الكتاب: السنن الكبرى
المؤلف: البيهقي
الجزء: ٩
الوفاة: ٤٥٨
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: دار الفكر
ردمك:
ملاحظات:

ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
السنن الكبرى
لامام المحدثين الحافظ الجليل أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي
البيهقي المتوفى سنة ثمان وخمسين وأربع ماية
الجزء التاسع
وفي..
دار الفكر
1

(بسم الله الرحمن الرحيم)
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
(أخبرنا) الامام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي رحمه الله (1) قال -
كتاب السير
باب مبتدأ الخلق
(أخبرنا) أبو عبد الله محمد بن عبد الله أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى
ثنا شيبان عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال إني لجالس عند النبي صلى الله
عليه وسلم إذ جاءه قوم من بنى تميم (فقال اقبلوا البشرى يا بنى تميم - 2) قالوا قد بشرتنا فأعطنا يا رسول الله قال فدخل عليه
أناس من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قد قبلنا يا رسول الله جئنا لنتفقه (3) في الدين
ونسألك عن أول هذا الامر ما كان؟ قال كان الله عز وجل ولم يكن شئ قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات
والأرض وكتب في الذكر كل شئ - قال وأتاه رجل فقال يا عمران بن حصين راحلتك أدرك ناقتك فقد ذهبت
فانطلقت في طلبها فإذا السراب ينقطع دونها وأيم الله لوددت انها ذهبت وانى لم أقم -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ (4) عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عمر بن حفص ثنا أبي ثنا الأعمش
ثنا جامع بن شداد عن صفوان بن محرز أنه حدثه عن عمران بن حصين قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر

(1) بصدر هذا الجزء من الأصل بعد اسم الكتاب ما لفظه " رواية الشيخ أبي المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد الفارسي رحمه الله
رواية الشيخ الزكي أبي القاسم منصور بن أبي المعالي عبد المنعم بن أبي البركات عبد الله بن أبي عبد الله محمد بن الفضل
الفراوي الصاعدي رحمه الله سماع الامام العلامة محمد بن السامي (كذا) تقي الدين أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان
الشهرزوري يعرف بابن الصلاح وأخبره به غير واحد عن أبي الهيثم زاهر بن طاهر المستملي الشحامي قال أخبرنا به
البيهقي رحمه الله تعالى
(2) من م
(3) م لنفقه
(4) قد تقدم الكلام في هذه الصيغة في خاتمة المجلد الرابع - ح -
2

الحديث قال فيه قالوا جئناك نسألك عن هذا الامر قال كان الله ولم يكن شئ غيره وعرشه على الماء وكتب في الذكر
كل شئ وخلق السماوات والأرض - رواه البخاري في الصحيح عن عمر بن حفص بن غياث والمراد به والله أعلم ثم
خلق الماء وخلق العرش على الماء وخلق القلم وأمره فكتب في الذكر كل شئ -
(أخبرنا) أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي أنبأ
وكيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال إن أول ما خلق الله عز وجل من شئ القلم فقال اكتب
قال يا رب وما اكتب قال أكتب القدر قال فجرى بما هو كائن من ذلك اليوم إلى قيام الساعة قال ثم خلق النون فدحا
الأرض عليها (1) فارتفع بخار الماء ففتق منه السماوات واضطرب النون فمادت الأرض فأثبتت بالجبال وان الجبال لتفجر (2)
على الأرض إلى يوم القيامة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ محمد بن أيوب الرازي أنبأ أحمد بن جميل المروزي ثنا عبد الله
ابن المبارك عن رباح بن زيد عن عمر بن حبيب عن القاسم بن أبي بزة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه كان يحدث
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أول شئ خلق الله جل ثناؤه القلم وأمره فكتب كل شئ يكون (وروى)
ذلك أيضا في حديث عبادة بن الصامت مرفوعا -
(أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه قال قرئ على يحيى
ابن جعفر بن الزبرقان وانا اسمع أنبأ حجاج بن محمد الأعور قال قال ابن جريج أخبرني إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد
عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال خلق الله التربة يوم
السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء
وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى
الليل - رواه مسلم في الصحيح عن سريج بن يونس وهارون بن عبد الله عن حجاج بن محمد -
(أخبرنا) أبو منصور أحمد بن علي الدامغاني أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني جعفر بن محمد بن الأزهر الطوسي ببغداد ثنا
وهب بن بقية ثنا خالد عن الشيباني عن عون بن عبد الله بن عتبة أظنه عن أخيه عبيد الله قال أبو هريرة سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول إن في الجمعة لساعة لا يسأل الله فيها عبد شيئا الا أعطاه إياه - قال وقال عبد الله بن سلام ان الله تعالى بدأ
الخلق فخلق الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين وخلق السماوات يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء وخلق الأقوات وما في
الأرض من شئ يوم الخميس ويوم الجمعة فرغ من ذلك عند صلاة العصر فتلك الساعة ما بين العصر إلى غروب الشمس -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن علي الصنعاني بمكة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق أنبأ معتمر أخبرني عوف
عن قسامة بن زهير عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله آدم من أديم الأرض كلها فخرجت
ذريته على حسب ذلك منهم الأبيض والأسود والأسمر والأحمر ومنهم بين ذلك ومنهم السهل والحزن والخبيث والطيب -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ثنا إسماعيل بن محمد الصفار وأبو جعفر الرزاز قالا ثنا سعدان بن نصر ثنا إسحاق الأزرق عن
عوف الاعرابي عن قسامة بن زهير عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق آدم من قبضة قبضها من
جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض منهم الأحمر والأسود والسهل والحزن وبين ذلك والخبيث والطيب -
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أنبأ أبو حامد ابن الشرقي ثنا محمد بن يحيى وأبو الأزهر وحمدان السلمي قالوا
ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقت الملائكة
من نور وخلق لجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق
(قال الشافعي رحمه الله) قال الله جل ثناؤه (وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون) (قال الشافعي) خلق الله الخلق
3

لعبادته يعنى ما شاء من عباده أو ليأمر من شاء منهم بعبادته ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم -
(أخبرنا) أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد
أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي حدثني ربيعة بن يزيد ويحيى بن أبي عمرو السيباني قالا ثنا عبد الله بن فيروز الديلمي
قال دخلت على عبد الله بن عمرو بن العاص - فذكر الحديث إلى أن قال قال عبد الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن الله خلق خلقه في ظلمة ثم القى عليهم من نوره فمن اصابه من ذلك النور يومئذ شئ اهتدى ومن أ خطأه ضل
فلذلك أقول جف القلم عن علم الله (قال الشافعي رحمه الله) ثم ابان جل ثناؤه ان خيرته من خلقه أنبياؤه فقال (كان الناس
أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين) فجعل نبينا صلى الله عليه وسلم من أصفيائه دون عباده بالأمانة على وحيه
والقيام بحجته فيهم -
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس السامري ببغداد ثنا الحسن بن عرفة العبدي حدثني
يحيى بن سعيد السعيدي البصري ثنا عبد الملك بن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر قال دخلت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد - فذكر الحديث إلى أن قال فقلت يا رسول الله كم النبيون قال مائة الف نبي وأربعة
وعشرون الف نبي قلت كم المرسلون منهم قال ثلاثمائة وثلاثة عشر - تفرد به يحيى بن سعيد السعيدي -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن شاذان وأحمد بن سلمة قالا ثنا قتيبة بن سعيد ثنا
الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من الأنبياء من نبي الا وقد
اعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلى فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم
القيامة - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف وغيره عن الليث ورواه مسلم عن قتيبة (قال الشافعي)
رحمه الله ثم ذكر من خاصته صفوته فقال (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) وساق
الشافعي الكلام عليه إلى أن قال ثم اصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم من خير آل إبراهيم وانزل كتبه قبل انزاله الفرقان على
محمد صلى الله عليه وسلم بصفته وفضيلة من تبعه فقال (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم
ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل
كزرع اخرج شطأه فآزره) الآية -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع
ابن سليمان المرادي وسعيد بن عثمان قالا ثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي حدثني أبو عمار عن عبد الله بن فروخ عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا سيد بني آدم يوم القيامة وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع
وأول مشفع - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث الأوزاعي -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري وأبو عبد الله بن برهان وأبو الحسين بن الفضل القطان وغيرهم قالوا أنبأ إسماعيل بن محمد
الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا القاسم بن مالك المزني عن المختار بن فلفل عن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم انا أول شفيع يوم القيامة وانا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة ان من الأنبياء لمن يأتي يوم القيامة ما معه مصدق
غير واحد - أخرجه مسلم من أوجه عن المختار -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن يعقوب الشيباني ثنا جعفر بن محمد بن الحسين ثنا يحيى بن يحيى أنبأ هشيم (ح وأخبرنا)
أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب أنبأ أبو الربيع ثنا هشيم أنبأ سيار ثنا يزيد
الفقير أنبأ جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة
شهر وأحلت لي الغنائم ولم تحل لاحد قبل وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل
وأعطيت الشفاعة وكل نبي (1) يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة - لفظ حديث أبي الربيع - رواه مسلم في
4

الصحيح عن يحيى بن يحيى ورواه البخاري عن محمد بن سنان عن هشيم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو زكريا العنبري ثنا محمد بن عبد السلام ثنا إسحاق أنبأ جرير عن الأعمش عن خيثمة قال
قرأ رجل على عبد الله رضي الله عنه سورة الفتح فلما بلغ (كزرع اخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب
الزراع ليغيظ بهم الكفار) قال ليغيظ الله بالنبي وأصحابه الكفار ثم قال عبد الله أنتم الزرع وقد دنا حصاده (قال الشافعي)
وقال لامته (كنتم خير أمة أخرجت للناس) الآية ففضلهم بكينونتهم من أمته دون أمم الأنبياء قبله -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا إبراهيم بن عبد الله أنبأ يزيد بن هارون أنبأ بهز بن حكيم بن معاوية
القشيري عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انكم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها
على الله عز وجل (قال الشافعي) ثم أخبر جل ثناؤه انه جعله فاتح رحمته عند فترة رسله فقال (يا أهل الكتاب قد جاءكم
رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل ان تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير) وقال (هو الذي
بعث في الأميين رسولا منهم) وكان في ذلك ما دل على أنه بعثه إلى خلقه لأنهم كانوا أهل الكتاب والأميين (1) وانه
فتح به رحمته وختم به نبوته فقال (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا إسماعيل بن جعفر
ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فضلت على الأنبياء بست
أعطيت جوامع الكلم (2) ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأرسلت إلى الخلق
كافة وختم بي النبيون - رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن أيوب وغيره عن إسماعيل -
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا
عفان بن مسلم ثنا سليم بن حيان قال سمعت سعيد بن ميناء قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم (ح قال وثنا) إبراهيم بن عبد الله ثنا يزيد بن هارون ثنا سليم بن حيان قال سمعت سعيد بن ميناء قال سمعت جابر
ابن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجل ابتنى دارا - وقال يزيد
بنى دارا - فاحسنها وأكملها الا في موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون منها ويقولون لولا موضع هذه اللبنة قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فانا موضع تلك اللبنة جئت فختمت الأنبياء - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن سنان
عن سليم ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبى كريب عن عفان (قال الشافعي رحمه الله) وقضى ان أظهر دينه
على الأديان فقال (هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) الآية قال وقد وصفنا بيان كيف يظهر
على الدين كله في غير هذا الموضع -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون
أنبأ إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن خباب رضي الله عنه قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تدعو الله لنا الا تستنصر الله لنا قال فجلس محمارا وجهه قال والله ان من كان قبلكم
ليؤخذ الرجل فيحفر له الحفرة فيوضع المنشار على رأسه فيشق باثنتين ما يصرفه عن دينه، أو يمشط بأمشاط الحديد ما بين عصبه
ولحمه ما يصرفه عن دينه وليتمن الله هذا الامر حتى يسير الراكب منكم من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى الا الله أو الذئب
على غنمه ولكنكم تعجلون - أخرجاه في الصحيح من حديث إسماعيل -
باب مبتدأ البعث والتنزيل
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عمرو المقرى أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو ثنا ابن وهب أخبرني

(1) م - واميين
(2) م - الكلام - كذا - ح
5

يونس عن ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته قالت كان
أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب الله إليه
الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي أولات العدد قبل ان يرجع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى
خديجة فتزوده بمثلها (1) حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ فقال ما انا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى
بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما انا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما انا
بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك
الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم) فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره حتى دخل على خديجة
رضي الله عنها فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع ثم قال لخديجة أي خديجة مالي وأخبرها الخبر قال
لقد خشيت على نفسي قالت له خديجة كلا أبشر فوالله لا يخزيك (2) الله ابدا والله انك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل
الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة رضي الله عنها حتى أتت به ورقة بن
نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة ابن أخي أبيها وكان امرءا تنصر في الجاهلية يكتب الكتاب العربي
ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله ان يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمى فقالت له خديجة أي عم اسمع من ابن
أخيك قال ورقة بن نوفل ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس
الذي على موسى (3) يا ليتني فيها جذعا يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم
قال ورقة نعم لم يأت رجل قط بما جئت به الا عودي وان يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا - رواه مسلم في الصحيح
عن أبي الطاهر وأخرجه البخاري من وجه آخر عن يونس -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم ثنا عبيد بن عبد الواحد ثنا يحيى بن بكير ثنا
الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يقول أخبرني جابر بن عبد الله رضي الله عنه انه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فتر الوحي عنى فبينما انا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصرى قبل السماء فإذا الملك
الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض فخشيت (4) منه فرقا حتى هويت إلى الأرض فجئت أهلي فقلت
لهم زملوني زملوني فزملوني فأنزل الله عز وجل (يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر) قال
أبو سلمة والرجز الأوثان قال ثم حمى الوحي بعد وتتابع -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو سهل بشر بن أحمد المهرجاني ثنا داود بن الحسين بن علي بن عقيل هو
الخسروجردي ثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد حدثني أبي عن جدي أخبرني عقيل بن خالد عن ابن شهاب قال
سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يقول أخبرني جابر بن عبد الله رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فتر الوحي
عنى فترة - فذكر الحديث بمعناه - رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير ورواه مسلم عن عبد الملك بن
شعيب -
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي ثنا أبو حامد بن الشرقي املاء ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ثنا سفيان
عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت إن أول ما نزل من القرآن (اقرأ باسم ربك
الذي خلق) -

(1) كذا وفي صحيح البخاري لمثلها - ح
(2) م - لا يحزنك -
(3) كذا - وفي صحيح البخاري - نزل الله على موسى - ح
(4) كذا وفي م وفجئت - والصواب فجئثت اي ذعرت وخفت كما في النهاية - ح -
6

باب مبتدأ الفرض على النبي صلى الله عليه وسلم ثم على
الناس وما لقى النبي صلى الله عليه وسلم من أذى قومه
في تبليغ الرسالة، على وجه الاختصار
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو كريب ثنا أبو أسامة عن الأعمش عن
عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت هذه الآية (وأنذر عشيرتك الأقربين) ورهطك
منهم المخلصين، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف وا صباحاه! فقالوا من هذا الذي يهتف؟ قالوا محمد قال
فاجتمعوا إليه فقال يا بنى فلان يا بنى فلان يا بنى عبد مناف يا بنى عبد المطلب أرأيتكم لو أخبرتكم ان خيلا تخرج بسفح هذا
الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا ما جربنا عليك كذبا قال فانى نذير لكم بين يدي عذاب شديد قال فقال أبو لهب تبا لك ما جمعتنا
الا لهذا ثم قام فنزلت هذه الآية (تبت يدا أبى لهب و - قد - تب) كذا قرأ الأعمش إلى آخر السورة - رواه البخاري
في الصحيح عن يوسف بن موسى عن أبي أسامة ورواه مسلم عن أبي كريب -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال
فحدثني من سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية على
رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم عرفت أنى إن بادأت بها قومي رأيت منهم ما أكره فصمت عليها فجاءني (جبريل - 1) عليه السلام فقال يا محمد
انك ان لم تفعل ما امرك به ربك عذبك ربك - ثم ذكر قصة في جمعهم وإنذاره إياهم -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى ابن الحمامي ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان النجاد ثنا محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن عبد الله
الأنصاري حدثني محمد بن عمرو بن علقمة عن محمد بن المنكدر عن ربيعة بن عباد الدؤلي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم بذى المجاز يتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى الله عز وجل ووراءه رجل وهو يقول يا أيها الناس لا يغرنكم عن دينكم
ودين آبائكم، قلت من هذا؟ قالوا عمه أبو لهب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وإسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد
أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي حدثني عروة بن
الزبير قال سألت عبد الله بن عمرو بن العاص قال قلت حدثني بأشد شئ صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم
قال اقبل عقبة بن أبي معيط ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى عند الكعبة فلوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا
فأقبل أبو بكر رضي الله عنه فأخذ بمنكبيه فدفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله
وقد جاءكم بالبينات من ربكم - أخرجه البخاري في الصحيح من حديث الأوزاعي -
(أخبرنا) أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم بن أبي
غرزة أنبأ عبيد الله هو ابن موسى أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله هو ابن مسعود رضي الله عنه
قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلى عند الكعبة وجميع قريش في مجالسهم ينظرون إذ قال قائل منهم
ألا تنظرون إلى هذا المرائي أيكم يقوم إلى جزور أبى فلان (2) فيعمد إلى فرثها ودمها وسلاها فيجئ به ثم يمهله حتى إذا
سجد وضعه بين كتفيه فانبعث أشقاها فجاء به فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه وثبت النبي صلى الله
عليه وسلم ساجدا وضحكوا حتى مال بعضهم على بعض من الضحك فانطلق منطلق إلى فاطمة رضي الله عنها وهي جويرية

(1) من م
(2) كذا - وفي صحيح البخاري جزور بني فلان -
7

فأقبلت تسعى حتى ألقته عنه وأقبلت عليهم تسبهم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال اللهم عليك بقريش
ثلاثا ثم سمى، اللهم عليك بعمرو بن هشام وبعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وعمارة
ابن الوليد قال عبد الله والله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر يسحبون إلى قليب بدر ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبع
أصحاب القليب لعنة - رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن إسحاق عن عبيد الله بن موسى وأخرجه هو ومسلم من وجه
آخر عن أبي إسحاق -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف املاء أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا علي بن الحسن الهلالي (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق قالا ثنا مسلم بن
إبراهيم ثنا الحارث بن عبيد ثنا سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه
وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالاته والله يعصمك
من الناس) فاخرج النبي صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة فقال يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله، ورواية الهلالي فقال
لهم أيها الناس (قال الشافعي) يعصمك من قتلهم ان يقتلوك حتى تبلغهم ما انزل إليك فبلغ ما أمر به فاستهزأ به قوم فنزل
(فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين انا كفيناك المستهزئين) -
(أخبرنا) أبو طاهر أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عمر بن عبد الله بن رزين ثنا سفيان
عن جعفر ين اياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله عز وجل (انا كفيناك المستهزئين) قال
المستهزئون الوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث الزهري والأسود بن المطلب وأبو زمعة من بنى أسد بن عبد العزى
والحارث بن عيطل السهمي والعاص بن وائل فأتاه جبريل عليه السلام شكاهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) فأراه الوليد
أبا عمرو بن المغيرة فأومأ جبريل إلى أبجله فقال ما صنعت قال كفيته ثم أراه الأسود بن المطلب فأومى جبريل إلى عينيه فقال
ما صنعت قال كفيته ثم أراه الأسود بن عبد يغوث الزهري فأومأ لي رأسه فقال ما صنعت قال كفيته ومر به العاص بن
وائل فأومأ إلى أخمصه فقال ما صنعت قال كفيته فاما الوليد بن المغيرة فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبلا له فأصاب أبجله
فقطعها واما الأسود بن المطلب فعمى فمنهم من يقول عمى هكذا ومنهم من يقول نزل تحت سمرة فجعل يقول يا بنى
ألا تدفعون عنى قد قتلت فجعلوا يقولون ما نرى شيئا فلم يزل كذلك حتى عميت عيناه واما الأسود بن عبد يغوث الزهري
فخرج في رأسه قروح فمات منها واما الحارث بن عيطل فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه فمات منها واما
العاص بن وائل فبينما هو كذلك يوما إذ دخل في رأسه شبرقة حتى امتلأت منها (1) فمات منها وقال غيره فركب إلى الطائف
على حمار فربض به على شبرقة فدخلت في أخمص قدمه شوكة فقتلته -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هارون بن سليمان الأصبهاني ثنا عبد الرحمن بن مهدي
ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن عمران أبى الحكم السلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قالت قريش للنبي صلى الله عليه
وسلم ادع ربك ان يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن بك قال أتفعلون؟ قالوا نعم فدعا فأتاه جبريل عليه السلام فقال إن الله يقرأ
عليك السلام ويقول إن شئت أصبح الصفا ذهبا فمن كفر بعد ذلك عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وان شئت فتحت
لهم باب التوبة والرحمة قال بل يا رب التوبة والرحمة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن عيسى بن عبد الله
التميمي عن الربيع بن انس عن أبي العالية (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل) نوح وهود وإبراهيم أمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان يصبر كما صبر هؤلاء فكانوا ثلاثة ورسول الله صلى الله عليه وسلم رابعهم قال نوح (إن كان كبر عليكم مقامي
وتذكيري بآيات الله) إلى آخرها فأظهر لهم المفارقة وقال هود حين قالوا (ان نقول الا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) الآية
فأظهر لهم المفارقة وقال إبراهيم (لقد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم) إلى آخر الآية فأظهر لهم المفارقة وقال محمد (انى نهيت

(1) كذا -
8

ان أعبد الذين تدعون من دون الله) فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الكعبة يقرؤها على المشركين فأظهر لهم
المفارقة -
باب الاذن بالهجرة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني
الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها قالت
لما ضاقت علينا مكة وأوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتنوا ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم وان
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستطيع دفع ذلك عنهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في منعة من قومه وعمه لا يصل
إليه شئ مما يكره ما ينال (1) أصحابه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بأرض الحبشة ملكا لا يظلم أحد عنده فالحقوا
ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا مما أنتم فيه فخرجنا إليها ارسالا حتى اجتمعنا ونزلنا بخير دار إلى خير جار أمنا على ديننا
ولم نخش منه ظلما - وذكر الحديث بطوله -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا العباس بن الفضل الاسفاطى ثنا أحمد بن يونس ثنا
داود بن عبد الرحمن ثنا عبد الله بن عثمان عن أبي الزبير محمد بن مسلم انه حدثه ان جابر بن عبد الله رضي الله عنه حدثه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في المواسم مجنة؟ وعكاظ ومنازلهم بمنى، من يؤويني وينصرني حتى أبلغ
رسالات ربى وله الجنة فلم يجد أحدا يؤويه وينصره حتى أن الرجل ليدخل صاحبه (2) من مصر واليمن فيأتيه قومه أو ذو رحمه
فيقولون احذر فتى قريش لا يصيبك، يمشى بين رحالهم يدعوهم إلى الله يشيرون إليه بأصابعهم حتى يبعث الله (3) من يثرب
فيأتيه الرجل منا فيؤمن به ويقرأه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون باسلامه حتى لم يبق دار من دور يثرب الا فيها رهط من
المسلمين يظهرون الاسلام ثم يبعث الله (4) فاتمرنا واجتمعنا سبعين رجلا منا فقلنا حتى متى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يطرد في جبال مكة ويخال أو قال ويخاف فرحلنا حتى قدمنا عليه الموسم فوعدنا شعب العقبة فاجتمعنا فيه من رجل ورجلين حتى
توافينا فيه عنده فقلنا يا رسول الله على ما نبايعك قال تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر
واليسر وعلى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وان تقولوا في الله لا يأخذكم في الله لومة لائم وعلى ان تنصروني ان قدمت
عليكم يثرب وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة فقلنا نبايعك فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو
أصغر السبعين رجلا الا انا فقال رويدا يا أهل يثرب انا لم نضرب إليه أكباد المطي الا ونحن نعلم أنه رسول الله وان اخراجه
اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وان تعضكم السيوف واما أنتم قوم تصبرون على عض السيوف وقتل خياركم
ومفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله - واما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو اعذر لكم عند الله فقالوا اخر عنا
يدك يا أسعد بن زرارة فوالله لأنذر هذه البيعة ولا نستقيلها فقمنا إليه رجلا رجلا يأخذ علينا شرطه ويعطينا على ذلك الجنة -
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن قابوس
ابن أبي ظبيان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فأمر بالهجرة وانزل عليه (وقل
رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا) -
(أخبرنا) أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا
الحجاج بن أبي منيع ثنا جدي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يومئذ بمكة للمسلمين قد رأيت دار هجرتكم أريت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل
المدينة حين ذكر ذلك رسول الله صلى عليه وسلم ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى ارض الحبشة من المسلمين

(1) كذا
(2) كذا ولعله لحاجته - ح
(3) في مسند أحمد ج 3 ص 322 حتى بعثنا الله إليه - ح
(4) كذا -
9

وتجهز أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلك فانى أرجو أن يؤذن لي فقال أبو بكر
رضي الله عنه وترجو ذلك بابى أنت وأمي؟ قال نعم فحبس أبو بكر رضي الله عنه نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم
لصحابته وعلف راحلتين عنده ورق السمر أربعة أشهر - أخرجه البخاري في الصحيح بطوله من حديث عقيل ويونس
عن الزهري -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك
الباهلي وأبو عمر حفص بن عمر النمري قالا ثنا شعبة قال أنبأنا أبو إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه يقول كان أول من
قدم علينا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم وكانا يقرءان (القرآن - 1) ثم
جاء عمار بن ياسر وبلال وسعد ثم جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عشرين وبينهم (2) من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشئ قط فرحهم به حتى رأيت الولائد
والصبيان يسعون في الطرائق يقولون جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فما قدم
المدينة حتى قرأت سبح اسم ربك الاعلى في سور مثلها من المفصل - رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد -
باب مبتدأ الاذن بالقتال
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع أنبأ شعيب بن أبي
حمزة عن الزهري حدثني عروة بن الزبير ان أسامة بن زيد رضي الله عنه اخبره ان النبي صلى الله عليه وسلم ركب على حمار
على أكاف على قطيفة فدكية وأردف أسامة بن زيد وراءه يعود سعد بن عبادة في بنى الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر فسار
حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي ابن سلول وذلك قبل ان يسلم عبد الله بن أبي فإذا بالمجلس رجال من المسلمين والمشركين
عبدة الأوثان واليهود وفى المسلمين عبد الله بن رواحة فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر ابن أبي انفه بردائه ثم قال
لا تغبروا علينا فسلم النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله عز وجل وقرأ عليهم القرآن قال فقال عبد الله بن أبي
ابن سلول أيها المرء انه لا أحسن مما تقول إن كان حقا فلا تؤذينا به في مجلسنا ارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه
فقال عبد الله بن رواحة بلى يا رسول الله فاغشنا به في مجالسنا فانا نحب ذلك فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا
يتثاورون فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم دابته فسار حتى دخل على
سعد بن عبادة رضي الله عنه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب يريد عبد الله بن أبي قال كذا وكذا
فقال سعد بن عبادة يا رسول الله أعف عنه واصفح فوالذي انزل الكتاب لقد جاء الله بالحق الذي انزل عليك ولقد اصطلح
أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه فيعصبوه فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرق بذلك فذلك فعل به ما رأيت فعفا عنه
النبي صلى الله عليه وسلم وكان وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله عز وجل ويصبرون على الأذى
قال الله عز وجل (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا اذى كثيرا وان تصبروا وتتقوا فان
ذلك من عزم الأمور) وقال الله (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم
من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ان الله على كل شئ قدير) وكان النبي صلى الله عليه وسلم
يتأول في العفو ما أمر الله به حتى اذن لهم فيهم فلما غزا النبي صلى الله عليه وسلم بدرا فقتل الله به من قتل من صناديد كفار
قريش قال ابن أبي ابن سلول ومن معه من عبدة الأوثان هذا أمر قد توجه فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على
الاسلام - رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وأخرجاه من حديث معمر وعقيل عن الزهري -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو الحسن محمد بن سنان القزاز ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق

(1) ليس في م
(2) كذا وليس هذه الكلمة في صحيح البخاري - ح -
10

ثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اخرج أهل مكة النبي
صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه انا لله وانا إليه راجعون اخرجوا نبيهم ليهلكن قال فقرأ (أذن للذين
يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير) وكان ابن عباس رضي الله عنه يقرؤها قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه
فعلمت انها قتال قال ابن عباس وهي أول آية نزلت في القتال -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس قاسم بن القاسم السياري بمرو ثنا محمد بن موسى بن حاتم الباشاني ثنا علي بن
الحسن بن شقيق ثنا الحسين بن واقد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس ان عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له
رضي الله عنهم اتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا نبي الله كنا في عز ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة فقال إني أمرت
بالعفو فلا تقاتلوا القوم فلما حوله الله إلى المدينة أمره بالقتال فكفوا فأنزل الله (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس) -
باب ما جاء في نسخ العفو عن المشركين ونسخ النهى عن
القتال حتى يقاتلوا والنهى عن القتال في الشهر الحرام
(قال الشافعي) يقال نسخ النهى هذا كله بقول الله عز وجل (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) الآية
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح
عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم)
وقوله (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) قال فنسخ هذا العفو عن المشركين، وقوله (يا أيها النبي جاهد
الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم) فأمره الله بجهاد الكفار بالسيف والمنافقين باللسان وأذهب الرفق عنهم -
(وبهذا الاسناد) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قوله (وأعرض عن المشركين) و (لست عليهم بمصيطر) يقول لست
عليهم بجبار (فاعف عنهم واصفح) (وان تعفوا وتصفحوا) (فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره) (قل للذين آمنوا
يغفروا للذين لا يرجون أيام الله) ونحو هذا في القرآن أمر الله بالعفو عن المشركين وانه نسخ ذلك كله قوله (اقتلوا
المشركين حيث وجدتموهم) وقوله (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) إلى قوله (وهم صاغرون) فنسخ
هذا العفو عن المشركين -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا معاوية
ابن عمرو عن أبي إسحاق هو الفزاري عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال الله عز وجل (فان تولوا
فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا الا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق) الآية
وقال (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم) الآية ثم نسخ هؤلاء الآيات فأنزل الله (براءة
من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين) إلى قوله (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم)
وانزل (قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة) قال (وان جنحوا للسلم فاجنح لها) ثم نسخ ذلك هذه الآية (قاتلوا الذين
لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله) -
(أخبرنا) أبو القاسم عبد العزيز بن محمد العطار ببغداد ثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق ثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا أبي
ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن الحضرمي عن أبي السوار عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا واستعمل عليهم عبيدة بن الحارث قال فلما انطلق ليتوجه بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله
11

عليه وسلم فبعث مكانه رجلا يقال له عبد الله بن جحش وكتب له كتابا وأمره ان لا يقرأه الا لمكان كذا وكذا
لا تكرهن أحدا أصحابك على المسير معك فلما صار ذلك الموضع قرأ الكتاب واسترجع قال سمعا وطاعة لله ورسوله قال
فرجع رجلا (1) من أصحابه ومضى بقيتهم معه فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه فلم يدر ذلك من رجب أو من جمادى الآخرة فقال
المشركون قتلهم في الشهر الحرام فنزلت (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير) إلى قوله (والفتنة أكبر
من القتل) قال فقال بعض المسلمين لئن كانوا أصابوا خيرا مالهم اجر فنزلت (ان الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا
في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم) -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو محمد المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري
أخبرني عروة بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية من المسلمين وأمر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي
فانطلقوا حتى هبطوا نخلة فوجدوا بها عمرو بن الحضرمي في غير تجارة لقريش - فذكر الحديث في قتل ابن الحضرمي ونزول
قوله (يسألونك عن الشهر الحرام) قال فبلغنا ان النبي صلى الله عليه وسلم عقل ابن الحضرمي وحرم الشهر الحرام كما كان
يحرمه حتى انزل الله عز وجل (براءة من الله ورسوله) (قال الشيخ رحمه الله) وكأنه أراد قول الله عز وجل (وقاتلوا
المشركين كافة) والآية التي ذكرها الشافعي رحمه الله أعم في النسخ والله أعلم -
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني مخرمة
ابن بكير عن أبيه عن سعيد بن المسيب واستفتى هل يصلح للمسلمين ان يقاتلوا الكفار في الشهر الحرام فقال سعيد نعم وقال
ذلك سليمان بن يسار -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا معاوية بن عمرو عن أبي
إسحاق قال سألت سفيان عن قوله الله (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير) قال هذا شئ منسوخ
وقد مضى ولا بأس بالقتال في الشهر الحرام وغيره -
باب فرض الهجرة
(قال الله) جل ثناؤه في الذي يفتن عن دينه قدر على الهجرة فلم يهاجر حتى توفى (ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم
قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض) الآية -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا محمد بن مسلمة الواسطي ثنا عبد الله بن يزيد المقرى ثنا
حياة ورجل قالا ثنا محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي قال قطع على أهل المدينة بعث لينهب (2) فيه فلقيت عكرمة
مولى ابن عباس فنهاني أشد النهى ثم قال أخبرني ابن عباس رضي الله عنهما ان ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين
يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأتي السهم يرمى به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب فيقتل
فأنزل الله تعالى ذكره فيهم (ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا
ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا) - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله
ابن يزيد المقرى -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إبراهيم بن عبد الله أبو مسلم حدثناه حجاج ثنا حماد عن الحجاج

(1) كذا وفي السيرة " فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف منهم أحد وسلك على الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع
يقال له بحران أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقبانه فتخلفا عليه الخ - ح
(2) كذا وفي م - لست وفي صحيح البخاري فاكتتبت - ح -
12

عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أقام
مع المشركين فقد برئت منه الذمة -
(أخبرنا) أبو الحسن المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا جرير عن منصور عن أبي
وائل عن أبي بجيلة (1) عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبايع الناس فقلت
يا نبي الله ابسط يدك حتى أبايعك واشترط على فأنت اعلم بالشرط منى قال أبايعك على أن تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤتى
الزكاة وتناصح المؤمن وتفارق المشرك -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس
ابن بكير عن قرة بن خالد ثنا يزيد بن عبد الله بن الشخير قال بينا نحن نهرن المربدين (2) إذ أتى علينا اعرابي شعث الرأس معه
قطعة أديم أو قطعة جراب فقلنا (3) كأن هذا ليس من أهل البلد فقال أجل لا، هذا كتاب كتبه لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال القوم هات فأخذته فقرأته فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لبنى زهير بن
أقيش - قال أبو العلاء وهم حي من عكل - انكم ان شهدتم ان لا إله إلا الله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وفارقتم المشركين
وأعطيتم من الغنائم الخمس وسهم النبي صلى الله عليه وسلم والصفى وربما قال وصفيه فأنتم آمنون بأمان الله وأمان رسوله -
باب ما جاء في عذر المستضعفين
قال الله جل ثناؤه (الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله
ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا) (قال الشافعي رحمه الله) يقال عسى من الله واجب -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو الحسن الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح (4) عن علي بن أبي طلحة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كل عسى في القرآن فهي واجبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا سليمان بن حرب ثنا
حماد بن زيد عن أيوب عن ابن أبي مليكة ان ابن عباس رضي الله عنهما تلا هذه الآية (الا المستضعفين من الرجال والنساء
والولدان) قال كنت وأمي ممن عذر الله - رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد
قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول انا وأمي من المستضعفين كانت أمي من النساء وانا من الولدان - رواه البخاري
عن عبد الله بن محمد عن سفيان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني
نافع عن عبد الله بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لما اجتمعنا للهجرة اتعدت انا وعياش بن أبي ربيعة
وهشام بن العاص بن وائل وقلنا الميعاد بيننا التناضب من أضاة بنى غفار (ه) فمن أصبح منكم لم يأتها فقد حبس فليمض

(1) م - أبي (بحيلة)؟ - بغير نقط وفي تهذيب التهذيب أبو نجيلة ثم قال ذكره عبد الغني بن سعيد بالحاء المهملة وذكره غيره بالمعجمة
وفي التقريب أبو نخيلة بالمعجمة ويقال بالمهملة البجلي صحابي له رواية عن جرير بن عبد الله - وفي القاموس في مادة ن ح ل
وكجهينة أبو نحيلة البجلي صحابي أو هو بالخاء - ح -
(2) كذا وفي م - بهذا المهدي وقد تقدم في ج 6 - ص 303 بلفظ كنا بالمربد - ح
(3) م - فقلت
(4) كذا وقد سقط من السند هنا - عن معاوية بن صالح لان نسخة علي بن أبي طلحة
في التفسير يرويها عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح والله أعلم -
(5) مد - ومن التناصب من أصاة بني عفان - وصححناه من السيرة - ح -
13

صاحباه فأصبحت عنده انا وعياش بن أبي ربيعة وحبس عنا هشام وفتن فافتتن المدينة (1) فكنا نقول ما الله بقابل من
هؤلاء توبة، قوم عرفوا الله وآمنوا به وصدقوا رسوله ثم رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم من الدنيا وكانوا يقولون
لأنفسهم فأنزل الله عز وجل فيهم (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) إلى قوله (مثوى
للمتكبرين) قال عمر رضي الله عنه فكتبتها بيدي كتابا ثم بعثت بها إلى هشام فقال هشام بن العاص فلما قدمت على خرجت
بها إلى ذي طوى فجعلت اصعد بها وأصوب لأفهمها فقلت اللهم فهمنيها وفرقت إنما أنزلت فينا لما كنا نقول في أنفسنا
ويقال فينا فرجعت فجلست على بعيري فلحقت رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقتل هشام شهيدا بإجنادين في ولاية أبى بكر
رضي الله عنه -
(وأخبرنا) أبو عبد الله ثنا أبو العباس ثنا اخمد ثنا يونس عن ابن إسحاق حدثني حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال أنزلت هذه الآية فيمن كان يفتن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة (ثم إن ربك
للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها لغفور رحيم) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي اياس ثنا ورقاء
عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أسلم عياش بن أبي ربيعة وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه أبو جهل بن هشام وهو
اخوه لامه ورجل آخر معه فقال (2) له ان أمك تناشدك رحمها وحقها ان ترجع إليها فأقبل معهما فربطاه حتى قدما به مكة
فكانا يعذبانه -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا سعيدان بن نصر ثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة قال
كان ناس بمكة قد أقروا بالاسلام فلما خرج الناس إلى بدر لم يبق أحد الا أخرجوه فقتل أولئك الذين أقروا بالاسلام فنزلت
فيهم (ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) إلى قوله (وساءت مصيرا الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان
لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا) حيلة نهوضا إليها وسبيلا طريقا إلى المدينة فكتب المسلمون الذين كانوا بالمدينة إلى
من كان بمكة فلما كتب إليهم خرج ناس ممن أقروا بالاسلام فاتبعهم المشركون فأكرهوهم حتى أعطوهم الفتنة فأنزل الله
عز وجل فيهم (الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى قالا أنبأ أبو بكر سهل بن أحمد بن زكريا القطان ثنا احمد
ابن محمد بن عيسى ثنا أبو نعيم ثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه
وسلم لما قال سمع الله لمن حمده قبل ان يسجد قال اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن
الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعل سنين كسنى يوسف - رواه البخاري في
الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شيبان -
باب من خرج من بيته مهاجرا فأدركه الموت في طريقه
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم عن أبي بشر
عن سعيد بن جبير أن رجلا من خزاعة كان بمكة فمرض وهو ضمرة بن العيص بن ضمرة بن زنباع (3) فأمر أهله

(1) كذا - وفي سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق بعد قوله وفتن فافتتن - فلما قدمنا المدينة نزلنا في بنى عمرو بن عوف بقباء
وخرج أبو جهل بن هشام والحارث بن هشام... وفتناه فافتتن فكنا نقول الخ - ح -
(2) كذا
(3) كذا وفي الإصابة... من طريق أبى بشر عن سعيد بن جبير قال كان رجل من خزاعة يقال له ضمرة بن العيص أو العيص بن ضمرة بن
زنباع - ح -
14

ففرشوا له على سرير فحملوه وانطلقوا به متوجها إلى المدينة فلما كان بالتنعيم مات فنزلت (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى
الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله) وكذلك قاله الحسن وغيره من المفسرين -
باب الرخصة في الإقامة بدار الشرك لمن لا يخاف الفتنة
(قال الشافعي رحمه الله) لان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن لقوم بمكة ان يقيموا بعد اسلامهم منهم العباس بن
عبد المطلب وغيره إذ لم يخافوا الفتنة -
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاقة (1) حدثني أبي ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن
الزبير قال كان العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قد أسلم وأقام على سقايته ولم يهاجر -
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال ثم إن
أبا العاص رجع إلى مكة بعد ما أسلم ولم يشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم مشهدا ثم قدم المدينة بعد ذلك فتوفى في ذي الحجة
من سنة اثنتي عشرة في خلافة أبى بكر رضي الله عنه وأوصى إلى الزبير بن العوام (قال الشافعي رحمه الله) وكان يأمر
جيوشه ان يقولوا لمن أسلم ان هاجرتم فلكم ما للمهاجرين وان أقمتم فأنتم كاعراب المسلمين وليس يخيرهم الا فيما يحل لهم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع (2) عن
سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش
أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا وقال إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث
خصال أو خلال فأيتهن أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم، ادعهم إلى الاسلام فان أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم
ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين واعلموا (3) انهم ان فعلوا ذلك ان لهم ما للمهاجرين وان عليهم ما على المهاجرين
فان أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم انهم يكونون مثل اعراب المسلمين يجرى عليهم حكم الله الذي كان يجرى على المؤمنين
ولا يكون لهم في الفئ والغنيمة نصيب الا ان يجاهدوا مع المسلمين - وذكر الحديث - رواه مسلم في الصحيح عن أبي
بكر بن أبي شيبة عن وكيع (قال الشيخ) وقد وردت اخبار في مثل هذا المعنى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن إسحاق السوسي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن
الوليد البيروتي أنبأ أبى أخبرني الأوزاعي ثنا الزهري حدثني عطاء بن يزيد الليثي حدثني أبو سعيد الخدري رضي الله عنه
ان أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الهجرة فقال إن الهجرة شأنها شديد فهل لك إبل قال نعم قال فهل تمنح
منها قال نعم قال فهل تحلبها يوم وردها قال نعم قال فاعمل من وراء البحار فان الله لن يترك من عملك شيئا (4) -
أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث الأوزاعي -
(أخبرنا) أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ
سريج بن النعمان أبو الحسين ثنا فليح يعنى ابن سليمان عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان على الله ان يدخله الجنة هاجر
في سبيل الله أو حبس في ارضه التي ولد فيها قالوا يا رسول الله أفلا تنبئ الناس بذلك قال إن في الجنة مائة درجة أعدها
للمجاهدين في سبيله ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة

(1) كذا وفي المستدرك ج 3 - ص 322 أبو علاثة ولعل الصواب ابن علاثة - وهو زياد بن عبد الله بن علاثة وله
اخوان محمد وسليمان - ح
(2) سقط من هنا في م
(3) كذا وفي صحيح مسلم وأخبرهم - ح
(4) انتهى الساقط من م
15

وفوته عرش الله ومنه تفجر انهار الجنة - رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن صالح عن ولده فليح (1) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ أبو مسلم ثنا علي بن عبد الله ثنا جرير (ح وأنبأ) أبو الحسن العلاء بن
محمد بن أبي سعيد الأسفرائيني بها أنبأ أبو سهل بشر بن أحمد ثنا إبراهيم بن علي الذهلي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ جرير عن منصور
عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح مكة لا هجرة
ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا - رواه البخاري في الصحيح عن علي بن المديني وعثمان بن أبي شيبة عن جرير
ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى - وقوله صلى الله عليه وسلم لا هجرة يعنى والله أعلم لا هجرة وجوبا على من أسلم من أهل مكة
بعد فتحها فإنها قد صارت دار اسلام وامن فلا يخاف أحد فيها ان يفتن عن دينه، وكذلك غير مكة إذا صار في معناها
بعد الفتح في الامن -
(وفى مثل ذلك ورد ما أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الأسفاطي العباس بن الفضل ثنا سويد (ح
وأنبأ) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن النضر الجارودي أنبأ بشر (2) بن سعيد ثنا علي بن مسهر عن
عاصم عن أبي عثمان قال أخبرني مجاشع بن مسعود السلمي قال جئت بأخي أبى معبد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد
الفتح فقلت يا رسول الله بايعه على الهجرة قال قد مضت الهجرة لأهلها فقلت يا رسول الله فعلى أي شئ تبايعه قال على
الاسلام والجهاد والخير فبايعه، قال أبو عثمان فلقيت أبا معبد فأخبرته بقول مجاشع فقال صدق - رواه مسلم في الصحيح عن
سويد بن سعيد وأخرجه البخاري من وجه آخر عن عاصم الأحول -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع سليمان بن داود
ثنا فليح بن سليمان عن الزهري عن عمر بن عبد الرحمن بن أمية ان أباه اخبره عن يعلى بن منية رضي الله عنه قال جئت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثاني يوم الفتح فقلت يا رسول الله بايع أبى على الهجرة قال بل أبايعه على الجهاد وقد انقطعت
الهجرة يوم الفتح - كذا وجدته وإنما هو عمرو بن عبد الرحمن -
(أخبرناه) أبو الحسين بن الفضل القطان ثنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن أبي مريم أنبأ يحيى بن
أيوب حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب اخبره قال أخبرني عمرو بن عبد الرحمن بن أمية بن يعلى ان أباه اخبره ان يعلى
قال كلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى أمية يوم الفتح فقلت يا رسول الله بايع أبى على الهجرة فقال رسول صلى الله
عليه وسلم بل أبايعه على الجهاد فقد انقطعت الهجرة - ورواه عمرو بن الحارث عن ابن شهاب فقال عمر بن عبد الرحمن بن أمية
ابن أخي يعلى -
(حدثنا) أبو الحسن علي بن عبد الله الخسروجردي أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي أخبرني عبد الله بن صالح حدثني ابن
كاسب حدثني سفيان عن عمرو بن دينار وإبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قيل لصفوان

