي خاصة. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله
موثقون من أهل الصحيح. (باب الاجتهاد)
عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للقرشي مثلي قوة
الرجل من غير قريش. فقلت للزهري ما عنى بذلك قال نبل (1) الرأي. رواه
أحمد (2) ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم لما أراد أن يسرح معاذ إلى اليمن فاستشار ناسا من أصحابه فيهم أبو بكر
وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وأسيد بن حضير فاستشارهم فقال أبو بكر لولا
أنك استشرتنا ما تكلمنا فقال إني فيما لم يوح إلي كأحدكم قال فتكلم القوم فتكلم كل
إنسان برأيه فقال ما ترى يا معاذ فقلت أرى ما قال أبو بكر فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إن الله يكره فوق سمائه أن يخطئ أبو بكر. رواه الطبراني في الكبير وفيه
أبو العطوف لم أر من ترجمه يروي عن الوضين (3) بن عطاء وبقية رجاله موثقون.
وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف في النخل بالمدينة
فجعل الناس يقولون فيها وسق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها كذا وكذا
فقال صدق الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أنا بشر مثلكم
فما حدثتكم عن الله فهو حق وما قلت فيه من قبل نفسي فإنما أنا بشر أصيب وأخطئ.
رواه البزار وإسناده حسن إلا أن إسماعيل بن عبد الله الأصبهاني شيخ البزار لم أر

(1) النابل الحاذق بالامر والنبل النبالة والفضل وقد نبل بالضم فهو نبيل. هامش الأصل
(2) في هامش الأصل: هنا في الأصل بياض بين " أحمد " وبين " ورجال ".
(3) بالضاد المعجمة، قال أحمد ما به بأس وقال أبو حاتم يعرف وينكر. هامش الأصل.
178

من ترجمه (1) وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أخبرتكم أنه من عند الله فهو
الذي لا شك فيه. رواه البزار وفيه أحمد بن منصور الرمادي وهو ثقة وفيه كلام
لا يضر وبقية رجاله رجال الصحيح وعبد الله بن صالح مختلف فيه (2). وعن جابر
ابن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون النخل فقال ما أرى هذا يغني شيئا فتركوها
ذلك العام فشيصت (3) فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنتم أعلم بما يصلحكم في دنياكم.
رواه البزار والطبراني في الأوسط بمعناه وفيه مجالد بن سعيد وقد اختلط. وعن ابن
عباس رفعه قال ليس أحد لا يؤخذ من قوله ويدع غير النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
(باب في القياس والتقليد)
عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة
أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحلون الحرام ويحرمون الحلال -
قلت عند ابن ماجة طرف من أوله - رواه الطبراني في الكبير والبزار ورجاله رجال
الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعمل هذه الأمة برهة بكتاب
الله ثم تعمل برهة بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تعمل برهة بالرأي فإذا عملوا
فقد ضلوا وأضلوا. رواه أبو يعلى وفيه عثمان بن عبد الرحمن الزهري متفق على ضعفه
وعن عمر بن الخطاب أنه قال اتهموا الرأي على الدين فلقد رأيتني أراد أمر رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما آلوا على الحق وذاك يوم أبى جندل والكتاب بين يدي رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأهل مكة فقال اكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم فقالوا أترانا إذا
صدقناك بما تقول ولكن اكتب باسمك اللهم قال فرضى رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأبيت عليهم حتى قال لي يا عمر تراني قد رضيت وتأبى قال فرضيت. رواه أبو
يعلى ورجاله موثقون وإن كان فيهم مبارك بن فضالة. وعن ابن عباس قال لما أقبل
رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة خيبر أنزل عليه (إذا جاء نصر الله والفتح)
إلى آخر القصة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي بن أبي طالب يا فاطمة بنت
محمد جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبحان ربي

(1) فائدة: إسماعيل هو ميمون الحافظ الشهير وثقه أبو نعيم وغيره.
(2) فائدة: وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث ضعفه أحمد وجماعة ووثقه عبد الله بن شعيب بن الليث وغيره. هامش
(3) الشيص: التمر الذي لا يشتد نواه ويقوى، وقد لا يكون له نوى.
179

وبحمده واستغفره انه كان توابا ويا علي أنه يكون بعدي في المؤمنين الجهاد قال على
ما نجاهد المؤمنين الذين يقولون آمنا بالله قال على الاحداث في الدين إذا ما عملوا في الرأي
ولا رأي في الدين إنما الدين من الرب أمره ونهيه قال علي يا رسول الله أرأيت أن
عرض لنا أمر لم ينزل فيه قرآن ولم تمض فيه سنة منك قال تجعلونه شورى بين
العابدين من المؤمنين ولا تقضونه برأي خاصة فلو كنت مستخلف أحدا لم يكن أحق
منك لقدمك في الاسلام وقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندك سيدة
نساء المؤمنين وقبل ذلك ما كان من بلاء أبي طالب إياي ونزل القرآن وأنا حريص
على أن أدعي له في ولده. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن كيسان قال
البخاري منكر الحديث. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلا حتى بدا فيهم أبناء سبايا الأمم فأفتوا بالرأي فضلوا
وأضلوا. رواه البزار وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه جماعة وقال
ابن القطان هذا إسناد حسن. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
يوشك أن تروا شياطين الانس يسمع أحدهم الحديث فيقيسه على غيره فيضل
الناس عن استماعه من صاحبه الذي يحدث به. رواه الطبراني في الكبير وفيه
عبد الغفور أبو الصباح وقد أجمعوا على ضعفه. وعن الشعبي قال قال ابن مسعود
إياكم وأرأيت وأرأيت فإنما هلك من كان قبلكم بأرأيت وأرأيت ولا تقيسوا شيئا
بشئ فتزل قدم بعد ثبوتها فإذا سئل أحدكم عما لا يعلم فليقل الله أعلم فإنه ثلث العلم.
رواه الطبراني والشعبي لم يسمع من ابن مسعود وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف.
وعن ابن مسعود قال لا أقيس شيئا بشئ فتزل قدم بعد ثبوتها. رواه الطبراني
في الكبير وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف. وعن ابن مسعود قال ما من عام إلا الذي
بعده شر منه ولا عام خير من عام ولا أمة خير من أمة ولكن ذهاب علمائكم وخياركم
ويحدث قوم يقيسون الأمور برأيهم فينهدم الاسلام وينثلم. رواه الطبراني في الكبير
وفيه مجالد بن سعيد وقد اختلط. وعن عبد الله بن مسعود قال لا يقلدن أحدكم دينه
رجلا فان آمن آمن وإن كفر كفر وإن كنتم لابد مقتدين فاقتدوا بالميت فان الحي
لا يؤمن عليه الفتنة. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وقال ابن
مسعود لا يكونن أحدكم أمعة قالوا وما الإمعة يا أبا عبد الرحمن قال تقول إنما أنا مع
180

الناس إن اهتدوا اهتديت وإن ضلوا ضللت ألا ليوطنن أحدكم نفسه الا ان كفر
الناس أن لا يكفر. رواه الطبراني في الكبير وفيه المسعودي وقد اختلط وبقية رجاله ثقات.
(باب)
عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل
نبيا أو قتله نبي أو رجل يضل الناس بغير علم أو مصور يصور التماثيل. رواه
الطبراني في الكبير وفي الصحيح منه قصة المصور وفيه الحارث الأعور وهو ضعيف.
(باب الاقتداء بالسلف)
عن عبد الله بن مسعود قال اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم. رواه الطبراني في
الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن عمرو بن سلمة قال كنا قعودا على باب ابن مسعود
بين المغرب والعشاء فأتى أبو موسى فقال أخرج إلينا أبو عبد الرحمن فخرج ابن مسعود
فقال أبو موسى ما جاء بك هذه الساعة قال لا والله إلا أني رأيت أمرا ذعرني وانه
لخير ولقد ذعرني وانه لخير قوم جلوس في المسجد ورجل يقول سبحوا كذا وكذا
احمدوا كذا وكذا قال فانطلق عبد الله وانطلقنا معه حتى أتاهم فقال ما أسرع ما ضللتم
وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحياء وأزواجه شواب وثيابه وآنيته لم تغير
احصوا سيأتكم فأنا أضمن عل الله أن يحصي حسناتكم. رواه الطبراني في الكبير وفيه
مجالد بن سعيد وثقه النسائي وضعفه البخاري وأحمد بن حنبل ويحيى. وعن أبي البختري
قال بلغ عبد الله بن مسعود ان قوما يقعدون بين المغرب والعشاء يقولون قولوا
كذا قولوا كذا قال عبد الله ان فعلوا فآذنوني فلما جلسوا أتوه فانطلق معهم فجلس
وعليه برنس فأخذوا في تسبيحهم فحسر عبد الله عن رأسه البرنس وقال أنا عبد الله
ابن مسعود فسكت القوم فقال لقد جئتم بدعة ظلما وإلا فضللنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
فقال عمرو بن عتبة بن فرقد استغفر الله يا ابن مسعود وأتوب إليه فأمرهم أن
يتفرقوا قال ورأي ابن مسعود حلقتين في مسجد الكوفة فقام بينهما فقال أيتكما كانت
قبل صاحبتها قالت إحداهما نحن فقال للأخرى قوموا إليها فجعلهم واحدة. رواه
الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط وفي بعض طرق
الطبراني الصحيحة المختصرة فجاء عبد الله بن مسعود متقنعا فقال من عرفني فقد عرفني
ومن لم يعرفني فانا عبد الله بن مسعود انكم لأهدى من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه أو انكم
181

لتعلقون بذنب ضلالة (1). وفي رواية لعطاء بن السائب فقال ابن مسعود لئن اتبعتم
القوم لقد سبقوكم سبقا بعيدا مبينا ولئن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا.
وعن مصعب بن سعد قال كان أبي إذا صلى في المسجد تجوز وأتم الركوع والسجود
وإذا صلى في البيت أطال الركوع والسجود والصلاة قلت يا أبتاه إذا صليت في
المسجد جوزت وإذا صليت في البيت أطلت قال يا بني إنا أئمة يقتدى بنا. رواه الطبراني في
الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن خالد بن عرفطة قال كنت جالسا عند عمر
إذ أتى برجل من عبد القيس مسكنه بالسوس فقال له عمر أنت فلان ابن فلان
العبدي قال نعم فضربه بعصا معه فقال الرجل ما لي يا أمير المؤمنين فقال له
عمر اجلس فجلس فقرأ عليه (بسم الله الرحمن الرحيم الر تلك آيات الكتاب المبين
إنا أنزلناه قرآنا قريبا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا
إليك هذا القرآن وان كنت من قبله لمن الغافلين) فقرأها عليه ثلاثا وضربه ثلاثا
فقال الرجل ما لي يا أمير المؤمنين فقال أنت الذي نسخت كتب دانيال قال مرني
بأمرك أتبعه قال انطلق فامحه بالحميم والصوف الأبيض ثم لا تقرأه أنت ولا تقرئه
أحدا من الناس فلئن بلغني عنك أنك قرأته أو أقرأته أحدا من الناس
لأنهكنك عقوبة ثم قال له اجلس فجلس بين يديه قال انطلقت أنا فانتسخت كتابا
من أهل الكتاب ثم جئت به في أديم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا
الذي في يدك يا عمر فقلت يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد علما إلى علمنا فغضب
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه ثم نودي بالصلاة جامعة فقالت
الأنصار أغضب نبيكم صلى الله عليه وسلم السلاح السلاح فجاؤوا حتى أحدقوا بمنبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتمه واختصر
لي اختصارا ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تتهوكوا ولا يغرنكم المتهوكون قال عمر
فقمت فقلت رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبك رسولا ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه أبو يعلى وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي ضعفه أحمد وجماعة.
(باب التثبت والامساك عن بعض الحديث وبعض الفتيا)
عن حذيفة قال والله لو شئت لحدثتكم ألف كله تبغضوني عليها وتجانبوني وتكذبوني.

(1) فائدة: ابن البختري لم يسمع من ابن مسعود فالحديث منقطع - هامش.
182

رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن عبد الله بن مسعود قال إن الذي
يفتي الناس في كل ما يستفتونه فيه مجنون. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
(باب فيمن لم يطلب العلم)
عن معاوية بن أبي سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل لا يغلب ولا
يخلب ولا ينبأ بما لا يعلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ومن لم يفقهه لم يبل به.
قلت رواه أبو يعلى - وفي الصحيح منه من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين - وفيه الوليد
ابن محمد الموقري وهو ضعيف.
(باب فيمن لا يتبع أهل العلم)
عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا يدركني زمان أو
لا تدركوا زمانا لا يتبع فيه العليم ولا يستحيا فيه من الحليم قلوبهم قلوب الأعاجم
وألسنتهم ألسنة العرب. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف.
(باب علو السفيه على العليم)
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم ان كلبة كانت في بني إسرائيل مجحا (1)
فضاف أهلها ضيف فقالت لا أنبح ضيف الليلة فعوى جروها في بطنها فأوحى إلى
رجل منهم ان مثل هذه الكلبة مثل أمة يأتون من بعدكم يستعلي سفهاؤها على علمائها.
رواه الطبراني في الأوسط وروى أحمد نحوه إلا أن في حديث أحمد يقهر سفهاؤها
حلماءها - ويأتي في الفتن - وفيه شعيب بن صفوان وثقه ابن حبان وضعفه يحيى وعطاء
ابن السائب وقد اختلط.
(باب فيمن لم يكن فيهم من يهاب في الله عز وجل)
عن عبد الله بن بسر قال لقد سمعت حديثا منذ زمان إذا كنت في قوم عشرين
رجلا أو أقل أو أكثر فتصفحت وجوههم فلم تر فيهم رجلا يهاب في الله عز وجل فاعلم
أن الامر قد رق. رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه وإسناده حسن ورجاله موثقون
وأزهر بن عبد الله قال فيه البخاري انه أزهر بن سعيد قال فيه الذهبي تابعي حسن الحديث.
(باب فيمن طلب العلم لغير الله)
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم العلم ليباهي به العلماء

(1) أجحت المرأة حملت، والمجح الحامل التي دنا ولادها. وفي الهندية تصحيف.
183

أو يماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار. رواه الطبراني
في الأوسط والبزار وفيه سليمان بن زياد الواسطي قال الطبراني والبزار تفرد به
سليمان زاد الطبراني ولم يتابع عليه وقال صاحب الميزان لا ندري من ذا. وعن أم
سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء فهو في
النار. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الخالق بن زيد وهو ضعيف. وعن معاذ
ابن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به
السفهاء في المجالس لم يرح رائحة الجنة. رواه الطبراني في الكبير وفيه عمرو بن واقد
وهو ضعيف نسب إلى الكذب. وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين قال
بلغني أن لقمان الحكيم كان يقول يا بني لا تعلم العلم لتباهي به العلماء وتماري به السفهاء
وترائي به في المجالس. رواه أحمد وهو منقطع الاسناد كما ترى.
(باب في علم لا ينفع)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مثل علم لا ينفع كمثل
كنز لا ينفق في سبيل الله. رواه أحمد والبزار ورجاله موثقون.
(باب فيمن لم ينتفع بعلمه)
عن أبي برزة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذي يعلم الناس الخير
وينسى نفسه مثل الفتيلة تضئ للناس وتحرق نفسها. رواه الطبراني في الكبير وفيه
محمد بن جابر السحيمي وهو ضعيف لسوء حفظه واختلاطه. وعن عبد الله بن عمرو
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رب حامل فقه غير فقيه ومن لم ينفعه علمه
ضره جهله اقرأ القرآن ما نهاك فإن لم ينهك فلست تقرأه. رواه الطبراني في الكبير
وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف وقد وثق. وعن أبي تميمة عن جندب بن
عبد الله الأزدي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال انطلقت أنا وهو إلى البصرة
حتى أتينا مكانا يقال له بيت المسكين وهو من البصرة على مثل النوبة فقال هل
كنت تدارس أحدا القرآن قلت نعم قال فإذا أتينا البصرة فأتني بهم فأتيته بصالح
ابن مسرح وبأبي بلال وبجده ونافع بن الأزرق وهم في نفسي يومئذ من أفاضل
أهل البصرة فأنشأ يحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جندب قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج
184

يضئ للناس ويحرق نفسه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحولن بين أحدكم
وبين الجنة وهو ينظر إلى أبوابها ملء كف من دم أهراقه ظلما قال فتكلم القوم
فذكروا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو ساكت يسمع منهم ثم قال لم أر
كاليوم قط قوم أحق بالنجاة ان كانوا صادقين. رواه الطبراني في الكبير وله طريق
تأتي في قتال أهل البغي ورجاله موثقون. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لا ينفعه علمه. رواه الطبراني في الصغير
وفيه عثمان البري قال الفلاس صدوق لكنه كثير الغلط صاحب بدعة ضعفه أحمد
والنسائي والدار قطني. وعن عمار بن ياسر قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حي من
قيس أعلمهم شرائع الاسلام فإذا قوم كأنهم الإبل الوحشية طامحة أبصارهم ليس لهم
هم إلا شاة أو بعير فانصرفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عمار ما عملت
فقصصت عليه قصة القوم وأخبرته بما فيهم من السهوة قال يا عمار ألا أخيرك بأعجب
منهم قوم علموا ما جهل أولئك ثم سهوا كسهوهم. رواه البزار والطبراني في الكبير
وفيه عباد بن أحمد العزرمي قال الدارقطني متروك (1) وعن معاذ بن جبل قال
تعرضت أو قال تصايت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت فقلت
يا رسول الله أي الناس شر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم غفره اسأل عن الخير ولا تسأل
عن الشر شرار الناس شرار العلماء في الناس. رواه البزار وفيه الخليل بن مرة قال
البخاري منكر الحديث ورد ابن عدي قول البخاري وقال أبو زرعة شيخ صالح.
وعن الوليد بن عقبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أناسا من أهل الجنة
ينطلقون إلى أناس من أهل النار فيقولون لم دخلتم النار. فوالله ما دخلنا الجنة
إلا بما تعلمنا منكم فيقولون إنا كنا نقول ولا نفعل. رواه الطبراني في الكبير وفيه
أبو بكر عبد الله بن حكيم الداهري وهو ضعيف جدا.
(باب كراهية الدعوى)
عن العباس بن عبد المطلب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يظهر الدين
حتى يجاوز التحار وتخاض البحار في سبيل الله ثم يأتي من بعدكم أقوام يقرؤون
القرآن يقولون قد قرأنا القرآن من أقرأ منا ومن أفقه منا ومن أعلم منا ثم التفت إلى

(1) فائدة: لم يصل إلى عباد إلا على لسان كذاب وهو جابر الجعفي - كما في هامش الأصل.
185

أصحابه فقال هل في أولئك من خير قالوا لا قال أولئك منكم من هذه الأمة وأولئك هم
وقود النار. رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الكبير وفيه موسى بن عبيدة الربذي
وهو ضعيف. وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يظهر
الاسلام حتى يختلف التجار في البحر وحتى تخوض الخيل في سبيل الله ثم يظهر قوم
يقرؤون القرآن يقولون من أقرأ منا من أعلم منا من أفقه منا ثم قال لأصحابه هل في
أولئك من خير قالوا الله ورسوله أعلم قال أولئك منكم من هذه الأمة وأولئك هم
وقود النار. رواه الطبراني في الأوسط والبزار ورجال البزار موثقون. وعن أم
الفضل وعبد الله بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام ليلة بمكة من
الليل فقال اللهم هل بلغت ثلاث مرات فقام عمر بن الخطاب وكان أواها فقال اللهم
نعم وحرضت وجهدت ونصحت فقال ليظهرن الايمان حتى يرد الكفر إلى مواطنه
ولتخاضن البحار بالاسلام وليأتين على الناس زمان يتعلمون فيه القرآن يتعلمونه
ويقرؤونه ويقولون قد قرأنا وعلمنا فمن ذا الذي هو خير منا فهل في أولئك من خير قالوا
يا رسول الله ومن أولئك قال أولئك منكم وأولئك وقود النار. رواه الطبراني في
الكبير ورجاله ثقات إلا أن هند بنت الحارث الخثعمية التابعية لم أر من وثقها
ولا جرحها. وعن مجاهد عن ابن عمر لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من قال إني عالم فهو جاهل. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو
ضعيف. وعن يحيى بن أبي كثير قال من قال إني عالم فهو جاهل ومن قال إني جاهل
فهو جاهل ومن قال إني في الجنة فهو في النار ومن قال إني في النار فهو في النار.
رواه الطبراني في الصغير وفيه محمد بن أبي عطاء الثقفي ضعفه أحمد وقال هو منكر
الحديث وذكره ابن حبان في الثقات ومع ذلك فهو من قول يحيى موقوفا عليه.
(باب ما يخاف على الأمة من زلة العالم وجدال المنافق وغير ذلك)
عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أخاف عليكم ثلاثا وهن كائنات زلة
عالم وجدال منافق بالقرآن ودنيا تفتح عليكم. رواه الطبراني في الثلاثة وفيه عبد الحكيم
ابن منصور وهو متروك الحديث. وعن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم وثلاثة
زلة عالم وجدال منافق بالقرآن ودنيا تقطع أعناقكم فأما زلة عالم فان اهتدى فلا تقلدوه
دينكم وان يزل فلا تقطعوا عنه آمالكم وأما جدال منافق بالقرآن فان للقرآن منارا كمنار
186

الطريق فما عرفتم فخذوه وما أنكرتم فردوه إلى عالمه وأما دنيا تقطع أعناقكم فمن جعل الله
في قلبه غنى فهو غني. رواه الطبراني في الأوسط وعمرو بن مرة لم يسمع من معاذ
وعبد الله بن صالح كاتب الليث وثقه عبد الملك بن شعيب بن الليث ويحيى في رواية
عنه وضعفه أحمد وجماعة. وعن عمرو بن عوف قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إني أخاف على أمتي من ثلاث من زلة عالم ومن هوى متبع ومن حكم جائر. رواه
البزار وفيه كثير بن عبد الله بن عوف وهو متروك وقد حسن له الترمذي. وعن
علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لا أتخوف على أمتي مؤمنا ولا مشركا
فأما المؤمن فيحجزه إيمانه وأما المشرك فيقمعه كفره ولكن أتخوف عليكم منافقا عالم
اللسان يقول ما تعرفون ويعمل ما تنكرون. رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه
الحارث الأعور وهو ضعيف جدا. وعن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ان أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان. رواه الطبراني
في الكبير والبزار ورجاله رجال الصحيح. وعن عمر بن الخطاب قال حذرنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم كل منافق عليم اللسان. رواه البزار وأحمد وأبو يعلى ورجاله
موثقون. وعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني أخاف على أمتي اثنتين
القرآن واللبن أما اللبن فيتبعون الريف ويتبعون الشهوات ويتركون الصلاة وأما
القرآن فيتعلمه المنافقون فيجادلون به الذين آمنوا. رواه أحمد والطبراني في الكبير
وفيه دراج أبو السمح وهو ثقة مختلف الاحتجاج به: وعن عمر بن الخطاب قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ما أتخوف على أمتي من بعدي رجل يتأول القرآن يضعه
على غير مواضعه ورجل يدري أنه أحق بهذا الامر من غيره. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه إسماعيل بن قيس الأنصاري وهو متروك الحديث. وعن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيأتي على أمتي زمان يكثر القراء ويقل الفقهاء. ويقبض
العلم ويكثر الهرج وقالوا وما الهرج قال القتل بينكم ثم يأتي بعد ذلك زمان يقرأ
القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم ثم يأتي زمان يجادل المنافق والمشرك المؤمن - قلت في
الصحيح بعضه - رواه الطبراني. في الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف.
(باب)
عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أتخوف عليكم رجلا قرأ القرآن
187

حتى إذا رؤي عليه بهجته وكان ردئ الاسلام اعتزل إلى ما شاء الله وخرج على جاره
بسيفه ورماه بالشرك. رواه البزار واسناده حسن.
(باب في البدع والأهواء)
عن أبي برزة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم
وفروجكم ومضلات الهوى. رواه أحمد والبزار والطبراني في الثلاثة ورجاله رجال
الصحيح لان أبا الحكم البناني الراوي عن أبي برزة بينه الطبراني فقال عن أبي الحكم
هو الحرث بن الحكم وقد روى له البخاري وأصحاب السنن. وعن غضيف بن الحارث
اليماني قال بعث إلي عبد الملك بن مروان فقال يا أبا سليمان إنا قد جمعنا الناس على
أمرين فقال وما هما قال رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة والقصص بعد الصبح والعصر
فقال أما إنهما مثل بدعتكم عندي ولست بمجيبكم إلى شئ منهما قال لم قال لان النبي
صلى الله عليه وسلم قال ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة فتمسك بسنة خير من احداث
بدعة. رواه أحمد والبزار وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم وهو منكر الحديث.
وعن غضيف بن الحارث الثمالي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من أمة ابتدعت بعد نبيها في دينها
بدعة إلا أضاعت مثلها من السنة. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو بكر بن أبي
مريم وهو منكر الحديث. وعن ابن عباس قال ما أتى على الناس عام. إلا أحدثوا
فيه بدعة وأماتوا فيه سنة حتى تحيا البدع وتموت السنن. رواه الطبراني في الكبير
ورجاله موثقون. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تحت ظل السماء من
إله يعبد من دون الله أعظم عند الله من هوى متبع. رواه الطبراني في الكبير وفيه
الحسن بن دينار وهو متروك الحديث. وعن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لعائشة يا عائشة إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا هم أصحاب البدع وأصحاب
الأهواء ليس لهم توبة أنا منهم برئ وهم مني برآء. رواه الطبراني في الصغير وفيه بقية
ومجالد بن سعيد وكلاهما ضعيف. وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من مشى إلى صاحب بدعة ليوقره فقد أعان على هدم الاسلام. رواه
الطبراني في الكبير وفيه بقية وهو ضعيف. وعن الحكم بن عمير الثمالي قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الامر المفظع والحمل المضلع والشر الذي لا ينقطع اظهار البدع
رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية بن الوليد وهو ضعيف.
188

(باب منه)
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة
كلهن في النار إلا واحدة قالوا وما تلك الفرقة قال ما أنا عليه اليوم وأصحابي. رواه الطبراني في
الصغير وفيه عبد الله بن سفيان قال العقيلي لا يتابع على حديثه هذا وقد ذكره ابن حبان في الثقات.
(باب في القصص)
عن خباب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا. رواه الطبراني
في الكبير ورجاله موثقون واختلف في الأجلح الكندي والأكثر على توثيقه. وعن
الحارث بن معاوية أنه ركب إلى عمر بن الخطاب يسأله عن ثلاث خلال قال فقدم
المدينة فسأله عمر ما أقدمك قال لأسألك عن ثلاث خلال قال وما هي قال ربما
كنت أنا والمرأة في بناء ضيق فتحضر الصلاة فان صليت أنا وهي كانت بحذائي فان
صلت خلفي خرجت من البناء قال تستر بينك وبينها بثوب ثم تصلي بحذائك ان
شئت وعن الركعتين بعد العصر قال نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما قال وعن القصص
قال ما شئت كأنه كره أن يمنعه قال إنما أردت أن أنتهي إلى قولك قال أخشى عليك
أن تقص فترتفع في نفسك ثم تقص فترتفع في نفسك حتى يخيل إليك أنك فوقهم
بمنزلة الثريا فيضعك الله تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك. رواه أحمد والحارث
ابن معاوية الكندي وثقه ابن حبان وروى عنه غير واحد وبقية رجاله من رجال
الصحيح. وعن أبي صالح سعيد بن عبد الرحمن بن عنز التجيبي أنه كان يقص على الناس
وهو قائم فقال له صلة بن الحارث الغفاري وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
والله ما تركنا عهد نبينا ولا قطعنا أرحامنا حتى قمت أنت وأصحابك بين أظهرنا. رواه
الطبراني في الكبير وإسناده حسن. وعن عمرو بن زرارة قال وقف على عبد الله يعني
ابن مسعود وأنا أقص فقال يا عمرو لقد ابتدعت بدعة ضلالة أو إنك لأهدى من
محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد. رواه
الطبراني في الكبير وله إسنادان أحدهما رجاله رجال الصحيح. رواه عن الأسود
عن عبد الله. وعن يحيى البكاء قال رأى ابن عمر قاصا في المسجد الحرام ومعه ابن له
فقال له ابنه أي شئ يقول هذا قال هذا يقول اعرفوني اعرفوني. رواه الطبراني في
الكبير ويحيى البكاء متروك. وعن عمرو بن دينار أن تميما الداري استأذن عمر في القصص
189

فأبى ان يأذن له ثم استأذنه فأبى أن يأذن له ثم أستأذنه فقال إن شئت وأشار بيده
يعني الذبح. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح إلا أن عمرو بن دينار
لم يسمع من عمر. وعن السائب بن يزيد أنه لم يكن يقص على عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم ولا أبي بكر كان أول من قص تميم الداري استأذن عمر بن الخطاب أن
يقص على الناس قائما فأذن له. رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه بقية بن الوليد
وهو ثقة مدلس. وعن عبد الجبار الخولاني قال دخل رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
المسجد فإذا كعب يقص قال من هذا قالوا كعب يقص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال قال فبلغ ذلك كعبا فما رؤي بعد يقص. رواه أحمد
وإسناده حسن. وعن عوف بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لا يقص إلا أمير أو مأمور أو متكلف - قلت رواه أبو داود غير قوله أو متكلف -
رواه الطبراني في الأوسط وفيه زيرك أبو العباس الرازي ولم أر من ترجمه وعن كعب
ابن عياض عن النبي صلى الله عليه وسلم قال القصاص ثلاثة أمير أو مأمور أو مختال. رواه
الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن يحيى الإسكندراني ولم أر من ترجمه. وعن عبادة
ابن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقص إلا أمير أو مأمور أو متكلف.
رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. وعن أبي أمامة قال خرج رسول الله صلى
الله عليه وسلم على قاص يقص فأمسك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قص فلان
أقعد غدوة إلى أن تشرق الشمس أحب إلي من أعتق أربع رقاب وبعد العصر حتى
تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب. رواه أحمد والطبراني في الكبير
إلا أن لفظ الطبراني أقص فلان أقعد هذا المقعد من حين تصلي الغداة إلى أن تشرق
الشمس - فذكر الحديث ورجاله موثقون إلا أن فيه أبا الجعد عن أبي أمامة فإن كان
هو الغطفاني فهو من رجال الصحيح وإن كان غيره فلم أعرفه. وعن رجل من أهل
بدر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لان أقعد في مثل هذا المجلس أحب إلي
من أن أعتق أربع رقاب قال شعبة فقلت أي مجلس يعني قال كان قاصا. رواه أحمد
وفيه كردوس بن قيس وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح وعن كردوس
ابن عمرو قال سمعت رجلا من أهل بدر - قال شعبة أراه علي بن أبي طالب - أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لان نفصل المفصل أحب إلي من كذا بابا قال شعبة فقلت لعبد الملك
190

أي مفصل قال القصص. رواه البزار وكردوس وثقه ابن حبان وقال أبو حاتم فيه نظر وبقية
رجاله رجال الصحيح. وعن العبادلة عبد الله بن عمر وعبد الله بن العباس وعبد الله بن الزبير
وعبد الله بن عمرو قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القاص ينتظر المقت والمستمع ينتظر
الرحمة والتاجر ينتظر الرزق والمحتكر ينتظر اللعنة والنائحة ومن حولها من امرأة
عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. رواه الطبراني في الكبير وفيه بشر بن
عبد الرحمن الأنصاري عن عبد الله بن مجاهد بن جبر ولم أر من ذكرهما. وعن الشعبي
قال قالت عائشة لابن أبي السائب قاص أهل المدينة ثلاثا لتتابعني عليهن أو لأناجزنك
قال وما هن بل أتابعك أنا يا أم المؤمنين قالت اجتنب السجع في الدعاء فان رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا لا يفعلون ذلك وقص على الناس في كل جمعة مرة فان أبيت
فثنتين فان أبيت فثلاث ولا تمكن الناس هذا الكتاب ولا ألفينك تأتي القوم وهم في
حديثهم فتقطع عليهم حديثهم ولكن اتركهم فإذا حدوك عليه وأمروك به فحدثهم.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ورواه أبو يعلى بنحوه. وعن المقدام بن معدي
كرب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حدثتم الناس فلا تحدثوهم بما يفزعهم
ويشق عليهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الوليد بن كامل قال البخاري عنده
عجائب ووثقه ابن حبان وأبو حاتم. وعن الأعمش أن ابن مسعود مر برجل يذكر
قوما فقال يا مذكر لا تقنط الناس. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح
ولكن الأعمش لم يدرك ابن مسعود. وعن ابن مسعود قال لا تملوا الناس فيملوا الذكر.
رواه الطبراني في الكبير وإسناده صحيح.
(باب الحديث عن بني إسرائيل)
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثوا عن بني إسرائيل فإنه كان فيهم العجائب.
رواه البزار عن شيخه جعفر بن محمد بن أبي وكيع عن أبيه ولم أعرفهما وبقية رجاله
ثقات (1). وعن عمران بن حصين قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا
عامة ليله عن بني إسرائيل لا يقوم إلا لعظم الصلاة. رواه البزار وأحمد والطبراني في
الكبير وإسناده صحيح. وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) فائدة: إنما قال البزار حدثنا جعفر بن محمد بن أبي وكيع نا عبد الله بن
نمير، ما رأيت فيه عن أبيه فليحرر هذا - كما في هامش الأصل.
191

لأصحابه لقد قبض الله داود من بين أصحابه فما فتنوا ولا بدلوا ولقد مكث أصحاب
المسيح على هديه وسنته مائتي سنة. رواه الطبراني ورجاله موثقون. وعن سمرة بن
جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم والغلو والزهو فان بني إسرائيل قد غلا كثير
منهم حتى المرأة القصيرة تتخذ خفين من خشب تحشوهما ثم تدخل فيهما رجليها
ثم تعمد إلى المرأة الطويلة فتمشي معها فإذا هي قد ساوت بها وكانت أطول منها. رواه
الطبراني في الكبير وفيه مروان بن جعفر وثقه ابن أبي حاتم وقال الأزدي يتكلمون
فيه وقال الذهبي وله نسخة فيها مناكير.
(باب النهي عن سؤال أهل الكتاب)
عن أبي الزعراء قال قال عبد الله يعني ابن مسعود لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ
فإنهم لن يهدوكم وقد أضلوا أنفسهم إما أن يحدثوكم بصدق فتكذبونهم أو بباطل
فتصدقونهم. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
(باب)
عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بني إسرائيل كتبوا كتابا فاتبعوه
وتركوا التوراة. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب في علم الخط)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان نبي من الأنبياء
يخط فمن وافق خطه ذلك الخط علم. رواه البزار عن شيخه أبي الصباح محمد بن الليث
وأبو الصباح محمد بن الليث ذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ ويخالف، وبقية
رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال سفيان لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم (أو
أثارة من علم) قال الخط. رواه أحمد والطبراني في الأوسط إلا أنه قال سئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن الخط فقال هو أثارة من علم. ورجال أحمد رجال الصحيح.
ورواه الطبراني في الأوسط أيضا عن ابن عباس موقوفا قال في قوله عز وجل (أو
إثارة من علم) قال جودة الخط.
(باب في علم النسب)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو الأسباط بشر بن رافع وقد أجمعوا على ضعفه.
192

وعن العلاء بن خارجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعلموا من أنسابكم ما تصلون
به أرحامكم - فذكر الحديث وهو بتمامه في صلة الرحم. رواه الطبراني في الكبير ورجاله
موثقون. وعن معاوية بن الحكم أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله إني أريد أن أسألك عن الامر لا أسأل عنه أحدا بعدك من أبونا قال
آدم قال من أمنا قال حواء قال من أبو الجن قال إبليس قال فمن أمهم قال امرأته.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه طلحة بن زيد ضعفه البخاري وأحمد وذكره ابن
حبان في الثقات. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد نوح سام وحام
ويافث فولد سام العرب وفارس والروم والخير فيهم وولد يافث يأجوج ومأجوج
والترك والصقالبة ولا خير فيهم وولد لحام القبط والبربر والسودان. رواه البزار
وفيه محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي عن أبيه فمحمد وثقه ابن حبان وقال أبو حاتم
صدوق، وضعفه يحيى بن معين. والبخاري، ويزيد بن سنان وثقه أبو حاتم فقال محله
الصدق، وقال البخاري مقارب الحديث وضعفه يحيى وجماعة. وعن عمران بن حصين
وسمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ولد نوح ثلاثة فسام أبو العرب وحام أبو
الحبشة ويافث أبو الروم. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن أم سلمة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول معد بن عدنان بن
أدد بن زيد بن برا بن أعراق الثرى قالت ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
أهلك عادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا لا يعلمهم إلا الله فكانت
أم سلمة تقول معد معد وعدنان وأدد أدد وزيد بن هميسع وبرانبت وأعراق الثرى
إسماعيل بن إبراهيم. رواه الطبراني في الصغير وفيه عبد العزيز بن عمران من ذرية
عبد الرحمن بن عوف وقد ضعفه البخاري وجماعة وذكره ابن حبان في الثقات. وعن
عائشة قالت استقام نسب الناس إلى معد بن عدنان. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
ابن إسحاق وهو مدلس. وعن ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبأ ما هو
أرجل أم امرأة أم أرض قال بل هو رجل ولد عشرة فسكن اليمن منهم ستة وسكن
الشام منهم أربعة فأما اليمانيون فمذحج وكندة والأزد والأشعريون وأنمار وحمير
عموما كلها وأما الشامية فلخم وجذام وعاملة وغسان. رواه أحمد والطبراني في الكبير
وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف، قلت ويأتي حديث يزيد بن حصين في سورة سبأ وهو
أصح من هذا. وعن عمرو بن مرة الجهني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان
193

ههنا من معد فليقم فقمت فقال اقعد فصنع ذلك ثلاث مرات كل ذلك أقوم فيقول
اقعد فلما كانت الثالثة قلت ممن نحن يا رسول الله قال أنتم معشر قضاعة من حمير قال
عمرو فكتمت هذا الحديث منذ عشرين سنة. رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني
في الكبير وله عنده طرق ففي بعضها قلت يا رسول الله ممن نحن قال أنتم من اليد الطليقة
واللقمة الهنية من حمير. وفيه ابن لهيعة. وعن عمرو بن مرة الجهني أيضا قال بينا نحن
عند النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان ههنا من معد فليقم فقام عمرو بن مرة فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم إجلس فجلس ثم قال من كان ههنا من معد فليقم فقام عمرو بن مرة فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلس ثم قال من كان ههنا من معد فليقم فقام عمرو
ابن مرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أجلس فقال يا رسول الله ممن نحن قال أنتم من قضاعة
ابن مالك بن حمير النسب المعروف غير المنكر. قال عمرو فكتمت هذا الحديث حتى
كان أيام معاوية بن أبي سفيان بعث إلي فقال هل لك أن ترقى المنبر فتذكر قضاعة
ابن معد بن عدنان على أن أطعمك خراج العراقين ومصر حياتي فقال عمرو
ابن مرة نعم فنادى بالصلاة جامعة فاجتمع الناس وجاء عمرو يتخطى رقاب الناس
حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا معشر الناس من عرفني فقد عرفني ومن
لم يعرفني فأنا عمرو بن مرة الجهني ألا إن معاوية بن أبي سفيان دعاني على أن أرقي
المنبر فأذكر أن قضاعة بن معد بن عدنان ألا: إنا بنو الشيخ الهجان الأزهر * قضاعة بن مالك بن حمير * النسب المعروف غير المنكر
ثم نزل فقال له معاوية إيه عنك يا غدر ثلاثا قال هو ما رأيت يا أمير المؤمنين فاتبعه ابنه زهير فقال له
يا أبة ما كان عليك إذا أطعت أمير المؤمنين وأطعمك خراج العراقين ومصر حياته فأنشأ يقول:
لو قد أطعتك يا زهير كسوتني * في الناس ضاحية رداء شنار
قحطان والدنا الذي ندعى له * وأبو خزيمة خندف بن نزار
أضلال ليل ساقط أرواقه * في الناس أعذر أم ضلال نهار
أنبيع والدنا الذي ندعى له * بأبي. معاشر غائب متوار
تلك التجارة لا نبوء بمثلها * ذهب يباع بآنك وأبار
رواه الطبراني في الكبير وفيه دلهاث بن داود قال الأزدي حديث عن آبائه لا يصح
وهذا من حديثه عن آبائه. وعن الربيع بن سبرة عن أبيه قال حضرت النبي صلى الله عليه وسلم
194

يقول من كان ههنا من معد فليقم فقام عمرو بن مرة الجهني فقال له النبي صلى الله
عليه وسلم إجلس حتى فعل ذلك ثلاثا ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم قضاعة من حمير. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح إلا محمد بن أبي عبيد الدراوردي والد
عبد العزيز فاني لم أر من ترجمه. وعن أبي عشانة قال سمعت عقبة بن عامر يقول وهو
على المنبر قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا في غنم لي أرعاها فتركتها ثم ذهبت إليه
فقلت تبايعني يا رسول الله فقال ممن أنت فأخبرته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أيما أحب إليك أبيعة هجرة أو بيعة أعرابية فقلت بيعة هجرة فبايعني ثم قال يوما رسول
الله صلى الله عليه وسلم من ههنا من معد فليقم فقمت فقال أقعد ثم قال من ههنا من معد فليقم
فقمت فقال اقعد ثم قالها الثالثة فقمت فقال اقعد فقلت ممن نحن يا رسول الله فقال
أنتم من قضاعة بن مالك بن حمير. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وهو
ضعيف وشيخه معرف بن سويد لم أر من ترجمه. وعن الجفشيش الكندي قال جاء
قوم من كندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أنت منا وادعوه فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا نقفو أمنا (1) ولا ننتفي من أبينا نحن من ولد النضر بن كنانة. رواه
الطبراني في الكبير والصغير وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي ضعفه أبو حاتم والدار قطني
ووثقه ابن حبان وبقية رجاله ثقات. قلت ويأتي كثير مما يتعلق بالأنساب والوفيات
والأسماء والكنى في أواخر مناقب الصحابة رضي الله عنهم.
(باب في ابن الأخت والحليف والمولى)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حليف القوم منهم ومولى القوم منهم وابن
أخت القوم منهم. رواه البزار وفيه الواقدي وهو ضعيف. وعن عائشة أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال ابن أخت القوم منهم. رواه البزار وفيه غياث بن حرب
ضعفه الفلاس وذكره ابن حبان في الثقات. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم موالينا منا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلم بن سالم ويقال مسلمة
ابن سالم ضعفه أبو داود وذكره ابن حبان في الثقات. وعن أنس بن مالك قال كان
لرسول الله صلى الله عليه وسلم موليان حبشي وقبطي فاستبا يوما فقال أحدهما يا حبشي وقال آخر
يا قبطي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولا هكذا إنما أنتما رجلان من
آل محمد صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله موثقون.