(1) كذا ولفظ البخاري حدثنا يحيى بن صالح ثنا فليح - فذكر الحديث ثم قال وقال - محمد بن فليح عن أبيه الخ -
البخاري ج 1 ص 391 - ح
(2) كذا - ولم نجده وإنما وجدنا في الرواة عن علي بن مسهر بشر بن آدم وسويد بن
سعيد - ولعل الصواب - سويد كما يفيده السياق فإنه قد مر اسمه قبيل التحويل وسيأتي عقب هذا الحديث - رواه مسلم
في الصحيح عن سويد بن سعيد - والله أعلم - ح -
16

ابن أمية وهو بأعلى مكة انه لا دين لمن لم يهاجر فقال لا أصل إلى بيتي حتى أقدم المدينة فقدم المدينة فنزل على العباس بن
عبد المطلب ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما جاء بك يا أبا وهب قال قيل إنه لا دين لمن لم يهاجر فقال النبي صلى الله عليه
وسلم ارجع أبا وهب إلى أباطح مكة فقروا على ملتكم فقد انقطعت الهجرة ولكن جهاد ونية وان استنفرتم فانفروا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ عثمان بن يحيى الآدمي ثنا محمد بن ماهان ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا شعبة عن النعمان بن سالم
عن رجل سمع جبير بن مطعم رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ان ناسا يقولون ليس لنا أجور بمكة قال ليأتينكم أجوركم
ولو كنتم في جحر ثعلب -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر ثنا فديك بن سليمان ثنا الأوزاعي عن الزهري
عن صالح بن بشير بن فديك قال جاء فديك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انهم يزعمون أن من
لم يهاجر هلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فديك أقم الصلاة وآت الزكاة واهجر السوء واسكن من ارض قومك
حيث شئت قال وأظن أنه قال تكن مهاجرا -
(وأخبرنا) أبو طاهر أنبأ أبو بكر القطان ثنا أبو الأزهر ثنا إسحاق بن عيسى ثنا يحيى بن حمزة عن محمد بن الوليد الزبيدي
عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديك عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه - ليس في حديث الزبيدي تكن مهاجرا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا يحيى بن عمير ثنا المقبري عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أناس من أهل البدو فقالوا يا رسول الله قدم علينا أناس من
قراباتنا فزعموا أنه لا ينفع عمل دون الهجرة والجهاد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث ما كنتم فأحسنوا عبادة الله
وأبشروا بالجنة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا
روح عن ابن جريج أخبرني عطاء انه جاء عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها مع عبيد بن عمير وكانت مجاورة قال فقال
عبيد أي هنتاه أسألك عن الهجرة قالت لا هجرة بعد الفتح إنما كانت الهجرة قبل الفتح حيث يهاجر الرجل بدينه إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فاما حين كان الفتح حيث شاء الرجل عبد الله لا يمنع -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا محبوب بن موسى أنبأ
أبو إسحاق عن الأوزاعي عن عطاء قال زرت عائشة رضي الله عنها مع عبيد بن عمير فسألتها عن الهجرة قالت لا هجرة اليوم
إنما كانت الهجرة إلى الله ورسوله وكان المؤمنون يفرون بدينهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يفتنوا
فقد أفشى الله الاسلام فحيث ما شاء رجل عبد ربه ولكن جهاد ونية - أخرجه البخاري في الصحيح من حديث الأوزاعي
وابن جريج (وروينا) عن ابن عمر معنى هذا وكل ذلك يرجع إلى انقطاع الهجرة وجوبا عن أهل مكة وغيرها من
البلاد بعد ما صارت دار أمن واسلام، فاما دار حرب أسلم فيها من يخاف الفتنة على دينه وله ما يبلغه إلى دار الاسلام
فعليه ان يهاجر -
(وفى مثل ذلك أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن موسى الرازي أنبأ عيسى عن
حريز عن عبد الرحمن بن أبي عوف عن أبي هند عن معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا الحكم
ابن موسى ثنا يحيى بن حمزة قاضى دمشق عن عطاء الخراساني عن ابن محيريز عن عبد الله بن السعدي من بنى مالك بن
حسل انه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه فلما نزلوا قالوا احفظ لنا ركابنا حتى نقضي حاجتنا ثم
تدخل وكان أصغر القوم فقضى لهم حاجتهم ثم قالوا له ادخل فلما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حاجتك قال
17

حاجتي ان تخبرني انقطعت الهجرة؟ قال حاجتك من خير حوائجهم لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو -
باب من كره ان يموت بالأرض التي هاجر منها
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم ثنا ابن أبي غرزة ثنا عبد الله هو
أبو نعيم (1) عن سفيان الثوري عن سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن سعد بن مالك رضي الله عنه قال جاءني النبي صلى الله
عليه وسلم يعودني وكان يكره ان يموت بالأرض التي هاجر منها فقلت يا رسول الله أوصى بماله كله قال لا قلت فالشطر
قال لا قلت فالثلث قال الثلث والثلث كثير انك أن تدع ورثتك أغنياء خير لهم من أن تدعهم عالة يتكففون الناس بأيديهم
وانك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك ولعل الله ان يرفعك فينتفع بك أناس ويضر بك
آخرون -
(وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عمر وعثمان بن أحمد السماك ثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل ثنا أبو نعيم ثنا سفيان بن سعيد
فذكره باسناده ومعناه الا أنه قال يعودني وانا مريض بمكة وهو يكره ان يموت بالأرض التي هاجر منها فقال يرحمك الله
ابن عفراء - ثم ذكره - رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن سفيان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى
ابن أسد ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ان أباه اخبره انه مرض عام الفتح مرضا اشفى
منه على الموت فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده وهو بمكة - فذكر الحديث قال قلت يا رسول الله اخلف عن هجرتي قال إنك
لن تخلف بعدي فتعمل عملا تريد به وجه الله الا ازددت به رفعة ودرجة ولعلك ان تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك
آخرون اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة يرثى له ان مات بمكة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ حدثني علي بن محمد بن سختويه ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا الزهري - فذكره
باسناده ومعناه الا أنه قال يرثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مات بمكة - قال سفيان وسعد بن خولة رجل من بنى
عامر بن لؤي - رواه البخاري في الصحيح عن الحميدي ورواه مسلم عن قتيبة وغيره عن سفيان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن بن منصور ثنا هارون بن يوسف ثنا ابن أبي عمر ثنا عبد الوهاب الثقفي عن
أيوب السختياني عن عمرو بن سعيد عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن ثلاثة من ولد سعد كلهم بحدثه عن أبيه ان النبي
صلى الله عليه وسلم دخل على سعد يعوده بمكة فبكى فقال ما يبكيك قال قد خشيت ان أموت بالأرض التي هاجرت منها
كما مات سعد بن خولة فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اشف سعدا اللهم اشف سعدا ثلاث مرار (2) وذكر الحديث -
رواه مسلم في الصحيح عن ابن أبي عمر -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا أحمد بن محمد بن عيسى ثنا عفان ثنا وهيب ثنا عبد الله بن
عثمان بن خثيم عن عمرو بن عبد القاري عن أبيه عن جده عمرو القاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم فخلف سعدا
مريضا حيث خرج إلى حنين فلما قدم من الجعرانة معتمرا دخل عليه وهو وجع مغلوب فقال لرسول الله صلى الله عليه
وسلم ان لي مالا وانى أورث كلالة فأوصى بمالي أو أتصدق (به؟ قال لا قال فأتصدق بثلثه قال لا قال فأوصى بشطره قال لا قال
فأتصدق - 3) بثلثه قال نعم وذاك كثير قال أي رسول الله أصيب (4) بالدار التي خرجت منها مهاجرا قال إني لأرجو أن
يرفعك الله عز وجل وأن يكاد بك أقوام وينتفع بك آخرون يا عمرو بن القاري ان مات سعد بعدي فههنا ادفنه نحو طريق

(1) كذا - والصواب أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا أبو نعيم - انظر انساب السمعاني تحت عنوان (الغرزي) ح
(2) م - مرات
(3) سقط من م
(4) كذا -
18

المدينة وأشار بيده هكذا - هذه الرواية توافق رواية سفيان في أن ذلك كان عام الفتح وسائر الرواة عن الزهري قالوا
فيه عام حجة الوداع واختلف في هذه الرواية على ابن خثيم في اسم حفدة عمرو بن القارى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى ثنا سفيان
عن إسماعيل بن محمد عن عبد الرحمن الأعرج قال خلف النبي صلى الله عليه وسلم على سعد رجلا فقال إن مات فلا تدفنوه بها -
(وأخبرنا) أبو عبد الله وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس ثنا أبو يحيى ثنا سفيان عن محمد بن قيس عن أبي بردة قال قال رسول الله (1)
صلى الله عليه وسلم أيكره للرجل ان يموت بالأرض التي هاجر منها قال نعم - هذا مرسل فكذلك (2) ما قبله -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو علي الحسين بن علي الحافظ ثنا الحسين بن أحمد بن حفص بنيسابور ثنا علي بن خشرم
ثنا سفيان عن محمد بن قيس الأسدي عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يكره للرجل ان يموت بالأرض التي يهاجر منها -
(أخبرنا) أبو الحسن (علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن - 3) محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا
يزيد بن عبد الله البيسري عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا دخل مكة قال اللهم لا تجعل منايانا فيها حتى تخرجنا منها - تابعه وكيع عن عبد الله بن سعيد -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو أحمد القاسم بن أبي صالح الهمذاني ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا إسماعيل بن أبي أويس
حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما الناس كابل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة - قال ابن شهاب وكان عمر بن الخطاب
رضي الله عنه يقول يا معشر المهاجرين لا تتخذوا الأموال بمكة واعدوها مدارا (4) هجرتكم فان قلب الرجل عند ماله -
باب ما جاء في التغريب (5) بعد الهجرة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عمرو بن محمد الناقد ثنا
يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال قال عبد الله رضي الله عنه آكل الربا ومؤكله
وشاهداه إذا علماه والواشمة والموتشمة ولاوى الصدقة والمرتد أعرابيا بعد الهجرة ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه
وسلم - تفرد به يحيى بن عيسى هكذا ورواه الثوري وغيره عن الأعمش عن عبد الله بن مرة بن الحارث -
باب ما جاء في الرخصة فيه في الفتنة وما في معناها
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد الثقفي وداود بن مخراق
الفاريابي قالا ثنا إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع انه دخل على الحجاج فقال يا ابن الأكوع ارتددت
على عقبيك تعربت قال أحدهما بعد الهجرة قال لا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن لي في البدو - أخرجه البخاري
ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسين محمد بن يعقوب أنبأ أبو العباس محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا حاتم
عن يزيد بن أبي عبيد قال لما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه خرج سلمة إلى الربذة وتزوج هناك امرأة وولد له أولاد
فلم يزل هناك حتى قبل ان يموت فنزل يعنى المدينة - رواه البخاري عن قتيبة -

(1) كذا ولعله قيل لرسول الله - ح
(2) كذا
(3) سقط من الأصلين وقد تقدم على الصواب في مواضع لا تحصى - ح
(4) كذا ولعله واتخذوها بدار - ح
(5) م - الغريب - والصواب التعرب - ح -
19

باب أصل فرض الجهاد
قال الله جل ثناؤه (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو
شر لكم) مع ما ذكر فيه فرض الجهاد من سائر الآيات في القرآن -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود
الطيالسي ثنا هشام عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عياض بن حمار المجاشعي ان نبي الله صلى الله عليه وسلم
قال ذات يوم في خطبته ألا ان ربى أوان ربى - أمرني إن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومى هذا - فذكر الحديث قال فقال يا محمد
إنما بعثتك لأبتليك وابتلى بك وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرأه نائما ويقظان وان الله امرني ان أحرق قريشا فقلت
رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة فقال استخرجهم كما أخرجوك واغزهم نغزك وأنفق فننفق عليك وابعث جيشا نبعث
خمسة أمثاله وقاتل بمن أطاعك من عصاك - وذكر الحديث - أخرجه مسلم من حديث هشام الدستوائي وغيره عن قتادة -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن عبد الله ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان
ثنا أبو زيادة عن يحيى (1) بن عبيد الغساني عن يزيد بن قطيب عن معاذ بن جبل رضي الله عنه انه كان يقول بعثني رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال لعلك ان تمر بقبري ومسجدي قد بعثتك إلى قوم رقيقة قلوبهم يقاتلونك على الحق مرتين
فقاتل بمن أطاعك منهم من عصاك ثم يغدون (2) إلى الاسلام حتى تبادر المرأة زوجها والولد والده والأخ أخاه فأنزل
بين الحيين السكون والسكاسك -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر ثنا عبد الله بن جعفر الرقي (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله الحافظ ثنا أحمد بن سلمان املاء ببغداد ثنا هلال بن العلاء ثنا عبد الله بن جعفر الرقي ثنا عبيد الله بن عمرو عن
زيد بن أبي أنيسة عن جبلة بن سحيم ثنا أبو المثنى العبدي قال سمعت ابن الخصاصية رضي الله عنه يقول أتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم لأبايعه على الاسلام فاشترط على أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وتصلى الخمس
وتصوم رمضان وتؤدى الزكاة وتحج البيت وتجاهد في سبيل الله قال قلت يا رسول الله اما اثنتان فلا أطيقهما اما الزكاة
فمالي الا عشر ذود، هن رسل أهلي وحمولتهم واما الجهاد فيزعمون أنه من ولى فقد باء بغضب من الله فأخاف إذا حضرني قتال
كرهت الموت وخشعت نفسي قال فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم حركها ثم قال لا صدقة ولا جهاد
فبم تدخل الجنة قال ثم قلت يا رسول الله أبايعك فبايعني عليهن كلهن - لفظ حديث أبي عبد الله -
(أخبرنا) أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ثنا آدم بن أبي
اياس ثنا شيبان ثنا منصور عن الحكم بن عتيبة عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت
يا رسول الله ألا تحدثني بعمل ادخل به الجنة قال إن شئت أنبأتك برأس الامر وعموده وذروة سنامه اما رأس الامر فالاسلام
من أسلم سلم، واما عموده فالصلاة، واما ذروة سنامه فالجهاد - وذكر الحديث -
(أخبرنا) أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي ثنا عثمان بن
سعيد الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن حميد عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال جاهدوا يعنى
المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني
أنبأ معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن عياش عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي أمامة عن عبادة
ابن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالجهاد في سبيل الله فإنه باب من أبواب الجنة

(1) كذا والصواب أبو زياد يحيى - انظر ترجمته في تهذيب التهذيب - ح
(2) م - يفدون -
20

يذهب الله به الغم والهم - وزاد فيه غيره أنه قال وجاهدوا في الله القريب والبعيد وأقيموا حدود الله في القريب والبعيد
ولا يأخذكم في الله لومة لائم (قال الشيخ) وروى ذلك عن الحارث بن معاوية الكندي عن عبادة بن الصامت
رضي الله عنه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ الحسن بن حليم المروزي أنبأ أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله عن صفوان بن عمرو
أخبرني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال جلسنا إلى المقداد بن الأسود رضي الله عنه بدمشق وهو على تابوت ما به
عنه فضل فقال له رجل لو قعدت العام عن الغزو قال أتت علينا البحوث يعنى سورة التوبة قال الله تبارك وتعالى (انفروا
خفافا وثقالا) فلا أجدني الا خفيفا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا عفان حدثني حماد بن سلمة ثنا
علي بن زيد وثابت عن انس رضي الله عنه ان أبا طلحة رضي الله عنه قرأ هذه الآية (انفروا خفافا وثقالا) قال أرى
ربنا يستنفرنا شيوخا وشبابا جهزوني أي بنى جهزوني فقال بنوه قد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر
وعمر رضي الله عنهما فنحن نغزو فقال جهزوني فركب البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة الا بعد سبعة أيام (فنوبها)؟ (1) ولم يتغير -
باب من لا يجب عليه الجهاد
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا محمد بن كثير أنبأ سفيان الثوري
عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم
في الجهاد فقال جهادكن أو حسبكن الحج - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير -
(أخبرنا) أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد بن علي العلوي وأبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن إسحاق النجار المقرى بالكوفة قالا
أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني أنبأ إبراهيم بن إسحاق القاضي ثنا قبيصة عن سفيان عن معاوية بن إسحاق عن عائشة
(بنت طلحة عن عائشة - 2) أم المؤمنين رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت استأذنته في الجهاد فقال حسبكن
الحج أو جهادكن الحج -
(أخبرنا) أبو القاسم بن أبي هاشم العلوي وأبو القاسم ابن النجار المقرى قالا أنبأ أبو جعفر بن دحيم ثنا إبراهيم بن إسحاق ثنا
قبيصة عن سفيان عن حبيب عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بنحو هذا - رواه البخاري في
الصحيح عن قبيصة بالاسنادين جميعا -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني محمود الواسطي لفظه والحسن بن سفيان قالا ثنا
وهب أنبأ خالد عن حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت قلنا يا رسول الله
نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد معك قال لا ولكن أفضل الجهاد حج مبرور، وكانت عائشة خالتها - رواه البخاري
في الصحيح عن عبد الرحمن بن المبارك عن خالد بن عبد الله -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ قبيصة ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح
عن مجاهد عن أم سلمة رضي الله عنها انها قالت يا رسول الله أيغزو الرجال ولا نغزو فنستشهد وإنما لنا نصف الميراث فأنزل الله
تعالى (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن عبد الله بن قريش انا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي ثنا عبيد الله
عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في القتال وانا ابن أربع عشرة
فلم يجزني وعرضني يوم الخندق وانا ابن خمس عشرة سنة فأجازني - قال نافع فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو يومئذ خليفة
فحدثته بهذا الحديث فقال إن هذا الحد بين الصغير والكبير وكتب إلى عماله ان يفرضوا لمن كان ابن خمس عشرة سنة

(1) كذا في الأصل ولعله - فقبر بها - ح
(2) سقط من الأصل وهو ثابت في صحيح البخاري - ح -
21

وما كان دون ذلك فاجعلوه في العيال - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير وأخرجه البخاري من وجه
آخر عن عبيد الله بن عمر -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عمرو بن مرزوق أنبأ شعبة (1)
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا مسدد ثنا حماد بن
زيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال عرضت يوم الخندق انا ورافع بن خديج على النبي صلى الله عليه
وسلم انا وهو ابنا خمس عشرة سنة فقبلنا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا الحسن بن محمد بن زياد القباني ثنا أبو بكر بن أبي عتاب الأعين ثنا
منصور بن سلمة أبو سلمة الخزاعي ثنا عثمان بن عبد الله بن زيد بن جارية (2) الأنصاري ثنا عمى عمرو (3) بن زيد بن جارية (2)
حدثني أبي زيد بن جارية (2) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استصغر ناسا يوم أحد منهم زيد بن جارية (2) يعنى نفسه والبراء
ابن عازب وزيد بن أرقم وسعد أبو سعيد الخدري و عبد الله بن عمر وذكر جابر بن عبد الله رضي الله عنهم - كذا في كتابي
عثمان بن عبد الله ورأيته في موضع آخر ابن عبيد الله -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن أنبأ علي بن عبد العزيز ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ثنا
هشيم ثنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن أبيه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال أتت بي أمي فقدمت المدينة
فخطبها الناس فقالت لا أتزوج الا برجل يكفل لي هذا اليتيم فتزوجها رجل من الأنصار وكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يعرض غلمان الأنصار في كل عام فيلحق من أدرك منهم قال وعرضت عاما فألحق غلاما وردني فقلت
يا رسول الله لقد ألحقته ورددتني ولو صارعته لصرعته قال فصارعه فصارعته فصرعته فألحقني -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان
أنبأ الشافعي أنبأ حاتم يعنى ابن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن هرمز أن نجدة كتب إلى ابن عباس يسأله
عن خلال فقال ابن عباس رضي الله عنه ان ناسا يقولون إن ابن عباس يكاتب الحرورية ولولا انى أخاف ان اكتم
علما لم اكتب إليه فكتب نجدة إليه أما بعد فأخبرني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء، وهل كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب لهن بسهم، وهل كان يقتل الصبيان، ومتى ينقضى يتم اليتيم، وعن الخمس لمن هو؟
فكتب إليه ابن عباس انك كتبت تسألني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء وقد كان يغزو بهن
يداوين المرضى ويحذين من الغنيمة واما السهم فلم يضرب لهن بسهم، وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقتل الولدان
فلا تقتلهم الا أن تكون تعلم منهم ما علم الخضر من الصبي الذي قتل فتميز بين المؤمن والكافر فتقتل الكافر وتدع المؤمن
وكتبت متى ينقضي يتم اليتيم ولعمري ان الرجل لتنبت لحيته وانه لضعيف الاخذ ضعيف الاعطاء فإذا اخذ لنفسه من
صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليتم، وكتبت تسألني عن الخمس وانا كنا نقول هو لنا فأبى ذلك علينا قومنا فصبرنا
عليه - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم عن حاتم بن إسماعيل (وروينا) في حديث قيس
ابن سعد عن يزيد بن هرمز عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذا الحديث واما النساء والعبيد فلم يكن لهم شئ معلوم
إذا حضروا البأس ولكن يحذون من غنائم القوم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا محبوب بن موسى الأنطاكي أنبأ
أبو إسحاق الفزاري عن ابن جريج أخبرني عبد الله بن أبي أمية عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان في بعض مغازيه فمر بأناس من مزينة فاتبعه عبد لامرأة منهم فلما كان في بعض الطريق سلم عليه قال فلان؟

(1) لعله سقط (ح و) أو وقع سقط أو زيادة ح
(2) في الأصل حارثة - خطأ والصواب بالجيم كما في الإصابة وغيرها - ح
عمر - ح -
22

قال نعم قال ما شأنك قال أجاهد معك قال أذنت لك سيدتك؟ قال لا قال ارجع إليها فان مثلك مثل عبد لا يصلى ان مت قبل
ان ترجع إليها فاقرأ عليها السلام فرجع إليها فأخبرها الخبر فقالت آلله هو أمر أن تقرأ على السلام؟ قال نعم قالت ارجع
فجاهد معه -
باب من اعتذر بالضعف والمرض والزمانة
والعذر في ترك الجهاد
قال الله تبارك وتعالى في الجهاد (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله
ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم) إلى آخر الآيات الثلاث -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد ثنا يحيى بن
عبد الله بن بكير حدثني الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن
إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال جهاد الكبير والضعيف والمرأة
الحج والعمرة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا عثمان بن سعيد ثنا حفص بن عمر أبو عمر
الضرير ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال لما نزلت (لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في
سبيل الله) الآية أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فكتبها فجاء ابن أم مكتوم فشكا ضرارته إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأنزل الله عز وجل (غير أولى الضرر) رواه البخاري في الصحيح عن حفص بن عمر وأخرجه مسلم من وجه
آخر عن شعبة -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا إبراهيم بن حمزة
(ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو النضر محمد بن يوسف الفقيه ثنا عثمان بن سعيد ثنا حفص بن عمر أبو عمر الضرير
ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال لما نزلت (لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله)
الآية أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فكتبها فجاء ابن أم مكتوم فشكا ضرارته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأنزل الله عز وجل (غير أولى الضرر) رواه البخاري في الصحيح عن حفص بن عمر وأخرجه مسلم من وجه آخر
عن شعبة -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الحكم
القنطري (1) ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه
قال دخلت المسجد فإذا مروان بن الحكم جالس فجلست إليه فقال حدثني زيد بن ثابت رضي الله عنه قال كنت عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت (لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله) قال فجاء ابن أم مكتوم
وانا اكتبها فقال يا رسول الله قد ترى ما بعيني من الضرر ولو أستطيع الجهاد لجاهدت قال زيد بن ثابت فثقلت فخذ رسول الله
صلى الله عليه وسلم على فخذي حتى همت ان ترضها ثم سرى عنه فقال لي اكتب (لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى
الضرر والمجاهدون) لفظ حديث القنطري - رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس وغيره عن إبراهيم -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك حدثني سعيد بن الحكم بن أبي مريم
ثنا عبد الرحمن بن أبن الزناد حدثني أبو الزناد أن خارجة بن زيد بن ثابت حدثه عن أبيه ان السكينة غشيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال زيد وانا إلى جنبه فوقعت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فما وجدت شيئا أثقل من
فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سرى عنه فقال اكتب (لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله

(1) في هذا السند نظر - ح
23

بأموالهم وأنفسهم) الآية كلها قال زيد فكتبت ذلك في كتف فقال ابن أم مكتوم وكان رجلا أعمى حين سمع فضيلة
المجاهدين على القاعدين فقال يا رسول الله كيف بمن لا يستطيع الجهاد مع المؤمنين قال فما قضى ابن أم مكتوم كلامه أو ما هو
الا ان قضى كلامه فغشيت رسول الله صلى الله عليه وسلم السكينة فوقعت فخذه على فخذي فوجدت من ثقلها المرة
مثلما وجدت من ثقلها في المرة الأولى ثم سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اقرأ فقرأت (لا يستوى القاعدون
من المؤمنين) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (غير أولى الضرر) قال زيد فألحقتها وكان ملحقها عند صدع في الكتف -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا يعقوب
ابن إسحاق الحضرمي عن أبي عقيل (1) عن أبي نضرة قال سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قول الله عز وجل (لا يستوى
القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر) قال هم أولو الضرر قوم كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغزون
معه كانت تحبسهم أوجاع وأمراض وآخرون أصحاء فكان المرضى اعذر من الأصحاء -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية
(ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو معاوية عن الأعمش
عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ان بالمدينة لرجالا ما سرنا
مسيرا ولا قطعنا واديا الا كانوا معنا فيه حبسهم المرض - لفظ حديث احمد - رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن حميد عن موسى بن انس
ابن مالك عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا أنفقتم من نفقة الا وهم
معكم فيه، قالوا يا رسول الله وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة قال حبسهم العذر - أخرجه البخاري في الصحيح من حديث
زهير وحماد بن زيد عن حميد عن انس ثم قال وقال موسى عن حماد يعنى ابن سلمة (عن حميد - 2) عن موسى بن انس عن
أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال
حدثني والدي إسحاق بن يسار عن أشياخ من بنى سلمة قالوا كان عمرو بن الجموح أعرج شديد العرج وكان له أربعة بنون
شباب يغزون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوجه إلى أحد قال له بنوه
ان الله عز وجل قد جعل لك رخصة فلو قعدت فنحن نكفيك فقد وضع الله عنك الجهاد فأتى عمرو بن الجموح رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان بنى هؤلاء يمنعون ان اخرج معك والله انى لأرجو أن استشهد فأطأ بعرجتي هذه
في الجنة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنت فقد وضع الله عنك الجهاد وقال لبنيه وما عليكم ان تدعوه لعل الله يرزقه
الشهادة فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل يوم أحد شهيدا -
باب الرجل لا يجد ما ينفق
قال الله عز وجل (ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج)
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه
قال هذا ما حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لولا أن أشق على
المؤمنين ما قعدت خلف سرية تغزو في سبيل الله ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة فيتبعوني ولا تطيب أنفسهم
ان يقعدوا بعدي - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق -

(1) في الأصل عن عقيل - خطأ وهو أبو عقيل بشير بن عقبة الدورقي كما في تهذيب التهذيب - ح
(2) من صحيح البخاري
24

(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله (1) ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق
ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن وهب بن جابر عن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كفى
بالمرء اثما أن يضيع من يقوت -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا السرى بن يحيى ثنا أحمد بن
عبد الله ثنا رياح (2) بن عمرو ثنا أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذ طلع عليها (3) شاب من الثنية فلما رأيناه بأبصارنا قلنا لو أن هذا الشاب جعل شبابه ونشاطه وقوته في
سبيل الله قال فسمع مقالتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وما سبيل الله الا من قتل؟ من سعى على والديه ففي سبيل الله
ومن سعى على عياله ففي سبيل الله ومن سعى على نفسه ليعفها ففي سبيل الله ومن سعى على التكاثر فهو في سبيل الشيطان -
باب الرجل يكون عليه دين فلا يغزو إلا بإذن أهل الدين
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه ببغداد ثنا الحسن بن مكرم ثنا يزيد بن هارون أنبأ
يحيى بن سعيد (عن سعيد - 4) بن أبي سعيد المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال يا رسول الله ان قتلت في سبيل الله كفر الله عنى خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قتلت في
سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر كفر الله عنك خطاياك فلما جلس دعاه فقال كيف قلت؟ فأعاد عليه فقال الا الدين
كذلك أخبرني جبريل عليه السلام - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن يزيد بن هارون -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق املاء أنبأ بشر بن موسى ثنا عبد الله بن يزيد المقرى ثنا سعيد بن أبي
أيوب عن عياش بن عباس عن الحبلى عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال القتل في
سبيل الله يكفر كل شئ الا الدين - رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن المقبري (5) وقد مضى حديث أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه -
باب الرجل يكون له أبوان مسلمان أو أحدهما
فلا يغزو إلا بإذن أهله
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري بالبصرة ثنا جعفر بن محمد القلانسي
ثنا آدم بن أبي اياس ثنا شعبة ثنا حبيب بن أبي ثابت قال سمعت أبا العباس الشاعر وكان لا يتهم في حديثه قال سمعت
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحي والداك؟ قال نعم قال ففيهما فجاهد - رواه البخاري في الصحيح عن آدم وأخرجه مسلم من وجه
آخر عن شعبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا بشر بن موسى ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري
عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى

(1) في الأصل عبد الله - وهو خطأ - ح
(2) في الأصل رباح - بالموحدة والصواب بالتحتانية وهو رياح بن عمرو
القيسي له ترجمة في لسان الميزان وذكره في تبصير المنتبه وذكر روايته عن أيوب السختياني - ح (3) كذا - والظاهر علينا - ح
(4) من صحيح مسلم - ح -
(5) كذا والصواب - المقرى ح -
25

النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أريد الجهاد قال أحي أبواك؟ قال نعم قال ارجع إليهما فان فيهما المجاهد (1) رواه مسلم
في الصحيح عن محمد بن حاتم عن معاوية بن عمرو -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل ثنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا اصبغ بن الفرج حدثني عبد الله بن وهب
أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب ان ناعم (2) مولى أم سلمة حدثه ان عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
قال اقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال أبايعك على الهجرة أو الجهاد (3) أبتغي الاجر من الله قال فهل من
والديك أحد حي؟ قال نعم بل كلاهما قال فتبتغي الاجر من الله قال نعم قال فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما - رواه مسلم
في الصحيح عن سعيد بن منصور عن ابن وهب -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عثمان بن عمر الضبي ومحمد بن راشد التمار قالا ثنا
محمد بن كثير ثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوى يبكيان فقال ارجع فأضحكهما كما أبكيتهما -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج أبى السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
ان رجلا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن فقال يا رسول الله إني هاجرت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد هجرت الشرك ولكنه الجهاد هل لك أحد باليمن قال أبواي قال أذنا لك؟ قال لا قال فارجع فاستأذنهما فان اذنا لك فجاهد
والا فبرهما -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن الوليد الفحام ثنا حجاج (ح وأخبرنا)
أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا حجاج
حدثني ابن جريج أخبرني محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه طلحة عن معاوية بن جاهمة السلمي ان جاهمة
رضي الله عنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أردت ان اغزو وقد جئتك أستشيرك فقال هل لك من أم؟
قال نعم قال فالزمها فان الجنة عند رجليها ثم الثانية ثم الثالثة في مقاعد شتى فكمثل هذا القول - لفظ حديث الصغاني -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبيد الله (4) المنادى ثنا وهب بن
جرير ثنا شعبة عن سماك عن مصعب بن سعد عن سعد رضي الله عنه قال نزلت في أربع آيات - فذكر الحديث وفيه قال فقالت
أم سعد أليس قد أمر الله ببر الوالدة فوالله لا أطعم طعاما ولا اشرب شرابا حتى تكفر أو أموت فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها
أو يسقوها شجروا فاها بعصا ثم أوجروها الطعام والشراب فنزلت (ووصينا الانسان بوالديه حسنا وإن جاهداك على أن
تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما) أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة -
باب المسلم يتوقى في الحرب قتل أبيه ولو قتله لم يكن به بأس
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا عمرو بن زرارة ثنا عيسى بن يونس ثنا سعيد
ابن عثمان عن عروة بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن حصين بن وحوح ان طلحة بن البراء رضي الله عنه لما لقى النبي صلى الله

(1) بفتح الهاء مصدر ميمي بمعنى الجهاد - ح
(2) كذا والصواب ناعما كما في صحيح مسلم - ح
(3) في صحيح مسلم على الهجرة والجهاد - ح
(4) في الأصل - عبد الله - خطأ - ح -
26

عليه وسلم قال يا نبي الله مرني بما أحببت ولا أعصي لك أمرا قال فعجب لذلك النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام فقال له عند
ذلك فاقتل أباك قال فخرج موليا ليفعل فدعاه قال إني لم ابعث لقطيعة رحم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان ثنا أسد بن موسى ثنا ضمرة بن ربيعة عن
عبد الله بن شوذب قال جعل أبو أبي عبيدة بن الجراح ينصب الألهة لأبي عبيدة يحيد عنه (1) فلما أكثر الجراح قصده
أبو عبيدة فقتله فأنزل الله عز وجل فيه هذه الآية حين قتل أباه (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من
حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم) إلى آخرها - هذا منقطع -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحسن بن الربيع ثنا ابن المبارك
عن إسماعيل بن سميع الحنفي عن مالك بن عمير وكان قد أدرك الجاهلية قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني
لقيت العدو ولقيت أبى فيهم فسمعت لك منه مقالة قبيحة فلم اصبر حتى طعنته بالرمح أو حتى قتلته فسكت عنه النبي
صلى الله عليه وسلم ثم جاء آخر فقال إني لقيت أبى فتركته وأحببت ان يليه غيري فسكت عنه - وهذا مرسل جيد -
باب ما جاء في كراهية اخذ الجعائل وما جاء
في الرخصة فيه من السلطان
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن موسى الرازي أنبأ محمد بن حرب (قال
أبو داود وحدثنا) عمرو بن عثمان ثنا محمد بن حرب المعنى وانا لحديثه اتقن عن أبي سلمة سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر
الطائي عن ابن أخي أبى أيوب الأنصاري عن أبي أيوب رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيفتح
عليكم الأمصار وستكون جنود مجندة يقطع عليكم فيها بعوث يتكره الرجل منكم البعث فيها فيتخلص من قومه ثم يتصفح
القبائل يعرض نفسه عليهم يقول من أكفه (2) بعث كذا من أكفه (2) بعث كذا ألا وذلك الأجير إلى آخر قطرة من دمه -
(أخبرنا) أبو بكر الأردستاني أنبأ أبو نصر أحمد بن عمرو العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا
عبد الله بن الوليد ثنا سفيان حدثني الزبير بن عدي عن شقيق بن العيزار الأسدي قال سألت ابن عمر عن الجعائل فقال
لم أكن لأرتشي الا ما رشاني الله، وسألت عبد الله بن الزبير فقال تركها أفضل فان اخذتها فأنفقها في سبيل الله -
(أخبرنا) أبو عبد الله أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا يحيى بن محمد ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبيد بن
الأعجم قال سأل رجل ابن عباس رضي الله عنهما عن الجعل قال إذا جعلته في سلاح أو كراع فلا بأس به وإذا جعلته في
الرقيق فلا (وروينا) عن إبراهيم النخعي أنه قال كانوا أن يعطوا أحب إليهم من أن يأخذوا يعنى في الجعائل (وروى)
أبو داود في المراسيل عن سعيد بن منصور عن إسماعيل بن عياش عن معدان بن حدير الحضرمي عن عبد الرحمن بن جبير بن
نفير عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذين يغزون من أمتي ويأخذون الجعل يتقوون على عدوهم
مثل أم موسى ترضع ولدها وتأخذ اجرها (أخبرنا) أبو بكر محمد بن محمد أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا
أبو داود - فذكره -

(1) كذا ولعله أبو أبي عبيدة بن الجراح يتصدى له وأبو عبيدة يحيد عنه - وفي الإصابة جعل والد أبي عبيدة يتصدى
لأبي عبيدة يوم بدر فيحيد عنه - ح
(2) كذا -
27

باب ما جاء في تجهيز الغازي واجر الجاعل
(أخبرنا) أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى أنبأ أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ببغداد ثنا محمد بن سعد
ثنا روح بن عبادة ثنا حسين المعلم (ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن عمرو
ابن أبي الحجاج أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا الحسين ثنا يحيى ثنا أبو سلمة حدثني بسر بن سعيد حدثني زيد بن خالد الجهني
رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد
غزا - لفظ حديث عبد الوارث وحديث روح مثله الا أنه قال عن عن - رواه البخاري في الصحيح عن أبي معمر
ورواه مسلم عن الربيع عن يزيد بن زريع عن حسين -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا إسحاق بن الحسن ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن ثابت
عن انس رضي الله عنه ان رجلا من أسلم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أريد الجهاد وليس معي ما أتجهز به فقال إن
فلانا قد تجهز ثم مرض فاذهب إليه فقل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ويأمرك ان تعطيني ما أتجهز به
فأتاه فقال لامرأته انظري ان تعطيه ما جهزتني به ولا تحبسي منه شيئا (1) فيبارك الله لك فيه - رواه مسلم في الصحيح عن أبي
بكر بن أبي شيبة عن عفان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية
عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله انه أبدع بي فاحملني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عندي فقال رجل ألا أدلك يا رسول الله
على من يحمله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله اجر مثل فاعله (2) قال أبو عبد الله في روايته قال أبو معاوية
أبدع بي يقول قطع بي - رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب عن أبي معاوية -
(وأخبرنا) أبو محمد بن المؤمل أنبأ أبو عثمان البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا الأعمش - فذكره الا أنه قال
فقال ما أجد ما أحملك ولكن ائت فلانا فأتاه فحمله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال من دل على خير فله مثل
اجر فاعله -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح ومحمد
ابن رمح قالا ثنا الليث بن سعد عن حياة بن شريح الكندي التجيبي عن ابن شفى عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص
رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للغازي اجره وللجاعل اجره وأجر الغازي - وان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال قفلة كغزوة -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا إسحاق بن إبراهيم الدمشقي أبو النضر ثنا محمد بن شعيب
أخبرني أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني عن عمرو بن عبد الله انه حدثه عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال نادى
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فخرجت إلى أهلي وأقبلت وقد خرج أول صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فطفقت في المدينة أنادى ألا من يحمل رجلا له سهمه فنادى شيخ من الأنصار قال لنا سهمه على أن نحمله عقبته وطعامه معنا
قلت نعم قال فسر على بركة الله فخرجت مع خير صاحب حتى أفاء الله علينا فأصابني قلائص فسقتهن حتى أتيته فخرج فقعد على
حقيبة من حقائب إبله ثم قال سقهن مدبرات ثم قال سقهن مقبلات فقال ما أرى قلائصك الا كراما قال إنما هي غنيمتك
التي شرطت قال خذ قلائصك ابن أخي فغير سهمك أردنا (قال الشيخ رحمه الله) فغير سهمك أردنا يشبه أن يكون أراد
انا لم نقصد بما فعلنا الإجارة وإنما قصدنا الاشتراك في الأجر والثواب والله أعلم -

(1) زاد في صحيح مسلم - فوالله لا تحبسي منه شيئا - ح
(2) في صحيح مسلم - فله مثل اجر فاعله - ح
28

باب من استأجر انسانا للخدمة في الغزو
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ثنا بشير بن طلحة
عن خالد بن دريك عن يعلى بن منية رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعثني في سراياه فبعثني ذات يوم وكان
يركب بغلي (1) فقلت له ارحل فقال ما انا بخارج معك قلت لم؟ قال حتى تجعل لي ثلاثة دنانير قلت الآن حين ودعت
النبي صلى الله عليه وسلم ما انا براجع إليه ارحل ولك ثلاثة دنانير فلما رجعت من غزاتي ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعطها إياه فإنها حظه من غزاته - وقد مضى في كتاب القسم عن عبد الله بن الديلمي عن يعلى بن
منية في معناه -
باب الامام لا يجمر بالغزى
(قال الشافعي رحمه الله) فان جمرهم فقد أساء ويجوز لكلهم خلافه والرجوع
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا أبو صالح يعنى محبوب بن
موسى ثنا الفزاري عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي فراس قال خطبنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال في خطبته
أيها الناس انى لم ابعث إليكم عمالي ليضربوا ابشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ولكن بعثتهم ليعلموكم دينكم وسنتكم فمن فعل به
غير ذلك فليرفعه إلى فأقصه منه، ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تمنعوهم فتكفروهم ولا تجمروهم فتفتنوهم ولا تنزلوهم
الغياض فتضيعوهم -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا إبراهيم بن سعد أنبأ ابن شهاب عن
عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري ان جيشا من الأنصار كانوا بأرض فارس مع أميرهم وكان عمر رضي الله عنه يعقب
الجيوش في كل عام فشغل عنهم عمر رضي الله عنه فلما مر الاجل قفل أهل ذلك الثغر فاشتد عليه واوعدهم وهم أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا عمر انك غفلت عنا وتركت فينا الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من اعقاب بعض
الغزية بعضا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني مالك عن
عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الليل فسمع امرأة تقول -
تطاول هذا الليل واسود جانبه، وأرقني ان لا حبيب الاعبه
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لحفصة بنت عمر رضي الله عنها كم أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها فقالت ستة أو أربعة
أشهر فقال عمر رضي الله عنه لا احبس الجيش أكثر من هذا -
باب شهود من لا فرض عليه القتال
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن
سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عبد العزيز بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن هرمز أن نجدة كتب إلى ابن عباس هل
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء (2) (وهل كان يضرب لهن بسهم فقال قد كان رسول الله صلى الله

(1) كذا ولعله - وكان رجل يرحل لي - وقد مضى الحديث بطريق أخرى بلفظ آخر ج 6 ص 331 - ح
(2) في الأصل بالناس - خطأ - ح
29

عليه وسلم ويغزو بالنساء - 1) فيداوين الجرحى ولم يكن يضرب لهن بسهم ولكن يحذين من الغنيمة - أخرجه مسلم في
الصحيح كما مضى (قال الشافعي) ومحفوظ انه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القتال العبيد والصبيان وأحذاهم
من الغنيمة -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا يحيى بن الربيع ثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن أبي
سعيد عن يزيد بن هرمز قال كتب نجدة إلى ابن عباس رضي الله عنهما يسأله عن العبد والمرأة يحضران المغنم هل لهما
من المغنم شئ قال فكتب إليه ليس لهما شئ الا ان يحذيا - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث ابن عيينة (وذكر أبو يوسف)
في هذا الحديث عن إسماعيل - يسأله عن الصبي متى يخرج من اليتم ومتى يضرب له بسهمه فقال إنه يخرج من اليتم إذا احتلم
ويضرب له بسهم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن
وهب أخبرني يزيد بن عياض عن إسماعيل بن أمية القرشي - فذكر هذا الحديث وقال فيه - وسأل عن اليتيم (2) ويقع حقه
في الفئ فكتب إليه إذا احتلم فقد خرج من اليتم ووقع حقه في الفئ - يزيد بن عياض لا يحتج به وسقط من اسناده
سعيد بن أبي سعيد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا علي بن الحسن الهلالي أنبأ أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا
عبد العزيز عن انس رضي الله عنه قال لما كان يوم أحد انهزم ناس من الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم يجوب عليه بحجفة - الحديث قال ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وانهما لمشمرتان
أرى خدم سوقهما تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغان في أفواه القوم ترجعان (3) فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه
القوم - رواه البخاري في الصحيح عن أبي معمر وأخرجه مسلم عن عبد الله الدارمي عن أبي معمر -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد بن الحسن ومحمد بن عمرو الحرشي ثنا يحيى بن
يحيى أنبأ جعفر ين سليمان عن ثابت عن انس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة
من الأنصار معه إذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحى - رواه مسلم في الصحيح عن يحيى (وروى) في ذلك عن الربيع
بنت معوذ وأم عطية وغيرهما -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن بالويه ثنا موسى بن الحسن ثنا القعنبي ثنا عبد العزيز بن أبي حازم (ح
وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب املاء ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء وجعفر بن محمد قالا ثنا
يحيى بن يحيى أنبأ عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه انه سمع سهل بن سعد رضي الله عنه يسأل عن جرح (4) رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم أحد فقال جرح وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه فكانت
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسل الدم وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يسكب الماء عليه بالمجن فلما رأت
فاطمة رضي الله عنها ان الماء لا يزيد الدم الا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى إذا صار رمادا ألصقته بالجرح

(1) سقط ما بين القوسين من الأصل وأثبتناه من كتاب الام للشافعي جلد 4 ص 88 - ح
(2) هنا سقط ولعله (متى يخرج من اليتم) كما يدل عليه آخر الحديث - ح
(3) في صحيح مسلم - ثم ترجعان - ح
(4) في الأصل - خروج - خطأ - ح
30

فاستمسك الدم - رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى كلاهما عن عبد العزيز -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا فضيل بن سليمان
وبشر بن المفضل عن محمد بن زيد ثنا عمير مولى أبى اللحم رضي الله عنه قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر وانا
عبد مملوك فلم يضرب لي بسهم وأعطاني سيفا فقلدته اخر بنعله (1) في الأرض وأمر لي من حرثى المتاع -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية
(ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي
سفيان عن جابر رضي الله عنه قال كنت امنح أصحابي الماء يوم بدر - وفى رواية كنت اسقى -
باب من ليس للامام ان يغزو به بحال
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي رحمه الله غزا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فغزا معه بعض من يعرف نفاقه فانخزل عنه يوم أحد بثلاثمائة (قال الشيخ رحمه الله) هو بين
في المغازي -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال
فحدثني ابن شهاب الزهري وعاصم بن عمر بن قتادة ومحمد بن يحيى بن حبان وغيرهم من علمائنا عن يوم أحد - فذكر
القصة قال فيها خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الف رجل من أصحابه حتى إذا كان بالشوط بين المدينة واحد
الحرز (2) عنه عبد الله بن أبي المنافق بثلث الناس فرجع بمن اتبعه من قومه من أهل الريب والنفاق -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة
أنبأ إسماعيل بن أبي أويس ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة في قصة أحد قال فرجع عنه عبد الله بن أبي ابن سلول في ثلاثمائة
وبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعمائة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة (3) ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير
قال فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل أحد ورجع عنه عبد الله بن أبي في ثلاثمائة وبقى رسول الله صلى الله عليه
وسلم في سبعمائة -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو محمد عبد الله بن عمر بن شوذب الواسطي بها ثنا أحمد بن سنان ثنا وهب بن جرير ثنا
شعبة (ح وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة
عن عدى بن ثابت عن عبد الله بن يزيد قال سمعت زيد بن ثابت رضي الله عنه قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
أحد رجع قوم من الطريق فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين فرقة تقول نقتلهم وفرقة تقول لا نقتلهم
فأنزل الله عز وجل (فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا) رواه البخاري في الصحيح عن سلمان بن حرب
وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة (قال الشافعي) ثم شهدوا معه يوم الخندق فتكلموا بما حكى الله عز وجل من قولهم
(ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا) (قال الشيخ) هو بين في المغازي عن موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق بن يسار وغيرهما
قال موسى بن عقبة الاسناد (4) الذي تقدم في قصة الخندق فلما اشتد البلاء على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه نافق ناس
كثير وتكلموا بكلام قبيح فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فيه الناس من البلاء والكرب جعل يبشرهم ويقول

(1) كذا بالأصل ولعله - اجر نعله - ح
(2) كذا - والصواب انخزل كما في سيرة ابن هشام - ح
(3) راجع صفحة 15 وما كتبناه بهامشها وسيأتي في الصفحة الآتية أبو علاثة ثنا أبي ثنا ابن لهيعة وفي ص 33 - أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد ثنا ابن لهيعة - فالله اعلم - ح
(4) لعله - بالاسناد - ح -
31

والذي نفسي بيده ليفرجن عنكم ما ترون من الشدة والبلاء فانى لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق آمنا وان يدفع الله عز وجل
مفاتح الكعبة وليهلكن الله كسرى وقيصر ولتنفقن كنوزهما في سبيل الله فقال رجل ممن معه لأصحابه ألا تعجبون من محمد
يعدنا ان نطوف بالبيت العتيق وان يغنيهم (1) كنوز فارس والروم ونحن ههنا لا يأمن أحدنا ان يذهب إلى الغائط والله
لما يعدنا الا غروا وقال آخرون ممن معه ائذن لنا فان بيوتنا عورة، وقال آخرون يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا وسمى
ابن إسحاق القائل الأول معتب بن قشير والقائل الثاني أوس بن قيظي -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة ثنا أبي ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن
الزبير قال فلما اشتد البلاء على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه - فذكر هذه القصة مثل قول موسى بن عقبة الا أنه قال في
آخرها وقال رجال منهم يخذلون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا (قال الشافعي) ثم
غزا بنى المصطلق فشهدها معه منهم عدد فتكلموا بما حكى الله من قولهم (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل)
وغير ذلك مما حكى الله من نفاقهم -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي اياس
ثنا شعبة عن الحكم قال سمعت محمد بن كعب القرظي يقول سمعت زيد بن أرقم رضي الله عنه (2) لما قال عبد الله بن أبي لا تنفقوا
على من عند رسول الله حتى ينفضوا، وقال أيضا لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل أخبرت بذلك (3) عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فقال إن الله صدقك وعذرك ونزل (هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله
حتى ينفضوا) الآية - رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي اياس -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد الكعبي ثنا محمد بن أيوب أنبأ علي بن المديني ثنا سفيان قال قال عمر وسمعت
جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول كنا في غزاة وقال سفيان مرة أخرى كنا في جيش - فكسع رجل من المهاجرين رجلا من
الأنصار (4) فقال دعوها فإنها منتنة فسمع ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم (5) فقال قد فعلوها اما والله لئن رجعنا إلى
المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم (6) دعه لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل أصحابه قال
وكانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة ثم إن المهاجرين كثروا بعد - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله (7)
ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وجماعة عن ابن عيينة (وروينا) عن ابن إسحاق بالاسناد الذي تقدم ان ذلك كان في
غزوة بنى المصطلق وكذلك عن عروة بن الزبير (قال الشافعي) ثم غزا غزوة تبوك فشهدها معه منهم قوم نفروا به ليلة
العقبة ليقتلوه فوقاه الله شرهم (قال الشيخ رحمه الله) هو بين في المغازي -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق في قصة تبوك قال فلما
بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الثنية نادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خذوا بطن الوادي فهو أوسع
عليكم فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اخذ الثنية وكان معه حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر رضي الله عنهما وكره

(1) كذا ولعله - نغنم - ح
(2) زاد البخاري قال
(3) كذا وفيه سقط ولفظ البخاري... أخبرت به النبي صلى الله عليه
وسلم فلامني الأنصار وحلف عبد الله بن أبي ما قال ذلك فرجعت إلى المنزل فنمت فأتاني رسول رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأتيته.. - ح
(4) ههنا سقط وفي البخاري بعد هذا فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فسمع
ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما بال دعوى جاهلية قالوا يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من
الأنصار فقال دعوها الخ - ح
(5) كذا وهو غلط عجيب قبيح والصواب فسمع بذلك عبد الله بن أبي - كما في صحيح
البخاري - ح
(6) ههنا سقط وفي البخاري بعد هذا فقام عمر فقال يا رسول الله دعني اضرب عنق هذا المنافق فقال
النبي صلى الله عليه وسلم دعه الخ - ح
(7) كذا والصواب عن علي بن عبد الله - وهو ابن المديني انظر صحيح البخاري في تفسير
سورة المنافقين - ح -
32

رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يزاحمه في الثنية أحد فسمعه ناس من المنافقين فتخلفوا ثم اتبعه رهط من المنافقين فسمع
ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حس القوم خلفه فقال لاحد صاحبيه اضرب وجوههم فلما سمعوا ذلك ورأوا الرجل
مقبلا نحوهم وهو حذيفة بن اليمان انحدروا جميعا وجعل الرجل يضرب رواحلهم وقالوا إنما نحن أصحاب احمد وهم متلثمون
لا يرى شئ الا أعينهم فجاء صاحبه بعدما انحدر القوم فقال هل عرفت الرهط فقال لا والله يا نبي الله ولكني قد عرفت
رواحلهم فانحدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الثنية وقال لصاحبيه هل تدرون ما أراد القوم؟ أرادوا أن يزحموني من
الثنية فيطرحوني منها فقالا أفلا تأمرنا يا رسول الله فنضرب أعناقهم إذا اجتمع إليك الناس فقال أكره ان يتحدث الناس
ان محمدا قد وضع يده في أصحابه يقتلهم - وذكر القصة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن عبد الله البغدادي ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد ثنا ابن لهيعة عن أبي
الأسود عن عروة قال ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا من تبوك إلى المدينة حتى إذا كان ببعض الطريق
مكر برسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من أصحابه فتآمروا أن يطرحوه من عقبة في الطريق - ثم ذكر القصة بمعنى ابن إسحاق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن عبد الله بن الزبير
وأبو نعيم قالا ثنا الوليد بن جميع ثنا أبو الطفيل قال كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس فقال
أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة؟ قال فقال له القوم أخبره إذ سألك قال كنا نخبر أنهم أربعة عشر فان كنت فيهم فقد كان
القوم خمسة عشر وأشهد بالله ان اثنى عشر منهم حرب لله ورسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وعذر ثلاثة قالوا
ما سمعنا منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا علمنا ما أراد القوم وقد كان في حرة فمشى فقال إن الماء قليل فلا يسبقني
إليه أحد فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم يومئذ - رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن أبي احمد محمد بن عبد الله
الزبيري (قال الشافعي) وتخلف آخرون منهم فيمن بحضرته ثم انزل الله عز وجل عليه غزاة تبوك أو منصرفه منها من
اخبارهم فقال (ولو أرادوا الخروج لاعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم) قرأ إلى قوله (ويتولوا وهم فرحون)
(قال الشيخ) هو بين في مغازى موسى بن عقبة وابن إسحاق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة ثنا أبي ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال ثم إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم تجهز غازيا يريد الشام فأذن في الناس بالخروج وأمرهم به في قيظ شديد في ليالي الخريف
فأبطأ عنه ناس كثير وهابوا الروم فخرج أهل الحسبة وتخلف المنافقون وحدثوا أنفسهم انه لا يرجع ابدا وثبطوا عنه من
أطاعهم وتخلف عنه رجال من المسلمين لأمر كان لهم فيه عذر - فذكر القصة قال وأتاه جد بن قيس وهو جالس في
المسجد معه نفر فقال يا رسول الله ائذن لي في القعود فانى ذو ضيعة وعلة بها عذر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجهز
فإنك موسر لعلك تحقب بعض بنات الأصفر فقال يا رسول الله ائذن لي ولا تفتني ببنات الأصفر فأنزل الله عز وجل فيه وفى
أصحابه (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين) عشر آيات يتبع بعضها
بعضا وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه وكان فيمن تخلف ابن عنمة أو عنمة من بنى عمرو بن عوف فقيل
له ما خلفك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخوض واللعب فأنزل الله عز وجل (1) وفيمن تخلف من المنافقين (ولئن
سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون) ثلاث آيات متتابعات -
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق ثنا عبد الواحد ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب
عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ان عبد الله بن كعب قائد كعب حين عمى من بنيه قال سمعت كعب بن
مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قال كعب بن مالك لم أتخلف عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط الا في غزوة تبوك غير أنى تخلفت عن غزوة بدر ولم يعاتب الله أحدا

(1) كأنه سقط - فيه - ح -
33

حين تخلف عنها إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عير قريش جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد
ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة وما أحب ان لي بها مشهد بدر وإن كانت أذكر في الناس
منها - كان من خبري حين تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك انى لم أكن قط أقوى ولا أيسر منى
حين تخلفت عنه في تلك الغزوة والله ما اجتمعت عندي قبلها راحلتان قط حتى جمعتهما تلك الغزوة ولم يكن رسول الله
صلى الله عليه وسلم يريد غزوة يغزوها الا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم
في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا وعدوا كثيرا فجلا للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم وأخبرهم بوجهه
الذي يريده والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير لا يجمعهم كتاب حافظ - يريد الديوان - قال كعب فما رجل
يريد ان يتغيب الا ظن أن سيخفى له ما لم ينزل فيه وحى من الله وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين
طابت الثمار والظلال فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه وطفقت اغدو لكي أتجهز معهم
ولم اقض شيئا وأقول في نفسي إني قادر على ذلك إذا أردته فلم يزل يتمادى بي حتى استجد بالناس الجد فأصبح رسول الله
صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه ولم اقض من جهازي شيئا فقلت أتجهز بعده يوما أو يومين ثم ألحقهم فغدوت
بعد أن فصلوا لاتجهز فرجعت ولم اقض شيئا ثم غدوت ثم رجعت ولم اقض شيئا فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا
وتفارط الغزو وهممت ان ارتحل فأدركهم وليتني فعلت فلم يقدر لي ذلك فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج
رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفت فيهم أحزنني أنى لا أرى الا رجلا مغموصا في النفاق أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء
فلم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوك قال وهو جالس في القوم بتبوك ما فعل كعب فقال رجل من بنى
سلمة يا رسول الله حبسه برداه ينظر في عطفيه فقال له معاذ بن جبل بئس ما قلت والله يا رسول الله ما علمنا الا خيرا
فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كعب فلما بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه قافلا من تبوك
حضرني همى وطفقت أتذكر الكذب وأقول بماذا اخرج من سخطه غدا وأستعين على ذلك بكل ذي رأى من أهلي
فلما قيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظل قادما زاح عنى الباطل وعرفت أنى لا اخرج منه ابدا بشئ فيه
كذب فأجمعت صدقه وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين
ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاء المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ويكل سرائرهم إلى الله عز وجل فجئته فلما سلمت عليه تبسم
تبسم المغضب ثم قال تعال فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال ما خلفك ألم تكن ابتعت ظهرك؟ فقلت بلى يا رسول الله
انى والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت ان سأخرج من سخطه بعذر فانى أعطيت جدلا ولكن والله لقد
علمت لئن حدثتك اليوم حديثا كاذبا ترضى به عنى ليوشكن الله ان يسخطك على ولئن حدثتك حديث صدق تجد على
فيه انى لأرجو عفو الله لا والله ما كان بي عذر والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر منى حين تخلفت عنك قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أما هذا فقد صدق قم حتى يقضى الله فيك فقمت وسار رجال من بنى سلمة فقالوا يا كعب والله
ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا عجزت ان لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر إليه
المخلفون قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك فوالله ما زالوا يؤنبوني حتى أردت ان ارجع
فاكذب نفسي ثم قلت هل لقى هذا معي أحد قالوا نعم رجلان قالا مثل ما قلت وقيل لهما مثل ما قيل لك فقلت من هما قالوا
مرارة بن الربيع العمرى وهلال بن أمية الواقفي فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة فمضيت حين
ذكروهما ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى
تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي اعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فاما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما واما انا فكنت
34

أشب القوم واجلدهم وكنت اخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف (1) فأسلم عليه فأقول في نفسي هل حرك شفتيه برد
السلام على أم لا ثم اصلى فأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلى فإذا التفت نحوه اعرض عنى حتى إذا طال
على ذلك من جفوة المسلمين تسورت جدار حائط أبى قتادة وهو ابن عمى وأحب الناس إلى فسلمت عليه فوالله ما رد على
السلام فقلت له يا أبا قتادة أنشدك الله هل تعلمني أحب الله ورسوله قال فسكت فعدت له فنشدته فسكت قال فعدت
له فناشدته الثالثة فقال الله ورسوله اعلم ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار قال فبينا انا أمشي بسوق
المدينة إذا نبطي من أنباط الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل على كعب بن مالك فطفق الناس يشيرون
له حتى إذا جاءني دفع إلى كتابا من ملك غسان وكنت كاتبا فإذا فيه - اما بعد فقد بلغني ان صاحبك قد جفاك
ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسيك فقلت حين قرأتها وهذا أيضا من البلاء فيممت به التنور فسجرته
بها حتى إذا مضت لنا أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك فقلت أطلقها ماذا افعل بها فقال لا بل اعتزلها فلا تقربنها وأرسل إلى صاحبي
بمثل ذلك فقلت لامرأتي الحقي باهلك فكوني عندهم حتى يقضى الله هذا الامر قال كعب فجاءت امرأة هلال بن أمية
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان هلال بن أمية شيخ ضائع ليست له خادم فهل تكره ان أخدمه قال
لا ولكن لا يقربنك قالت إنه والله ما به حركة إلى شئ وانه ما زال يبكى مذ كان من امره ما كان إلى يومى هذا فقال لي
بعض أهلي لو استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأتك كما اذن لهلال بن أمية تخدمه فقلت والله لا أستأذن
فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريني ما يقول لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان استأذنته فيها وانا رجل شاب
فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا فلما صليت
الفجر صبح خمسين ليلة وانا على ظهر بيت من بيوتنا فبينا انا جالس على الحال التي ذكر الله منا قد ضاقت على نفسي وضاقت
على الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أو في علي جبل سلع يا كعب بن مالك أبشر فخررت ساجدا وعرفت انه
قد جاء الفرج وأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروني وذهب
قبل صاحبي مبشرون وركض رجل إلى فرسا وسعى ساع من أسلم فأوفى على الجبل وكان الصوت أسرع إلى من
الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت ثوبي فكسوتهما إياه ببشراه ووالله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت
ثوبين فلبستهما وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئوني بالتوبة يقولون ليهنك توبة الله
عليك حتى دخلت المسجد فقام إلى طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني ما قام إلى رجل من المهاجرين غيره
ولا أنساها لطلحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور أبشر بخير يوم مر عليك مذ ولدتك أمك
قلت أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله قال لا بل من عند الله تبارك وتعالى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
بشر ببشارة يبرق وجهه حتى كأنه قطعة قمر ولذلك يعرف (2) ذلك منه فلما جلست بين يديه قلت يا رسول الله ان من توبتي
ان انخلع من مالي صدقة إلى الله عز وجل والى الرسول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك عليك بعض مالك فهو
خير لك فقلت فانى أمسك سهمي الذي بخيبر فقلت يا رسول الله إنما نجاني بالصدق وان من توبتي ان لا أحدث الا صدقا
ما بقيت فوالله ما اعلم أحدا من المسلمين ابتلاه الله في صدق الحديث مذ حدثت ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن
مما ابتلاني ما تعمدت مذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومى هذا كذبا وانى لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي
فأنزل الله على رسوله (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب
فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت

(1) زاد في البخاري - في الأسواق لا يكلمني أحد وآتى رسول الله صلى الله عليه وسلم - ح
(2) كذا وفي صحيح البخاري - قطعة قمر وكنا نعرف - ح -
35

عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله الا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وكونوا مع الصادقين) فوالله ما أنعم الله على من نعمة بعد أن هداني للاسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله
عليه وسلم يومئذ ان لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوه فان الله قال للذين كذبوه حين نزل الوحي شر ما قال
لاحد قال الله تبارك وتعالى (سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم انهم رجس ومأواهم جهنم
جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فان ترضوا عنهم فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين) قال كعب وكنا
تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وارجأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا حتى قضى الله فيه فبذلك قال الله تبارك وتعالى (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) وليس الذي
ذكر الله تخلفنا عن الغزو إنما هو تخليفه إيانا وارجاؤه أمرنا ممن حلف واعتذر فقبل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم -
رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ثنا أبو حاتم الرازي ثنا ابن أبي مريم
ثنا محمد بن جعفر أخبرني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رجالا من المنافقين في عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا ان يحمدوا بما لم يفعلوا
فنزلت فيهم (لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب) رواه
البخاري في الصحيح عن سعيد بن أبي مريم ورواه مسلم عن الحلواني وابن عسكر عن ابن أبي مريم (قال الشافعي رحمه الله)
فأظهر الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم اسرارهم وخبر السماعين لهم واتباعهم ان يفتنوا من معه بالكذب والارجاف
والتخذيل لهم فأخبر أنه كره انبعاثهم إذا كانوا على هذه النية فكان فيها ما دل على أن الله جل ثناؤه أمر أن يمنع من عرف
بما عرفوا به من أن يغزوا مع المسلمين لأنه لا ضرر عليهم ثم زاد في تأكيد بيان ذلك بقوله (فرح المخلفون بمقعدهم
خلاف رسول الله) قرأ إلى قوله (فاقعدوا مع الخالفين) -
(حدثنا) أبو الحسن العلوي ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن دلويه الدقاق ثنا أحمد بن الأزهر بن منيع ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر
عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليؤيد الدين
بالرجل الفاجر - أخرجاه في الصحيح من حديث عبد الرزاق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا معمر عن عمران بن حدير
عن عبد الملك بن عبيد قال قال عمر رضي الله عنه نستعين بقوة المنافقين واثمه عليهم - وهذا منقطع فان صح فإنما ورد في
منافقين لم يعرفوا بالتخذيل والارجاف والله أعلم -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا ابن نمير عن الأعمش عن سلمة بن كهيل
عن حبة بن جوين قال كنا مع سلمان رضي الله عنه في غزاة ونحن مصافوا العدو فقال من هؤلاء قالوا المشركون قال
من هؤلاء قالوا المؤمنون قال فقال هؤلاء المشركون وهؤلاء المؤمنون والمنافقون فيؤيد الله المؤمنين بقوة المنافقين
وينصر الله المنافقين بدعوة المؤمنين -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني أنبأ أبو الحسن الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد ثنا محمد بن بشار العبدي ثنا محمد بن جعفر
يعنى غندر ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن حذيفة رضي الله عنه قال إنكم ستعانون في غزوكم المنافقين -
باب ما جاء في الاستعانة بالمشركين
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني مالك
36

ابن انس عن الفضيل بن أبي عبد الله عن عبد الله بن نيار عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت لما خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة ففرح أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه فلما أدركه قال يا رسول الله جئت لاتبعك وأصيب معك فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم تؤمن بالله ورسوله؟ قال لا قال فارجع فلن استعين بمشرك قال ثم مضى حتى إذا كانت الشجرة أدركه الرجل
فقال له كما قال أول مرة (1) تؤمن بالله ورسوله؟ قال نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق - رواه مسلم في
الصحيح عن أبي الطاهر عن ابن وهب (قال الشافعي رحمه الله) لعله رده رجاء اسلامه وذلك واسع للامام وقد غزا بيهود
بنى قينقاع بعد بدر وشهد صفوان بن أمية حنينا بعد الفتح وصفوان مشرك (قال الشيخ رحمه الله) اما شهود صفوان بن
أمية معه حنينا وصفوان مشرك فإنه معروف بين أهل المغازي وقد مضى باسناده - واما غزوه بيهود قينقاع فانى لم أجده
الا من حديث الحسن بن عمارة وهو ضعيف عن الحكم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيهود قينقاع فرضخ لهم ولم يسهم لهم -
(وقد أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا يوسف بن عمرو المروزي
ثنا الفضل بن موسى السيناني عن محمد بن عمرو عن سعيد بن المنذر عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى إذا خلف ثنية الوداع إذا كتيبة قال من هؤلاء؟ قالوا بنى قينقاع وهو رهط عبد الله بن سلام
قال واسلموا؟ قالوا لا قال بل هم على دينهم قال قل لهم فليرجعوا فانا لا نستعين بالمشركين - وهذا الاسناد أصح -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا مكرم بن أحمد القاضي ثنا عبد الله بن روح المدائني ثنا يزيد بن هارون أنبأ المسلم بن
سعيد الثقفي عن خبيب بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته
فأتيته انا ورجل قبل أن نسلم فقلنا انا نستحي ان يشهد قومنا مشهدا فلا نشهده قال أسلمتما؟ قلنا لا قال فانا لا نستعين بالمشركين
على المشركين فأسلمنا وشهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت رجلا وضربني الرجل ضربة فتزوجت ابنته فكانت
تقول لا عدمت رجلا وشحك هذا الوشاح فقلت لا عدمت رجلا أعجل أباك إلى النار - جده خبيب بن يساف ويقال
أساف له صحبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا محمد بن أحمد بن زهير ثنا عبد الله بن هاشم عن وكيع عن الحسن بن
صالح عن الشيباني ان سعد بن مالك رضي الله عنه غزا بقوم من اليهود فرضخ لهم -
باب من يبدأ بجهاده من المشركين
قال الشافعي رحمه الله قال الله تبارك وتعالى (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار)
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال ثم إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم تهيأ للحرب فقام فيما أمر الله عز وجل من جهاد عدوه وقتال من أمره به ممن يليه من مشركي
العرب (قال الشافعي) فان اختلف حال العدو فكان بعضهم انكى من بعض أو أخوف من بعض فليبدأ الامام بالعدو
الا خوف أو الأنكى وإن كانت داره أبعد إن شاء الله وتكون هذه بمنزلة ضرورة - قال وقد بلغ النبي صلى الله عليه
وسلم عن الحارث بن أبي ضرار أنه يجمع له فأغار النبي صلى الله عليه وسلم وقربه عدو أقرب منه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني محمد بن يحيى

(1) زاد مسلم - فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أول مرة قال فارجع فلن استعين بمشرك قال ثم رجع فأدركه بالبيداء
فقال له كما قال أول مرة - ح -
37

ابن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة و عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه ان بنى المصطلق يجمعون له
وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية زوج النبي صلى الله عليه وسلم فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل
بالمريسيع ماء من مياه بنى المصطلق فأعدوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتزاحف الناس فاقتتلوا فهزم (الله بنى المصطلق
وقتل من قتل منهم ونفل - 1) رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءهم وأموالهم ونساءهم وأقام (2) عليه من ناحية قديد
إلى الساحل - قال ابن إسحاق غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة ست -
(أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالا أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي ثنا
يحيى بن يحيى أنبأ سليم بن اخضر عن ابن عون قال كتبت إلى نافع أسأله عن الدعاء قبل القتال قال فكتب إنما كان ذاك
في أول الاسلام قد أغار رسول الله صلى الله عليه وسلم على بنى المصطلق وهم غارون وانعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم
وسبى سبيهم وأصاب يومئذ أحسبه قال جويرية بنت الحارث حدثني بهذا الحديث عبد الله بن عمر وكان في ذلك الجيش -
رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى (قال الشافعي رحمه الله) وبلغه ان خالد بن سفيان بن نبيح يجمع له فأرسل ابن
أنيس فقتله وقربه عدو أقرب منه -
(أخبرناه) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن عمرو أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا محمد بن إسحاق عن
محمد بن جعفر عن ابن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن سفيان الهذلي وكان
نحو عرنة وعرفات فقال اذهب فاقتله قال فرأيته وحضرت صلاة العصر فقلت انى لأخاف أن يكون بيني وبينه ما ان أؤخر
الصلاة فانطلقت أمشي وانا اصلى اومى ايماء نحوه فلما دنوت منه قال لي من أنت؟ قلت رجل من العرب بلغني انك تجمع
لهذا الرجل فجئتك في ذاك قال إني لفى ذاك فمشيت معه ساعة حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برك (3) -
باب ما يبدأ به من سد أطراف المسلمين بالرجال
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا هشام بن علي ثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك
ثنا ليث بن سعد (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله (4) بن عبد الحكم أنبأ ابن
وهب أخبرني الليث بن سعد عن أيوب بن موسى القرشي عن مكحول عن شرحبيل عن سلمان الفارسي رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رابط يوما وليلة في سبيل الله كان له اجر صيام شهر وقيامه ومن مات مرابطا
اجرى له مثل الاجر واجري عليه الرزق وأومن الفتان - رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي الوليد
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا محمد أنبأ ابن وهب حدثني عبد الرحمن بن شريح عن عبد الكريم بن الحارث
عن أبي عبيدة بن عقبة عن شرحبيل بن السمط عن سلمان الخير رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه -
رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر عن ابن وهب -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هاشم بن
القاسم ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا
وما عليها وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن منير عن أبي
النضر هاشم -

(1) سقط من الأصل وزدناه من سيرة ابن هشام - ح
(2) كذا وفي السيرة بدل هذه الكلمة - فأفاءهم - ح -
(3) في سنن أبي داود - برد - ح
(4) من هنا يبتدئ الموجود من المجلد التاسع من النسخة النصيفية وعلامتها (ف) - ح -
38

(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عباس بن الفضل ثنا أبو الوليد ثنا ليث بن سعد ثنا أبو عقيل
زهرة بن معبد عن أبي صالح مولى عثمان قال سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه على المنبر يقول انى كنت كتمتكم حديثا
سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم كراهية تفرقكم عنى ثم بدا لي ان أحدثكموه ليختار امرؤ منكم لنفسه ما بدا له
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رباط يوم في سبيل الله خير من الف يوم فيما سواه من المنازل -
باب ما يفعله الامام من الحصون والخنادق
وكل أمر دفع (1) العدو قبل انتيابه
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ املاء وأبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكى قراءة قالا ثنا
محمد بن عمرو الحرشي أنبأ القعنبي ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال جاءنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ونحن نحفر الخندق وننقل التراب على أكتافنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا عيش الا عيش
الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار - رواه مسلم في الصحيح عن القعنبي ورواه البخاري عن قتيبة وغيره عن عبد العزيز
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو يعلى ثنا جعفر بن مهران ثنا عبد الوارث بن
سعيد ثنا عبد العزيز بن صهيب عن انس رضي الله عنه قال كان المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة
وينقلون التراب على متونهم ويقولون -
نحن الذين بايعوا محمدا * على الاسلام ما بقينا ابدا
قال ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجيبهم -
اللهم لا خير الا خير الآخرة * فبارك في الأنصار والمهاجرة
قال ويؤتون بملء جفنتين شعير فيصغ لهم اهالة سنخة وهي بشعة في الحلق ولها ريح منكرة فيوضع بين يدي القوم (رواه
البخاري في الصحيح عن أبي نعيم عن عبد الوارث - 2)
باب ما يجب على الامام من الغزو بنفسه
أو بسراياه في كل عام
على حسن النظر للمسلمين حتى لا يكون الجهاد معطلا في عام الامن عذر
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ حاجب بن أحمد الطوسي ثنا عبد الرحيم بن منيب ثنا جرير بن عبد الحميد (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه الا ايمانا به وتصديقا (3)
برسوله ان يدخله الجنة أو يرجعه إذا رجع إلى منزله نائلا ما نال من اجرأ وغنيمة والذي نفسي بيده لولا أن أشق على أمتي
ما تخلفت خلاف سرية تغزو في سبيل الله - رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن جرير -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا
محمد بن إسحاق الصغاني ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة - رواه مسلم في

(1) ف - دافع -
(2) من ف -
(3) كذا
39

الصحيح عن هارون بن عبد الله وغيره عن حجاج بن محمد -
باب الامام يغزى من أهل دار من المسلمين بعضهم
ويخلف منهم في دارهم من يمنع دارهم
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن الحكم
عن مصعب بن سعد عن سعد رضي الله عنه قال خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه
في غزوة تبوك فقال يا رسول الله أتخلفني والنساء والصبيان؟ فقال أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى
غير أنه لا نبي بعدى - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث شعبة -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن أبي
مريم أنبأ الدراوردي حدثني خثيم بن عراك بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فاستخلف سباع بن عرفطة على المدينة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن ابن
إسحاق حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
لسفره إلى مكة عام الفتح واستعمل على المدينة ابارهم كلثوم بن الحصين بن عبيد بن خلف الغفاري -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني عمرو
ابن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن يزيد بن أبي سعيد مولى المهري عن أبيه عن أبي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعث إلى بنى لحيان وقال ليخرج من كل رجلين رجل ثم قال للقاعد (1) أيكم خلف الخارج في أهله وماله
بخير كان له مثل نصف اجر الخارج - رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور عن ابن وهب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا روح ثنا حسين المعلم عن يحيى بن أبي
كثير (ح وأخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حرب بن شداد عن
يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سعيد المهري (2) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث
بعثا إلى بنى لحيان من هذيل قال لينبعث من كل رجلين أحدهما والاجر بينهما - أخرجه مسلم في الصحيح من أوجه عن يحيى
ومن حديث عبد الوارث عن حسين المعلم -
باب ما على الوالي من أمر الجيش
(قال الشافعي) رحمه الله ولا ينبغي ان يولى الامام الغزو الا ثقة في دينه شجاعا ببدنه حسن الأناة عاقلا للحرب بصيرا بها
غير عجل ولا نزق ويتقدم إليه ان لا يحمل المسلمين على مهلكة بحال
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد الفقيه ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا محمد بن عباد المكي (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد قالا ثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد قال
سمعت سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات وخرجت فيما يبعث من
البعوث سبع مرات علينا مرة أبو بكر ومرة علينا أسامة بن زيد - لفظ حديث قتيبة وقال محمد في الثانية تسع غزوات -
رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد ورواه مسلم عن محمد بن عباد المكي -
(وأخبرنا) أبو الحسن بن أبي المعروف الأسفرائيني بها أنبأ أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي أنبأ أبو مسلم الكجي ثنا

(1) كذا
(2) ف - مولى المهري -
40

أبو عاصم عن يزيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات ومع زيد
ابن حارثة تسع غزوات كان يؤمره علينا - رواه البخاري في الصحيح عن أبي عاصم -
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ املاء وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أحمد بن
عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن المنذر بن ثعلبة عن عبد الله بن يزيد رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو
ابن العاص في سرية فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فلما انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو أن لا ينوروا نارا فغضب
عمر وهم ان يأتيه فنهاه أبو بكر وأخبره انه لم يستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك الا لعلمه بالحرب فهدأ عنه عمر
رضي الله عنه -
(أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا عبد الرحمن بن محمد بن
منصور ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن أبي المليح ان عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار رضي الله عنه في مرضه
فقال له معقل رضي الله عنه انى محدثك بحديث لولا انى في الموت لم أحدثك به سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
مامن أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم ولا ينصح الا لم يدخل معهم الجنة - رواه مسلم في الصحيح عن أبي غسان وغيره
عن معاذ بن هشام -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن نصر الامام ثنا شيبان بن فروخ ثنا أبو الأشهب عن
الحسن قال عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار المزني في مرضه الذي مات فيه فقال معقل انى محدثك حديثا سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - لو علمت أن بي حياة ما حدثتك انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مامن
عبد يسترعيه رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة - رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن
فروخ ورواه البخاري عن أبي نعيم عن أبي الأشهب (وروينا) في الحديث الثابت عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين
خيرا -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبيه قال
كنا مع جرير بن عبد الله في غزوة فأصابتنا مخمصة فكتب جرير إلى معاوية رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول من لا يرحم الناس لا يرحمه الله، قال وكتب معاوية ان يقفلوا قال ومتعهم، قال أبو إسحاق فانا أدركت قطيفة
مما متعهم -
(حدثنا) أبو عبد الله محمد بن يوسف الأصبهاني املاء أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد
الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير بن مطعم قال قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يرحم الله من لا يرحم الناس - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة
وغيره عن ابن عيينة -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران العبدي ثنا سفيان
ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس مولى لعبد الله بن عمرو بن العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن (1) ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن عاصم الأحول عن أبي
عثمان النهدي قال استعمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا من بنى أسد على عمل فجاء يأخذ عهده قال فأتى عمر
رضي الله عنه ببعض ولده فقبله قال أتقبل هذا ما قبلت ولدا قط فقال عمر فأنت بالناس أقل رحمة هات عهدنا لا تعمل لي

(1) ف - يرحمهم الله -
41

عملا ابدا -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عبد الله بن محمد بن
أسماء ثنا مهدي بن ميمون ثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي فراس قال شهدت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو
يخطب الناس فقال يا أيها الناس انه قد اتى على زمان وانا (1) أرى ان من قرأ القرآن يريد به الله وما عنده فيخيل إلى بأخرة
ان قوما قرأوه يريدون به الناس ويريدون به الدنيا ألا فأريد والله بقراءتكم ألا فأريدوا لله باعمالكم ألا إنما كنا نعرفكم إذ
يتنزل الوحي وإذ النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وإذ نبأنا الله من اخباركم فقد انقطع الوحي وذهب النبي صلى الله عليه وسلم
فإنما نعرفكم بما أقول لكم، ألا من رأينا منه خيرا ظننا به خيرا وأحببناه عليه ومن رأينا منه شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه،
سرائركم بينكم وبين ربكم ألا إنما ابعث عمالي ليعلموكم دينكم وليعلموكم سنتكم ولا ابعثهم ليضربوا ظهوركم ولا ليأخذوا
أموالكم ألا فمن رابه شئ من ذلك فليرفعه إلى فوالذي نفس عمر بيده لأقصن منه - فقام عمرو بن العاص فقال يا أمير
المؤمنين ان بعثت عاملا من عمالك فأدب رجلا من أهل رعيته فضربه انك لمقصه منه؟ قال نعم والذي نفس عمر بيده لأقصن
منه وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه، ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم
ولا تجمروهم فتفتنوهم ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أخبرني الثقفي
عن حميد عن موسى بن انس عن انس بن مالك ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأله إذا حاصرتم المدينة كيف تصنعون
قال نبعث الرجل إلى المدينة ونصنع له هنة (2) من جلود قال أرأيت ان رمى بحجر قال إذا يقتل قال فلا تفعلوا فوالذي
نفسي بيده ما يسرني ان تفتتحوا مدينة فيها أربعة آلاف مقاتل بتضييع رجل مسلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا (3) أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ويحيى بن أبي طالب قالا ثنا يزيد بن
هارون أنبأ محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن أبيه قال أصاب الناس سنة غلا فيها السمن فكان عمر رضي الله عنه يأكل
الزيت فيقرقر (بطنه وفى رواية يحيى قال كان عمر رضي الله عنه يأكله فلما قل قال لا آكله حتى يأكله الناس قال فكان
يأكل الزيت فيقرقر بطنه - 4) قال ابن مكرم في روايته فقال قرقر ما شئت فوالله لا آكل (5) السمن حتى يأكله الناس
ثم قال لي اسكر حره عنى بالنار فكنت أطبخه له فيأكله -
(حدثنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن طاوس وعكرمة
ابن خالد أن حفصة وابن مطيع و عبد الله بن عمر كلموا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا لو أكلت طعاما طيبا كان أقوى
لك على الحق قال أكلكم على هذا الرأي؟ قالوا نعم قال قد علمت أنه ليس منكم الا ناصح ولكن تركت صاحبي على جادة
فان تركت جادتهما لم أدركهما في المنزل، قال وأصاب الناس سنة فما اكل عامئذ سمنا ولا سمينا حتى أحيا الناس -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبد الله هو ابن يزيد
الهذلي قال سمعت السائب بن يزيد يقول لما كانت الرمادة أصاب الناس جوعا شديدا (6) فلما كان ذات يوم ركب عمر
ابن الخطاب رضي الله عنه دابة له فرأى في روثها شعيرا فقال والله لا اركبها حتى يحسن حال الناس -
(وروينا) عن أبي عثمان النهدي ان عتبة بن فرقد بعث إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه من آذربيجان بخبيص فقال عمر
رضي الله عنه أيشبع المسلمون في رحالهم من هذا؟ فقال الرسول اللهم لا فقال عمر رضي الله عنه لا أريده وكتب إلى عتبة
أما بعد فإنه ليس من كدك ولامن كد أبيك ولا من كد أمك فأشبع من قبلك من المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك -

(1) ف - وانى
(2) في مد - سا - وفي ف - هتنا - وفي مسند الشافعي هنة - ح
(3) ف - أنبأ
(4) سقط من مد
(5) ف لا تأكل
(6) كذا في النسخ -
42

أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا إسماعيل بن أحمد الجرجاني أنبأ أبو يعلى الموصلي ثنا أبو خيثمة ثنا جرير عن عاصم الأحول
عن أبي عثمان - فذكره -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا محمد بن سلمة الواسطي ثنا وهب بن جرير ثنا أبي
قال سمعت حرملة المصري يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة قال دخلت على عائشة رضي الله عنها فقالت ممن أنت؟ قلت
من أهل مصر قالت كيف وجدتم ابن حديج في غزاتكم هذه قلت خير أمير ما ينفق لرجل منا فرس ولا بعير الا ابدل له مكانه
بعيرا ولا غلام الا ابدل له مكانه غلاما فقالت إنه لا يمنعني قتله اخى أن أحدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول اللهم من ولى من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ومن شق عليهم فاشقق عليه (وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ (أخبرني
أبو أحمد الحافظ - 1) أنبأ محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا علي بن حسان العطار ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا جرير بن حازم قال
سمعت حرملة المصري يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي الله صلى الله عليه وسلم نحوه - رواه
مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم عن عبد الرحمن بن مهدي -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني املاء أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد
الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي العباس عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يعنى حين حاصر أهل الطائف فلم ينل منهم شيئا إنا قافلون غدا إن شاء الله فقال المسلمون كيف نذهب ولم نفتح فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاغدوا للقتال فغدوا عليهم فأصابتهم جراحة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
انا قافلون غدا فأعجبهم ذلك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم - رواه البخاري في الصحيح عن علي بن المديني
ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن ابن عيينة -
باب من تبرع بالتعرض للقتل رجاء إحدى الحسنيين
(قال الشافعي) رحمه الله قد بورز بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمل رجل من الأنصار حاسرا على جماعة من
المشركين يوم بدر بعد اعلام النبي صلى الله عليه وسلم إياه بما في ذلك من الخير فقتل (قال الشيخ) هو عوف بن عفراء
فيما ذكره (ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة وذلك مع ذكر من بارز بين يديه يرد في موضعه - 2) إن شاء الله -
(وقد أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا
محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو النضر ثنا سليمان يعنى ابن المغيرة عن ثابت عن انس بن مالك رضي الله عنه - فذكر شيئا من قصة
بدر قال فدنا المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض (قال يقول عمير بن
الحمام الأنصاري يا رسول الله عرضها السماوات والأرض؟ - 3)
فقال نعم قال بخ بخ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما يحملك على قولك بخ بخ قال لا والله يا رسول الله الا رجاء ان أكون من أهلها قال فإنك من أهلها قال فأخرج تمرات
من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال لئن انا حييت حتى آكل من تمراتي هذه انها لحياة طويلة قال فرمى بما كان معه من
التمر ثم قاتلهم حتى قتل - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي النضر وغيره عن أبي النضر -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان عن عمرو سمع جابر بن عبد الله
رضي الله عنه يقول قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد أرأيت ان قتلت يا رسول الله أين انا؟ قال في الجنة فألقى
تميرات كن في يده ثم قاتل حتى قتل - أخرجاه في الصحيح من حديث سفيان -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي أنبأ الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عبد الله بن

(1) من ف
(2) سقط من ف
(3) من ف -
43

بكر ثنا حميد عن انس رضي الله عنه ان النضر بن انس عم انس بن مالك غاب عن قتال بدر فلما قدم قال غبت عن أول قتال
قاتله رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين لئن اشهدني الله قتالا ليرين الله ما اصنع فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون
فقال اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء يعنى المشركين وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعنى المسلمين ثم مشى بسيفه فلقيه سعد
ابن معاذ فقال أي سعد والذي نفسي بيده انى لأجد ريح الجنة دون أحد واها لريح الجنة! قال سعد فما استطعت يا رسول الله
ما صنع فوجدناه بين القتلى وبه بضع وثمانون جراحة من ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم وقد مثلوا به حتى عرفته
أخته ببنانه، قال انس كنا نقول أنزلت هذه الآية (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) فيه وفى أصحابه - كذا
في كتابي والصواب انس بن النضر - أخرجه البخاري في الصحيح من أوجه عن حميد وأخرجه مسلم من حديث ثابت
عن انس رضي الله عنه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن محمد بن محمد بن الخطاب بن عمر الأنصاري ببغداد أنبأ الحسن بن علي بن
شبيب المعمري املاء ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد وثابت عن انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي
صلى الله عليه وسلم أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش فلما رهقوه قال من يردهم عنا وله الجنة أو هو
رفيقي في الجنة فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل ثم رهقوه أيضا فقال من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة
فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبه
ما انصفنا أصحابنا - رواه مسلم في الصحيح عن هداب بن خالد -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن عثمان أنبأ عبد الله
هو ابن المبارك أنبأ عبيد الله بن الوازع قال سمعت أيوب السختياني يحدث عن بعض بنى انس بن مالك - قال عبيد الله أراه
ثمامة بن عبد الله بن انس - عن انس بن مالك رضي الله عنه قال مررت يوم اليمامة بثابت بن قيس بن شماس وهو يتحنط
فقلت يا عم أما ترى ما يلقى المسلمون؟ أي وأنت ههنا قال فتبسم ثم قال الآن يا ابن أخي فلبس سلاحه وركب فرسه حتى اتى
الصف فقال أف لهؤلاء ولما يصنعون وقال للعدو أف لهؤلاء ولما يعبدون خلوا عن سبيله أو قال سننه يعنى فرسه حتى اصلى
بحرها فحمل فقاتل حتى قتل -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا ابن عثمان أنبأ عبد الله أنبأ جعفر بن سليمان
عن ثابت البناني ان عكرمة بن أبي جهل ترجل يوم كذا فقال له خالد بن الوليد لا تفعل فان قتلك على المسلمين شديد
فقال خل عنى يا خالد فإنه قد كانت لك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقة وانى وأبى كنا من أشد الناس على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فمشى حتى قتل -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن الجهم ثنا حجاج بن محمد
الأعور أخبرني السرى بن يحيى عن محمد بن سيرين ان المسلمين انتهوا إلى حائط قد أغلق بابه فيه رجال من المشركين
فجلس البراء بن مالك رضي الله عنه على ترس فقال ارفعوني برماحكم فألقوني إليهم فرفعوه برماحهم فألقوه من وراء
الحائط فأدركوه قد قتل منهم عشرة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا أبو عبد الله محمد بن نصر الامام ثنا يحيى بن يحيى أنبأ جعفر بن
سليمان ثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه انه كان بحضرة العدو قال فسمعته يقول سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول الجنة تحت ظلال السيوف قال فقام رجل رث الهيئة فقال يا أبا موسى أنت سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال اللهم نعم قال فرجع إلى أصحابه فسلم عليهم ثم كسر جفن سيفه وشد على العدو ثم قاتل
حتى قتل -
44