(1) أي لا نقذفها، وقيل معناه: لا نترك النسب إلى الآباء وننتسب إلى الأمهات.
195

وعن عتبة بن غزوان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لقريش هل فيكم من
ليس منكم قالوا ابن أختنا عتبة بن غزوان قال ابن أخت القوم منهم. رواه الطبراني في
الكبير وهو من رواية عتبة بن إبراهيم بن عتبة بن غزوان عن أبيه ولم أر من
ذكر عتبة ولا إبراهيم. وعن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أخت
القوم منهم. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح (1).
(باب التاريخ)
عن ابن عباس قال كان التاريخ في السنة التي قدم فيها النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وفيها
ولد عبد الله بن الزبير. رواه الطبراني في الكبير وفيه يعقوب بن عباد المكي ولم أر
من ذكره. وعن ابن عباس قال ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين واستنبئ
يوم الاثنين وخرج مهاجرا من مكة إلى المدينة يوم الاثنين وقدم المدينة يوم الاثنين
وتوفى صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ورفع الحجر الأسود يوم الاثنين. رواه أحمد والطبراني في
الكبير وزاد فيه وفتح بدرا يوم الاثنين ونزلت سورة المائدة يوم الاثنين (اليوم
أكملت لكم دينكم). وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف وبقية رجاله ثقات من أهل الصحيح.
وعن جرير قال توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين وتوفى
أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين وقتل عمر وهو ابن ثلاث وستين. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه حماد بن بحر قال الذهبي مجهول. وعن أنس أن
البني صلى الله عليه وسلم مات وهو ابن خمس وستين. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
عام الفيل. رواه البزار والطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن أبي أمامة الباهلي
أن رجلا قال يا رسول الله أنبي كان آدم قال نعم قال كم بينه وبين نوح قال عشرة
قرون قال كم بين نوح وإبراهيم قال عشرة قرون قال يا رسول الله كم كانت الرسل قال
ثلاثمائة وخمسة عشر. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي
ذر أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقعد فقال النبي صلى
الله عليه وسلم له هل تعوذت من شر شياطين الجن والإنس قلت يا رسول الله من

(1) هنا في هامش الأصل: بلغ سماعا ومقابلة على مؤلفه بقراءة الحافظ شهاب
الدين أحمد بن حجر في الثامن.
196

أول الأنبياء قال آدم قلت نبي كان قال نعم مكلم قلت ثم من قال نوح وبينهما عشرة
آباء قلت يا رسول الله أخبرني عن الصلاة قال خير مفروض من شاء استكثر منه قلت
فالصدقة قال أضعاف مضاعفة قلت والصيام قال الصيام جنة قال الله الصيام لي وأنا
أجزي به والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
قلت فأي الصدقة أفضل قال جهد من مقل وسر إلى فقير قلت فأي الرقاب أفضل
قال أغلاها ثمنا. رواه الطبراني في الأوسط، قلت وتقدم أن أحمد رواه والبزار في باب
السؤال للانتفاع وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وعن سعيد يعني ابن يربوع أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال له أنا أكبر أو أنت فقلت أنت أكبر وأخير مني وأنا أقدم سنا. رواه
البزار والطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن دغفل قال توفى النبي صلى الله
عليه وسلم وهو ابن خمس وستين. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، ورواه
الطبراني (1). وعن الحسن قال توفى وهو ابن ستين. رواه أبو يعلى في أثناء حديث
لابن عباس ورجاله موثقون. وعن أبي حمزة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم
مات وهو ابن ثلاث وستين. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن وائلة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة
لست مضين من رمضان والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن
لأربع وعشرين خلت من رمضان. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط
وفيه عمران بن داود القطان ضعفه يحيى ووثقه ابن حبان وقال أحمد أرجو أن يكون
صالح الحديث وبقية رجاله ثقات. وعن جابر قال أنزل الله صحف إبراهيم في أول
ليلة خلت من رمضان وأنزلت التوراة على موسى لست خلون من رمضان وأنزل الزبور
على داود في إحدى عشرة ليلة خلت من رمضان وأنزل القرآن على محمد صلى الله
عليه وسلم في أربع وعشرين خلت من رمضان. رواه أبو يعلى وفيه سفيان بن وكيع
وهو ضعيف. وعن أنس قال حدثنا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال لا تأتي مائة سنة من الهجرة ومنكم عين تطرف. رواه أبو يعلى
وفيه سفين بن وكيع وهو ضعيف. وعن نعيم بن دجاجة قال دخل أبو مسعود عقبة بن

(1) أي في الأوسط من حديث أنس وقد تقدم في هذا الباب، ولم أره في الكبير
في هذا الباب فالله أعلم - كما في هامش الأصل.
197

عمرو الأنصاري على علي بن أبي طالب فقال له علي أنت الذي تقول لا يأتي مائة
سنة وعلى الأرض عين تطرف إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي على
الناس مائة سنة وعلى الأرض عين تطرف ممن هو حي اليوم والله إن رخاء هذه
الأمة بعد مائة عام. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله
ثقات. وعن نعيم بن دجاجة قال كنت جالسا عند علي إذ جاء أبو مسعود فقال علي قد
جاء فروخ فجلس فقال علي إنك تفتي الناس قال أجل وأخبرهم الساعة أن الآخر شر
قال فأخبرني هل سمعت منه شيئا قال نعم سمعته يقول لا يأتي على الناس مائة سنة وعلى
الأرض عين تطرف فقال علي أخطأت استك الحفرة وأخطأت في أول فتياك إنما قال
ذاك لمن حضره يومئذ هل الرخاء إلا بعد المائة. رواه أبو يعلى ورجاله ثقات أيضا.
وعن أنس بن مالك قال كان أجرأ الناس على مسألة رسول الله صلى الله عليه وسلم
الاعراب وأتاه أعرابي فقال يا رسول الله متى الساعة فلم يجبه شئ حتى أتى المسجد فصلى
فأخف الصلاة ثم أقبل الاعرابي وقال أين السائل عن الساعة ومر به سعد فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا عمر حتى يأكل عمره لم يبق منكم عين تطرف.
رواه أبو يعلى. قلت لأنس في الصحيح إن يعش هذا حتى يستكمل عمره لم يمت
حتى تقوم الساعة. وهذا الحديث أبين وإن كان فيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف.
وعن سفيان بن وهب الخولاني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لا تأتي المائة وعلى ظهرها أحد باق. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن
أبي ثعلبة رفعه معاوية مرة ولم يرفعه أخرى ان الله تعالى لا يعجز هذه الأمة من
نصف يوم وإذا رأيت الشام مائدة رجل وأهل بيته فعند ذلك تفتح القسطنطينية.
قلت رواه الطبراني وقد عزاه في الأطراف إلى أبي داود في الملاحم ولم أجده، وفيه
عبد الله بن صالح كاتب الليث وقد اختلف في الاحتجاج به وبقية رجاله ثقات. وعن
عبد الملك بن راشد قال سمعت المقدام بن معدي كرب صاحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأكثر الناس يقولون القضاء في مائة يعنون عن مائة سنة تكون القيامة
فقال المقدام قد أكثرتم لن يعجز الله أن يؤخر هذه الأمة نصف يوم يعني خمسمائة
سنة. رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده بقية بن الوليد وهو ثقة مدلس. وعن بريدة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنقضي مائة سنة وعين تطرف، وفي رواية قال
198

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله تبارك وتعالى ريحا يبعثها عند رأس مائة سنة
فيقبض روح كل مؤمن. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي ذر أنهم كانوا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقال أيها الناس إنه ليس اليوم نفس
تأتي عليها مائة سنة فيعبأ الله بها شيئا. قلت رواه البزار في أثناء حديث أطول من هذا
وفيه علي بن زيد وهو ضعيف عن عبد الله بن قدامة بن صخر ولا أدري من هو. وعن
أبي الطفيل قال أدركت ثماني سنين من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وولدت عام
أحد. رواه أحمد وفيه ثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع ذكره ابن عدي في الكامل
ولم يتكلم فيه بكلمة وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أخطأ، وقد روى عنه أحمد
وشيوخه ثقات. وعن أبي الطفيل قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام أحمل اللحم
من السهل إلى الجبل. رواه البزار، ورواه الطبراني في الأوسط، ورواه مهدي بن
عمران قال البخاري لا يتابع على حديثه عن أبي الطفيل وذكر له حديثا. وعن أبي الطفيل
قال أدركت ثماني سنين من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت عام أحد قال عبد الله
ابن أحمد قال أبي قدم علينا ثابت الكوفة فنزل مدينة أبي جعفر فذهبت أنا ويحيى بن معين
فسمعنا منه أحاديث. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن عبد الملك بن
سلع قال قلت لعبد خير كم أتى عليك قال عشرون ومائة سنة قلت هل تذكر من أمر الجاهلية
شيئا قال نعم كنا ببلاد اليمن فجاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى خير واسع
فكان أبي ممن خرج وأنا غلام فلما رجع أبي قال لأمي مري بهذه القدر فلتراق للكلاب
فانا قد أسلمنا. رواه أبو يعلى ورجاله موثقون. قلت ويأتي كثير مما يتعلق بالتاريخ
وغيره في أواخر مناقب الصحابة رضي الله عنهم.
(باب نسيان العلم)
قال ابن مسعود إني لأحسب الرجل ينسى العلم كما يعلمه للخطيئة يعملها. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله موثقون إلا أن القاسم لم يسمع من جده.
(باب ذهاب العلم)
عن أبي أمامة قال لما كان في حجة الوداع قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ
مردف الفضل بن عباس على جمل ادم فقال يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن
يقبض العلم وقبل أن يرفع وقد كان أنزل الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا
199

عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسئلوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها
والله غفور حليم) قال وكنا قد كرهنا كثيرا من مسألته واتقينا ذلك حين أنزل الله
عز وجل ذلك على نبيه صلى الله عليه وسلم قال فأتينا أعرابيا فرشوناه بردا فاعتم به قال حتى رأيت
حاشيته خارجة على حاجبه الأيمن قال ثم قلنا له سل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا نبي الله كيف
يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف وقد تعلمنا ما فيها وعلمناها نساءنا وذرارينا
وخدمنا قال فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه وقد علت وجهه حمرة من الغضب قال فقال أي
ثكلتك أمك وهذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يصبحوا يتعلقوا منها
بحرف مما جاءتهم به أنبياؤهم ألا وإن ذهاب العلم ذهاب حملته - ثلاث مرات. رواه
أحمد والطبراني في الكبير وعند ابن ماجة طرف منه وإسناد الطبراني أصح لان في
إسناد أحمد علي بن يزيد وهو ضعيف جدا، وهو عند الطبراني من طرق في بعضها
الحجاج بن أرطاة وهو مدلس صدوق يكتب حديثه وليس ممن يتعمد الكذب والله
أعلم. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك بالعلم أن يرفع العلم فرددها ثلاثا
فقال زياد بن لبيد يا نبي الله بأبي وأمي وكيف يرفع العلم منا وهذا كتاب الله قد قرأناه
ويقرئه أبناؤنا أبناءهم فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ثكلتك أمك
يا زياد بن لبيد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة أوليس هؤلاء اليهود عندهم
التوراة والإنجيل فما أغنى عنهم ان الله ليس يذهب بالعلم رفعا يرفعه ولكن يذهب
بحملته أحسبه ولا يذهب عالم من هذه الأمة إلا كان ثغرة في الاسلام لا تسد إلى يوم
القيامة. رواه البزار وفيه سعد بن سنان وقد ضعفه البخاري ويحيى بن معين وجماعة
إلا أن أبا مسهر قال حدثنا صدقة بن خالد قال حدثني أبو مهدي سعيد بن سنان مؤذن
أهل حمص وكال ثقة مرضيا. وعن عوف بن مالك الأشجعي أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم نظر إلى السماء فقال هذا أوان يرفع العلم فقال رجل من الأنصار يقال له
زياد بن لبيد يا رسول الله وكيف وقد أثبت ووعته القلوب فقال له رسول الله صلى
الله عليه وسلم ان كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة ثم ذكر ضلالة اليهود والنصارى
على ما في أيديهم من كتاب الله. رواه البزار وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث قال
عبد الملك بن شعيب كان ثقة مأمونا وضعفه الباقون. وكذلك رواه الطبراني في الكبير
وزاد قال جبير بن نفيل فلقيت شداد بن أوس فحدثته حديث عوف فقال صدق عوف
200

ألا أخبرك بأول ذلك يرفع الخشوع لا ترى خاشعا. وعن وحشي بن حرب أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوشك العلم أن يختلس من الناس حتى لا يقدروا
منه على شئ فقال زياد بن لبيد وكيف يختلس منا العلم وقد قرأنا القرآن وأقرأناه
أبناءنا فقال ثكلتك أمك يا ابن لبيد هذه التوراة والإنجيل بأيدي اليهود والنصارى
ما يرفعون بها رأسا. رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. وعن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلماء
فإذا ذهب العلماء اتخذ الناس رؤساء فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا عن سواء
السبيل. رواه الطبراني في الأوسط وفيه العلاء بن سليمان الرقي ضعفه ابن عدي
وغيره. وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا ينتزع العلم
منكم بعد ما أعطاكموه انتزاعا ولكن يقبض العماء بعلمهم ويبقى جهال فيسألون
فيفتون فيضلون ويضلون. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن صالح كاتب
الليث وهو ضعيف وقد وثق. وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال يقبض الله العلماء ويقبض العلم معهم فينشأ أحداث ينزو بعضهم على بعض
ويكون الشيخ فيهم يستضعف. رواه الطبراني في الأوسط وفيه حجاج بن رشدين بن
سعد عن أبيه والحجاج ضعفه ابن عدي ولم يوثقه أحد وأبوه اختلف في الاحتجاج
به والأكثر على تضعيفه. وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
الله تبارك وتعالى لا ينزع العلم من الناس انتزاعا بعد أن يؤتيهم إياه ولكن يذهب
بالعلماء فكلما ذهب عالم ذهب بما معه من العلم حتى يبقى من لا يعلم فيضلوا ويضلوا.
رواه البزار وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف ووثقه عبد الملك بن
سعيد بن الليث. وعن عائشة رفعته قال موت العالم ثلمة في الاسلام لا تسد ما اختلف
الليل والنهار. رواه البزار وفيه محمد بن عبد الملك عن الزهري قال البزار يروي
أحاديث لا يتابع عليها وهذا منها. وعن صفوان بن عسال قال حض رسول الله صلى
الله عليه وسلم على طلب العلم قبل ذهابه فقال رجل كيف يذهب وقد تعلمناه وعلمناه
أبناءنا فغضب قال أوليس التوراة والإنجيل في يد أهل الكتاب فهل أغنى عنهم شيئا.
رواه الطبراني في الكبير وفيه مسلمة بن علي الخشني وهو ضعيف. وعن أبي الدرداء
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول موت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد
201

وهو نجم طمس وموت قبيلة أيسر لي من موت عالم. رواه الطبراني في الكبير وفيه
عثمان بن أيمن ولم أر من ذكره وكذلك إسماعيل بن صالح. وعن أنس بن مالك
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء
يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فإذا انطمست النجوم أوشك أن يضل الهداة. رواه
أحمد وقد تقدم الكلام عليه في فضل العالم والمتعلم. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم تكثر الفتن ويكثر الهرج ويرفع العلم فلما سمع عمر أبا هريرة يقول
يرفع العلم قال عمر أما إنه ليس ينزع من صدور الرجال ولكن تذهب العلماء. رواه
أحمد والبزار - وهو في الصحيح خلا قول عمر - ورجاله رجال الصحيح. وعن معاذ بن
أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزال هذه الأمة على شريعة ما لم يظهر
فيهم ثلاث ما لم يقبض العلم منهم ويكثر فيهم ولد الحنث (1) ويظهر فيهم الصقارون قيل
ومن (2) الصقارون أو الصفارون يا رسول الله قال نشو يكون في آخر الزمان
تحيتهم بينهم التلاعن. رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وزيان وكلاهما
ضعيف وقد وثقا. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال تدرون كيف ينقص الاسلام
قالوا كما ينقص صبغ الثوب وكما ينقص سمن الدابة وكما ينقص الدرهم (3) من طول
الخباء قال إن ذلك لمنة وأكبر من ذلك موت أو ذهاب العلماء. رواه الطبراني في
الكبير ورجاله موثقون. وعن سعيد بن المسيب قال شهدت جنازة زيد بن ثابت فلما
دفن في قبره قال ابن عباس يا هؤلاء من سره أن يعلم كيف ذهاب العلم فهكذا ذهاب العلم
أيم الله لقد ذهب اليوم علم كثير قال سعيد والقائل لقد ذهب اليوم علم كثير يعني ابن
عباس. رواه الطبراني في الكبير وفيه علي بن زيد بن جدعان وفيه ضعف. وعنه قال هل
تدرون ما ذهاب العلم هو ذهاب العلماء من الأرض. رواه أحمد في حديث يأتي في سورة
سأل وفيه قابوس واختلف في الاحتجاج به ويأتي حديث ابن مسعود في الفرائض.

(1) أي أولاد الزنى، من الحنث: المعصية، ويروى " الخبث ".
(2) في النسخ " وما " وفي هامش الأصل: في زوائد الكبير بخطه " قيل ومن " وهو الصواب.
(3) في زوائد الكبير بخطه " وكما يقسو الدرهم " قال في الصحاح قست الدراهم تقسو
ودرهم قسى وهو ضرب من الزيوف أي فضته صلبة ردبتة ليست بلينة - كما في
هامش الأصل.
202

كتاب الطهارة
بسم الله الرحمن الرحيم
(باب الابعاد عند قضاء الحاجة)
عن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب لحاجته إلى المغمس
قال نافع نحو ميلين من مكة. رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات
من أهل الصحيح. وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الحاجة
أبعد فانطلق ذات يوم لحاجته ثم توضأ ولبس أحد خفيه فجاء طائر أخضر فأخذ الخف
الآخر فارتفع به ثم ألقاه فخرج منه أسود سالح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه
كرامة أكرمني الله بها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك من شر
من يمشي على بطنه ومن شر من يمشي على رجلين ومن شر من يمشي على أربع. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه سعد بن طريف واتهم بالوضع. وعن بلال بن الحارث قال
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فخرج لحاجته وكان إذا خرج
لحاجته يبعد فأتيته بأداوة من ماء فانطلق فسمعت خصومة رجال ولغطا لم أسمع مثلها
فجاء فقال بلال قلت بلال قال أمعك ماء قلت نعم قال أصبت فأخذه مني فتوضأ قلت
يا رسول الله سمعت عندك خصومة رجال ولغطا ما سمعت أحدا من ألسنتهم قال اختصم
عندي الجن المسلمون والجن المشركون سألوني أن أسكنهم فأسكنت المسلمين الجلس
وأسكنت المشركين الغور قلت لكثير ما الجلس وما الغور قال الجلس القرى والجبال
والغور ما بين الجبال والبحار قال كثير ما رأينا أحدا أصيب بالجلس (1) إلا سلم ولا
أصيب أحد بالغور إلا لم يكد يسلم - قلت روى ابن ماجة منه كان إذا أراد الحاجة أبعد
فقط (2) وفيه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف وقد أجمعوا على ضعفه وقد حسن
الترمذي حديثه.

(1) الجلس الغليظ: من الأرض المرتفع.
(2) لعله سقط من الأصل " رواه الطبراني في الكبير ".
203

(باب الارتياد للبول)
عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله. رواه الطبراني في الأوسط
وهو من رواية يحيى بن عبيد بن دحى عن أبيه ولم أر من ذكرهما وبقية رجاله موثقون.
(باب ما نهى عن التخلي فيه)
عن ابن عباس سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اتقوا الملاعن الثلاث قيل
ما الملاعن يا رسول الله قال أن يقعد أحدكم في ظل يستظل فيه أو في طريق أو في نقع ماء.
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة ورجل لم يسم. وعن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن يبال في الماء الجاري. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وعن بكر بن ماعز قال
سمعت عبد الله بن يزيد يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ينقع بول في طست في
البيت فان الملائكة لا تدخل بيتا فيه بول منتقع ولا تبولن في مغتسلك. رواه الطبراني
في الأوسط وإسناده حسن. وعن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخلى الرجل
تحت شجرة مثمرة ونهى أن يتخلى على ضفة نهر جار. رواه الطبراني في الأوسط
وفي الكبير الشطر الأخير وفيه فرات بن السائب وهو متروك الحديث. وعن
حذيفة بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم.
رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. وعن محمد بن سيرين قال قال رجل لأبي
هريرة أفتيتنا في كل شئ يوشك أن تفتينا في الخراء فقال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول من سل سخيمته على طريق من طرق المسلمين فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين. قلت رواه الطبراني في الأوسط - وله في الصحيح اتقوا اللعانين -
وفيه محمد بن عمرو الأنصاري ضعفه يحيى بن معين ووثقه ابن حبان وبقية رجاله ثقات.
وعن أبي بكرة قال يكره للرجل أن يبول في مغتسله لان الوسواس يعرض منه. رواه
الطبراني في الكبير وفيه الصلت بن دينار وهو ضعيف.
(باب فيه وفي أدب الخلاء)
عن سراقة بن مالك بن جعشم أنه كان إذا جاء من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث
قومه وعلمهم فقال له رجل يوما وهو كأنه يلعب ما بقي لسراقة إلا أن يعلمكم كيف
التغوط فقال سراقة إذا ذهبتم إلى الغائط فاتقوا المجالس على الظل والطرائق خذوا
النبل (1) واستنشبوا على سوقكم واستجمروا وأوتروا. رواه الطبراني في الأوسط

(1) النبل: الحجارة التي يستنجى بها. والسوق جمع ساق.
204

وإسناده حسن. وعن علقمة قال قال رجل من المشركين لعبد الله إني لأحسب
صاحبكم قد علمكم كل شئ حتى علمكم كيف تأتون الخلاء قال إن كنت مستهزئا فقد
علمنا أن لا نستقبل القبلة بفروجنا وأحسبه قال ولا نستنجي بأيماننا ولا نستنجي
بالرجيع ولا نستنجي بالعظم ولا نستنجي بدون ثلاثة أحجار. رواه البزار ورجاله موثقون. (باب ما يقول عند الخلاء)
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم
إذا وضعوا ثيابهم أن يقولوا بسم الله. رواه الطبراني وفي الأوسط باسنادين أحدهما فيه سعيد
ابن مسلمة الأموي ضعفه البخاري وغيره ووثقه ابن حبان وابن عدي وبقية رجاله موثقون.
(باب التستر عند قضاء الحاجة)
عن يعلى بن سيابة قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فأراد أن يقضي حاجته
فأمر وديتين (1) فانضمت إحداهما إلى الأخرى ثم أمرهما فرجعتا إلى منابتهما.
رواه أحمد وغيره ولكن طرقه في علامات النبوة ورجاله موثقون على خلاف في بعضهم.
(باب استقبال القبلة عند الحاجة)
عن سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنت رسول إلى أهل مكة فقل ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليكم السلام ويأمركم بثلاث لا تحلفوا بغير
الله وإذا تخليتم فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولا تستنجوا بعظم ولا ببعرة. رواه
أحمد وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف. وعن رجل من الأنصار عن
أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن نستقبل القبلتين ببول أو غائط. رواه أحمد وفيه
رجل لم يسم. وعن نافع أن عبد الله بن عمرو العجلاني حدث عبد الله بن عمر عن
أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يستقبل شئ من القبلتين في الغائط
والبول. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن نافع وهو ضعيف. عن سهل
ابن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب أحدكم الخلاء فلا يستقبل
القبلة ولا يستدبرها. رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عمر الواقدي وهو ضعيف.
وعن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبول مستقبل
القبلة وأنا أول من حدث الناس بذلك - قلت روى له ابن ماجة أنه أول من سمع النبي

(1) الودية: النخلة الصغيرة.
205

صلى الله عليه وسلم ينهى عن ذلك وهذا يدل على النسخ - رواه أحمد وفيه ابن لهيعة
وهو ضعيف. وعن عمار بن ياسر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة بعد
النهي لغائط أو بول. رواه الطبراني في الكبير وفيه جعفر بن الزبير وقد أجمعوا على
ضعفه. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يستقبل القبلة
ولم يستدبرها في الغائط كتبت له حسنة ومحي عنه سيئة. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله رجال الصحيح إلا شيخ الطبراني وشيخ شيخه وهما ثقتان.
(باب البول قائما)
عن عمر قال ما بلت قائما منذ أسلمت. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن سهل
ابن سعد أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبول قائما. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
إبراهيم بن حماد بن أبي حازم ولم أر من ذكره. وعن ابن سيرين قال بينا سعد
يبول قائما إذ اتكأ فمات قتلته الجن فقالوا:
نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة * قد رميناه بسهمين فلم نخطئ فؤاده
رواه الطبراني في الكبير وابن سيرين لم يدرك سعد بن عبادة. وعن قتادة قال قام
سعد بن عبادة يبول ثم رجع فقال إني لأجد في ظهري شيئا فلم يلبث ان مات
فناحت الجن فقالوا:
نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة * رميناه بسهم فلم يخط فؤاده
رواه الطبراني في الكبير وقتادة لم يدرك سعدا أيضا.
(باب متى يرفع ثوبه عند قضاء الحاجة)
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى
يدنو من الأرض. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسين بن عبيد الله العجلي
قيل فيه كان يضع الحديث.
(باب كيف الجلوس للحاجة)
عن رجل من بني مدلج عن أبيه قال جاء سراقة بن مالك بن جعشم من عند النبي
صلى الله عليه وسلم فقال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا فقال رجل كالمستهزئ
أما علمكم كيف تخرؤن قال بلى والذي بعثه بالحق لقد أمرنا أن نتوكأ على اليسرى
وأن ننصب اليمنى. رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم.
206

(باب النهي عن الكلام على الخلاء)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج اثنان إلى الغائط
فيجلسان. يتحدثان كاشفين عن عورتهما فأن الله عز وجل يمقت على ذلك. رواه
الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون.
(باب كراهية الضحك من الضرطة)
عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضحك من الضرطة. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه عبد الله بن عصمة النصيبي قال ابن عدي له مناكير.
(باب الإستنزاه من البول والاحتراز منه لما فيه من العذاب)
عن عائشة قالت مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين يعذبان فقال إنهما يعذبان وما يعذبان
في كبير كان أحدهما لا يتنزه من البول وكان الآخر يمشي بالنميمة فدعا بجريدة
رطب فكسرها فوضع على هذا وعلى هذا وقال لعله يخفف عنهما حتى ييبسا. رواه
الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون إلا شيخ الطبراني محمد بن أحمد بن جعفر
الوكيعي المصري فاني لم أعرفه (1) وتأتي أحاديث من هذا في عذاب القبر. وعن
عيسى بن يزداد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بال أحدكم فلينثر ذكره ثلاثا
قال زمعة مرة فان ذلك يجزئ - قلت رواه ابن ماجة خلا قوله فان ذلك يجزئ عنه -
رواه أحمد وفيه عيسى بن يزداد تكلم فيه انه مجهول وذكره ابن حبان في الثقات.
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يعذب في قبره في النميمة ومر
برجل يعذب في قبره في البول. رواه الطبراني في الأوسط وفيه خليد بن دعلج
ضعفوه إلا أن أبا حاتم قال صالح وليس بالمتين، وقال ابن عدي عامة ما رواه تابعه
عليه غيره. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عامة عذاب القبر في البول
فاستنزهوا من البول. رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه أبو يحيى القتات وثقه
يحيى بن معين في رواية وضعفه الباقون. وعن أبي بكرة قال بينما النبي صلى الله عليه
وسلم يمشي بيني وبين رجل آخر إذ أتى على قبرين فقال إن صاحبي هذين القبرين
يعذبان فأتياني بجريدة قال أبو بكر فاستبقت أنا وصاحبي فأتيته بجريدة فشقها نصفين
فوضع في هذا القبر واحدة وفي ذا القبر واحدة قال لعله يخفف عنهما ما دامتا رطبتين

(1) قلت هو مصري أصله من الكوفة وثقه ابن سعيد ابن. رنس - كما في هامش الأصل.
207

إنهما يعذبان بغير كبير الغيبة والبول. رواه الطبراني في الأوسط وأحمد وهذا لفظ
الطبراني وقال أحمد وما يعذبان في كبير وبلى وما يعذبان إلا في الغيبة والنميمة
والبول. ورواه ابن ماجة باختصار. ورجاله موثقون. وعن عبادة قال سألنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن البول فقال إذا مسكم شئ فاغسلوه فاني أظن أن منه
عذاب القبر. رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي ونسب إلى الكذب.
وعن أبي أمامة قال مر النبي صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد
قال وكان الناس يمشون خلفه قال فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه فجلس حتى
قدمهم أمامه لئلا يقع في نفسه شئ من الكبر فلما مر ببقيع الغرقد إذا بقبرين قد دفنوا
فيهما رجلين قال فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال من دفنتم ههنا اليوم قالوا فلان
وفلان قالوا يا نبي الله وما ذاك قال أما أحدهما فكان لا يتنزه من البول وأما الآخر
فكان يمشي بالنميمة فأخذ جريدة رطبة فشقها ثم جعلها على القبرين فقالوا يا نبي
الله ولم فعلت قال ليخففن عنهما قالوا يا نبي الله حتى متى هما يعذبان قال غيب لا يعلمه
إلا الله قال ولولا تمرغ (1) قلوبكم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع. رواه أحمد
وفيه علي بن يزيد بن علي الألهاني عن القاسم وكلاهما ضعيف. وعن أنس قال مر
النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين لبني النجار يعذبان بالنميمة والبول فأخذ سعفة فشقها فوضع
على هذا القبر شقا وعلى هذا القبر شقا وقال لا يزال يخفف عنهما ما دامتا رطبتين.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه عبيد بن عبد الرحمن وهو ضعيف. وعن
عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر يوما بقبور ومعه جريدة رطبة
فشقها باثنتين ووضع واحدة على قبر والأخرى على قبر آخر ثم مضى قلنا يا رسول
الله لم فعلت ذلك فقال أما أحدهما فكان يعذب في النميمة وأما الآخر فكان لا يتقي
من البول فلن يعذبا ما دامت هذه رطبة رواه الطبراني في الأوسط وفيه جعفر
ابن ميسرة وهو منكر الحديث. وعن شفى بن ماتع الأصبحي عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أنه قال أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى يسعون
بين الحميم والجحيم يدعون بالويل والثبور يقول أهل النار بعضهم لبعض ما بال
هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى قال فرجل مغلق عليه تابوت من جمر

(1) كذا بخطه، وصوابه " تمزع " بالزاي والعين المهملة. كما في هامش الأصل.
208

ورجل يجر أمعاءه ورجل يسيل فوه قيحا ودما ورجل يأكل لحمه قال فيقال لصاحب
التابوت ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى قال فيقول إن الأبعد مات وفي
عنقه أموال الناس ما يجد لها قضاء أو وفاء ثم قال للذي يجر أمعاءه ما بال الأبعد
قد آذانا على ما بنا من الأذى فقال إن الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول منه
لا يغسله ثم قال للذي يسيل فوه قيحا ودما ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا
من الأذى فيقول أن الأبعد كان يأكل لحم الناس. رواه الطبراني في الكبير وهو
هكذا في الأصل المسموع ورجاله موثقون. وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم
انه كان يستنزه من البول ويأمر أصحابه بذلك قال معاذ إن عامة عذاب القبر من
البول. رواه الطبراني في الكبير وفيه رشدين بن سعد ضعفه الأكثرون وقال
أحمد يحتمل حديثه في الرقائق، وفيه عبد الله بن جذيم ويقال ابن حريث عن معاذ
ولم أر من ذكره. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا البول فإنه أول
ما يحاسب به العبد في القبر. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن
ميمونة بنت سعد انها قالت يا رسول الله أفتنا مم عذاب القبر قال من أثر البول.
رواه الطبراني في الكبير وإسناده ما بين ضعيف ومجهول. وعن أبي موسى قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبول قاعدا قد جافى بين فخذيه حتى جعلت آوي له من
طول الجلوس ثم جاء قابضا بيده على ثلاث وستين فقال إن صاحب بني إسرائيل
كان أشد على البول منكم كان معه مقراض فإذا أصاب ثوبه شئ من البول
قصه. رواه الطبراني في الكبير - وله حديث في الصحيح غير هذا - وفيه علي بن عاصم
وكان كثير الخطأ والغلط وينبه على غلطه فلا يرجع ويحتقر الحفاظ.
(باب ما نهى أن يستنجى به)
عن عبد الله بن الحارث بن جزء قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستنجى أحد
بعظم أو روثة أو حممة. رواه الطبراني في الكبير والبزار وهذا لفظه وفيه ابن
لهيعة وهو ضعيف. وعن الزبير بن العوام قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة
الصبح في مسجد المدينة فلما انصرف قال أيكم يتبعني إلى وفد الجن الليلة فأسكت
القوم فلم يتكلم منهم أحد قال ذلك ثلاثا فمر بي يمشي فأخذ بيدي فجعلت أمشي معه
209

حتى خنست (1) عنا جبال المدينة كلها وأفضينا إلى أرض براز (2) فإذا رجال طوال
كأنهم الرماح مستذفري ثيابهم من بين أرجلهم فلما رأيتهم غشيتني رعدة شديدة حتى
ما تمسكني رجلاي من الفرق فلما دنونا منهم خط لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بإبهام رجله
في الأرض خطا فقال لي اقعد في وسطه فلما جلست ذهب عني كل شئ كنت أجده
من ريبة ومضى النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينهم فتلا قرآنا رفيعا حتى طلع الفجر ثم أقبل
حتى مر بي فقال لي الحق فجعلت أمشي معه فمضينا غير بعيد فقال لي التفت فانظر
هل ترى حيث كان أولئك من أحد قلت يا رسول الله أرى سوادا كثيرا فخفض
رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى الأرض فنظم عظما بروثة ثم رمى به إليهم
ثم قال رشد أولئك مني وفد قوم هم وفد نصيبين سألوني الزاد فجعلت لهم كل
عظم وروثة، قال الزبير فلا يحل لأحد أن يستنجي بعظم ولا روثة أبدا. رواه
الطبراني في الكبير وإسناده حسن ليس فيه غير بقية وقد صرح بالتحديث. وعن
عبد الله بن مسعود قال استتبعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقال إن نفرا
من الجن خمسة عشر بنو إخوة وبنو عم يأتوني الليلة فأقرأ عليهم القرآن فانطلقت
معه إلى المكان الذي أراد فجعل لي خطا ثم أجلسني وقال لا تخرجن من هذا
فبت فيه حتى أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع السحر وفي يده عظم حائل (3)
وروثة وحممة فقال إذا أتيت الخلاء فلا تستنج بشئ من هذا قال فلما أصبحت
قلت لأعلمن حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت فرأيت موضع سبعين
بعيرا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث ضعفه الأئمة
أحمد وغيره ووثقه يحيى بن معين وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وبقية رجاله
رجال الصحيح، ولعبد الله حديث طويل يأتي في علامات النبوة رواه أحمد.
(باب لا يقال أهرقت الماء)
عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم
أهرقت الماء ولكن ليقل أبول. رواه الطبراني في الكبير وفيه عنبسة بن عبد الرحمن
ابن عنبسة وقد أجمعوا على ضعفه.

(1) خنس عنه يخنس بالضم أي تأخر عنه.
(2) البراز بالفتح الفضاء الواسع.
(3) أي متغير من البلى.
210

(باب الاستجمار بالحجر)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا استجمر أحدكم فليوتر إن الله وتر يحب
الوتر أما ترى أن السماوات سبعا والأرضين سبعا والطواف سبعا وذكر أشياء
رواه البزار والطبراني في الأوسط وزاد والجمار ورجاله رجال الصحيح. وعن
جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجمر أحدكم فليستجمر ثلاثا.
وفي رواية إذا تغوط أحدكم فليمسح ثلاث مرات. رواهما أحمد ورجال إذا استجمر
أحدكم ثقات. وعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا
اكتحل اكتحل وترا وإذا استجمر استجمر وترا. رواه الطبراني في الكبير
وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وعن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا تغوط أحدكم فليمسح بثلاثة أحجار فان ذلك كافيه. رواه الطبراني في
الكبير والأوسط ورجاله موثقون إلا أن أبا شعيب صاحب أبي أيوب لم أر فيه
تعديلا ولا جرحا. وعن ابن عمر رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال من استجمر
فليستجمر ثلاثا. رواه الطبراني في الكبير وفيه قيس بن الربيع وثقه الثوري
وشعبة وضعفه جماعة. وعن طارق بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا استجمرتم فأوتروا وإذا توضأتم فاستنثروا (1). رواه الطبراني في الكبير
ورجاله موثقون. وعن السائب أبي خلاد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل
أحدكم الخلاء فليمسح بثلاثة أحجار. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه
حماد بن الجعد وقد أجمعوا على ضعفه. وعن سهل بن سعد أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم سئل عن الاستطابة فقال أولا يجد أحدكم ثلاثة أحجار حجران للصفحتين وحجر للمسربة (2). رواه الطبراني في الكبير وفيه عتيق بن يعقوب
الزبيري قال أبو زرعة انه حفظ الموطأ في حياة مالك. وعن علقمة قال قال رجل
من المشركين لعبد الله إني لأحسب صاحبكم قد علمكم كل شئ حتى علمكم كيف
تأتون الخلاء قال إن كنت مستهزئا فقد علمنا أن لا نستقبل القبلة بفروجنا وأحسبه
قال ولا نستنجي بأيماننا ولا نستنجي بالرجيع ولا نستنجي بالعظم ولا نستنجي
بدون ثلاثة أحجار. رواه البزار ورجاله موثقون. وله عند أبي يعلى ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إن الله وتر يحب الوتر فإذا استجمرتم فأوتروا. وفيه

(1) أي يستنشق ويمتخط.
(2) أي مجرى الحدث.
211

أحمد بن عمران الأخنسي متروك. وعن عبد الله بن الزبير قال ما كانوا يغسلون
إستاههم بالماء. رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة إلا أنه
ينسب إلى التخليط والغلط. وعن عمر بن الخطاب أنه بال فمسح ذكره بالتراب
ثم التفت إلينا فقال هكذا علمنا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه روح
ابن جناح وهو ضعيف.
(باب الجمع بين الماء والحجر)
عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية في أهل قباء (فيه رجال يحبون أن يتطهروا
والله يحب المطهرين) فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا انا نتبع
الحجارة الماء. رواه البزار وفيه محمد بن عبد العزيز بن عمر الزهري ضعفه البخاري
والنسائي وغيرهما وهو الذي أشار بجلد مالك.
(باب الاستنجاء بالماء)
عن عويم بن ساعدة أنه حدث ان النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم في مسجد قباء
فقال إن الله تبارك وتعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم فما هذا
الطهور الذي تطهرون به قالوا والله يا رسول الله لا نعلم شيئا إلا أنه كان لنا جيران
من اليهود فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا. رواه أحمد
والطبراني في الثلاثة وفيه شرحبيل بن سعد ضعفه مالك وابن معين وأبو زرعة
ووثقه ابن حبان. وعن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية (فيه رجال يحبون أن
يتطهروا) بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى عويم بن ساعدة فقال ما هذا الطهور الذي أثنى الله
عليكم فقالوا يا رسول الله ما خرج منا رجل ولا امرأة من الغائط إلا غسل فرجه
أو قال مقعدته فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو هذا. رواه الطبراني في الكبير
واسناده حسن إلا أن ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه. وعن عبد الله بن سلام أنه قال
يا رسول الله إنا كنا قبلك أهل كتاب وإنا نؤمر بغسل الغائط والبول فقال النبي
صلى الله عليه وسلم ان الله قد رضى عنكم وأثنى عليكم وأحبكم. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه سلام الطويل وقد أجمعوا على ضعفه. وعن محمد بن عبد الله بن سلام
عن أبيه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد الذي أسس على التقوى
مسجد قباء فقام على بابه فقال إن الله قد أحسن عليكم الثناء في الطهور فما طهوركم
212

قلنا يا رسول الله انا أهل كتاب ونجد الاستنجاء علينا بالماء ونحن نفعله اليوم فقال إن الله
عز وجل قد أحسن عليكم الثناء في الطهور فقال (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله
يحب المطهرين). رواه الطبراني في الكبير وفيه شهر بن حوشب وقد اختلفوا فيه
ولكنه وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة ويعقوب بن شيبة. وعن محمد بن عبد الله
ابن سلام قال لقد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا يعني قباء فقال إن الله
عز وجل قد أثنى عليكم في الطهور خيرا أفلا تخبروني قال يعني قوله (فيه رجال
يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) قال فقالوا يا رسول الله إنا نجده مكتوبا
علينا في التوراة يعني الاستنجاء بالماء رواه أحمد عن محمد بن عبد الله بن سلام ولم
يقل عن أبيه كما قال الطبراني، وفيه شهر أيضا. وعن أبي أمامة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يا أهل قباء ما هذا الطهور الذي قد خصصتم به في هذه الآية
(فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) قالوا يا رسول الله ما منا أحد
يخرج من الغائط إلا غسل مقعدته. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه شهر أيضا.
وعن خزيمة بن ثابت قال كان رجال منا إذا خرجوا من الغائط يغسلون أثر الغائط
فنزلت فيهم هذه الآية (فيه رجال يحبون أن يتطهروا). رواه الطبراني وفيه أبو بكر
ابن أبي سبرة وهو متروك. وعن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من هؤلاء الذين قال الله فيهم عز وجل (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب
المطهرين) قال كانوا يستنجون بالماء وكانوا لا ينامون الليل كله. رواه الطبراني في
الكبير وفيه واصل بن السائب وهو ضعيف. قلت حديث أبي أيوب رواه
ابن ماجة دون قوله وكانوا لا ينامون الليل كله. وعن عائشة قالت غسل المرأة قبلها
من السنة. رواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وقد عنعنه.
(باب ما جاء في الماء)
عن ابن عباس ان امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اغتسلت من جنابة
فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم بفضله فذكرت ذلك له فقال إن الماء لا ينجسه
شئ - قلت رواه أبو داود خلا قوله لا ينجسه شئ - رواه أحمد ورجاله ثقات. وله
عند البزار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أراد أن يتوضأ فقالت له امرأة من نسائه اني
توضأت من هذا فتوضأ منه وقال إن الماء لا ينجسه شئ. ورجاله ثقات. وعن ميمونة
213

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الماء لا ينجسه شئ. رواه الطبراني في الكبير
ورجاله موثقون. وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الماء لا ينجسه شئ. رواه البزار
وأبو يعلى والطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وعن معاذة قالت سألت عائشة عن
الغسل من الجنابة فقالت إن الماء لا ينجسه شئ. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وعن أبي أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا ينجس الماء شئ إلا ما غير ريحه أو طعمه.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير - وله عند ابن ماجة إلا ما غلب على ريحه وطعمه
ولونه - وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الماء لا ينجسه شئ. رواه أبو يعلى ورجاله موثقون. وعن معاذ بن جبل قال
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتوضأ بالماء ما لم يأجن الماء يخضر أو يصفر. رواه الطبراني
في الكبير وخالد بن معدان لم يسمع من معاذ وبقية بن الوليد مدلس. (باب الوضوء من المطاهر)
عن ابن عمر قال قلت يا رسول الله أتوضأ (1) من جر (2) حديد مخمر أحب
إليك أم من المطاهر قال لا بل من المطهر إن دين الله يسر الحنيفية السمحة قال وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو بركة
أيدي المسلمين. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون وعبد العزيز بن أبي رواد
ثقة ينسب إلى الارجاء.
(باب الوضوء بالشمس)
عن عائشة قالت أسخنت ماء في الشمس فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم ليتوضأ
به فقال لا تفعلي يا عائشة فإنه يورث البياض. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد
ابن مروان السدي وقد أجمعوا على ضعفه وقال لا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا
الاسناد، قلت قد رويناه من حديث ابن عباس.
(باب الوضوء بالماء المسخن)
عن سلمة يعني ابن الأكوع أنه كان يسخن له الماء فيتوضأ. رواه الطبراني (3)

(1) لعله " الوضوء " كما هو في زوائد الأوسط بخطه رحمه الله وهو الصواب -
كما في هامش الأصل.
(2) الجرة من الخزف.
(3) محمد بن يونس شيخ الطبراني ثقة وليس هو الكديمي - كما في هامش الأصل.
214

في الكبير ورجاله ثقات إلا أني لم أعرف محمد بن يونس شيخ الطبراني. وعن حميد
ابن هلال قال كان أبو رفاعة يسخن الماء لأصحابه ثم يقول أحسنوا الوضوء من هذا
فسأحسن من هذا فيتوضأ (1) بالماء البارد. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب الوضوء من النحاس)
عن معاوية قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا آتي أهلي في غرة الهلال وأن
لا أتوضأ من النحاس وأن أستن كلما قمت من سنتي (2). رواه الطبراني في الكبير
وفيه عبيدة (3) بن حسان وهو منكر الحديث. وعن معاذ بن جبل أنه كان يوضئ
رسول الله صلى الله عليه وسلم في قدح مضبب بنحاس ويسقيه فيه. رواه الطبراني
في الكبير وفيه علي بن يزيد عن القاسم وكلاهما ضعيف.
(باب الوضوء بالنبيذ)
عن عكرمة قال النبيذ وضوء لمن لم يجد غيره قال الأوزاعي إن كان مسكرا فلا
توضأ به. رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
(باب في ماء البحر)
عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني أنه أخبره أن بعض بني مدلج أخبره
بأنهم كانوا يركبون الارماث (4) في البحر للصيد فيحملون معهم ماء للسقاة فتدركهم
الصلاة وهم في الحر وانهم ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وقالوا إن تتوضأ بمائنا عطشنا
وإن نتوضأ بماء البحر وجدنا في أنفسنا فقال لهم هو الطهور ماؤه الحلال ميتته. رواه
أحمد ورجاله ثقات. وعن عبد الله المدلجي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله إنا قوم نركب الرمث (4) فنحمل الماء لسقينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
هو الطهور ماؤه الحلال ميتته. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الحبار بن عمر
ضعفه البخاري والنسائي ووثقه محمد بن سعد. وعن العركي أنه سأل النبي صلى الله
عليه وسلم عن ماء البحر فقال هو الطهور ماؤه والحل ميتته. رواه الطبراني في الكبير
وإسناده حسن. وعن موسى بن سلمة قال حجحت أنا وسنان بن سلمة قال فلما قدمنا

(1) وفي زوائد الكبير بخطه " فيوضأ ". كما في هامش الأصل.
(2) يعني كلما استيقظت من نومي أستاك بالسواك.
(3) في الأصل بفتح العين، ومقتضى كلام الدهي في المشتبه أنه بضم العين - هامش.
(4) الرمث خشب يضم بعضه إلى بعض ويركب في البحر.
215

مكة قلت انطلق بنا إلى ابن عباس فدخلنا عليه قال وسألته عن ماء البحر فقال ماء البحر
طهور. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن موسى بن سلمة أيضا قال أوصاني
سنان بن سلمة أن أسأل ابن عباس عن ماء البحر وعن أي شهر أصوم فأتيت
ابن عباس فقلت إن أخي أمرني أن أسألك عن الوضوء من ماء البحر فقال هما
البحران لا يضرك بأيهما توضأت وعن أي الشهر أصوم فقال أيام البيض فقلت
انا نكون في هذه المغازي فنصيب السبي أفأعتق عن أمي ولم تأمرني قال أعتق عن
أمك. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
(باب الوضوء بفضل السواك)
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بفضل سواكه. رواه البزار
والأعمش لم يسمع من أنس (1).
(باب الوضوء بفضل الهر)
عن أنس بن مالك قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض بالمدينة
يقال لها بطحان فقال يا أنس أسكب لي وضوءا فسكبت له فلما قضى رسول الله صلى
الله عليه وسلم حاجته أقبل إلى الاناء وقد أتى هر فولغ في الاناء فوقف له رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقفة حتى شرب الهر ثم توضأ فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الهر
فقال يا أنس إن الهر من متاع البيت لن يقذر شيئا ولن ينجسه. رواه الطبراني في
الصغير وفيه عمر بن حفص المكي وثقه ابن حبان قال الذهبي لا يدرى من هو.
وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر به الهر فيصغي له الاناء فيشرب منه
فيتوضأ بفضله - قلت رواه أبو داود خلا اصغاء الاناء لها - رواه البزار والطبراني
في الأوسط ورجاله موثقون (2). وعن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أنه
وضع له وضوء فولغ فيه السنور فأخذ يتوضأ منه فقالوا يا أبا قتادة قد ولغ فيه
السنور فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول السنور من أهل البيت وانه من الطوافين

(1) فائدة: لم يجئ عن الأعمش هكذا إلا على لسان كذاب وهو يوسف بن خالد
السمتي وقد خالفه مسور بن الصلت والناس به؟ فرواه عن الأعمش وعن مسلم وهو
الأعور عن أنس ومسلم ضعيف. هامش
(2) فائدة: بل في رجال البزار مندل بن علي وهو ضعيف وله إسناد آخر وهو تلوه فيه محمد بن عمر الواقدي وهو أضعف من مندل. هامش
216

عليكم والطوافات. رواه أحمد - وهو في السنن خلا قوله السنور من أهل البيت - وهو
من رواية عبد الله عن أبيه ورجاله ثقات غير أن فيه الحجاج بن أرطاة وهو ثقة
مدلس ويأتي حديث في السنور والكلب.
(باب التوضئ من جلود الميتة والانتفاع بها إذا دبغت)
عن المغيرة بن شعبة قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فأتيت خباء فإذا فيه امرأة
أعرابية قال فقلت ان هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد ماء يتوضأ فهل
عندك ماء قالت بأبي وأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما تظل السماء ولا تقل
الأرض روحا أحب إلي من روحه ولا أعز ولكن هذه القربة مسك ميتة ولا أحب
أنجس به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال
ارجع إليها فان كانت دبغتها فهي طهورها قال فرجعت إليها فذكرت ذلك لها
فقالت أي والله لقد دبغتها فأتيته بماء منها. رواه أحمد والطبراني في الكبير ببعضه
وفيه علي بن يزيد عن القاسم وفيهما كلام وقد وثقا. وعن أنس بن مالك أن النبي
صلى الله عليه وسلم استوهب وضوء فقيل له لم نجد ذلك إلا في مسك ميتة قال أدبغتموه قالوا نعم
قال فهلم فان ذلك طهوره. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن أبي
أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في بعض مغازيه فمر بأهل أبيات من
العرب فأرسل إليهم هل من ماء لوضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ما عندنا ماء
إلا في إهاب ميتة دبغناها بلبن فأرسل إليهم أن دباغه طهوره فأتى به فتوضأ ثم صلى.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عفير بن معدان وقد أجمعوا على ضعفه.
وعن أنس قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا بني ادع لي من هذه الدار بوضوء
فقلت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب وضوء فقال أخبره ان دلونا جلد ميتة فقال سلهم
هل دبغتموه قالوا نعم قال فان دباغه طهوره. رواه أبو يعلى وفيه درست بن زياد
عن يزيد الرقاشي وكلاهما مختلف في الاحتجاج به. وعن ابن مسعود قال مر رسول
الله صلى الله عليه وسلم بشاة ميتة فقال ما ضر أهل هذه لو انتفعوا بإهابها. رواه الطبراني
في الكبير وفيه حماد بن سعيد البراء ضعفه البخاري، وروى الطبراني نحوه عن ابن
مسعود موقوفا ورجاله ثقات. وعن سنان بن سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على
جذعة ميتة فقال ما ضر أهل هذه لو انتفعوا بمسكها. رواه الطبراني في الكبير ورجاله
217

ثقات. وعن ثابت قال كنت جالسا مع عبد الرحمن بن أبي ليلى فأتى رجل ضخم
فقال يا أبا عيسى قال نعم قال حدثنا ما سمعت في الفراء قال سمعت أبي يقول كنت
جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى رجل فقال يا رسول الله أصلي في الفراء قال
فأين الدباغ. رواه أحمد وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى تكلم فيه لسوء حفظه
ووثقه أبو حاتم. وعن جابر قال كنا نصيب مع النبي صلى الله عليه وسلم في مغانمنا
من المشركين الأسقية والأوعية فنقسمها وكلها ميتة - قلت له عند أبي داود حديث
في آنية المشركين من غير ذكر الميتة - رواه أحمد ورجاله موثقون. وعن أم سلمة قالت
كانت لنا شاة نحلبها ففقدها النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعلت شاتكم قالوا
ماتت قال ما فعلتم بإهابها قالوا يا رسول الله ألقيناه قال أفلا استنفعتم به فان دباغها
ذكاتها تحل كما يحل الخل من الخمر. رواه الطبراني في الكبير والأوسط تفرد
به فرج بن فضالة وضعفه الجمهور. وعن أم سلمة قالت سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول لا بأس بمسك (1) الميتة إذا دبغ. رواه الطبراني في الكبير وفيه يوسف
ابن السفر وقد أجمعوا على ضعفه. وعن أم مسلم الأشجعية أن النبي صلى الله عليه
وسلم أتاها وهي في قبة فقال ما أحسنها ان لم يكن فيها ميتة قالت فجعلت أتتبعها.
رواه أحمد والطبراني وقال في قبة من ادم وقالت فجعلت أشقها بدل أتتبعها وفيه
رجل لم يسم. وعن عبد الله بن عكيم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تستمتعوا من الميتة باهاب ولا عصب. رواه الطبراني في الأوسط ولعبد الله
ابن عكيم حديث في السنن عن كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وفيه عبيدة بن معتب وقد
أجمعوا على ضعفه (2).
(باب ما يكفي من الماء للوضوء والغسل)
عن ابن عباس قال قال رجل كم يكفيني للوضوء قال مد قال كم يكفيني للغسل
قال صاع قال فقال الرجل لا يكفيني فقال لا أم لك قد كفى من هو خير منك
رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله

(1) المسك بمعنى الإهاب وهو الجلد
(2) هنا في هامش الأصل: بلغ مقابلة وسماعا على مؤلفه بقراءة الحافظ شهاب الدين بن حجر في التاسع إلى آخر الباب.
218

ثقات. وروى في الأوسط عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجزئ
في الوضوء مد وفي الغسل صاع. وفيه عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي وقد أجمعوا
على ضعفه. وعن ابن عباس وعائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يتوضأ
بالمد ويغتسل بالصاع. رواه البزار، وروى عقبة عن عبد الله يعني ابن مسعود
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بنحوه، قلت حديث عائشة رواه أبو داود وغيره،
ومدار حديث ابن عباس وعائشة وابن مسعود على مسلم بن كيسان الملائي وقد
حدث عنه شعبة وسفيان وضعفه جماعة كثيرون وقال بعضهم انه اختلط والظاهر
أن شعبة وسفيان لا يحدثان عنه إلا بما سمعاه قبل اختلاطه والله أعلم (1). وعن
ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغسل صاع والوضوء مد. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه حكيم بن نافع ضعفه أبو زرعة ووثقه ابن معين وقال ابن عدي أحاديثه
ليست بالمنكرة جدا. وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بكوز
الحب يعني للصلاة أي كان يجزئه الوضوء بذلك. رواه البزار وفيه محمد بن أبي حفص
العطار قال الأزدي يتكلمون فيه. وعن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ
بالمد ويغتسل بالصاع. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفي إسناد الأوسط
سيف بن محمد وهو كذاب وفي إسناد الكبير سنان بن هارون قال يحيى بن معين: سنان
ابن هارون أخو سيف بن هارون وهو أحسن حالا من أخيه وقد ضعفه النسائي.
وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ بنصف مد. رواه الطبراني
في الكبير وفيه الصلت بن دينار وقد أجمعوا على ضعفه. وعن أم كلثوم بنت عبد الله
ابن زمعة أن جدتها أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم دفعت إليها مخضبا من صفر (2)
قلت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل فيه وكان نحوا من صاع أو أقل.
رواه الطبراني في الكبير وأم كلثوم هذه لم أر من ترجمها وبقية رجاله ثقات.
(باب ما يفعل بما فضل من وضوئه)
عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ من إناء على نهر فلما فرغ أفرغ
فضله في النهر. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو بكر بن أبي مريم اختلط وترك

(1) فائدة: ما روى هذا الحديث عنه إلا إسرائيل. هامش.
(2) أي وعاء من نحاس:
219

حديثه لاختلاطه (1). وعن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بنهر
فتناول بقعب كان معه ثم قال يبلغه الله قوما ينفعهم به. رواه الطبراني في الكبير
وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.
(باب غسل يده قبل أن يدخلها في الاناء والتسمية)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ أحدكم من
منامه فلا يدخل يده في الاناء حتى يغسلها فإنه لا يدري أين باتت منه ويسمي
قبل أن يدخلها. رواه الطبراني في الأوسط - وهو في الصحيح خلا قوله ويسمي
قبل ان يدخلها - وفيه عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة نسبوه إلى وضع الحديث.
(باب التسمية عند الوضوء)
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقوم للوضوء يكفئ
الاناء فيسمي الله تعالى ثم يسبغ الوضوء. رواه أبو يعلى وروى البزار بعضه إذا بدأ
بالوضوء سمى، ومدار الحديثين على حارثة بن محمد وقد أجمعوا على ضعفه. وعن
أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة إذا توضأت فقل
بسم الله والحمد لله فان حفظتك لا تبرح تكتب لك الحسنات حتى تحدث من ذلك
الوضوء. رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن.
(باب في السواك)
عن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال السواك مطهرة للفم مرضاة للرب.
رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات إلا أن عبد الله بن محمد لم يسمع من أبي بكر.
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالسواك فإنه مطيبة للفم مرضاة
للرب تبارك وتعالى. رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو
ضعيف. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ومجلاة
للبصر. رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه بحر بن كنيز السقاء وقد
اجمعوا على ضعفه. وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السواك مطهرة للفم
مرضاة للرب (2). رواه أبو يعلى باسنادين في أحدهما ابن إسحاق وهو ثقة مدلس

(1) فائدة: لم يتميز حديث أبي بكر بن أبي مريم فترك كله وضعفه جماعة مطلقا - هامش الأصل
(2) فائدة: حديث عائشة في النسائي في أوائل المجتبى فلا وجه لاستدراكه. هامش الأصل
220

ورجال الآخر رجال الصحيح. وعن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن أشق
على أمتي لامرتهم بالسواك مع كل وضوء. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
ابن إسحاق وهو ثقة مدلس وقد صرح بالتحديث وإسناده حسن. وعن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن أشق على أمتي لامرتهم عند كل صلاة بوضوء ومع كل
وضوء بسواك. رواه أحمد - ولأبي هريرة حديث في الصحيح غير هذا - وفيه محمد
ابن عمرو بن علقمة وهو ثقة حسن الحديث. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إن كان قاله لولا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك مع الوضوء قال
أبو هريرة لقد كنت أستن قبل أن أنام وبعدما استيقظ وقبل أن آكل وبعد
ما آكل حين سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قال. رواه أحمد ورجاله
ثقات. وعن قثم بن تمام أو تمام بن قثم عن أبيه قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال ما لكم تأتوني قلحا (1) ألا تسوكون لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم
السواك كما فرضت عليهم الوضوء. رواه أحمد وفيه أبو علي الصيقل قيل فيه إنه
مجهول وعن تمام بن العباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لكم تدخلون علي
قلحا استاكوا فلو لا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك عند كل طهور. رواه
أحمد والطبراني في الكبير واللفظ له وفيه أبو علي الصيقل وهو مجهول. وعن
العباس قال كانوا يدخلون على النبي صلى الله عليه وسلم ولا يستاكون فقال
تدخلون علي قلحا ولا تستاكون لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك
كما فرضت عليهم الوضوء، وقالت عائشة ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يذكر
السواك حتى خشينا أن ينزل فيه قرآن. رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في
الكبير وفيه أبو علي الصيقل وهو مجهول. قلت وتأتي أحاديث كثيرة في السواك
وما يتعلق به في الصلاة إن شاء الله تعالى.
(باب فضل الوضوء)
عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تمضمض أحدكم
حظ ما أصاب بفيه وإذا غسل وجهه حط ما أصاب بوجهه وإذا غسل يديه حط
ما أصاب بيديه وإذا مسح برأسه تناثرت خطاياه من أصول الشعر وإذا غسل قدميه

(1) القلح: صفرة تعلو الأسنان ووسخ يركبها.
221

حط ما أصاب برجليه. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. قلت
ويأتي حديث عثمان في باب ما جاء في الوضوء. وعن شهر بن حوشب قال حدثني
أبو أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيما رجل قام إلى وضوئه يريد الصلاة
ثم غسل كفيه نزلت كل خطيئة من كفيه مع أول كل قطرة فإذا مضمض واستنشق
واستنثر نزلت كل خطيئة من لسانه وشفتيه مع أول كل قطرة فإذا غسل وجهه نزلت
كل خطيئة من سمعه وبصره مع أول قطرة فإذا غسل يديه إلى المرفقين ورجليه
إلى الكعبين سلم من كل ذنب كهيئته يوم ولدته أمه قال فإذا قام إلى الصلاة رفع الله
درجته وإن قعد قعد سالما. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفي إسناد
أحمد عبد الحميد بن بهرام عن شهر واختلف في الاحتجاج بهما والصحيح أنهما ثقتان
ولا يقدح الكلام فيهما. وعن أبي مسلم قال دخلت على أبي أمامة وهو يتفلى في
المسجد ويدفن القمل في الحصى فقلت يا أبا أمامة ان رجلا حدثني عنك قلت
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ فأسبغ الوضوء غسل يديه
ووجهه ومسح على رأسه وأذنيه ثم قام إلى الصلاة المفروضة غفر الله له في ذلك
اليوم ما مشت رجلاه وقبضت عليه يداه وسمعت إليه أذناه ونظرت إليه عيناه وحدث
به نفسه من سوء قال والله لقد سمعته من نبي الله صلى الله عليه وسلم ما لا أحصيه. رواه أحمد
والطبراني بنحوه في الكبير وفيه أبو مسلم ولم أجد من ترجمه بثقة ولا جرح غير
أن الحاكم ذكره في الكنى وقال روى عنه أبو حازم وهنا روى عنه أبان بن عبد الله
وكذلك ذكره ابن أبي حاتم. وعن أبي غالب أنه لقى أبا أمامة بحمص فسأله عن
أشياء حدثهم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول ما من عبد مسلم يسمع
أذان صلاة فقام إلى وضوئه إلا غفر له بأول قطرة تصيب كفه من ذلك الماء فبعدد
ذلك القطر حتى يفرغ من وضوئه إلا غفر له ما سلف من ذنوبه وقام إلى صلاته وهي
نافلة. قال أبو غالب قلت لأبي أمامة أنت سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وسلم قال أي والذي
بعثه بالحق بشيرا ونذيرا غير مرة ولا مرتين ولا ثلاث ولا أربع ولا خمس ولا ست
والا سبع ولا ثمان ولا تسع ولا عشر وعشر وصفق بيديه. رواه أحمد والطبراني في
الكبير. وله في الصغير عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ المسلم فغسل
يديه كفرت به ما عملت يداه فإذا غسل وجهه كفرت عنه ما نظرت إليه عيناه وإذا
222

مسح برأسه كفر به ما سمعت أذناه فإذا غسل رجليه كفرت عنه ما مشت إليه قدماه
ثم يقوم إلى الصلاة فهي فضيلة. وأبو غالب مختلف في الاحتجاج به وبقية رجاله
ثقات وقد حسن الترمذي لأبي غالب وصحح له أيضا. رواه أحمد من طريق صحيحة
وزاد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الوضوء يكفر ما قبله ثم تصير الصلاة نافلة، ورواه أيضا من
طريق صحيحة وزاد إذا توضأ كما أمر. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا توضأ الرجل المسلم خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه فان
قعد قعد مغفورا له. رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه وإسناده حسن.
وعن أبي أمامة في حديث رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يتوضأ
فيغسل يديه ويمضمض فاه ويتوضأ كما أمر إلا حط الله عنه ما أصاب يومئذ ما نطق
به فمه وما مس بيده وما مشى إليه حتى إن الخطايا لتحادر (1) من أطرافه ثم هو إذا
مشى إلى المسجد فرجل تكتب حسنة وأخرى تمحي سيئة. رواه الطبراني في
الكبير وفيه لقيط أبو المساور روى عن أبي أمامة وروى عنه الحريري وقرة بن خالد
وقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ ويخالف. وعن أبي أمامة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ المسلم ذهب الاثم من سمعه وبصره
ويديه ورجليه قال فجاء أبو طيبة وهو يحدثنا هذا فقال ما يحدثكم فذكرنا له الذي
حدثنا فقال رجل سمعت عمرو بن عبسة يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وزاد فيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يبيت على طهر ثم
يتعار (2) من الليل فيذكر الله ويسأل الله خيرا من خير الدنيا والآخرة إلا آتاه
الله إياه. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وقال فيه من بات طاهرا
على ذكر الله، وإسناده حسن قلت ويأتي حديث ابن عمر فيمن يبيت على طهارة
بعد هذا. وعن أبي أمامة قال إذا وضعت الطهور مواضعه قعدت مغفورا
لك فقال الرجل يا أبا أمامة أرأيت إن قام يصلي تكون له نافلة قال لا إنما النافلة
للنبي صلى الله عليه وسلم كيف تكون له نافلة وهو يسعى في الذنوب
والخطايا كيف تكون له فضيلة وأجرا. رواه الطبراني ورجاله موثقون
وله طريق رواها أحمد ذكرتها في الخصائص في علامات النبوة. وعن رجل.

(1) أي تسقط.
(2) تعار إذا استيقظ مع كلام.
223

من أهل المدينة أن المؤذن أذن لصلاة العصر قال فدعا عثمان بطهور فتطهر ثم
قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ كما أمر وصلى كما أمر كفرت عنه ذنوبه فاستشهد
على ذلك أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدوا له بذلك على النبي
صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد - وحديث عثمان في الصحيح بنحوه ومعناه - وفيه رجل لم يسم. وعن
عثمان بن عفان أنه دعا بماء فتمضمض واستنشق ثم غسل وجهه ثلاثا وذراعيه ثلاثا
ومسح برأسه وظهر قدميه ثم ضحك فقال لأصحابه ألا تسألوني ما أضحكني فقالوا
ما أضحكك يا أمير المؤمنين قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ كما توضأت ثم ضحك
فقال ألا تسألوني ما أضحكني فقالوا ما أضحكك يا رسول الله فقال إن العبد إذا دعا
بوضوء فغسل وجهه حط الله عنه كل خطيئة أصابها بوجهه فإذا غسل ذراعيه كان كذلك
وإذا طهر قدميه كان كذلك. قلت هو في الصحيح باختصار وقد رواه أحمد وأبو يعلى
ورجاله ثقات. وعن ثعلبة بن عباد عن أبيه قال ما أدري كم حدثه رسول الله صلى
الله عليه وسلم أزواجا وأفرادا قال ما من عبد يتوضأ فيحسن الوضوء فيغسل بوجهه
حتى يسيل الماء على ذقنه ثم غسل ذراعيه حتى يسيل الماء على مرفقيه ثم غسل رجليه
حتى يسيل الماء من كعبيه ثم يقوم فيصلي إلا غفر له الله ما سلف من ذنبه. رواه الطبراني
في الكبير ورواه باسناد آخر فقال عن ثعلبة بن عمارة وقال هكذا. رواه إسحاق
الديري عن عبد الرزاق ووهم في اسمه والصواب ثعلبة بن عباد ورجاله موثقون.
وعن أبي عشانة المغافري أنه سمع عقبة بن عامر يقول لا أقول اليوم على رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما لم يقل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رجلان من أمتي يقوم
أحدهما من الليل فيعالج نفسه إلى الطهور وعليه عقد فيتوضأ فإذا وضأ يده انحلت
عقدة وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة وإذا مسح رأسه انحلت عقدة وإذا وضأ رجليه
انحلت عقدة فيقول الرب عز وجل للذي وراء الحجاب انظروا إلى عبدي هذا يعالج
نفسه ما سألني عبدي فهو له. رواه أحمد والطبراني في الكبير وزاد فيه سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من جهنم وزاد رجال
من أمتي يقوم أحدهم من الليل فذكره وله سندان عندهما رجال أحدهما ثقات. وعن
مرة بن كعب أو كعب بن مرة قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الليل أسمع قال
جوف الليل الآخر - فذكر الحديث إلى أن قال فإذا توضأ العبد فغسل يديه خرت
224

خطاياه من يديه فإذا غسل وجهه خرت خطاياه من وجهه فإذا غسل ذراعيه خرت
خطاياه من ذراعيه وإذا غسل رجليه خرت خطاياه من رجليه، قال شعبة لم يذكر
مسح الرأس. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي أمامة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما من أمتي أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة قالوا يا رسول الله من رأيت
ومن لم تر قال من رأيت ومن لم أر غرا محجلين من آثار الطهور. رواه أحمد والطبراني
في الكبير ورجاله موثقون. وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل أمتي مثل
نهر يغتسل منه خمس مرات فما عسى أن يبقين عليه من درنه يقوم إلى الوضوء
فيغسل يديه فيتناثر كل خطيئة مس بها يديه ويمضمض فيتناثر كل خطيئة تكلم بها
لسانه ثم يغسل وجهه فيتناثر كل خطيئة نظرت بها عيناه ثم يمسح رأسه فيتناثر كل
خطيئة سمعت بها أذناه ثم يغسل قدميه فيتناثر كل خطيئة مشت بها قدماه. رواه
أبو يعلى وفيه مبارك بن سحيم وقد أجمعوا على ضعفه. وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن الخصلة الصالحة تكون في الرجل فيصلح الله بها عمله كله وطهور الرجل
لصلاته يكفر الله بطهوره ذنوبه وتبقى صلاته له نافلة. رواه أبو يعلى والبزار والطبراني
في الأوسط وفيه بشار بن الحكم ضعفه أبو زرعة وابن حبان وقال ابن عدي أرجو
أنه لا بأس به. وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول من يؤذن له
بالسجود يوم القيامة وأنا أول من يرفع رأسه فأنظر بين يدي فأعرف أمتي من بين
الأمم ومن خلفي مثل ذلك وعن يميني مثل ذلك وعن شمالي مثل ذلك فقال رجل
كيف تعرف أمتك يا رسول الله من بين الأمم فيما بين نوح إلى أمتك قال هم غر
محجلون من أثر الوضوء ليس لأحد ذلك غيرهم وأعرفهم أنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم
وأعرفهم تسعى بين أيديهم ذريتهم. رواه أحمد والطبراني في الكبير باختصار وفيه
ابن لهيعة وهو ضعيف وله طريق تأتي في البعث. وعن أبي سعيد الخدري قال قالوا
يا رسول الله كيف تعرف من لم تر من أمتك قال غر محجلون من الوضوء. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه حسن بن حسين العرني وهو ضعيف جدا. وعن جابر قال قيل
يا رسول الله كيف تعرف من لم تر من أمتك قال غرا أحسبه قال محجلون من آثار
الوضوء. رواه البزار وإسناده حسن. وعن عقبة بن عامر قال جئت في اثني عشر
راكبا حتى حللنا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصحابي من يرعى لنا إبلنا
225

وننطلق فنقتبس من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا راح أقبسناه ما سمعنا فقلت
انا ثم قلت في نفسي لعلي مغبون يسمع أصحابي ما لم أسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فحضرت
يوما فسمعت رجلا يقول قال نبي الله صلى الله عليه وسلم من توضأ وضوءا كاملا ثم قام إلى الصلاة
كان من خطيئته كيوم ولدته أمه. رواه الطبراني في الأوسط وهو بتمامه في كتاب
الايمان تقدم وتقدم الكلام عليه. وعن أبي لبابة بن عبد المنذر قال سألت رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن الطهور فقال ما من مسلم يمضمض فاه إلا غفر الله له كل خطيئة أصابها
بلسانه ذلك اليوم ولا يغسل يديه إلا غفر الله له ما قدمت يداه ذلك اليوم ولا يمسح
برأسه إلا كان كيوم ولدته أمه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن خالد السمتي
وقد أجمعوا على ضعفه. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يتوضأ
للصلاة فيمضمض إلا خرج مع قطر الماء كل سيئة تكلم بها لسانه ولا يستنشق إلا
خرج مع قطر الماء كل سيئة وجد ريحها بأنفه ولا يغسل وجهه إلا تناثر من عينيه
مع قطر الماء كل سيئة نظر إليها بهما ولا يغسل شيئا من يديه إلا خرج مع قطر الماء
كل سيئة بطش بهما ولا يغسل شيئا من رجليه إلا خرج مع قطر الماء كل سيئة (1) مشى
بهما إليها فإذا خرج إلى المسجد كتب له بكل خطوة خطاها حسنة ومحى بها عنه سيئة
حتى يأتي مقامه. رواه الطبراني في الأوسط وهو في الصحيح باختصار ورجاله موثقون.
(باب فيمن يبيت على طهارة)
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من بات طاهرا بات في شعاره ملك فلا يستيقظ
من ليل إلا قال الملك اللهم اغفر لعبدك كما بات طاهرا. رواه البزار والطبراني في الكبير
وفيه ميمون بن زيد قال الذهبي لينه أبو حاتم، وفي إسناد الطبراني العباس بن عتبه قال
الذهبي يروي عن عطاء وساق له هذا الحديث وقال لا يصح حديثه، قلت قد رواه سليمان
الأحول عن عطاء وهو من رجال الصحيح كذلك هو عند البزار وأرجو أنه حسن
الاسناد (2) وقد تقدم حديث عمرو بن عبسة فيمن يبيت طاهرا في الباب الذي قبل
هذا ولفظ الطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال طهروا هذه الأجساد طهركم الله فإنه

(1) ما بين القوسين غير موجود في النسخ فوجدناه في هامش الأصل وقال: هذا
ساقط من المجمع وهو ثابت في زوائد الأوسط بخطه (أي بخط المؤلف) فاعلم ذلك.
(2) لكن في إسناد البزار أيضا ميمون بن زيد وقد تقدم ذكره. كما في هامش الأصل
226

ليس عبد يبيت طاهرا إلا معه ملك في شعاره لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال
اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهرا.
(باب في الاستعانة على الوضوء)
عن أبي الجنوب قال رأيت عليا يستقي ماء لوضوئه فبادرته أستقي له فقال مه يا أبا
الجنوب فاني رأيت عمر يستقي ماء لوضوئه فبادرته استقي له فقال مه يا أبا الحسن
فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقي ماء لوضوئه فبادرته أستقي له فقال
مه يا عمر فاني أكره أن يشركني في طهوري أحد. رواه أبو يعلى والبزار وأبو الجنوب
ضعيف. وعن أبي أيوب قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
غربت الشمس أو اصفرت للمغيب ومعي كوز من ماء فانطلق رسول الله صلى الله
عليه وسلم لحاجته وقعدت أنتظره حتى جاء فوضأته - فذكر الحديث. رواه الطبراني
في الكبير وفيه عبد العزيز بن أبان وقد أجمعوا على ضعفه.
(باب فرض الوضوء)
عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقبل الله صدقة
من غلول ولا صلاة بغير طهور. رواه أبو يعلى وفيه ابن سنان (1) عن أنس وعنه
يزيد بن أبي حبيب ولم أر من ذكره. وعن الزبير بن العوام قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا تقبل صلاة إلا بطهور ولا صدقة من غلول. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه وهب بن حفص الحراني قيل فيه كذاب. وعن أبي سعيد الخدري
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله صدقة من غلول ولا صلاة بغير
طهور. رواه الطبراني في الأوسط والبزار وفيه عبيد الله بن يزيد القردواني لم يرو
عنه غير ابنه محمد. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول. رواه الطبراني في الكبير
وفيه عباد بن أحمد العرزمي وهو متروك. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول. رواه البزار وفيه
كثير بن زيد الأسلمي وثقه ابن حبان وابن معين في رواية وقال أبو زرعة صدوق

(1) في الأصل " شيبان " وفي الهامش: لعله ابن سنان وهو سعد، ثم بخط ابن
حجر: قلت هو هو بلا شك وقد ضعفه غير واحد وأخرج له الحاكم في مستدركه.
227

فيه لين وضعفه النسائي وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي ثقة. وعن عمران
ابن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله صلاة بغير طهور
ولا صدقة من غلول. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي
سبرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن
لا يذكر اسم الله عليه ولا يؤمن بالله من لا يؤمن بي ولا يؤمن بي من لم يعرف حق الأنصار.
رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن أبي يزيد بن عبد الله بن أنيس ولم أر من ترجمه.
وعن أبي الدرداء يرفع الحديث قال لا صلاة لمن لا وضوء له. رواه الطبراني في الكبير
ورجاله موثقون إلا أني لم أعرف شيخ الطبراني ثابت بن نعيم الهوجي. وعن عيسى
ابن سبرة عن أبيه عن جده قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فحمد
الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس لا صلاة إلا بوضوء ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله
عليه ولم يؤمن بالله من لم يؤمن بي ولم يؤمن بي من لم يعرف حق الأنصار. رواه
الطبراني في الأوسط، وعيسى بن سبرة وأبوه وعيسى بن يزيد لم أر من ذكر
أحدا منهم. وعن رباح بن عبد الرحمن بن حويطب عن جدته قالت سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لم يؤمن بالله من لم يؤمن بي ولم يؤمن بي من لم يحب الأنصار
ولا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه. رواه أحمد عنها
نفسها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورواه عنها عن أبيها والله أعلم وفيه
أبو ثفال قال البخاري في حديثه نظر، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن سعد بن عمارة
أخي بني سعد بن بكر وكانت له صحبة أن رجلا قال له عظني في نفسي يرحمك الله
قال إذا أنت قمت إلى الصلاة فاسبغ الوضوء فإنه لا صلاة لمن لا وضوء له ولا إيمان
لمن لا صلاة له - فذكر الحديث ويأتي في المواعظ. رواه الطبراني في الكبير وفيه
عبيد الله بن سعد عن أبيه ولم أر من ترجمهما.
(باب في الوضوء)
عن ابن عباس قال ألا أخبركم بوضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بماء
فجعل يغرف بيده اليمنى ثم يصب على اليسرى. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(باب ما جاء في الوضوء)
عن عثمان بن عفان أنه دعا بماء فتوضأ عند المقاعد ثلاثا ثلاثا ثم قال لأصحاب
228

رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هذا
قالوا نعم. رواه أحمد وحديث عثمان في الصحيح ورجال هذا رجال الصحيح.
وعن أبي النضر أن عثمان دعا بالوضوء وعنده الزبير وطلحة وعلي وسعد فتوضأ وهم
ينظرون فغسل وجهه ثلاث مرات ثم أفرغ على يمينه ثلاث مرات وعلى شماله ثلاث
مرات ومسح برأسه ورش على رجله اليمنى ثلاث مرات ثم غسلها ثم رش على رجله
اليسرى ثم غسلها ثلاث مرات ثم قال للذين حضروا أناشدكم الله عز وجل أتعلمون
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ كما توضأت الآن قالوا نعم وذلك
لشئ بلغه. رواه أبو يعلى وأبو النضر لم يسمع من أحد من العشرة وفيه أيضا غسان
ابن الربيع ضعفه الدارقطني مرة وقال مرة صالح، وذكره ابن حبان في الثقات. وعن
حمران بن أبان قال رأيت عثمان بن عفان دعا بوضوء وهو على باب المسجد فغسل يديه
ثم مضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ثم غسل يديه إلى المرفقين ثلاث مرات
ثم مسح برأسه وأمر بيديه على ظاهر أذنيه ثم مر بهما على لحيته ثم غسل رجليه إلى
الكعبين ثلاث مرات ثم قام فركع ركعتين ثم قال توضأت لكم كما رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثم ركعت ركعتين كما رأيته ركع قال ثم قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم حين فرغ من ركعتيه من توضأ كما توضأت ثم ركع ركعتين لا يحدث
فيهما نفسه غفر له ما بينهما وبين صلاته بالأمس. قلت رواه أحمد وهو في الصحيح
باختصار ورجاله موثقون. وعن عثمان أنه دعا بوضوء فمضمض واستنشق وغسل
وجهه ثلاثا وذراعيه ثلاثا ومسح برأسه وطهر قدميه ثم ضحك قال ألا تسألوني
ما أضحكني قلنا ما أضحكك يا أمير المؤمنين قال ضحكت أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم دعى بوضوء قريبا من هذا المكان فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما توضأت ثم ضحك كما ضحكت ثم قال ألا تسألوني ما أضحكني قلنا ما أضحكك
يا نبي الله قال أضحكني أن العبد إذا توضأ فغسل وجهه حط الله عنه كل خطيئة أصاب
بوجهه فإذا غسل ذراعيه كان كذلك فإذا مسح رأسه كان كذلك فإذا طهر قدميه
كان كذلك. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح وهو في الصحيح باختصار
وعن عبد الله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فغسل يديه مرتين ووجهه
ثلاثا ومسح برأسه مرتين - قلت هو في الصحيح خلا قوله مسح برأسه مرتين -
229

رواه أحمد. ورجاله رجال الصحيح. وعن يزيد بن البراء بن عازب وكان
أميرا بعمان فكان كخير الامراء قال قال أبي اجتمعوا فلأريكم كيف كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وكيف كان يصلي فاني لا أدري ما قدر صحبتي
إياكم قال فجمع بنيه وأهله ودعا بوضوء فتمضمض واستنثر وغسل وجهه ثلاثا
وغسل يده اليمنى ثلاثا وغسل هذه ثلاثا يعني اليسرى ثم مسح رأسه وأذنيه ظاهرهما
وباطنهما وغسل هذه الرجل يعني اليمنى ثلاثا وغسل هذه الرجل يعني اليسرى ثلاثا
ثم قال هكذا ما ألوت أن أريكم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ.
رواه أحمد ورجاله موثقون. وعن عبد الرحمن بن قراد قال خرجت مع النبي صلى الله
عليه وسلم حاجا قال فرأيته خرج للخلاء فاتبعته بالإداوة أو القدح وكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الحاجة أبعد فجلست له بالطريق حتى انصرف رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقلت له يا رسول الله الوضوء فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي
فصب على يده فغسلها ثم أدخل يده فكفأها فصب على يده واحدة ثم مسح على رأسه
ثم قبض على يده واحدة ثم قبض الماء قبضا بيده فضرب به على ظهر قدميه فنضح
بيده على ظهر قدميه. قلت هكذا هو الأصل. رواه أحمد - وروى النسائي وابن ماجة
منه كان إذا أراد الحاجة أبعد - ورجاله ثقات. وعن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا توضأ تمضمض ومسح لحيته بالماء من تحتها. رواه أحمد وفيه واصل بن السائب
وقد أجمعوا على ضعفه. وعن أبي هريرة باسناد رجاله رجال الصحيح أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم توضأ فمضمض ثلاثا واستنشق ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا وغسل يديه ثلاثا
ومسح برأسه ثلاثا وغسل قدميه ثلاثا - قلت رواه ابن ماجة خلا قوله ومسح برأسه ثلاثا -
رواه الطبراني في الأوسط. وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فغسل كفيه
ثلاثا وذراعيه ثلاثا. رواه الطبراني في الكبير من طريق سميع عنه وإسناده حسن
وسميع ذكره ابن حبان في الثقات وقال لا أدري من هو ولا من أين هو والظاهر
أنه اعتمد. في توثيقه على غيره. وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من توضأ واحدة
فتلك وظيفة الوضوء التي لا بد منها ومن توضأ اثنتين فله كفلان من الاجر ومن
توضأ ثلاثا فذاك وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي. رواه أحمد وفيه زيد العمى
وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح، ولابن عمر عند ابن ماجة حديث
230

مطول في هذا وفي كل من الحديثين ما ليس في الآخر والله أعلم. وعن راشد بن يحيى
الحماني (1) قال رأيت انس بن مالك بالزاوية فقلت له أخبرني عن وضوء رسول الله
صلى الله عليه وسلم كيف كان فإنه بلغني أنك كنت توضئه قال نعم فدعا بوضوء
فأتى بطست وبقدح نحت كما نحت فوضع بين يديه فأكفأ على يديه من الماء فأنعم
غسل كفيه ثم تمضمض ثلاثا واستنشق ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا ثم أخرج يده
اليمنى فغسلها ثلاثا ثم غسل اليسرى ثلاثا ثم مسح برأسه مرة واحدة غير
أنه أمرها على أذنيه فمسح عليهما ثم أدخل كفيه جميعا في الماء - قال فذكر الحديث.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن إبراهيم بن أبي عبلة قال سألت أنس
ابن مالك كيف أتوضأ فقال سألتني كيف أتوضأ ولا تسألني كيف رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يتوضأ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ثلاثا ثلاثا
وقال بهذا أمرني ربي عز وجل. رواه الطبراني في الأوسط والصغير والبزار
باختصار ورجاله ثقات. وعن بريدة قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء
فتوضأ واحدة واحدة فقال هذا الوضوء الذي لا يقبل الله الصلاة إلا به ثم
توضأ ثنتين ثنتين فقال هذا وضوء الأمم قبلكم ثم توضأ ثلاثا ثلاثا فقال هذا وضوئي
ووضوء الأنبياء من قبلي. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف.
وعن أبي رافع قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فغسل وجهه ثلاثا
وغسل يديه ثلاثا ومسح برأسه وأذنيه وغسل رجليه ثلاثا ورأيته مرة أخرى توضأ
مرة مرة. رواه البزار والطبراني في الأوسط وله في الكبير رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا ومرتين مرتين ومرة مرة ورجالهما رجال الصحيح. وعن
ابن عباس أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف الوضوء
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فغسل يده اليمنى ثلاثا ثم أدخل يده اليمنى في الاناء
ثم مضمض واستنشق ثلاثا وغسل وجهه ويديه ثلاثا ومسح برأسه وظاهر أذنيه مع رأسه ثم
غسل رجليه ثلاثا ثم قال هكذا الوضوء فمن زاد فقد تعدى وظلم. رواه الطبراني
في الكبير وله في الصحيح حديث غير هذا وفيه سويد بن عبد العزيز ضعفه أحمد
ويحيى وجماعة ووثقه دحيم. وعن ابن عباس قال دخلت على رسول الله صلى الله

(1) لعله راشد بن نجيح أبو محمد كما ذكره الذهبي فلعل قوله يحيى سبق قلم والله أعلم هامش.
231

عليه وسلم وهو يتطهر وبين يديه إناء قدر المد وان زاد فقلما زاد وان نقص
فقلما نقص فغسل يديه وتمضمض واستنشق ثلاثا ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا
وخلل لحيته وغسل ذراعيه ثلاثا ومسح برأسه وأذنيه مرتين مرتين وغسل رجليه
حتى أنقاهما فقلت يا رسول الله هكذا التطهر قال هكذا أمرني ربي عز وجل. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه نافع أبو هرمز وهو ضعيف جدا. وعن وائل بن حجر قال
حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أتى باناء فيه ماء فأكفأ على يمينه ثلاثا
ثم غمس يمينه في الاناء فأفاض بها على اليسرى ثلاثا ثم غمس اليمنى فحفن حفنة من
ماء فتمضمض بها واستنشق واستنثر ثلاثا ثم أدخل كفيه في الاناء فحمل بهما (1) ماء
فغسل وجهه ثلاثا ثم خلل لحيته ومسح باطن أذنيه وأدخل خنصره في داخل أذنه
ليبلغ الماء ثم مسح رقبته وباطن لحيته من فضل ماء الوجه وغسل ذراعه اليمنى ثلاثا
حتى جاوز المرفق وغسل اليسرى مثل ذلك باليمنى حتى جاوز المرفق ثم مسح
على رأسه ثلاثا ومسح ظاهر أذنيه ومسح رقبته وباطن لحيته بفضل ماء الرأس ثم
غسل قدمه اليمنى ثلاثا وخلل أصابعها وجاوز بالماء الكعب ورفع في الساق الماء
ثم فعل في اليسرى مثل ذلك ثم أخذ حفنة من الماء بيده اليمنى فوضعه على رأسه
حتى تحدر من جوانب رأسه وقال هذا تمام الوضوء فدخل محرابه وصف الناس خلفه
ونظر عن يمينه وعن يساره - قلت فذكر الحديث. رواه الطبراني في الكبير والبزار
وفيه سعيد بن عبد الجبار قال النسائي ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في الثقات وفي
سند البزار والطبراني محمد بن حجر وهو ضعيف وفي حديث البزار طول في أمر
الصلاة يأتي في صفة الصلاة إن شاء الله. وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم توضأ مرة مرة. رواه البزار والطبراني في الأوسط وزاد ثم قام
فصلى. وفيه مندل بن علي ضعفه أحمد وابن المديني وابن معين في رواية ووثقه في
أخرى. وعن أبي بكرة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فغسل يديه
ثلاثا ومضمض ثلاثا واستنشق ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا وذراعيه إلى المرفقين ومسح
برأسه يقبل بيديه من مقدمه إلى مؤخره ومن مؤخره إلى مقدمه ثم غسل رجليه ثلاثا

(1) في النسخ " بها " وفي هامش الأصل: صوابه " بهما " كما هو بخطه في زوائد.
المعجم الكبير.
232

وخلل أصابع رجليه وخلل لحيته. رواه البزار وقال لا يروى عن أبي بكرة إلا بهذا الاسناد
وبكار ليس به بأس وابنه عبد الرحمن صالح، قلت وشيخ البزار محمد بن صالح بن العوام لم
أجد من ترجمه وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا
توضأ أحدكم فليمضمض ثلاثا فان الخطايا تخرج من وجهه ويغسل يديه ثلاثا ويمسح
برأسه ثلاثا ثم يدخل يديه في أذنيه ثم يفرغ على رجليه ثلاثا. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه أبو موسى الحناط وهو متروك. وعن عبد الرحمن بن عباد بن يحيى
ابن خلاد الزرقي قال دخلنا على عبد الله بن أنيس فقال ألا أريكم كيف توضأ رسول
الله صلى الله عليه وسلم وكيف صلى قلنا بلى فغسل يديه ثلاثا ثلاثا ومسح برأسه مقبلا ومدبرا
وأمس أذنيه وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا ثم أخذ ثوبا فاشتمل به وصلى ثم قال هكذا
رأيت حبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ويصلي. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه عبد الرحمن بن عباد بن يحيى بن خلاد الزرقي ولم أجد من ترجمه. وعن جابر
ابن عبد الله قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد فتوضأ وغسل وجهه ويديه
ومسح برأسه وتناول الماء بيده اليمنى فرش على قدميه فغسلهما. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وعن معاذ بن جبل قال كان نبي الله صلى الله
عليه وسلم يتوضأ واحدة واحدة وثنتين ثنتين وثلاثا ثلاثا كل ذلك يفعل. رواه
الطبراني في الكبير وفيه محمد بن سعيد المصلوب وهو ضعيف. وعن أبي كاهل أنه
قال مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ قلت يا رسول الله قد أعطانا
الله منك خيرا كثيرا فغسل كفيه ثم مضمض ثلاثا واستنشق ثلاثا وغسل وجهه
ثلاثا وذراعيه ثلاثا ومسح برأسه ولم يوقت وطهر قدميه ولم يوقت وقال يا كاهل (1)
ضع الطهور مواضعه وابق فضل طهورك لأهلك لا تعطش أهلك ولا تشق على
خادمك. رواه الطبراني في الكبير وفيه الهيثم بن جماز وهو متروك. وعن أبي
أيوب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ استنشق ثلاثا ومضمض وأدخل أصبعيه
في فمه وكان يبلغ براحته إذا غسل وجهه ما أقبل من أذنيه وإذا مسح رأسه مسح
بإصبعيه ما أدبر وأذنيه مع رأسه. رواه الطبراني في الكبير وهكذا وجدته في الأصل

(1) في الأصل بخطه " يا أبا كاهل " ولكنه ضرب على " أبا " وفي زوائد الكبير
بياض بين " يا " وبين " كاهل " مكتوب بخطه عليه " كذا " - كما في هامش الأصل.
233

وفيه واصل بن السائب وهو متروك. وعن عباد بن تميم عن أبيه قال رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فبدأ فغسل وجهه وذراعيه ثم تمضمض واستنشق ثم
مسح برأسه. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وله في الكبير
أيضا قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح بالماء على لحيته ورجليه ورجاله
موثقون. وعن نمران بن جارية عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا
للرأس ماء جديدا. رواه الطبراني في الكبير وفيه دهثم بن قران ضعفه جماعة وذكره
ابن حبان في الثقات. وعن الحسن بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ فضل
ماء حتى يسيله على موضع سجوده. رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. وعن
الحسين بن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ فغسل موضع سجوده بالماء
حتى سيله على موضع سجوده. رواه أبو يعلى وإسناده حسن. وعن عباد بن تميم عن
أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ويمسح بالماء على رجليه. رواه الطبراني في
الأوسط ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني. وعن عبد الله بن بدر قال نزل
القرآن بالمسح فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغسل فغسلنا. رواه الطبراني
في الكبير وعبد الله بن بدر تابعي فلا أدري سقط الصحابي من خطي أو هو هكذا
وفيه محمد بن جابر وهو ضعيف. وعن ابن مسعود قال رجع قوله إلى غسل القدمين
في قوله (وأرجلكم إلى الكعبين). رواه الطبراني في الكبير وقتادة لم يسمع من ابن مسعود.
(باب في الاذنين)
عن عثمان قال ألا أريكم كيف كان وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا بلى فدعا بماء
فتمضمض ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا وذراعيه ثلاثا قال واعلموا أن الاذنين من الرأس.
رواه أحمد وفيه رجلان مجهولان. وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الأذنان من الرأس. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أشعث بن سوار وهو ضعيف.
وعن عمر بن أبان بن مفضل المدني قال أراني أنس بن مالك الوضوء أخذ ركوة (1)
فأدارها عن يساره وصب على يده اليمنى فغسلها ثلاثا ثم أدار الركوة على يده اليمنى
فغسلها ثلاثا فمسح برأسه ثلاثا وأخذ ماء جديدا لصماخه فمسح سماخه فقلت قد
مسحت أذنيك فقال يا غلام إنهما من الرأس ليس هما من الوجه ثم قال يا غلام
هل رأيت وهل فهمت قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ.