باب ما جاء في قول الله عز وجل وأنفقوا في سبيل الله
ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد ين يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا سعيد
ابن عامر عن شعبة عن سليمان عن أبي وائل قال قال حذيفة رضي الله عنه في قول الله عز وجل (ولا تلقوا بأيديكم إلى
التهلكة) في النفقة - أخرجه البخاري من حديث النضر بن شميل عن شعبة (وقال غيره) عن الأعمش في هذا قال هو ترك
النفقة في سبيل الله -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن الفضل الصائغ ثنا آدم
ابن أبي اياس ثنا شيبان عن منصور بن المعتمر عن أبي صالح مولى أم هانئ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (وأنفقوا
في سبيل الله) الآية قال يقول لا يقولن أحدكم لا أجد شيئا ان لم يجد الا مشقصا فليجهز به في سبيل الله (ولا تلقوا بأيديكم
إلى التهلكة) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو عبد الرحمن
المقرى عن حياة بن شريح أنبأ يزيد بن أبي حبيب حدثني أسلم أبو عمران قال كنا بالقسطنطينية وعلى أهل مصر عقبة بن
عامر وعلى أهل الشام رجل - يريد فضالة بن عبيد - فخرج من المدينة صف عظيم من الروم فصففنا لهم فحمل رجل من
المسلمين على الروم حتى دخل فيهم ثم خرج علينا فصاح الناس إليه فقالوا سبحان الله القى بيده إلى التهلكة فقام أبو أيوب
الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس انكم لتأولون هذه الآية على هذا التأويل إنما أنزلت هذه
الآية فينا معشر الأنصار انا لما أعز الله دينه وكثر ناصروه فقلنا فيما بيننا بعضنا لبعض سرا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
أموالنا قد ضاعت فلو أقمنا فيها قد اصلحنا (1) ما ضاع منها فأنزل الله عز وجل يرد علينا ما هممنا به فقال (وأنفقوا في سبيل الله
ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) فكانت التهلكة في الإقامة التي أردنا ان نقيم في أموالنا نصلحها فأمرنا بالغزو فما زال أبو أيوب
رضي الله عنه غازيا في سبيل الله حتى قبضه الله عز وجل -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد قالا ثنا أبو العباس ثنا إبراهيم ثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن أبي إسحاق قال قال
رجل للبراء رضي الله عنه أحمل على الكتيبة بالسيف في ألف من التهلكة ذاك؟ قال لا إنما التهلكة ان يذنب الرجل
الذنب ثم يلقى بيديه ثم يقول لا يغفر لي -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا أحمد بن الفضل العسقلاني ثنا آدم ثنا
حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير رضي الله عنه (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) قال يقول إذا أذنب
أحدكم فلا يلقين بيده إلى التهلكة ولا يقولن لا توبة لي ولكن ليستغفر الله وليتب إليه فان الله غفور رحيم -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا إسماعيل بن

(1) ف - فيها فأصلحنا -
45

أبى خالد عن قيس هو ابن أبي حازم عن مدرك بن عوف الأحمسي انه كان جالسا عند عمر رضي الله عنه فذكروا رجلا شرى
نفسه يوم نهاوند فقال ذاك والله يا أمير المؤمنين خالي زعم الناس انه القى بيديه (1) إلى التهلكة فقال عمر رضي الله عنه
كذب أولئك بل هو من الذين اشتروا الآخرة بالدنيا - كذا في رواية يعلى -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا ابن عثمان أنبأ عبد الله أنبأ إسماعيل بن أبي
خالد عن قيس بن أبي حازم عن حصين بن عوف قال لما أخبر عمر بقتل النعمان بن مقرن وقيل أصيب فلان وفلان وآخرون
لا نعرفهم قال ولكن الله يعرفهم قال ورجل شرى نفسه فقال رجل من أحمس يقال له مالك بن عوف ذاك خالي يا أمير
المؤمنين زعم ناس انه القى بيده إلى التهلكة فقال عمر كذب أولئك بل هو من الذين اشتروا الآخرة بالدنيا قال قيس
والمقتول عوف بن أبي حميد وهو أبو شبل (2) قال يعقوب مالك أشبه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي (ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ
محمد بن بكر ثنا أبو داود قالا ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة أنبأ عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا عز وجل من رجل غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه
فعلم ما عليه فرجع حتى أهريق دمه فيقول الله عز وجل لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي
حتى أهريق دمه -
باب الاختيار في التحرز
(أخبرنا) أبو عبد الله حدثني أبو أحمد بن الحسن (3) ثنا محمد بن المسيب بن إسحاق حدثني إسحاق بن شاهين ثنا خالد بن
عبد الله عن خالد يعنى الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة له يوم بدر
أنشدك عهدك ووعدك اللهم ان شئت لم تعبد بعد هذا اليوم ابدا فأخذ أبو بكر رضي الله عنه بيده فقال حسبك يا رسول الله
فقد ألححت على ربك وهو في الدرع فخرج وهو يقول (سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة
أدهى وأمر) رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن شاهين -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ املاء وقراءة ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن
إسحاق قال فحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده عن الزبير رضي الله عنه قال فرأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم حين ذهب لينهض إلى الصخرة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ظاهر بين درعين فلم يستطع ان ينهض
إليها فجلس طلحة بن عبيد الله تحته فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استوى عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أوجب طلحة -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا يحيى بن الربيع المكي ثنا سفيان عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن
يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر يوم أحد بين درعين -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا محمد بن غالب حدثني إبراهيم بن بشار الرمادي أبو إسحاق ثنا سفيان
وهو ابن عيينة عن يزيد بن خصيفة عن السائب قال إبراهيم وجدت في كتابي عن رجل من بنى تيم عن طلحة بن عبيد الله

(1) ف - بنفسه
(2) ف - عوف بن أبي حيية وهو أبوشل - وفي الإصابة عوف بن أبي حيي وهو أبو شبيل - ح -
(3) ف - ابن أبي الحسن -
46

رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم ظاهر بين درعين يوم أحد (ورواه) بشر بن السرى عن سفيان بن عيينة عن
يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عمن حدثه عن طلحة بن عبيد الله -
(أخبرناه) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إبراهيم بن الهيثم ثنا عبد الاعلى بن حماد ثنا بشر بن السرى - فذكره -
باب النفير وما يستدل به على أن الجهاد فرض على الكفاية
قال الله جل ثناؤه (لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم
فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد بن زياد ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا حجاج عن ابن جريج
حدثني عبد الكريم انه سمع مقسم (1) مولى عبد الله بن الحارث يحدث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال (لا يستوى القاعدون
من المؤمنين) عن بدر والخارجون إلى بدر لما نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش الأسدي و عبد الله بن شريح أو شريح
ابن مالك بن ربيعة بن ضباب وهو ابن أم مكتوم انا عميان يا رسول الله فهل لنا رخصة فنزل (لا يستوى القاعدون من المؤمنين
غير أولى الضرر... فضل الله المجاهدين... على القاعدين درجة) فهؤلاء القاعدون غير أولى الضرر (وفضل الله المجاهدين
على القاعدين اجرا عظيما درجات منه) القاعدين من المؤمنين غير أولى الضرر - اخرج البخاري في الصحيح أول الحديث
دون سياقته من وجهين آخرين عن ابن جريج (قال الشافعي رحمه الله) وبين إذ وعد الله القاعدين غير أولى الضرر الحسنى
انهم لا يأثمون بالتخلف وأبان الله جل ثناؤه في قوله في النفير حين أمر بالنفير (انفروا خفافا وثقالا) وقال (إلا تنفروا يعذبكم
عذابا أليما) وقال (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة) فأعلمهم ان فرضه الجهاد على الكفاية
من المجاهدين وأبان ان لو تخلفوا معا اثموا معا بالتخلف بقوله تعالى (إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما) -
(أخبرنا) أبو علي الروذباي أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن محمد المروزي حدثني علي بن الحسين عن أبيه يزيد
النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما (إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما) (وما كان لأهل المدينة ومن حولهم من
الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله) إلى قوله (يعلمون) نسخها (2) بالآية التي تليها (وما كان المؤمنون لينفروا كافة) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا معاوية
ابن عمرو عن أبي إسحاق عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال الله تبارك وتعالى (خذوا حذركم
فانفروا ثبات) عصبا (أو انفروا جميعا) وقال (انفروا خفافا وثقالا) وقال (إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما) ثم نسخ هذه الآيات
فقال (وما كان المؤمنون لينفروا كافة) قال فتغزو طائفة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقيم طائفة قال فالماكثون مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين يتفقهون في الدين وينذرون قومهم إذا رجعوا إليهم من الغزو لعلهم يحذرون
ما نزل الله من كتابه وفرائضه وحدوده -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني رجل
وعمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا - رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن

(1) كذا
(2) ف - نسخها الله -
47

منصور وأبى الطاهر عن ابن وهب وأخرجه البخاري كما مضى -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد (بن منصور ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن
يزيد بن أبي حبيب عن يزيد بن أبي سعيد - 1) مولى المهري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعث إلى بنى لحيان وقال ليخرج من كل رجلين رجل ثم قال للقاعد (2) أيكم خلف الخارج في أهله وماله
بخير كان له مثل نصف اجر الخارج - رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ الحسن بن حليم بمرو أنبأ أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله (ح قال وحدثنا) أبو بكر بن
إسحاق أنبأ الحسن بن سفيان ثنا حبان أنبأ عبد الله أنبأ وهيب بن الورد (3) أخبرني عمر بن محمد بن المنكدر عن سمى عن أبي
صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات ولم يغزو لم يحدث نفسه بغزو مات على
شعبة من النفاق - رواه مسلم في الصحيح عن (محمد بن - 4) عبد الرحمن بن سهم عن عبد الله بن المبارك -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عمرو بن عثمان وقرأته على يزيد بن عبد ربه الجرجسي قالا ثنا
الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث عن القاسم أبى عبد الرحمن عن أبي أمامة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يغز
أو لم يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير اصابه الله بقارعة - قال يزيد في حديثه قبل يوم القيامة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا زيد بن الحباب ثنا عبد المؤمن
ابن خالد الحنفي ثنا نجدة بن نفيع عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استنفر حيا من العرب
فتثاقلوا فنزلت (إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما) قال كان عذابهم حبس المطر عنهم -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري
عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الجهاد فلم يفضل عليه شيئا الا المكتوبة -
هذا يدل على أنه فرض على الكفاية حيث فضل عليه المكتوبة بعينها والله أعلم -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبيد بن شريك ثنا أبو صالح الفراء ثنا أبو إسحاق الفزاري عن
عبد الله بن عون قال كتبت إلى نافع أسأله ما اقعد ابن عمر عن الغزو قال فكتب إلى أن ابن عمر كان يغزى ولده ويحمل
على الظهر وما اقعده عن الغزو الا وصايا عمر وصبيان صغار وان ابن عمر كان يغزى ولده ويحمل على الظهر ويرى الجهاد
في سبيل الله أفضل الأعمال بعد الصلاة -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي ثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي ثنا معبد بن
خالد الخزاعي حدثني عبد الله بن الفضل ثنا عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه - قال أبو داود رفعه

(1) سقط من مد
(2) كذا
(3) في النسخ أنبأ عبد الله أنبأ ابن وهيب بن الورد - وهو خطأ كما يعلم من مراجعة صحيح
مسلم وتهذيب التهذيب - ح
(4) سقط من النسخ وزدناه من صحيح مسلم وهو محمد بن عبد الرحمن بن حكيم بن سهم
كما في تهذيب التهذيب - ح -
48

الحسن بن علي - قال يجزى عن الجماعة إذا مروا ان يسلم أحدهم ويجزى عن الجلوس ان يرد أحدهم -
جماع أبواب السير
باب السيرة في المشركين عبدة الأوثان
قال الله جل ثناؤه (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) الآيتين
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا علي بن محمد بن عيسى أنبأ أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري
أخبرني سعيد بن المسيب ان أبا هريرة رضي الله عنه أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت ان أقاتل الناس
حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم منى نفسه وماله الا بحقه وحسابه على الله - رواه البخاري عن أبي
اليمان وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الزهري -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن محمد ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن
مغيرة عن الشعبي عن محرر بن أبي هريرة عن أبيه قال كنت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث بعثه رسول الله
صلى الله عليه وسلم ببراءة إلى المشركين وكنت أنادى حتى صحل صوتي قلت يا أبى باي شئ كنت تنادى قال أمرنا ان
ننادى انه لا يدخل الجنة الا مؤمن ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله إلى أربعة أشهر فإذا مضت
الأربعة أشهر فان الله برئ من المشركين ورسوله ولا يطوفن بالكعبة (1) بعد العام مشرك أو بعد اليوم مشرك -
باب السيرة في أهل الكتاب
قال الله جل ثناؤه (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق
من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران بن خالد الأصبهاني ثنا عبيد الله بن
موسى أنبأ سفيان (ح وأخبرنا) أبو عبد الله قال وحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن
آدم ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث
أميرا على جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خير اثم قال اغزوا باسم الله وفى سبيل الله قاتلوا
من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى
ثلاث خصال أو خلال فأيتهم (2) أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم من (3) التحول من دارهم إلى دار المهاجرين
وأخبرهم إن هم فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فان هم أبوا أن يتحولوا من دارهم إلى دار المهاجرين
فأخبرهم أنهم يكونون كاعراب المسلمين يجرى عليهم حكم الله الذي يجرى على العرب ولا يكون لهم من الفئ ولا من
الغنيمة شئ الا ان يجاهدوا مع المسلمين فان هم أبوا فسلهم اعطاء الجزية فان فعلوا فكف عنهم فان هم أبوا فاستعن بالله
وقاتلهم - وذكر باقي الحديث وتمام الحديث يرد إن شاء الله - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن يحيى
ابن آدم -

(1) زاد في مد - عريان - كذا
(2) ف - فأيتهم ما - وفي صحيح مسلم فأيتهن ما - وهو الصواب - ح
(3) كذا - وفي صحيح مسلم - إلى وهو الصواب - ح -
49

باب السلب للقاتل
وقد مضت الاخبار فيه في كتاب قسم الفئ والغنيمة ونحن نذكر ههنا طرفا منها إن شاء الله
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد (ح وأنبأ) أبو عمرو محمد بن
عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني حسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن يحيى بن سعيد عن عمر بن
كثير عن أبي محمد مولى أبى قتادة (عن أبي قتادة - 1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين من أقام بينة على
قتيل فله سلبه فقمت لالتمس بينة على قتيلي فلم أر أحدا يشهد لي فجلست ثم بدا لي فذكرت امره لرسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال رجل من جلسائه سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي قال فأرضه منه قال أبو بكر رضي الله عنه كلا لا يعطه
أصيبغ من قريش ويدع أسدا من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله قال فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأداه إلى فاشتريت
منه خرافا فكان أول مال تأثلته - وقال أبو عمرو في روايته - فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأداه إلى - رواه البخاري
ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد على اللفظ الأول ثم قال البخاري قال عبد الله عن الليث فقام النبي صلى الله عليه وسلم
فأداه إلى -
باب الغنيمة لمن شهد الوقعة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي
قال معلوم عند غير واحد ممن لقيت من أهل العلم بالردة ان أبا بكر رضي الله عنه قال إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة
(وبهذا الاسناد) قال قال الشافعي حكاية عن أبي يوسف عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ان أبا بكر الصديق
رضي الله عنه بعث عكرمة بن أبي جهل في خمسمائة من المسلمين مددا لزياد بن لبيد وللمهاجر بن أبي أمية فوافقهم الجند
قد افتتحوا النجير باليمين فأشركهم زياد بن لبيد وهو ممن شهد بدرا في الغنيمة (قال الشافعي) رحمه الله فان زيادا كتب
فيه إلى أبى بكر رضي الله عنه وكتب أبو بكر رضي الله عنه إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة ولم ير لعكرمة شيئا لأنه لم يشهد الوقعة
فكلم زياد أصحابه فطابوا أنفسا بأن أشركوا عكرمة وأصحابه متطوعين عليهم وهذا قولنا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا شعبة ثنا قيس بن مسلم قال
سمعت طارق بن شهاب يقول إن أهل البصرة غزوا أهل نهاوند فأمدوهم باهل الكوفة وعليهم عمار بن ياسر فقدموا عليهم
بعد ما ظهروا على العدو فطلب أهل الكوفة الغنيمة وأراد أهل البصرة ان لا يقسموا لأهل الكوفة من الغنيمة فقال رجل
من بنى تميم لعمار بن ياسر أيها الأجدع تريد أن تشاركنا في غنائمنا قال وكانت اذن عمار جدعت مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم فكتبوا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب إليهم عمر إن الغنيمة لمن شهد الوقعة -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا وكيع عن شعبة عن قيس بن
مسلم عن طارق بن شهاب الأحمسي قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان الغنيمة لمن شهد الوقعة - هذا هو الصحيح
عن عمر رضي الله عنه -
(واما الذي أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي حكاية
عن أبي يوسف عن المجالد عن عامر وزياد بن علاقة ان عمر رضي الله عنه كتب إلى سعد بن أبي وقاص قد أمددتك
بقوم فمن اتاك منهم قبل ان تتفقأ القتلى فأشركه في الغنيمة (قال الشافعي رحمه الله) فهذا غير ثابت عن عمر ولو ثبت
عنه كنا أسرع إلى قبوله منه ثم ذكر مخالفة أبى يوسف حديث عمر هذا (قال الشيخ) وهو منقطع ورواية (2) مجالد
وهو ضعيف وحديث طارق بن شهاب اسناده صحيح لاشك فيه والله أعلم - (قال الشافعي رحمه الله) وقد روى عن النبي

(1) سقط من النسخ وأثبتناه من الصحيحين - ح -
(2) كذا - ح -
50

صلى الله عليه وسلم شئ يثبت في معنى ما روى عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لا يحضرني حفظه (قال الشيخ) إنما أراد
والله أعلم حديث أبي هريرة في قصة أبان بن سعيد بن العاص حين وقع مع أصحابه على النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر بعد أن
فتحها ولم يقسم لهم وقد مضى ذلك بأسانيده مع سائر ما روى في هذا الباب في كتاب القسم -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا أحمد بن محمد بن سعيد أنبأ أحمد بن الحسن قراءة ثنا أبي ثنا حصين
ابن مخارق عن سفيان عن بختري العبدي عن عبد الرحمن بن مسعود عن علي رضي الله عنه قال الغنيمة لمن شهد الوقعة -
باب الجيش في دار الحرب يخرج منهم السرية
إلى بعض النواحي فتغنم ويغنم الجيش
(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو يعلى ثنا أبو كريب ثنا أبو أسامة عن بريد بن أبي بردة عن أبي
موسى رضي الله عنه قال لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقى دريد
ابن الصمة فقتل دريد وهزم الله أصحابه - وذكر باقي الحديث - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح عن أبي كريب -
(قال الشافعي رحمه الله) أبو عامر كان في جيش النبي صلى الله عليه وسلم ومعه بحنين فبعثه النبي صلى الله عليه وسلم في اتباعهم
وهذا جيش واحد كل فرقة منه ردء للأخرى وإذا كان الجيش هكذا فلو أصاب الجيش شيئا دون السرية أو السرية
شيئا دون الجيش كانوا فيه شركاء -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني عمرو
ابن شعيب عن أبيه عن جده قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فقال فيه والمسلمون يد على من سواهم
يسعى بذمتهم أدناهم يرد عليهم أقصاهم ترد سراياهم على قعدتهم - ورواه يحيى بن سعيد عن عمرو فقال يرد مشدهم على
مضعفهم ومتسرعهم على قاعدهم -
باب سهم الفارس والراجل
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن عبيد الله
ابن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم أسهم للرجل ولفرسه ثلاثة أسهم سهما له وسهمين
لفرسه - أخرجاه في الصحيح من حديث عبيد الله كما مضى في كتاب القسم وقد مضت سائر الأخبار في هذا الباب فيه -
باب تفضيل الخيل
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا ابن المبارك عن شريك
عن الأسود بن قيس العبدي عن كلثوم بن الأقمر قال أول من عرب العراب رجل منا يقال له منذر الوادعي كان عاملا
لعمر رضي الله عنه على بعض الشام فطلب العدو فلحقت الخيل وتقطعت البراذين فأسهم للخيل وترك البراذين وكتب
إلى عمر رضي الله عنه فكتب عمر رضي الله عنه نعما رأيت فصارت سنة (رواه الشافعي) عن سفيان بن عيينة عن الأسود
ابن قيس ثم قال والذي نذهب إليه من هذا تسوية بين الخيل والعراب والبراذين والمقاريف ولو كنا نثبت مثل هذا
ما خالفناه -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا هنبل بن محمد بن يحيى الحمصي ثنا أحمد بن أبي احمد الجرجاني ثنا
حماد بن خالد ثنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة ان النبي
51

صلى الله عليه وسلم عرب العربي وهجن الهجين - كذا رواه أحمد بن أبي احمد (1) الجرجاني ساكن حمص عن حماد بن خالد
موصولا ورواه الشافعي وأحمد بن حنبل وجماعة عن حماد منقطعا (وكذلك رواه) عبد الرحمن بن مهدي وزيد بن الحباب
عن معاوية بن صالح عن أبي بشر وهو العلاء عن مكحول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم هجن الهجين يوم حنين وعرب
العربي، للعربي سهمان وللهجين سهم - وهذا منقطع ولا تقوم به الحجة (وقد روى) فيه حديث آخر مسند باسناد ضعيف -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو بلال الأشعري ثنا
المفضل بن صدقة عن وائل بن داود عن البهى عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعط الكودن شيئا
وأعطى دون سهمه العراب (2) والكودن البرذون البطي - أبو بلال الأشعري لا يحتج به -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن عبد الله بن أبي
السفر وحصين عن الشعبي عن عروة بن أبي الجعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخير معقود بنواصي الخيل إلى
يوم القيامة الاجر والمغنم - قال البخاري وقال سليمان بن حرب - فذكره - وفيه دلالة على أنه علق المغنم بجنس الخيل
والبراذين من جملة الخيل (وروينا) عن سعيد بن المسيب انه سئل عن البراذين هل فيها صدقة فقال وهل في الخيل صدقة -
باب سهمان الخيل
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي
أنبأ ابن عيينة عن هشام بن عروة عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ان الزبير بن العوام رضي الله عنه كان يضرب في
المغنم بأربعة أسهم سهم له وسهمين لفرسه وسهم في ذي القربى (3) سهم أمه صفية يوم خيبر قال وكان ابن عيينة يهاب ان
يذكر يحيى بن عباد والحفاظ يروونه عن يحيى بن عباد (قال الشيخ) قد رواه محمد بن بشر عن هشام بن عروة عن يحيى بن
عباد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه وهو مع ما ذكر (4) يحيى بن عباد فيه (مرسل وقد وصله سعيد بن عبد الرحمن
ومحاضر بن مورع عن هشام بن عروة عن يحيى بن عباد - 5) عن عبد الله بن الزبير (قال الشافعي) بالاسناد الذي مضى روى
مكحول ان الزبير حضر خيبر فأسهم له رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة أسهم سهم له وأربعة أسهم لفرسيه فذهب
الأوزاعي إلى قبول هذا عن مكحول منقطعا وهشام بن عروة احرص لو زيد الزبير رضي الله عنه لفرسين أن يقول به
وأشبه إذ خالفه مكحول أن يكون أثبت في حديث أبيه منه لحرصه على زيادته وإن كان حديثه مقطوعا لا تقوم به
حجة فهو كحديث مكحول ولكنا ذهبنا إلى أهل المغازي فقلنا انهم لم يرووا ان النبي صلى الله عليه وسلم أسهم لفرسين
ولم يختلفوا ان النبي صلى الله عليه وسلم حضر خيبر بثلاثة أفراس لنفسه السكب والظرب والمرتجز ولم يأخذ منها الا لفرس
واحد (قال الشيخ رحمه الله) قد روينا حديثا عن هشام بن عروة في كتاب القسم من حديث محاضر موصولا -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ أنبأ أبو بكر النيسابوري ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن
وهب أخبرني سعيد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن جده انه كان يقول ضرب

(1) في النسخ أحمد بن أحمد والصواب أحمد بن أبي احمد كما مضى وهو أحمد بن محمد بن حرب كما في لسان الميزان - ح
(2) كذا
(3) زاد في مسند الشافعي - قال الشافعي يعني والله أعلم بسهم ذوي القربى
(4) ف - وهو ذكر
(5) من ف -
52

رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر للزبير بن العوام بأربعة أسهم سهما له وسهما لذي القربى لصفية بنت عبد المطلب أم
الزبير وسهمين للفرس -
باب العبيد والنساء والصبيان يحضرون الوقعة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأموي وأبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل قالا ثنا يحيى بن أبي
طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ جرير بن حازم (ح قال وأنبأ) أبو الفضل بن إبراهيم واللفظ له ثنا أحمد بن
سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ وهب بن جرير بن حازم حدثني أبي قال سمعت قيسا وهو ابن سعد يحدث عن يزيد بن
هرمز أن نجدة بن عامر كتب إلى ابن عباس رضي الله عنهما ان اكتب إلى من ذوو القربى الذين ذكرهم الله عز وجل
وفرض لهم مما أفاء الله على رسوله ومتى ينقضى يتم اليتيم وهل يقتل صبيان المشركين وهل للنساء والعبيد إذا حضروا
البأس من سهم معلوم - فقال ابن عباس لولا انى أخاف ان يقع في شئ ما كتبت إليه فكتب إليه وانا شاهد أما ذوو القربى
فانا كنا نرى انهم قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى ذلك علينا قومنا، واما صبيان المشركين فان رسول الله صلى الله
عليه وسلم لم يقتل منهم أحدا فلا تقتل الا ان تعلم ما علم الخضر من الغلام الذي قتله، واما ما سألت عن انقضاء يتم اليتيم فإذا
بلغ الحلم وأونس منه رشده فقد انقضى يتمه فادفع إليه ماله، واما النساء والعبيد فلم يكن لهم سهم معلوم إذا حضروا البأس
ولكن يحذون من غنائم القوم - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الطيب محمد بن علي بن الحسن الزاهد ثنا سهل بن عمار العتكي ثنا يزيد بن هارون أنبأ
محمد بن إسحاق عن محمد بن علي أبى جعفر والزهري عن يزيد بن هرمز قال فيما كتب إليه نجدة في كتابه ذلك يسأله عن اليتيم
متى يخرج من اليتم ويقع حقه في الفئ فكتب إليه انه إذا احتلم فقد خرج من اليتم ووقع حقه في الفئ -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن حنبل ثنا بشر بن المفضل عن محمد بن زيد حدثني عمير
مولى أبي اللحم قال شهدت خيبر مع سادتي فكلموا في رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بي فقلدت سيفا فإذا انا اجره
فأخبر أنى مملوك فأمر لي بشئ من خرثى المتاع -
(واما الذي أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد
ابن عبد الله الدمشقي عن مكحول وخالد بن معدان قالا أسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للفارس لفرسه سهمين ولصاحبه
سهما فصار له ثلاثة أسهم وللراجل سهما وأسهم للنساء والصبيان، فهذا منقطع - وحديث ابن عباس موصول صحيح
فهو أولى وبالله التوفيق -
باب الرضخ لمن يستعان به من أهل الذمة على قتال المشركين
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي قال أبو يوسف أنبأ
الحسن بن عمارة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهود
بنى قينقاع فرضخ لهم ولم يسهم لهم - تفرد بهذا الحسن بن عمارة وهو متروك ولم يبلغنا في هذا حديث صحيح -
وقد روينا قبل هذا في كراهية الاستعانة بالمشركين والله أعلم -
(فاما الحديث الذي أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حفص
عن ابن جريج عن الزهري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا بناس من اليهود فأسهم لهم، فهذا منقطع - وكذلك رواه
يزيد بن يزيد بن جابر عن الزهري (قال الشافعي) والحديث المنقطع عندنا لا يكون حجة (قال الشيخ رحمه الله) وروى
الواقدي عن ابن أبي سبرة عن فطير الحارثي قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشرة من اليهود من يهود المدينة
53

إلى خيبر فاسهم لهم كسهمان المسلمين - وهذا منقطع واسناده ضعيف -
باب قسمة الغنيمة في دار الحرب
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ سليم بن اخضر
عن ابن عون قال كتبت إلى نافع أسأله عن الدعاء قبل القتال قال فكتب إنما كان ذلك في أول الاسلام قد أغار
رسول الله صلى الله عليه وسلم على بنى المصطلق وهم غارون وانعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسئ سبيهم وأصاب
يومئذ - قال يحيى احسبه قال - جويرية بنت الحارث وحدثني بهذا الحديث عبد الله بن عمر - وكان في ذلك الجيش - رواه
مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى، وأخرجه البخاري من وجه آخر عن ابن عون -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو عبد الله الصوفي ثنا يحيى بن أيوب (ح قال
وأخبرني) الحسن بن سفيان وهذا حديثه ثنا قتيبة قالا ثنا إسماعيل بن جعفر عن ربيعة عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز
أنه قال دخلت انا وأبو صرمة على أبي سعيد رضي الله عنه فسأله أبو صرمة فقال يا أبا سعيد هل سمعت رسول الله صلى الله
وسلم يذكر العزل قال نعم غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة المصطلق فسبينا كرائم العرب وطالت علينا العزبة
ورغبنا في الفداء فأردنا ان نستمتع ونعزل فقلنا نفعل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا فلا نسأله فسألنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال لا عليكم ان لا تفعلوا ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة الا ستكون - رواه البخاري
في الصحيح عن قتيبة، ورواه مسلم عن يحيى بن أيوب وقتيبة - وفيه هذا دلالة على أنه قسم بينهم غنائمهم قبل الرجوع إلى
المدينة كما قال الأوزاعي والشافعي - قال أبو يوسف افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بلاد بنى المصطلق وظهر عليهم
فصارت بلادهم دار الاسلام وبعث الوليد بن عقبة يأخذ صدقاتهم (قال الشافعي) مجيبا له عن ذلك أغار رسول الله
صلى الله عليه وسلم عليهم وهم غارون في نعمهم فقتلهم وسباهم وقسم أموالهم وسبيهم في دارهم سنة (خمس وإنما أسلموا
بعدها بزمان وإنما بعث إليهم الوليد بن عقبة مصدقا سنة - 1) عشر وقد رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم ودارهم
دار حرب (قال الشيخ) اما قوله إن ذلك كان سنة خمس فكذلك قاله عروة وابن شهاب -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عثمان بن صالح عن ابن
لهيعة ثنا أبو الأسود عن عروة (ح قال وثنا) يعقوب وثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن
شهاب في ذكر مغازى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم قاتل بنى المصطلق وبنى لحيان في شعبان سنة خمس، وهذا
أصح مما روى عن ابن إسحاق ان ذلك كان سنة ست -
واما بعثه الوليد مصدقا (ففيما أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن كامل القاضي ثنا محمد بن سعد العوفي حدثني أبي
سعد بن محمد بن الحسن بن عطية حدثني عمى الحسين بن الحسن بن عطية حدثني أبي عن جدي عطية بن سعد عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بنى المصطلق ليأخذ منهم
الصدقات وانه لما أتاهم الخبر فرحوا وخرجوا ليتلقوا رسول الله (2) صلى الله عليه وسلم وانه لما حدث الوليد انهم خرجوا

(1) من ف -
(2) كذا في النسخ والصواب - رسول رسول الله
54

يتلقونه رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله (ان بنى المصطلق قد منعوا الصدقة فغضب رسول الله
صلى الله عليه وسلم من ذلك غضبا شديدا فبينما هو يحدث نفسه ان يغزوهم إذ أتاه الوفد فقالوا يا رسول الله - 1) انا حدثنا
ان رسولك رجع من نصف الطريق وانا خشينا أن يكون إنما رده كتاب جاءه منك لغضب غضبته علينا وانا نعوذ بالله من
غضب الله وغضب رسوله وان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعتبهم (2) وهم بهم فأنزل الله عز وجل عذرهم في الكتاب
فقال (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح
عن مجاهد قال ارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بنى المصطلق ليصدقهم فتلقوه بالهدية
فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ان بنى المصطلق قد اجمعوا لك ليقاتلوك فأنزل الله تبارك وتعالى (ان جاءكم
فاسق بنبأ فتبينوا) الآية (قال الشيخ) والذي يستدل به على أن ذلك كان بعد غزوة بنى المصطلق بمدة كثيرة ويشبه أن يكون
سنة عشر كما حفظه الشافعي رحمه الله ان الوليد بن عقبة كان زمن الفتح صبيا وذلك سنة ثمان ولا يبعثه مصدقا
الا بعد أن يصير رجلا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس
ابن بكير عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج عن أبي موسى الهمداني عن الوليد بن عقبة قال لما افتتح رسول الله
صلى الله عليه وسلم مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم فيمسح رؤسهم ويدعو لهم فجئ بي إليه وقد خلقت بالخلوق فلما
رآني لم يمسسني ولم يمنعه من ذلك الا الخلوق الذي خلقتني أمي (وحدثنا) بذلك أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ ثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا فياض بن محمد الرقي عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج الكلابي عن عبد الله
الهمداني عن الوليد بن عقبة قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة - فذكره بمعناه - قال أحمد بن حنبل وقد روى أنه
سلح يومئذ فتقذره رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يمسه ولم يدع له ومنع بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم لسابق
علم الله فيه -
(أخبرنا) علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ
أنبأ عبد الله بن محمد الكعبي أنبأ محمد بن أيوب أنبأ مسدد و عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي قالا ثنا حماد بن زيد عن عبد العزيز
ابن صهيب وثابت البناني عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح بغلس ثم ركب
فقال الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين فخرجوا يسعون في السكك وهم يقولون محمد
والخميس قال مسدد قال حماد والخميس الجيش فظهر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل المقاتلة وسبى الذراري
فصارت صفية لدحية الكلبي ثم صارت صفية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تزوجها وجعل صداقها عتقها، قال
عبد العزيز لثابت يا أبا محمد أنت سألت انس (3) ما أمهرها فقال أمهرها نفسها؟ فتبسم - رواه البخاري في الصحيح عن
مسدد -

(1) سقط من ف
(2) كذا ولعله استغشهم - ح
(3) كذا -
55

(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار قالا ثنا السرى بن
خزيمة ثنا موسى بن إسماعيل ثنا سليمان بن المغيرة (ح قال وأنبأ) أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ أحمد بن سلمة ثنا عبد الله بن
هاشم ثنا بهز ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت ثنا انس رضي الله عنه قال صارت صفية لدحية في مقسمه وجعلوا يمدحونها عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون ما رأينا في السبي مثلها قال فبعث إلى دحية فأعطاه بها ما أراد ثم دفعها إلى أمي فقال
اصلحيها قال ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر حتى جعلها في ظهره نزل ثم ضرب عليها القبة فلما أصبح
قال من كان عنده فضل زاد فليأتنا به قال فجعل الرجل يجئ (1) بفضل التمر وفضل السويق وفضل السمن حتى
جعلوا من ذلك سوادا حيسا فجعلوا يأكلون من ذلك الحيس ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السماء قال فقال
انس وكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها قال فانطلقنا حتى إذا رأينا جدر المدينة مشينا إليها فرفعنا مطيتنا (2)
ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيته قال وصفية خلفه قد أردفها فعثرت مطية رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرع
وصرعت قال فليس أحد من الناس ينظر إليه ولا إليها حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترها قال فأتيناه فقال لم نضر
قال فدخلنا المدينة فخرج جواري نسائه يترائينها ويشمتن بصرعتها، لفظ حديث بهز بن أسد - رواه مسلم في الصحيح
عن عبد الله بن هاشم - وفى هذا دلالة على وقوع قسمة غنيمة خيبر بخيبر - قال أبو يوسف انها حين افتتحها صارت
دار اسلام وعاملهم على النخل (قال الشافعي) اما خيبر فما علمته كان فيها مسلم واحد ما صالح الا اليهود وهم على دينهم
وما حول خيبر كله دار حرب -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن حنبل ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن ابن إسحاق
حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر أن عمر رضي الله عنه قال أيها الناس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان عامل يهود خيبر على انا نخرجهم إذا شئنا فمن كان له مال فليلحق به وانى مخرج يهود فأخرجهم -
(أخبرنا) أبو عمر والأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ إبراهيم بن هاشم البغوي وأبو يعلى الموصلي والحسن النسوي قالوا ثنا
هدبة ثنا همام ثنا قتادة عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر كلهن في ذي القعدة الا التي في حجته
عمرة في الحديبية أو زمن الحديبية في ذي القعدة وعمرة من العام المقبل وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي
القعدة وعمرة مع حجته - هذا حديث إبراهيم وقال الحسن عمرة من الحديبية وقال أبو يعلى عمرته من الحديبية - رواه
البخاري ومسلم في الصحيح عن هدبة وفى هذا دلالة على أنه صلى الله عليه وسلم قسم غنائم حنين بها -
(قال الشافعي رحمه الله) فاما ما احتج به أبو يوسف من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقسم غنائم بدر حتى ورد المدينة
وما ثبت من الحديث بان قال والدليل على ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم أسهم لعثمان وطلحة ولم يشهدا بدرا فإن كان
كما قال فهو يخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه يزعم أنه ليس للامام ان يعطى أحدا لم يشهد الوقعة
ولم يكن مددا وليس كما قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم بدر بسير شعب من شعاب الصفراء قريب
من بدر -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال

(1) ف - يأتي
(2) كذا -
56

ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما خرج من مضيق يقال له الصفراء خرج منه إلى كثيب يقال له سير (1) على
مسيرة ليلة من بدر أو أكثر فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم النفل بين المسلمين على ذلك الكثيب -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا يحيى بن سليمان الجعفي ثنا ابن
وهب حدثني حيى عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج
يوم بدر بثلاثمائة وخمسة عشر من المقاتلة كما خرج طالوت فدعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج فقال اللهم انهم
حفاة فاحملهم اللهم انهم عراة فاكسهم اللهم انهم جياع فأشبعهم ففتح الله لهم يوم بدر فانقلبوا وما منهم رجل الا وقد رجع
بجمل أو جملين واكتسوا وشبعوا (قال الشافعي رحمه الله) وكانت غنائم بدر كما روى عبادة بن الصامت غنمها المسلمون
قبل ان تنزل الآية في سورة الأنفال فلما تشاحوا عليها انتزعها الله من أيديهم بقوله (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله
والرسول) الآية -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد الله بن جعفر
عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة عن سليمان بن موسى الأشدق عن مكحول عن أبي سلام
عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فلقى بها العدو
فلما هزمهم الله اتبعهم (2) طائفة من المسلمين يقتلونهم وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم واستولت طائفة
على النهب والعسكر فلما رجع الذين طلبوا العدو قالوا لنا النفل نحن طلبنا العدو وبنا نفاهم الله وهزمهم وقال الذين احدقوا
برسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنتم بأحق به منا بل هو لنا نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم ان يناله من العدو غرة
وقال الذين استولوا على العسكر والنهب ما أنتم بأحق به منا بل هو لنا نحن استولينا عليه وأحرزناه فأنزل الله عز وجل
على رسوله عليه السلام (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول) الآية فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم
عن فواق -
(أخبرنا) أبو عبد الله ثنا أبو العباس ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني عبد الرحمن بن
الحارث عن سليمان بن موسى الأشدق عن مكحول عن أبي أمامة الباهلي قال سألت عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن
الأنفال - فذكر الحديث بمعناه قال في آخره فلما اختلفنا وساءت اخلاقنا انتزعه الله من بين أيدينا (3) فجعله إلى رسوله فقسمه
على الناس عن سواء (4) فكان في ذلك تقوى الله وطاعته وطاعة رسوله وصلاح ذات البين يقول الله عز وجل (يسألونك
عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) وعن ابن إسحاق قال سمعت الزهري يقول أنزلت
سورة الأنفال بأسرها في أهل بدر (قال الشافعي) فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كلها خالصا وقسمها بينهم وأدخل
معهم ثمانية نفر لم يشهدوا الوقعة من المهاجرين والأنصار - وقال في موضع آخر سبعة أو ثمانية -
(أخبرناه) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عمرو بن خالد وحسان بن عبد الله

(1) ف - سبر - وفي القاموس - سبر كبقم كثيب بين بدر والمدينة - قال الشارح - هناك قسم صلى الله عليه وسلم الغنائم
قلت وضبطه الصاغاني بكسر الموحدة المشددة وهو الصواب ثم ذكره في س ى ر فقال وسير كجبل موضع بين بدر والمدينة
قسم فيه النبي صلى الله عليه وسلم غنائم بدر - قال الشارح - هكذا ضبطه الصاغاني وغيره وضبطه ابن الأثير وغيره بفتح
السين وتشديد الباء الموحدة المكسورة وسبق في سبر فهما موضعان أو أحدهما تصحيف - انتهى - ح
(2) ف - اتبعتهم
(3) ف - من أيدينا
(4) ف - م - بواء
57

قالا ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير في تسمية من شهد بدرا ولم يشهدها ثم ضرب له رسول الله صلى الله
عليه وسلم بسهمه فمن (1) لم يشهدها وضرب له بسهمه (عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس) تخلف بالمدينة
على امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت وجعة فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه قال واجري
يا رسول الله قال وأجرك (وطلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة) قال كان بالشام فقدم
فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب له بسهمه فقال وأجرى يا رسول الله فقال وأجرك (وسعيد بن زيد بن عمرو بن
نفيل) قدم من الشام بعد ما رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه فقال واجري
يا رسول الله قال واجرك فهؤلاء الثلاثة من المهاجرين (واما من الأنصار فأبو لبابة) خرج زعموا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى بدر فأمره على المدينة وضرب له بسهمه مع أصحاب بدر (والحارث بن حاطب) رجعه النبي صلى الله عليه وسلم
زعموا إلى المدينة وضرب له بسهمه - وخرج (عاصم بن عدي) فرده النبي صلى الله عليه وسلم وضرب له بسهم مع أهل بدر
(وخوات بن جبير بن النعمان) ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه في أصحاب بدر (والحارث بن الصمة) كسر
بالروحاء فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهم - وذكرهم أيضا محمد بن إسحاق بن يسار وذكرهم أيضا موسى بن عقبة
الا انه لم يذكر الحارث بن حاطب في الرد إلى المدينة والله أعلم (قال الشافعي رحمه الله) وإنما أعطاهم من ماله وإنما نزلت
(واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول) بعد غنيمة بدر -
(أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن
منصور ثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس رضي الله عنهما سورة الأنفال قال نزلت في أهل بدر -
رواه البخاري في الصحيح عن سعيد بن سليمان عن هشام (قال الشافعي) واما ما احتج به من وقعة عبد الله بن جحش وابن
الحضرمي فذلك قبل بدر وقبل نزول الآية وكانت وقعتهم في آخر يوم من الشهر الحرام فتوقفوا فيما صنعوا حتى نزلت
(يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير) وليس مما خالف فيه الأوزاعي بسبيل (قال الشيخ) فذكرنا (2)
قصة ابن جحش من رواية جندب بن عبد الله -
(وأخبرنا) أبو عبد الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا
يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله
ابن جحش إلى نخلة فقال له كن بها حتى تأتينا بخبر من اخبار قريش ولم يأمره بقتال وذلك في الشهر الحرام وكتب له
كتابا قبل ان يعلمه أين يسير فقال اخرج أنت وأصحابك حتى إذا سرت يومين فافتح كتابك وانظر فيه فما أمرتك فيه
فامض له ولا تستكرهن أحدا من أصحابك على الذهاب معك فلما سار يومين فتح الكتاب فإذا فيه ان امض حتى تنزل
نخلة فتأتينا من اخبار قريش بما يصل إليك منهم فقال لأصحابه حين قرأ الكتاب سمع وطاعة من كان منكم له رغبة في الشهادة
فلينطلق معي فانى ماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كره ذلك منكم فليرجع فان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد نهاني ان استكره منكم أحدا فمضى معه القوم حتى إذا كان ببحران أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما
كانا يعتقبانه فتخلفا عليه يطلبانه ومضى القوم حتى نزلوا نخلة فمر بهم عمرو بن الحضرمي والحكم بن كيسان وعثمان والمغيرة
ابنا عبد الله معهم تجارة قدموا بها من الطائف ادم وزبيب فلما رآهم القوم أشرف لهم واقد بن عبد الله وكان قد حلق
رأسه فلما رأوه حليقا قالوا عمار ليس عليكم منهم بأس وائتمر القوم بهم يعنى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر
يوم من رجب فقالوا لئن قتلتموهم انكم لتقتلونهم في الشهر الحرام ولئن تركتموهم ليدخلن في هذه الليلة الحرم فليمتنعن