(1) الركوة إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء.
234

رواه الطبراني في الأوسط والصغير قال الذهبي وعمر بن أبان لا يدرى من هو، قلت
ذكره ابن حبان في الثقات.
(باب التخليل)
عن أبي أيوب يعني الأنصاري وعن عطاء قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حبذا
المتخللون من أمتي في الوضوء والطعام. رواه أحمد والطبراني في الكبير وله في الكبير
أيضا عن أبي أيوب وحده قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال حبذا المتخللون
من أمتي قالوا وما المتخللون يا رسول الله قال المتخللون بالوضوء والمتخللون من الطعام
أما تخليل الوضوء فالمضمضة والاستنشاق وبين الأصابع وأما تخليل الطعام فمن الطعام
أنه ليس شئ أشد على الملكين من أن يريا بين أسنان صاحبهما طعاما (1) وهو قائم يصلي.
وفي إسنادهما واصل الرقاشي وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم حبذا المتخللون من أمتي. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أبي حفص
الأنصاري ولم أجد من ترجمه. وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا توضأ خلل لحيته بالماء. رواه أحمد ورجاله موثقون. وعن شقيق قال توضأ
عثمان بن عفان فخلل أصابع رجليه وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك. رواه
أبو يعلى ورجاله موثقون. وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ
خلل لحيته. رواه الطبراني في الكبير وفيه خالد بن إلياس ولم أر من ترجمه. وعن
أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ خلل لحيته. رواه الطبراني في الكبير
وفيه الصلت بن دينار وهو متروك. وعن أبي الدرداء قال توضأ رسول الله صلى
الله عليه وسلم فخلل لحيته بفضل وضوئه ومسح رأسه بفضل ذراعيه. رواه الطبراني
في الكبير وفيه تمام بن نجيح وقد ضعفه البخاري وجماعة ووثقه يحيى بن معين.
وعن أنس بن مالك قال وضأت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخل (2) تحت حنكه فخلل
لحيته فقلت ما هذا فقال بهذا أمرني ربي عز وجل. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله وثقوا. وعن نافع عن ابن عمر أنه كان إذا توضأ خلل لحيته وأصابع رجليه
ويزعم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد

(1) في الأصل " طعام " وفي الهامش: " وفي زوائد الكبير بخطه طعاما وهو الصواب ".
(2) لعله كما هو في زوائد الأوسط بخطه " يده " - كما في هامش الأصل.
235

ابن محمد بن أبي بزة (1) ولم أر من ترجمه. وعن عبد الله بن عكبرة وكانت له صحبة
قال التخليل سنة. رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق
وهو ضعيف. وعن واثلة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يخلل أصابعه بالماء
خللها الله بالنار يوم القيامة. رواه الطبراني في الكبير وفيه العلاء بن كثير الليثي وهو
مجمع على ضعفه. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتنتهكن الأصابع
بالطهور أو لتنتهكنها النار. رواه الطبراني في الأوسط ووقفه في الكبير على ابن
مسعود وإسناده حسن. وعن عبد الله بن مسعود أنه قال خللوا الأصابع الخمس
لا يحشوها الله نارا. رواه الطبراني في الكبير وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات.
وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخللوا فإنه نظافة
والنظافة تدعو إلى الايمان مع صاحبه في الجنة. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه إبراهيم بن حيان (2) قال ابن عدي أحاديثه موضوعة.
(باب في إسباغ الوضوء)
عن علي يعني ابن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي أسبغ الوضوء وان
شق عليك ولا تأكل الصدقة ولا تنزى الحمر على الخيل ولا تجالس أصحاب النجوم.
رواه عبد الله في زياداته في المسند على أبيه، وروى أبو داود منه إنزاء الحمر على
الخيل، وفيه القاسم بن عبد الرحمن وفيه ضعف. وعن عمرو بن عبد الله بن كعب عن
امرأة من المبايعات أنها قالت جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه من
بني سلمة فقربنا له طعاما فأكل ومعه أصحابه ثم قربنا إليه وضوء فتوضأ ثم أقبل على
أصحابه فقال ألا أخبركم بمكفرات الخطايا قالوا بلى قال إسباغ الوضوء على المكاره
وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة. رواه أحمد والطبراني في
الكبير وإسناده محتمل. وعن عبيدة بن عمرو الكلابي قال رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم توضأ فأسبغ الوضوء قال وكانت ربيعة إذا توضأت أسبغت الوضوء.
رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات. وعن حمران قال دعا
عثمان بوضوء وهو يريد الخروج إلى الصلاة في ليلة باردة فجئته بماء فغسل وجهه

(1) قلت ابن أبي بزة هو أبو الحسن البزي المقري وله في الميزان ترجمة
مبسوطة. كما في هامش الأصل
(2) بمثناة.
236

ويديه فقلت حسبك والليلة شديدة البرد فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يسبغ
عبد الوضوء إلا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. رواه البزار ورجاله موثقون
والحديث حسن إن شاء الله. وعن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال من أسبغ الوضوء في البرد الشديد كان له من الاجر كفلان. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه عمر بن حفص العبدي وهو متروك. وعن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الملائكة لتفرح بذهاب الشتاء رحمة لما يدخل على
فقراء المؤمنين من الشدة. رواه الطبراني في الكبير وفيه معلى بن ميمون وهو
متروك. وعن عبد الله بن مسعود قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسباغ الوضوء.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عثمان بن صفوان روى عن الثوري وروى عنه
ابنه محمد ولم أجد من ترجمه. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا
أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا إسباغ الوضوء وكثرة الخطا إلى المساجد. رواه
البزار وعاصم بن بهدلة لم يسمع من أنس وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما إسباغ الوضوء فسكت عنه رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى حضرت الصلاة قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء
فغسل يديه ثم استنثر ومضمض وغسل وجهه ثلاثا ويديه ثلاثا ثلاثا ومسح برأسه
وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا ثم نضح تحت ثوبه فقال هذا إسباغ الوضوء. رواه أبو يعلى
والبزار وأبو معشر يكتب من حديثه الرقاق والمغازي وفضائل الأعمال، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن أبي رافع قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مشرق اللون يعرف
السرور في وجهه فقال رأيت ربي في أحسن صورة فقال لي يا محمد أتدري فيم يختصم
الملا الأعلى فقلت يا ربي في الكفارات قال وما الكفارات قلت إبلاغ الوضوء أماكنه على
الكريهات والمشي على الاقدام إلى الصلوات وانتظار الصلاة بعد الصلاة. رواه الطبراني
في الكبير، وفيه عبد الله بن إبراهيم بن الحسين عن أبيه ولم أر من ترجمهما. قلت ويأتي
أحاديث من هذا النوع في انتظار الصلاة وفي التعبير إن شاء الله تعالى. وعن طارق
ابن شهاب قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيم يختصم الملا الأعلى فقال في الكفارات
والدرجات فأما الدرجات فاطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام
وأما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات ونقل الاقدام إلى الجماعات وانتظار
237

الصلاة بعد الصلاة. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه أبو سعد البقال وهو
مدلس وقد وثقه وكيع. وعن خولة بنت قيس بن فهد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا
أخبركم بكفارات الخطايا قالوا بلى يا رسول الله قال اسباغ الوضوء عند المكاره وكثرة
الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن
لهيعة وله إسناد آخر رجاله موثقون كلهم. وعن سعيد بن خثيم قال سمعت جدتي عبيدة
بنت عمرو الكلابية تقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ وأسبغ الوضوء. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله موثقون إلا أن سعيد بن خثيم لم أجد له سماعا من أحد
من الصحابة وقد روى قبل هذا عن جدته عن أبيها والله أعلم.
(باب إزالة الوسخ من الأظفار)
عن وابصة بن معبد قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل شئ حتى سألته عن
الوسخ الذي يكون في الأظفار فقال دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. رواه الطبراني
في الكبير وفيه طلحة بن زيد الرقي وهو مجمع على ضعفه. وعن عبد الله يعني ابن
مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لي لا أيهم (1) ورفغ (2) أحدكم بين أنملته
وظفره. رواه البزار وفيه الضحاك بن زيد قال ابن حبان لا يحل الاحتجاج به.
(باب ما يقول بعد الوضوء)
عن عبد الرحمن بن البيلماني قال رأيت عثمان بن عفان رضي الله عنه جالسا بالمقاعد

(1) قال مؤلفه صوابه أهم. انتهى وفيه نظر فليتأمل. هامش.
(2) وهم إلى الشئ بالفتح يهم وهما إذا ذهب وهمه إليه، ووهم بالكسر يوهم وهما بالتحريك إذا غلط فمن الأول حديث ابن عباس أنه وهم في تزويج ميمونة أي ذهب وهمه إليه، ومن
الثاني الحديث أنه سجد للوهم وهو جالس أي للغلط وفيه قيل له كأنك وهمت
قال وكيف لا إيهم هذا على لغة من يكسر حرف المضارعة من الفعل المستقبل
فيقول اعلم ونعلم وتعلم والأصل في مضارع وهم المكسور العين وهم بالفتح
وثبوت الواو فلما كسرت همزة أو هم انقلبت الواو ياء فصار أيهم - قاله في النهاية. وقال أيضا
فيها: الرفغ بالضم والفتح واحد الأرفاغ وهي أصول المغابن كالآباط والحوالب
وغيرها من مطاوي الأعضاء وما يجتمع فيه من الوسخ والعرق. والمعنى لا تقلمون أظافركم
ثم تحكون بها أرفاغكم فيعلق بها ما فيها من الوسخ - كما في هامش الأصل.
238

يتوضأ فمر به رجل فسلم عليه فلم يرد عليه حتى فرغ من وضوئه ثم دخل المسجد
فوقف على الرجل فقال لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول من توضأ فغسل يديه ثم مضمض ثلاثا واستنشق ثلاثا وغسل وجهه
ثلاثا ويديه إلى المرفقين ومسح برأسه ثم غسل رجليه ثم لم يتكلم حتى يقول أشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن وأن محمدا
عبده ورسوله غفر له ما بين الوضوءين. رواه
أبو يعلى وفيه محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني وهو مجمع على ضعفه. وعن ثوبان مولى رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعا بوضوء فساعة يفرغ من وضوئه يقول أشهد
أن لا إله إلا الله وأشهد أن وأن محمدا
رسول الله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من
المتطهرين فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء. رواه الطبراني في الأوسط
والكبير باختصار وقال في الأوسط تفرد به مسور بن مورع ولم أجد من ترجمه وفيه
أحمد بن سهيل الوراق ذكره ابن حبان في الثقات، وفي إسناد الكبير أبو سعيد
البقال والأكثر على تضعيفه ووثقه بعضهم. وعن معاوية بن قرة عن أبيه عن جده قال
توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدة واحدة فقال هذا وضوء لا يقبل الله
الصلاة إلا به ثم توضأ ثنتين ثنتين فقال من توضأ هكذا ضاعف الله أجره مرتين
ثم توضأ ثلاثا ثلاثا فقال هذا إسباغ الوضوء وهذا وضوئي ووضوء خليل الله إبراهيم
عليه السلام من توضأ هكذا ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن
محمدا عبده ورسوله فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء. رواه الطبراني
في الأوسط وقال هكذا رواه مرحوم عن عبد الرحيم بن زيد عن أبيه عن معاوية
ابن قرة عن أبيه عن جده ورواه غيره عن معاوية بن قرة عن ابن عمرو عن معاوية
ابن قرة عن عبيد بن عمير عن أبي كعب، وعبد الرحيم بن زيد متروك وأبوه
مختلف فيه. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ
سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة ومن قرأ عشر آيات
من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره ومن توضأ فقال سبحانك اللهم وبحمدك
لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى
يوم القيامة. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح إلا أن النسائي قال
بعد تخريجه في اليوم والليلة هذا خطأ والصواب موقوفا ثم رواه من رواية الثوري
وغندر عن شعبة موقوفا.
239

(باب إذا توضأت فلا تشبك أصابعك)
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا توضأ أحدكم للصلاة
فلا يشبك بين أصابعه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عتيق بن يعقوب ولم
أر من ذكره وبقية رجاله رجال الصحيح.
(باب الطيب بعد الوضوء)
عن يزيد بن أبي عبيد أن سلمة بن الأكوع كان إذا توضأ يأخذ المسك فيديفه (1)
في يده ثم يمسح به لحيته. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
(باب فيمن نسي مسح رأسه)
عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسي مسح الرأس فذكر وهو
يصلي فوجد في لحيته بللا فليأخذ منه وليمسح به رأسه فان ذلك يجزئه وإن لم بجد
بللا فليعد الوضوء والصلاة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه نهشل بن سعيد وهو كذاب.
(باب فيمن لم يحسن الوضوء)
عن معيقيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل للأعقاب من النار. رواه أحمد
والطبراني في الكبير وفيه أيوب بن عتبة والأكثر على تضعيفه. وعن عقبة بن
مسلم قال سمعت عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم يقول ويل للأعقاب وبطون الاقدام من النار. رواه أحمد هكذا وقال
الطبراني في الكبير عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول ويل للأعقاب وبطون الاقدام من النار. ورجال أحمد والطبراني
ثقات. وعن أبي أمامة وأخيه قالا أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتوضؤن
فقال ويل للأعقاب من النار. رواه الطبراني في الكبير من طرق ففي بعضها عن
أبي أمامة وأخيه وفي بعضها عن أبي أمامة فقط وفي بعضها عن أخيه فقط وفي بعضها
قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتوضؤن فبقي على أقدامهم قدر الدرهم
فقال ويل للأعقاب من النار. ومدار طرقه كلها على ليث بن أبي سليم وقد اختلط.
وعن بكر بن سوادة قال سمعت أبا الهيثم قال رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم أتوضأ فقال
بطن القدم يا أبا الهيثم. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف وبكر

(1) الدوف الخلط: والبل بماء أو نحوه.
240

ابن سوادة ما أظنه سمع أبا الهيثم والله أعلم. وعن أبي بكر الصديق قال كنت جالسا
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل قد توضأ وفي قدمه موضع لم يصبه الماء فقال
النبي صلى الله عليه وسلم إذهب فأتم وضوءك ففعل. رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه
الوازع بن نافع وهو مجمع على ضعفه. وعن أبي روح الكلاعي قال صلى بنا نبي الله
صلى الله عليه وسلم صلاة فقرأ فيها سورة الروم فلبس بعضها فقال إنما لبس علينا
الشيطان القراءة من أجل أقوام يأتون الصلاة بغير وضوء فإذ أتيتم الصلاة فأحسنوا
الوضوء. رواه أحمد عن أبي روح نفسه، ورواه النسائي عن أبي روح عن رجل
ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن عبد الملك بن عمير قال سمعت شبيبا أبا روح
من ذي الكلاع أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ بالروم فتردد في آية فلما انصرف قال
إنه لبس علينا القرآن إن أقواما منكم يصلون معنا لا يحسنون الوضوء فمن شهد الصلاة
معنا فلحسن الوضوء. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(باب المحافظة على الوضوء)
عن ربيعة الجرشي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استقيموا ونعما إن استقمتم وحافظوا
على الوضوء فان خير أعمالكم الصلاة وتحفظوا من الأرض فإنها أمكم وإنه ليس أحد
عامل عليها خيرا أو شرا إلا وهي مخبرة. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف.
(باب الدوام على الطهارة)
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من الخلاء توضأ. رواه أحمد
وفيه جابر الجعفي وثقه شعبة وسفيان وضعفه أكثر الناس.
(باب فيمن لم يتوضأ بعد الحدث)
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال فقام عمر خلفه بكوز فقال
ما هذا يا عمر فقال ماء تتوضأ به يا رسول الله قال ما أمرت كلما بلت أن أتوضأ
ولو فعلت كانت سنة. رواه أحمد من رواية ابن أبي مليكة عن أمه ولم أر من ترجمها،
ورواه أبو يعلى عن ابن أبي مليكة عن أبيه عن عائشة.
(باب نضح الفرج بعد الوضوء)
عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام لما نزل على النبي
صلى الله عليه وسلم فعلمه الوضوء فلما فرغ من وضوئه أخذ حفنة من ماء فرش بها نحو
241

الفرج فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرش بعد وضوئه. رواه أحمد وفيه
رشدين بن سعد وثقه هيثم بن خارجة وأحمد بن حنبل في رواية وضعفه آخرون.
(باب فيمن كان على طهارة وشك في الحدث)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحدكم إذا كان في الصلاة جاءه
الشيطان فأبس (1) به كما يأبس (2) بدابته فإذا سكن له أضرط بين أليتيه ليفتنه عن صلاته
فإذا وجد شيئا من ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا. رواه أحمد وهو
عند أبي داود باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح. وبسنده عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحدكم إذا كان في المسجد جاءه الشيطان فأبس منه
كما يابس الرجل بدابته فإذا سكن له زنقه أو ألجمه، قال أبو هريرة فأنتم ترون ذلك
أما المزنوق فتراه مائلا وأما الملجوم فتراه فاتحا فاه لا يذكر الله. وعن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يخيل إليه في صلاته أنه أحدث في صلاته
ولم يحدث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته
حتى يفتح مقعدته فيخيل إليه أنه أحدث ولم يحدث فإذا وجد أحدكم ذلك فلا ينصرف
حتى يسمع صوت ذلك بأذنه أو يجد ريح ذلك بأنفه. رواه الطبراني في الكبير والبزار
بنحوه ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته فيمد شعرة من دبره فيرى أنه
قد أحدث فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا. رواه أبو يعلى - ورواه ابن
ماجة باختصار - وفيه علي بن زيد واختلف في الاحتجاج به. وعن محمد بن عمرو بن
عطاء قال رأيت السائب بن خلاد يشم ثوبه فقلت مم ذلك رحمك الله قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا وضوء إلا من ريح أو سماع. رواه الطبراني في الكبير
وفيه عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف الحديث ولم أر أحدا وثقه والله أعلم.
وعن عبد الله بن مسعود قال إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته فيأخذ شعرة من دبره
فيرى أنه قد أحدث فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا. رواه الطبراني
في الكبير وفيه الحجاج بن أرطاة وهو ثقة إلا أنه مدلس ولم يصرح بالسماع.
وعن عبد الله بن مسعود قال إن الشيطان ليلطف بالرجل في صلاته ليقطع عليه

(1) أبست به تأبيسا أي ذللته وحقرته وروعته.
(2) في الأصل " يبس ".
242

صلاته فإذا أعياه نفخ في دبره فإذا أحس أحدكم من ذلك شيئا فلا ينصرف حتى
يجد ريحا أو يسمع صوتا. رواه الطبراني ورجاله موثقون. وعن وائل بن داود
عن إبراهيم قال الوضوء مما خرج وليس مما دخل والصوم مما دخل وليس مما خرج.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون (1).
(باب الوضوء من الريح)
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت أتت سلمى مولاة رسول الله
صلى الله عليه وسلم امرأة أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
تستأذنه على أبي رافع قد ضربها قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي رافع مالك ولها
يا أبا رافع قال تؤذيني يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بم آذيتيه يا سلمى قالت
يا رسول الله ما آذيته بشئ ولكنه أحدث وهو يصلي فقلت له يا أبا رافع ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قد أمر المسلمين إذا خرج من أحدهم الريح أن يتوضأ فقام
يضربني فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ويقول يا أبا رافع انها لم تأمرك
الا بخير. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح إلا
أن فيه محمد بن إسحاق وقد قال حدثني هشام بن عروة والله أعلم. وعن حصين
المزني قال قال علي بن أبي طالب على المنبر أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول لا يقطع الصلاة إلا الحدث لا أستحييكم مما لا يستحيي منه رسول
الله صلى الله عليه وسلم والحدث أن يفسو أو يضرط. رواه عبد الله بن أحمد في زياداته
على أبيه، والطبراني في الأوسط، وحصين قال ابن معين لا أعرفه. وعن علي يعني
ابن أبي طالب قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
إنا نكون بالبادية وتكون من أحدنا الرويحة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان الله لا يستحي من الحق إذا فعل أحدكم ذلك فليتوضأ ولا تأتوا النساء في أعجازهن
وقال مرة في أدبارهن. رواه أحمد من حديث علي بن أبي طالب وهو في السنن
من حديث علي بن طلق الحنفي وقد تقدم حديث علي بن أبي طالب قبله كما تراه والله
أعلم، ورجاله موثقون.

(1) هنا في هامش الأصل: بلغ مقابلة وسماعا على مؤلفه بقراءة الحافظ شهاب
الدين أحمد بن حجر في العاشر.
243

(باب الستر على من خرج منه ريح)
عن جرير أن عمر صلى بالناس فخرج من انسان شئ فقال عزمت على صاحب هذا
إلا توضأ وأعاد الصلاة فقال جرير لو تعزم على كل من سمعها أن يتوضأ ويعيد
الصلاة فقال نعما قلت جزاك الله خيرا فأمرهم بذلك. رواه الطبراني في الكبير
ورجاله رجال الصحيح، وقد تقدم حديث في النهي عن الضحك من الضرطة.
(باب فيمن مس فرجه)
عن سيف بن عبد الله الحميري قال دخلت أنا ورجال معي على عائشة فسألناها
عن الرجل يمسح فرجه فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
ما أبالي إياه مسست أو أنفي. رواه أبو يعلى من رواية رجل من أهل اليمامة عن
حسين بن دفاع (1) عن أبيه عن سيف وهؤلاء مجهولون وهو أقل ما يقال فيهم.
وعن عصمة بن مالك الخطمي قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
أحتك بعض جسدي فأدخلت يدي أحتك فأصابت يدي ذكري قال وأنا يصيبني
ذلك. رواه الطبراني في الكبير وفيه الفضل بن المختار وهو منكر الحديث
ضعيف جدا. وعن أرقم بن شرحبيل قال حكيت جسدي وأنا في الصلاة فأفضيت
إلى ذكري فقلت لعبد الله بن مسعود فقال لي اقطعه وهو يضحك أين تعزله
منك إنما هو بضعة منك. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن
عبد الرحمن بن علقمة قال سئل ابن مسعود وأنا أسمع عن مس الذكر فقال هل
هو إلا كطرف أنفك. ورجاله موثقون. وعن سعيد بن جبير أن ابن مسعود قال
ما أبالي إياه مسست أو أرنبتي. رواه الطبراني في الكبير وسعيد بن جبير لم يسمع من
ابن مسعود وكذلك قتادة فإنه رواه عنه أيضا. وعن الحسن أن خمسة من أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وابن مسعود وحذيفة وعمران بن حصين ورجلا آخر
قال بعضهم ما أبالي مسست ذكري أو أرنبتي وقال الآخر فخذي وقال الآخر ركبتي.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات من رجال الصحيح إلا أن الحسن مدلس ولم
يصرح بالسماع. وعن زيد بن خالد الجهني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
مس فرجه فليتوضأ. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله رجال

(1) في زوائد أبي يعلى بخط المؤلف رحمه الله " حسين بن فادع " فاعلم ذلك. هامش.
244

الصحيح إلا أن ابن إسحاق مدلس وقد قال حدثني. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال من أفضى بيده إلى ذكره ليس دونه ستر فقد وجب عليه الوضوء.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط والصغير والبزار وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي
وقد ضعفه أكثر الناس ووثقه يحيى بن معين في رواية. وعن عبد الله بن عمرو قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مس فرجه فليتوضأ وأيما امرأة مست فرجها فلتتوضأ
رواه أحمد وفيه بقية بن الوليد وقد عنعنه وهو مدلس. وعن عبد الله بن عمرو أن
بسرة بنت صفوان سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة تدخل يدها في
فرجها فقال عليها الوضوء. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن داود
الشاذكوني والأكثرون على تضعيفه. وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال من مس فرجه فليتوضأ. رواه البزار والطبراني في الكبير وفي سند الكبير
العلاء بن سليمان وهو ضعيف جدا، وفي سند البزار هاشم بن زيد وهو ضعيف جدا.
وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مس فرجه فليتوضأ. رواه البزار وفيه عمر
ابن شريح قال الأزدي لا يصح حديثه. وعن طلق بن علي وكان في الوفد الذين
وفدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مس فرجه فليتوضأ.
رواه الطبراني في الكبير وقال لم يرو هذا الحديث عن أيوب بن عتبة إلا حماد بن محمد
وقد روى الحديث الآخر حماد بن محمد وهما عندي صحيحان ويشبه أن يكون سمع
الحديث الأول من النبي صلى الله عليه وسلم قبل هذا ثم سمع هذا بعد فوافق حديث بسرة
وأم حبيبة وأبي هريرة وزيد بن خالد وغيرهم ممن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم
الامر بالوضوء من مس الذكر فسمع الناسخ والمنسوخ. وعن عبد الله بن عمرو أن
بسرة بنت صفوان بن نوفل سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة تضرب
بيدها فتصيب فرجها فقال توضأ. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن المؤمل
ضعفه أحمد ويحيى في رواية ووثقه في أخرى وذكره ابن حبان في الثقات. وعن
بسرة بنت صفوان قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مس ذكره أو
أنثييه أو رفغيه (1) فليتوضأ وضوءه للصلاة. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وهو
في السنن خلا ذكره الأنثيين والرفغين، ورجاله رجال الصحيح.

(1) أي أصول فخذيه.
245

(باب الوضوء من مس الأصنام)
عن بريدة بن الحصيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مس صنما فليتوضأ.
رواه البزار وفيه صالح بن حبان وهو ضعيف.
(باب فيمن مس كافرا)
عن الزبير بن العوام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل جبريل صلى الله
عليه وسلم فناوله يده فأبى أن يتناولها فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ
ثم ناوله يده فتناولها فقال يا جبريل ما منعك أن تأخذ بيدي قال إنك أخذت
بيد يهودي فكرهت أن تمس يدي يدا مسها كافر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
عمر بن رياح وهو مجمع على ضعفه.
(باب فيمن مس الأبرص)
عن عبد الله بن مسعود قال كنا نتوضأ من الأبرص إذا مسسناه. رواه الطبراني
في الأوسط والكبير وفيه جابر الجعفي وثقه شعبة والثوري وضعفه الناس.
(باب فيمن سال منه دم)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رعف أحدكم في صلاته
فلينصرف فليغسل عنه الدم ثم ليعد وضوءه وليستقبل صلاته. رواه الطبراني في
الكبير وفيه محمد بن مسلمة ضعفه الناس وقال الدارقطني لا بأس به ولكن رواه عن
ابن أرقم عن عطاء ولا ندري من ابن أرقم. وعن سلمان قال سال من أنفي دم فسألت
النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدث لما حدث وضوءا. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيد عمرو بن خالد القرشي الواسطي وهو كذاب.
(باب الوضوء من الضحك)
عن أبي موسى قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس إذ دخل رجل فتردى في
حفرة كانت في المسجد وكان في بصره ضرر فضحك كثير من القوم وهم في الصلاة
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضحك أن يعيد الوضوء ويعيد الصلاة. رواه
الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عبد الملك الدقيقي ولم أر من ترجمه (1)
وبقية رجاله موثقون.

(1) قلت قد ترجمه المزي في التهذيب وهو ثقة لا طعن فيه، وعلة الحديث إنما
هي الانقطاع فان راويه لم يسمع من أبي موسى - كما في هامش الأصل.
246

(باب فيمن قبل أو لا مس)
عن أبي مسعود الأنصاري أن رجلا أقبل إلى الصلاة فاستقبلته امرأته فأكب
عليها فتناولها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له فلم ينهه. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس. وعن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقبل ثم يخرج إلى الصلاة ولا يحدث وضوءا. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه يزيد بن سنان الرهاوي ضعفه أحمد ويحيى وابن المديني ووثقه البخاري
وأبو حاتم وثبته مروان بن معاوية وبقية رجاله موثقون. وعن عائشة أن النبي صلى الله
عليه وسلم كان يقبل بعض نسائه ثم يخرج إلى الصلاة ولا يتوضأ. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه سعيد بن بشير وثقة شعبة وغيره وضعفه يحيى وجماعة. وعن
عبد الله يعني ابن مسعود قال الملامسة ما دون الجماع وإن مس الرجل جسد امرأته
بشهوة ففيه الوضوء. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون إلا أن فيه حماد
ابن أبي سليمان وقد اختلف في الاحتجاج به. وعن أبي عبيدة أن ابن مسعود قال يتوضأ
الرجل من المباشرة ومن اللمس بيده ومن القبلة إذا قبل امرأته وكان يقول في هذه
الآية (أو لامستم النساء) هو الغمز. رواه الطبراني في الكبير وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
(باب فيمن يكون به الباسور)
عن ابن عباس أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان بي
الباسور فيسيل مني فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأت فسال من قرنك إلى
قدمك فلا وضوء عليك. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الملك بن مهران
قال العقيلي صاحب مناكير.
(باب في الوضوء من النوم)
عن معاوية بن أبي سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان العينين وكاء السه
فإذا نامت العينان استطلق الوكاء. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير
وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف لاختلاطه وعن عبد الله بن عمرو
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نام وهو جالس فلا وضوء عليه
فإذا وضع جنبه فعليه الوضوء. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن أبي
جعفر الجفري وضعفه البخاري وغيره وقال ابن عدي له أحاديث صالحة ولا يتعمد
247

الكذب. وعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم نام حتى نفخ ثم قال إنما الوضوء على من
اضطجع. رواه الطبراني في الكبير وفيه جعفر بن الزبير وهو كذاب. وعن أنس
أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يضعون جنوبهم فمنهم من يتوضأ
ومنهم من لا يتوضأ. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. ورواه أبو يعلى عن
أنس (1). وعن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يضعون جنوبهم
فينامون فمنهم من يتوضأ ومنهم من لا يتوضأ، ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الكريم
أبي أمية أن عليا وابن مسعود والشعبي قالوا في الرجل ينام وهو جالس ليس عليه
وضوء. رواه الطبراني في الكبير وعبد الكريم ضعيف ولم يدرك عليا ولا ابن
مسعود. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضوء النوم أن تمس
الماء ثم تمسح بتلك المسحة وجهك ويديك ورجليك كمسحة التيمم. رواه الطبراني
في الكبير وفيه العلاء بن كثير الليثي وقد أجمعوا على ضعفه.
(باب الوضوء مما مست النار)
عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأوا مما غيرت النار لونه.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله موثقون. وعن القاسم مولى معاوية قال
دخلت مسجد دمشق فرأيت ناسا مجتمعين وشيخ يحدثهم قلت من هذا قالوا سهل
ابن الحنظلية فسمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أكل
لحما فليتوضأ. رواه أحمد من طريق سليمان بن أبي الربيع عن القاسم أبي عبد الرحمن
وسليمان لم أر من ترجمه والقاسم مختلف في الاحتجاج به. وعن محمد بن طحلاء
قال قلت لأبي سليمان (2) ان ظئرك سليم (3) لا يتوضأ مما مست النار فضرب صدر
سليم وقال أشهد على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يتوضأ مما مست النار. رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال الطبراني
موثقون لأنه من رواية محمد بن طحلاء عن أبي سلمة وأبو سليمان الذي في إسناد
أحمد لا أعرفه ولم أر من ترجمه. وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال توضأوا

(1) في زوائد أبي يعلى " عن أنس أو عن أناس " بخط المؤلف هكذا بأو، وفيه
بين " وسلم " وبين " يضعون " بياض، وليس فيه " كانوا " فاعلم - كما في هامش الأصل.
(2) لعله " أبو سلمة " كما في هامش الأصل.
(3) في زوائد مسند أحمد بخطه " مسلما ".
248

مما غيرت النار. رواه البزار وفيه حجاج بن نصير ضعفه أو حاتم وغيره ووثقه ابن
معين وابن حبان. وعن أنس أيضا أنه كان يضع أصبعيه ويقول صمتا ان لم أكن
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول توضأوا مما مست النار. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه خالد بن يزيد بن أبي مالك وهو كذاب. وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من مس فرجه فليتوضأ وقال توضأوا مما غيرت النار. رواه البزار والطبراني في
الكبير والأوسط باختصار مس الفرج وفيه العلاء بن سليمان الرقي وهو منكر
الحديث. وعن عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال قلت لمعاذ هل كنتم توضؤن مما
غيرت النار قال نعم إذا أكل أحدنا مما غيرت النار غسل يديه وفاه فكنا نعد
هذا وضوءا. رواه البزار وهو من رواية الحسن بن يحيى الخشني وهو ضعيف. وعن
عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الوضوء مما مست النار. رواه الطبراني في
الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي سعد الخير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
توضؤا مما مست النار وغلت به المراجل. رواه الطبراني في الكبير وفيه فراس
الشعباني وهو مجهول. وعن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل مما غيرت النار
توضأ. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح، وله عند الطبراني في الكبير
أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال توضؤا مما مست النار، ورجاله رجال الصحيح
إلا أن عمرو بن دينار قال أخبرني من سمع عبد الله بن عبد القاري وسماه في الحديث
قبله وهو يحيى بن جعدة وابن عبد القاري هو عبد الله بن عمرو بن عبد القاري نسبة إلى
جده. وعن زيد بن جبيرة بن محمود بن جبيرة من بني عبد الأشهل عن أبيه جبيرة
ابن محمود، وعن سلمة بن سلامة بن وقش صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
انهما دخلا وليمة وسلمة على وضوء فأكلوا ثم خرجوا فتوضأ سلمة فقال له جبيرة ألم
تكن على وضوء قال بلى ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجنا من
دعوة دعونا لها ورسول الله صلى الله عليه وسلم على وضوء فاكل ثم توضأ فقلت له
ألم تكن على وضوء يا رسول الله قال بلى ولكن الامر يحدث وهذا مما حدث. رواه
الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وثقه عبد الملك بن شعيب
ابن الليث وضعفه أحمد وجماعة واتهم بالكذب. وعن عبد الله بن أبي أمامة البلوي
وكان اسمه إياس بن ثعلبة قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبيه قال أمرنا
249

رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتوضأ من الغمر (1) ولا يؤذي بعضنا بعضا. رواه
الطبراني في الكبير وفيه الواقدي وهو ضعيف.
(باب الوضوء من لحوم الإبل وألبانها)
عن ذي الغرة قال عرض أعرابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله
صلى الله عليه وسلم يسير فقال يا رسول الله تدركنا الصلاة ونحن في أعطان الإبل
فنصلي فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا قال فنتوضأ من لحومها قال نعم قال فنصلي في
مرابض الغنم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال أفنتوضأ من لحومها قال لا. رواه
عبد الله بن أحمد والطبراني في الكبير وسماه يعيش الجهني ويعرف بذي الغرة، ورجال
أحمد موثقون. وعن مولى لموسى بن طلحة أو عن ابن لموسى بن طلحة عن أبيه عن
جده قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ من ألبان الإبل ولحومها ولا يتوضأ
من ألبان الغنم ولحومها ويصلي في مرابضها. رواه أبو يعلى وفيه رجل لم يسم. وعن
أسيد بن حضير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توضؤا من لحوم الإبل ولا تصلوا
في مناخها ولا توضؤا من لحوم الغنم وصلوا في مرابضها (قلت له حديث عند ابن ماجة
في الوضوء من ألبانها) (2). رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحجاج بن أرطاة وفي
الاحتجاج به اختلاف. وعن سمرة السوائي قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت إنا أهل بادية وماشية فهل نتوضأ من لحوم الإبل وألبانها قال نعم قلت فهل
نتوضأ من لحوم الغنم وألبانها قال لا. رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن
إن شاء الله. وعن سليك الغطفاني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال توضؤا من
لحوم الإبل ولا توضؤا من لحوم الغنم وصلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في مبارك الإبل.
رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي وثقه شعبة وسفيان وضعفه الناس.
(باب المضمضة من اللبن)
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فمضمض من دسمه. رواه البزار
وفيه أيوب بن سنان وهو ضعيف.

(1) الغمر بالتحريك: الدسم والزهومة.
(2) ما بين القوسين غير موجود
في الأصل بل في الهندية.
250

(باب ترك الوضوء مما مست النار)
عن عثمان بن عفان أنه جلس على الباب الثاني من مسجد رسول الله صلى الله
عليه وسلم فدعا بكتف فتعرقها (1) ثم قام فصلى ولم يتوضأ ثم قال جلست مجلس النبي صلى
الله عليه وسلم وأكلت ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم وصنعت ما صنع النبي صلى الله
عليه وسلم. رواه أحمد وأبو يعلى والبزار. ولعثمان عند البزار أنه رأى رسول الله صلى
الله عليه وسلم أكل خبزا ولحما ثم صلى ولم يتوضأ. ضعف إسناده ورجال أحمد ثقات.
وعن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل اللحم ثم يقوم إلى
الصلاة ولا يمس ماء. رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله موثقون. وعن المغيرة بن شعبة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل طعاما ثم أقيمت الصلاة فقام وقد كان توضأ قبل
ذلك فأتيته بماء ليتوضأ منه فانتهرني وقال وراءك فساءني والله ذلك ثم صلى فشكوت
ذلك إلى عمر فقال يا نبي الله إن المغيرة قد شق عليه انتهارك إياه وخشي أن يكون في
نفسك عليه شئ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس عليه في نفسي إلا خير ولكن
أتاني بماء لا توضأ وإنما أكلت طعاما ولو فعلت فعل الناس ذلك بعدي. رواه أحمد
والطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن أنس بن مالك قال كنت أنا وأمي
وأبو طلحة جلوسا فأكلنا لحما وخبزا ثم دعوت بوضوء فقالا لم تتوضأ فقلت لهذا
الطعام الذي أكلنا فقالا أتتوضأ من الطيبات لم يتوضأ منه من هو خير منك. رواه أحمد
ورجاله ثقات. وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال إن النبي صلى الله عليه وسلم نهش
من كتف ثم صلى ولم يتوضأ. رواه أبو يعلى والبزار وفيه حسام بن مصك وقد
أجمعوا على ضعفه. وعن علي يعني ابن أبي طالب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الثريد
ويشرب اللبن ويصلي ولا يتوضأ. رواه أبو يعلى وفيه عبد الأعلى بن عامر ضعفه
أحمد وأبو حاتم وقال ابن عدي حدث عنه الثقات، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن
أبي هريرة قال نشلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كتفا من قدر العباس فأكلها وقام يصلي ولم
يتوضأ. رواه أبو يعلى وفيه محمد بن عمرو عن أبي سلمة وهو حديث حسن. وعن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ من أثوار أقط (2) ثم أكل كتف
شاة ثم صلى ولم يتوضأ. رواه البزار وهو في الصحيح خلا قوله ثم أكل كتف شاة

(1) أي أكل لحمها.
(2) الأثوار: جمع ثور وهي قطعة من الأقط وهو لبن جامد مستحجر.
251

ثم صلى ولم يتوضأ ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ البزار (1). وعن رجل عن
معاوية أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل لبا ثم صلى ولم يتوضأ. رواه
أبو يعلى وفيه رجل لم يسم. وعن أبي أمامة الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يقول لأصحابه إذا كان أحدكم على وضوء فأكل طعاما لا يتوضأ منه إلا أن يكون لبن
الإبل إذا شربتموه فتمضمضوا بالماء. رواه الطبراني في الكبير ورجاله لم أر من
ترجم أحدا منهم. وعن أبي أمامة الباهلي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يتوضأ مما مست النار. رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن سعيد المصلوب وهو
كذاب. وعن أبي أمامة قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية بنت
عبد المطلب فغرفت له أو فقربت له عرقا فوضعته بين يديه ثم غرفت أو قربت
آخر فوضعته بين يديه فأكل ثم أتى المؤذن فقال الوضوء الوضوء فقال إنما الوضوء
علينا مما خرج وليس علينا مما دخل. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن
زحر عن علي بن يزيد وهما ضعيفان لا يحل الاحتجاج بهما. وعن رافع بن خديج
قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل ذراعا فلما فرغ أمر أصابعه على
الجدار ثم صلى العصر والمغرب ولم يتوضأ. رواه الطبراني في الكبير وفيه عمرو بن
قيس المكي (2) عن إبراهيم بن محمد بن خالد بن الزبير ولم أر من ترجمهما، وله
طريق آخر وفيه الواقدي وهو كذاب. وعن الحسن بن علي أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم مر به وفي يده عرق يتعرق منه قال فتناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم
فنهش منه نهشة أو نهشتين ثم صلى ولم يتوضأ. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن إسحاق
وهو ثقة مدلس ولكنه عنعنه. وعن الحسن بن علي أيضا أنه دخل على
رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت فاطمة فناولته كتف شاة مطبوخة فأكلها
ثم قام يصلي فأخذت ثيابه فقالت ألا توضأ يا رسول الله قال مم يا بنية قالت قد
اكلت مما مسته النار قال إن أطهر طعامكم ما مسته النار. رواه الطبراني في الكبير
وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة. وعن محمد بن مسلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم
أكل آخر أمريه لحما ثم صلى ولم يتوضأ. رواه الطبراني في الكبير وفيه يونس بن
أبي خالد ولم أر من ذكره. وعن معاذ بن جبل قال إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم

(1) فائدة: وشيخ البزار فيه اسمه أحمد بن أبان وهو ثقة.
(2) فائدة: عمرو الظاهر أنه عمر بضم العين وهو الملقب سندول ضعيف - كما في هامش الأصل.
252

بالوضوء مما غيرت النار بغسل اليدين والفم للتنظيف وليس بواجب. رواه الطبراني
في الكبير وفيه مطرف بن مازن وقد نسب إلى الكذب. وعن معاذ بن جبل
قال مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أسلخ شاة فقال لي يا معاذ هات أو أرني فدسعها
دسعتين (1) بين اللحم والجلد ثم قال يا معاذ هكذا ثم مضى إلى الصلاة. رواه الطبراني
في الكبير وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وعن الحسن بن أبي الحسن عن فاطمة قالت
دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكل عرقا فجاء بلال بالاذان فقام
ليصلي فأخذت بثوبه فقلت يا رسول الله ألا تتوضأ فقال مما أتوضأ يا بنية فقلت مما
مست النار فقال أوليس أطيب طعامكم مما مست النار. رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه
قال أوليس أطهر طعامكم، والحسن بن أبي الحسن ولد بعد وفاة فاطمة والحديث منقطع.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بالقدر فيأخذ
العرق فيصيب منه ثم يصلي ولم يتوضأ ولم يمس ماء. رواه أحمد وأبو يعلى والبزار
ورجاله رجال الصحيح. وعن صفية يعني بنت حيي قالت دخل علي رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقربت إليه كتفا باردا فكنت أسحاها (2) فأكلها ثم قام فصلى. رواه
أبو يعلى والطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن ضباعة بنت الزبير أنها وضعت
إلى النبي صلى الله عليه وسلم لحما فانتهش منه ثم صلى ولم يتوضأ. رواه أبو يعلى
وأحمد ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن الحارث بن نوفل أن أم حكيم ابنة الزبير
حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ضباعة فنهش
من كتف عندها ثم صلى ولم يتوضأ من ذلك. رواه الطبراني وأحمد في
الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أم حكيم بنت الزبير أنها قالت ناولت
نبي الله صلى الله عليه وسلم كتفا من لحم فأكل منه ثم صلى. رواه أحمد ورجاله
ثقات. وعن محمد بن المنكدر عن أم هانئ أنه أكل كتفا ثم صلى ولم يتوضأ يعني
النبي صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله موثقون.
وعن أم مبشر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهش من كتف ثم صلى ولم يتوضأ. رواه
الطبراني وفيه محمد بن السكن ولم أجد من ذكره وبقية رجاله ثقات. وعن أم حكيم
بنت الزبير أنها كانت تصنع للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما وتبعث به إليه وربما أتاها

(1) أي دفعها دفعتين.
(2) أي تكشط اللحم وتناوله.
253

فاكل عندها فزعمت أنه أتاها ذات يوم فأتته بكتف فجعلت أسحاها له وزعمت أنه
أكل وصلى ولم يتوضأ. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن عمرة
بنت حرام أنها جعلت للنبي صلى الله عليه وسلم في صور نخل كنسته وطيبته وذبحت
له شاة فأكل منها ثم توضأ فصلى الظهر فقدمت إليه من لحمها وصلى العصر ولم يتوضأ.
رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن ثابت البناني وهو ضعيف وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن عمرو بن محمد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال سمعت هند بنت سعيد
ابن أبي سعيد الخدري تحدث عن عمتها قالت جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عائدا
لأبي سعيد الخدري فقدمنا إليه ذراع شاة فأكل وحضرت الصلاة فتمضمض ثم صلى
ولم يتوضأ. رواه الطبراني في الكبير من طرق وبعضها رجالها رجال الصحيح
إلا هند بنت سعيد وقد وثقها ابن حبان. وعن أم سليم قالت قربت إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم كتفا مشوية فأكل منها ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ. رواه الطبراني في الكبير
عن محمد بن يوسف عنها ولم أجد من ذكر وأن محمدا
هذا. وعن أم عامر بنت يزيد بن
السكن وكانت من المبايعات أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرق فتعرقه
وهو في مسجد بني عبد الأشهل ثم قام فصلى ولم يتوضأ. رواه الطبراني في الكبير
من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي خليفة عن عبد الرحمن بن ثابت بن
صامت عنها ولم أجد من ذكر هذين. وعن علقمة قال أتينا بقصعة ونحن مع ابن مسعود
فأمر بها فوضعت في الطريق فأكل منها وأكلنا معه وجعل يدعو من مر به ثم مضينا إلى
الصلاة فما زاد على أن غسل أطراف أصابعه ومضمض فاه ثم صلى، وفي رواية أتينا
بقصعة من بيت ابن مسعود فيها خبز ولحم فذكره. رواهما الطبراني في الكبير
ورجالهما موثقون. وعن ابن مسعود قال لان أتوضأ من الكلمة الخبيثة أحب إلي من
أن أتوضأ من الطعام الطيب. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
(باب المسح على الخفين)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وضئني قال فأتيته بوضوء
فاستنجى ثم أدخل يده في التراب فمسحها ثم غسلها ثم توضأ ومسح على خفيه فقلت يا رسول
الله رجليك لم تغسلهما قال إني أدخلتهما وهما طاهرتان. رواه أحمد وفيه رجل لم يسم. وعن أبي أيوب أنه نزع خفيه فنظروا إليه فقال أما إني قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
254

يمسح عليهما ولكن حبب لي الوضوء. رواه أحمد والطبراني في الكبير وزاد عن
أبي أيوب أنه كان يأمر بالمسح على الخفين ويغسل رجليه فقيل له في ذلك فقال
بئس ما لي إن كان لكم مهناه وعلي مأثمه. ورجاله موثقون. وعن المغيرة بن شعبة
قال وضأت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فغسل وجهه وذراعيه ومسح
برأسه ومسح على خفيه فقلت يا رسول الله ألا أنزع خفيك قال لا إني أدخلتهما
وهما طاهرتان ثم لم أمش حافيا بعد. رواه أحمد - وهو في الصحيح خلا قوله ثم لم أمش
حافيا بعد - ورجاله رجال الصحيح. وعن ثوبان قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح
على الخفين والخمار. رواه أحمد والبزار وفيه عتبة بن أبي أمية ذكره ابن حبان في الثقات
وقال يروي المقاطيع. وعن أبي برزة عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في حديث طويل
أنه توضأ ومسح على خفيه. رواه البزار وفيه عبد السلام عن الأزرق بن قيس وعنه
يزيد بن هارون فإن كان ابن حرب وإلا فاني لم أعرفه. وعن عمر قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالمسح على الخفين إذا لبسهما وهما طاهرتان. رواه أبو يعلى - ولعمر في
الصحيح ذكر في قصة سعد غير هذا وله عند ابن ماجة آخر - ورجاله ثقات. وعن ابن
عمر أن عمر دخل الكنيف ثم خرج فمسح على خفيه وقال دخل رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم خرج فمسح عليهما. رواه أبو يعلى وعند البزار نحوه وفيه محمد بن أبي
حميد وهو مجمع على ضعفه. وعن عوسجة عن أبيه قال سافرت مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم فكان يمسح على الخفين. رواه البزار وقال إنما يروي عن عوسجة عن أبيه
عن علي وأخطأ فيه مهدي بن حفص قلت كذا قال ويأتي حديث عوسجة بن مسلم عن أبيه.
وعن معقل بن يسار قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل المغيرة بن
شعبة وعليه خفان فكان أول من رأيت عليه الخفين في الاسلام المغيرة فجعل الناس
يمسحونها ويقولون ما هذا قال الخفاف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم
سيكثر لكم من الخفاف قالوا يا رسول الله فما تأمرنا بالوضوء للصلاة قال تمسحون أو توضؤن
عليهما. رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن دينار وهو متروك. وعن أنس بن
مالك قال وضأت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بشهر فمسح على الخفين والعمامة. رواه
الطبراني في الأوسط - ورواه ابن ماجة خلا قوله قبل موته بشهر - وفيه علي بن الفضيل
ابن عبد العزيز ولم أجد من ذكره. وعن أبي طلحة أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ
255

فمسح على الخفين والخمار. رواه الطبراني في الصغير ورجاله موثقون. وعن أبي سعيد
الخدري قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى على غدير فنزل رسول
الله صلى الله عليه وسلم ونزلنا وحضرت الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا بلال قم فأذن فانطلق بلال فأهراق الماء ثم أتى الغدير فغسل وجهه ويديه وأهوى
إلى خفيه وكان عليه خفان أسودان وذلك بعيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فناداه رسول الله
صلى الله عليه وسلم يا بلال امسح على الخفين والخمار. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
غسان بن عوف قال الأزدي ضعيف. وعن جابر قال مر النبي صلى الله عليه وسلم
على رجل يتوضأ فغسل خفيه فنخسه برجله وقال ليس هكذا السنة أمرنا بالمسح على
الخفين هكذا وأمر يديه على خفيه. رواه الطبراني في الأوسط وقال تفرد به بقية.
وعن جابر يعني ابن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين. رواه
الطبراني في الأوسط وإسناده حسن إن شاء الله. وعن جابر يعني ابن سمرة أن
النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو بلال
الأشعري ضعفه الدارقطني. وعن أبي هريرة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم توضأ ومسح على عمامته ومسح على خفيه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
عبد الحكم بن ميسرة وهو ضعيف. وعن خزيمة بن ثابت أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يمسح على الخفين والخمار. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
وعن ابن عباس أنه قال ذكر المسح على الخفين عند عمر سعد وعبد الله بن عمر فقال
عمر سعد أفقه منك فقال عبد الله بن عباس يا سعد إنا لا ننكر أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم مسح ولكن هل مسح منذ نزلت المائدة فإنها أحكمت كل شئ
وكانت آخر سورة نزلت من القرآن ألا تراه قال فلم يتكلم أحد. رواه الطبراني
في الأوسط - وروى ابن ماجة طرفا منه - وفيه عبيد بن عبيدة التمار وقد ذكره ابن
حبان في الثقات وقال يغرب. وعن أسامة يعني ابن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على
الخفين. رواه الطبراني في الكبير من رواية عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عطاء بن
يسار فلم أعرف عبد الرحمن ولا يزيد. وعن عوسجة بن مسلم عن أبيه قال رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم بال ثم توضأ ومسح على خفيه. رواه الطبراني في الكبير
وعوسجة بن مسلم لم أجد من ذكره إلا أن الذهبي قال عوسجة بن أقرم روى عن
256

يحيى بن عوسجة حديثه في المسح على الخفين لم يصح - قاله البخاري. وعن أبي أمامة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين والعمامة في غزوة تبوك. رواه الطبراني في الكبير
(وفي الأوسط) (1) وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف. وعن الشريد أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح
على الخفين. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وعن ربيعة بن كعب
الأسلمي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على خفيه. رواه الطبراني في الكبير وإسناده
حسن. وعن أبي أيوب قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين والخمار. رواه الطبراني
في الكبير وفيه الصلت بن دينار وهو متروك. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال من
رغب عن المسح على الخفين فقد رغب عن سنة محمد صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الكبير
وفيه يوسف بن عطية ونسب إلى كذب. وعن ابن عباس قال ما زال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين حتى قبضه الله عز وجل. رواه الطبراني في الكبير وفيه
محمد بن أبي ليلى وهو ضعيف لسوء حفظه. وعن عبد الرحمن بن حسنة قال رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على خفيه. رواه الطبراني في الكبير وفيه
عمرو بن عبد الغفار وهو متروك الحديث. وعن عبد الله بن رواحة وأسامة بن زيد
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على خفيه. رواه الطبراني في الكبير وفيه
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف وعطاء بن يسار لم يدرك ابن رواحة. عن
عصمة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض سكك المدينة فانتهى
إلى سباطة قوم فقال يا حذيفة استرني فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فبال قائما ثم
دعا بماء فتوضأ ومسح على الخف وصلى. رواه الطبراني في الكبير وفيه الفضل بن
المختار وهو منكر الحديث يحدث بالأباطيل. وعن عبد الله بن الطفيل قال رأيت
عمرو بن حزم يمسح على الخفين ويقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح
على خفيه. رواه الطبراني في الكبير وفيه الواقدي وهو ضعيف جدا. وعن البراء
ابن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يمسح قبل نزول المائدة وبعدها
حتى قبضه الله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سوار بن مصعب وهو مجمع على
ضعفه. وعن عبادة بن الصامت قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بال ثم توضأ
ومسح على خفيه. رواه الطبراني في الكبير من رواية أبي عتبة عن الحسن ولم أجد

(1) ما بين القوسين غير موجود في الأصل بل هو في الهندية فقط.
257

من ذكره. وعن عبادة أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل توضأ
فأحسن وضوءه ومسح على خفيه كلما يريد الصلاة يخلعهما ويتوضأ قال لا بل
يمسح عليهما. رواه الطبراني في الكبير من رواية إسحق بن يحيى عن عبادة ولم
يدركه. وعن أبي برزة قال حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخصة في
المسح على الخفين. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد السلام بن صالح ضعفه
الدارقطني. وعن عبد الله بن مسعود أنه كان يمسح على الجوربين والنعلين. رواه
الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن يريم بن أسعد قال كنت مع قيس بن
سعد وقد خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين توضأ ومسح على خفيه فما أنسى أثر
أصابعه على الخفين لأنهما جديدان. رواه الطبراني في الكبير، ويريم ذكره ابن
أبي حاتم ولم يذكر له راويا غير أبي إسحق السبيعي. وعن هارون بن سليمان قال
رأيت عمرو بن حريث هراق الماء فدعا بماء قال فمسح يديه ووجهه ومسح على نعليه
ثم قام فصلى. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب التوقيت في المسح على الخفين)
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين للمقيم
يوم وليلة وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن. رواه (القطيعي من زياداته على مسند) (1)
أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال البزار وأبي يعلى
ثقات. وعن عطاء بن يسار قال سألت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن
المسح على الخفين قالت قلت يا رسول الله أكل ساعة يمسح الانسان على الخفين ولا
ينزعهما قال نعم. رواه أحمد. ولها عند أبي يعلى قالت يا رسول الله أيخلع الرجل
خفيه كل ساعة قال لا ولكن يمسح عليهما ما بدا له. وفيه عمر بن إسحاق بن يسار قال
الدارقطني ليس بالقوي وذكره ابن حبان في الثقات. وعن عبد الله يعني ابن مسعود
عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام وللمقيم يوم
وليلة. رواه البزار وهو عند الطبراني في الكبير موقوف وفيه يوسف بن عطية
الكوفي ونسب إلى الكذب. ولابن مسعود عند البزار أيضا كنا نمسح مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم على الخفين للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة، وفيه سليمان بن بشير

(1) ما بين القوسين غير موجود في الأصل.
258

وهو ضعيف. وعن أبي عبيدة بن عبد الله قال كان ابن مسعود يقول كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا ونحن معه أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا
من جنابة ولكن من بول ونوم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أيوب بن سويد
وهو ضعيف ولكن ذكره ابن حبان في الثقات وقال ردئ الحفظ يخطئ. وعن عوف
ابن مالك قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك بالمسح على الخفين
ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوم وليلة للمقيم. رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجاله
رجال الصحيح. وعن جرير قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسح على الخفين
قال ثلاث للمسافر ويوم وليلة للمقيم. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وأيوب
ابن خريم لم أجد من ترجمه غير ابن أبي حاتم ولم يجرح ولم يوثق. وعن المغيرة بن
شعبة قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب لحاجته ثم أشار إلي فذهبت
فأتيته بماء وعليه جبة شامية ليس لها يدان فألقاها على عاتقه فقال صب علي
فصببت عليه فتوضأ ومسح على الخفين فكانت سنة للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن
وللمقيم يوم وليلة. رواه الطبراني في الأوسط - وفي الصحيح طرف منه - وفيه داود
ابن يزيد الأودي وقد ضعفوه إلا ابن عدي فقال لم أر له حديثا منكرا جاوز الحد
إذا روى عنه ثقة وإن كان ليس بالقوي في الحديث فإنه يكتب حديثه ويقبل إذا
روى عنه ثقة وهذا روى عنه مكي بن إبراهيم وهو من رجال الصحيح فهو مقبول
على ما قاله ابن عدي والله أعلم. وعن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للمسافر
ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة في المسح على الخفين. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه الضبي بن الأشعث له مناكير. وعن أنس بن مالك عن النبي صلى
الله عليه وسلم في المسح على الخفين ثلاثة أيام للمسافر وللمقيم يوم وليلة. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه القاسم بن عثمان البصري قال البخاري له أحاديث لا يتابع عليها
وعن أبي بردة قال آخر غزوة غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا
أن نمسح على خفافنا للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة ما لم يخلع.
رواه الطبراني في الكبير وفيه عمر بن رديح ضعفه أبو حاتم وقال ابن معين صالح
الحديث. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسح على الخفين للمقيم يوم
وليلة وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن. رواه الطبراني في الكبير وفيه مسلم الملائي وهو
259

ضعيف. وعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الخفين والعمامة
ثلاثا في السفر ويوما وليلة في الحضر. رواه الطبراني في الكبير وفيه مروان أبو سلمة قال
الذهبي مجهول. وعن أسامة بن شريك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المسح على الخفين للمسافر
ثلاثة وللمقيم يوم وليلة. رواه الطبراني في الكبير وفيه عمر بن عبد الله بن يعلى
وهو مجمع على ضعفه. وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمسافر
ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة في المسح على الخفين. رواه الطبراني في الكبير
وفيه الضبي بن الأشعث وهو ضعيف. وعن خزيمة بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة يمسح على خفيه إذا أدخلهما وهما طاهرتان -
قلت رواه أبو داود وغيره خلا قوله إذا أدخلهما وهما طاهرتان - رواه الطبراني
في الكبير وفيه ابن أبي ليلى محمد وهو سئ الحفظ. وعن يعلى بن مرة قال كنا إذا سافرنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ننزع خفافنا ثلاثا فإذا شهدنا فيوم وليلة. رواه
الطبراني في الكبير وفيه عمر بن عبد الله بن يعلى وهو مجمع على ضعفه. وعن ابن
مسعود قال للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة، وسافرت مع عبد الله
ابن مسعود فكان يمسح على خفيه ثلاثا. رواه الطبراني في الكبير وهو موقوف
كما ترى وقد تقدم حديثه المرفوع وله أسانيد بعضها رجاله رجال الصحيح. وعن
الحكم بن عتيبة عن علي وابن مسعود للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم
وليلة. والحكم لم يسمع من علي ولا من ابن مسعود ومع ذلك فيه الحجاج بن أرطاة.
(باب في التيمم)
عن ابن مسعود قال لو أجنبت ولم أجد الماء شهرا ما صليت. رواه الطبراني في
الكبير وأبو عبيدة لم يسمع من ابن مسعود قال ابن سفيان لا يؤخذ به. وعن علقمة
أن رجلا كان به جدري فأمر ابن مسعود فقرب تراب في طست أو تور (1) فمسح
بالتراب. وفيه أبان بن أبي عياش وهو ضعيف. وعن علي بن أبي طالب قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء فقلت يا رسول الله
ما هو قال نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض وسميت أحمد وجعل التراب لي
طهورا وجعلت أمتي خير الأمم. رواه أحمد وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو سئ

(1) هو إناء من نحاس أو حجارة وقد يتوضأ منه.
260

الحفظ قال الترمذي صدوق وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه وسمعت
محمد بن إسماعيل يعني البخاري يقول كان أحمد بن حنبل وإسحق بن إبراهيم
والحميدي يحتجون بحديث ابن عقيل، قلت فالحديث حسن والله أعلم. وعن أبي هريرة
قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أكون في الرمل أربعة
أشهر أو خمسة أشهر فتكون فينا النفساء والحائض والجنب فما ترى قال عليك بالتراب.
رواه أحمد وأبو يعلى وقال فيه عليك بالأرض، والطبراني في الأوسط وفيه المثنى بن
الصباح والأكثر على تضعيفه، وروى عياش عن ابن معين توثيقه. وروى معاوية
ابن صالح عن ابن معين ضعيف يكتب حديثه ولا يترك. وعن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الصعيد وضوء المسلم وان لم يجد الماء عشر سنين فإذا وجد الماء
فليتق الله وليمسه بشره فان ذلك خير. رواه البزار وقال لا نعلمه يروى عن أبي
هريرة إلا من هذا الوجه قلت ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عمر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي بعثت إلى الناس كافة الأحمر والأسود
ونصرت بالرعب يرعب مني عدوي على مسيرة شهر وأطعمت المغنم وجعلت لي
الأرض مسجدا وطهورا وأعطيت الشفاعة فأخرتها لامتي يوم القيامة. رواه البزار
والطبراني وزاد وكان كل نبي يبعث إلى قريته. وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن
كهيل وهو ضعيف وذكره ابن حبان في الثقات وقال في روايته عن أبيه بعض المناكير.
وعن أبي هريرة قال كان أبو ذر في غنيمة له بالربذة (1) فلما جاء قال له النبي
صلى الله عليه وسلم يا أبا
ذر فسكت فرددها عليه فسكت فقال يا أبا ذر ثكلتك أمك قال إني جنبت فدعا له
الجارية بماء فجاءت به فاستتر براحلته فاغتسل ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى
الله عليه وسلم يجزئك الصعيد ولو لم تجد الماء عشرين سنة فإذا وجدت الماء فأمسه
جلدك. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن الأسلع بن شريك
قال كنت أرحل ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابتني جنابة في ليلة باردة وأراد
رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحلة فكرهت أن أرحل ناقته وأنا جنب وخشيت أن أغتسل بالماء
البارد فأموت أو أمرض فأمرت رجلا من الأنصار فرحلها ووضعت أحجارا فأسخنت
بها ماء فاغتسلت ثم لحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال يا أسلع ما لي أرى راحلتك

(1) في النسخ " بالمدينة " وفي هامش الأصل " بالربذة " وعليها إشارة التصحيح.
261

تغيرت فقلت يا رسول الله لم أرحلها رحلها رجل من الأنصار قال ولم قلت إني
أصابتني جنابة فخشيت القر على نفسي فأمرته أن يرحلها ووضعت أحجارا فأسخنت
بها ماء فاغتسلت به فأنزل الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم
سكارى) إلى (إن الله كان عفوا غفورا). رواه الطبراني في الكبير وفيه الهيثم بن ذريق
قال بعضهم لا لا يتابع على حديثه. وعن الأسلع رجل من بني الأعرج بن كعب قال
كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا أسلع قم فأرني كيف كذا وكذا قلت
يا رسول الله أصابتني جنابة فسكت عني ساعة حتى جاءه جبريل عليه السلام بالصعيد التيمم
قال قم يا أسلع فتيمم قال ثم أراني أسلع كيف علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم التيمم قال ضرب
رسول الله صلى الله عليه وسلم بكفيه الأرض فدلك إحداهما بالأخرى ثم نفضهما
ثم مسح بهما ذراعيه ظاهرهما وباطنهما. رواه الطبراني في الكبير وفيه الربيع بن بدر
وقد أجمعوا على ضعفه. وعن الأسلع قال كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم
وأرحل له فقال لي ذات ليلة يا أسلع قم فارحل فقلت يا رسول الله أصابتني جنابة
قال فسكت رسول الله صلى عليه وسلم وأتاه جبريل بآية الصعيد فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم قم يا أسلع فتيمم قال فقمت فتيممت ثم رحلت له فسار فمر بماء فقال لي يا أسلع
مس أو أمس هذا جلدك قال فأراني أبي التيمم كما أراه أبوه بضربة للوجه وضربة
لليدين إلى المرفقين. رواه الطبراني في الكبير وفيه الربيع بن بدر وقد أجمعوا على
ضعفه. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال التيمم ضربة للوجه وضربة لليدين إلى
المرفقين. رواه الطبراني في الكبير وفيه جعفر بن الزبير قال شعبة فيه وضع أربعمائة
حديث. وعن معاذ بن جبل قال كنت أرى النبي صلى الله عليه وسلم يتيمم بالصعيد
فلم أره يمسح يديه ووجهه إلا مرة واحدة. رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن
سعيد المصلوب وقيل فيه كذاب يضع الحديث. وعن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم التيمم ضربتان ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين. رواه الطبراني في
الكبير وفيه علي بن ظبيان ضعفه يحيى بن معين فقال كذاب خبيث وجماعة، وقال
أبو علي النيسابوري لا بأس به. وعن ابن عمر أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال في التيمم بالصعيد أن يضرب بكفيه على الثرى ثم يمسح بهما وجهه ثم يضرب ضربة
أخرى فيمسح بهما ذراعيه إلى المرفقين. رواه البزار وفيه سليمان بن داود الجزري قال
262

أبو زرعة متروك. وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في التيمم ضربتين ضربة للوجه وضربة
لليدين إلى المرفقين. رواه البزار وفيه الحريش بن الخريت ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة
والبخاري. وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر له فلما حضرت الصلاة نزل القوم
فبصر بهم راع فنزل يضرب بيده الصعيد فتيمم ثم أذن قال الله أكبر الله أكبر قال نبي الله
صلى الله عليه وسلم على الفطرة قال أشهد أن لا إله إلا الله قال خرج من النار. رواه
أبو يعلى وفيه سعيد بن راشد المازني وهو متروك. وعن عبد الله بن عمرو قال جاء
رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله الرجل يغيب لا يقدر على الماء أيجامع أهله
قال نعم. رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه ضعف ولا يتعمد الكذب. وعن
حكيم بن معاوية عن عمه قال قلت يا رسول الله إني أغيب الشهر عن الماء ومعي أهلي
فأصيب منهم قال نعم قلت يا رسول الله إني أغيب أشهرا قال وإن غبت ثلاث سنين.
رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.
(باب منه في التيمم)
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج فيهريق الماء فيتمسح فأقول
يا رسول الله إن الماء منك قريب قال ما أدري لعلي لا أبلغه. قال يحيى مرة أخرى كنت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فأهراق الماء فتيمم فقيل له إن الماء منك قريب.
رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وعن سهل بن سعد أن
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يأتون الغابة فيدركون المغرب عند مربد الغنم (1) فيتيممون.
رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف.
(باب التيمم لأجل شدة البرد)
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن عمرو بن العاص أصابته جنابة وهو أمير الجيش
فترك الغسل من أجل أنه قال إن اغتسلت مت من البرد فصلى بمن معه جنبا فلما قدم على
النبي صلى الله عليه وسلم عرفه ما فعل فأنبأه بعذره فأقر وسكت. رواه الطبراني في الكبير وفيه
أبو بكر بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ولم أجد من
ذكره، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس أن عمرو بن العاص صلى بالناس وهو
جنب فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك له فقال يا رسول

(1) في الأصل " مربد النعم ". والمربد: الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم.
263

الله خشيت أن يقتلني البرد وقد قال الله عز وجل (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم
رحيما) فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الكبير وفيه
يوسف بن خالد السمتي وهو كذاب. (باب التيمم للمرض)
عن علقمة أن رجلا كان به جدري فأمر ابن مسعود فقرب تراب في طست أو تور
فتمسح بالتراب. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبان بن أبي عياش وهو ضعيف.
(باب التيمم على الجدار)
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا واقع بعض أهله فكسل أن يقوم
ضرب يده على الحائط فتيمم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس.
(باب كم يصلى بالتيمم)
عن ابن عباس قال من السنة أن لا يصلي الرجل بالتيمم إلا صلاة واحدة ثم
يتيمم للأخرى. رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن عمارة وقد ضعفه شعبة
وسفيان وأحمد بن حنبل.
(باب فيمن تيمم وصلى ثم وجد الماء)
عن عمران بن حصين قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأجنب
رجل من القوم فلم يجد ماء فتيمم ثم صلى ثم أتى الماء في وقت تلك الصلاة فاغتسل
الرجل ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيدها. رواه الطبراني في الكبير
وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف.
(باب في المسح على الجبيرة)
عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما رماه ابن قمئة يوم أحد رأيت
النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ حل عن عصابته ومسح عليها بالوضوء. رواه الطبراني في
الكبير وفيه حفص بن عمر العدني وهو ضعيف.
(باب في قوله الماء من الماء)
عن عتبان أو ابن عتبان الأنصاري قال قلت يا نبي الله إني كنت مع أهلي فلما
سمعت صوتك أقلعت فاغتسلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الماء من الماء. رواه أحمد
وإسناده حسن. وعن رافع بن خديج قال ناداني رسول الله صلى الله عليه وسلم
264

وأنا على بطن امرأتي فقمت ولم أنزل فاغتسلت فأخبرته أنك دعوتني وأنا على بطن
امرأتي ولم أمن فاغتسلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عليك الماء من الماء.
رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف. وعن عبد الرحمن
ابن عوف قال انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب رجل من الأنصار فدعاه فخرج
الأنصاري ورأسه يقطر ماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لرأسك قال دعوتني
وأنا مع أهلي فخفت أن أحتبس عليك فعجلت فقمت وصببت علي الماء ثم خرجت
فقال هل كنت أنزلت قال لا قال إذا فعلت ذلك فلا تغسلن إغسل ما مس المرأة
منك وتوضأ وضوءك للصلاة فان الماء من الماء. رواه أبو يعلى والبزار من طريق
زيد بن سعد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عرف عن أبيه، وأبو سلمة لم يسمع من
أبيه وزيد لم أجد من ترجمه. وعن ابن عباس قال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل
من الأنصار فأبطأ عليه فقال ما حبسك قال كنت حين أتاني رسولك على المرأة فقمت
فاغتسلت فقال وما كان عليك أن لا تغتسل ما لم تنزل قال فكان الأنصار يفعلون
ذلك. رواه أبو يعلى والبزار وفيه أبو سعد البقال وهو ضعيف. وعن أبي هريرة
قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم باب رجل من الأنصار فسلم والأنصاري على بطن
امرأته فرد عليه وهو عليها ثم سلم الثانية فرد عليه ولم يقم ثم أنصرف لما لم يأذن له
فقام الآخر قبل أن يفرغ وخرج في أثر النبي صلى الله عليه وسلم يطلبه قال أبو هريرة فأتينا
النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم فاجتمعنا إليه واغتسل الرجل في النهر إلى جانب داره
فأقبل وقد أغتسل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد اغتسل وما وجب عليه الغسل
فجاء الرجل يعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بأمره فقال النبي صلى الله عليه وسلم اغتسلت ولم يجب
عليك الغسل. رواه الطبراني في الأوسط. وفي البزار عنه إذا أتى أحدكم أهله فأقحط فلا
غسل. ورجال البزار رجال الصحيح ورجال الطبراني موثقون إلا شيخ الطبراني محمد
ابن شعيب فاني لم أعرفه. وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا رجلا من الأنصار فأبطأ عليه
ثم خرج فذكر كلاما فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقحط أحدكم أو أكسل فلا غسل
عليه. رواه البزار ورجاله ثقات إلا أبا إسرائيل الملائي فإنه ضعيف لسوء حفظه
وقد وثقه بعضهم. وعن عبيد بن رفاعة عن أبيه قال كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإذا لم ننزل لم نغتسل. رواه البزار والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح ما خلا
265

ابن إسحاق وهو ثقة إلا أنه يدلس. وعن بعض ولد رافع بن خديج عن رافع بن خديج قال
ناداني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على بطن امرأتي فقمت ولم أنزل فاغتسلت وخرجت
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته انك دعوتني وأنا على بطن امرأتي فقمت ولم أنزل
فاغتسلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عليك الماء من الماء قال رافع ثم أمرنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بالغسل. رواه أحمد والطبراني في الأوسط وقال عن
سهل بن رافع عن أبيه، وفيه رشدين بن سعد وهو سئ الحفظ. وعن رفاعة بن رافع
وكان عقبيا بدريا قال كنت عند عمر رحمة الله عليه فقيل له إن زيد بن ثابت رحمه الله
يفتي الناس في المسجد برأيه في الذي يجامع ولا ينزل قال أعجل علي به فأتى به فقال
يا عدو نفسه أو لقد بلغت أن تفتي الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيك
قال ما فعلت ولكن حدثني عمومتي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أي عمومتك قال
أبي بن كعب وأبو أيوب ورفاعة بن رافع فالتفت عمر رحمه الله إلي فقال ما يقول هذا الغلام
فقلت كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سألتم عنه رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال كنا نفعله على عهده قال فجمع الناس واتفق الناس على أن الماء لا يكون إلا من الماء
إلا علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل فقالا إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل قال فقال علي
يا أمير المؤمنين إن أعلم الناس بهذا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إلى
حفصة رحمها الله فقالت لا علم لي فأرسل إلى عائشة رحمها الله قالت إذا جاوز الختان
الختان وجب الغسل قال فتحطم عمر رضي الله عنه يعني تغيظ ثم قال لا يبلغني أن
أحدا فعله إلا أنهكته عقوبة. رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات إلا
أن ابن إسحاق مدلس وهو ثقة، وفي الصحيح طرف منه، زاد الطبراني في الكبير ثم
أفاضوا في العزل فقالوا لا بأس فسار رجل صاحبه فقال ما هذه المناجاة فقال أحدهما
يزعم أنها الموؤودة الصغرى فقال على أنها لا تكون موؤودة حتى تمر بسبع تارات قال
الله عز وجل (ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين)
إلى قوله (فتبارك الله أحسن الخالقين) قال فتفرقوا على قول علي بن أبي طالب أنه
لا بأس به. وعن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا جاوز الختان الختان
وجب الغسل. رواه البزار وفي إسناده أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف. وعن
عبد الرحمن بن عائذ قال سأل رجل معاذ بن جبل عما يوجب الغسل من الجماع وعن
266

الصلاة في الثوب الواحد وعن ما يحل من الحائض فقال معاذ سألت رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن ذلك فقال إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل وأما الصلاة في الثوب
الواحد فتوشح به وأما ما يحل من الحائض فإنه يحل منها ما فوق الإزار واستعفافه
عن ذلك أفضل. رواه الطبراني في الكبير وروى أبو داود منه قصة الحائض
ورجال أبي داود فيهم بقية بن الوليد وهو ضعيف لتدليسه وإسناد هذا حسن. وعن
ابن السمط قال سمعت بلالا يقول قلت يا رسول الله إذا خالطت أهلي فاختلعنا ولم
أمن أغتسل قال نعم قد فعلت ذلك مع أهلي فلم أمن فاغتسلنا. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه محمد بن إسماعيل بن علي الوساوسي وهو ضعيف. وعن أبي أمامة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل. رواه الطبراني في الكبير
وفيه جعفر بن الزبير عن القسم وكلاهما ضعيف. وعن علي وعبد الله بن مسعود وعائشة قالوا
إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل. وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف. وعن إبراهيم قال
سئل عبد الله يعني ابن مسعود عن الرجل يجامع المرأة قال يمني قال أما أنا فإذا فعلت ذلك
من المرأة اغتسلت قال سفيان والجماعة على الغسل. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب الاحتلام)
عن ابن عباس قال ما احتلم نبي قط إنما الاحتلام من الشيطان. رواه الطبراني
في الكبير والأوسط وفيه عبد الكريم بن أبي ثابت وهو مجمع على ضعفه. وعن سهلة
بنت سهيل أنها قالت يا رسول الله تغتسل إحدانا إذا احتلمت قال نعم إذا رأت الماء.
رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وعنها أنها سألت رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن المرأة تصنع الشئ تعطف به زوجها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
متاع في الدنيا ولا خلاق في الآخرة، قالت أرأيت المرأة إذا رأت في منامها الاحتلام أتغتسل
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأت الماء فلتغتسل. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وعن ابن عمر قال سألت أم سليم وهي أم أنس
ابن مالك النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله المرأة ترى ما يرى الرجل
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأت المرأة ذلك وأنزلت فلتغتسل.
رواه أحمد وفيه عبد الجبار بن عمر الأيلي ضعفه ابن معين وغيره ووثقه محمد بن سعد،
وبقية رجاله ثقات. وعن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة عن جدته أم سليم قالت
267

كانت مجاورة أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أم سليم يا رسول الله أرأيت
إذا رأت المرأة أن زوجها جامعها في المنام أتغتسل فقالت أم سلمة تربت يداك أم
سليم فضحت النساء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أم سليم إن الله لا يستحي
من الحق وإنا إن نسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ما أشكل علينا خير من أن نكون
منه على عمياء فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أنت تربت يداك يا أم سلمة عليها الغسل
إذا وجدت الماء فقالت أم سلمة يا رسول الله وهل للمرأة ماء فقال النبي صلى الله عليه
وسلم فأنى يشبهها ولدها هن شقائق الرجال. رواه أحمد وهو في الصحيح باختصار
وإسحق لم يسمع من أم سليم. وعن أبي هريرة قال سألت رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن المرأة تحتلم هل عليها غسل فقال نعم إذا وجدت الماء فلتغتسل. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبد الرحمن القشيري قال أبو حاتم كان يكذب.
وعن أنس بن مالك قال سألت امرأة من الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة
ترى في منامها ما يرى الرجل فقال إذا رأت ذلك فلتغتسل قالت عائشة يا فلانة فضحت
النساء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعيها فان نساء الأنصار يسألن عن الفقه.
رواه البزار وفيه محمد بن عبيد الطفاوي (1) وهو ضعيف وقد قيل فيه انه مدلس
فقط وقد عنعنه. وعن أنس بن مالك قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
امرأة ترى في منامها ما يرى الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن أنزلت كما ينزل
الرجل فعليها الغسل وان لم تنزل فلا شئ عليها. رواه الطبراني في الأوسط - وهو
في الصحيح باختصار - وفيه عبد الله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف.
(باب التستر عند الاغتسال والنهي عن الاغتسال بالفضاء)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ينهاكم عن التعري
فاستحيوا من ملائكة الله الذين لا يفارقونكم إلا عند ثلاث حالات الغائط
والجنابة والغسل فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه أو بجذمة (2) حائط أو ببعيره.
رواه البزار وقال لا يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه وجعفر بن سليمان لين،

(1) فائدة: محمد بن عبد الرحمن الطفاوي ثقة أخرج له خ وليس هو بهذا الوصف
الذي هنا وإنما الموصوف بهذا شيخه في هذا الحديث أبو سعد سعيد بن المرزبان البقال
- كما في هامش الأصل.
(2) الجذم: الأصل، أراد بقية حائط أو قطعة حائط.
268

قلت جعفر بن سليمان من رجال الصحيح وكذلك بقية رجاله والله أعلم (1).
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتر المرء عند أربعة خصال
إذا نام مستلقيا وإذا نام وحده وإذا نام في ملحفة معصفرة وإذا اغتسل بفضاء
من الأرض فمن استطاع أن لا يغتسل بفضاء من الأرض فإن كان لا بد فاعلا فليخط
خطا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه مروان بن سالم وهو منكر الحديث.
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر علينا فوضع له غسلا تم أعطاه
ثوبا فقال استرني وولني ظهرك. رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال
الصحيح. وعن أم هانئ قالت نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بأعلى مكة فأتيته
فجاء أبو ذر بجفنة (2) فيها ماء قالت إني لأرى فيها أثر العجين قالت فستره أبو ذر ثم ستر
النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر فاغتسل. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وهو في
الصحيح خلا قصة أبي ذر وستر كل واحد. منهما الآخر. وعن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موسى بن عمران كان إذا أراد أن يدخل الماء
لم يلق ثوبه حتى يواري عورته في الماء. رواه أحمد ورجاله موثقون إلا أن علي بن
زيد مختلف في الاحتجاج به. وعن زينب بنت أبي سلمة أنها دخلت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل فأخذ حفنة (3) من ماء فضرب بها وجهي وقال وراءك
أي لكاع. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن. وعن ابن عباس
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل من وراء الحجرات وما رأى عورته أحد قط. رواه
الطبراني في الكبير وفيه مسلم الملائي وقد اختلط في آخر عمره. وعن عبد الله
ابن عامر بن ربيعة عن أبيه قال أتى علينا ونحن نغتسل يصب بعضنا على بعض
فقال أتغتسلون ولا تستترون والله إني لأخشى أن تكونوا خلف الشر يعني الخلف
الذي يكون فيهم الشر. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن ابن عمر
قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر الرجل إلى عورة أخيه. رواه الطبراني في
الكبير وفيه علاء بن سليمان وهو ضعيف. قلت وتأتي أحاديث في ستر العورة في الصلاة.

(1) فائدة: جعفر بن سليمان ليس هو الضبعي الذي أخرج له مسلم وإنما هو حفص
ابن سليمان وهو ضعيف بمرة فكأنه تصحف على الشيخ - كما في هامش الأصل.
(2) أي قصعة.
(3) أي ملء كفيه.
269

(باب أي وقت يكره الاغتسال)
عن أنس بن مالك أنه كان يكره أن يغتسل بنصف النهار وعند العتمة. رواه الطبراني
في الكبير ورايطة أم ولد أنس لا تعرف.
(باب الغسل من الجنابة)
عن ابن عباس قال قال رجل كم يكفي من الوضوء قال مد قال كم يكفيني من
الغسل قال صاع قال فقال الرجل لا يكفيني قال لا أم لك قد كفى من هو خير منك
رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد وقد تقدم الكلام عليه وعلى غيره من هذه الأحاديث
في ما يجزئ من الماء للوضوء والغسل. وعن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب
بيده على رأسه ثلاثا قال رجل ان شعري كثير قال كان شعر رسول الله صلى الله
عليه وسلم أكثر وأطيب. رواه البزار وأحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن
أبي سعيد الخدري وسأله رجل عن الغسل من الجنابة فقال ثلاثا فقال إني كثير الشعر
فقال أبو سعيد كان رسول الله أكثر شعرا وأطيب. رواه أحمد وفيه عطية وثقه
ابن معين وضعفه جماعة تضعيفا لينا. وعن رجل من القوم الذين سألوا عمر بن
الخطاب فقالوا له إنا أتيناك نسألك عن ثلاثة عن صلاة الرجل في بيته تطوعا وعن
الغسل من الجنابة وعن الرجل ما يصلح له من امرأته إذا كانت حائضا فقال
أسحار أنتم لقد سألتموني عن شئ ما سألني عنه أحد منذ سألت عنه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال صلاة الرجل في بيته تطوعا نور فمن شاء نور بيته وقال في
الغسل من الجنابة يغسل فرجه ويتوضأ ثم يفيض على رأسه ثلاثا وقال في الحائض
له ما فوق الإزار - قلت وروى ابن ماجة منه قصة الصلاة في البيت - رواه أحمد
هكذا عن رجل لم يسمه عن عمرو. رواه الطبراني في الأوسط عن عاصم بن عمرو
البجلي عن عمير مولى عمر قال جاء نفر من أهل العراق إلى عمر فقال ما جاء بكم
قالوا جئناك لنسألك عن ثلاث قال ما هي قالوا صلاة الرجل في بيته تطوعا ما هي وما
يحل للرجل من امرأته حائضا وعن الغسل من الجنابة فقال أسحرة أنتم قالوا لا والله
يا أمير المؤمنين ما نحن بسحرة قال أفكهنة أنتم قالوا لا فقال لقد سألتموني عن ثلاث
ما سألني عنهن أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلكم فقال أما صلاة الرجل في بيته
تطوعا فنور فنور بيتك ما استطعت وأما الحائض فلك ما فوق الإزار وليس لك
270

ما تحته وأما الغسل من الجنابة فتفرغ بيمينك على شمالك ثم تدخل يدك في الاناء
فتغسل فرجك وما أصابك ثم توضأ وضوءك للصلاة ثم تفرغ على رأسك ثلاث
مرات تدلك رأسك كل مرة. رواه أبو يعلى من هذه الطريق ورجال أبي يعلى ثقات
وكذلك رجال أحمد إلا أن فيه من لم يسم فهو مجهول. وعن أنس أن وفد ثقيف
قالوا يا رسول الله ان أرضنا أرض باردة فما يكفينا من غسل الجنابة قال أما أنا فأفيض
على رأسي ثلاثا. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك قال
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن ثمان سنين فأخذت أمي بيدي فانطلقت بي إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إنه لم يبق رجل ولا امرأة من
الأنصار إلا قد أتحفتك بتحفة وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا فخذه
فليخدمك ما بدا لك فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما ضربني ضربة
ولا سبني سبة ولا انتهرني ولا عبس في وجهي وكان أول ما أوصاني به أن قال
يا بني أكتم سري تكن مؤمنا فكانت أمي وأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألنني عن سر
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أخبرهم به ولا أخبر بسر رسول الله صلى الله عليه
وسلم أحدا أبدا وقال يا بني عليك بإسباغ الوضوء يحبك حافظاك ويزاد في عمرك
ويا أنس بالغ في الاغتسال من الجنابة فإنك تخرج من مغتسلك وليس عليك ذنب
ولا خطيئة قال قلت كيف المبالغة يا رسول الله قال تبل أصول الشعر وتنقي البشرة ويا بني
إن استطعت أن لا تزال على وضوء فإنه من يأتيه الموت وهو على وضوء يعطى
الشهادة ويا بني إن استطعت أن لا تزال تصلي فان الملائكة تصلي عليك ما دمت تصلي
ويا أنس إذا ركعت فأمكن كفيك من ركبتيك وفرج بين أصابعك وارفع مرفقيك عن
جنبيك ويا بني إذا رفعت رأسك من الركوع فأمكن كل عضو منك موضعه فان الله
لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده يا بني إذا سجدت فأمكن
جبهتك وكفيك من الأرض ولا تنقر نقر الديك ولا تقع إقعاء الكلب - أو قال
الثعلب - وإياك والالتفات في الصلاة فان الالتفات في الصلاة هلكة فإن كان لا بد ففي النافلة لا في الفريضة ويا بني إذا خرجت من بيتك فلا تقعن عيناك على أحد من
أهل القبلة إلا سلمت عليه فإنك ترجع مغفورا لك ويا بني إذا دخلت منزلك فسلم
على نفسك وعلى أهل بيتك ويا بني فان استطعت ان تصبح وتمسي وليس في قلبك غش
271

لأحد فإنه أهون عليك في الحساب ويا بني إن اتبعت وصيتي فلا تكن في شئ أحب
إليك من الموت. رواه أبو يعلى والطبراني في الصغير وزاد يا بني إذا خرجت من بيتك
فلا يقعن بصرك على أحد من أهل القبلة إلا ظننت أنه له فضل عليك يا بني إن ذلك من
سنتي ومن أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة. وفيه محمد بن الحسن
ابن أبي يزيد وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يكفي من غسل الجنابة ستة أمداد. رواه البزار وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي
وقد ضعفوه كلهم البخاري ويحيى في إحدى الروايتين عنه والنسائي ووثقه ابن معين
في رواية. وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع.
رواه البزار من رواية إبراهيم بن سليمان الفناد وقال ليس به بأس، وبقية رجاله
ثقات. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال السنة في الغسل من الجنابة أن تغسل كفك
حتى تنقي ثم تدخل يمينك في الاناء فتغسل فرجك حتى تنقي ثم تضرب يسارك
على الحائط أو الأرض فتدلكها ثم تصب عليها بيمينك فتغسلها ثم توضأ وضوءك
للصلاة. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون إلا عبد الله بن محمد بن العباس
الأصفهاني فاني لم أعرافه. وعن ميمونة بنت سعد أنها قالت أفتنا يا رسول الله عن الغسل
من الجنابة فقال تبل أصول الشعر وتنقي البشر فان مثل الذين لا يحسنون الغسل كمثل شجرة
أصابها ماء فلا ورقها ينبت ولا أصلها يروى فاتقوا الله وأحسنوا الغسل فإنها من الأمانة
التي حملتم والسرائر التي استودعتم قلت كم يكفي الرأس من الماء يا رسول الله قال ثلاث
حثيات. رواه الطبراني في الكبير من طريق عثمان بن عبد الرحمن عن عبد الحميد ولم
أر من ترحمهما. وعن أم عطية قالت كنت في النسوة اللاتي أهدين بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال أصببن إذا صببتن على رأسها ثلاثا في الغسل من الجنابة. رواه الطبراني
في الكبير وأم حكيم مولاة أم عطية لم أجد من ذكرها. وعن ابن عمر أنه كان إذا
اغتسل فتح عينيه وأدخل أصبعه في سرته. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال
الصحيح. وعن عائشة قالت أخمرت رأسي إخمارا شديدا فقال النبي صلى الله عليه
وسلم يا عائشة أما علمت أن على كل شعرة جنابة. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
إلا أن فيه رجلا لم يسم. وعن سالم خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان أزواج رسول
الله صلى الله عليه وسلم يجعلن رؤوسهن أربعة قرون فإذا اغتسلن جمعنه على وسط
272

رؤوسهن ولم ينقضنه. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عمر بن هارون وقد
ضعفه أكثر الناس ووثقه قتيبة وغيرة. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا اغتسلت المرأة من حيضها نقضت شعرها وغسلته بخطمي وإشنان وإذا
اغتسلت من جنابة صبت على رأسها الماء وعصرته. رواه الطبراني في الكبير وفيه
سلمة بن صبيح اليحمدي ولم أجد من ذكره.
(باب فيمن ينسى بعض جسده ولم يغسله)
عن عبد الله بن مسعود أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن
الرجل يغتسل من الجنابة فيخطئ بعض جسده الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يغسل ذلك المكان ثم يصلي. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
(باب في الجنب يغسل رأسه بالخطمي)
عن عبد الله بن مسعود قال إذا اغتسل أحدكم وهو جنب بالخطمي ثم اغتسل
بعد ذلك فليغسل رأسه إن شاء بالماء. رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.
وعن عبد الله بن مسعود أنه كان يغسل رأسه بالخطمي وهو جنب فيغتسل ولا يغسل
رأسه. رواه الطبراني في الكبير وفيه الحجاج بن أرطاة. وعن ابن مسعود قال إن
غسل رأسه وهو جنب بخطمي فقد أبلغ ولا يضره أن لا يصب عليه الماء. رواه
الطبراني في الكبير وليس في رجاله من ضعف.
(باب فيمن توضأ بعد الغسل)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ بعد الغسل فليس منا. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط والصغير وفي إسناد الأوسط سليمان بن أحمد كذبه
ابن معين وضعفه غيره ووثقه عبدان.
(باب اغتسال الرجال والنساء من إناء واحد)
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان هو وأهله - أو قال بعض أهله -
يغتسلون من إناء واحد. رواه البزار ورجاله ثقات.
(باب الوضوء بفضل المرأة)
عن ميمونة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يتوضأ بفضل غسلها من الجنابة.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
273

(باب فيمن أراد النوم والأكل والشرب وهو جنب)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرقدن جنب حتى يتوضأ.
رواه أحمد وفيه رجل لم يسم. ولأبي هريرة عند الطبراني في الأوسط كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا كان جنبا وأراد أن يأكل أو ينام توضأ. وفيه إسحق بن إبراهيم القرقساني
وإسناده حسن. وعن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أجنب
لم يطعم حتى يتوضأ. رواه الطبراني في الأوسط والصغير. ولام سلمة في الكبير أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة وإذا أراد أن يطعم
غسل يديه. ورجال الكبير ثقات ورجال الأوسط والصغير فيه جابر الجعفي وقد
اختلف في الاحتجاج به. وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا واقع
بعض أهله فكسل أن يقوم ضرب يده على الحائط فتيمم - وقد تقدم الكلام عليه في
باب التيمم - رواه الطبراني في الأوسط. وعن مالك بن عبد الله الغافقي قال أكل
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طعاما ثم قال استر علي حتى اغتسل فقلت كنت
جنبا يا رسول الله قال نعم فأخبرت بذلك عمر بن الخطاب فجاء إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال له إن هذا يزعم أنك أكلت وأنت جنب فقال نعم إذا توضأت
أكلت وشربت ولا أقرأ ولا أصلي حتى اغتسل. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن
لهيعة وفيه ضعف وفيه من لا يعرف. وعن عبد الله بن مالك الغافقي قال أكل رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوما طعاما ثم قال استر علي حتى أغتسل فقلت له أكنت جنبا يا رسول
الله قال نعم وأخبرت بذلك عمر بن الخطاب فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
إن هذا يزعم أنك أكلت وأنت جنب قال نعم إذا توضأت أكلت وشربت. رواه
الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة أيضا. وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله
عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ. رواه الطبراني في الكبير وفيه أحمد
ابن يحيى بن مالك التنوسي ترجم له ابن أبي حاتم في كتابه وقال إنه صدوق، ووثقه
ابن حبان، وبقية رجاله ثقات. وعن عدي بن حاتم قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن الجنب أينام قال يتوضأ وضوءه للصلاة. رواه الطبراني في الكبير وفيه قيس
ابن الربيع وثقه شعبة وسفيان وضعفه آخرون ولم ينسب إليه كذب. وعن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للجنب ذا أراد أن يأكل أو ينام أن يتوضأ. رواه
274

الطبراني وفيه يوسف بن خالد السمتي قال فيه ابن معين كذاب خبيث عدو الله.
وبسنده إلى ابن عباس أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الملائكة لا تحضر
الجنب ولا المتضمخ حتى يغتسلا. رواه الطبراني وفيه الكلام الذي قبله. وعن
ميمونة بنت سعد قالت قلت يا رسول الله هل يأكل أحدنا وهو جنب قال لا يأكل
حتى يتوضأ قال قلت يا رسول الله هل يرقد الجنب قال ما أحب أن يرقد وهو جنب
حتى يتوضأ فاني أخشى أن يتوفى فلا يحضره جبريل عليه السلام. رواه الطبراني في الكبير
وفيه عثمان بن عبد الرحمن عن عبد الحميد بن يزيد وعثمان بن عبد الرحمن هو الحراني
الطرائقي وثقه يحيى بن معين وقال أبو حاتم صدوق وقال أبو عروبة الحراني وابن
عدي لا بأس به يروي عن مجهولين وقال البخاري وأبو أحمد الحاكم يروي عن قوم
ضعاف وقال أبو حاتم يشبه بقية في روايته عن الضعفاء.
(باب في الرخصة في النوم قبل الغسل)
عن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجنب ثم ينام ثم ينتبه ثم ينام. رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(باب طهارة الجنب)
عن أبي موسى يعني الأشعري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج
فرأى أحدا من أصحابه مسح وجهه ودعا له قال فخرج يوما فلقى حذيفة فخنس عنه
حذيفة فلما أتاه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حذيفة رأيتك ثم انصرفت قال لأني
كنت جنبا قال إن المسلم ليس ينجس. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح
خلا شيخ الطبراني. وعن حذيفة قال صافحني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا جنب.
رواه البزار وفيه مندل بن علي وقد ضعفه أحمد ويحيى بن معين في رواية ووثقه في
أخرى ووثقه معاذ بن معاذ. وعن ابن جريج قال أخبرت أن ابن مسعود كان
يستدفئ بامرأته في الشتاء وهي جنب وقد اغتسل هو ويتبرد بها في الصيف وهما
كذلك. رواه الطبراني في الكبير وإسناده منقطع.
(باب فيمن خرج منه شئ بعد الغسل)
عن الحكم بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل أحدكم ثم ظهر من ذكره
شئ فليتوضأ. رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس وقد عنعنه.
275

(باب ذكر الله تعالى للمحدث)
عن عبد الله بن حنظلة أن رجلا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وقد بال فلم يرد
عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال بيده إلى الحائط يعني أنه تيمم. رواه أحمد
وفيه رجل لم يسم. وعن البراء يعني ابن عازب أنه سلم على النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يبول فلم يرد عليه السلام حتى فرغ. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم
أعرفه. وعن جابر بن سمرة قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
يبول فسلمت عليه فلم يرد علي ثم دخل بيته ثم توضأ ثم خرج فقال وعليكم السلام.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وقال تفرد به الفضل بن أبي حسان، قلت ولم
أجد من ذكره. وعن أبي سلام قال حدثني من رأى النبي صلى الله عليه وسلم بال ثم تلا
آيات من القرآن - قال هشيم آيا من القرآن - قبل أن يمس ماء. رواه أحمد ورجاله ثقات.
(باب قراءة الجنب)
عن علي بن أبي طالب وأبي موسى الأشعري قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تقرأ القرآن وأنت جنب. قلت لعلي أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن على كل حال ليس
الجنابة. رواه البزار وفي إسنادهما أبو مالك النخعي وقد أجمعوا على ضعفه. ولعلي عند
أبي يعلى قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثم قرأ شيئا من القرآن قال
هكذا لمن ليس بجنب فأما الجنب فلا ولا آية. ورجاله موثقون. وعن علقمة بن الفغواء
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أهراق الماء نكلمه فلا يكلمنا حتى يأتي منزله
فيتوضأ وضوءه للصلاة قلنا يا رسول الله نكلمك فلا تكلمنا ونسلم عليك فلا ترد علينا
حتى نزلت آية الرخصة (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة - الآية). رواه الطبراني في
الكبير وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف. وعن إبراهيم أن ابن مسعود كان يقرئ رجلا
فلما انتهى إلى شاطئ الفرات بال وكف عنه الرجل فقال ما لك قال أحدثت قال اقرأ
فجعل يقرأ وجعل يفتح عليه. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب في مس القرآن)
عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يمس القرآن إلا طاهر.
رواه الطبراني في الكبير والصغير ورجاله موثقون. وعن حكيم بن حزام قال لما بعثني
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر. رواه
276

الطبراني في الكبير والأوسط وفيه سويد أبو حاتم ضعفه النسائي وابن معين في رواية
ووثقه في رواية وقال أبو زرعة ليس بالقوي حديثه حديث أهل الصدق. وعن المغيرة
ابن شعبة قال قال عثمان بن أبي العاص وكان شابا وفدنا على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فوجدوني أفضلهم أخذا للقرآن وقد فضلتهم بسورة البقرة فقال النبي صلى الله عليه
وسلم قد أمرتك على أصحابك وأنت أصغرهم ولا تمس القرآن إلا وأنت طاهر. قلت
رواه الطبراني في الكبير وفي جملة حديث طويل فيما تجب فيه الزكاة، وفيه إسماعيل بن
رافع ضعفه يحيى بن معين والنسائي وقال البخاري ثقة مقارب الحديث.
(باب في الحمام والنورة)
عن قاضي الأجناد بالقسطنطينية أنه حدث أن عمر بن الخطاب قال يا أيها الناس
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعدن على
مائدة يدار عليها الخمر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بإزار
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام. رواه أحمد وفيه رجل
لم يسم. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن
بالله واليوم الآخر من ذكور أمتي فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام. رواه أحمد وفيه أبو جيرة قال الذهبي
لا يعرف. وعن أم الدرداء قالت خرجت من الحمام فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم
فقال من أين يا أم الدرداء فقلت من الحمام فقال والذي نفسي بيده ما من امرأة تضع
ثيابها في غير بيت أحد من أمهاتها إلا وهي هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن عز
وجل. رواه أحمد والطبراني في الكبير بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح. وعن
السائب مولى أم سلمة أن نسوة دخلن على أم سلمة من أهل حمص فسألتهن ممن أنتن
فقلن من أهل حمص فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما امرأة نزعت ثيابها
في غير بيتها خرق الله عنها سترا. رواه أحمد والطبراني في الكبير وأبو يعلى وفيه ابن
لهيعة وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احذروا بيتا يقال
له الحمام قالوا يا رسول الله ينقي الوسخ قال فاستتروا. رواه البزار والطبراني في
الكبير إلا أنه قال قالوا يا رسول الله إنه يذهب بالدرن وينفع المريض. ورجاله عند
البزار رجال الصحيح إلا أن البزار قال رواه الناس عن طاوس مرسلا. وعن
277

أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليسع إلى الجمعة ومن استغنى عنها بلهو
وتجارة استغنى الله عنه والله غني حميد. رواه الطبراني في الأوسط والبزار
باختصار ذكر الجمعة وفيه علي بن يزيد الألهاني ضعفه أبو حاتم وابن عدي ووثقه
أحمد وابن حبان. وعن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام الا بمئزر ومن
كان يؤمن بالله واليوم الآخر من نسائكم فلا يدخل الحمام. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وقد ضعفه أحمد وغيره وقال عبد الملك
ابن شعيب بن الليث ثقة مأمون. وعن عائشة أنها سألت رسول الله عليه وسلم
عن الحمام فقال إنه سيكون بعدي حمامات ولا خير في الحمامات للنساء فقالت يا رسول الله
إنها تدخله بإزار فقال لا وإن دخلته بإزار ودرع وخمار وما من امرأة تنزع خمارها
في غير بيت زوجها إلا كشفت الستر فيما بينها وبين ربها - قلت رواه أبو داود باختصار -
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وعن المقدام بن معدي كرب
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم ستفتحون أفقا فيها بيوت يقال لها
الحمامات حرام على أمتي دخولها فقالوا يا رسول الله إنها تذهب الوصب وتنقي الدرن
قال فإنها حلال لذكور أمتي في الأزر حرام على إناث أمتي. رواه الطبراني وفيه مسلمة
ابن علي الخشني وقد أجمعوا على ضعفه. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم شر البيت الحمام ترفع فيه الأصوات وتكشف فيه العورات فقال رجل
يا رسول الله يداوي فيه المريض ويذهب الوسخ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن
دخله فلا يدخله إلا مستترا. رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن عثمان السمتي
ضعفه البخاري والنسائي ووثقه أبو حاتم وابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تدخل الحمام إلا بمئزر من كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فلا يشرب الخمر من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها
278

الخمر من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينه وبينها محرم.
رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن أبي سليمان المدني ضعفه البخاري وأبو حاتم
ووثقه ابن حبان. وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أول ما صنعت له النورة
ودخل الحمامات سليمان بن داود فلما دخله وجد حره وغمه قال أوه من عذاب الله
أوه أوه قبل أن لا تنفع أوه أوه أوه. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إسماعيل
ابن عبد الرحمن الأودي وهو ضعيف. وعن أبي رافع قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على
موضع فقال نعم موضع الحمام هذا فبنى فيه حمام. رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى
ابن يعلى وهو ضعيف. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه حبيب كاتب
مالك وهو ضعيف. وعن ابن عمر أنه كان يدخل الحمام فينوره صاحب الحمام فإذا بلغ
حقوه قال لصاحب الحمام أخرج. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
وعن سكين بن عبد العزيز عن أبيه قال دخلت على عبد الله بن عمر وجارية تحلق عنه
الشعر فقال إن النورة ترق الجلد. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون (1).
(باب فيما يكشف في الحمام)
عن الوليد بن مسلم قال سمعت الأوزاعي يقول الفخذ في المسجد عورة وفي الحمام
ليست بعورة. رواه الطبراني في الكبير. قلت وقد تقدم في باب الحمام قبل هذا حديث
ابن عباس شر البيت الحمام تكشف فيه العورات. وقول ابن عمر للذي ينوره إذا
بلغ حقويه أخرج والله أعلم. ورواته عن الأوزاعي ثقات.
(باب ما جاء في المني)
عن ابن عباس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المني يصيب الثوب
قال إنما هو بمنزلة المخاط أو البزاق أمطه عنك بخرقة أو بأذخر (2). رواه الطبراني
في الكبير وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو مجمع على ضعفه. وعن أم سلمة قالت
كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الكبير

(1) بلغ مقابلة وسماعا على مؤلفه من نسخة الأصل بقراءة الحافظ شهاب الدين
أحمد بن حجر في الحادي عشر - كما في هامش الأصل.
(2) حشيشة طيبة الرائحة تسقف بها البيوت فوق الخشب.
279

وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال لقد كنا نسلته بالإذخر
والصوفة يعني المني. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب ما جاء في الحيض والمستحاضة)
عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أقل الحيض ثلاث وأكثره عشر.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الملك الكوفي عن العلاء بن كثير
لا ندري من هو. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحائض تنظر ما بينها وبين عشر فان رأت الطهر فهي طاهر وإن جاوزت العشر فهي
مستحاضة تغتسل وتصلي فان غلبها الدم احتشت واستثفرت (1) وتوضأت لكل صلاة
وتنتظر النفساء ما بينها وبين الأربعين فان رأت الطهر قبل فهي طاهر وإن جاوزت
الأربعين فهي بمنزلة المستحاضة تغتسل وتصلي فان غلبها الدم احتشت واستثفرت
وتوضأت لكل صلاة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن الحصين وهو ضعيف.
وعن أنس بن مالك قال لتنتظر الحائض خمسا سبعا ثمانيا تسعا عشرا فإذا مضت
العشر فهي مستحاضة. رواه أبو يعلى وفيه الجلد بن أيوب وهو ضعيف. وعن ابن
عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحائض دفعات ولدم الحيض ريح يعرف
به فإذا ذهب قرء الحيض فلتغتسل إحداكن ثم لتغسل عنها الدم. رواه الطبراني
في الكبير وفيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس وهو ضعيف وقال ابن عدي
وهو ممن يكتب حديثه. وعن عائشة أن فاطمة بنت أبي حبيش سألت النبي
صلى الله عليه وسلم فقالت إني أستحاض فقال دعي الصلاة أيام حيضتك ثم اغتسلي وتوضئ عند
كل صلاة وإن قطر الدم على الحصير - قلت هو في الصحيح خلا قوله وان قطر الدم
على الحصير - رواه أحمد من طريق عروة ولم ينسبه فقيل هو عروة المزني وهو
مجهول وقيل عروة بن الزبير ولم يسمع حبيب منه وحبيب مدلس وقد عنعنه. وعن
ابن عباس قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن المستحاضة قال تلك ركضة من ركاض الشيطان في
رحمها. رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله موثقون. وعن جابر
أن فاطمة بنت قيس سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المستحاضة فقال تقعد
أيام أقرائها ثم تغتسل عند كل طهر ثم تحتشي وتصلي. رواه الطبراني في الصغير.