(1) ف - فممن
(2) كذا لعله قد ذكرنا -
58

منكم فأجمع القوم على قتلهم فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله واستأسر عثمان بن عبد الله والحكم
ابن كيسان وهرب المغيرة وأعجزهم واستاقوا العير فقدموا بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم والله ما أمرتكم
بالقتال في الشهر الحرام فأوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسيرين والعير فلم يأخذ منها شيئا فلما قال لهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما قال أسقط في أيديهم وظنوا ان قد هلكوا وعنفهم اخوانهم من المسلمين وقالت قريش حين بلغهم
أمر هؤلاء قد سفك محمد الدم في الشهر الحرام وأخذ فيه المال وأسر فيه الرجال واستحل الشهر الحرام فأنزل الله في ذلك
(يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراج أهله منه
أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل) يقول الكفر بالله أكبر من القتل فلما نزلت ذلك أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
العير وفدى الأسيرين فقال المسلمون أتطمع لنا أن تكون غزوة فأنزل الله فيهم (ان الذين آمنوا والذين هاجروا) إلى قوله
(أولئك يرجون رحمة الله) إلى آخر الآية وكانوا ثمانية وأميرهم التاسع عبد الله بن جحش -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة
ثنا ابن أبي أويس أنبأ إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة - فذكر قصة عبد الله بن جحش بمعنى هذا قال وذلك
في رجب قبل بدر بشهرين - وفى ذلك دلالة على أن ذلك كان قبل نزول الآية في الغنائم (1) -
باب السرية تأخذ العلف والطعام
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو الأحرز محمد بن عمر بن جميل الطوسي ثنا أبو إسحاق
إبراهيم بن إسحاق المروزي الحربي ثنا أبو الوليد عن شعبة (ح وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد
ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال كنا محاصرين
خيبر فرمى انسان بجراب فأخذته فالتفت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم فاستحييت منه - رواه البخاري في الصحيح عن أبي
الوليد -
(حدثنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة
وسليمان بن المغيرة القيسي كلاهما عن حميد بن هلال العدوي قال سمعت عبد الله بن مغفل رضي الله عنه يقول دلى جراب
من شحم يوم خيبر فأخذته فالتزمته فقلت هذا لي لا اعطى أحدا منه شيئا فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاستحييت منه - قال سليمان في حديثه وليس في حديث شعبة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو لك - رواه مسلم
في الصحيح عن محمد بن المثنى عن أبي داود عن شعبة -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا احمد وهو ابن إبراهيم الموصلي
ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا نصيب في المغازي العسل أو الفاكهة فنأكله ولا نرفعه -
رواه البخاري في الصحيح عن مسدد عن حماد الا أنه قال العسل والعنب (ورواه) ابن المبارك عن حماد بن زيد فقال
في الحديث كنا نأتى المغازي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصيب العسل والسمن فنأكله - (أخبرناه) أبو زكريا بن أبي
إسحاق أنبأ عبد الباقي بن قانع ثنا إسحاق بن الحسن ثنا الحسن بن الربيع ثنا ابن المبارك - فذكره -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الحكم ثنا
الزبير بن إبراهيم بن حمزة حدثني انس بن عياض عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان جيشا غنموا في زمان
رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما وعسلا فلم يؤخذ منهم الخمس - ورواه عثمان بن الحكم الجذامي عن عبيد الله بن عمر (عن
نافع ان جيشا غنموا دون ذكر ابن عمر فيه - أخبرناه - أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس هو الأصم ثنا محمد بن عبد الله بن

(1) هامش ف - آخر الجزء الخامس والستين بعد المائة من الأصل
59

عبد الحكم أنبأ عبد الله بن وهب أخبرني عثمان بن الحكم الجذامي عن عبيد الله بن عمر - 1) فذكره مرسلاه -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا هشيم أنبأ
الشيباني وأشعث بن سوار عن محمد بن أبي المجالد قال بعثني أهل المسجد إلى ابن أوفى رضي الله عنه أسأله ما صنع
النبي صلى الله عليه وسلم في طعام خيبر فأتيته فسألته عن ذلك فقلت هل خمسه قال لا كان أقل من ذلك وكان أحدنا إذا
أراد منه شيئا أخذ منه حاجته -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا موسى بن هارون ثنا أحمد بن حنبل ومؤمل بن
هشام قالا ثنا إسماعيل عن يونس عن الحسن عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال كانت العرب تقول من أكل الخبز
سمن فلما فتحنا خيبر جهضناهم عن خبزة لهم فقعدت عليها فأكلت منها حتى شبعت فجعلت انظر في عطفى هل سمنت - كذا
قال عن يونس وقال غيره عن أيوب -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن
يعقوب بن القعقاع عن الربيع بن انس عن سويد خادم سلمان انه أصاب سلة يعنى في غزوة (2) فقربها إلى سلمان
رضي الله عنه ففتحها فإذا فيها حواري وجبن فأكل سلمان منها -
باب بيع الطعام في دار الحرب
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه ثنا (3) أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن
الأوزاعي حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن الدريك قال سألت ابن محيريز عن بيع الطعام والعلف بأرض الروم
فقال سمعت فضالة بن عبيد رضي الله عنه يقول إن رجالا يريدون ان يزيلوني عن ديني والله لا يكون ذلك حتى القى
محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه من باع طعاما أو علفا بأرض الروم مما أصاب منها بذهب أو فضة ففيه خمس الله
وفئ المسلمين -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا معاذ بن معاذ عن ابن عون حدثني
خالد بن دريك عن ابن محيريز عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال إن ناسا يريدون ان يستزلوني عن ديني وانى والله
لأرجو أن لا أزال عليه حتى أموت ما كان من شئ بيع بذهب أو فضة ففيه خمس الله وسهام المسلمين -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله المبارك عن إسماعيل
ابن عياش ثنا أسيد بن عبد الرحمن عن مقبل بن عبد الله عن هانئ بن كلثوم ان صاحب جيش الشام حين فتحت الشام
كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه انا فتحنا أرضا كثيرة الطعام والعلف فكرهت ان أتقدم في شئ من ذلك الا
بأمرك فاكتب إلى بأمرك في ذلك فكتب إليه عمر رضي الله عنه ان دع الناس يأكلون ويعلفون فمن باع شيئا بذهب
أو فضة ففيه خمس الله وسهام المسلمين -
باب ما فضل في يده من الطعام والعلف في دار الحرب
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن المصفى ثنا محمد بن المبارك عن يحيى بن حمزة حدثني
أبو عبد العزيز شيخ من أهل الأردن عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم قال رابطنا مدينة قنسرين مع شرحبيل بن
السمط رضي الله عنه فلما فتحها أصاب فيها غنما وبقرا فقسم فينا طائفة منها وجعل بقيتها في المغنم فلقيت معاذ بن جبل رضي الله عنه
فحدثته فقال معاذ غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فأصبنا فيها غنما فقسم فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
طائفة وجعل بقيتها في المغنم -

(1) من ف
(2) ف - في غزوهم
(3) ف - أنبأ -
60

(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن الخليل ثنا الواقدي ثنا عبد الرحمن
ابن الفضيل عن العباس بن عبد الرحمن الأشجعي عن أبي سفيان عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم خيبر كلوا واعلفوا ولا تحملوا -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد الله بن وهب عن (1) عبيد الله بن
عمر فذكره مرسلا -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا هشيم أخبرنا
عمرو بن الحارث ان ابن حرشف الأزدي حدثه عن القاسم مولى عبد الرحمن (2) عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
قال كنا نأكل الجزر في الغزو ولا نقسمه حتى أن كنا لنرجع إلى رحالنا وأخرجتنا منه مملاة -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي يروى من حديث بعض الناس
مثلما قلت من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن لهم ان يأكلوا في بلاد العدو ولا يخرجوا بشئ من الطعام فإن كان
مثل هذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا حجة لاحد معه وإن كان لا يثبت لان في رجاله من يجهل فكذلك في رجال
من روى عنه احلاله من يجهل (قال الشيخ) وكأنه أراد (بالأول حديث الواقدي وأراد - 3) بالثاني ما ذكرنا بعده -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ احمد (بن عبيد الصفار - ح وأخبرنا - أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن أحمد
ابن بالويه قالا ثنا احمد - 4) بن علي الجزار (5) ثنا سعيد بن سليمان ثنا أبو حمزة العطار قال قلت للحسن يا أبا سعيد إني
أمرؤ متجري بالأيلة وانى املا بطني من الطعام فأصعد إلى ارض العدو فآكل من تمره وبسره فما ترى؟ قال الحسن غزوت
مع عبد الرحمن بن سمرة ورجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا إذا صعدوا إلى الثمار أكلوا من غير أن يفسدوا
أو يحملوا -
باب النهى عن نهب الطعام
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ (أخبرني أبو علي الحسين بن علي الحافظ - 6) أنبأ أبو خليفة ثنا مسدد ثنا أبو عوانة عن سعيد
ابن مسروق عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج عن جده رافع بن خديج رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم بذى الحليفة فأصاب الناس جوع فأصبنا إبلا وغنما وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخريات الناس فعجلوا
وذبحوا ونصبوا القدور فدفع إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بالقدور فأكفأت ثم قسم فعدل عشرا من الغنم
ببعير - رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا هناد بن السرى ثنا أبو الأحوص عن عاصم بن كليب عن أبيه
عن رجل من الأنصار قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأصاب الناس حاجة شديدة وجهد فأصابوا
غنما فانتهبوها وان قدورنا لتغلى إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى على فرسه فأكفأ قدورنا بقوسه ثم جعل يرمل
اللحم بالتراب ثم قال إن النهبة ليست بأحل من الميتة أو إن الميتة ليست بأحل من النبهة - الشك من هناد -

(1) كذا وفي ف.. عبد الله بن وهب أخبرني عن - وقد راجعنا سنن أبي داود فلم نجد فيها هذا الحديث السابق اي، كلوا
واعلفوا ولا تحملوا - وإنما فيها، حدثنا سعيد بن منصور قال ثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان ابن
حرشف الأزدي..، فذكر الحديث الآتي - فيظهر أن قول البيهقي أخبرنا أبو علي الخ حقه أن يكون بعد الحديث الآتي
والصواب في السند،.. عبد الله بن وهب قال أخبرني عمرو فذكره مرسلا، والله أعلم - ح -
(2) كذا وفي تهذيب التهذيب - القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن مولى آل أبي سفيان بن حرب - ح
(3) من ف
(4) سقط من ف
(5) ف - الخزان
(6) من ف -
61

باب أخذ السلاح وغيره بغير اذن الامام
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم المقرى وأبو صادق محمد بن أحمد
العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أنبأ ابن وهب أخبرني يحيى بن
أيوب عن ربيعة بن سليمان (1) التجيبي عن حنش بن عبد الله السبئ عن رويفع بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال عام حنين من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسقين (2) ماءه ولد غيره ومن كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فلا يأخذن من دابة من المغانم فيركبها حتى إذا نقصها ردها في المغانم ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فلا يلبسن شيئا من المغانم حتى إذا اخلقه رده في المغانم -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد ثنا حماد بن زيد عن
بديل بن ميسرة وخالد والزبير بن الخريت عن عبد الله بن شقيق عن رجل من بلقين قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
وهو بوادي القرى فقلت ما تقول في الغنيمة قال لله خمسها وأربعة أخماس للجيش قلت فما أحد أولى به من أحد قال لا ولا
السهم تستخرجه من جنبك ليس أنت أحق به من أخيك المسلم -
باب الرخصة في استعماله في حال الضرورة
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الحسن بن علي المعمري ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عثام
ابن علي ثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال انتهيت إلى أبى جهل وهو صريع وعليه
بيضة ومعه سيف جيد ومعي سيف ردى فجعلت انقف رأسه بسيفي وأذكر نقفا كان ينقف رأسي بمكة حتى ضعفت يده
فأخذت سيفه فرفع رأسه فقال على من كانت الدبرة أكانت لنا أو علينا ألست رويعينا بمكة؟ قال فقتلته ثم أتيت النبي صلى الله
عليه وسلم فقلت قتلت أبا جهل قال النبي صلى الله عليه وسلم آلله الذي لا إله إلا هو قتلته فاستحلفني ثلاث مرات ثم قام معي
إليهم فدعا عليهم -
(أخبرنا) أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأ منجاب
ابن الحارث أنبأ شريك عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال انتهيت إلى أبى جهل وهو في القتلى
صريع ومعي سيف رث فجعلت اضربه بسيفي فلم يعمل شيئا قال ونظر إلى فقال أرويعينا بمكة؟ فوقع سيفه فأخذته فضربته
به حتى قتلته ثم جئت اشتد حتى أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنت قتلته؟ قلت نعم حتى استحلفني ثلاث مرات
فحلفت له ثم قال انطلق فأرنيه فانطلق فأريته إياه فقال كان هذا فرعون هذه الأمة - ورواه الأعمش عن أبي إسحاق بمعناه -
(أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن
ابن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن انس بن مالك عن براء بن مالك رضي الله عنه
قال لقيت يوم مسيلمة رجلا يقال له حمار اليمامة رجلا جسيما بيده سيف أبيض فضربت رجليه فكأنما أخطأته فانقعر فوقع
على قفاه فأخذت سيفه وأغمدت سيفي فما ضربت به الا ضربة حتى انقطع فالقيته وأخذت سيفي -
باب الامام إذا ظهر على قوم أقام بعرصتهم ثلاثا
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني املاء وقراءة أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا معاذ بن معاذ
ثنا سعيد عن قتادة عن انس عن أبي طلحة رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غلب على قوم أحب

(1) ف - سليم - وقد قيل بهذا وهذا - ح
(2) مد - يسقى -
62

ان يقيم بعرصتهم ثلاثا - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث روح عن سعيد بن أبي عروبة قال البخاري
وتابعه معاذ -
باب ما يفعله بذراري من ظهر عليه
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرى الحمامي رحمه الله ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه ثنا عبد الملك
ابن محمد ثنا بشر بن عمر ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت أبا امامة بن سهل بن حنيف يحدث عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه ان بني قريظة لما نزلوا على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه ارسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء على
(أر)؟ فلما كان قريبا من المسجد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى سيدكم أو إلى خيركم فقال إن هؤلاء نزلوا
(.)؟ حكمك قال فانى احكم فيهم ان يقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حكمت بحكم الملك
(.)؟ بما قال حكمت بحكم الله - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من أوجه عن شعبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر أحمد بن عبيد الأسدي الحافظ بهمذان أنبأ إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ثنا
إسحاق بن محمد الفروى وإسماعيل بن أبي أويس قالا ثنا محمد بن صالح التمار عن سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن أبيه ان
سعد بن معاذ رضي الله عنه حكم على بني قريظة ان يقتل منهم كل من (جرت)؟ عليه الموسى وان تقسم أموالهم وذراريهم فذكر
ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لقد حكم اليوم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا سفيان عن
عبد الملك بن عمير عن عطية القرظي قال كنت فيهم وكان من انبت قتل ومن لم ينبت ترك فكنت فيمن لم ينبت -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا مسدد ثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير
عن عطية القرظي قال كنت فيمن حكم فيهم سعد بن معاذ رضي الله عنه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقتل مقاتلتهم
وتسبى ذراريهم قال فجاؤوا بي ولا أراني الا سيقتلونني فكشفوا عانتي فوجدوها لم تنبت فجعلوني في السبي -
باب ما يفعله بالرجال البالغين منهم
(قال الشافعي رحمه الله) الامام فيهم بالخيار بين ان يقتلهم ان لم يسلم أهل الأوثان أو يعطى الجزية أهل الكتاب أو يمن عليهم
أو يفاديهم بمال يأخذه منهم أو باسرى من المسلمين يطلقوا لهم أو يسترقهم فان استرقهم أو أخذ منهم مالا فسبيله سبيل
الغنيمة يخمس ويكون أربعة أخماسها لأهل الغنيمة، فان قال قائل كيف حكمت في المال والولدان والنساء حكما واحدا
وحكمت في الرجال احكاما متفرقة قيل ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريظة وخيبر فقسم عقارها من الأرضين
والنخل قسمة الأموال (وسبى ولدان بنى المصطلق وهوازن ونساءهم فقسمهم قسمة الأموال 1) -
(قال الشيخ) اما ما قال في قريظة (ففيما أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي وأبو طاهر الفقيه قالا أنبأ أبو بكر محمد
ابن الحسين القطان ببغداد أنبأ أبو الأزهر ثنا محمد بن شرحبيل أنبأ ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
ان يهود بنى النضير (وقريظة حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلى رسول الله صلى اله عليه وسلم
بنى النضير - 2) وأقر قريظة ومن عليهم حتى حاربت قريظة بعد ذلك فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم
بين المسلمين الا بعضهم لحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأمنهم واسلموا، واجلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود
المدينة بنى قينقاع وهم قوم عبد الله يعنى ابن سلام ويهود بنى حارثة وكل يهودي بالمدينة - أخرجه مسلم في الصحيح
من حديث عبد الرزاق عن ابن جريج -

(1) من ف
(2) سقط من ف -
63

(واما ما قال) في خيبر (ففيما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه أنبأ الحسن بن سفيان ثنا محمد
ابن المثنى ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك بن انس عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لولا
آخر الناس ما فتحت عليهم قرية الا قسمتها كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر - رواه البخاري في الصحيح عن
محمد بن المثنى -
(واما ما قال) في ولدان بنى المصطلق (ففيما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن عبد الله
أنبأ يزيد بن هارون أنبأ ابن عون (ح قال وأخبرنا) أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن أبي
عدى ومعاذ بن معاذ قالا ثنا ابن عون قال كتبت إلى نافع أسأله عن الدعاء قبل القتال قال إنما كان ذلك الدعاء في أصل
الاسلام قد أغار رسول الله صلى الله عليه وسلم على بنى المصطلق وهم غارون وانعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى
سبيهم وأصاب يومئذ جويرية بنت الحارث - حدثني بهذا عبد الله بن عمر وكان في ذلك الجيش - وفى رواية يزيد إنما ذلك
بعد الدعاء في أول الاسلام - والباقي سواء - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى عن ابن أبي عدى - وقد مضى في
حديث أبي سعيد الخدري غزونا بنى المصطلق فسبينا كرائم العرب فأردنا ان نستمتع ونعزل فسألنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال لا عليكم ان لا تفعلوا -
(واما ما قال) في هوازن (ففيما أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن وهو ابن سفيان ثنا محمد بن
يحيى ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثني ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال وزعم عروة بن الزبير أن مروان والمسور بن
مخرمة أخبراه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه ان يرد إليهم أموالهم وسبيهم فقال
لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معي من ترون وأحب الحديث إلى أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين اما السبي واما المال
وقد استأنيت بكم وكان انظرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم الا إحدى الطائفتين قالوا فانا نختار سبينا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين فاثنى
على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فان اخوانكم قد جاؤنا تائبين وانى قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم ان يطيب
ذلك فليفعل ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفئ الله علينا، فقال الناس قد طيبنا ذلك
يا رسول الله فقال رسول الله انا لا ندري من اذن منكم ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم فرجع الناس فكلمهم
عرفاؤهم فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه انهم قد طيبوا واذنوا - هذا الذي بلغني عن سبى هوازن -
رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق عن يعقوب بن إبراهيم (قال الشافعي) رحمه الله وأسر رسول الله صلى الله عليه وسلم
أهل بدر منهم من من عليهم بلا شئ أخذه منهم ومنهم من أخذ منه فدية ومنهم من قتله وكان المقتولان بعد الأسئار
يوم بدر عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عدد من أهل العلم من قريش
وغيرهم من أهل العلم بالمغازي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر النضر بن الحارث العبدي (1) يوم بدر وقتله بالبادية
أو الأثيل صبرا وأسر عقبة بن أبي معيط فقتله صبرا (قال الشيخ) وقد روينا في كتاب القسم عن محمد بن إسحاق بن يسار
صاحب المغازي -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الأصبهاني أنبأ الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر حدثني
محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اقبل بالأسارى حتى إذا كان (بعرق)؟
الظبية أمر عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ان يضرب عنق عقبة بن أبي معيط فجعل عقبة بن أبي معيط يقول يا ويلاه علام
اقتل من بين هؤلاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعداوتك لله ولرسوله فقال يا محمد منك أفضل فاجعلني كرجل من

(1) ف - العبدري -
64

قومي ان قتلتهم قتلتني وان مننت عليهم مننت على وان أخذت منهم الفداء كنت كأحدهم، يا محمد من للصبية فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم النار يا عاصم بن ثابت قدمه فاضرب عنقه فقدمه فضرب عنقه -
(وأخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمذان ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا عبد الله بن جعفر
ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال أراد الضحاك بن قيس ان يستعمل مسروقا
فقال له عمارة بن عقبة أتستعمل رجلا من بقايا قتلة عثمان رضي الله عنه فقال له مسروق ثنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
وكان في أنفسنا موثوق الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد قتل أبيك قال من للصبية قال النار - قد رضيت
لك ما رضى لك رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال الشافعي رحمه الله) وكان الممنون عليهم بلا فدية أبو عزة الجمحي تركه
رسول الله صلى الله عليه وسلم لبناته وأخذ عليه عهدا ان لا يقاتله فأخفره وقاتله يوم أحد فدعا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان لا يفلت فما أسر من المشركين رجل غيره فقال يا محمد امنن على ودعني لبناتي وأعطيك عهدا ان لا أعود لقتالك فقال
النبي صلى الله عليه وسلم لا تمسح على عارضيك بمكة تقول قد خدعت محمدا مرتين فأمر به فضرب عنقه (أخبرناه) أبو سعيد
ابن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي - فذكره - وقد روينا في ذلك عن غير الشافعي في كتاب القسم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن
عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال امن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأسارى يوم
بدر أبا عزة عبد الله بن عمرو بن عبد (1) الجمحي وكان شاعرا وكان قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد إن لي خمس بنات
ليس لهن شئ فتصدق بي عليهن ففعل وقال أبو عزة أعطيك موثقا ان لا أقاتلك ولا أكثر عليك ابدا فأرسله رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلما خرجت قريش إلى أحد جاءه صفوان بن أمية فقال اخرج معنا فقال إني قد أعطيت محمدا موثقا ان
لا أقاتله فضمن صفوان أن يجعل بناته مع بناته ان قتل وان عاش أعطاه مالا كثيرا فلم يزل به حتى خرج مع قريش يوم
أحد فأسر ولم يؤسر غيره من قريش فقال يا محمد إنما أخرجت كرها ولى بنات فامنن على فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أين ما أعطيتني من العهد والميثاق لا والله لا تمسح عارضيك بمكة تقول سخرت بمحمد مرتين قال سعيد بن المسيب فقال
النبي صلى الله عليه وسلم ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين يا عاصم بن ثابت قدمه فاضرب عنقه فقدمه فضرب عنقه
(قال الشيخ رحمه الله) ثم أسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمامة بن أثال الحنفي بعد فمن عليه ثم عاد ثمامة بن أثال بعد
فأسلم وحسن اسلامه -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه وأبو الفضل بن إبراهيم المزكى قالا ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد
ابن المثنى ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبد الحميد بن جعفر حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا نحو أرض نجد فجاءت برجل يقال له ثمامة بن أثال الحنفي سيد أهل اليمامة فربطوه
بسارية من سواري المسجد فخرج عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما عندك يا ثمامة قال عندي يا محمد خير إن تقتلني
تقتل ذا دم وان تنعم تنعم على شاكر وان ترد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا
كان من الغد ثم قال ما عندك يا ثمامة فقال عندي ما قلت لك فردها عليه ثم اتاه اليوم الثالث فردها عليه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أطلقوا ثمامة فخرج ثمامة إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل من الماء ثم دخل المسجد فقال أشهد أن
لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله يا محمد والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إلى من وجهك وقد أصبح وجهك
أحب الوجوه إلى، والله ما كان دين أبغض إلى من دينك وقد أصبح دينك أحب الأديان إلى، ووالله ما كان من بلد أبغض
إلى من بلدك وقد أصبح بلدك أحب البلدان كلها إلى، وان خيلك أخذتني وانا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأمره ان يعتمر فلما قدم قال له رجال بمكة أصبوت يا ثمامة فقال لا والله ما صبوت ولكن أسلمت

(1) ف - عمير -
65

مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يأتيكم حبة حنطة من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم - رواه
مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن
بكير عن ابن إسحاق ثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان اسلام ثمامة بن أثال الحنفي ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم دعا الله حين عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم بما عرض له ان يمكنه الله منه وكان عرض له وهو
مشرك فأراد قتله فاقبل ثمامة معتمرا وهو على شركه حتى دخل المدينة فتحير فيها حتى أخذ وأتى به رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأمر به فربط إلى عمود من عمد المسجد فخرج عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مالك يا ثمامة هل أمكن الله
منك قال وقد كان ذلك يا محمد إن تقتل تقتل ذا دم وإن تعف تعف عن شاكر وإن تسأل مالا تعطه (فمضى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وتركه حتى إذا كان الغد مر به فقال مالك يا ثمام فقال خيرا يا محمد إن تقتل تقتل ذا دم وإن تعف تعف عن شاكر
وإن تسأل مالا تعطه - 1) ثم انصرف عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة رضي الله عنه فجعلنا المساكين نقول
بيننا ما نصنع بدم ثمامة والله لأكلة من جزور سمينة من فدائه أحب إلينا من دم ثمامة فلما كان الغد مر به رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال مالك يا ثمام فقال خيرا يا محمد إن تقتل تقتل ذا دم وإن تعف تعف عن شاكر وإن تسأل مالا تعطه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أطلقوه فقد عفوت عنك يا ثمام فخرج ثمامة حتى أتى حائطا من حيطان المدينة فاغتسل فيه وتطهر وطهر
ثيابه ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد في أصحابه فقال يا محمد والله لقد كنت وما وجه أبغض إلى من
وجهك، ولا دين أبغض إلى من دينك، ولا بلد أبغض إلى من بلدك، ثم لقد أصبحت وما وجه أحب إلى من وجهك، ولا دين
أحب إلى من دينك، ولا بلد أحب إلى من بلدك وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، يا رسول الله إني كنت
قد خرجت معتمرا وانا على دين قومي فبشرني صلى الله عليك في عمرتي فبشره وعلمه فخرج معتمرا فلما قدم مكة
وسمعته قريش يتكلم بأمر محمد من الاسلام قالوا صبا ثمامة فأغضبوه فقال إني والله ما صبوت ولكني أسلمت وصدقت محمدا
وآمنت به وأيم الذي نفس ثمامة بيده لا يأتيكم حبة من اليمامة - وكانت ريف مكة - ما بقيت حتى يأذن فيها محمد صلى الله عليه
وسلم وانصرف إلى بلده ومنع الحمل إلى مكة حتى جهدت قريش فكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه
بارحامهم ان يكتب إلى ثمامة يخلى إليهم حمل الطعام ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة ثنا أبي ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال واقبل
ثابت بن قيس بن شماس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هب لي الزبير اليهودي اجزيه فقد كانت له عندي يوم بعاث (2)
فأعطاه إياه فاقبل ثابت حتى أتاه فقال يا أبا عبد الرحمن هل تعرفني فقال نعم وهل ينكر الرجل أخاه قال ثابت أردت ان
أجزيك اليوم بيد لك عندي يوم بعاث قال فافعل فان الكريم يجزى الكريم قال قد فعلت قد سألت رسول الله صلى الله عليه
وسلم فوهبك لي فأطلق عنه اساره فقال الزبير ليس لي قائد وقد أخذتم امرأتي وبنى فرجع ثابت إلى الزبير (3) فقال رد إليك
رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأتك وبنيك فقال الزبير حائط لي فيه اعذق ليس لي ولا لأهلي عيش الا به فرجع ثابت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فوهب له فرجع ثابت إلى الزبير فقال قد رد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلك ومالك
فأسلم تسلم قال ما فعل الجليسان وذكر رجال قومه قال ثابت قد قتلوا وفرغ منهم ولعل الله تبارك وتعالى أن يكون أبقاك
لخير قال الزبير أسألك بالله يا ثابت وبيدي الخصيم عندك يوم بعاث الا ألحقتني بهم فليس في العيش خير بعدهم، فذكر ذلك
ثابت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بالزبير فقتل - وذكره أيضا محمد بن إسحاق بن يسار عن الزهري وذكر أنه الزبير
ابن باطا القرظي وذكره أيضا موسى بن عقبة وذكر أنه كان يومئذ كبيرا أعمى -

(1) سقط من ف
(2) كذا واسم كان محذوف اي يد - كما يدل عليه السياق - ح
(3) كذا وفي الكلام حذف يعلم من السياق - ح -
66

(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا
عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاسارى بدر لو كان
مطعم بن عدي حيا فكلمني في هؤلاء النتنى لخليتهم له - رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن منصور عن عبد الرزاق -
(أخبرنا) أبو سهل محمد بن نصرويه المروزي أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب البخاري ثنا أبو علي الحسن بن سلام ثنا
عفان بن مسلم ثنا (1) حماد بن سلمة عن ثابت عن انس رضي الله عنه ان ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأصحابه من جبل التنعيم عند صلاة الفجر فأخذهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعفا عنهم قال ونزل
القرآن (وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم) - أخرجه مسلم في الصحيح
من حديث يزيد بن هارون عن حماد -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنبأ أحمد بن يوسف السلمي أنبأ عبد الرزاق أنبأ
معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نزل منزلا وتفرق الناس
في العضاه يستظلون تحتها فعلق الناس سلاحهم في شجرة (2) فجاء أعرابي إلى سيفه فأخذه وسله ثم اقبل على النبي صلى الله عليه
وسلم فقال من يمنعك منى والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الله فشام الاعرابي السيف فدعا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه
وأخبرهم بصنيع الاعرابي وهو جالس إلى جنبه لم يعاقبه - رواه البخاري في الصحيح عن محمود ورواه مسلم عن عبد بن
حميد كلاهما عن عبد الرزاق -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق
أنبأ معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر رضي الله عنه - فذكر الحديث بمعناه قال معمر وكان قتادة يذكر نحو هذا
ويذكر أن قوما من العرب أرادوا أن يفتكوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فأرسلوا هذا الاعرابي ويتلو (واذكروا نعمة الله
عليكم إذ هم قوم) الآية -
(واما المفاداة) بالنفس (ففيما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد ثنا جعفر بن أحمد بن نصر ثنا علي بن حجر (ح قال
وأخبرني) أبو الفضل بن إبراهيم واللفظ له ثنا أحمد بن سلمة ثنا عمرو بن زرارة بن واقد الكلابي قالا ثنا إسماعيل بن إبراهيم
ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال كانت ثقيف حلفاء لبنى عقيل فأسرت
ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا وأصابوا معه
العضباء فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الوثاق فقال يا محمد يا محمد فأتاه صلى الله عليه وسلم فقال ما شأنك فقال
بم أخذتني وبم أخذت سابق الحاج فقال اعظاما لذاك أخذت بجريرة حلفائك ثقيف ثم انصرف عنه فناداه فقال يا محمد يا محمد
قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا فرجع إليه فقال ما شأنك فقال إني مسلم قال لو قلتها وأنت تملك امرك
أفلحت كل الفلاح ثم انصرف عنه فناداه يا محمد يا محمد فأتاه فقال ما شأنك فقال إني جائع فأطعمني وظمآن فاسقني قال هذه
حاجتك قال ففدى بالرجلين - رواه مسلم في الصحيح عن علي بن حجر وغيره -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو عبد الله الصفار ثنا ابن أبي عمر ثنا سفيان عن
أيوب عن أبي قلابة عن عمه عن عمران بن حصين رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم فدى رجلين من المسلمين
وأعطى رجلا من المشركين (قال سفيان يعنى أخذ رجلين من المسلمين وأعطى رجلا من المشركين - 3) -
(واما المفاداة) بالمال (ففيما أخبرنا) أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي ببغداد ثنا حمزة بن محمد بن العباس ثنا
محمد بن غالب ثنا موسى بن مسعود ثنا عكرمة بن عمار عن أبي زميل عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال

(1) ف - أنبأ
(2) كذا وليس في الصحيحين تعليق الناس سلاحهم وإنما فيهما تعليق النبي صلى الله عليه وسلم سيفه بالشجرة
فتأمل - ح
(3) سقط من - ف -
67

وكان أكثر حديثه عن عمر رضي الله عنه قال لما كان يوم بدر قال ما ترون في هؤلاء الأسارى فقال أبو بكر رضي الله عنه
يا نبي الله بنو العم والعشيرة والاخوان غير أنا نأخذ منهم الفداء ليكون لنا قوة على المشركين وعسى الله عز وجل ان يهديهم
إلى الاسلام ويكونوا لنا عضدا قال فماذا ترى يا ابن الخطاب قلت يا نبي الله ما أرى الذي رأى أبو بكر ولكن هؤلاء أئمة الكفر
وصناديدهم فقربهم واضرب أعناقهم قال فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت انا فأخذ منهم
الفداء فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا هو وأبو بكر قاعدان يبكيان فقلت يا نبي الله أخبرني من
أي شئ تبكى أنت وصاحبك فان وجدت بكاء بكيت والا تباكيت لبكائكما قال الذي عرض على أصحابك لقد عرض على
عذابكم أدنى من هذه الشجرة، وشجرة قريبة حينئذ فأنزل الله عز وجل (ما كان لنبي أن يكون له اسرى حتى يثخن في
الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة) الآية - أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن عكرمة بن عمار زاد
إلى قوله (فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا) فأحل الله الغنيمة لهم - وقد مضى في كتاب القسم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي ثنا
إبراهيم بن عرعرة (ح وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا أحمد بن إسحاق بن
صالح ثنا إبراهيم بن عرعرة ثنا أزهر عن ابن عون عن محمد عن عبيدة عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم في الأسارى يوم بدر إن شئتم قتلتموهم وان شئتم فاديتموهم واستمتعتم بالفداء واستشهد منكم بعدتهم قال
فكان آخر السبعين ثابت بن قيس قتل يوم اليمامة - زاد البرلسي في روايته قال ابن عرعرة رددت هذا على أزهر فأبى
الا أن يقول عبيدة عن علي رضي الله عنه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن سعد ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا عمرو بن علي وأحمد بن المقدام قالا ثنا
أبو بحر البكراوي ثنا شعبة ثنا أبو العنبس عن أبي الشعشاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جعل رسول الله صلى الله
عليه وسلم في فداء الأسارى أهل الجاهلية أربعمائة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق في
قصة بدر قال وكان في الأسارى أبو وداعة السهمي فقدم ابنه المطلب المدينة فأخذ أباه بأربعة آلاف درهم فانطلق به ثم
بعث قريش في فداء الأسارى فقدم مكرز بن حفص في فداء سهيل بن عمرو فقال اجعلوا رجلي مكان رجله وخلوا سبيله
حتى يبعث إليكم بفدائه فخلوا سبيل سهيل وحبسوا مكرزا قال ففدا كل قوم أسيرهم بما رضوا قال وكان أكثر الأسارى
يوم بدر فداء العباس بن عبد المطلب وذلك لأنه كان رجلا موسرا فافتدى نفسه بمائة أوقية ذهب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ثنا القباني والحسن بن علي بن زياد وصالح بن محمد الرازي
قالوا ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة قال وقال ابن شهاب حدثني انس بن مالك رضي الله عنه
ان رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ائذن لنا فلنترك لابن أختنا العباس فداءه فقال والله
لا تذرون درهما - رواه البخاري في الصحيح عن إبراهيم بن المنذر - وسائر الأحاديث في هذا الباب قد مضت في
كتاب القسم -
باب قتل المشركين بعد الأسئار بضرب الأعناق دون المثلة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا إسماعيل ابن علية
عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إن الله كتب الاحسان على كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليجد أحدكم
شفرته وليرح ذبيحته - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة -
68

(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر بن شوذب المقرى بواسط ثنا أحمد بن سنان
ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن عدى بن ثابت عن عبد الله بن يزيد رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن المثلة والنهبي - رواه البخاري في الصحيح عن حجاج بن منهال وغيره عن شعبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني
جرير بن حازم عن شعبة بن الحجاج عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة الأسلمي عن أبيه بريدة رضي الله عنه
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على جيش أو سرية امره في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه
من المؤمنين خيرا ثم قال اغزوا باسم الله فقاتلوا في سبيل الله وقاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا
ولا تقتلوا وليدا - أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن شعبة -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا عفان ثنا
همام ثنا قتادة عن الحسن عن هياج بن عمران البرجمي ان عاملا (1) لأبيه ابق فجعل الله عليه إن قدر عليه ليقطعن يده فلما قدر
عليه بعثني إلى عمران بن حصين رضي الله عنه فسألته فقال إن سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يحث في خطبته على الصدقة
(ونهى عن المثلة قال وبعثني إلى سمرة فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يحث على الصدقة - 2) وينهى عن المثلة قال
الشافعي رحمه الله فان قال قائل قد قطع أيدي الذين استاقوا لقاحه وأرجلهم وسمل أعينهم فان انس بن مالك ورجلا رويا
هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم رويا فيه أو أحدهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يخطب بعد ذلك خطبة الا أمر بالصدقة
ونهى عن المثلة - (قال الشيخ رحمه الله) رواه عبد الله بن عمر وأنس بن مالك وهذه الزيادة في حديث انس -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عبد الوهاب بن
عبد المجيد ثنا حميد عن انس (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو القاسم يوسف بن يعقوب السوسي ثنا محمد بن عبد السلام
ابن بشار ثنا يحيى بن يحيى أنبأ هشيم عن عبد العزيز بن صهيب وحميد عن انس بن مالك رضي الله عنه ان ناسا من عرينة
قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتووها (1) وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان شئتم ان تخرجوا إلى إبل
الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا فصحوا ثم مالوا على الرعاء فقتلوهم وارتدوا عن الاسلام واستاقوا ذود
رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في اثرهم فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم
وتركهم في الحرة حتى ماتوا - لفظ حديث هشيم وفى رواية عبد الوهاب عن حميد قال لا احفظ اشربوا أبوالها - رواه
مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى -
(وأخبرنا) أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو سعيد ثنا الزعفراني ثنا يزيد بن هارون أنبأ ابان عن قتادة عن انس بن مالك رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث حميد الا أنه قال نفر من عكل قال فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
المثلة بعد ذلك -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدى عن هشام عن قتادة عن
انس بن مالك رضي الله عنه - بهذا الحديث زاد ثم نهى عن المثلة -
(وأخبرنا) أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا سعيد عن
قتادة عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رهطا من عكل وعرينة - فذكر هذا الحديث - قال قتادة بلغنا ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يحث في خطبته بعد ذلك على الصدقة وينهى عن المثلة (قال الشافعي رحمه الله) وكان علي بن الحسين
ينكر حديث انس في أصحاب اللقاح -
(أخبرنا) أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن أبي يحيى عن جعفر عن أبيه عن علي بن

(1) كذا - ح
(2) سقط من ف - كذا والضمير للمدينة وهي معلومة من السياق - ح -
69

الحسين عليهما السلام قال لا والله ما سمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عينا ولا زاد أهل اللقاح على قطع أيديهم وأرجلهم -
(قال الشيخ رحمه الله) حديث انس حديث ثابت صحيح ومعه رواية ابن عمرو فيهما جميعا انه سمل أعينهم فلا معنى لانكار من
أنكر والا حسن حمله على النسخ -
(كما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا عفان بن مسلم ثنا همام عن قتادة عن
انس رضي الله عنه ان رهطا من عرينة قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث قال قتادة وحدثني ابن سيرين
ان هذا قبل ان تنزل الحدود - وفى رواية هشام عن قتادة ما دل على هذا - أو حمله على أنه فعل بهم ما فعلوا بالرعاء -
(والذي يدل عليه ما أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا إسحاق يعنى ابن
إبراهيم المروزي ثنا يحيى بن غيلان (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران
وأبو العباس السراج قالا ثنا الفضل بن سهل الأعرج ثنا يحيى بن غيلان ثنا يزيد بن زريع عن سليمان التيمي عن انس
رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما سمل أعين أولئك لأنهم سملوا أعين الرعاة - لفظ حديث الأعرج
وفى رواية المروزي إنما سمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعينهم لأنهم سملوا أعين الرعاة - رواه مسلم في الصحيح
عن الفضل بن سهل -
(وحدثنا) عبد الله بن يوسف أنبأ أبو الحسين علي بن الحسن بن جعفر الرصافي ببغداد أنبأ العباس بن عبد الله بن الحسن بن
سعيد القرشي عن جده الحسن بن سعيد عن حصين بن مخارق عن داود بن أبي هند عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان
النبي صلى الله عليه وسلم إنما مثل بهم لأنهم مثلوا بالراعي -
باب المنع من صبر الكافر بعدا الأسئار بان يتخذ غرضا
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو محمد عبد الله بن شوذب الواسطي بها ثنا أحمد بن سنان ثنا وهب بن
جرير ثنا شعبة عن عدى بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تتخذوا
شيئا فيه الروح غرضا - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة وذكره البخاري (ورواه) المنهال بن عمرو عن
سعيد بن جبير -
(كما أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب
ثنا شعبة ثنا المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير أن ابن عمر رضي الله عنهما خرج في طريق من طرق المدينة فرأى غلمانا
قد نصبوا دجاجة يرمونها فلما رأوه فروا فغضب وقال من فعل هذا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد لعن من مثل
بالحيوان - ذكره البخاري في الشواهد (وكذلك رواه) أبو بشر عن سعيد بن جبير -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو الحيري أنبأ أبو يعلى ثنا زهير بن حرب ثنا هشيم بن بشير أنبأ أبو بشر
70

عن سعيد بن جبير قال مر ابن عمر رضي الله عنهما بفتيان من قريش وقد نصبوا طيرا وهم يرمونه وقد جعلوا لصاحب
الطير كل خاطئة من نبلهم فلما رأوا ابن عمر تفرقوا فقال ابن عمر رضي الله عنهما من فعل هذا لعن الله من فعل هذا ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا - رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب وأخرجه
البخاري ومسلم من حديث أبي عوانة عن أبي بشر -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا علي بن الحسن الداربجردي ثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن
جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن عبد الله عن أبيه عن عبيد بن يعلى عن أبي أيوب رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم نهى عن صبر الدابة - قال أبو أيوب لو كانت دجاجة ما صبرتها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا
أحمد بن خالد الوهبي ثنا محمد بن إسحاق عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن أبيه عن عبيد بن يعلى عن أبي أيوب رضي الله عنه
قال أدربنا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وهو أمير الناس يومئذ على الدروب قال فنزلنا منزلا من ارض الروم فأقمنا
به قال وكان أبو أيوب قد اتخذ مسجدا فكنا نروح ونجلس إليه ويصلى لنا ونستمتع (1) من حديثه قال فوالله انا لعشية معه
إذ جاء رجل فقال اتى الآن الأمير بأربعة اعلاج من الروم فأمر بهم ان يصبروا فرموا بالنبل حتى قتلوا فقام أبو أيوب فزعا
حتى جاء عبد الرحمن بن خالد فقال أصبرتهم لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن صبر الدابة وما أحب ان لي
كذا وكذا وانى صبرت دجاجة قال فدعا عبد الرحمن بن خالد بغلمان له أربعة فأعتقهم مكانهم - قال أبو زرعة عبيد بن يعلى
من أهل فلسطين منزله عسقلان - (ورواه) أيضا عمرو بن الحارث عن بكير -
أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عيسى وزياد بن أيوب قالا أنبأ هشيم أنبأ مغيرة عن شباك
عن إبراهيم عن هنى بن نويرة عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعف الناس قتلة
أهل الايمان -
باب المنع من احراق المشركين بالنار بعد الأسئار
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا محمد بن عباد ثنا سفيان قال
رأيت عمرو بن دينار وأيوب وعمار الدهني (اجتمعوا فتذاكروا الذين حرقهم علي رضي الله عنه فحدث أيوب عن عكرمة
عن ابن عباس رضي الله عنهما - 2) انه بلغه قال لو كنت انا ما حرقتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعذبوا بعذاب الله
ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه فقال عمار لم يحرقهم ولكن حفر لهم حفائر وخرق بعضها
إلى بعض ثم دخن عليهم حتى ماتوا فقال عمرو قال الشاعر -
لترم بي المنايا حيث شاءت * إذا لم ترم بي في الحفرتين
إذا ما أججوا حطبا ونارا * هناك الموت نقدا غير دين
رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان دون قول عمار وعمرو -
(أخبرنا) أبو القاسم علي بن محمد الأيادي ببغداد أنبأ أحمد بن يوسف النصيبي ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو النضر ثنا
الليث حدثني بكير (ح وأنبأ) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث
عن بكير عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث وقال إن
وجدتم فلانا - وفلانا لرجلين من قريش - فأحرقوهما بالنار، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج انى كنت
أمرتكم ان تحرقوا فلانا وفلانا بالنار وإن النار لا يعذب بها الا الله فان وجدتموهما فاقتلوهما - لفظهما سواء - رواه البخاري

(1) ف - ونستمع
(2) سقط من ف -
71

في الصحيح عن قتيبة بن سعيد -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد ثنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا يحيى بن جعفر أنبأ الضحاك بن مخلد ثنا ابن
جريج ان زياد بن سعد أخبره ان أبا الزناد أخبره ان حنظلة بن علي أخبره عن حمزة بن عمرو الأسلمي ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعث رجلا فقال إن أصبت فلانا أو فلانا فأحرقوه بالنار فلما ولى دعاه فقال إنه لا يعذب بالنار الا ربها -
(ورواه) مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد -
(كما أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا مغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي
الزناد قال وحدثني محمد بن حمزة الأسلمي عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره على سرية قال فخرجت فيها
وقال إن وجدتم فلانا فأحرقوه بالنار فوليت فناداني فرجعت إليه فقال إن وجدتم فلانا فاقتلوه ولا تحرقوه فإنه لا يعذب
بالنار الا رب النار -
(واما حديث) أسامة بن زيد حيث أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يحرق على ابني (1) وما روى في نصب المنجنيق
على الطائف فغير مخالف لما قلنا إنما هو في قتال المشركين ما كانوا ممتنعين وما روى من النهى في المشركين إذا كانوا مأسورين
وشبهه الشافعي رحمه الله برمى الصيد ما دام على الامتناع ثم النهى عن رمى الدجاجة التي ليست بممتنعة وبالله التوفيق -
باب جريان الرق على الأسير وان أسلم
إذا كان اسلامه بعد الأسر
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ
الشافعي أنبأ عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه
قال أسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بنى عقيل فأوثقوه فطرحوه في الحرة فمر به رسول الله صلى الله
عليه وسلم ونحن معه أو قال اتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار وتحته قطيفة فناداه يا محمد يا محمد فأتاه النبي صلى الله
عليه وسلم فقال ما شأنك قال فيم أخذت وفيم أخذت سابقة الحاج قال أخذت بجريرة حلفائكم ثقيف وكانت ثقيف قد
أسرت رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فتركه ومضى فناداه يا محمد يا محمد فرحمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع
إليه فقال ما شأنك فقال إنه مسلم قال لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح، قال فتركه ومضى فناداه يا محمد يا محمد فرجع
إليه فقال إني جائع فأطعمني قال وأحسبه قال وانى عطشان فاسقني قال هذه حاجتك قال ففداه رسول الله صلى الله عليه