(1) أي احتشت بالقطن وسدت عليه بخرقة عريضة لمنع سيل الدم.
280

ولجابر في الأوسط عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر المستحاضة بالوضوء
لكل صلاة، ورجال الأول رجال الصحيح، ورجال الأوسط فيهم عبد الله بن محمد
ابن عقيل وهو مختلف في الاحتجاج به. وعن سودة بنت زمعة قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم المستحاضة تدع الصلاة أيام إقرائها التي كانت تجلس فيها ثم تغتسل
غسلا واحدا ثم تتوضأ لكل صلاة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جعفر عن سودة ولم
أعرفه. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المستحاضة تغتسل من
قرء إلى قرء (1). رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس.
(باب في النفساء)
عن جابر قال وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم للنفساء أربعين يوما. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه أشعث بن سوار وثقه ابن معين واختلف في الاحتجاج به. وعن
عثمان بن أبي العاص قال وقت للنفساء أربعون يوما. رواه الطبراني في الكبير وفيه
إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف. وعن عائذ بن عمرو وكان ممن بايع تحت
الشجرة قال نفست امرأته فرأت الطهر يوما فاغتسلت ثم جاءت لتدخل معه في لحافه
فوجد مسها فقال من هذه قالت فلانة قال ما بالك قالت إني رأيت الطهر فاغتسلت
فضربها برجله فأقامها عن فراشه وقال لا تغويني عن ديني حتى تمضي أربعون يوما. رواه
الطبراني في الكبير وفيه صالح بن بشير المري وهو ضعيف ولم يوثقه أحد إلا ما رواه عباس
عن يحيى بن معين أنه لا بأس به. وروى غيره عن ابن معين وغيره أنه ضعيف متروك.
(باب مباشرة الحائض ومضاجعتها)
عن عاصم بن عمر أن عمر قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحل للرجل
من امرأته وهي حائض قال ما فوق الإزار. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
وعن ابن عباس أن رجلا قال يا رسول الله ما لي من امرأتي وهي حائض قال تشد
إزارها ثم شأنك بها. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو نعيم ضرار بن صرد وهو ضعيف.
وعن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل ما يحل للرجل من امرأته وهي
حائض قال ما فوق الإزار وما تحت الإزار منها حرام. رواه الطبراني في
الكبير وفيه إسحق بن يحيى لم يرو عنه غير موسى بن عقبة وأيضا فلم يدرك عبادة.

(1) القرء: من الأضداد يقع على الطهر وعلى الحيض ولذلك اختلف الفقهاء فيه.
281

وعن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أصبت
امرأتي وهي حائض فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعتق نسمة
وقيمة النسمة يومئذ دينار - قلت رواه الترمذي وغيره خلا عتق النسمة -
رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الرحمن بن يزيد بن تميم وهو ضعيف.
وعن ابن عباس قال بينا أم سلمة ذات ليلة مضاجعة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ
قامت كأنها مستخفية فقال ما لك نفست قالت نعم فقال لا بأس خذي عليك وضوءك ثم
ارجعي إلى مكانك. رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسين بن عيسى الحنفي ضعفه
البخاري وغيره ووثقه ابن حبان. وعن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقي
سورة الدم ثلاثا ثم. يباشر بعد ذلك - قلت لها حديث عند ابن ماجة وغيره خلا قولها
يتقي سورة الدم ثلاثا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعيد بن بشير وثقه شعبة
واختلف في الاحتجاج به.
(باب في دم الحائض يصيب الثوب)
عن أبي هريرة أن خولة بنت يسار أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول
الله ليس لي إلا ثوب واحد وأنا أحيض فيه قال فإذا طهرت فاغسلي موضع الدم ثم
صلي فيه قالت يا رسول الله ان لم يخرج أثره قال يكفيك الماء ولا يضرك أثره.
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وعن خولة بنت حكيم قالت قلت يا رسول
الله إني أحيض وليس لي إلا ثوب واحد قال اغسليه وصلي فيه قلت يا رسول الله إنه
يتعاقبه أثر الدم قال لا يضرك. رواه الطبراني في الكبير وفيه الوازع بن نافع وهو
ضعيف. وعن أم سلمة قالت كانت إحدانا تحيض في الثوب فإذا كان يوم طهرها
غسلت ما أصابه ثم صلت فيه وإن إحداكن اليوم تفرغ خادمها لغسل ثيابها يوم
طهرها. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون.
(باب دخول الحائض المسجد)
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة ناوليني الحمرة (1) من المسجد فقالت إني
قد أحدثت فقال أو حيضتك في يدك. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن

(1) هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أو نسيجة خوص،
ولا تكون خمرة إلا بهذا المقدار.
282

أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة ناوليني الخمرة قالت إني حائض قال إن
حيضتك ليست في يدك. رواه البزار ورجاله موثقون. وعن أبي بكرة أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال لخادمه ناوليني الخمرة من المسجد فقالت إني حائض فقال ناوليني
رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
(باب غسل الكافر إذا أسلم)
عن أبي هريرة أن ثمامة بن أثال - أو أثالة - أسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذهبوا به إلى حائط بني فلان فمروه أن يغتسل. رواه أحمد والبزار وزاد بماء وسدر.
وله عند أبي يعلى لما أسلم ثمامة بن أثال أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يغتسل ويصلي ركعتين.
وفي إسناد أحمد والبزار وعبد الله بن عمر العمري وثقه ابن معين وأبو أحمد بن عدي
وضعفه غيرهما من غير نسبة إلى الكذب وقال أبو يعلى عن رجل عن سعيد المقبري
قال فإن كان هو العمري فالحديث حسن والله أعلم. وعن واثلة بن الأسقع قال
لما أسلمت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي اغسل بماء وسدر وألق عنك شعر الكفر.
رواه الطبراني في الكبير والصغير وفيه منصور بن عمار الواعظ وهو ضعيف.
وعن قتادة أبي هاشم قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي يا قتادة اغتسل
بماء وسدر واحلق عنك شعر الكفر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر من
أسلم أن يختتن وإن كان ابن ثمانين سنة. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب ما يغسل من النجاسة)
عن عمار بن ياسر قال رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أسقي رجلين
من ركوة (1) بين يدي فتنخمت فأصابت نخامتي ثوبي فأقبلت أغسل ثوبي من الركوة
التي بين يدي فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عمار ما نخامتك ودموع عينيك إلا بمنزلة
الماء الذي في ركوتك إنما تغسل ثوبك من البول والغائط والمني من الماء الأعظم
والدم والقئ. رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وأبو يعلى. له عند البزار
قال رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على بئر أدلو ماء في ركوة لي فقال ما تصنع فقلت
يا رسول الله أغسل ثوبي من جنابة أصابته فقال يا عمار إنما يغسل الثوب من الغائط
والبول والقئ والدم. ومدار طرقه عند الجميع على ثابت بن حماد وهو ضعيف جدا والله أعلم.

(1) الركوة: إناء صغير من جلد.
283

(باب في المذي)
عن معقل بن يسار أن عثمان بن عفان كان يلقى من المذي شدة فسدد رجلا إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك المذي وكل فحل يمذي
تغسله بالماء وتوضأ وصل. رواه الطبراني في الكبير من رواية عطاء بن عجلان
وقد أجمعوا على ضعفه. وعن أبي سعيد الخدري قال بعث علي رجلا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن المذي فكره أن يكون هو الذي يسأله لمكان فاطمة
فقال يا رسول الله الرجل يرى المرأة في الطريق فيمذي أعليه الغسل فقال
تلك يلقاها فحولة الرجال يجزئك من ذلك الوضوء. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه أبو هارون العبدي وأجمعوا على ضعفه.
(باب في بول الصبي والجارية)
عن أبي ليلى قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صدره أو بطنه الحسن أو الحسين
عليهما السلام فبال فرأيت بوله أساريع (1) فقمت إليه فقال دعوا ابني لا تفزعوه
حتى يقضي بوله ثم اتبعه الماء ثم قام فدخل بيت تمر الصدقة ومعه الغلام فأخذ تمرة فجعلها
في فيه فاستخرجها النبي صلى الله عليه وسلم وقال إن الصدقة لا تحل لنا. رواه أحمد
والطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن ابن عباس قال جاءت أم الفضل بنت الحارث
بأم حبيبة بنت العباس فوضعتها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فبالت فاختلجتها (2) أم الفضل
ثم لكمت بين كتفيها ثم اختلجتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطني قدحا
من ماء فصبه على مبالها ثم قال اسكبوا الماء في سبيل البول. رواه أحمد وفيه حسين
ابن عبد الله ضعفه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن معين في رواية ووثقه
في أخرى. وعن أنس بن مالك قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم راقد في بعض
بيوته على قفاه إذ جاء الحسن يدرج حتى قعد على صدر النبي صلى الله عليه وسلم ثم
بال على صدره فجئت أميطه عنه فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ويحك يا أنس دع ابني
وثمرة فؤادي فإنه من آذى هذا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ثم دعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم بماء فصبه على البول صبا فقال يصب على بول الغلام ويغسل
بول الجارية. رواه الطبراني في الكبير وفيه نافع أبو هرمز وقد أجمعوا على ضعفه.

(2) أي طرائق.
(2) أي انتزعتها.
284

وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بالحسين فجعل يقبله فبال فذهبوا
ليتناولوه فقال ذروه فتركه حتى فرغ من بوله. رواه الطبراني في الكبير وفيه عفير
ابن معدان وقد أجمعوا على ضعفه. وعن زينب بنت جحش أن النبي صلى الله عليه وسلم كان نائما
عندها وحسين يحبو (1) في البيت فغفلت عنه فحبا حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فصعد
على بطنه ثم وضع ذكره في سرته فبال قالت فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقمت
إليه فحططته عن بطنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعي ابني فلما قضى بوله أخذ
كوزا من ماء فصبه ثم قال إنه يصب من بول الغلام ويغسل من الجارية - فذكر
الحديث. رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وفيه ضعف. وعن عبد الله
ابن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بصبي فبال عليه فنضحه (2) وأتى بجارية
فبالت عليه فغسله. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن أم سلمة أن الحسن
أو الحسين بال على بطن النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تزرموا (3) ابني أو لا تستعجلوه
فتركه حتى قضى بوله فدعا بماء فصبه عليه. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن إن
شاء الله لان في طريقه وجادة. وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان
الغلام لم يطعم الطعام صب على بوله وإذا كانت الجارية غسله - قلت رواه أبو داود
موقوفا عليها - رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف.
(باب فيما صبغ بالنجاسة)
عن الحسن أن عمر بن الخطاب أراد أن ينهى عن متعة الحج فقال له أبي ليس
ذلك لك قد تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراد أن ينهى عن حلل الحيرة
لأنها تصبغ بالبول فقال له أبي ليس ذلك لك قد لبسهن النبي صلى الله عليه وسلم
ولبسناهن في عهده. رواه أحمد والحسن لم يسمع من عمر ولا من أبي (4).
(باب الحكم بطهارة الأرض)
عن عبد الله يعني ابن معسود قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا نتوضأ
من موطئ. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن أبي أمامة قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتوضأ من موطئ. رواه الطبراني في الكبير وفيه

(1) أي يزحف على يديه ورجليه.
(2) أي رشه بماء.
(3) أي لا تقطعوا عليه بوله.
(4) " ولا من أبي " زائدة في الجزء الهندي.
285

أبو قيس محمد بن سعيد المصلوب وهو ضعيف.
(باب في الأرض تصيبها النجاسة)
عن عبد الله يعني ابن مسعود قال جاء أعرابي فبال في المسجد فأمر النبي صلى الله
عليه وسلم بمكانه فاحتفر وصب عليه دلو من ماء قال الاعرابي يا رسول الله المرء
يحب القوم ولما يعمل بعملهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب.
رواه أبو يعلى وفيه سفيان بن مالك قال أبو زرعة ليس بالقوي وقال ابن خراش
مجهول، وبقية رجاله رجال الصحيح. وروى أبو يعلى عقبه باسناد رجاله رجال
الصحيح عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله عن نافع قال سئل ابن عمر
عن الحيطان تكون فيها العذرة وأبوال الناس وروث الدواب فقال إذا سالت عليه
الأمطار وجففته الرياح فلا بأس بالصلاة فيه يذكر ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن عثمان الكلابي الرقي ضعفه أبو حاتم
والأزدي ووثقه أبو حاتم بن حبان وقال ابن عدي له أحاديث صالحة، وبقية رجال رجال
الصحيح خلا شيخ الطبراني. وعن علي يعني ابن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال أتاني جبريل عليه السلام فلم يدخل فقال النبي صلى الله عليه وسلم له ما منعك
أن تدخل فقال إنا لا ندخل بيتا فيه صورة ولا بول. رواه عبد الله بن أحمد وفيه
عمرو بن خالد وقد أجمعوا على ضعفه. قلت وتأتي أحاديث في قصة الرجل الذي
بال في المسجد في الصلاة. وعن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم طهروا أفنيتكم فان اليهود لا تطهر أفنيتها. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني.
(باب في السنور والكلب)
عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن الكلاب أمة من الأمم
أمرت بقتلها فاقتلوا منها كل أسود بهيم ومن اقتني كلبا لغير صيد ولا زرع ولا غنم
أوى إليه كل يوم قيراط من الاثم مثل أحد وإذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله
سبع مرات إحداهن بالبطحاء. رواه الطبراني في الأوسط من طريق الجارود عن إسرائيل
والجارود لم أعرفه. وعن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي دار قوم
من الأنصار ودونهم دار فشق ذلك عليهم فقالوا يا رسول الله تأتي دار فلان ولا
286

تأتي دارنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لان في داركم كلبا قالوا فان في دارهم سورا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم السنور سبع. رواه أحمد وفيه عيسى بن المسيب وهو ضعيف، وقد
تقدم الوضوء بفضلها. وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ولغ الكلب
في الاناء غسل سبع مرات. رواه الطبراني والبزار بنحوه وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن
أبي حبيبة وثقه أحمد واختلف في الاحتجاج به. وعن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات، أحسبه قال
إحداهن بالتراب - قلت هو في الصحيح خلا قوله إحداهن - رواه البزار ورجاله
رجال الصحيح خلا شيخ البزار.
(باب فيمن ركب حمارا فعرق)
عن ابن عباس قال كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له يعفور
فعرقت فأمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن أغتسل. رواه الطبراني في الكبير وفيه
الضحاك وقد وثقه أحمد ويحيى وأبو زرعة وضعفه غيرهم.
(باب في الفأرة تقع في الطعام)
عن أبي الزبير قال سألت جابرا عن الفأرة تموت في الطعام أو الشراب أأطعمه
قال لا زجر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة
وهو ضعيف. وعن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها استفتت رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن فأرة سقطت في سمن لهم جامد فقال ألقوها وما حولها
وكلوا سمنكم - قلت هو في الصحيح وغيره خلا أنها هي السائلة - رواه أحمد عن
محمد بن مصعب القرقساني وثقه أحمد وروى عنه وضعفه يحيى بن معين وجماعة.
وعن أبي الدرداء أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الفأرة تقع في الادام فقال ألقها
عنك ثم اغرف بكفيك ثلاث غرفات ثم كله. رواه الطبراني في الكبير وفيه مسلمة بن
علي الخشني وهو ضعيف جدا. وعن ابن عمر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن فأرة وقعت في سمن فقال اطرحوها وما حولها وكلوه إن كان جامدا قالوا
يا رسول الله فإن كان مائعا قال انتفعوا به. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الجبار
ابن عمر قال محمد بن سعد كان بإفريقية وكان ثقة وضعفه جماعة. وعن أنس أن
النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن عجين وقع فيه قطرات من دم فنهى رسول الله
287

صلى الله عليه وسلم عن أكله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سويد بن عبد العزيز
ضعفه جماعة وقال دحيم ثقة وكان له أحاديث يغلط فيها وأثنى عليه هشيم خيرا.
(باب في سؤر الكافر)
عن أبي عبيدة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على الشيطان فأخذته
فخنقته حتى لأجد برد لسانه في يدي فقال أوجعتني أوجعتني. رواه أحمد وأبو عبيدة
لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(كتاب الصلاة)
بسم الله الرحمن الرحيم
(باب فرض الصلاة)
عن عثمان بن عفان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من علم أن الصلاة
حق واجب دخل الجنة. رواه عبد الله بن أحمد في زياداته، وأبو يعلى إلا أنه قال
حق مكتوب واجب، والبزار بنحوه ورجاله موثقون. وعن عائشة أنها سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله افترض على العباد خمس صلوات في كل يوم
وليلة. رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن راشد ولم أعرفه، ورواد بن
الجراح وثقه أحمد وابن حبان وفيه ضعف. وتأتي في صلاة السفر أحاديث في فرض
الصلاة. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول ما افترض
الله تعالى على الناس من دينهم الصلاة وآخر ما يبقى الصلاة وأول ما يحاسب به العبد
الصلاة يقول الله انظروا في صلاة عبدي فان كانت تامة كتبت تامة وإن كانت ناقصة
قال انظروا هل له من تطوع فان من وجد له تطوع تمت الفريضة من التطوع ثم قال انظروا
هل زكاته تامة فان وجدت زكاته تامة كتبت تامة وإن كانت ناقصة قال انظروا
هل له صدقة فان كانت له صدقة تمت له زكاته من الصدقة. رواه أبو يعلى وفيه يزيد
الرقاشي ضعفه شعبة وغيره ووثقه ابن معين وابن عدي. وعن حنظلة الكاتب
288

قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حافظ على الصلوات الخمس
ركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وعلم أنهن حق من عند الله دخل الجنة أو قال وجبت
له الجنة أو قال حرم على النار. رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد
رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم عليه فأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله
ثم دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه وكان ضمام رجلا
أشعر ذا غديرتين فأقبل حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه فقال
أيكم ابن عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ابن عبد المطلب قال محمد قال نعم
قال ابن عبد المطلب إني سائلك ومغلظ في المسألة فلا تجدن في نفسك قال لا أجد في
نفسي فسل عما بدا لك قال أنشدك بالله إلهك وإله من قبلك وإله من هو كائن بعدك
آلله بعثك إلينا رسولا قال اللهم نعم فقال أنشدك بالله إلهك وإله من هو كائن بعدك
آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده لا نشرك به شيئا وأن نخلع هذه الأنداد التي كان
آباؤنا يعبدون معه قال اللهم نعم قال فأنشدك الله إلهك وإله من قبلك وإله من هو
كائن بعدك آلله أمرك أن تصلي هذه الصلوات الخمس قال اللهم نعم قال ثم جعل يذكر
فرائض الاسلام فريضة فريضة الزكاة والصيام والحج وشرائع الاسلام كلها يناشده
عند كل فريضة كما ناشده في التي قبلها فلما فرغ قال إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد
أن وأن محمدا
رسول الله وسأؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عنه لا أزيد ولا أنقص
قال ثم انصرف راجعا إلى بعيره قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولى
إن صدق ذو العقيصتين يدخل الجنة قال فأتى بعيره فأطلق عقاله ثم خرج حتى قدم
على قومه فاجتمعوا إليه فكان أول ما تكلم به أن قال بئست اللات والعزى قالوا
مه يا ضمام اتق البرص والجذام اتق الجنون قال ويلكم انهما والله ما يضران ولا ينفعان
إن الله قد بعث رسولا وانزل عليه كتابا أستنقذكم به مما كنتم فيه وإني أشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأن وأن محمدا
عبده ورسوله وقد جئتكم من عنده بما أمركم به
ونهاكم عنه قال فوالله ما أمسى في ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلما قال
يقول ابن عباس فما سمعنا بوافد قوم أفضل من ضمام - قلت عزاه صاحب الأطراف
إلى أبي داود ولم أجد في أبي داود إلا طرفا من أوله - رواه أحمد والطبراني في الكبير
289

ورجال أحمد موثقون. وعن ابن عباس قال جاء أعرابي من بني سعد بن بكر إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك يا غلام بني عبد المطلب فقال له النبي صلى الله
عليه وسلم دونك يا أخا بني سعد فقال من خلقك ومن خلق من قبلك ومن هو خالق
من بعدك قال الله قال فنشدتك بذلك أهو أرسلك قال نعم قال من خلق السماوات
السبع والأرضين السبع وأجرى بينهن الرزق قال الله قال فنشدتك بذلك أهو أرسلك
قال نعم قال فانا قد وجدنا في كتابك وأمرتنا رسلك أن نصلي بالليل والنهار خمس
صلوات لمواقيتها فنشدتك بذلك أهو أمرك قال نعم قال فانا قد وجدنا في كتابك وأمرتنا
رسلك أن تأخذ من حواشي أموالنا فتجعله في فقرائنا فنشدتك بذلك أهو أمرك قال
نعم قال أما الخامسة فلست بسائلك عنها ولا أرب لي فيها يعني الفواحش ثم قال
والذي بعثك بالحق لأعملن بها ومن أطاعني من قومي ثم رجع فضحك رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثم قال لئن صدق ليدخلن الجنة. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط. وعن أبي الطفيل عامر
ابن واثلة أن رجلا مر على قوم فسلم عليهم فردوا عليه السلام فلما جاوزهم قال رجل
منهم والله إني لأبغض هذا في الله فقال أهل المجلس بئس والله ما قلت أما والله
لننبئنه قم يا فلان رجلا منهم فأخبره فأدركه رسولهم فأخبره بما قال فانصرف الرجل
حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله مررت بمجلس من المسلمين
فيهم فلان فسلمت عليهم فردوا السلام فلما جاوزتهم أدركني رجل منهم فأخبرني
أن فلانا قال والله إني لأبغض هذا الرجل في الله فادعه يا رسول الله فسله على ما يبغضني
فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عما أخبره الرجل فاعترف بذلك وقال
قد قلت له ذلك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تبغضه فقال
أنا جاره وأنا به خابر والله ما رأيته يصلي صلاة قط إلا هذه الصلاة المكتوبة التي
يصليها البر والفاجر قال سله يا رسول الله هل رآني قط أخرتها عن وقتها أو أسأت
الوضوء لها أو أسأت الركوع والسجود فيها فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
لا والله ما رأيته يصوم قط إلا هذا الشهر الذي يصومه البر والفاجر قال سله يا رسول
الله هل رآني قط فرطت فيه أو انتقصت من حقه شيئا فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لا ثم قال والله ما رأيته يعطي سائلا قط ولا رأيته ينفق من ماله شيئا في شئ
290

في سبيل الله إلا هذه الصدقة التي يؤديها البر والفاجر قال فسله يا رسول الله هل كتمت
من الزكاة شيئا قط أو ماكست فيها طالبها قال فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
لا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قم إن أدري لعله خير منك. رواه أحمد
والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات أثبات. وعن النعمان بن قوقل (1) أنه جاء
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إذا صليت المكتوبة
وصمت رمضان وحرمت الحرام وأحللت الحلال ولم أزد على ذلك أدخل الجنة
قال نعم قال والله لا أزيد على ذلك شيئا. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة
وهو ضعيف، وهو في الصحيح من حديث جابر. وعن أبي الدرداء قال حلف رجل
من الأنصار لا يتطوع بشئ أبدا ولا يترك شيئا مما كتبه الله عليه فقال النبي صلى الله
عليه وسلم ما تنقمون من رجل لو أقسم على الله لأبره. رواه الطبراني في الكبير وفيه
صدقة بن عبد الله السمين ضعفه أحمد وجماعة ووثقه دحيم وأبو حاتم. وعن عبد الرحمن
ابن معاوية بن خديج قال سمعت رجلا من كندة يقول حدثني رجل من الأنصار
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لا ينتقص أحدكم من صلاته شيئا إلا أتمها الله من سبحته. رواه أحمد وفيه
رجل لم يسم. وعن يحيى بن يعمر عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يحاسب به العبد صلاته فإن كان أتمها (2)
كتبت له تامة وان لم يكن أتمها قال الله عز وجل هل تجدون لعبدي من تطوع فتكملوا
بها فريضته ثم الزكاة كذلك ثم الأعمال على حسب ذلك. قلت روى النسائي عن
يحيى بن يعمر عن أبي هريرة مثل هذا فلا أدري أهو هذا أم لا، وقد ذكره الإمام أحمد
في ترجمة رجل غير أبي هريرة، ورجاله رجال الصحيح. وعن عابد بن قرط
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة لم يتمها زيد عليها من سبحاته
حتى تتم. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن قرط قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة لم يتمها زيد عليها من سبحته. رواه الطبراني
في الكبير ورجاله ثقات. وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أول ما يحاسب به العبد

(1) في الجزء الهندي " نوفل " وهو خطأ على ما في الأصل والإصابة.
(2) كذا في الهندية، وفي الأصل " فان كانت تامة أتمها ".
291

يوم القيامة الصلاة فان صلحت صلح له سائر عمله وإن فسدت فسد سائر علمه. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه القسم بن عثمان قال البخاري له أحاديث لا يتابع عليها
وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أخطأ. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة ينظر في صلاته فان صلحت فقد أفلح
وإن فسدت فقد خاب وخسر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه خليد بن دعلج
ضعفه أحمد والنسائي والدار قطني وقال ابن عدي عامة حديثه تابعه عليه غيره.
وعن الحسن عن أبي هريرة أراه ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم ان العبد المملوك ليحاسب
بصلاته فإذا نقص منها قيل له لم نقصت منها فيقول يا رب سلطت علي مليكا شغلني
عن صلاتي فيقول قد رأيتك تسرق من ماله لنفسك فهلا سرقت من عملك لنفسك
فيجب لله عز وجل عليه الحجة. رواه أحمد وفيه مبارك بن فضالة وثقه عثمان وأحمد
وجماعة واختلف في الاحتجاج به. وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر
الصلاة يوما فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم
يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القايمة مع فرعون وهامان
وأبي بن خلف. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، ورجال أحمد ثقات.
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سهم في الاسلام لمن لا صلاة
له ولا صلاة لمن لا وضوء له. رواه البزار وفيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد وقد
أجمعوا على ضعفه. وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ثمانية أسهم
الاسلام سهم والصلاة سهم. وقد تقدم بتمامه وأحاديث أخر في الايمان، وحديث
حذيفة حديث حسن. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا إيمان لمن
لا أمانة له ولا صلاة لمن لا طهور له ولا دين لمن لا صلاة له إنما موضع الصلاة من الدين
كموضع الرأس من الجسد. رواه الطبراني في الأوسط والصغير وقال تفرد به الحسين
ابن الحكم الحبري. وعن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من لمن لم يوتر فلا صلاة له فبلغ ذلك عائشة فقالت من سمع هذا من أبي القاسم صلى الله
عليه وسلم والله ما بعد العهد وما نسيت إنما قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم من جاء
بصلوات الخمس يوم القيامة قد حافظ على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها
لم بنقض منها شيئا جاء وله عند الله عهد أن لا يعذبه ومن جاء قد انتقص منهن شيئا
292

فليس له عند الله عهد إن شاء رحمه وإن شاء عذبه. رواه الطبراني في الأوسط وقال لم
يروه عن محمد بن عمرو إلا عيسى بن واقد، قلت ولم أجد من ذكره. وعن، أنس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من حفظهن فهو ولي حقا ومن ضيعهن فهو عدو
حقا الصلاة والصيام والجنابة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عدي بن الفضل
وهو ضعيف. وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لمن حوله
من أمته اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة قلت ما هي يا رسول الله قال الصلاة والزكاة
والأمانة والفرج والبطن واللسان. رواه الطبراني في الأوسط وقال لا يروى عن
أبي هريرة إلا بهذا الاسناد، قلت وإسناده حسن. وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أسلم الرجل كان أول ما يعلمنا الصلاة أو قال
علمه الصلاة. رواه الطبراني والبزار في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن عائشة
أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله افترض على العباد خمس صلوات
في كل يوم وليلة. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن أبي هريرة
وأبي سعيد قالا أول صلاة فرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه ياسين الزيات وهو متروك. وعن علي قال أول صلاة ركعنا
فيها العصر فقلت يا رسول الله ما هذا فقال بهذا أمرت. رواه البزار والطبراني في
الأوسط وفيه أبو عبد الرحيم فإن كان هو خالد بن يزيد فهو ثقة من رجال الصحيح
ولم أجد أبو عبد الرحيم في رجال الكتب غيره ولم أجد أبو عبد الرحيم في الميزان وهو مجهول.
وعن أبي رافع قال توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه في حجر علي بن أبي طالب
وهو يقول لعلي الله الله وما ملكت أيمانكم الله الله والصلاة فكان ذلك آخر ما تكلم
به رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البزار وفيه غسان بن عبد الله ولم أجد من ترجمه،
وبقية رجاله ثقات. وعن واصل قال أدركت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم يقال له ناجية الطفاوي وهو يكتب المصاحف فأتته امرأة فقالت جئت أسالك
عن الصلاة فقال إنك لفاجرة أو لقد جئت من عند رجل فاجر قالت بل جئت من
عند رجل فاجر زوجني أهلي وأنا جارية بكر تزوجني رجل من بني تميم كان يأتي عليه
أيام لا يمس الماء ولا يصلي ويجئ بعد الثلاث فيتوضأ من الماء ثم ينقر نقرتين ويقول
حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فقال لها ناجية صلى
293

رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح
فأتت أهلها فقالت أنقذوني من زوجي فإنه رجل فاجر. رواه الطبراني في الكبير
وفيه البراء بن عبد الله الغنوي ضعفه أحمد وغيره وقال ابن عدي هو عندي أقرب إلى
الصدق منه إلى الضعف، قلت الذين ضعفوه كلامهم فيه لين. وعن بيجرة بن عامر قال
أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمنا وسألناه أن يضع عنا العتمة قال الصلاة العتمة قلنا
إنا نشغل بحلب إبلنا قال إنكم إن شاء الله ستحلبون وتصلون. رواه الطبراني في
الكبير من طريق الرحال بن المنذر عن أبيه عن جده بيجرة ولم أجد من ذكر الرحال
ولا أباه والله أعلم. وعن أبي البختري قال أصاب سلمان جارية فقال لها بالفارسية
صلي قالت لا قال اسجدي واحدة قالت لا قيل يا أبا عبد الله وما تغني عنها سجدة قال إنها
لو صلت صلت وليس من له سهم في الاسلام كمن لا سهم له. رواه الطبراني
في الكبير وفيه ضرار بن صرد أبو نعيم وهو ضعيف جدا.
(باب في أمر الصبي بالصلاة)
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا
واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا وفرقوا بينهم في المضاجع. رواه البزار وفيه محمد بن الحسن
العوفي قيل فيه لين الحديث ونحو ذلك، ولم أجد من وثقه. وعن أبي رافع قال وجدنا
صحيفة في قراب سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فيها مكتوب بسم الله الرحمن
الرحيم فرقوا بين مضاجع الغلمان والجواري والاخوة والأخوات لسبع سنين واضربوا
أبناءكم على الصلاة إذا بلغوا سبعا ملعون ملعون من ادعى إلى غير قومه أو إلى غير مواليه ملعون
من اقتطع شيئا من تخوم الأرض يعني بذلك طرق المسلمين. رواه البزار وفيه
غسان بن عبيد الله عن يوسف بن نافع ولم أجد من ذكرهما. وعن عبد الله بن حبيب
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا عرف الغلام يمينه من شماله فمروه بالصلاة. رواه الطبراني
في الأوسط والصغير وقال في الأوسط لا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد،
وقال في الصغير لا يروي عن عبد الله بن حبيب، ورجاله ثقات. وعن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم مروهم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لثلاث عشرة.
رواه الطبراني وفيه داود بن المحبر ضعفه أحمد والبخاري وجماعة ووثقه ابن معين.
وعن أبي الحوراء قال قلت للحسن بن علي ما حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم قال
294

الصلوات الخمس. رواه الطبراني في الكبير وأحمد في أثناء حديث القنوت، ورجاله ثقات.
وعن عبد الله بن مسعود قال حافظوا على أبنائكم في الصلاة وعودوهم الخير فان الخير
عادة. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو نعيم ضرار بن صرد وهو ضعيف.
(باب في تارك الصلاة)
عن ابن عباس قال لما قام بصري قيل نداوك وتدع الصلاة أياما قال لا ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من ترك الصلاة لقى الله وهو عليه غضبان. رواه البزار والطبراني
في الكبير وفيه سهل بن محمود ذكره ابن أبي حاتم وقال روى عنه أحمد بن إبراهيم
الدورقي وسعدان بن يزيد، قلت وروى عنه محمد بن عبد الله المخزومي ولم يتكلم فيه
أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن مكحول عن أم أيمن أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لا تترك الصلاة متعمدا فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه
ذمة الله ورسوله. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن مكحولا لم يسمع من
أم أيمن والله أعلم. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك الصلاة
متعمدا فقد كفر جهارا. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون إلا محمد بن
أبي داود فاني لم أجد من ترجمه وقد ذكر ابن حبان في الثقات محمد بن أبي داود
البغدادي فلا أدري هو هذا أم لا. وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لمعاذ بن جبل من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله عز وجل.
رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس وقد عنعنه. وعن المسور
ابن مخرمة قال دخلت على عمر بن الخطاب وهو مسجى فقلت كيف ترونه قالوا كما ترى
قلت أيقظوه بالصلاة فإنكم لن توقظوه لشئ أفزع (1) له من الصلاة فقالوا الصلاة
يا أمير المؤمنين فقال ها الله إذا ولا حق في الاسلام لمن ترك الصلاة فصلى وإن جرحه
ليثعب (2) دما. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله
ابن مسعود قال من لم يصل فلا دين له. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو نعيم ضرار
ابن صرد وهو ضعيف. وعن القاسم بن عبد الرحمن عن ابن مسعود قال من ترك
الصلاة كفر. والقاسم لم يسمع من ابن مسعود. وقال أبو الدرداء قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من ترك الصلاة متعمدا فقد حبط عمله. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

(1) أي يلجأ ويستغيث لدفع الامر الحادث.
(2) أي يجري.
295

(باب فضل الصلاة وحقنها للدم)
عن ابن عمر أن التبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى الصبح فهو في ذمة الله
تبارك وتعالى فلا تخفروا الله تبارك وتعالى في ذمته فإنه من أخفر ذمته طلبه الله
تبارك حتى يكبه على وجهه. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه ابن لهيعة
وهو ضعيف وقد حسن له بعضهم. ولابن عمر عند الطبراني في الكبير والأوسط أن
الحجاج أمر سالم بن عبد الله بقتل رجل فقال له سالم أصليت الصبح فقال الرجل
نعم فقال انطلق فقال له الحجاج ما منعك من قتله فقال سالم حدثني أبي أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى الصبح كان في جوار الله يومه فكرهت أن أقتل
رجلا قد أجاره الله فقال الحجاج لابن عمر أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال ابن عمر نعم. وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني ضعفه أحمد ووثقه يحيى
ابن معين، وله طريق أطول من هذه تأتي في الفتن. وعن أنس قال لما أصيب عتبان
ابن مالك في بصره بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أحب أن تأتيني فتصلي
في بيتي وتدعو لنا بالبركة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فدخلوا عليه
فتحدثوا بينهم فذكروا مالك بن الدخشم فقال رجل يا رسول الله ذاك كهف المنافقين
ومأواهم فأكثروا فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوليس يصلي قالوا نعم
يا رسول الله صلاة لا خير فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نهيت عن قتل المصلين - مرتين.
رواه الطبراني في الكبير وفيه عامر بن يساف وهو منكر الحديث. وعن أنس أن
أبا بكر رحمة الله عليه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل المصلين وفي
رواية عن ضرب المصلين. رواه البزار وأبو يعلى إلا أنه قال عن ضرب، وفيه موسى
ابن عبيدة وهو متروك. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من صلى الغداة فأصيبت ذمته فقد استبيح حمى الله وأخفرت ذمته وأنا طالب بذمته.
رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف وقد وثق. وعن أنس قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى الغداة فهو في ذمة الله فإياكم أن يطلبكم الله بشئ
من ذمته. رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وفيه صالح بن بشير المري وهو
ضعيف. وعن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الصبح في جماعة
فهو في ذمة الله فمن أخفر ذمة الله كبه في النار لوجهه. رواه الطبراني في الكبير ورجاله
296

رجال الصحيح. ولأبي بكرة في الكبير أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
صلى الغداة فهو في ذمة الله يا ابن آدم لا يطلبنك الله بشئ من ذمته. وفي إسناده مقال.
وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الصبح فهو في
ذمة الله وحسابه على الله. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه الهيثم بن يمان
ضعفه الأزدي وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن الحارث مولى عثمان قال جلس
عثمان يوما وجلسنا معه فجاء المؤذن فدعا بماء في إناء أظنه يكون فيه مد فتوضأ ثم قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا ثم قال من توضأ وضوئي هذا ثم قام
فصلى صلاة الظهر غفر له ما كان بينها وبين صلاة الصبح ثم صلى العصر غفر له ما كان بينها
وبين صلاة الظهر ثم صلى المغرب غفر له ما كان بينها وبين العصر ثم صلى العشاء غفر
له ما بينها وبين المغرب ثم لعله يبيت يتمرغ ليلته ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له
ما بينها وبين صلاة العشاء وهن الحسنات يذهبن السيئات قالوا هذه الحسنات فما
الباقيات يا عثمان قال هن لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول
ولا قوة إلا بالله - قلت في الصحيح بعضه - رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجاله رجال
الصحيح غير الحارث بن عبد الله مولى عثمان بن عفان وهو ثقة. وعن عامر بن سعد
ابن أبي وقاص قال سمعت سعدا وناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون كان رجلان
أخوان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أحدهما أفضل من الآخر فتوفى
الذي هو أفضلهم وعمر الآخر بعده ثم توفى فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فضل الأول على الآخر فقال ألم يكن يصلي قالوا بلى يا رسول الله فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما يدريك ما بلغت به صلاته ثم قال عند ذلك إنما مثل الصلاة كمثل نهر جار
بباب رجل غمر عذب يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فماذا ترون يبقى من درنه.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط إلا أنه قال ثم عمر الآخر بعده أربعين ليلة. ورجال
أحمد رجال الصحيح. وعن أبي عثمان قال كنت مع سلمان تحت شجرة فأخذ غصنا
منها يابسا فهزه حتى تحات ورقه ثم قال يا أبا عثمان ألا تسألني لم أفعل هذا قلت ولم
تفعله قال هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه تحت شجرة وأخذ منها غصنا يابسا
فهزه حتى تحات ورقه فقال يا سلمان ألا تسألني لم أفعل هذا قلت ولم تفعله قال إن المسلم
إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كما يتحات هذا
297

الورق وقال أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات
ذلك ذكرى للذاكرين. رواه أحمد والطبراني في الأوسط (1) والكبير وفي
إسناد أحمد علي بن زيد وهو مختلف في الاحتجاج به، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل الصلوات الخمس كمثل نهر عذب جار أو غمر
على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات ما يبقى عليه من درنه. رواه أبو يعلى والبزار
وفيه داود بن الزبرقان وهو ضعيف. وعن أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول
إن كل صلاة تحط ما بين يديها من خطيئة. رواه أحمد وإسناده حسن. وعن أبي الرصافة رجل
من أهل الشام من باهلة أعرابي عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من امرئ مسلم
تحضره صلاة مكتوبة فيقوم فيتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي فيحسن الصلاة إلا غفر له ما بينها
وبين الصلاة كانت قبلها من ذنوبه. رواه أحمد والطبراني في الكبير وأبو الرصافة لم أر فيه
جرحا ولا تعديلا. وعن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصلوات
الخمس كفارة لما بينها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت لو أن رجلا كان يعتمل
فكان بين منزله ومعتمله خمسة أنهار فإذا أتى معتمله عمل فيه ما شاء الله فأصابه الوسخ
أو العرق فكلما مر بنهر اغتسل ما كان ذلك يبقى من درنه فكذلك الصلاة كلما عمل خطيئة
فدعا واستغفر غفر له ما كان قبلها. رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير وزاد
فيه ثم صلى صلاة استغفر غفر الله له ما كان قبلها. وفيه عبد الله بن قريظ ذكره ابن
حبان في الثقات، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن مسعود قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه الصلوات الخمس الحقائق كفارات لما بينها من الذنوب
ما اجتنبت الكبائر. رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه صالح بن موسى وهو
منكر الحديث. وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصلوات الخمس والجمعة
إلى الجمعة كفارات لما بينها ما اجتنبت الكبائر وقال من الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم
ولا مسلمة يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الصلوات
الخمس كنهر غمر بباب أحدكم يغتسل كل يوم فيه خمس مرات فما يبقى من درنه. رواه
البزار وفيه زائدة بن أبي الرفاد وهو ضعيف. وعن عبد الله بن مسعود قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم تحترفون تحترفون فإذا صليتم الصبح غسلتها ثم تحترفون تحترفون

(1) " والأوسط " زائد في الجزء الهندي.
298

فإذا صليتم الظهر غسلتها ثم تحترفون تحترفون فإذا صليتم العصر غسلتها ثم تحترفون
تحترفون فإذا صليتم المغرب غسلتها ثم تحترفون تحترفون فإذا صليتم العشاء غسلتها ثم
تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا. رواه الطبراني في الثلاثة إلا أنه موقوف
في الكبير ورجال الموقوف رجال الصحيح ورجال المرفوع فيهم عاصم بن بهدلة
وحديثه حسن. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
لله ملكا ينادي عند كل صلاة يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على أنفسكم
فاطفؤها. رواه الطبراني في الأوسط والصغير وقال تفرد به يحيى بن زهير القرشي،
قلت ولم أجد من ذكره إلا أنه روى عن أزهر بن سعد السمان وروى عنه يعقوب
أبن إسحق المخرمي، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن مسعود عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يبعث مناد عند حضرة كل صلاة فيقول يا بني آدم قوموا فاطفؤا
عنكم ما أوقدتم على أنفسكم فيقومون فيتطهرون ويصلون فيغفر لهم ما بينهما
فإذا حضرت العصر فمثل ذلك فإذا حضرت المغرب فمثل ذلك فإذا حضرت العتمة
فمثل ذلك فينامون فيغفر لهم فمدلج في خير ومدلج في شر. رواه الطبراني في الكبير
وفيه أبان بن أبي عياش وثقه أيوب وسلم العلوي وضعفه شعبة وأحمد وابن معين
وأبو حاتم. وعن عبد الله بن مسعود قال إن الصلوات هن الحسنات وكفارة ما بين
الأولى والعصر صلاة العصر وكفارة بين صلاة العصر إلى المغرب صلاة المغرب
وكفارة ما بين المغرب إلى العتمة صلاة العتمة ثم يأوي المسلم إلى فراشه لا ذنب له ما اجتنب
الكبائر ثم قرأ (إن الحسنات يذهبن السيئات). رواه الطبراني في الكبير وفيه ضرار
ابن صرد وهو متروك. وعن أبي مالك يعني الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
الصلوات كفارات لما بينهن قال الله (إن الحسنات يذهبن السيئات). رواه الطبراني في
الكبير وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش قال أبو حاتم لم يسمع من أبيه شيئا، قلت وهذا
من روايته عن أبيه، وبقية رجاله موثقون. وعن طارق بن شهاب أنه بات عند سلمان
لينظر ما اجتهاده قال فقام يصلي من آخر الليل فكأنه لم ير الذي كان يظن فذكر
ذلك له فقال سلمان حافظوا على هذه الصلوات الخمس فإنهن كفارات لهذه الجراحات
ما لم تصب المقتلة فإذا صلى الناس العشاء صدروا عن ثلاث منازل منهم من عليه
ولا له ومنهم من له ولا عليه ومنهم من لا له ولا عليه فرجل اغتنم ظلمة الليل وغفلة
299

الناس فركب فرسه في المعاصي فذلك عليه ولا له ومن له ولا عليه فرجل اغتنم ظلمة
الليل وغفلة الناس فقام يصلي فذلك له ولا عليه ومنهم من لا له ولا عليه فرجل صلى
ثم نام فذلك لا له ولا عليه إياك والحقحقة وعليك بالقصد ودوامه (1). رواه الطبراني
في الكبير ورجاله موثقون. وعن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول الصلاة المكتوبة تكفر ما قبلها إلى الصلاة الأخرى والجمعة تكفر ما قبلها
إلى الجمعة الأخرى وشهر رمضان يكفر ما قبله إلى شهر رمضان والحج يكفر ما قبله
إلى الحج ثم قال لا يحل لامرأة مسلمة أن تحج إلا مع زوج أو ذي محرم. رواه
الطبراني في الكبير وفيه المفضل بن صدقة وهو متروك الحديث. وعن أبي أمامة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الصلوات الخمس كمثل نهر عذب يجري عند باب أحدكم
يغتسل فيه كل يوم خمس مرات فماذا يبقى عليه من الدرن. رواه الطبراني في الكبير
وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف جدا. وعن أبي مسلم قال دخلت على أبي أمامة
وهو يتفلى في المسجد ويدفن القمل في الحصى فقلت يا أبا أمامة إن رجلا حدثني عنك
أنك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ فأسبغ الوضوء غسل يديه ووجهه ومسح
على رأسه وأذنيه ثم قام إلى صلاة مفروضة غفر الله له في ذلك اليوم ما مشت إليه رجلاه
وقبضت عليه يداه وسمعت إليه أذناه ونظرت إليه عيناه وحدث به نفسه من سوء فقال
والله لقد سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم مرارا. رواه الطبراني في الكبير من رواية أبي مسلم
الثعلبي عنه ولم أر من ذكره، وبقية رجاله موثقون. وعن أبي بكرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر. رواه
الطبراني قي الكبير وفيه الخليل بن زكريا وهو متروك كذاب. وعن سلمان الفارسي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم يصلي وخطاياه مرفوعة على رأسه كلما سجد تحاتت
عنه فيفرغ من صلاته وقد تحاتت عنه خطاياه. رواه الطبراني في الكبير والصغير
والبزار (2) وفيه أشعث بن أشعث السعداني ولم أجد من ترجمه. وعن سلمان أيضا
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العبد المؤمن إذا قام إلى الصلاة وضعت ذنوبه على رأسه فتفرق
عنه كما تفرق عروق الشجرة يمينا وشمالا. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبان بن

(1) كذا وجد في الأصل الذي كتب بخط المصنف عفا الله عنه " وعليك بالقصد ودوام "
فقط ولعله " ودوام المنفعة ". كما في هامش الأصل
(2) " والبزار " زائدة في الهندية.
300

أبي عياش ضعفه شعبة وأحمد وغيرهما ووثقه سلم العلوي وغيره. وعن ابن عمر
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا قام يصلي جمعت ذنوبه على رقبته فإذا ركع تفرقت.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مروان بن سالم وهو ضعيف جدا. وعن حذيفة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من حالة يكون عليها العبد أحب إلى الله من أن يراه ساجدا يعفر
وجهه في التراب. رواه الطبراني في الأوسط من طريق عثمان بن القاسم عن أبيه
وقال تفرد به عثمان، قلت وعثمان بن القسم ذكره ابن حبان في الثقات ولم يرفع في نسبه
وأبوه فلم أعرفه. وعن الحارث عن علي قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ننتظر
الصلاة فقام رجل فقال إني أصبت ذنبا فأعرض عنه فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم
الصلاة قام الرجل فأعاد القول فقال النبي صلى الله عليه وسلم أليس قد صليت
معنا هذه الصلاة وأحسنت لها الطهور قال بلى قال فإنها كفارة ذنبك. رواه
الطبراني في الصغير والأوسط والحارث ضعيف. وعن يوسف بن عبد الله بن سلام
قال أتيت أبا الدرداء بالشام فقال ما جاء بك يا بني إلى هذه البلدة وما عناك إليها قال
ما جاء بي إلا صلة ما بينك وبين أبي فأخذ بيدي فأجلسني بين يديه فقال بئس ساعة
الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم
يذنب ذنبا فيتوضأ ثم يصلي ركعتين أو أربعا مفروضة أو غير مفروضة ثم يستغفر
الله إلا غفر الله له. رواه الطبراني في الأوسط وقال تفرد به صدقة بن أبي سهل، قلت ولم
أجد من ذكره. وعن عبد الله بن عمرو أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن أفضل الأعمال
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال ثم مه قال الصلاة قال الصلاة
ثلاث مرات فلما غلب عليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجهاد في سبيل الله قال الرجل فان
لي والدين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمرك بالوالدين خيرا قال والذي
بعثك بالحق نبيا لأجاهدن ولأتركنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت أعلم
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف وقد حسن له الترمذي، وبقية رجاله رجال
الصحيح. قلت وتأتي أحاديث في فضل الصلاة أيضا في فضل صلاة التطوع إن شاء الله (1).

(1) هنا في هامش الأصل: بلغ مقابلة وسماعا على مؤلفه بقراءة الحافظ شهاب
الدين أحمد بن حجر من نسخة الأصل في الثاني عشر.
301

(باب في المحافظة على الصلاة لوقتها)
عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال
أفضل قال شعبة قال أفضل العمل الصلاة لوقتها وبر الوالدين والجهاد. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا عائشة أهجري
المعاصي فإنها خير الهجرة وحافظي على الصلوات فإنها أفضل البر. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه محمد بن يحيى بن يسار وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الصلوات لوقتها وأسبغ لها وضوءها وأتم لها قيامها
وخشوعها وركوعها وسجودها خرجت وهي بيضاء مسفرة تقول حفظك الله كما حفظتني
ومن صلى لغير وقتها ولم يسبغ لها وضوءها ولم يتم لها خشوعها ولا ركوعها ولا سجودها خرجت
وهي سوداء مظلمة تقول ضيعك الله كما ضيعتني حتى إذا كانت حيث شاء الله
لفت كما يلف الثوب الخلق ثم ضرب بها وجهه. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه عباد بن كثير وقد أجمعوا على ضعفه. قلت ويأتي حديث عبادة بنحو هذا في
باب من لا يتم صلاته ويسئ ركوعها. وعن كعب بن عجرة قال خرج علينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن سبعة نفر أربعة من موالينا وثلاثة من عربنا مسندي ظهورنا
إلى مسجده فقال ما أجلسكم قلنا جلسنا ننتظر الصلاة قال فأرم قليلا ثم أقبل علينا
فقال هل تدرون ما يقول ربكم قلنا لا قال فان ربكم يقول من صلى الصلوات الخمس
لوقتها وحافظ عليها ولم يضيعها استخفافا لحقها فله علي عهد أن أدخله الجنة ومن لم
يصلها لوقتها ولم يحافظ عليها وضيعها استخفافا بحقها فلا عهد له علي إن شئت عذبته
وإن شئت غفرت له. رواه الطبراني في الأوسط والكبير، ورواه أحمد إلا أنه قال
بينا أنا جالس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مسندي ظهورنا إلى قبلة مسجده
إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر فقال فذكر نحوه، وفيه عيسى بن المسيب
البجلي وهو ضعيف. وعن عبد الله ين مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على
أصحابه يوما فقال لهم هل تدرون ما يقول ربكم تبارك وتعالى قالوا الله ورسوله أعلم
قالها ثلاثا قال وعزتي وجلالي لا يصليها لوقتها إلا أدخلته الجنة ومن صلاها لغير
وقتها إن شئت رحمته وإن شئت عذبته. رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن قتيبة ذكره ابن أبي حاتم وذكر له راو واحد ولم يوثقه ولم يجرحه.
302

(باب الصلاة في أول الوقت)
عن رجل من عبد القيس يقال له عياض أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول
عليكم بذكر ربكم وصلوا صلاتكم في أول وقتها فان الله عز وجل يضاعف لكم.
رواه الطبراني في الكبير وفيه النهاس بن فهم وهو ضعيف. قلت وتأتي أحاديث
فيمن يؤخر الصلاة عن وقتها بعد هذا إن شاء الله.
(باب بيان الوقت)
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنى جبريل
في الصلاة فصلى الظهر حين زالت الشمس وصلى العصر حين كان الفئ قامة وصلى
المغرب حين غابت الشمس وصلى العشاء حين غاب الشفق وصلى الفجر حين طلع
ثم جاء الغد فصلى الظهر وفئ كل شئ مثله وصلى العصر والفئ قامتان وصلى المغرب حين
غابت الشمس وصلى العشاء إلى ثلث الليل الأول وصلى الصبح حين كادت الشمس تطلع ثم قال
الصلاة فيما بين هذين الوقتين. رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه
ضعف. وعن أبي هريرة أنه ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم أن
جبريل عليه السلام جاءه فصلى به الصلوات وقتين وقتين إلا المغرب جاءني صلى بي
الظهر حين كان فئ مثل شراك نعلي ثم جاءني فصلى بي العصر حين كان فئ مثلي ثم
جاءني في المغرب فصلى بي ساعة غابت الشمس ثم جاءني في العشاء فصلى ساعة غاب
الشفق ثم جاءني في الفجر فصلى بي ساعة بزق الفجر ثم جاءني من الغد. فصلى الظهر حين
كان الفئ مثلي ثم جاءني في العصر فصلى بي حين كان فئ مثلي ثم جاءني في المغرب فصلى بي
حين غابت الشمس لم يغيره عن وقته الأول ثم جاءني في العشاء فصلى بي حين ذهب
تلت الليل الأول ثم أسفر في الفجر حتى لا أرى في السماء نجما ثم قال ما بين هذين وقت.
رواه البزار وفيه عمر بن عبد الرحمن بن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب
ذكره ابن أبي حاتم وقال سمع منه أبو نعيم وعبد الله بن نافع سمعت أبي يقول ذلك.
وشيخ البزار إبراهيم بن نصر لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله موثقون. وعن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الظهر إذا زالت الشمس والعصر والشمس
بيضاء نقية والمغرب إذا غابت الشمس والعشاء إذا غاب الشفق والفجر ربما صلاها
حين يطلع الفجر وربما أخر. رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف جدا.
303

وعن بيان قال قلت لأنس حدثني بوقت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة قال كان يصلي
الظهر عند دلوك الشمس (1) ويصلي العصر بين صلاتكم الأولى والعصر وكان
يصلي المغرب عند غروب الشمس ويصلي العشاء عند غروب الشفق ويصلي الغداة عند
طلوع الفجر حين يفتتح البصر كل ما بين ذلك وقت أو قال صلاة. رواه أبو يعلى هكذا كما
هنا من غير زيادة وإسناده حسن. وعن البراء بن عازب قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
يسأله عن مواقيت الصلاة فأمر بلالا فقدم وأخر وقال الوقت ما بينهما. رواه أبو يعلى
وفيه حفصة بنت عازب ولم أجد من ذكرها. وعن جابر بن عبد الله قال سأل رجل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الصلاة فلما دلكت الشمس أذن بلال الظهر
فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام الصلاة وصلى ثم أذن للعصر حين ظننا أن ظل
الرجل أطول منه فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام الصلاة وصلى ثم أذن للمغرب حين
غابت الشمس فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام الصلاة وصلى ثم أذن للعشاء
حين ذهب بياض النهار وهو الشفق ثم أمره فأقام الصلاة فصلى ثم أذن للفجر حين
طلع الفجر فأمره فأقام الصلاة فصلى ثم اذن بلال الغد للظهر حين دلكت الشمس
فأخرها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صار ظل كل شئ مثله فأمره فأقام وصلى
ثم أذن للعصر فأخرها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صار ظل كل شئ مثليه
فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام وصلى ثم أذن للمغرب حين غربت الشمس
فأخرها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كاد يغيب بياض النهار وهو الشفق فيما نرى
ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام الصلاة وصلى ثم أذن للعشاء حين غاب الشفق فنمنا
ثم قمنا مرارا ثم خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أحد من الناس ينتظر هذه
الصلاة غيركم فإنكم في صلاة ما انتظرتموها ولولا أن أشق على أمتي لأمرت بتأخير
هذه الصلاة إلى نصف الليل (أو أقرب من نصف الليل) (2) ثم أذن للفجر فأخرها
حتى كادت الشمس أن تطلع فأمره فأقام الصلاة فصلى ثم قال الوقت فيما بين هذين.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن أبي مسعود الأنصاري أو بشير
ابن أبي مسعود كلاهما قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام جاء إلى
النبي صلى الله عليه وسلم حين دلكت الشمس فقال يا محمد صل الظهر فقام فصلى الظهر ثم أتاه جبريل

(1) أي زوالها، وأصل الدلوك: الميل.
(2) ما بين القوسين زائد في الهندية.
304

حين كان ظل الشئ مثله فقال يا محمد صل العصر فقام فصلى ثم أتاه جبريل حين غربت
الشمس فقال يا محمد صل المغرب فصلى ثم أتاه حين غاب الشفق فقال يا محمد قم فصل
العشاء فقام فصلى ثم أتاه حين بسق الفجر فقال يا محمد قم فصل الصبح فقام فصلى ثم أتاه الغد
وظل كل شئ مثله فقال يا محمد قم فصل الظهر فقام فصلى الظهر ثم أتاه حين كان ظل
كل شئ مثليه فقال يا محمد صل العصر فقام فصلى ثم أتاه حين غربت الشمس وقتا واحدا
فقال يا محمد صل المغرب فقام فصلى ثم أتاه حين ذهب ساعة من الليل فقال يا محمد قم
فصل ثم أتاه حين أسفر فقال يا محمد صل الصبح فقام فصلى ثم قال ما بين هذين وقت -
قلت في الصحيح أصله من غير بيان لأول الوقت وآخره - رواه الطبراني في الكبير
وفيه أيوب بن عتبة ضعفه ابن المديني ومسلم وجماعة ووثقه عمرو بن علي في رواية
وكذلك يحيى بن معين في رواية وضعفه في روايات والأكثر على تضعيفه. وعن
مجاهد قال كنت أقود مولاي قيس بن السائب فيقول أدلكت الشمس فإذا قلت نعم
صلى الظهر ويقول هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل وكان النبي صلى الله عليه وسلم
يصلي العصر والشمس بيضاء وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب والصائم يتمارى أن
يفطر وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر حين يتغشى النور السماء. رواه الطبراني
في الكبير هكذا وفي الأوسط وزاد ويؤخر العشاء. وفيه مسلم الملائي روى عنه شعبة
وسفيان وضعفه بقية الناس أحمد وابن معين وجماعة. وعن علقمة أن رجلا سأل عبد الله
عن وقت الظهر فقال أن ينتعل الرجل ظله إلى أن يصير ظل كل شئ مثله وسأله عن
وقت العصر فقال صلها والشمس بيضاء حية وسأله عن وقت المغرب فقال إذا وقعت
الشمس. رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو نعيم ضرار بن صرد وهو ضعيف. وعن
قتادة أن ابن مسعود كان يقول إن للصلاة وقتا كوقت الحج. رواه الطبراني في الكبير
وقتادة لم يسمع من ابن مسعود، ورجاله موثقون.
(باب وقت الظهر)
عن عبد الله بن مسعود قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شدة الرمضاء
فلم يشكنا. رواه البزار ورجاله ثقات. وله عند الطبراني في الكبير شكونا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم الصلاة بالهاجرة فلم يشكنا. ورجاله ثقات أيضا. وعن مسروق
قال صلى بنا عبد الله حين زالت الشمس فقلت لسليمان الظهر قال نعم ثم قال عبد الله
305

هذا والذي لا إله غيره ميقات هذه الصلاة. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
وعن خشف بن مالك قال كان عبد الله يصلي الظهر والجنادب (1) تتقافز من حر
الرمضاء. رواه الطبراني في الكبير وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف. وعن خباب قال
شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء فلم يشكنا وقال إذا زالت الشمس
فصلوا - قلت هو في الصحيح خلا قوله إذا زالت الشمس فصلوا - رواه الطبراني في
الكبير ورجاله موثقون. وعن أنس قال كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيأخذ أحدنا الحصى في يده فإذا برد وضعه فسجد عليه. رواه أبو يعلى ورجاله رجال
الصحيح. وعن جابر بن عبد الله قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرمضاء
فلم يشكنا وقال أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها تدفع تسعة وتسعين
بابا من الضر أدناها الهم - قلت لجابر حديث في الصلاة في شدة الحر عند أبي داود وغيره
غير هذا - رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه بلهط ضعفه العقيلي ووثقه ابن
حبان. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان الفئ ذراعا
ونصفا إلى ذراعين فصلوا الظهر. رواه أبو يعلى وفيه أصرم بن حوشب وهو كذاب.
وعن عمر بن الخطاب أن أبا محذورة أذن بالظهر وعمر بمكة ورفع صوته حين زالت
الشمس فقال عمر يا أبا محذورة أما خفت أن تنشق مريطاؤك (2) قال أحببت أن
أسمعك فقال عمر رضي الله عنه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
أبردوا بالصلاة إذا اشتد الحر من فيح جهنم وان جهنم تحاجت حتى أكل بعضها
بعضا فاستأذنت الله عز وجل في نفسين فأذن لها فشدة الحر من فيح جهنم وشدة
الزمهرير من زمهريرها. رواه أبو يعلى والبزار وقال إن جهنم قالت أكل بعضي بعضا.
وفيه محمد بن الحسن بن زبالة نسب إلى وضع الحديث. وعن القسم بن صفوان عن أبيه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبردوا بالظهر فان شدة الحر من فيح جهنم. رواه
أحمد والطبراني في الكبير، والقاسم بن صفوان وثقه ابن حبان وقال أبو حاتم: القاسم
ابن صفوان لا يعرف إلا في هذا الحديث. وعن شعبة قال سمعت حجاج بن حجاج
الأسلمي وكان إمامهم يحدث عن أبيه وكان حج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) الجنادب: ضرب من الجراد، وقيل هو الذي يصر في الحر.
(2) المريطاء: الجلدة التي بين السرة والعانة.
306

عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال حجاج أراه عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال إن شدة الحر من فيح جهنم فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة. رواه
أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن عائشة أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال إن شدة الحر من فيح جهنم فأبردوا بالصلاة. رواه البزار وأبو يعلى
ورجاله موثقون. وعن عمرو بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبردوا
بصلاة الظهر فان شدة الحر من فيح جهنم. رواه الطبراني في الكبير وفيه سليمان
ابن سلمة الخبائري وهو مجمع على ضعفه. وعن ابن مسعود قال تطلع الشمس من جهنم
في قرن شيطان أو بين قرني شيطان فما ترتفع ترتفع من قصبة إلا فتح باب من أبواب
النار فإذا اشتد الحر فتحت أبوابها كلها. رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. وله
طريق تأتي في الأوقات التي يكره فيها الصلاة. وعن عبد الرحمن بن جارية قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أبردوا بالظهر. رواه الطبراني في الكبير من رواية ابن
سليط عنه ولم أجد من ذكر ابن سليط، ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الظهر في أيام الشتاء وما ندري أما مضى من
النهار أكثر أو ما بقي - قلت لأنس حديث عند أبي داود في تقديمها في السفر إذا أراد
أن يرتحل - رواه أحمد من رواية موسى أبي العلاء ولم أجد من ترجمه.
(باب وقت صلاة العصر)
عن أبي أروى قال كنت أصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العصر بالمدينة
ثم آتي ذا الحليفة قيل أن تغيب الشمس وهي على قدر فرسخين. رواه البزار وأحمد
باختصار والطبراني في الكبير وفيه صالح بن محمد أبو واقد وثقه أحمد وضعفه يحيى بن
معين والدار قطني وجماعة. وعن رافع بن خديج أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر
بتأخير العصر. رواه الطبراني في الكبير وأحمد بنحوه، وفيه قصة ولم يسم تابعيه وقد
سماه الطبراني عبد الله بن رافع، وفيه عبد الواحد بن نافع الكلاعي ذكره ابن حبان
في الثقات وذكره في الضعفاء والله أعلم. وعن عبد الرحمن بن يزيد أن ابن مسعود
كان يؤخر العصر. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن أنس بن مالك
قال كان أبعد رجلين من الأنصار دارا من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو لبابة بن عبد المنذر
من أهل قباء وأبو عبس بن جبر ومسكنه في بني حارثة فيصليان مع رسول الله صلى
307

الله عليه وسلم العصر ثم يأتيان قومهما وما صلوا لتعجيل رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة
العصر - قلت لأنس حديث في الصحيح في تعجيل العصر غير هذا - رواه الطبراني
في الأوسط والكبير ورجال الكبير ثقات إلا ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه. وعن
أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر بقدر ما يذهب
الرجل إلى بني حارثة بن الحارث ويرجع قبل غروب الشمس - قلت وقد تقدم الكلام
عليه - رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وله عند أبي يعلى والبزار كنا نصلي مع
النبي صلى الله عليه وسلم فآتي عشيرتي فأقول لهم قوموا فصلوا فقد صلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم. ورجاله ثقات. وعن أبي أيوب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
إن هذه الصلاة يعني العصر فرضت على من كان قبلكم فضيعوها فمن حافظ عليها
أعطي أجرها مرتين ولا صلاة بعدها حتى يرى الشاهد، يعني النجم. رواه الطبراني
في الكبير وفيه ابن إسحاق وهو ثقة مدلس. وعن أبي أيوب عن عبد الله أظنه ابن
عمرو قال شعبة كان أحيانا يرفعه وأحيانا لا يرفعه قال وقت العصر ما لم يحضر وقت
المغرب - فذكر الحديث. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن
محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن معاوية عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لئن يوتر أحدكم أهله وماله خير له من أن يفوته وقت صلاة العصر. رواه الطبراني
في الكبير. وعن أبي طريف قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث حاصر
الطائف فكان يصلي العصر حينا لو أن رجلا رمى لرأى مواقع نبله. رواه الطبراني
في الكبير فقال يصلي العصر، وصوابه المغرب كما رواه أحمد فقال كان يصلي بنا صلاة
المغرب، وسيأتي إن شاء الله تعالى، وفيه الوليد بن عبد الله بن سميرة هكذا قال الطبراني.
وعند أحمد: ابن الوليد بن عبد الله بن أبي شميلة ولم أجد من ترجمه، قلت الوليد بن
عبد الله بن أبي سمير ويقال ابن سميرة ذكره ابن حبان في الثقات.
(باب في الصلاة الوسطى)
عن الزبرقان قال إن رهطا من قريش مر بهم زيد بن ثابت وهم مجتمعون فأرسلوا
إليه غلامين لهم يسألونه عن الصلاة الوسطى فقال هي صلاة العصر فقام إليه رجلان
منهم فسألاه فقال هي الظهر ثم انصرفا إلى أسامة بن زيد فسألاه فقال هي الظهر إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الظهر بالهجير ولا يكون وراءه إلا الصف
308

والصفان والناس في قائلتهم وفي تجارتهم فأنزل الله عز وجل (حافظوا على الصلوات
والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) فذكر الحديث - رواه النسائي وقال الشيخ
في الأطراف ليس في السماع ولم يذكره أبو القسم - رواه أحمد ورجاله موثقون
إلا أن الزبرقان لم يسمع من أسامة بن زيد ولا من زيد بن ثابت والله أعلم. وعن
عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة صلاة المغرب ومن صلى بعدها
ركعتين بنى الله له بيتا في الجنة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن محمد بن
يحيى بن عروة وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قاتل النبي صلى الله عليه وسلم عدوا فلم يفرغ
منهم حتى أخر العصر عن وقتها فلما رأى ذلك قال اللهم من حبسنا عن الصلاة الوسطى
فاملأ بيوتهم نارا واملأ قبورهم نارا - أو نحو ذلك. رواه أحمد والطبراني في الكبير
والأوسط ورجاله موثقون. وله عند البزار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة
الوسطى صلاة العصر. ورجاله موثقون أيضا. وله عند الطبراني في الكبير أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم نسي صلاة الظهر والعصر يوم الأحزاب فذكر بعد المغرب - فذكر الحديث
وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وعن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم الأحزاب شغلونا عن الصلاة الوسطى ملا الله بيوتهم وقبورهم نارا. رواه
البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم
الخندق ملا الله بيوتهم وقبورهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح وعن أبي هريرة أنه أقبل حتى نزل دمشق
فنزل على أبي كلثوم الدوسي فتذاكروا الصلاة الوسطى فقال اختلفنا كما اختلفتم ونحن
بفناء بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفينا الرجل الصالح أبو هاشم بن عتبة بن
ربيعة بن عبد شمس فقال أنا أعلم لكم ذلك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وكان جريئا
عليه فاستأذن فدخل عليه ثم خرج إلينا فأخبرنا أنها صلاة العصر. رواه الطبراني
في الكبير، والبزار وقال لا نعلم روى أبو هاشم بن عتبة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا
الحديث وحديثا آخر، قلت ورجاله موثقون. وعن عبد الرحمن بن أفلح أن نفرا
من الصحابة أرسلوني إلى ابن عمر يسألونه عن الصلاة الوسطى فقال كنا نتحدث
أنها الصلاة التي وجه فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القبلة الظهر. رواه الطبراني
في الأوسط ورجاله موثقون. وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شغلونا عن
309

الصلاة الوسطى صلاة العصر ملا الله أجوافهم وقلوبهم نارا. رواه الطبراني في
الكبير وفيه مسلم بن الملائي الأعور وهو ضعيف. قلت ويأتي حديث أبي مالك
في الصلاة الوسطى في (والسماء ذات البروج) إن شاء الله
(باب وقت المغرب)
عن جابر قال كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب ثم نرجع إلى منازلنا وهي
ميل وأنا أبصر مواقع النبل. رواه أحمد والبزار وأبو يعلى عن عبد الله بن محمد بن
عقيل وهو مختلف في الاحتجاج به وقد وثقه الترمذي واحتج به أحمد وغيره.
وعن زيد بن خالد الجهني قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب وننصرف
إلى السوق ولو رمى أحدنا بنبل لأبصرت مواقع نبله. رواه أحمد والطبراني في
الكبير وفيه صالح مولى التوأمة وقد اختلط في آخر عمره قال ابن معين سمع منه ابن
أبي ذئب قبل الاختلاط وهذا من رواية ابن أبي ذئب عنه. وعن علي بن بلال عن
ناس من الأنصار قالوا كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب ثم ننصرف فنترامى
حتى نأتي ديارنا فما يخفي علينا مواقع سهامنا. رواه أحمد وإسناده حسن. وعن السائب
ابن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزال أمتي على الفطرة ما صلوا
المغرب قبل طلوع النجم. رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
وعن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا المغرب لفطر الصائم
وبادروا طلوع النجم. رواه أحمد ولفظه عند الطبراني صلوا صلاة المغرب مع
سقوط الشمس. رواه أحمد عن يزيد بن أبي حبيب عن رجل عن أبي أيوب، وبقية
رجاله ثقات. ورواه الطبراني عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران عن أبي
أيوب ورجاله موثقون. وعن أبي طريف قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
حاصر الطائف فكان يصلي بنا صلاة النصر حتى لو أن رجلا رمى لرأى مواقع نبله.
رواه أحمد وفيه الوليد بن عبد الله بن شميلة ولم أجد من ذكره، ورجال المسند في
هذا الموضع ليس هو عندي الآن. ورواه الطبراني في الكبير فجعل مكان النصر
العصر وهو وهم والله أعلم، قلت الوليد هذا هو الوليد بن عبد الله بن سميرة كما رواه
الطبراني وكذا ذكره ابن حبان في الثقات وذكر روايته عن أبي ظريف وأنه اختلف
في اسم جده والله أعلم. وعن كعب بن مالك قال كنا نصلي مع رسول الله صلى الله
310

عليه وسلم المغرب ثم نأتي بني سلمة ونحن نبصر مواقع نبلنا في بني سلمة أقصى المدينة.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي المغرب
فيصلي معه رجال من بني سلمة ثم ينصرفون إلى بني سلمة وهم يبصرون مواقع النبل.
وفيه عمر بن محمد القاضي ضعفه ابن معين والبخاري والنسائي وغيرهم وقال زكريا
ابن يحيى الساجي كان صدوقا ولم يكن من فرسان الحديث، وقال ابن عدي حسن الحديث
يكتب حديثه مع ضعفه. وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن رجلا من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخبره أنهم كانوا يصلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة
المغرب ويرجعون إلى بني سلمة وهم يبصرون مواقع النبل حين يرمى بها. رواه
الطبراني في الكبير وقال هكذا رواه يونس عن ابن شهاب عن ابن كعب أخبرني
رجل، ورجاله ثقات. وعن أبي محذورة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
أذنت للمغرب فاحدرها والشمس حدراء. رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. وله
في الكبير أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت المغرب احدرها والشمس حدراء
وإسناده حسن. وعن الحارث بن وهب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لن تزال أمتي على الاسلام ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم مضاهاة اليهود
وما لم يعجلوا الفجر مضاهاة النصارى وما لم يكلوا الجنائز إلى أهلها. رواه الطبراني
في الكبير وفيه مندل بن علي وفيه ضعف. وقد تقدم حديث في فضلها في الصلاة الوسطى.
وعن الصنابحي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال أمتي في مسكة من دينها
ما لم ينتظروا بالمغرب اشتباك النجوم مضاهاة اليهود وما لم يؤخروا الفجر مضاهاة
النصرانية. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن عبد الرحمن بن
يزيد قال كنا مع عبد الله في طريق مكة فلما غربت الشمس قال هذا غسق
الليل ثم أذن ثم قال والذي لا إله غيره هو وقت هذه الصلاة.
رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. وعنه أيضا قال كنا مع ابن
مسعود فلما غربت الشمس قال هذا والذي لا إله غيره حين دلكت الشمس وحل
وقت الصلاة. وإسناده صحيح. وعن عبد الله قال دلوك الشمس غروبها تقول العرب
إذا غربت الشمس دلكت. وإسناده حسن. وعن عبد الله إلى غسق الليل قال العشاء
الآخرة. وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف وقد وثقه شعبة وسفيان.
311

(باب وقت العشاء الآخرة)
عن المنكدر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج ذات ليلة وقد اخر صلاة
العشاء حتى ذهب من الليل هنيهة أو ساعة والناس ينتظرون في المسجد فقال ما تنتظرون
قالوا ننتظر الصلاة قال أما إنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموها ثم قال أما إنها صلاة
لم يصلها أحد ممن كان قبلكم من الأمم ثم رفع رأسه إلى السماء فقال النجوم أمان السماء
فان طمست النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمان أصحابي فإذا قبضت أتى أصحابي
ما يوعدون وأصحابي أمان أمتي فإذا قبض أصحابي أتى أمتي ما يوعدون يا بلال أقم.
رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن مسعود قال أخر رسول
الله صلى الله عليه وسلم ليلة صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون
الصلاة فقال أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله عز وجل هذه الساعة
غيركم قال ونزلت هذه الآية (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون) حتى بلغ
(وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين). رواه أحمد وأبو يعلى والبزار
والطبراني في الكبير. وعن عبد الله بن مسعود أيضا قال احتبس رسول الله صلى
الله عليه وسلم ذات ليلة عند بعض أهله أو بعض نسائه فلم يأتنا لصلاة العشاء الآخرة
حتى ذهب الليل فجاءنا ومنا المصلي ومنا المضطجع فبشرنا وقال إنه لا يصلي هذه
الصلاة أحدا من أهل الكتاب فنزلت (ليسوا سواء) ورجال أحمد ثقات ليس فيهم غير
عاصم بن أبي الجود وهو مختلف في الاحتجاج به، وفي إسناد الطبراني عبيد الله بن
زحر وهو ضعيف. وعن أبي الزبير قال سألت جابرا رضي الله عنه هل سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول الرجل في صلاة ما انتظر الصلاة قال انتظرنا النبي صلى الله عليه
وسلم لصلاة العتمة فاحتبس علينا حتى كان قريبا من نصف الليل أو بلغ ذلك ثم جاء
النبي صلى الله عليه وسلم فصلينا ثم قال اجلسوا فخطبنا فقال إن الناس قد صلوا
ورقدوا وأنتم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة. رواه أحمد وأبو يعلى زاد ثم
قال لولا ضعف الضعيف وكبر الكبير لأخرت هذه الصلاة إلى شطر الليل. وإسناد
أبي يعلى رجاله رجال الصحيح. وفي رواية لأبي يعلى أيضا عن جابر قال كنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فنمت ثم استيقظت ثم نمت ثم استيقظت فقام رجل
من المسلمين وقال الصلاة الصلاة - فذكر الحديث، وفيه الفرات بن أبي الفرات ضعفه
312

ابن معين وابن عدي ووثقه أبو حاتم. وعن ابن عمر رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخر ليلة العشاء حتى رقدنا ثم استيقظنا ثم رقدنا ثم استيقظنا وإنما حبسنا لوفد جاءه
ثم خرج - قلت هو في الصحيح خلا قوله وإنما أخر لوفد جاءه - رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. ولابن عمر عند البزار أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتم ليلة بالعشاء فناداه
عمر نام النساء والصبيان فقال ما ينتظر هذه الصلاة أحد من أهل الأرض غيركم. ورجاله
ثقات. وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أخر صلاة العشاء حتى انقلب
أهل المسجد إلا عثمان بن مظعون ونفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خمسة عشر
رجلا أو ستة عشر ما بلغوا سبعة فقال عثمان لا أخرج الليلة حتى يخرج النبي صلى الله عليه
وسلم فأصلي معه وأعلم ما أمره فخرج النبي صلى الله عليه وسلم قريبا من ثلث الليل ومعه
بلال فلم ير في المسجد أحدا إذ سمع نغمة من كلامهم في ناحية المسجد فمشى إليهم حتى سلم
عليهم فقال ما يحبسكم هذه الساعة قالوا يا نبي الله انتظرناك لنشهد الصلاة معك فقال لهم
ما صلى صلاتكم هذه أمة قط قبلكم وما زلتم في صلاة بعد ثم قال إن النجوم أمان
السماء فإذا طمست النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون وإني أمان لأصحابي فإذا
ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمان لامتي فإذا ذهب أصحابي أتي أمتي
ما يوعدون - قلت له حديث في الصحيح في تأخير العشاء غير هذا - رواه الطبراني
في الكبير ورجاله موثقون. وعن عبد الله بن المستورد قال احتبس النبي صلى الله عليه
وسلم ليلة حتى لم يبق في المسجد إلا بضعة عشر رجلا فخرج إليهم رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال ما أمسى أحد ينتظر الصلاة غيركم إن الله جعل النجوم أمانا لأهل السماء
فإذا طمست اقترب لأهل السماء ما يوعدون وإن الله جعل أصحابي أمانا لامتي فإذا
هلك أصحابي أتى لامتي ما يوعدون. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه
ضعف. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا ضعف الضعيف
وسقم السقيم لأخرت صلاة العتمة. رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن كريب
وهو ضعيف. وعن رجل من جهينة قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم متى
أصلي العشاء الآخرة قال إذا ملا الليل بطن كل واد. رواه أحمد ورجاله موثقون.
وعن عائشة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت العشاء قال إذا ملا
الليل بطن كل واد. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن
313

النعمان بن بشير قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤخر العشاء الآخرة. رواه الطبراني في
الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أم أنس قالت قلت يا رسول الله إن عيني تغلبني
عن العشاء الآخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم سليم إذا ملا
الليل بطن كل واد فقد حل وقت الصلاة فصلي ولا إثم عليك. رواه الطبراني في الكبير
وفيه عنبسة بن عبد الرحمن وهو متروك الحديث. وعن أبي بكرة قال أخر رسول الله صلى
الله عليه وسلم العشاء تسع ليال - وقال أبو داود ثمان ليال - إلى ثلث الليل فقال له أبو بكر
يا رسول الله لو أنك عجلت لكان أمثل لقيامنا من الليل قال فعجل بعد ذلك. رواه
أحمد والطبراني في الكبير بنحوه وفيه علي بن زيد وهو مختلف في الاحتجاج به.
(باب في اسم العشاء)
عن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغلبنكم
الاعراب على اسم صلاتكم فإنها في كتاب الله العشاء وإنما سمتها الاعراب العتمة
من أجل إبلهم لحلابها. رواه البزار وأبو يعلى وفيه راو لم يسم، وغيلان بن
شرحبيل لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(باب في النوم قبلها والحديث بعدها)
عن علي بن أبي طالب قال كنت رجلا نواما وكنت إذا صليت المغرب وعلي ثيابي
نمت أو قال فأنام فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فرخص لي. رواه أحمد وفيه محمد
ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو ضعيف لسوء حفظه وفيه راو لم يسم. وعن عائشة
قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نام قبل العشاء فلا نامت عينه قالت عائشة ما رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم نام قبلها ولا تحدث بعدها. رواه البزار وفيه محمد بن عبد الله بن عبيد
ابن عمير وهو ضعيف. وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت ما رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم نائما قبل العشاء ولا لاغيا بعدها إما ذاكرا فيغنم وإما نائما فيسلم قالت عائشة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت السمر لثلاثة لعروس أو مسافر أو متهجد بالليل.
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا سمر بعد الصلاة يعني عشاء الآخرة إلا لأحد رجلين مصل أو مسافر. رواه
أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط فأما أحمد وأبو يعلى فقالا عن خيثمة عن
رجل عن ابن مسعود وقال الطبراني عن خيثمة عن زياد بن حدير، ورجال الجميع ثقات، وعند
314

أحمد في رواية عن خيثمة عن عبد الله باسقاط الرجل. وعن ابن عباس قال نهى النبي
صلى الله عليه وسلم عن النوم قبل العشاء وعن الحديث بعدها. رواه الطبراني في الكبير وفيه
أبو سعيد بن عود المكي ولم أجد من ذكره. وعن أبي سعيد الخدري قال كنا نتناوب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فنبيت عنده تكون له الحاجة أو يطرقه أمر من الليل فيبعثنا
فيكثر المحتسبين وأهل النوب فكنا نتحدث فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الليل فقال ما هذه النجوى ألم أنهكم عن النجوى قال فقلنا نتوب إلى الله يا نبي الله فذكر
الحديث. رواه أحمد ورجاله موثقون.
(باب منه)
عن شداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرض بيت شعر بعد
العشاء الآخرة لم تقبل له صلاة تلك الليلة. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير، وفي
إسناد أحمد قزعة بن سويد الباهلي وثقه ابن معين وضعفه غيره، وبقية رجال أحمد وثقوا.
(باب وقت صلاة الصبح)
عن محمود بن لبيد الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسفروا
بالفجر فإنه أعظم للاجر. رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف.
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال أمتي على الفطرة ما أسفروا
بصلاة الفجر. رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه حفص بن سليمان ضعفه ابن معين
والبخاري وأبو حاتم وابن حبان وقال ابن خراش كان يضع الحديث ووثقه أحمد في رواية
وضعفه في أخرى. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أسفروا بصلاة الفجر فإنه أعظم للاجر أو أعظم لأجركم. رواه البزار وقال اختلف فيه
على زيد بن أسلم، قلت وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي ضعفه أحمد والبخاري والنسائي
وابن عدي ووثقه ابن معين في رواية وضعفه في أخرى. وعن بلال قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أسفروا بالفجر فإنه أعظم للاجر. رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه
أيوب بن سيار وهو ضعيف. وعن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أسفروا بالفجر فإنه أعظم لأجركم أو للاجر. رواه البزار
ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسفروا
بصلاة الصبح فإنه أعظم للاجر. رواه الطبراني في الكبير وفيه معلى بن
315

عبد الرحمن الواسطي قال الدارقطني كذاب وضعفه الناس، وقال ابن عدي أرجو أنه
لا بأس به، قلت قيل له عند الموت ألا تستغفر الله قال ألا أرجو أن يغفر لي وقد وضعت
في فضل علي سبعين حديثا. وعن ابن بجيد عن جدته حواء كانت من المبايعات قالت
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أسفروا بالفجر فإنه أعظم للاجر. رواه
الطبراني في الكبير وفيه إسحاق بن إبراهيم الحنيني ضعفه النسائي وغيره وذكره ابن
حبان في الثقات. وعن عبد الرحمن بن يزيد. قال كان عبد الله بن مسعود يسفر بصلاة
الفجر. رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن الحارث بن سويد قال كان
عبد الله يقول تجوزوا في الصلاة فان خلفكم الكبير والضعيف وذا الحاجة وكنا
نصلي مع إمامنا الفجر وعلينا ثيابنا فيقرأ السورة من المائين ثم ننطلق إلى عبد الله
فنجده في الصلاة. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن رافع بن خديج أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال نور بصلاة الصبح حتى يبصر القوم (1)
مواقع نبلهم من الاسفار - قلت لرافع حديث في الاسفار غير هذا - رواه الطبراني
في الكبير. ولرافع عند الطبراني في الكبير أيضا سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول نوروا بالصبح بقدر ما يبصر القوم مواقع نبلهم. وهما من رواية هرير بن
عبد الرحمن بن رافع بن خديج وقد ذكرهما ابن أبي حاتم ولم يذكر في أحد منهما
جرحا ولا تعديلا، قلت وهرير ذكره ابن حبان في الثقات وقال يروي عن أبيه.
(باب منه في وقت صلاة الصبح)
عن أبي الربيع قال كنت مع ابن عمر رحمه الله في جنازة فسمعت صوت إنسان
يصيح فبعث إليه فأسكته قلت أبا عبد الرحمن لم أسكته قال إنه يتأذى به الميت حتى
يدخل قبره فقلت له إني أصلي معك الصبح ثم ألتفت فلا أرى وجه جليسي وأحيانا
تسفر قال كذلك رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأحببت أن أصليها كما رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصليها. رواه أحمد وأبو الربيع قال فيه الدارقطني مجهول.
وعن أبي عبد الرحمن الصنابحي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تزال
أمتي بخير ما لم يعملوا ثلاث ما لم يؤخروا المغرب انتظار الظلام مضاهاة اليهود وما لم
يؤخروا الفجر انمحاق النجوم مضاهاة النصارى (2) وما لم يكلوا الجنائز إلى أهلها.