(1) بوزن حبلى موضع بالشام - معجم البلدان - ح -
72

وسلم بالرجلين اللذين اسرتهما ثقيف وأخذ ناقته تلك - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم (عن عبد الوهاب - 1)
باب من يجرى عليه الرق
خبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي قال قد سبى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بنى المصطلق وهوازن وقبائل من العرب واجري عليهم الرق حتى من عليهم بعد فاختلف أهل العلم
(فغازى)؟ فزعم بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما اطلق سبى هوازن قال لو كان تام (2) على أحد من العرب سبى لتم على
(آلاء)؟ ولكنه اسار وفداء (قال الشافعي) فمن ثبت هذا الحديث زعم أن الرق لا يجرى على عربي بحال وهذا قول
الزهري وسعيد بن المسيب والشعبي ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعمر بن عبد العزيز (قال الشافعي)
خبرنا سفيان عن يحيى بن يحيى الغساني عن عمر بن عبد العزيز (ح قال وأنبأ) سفيان عن رجل عن الشعبي ان عمر رضي الله عنه
قال لا يسترق عربي (قال وأنبأ) عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن ابن المسيب قال في المولى ينكح الأمة يسترق
ولده وفى العربي ينكح الأمة لا يسترق ولده عليه قيمتهم (قال الشافعي) ومن لم يثبت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
ذهب إلى أن العرب والعجم سواء وانه يجرى عليهم الرق حيث جرى على العجم والله أعلم قال الربيع وبه يأخذ الشافعي

(1) سقط من ف
(2) كذا وفي كتاب الام تاما - ح -
73

رحمه الله (قال الشيخ رحمه الله) اما الرواية فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنما ذكرها الشافعي في القديم عن محمد هو ابن
عمر الواقدي عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبيه عن السلولي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ان النبي صلى الله
عليه وسلم قال يوم حنين لو كان ثابتا على أحد من العرب سباء بعد اليوم لثبت على هؤلاء ولكن إنما هو اسار وفداء - وهذا
اسناد ضعيف لا يحتج بمثله -
(واما الرواية فيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي ثنا علي بن
عبد العزيز ثنا أبو عبيد ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن الشعبي قال لما قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال
ليس على عربي ملك ولسنا بنازعي من يد رجل شيئا أسلم عليه ولكنا نقومهم الملة (1) خمسا من الإبل - قال أبو عبيد يقول
هذا الذي في يده السبي لا ننزعه من يده بلا عوض لأنه أسلم عليه ولا نتركه مملوكا وهو من العرب ولكنه قوم قيمته خمسا
من الإبل للذي سباه ويرجع إلى نسبه عربيا كما كان (قال الشيخ) وهذه الرواية منقطعة عن عمر رضي الله عنه -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو بكر بن عتاب ثنا القاسم هو الجوهري ثنا ابن أبي أويس ثنا إسماعيل بن
إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال قال ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فرض في كل سبى فدى من العرب ستة فرائض وانه كان يقضى بذلك فيمن تزوج الولائد من العرب - وهذا أيضا مرسل
الا انه جيد -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا ابن منيع ثنا داود بن رشيد ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن
إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن سعيد بن المسيب قال أبقت أمة لبعض العرب فوقعت بوادي القرى فانتهت إلى
الحي الذي أبقت منهم فتزوجها رجل من بنى عذرة فنثرت له بطنها ثم عثر عليها سيدها فأستاقها وولدها فقضى عمر رضي الله عنه
للعذرى يعنى قضى له بولده وقضى عليه بالغرة لكل وصيف وصيف ولكل وصيفة وصيفة وجعل ثمن الغرة إذا لم توجد
على أهل القرى ستين دينارا أو سبعمائة درهم وعلى أهل البادية ست فرائض (قال الشيخ) وهذا ورد في وطئ الشبهة
فيكون الولد حرا وعليه قيمته لصاحب الجارية وكأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى القيمة بما نقل في هذا الأثر إن
ثبت والله أعلم - وجريان الرق على سبايا بنى المصطلق وهوازن صحيح ثابت والمن عليهم باطلاق السبايا تفضل -
(وذلك بين فيما أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا القعنبي عن مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن
محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز قال دخلت المسجد فرأيت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه فجلست إليه فسألته عن العزل
فقال أبو سعيد رضي الله عنه خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بنى المصطلق فأصبنا سبايا من سبى العرب
فاشتهينا النساء واشتدت علينا العزبة وأحببنا الفداء فأردنا ان نعزل ثم قلنا نعزل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا
قبل ان نسأله عن ذلك فسألناه عن ذلك فقال ما عليكم ان لا تفعلوا ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة الا وهي كائنة -
رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا
يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت لما قسم رسول الله
صلى الله عليه وسلم سبايا بنى المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن شماس أو لابن عم له فكاتبته
على نفسها وكانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد الا أخذت بنفسه فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها
قالت عائشة فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهتها وقلت سيرى منها مثلما رأيت فلما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالت يا رسول الله انا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك وقد كاتبت على نفسي فأعنى

(1) بكسر الميم وتشديد اللام وهي الدية كما في النهاية - ح
(2) من ف -
74

على كتابتي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو خير من ذلك أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك فقالت نعم ففعل رسول الله
صلى الله عليه وسلم (فبلغ الناس انه قد تزوجها فقالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وآله (1) فأرسلوا ما كان في أيديهم
من بنى المصطلق فلقد أعتق بها مائة أهل بيت من بنى المصطلق فما أعلم امرأة أعظم بركة منها على قومها -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس ثنا احمد ثنا يونس عن ابن إسحاق حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه
عن جده قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحنين فلما أصاب من هوازن ما أصاب من أموالهم وسباياهم أدركه وفد
هوازن بالجعرانة وقد أسلموا فقالوا يا رسول الله لنا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من
الله عليك وقام خطيبهم زهير بن صرد فقال يا رسول الله إنما في الحظائر من السبايا خالاتك وعماتك وحواضنك
اللاتي كن يكفلنك وذكر كلاما وأبياتا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤكم وأبناؤكم أحب إليكم أم أموالكم
فقالوا يا رسول الله خيرتنا بين أحسابنا وبين أموالنا، أبناؤنا ونساؤنا أحب إلينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما
ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم وإذا انا صليت بالناس فقوموا وقولوا انا نستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبنائنا ونسائنا سأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم فلما صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر قاموا فقالوا ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أما ما كان لي ولبنى عبد المطلب فهو لكم وقال المهاجرون وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم (2)
فقال الأقرع بن حابس اما انا وبنو تميم فلا فقال العباس بن مرداس السلمي اما انا وبنو سليم فلا فقالت بنو سليم بل ما كان
لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عيينة بن بدر أما انا وبنو فزارة فلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمسك
منكم بحقه فله بكل انسان ستة فرائض من أول فئ نصيبه فردوا إلى الناس نساءهم وأبناءهم - وحديث المسور بن
مخرمة في سبى هوازن قد مضى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن نعيم ثنا حامد بن عمر البكراوي ثنا مسلمة بن علقمة المازني
عن داود بن أبي هند عن عامر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ثلاث سمعتهن لبنى تميم من رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا أبغض بنى تميم بعدهن ابدا كان على عائشة رضي الله عنها نذر محرر من ولد إسماعيل فسبى سبى من بلعنبر فلما جئ بذلك
السبي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ان سرك ان تفي بنذرك فاعتقي محررا من هؤلاء فجعلهم من ولد إسماعيل، وجئ
بتعم من نعم الصدقة فلما رآه راعه حسنه قال فقال هذا نعم قومي فجعلهم قومه، قال وقال هم أشد الناس قتالا في الملاحم -
رواه مسلم في الصحيح عن حامد بن عمر وأخرجاه من حديث أبي زرعة عن أبي هريرة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا يزيد بن هارون أنبأ مسعر
عن عبيد بن الحسن عن ابن مغفل ان سبيا من خولان قدم وكان على عائشة رضي الله عنها رقبة من ولد إسماعيل فقدم سبى
من اليمن فأرادت ان تعتق فنهاها النبي صلى الله عليه وسلم فقدم سبى من مضر احسبه قال من بنى العنبر فأمرها ان تعتق -
تابعه شعبة عن عبيد -
باب تحريم الفرار من الزحف وصبر الواحد مع الاثنين
قال الله تبارك وتعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار) الآية وقال (يا أيها النبي
حرض المؤمنين على القتال) إلى أخر الآيتين -

(1) من ف
(2) وفي سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق بهذا السند زيادة - وقالت الأنصار وما كان لنا فهو لرسول الله
صلى الله عليه وسلم - ح -
75

(وأخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي الحافظ ببغداد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد (أخبرنا أبو بكر - 1) هو
ابن حمدان النيسابوري ثنا الحسن بن علي بن زياد (ثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثني سليمان بن بلال عن ثور بن
زيد - 2) عن أبي الغيث عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قالوا
يا رسول الله وماهن - فذكرهن وذكر فيهن التولي يوم الزحف - رواه البخاري في الصحيح عن الأويسي -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني
ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبى النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتبا له قال كتب
إليه عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا
لقيتموهم فاصبروا واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن معاوية
ابن عمرو -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان الرملي ثنا سفيان بن عيينة (ح وأخبرنا)
أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن عمرو
ابن دينار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت هذه الآية (ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين) فكتب
عليهم ان لا يفر العشرون من المائتين فأنزل الله عز وجل (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة
صابرة يغلبوا مائتين) فخفف عنهم وكتب عليهم ان لا يفر مائة من مائتين - رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله
عن سفيان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله بن الحسين بن النضر المروزي أنبأ الحارث بن أبي أسامة ثنا عفان بن مسلم ثنا
جرير بن حازم (ح وأخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن هو ابن سفيان ثنا حبان أنبأ عبد الله أنبأ
جرير بن حازم ثنا الزبير بن الخريت عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت (ان يكن منكم عشرون صابرون
يغلبوا مائتين) قال فرض عليهم ان لا يفر رجل (من عشرة ولا قوم من عشر أمثالهم فجهد ذلك الناس وشق عليهم فنزلت
(الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين) قال فأمروا ان لا يفر رجل - 2) من
رجلين ولا قوم من مثليهم - قال ابن عباس فنقص من الصبر (3) بقدر ما خفف من العدة - هذا لفظ حديث عفان وفى
رواية عبد الله بن المبارك فشق ذلك على المسلمين حين فرض ان لا يفر واحد من عشرة فجاء التخفيف فقال (الآن خفف الله
عنكم) الآية فلما خفف الله عنهم من العدة نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم - رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن
عبد الله السلمي عن ابن المبارك -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال إن فر رجل من اثنين فقد فر وإن فر من ثلاثة لم يفر -
باب من تولى متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن
يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن عمر رضي الله عنهما قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية
فلقوا العدو فحاص الناس حيصة فأتينا المدينة ففتحنا بابها وقلنا يا رسول الله نحن الفرارون فقال بل أنتم العكارون وانا فئتكم -
(وأخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا يحيى بن جعفر ثنا علي بن

(1) ليس في - ف -
(2) سقط من ف
(3) م - النصر وهذه الكلمة مشتبهة في ف - ح -
76

عاصم ثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم في سرية فلقينا العدو فحاص المسلمون حيصة فكنت فيمن حاص قلت في نفسي لا ندخل المدينة وقد بؤنا بغضب
من الله ثم قلنا ندخلها فنمتار منها فدخلنا فلقينا النبي صلى الله عليه وسلم وهو خارج إلى الصلاة فقلنا نحن الفرارون فقال بل
أنتم العكارون فقلنا يا نبي الله أردنا ان لا ندخل المدينة وان نركب البحر قال لا تفعلوا فانى فئة كل مسلم -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد
ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال انا فئة كل مسلم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا يحيى بن محمد ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن سماك سمع
سويدا سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لما هزم أبو عبيدة لو أتوني كنت فئتهم (ذكر الشافعي رحمه الله) في رواية
أبى عبد الرحمن البغدادي عنه أحاديث في البيعة على السمع والطاعة فيما استطاعوا وقد ذكرناها في قتال أهل البغى -
باب النهى عن قصد النساء والولدان بالقتل
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني املاء ثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد
الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن عمه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه
إلى ابن أبي الحقيق نهاه عن قتل النساء والولدان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد بن عمرو الحرشي أنبأ أحمد بن عبد الله بن يونس
ثنا ليث بن سعد عن نافع ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما اخبره ان امرأة وجدت في بعض مغازى رسول الله صلى الله
عليه وسلم مقتولة فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان - رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن
يونس ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وغيره عن الليث -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن بشير وأبو أسامة
قالا ثنا عبيد الله يعنى ابن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال وجدت امرأة مقتولة في بعض تلك المغازي فنهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة ورواه البخاري
عن إسحاق بن إبراهيم عن أبي أسامة (وقد مضى) في حديث بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تقتلوا وليدا -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا أحمد بن عبيد بن ناصح ثنا عبد الوهاب يعنى
ابن عطاء الخفاف ثنا يونس بن عبيد عن الحسن عن الأسود بن سريع رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فغزوت معه فأصبنا ظفرا فقتل الناس يومئذ حتى قتلوا الذرية فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما بال أقوام
جاوز بهم القتل حتى قتلوا الذرية فقال رجل يا رسول الله إنما هي (1) أبناء المشركين (قال ألا ان خياركم أبناء
المشركين - 2) ثم قال لا تقتلوا الذرية قالها ثلاثا وقال كل نسمة تولد على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها فأبواها يهودانها
وينصرانها - قال أبو جعفر أحمد بن عبيد معنى قوله كل نسمة يولد؟ على الفطرة يعنى الفطرة التي فطرهم عليها حين
أخرجهم من صلب آدم فأقروا بتوحيده (وكذلك) رواه هشيم عن يونس بن عبيد وذكر فيه سماع الحسن من
الأسود بن سريع -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن المؤمل ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا عمرو بن عون ثنا هشيم أنبأ يونس
ابن عبيد عن الحسن قال حدثنا الأسود بن سريع رضي الله عنه قال كنا في غزوة لنا - فذكر الحديث (ورواه) أيضا
قتادة عن الحسن -

(1) ف - هم
(2) سقط من ف -
77

باب قتل النساء والصبيان في التبييت والغارة من غير قصد
وما ورد في إباحة التبييت
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أخبرني
الصعب بن جثامة رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن أهل الدار من المشركين يبيتون فيصاب من نسائهم
وذراريهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هم منهم - وزاد عمرو بن دينار عن الزهري هم من آبائهم - لفظ حديث أبي عبد الله
وفى روايتهما وربما قال سفيان في الحديث هم من آبائهم - رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله ورواه مسلم
عن يحيى بن يحيى وغيره كلهم عن سفيان -
(وأخبرنا) أبو عبد الله وأبو زكريا وأبو بكر قالوا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي عن سفيان عن الزهري عن ابن
كعب بن مالك عن عمه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث إلى ابن أبي الحقيق نهى عن قتل النساء والولدان - لفظ
حديث أبي عبد الله زاد أبو عبد الله في روايته قال الشافعي فكان سفيان يذهب إلى أن قول النبي صلى الله عليه وسلم هم
منهم إباحة لقتلهم وان حديث ابن أبي الحقيق ناسخ له قال وكان الزهري إذا حدث بحديث الصعب بن جثامة اتبعه
حديث ابن كعب بن مالك (قال الشافعي رحمه الله) وحديث الصعب بن جثامة كان في عمرة النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان
في عمرته الأولى فقد قتل ابن أبي الحقيق قبلها وقيل في سنتها وإن كان في عمرته الآخرة فهو بعد أمر ابن أبي الحقيق
غير شك والله أعلم قال ولم نعلمه رخص في قتل النساء والولدان ثم نهى عنه ومعنى نهيه عندنا والله أعلم عن قتل النساء
والولدان ان يقصد قصدهم بقتل وهم يعرفون مميزين ممن أمر بقتله منهم قال ومعنى قوله هم منهم انهم يجمعون خصلتين
ان ليس لهم حكم الايمان الذي يمنع الدم ولا حكم دار الايمان الذي يمنع الغارة على الدار (قال الشيخ رحمه الله) اما قوله في
حديث الصعب بن جثامة ان ذلك كان في عمرته -
(فإنما قال ذلك استدلالا بما أخبرنا) أبو عمرو البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا جعفر الفاريابي ثنا علي بن المديني ثنا سفيان
ثنا الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن الصعب بن جثامة رضي الله عنه قال مر بي رسول الله صلى الله وسلم وانا
بالابواء أو بودان فأهديت إليه لحم حمار وحش فرده على فلما رأى الكراهية في وجهي قال إنه ليس بنا رد عليك ولكنا
حرم، قال وسئل عن ذراري المشركين فيبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم فقال هم منهم، قال وسمعته يقول لا حمى
الا لله ولرسوله - قال على فردده سفيان في هذا المجلس مرتين ثم قال حفظته غير مرة سمعته وكان إذا حدث بهذا الحديث
قال وأخبرني ابن كعب بن مالك عن عمه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث إلى ابن أبي الحقيق نهى عن قتل النساء
78

والولدان -
(واما تاريخ قتل ابن أبي الحقيق وتاريخ عمرته فقد أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن
عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق هو ابن يسار قال فلما انقضى أمر الخندق وامر بني قريظة وكان أبو رافع سلام
ابن أبي الحقيق ممن كان حزب الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذنت الخزرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
في قتل سلام بن أبي الحقيق وكان بخيبر فأذن لهم فيه قال ثم غزا بنى المصطلق في شعبان سنة ست ثم خرج في ذي القعدة
معتمرا عام الحديبية (قال الشيخ) ثم كانت عمرته التي تسمى عمرة القضاء ثم عمرة الجعرانة ثم عمرته في سنة حجته كلهن
بعد ذلك وقتل ابن أبي الحقيق كان قبلهن فكيف يكون نهيه في قصة ابن أبي الحقيق عن قتل النساء والولدان ناسخا لحديث
الصعب بن جثامة الذي كان بعده وزعموا أنه هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومات في خلافة أبى بكر رضي الله عنه
فإن كان سماعه الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما هاجر فيكون ذلك أيضا بعد قصة ابن أبي الحقيق فان في
حديث الهدية ما دل على أنه أول ما التقى بالنبي صلى الله عليه وسلم فيكون وجه الحديثين ما أشار إليه الشافعي رحمه الله من
اختلاف الحالين والله أعلم -
(واحتج الشافعي في جواز التبييت أيضا بما أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى قالا ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عمر بن حبيب عن عبد الله بن عون ان نافعا كتب إليه يخبره ان ابن
عمر رضي الله عنه أخبره ان النبي صلى الله عليه وسلم أغار على بنى المصطلق وهم غارون في نعمهم بالمريسيع فقتل المقاتلة
وسبى الذرية - أخرجاه في الصحيح من حديث ابن عون كما مضى -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي ثنا عبد الصمد وأبو عامر عن عكرمة بن عمار ثنا
اياس بن سلمة عن أبيه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا أبا بكر رضي الله عنه فغزونا ناسا من المشركين فبيتناهم
فقتلهم وكان شعارنا تلك الليلة أمت أمت قال سلمة فقتلت بيدي تلك الليلة سبعة أهل أبيات من المشركين -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا القعنبي
فيما قرأ على مالك عن حميد الطويل عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى خيبر فجاءها
ليلا وكان إذا جاء قوما بالليل لا يغير عليهم حتى يصبح فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم فلما رأوه قالوا محمد والله
(محمد والخميس فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر خربت خيبر انا إذا نزلنا بساحة قوم - 1) فساء صباح المنذرين -
رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي -

(1) سقط من ف -
79

(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عبد الوهاب الثقفي عن حميد عن انس رضي الله عنه قال سار رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى خيبر فانتهى إليها ليلا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طرق قوما لم يغر عليهم حتى يصبح فان سمع اذانا أمسك
وان لم يكونوا يصلون أغار عليهم حين يصبح فلما أصبح ركب وركب المسلمون وخرج أهل القرية ومعهم مكاتلهم
ومساحيهم فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا محمد والخميس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر خربت خيبر
انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين قال انس وانى لردف لأبي طلحة وان قدمي لتمس قدم رسول الله صلى الله
عليه وسلم -
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي في رواية انس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان
لا يغير حتى يصبح ليس بتحريم للإغارة ليلا ولا نهارا ولا غارين في حال والله أعلم ولكنه على أن يكون يبصر من معه كيف
يغيرون احتياطا من أن يؤتوا من كمين أو من حيث لا يشعرون وقد يختلط الحرب إذا أغاروا ليلا فيقتل بعض المسلمين
بعضا قد أصابهم ذلك في قتل ابن عتيك فقطعوا رجل أحدهم (قال الشافعي رضي الله عنه) قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم
بالغارة على غير واحد من يهود فقتلوه قتل أبى رافع عبد الله بن أبي الحقيق ويقال سلام بن أبي الحقيق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد الجوهري ثنا أبو جعفر أحمد بن موسى الشطوي ثنا محمد بن
سابق ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبى رافع اليهودي
وكان يسكن ارض الحجاز فندب له سرايا من الأنصار وامر عبد الله بن عتيك وكان أبو رافع يؤذى النبي صلى الله عليه وسلم
ويعين عليه وكان في حصين له بأرض الحجاز فلما دنوا منه غربت الشمس وراح الناس بسرحهم فقال لهم عبد الله اجلسوا
مكانكم فانى منطلق فمتطلع الأبواب لعلى ادخل فأقتله حتى إذا دنا من الباب تقنع بثوبه كأنه يقضى حاجة وقد دخل الناس
فهتف به البواب فقال يا عبد الله ان كنت تريد أن تدخل فادخل فانى أريد أن أغلق الباب قال فدخلت فلما دخل الناس
أغلق الباب ثم علق الأقاليد على وتد قال فقمت إلى الأقاليد فأخذتها ففتحت الباب وكان أبو رافع يسمر عنده في علال له
فلما نزل عنه أهل سمره صعدت إليه فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت على من داخل فقلت ان القوم نذروا بي لم يخلصوا
إلى حتى اقتله قال فانتهيت إليه فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله لا أدرى أين هو من البيت فقلت أبا رافع فقال من هذا
فاهوى نحو الصوت فأضربه ضربة غير طائل وانا دهش فلم اغن عنه شيئا وصاح فخرجت من البيت فمكثت غير بعيد ثم
جئت فقلت ما هذا الصوت يا أبا رافع فقال لامك الويل رجل في البيت ضربني قبل بالسيف قال فأضربه ضربة ثانية ولم اقتله
ثم وضعت ضبابة (1) السيف في بطنه ثم اتكيت عليه حتى سمعته اخذ في ظهره فعرفت انى قد قتلته فجعلت افتح الأبواب
بابا بابا حتى انتهيت إلى درجة فوضعت رجلي وانا أرى انى قد انتهيت إلى الأرض فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت رجلي
فعصبتها بعمامتي ثم انى انطلقت حتى جلست عن الباب قلت والله لا اخرج الليلة حتى اعلم انى قد قتلته أولا فلما صاح الديك
قام الناعي على السور فقال انعى أبا رافع تاجر أهل الحجاز فانطلقت أتعجل إلى أصحابي فقلت النجاء قد قتل الله أبا رافع

(1) كذا وفي صحيح البخاري ضبيب، في رواية صبيب وفي أخرى ظبيب ويقال ظبة وصوب وظبة السيف حده ومثلها
ذبابه وذبابته - ح -
80

حتى انتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال ابسط رجلك فبسطتها فمسحها فكأنما لم اشتكها قط -
(وأخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبيد الله بن موسى
(ح قال وأخبرني) المنيعي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن أبي سحاق عن البراء رضي الله عنه
قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبى رافع اليهودي رجالا من الأنصار وامر عليهم عبد الله بن فلان - وذكر الحديث
بنحوه غير أنه قال فانى منطلق فمتلطف للبواب وقال فدخلت فكمنت فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الأقاليد على
ود - رواه البخاري في الصحيح عن يوسف بن موسى عن عبيد الله بن موسى (ويذكر) من وجه آخر أن ذلك كان
بخيبر وأن عبد الله بن أنيس هو الذي قتله - وفى حديث آخر أن عبد الله بن أنيس ضربه وابن عتيك ذفف عليه (وفى الروايات
كلها ان ابن عتيك ذفف عليه - 1) وفى الروايات كلها ان ابن عتيك سقط فوثئت رجله -
(قتل كعب بن الأشرف)
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن يعقوب أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا علي بن المديني
ثنا سفيان قال عمرو بن دينار سمعت جابر بن عبد الله (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن سهل
وإبراهيم بن محمد قالا ثنا ابن أبي عمر ثنا سفيان عن عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله فقال له محمد بن مسلمة أتحب ان اقتله يا رسول الله
قال نعم قال انا له يا رسول الله فأذن لي ان أقول قال قل فأتاه محمد بن مسلمة فقال إن هذا الرجل قد أخذنا بالصدقة
وقد عنانا وقد مللنا منه فقال الخبيث لما سمعها وأيضا والله لتملنه أو لتملن منه ولقد علمت أن أمركم سيصير إلى هذا قال انا
لا نستطيع ان نسلمه حتى ننظر ما فعل (2) وانا نكره ان ندعه بعد أن اتبعناه حتى ننظر إلى أي شئ يصير امره وقد جئتك لتسلفني
تمرا قال نعم على أن ترهنوني نساءكم قال محمد نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب قال فأولادكم قال فيعير الناس أولادنا
انا رهناهم بوسق أو وسقين وربما قال فيسب ابن أحدنا فيقال رهن بوسق أو وسقين قال فأي شئ ترهنون قال نرهنك
اللامة يعنى السلاح قال نعم فواعده ان يأتيه فرجع محمد إلى أصحابه فاقبل واقبل معه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة
وجاء معه رجلان آخران فقال إني مستمكن من رأسه فإذا أدخلت يدي في رأسه فدونكم الرجل فجاؤه ليلا وأمر أصحابه
فقاموا في ظل النخل وأتاه محمد فناداه يا أبا الأشرف فقالت امرأته أين تخرج هذه الساعة فقال إنما هو محمد بن مسلمة واخى
أبو نائلة فنزل إليه ملتحفا في ثوب واحد تنفح منه ريح الطيب فقال له محمد ما أحسن جسمك وأطيب ريحك قال إن عندي
ابنة فلان وهي اعطر العرب قال فتأذن لي ان أشمه قال نعم فادخل محمد يده في رأسه ثم قال أتأذن لي ان أشم أصحابي قال نعم
فأدخلها في رأسه فأشم أصحابه ثم ادخلها مرة أخرى في رأسه حتى امنه ثم إنه شبك يده في رأسه فنصاه ثم قال لأصحابه دونكم
عدو الله فخرجوا عليه فقتلوه ثم اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره - رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله
ورواه مسلم عن عبد الله بن محمد كلاهما عن سفيان بن عيينة -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو بكر بن عتاب ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا ابن أبي أويس أنبأ
إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة في هذه القصة قال فعانقه سلكان بن سلامة وقال اقتلوني وعدو الله
فلم يزالوا يتخلصون إليه بأسيافهم حتى طعنه أحدهم في بطنه طعنة بالسيف خرج منها مصرانه وخلصوا إليه فضربوه بأسيافهم
وكانوا في بعض ما يتخلصون إليه وسلكان معانقه أصابوا عباد بن بشر في وجهه أو في رجله ولا يشعرون ثم خرجوا يشتدون

(1) سقط من ف
(2) كذا -
81

سراعا حتى إذا كانوا بجرف بعاث فقدوا صاحبهم فرجعوا ادراجهم فوجدوه من وراء الجرف فاحتملوه حتى أتوا به أهلهم
من ليلتهم - وذكر ابن إسحاق هذه القصة عن محمد بن مسلمة قال وأصيب الحارث بن أوس بن معاذ فجرح في رأسه ورجله
أصابه بعض أسيافنا وبمعناه ذكره ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة -
باب المرأة تقاتل فتقتل
(استدلالا بما أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا عمر بن المرقع بن صيفي
حدثني أبي عن جده رباح بن ربيع رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فرأى الناس مجتمعين
على شئ فبعث رجلا فقال انظر على ما اجتمع هؤلاء فجاء فقال على امرأة قتيل فقال ما كانت هذه لتقاتل قال وعلى المقدمة
خالد بن الوليد فبعث رجلا فقال قل لخالد لا تقتلن امرأة ولا عسيفا -
(وفيما روى) أبو داود في المراسيل عن موسى بن إسماعيل عن وهيب عن أيوب عن عكرمة ان النبي صلى الله عليه وسلم
رأى امرأة مقتولة بالطائف فقال ألم انه عن قتل النساء؟ من صاحب هذه المرأة المقتولة؟ قال رجل من القوم انا يا رسول الله
أردفتها فأرادت ان تصرعني فتقتلني فامر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ان توارى -
(وعن) موسى بن إسماعيل عن وهيب وعن سعيد بن منصور عن حماد بن زيد كلاهما عن أيوب عن عكرمة قال لما حاصر
رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف أشرفت امرأة فكشفت قبلها فقالت هادونكم فارموا فرماها رجل من المسلمين
فما أخطأ ذلك منها - وفى حديث وهيب فما أخطأها ان قتلوها فامر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ان توارى (أخبرنا بهما)
أبو بكر محمد بن محمد أنبأ أبو الحسن الفسوي الداودي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود - فذكر الحديثين -
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني
محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة رضي الله عنها انها قالت ما قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من بني قريظة
الا امرأة واحدة والله انها عندي لتضحك ظهر البطن وان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتل رجالهم بالسوق إذ هتف
هاتف باسمها أين فلانة فقالت انا والله فقلت ويلك مالك فقالت اقتل والله قلت ولم قالت لحدث أحدثته فانطلق بها فضرب
عنقها فما انسى عجبا منها طيبة نفسها وكثرة ضحكها وقد عرفت انها تقتل (ذكر الشافعي رحمه الله) في رواية أبى عبد الرحمن
البغدادي عنه عن أصحابه انها كانت دلت على محمود بن مسلمة دلت عليه رحا فقتلته فقتلت بذلك قال وقد يحتمل أن تكون
أسلمت وارتدت ولحقت بقومها فقتلها لذلك ويحتمل غير ذلك (قال الشافعي رحمه الله) لم يصح الخبر لأي معنى قتلها
وقد قيل إن محمود بن مسلمة قتل بخيبر ولم يقتل يوم بني قريظة -
(واحتج بمعنى الحديث الذي أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن ابن
إسحاق حدثني عبد الله بن سهل أحد بنى حارثة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال خرج مرحب اليهودي من حصن خيبر
قد جمع سلاحه وهو يرتجز ويقول من يبارز؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لهذا؟ فقال محمد بن مسلمة انا له
يا رسول الله انا والله الموتور الثائر قتلوا اخى بالأمس - وذكر الحديث (قال الشيخ رحمه الله) والمنقول عندنا في قصة
هذه المرأة (ما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو علي محمد بن جعفر الدقاق ثنا محمد بن جرير فيما حدثهم محمد بن حميد عن سلمة
عن محمد بن إسحاق والحارث بن محمد عن محمد بن سعد عن الواقدي انهم قالوا إن خلاد بن سويد بن ثعلبة الخزرجي دلت
عليه فلانة امرأة من بني قريظة رحا فشدخت رأسه فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له اجر شهيدين فقتلها
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر وكان خلاد بن سويد قد شهد بدرا واحدا والخندق وبنى قريظة - وهذا من
قول ابن إسحاق والواقدي منقطع -
82

باب قطع الشجر وحرق المنازل
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو محمد بن أبي حامد المقرى وأبو صادق بن أبي الفوارس
العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني الليث بن سعد (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا يحيى بن يحيى وأحمد بن يونس (ح وأخبرنا)
أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه
ثنا تميم بن محمد ثنا محمد بن رمح قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقالوا ثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم حرق نخل بنى النضير وقطع وهي البويرة فأنزل الله عز وجل (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على
أصولها فباذن الله وليخزي الفاسقين) رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وقتيبة
وابن رمح -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ثنا معاذ بن المثنى ويوسف القاضي قالا ثنا محمد بن
كثير ثنا سفيان عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قطع نخل بنى النضير
وحرق - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن يعقوب الحافظ أنبأ محمد بن إسحاق بن إبراهيم ثنا هناد بن السرى ثنا عبد الله
ابن المبارك عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع نخل بنى النضير
وحرق ولها يقول حسان بن ثابت -
وهان على سراة بنى لؤي * حريق بالبويرة مستطير
وفى هذا نزلت هذه الآية (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها) رواه مسلم في الصحيح عن هناد بن السرى -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا عبد الله بن أبي مريم ثنا عمرو بن أبي سلمة
أنبأ عبد الله بن نافع الصائغ عن إسماعيل بن إبراهيم عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
حرق بعض نخل بنى النضير وقطع بعضها وقيل في ذلك شعر -
وهان على سراة بنى لؤي * حريق بالبويرة مستطير
تركتم قدركم لا شئ فيها * وقدر القوم حامية تفور
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسين محمد بن يعقوب أنبأ أبو العباس محمد بن إسحاق حدثني أبو المنذر رجاء بن
الجارود ثنا يحيى بن حماد أنبأ جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم حرق نخل
بنى النضير قال ولها يقول حسان بن ثابت -
وهان على سراة بنى لؤي * حريق بالبويرة مستطير
قال فاجابه أبو سفيان بن الحارث -
أدام الله ذلك من صنيع * وحرق في نواحيها السعير
ستعلم أينا منها بنزه * وتعلم أي أرضينا تضير
رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن نصر عن حبان عن جويرية -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا
صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن أسامة رضي الله عنه قال امرني النبي صلى الله عليه وسلم ان
أغير على أبنا صباحا وأحرق -
83

(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود السجستاني ثنا عبد الله بن عمرو الغزي قال سمعت أبا مسهر
قيل له أبنا قال نحن اعلم هي يبنا فلسطين -
(أخبرنا) (أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا ابن
لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأكمة عند حصن الطائف (فحاصرهم
بضع عشرة ليلة وقاتلته ثقيف بالنبل والحجارة وهم في حصن الطائف - 1) وكثرت القتلى في المسلمين (وفى ثقيف
وقطع المسلمون شيئا من كروم ثقيف ليغيظوهم بذلك - قال عروة وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين حين
حاصروا ثقيف ان يقطع كل رجل من المسلمين - 2) خمس نخلات أو حبلات من كرومهم فأتاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فقال يا رسول الله انها عفا لم تؤكل ثمارها فأمرهم ان يقطعوا ما أكلت ثمرته الأول فالأول -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ محمد بن عبد الله بن عتاب ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا ابن أبي أويس
ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة (حدثني موسى بن عقبة - 2) في غزوة الطائف قال ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالأكمة عند حصن الطائف بضع عشرة ليلة يقاتلهم - فذكره قال وقطعوا طائفة من أعنابهم ليغيظوهم بها فقالت ثقيف
لا تفسدوا الأموال فإنها لنا أولكم قال واستأذنه المسلمون في مناهضة الحصن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرى
ان نفتحه (3) وما اذن لنا فيه الآن -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم على
أهل الطائف منجنيقا أو عرادة -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى أنبأ أحمد بن سلمان قال قرئ على عبد الملك بن محمد وانا اسمع ثنا عبد الله بن عمرو
بصرى وكان حافظا ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي عبيدة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
حاصر أهل الطائف ونصب عليهم المنجنيق سبعة عشر يوما - قال أبو قلابة وكان ينكر عليه هذا الحديث (قال الشيخ
رحمه الله) فكأنه كان ينكر عليه وصل اسناده ويحتمل انه إنما أنكر رميهم يومئذ بالمجانيق فقد روى أبو داود في المراسيل
عن أبي صالح عن أبي إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن يحيى هو ابن أبي كثير قال حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
شهرا قلت فبلغك انه رماهم بالمجانيق فأنكر ذلك وقال ما يعرف هذا (قال الشيخ رحمه الله) كذا قال يحيى انه لم يبلغه
وزعم غيره انه بلغه روى أبو داود في المراسيل عن محمد بن بشار عن يحيى بن سعيد عن سفيان عن ثور عن مكحول ان النبي
صلى الله عليه وسلم نصب المجانيق على أهل الطائف وقد ذكره الشافعي في القديم -
(أخبرنا) بهذا الحديث (4) أبو بكر محمد بن محمد أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود فذكرهما - وقد
ذكره الواقدي عن شيوخه كما ذكره مكحول وزعم أن الذي أشار به سلمان الفارسي - وذكر الشافعي في القديم حديث
ابن المبارك عن موسى بن علي عن أبيه ان عمرو بن العاص نصب المنجنيق على أهل الإسكندرية -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا ابن المبارك أنبأ ابن لهيعة
حدثني الحارث بن يزيد ويزيد بن أبي حبيب في فتح قيسارية قال فكانوا يرمونها في كل يوم بستين منجنيقا وذلك في زمن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين فتح الله على يدي معاوية و عبد الله بن عمرو -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هلال بن العلاء ثنا أبو ربيعة
العامري ثنا أبو عوانة عن هارون بن سعيد عن أبي صالح الحنفي عن علي رضي الله عنه قال أمرني رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان أغور ماء آبار بدر (وكذلك) رواه يوسف بن خالد بن عمير عن هارون - ويوسف وأبو ربيعة محمد (5) بن عوف

(1) سقط من ف
(2) من - ف
(3) ف نفتتحه
(4) ف - أخبرنا بهذا وبحديث يحيى -
(5) كذا وفي - ف - فهد محمد وفي لسان الميزان أبو ربيعة بن عوف اسمه زيد ولقبه فهد - ح -
84

ضعيفان (وروى) أبو داود في المراسيل عن محمد بن عبيد عن حماد عن يحيى بن سعيد قال استشار رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم بدر فقال الحباب بن المنذر نرى ان يغور المياه كلها غير ماء واحد فنلقى القوم عليه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن ابن إسحاق حدثني طلحة
ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال كان أبو بكر رضي الله عنه يأمر أمراءه حين كان يبعثهم في الردة إذا
غشيتم دارا - فذكر الحديث إلى أن قال فشنوها غارة فاقتلوا وأحرقوا وانهكوا في القتل والجراح لا يرى بكم وهن
لموت نبيكم صلى الله عليه وسلم -
باب من اختار الكف عن القطع والتحريق إذا كان
الأغلب أنها ستصير دار اسلام أو دار عهد
(أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه الكرابيسي الهروي بها أنبأ احمد
ابن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب ان أبا بكر
رضي الله عنه لما بعث الجنود نحو الشام يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة قال لما ركبوا مشى
أبو بكر مع امراء جنوده يودعهم حتى بلغ ثنية الوداع فقالوا يا خليفة رسول الله أتمشى ونحن ركبان فقال إني احتسب
خطاي هذه في سبيل الله ثم جعل يوصيهم فقال أوصيكم بتقوى الله اغزوا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله فان الله ناصر
دينه ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تجبنوا ولا تفسدوا في الأرض ولا تعصوا ما تؤمرون فإذا لقيتم العدو من المشركين إن شاء الله
فادعوهم إلى ثلاث خصال فان هم أجابوك (1) فاقبلوا منهم وكفوا عنهم ادعوهم (إلى الاسلام فان هم أجابوك فاقبلوا منهم
وكفوا عنهم ثم ادعوهم - 2) إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين فان هم فعلوا فأخبروهم ان لهم مثل ما للمهاجرين
وعليهم ما على المهاجرين وان هم دخلوا في الاسلام واختاروا دارهم على دار المهاجرين فأخبروهم انهم كاعراب المسلمين
يجرى عليهم حكم الله الذي فرض على المؤمنين وليس لهم في الفئ والغنائم شئ حتى يجاهدوا مع المسلمين فان هم أبوا ان
يدخلوا في الاسلام فادعوهم إلى الجزية فان هم فعلوا فاقبلوا منهم وكفوا عنهم وان هم أبوا فاستعينوا بالله عليهم فقاتلوهم
إن شاء الله ولا تغرقن نخلا ولا تحرقنها ولا تعقروا بهيمة ولا شجرة تثمر ولا تهدموا بيعة ولا تقتلوا الولدان ولا الشيوخ
ولا النساء وستجدون (أقواما حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له وستجدون 2 -) آخرين اتخذ
الشيطان في رؤسهم أفحاصا فإذا وجدتم أولئك فاضربوا أعناقهم إن شاء الله -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت عبد الله بن أحمد بن
حنبل يقول سمعت أبي يقول هذا حديث منكر ما أظن من هذا شئ، هذا كلام أهل الشام أنكره أبى على يونس من
حديث الزهري كأنه عنده من يونس عن غير الزهري -
(أخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله ولعل أمر أبى بكر رضي الله عنه بان يكفوا عن أن

(1) ف - أجابوكم
(2) سقط من مد -
85

يقطعوا شجرا مثمرا إنما هو لأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخبر أن بلاد الشام تفتح على المسلمين فلما كان مباحا له ان يقطع
ويترك اختار الترك نظرا للمسلمين لا لأنه رآه محرما لأنه قد حضر مع النبي صلى الله عليه وسلم تحريقه بالنضير وخيبر والطائف -
باب تحريم قتل ماله روح الا بان يذبح فيؤكل
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أخبرنا الشافعي أنبأ ابن عيينة عن عمرو
ابن دينار عن صهيب مولى عبد الله بن عامر عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من قتل عصفورا فما فوقها بغير حقها سأله الله عن قتله قيل يا رسول الله وما حقها قال إن تذبحها فتأكلها ولا تقطع
رأسها فترمى بها (قال الشافعي رحمه الله) ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المصبورة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا محمد بن أيوب أنبأ أبو الوليد ثنا سعيد عن
هشام بن زيد قال دخلت مع انس رضي الله عنه على الحكم بن أيوب فرأى غلمانا أو فتيانا قد نصبوا دجاجة يرمونها فقال
انس نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يصبر البهائم - رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وأخرجه مسلم من
وجه آخر عن شعبة -
(حدثنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ عبد الله بن محمد بن الحسن ابن الشرقي ثنا عبد الله بن هاشم
ثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقتل شئ
من البهائم صبرا - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم عن يحيى -
(أخبرنا) أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا ابن
بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد ان أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعث جيوشا إلى الشام - فذكر الحديث في وصيته إلى أن
قال ولا تعقرن شاة ولا بعيرا الا لمأكلة -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن
معمر عن أبي عمران الجوني ان أبا بكر رضي الله عنه بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام فمشى معه - فذكر الحديث إلى أن
قال ولا تذبحوا بعيرا ولا بقرا الا لمأكل -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع قال قال الشافعي قال
أبو يوسف حدثنا بعض أشياخنا عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم انه قيل لمعاذ بن جبل رضي الله عنه ان الروم يأخذون
ما حسر من خيلنا فيستعجلونها (1) ويقاتلون عليها أفنعقر ما حسر من خيلنا فقال لا ليسوا باهل ان ينتقصوا منكم إنما هم غدا
رقيقكم وأهل (2) ذمتكم، زاد أبو سعيد في روايته في موضع آخر قال الشافعي رحمه الله وقد بلغنا عن أبي أمامة الباهلي
رضي الله عنه انه أوصى ابنه لا يعقر حسرا (3) وعن عمر بن عبد العزيز رحمه الله انه نهى عن عقر الدابة إذا هي قامت وعن
قبيصة ان فرسه قام عليه بأرض الروم فتركه ونهى عن عقره أخبرنا من سمع هشام بن الغاز ويروى (4) عن مكحول انه
سأله عنها فنهاه وقال إن النبي صلى الله عليه سلم نهى عن المثلة -

(1) كذا وفي كتاب الام - فيستلقحونها - ح
(2) ف - أو أهل
(3) ف - جسدا وكذا في كتاب الام - ح
(4) كذا - وفي كتاب الام قال الشافعي رحمه الله أخبرنا من سمع هشام بن الغاز يروي الخ -
86

(أخبرنا) أبو محمد جناح بن نذير بن جناح ثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الأسدي الهمذاني ثنا إبراهيم بن الحسين
الكسائي ثنا آدم ثنا شعبة ثنا المنهال قال كنت أمشي مع سعيد بن جبير فقال قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعن الله من مثل بالحيوان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة ثنا بقية ثنا
خالد بن حميد ثنا عمر بن سعيد اللخمي عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي رهم السماعي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عقر بهيمة ذهب ربع اجره ومن حرق نخلا ذهب ربع اجره ومن غاش شريكه
ذهب ربع اجره ومن عصى امامه ذهب اجره كله - في هذا الاسناد ضعف وفى الأول كفاية -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن
ابن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال حدثني أبي الذي ارضعني وكان أحد بنى مرة بن عوف
قال والله لكأني انظر إلى جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه يوم مؤتة حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم تقدم
فقاتل حتى قتل -
(فقد أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله فان قال قائل فقد روى أن جعفر
ابن أبي طالب رضي الله عنه عقر عند الحرب فلا احفظ ذلك من وجه يثبت عند الانفراد ولا اعلمه مشهورا عند عوام أهل العلم
بالمغازي -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه قال قال أبو داود السجستاني هذا الحديث ليس بذلك القوى وقد جاء
فيه نهى كثير عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال الشيخ رحمه الله) الحفاظ يتوقون ما ينفرد به ابن إسحاق وان
صح فلعل جعفرا رضي الله عنه لم يبلغه النهى والله أعلم -
باب الرخصة في عقر دابة من يقاتله حال القتال
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال (قال الشافعي رحمه الله) قد عقر حنظلة بن الراهب
بابى سفيان بن حرب يوم أحد فاكتسعت فرسه به فسقط عنها فجلس على صدره ليذبحه فرآه ابن شعوب فرجع إليه
يعدو كأنه سبع فقتله واستنقذ أبا سفيان من تحته قال فقال أبو سفيان من بعد ذلك -
فلو شئت نجتنى كميت رحيلة (1) * ولم احمل النعماء لابن شعوب
وما زال مهرى مزجر الكلب منهم * لدا (2) غدوة حتى دنت لغروب
أقاتلهم طرا وأدعو يأل غالب (3) * وادفعهم عنى بركن صليب
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن الزهري
وغيره في قصة أحد - فذكر قصة حنظلة مع أبي سفيان وما كان من معونة ابن شعوب أبا سفيان وقتله حنظلة الا انه لم يذكر

(1) في كتاب الام رجيلة - وهو أقرب - وفي السيرة - طمرة
(2) في كتاب الام - لدن -
(3) كذا وفي كتاب الام - وأدعو لغالب وفي السيرة أقاتلهم وأدعى يأل غالب - ح -
87

العقر ثم ذكر أبيات أبي سفيان بنحو مما ذكرهن الشافعي وزاد عليهن قال ابن إسحاق واسم ابن شعوب شداد بن الأسود - كذا
قال وقد ذكر الواقدي في هذه القصة عقره فرسه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن أحمد الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر الواقدي عن
شيوخه - فذكروا قصة حنظلة قالوا وأخذ حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه سلاحه فلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم
بأحد وهو يسوى الصفوف فلما انكشف المشركون اعترض حنظلة لأبي سفيان بن حرب فضرب عرقوب فرسه فاكتسعت
الفرس ويقع أبو سفيان إلى الأرض فجعل يصيح يا معشر قريش أنا أبو سفيان بن حرب وحنظلة يريد ذبحه بالسيف فاسمع
الصوت رجالا لا يلتفتون إليه في الهزيمة حتى عاينه الأسود بن شعوب فحمل على حنظلة بالرمح فانفذه وهرب أبو سفيان -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ أبو عامر العقدي ثنا
عكرمة بن عمار اليمامي عن اياس بن سلمة عن أبيه - فذكر الحديث في الحديبية ورجوعهم إلى المدينة قال فبعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم ظهرا مع رباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وخرجت معه بفرس طلحة أبديه مع الظهر فلما
أصبحنا إذا عبد الرحمن بن عيينة قد أغار على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستاقه أجمع وقتل راعيه فقلت يا رباح خذ
هذا الفرس فأبلغه طلحة بن عبيد الله وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المشركين قد أغاروا على سرحه قال ثم قمت
على ثنية فاستقبلت المدينة فناديت ثلاثة أصوات يا صباحاه! قال ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وارتجز -
انا ابن الأكوع * واليوم يوم الرضع
قال فأرمى رجلا فأضع السهم حتى يقع في كتفه وقلت -
خذها وانا ابن الأكوع * واليوم يوم الرضع
قال فوالله ما زلت أرميهم واعقر بهم فإذا رجع إلى فارس أتيت شجرة فجلست في أصلها فرميته فعقرت به فإذا تضايق الجبل
فدخلوا في متضايق رقيت الجبل ثم جعلت إرديهم بالحجارة قال فما زلت كذلك اتبعهم حتى ما خلق الله بعيرا من ظهر
رسول الله صلى الله عليه وسلم الا جعلته وراء ظهري وخلوا بيني وبينه - وذكر الحديث إلى أن قال فما برحت مكاني حتى
نظرت إلى فوارس رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخللون الشجر وإذا أولهم الأخرم الأسدي وعلى اثره أبو قتادة
الأنصاري وعلى اثره المقداد بن الأسود الكندي فأخذت بعنان فرس الأخرم قلت يا أخرم ان القوم قليل فاحذرهم
لا يقتطعونك حتى يلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال يا سلمة ان كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن
الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة فخليته فالتقى هو و عبد الرحمن بن عيينة فعقر الأخرم بعبد الرحمن فرسه وطعنه
عبد الرحمن فقتله وتحول عبد الرحمن على فرسه فلحق أبو قتادة عبد الرحمن فطعنه فقتله وعقربه عبد الرحمن فتحول أبو قتادة
على فرس الأخرم وخرجوا هاربين - وذكر الحديث - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم -
باب الأسير يوثق
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد
انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قيل نجد فجاءت برجل من بنى حنيفة يقال له
ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد - وذكر الحديث - قد أخرجاه في الصحيح بطوله
كما مضى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا علي بن الحسن الهلالي ثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو
ثنا عبد الوارث ثنا محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن مسلم بن عبد الله عن جندب بن مكيث قال بعث رسول الله
88

صلى الله عليه وسلم عبد الله بن غالب الليثي في سرية فكنت فيهم فأمرهم ان يشنوا الغارة على بنى الملوح في الكديد فخرجنا
حتى إذا كنا بالكديد لقينا الحارث بن البرصاء الليثي فأخذناه فقال إنما جئت أريد الاسلام وإنما خرجت إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلنا إن تك مسلما لم يضرك رباطنا يوما وليلة وان تكن غير ذلك نستوثق منك فشددناه وثاقا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني
العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما امسى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
بدر والأسارى محبوسون بالوثاق بات رسول الله صلى الله عليه وسلم ساهرا أول الليل فقال له أصحابه يا رسول الله مالك
لا تنام - وقد أسر العباس رجل من الأنصار - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت أنين عمى العباس في وثاقه، فأطلقوه
فسكت فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم -
(وباسناده) عن ابن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة قال قدم
بالأسارى حين قدم بهم المدينة وسودة بنت زمعة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند آل عفراء في مناخهم
على عوف ومعوذا بنى عفراء وذلك قبل ان يضرب عليهم (1) الحجاب قالت سودة فوالله انى لعندهم إذ أتينا فقيل هؤلاء
الأسارى قد أتى بهم فرجعت إلى بيتي ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وإذا أبو يزيد سهيل بن عمرو في ناحية الحجرة
يداه مجموعتان إلى عنقه بحبل فوالله ما ملكت حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلت أي أبا يزيد أعطيتم بأيديكم ألا متم كراما
فما انتهيت الا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت يا سودة أعلى الله وعلى رسوله فقلت يا رسول الله والذي بعثك
بالحق ما ملكت حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه بالحبل ان قلت ما قلت -
(حدثنا) الشيخ الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله املاء أنبأ أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي ثنا إبراهيم بن
عبد الله البصري ثنا أبو عاصم النبيل أنبأ ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان عن عائشة رضي الله عنها ان
النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها بأسير وعندها نسوة فلهينها عنه فذهب الأسير فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عائشة
أين الأسير؟ فقالت نسوة كن عندي فلهينني عنه فذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع الله يدك وخرج فأرسل
في اثره فجئ به فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وإذا عائشة رضي الله عنها قد أخرجت يديها فقال مالك؟ قالت يا رسول الله
انك دعوت على بقطع يدي وانى معلقة يدي انتظر من يقطعها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجننت؟ ثم رفع يديه
وقال اللهم من كنت دعوت عليه فاجعله له كفارة وطهورا -
باب ترك قتل من لا قتال فيه من الرهبان والكبير وغيرهما
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد أن
أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعث جيوشا إلى الشام فخرج يمشى مع يزيد بن أبي سفيان وكان أمير ربع من تلك الأرباع
فزعموا أن يزيد قال لأبي بكر الصديق رضي الله عنه إما ان تركب وإما ان انزل فقال له أبو بكر رضي الله عنه ما أنت بنازل
ولا انا براكب انى أحتسب خطاي هذه في سبيل الله قال إنك ستجد قوما زعموا انهم حبسوا أنفسهم لله فذرهم وما زعموا
انهم حبسوا أنفسهم له، وستجد قوما فحصوا عن أوساط رؤسهم من الشعر فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف، وانى موصيك
بعشر لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا تخربن عامر أولا تعقرن شاة ولا بعيرا الا لمأكلة
ولا تحرقن نخلا ولا تغرقنه ولا تغلل ولا تجبن (وروينا) في حديث الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي بكر الصديق
رضي الله عنه كما مضى في مسألة التحريق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب

(1) كذا -
89

ابن عطاء أنبأ روح بن القاسم عن يزيد بن أبي مالك الشامي قال جهز أبو بكر الصديق رضي الله عنه يزيد بن أبي سفيان بعثه
إلى الشام أميرا فمشى معه - وذكر الحديث بمعناه -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني صالح بن كيسان
قال لما بعث أبو بكر رضي الله عنه يزيد بن أبي سفيان إلى الشام على ربع من الأرباع خرج أبو بكر رضي الله عنه معه يوصيه
ويزيد راكب وأبو بكر يمشى فقال يزيد يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إما ان تركب وإما ان انزل فقال ما أنت
بنازل وما انا براكب انى أحتسب خطاي هذه في سبيل الله يا يزيد إنكم ستقدمون بلادا تؤتون فيها باصناف من الطعام
فسموا الله على أولها واحمدوه على آخرها، وانكم ستجدون أقواما قد حبسوا أنفسهم في هذه الصوامع فاتركوهم وما حبسوا
له أنفسهم، وستجدون أقواما قد اتخذ الشيطان على رؤسهم مقاعد يعنى الشمامسة فاضربوا تلك الأعناق، ولا تقتلوا كبيرا
هرما ولا امرأة ولا وليدا ولا تخربوا عمرانا ولا تقطعوا شجرة الا لنفع ولا تعقرن بهيمة الا لنفع ولا تحرقن نخلا ولا تغرقنه
ولا تغدر ولا تمثل ولا تجبن ولا تغلل (ولينصرن الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوى عزيز) أستودعك الله وأقرئك
السلام - ثم انصرف - (وباسناده) عن ابن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير وقال لي هل تدرى لم فرق أبو بكر رضي الله عنه
وأمر بقتل الشمامسة ونهى عن قتل الرهبان فقلت لا أراه الا لحبس هؤلاء أنفسهم فقال أجل ولكن الشمامسة يلقون
القتال فيقاتلون دون الرهبان وان الرهبان دأبهم ان لا يقاتلوا وقد قال الله عز وجل (وقاتلوا في سبيل الله الذين
يقاتلونكم) -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن
معمر عن أبي عمران الجوني ان أبا بكر رضي الله عنه بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام فمشى معه يشيعه قال يزيد بن أبي
سفيان إني أكره أن تكون ماشيا وانا راكب قال فقال إنك خرجت غازيا في سبيل الله وإني احتسب في مشيي هذا
معك ثم أوصاه فقال لا تقتلوا صبيا ولا امرأة ولا شيخا كبيرا ولا مريضا ولا راهبا ولا تقطعوا مثمرا ولا تخربوا عامرا
ولا تذبحوا بعيرا ولا بقرة الا لمأكل ولا تغرقوا نخلا ولا تحرقوه -
(وقد روى في ذلك) عن النبي صلى الله عليه وسلم (أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا
عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن آدم وعبيد الله بن موسى عن حسن بن صالح عن خالد بن الفزر حدثني انس بن مالك ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله لا تقتلوا شيخنا فانيا ولا طفلا ولا صغيرا
ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا ان الله يحب المحسنين -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا ابن أبي أويس ثنا إبراهيم بن إسماعيل
(ح وأخبرنا) أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء المصري بمكة رحمه الله ثنا أبو بكر أحمد بن محمد (1) بن أبي الموت
املاء أنبأ أحمد بن حماد زغبة (2) ثنا سعيد بن الحكم ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة (3) ثنا داود بن الحصين عن عكرمة
عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث جيشا وفى رواية ابن أبي أويس قال عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان إذا بعث جيوشه - قال اخرجوا باسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا
ولا تمثلوا ولا تغلوا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع - ليس في رواية المصري قوله ولا تغلوا والباقي مثله -
(أخبرنا) عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عاصم بن علي ثنا قيس بن الربيع
عن عمر مولى عنبسة القرشي عن زيد بن علي عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم
إذا بعث جيشا من المسلمين إلى المشركين قال انطلقوا باسم الله - فذكر الحديث وفيه ولا تقتلوا وليدا طفلا ولا امرأة

(1) مد - أبو أحمد محمد - كذا
(2) في مد - أحمد بن حماد بن عتبة - وهو تحريف - ح
(3) مد - خيثمة - وهو تحريف - ح
90

ولا شيخا كبيرا ولا تغورن عينا ولا تعقرن شجرة الا شجرا يمنعكم قتالا أو يحجز بينكم وبين المشركين ولا تمثلوا بآدمي
ولا بهيمة ولا تغدروا ولا تغلوا - في هذا الاسناد ارسال وضعف وهو بشواهده مع ما فيه من الآثار يقوى والله أعلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر
حدثني ابن صفوان وعطاف بن خالد عن خالد بن زيد قال خرج مع (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيعا لأهل مؤتة
حتى بلغ ثنية الوداع فوقف ووقفوا حوله فقال اغزوا باسم الله فقاتلوا عدو الله وعدوكم بالشام وستجدون فيهم رجالا
في الصوامع معتزلين من الناس فلا تعرضوا لهم وستجدون آخرين للشيطان في رؤسهم مفاحص فافلقوها بالسيوف
ولا تقتلوا امرأة ولا صغيرا ضرعا ولا كبيرا فانيا ولا تقطعن شجرة ولا تعقرن نخلا ولا تهدموا بيتا - وهذا أيضا منقطع وضعيف -
(وقد أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعد الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد
ابن إبراهيم العبدي ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير أبو زكريا حدثني المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي عن أبي الزناد حدثني
المرقع بن صيفي عن جده رباح بن الربيع اخى حنظلة الكاتب انه أخبره انه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
غزوة غزاها وخالد بن الوليد على مقدمته فمر رباح وأصحاب رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم على امرأة مقتولة مما اصابته
المقدمة فوقفوا ينظرون إليها ويتعجبون من خلقها حتى لحقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة له قال ففرجوا عن
المرأة فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها ثم قال هاما كانت هذه تقاتل قال ثم نظر في وجوه القوم فقال لأحدهم
الحق خالد بن الوليد فلا يقتلن ذرية ولا عسيفا - قال البخاري رباح بن الربيع أصح ومن قال رياح فهو وهم - كذا قال
أبو عيسى -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا حماد بن زيد
ووهيب بن خالد عن أيوب السختياني عن رجل عن أبيه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الوصفاء
والعسفاء -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا زهير بن معاوية عن يزيد بن أبي زياد عن زيد بن وهب عن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال اتقوا الله في الفلاحين فلا تقتلوهم الا ان ينصبوا لكم الحرب -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا عبد الرحيم الرازي عن أشعث عن أبي الزبير عن جابر قال
كانوا لا يقتلون تجار المشركين -
باب قتل من لا قتال فيه من الكفار جائز
وإن كان الاشتغال بغيره أولى
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ثنا (ح قال وأخبرني أبو عمرو
هو ابن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبد الله بن براد ثنا - 2) أبو أسامة عن بريد بن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه
قال لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر على جيش أوطاس فلقى دريد بن الصمة فقتل دريد
وهزم الله أصحابه - وذكر الحديث إلى أن قال عن أبي موسى فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم دخلت عليه وهو في بيت
على سرير مرمل وعنده فراش قد اثر رمال السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنبه فأخبرته بخبري وخبر أبي عامر

(1) كذا -
(2) من ف -
91

وذكر الحديث - رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن براد وأخرجاه جميعا عن أبي كريب عن أبي أسامة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بن
يسار في قصة أوطاس قال فأدرك ربيعة بن رفيع دريد بن الصمة فأخذ بخطام جمله وهو يظن أنه امرأة وذلك أنه كان في
شجار له فإذا هو برجل فأناخ به فإذا هو شيخ كبير وإذا هو دريد ولا يعرفه الغلام فقال دريد ماذا تريد؟ قال قتلك قال ومن
أنت؟ قال ربيعة بن رفيع السلمي ثم ضربه بسيفه فلم يغن شيئا فقال دريد بئس ما سلحتك أمك خذ سيفي هذا من مؤخر
الشجار ثم اضرب به وارفع عن العظام واخفض عن الدماغ فانى كذلك كنت اقتل الرجال - فقتله -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي قتل يوم حنين دريد بن الصمة
ابن خمسين ومائة سنة في شجار لا يستطيع الجلوس فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكر قتله (قال الشافعي) وقتل أعمى من
بني قريظة بعد الأسئار وهذا يدل على قتل من لا يقاتل من الرجال البالغين إذا أبى الاسلام والجزية (قال الشيخ) هو الزبير
ابن باطا القرظي قد ذكرنا قصته فيما مضى -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم عن حجاج عن قتادة عن
الحسن عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا شرخهم -
(قال الشافعي) ولو جاز أن يعاب قتل من عدا الرهبان لمعنى انهم لا يقاتلون لم يقتل الأسير ولا الجريح المثبت وقد ذفف على
الجرحى بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو جهل بن هشام ذفف عليه ابن مسعود وغيره -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سليمان التيمي عن
انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ينظر ما صنع أبو جهل؟ قال فانطلق عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه فوجده قد ضربه ابنا عفراء فنزل فأخذ بلحيته قال أنت أبو جهل؟ قال وهل فوق رجل قتلتموه أو قتله
قومه - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من أوجه عن سليمان التيمي -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا أبو وكيع عن أبي إسحاق عن عمرو بن
ميمون عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لما كان يوم بدر انتهيت إلى أبى جهل وهو مصروع فضربته بسيفي فما صنع
92

شيئا وندر سيفه فضربته ثم أتيت به النبي (1) صلى الله عليه وسلم في يوم حار كأنما أقل من الأرض فقلت يا رسول الله هذا
عدو الله أبو جهل قد قتل فقال النبي صلى الله عليه وسلم آلله لقد قتل قلت آلله لقد قتل قال فانطلق بنا فأرناه فجاء فنظر إليه فقال
هذا كان فرعون هذه الأمة - كذا قال عن عمرو بن ميمون والمحفوظ عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه وقد مضى ذلك -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا إبراهيم بن مهدي ثنا ابن المبارك أنبأ
هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير أنه كان مع أبيه يوم اليرموك فلما انهزم المشركون وحمل فجعل يجيز على
جرحاهم (قال الشافعي رحمه الله) ولا اعلم يثبت عن أبي بكر رضي الله عنه خلاف هذا ولو كان (ثبت لكان يشبه أن يكون
أمرهم بالجد على قتال من يقاتلهم ولا يتشاغلوا بالمقام - 2) على موضع هؤلاء (قال الشيخ) وإنما قال هذا لان الروايات
التي ذكرناها عن أبي بكر رضي الله عنه كلها مراسيل الا انها رويت من أوجه ورواها ابن المسيب وهو حسن المرسل
وذكر (الشافعي رحمه الله) في رواية أبى عبد الرحمن البغدادي عنه حديث المرقع ثم ضعفه بأن مرقعا ليس بالمعروف وذكر
ديث أيوب عن رجل عن أبيه ثم قال وهذا كالذي ذكرنا من قبله مجهول - واما حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة
فلم يذكره الشافعي وهو أضعف مما رده بالجهالة والله أعلم -
باب أمان العبد
(حدثنا) الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله املاء ثنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي ثنا محمد بن أيوب

(1) في مسند أبي داود الطيالسي فأخذته فضربته ثم أتيت النبي - ح
(2) سقط من - ف -
93

ابن (1) يحيى الرازي أنبأ محمد بن كثير ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين لا يقبل منه عدل ولا صرف (ومن والى مؤمنا بغير اذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل
منه عدل ولا صرف - 2) رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الثوري (وقد مضى)
حديث قيس بن عباد عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنون تكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم
ويسعى بذمتهم أدناهم - ومضى ذلك في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل أنبأ جدي ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري ثنا عبد العزيز بن أبي
حازم عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يجير
على أمتي أدناهم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأموي ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا سعيد بن عامر ثنا شعبة بن الحجاج عن
عاصم الأحول عن فضيل بن زيد قال كنا مصافي العدو قال فكتب عبد في سهم أمانا للمشركين فرماهم به فجاؤوا فقالوا
قد آمنتمونا قالوا لم نؤمنكم إنما آمنكم عبد فكتبوا فيه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ان العبد من المسلمين وذمته ذمتهم وامنهم (3) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد ثنا جعفر بن أحمد ثنا الحسن بن عيسى عن ابن المبارك عن معمر عن زياد بن
مسلم ان رجلا من الهند قدم بأمان عبد ثم قتله رجل من المسلمين قال فبعث عمر بن عبد العزيز بديته إلى ورثته -
وقد روى في حديث أهل البيت (ما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن (داود بن - 4) سليمان الصوفي قال
قرئ على أبى على محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر وانا اسمع قال حدثني أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر
ابن محمد بن (علي بن - 4) الحسين بن علي بن أبي طالب ثنا أبي إسماعيل عن أبيه عن جده (جعفر بن محمد عن أبيه عن
جده - 4) علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليس للعبد من الغنيمة شئ الا خرثى المتاع وأمانه جائز إذا هو اعطى (5) القوم الأمان -
باب أمان المرأة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا السرى بن خزيمة ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك
(ح وحدثنا) أبو جعفر كامل بن أحمد المستملى أنبأ أبو سهل بشر بن أحمد الأسفرائيني ثنا أبو سليمان داود بن الحسين البيهقي
بخسروجرد ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي النضر أن أبا مرة مولى أم هانئ بنت أبي طالب اخبره انه سمع
أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها تقول ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة
ابنته عليها السلام تستره بثوب قالت فسلمت فقال من هذه؟ فقلت أم هانئ بنت أبي طالب فقال مرحبا بأم هانئ فلما فرغ من

(1) مد - عن
(2) سقط من ف
(3) كذا
(4) من ف
(5) ف - وأمانه جائز وأمان المرأة جائز إذا هي أعطت -
94

غسله قام فصلى ثمان ركعات ملتحفا في ثوب واحد فلما انصرف قلت يا رسول الله زعم ابن أمي علي بن أبي طالب انه قاتل
رجلا اجرته فلان بن هبيرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اجرنا من اجرت يا أم هانئ قالت أم هانئ وذلك ضحى - لفظ
حديث يحيى بن يحيى وفى حديث القعنبي ثم انصرف فقلت - والباقي سواء - رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ورواه
مسلم عن يحيى بن يحيى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد المقرى وأبو صادق محمد بن أحمد
ابن محمد العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني ابن أبي ذئب عن
سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي مرة مولى عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه عن أم هانئ رضي الله عنها قالت اجرت
حموين لي من المشركين فدخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فتفلت عليهما ليقتلهما وقال لم تجيري (1) المشركين فقالت
والله لا تقتلهما حتى تبدأ بي قبلهما فخرجت وقالت أغلقوا دونه الباب وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته
فقال ما كان ذلك له وقد آمنا من آمنت وأجرنا من أجرت -
(أخبرنا) أبو عبد الله وأبو بكر وأبو محمد وأبو صادق قالوا ثنا أبو العباس أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب
أخبرني عياض بن عبد الله عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ان أم هانئ
بنت أبي طالب حدثته انها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم زعم ابن أمي على أنه قاتل من أجرت فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم قد أجرنا من أجرت -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن
عفان ثنا أبو أسامة عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت إن كانت المرأة لتأخذ
على المسلمين فيجوزون ذلك لها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
أنبأ ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن موسى بن جبير الأنصاري عن عراك بن مالك الغفاري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن
أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ارسل إليها زوجها أبو العاص بن
الربيع ان خذي لي أمانا من أبيك فخرجت فأطلعت رأسها من باب حجرتها والنبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح
يصلى بالناس فقالت أيها الناس انا زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وانى قد اجرت أبا العاص فلما فرغ النبي
صلى الله عليه وسلم من الصلاة قال أيها الناس انى لم اعلم بهذا حتى سمعتموه ألا وانه يجير على المسلمين أدناهم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني
يزيد بن رومان قال لما دخل أبو العاص بن الربيع على زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم واستجار بها خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصبح فلما كبر في الصلاة صرخت زينب أيها الناس إني قد اجرت أبا العاص بن الربيع
فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته قال أيها الناس هل سمعتم ما سمعت قالوا نعم قال أما والذي نفس محمد بيده
ما علمت بشئ مما كان حتى سمعت منه ما سمعتم، انه يجير على المسلمين أدناهم ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على
زينب فقال أي بنية أكرمي مثواه ولا يقربنك فإنك لا تحلين له ولا يحل لك - هكذا أخبرنا في كتاب المغازي منقطعا وحدثنا
به في كتاب المستدرك عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت صرخت زينب - فذكره -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان بن
سعيد عن وائل بن داود عن عبد الله البهى عن زينب رضي الله عنها قالت قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ان أبا العاص بن
الربيع ان قرب فابن عم وان بعد فأبو ولد وانى قد اجرته فأجازه (2) النبي صلى الله عليه وسلم - وقيل عن عبد الله ان زينب

(1) كذا
(2) ف - فأجاره -
95

رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو مرسل -
باب كيف الأمان
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون
أنبأ الأعمش عن أبي وائل قال جاءنا كتاب عمر رضي الله عنه، وإذا حاصرتم قصرا فأرادوكم ان ينزلوا على حكم الله
فلا تنزلوهم فإنكم لا تدرون ما حكم الله فيهم ولكن انزلوهم على حكمكم ثم اقضوا فيهم ما أحببتم وإذا قال الرجل للرجل
(لا تخف فقد آمنه وإذا قال مترس فقد آمنه وإذا قال له أظنه - 1) لا تدهل (2) فقد آمنه فان الله يعلم الألسنة (ورواه
الثوري عن الأعمش فقال في آخره وان قال لا تدهل فقد آمنه فان الله يعلم الألسنة - 1)
(أخبرناه) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا أبو خليفة ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال جاء
كتاب عمر رضي الله عنه ونحن محاصرون قصرا - فذكره بمعناه -
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ لفظا وأبو سعيد بن أبي عمرو قراءة عليه قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هلال بن العلاء
الرقي ثنا عبد الله بن جعفر ثنا المعتمر بن سليمان ثنا سعيد بن عبيد الله ثنا بكر بن عبد الله المزني وزياد بن جبير عن جبير بن
حية قال بعث عمر رضي الله عنه (الناس من افناء الأمصار يقاتلون المشركين قال فبينما عمر رضي الله عنه - 3) كذلك
إذ أتى برجل من المشركين من أهل الأهواز قد أسر فلما اتى به قال بعض الناس للهرمزان أيسرك ان لا تقتل قال نعم
وما هو قال إذا قربوك من أمير المؤمنين فكلمك فقل انى أفرق ان أكلمك فيقول لا تفرق فان أراد قتلك فقل انى في أمان
انك قلت لا تفرق قال فحفظها الرجل فلما اتى به عمر رضي الله عنه قال له في بعض ما يسائله عنه انى أفرق يعنى فقال لا تفرق
قال فلما فرغ من كلامه ساء له عما شاء الله ثم قال له إني قاتلك قال فقال قد آمنتني فقال ويحك ما آمنتك قال قلت لا تفرق
قال صدق أمالي (4) فأسلم قال نعم فأسلم - ثم ذكر الحديث بطوله -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ الثقفي عن حميد عن
انس بن مالك رضي الله عنه قال حاصرنا تستر فنزل الهرمزان على حكم عمر رضي الله عنه فقدمت به على عمر رضي الله عنه
فلما انتهينا إليه قال له عمر رضي الله عنه تكلم قال كلام حي أو كلام ميت قال تكلم لا بأس قال انا وإياكم معاشر العرب
ما خلى الله بيننا وبينكم كنا نتعبدكم ونقتلكم ونغصبكم فلما كان الله معكم لم يكن لنا يدان فقال عمر رضي الله عنه ما تقول فقلت
يا أمير المؤمنين تركت بعدى عدوا كثيرا وشوكة شديدة فان قتلته يأس القوم من الحياة ويكون أشد لشوكتهم فقال عمر
رضي الله عنه استحيى قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور؟ فلما خشيت ان يقتله قلت ليس إلى قتله سبيل قد قلت له تكلم
لا بأس فقال عمر رضي الله عنه ارتشيت وأصبت منه فقال والله ما ارتشيت ولا أصبت منه قال لتأتيني على ما شهدت به
بغيرك أو لابد أن بعقوبتك قال فخرجت فلقيت الزبير بن العوام رضي الله عنه فشهد معي وأمسك عمر رضي الله عنه واسلم
يعنى الهرمزان وفرض له -
باب نزول أهل الحصن أو بعضهم على حكم الامام أو غير
الامام إذا كان المنزول على حكمه مأمونا
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن أيوب أخبرني أبو الوليد ثنا شعبة أنبأني سعد بن إبراهيم

(1) سقط من ف
(2) ف - (لا تدحل)؟ وفي التاج قال الليث لادهل بالنبطية معناها لا تخف - ح
(3) من ف
(4) كذا والصواب - إما لا - بكسر الهمزة وتشديد الميم اي ان كنت لا سبيل إلى قتلك - ح -
96

قال سمعت أبا امامة بن سهل بن حنيف يحدث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان أهل قريظة نزلوا على حكم سعد فأرسل
إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فقال قوموا إلى سيدكم أو خيركم فقعد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن
هؤلاء قد نزلوا على حكمك قال فانى احكم ان تقتل مقاتلتهم - رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وأخرجه مسلم من
حديث شعبة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن سلمة و عبد الله بن محمد قالا ثنا محمد بن رافع والحسين
ابن منصور قالا ثنا عبد الله بن نمير ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت أصيب سعد يوم الخندق رماه
رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة رماه في الأكحل فضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد
ليعوده من قريب فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق ووضع السلاح واغتسل أتاه جبريل عليه السلام
وهو ينفض رأسه من الغبار فقال قد وضعت السلاح؟ والله ما وضعناها اخرج إليهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين؟
قال ههنا وأشار إلى بني قريظة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد
الحكم فيهم إلى سعد قال فانى احكم فيهم ان تقتل المقاتلة وتسبى الذرية وتقسم أموالهم - قال أبى فأخبرت ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لقد حكمت فيهم بحكم الله - رواه البخاري في الصحيح عن زكريا بن يحيى ورواه مسلم عن أبي بكر
ابن أبي شيبة وغيره كلهم عن ابن نمير -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران ثنا عبيد الله بن موسى ثنا سفيان (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن
سليمان بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على جيش أوصاه بتقوى الله في خاصة نفسه
وبمن معه من المسلمين خيرا - وذكر الحديث قال وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك ان تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم فإنك
لا تدرى أتصيب حكم الله أم لا - زاد فيه وكيع عن سفيان ولكن أنزلوهم على حكمكم ثم اقضوا فيهم بعد ما شئتم -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن سليمان الأنباري ثنا وكيع عن سفيان - فذكره
أخرجه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن يحيى بن آدم وأخرجه من حديث وكيع (وروينا) في ذلك عن عمر بن
الحطاب رضي الله عنه في الباب قبله -
باب الكافر الحربي يقتل مسلما ثم يسلم لم يكن عليه قود
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عبد العزيز
ابن أبي سلمة (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حجين
ابن المثنى ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو الضمري قال خرجت مع
عبيد الله بن عدي بن الخيار إلى الشام فلما قدمنا حمص قال لي (عبيد الله هل لك في وحشى نسأله عن قتل حمزة وقال أبو داود
في روايته عن عبد العزيز ثنا - 1) عبد الله بن الفضل الهاشمي عن سليمان بن يسار عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، كذا في كتابي
قال اقبلنا من الروم فلما قربنا من حمص قلنا لو مررنا بوحشي فسألناه عن قتل حمزة فلقينا رجلا فذكرنا ذلك له فقال هو رجل
قد غلب عليه الخمر فان أدركتماه وهو صاح لم تسألاه عن شئ الا أخبركما وان أدركتماه شاربا فلا تسألاه فانطلقنا حتى انتهينا إليه
قد القى له شئ على بابه وهو جالس صاح فقال ابن الخيار؟ قلت نعم قال ما رأيتك منذ حملتك إلى أمك بذى طوى إذ وضعتك
فرأيت قدميك فعرفتهما قال قلت جئناك نسألك عن قتل حمزة قال سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذ سألني كنت عبدا لآل مطعم فقال لي ابن أخي مطعم ان أنت قتلت حمزة بعمى فأنت حر فانطلقت يوم أحد معي حربتي
وانا رجل من الحبشة العب بها لعبهم فخرجت يومئذ ما أريد ان اقتل أحدا ولا أقاتله الا حمزة فخرجت فإذا انا بحمزة كأنه

(1) من ف -
97

بعيرا ورق ما يرفع له أحد الا قمعه بالسيف فهبته وبادرني إليه رجل من بنى ولد سباع فسمعت حمزة يقول إلى يا ابن
مقطعة البظور فشد عليه فقتله وجعلت ألوذ منه فلذت منه بشجرة ومعي حربتي حتى إذا استمكنت منه هززت الحربة حتى
رضيت منها ثم أرسلتها فوقعت بين ثندوتيه ونهز ليقوم فلم يستطع فقتلته ثم أخذت حربتي ما قتلت أحدا ولا قاتلته فلما جئت
عتقت فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أردت الهرب منه أريد الشام فأتاني رجل فقال ويحك يا وحشى والله ما يأتي
محمدا أحد يشهد بشهادته الا خلى عنه فانطلقت فما شعر بي الا وانا واقف على رأسه اشهد بشهادة الحق فقال أو حشي؟ قلت وحشى
قال ويحك حدثني عن قتل حمزة فأنشأت أحدثه كما حدثتكما فقال ويحك يا وحشى غيب عنى وجهك فلا أراك فكنت اتقى
ان يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبض الله نبيه صلى الله عليه وسلم فلما كان من أمر مسيلمة ما كان ثم انبعث إليه
البعث ابتعثت معه وأخذت حربتي فالتقينا (1) فبادرته انا ورجل من الأنصار فربك اعلم أينا قتله (فان كنت انا قتلته - 2) فقد
قتلت خير الناس وشر الناس - قال سليمان بن يسار سمعت ابن عمر يقول كنت في الجيش يومئذ فسمعت قائلا يقول في
مسيلمة قتله العبد الأسود - لفظ حديث أبي داود وحديث حجين بمعناه يزيد وينقص لم يذكر حديث الشرب ولا قوله إن
كنت قتلته - وقد أخرجه البخاري في الصحيح عن أبي جعفر محمد بن عبد الله عن حجين بن المثنى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن محمد وإبراهيم بن أبي طالب وزكريا بن داود
الخفاف قالوا ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا حجاج عن ابن جريج أخبرني يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير أنه سمعه يحدث
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا ثم أتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا
ان الذي تقول وتدعو إليه لحسن ولو تخبرنا ان لما عملنا كفارة فنزلت (الذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس
التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون) ونزلت (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) الآية - رواه
مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم وغيره عن حجاج بن محمد وأخرجه البخاري من وجه آخر عن ابن جريج -
(أخبرنا) أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن منصور وغيره
قالوا ثنا أبو عاصم أنبأ حياة بن شريح أخبرني يزيد بن أبي حبيب عن ابن شماسة المهري قال حضرنا عمرو بن العاص
رضي الله عنه وهو في سياقة الموت - فذكر الحديث قال فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لابايعه على الاسلام فقلت
ابسط يمينك أبايعك يا رسول الله فبسط يده فقبضت يدي فقال مالك يا عمرو؟ قلت أردت ان أشترط قال تشترط ماذا؟
قلت أشترط ان يغفر لي قال أما علمت يا عمرو أن الاسلام يهدم ما كان قبله - وذكر الحديث - رواه مسلم في الصحيح
عن إسحاق بن منصور -
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عبد الله محمد بن العباس ثنا أبو العباس الدغولي ثنا محمد بن عبد الكريم ثنا الهيثم بن عدي
ثنا أسامة بن زيد عن القاسم بن محمد قال رمى عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما بسهم يوم الطائف فانتقضت به بعد
وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين ليلة فمات - فذكر قصته قال فقدم عليه وفد ثقيف ولم يزل ذلك السهم عنده
فأخرج إليهم فقال هل يعرف هذا السهم منكم أحد فقال سعيد بن عبيد أخو بنى العجلان هذا سهم انا بريته ورشته وعقبته
وانا رميت به فقال أبو بكر رضي الله عنه فان هذا السهم الذي قتل عبد الله بن أبي بكر فالحمد لله الذي أكرمه بيدك ولم يهنك
بيده فإنه أوسع لكما -
(وحدثنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو علي الحافظ أنبأ محمد بن إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن الصباح ثنا سفيان عن عمرو عن (3)
عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال كان عمر رضي الله عنه يصاب بالمصيبة فيقول أصيب زيد بن الخطاب رضي الله عنه
فصبرت وأبصر قاتل أخيه زيد فقال له ويحك لقد قتلت لي أخا ما هبت الصبا الا ذكرته -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أحمد بن يونس

(1) ف - فانتهينا
(2) من ف
(3) زاد في ف - عمر بن -
98

ثنا زهير (1) ثنا حميد ثنا انس ان الهرمزان نزل على حكم عمر رضي الله عنه فقال عمر رضى الله يا انس استحيى قاتل
البراء بن مالك ومجزأة بن ثور؟ فأسلم وفرض له -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو محمد يحيى بن منصور ثنا أبو القاسم علي بن سقر بن نصر السكري ثنا عفان بن مسلم
ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن انس رضي الله عنه في قصة القراء وقتل حرام بن ملحان قال في آخره فلما كان بعد ذلك
إذا أبو طلحة يقول لي هل لك في قاتل لحرام قلت ما باله فعل الله به وفعل قال لا تفعل فقد أسلم -
باب جواز انفراد الرجل والرجال بالغزو في بلاد العدو
استدلالا بجواز التقدم على الجماعة وإن كان الأغلب انها ستقتله
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني حياة بن
شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبى عمران قال غزونا المدينة يريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد
ابن الوليد والروم ملصقوا ظهورهم بحائط المدينة فحمل رجل على العدو فقال الناس مه مه لا إله إلا الله يلقى بيده إلى
التهلكة فقال أبو أيوب رضي الله عنه إنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه وأظهر الاسلام قلنا هلم
نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله تعالى (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) فالالقاء بأيدينا إلى التهلكة ان
نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد - قال أبو عمران فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية
(وقد مضى) في هذا المعنى أحاديث -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان الرملي ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار
سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد يا رسول الله ان قتلت فأين انا؟ قال في
الجنة فالقى تمرات كن في يده ثم قاتل حتى قتل - وهذا لفظ أحمد بن شيبان - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن
محمد ورواه مسلم عن سعيد بن عمر وكلاهما عن سفيان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد ين يعقوب
ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم بن سليمان ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن انس بن مالك رضي الله عنه
قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيسة عينا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان فجاء وما في البيت غيري وغير
رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقال لا أدرى ما استثنى بعض نسائه - فحدثه الحديث قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتكلم فقال إن لنا طلبة فمن كان ظهره حاضرا فليركب معنا فجعل رجال يستأذنون في ظهرانهم في علو المدينة قال لا الا من
كان ظهره حاضرا فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقدمن أحد منكم إلى شئ حتى أكون انا أؤذنه فدنا المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض قال يقول عمير بن الحمام الأنصاري يا رسول الله جنة عرضها السماوات
والأرض؟ قال نعم قال بخ بخ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حملك على قولك بخ بخ؟ قال لا والله يا رسول الله
الا رجاء ان أكون من أهلها قال فإنك من أهلها فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال لئن انا حييت حتى آكل
تمراتي هذه انها لحياة طويلة قال فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي
النضر ومحمد بن رافع وغيرهما عن أبي النضر -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني عاصم
ابن عمر بن قتادة قال لما التقى الناس يوم بدر قال عوف بن عفراء بن الحارث رضي الله عنه يا رسول الله ما يضحك الرب

(1) مد - يعقوب بن سفيان ثنا زهير بن يونس، كذا - ح -
99

تبارك وتعالى من عبده؟ قال أن يراه قد غمس يده في القتال يقاتل حاسرا فنزع عوف درعه ثم تقدم فقاتل حتى قتل -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال
قد بعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود وخبابا سرية وبعث دحية سرية وحده -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي ان رجلا من الأنصار تخلف عن أصحاب
بئر معونة فرأى الطير عكوفا على مقتلة أصحابه فقال لعمرو بن أمية سأتقدم على هؤلاء العدو فيقتلوني ولا أتخلف عن مشهد
قتل فيه أصحابنا ففعل فقتل فرجع عمرو بن أمية فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال فيه قولا حسنا ويقال قال لعمرو
فهلا تقدمت فقاتلت حتى تقتل (قال الشافعي رحمه الله) وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري
ورجلا من الأنصار سرية وحدهما وبعث عبد الله بن أنيس سرية وحده - وقد ذكرنا اسنادهما في هذا الكتاب -
باب الرجل يسرق من المغنم وقد حضر القتال
(أخبرنا) أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ثنا أبو يعلى ثنا جبارة ثنا حجاج بن تميم
حدثني ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما ان عبدا من رقيق الخمس سرق من الخمس فرفع إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فلم يقطعه فقال مال الله سرق بعضه بعضا - وهذا اسناد فيه ضعف (وقد روى) من وجه آخر عن ميمون بن
مهران عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا (وروينا) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ان رجلا سرق مغفرا من المغنم
فلم يقطعه -
باب الغلول قليله وكثيره حرام
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي و عبد الرحمن بن أبي حامد المقرى وأبو صادق محمد بن أحمد
العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أنبأ ابن وهب أخبرني مالك بن انس عن
ثور بن زيد الديلي عن سالم أبى الغيث مولى ابن مطيع عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة إنما غنمنا المتاع والأموال ثم انصرفنا نحو وادى القرى ومع رسول الله صلى الله
عليه وسلم عبد أعطاه إياه رفاعة بن بدر رجل من بنى ضبيب فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتاه سهم
عائر فأصابه فمات فقال له الناس هنيئا له الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا والذي نفسي بيده ان الشملة التي غلها
يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا فجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراك أو شراكين فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم شراك من نار أو شراكان من نار - رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر عن ابن وهب
وأخرجه البخاري من وجه آخر عن مالك -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني املاء أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد
الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال كان على ثقل
النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له كركرة فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو في النار فذهبوا ينظرون إليه
فوجدوا عليه عباءة قد غلها - رواه البخاري في الصحيح عن علي عن ابن عيينة -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرى ابن الحمامي رحمه الله ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان النجاد ثنا إسماعيل
100

ابن إسحاق ثنا عبد الله بن رجاء أبو عمرو الغداني ثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبى زميل حدثني ابن عباس حدثني عمر بن
الخطاب رضي الله عنه قال لما كان يوم حنين قتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعنى ناسا فقالوا فلان شهيد وفلان
شهيد حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا انى رأيته في النار في عباءة غلها أو بردة
غلها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس انه لا يدخل الجنة الا المؤمنون فخرجت فناديت
في الناس انه لا يدخل الجنة الا المؤمنون - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عكرمة بن عمار -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبيد الله المنادى ثنا يزيد بن هارون ثنا يحيى بن سعيد
(ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي وأبو محمد بن أبي حامد المقرى وأبو صادق العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد
ابن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني مالك بن انس والليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن محمد
ابن يحيى بن حبان عن أبي عمرة عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أنه قال توفى رجل يوم خيبر وانهم ذكروا
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم صلوا على صاحبكم فتغيرت وجوه الناس لذلك فزعم أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إن صاحبكم قد غل في سبيل الله ففتحنا متاعه فوجدنا خرزات من خرز يهود ما تساوى درهمين - لفظ حديث
ابن وهب -
(أخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا مسدد (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ واللفظ
له أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد ثنا مسدد ثنا يحيى عن أبي حيان التيمي حدثني أبو زرعة بن عمرو بن جرير
حدثني أبو هريرة رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فذكر الغلول فعظمه وعظم امره فقال لا الفين
أحدكم يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول يا رسول الله أغثني أقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا الفين أحدكم يجئ
يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء يقول يا رسول الله أغثني أقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا الفين أحدكم يجئ يوم
القيامة على رقبته فرس لها حمحمة يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا الفين أحدكم يجئ يوم
القيامة على رقبته نفس لها صياح يقول يا رسول الله أغثني أقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا الفين أحدكم يوم القيامة
على رقبته صامت يقول يا رسول الله أغثني أقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك (لا الفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته
رقاع تخفق يقول يا رسول الله أغثني أقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك - 1) رواه البخاري في الصحيح عن مسدد -
(أخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن إسحاق (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد
ابن عبد الله الصفار املاء ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن يحيى بن سعيد
ابن حيان عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلول
فعظمه ثم قال ليحذر أحدكم ان يجئ يوم القيامة ببعير على عنقه فيقول يا محمد أغثني فأقول انى لا اغنى عنك شيئا انى
قد بلغت، ويجئ رجل على عنقه فرس له حمحمة فيقول يا محمد أغثني فأقول انى لا اغنى عنك شيئا ان قد بغلت، ويجئ الرجل
على عنقه رقاع فيقول يا محمد أغثني فأقول لا اغنى عنك شيئا قد بلغت - قال حماد وقد سمعته من يحيى بن سعيد فجاء به نحوا من
هذا - لفظ حديث أبي عبد الله الصفار - رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن سعيد الدارمي عن سليمان بن حرب -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الاسفاطى ثنا أبو الوليد ثنا أبو عوانة عن قتادة عن سالم بن أبي
الجعد عن معدان عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وهو برئ من ثلاث