(1) في نسخة " الناس ".
(2) في نسخة " النصرانية ".
316

رواه أحمد وفيه الصلت بن العوام وهو مجهول - قاله الحسيني. وقد تقدم في صلاة المغرب
أحاديث من هذا وعن زيد بن حارثة قال سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن وقت صلاة الصبح فقال صلها معي اليوم وغدا فلما كان بقاع نمرة بالجحفة صلاها
حين طلع الفجر حتى إذا كان بذي طوى أخرها حتى قال الناس أقبض رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقالوا لو صلينا فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فصلاها أمام الشمس ثم أقبل
على الناس فقال ما قلتم قالوا قلنا لو صلينا قال لو فعلتم أصابكم عذاب ثم دعا السائل
فقال الصلاة ما بين هاتين الوقتين. رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير من رواية علي
ابن عبد الله بن عباس عنه وعلي لم يدرك زيد بن حارثة. وعن أنس بن مالك
إن شاء الله قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن وقت صلاة الغداة فصلى حين طلع
الفجر ثم أسفر بعد ثم قال أين السائل عن وقت صلاة الغداة ما بين هذين وقت. رواه
البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلى الفجر يوما بغلس ثم صلاها يوما بعد ما أسفر ثم قال ما بينهما وقت.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط من حديث عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة بن صعير ولم
يرو عنه غير الزهري. وعن عبد الله بن عمرو أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم
عن وقت صلاة الصبح فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلس ثم صلاها من الغد
فأسفر ثم قال أين السائل فقال أنا فقال الوقت فيما بين أمس واليوم. رواه الطبراني
في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف.
(باب منه في وقت صلاة الصبح)
عن علي بن أبي طالب قال كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة
الصبح ثم ننصرف وما يعرف بعضنا بعضا. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن عروة
ابن مضرس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الفجر إذا بزق (1) الفجر.
رواه البزار وفيه داود بن يزيد الأودي ضعفه ابن معين والنسائي وحدث عنه شعبة
وسفيان وقال ابن عدي لم أر له حديثا منكرا إذا روى عنه ثقة وإن كان ليس بالقوي
في الحديث إذا روى عنه ثقة فإنه يقبل حديثه. وعن حرملة قال انطلقت في وفد
الحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا صلاة الصبح فلما سلم جعلت أنظر إلى وجه الذي
إلى جنبي فلا أكاد أعرفه من الغلس فقلت يا رسول الله أوصني فقال اتق الله وان كنت في

(1) أي بسق.
317

القوم فسمعتهم يقولون لك ما يعجبك فاته وان سمعتهم يقولون لك ما تكره فدعه.
رواه الطبراني في الكبير من رواية ضرغامة بن عليه بن حرملة عن أبيه عن جده وقد
ذكره ابن أبي حاتم بما فيه ههنا لم يرد عليه، وبقية رجاله موثقون، وضرغامة وحرملة
ذكرهما ابن حبان في الثقات. وعن أم سلمة قالت كن نساء يشهدن مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فينصرفن متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني. وعن بلال
قال أذنت في غداة باردة فأبطأ الناس عن الصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم
ما للناس يا بلال قال قلت حبسهم البرد فقال اللهم اذهب عنهم البرد قال فرأيتهم يتروحون
في صلاة الغداة. رواه البزار وفيه أيوب بن سيار وهو ضعيف. وعن محمد بن دينار
أنه سمع ابن عبد الله بن مسعود يقول كان عبد الله بن مسعود يغلس بالصبح كما يغلس
بها ابن الزبير ويصلي المغرب حين تغرب الشمس ويقول إنه لكما قال الله تبارك
وتعالى (إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا). رواه الطبراني
في الكبير وفيه من لم يسم. وعن عمارة بن رويبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة - قلت له
في الصحيح لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها - رواه الطبراني
في الأوسط ورجاله موثقون. وعن أبي عبيدة قال كان عبد الله يقول تتدارك
الحرسان من ملائكة الله عز وجل حارس الليل وحارس النهار عند طلوع الفجر
واقرؤا ان شئتم (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا). رواه الطبراني
وأبو عبيد لم يسمع من أبيه.
(باب في النوم بعد الصبح)
عن عبد الله بن عمرو أنه مر على رجل بعد صلاة الصبح وهو نائم فحركه برجله
حتى استيقظ فقال أما علت أن الله تعالى يطلع في هذه الساعة إلى خلقه فيدخل ثلة
منهم الجنة برحمته. رواه الطبراني في الكبير وفيه من لا يعرف.
(باب فيمن نام عن صلاة أو نسيها)
عن عبد الله بن مسعود قال لما انصرفنا من غزوة الحديبية قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من يحرسنا الليلة قال عبد الله فقلت أنا قال إنك تنام ثم أعاد من يحرسنا الليلة
318

قلت أنا قال إنك تنام حتى عاد مرارا قلت أنا يا رسول الله قال فأنت إذا قال فحرستهم
حتى إذا كان في وجه الصبح أدركني قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك تنام فنمت فما أيقظنا
إلا حر الشمس في ظهورنا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصنع كما كان يصنع
من الوضوء وركعتي الفجر ثم صلى بنا الصبح فلما انصرف قال لو أن الله عز وجل
أراد أن لا تناموا عنها لم تناموا ولكن الله أراد أن يكون لمن بعدكم فهكذا لمن نام أو
نسي قال ثم إن ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإبل القوم تفرقت فخرج الناس في طلبها فجاءوا
بإبلهم إلا ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الله فقال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم خذها هنا فأخذت حيث قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت زمامها
قد التوى على شجرة ما كانت ليحلها الأبد (1) قال فجئت بها النبي صلى الله عليه
وسلم فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لقد وجدت زمامها ملتو على شجرة
ما كانت لتحلها الأيدي قال ونزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتح - قلت له
حديث عند أبي داود غير هذا - رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وأبو يعلى
باختصار عنهم، وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي وقد اختلط في آخر عمره.
ولابن مسعود أيضا عند أحمد والبزار قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الحديبية فذكر أنهم نزلوا دهاسا من الأرض يعني الدهاس الرمل فقال من
يكلأنا فقال بلال أنا فذكر نحوه ورجاله موثقون وليس فيه المسعودي. وعن
ذي مخبر وكان رجلا من الحبشة يخدم النبي صلى الله عليه وسلم قال كنا معه
في سفر فأسرع صلى الله عليه وسلم السير حين انصرف وكان يفعل ذلك لقلة
الزاد فقال له قائل يا نبي الله انقطع الناس وراءك فحبس وحبس الناس معه حتى
تكاملوا إليه فقال لهم هل لكم أن نهجع هجعة أو قال قائل فنزل ونزلوا فقال
من يكلأنا الليلة فقلت انا جعلني الله فداك فأعطاني خطام ناقته فقال هاك
لا تكونن لكع قال فأخذت بخطام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم وخطام ناقتي فتنحيت
غير بعيد فخليت سبيلهما ترعيان فاني كذلك أنظر إليهما أخذني النوم فلم أشعر بشئ
حتى وجدت حر الشمس على وجهي فاستيقظت فنظرت يمينا وشمالا فإذا أنا بالراحلتين
مني غير بعيد فأخذت بخطام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم وبخطام ناقتي فأتيت أدني القوم

(1) في نسخة " ما كانت تحلها الأيدي ".
319

فأيقظته فقلت أصليتم قال لا فأيقظ الناس بعضهم بعضا حتى استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا بلال هل في الميضاة ماء يعني الإداوة قال نعم جعلني الله فداك فأتاه بوضوء
فتوضأ وضوءا لم يلبث منه التراب فأمر بلالا فأذن ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم
فصلى الركعتين قبل الصبح وهو غير عجل ثم أمره فأقام الصلاة فصلى وهو غير عجل
فقال له قائل يا نبي الله أفرطنا قال لا قبض الله عز وجل أرواحنا وقد ردها إلينا وقد
صلينا - قلت روى أبو داود طرفا منه - رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد
ثقات. وعن ذي مخبر ابن أخي النجاشي قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة
فسروا من الليل ما سروا ثم نزلوا فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ذا مخبر
قلت لبيك يا رسول الله وسعديك فأخذ برأس ناقتي فقال اقعد ههنا ولا تكونن لكاعا
الليلة فأخذت برأس الناقة فغلبتني عيني فنمت وانسلت الناقة فذهبت فلم أستيقظ إلا
بحر الشمس فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا ذا مخبر قلت لبيك يا رسول الله
وسعديك قال كنت والله الليلة لكع كما قلت لك فتنحينا عن ذلك المكان فصلى بنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى الصلاة دعا أن يرد الناقة فجاءت بها إعصار
ريح تسوقها فلما كان من الغد حين بزق الفجر أمر بلالا فأذن ثم أمره فأقام ثم صلى
بنا فلما قضى الصلاة قال هذه صلاتنا بالأمس ثم ائتنف صلاة يومه ذلك - قلت روى
أبو داود منه طرفا يسيرا - رواه الطبراني في الكبير وفيه العباس بن عبد الرحمن. روى
عنه داود بن أبي هند ولم أر له راو غيره وروى هو عن جماعة من الصحابة. وعن
أبي قتادة الأنصاري قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره
إذ مال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال ماد عن راحلته فدعمته بيدي فاستيقظ
قال ثم سرنا فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن راحلته فدعمته فاستيقظ فقال
أبو قتادة فقلت نعم يا رسول الله فقال حفظك الله كما حفظتنا منذ الليلة ثم قال لا أرانا
إلا قد شققنا عليك نح بنا عن الطريق فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته
فتوسد كل رجل منا ذراع راحلته فما استيقظنا حتى أشرقت الشمس قال وذكر صوت
الصرد قال فقلت يا رسول الله هلكنا فاتتنا الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تهلكوا
ولم تفتكم الصلاة وإنما تفوت اليقظان ولا تفوت النائم هل من ماء قال فأتيته بسطيحة (1)

(1) هي ما كان من جلدين قوبل أحدهما بالآخر فسطح عليه، وهي من أواني المياه.
320

أو قال ميضأة فيها ماء فتوضأ صلى الله عليه وسلم ثم دفعها إلي وفيها بقية من ماء
قال احتفظ بها فإنه كائن لها نبأ وأمر بلالا فأذن فتوضأ فصلى ركعتين ثم تحول من
مكانه فأمره فأقام الصلاة فصلى صلاة الصبح ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن كان الناس أطاعوا أبا بكر وعمر فقد رفقوا بأنفسهم وأصابوا وإن كانوا خالفوهما
فقد خرقوا بأنفسهم وكان أبو بكر وعمر حين فقدوا النبي صلى الله عليه وسلم قالا
للناس أقيموا بالماء حتى تصبحوا فأبوا عليهما وانتهى إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر
النهار وقد كادوا أن يهلكوا عطشا فقالوا يا رسول الله هلكنا فدعا بالميضاة ثم دعا
باناء فوق القدح ودون القعب فتأبطها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جعل يصب
في الاناء ويشرب القوم حتى شربوا كلهم ثم نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم هل
من غال ثم رد الميضأة وفيها نحو ما كان فيها فسألناه كم كنتم قال كنا مع أبي بكر وعمر
ثمانين (1) رجلا وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إثنا عشر رجلا - قلت هو في الصحيح
باختصار عن هذا - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (2). وعن ابن عباس قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فعرس من الليل فلم يستيقظ إلا بالشمس قال
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فأذن فصلى ركعتين قال فقال ابن عباس
ما يسرني الدنيا وما فيها يعني للرخصة. رواه أحمد وأبو يعلى وقال ما يسيرني به الدنيا،
والبزار والطبراني في الأوسط فرواه أحمد عن يزيد بن أبي زياد عن رجل عن ابن
عباس، ورواه أبو يعلى والبزار والطبراني عن يزيد بن أبي زياد عن تميم بن سلمة عن
مسروق عن ابن عباس، ورجال أبي يعلى ثقات. وعن بشر بن حرب عن سمرة بن
جندب قال أحسبه مرفوعا من نسي صلاة فليصلها حين يذكرها ومن الغد للوقت.
رواه أحمد، وبشر بن حرب ضعفه ابن المديني وجماعة ووثقه ابن عدي وقال لم أر له
حديثا منكرا. وروى أحمد باسناده عن بشر بن حرب أيضا قال سمعت سمرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكر مثله. وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يأمرنا إذا نام أحدنا عن الصلاة أو نسيها حتى يذهب حينها الذي تصلى فيه أن يصليها
مع التي تليها من الصلاة المكتوبة. رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه يوسف

(1) في الأصل " ثمانون ".
(2) هنا في هامش الأصل: بلغ مقابلة وسماعا على مؤلفه بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر من نسخة الأصل في الثالث عشر
321

ابن خالد السمتي وهو كذاب. وعن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نسي
صلاة فليصلها إذا ذكرها من الغد للوقت. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال
الصحيح. وعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن ينسى الصلاة قال يصليها إذا ذكرها.
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح، وهو في السنن بلفظ من
نام عن الوتر أو نسيه. وعن أبي جحيفة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره
الذي ناموا فيه حتى طلعت الشمس فقال إنكم كنتم أمواتا فرد الله إليكم أرواحكم فمن
نام عن صلاة فليصلها إذا استيقظ ومن نسي صلاة فليصل إذا ذكر. رواه أبو يعلى
والطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسي
صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها. رواه البزار ورجاله موثقون. وعن بلال أنهم
ناموا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر حتى طلعت الشمس فأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم بلالا حين ناموا فأذن ثم صلى ركعتين ثم أقام بلال فصلى بهم
النبي صلى الله عليه وسلم صلاة بعد ما طلعت الشمس. رواه البزار والطبراني في الكبير باختصار
ورجاله موثقون. وعن أنس قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فقال
من يكلأنا الليلة فقلت أنا فنام ونام الناس ونمت فلم نستيقظ إلا بحر الشمس فقال
أيها الناس إن هذه الأرواح عارية في أجساد العباد يقبضها ويرسلها إذا شاء فاقضوا
حوائجكم على رسلكم فقضينا حوائجنا على رسلنا وتوضأنا وتوضأ النبي صلى الله عليه
وسلم وصلى ركعتي الفجر ثم صلى بنا. رواه البزار وفيه عتبة أبو عمرو روى عن الشعبي
وروى عنه محمد بن الحسن الأسدي ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نسي صلاة فوقتها إذا ذكرها. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه حفص بن عمر بن أبي العطاف وهو ضعيف جدا. وعن عمران
ابن حصين قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فعرس بنا تعريسة في آخر
الليل فاستيقظنا وقد طلعت الشمس فقال الرحيل الرحيل فارتحلنا حتى كانت الشمس
في كبد السماء نزل فأمر بلالا فأذن وصلى كل رجل منا ركعتين ثم صلى بنا فقلنا
يا رسول الله أنعيدها من الغد لوقتها فقال نهانا الله عن الربا ويقبله منا - قلت رواه أبو
داود باختصار عن هذا - رواه الطبراني في الأوسط وفيه كثير بن يحيى وهو ضعيف.
وعن عمران قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها. رواه
322

الطبراني في الكبير وفيه محمد بن موسى بن أبي نعيم ضعفه ابن معين ووثقه أبو حاتم
وابن حبان وقال حمد بن سنان بن أبي نعيم ثقة صدوق. وعن عبادة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل غفل عن الصلاة حتى غربت الشمس أو طلعت ما كفارتها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يصلي فيحسن صلاته ويستغفر الله
ولا كفارة لها إلا ذلك إن الله عز وجل يقول (أقم الصلاة لذكري). رواه
الطبراني في الكبير وفيه إسحق بن يحيى ولم يسمع من عبادة ولم يرو عنه غير موسى
ابن عقبة. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نسي صلاة الظهر والعصر يوم الأحزاب
فذكر بعد المغرب فقال النبي صلى الله عليه وسلم شغلونا عن صلاة حتى ذهب النهار
أدخل الله قبورهم نارا - فصلاهما بعد المغرب. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن
لهيعة وفيه ضعف. وعن عبد الله بن عمرو قال لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك أدلج (1)
بهم حتى إذا كان مع السحر ثم نزل بهم سحرا فقال يا بلال احرس لنا الصلاة قال
نعم يا رسول الله فغلب بلال النوم فرقد فناموا حتى أوجعتهم الشمس فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فتيمم فقال لبلال أذن وأقم فقال بلال الآن فقال نعم فصلوا
بعد ما أضحوا (2). رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ
الطبراني. وعن جندب قال سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرا فأتاه
قوم فقالوا يا رسول الله سهونا عن الصلاة فلم نصل حتى طلعت الشمس فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأوا وصلوا ثم قال إن هذا ليس بالسهو إن هذا
من الشيطان فإذا أخذ أحدكم مضجعه فليقل بسم الله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
رواه الطبراني في الكبير وفيه سهل بن فلان الفزاري عن أبيه وهو مجهول. وعن
أبي أمامة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلم يستيقظ رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى آذاه حر الشمس بين كتفيه فلما استيقظ مكثوا فأقام الصلاة فتقدم فلما
صلى بهم قال إذا رقد أحدكم فغلبته عيناه فليفعل هكذا فان الله تعالى يتوفى الأنفس
حين موتها والتي لم تمت في منامها. رواه الطبراني في الكبير وفيه جعفر بن الزبير وهو
ضعيف. وعن ميمونة بنت سعد أنها قالت يا رسول الله أفتنا يا رسول الله عن
رجل نسي الصلاة حتى طلعت الشمس أو غربت ما كفارتها قال إذا ذكرها فليصلها

(1) أي ساروا من أول الليل.
(2) في نسخة " أصبحوا ".
323

وليحسن صلاته وليتوضأ فليحسن وضوءه فذلك كفارتها. رواه الطبراني في الكبير
وفي إسناده مجاهيل. وعن عبد الله بن مسعود قال كان معنا ليلة نام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
صلاة الفجر حتى طلعت الشمس حادبان. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات.
(باب فيمن صلى صلاة وعليه غيرها)
عن أبي جمعة حبيب بن سباع وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى المغرب ونسي العصر فقال لأصحابه هل رأيتموني صليت
العصر قالوا لا يا رسول الله فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذن فأذن ثم أقام
فصلى العصر ونقض الأولى ثم صلى المغرب. رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه
ابن لهيعة وفيه ضعف. قلت وتأتي أحاديث في الاذان للفوائت إن شاء الله. وعن ابن
عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسي صلاة فذكرها وهو مع الامام فليتم
صلاته وليقض التي نسي ثم ليعد التي صلى مع الامام. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله ثقات إلا أن شيخ الطبراني محمد بن هشام المستملي لم أجد من ذكره.
(باب فيمن يؤخر الصلاة عن الوقت)
عن عاصم بن عبيد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها ستكون أمراء بعدي يصلون
الصلاة لوقتها ويؤخرونها عن وقتها فصلوا معهم فان صلوا لوقتها وصليتموها معهم
فلكم ولهم وان أخروها عن وقتها فصليتموها معهم فلكم وعليهم من فارق الجماعة
مات ميتة جاهلية ومن مات ناكثا للعهد جاء يوم القيامة لا حجة له، فقلت من أخبرك
هذا الخبر فقال أخبرنيه عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه عامر بن ربيعة يخبره عامر
عن النبي صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه وفيه عاصم بن
عبيد الله وهو ضعيف إلا أن مالكا روى عنه. وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن
مسعود عن أبيه أن الوليد بن عقبة أخر الصلاة يوما فقام عبد الله بن مسعود فثوب
بالصلاة بالناس فأرسل إليه الوليد ما حملك على ما صنعت أجاءك من أمير المؤمنين
أمر فنعما فعلت أم ابتدعت فقال لم يأتني من أمير المؤمنين أمر ولم أبتدع ولكن أبى
الله عز وجل علينا ورسوله صلى الله عليه وسلم أن ننتظرك بصلاتنا وأنت في حاجتك. رواه أحمد
والطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وعن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال سيكون من بعدي أئمة يميتون الصلاة عن مواقيتها فصلوا الصلاة لوقتها
324

واجعلوا صلاتكم معهم سبحة. رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط وفيه راشد
ابن داود ضعفه الدارقطني ووثقه ابن معين ودحيم وابن حبان. وعن ابن امرأة عبادة
ابن الصامت قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنها ستجئ أمراء
تشغلهم أشياء حتى لا يصلون الصلاة لميقاتها فلنا فما ترى يا رسول الله قال صلوا الصلاة
لوقتها فان أدركتموها معهم فاجعلوا صلاتكم معهم سبحة. هذا لفظ الطبراني في
الكبير. ورواه أحمد وترجم له فقال حديث أبي أبي وذكر له هذا الحديث، وقد رواه
أبو داود وغيره عنه عن عبادة بن الصامت ولأبي أبي صحبة فالله أعلم، ورجاله
رجال الصحيح. وعن سعد بن أبي وقاص قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن
قول الله عز وجل (الذين هم عن صلاتهم ساهون) قال هم الذين يؤخرون الصلاة
عن وقتها. رواه البزار وأبو يعلى مرفوعا بنحو هذا وموقوفا، وفيه عكرمة بن
إبراهيم ضعفه ابن حبان وغيره، وقال البزار رواه الحفاظ موقوفا ولم يرفعه غيره.
وعن مصعب بن سعد قال قلت لأبي يا أبتاه أرأيت قوله (الذين هم عن صلاتهم ساهون)
أينا لا يسهو أينا لا يحدث نفسه قال ليس ذاك إنما هو إضاعة الوقت بلهو حتى يضيع
الوقت، وفي رواية أخرى قال سعد أوليس كلنا نفعل ذلك. رواه أبو يعلى وإسناده
حسن. وعن عبد الله بن عمرو قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
سيكون أمراء بعدي يؤخرون الصلاة عن وقتها قلت يا رسول الله ما يصنع من أدركهم
قال صلوا الصلاة لوقتها فإذا حضرتم معهم الصلاة فصلوا. رواه الطبراني في الأوسط
والكبير وفيه سالم بن عبد الله الخياط ضعفه ابن معين والنسائي ووثقه أحمد وابن
حبان وأبو أحمد بن عدي. وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه سيكون
بعدي أئمة يصلون الصلاة لغير وقتها فإذا فعلوا ذلك فصلوا الصلاة لوقتها واجعلوا
صلاتكم معهم نافلة. رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى (1) وفي إسناده من لا يعرف.
(باب فضل الاذان)
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم الناس ما في التأذين
لتضاربوا عليه بالسيوف. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف. وعن ابن عمر
رحمه الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يغفر للمؤذن منتهى أذانه ويستغفر له كل رطب

(1) " وأبو يعلى " زائدة في الجزء الهندي.
325

ويابس سمع صوته. رواه أحمد والطبراني في الكبير والبزار إلا أنه قال ويجيبه كل
رطب ويابس. ورجاله جال الصحيح. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم المؤذن يغفر له مد صوته وأجره مثل أجر من صلى معه. رواه الطبراني
في الكبير وفيه جعفر بن الزبير وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يد الرحمن فوق رأس المؤذن وإنه ليغفر له مد صوته أين
بلغ. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن حفص العبدي قد أجمعوا على ضعفه.
وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أطول الناس أعناقا يوم القيامة المؤذنون. رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن الأعمش قال حدثت عن أنس. وعن بلال أنه
قال يا رسول الله ان الناس يتجرون ويبيعون معايشهم ولا نستطيع أن نفعل ذلك
فقال ألا ترضى أن المؤذنين أطول الناس أعناقا يوم القيامة. رواه الطبراني في الكبير
والبزار بنحوه، ورجاله موثقون. وعن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم نعم المرء بلال ولا يتبعه إلا مؤمن وهو سيد المؤذنين والمؤذنون أطول
الناس أعناقا يوم القيامة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه حسام بن مصك
وهو ضعيف. وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذنون أطول الناس
أعناقا يوم القيامة. رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف. وعن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة فذكر
الحديث. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو الصلت البصري قال المزي روى عنه
علي بن زيد ولم يذكر غيره وقد روى عنه ابنه خالد بن أبي الصلت في الطبراني في
هذا الحديث، وبقية رجاله موثقون. وعن علي قال ندمت أن لا أكون طلبت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجعل الحسن والحسين مؤذنين. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه الحارث وهو ضعيف. وعن عبد الله بن الزبير قال وددت أن النبي
صلى الله عليه وسلم أعطانا النداء قلت لم قال لأنهم أطول أهل الجنة أعناقا يوم القيامة. رواه الطبراني
في الكبير والأوسط وفيه عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة وهو متروك الحديث.
وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أقسمت لبررت ان
أحب عباد الله إلى الله لرعاة الشمس والقمر يعني المؤذنين وإنهم يعرفون يوم القيامة
بطول أعناقهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جنادة بن مروان قال الذهبي اتهمه
326

أبو حاتم. وعن الأعمش عن أنس فيما أحسبه رفعه قال المؤذنون أطول الناس أعناقا
يوم القيامة. رواه البزار والأعمش لم يسمع من أنس. وعن ابن أبي أوفى أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم لذكر
الله. رواه الطبراني في الكبير والبزار ورجاله موثقون لكنه معلول. وعن جابر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المؤذنين والملبين يخرجون من قبورهم يؤذن المؤذن ويلبي الملبي.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مجاهيل لم أجد من ذكرهم. وعن ابن عباس قال جاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال علمني أو دلني على عمل يدخلني الجنة قال كن
مؤذنا قال لا أستطيع قال كن إماما قال لا أستطيع قال فقم بإزاء الامام. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه محمد بن إسماعيل الضبي وهو منكر الحديث. وعن ابن عمر أن شيخا
هرما أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله صلى الله عليكم وسلم علمني عملا
أتقرب به إلى الله ربي عز وجل قال عليك بالجهاد في سبيل الله قال لا أستطيع ذلك
كبرت عن ذلك وضعفت قال فكن مؤذنا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه قريب
والد الأصمعي وهو منكر الحديث. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه يتمنى على الله ما يشتهي بين الأذان والإقامة
. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن رستم ضعفه ابن عدي وقال
أبو حاتم ليس بذاك ومحله الصدق ووثقه ابن معين. قلت ويأتي حديث عبد الله بن
عمرو في باب في المؤذن المحتسب وعن ابن عمر قال لو لم أسمعه من رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلا مرة ومرة ومرة حتى عد سبع مرات لما. حدثت به سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث على كثبان المسك يوم القيامة لا يهولهم
الفزع ولا يفزعون حين يفزع الناس رجل علم القرآن فقام به يطلب به وجه
الله وما عنده ورجل نادى في كل يوم وليلة خمس صلوات يطلب وجه الله
وما عنده ومملوك لم يمنعه رق الدنيا عن طاعة ربه - قلت رواه الترمذي بغير سياقه -
رواه الطبراني في الكبير وفيه بحر بن كنيز السقاء وهو ضعيف. وعنه أيضا قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر ولا ينالهم
الحساب هم على كثيب من مسك حتى يفرغ من حساب الخلائق رجل قرأ القرآن
ابتغاء وجه الله وأم به قوما وهم راضون به وداع يدعو إلى الصلوات ابتغاء
327

وجه الله وعبد أحسن فيما بينه وبين ربه وفيما بينه وبين مواليه. رواه الترمذي
باختصار، وقد رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه عبد الصمد بن عبد العزيز
المقري ذكره ابن حبان في الثقات. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أذن في قرية أمنها الله عز وجل من عذابه ذلك اليوم. رواه الطبراني في الثلاثة وفيه
عبد الرحمن بن سعد بن عمار ضعفه ابن معين. وعن معقل بن يسار قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أيما قوم نودي فيهم بالاذان صباحا إلا كانوا في أمان الله
حتى يمسوا وأيما قوم نودي فيهم بالاذان مساء إلا كانوا في أمان الله حتى يصبحوا.
رواه الطبراني في الكبير وفيه أغلب بن تميم وهو ضعيف. وعن معقل بن يسار قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأذن الله لشئ اذنه للاذان والصوت الحسن
بالقرآن. رواه الطبراني في الكبير وفيه سلام الطويل وهو متروك. وعن ابن عمر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفتح أبواب السماء لخمس لقراءة القرآن وللقاء
الزحفين ولنزول القطر ولدعوة المظلوم وللأذان. رواه الطبراني في الأوسط
والصغير وفيه حفص بن سليمان الأسدي ضعفه البخاري ومسلم وابن معين والنسائي
وابن المديني ووثقه أحمد وابن حبان إلا أنه قال الأزدي مكان الأسدي.
(باب بدء الاذان)
عن علي يعني ابن أبي طالب قال لما أراد الله تبارك وتعالى أن يعلم رسوله الاذان
أتاه جبريل صلى الله عليه وسلم بدابة يقال لها البراق فذهب يركبها فاستصعب فقال
لها جبريل أسكني فوالله ما ركبك عبد أكرم على الله من محمد صلى الله عليه وسلم قال
فركبها حتى انتهى إلى الحجاب الذي يلي الرحمن تبارك وتعالى قال فبينما هو كذلك
إذ خرج ملك من الحجاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل من هذا قال والذي
بعثك بالحق إني لأقرب الخلق مكانا وإن هذا الملك ما رأيته قط منذ خلقت قبل
ساعتي هذه فقال الملك الله أكبر الله أكبر قال فقيل له من وراء الحجاب صدق
عبدي أنا أكبر أنا أكبر ثم قال الملك أشهد أن لا إله إلا الله قال فقيل من وراء
الحجاب صدق عبدي لا إله إلا أنا قال فقال الملك أشهد أن وأن محمدا
رسول الله قال فقيل
من وراء الحجاب صدق عبدي أنا أرسلت وأن محمدا
قال الملك حي على الصلاة حي على
الفلاح قد قامت الصلاة ثم قال الله أكبر الله أكبر قال فقيل من وراء الحجاب
328

صدق عبدي أنا أكبر أنا كبر ثم قال لا إله إلا الله قال فقيل من وراء الحجاب
صدق عبدي لا إله إلا أنا قال ثم أخذ الملك بيد محمد صلى الله عليه وسلم فقدمه فأم أهل السماء
فيهم (1) آدم ونوح، قال أبو جعفر محمد بن علي فيومئذ أكمل الله لمحمد صلى الله عليه
وسلم الشرف على أهل السماوات والأرض. رواه البزار وفيه زياد بن المنذر وهو
مجمع على ضعفه. وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به إلى السماء
أوحى الله إليه بالاذان فنزل به فعلمه جبريل. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
طلحة بن زيد ونسب إلى الوضع. وعن بريدة أن رجلا من الأنصار مر برسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو حزين وكان الرجل ذا طعام يجتمع إليه ودخل مسجده يصلي فبينما
هو كذلك إذ نعس فأتاه آت في النوم فقال قد علمت ما حزنت له قال فذكر قصة
الاذان فقال النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بمثل ما أخبرت به أبو بكر فمروا بلالا أن يؤذن
بذلك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من تكلم فيه وهو ثقة.
(باب كيف الاذان)
عن سعد يعني القرظ أن أول ما بدأ الاذان أنه أريه رجل من الأنصار فأخبر
النبي صلى الله عليه وسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا أن يؤذن فألقى عليه الأنصاري الله أكبر
الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن وأن محمدا
رسول الله أشهد
أن وأن محمدا
رسول الله ثم عاد أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن وأن محمدا
رسول
الله أشهد أن وأن محمدا
رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الرحمن بن
عمار بن سعد ضعفه ابن معين. وعن سعد القرظ أن بلالا كان يؤذن مثنى مثنى ويتشهد
مضعفا يستقبل القبلة فيقول أشهد أن لا إله إلا الله مرتين أشهد أن وأن محمدا
رسول الله
مرتين ثم يرجع فيقول أشهد أن لا إله إلا الله مرتين أشهد أن وأن محمدا
رسول الله مرتين
مستقبل القبلة ثم ينحرف عن يمينه فيقول حي على الصلاة مرتين ثم ينحرف عن
يساره فيقول حي على الفلاح مرتين ثم يستقبل القبلة فيقول الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله وإقامته منفردة قد قامت الصلاة مرة واحدة. رواه الطبراني في الصغير
وفيه أيضا عبد الرحمن بن عمار بن سعد ضعفه ابن معين، قلت روى له ابن ماجة كان

(1) في الجزء الهندي " منهم "
329

بلال يؤذن مثنى مثنى والإقامة منفردة فقط. وعن بلال أنه كان يؤذن للنبي
صلى الله عليه وسلم فكان يؤذن الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن لا إله إلا الله ثم ينحرف عن يمين القبلة فيقول أشهد أن وأن محمدا
رسول الله
أشهد أن وأن محمدا
رسول الله ثم ينحرف فيستقبل خلف القبلة فيقول حي على الصلاة
حي على الصلاة ثم ينحرف عن يساره فيقول حي على الفلاح حي على الفلاح ثم يستقبل
القبلة فيقول الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله وكان يقيم للنبي صلى الله عليه وسلم فيفرد الإقامة
فيقول الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن وأن محمدا
رسول الله حي
على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة مرتين الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.
رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الرحمن بن عمار بن سعد ضعفه ابن معين. وعن
بلال انه كان يؤذن للصبح فيقول حي على خير العمل فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل
مكانها الصلاة خير من النوم ويترك حي على خير العمل. رواه الطبراني في الكبير
وفيه عبد الرحمن المتقدم وقد ضعفه ابن معين. وعن أبي هريرة قال جاء بلال إلى النبي
صلى الله عليه وسلم يؤذنه بصلاة الصبح فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فعاد إليه فرأى منه ثقلة
فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فذهب فأذن فزاد في أذانه الصلاة خير من النوم
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا الذي زدت في أذانك قال رأيت منك ثقلة قأحببت أن تنشط
فقال إذهب فزده في أذانك ومروا أبا بكر فليصل بالناس. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه عبد الرحمن بن قسيط ولم أجد من ذكره. وعن أبي هريرة أن بلالا أتى النبي
صلى الله عليه وسلم عند الاذان في الصبح فوجده نائما فناداه الصلاة خير من النوم فلم
ينكره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدخله في الاذان فلا يؤذن لصلاة قبل وقتها غير صلاة الفجر.
رواه الطبراني في الأوسط وقال تفرد به مروان بن ثوبان قلت ولم أجد من ذكره.
وعن عائشة قالت جاء بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه بصلاة الصبح فوجده نائما فقال
الصلاة خير من النوم فأقرت في أذان الصبح. رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح
ابن أبي الأخضر واختلف في الاحتجاج به ولم ينسبه أحد إلى الكذب. وعن
أبي جحيفة قال أذن بلال للنبي صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى وأقام مثل ذلك. رواه
الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله ثقات. وعن عقبة بن عامر الجهني قال كنت
مع النبي صلى الله عليه وسلم في جيش فسرحت ظهر أصحابي فلما رحت تلقاني
330

أصحابي يتبادرون ويقولون بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن المؤذن
فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن وأن محمدا
رسول الله، قال فذكر الحديث. رواه
الطبراني في الكبير والزهري لم يسمع من عقبة بن عامر. وعن سلمة بن الأكوع
قال كان الاذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى والإقامة فرادى. رواه الطبراني
في الكبير وإسناده حسن. وعن سويد بن غفلة قال آخر أذان بلال لا إله إلا الله والله
أكبر - قلت ورى النسائي من حديث سويد بن غفلة عن الأسود بن يزيد قال كان آخر
أذان بلال الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله - رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(باب مشروعية الاذان)
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما جعل الاذان الأول ليتيسر أهل الصلاة
لصلاتهم فإذا سمعتم الاذان فاسبغوا الوضوء وإذا سمعتم الإقامة فبادروا التكبيرة
الأولى فإنها فرع الصلاة وتمامها ولا تبادروا القارئ الركوع والسجود. رواه
الطبراني في الكبير وفيه جبلة (1) بن سليمان ضعفه ابن معين.
(باب إجابة المؤذن وما يقول عند الأذان والإقامة)
عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا سمعتم المنادي يثوب بالصلاة
فقولوا كما يقول. رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف. وعن
أبي رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول حتى إذا بلغ حي على
الصلاة حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله. رواه أحمد والبزار والطبراني
في الكبير وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف إلا أن مالكا روى عنه. وعن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سمعتم المؤذن فقولوا كما يقول. رواه البزار وقال تفرد به
حفص بن عمار الطاحي ولم يتابع عليه. وعن عبد الله بن الحارث عن أبيه قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع المؤذن قال كما يقول فإذا قال حي على الصلاة حي على الفلاح
قال لا حول ولا قوة إلا بالله. رواه الطبراني في الكبير وفيه عاصم بن عبيد الله وهو
ضعيف إلا أن مالكا روى عنه. وعن هلال بن يساف أنه سمع معاوية يحدث أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سمع المؤذن فقال مثل ما يقول فله مثل أجره. رواه
الطبراني في الكبير من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وهو ضعيف فيهم.
وعن ميمونة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بين صف الرجال والنساء فقال يا معشر النساء

(1) كذا في الجزء الهندي، وفي الأصل " صلة " وكلاهما في لسان الميزان.
331

إذا سمعتن أذان هذا الحبشي وإقامته فقلن كما يقول فان لكن بكل حرف ألف ألف
درجة قال عمر هذا للنساء فماذا للرجال قال ضعفان يا عمر - قلت ويأتي بتمامه في حق
الزوج على المرأة في النكاح - رواه الطبراني في الكبير باسنادين في أحدهما عبد الله
الجزري عن ميمونة ولم أعرفه، وعباد بن كثير وفيه ضعف وقد وثقه جماعة،
وبقية رجاله ثقات، والاسناد الآخر فيه جماعة لم أعرفهم. وعن أنس بن مالك أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم عرس ذات ليلة فأذن بلال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من قال مثل مقالته وشهد مثل شهادته فله الجنة. رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي
ضعفه شعبة وغيره ووثقه ابن عدي وابن معين في رواية. وعن ابن مسعود أنه كان
يقول من الجفاء أربعة أن يسمع المؤذن يقول الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن لا إله إلا الله فلا يقول مثل ما يقول وأن يمسح وجهه قبل أن يقضي صلاته وأن يبول
قائما وأن يصلي وليس بينه وبين القبلة شئ يستره. رواه الطبراني في الكبير والمسيب بن رافع
لم يسمع من ابن مسعود. وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال كان علي بن أبي طالب إذا سمع
المؤذن يؤذن قال كما يقول فإذا قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن وأن محمدا
رسول الله
قال علي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن وأن محمدا
رسول الله وأن الذين جحدوا وأن محمدا
هم
الكاذبون. رواه عبد الله في زياداته وفيه أبو سعيد عن ابن أبي ليلى ولم أجد من ذكره.
وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين ينادي المنادي اللهم رب
هذا الدعوة القائمة والصلاة النافعة صل على محمد وارض عني رضاء لا سخط بعده
استجاب الله له دعوته. رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف.
وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الوسيلة درجة عند الله
ليس فوقها درجة فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة والفضيلة. رواه أحمد والطبراني في الأوسط
وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وقال الطبراني فيه فسلوا الله عز وجل أن يؤتيني الوسيلة
على خلقه. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا علي فإنها
زكاة لكم وسلوا لي الوسيلة من الجنة فسألناه أو أخبرنا فقال هي درجة في أعلى الجنة
وهي لرجل أرجو أن أكون ذلك الرجل. رواه البزار وفيه داود بن علبة ضعفه
ابن معين والنسائي وغيرهما ووثقه ابن نمير وقال موسى بن داود الضبي ثنا ذؤاد بن
332

علبة (1) وأثنى عليه خيرا وقال ابن عدي هو في جملة الضعفاء ممن يكتب حديثه.
وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا سمع المؤذن
اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة صل على محمد واعطه سؤله يوم القيامة
وكان يسمعها من حوله ويحب أن يقولوا مثل ذلك إذا سمعوا المؤذن قال ومن قال
مثل ذلك إذا سمع المؤذن وجبت له شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. رواه
الطبراني في الكبير وفيه صدقة بن عبد الله السمين ضعفه أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم
ووثقه دحيم وأبو حاتم وأحمد بن صالح المصري. وعن أبي الدرداء قال كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع النداء قال اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة
صل على عبدك ورسولك واجعلنا في شفاعته يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من قال هذا عند النداء جعله الله في شفاعتي يوم القيامة. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه صدقة المذكور قبل هذا الحديث. وعن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم سلوا الله لي الوسيلة فإنه لم يسألها لي عبد في الدنيا إلا كنت له شهيدا
أو شفيعا يوم القيامة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الوليد بن عبد الملك الحراني
وقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال مستقيم الحديث إذا روى عن الثقات، قلت
وهذا من روايته عن موسى بن أعين وهو ثقة. وعن ابن عباس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم
قال من سمع النداء فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن وأن محمدا
عبده
ورسوله اللهم صل على محمد وبلغه درجة الوسيلة عندك واجعلنا في شفاعته يوم القيامة
وجبت له الشفاعة. رواه الطبراني في الكبير وفيه إسحق بن عبد الله بن كيسان لينه
الحاكم وضعفه ابن ض حبان، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال ما من مسلم يقول حين يسمع النداء يكبر ويكبر ويشهد أن لا إله
إلا الله ويشهد أن وأن محمدا
رسول الله ثم يقول اللهم اعط وأن محمدا
الوسيلة والفضيلة واجعله في
الأعلين درجته وفي المصطفين محبته وفي المقربين ذكره إلا وجبت له الشفاعة يوم القيامة.
رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. وعن أبي هريرة أنه كان إذا سمع المؤذن
يؤذن قال أشهد بها مع كل شاهد وأتحمل بها على كل جاحد. رواه البزار ورجاله ثقات.

(1) في الجزء الهندي " داود بن علبة " والتصحيح من الأصل وخلاصة التهذيب.
وهو بفتح الهمزة بعد أوله، وعلبة بضم العين وإسكان اللام ثم موحدة.
333

(باب الدعاء بين الأذان والإقامة)
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذن المؤذن فتحت أبواب السماء. رواه
أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي وهو مختلف في الاحتجاج به. وعن أنس بن مالك أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة فادعوا -
قلت رواه أبو داود وغيره خلا قوله فادعوا - رواه أبو يعلى وفي بعض طرقه مستجاب
وفيه يزيد الرقاشي أيضا. وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا نودي بالصلاة
أدبر الشيطان فيما بينه وبين الروحاء حتى لا يسمع صوت التأذين وفتحت أبواب السماء
واستجيب الدعاء. رواه الطبراني في الأوسط وفيه زمعة بن صالح وقد ضعفه الناس.
(باب في المؤذن يجعل أصبعيه في أذنيه)
عن بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أذنت فاجعل إصبعيك في أذنيك فإنه أرفع
لصوتك. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الرحمن بن عمار وهو ضعيف.
(باب الاذان في السفر)
عن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يؤذن له في شئ من صلاة السفر
إلا بالإقامة إلا الصبح فإنه كان يؤذن ويقيم. رواه الطبراني في الكبير وفيه ضرار
ابن صرد وهو ضعيف. وعن عبد الله بن عدي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن
يؤذن في السفر إلا في صلاة الصبح إلا الإقامة. رواه الطبراني في الكبير وفيه يعقوب
ابن حميد ضعفه ابن معين وغيره وقال البخاري لم نر إلا خيرا وذكره ابن حبان في
الثقات وقال يخطئ. وعن عبد الله بن مسعود قال بينا نحن مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في بعض أسفاره سمع مناديا ينادي الله أكبر الله أكبر فقال نبي الله صلى
الله عليه وسلم على الفطرة فقال أشهد أن لا إله إلا الله فقال نبي الله صلى الله عليه
وسلم خرج من النار فابتدرناه فإذا هو صاحب ماشية أدركته الصلاة فنادى بها.
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن معاذ
ابن جبل قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره إذ سمع مناديا يقول الله أكبر
الله أكبر فقال على الفطرة فقال أشهد أن لا إله إلا الله فقال شهد بشهادة الحق فقال
أشهد أن وأن محمدا
رسول الله قال خرج من النار أنظروا فستجدونه إما راعيا معزبا وإما
مكلبا فنظروه فوجدوه راعيا حضرته الصلاة فنادى بها. رواه أحمد والطبراني في
334

الصغير وفيه الحكم بن عبد الملك القرشي وهو ضعيف. وعن عبد الله بن ربيعة السلمي
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فسمع مؤذنا يقول أشهد أن لا إله إلا الله فقال النبي
صلى الله عليه وسلم أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد أن وأن محمدا
رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أشهد أن وأن محمدا
رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم تجدونه راعي غنم أو عازبا
عن أهله. رواه أحمد والطبراني في الكبير وزاد قال فهبط الوادي فإذا هو بشاة ميتة
فقال أترون هذه هينة على أهلها قالوا نعم قال الدنيا على الله أهون من هذه على أهلها.
ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي جحيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في
سفر فسمع مؤذنا يقول أشهد أن لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلع الأنداد
فقال أشهد أن وأن محمدا
رسول الله فقال خرج من النار ثم قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم تجدونه صاحب معزى معزبا (1) أو صاحب كلاب. رواه البزار ورجاله ثقات.
وعن أبي جحيفة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فسمع قائلا يقول
الله أكبر الله أكبر فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الحق فقال أشهد أن لا إله إلا
الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلمة الاخلاص فقال أشهد أن وأن محمدا
رسول الله
فقال النبي صلى الله عليه وسلم خرج صاحبها من النار ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم تجدون
هذا صاحب معزى أو صاحب كلاب يتصيد. رواه الطبراني في الكبير وفيه موسى
ابن محمد بن حبان ضعفه أبو زرعة وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما خالف،
وبقية رجاله ثقات. وعن أبي سعيد الخدري قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم
في سفر فسمع رجلا يقول الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا
رسول الله فقال خرج من الشرك. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن أبي أمامة قال
خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم ومعه أبو بكر وعمر وزيد بن ثابت وعبد الله
ابن مسعود وأبي بن كعب وعبد الله بن عباس والنبي صلى الله عليه وسلم على راحلته
الجدعاء فلما برز سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول الله أكبر الله أكبر
فوقف النبي صلى الله عليه وسلم يستمع فلما قال الله أكبر الله أكبر قال النبي صلى
الله عليه وسلم شهد والذي نفسي بيده شهادة الحق فلما قال أشهد أن لا إله إلا الله قال
نرى هذا والذي نفسي بيده خرج من النار ثلاث مرات ثم قال النبي صلى الله عليه

(1) المعزب: طالب الكلأ العازب أي البعيد الذي لم يرع.
335

وسلم هذا صاحب كلاب فذهب ابن مسعود وابن عباس فوجدوه كذلك. رواه
الطبراني في الكبير وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف. وعن صفوان بن عسال
قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع رجلا يؤذن فقال النبي صلى
الله عليه وسلم على الفطرة فقال أشهد أن لا إله إلا الله فقال شهد الحق فقال أشهد
أن وأن محمدا
رسول الله فقال خرج من النار. رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن
عجلان وهو متهم بالكذب متروك الحديث.
(باب الاذان لأمر يحدث)
عن سعد القرظ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أي ساعة أتى قباء أذن بلال
بالاذان لان يعلم الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء فتجمعوا إليه فأتى يوما
وليس معه بلال فنظر زنوج بعضهم إلى بعض فرقى سعد في عذق (1) فأذن بالاذان
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حملك على أن تؤذن يا سعد قال بأبي وأمي رأيتك في قلة من
الناس ولم أر بلالا معك ورأيت هؤلاء الزنوج ينظر بعضهم إلى بعض وينظرون
إليك فخشيت عليك منهم فأذنت، قال أصبت يا سعد إذا لم تر بلالا معي فأذن فأذن
سعد ثلاث مرار في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الكبير،
وفيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار وهو ضعيف.
(باب فيمن يؤذن)
عن أبي محذورة قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الاذان لنا ولموالينا والسقاية
لبني هاشم والحجامة لبني عبد الدار. رواه أحمد وفيه رجل لم يسم. وعن عتبة بن
عبدان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخلافة في قريش والحكم في الأنصار
والدعوة في الحبشة. رواه أحمد ورجاله موثقون. وعن أبي أسيد قال لما قدم رسول
الله صلى الله عليه وسلم مكة جاءه أبو محذورة فقال له يا رسول الله إئذن لي أن أؤذن
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن فكان بلال يؤذن فلما رجع رسول الله
صلى الله عليه وسلم تخلف أبو محذورة. رواه البزار وفيه الواقدي وهو ضعيف.
قلت ويأتي حديث أبي هريرة الذي رواه الترمذي في الخلافة إن شاء الله.

(1) العذق بالفتح: النخلة، وبالكسر: العرجون بما فيه من الشماريخ.
336

تم الجزء الأول ويتلوه الجزء الثاني، أوله (باب الامام ضامن والمؤذن مؤتمن)
(نسخة السماع الذي أثبتنا صورته في أول هذا الجزء)
الحمد لله سمع جميع هذه المجلدة الأولى من هذا الكتاب المسمى بمجمع الزوائد
ومنبع الفوائد تأليف شيخنا الامام العلامة المسند المحدث الحافظ أبي الحسن علي بن
أبي بكر بن سليمان الهيثمي أبقاه الله تعالى عليه صاحب النسخة ومالكها المعز الأشرف
العالي المولوي المحسني المتفضلي العالمي العاملي جامع أشتات الفضائل بقية السلف الكرام
الكملة مفخر العصر فتح الدين أبو الفتح فتح الدين بن مستعصم كاتب السر الشريف
وصاحب دواوين الانشاء بالمملكة الاسلامية أعزه الله تعالى وأحسن إليه وأسبغ
نعمه عليه، والجناب العالي القاضوي الزيني زين الدين عبد الرحمن بن القاضي جمال الدين
محمود بن فخر الدين عثمان القرشي موقع الدست الشريف وفاته المجلس الثامن
وبعض السابع من أوله إلى باب الاقتداء بالسلف، وناصر الدين بن بزر جمهر المجود،
وقريبه عبد السلام بن الرئيس صدر الدين بديع، والقاصي زين الدين عبد الرحمن
ابن شيخنا الامام الثقة العابد المسند برهان الدين إبراهيم بن داود الآمدي وفاته المجلسان
الأولان، والشيخ العالم الفاضل البارع الأوحد المفيد الأصيل قاضي المسلمين جمال
الدين عبد الله بن الشيخ الامام العلامة المحدث الأوحد شهاب الدين أحمد بن علي
ابن العرناني وفاته من أول الثامن إلى آخر الثاني عشر وبعض الثالث من أوله بقراءته
وولده النجيب البارع برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم بفوت التاسع والعاشر، والسيد
الشريف الامام العلامة البارع مفتي المسلمين جمال المحدثين تقي الدين محمد بن الشيخ
شهاب الدين أحمد بن علي الحسني المكي المالكي من أول الحادي عشر إلى آخر المجلد
بقراءة شهاب الدين أحمد بن محمد بن منصور الفوي ناسخ هذا الكتاب للمجلسين الأولين،
وبقراءة أحمد بن علي بن حجر العسقلاني من أثناء المجلس الثالث إلى آخر المجلدة، وباقي الثالث
بقراءة الشيخ جمال الدين المذكور أعلاه. وصح وثبت في مجالس آخرها ثاني عشر
شهر رجب سنة سبع وثمانمائة بمنزل مالك النسخة بسويقة المسعودي بالقاهرة وأجاز
لهم المسمع ما له من رواية والحمد لله كثيرا.
صحيح ذلك وأجزت لهم ما يجوز لي وعني روايته. وكتب على الهيثمي.
طالعته واستفدت منه وعلقت عليه مواضع داعيا لمالكه. أحمد بن علي بن حجر
337

(يقول الناشر)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على توفيقه لطبع هذا الكتاب الذي جمع فيه مؤلفه الزيادات على
كتب السنن الستة من أعظم المعاجم والمسانيد: المعاجم الثلاثة (الكبير والأوسط
والصغير) للطبراني، ومسند البزار، ومسند الإمام أحمد، ومسند أبي يعلى الموصلي.
ويذكر أحيانا بعض السنن المروية في غير هذه الكتب كصحيح ابن حبان والأحاديث
المختارة للضياء المقدسي، وغيرهما.
ورتبه على الكتب والأبواب، وتكلم على الأحاديث ورحالها تصحيحا
وتضعيفا وجرحا وتعديلا.
فهو مع الكتب الستة كمعلمة (دائرة المعارف) للسنن النبوية التي هي الينبوع الفياض
لسعادة العالمين، يرى المتبصر فيه كثيرا من الأحاديث التي لا وجود لها في الكتب
المطبوعة مما يساعد على حل المشكلات الفقهية والعلمية، وينير الطريق لفهم السنن
التي اختلف الشراح فيها، كما يجد فيه أحاديث وفيرة تكشف عن وجوه الأحاديث
التي يوهم ظاهرها التناقض، وهو خير مؤازرة على تفسير السنن بالسنن.
وقد توفر الحافظ الهيثمي على تأليفه وأعانه شيخه الحافظ الزين العراقي عليه
بتحريره ونحو ذلك - كما يقول الحافظ السخاوي وغيره - ثم جاء الحافظ
ابن حجر فقرأه على مؤلفه، واستدرك عليه في مواضع يسيرة. فهو إذا كتأليف
ثلاثة من أئمة الحفاظ الذين وقفوا حياتهم لخدمة السنة النبوية رضي الله عنهم.
وقد عثرنا على الأصل العظيم لهذا الكتاب الذي عليه قراءة الحافظ ابن
حجر على المؤلف وفيه استدراكاته المذكورة فقابلنا به وأثبتنا استدراكاته، كما نقلنا
صورة خط الحافظ ابن حجر بهذه القراءة، وخط المصنف بإجازته له ولمن
حضر القراءة، وختمنا أكثر الاجزاء بما وجد في آخرها من السماعات والبلاغات
والقراءات وغيرها، وزيادة على ذلك فان هذا الأصل مكتوب بخط تلميذ المؤلف
أحمد بن محمد الفوي. وعارضنا بعض أجزائه بثلاث نسخ غير الأصل في مصر والشام
338