(1) من - ف -
101

من الكبر والغلول والدين دخل الجنة - قال أبو عيسى ورواه سعيد عن قتادة وقال الكنز بدل الكبر -
باب لا يقطع من غل في الغنيمة
ولا يحرق متاعه ومن قال يحرق
(أخبرنا) أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا يوسف بن يعقوب
ثنا إبراهيم بن بشار ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار سمع عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وابن عجلان عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قفل من غزوة حنين رهقه الناس يسألونه فحاصت
به الناقة فخطفت رداءه شجرة فقال رودا على ردائي أتخشون على البخل والله لو أفاء الله عليكم نعما مثل سمر تهامة لقسمتها
بينكم ثم لا تجدونني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا ثم أخذ وبرة من وبر سنام البعير فرفعها وقال مالي مما أفاء الله عليكم ولا مثل
هذه الا الخمس والخمس مردود عليكم فلما كان عند قسم الخمس اتاه رجل يستحله خياطا أو مخيطا فقال ردوا الخياط والمخيط
فان الغلول عار ونار وشنار يوم القيامة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا محبوب بن موسى أنبأ أبو إسحاق
الفزاري عن عبد الله بن شوذب حدثني عامر بن عبد الواحد عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصاب غنيمة أمر بلالا فنادى في الناس فيجيؤن بغنائمهم فيخمسها ويقسمها فجاء
رجل بعد ذلك بزمام من شعر فقال يا رسول الله هذا فيما كنا أصبناه من الغنيمة قال أسمعت بلالا نادى ثلاثا؟ قال نعم قال
فما منعك ان تجئ به قال فاعتذر قال كن أنت تجئ به يوم القيامة فلن اقبله منك، (وقد مضى) في الباب قبله حديث عبد الله
ابن عمر وفي كركرة ولم يذكر في شئ من هذه الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتحريق متاع الغال -
(وفى ذلك دليل على ضعف ما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني الزاهد ثنا الحسن بن علي
ابن بحر البرى حدثني أبي أنبأ الوليد بن مسلم ثنا زهير بن محمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما احرقوا متاع الغال ومنعوه سهمه وضربوه - هكذا رواه غير واحد عن
الوليد بن مسلم (وقد قيل) عنه مرسلا -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا الوليد بن عتبة و عبد الوهاب بن نجدة قالا ثنا الوليد عن
زهير بن محمد عن عمرو بن شعيب، قوله - لم يذكر عبد الوهاب منع سهمه ويقال ان زهيرا هذا مجهول وليس بالمكي -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو نصر بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالا أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي ثنا
يحيى بن يحيى أنبأ عبد العزيز بن محمد (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن عيسى ثنا أحمد بن نجدة القرشي ثنا سعيد
102

ابن منصور ثنا عبد العزيز بن محمد (حدثني صالح بن محمد - 1) بن زائدة قال دخلت مع مسلمة بن عبد الملك ارض الروم فأتى
برجل قد غل فسأل سالما عنه فقال سمعت أبي يحدث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا وجدتم
الرجل قد غل فأحرقوا متاعه واضربوه قال فوجدنا في متاعه مصحفا فسئل سالم عنه فقال بعه وتصدق بثمنه - لفظ حديث
سعيد، فهذا ضعيف -
(وقد أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أبو صالح الأنطاكي ثنا أبو إسحاق عن صالح بن محمد
قال غزونا مع الوليد بن هشام ومعنا سالم بن عبد الله بن عمرو عمر بن عبد العزيز فغل رحل متاعا فامر الوليد بمتاعه فاحرق
وطيف به ولم يعطه سهمه - قال أبو داود وهذا أصح الحديثين روى غير واحد أن الوليد بن هشام حرق رحل زياد بن
سعد وكان قد غل وضربه -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن سليمان بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل
البخاري قال صالح بن محمد بن زائدة أبو واقد الليثي المدني تركه سليمان بن حرب منكر الحديث يروى عن سالم عن ابن عمر
عن عمر رفعه من غل فأحرقوا متاعه وقد روى ابن عباس عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الغلول
ولم يحرق (قال البخاري) وعليه (1) أصحابنا يحتجون بهذا في الغلول وهذا باطل ليس بشئ -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول صالح بن محمد
ابن زائدة ليس حديثه بذاك
باب إقامة الحدود في ارض الحرب
قال الشافعي رحمه الله قد أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم الحد بالمدينة والشرك قريب منها وفيها شرك كثير مواد عون
وضرب الشارب بحنين والشرك قريب منه -
(أخبرنا) أبو جعفر محمد بن جعفر القرميسيني بها أنبأ أبو الحسين محمد بن إبراهيم الكهيلي أنبأ الحضرمي ثنا عبد الله بن الحكم ثنا
روح ثنا أسامة بن زيد عن ابن شهاب حدثني عبد الرحمن بن أزهر الزهري رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم حنين يتخلل الناس يسأل عن منزل خالد بن الوليد وأتى بسكران فأمر من كان عنده فضربوه بما كان في
أيديهم وحثا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه من التراب - وذكر الحديث -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الأصبهاني أنبأ الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج أظنه عن الواقدي
حدثني عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن جده في قصة خيبر وما اخرج من حصن الصعب بن معاذ قال وزقاق خمر فأهريقت
وعمد يومئذ رجل من المسلمين فشرب من ذلك الخمر فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكره حين رفع إليه فخفقه
بنعله وامر من حضره فخفقوه بنعالهم وكان يقال له عبد الله الحمار وكان رجلا لا يصبر عن الشراب فضربه رسول الله
صلى الله عليه وسلم مرارا فقال عمر رضي الله عنه اللهم العنه ما أكثر ما يضرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفعل
يا عمر فإنه يحب الله ورسوله -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا محمد بن وهب ثنا محمد بن سلمة
عن أبي عبد الرحيم حدثني منصور عن أبي يزيد غيلان مولى كنانة عن أبي سلام الحبشي عن المقدام بن معدى كرب

(1) من ف
(2) كذا وليس هذه العبارة في التاريخ الكبير للبخاري وآخر عبارته في الغلول ولم يحرق - ح
103

عن الحارث بن معاوية قال ثنا عبادة بن الصامت وعنده أبو الدرداء رضي الله عنهما (ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى
بعير من المقسم فلما فرغ من صلاته أخذ منه قردة بين إصبعيه وهي في وبرة - 1) فقال ألا ان هذا من غنائمكم وليس
منه (2) الا الخمس والخمس مردود عليكم فأدوا الخيط والمخيط وأصغر من ذلك وأكبر فان الغلول عار على أهله في الدنيا
والآخرة وجاهدوا الناس في الله القريب منهم والبعيد ولا يأخذكم في الله لومة لائم وأقيموا حدود الله في السفر والحضر
وعليكم بالجهاد فإنه باب من أبواب الجنة عظيم ينجى الله به من الهم والغم (رواه) أبو بكر بن أبي مريم عن أبي سلام عن
المقدام بن معدى كرب انه جلس مع عبادة وأبى الدرداء والحارث بن معاوية الكندي فتذاكروا الحديث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الأخماس فقال عبادة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم في غزوة إلى بعير - فذكره
بنحوه وقال فيه وأقيموا حدود الله في السفر والحضر -
(أخبرناه) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر أنبأ جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض ثنا أبو عبد الله محمد بن عابد
ثنا إسماعيل بن عياش ثنا أبو بكر بن أبي مريم - فذكره (وروى) أبو داود في المراسيل عن هشام بن خالد الدمشقي عن الحسن
ابن يحيى الخشني عن زيد بن واقد عن مكحول عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأقيموا الحدود في الحضر والسفر على القريب والبعيد ولا تبالوا في الله لومة لائم -
(أخبرنا) أبو بكر بن محمد أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود - فذكره (وروى) ذلك أيضا عن عطاء
ابن أبي رباح عن عبادة بن الصامت -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحسن بن الربيع
(ح وأخبرنا - أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع - 1) ثنا عبد الله بن المبارك
عن كهمس عن هارون بن الأصم قال بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه خالد بن الوليد في جيش فبعث خالد ضرار بن
الأزور في سرية في خيل فأغاروا على حي من بنى أسد فأصابوا امرأة عروسا جميلة فأعجبت ضرارا فسألها أصحابه فأعطوها إياه
فوقع عليها فلما قفل ندم وسقط به في يده فلما رفع إلى خالد اخبره بالذي فعل فقال خالد فانى قد أجزتها لك وطيبتها لك قال
لا حتى تكتب بذلك إلى عمر فكتب عمر أن ارضخه بالحجارة فجاء كتاب عمر رضي الله عنه وقد توفى فقال ما كان الله
ليخزى ضرار بن الأزور -
باب من زعم لا تقام الحدود في ارض الحرب حتى يرجع
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب أخبرني حياة عن عياش بن
عباس القتباني عن شييم بن بيتان ويزيد بن صبح الأصبحي عن جنادة بن أبي أمية رضي الله عنه قال كنا مع بسر بن أبي
أرطأة (3) في البحر فأتى بسارق يقال له مصدر قد سرق بختية فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقطع
الأيدي في السفر ولولا ذلك لقطعته - هذا اسناد شامي وكان يحيى بن معين يقول أهل المدينة ينكرون أن يكون بسر بن
أرطأة (سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وقال يحيى بسر بن أرطأة - 1) رجل سوء -
(أخبرنا) بذلك أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا العباس الدوري عن يحيى بن معين (قال الشيخ) وإنما قال ذلك يحيى

(1) من ف
(2) كذا -
(3) بسر بن أرطأة ويقال ابن أبي أرطأة - تقريب - ح -
104

لما ظهر من سوء فعله في قتال أهل الحرة وغيره والله أعلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي قال قال أبو يوسف حدثنا
بعض أشياخنا عن مكحول عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال لا تقام الحدود في دار الحرب مخافة ان يلحق أهلها بالعدو
(قال وحدثنا) بعض أصحابنا عن ثور بن يزيد عن حكيم بن عمير أن عمر رضي الله عنه كتب إلى عمير بن سعد الأنصاري
والى عماله ان لا يقيموا حدا على أحد من المسلمين في ارض الحرب حتى يخرجوا إلى ارض المصالحة (قال الشافعي) ما روى
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مستنكر وهو يعيب ان يحتج بحديث غير ثابت ويقول حدثنا شيخ ومن هذا الشيخ؟
ويقول مكحول عن زيد بن ثابت ومكحول لم ير زيد بن ثابت (قال الشافعي) وقوله يلحق بالمشركين فان لحق بهم
فهو أشقى له ومن ترك الحد خوف ان يلحق المحدود ببلاد المشركين تركه في سواحل المسلمين ومسالحهم التي تأتصل
ببلاد الحرب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا إسحاق
ابن إبراهيم الرازي ختن سلمة بن الفضل الأنصاري ثنا سلمة حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله
ابن عياش بن أبي ربيعة عن عبد الله بن عروة الزبير عن أبيه، وعن يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه قال شرب عبد بن
الأزور وضرار بن الأزور وأبو جندل بن سهيل بن عمرو بالشام فأتى بهم أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال
أبو جندل والله ما شربتها الا على تأويل انى سمعت الله يقول (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا
إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات) فكتب أبو عبيدة إلى عمر رضي الله عنه بأمرهم فقال عبد بن الأزور إنه قد حضر
لنا عدونا فان رأيت أن تؤخرنا إلى أن نلقى عدونا غدا فان الله أكرمنا بالشهادة كفاك ذاك ولم تقمنا على خزاية وان نرجع
نظرت إلى ما امرك به صاحبك فأمضيته قال أبو عبيدة رضي الله عنه فنعم فلما التقى الناس قتل عبد بن الأزور شهيدا فرجع
الكتاب كتاب عمر رضي الله عنه ان الذي أوقع أبا جندل في الخطيئة قد تهيأ له فيها بالحجة وإذا اتاك كتابي هذا فأقم عليهم
حدهم والسلام فدعاهما أبو عبيدة رضي الله عنه فحدهما وأبو جندل له شرف ولأبيه فكان يحدث نفسه حتى قيل إنه
قد وسوس فكتب أبو عبيدة إلى عمر رضي الله عنهما أما بعد فانى قد ضربت أبا جندل حده وانه قد حدث نفسه حتى
قد خشينا عليه انه قد هلك فكتب عمر رضي الله عنه إلى أبى جندل أما بعد فان الذي أوقعك في الخطيئة قد حزن (1) عليك التوبة
(بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول

(1) كذا ولعله - خزن -
105

لا إله إلا هو إليه المصير) فلما قرأ كتاب عمر رضي الله عنه ذهب عنه ما كان به كأنما أنشط من عقال -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق أنبأ عبد الله بن صالح قال كان الليث يرى أن يقيم الحد
في ارض الروم لان الله عز وجل يقول (ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا -)
باب بيع الدرهم بالدرهمين في ارض الحرب
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو المقرى أنبأ الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار وأبو بكر بن أبي شيبة قالا ثنا
حاتم بن إسماعيل ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه في قصة حجة النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال في خطبته ألا وان كل شئ من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي وربا الجاهلية موضوع وأول
ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله - أخرجه مسلم في الصحيح كما مضى -
باب دعاء من لم تبلغه الدعوة من المشركين
وجوبا ودعاء من بلغته نظرا
(قد مضى) في هذا حديث بريدة بن حصيب عن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث سرية قال إذا لقيت عدوك من
المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال - ومضى حديث معاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن إذا اتيتهم فادعهم إلى أن يشهدوا
ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبيد بن شريك ثنا ابن أبي مريم ثنا ابن أبي حازم حدثني أبو حازم
106

انه سمع سهل بن سعد رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يفتح
الله على يديه فبات الناس يدوكون أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن
يعطاها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين علي بن أبي طالب قالوا يا رسول الله هو يشتكى عينيه فأرسل إليه فبصق في عينه
ودعا له فبرأ مكانه حتى لكأنه لم يكن به شئ فأعطاه الراية فقال يا رسول الله أقاتلهم (1) حتى يكونوا مثلنا قال على رسلك
انفذ حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فيه من الحق فوالله لان يهدى الله بك الرجل الواحد
خير لك من حمر النعم - رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة عن عبد العزيز بن أبي حازم -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا محمد بن يحيى يعنى الذهلي (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني
أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قالا ثنا نصر بن علي الجهضمي أخبرني أبي حدثني خالد بن قيس عن قتادة عن
انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وقيصر والى كل جبار يدعوهم إلى الله
عز وجل - رواه مسلم في الصحيح عن نصر بن علي الجهضمي -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني سفيان
الثوري (ح وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ثنا معاذ بن المثنى ويوسف
القاضي قالا ثنا ابن كثير ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما قاتل رسول الله صلى الله
عليه وسلم قوما قط حتى يدعوهم -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا أبو عمرو موسى بن عيسى بن المنذر
الحمصي ثنا محمد بن مصفى ثنا بقية ثنا روح بن مسافر حدثني مقاتل بن حيان عن أبي العالية عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم باسارى من اللات والعزى قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل دعوهم (2)
إلى الاسلام فقالوا لا فقال لهم هل دعوكم إلى الاسلام فقالوا لا قال خلوا سبيلهم حتى يبلغوا مأمنهم ثم قرأ رسول الله صلى الله
عليه وسلم هاتين الآيتين (انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا) (وأوحى إلى هذا القرآن
لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون ان مع الله آلهة أخرى) إلى آخر الآية - روح بن مسافر ضعيف -
باب جواز ترك دعاء من بلغته الدعوة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس القاسم بن القاسم السياري وأنبأ عبد العزيز بن حاتم أنبأ علي بن الحسن بن شقيق
أنبأ عبد الله بن المبارك عن ابن عون قال كتبت إلى نافع أسأله عن الدعاء يعنى في القتال فكتب إنما كان ذلك في أول
الاسلام قد أغار رسول الله صلى الله عليه وسلم على بنى المصطلق وهم غارون وانعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى
سبيهم وأصاب يومئذ جويرية بنت الحارث حدثني بذلك عبد الله بن عمرو كان في ذلك الجيش - رواه البخاري في الصحيح
عن علي بن الحسن وأخرجه مسلم كما مضى -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا هشام بن علي ثنا ابن رجاء أنبأ عكرمة عن اياس بن سلمة بن الأكوع
حدثني أبي قال خرجنا مع أبي بكر رضي الله عنه وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا في غزوة فلما دنونا أمرنا أبو بكر
رضي الله عنه (فعرسنا فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر رضي الله عنه - 3) فشننا الغارة فوردنا الماء فقتلنا من قتلنا - وذكر الحديث -
أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن عكرمة بن عمار - والأحاديث التي مضت في جواز التبييت دليل في هذه المسألة -
باب الاحتياط في التبييت والإغارة كيلا يصيب مسلمين بجهالة
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن ثابت

(1) ف - أنقاتلهم
(2) ف - دعوتموهم
(3) من ف
107

عن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير عند الصباح فيستمع فان سمع اذانا أمسك والا أغار -
أخرجه مسلم في الصحيح من حديث حماد بن سلمة -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبيد بن شريك ثنا أبو صالح أنبأ أبو إسحاق عن حميد قال
سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قوما لم يغر حتى يصبح فان سمع
اذانا أمسك وان لم يسمع اذانا أغار بعدما أصبح - أخرجه البخاري في الصحيح من حديث معاوية بن عمرو عن أبي
إسحاق الفزاري -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن
نوفل عن رجل من مزينة يقال له ابن عصام عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث سرية قال إذا سمعتم مؤذنا
أو رأيتم مسجدا فلا تقتلوا أحدا -
باب النهى عن السفر بالقرآن إلى ارض العدو
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا القعنبي فيما قرأ على مالك عن نافع عن
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يسافر بالقرآن إلى ارض العدو - قال مالك أراه
مخافة ان يناله العدو -
(وأخبرنا) أبو عبد الله ثنا علي بن عيسى بن إبراهيم ثنا جعفر بن محمد بن الحسين ومحمد بن عمرو الحرشي وإبراهيم بن علي قالوا
ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك - فذكره بمثله لم يذكر قول مالك - رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ورواه
مسلم عن يحيى بن يحيى -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة أنبأ الحسن بن محمد بن
الصباح الزعفراني ثنا إسماعيل ابن علية عن أيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان يسافر بالقرآن إلى ارض العدو مخافة ان يناله العدو - رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن
إسماعيل ابن علية -
باب حمل السلاح إلى ارض العدو
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا عيسى بن يونس ثنا أبي عن أبي إسحاق عن
ذي الجوشن رجل من الضباب قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس لي يقال لها القرحاء
فقلت يا محمد إني جئتك بابن القرحاء لتتخذه قال لا حاجة لي فيه وان شئت ان أقضيك (1) به المختارة من دروع بدر فعلت

(1) ف - أقيضك خطأ - ح -
108

قلت ما كنت أقيضه اليوم بغرة قال فلا حاجة لي فيه (قال الشيخ) قوله أقيضك من المقايضة وهي المبادلة -
باب ما احرزه المشركون على المسلمين
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع
ابن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عبد الوهاب بن عبد المجيد (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن
سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الوهاب الثقفي ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه
قال أسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بنى عقيل - فذكر الحديث قال وأخذت ناقة رسول الله صلى الله عليه
وسلم تلك وسبيت امرأة من الأنصار وكانت الناقة أصيبت قبلها فكانت تكون معهم وكانوا يجيئون بالنعم إليهم قال فانفلتت
ذات ليلة من الوثاق فأتت الإبل فجعلت كلما أتت بعيرا رغا حتى أتت تلك الناقة فشنقتها فلم ترغ وهي ناقة هذرة (1)
فقعدت في عجزها ثم صاحت بها فانطلقت فطلبت من ليلتها فلم يقدر عليها فجعلت لله عليها ان الله أنجاها عليها لتنحرنها قالوا لا والله
لا تنحرنها حتى نؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوه فأخبروه ان فلانة قد جاءت على ناقتك وانها جعلت لله عليها ان
أنجاها الله عليها لتنحرنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله بئس ما جزتها ان الله أنجاها عليها لتنحرنها، لا وفاء لنذر
في معصية الله ولا وفاء لنذر فيما لا يملك العبد أو قال ابن آدم - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو الحيري أنبأ أبو يعلى ثنا أبو الربيع ثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي
المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال كانت العضباء لرجل من بنى عقيل وكانت من سوابق الحاج
فأسر الرجل وأخذت العضباء قال فمر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو في وثاق - فذكر الحديث إلى أن قال ثم إن الرجل
فدى بالرجلين وحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء لرحله ثم إن المشركين أغاروا على سرح المدينة فذهبوا به
وكانت العضباء في ذلك السرح وأسروا امرأة من المسلمين - ثم ذكر الحديث في قصة انقلابها بنحو من حديث الثقفي -
رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع الزهراني -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ
الشافعي أنبأ سفيان و عبد الوهاب عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه ان قوما

(1) كذا وفي ف - هدرة وفي صحيح مسلم من طريق إسحاق - مدربة -
109

أغاروا فأصابوا امرأة من الأنصار وناقة للنبي صلى الله عليه وسلم فكانت المرأة والناقة عندهم ثم انفلتت المرأة
فركبت الناقة فأتت المدينة فعرفت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت انى نذرت لئن نجاني الله عليها لأنحرنها فمنعوها ان
تنحرها (حتى يذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال بئس ما جزيتها ان نجاك الله عليها ان تنحريها - 1) لا نذر في
معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم وقالا معا أو أحدهما في الحديث وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم ناقته - زاد أبو سعيد
في روايته قال الشافعي فقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم ناقته بعدما احرزها المشركون وأحرزتها الأنصارية على المشركين -
(أخبرنا) أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر ببغداد ثنا عبد الخالق بن الحسن بن أبي روما (2) ثنا محمد بن هارون ثنا محمد بن سليمان
لوين ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن عبيد الله (3) عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان عاملا (4) لهم ابق إلى العدو
ثم ظهر المسلمون عليه فرده النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن قسم - أخرجه أبو داود في السنن عن صالح بن سهيل عن يحيى -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن
عبيد الله (3) بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان غلاما له لحق بالعدو على فرس له فظهر عليها خالد بن الوليد
رضي الله عنه فردهما عليه، كذا قال أبو معاوية وقد بين عبد الله بن نمير عن عبيد الله (3) ما كان منه على عهد النبي صلى الله
عليه وسلم وما كان بعده -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن سليمان الأنباري والحسن بن علي، المعنى قالا ثنا ابن نمير
عن عبيد الله (ح وأخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ الحسن هو ابن سفيان ثنا ابن نمير
يعنى محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ذهبت له فرس فأخذها العدو
فظهر عليهم المسلمون (فردت عليه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأبق عبد له فلحق بالروم فظهر عليه
المسلمون - 5) فرده عليه خالد بن الوليد (بعد النبي صلى الله عليه وسلم - أخرجه البخاري في الصحيح فقال وقال ابن
نمير ثنا عبيد الله - فذكره - 5)
(أخبرنا) أبو عمرو البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا موسى
ابن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما انه كان على فرس له يوم لقى المسلمون طيئا وأسدا وأمير المسلمين خالد بن

(1) سقط من ف -
(2) كذا وفي ف روينا
(3) مد عبد الله - خطأ
(4) ف - غلاما -
(5) سقط ف من -
110

الوليد بعثه أبو بكر رضي الله عنه فاقتحم الفرس بعبد الله بن عمر جرفا فصرعه وسقط عبد الله فعار الفرس فأخذه العدو فلما
هزم الله العدو رد خالد على عبد الله فرسه - رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس - فيحتمل أن يكون العبد
هو الذي رد عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والفرس بعده ليكون موافقا لرواية يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثم رواية
موسى بن عقبة هذه والله أعلم وليس في شئ من الروايات أمر القسمة ولعله في رواية يحيى من قول بعض الرواة
دون ابن عمر -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ الثقة عن مخرمة بن بكير عن أبيه لا احفظ
عمن رواه ان أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال فيما أحرز العدو من أموال المسلمين مما غلبوا عليه أو ابق إليهم ثم احرزه
المسلمون مالكوه أحق به قبل القسم وبعده -
(أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله (1) بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا
الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن زائدة عن الركين بن الربيع الفزاري عن أبيه قال أصاب المشركون فرسا لهم
زمن خالد بن الوليد وكانوا احرزوه فأصابه مسلمون زمن سعد فكلمناه فرده علينا بعدما قسم وصار في خمس الامارة -
باب من فرق بين وجوده قبل القسم وبين وجوده بعده
وما جاء فيما اشترى من أيدي العدو
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ ثنا محمد بن المغيرة ثنا القاسم بن الحكم ثنا الحسن بن عمارة عن عبد الملك
الزراد عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني وجدت بعيري في المغنم
كان اخذه المشركون فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق فان وجدت بعيرك قبل ان يقسم فخذه وان وجدته
قد قسم فأنت أحق به بالثمن ان أردته - هذا الحديث يعرف بالحسن بن عمارة عن عبد الملك بن ميسرة والحسن بن عمارة
متروك لا يحتج به - ورواه أيضا مسلمة بن علي الخشني عن عبد الملك وهو أيضا ضعيف - وروى باسناد آخر مجهول عن
عبد الملك ولا يصح شئ من ذلك - وروى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وياسين بن معاذ الزيات عن ابن شهاب عن
سالم بن عبد الله عن أبيه مرفوعا على اختلاف بينهما في لفظه وإسحاق وياسين متروكان لا يحتج بهما -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة وأبو بكر الفارسي قالا ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن يحيى ثنا أبو الأحوص
عن سماك عن تميم بن طرفة قال عرف رجل ناقة له في يدي رجل فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فسئل عن أمر الناقة
فوجد أصلها اشترى من أيدي العدو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للذي عرفها ان شئت ان تأخذ بالثمن الذي اشتراها
به فأنت أحق به والا فخل عن ناقته قال وسأل شاهدين -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن

(1) ف - عبيد الله -
111

سفيان عن سماك بن حرب عن تميم بن طرفة ان العدو أصابوا ناقة رجل من المسلمين فاشتراها رجل من المسلمين فعرفها
صاحبها فخاصم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رد إليه الثمن الذي اشتراها به أو خل بينه وبينها (قال الشافعي) رحمه الله في
رواية أبى عبد الرحمن البغدادي عنه تميم بن طرفة لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه والمرسل لا تثبت به حجة
لأنه لا يدرى عمن أخذه -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن سعيد
ابن أبي عروبة عن قتادة عن رجاء بن حياة عن قبيصة بن ذؤيب ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال فيما احرزه
المشركون ما اصابه المسلمون فعرفه صاحبه قال إن أدركه قبل ان يقسم فهو له وإذا جرت في السهام فلا شئ له - قال وقال
قتادة قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو للمسلمين اقتسم أو لم يقتسم - هذا منقطع قبيصة لم يدرك عمر رضي الله عنه وقتادة
عن علي رضي الله عنه منقطع -
(وأخبرنا) أبو نصر أنبأ أبو الفضل أنبأ احمد ثنا الحسن ثنا عبد الله عن ابن لهيعة حدثني سليمان بن موسى عن رجاء بن حياة
قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبى عبيدة فيما أحرز العدو من أموال المسلمين ثم اصابه المسلمون فعليه ان يرد
إلى أهله ما لم يقسم -
(وباسناده حدثنا) عبد الله عن سعيد عن رجل عن الشعبي قال كتب عمر رضي الله عنه إلى السائب بن الأقرع أيما رجل
من المسلمين وجد رقيقه ومتاعه بعينه فهو أحق به وان وجده في أيدي التجار بعدما قسم فلا سبيل إليه وأيما حر اشتراه
التجار فرد عليهم رؤس أموالهم فان الحر لا يباع ولا يشترى - رواه غيره عن سعيد بن أبي عروبة عن أبي حريز عن الشعبي
قال الشافعي في رواية أبى عبد الرحمن عنه هذا عن عمر رضي الله عنه (مرسل إنما روى عن الشعبي عن عمر رضي الله عنه - 1)
وعن رجاء بن حياة عن عمر وكلاهما لم يدرك عمر رضي الله عنه ولا قارب ذلك قال الشافعي وحديث سعد أثبت من
الحديث عن عمر رضي الله عنه لأنه عن الركين بن الربيع عن أبيه ان سعدا فعله به والحديث عن عمر رضي الله عنه مرسل -

(1) من ف -
112

(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا ابن المبارك عن ابن
لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر أنه حدثه عن بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قالا
ما أحرز العدو من مال المسلمين فاستنقذ فعرفه أهله قبل ان يقسم رد إليهم وان لم يعرفوه حتى يقسم لم يرد عليهم - كذا
وجدته في كتابي وهو هكذا منقطع وابن لهيعة غير محتج به والله أعلم (وقد قيل عن سليمان عن زيد بن ثابت - 1) -
باب من أسلم على شئ فهو له
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا جعفر بن أحمد الدمشقي ثنا هشام (ح وأنبأ) أبو سعد
الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا محمد بن خريم ثنا هشام بن خالد ثنا مروان بن معاوية ثنا ياسين بن معاذ الزيات عن
الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أسلم على شئ فهو له -
ياسين بن معاذ الزيات كوفي ضعيف جرحه يحيى بن معين والبخاري وغيرهما من الحفاظ وهذا الحديث إنما يروى عن
ابن أبي مليكة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن عروة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا (قال الشافعي) رحمه الله
وكأن معنى ذلك من أسلم على شئ يجوز له ملكه فهو له -
(وأخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق قال قال
معمر قال الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم في قصة الحديبية وما قال عروة
ابن مسعود الثقفي للمغيرة بن شعبة حين قال له المغيرة أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أي غدر أو لست
أسعى في غدرتك قال وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم
اما الاسلام فأقبل واما المال فلست منه في شئ - أخرجه البخاري في الصحيح من حديث عبد الرزاق (قال الشيخ)
رحمه الله وإنما امتنع النبي صلى الله عليه وسلم من تخميسه فيما روى يونس عن الزهري انه مال غدر وفيما روى عقيل عن
الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نخمس مالا أخذ غصبا فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم المال في يدي
المغيرة وفى ذلك دلالة على أنه يملكه بالأخذ والله أعلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس الدوري ثنا أبو شيخ الحراني ثنا موسى بن أعين
عن ليث بن أبي سليم عن علقمة عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول في أهل الذمة لهم
ما أسلموا عليه من أموالهم وعبيدهم وديارهم وارضهم وماشيتهم ليس عليهم فيه الا الصدقة -
باب الحربي يدخل بأمان وله مال في دار الحرب
ثم يسلم أو يسلم في دار الحرب
(قال الشافعي رحمه الله) أسلم ابنا سعية القرظيان ورسول الله صلى الله عليه وسلم محاصر بني قريظة فأحرز لهما اسلامهما أنفسهما
وأموالهما من النخل والأرض وغيرهما -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنبأ ابن جريج
عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان يهود بنى النضير وقريظة حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى النضير وأقر قريظة ومن عليهم حتى حاربت قريظة بعد ذلك فقتل رجالهم وقسم نساءهم
وأموالهم وأولادهم بين المسلمين الا بعضهم لحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فآمنهم واسلموا - وذكر الحديث

(1) من ف -
113

أخرجاه في الصحيح من حديث عبد الرزاق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني
عاصم بن عمر بن قتادة عن شيخ من قريظة أنه قال هل تدرى عم كان اسلام ثعلبة وأسيد ابني سعية وأسد بن عبيد نفر
من هدل لم يكونوا من بني قريظة ولا نضير كانوا فوق ذلك فقلت لا قال فإنه قدم علينا رجل من الشام من يهود يقال له
ابن الهيبان فأقام عندنا والله ما رأينا رجلا قط لا يصلى الخمس خيرا منه فقدم علينا قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسنتين فكنا إذا قحطنا وقل علينا المطر نقول له يا ابن الهيبان اخرج فاستسق لنا فيقول لا والله حتى تقدموا أمام
مخرجكم صدقة فنقول كم نقدم فيقول صاعا من تمر أو مدين من شعير ثم يخرج إلى ظاهرة حرتنا ونحن معه فيستسقى فوالله
ما يقوم من مجلسه حتى تمر الشعاب قد فعل ذلك غير مرة ولا مرتين ولا ثلاثة (1) فحضرته الوفاة فاجتمعنا إليه فقال يا معشر
يهود ما ترونه أخرجني من ارض الخمر والخمير إلى ارض البؤس والجوع فقلنا أنت اعلم فقال إنه إنما أخرجني أتوقع (1)
خروج نبي قد أظل زمانه، هذه البلاد مهاجره فأتبعه فلا تسبقن إليه إذا خرج يا معشر يهود فإنه يسفك الدماء ويسبي الذراري
والنساء ممن خالفه فلا يمنعكم ذلك منه - ثم مات فلما كانت تلك الليلة التي افتتحت فيها قريظة قال أولئك الفتية الثلاثة وكانوا
شبانا (2) احداثا يا معشر يهود للذي كان ذكر لكم ابن الهيبان قالوا ما هو (3) قالوا بلى والله لهو يا معشر اليهود انه والله لهو
لصفته (4) ثم نزلوا فاسلموا وخلوا أموالهم وأولادهم وأهاليهم قال وكانت أموالهم في الحصن مع المشركين فلما فتح
رد ذلك عليهم -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عمر بن الخطاب أبو حفص ثنا الفريابي ثنا ابان قال
عمر وهو ابن عبد الله بن أبي حازم قال حدثني عثمان بن أبي حازم عن أبيه عن جده صخر أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم غزا ثقيفا فلما ان سمع ذلك صخر ركب في خيل يمد النبي صلى الله عليه وسلم (فوجد نبي الله صلى الله عليه وسلم - 5)
قد انصرف ولم يفتح فجعل صخر حينئذ عهد الله وذمته ان لا يفارق هذا القصر حتى ينزلوا على حكم رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلم يفارقهم حتى نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه صخر - أما بعد فان ثقيفا قد نزلوا على
حكمك يا رسول الله ولنا مقبل (6) إليهم وهم في خيل فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة جامعة فدعا لأحمس
عشر دعوات الله بارك لأحمس في خيلها ورجالها وأتاه القوم فتكلم المغيرة فقال يا رسول الله ان صخرا أخذ عمتي ودخلت
فيما دخل فيه المسلمون فدعاه فقال يا صخر إن القوم إذا أسلموا احرزوا دماءهم وأموالهم فادفع إلى المغيرة عمته فدفعها إليه
وسأل نبي الله صلى الله عليه وسلم ما لبنى سليم قد هربوا عن الاسلام وتركوا ذاك الماء فقال يا نبي الله انزلنيه انا وقومي قال
نعم فأنزله واسلم يعنى السلميين فأتوا صخرا فسألوه ان يدفع إليهم الماء فأبى فأتوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا نبي الله
أسلمنا وأتينا صخرا ليدفع إلينا ماءنا فأبى علينا فدعاه فقال يا صخر إن القوم إذا أسلموا احرزوا أموالهم ودماءهم فادفع إلى
القوم ماءهم قال نعم يا نبي الله فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير عند ذلك حمرة حياء من أخذه الجارية وأخذه
الماء (قال الشيخ) والاستدلال وقع بقوله صلى الله عليه وسلم ان القوم إذا أسلموا احرزوا أموالهم ودماءهم فاما
استرداد الماء عن صخر بعد ما ملكه بتمليك رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه فإنه يشبه أن يكون باستطابة نفسه ولذلك
كان يظهر في وجهه اثر الحياء والله أعلم - واما عمة المغيرة فإن كانت أسلمت بعد الاخذ فكأنه رأى اسلامها قبل القسمة
يحرز مالها ويحتمل أن يكون اسلامها قبل الاخذ والله أعلم - وصخر هذا هو ابن العيلة قاله البخاري عن أبي نعيم عن ابان عن
عثمان بن أبي حازم عن صخر بن العيلة لم يقل عن أبيه (وروى) في قصة (رعية السحيمي ما دل عليه ظاهر قصة - 5) عمة
المغيرة فإنه أسلم ثم قال يا رسول الله أهل ومالي قال أما مالك فقد قسم بين المسلمين وأما أهلك فانظر من قدرت عليه منهم

(1) كذا
(2) ف - شبابا
(3) في السيرة - قالوا ليس به - ح
(4) في السيرة - بصفته
(5) من ف
(6) كذا في النسخ - وفي سنن أبي داود - وأنا مقبل - ح -
114

قال فرد عليه ابنه ويحتمل انه استطاب أنفس أهل الغنيمة كما فعل في سبى هوازن وعوض أهل الخمس من نصيبهم والله أعلم
واسناد الحديثين غير قوى -
باب المشركين يسلمون قبل الأسر وما على الامام وغيره من
التثبت إذا تكلموا بما يشبه الاقرار بالاسلام ويشبه غيره
(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني حسن بن سفيان ثنا فياض ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري
عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد احسبه قال إلى بنى جذيمة فدعاهم
إلى الاسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فقالوا صبأنا صبأنا وجعل خالد بهم قتلا واسرا قال ثم دفع إلى كل رجل منا أسيرا
حتى إذا أصبح يوما أمرنا فقال ليقتل كل واحد منكم أسيره قال ابن عمر رضي الله عنه والله لا اقتل أسيري ولا يقتل أحد
من أصحابي أسيره قال فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ما صنع خالد قال فرفع يديه ثم قال اللهم إني
أبرأ إليك مما صنع خالد - رواه البخاري في الصحيح عن محمود عن عبد الرزاق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا سفيان عن عمرو عن
عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لقى ناس من المسلمين رجلا في غنيمة له فقال السلام عليكم فأخذوه فقتلوه وأخذوا
تلك الغنيمة فنزل (ولا تقولوا لمن القى إليكم السلام لست مؤمنا) وقرأها ابن عباس السلام - رواه البخاري في الصحيح
عن علي بن عبد الله عن سفيان ورواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل
عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر رجل من بنى سليم على نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
ومعه غنم له فسلم عليهم فقالوا ما سلم عليكم الا ليتعوذ منكم فعمدوا إليه فقتلوه وأخذوا غنمه فأتوا بها النبي صلى الله عليه وسلم
فأنزل الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى إليكم السلام لست مؤمنا) إلى
قوله (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا) -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا يونس بن بكير عن ابن
إسحاق حدثني يزيد بن عبد الله عن قسيط عن أبي القعقاع عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه أبى حدرد رضي الله عنه قال بعثنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أضم فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي ومحلم بن جثامة فخرجنا
حتى إذا كنا ببطن أضم مر بنا عامر بن الأضبط على بعير له فلما مر علينا سلم علينا بتحية الاسلام فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن
جثامة فقتله وأخذ بعيره وما معه فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرناه الخبر فنزل فينا القرآن (يا أيها الذين
آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى إليكم السلام لست مؤمنا) إلى آخر الآية - كذا رواه يونس بن
بكير عن ابن إسحاق ورواه محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد (بن أبي عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه ورواه أبو خالد
الأحمر عن ابن إسحاق عن يزيد - 1) عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه وكذلك قاله يحيى بن سعيد الأموي عن
ابن إسحاق ورواه حماد بن سلمة في رواية حجاج عنه عن ابن إسحاق (عن يزيد بن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه وقيل غير
ذلك ورواه عبد الله بن إدريس عن ابن إسحاق - 1) عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنه
قال كنت في سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أضم واد من أودية أشجع (ورواه) سليمان التيمي عن يزيد
ابن عبد الله بن قسيط (عن القعقاع بن عبيد الله عن أبي عبد الله قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم -
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار الحارثي ثنا أبو أسامة عن الوليد بن

(1) سقط من - ف -
115

كثير عن يزيد بن عبد الله بن قسيط - 1) ان رجلا من أسلم حدثه انه سمع ابن أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنه يحدث
انه كان في سرية فرآهم رجل وهو في جبل فنزل إليهم فسلم عليهم فأخذوه فقتلوه ففيه نزلت (ولا تقولوا لمن القى إليكم
السلم لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا) والرجل الذي قتلوه عامر بن الأضبط الأشجعي -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني
محمد بن جعفر بن الزبير قال سمعت زياد بن ضميرة بن سعد السلمي يحدث عروة بن الزبير أن أباه وجده شهدا حنينا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر ثم عمد إلى ظل شجرة فقام إليه الأقرع بن
حابس وعيينة بن بدر يختصمان في دم عامر بن الأضبط الأشجعي وكان قتله محلم بن جثامة بن قيس فعيينة يطلب بدم الأشجعي
عامر بن الأضبط لأنه من قيس والأقرع بن حابس يدفع عن محلم بن جثامة لأنه من خندف وهو يومئذ سيد خندف
فسمعنا عيينة يقول والله يا رسول الله لا ادعه حتى أذيق نساءه من الحر (2) ما أذاق نسائي ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا وخمسين إذا رجعنا وهو يأبى فقام رجل من بنى ليث يقال له مكتل (3) مجموع
قصير فقال يا رسول الله ما وجدت لهذا القتيل في غرة الاسلام الا كعير وردت فرميت أولاها فنفرت اخراها اسنن
اليوم وغير غدا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا وخمسين إذا رجعنا
فقبلها القوم ثم قال ائتوا بصاحبكم (4) يستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاؤوا به فقام رجل آدم طويل ضرب عليه
حلة له قد تهيأ فيها للقتل فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما اسمك فقال محلم بن جثامة فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة ثم قال له قم فقام وهو
يتلقى دمعه بفضل ردائه فاما نحن فيما بيننا فنقول انا لنرجو أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استغفر له ولكن
أظهر هذا لينزع الناس بعضهم عن بعض فاما ما ظهر من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا - وبمعناه رواه حماد بن سلمة
عن محمد بن إسحاق -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا وهب بن بيان واجمد بن سعيد الهمداني قالا ثنا ابن
وهب أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن محمد بن جعفر أنه سمع زياد بن سعد بن ضميرة
السلمي يحدث عروة بن الزبير عن أبيه ان محلم بن جثامة الليثي قتل رجلا من أشجع في الاسلام وذلك أول عير قضى به
رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر معناه الا أنه قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عيينة ألا تقبل العير يريد الدية
وقال في آخره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتلته بسلاحك في غرة الاسلام اللهم لا تغفر لمحلم بصوت عال
ولم يذكر ما بعده -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار وأبو بكر بن إسحاق الفقيه قالا أنبأ بشر بن موسى ثنا
عبد الله بن يزيد المقرى ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال آتينا نصر بن عاصم الليثي فقال نصر ثنا عقبة بن مالك
وكان من رهطه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأغاروا على قوم فشذ رجل من القوم فاتبعه رجل من
السرية معه السيف شاهر فقال الشاذ من القوم انى مسلم فلم ينظر فيه فضربه فقتله فنمى الحديث إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال قولا شديدا فقال القاتل والله يا رسول الله ما قال الذي قال الا تعوذا من القتل فأعرض عنه ثلاثا فأعاده
فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرف المساءة في وجهه ثم قال إن الله عز وجل أبى على من قتل مؤمنا قالها
ثلاثا - تابعه يونس بن عبيد عن حميد بن هلال -

(1) سقط من ف
(2) في السيرة من الحرقة - ح
(3) كذا والصواب - مكيتل - كما في الإصابة والسيرة - ح
(4) كذا وفي السيرة ثم قالوا أين صاحبكم هذا - ح -
116

باب فتح مكة حرسها الله تعالى
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا سليمان بن المغيرة
(ح وأنبأ) أبو عبد الله الحافظ واللفظ له أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إبراهيم وعمران بن موسى قالا ثنا شيبان
ابن فروخ ثنا سليمان بن المغيرة ثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال وفدت وفود إلى
معاوية وذلك في رمضان فكان يصنع بعضنا لبعض الطعام فكان أبو هريرة مما يكثر أن يدعونا إلى رحله فقلت ألا اصنع
طعاما وادعوهم إلى رحلي فأمرت بطعام فصنع ثم لقيت أبا هريرة من العشى فقلت الدعوة عندي الليلة قال سبقتني؟ قلت
نعم فدعوتهم فقال أبو هريرة ألا أعلمكم حديثا من حديثكم يا معشر الأنصار؟ ثم ذكر فتح مكة فقال اقبل رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى قدم مكة فبعث الزبير على إحدى المجنبتين وبعث خالد بن الوليد على المجنبة الأخرى وبعث أبا عبيدة على الحسر
فأخذوا بطن الوادي ورسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته فنظر فرآني فقال أبو هريرة؟ قلت لبيك يا رسول الله قال
فندب الأنصار فقال لا يأتينا الا أنصاري فأطافوا به - زاد أبو داود قال فقال اهتف بالأنصار ولا تأتني الا بانصاري قال ففعلته
قال شيبان في روايته وأوبشت قريش أوباشا لها واتباعا فقالوا نقدم هؤلاء فإن كان لهم شئ كنا معهم وان أصيبوا أعطينا
الذي سئلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ترون إلى أوباش قريش واتباعهم ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى ثم قال
حتى توافوني بالصفا، زاد أبو داود في روايته احصدوهم حصدا، قال شيبان في روايته قال وانطلقنا فما شاء أحد منا ان يقتل
أحدا الا قتله وما أحد يوجه إلينا شيئا قال فجاء أبو سفيان فقال يا رسول الله أبيحت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم
قال من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، زاد أبو داود في روايته من القى السلاح فهو آمن، قال شيبان في روايته فقالت
الأنصار بعضهم لبعض اما الرجل فأدركته رغبة في قرابته ورأفة بعشيرته فقال أبو هريرة وجاء الوحي وكان إذا جاء
لا يخفى علينا فإذا جاء فليس أحد يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ينقضى الوحي فلما قضى الوحي قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار! قالوا لبيك رسول الله قال قلتم اما الرجل فأدركته رغبة في قرابته قالوا قد كان ذاك
قال كلا انى عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله واليكم المحيا محياكم والممات مماتكم فأقبلوا إليه يبكون ويقولون والله ما قلنا
الذي قلنا الا الضن بالله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم فأقبل الناس
إلى دار أبي سفيان وأغلق الناس أبوابهم واقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اقبل إلى الحجر فاستلمه فطاف بالبيت فأتى
إلى صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه قال وفى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس وهو آخذ بسية القوس فلما أتى على
الصنم جعل يطعن في عينه ويقول (جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا) فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلا
117

عليه حتى نظر إلى البيت فرفع يديه وجعل يحمد الله ويدعو بما شاء ان يدعو - رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ
وأخرجه من حديث بهز بن أسد عن سليمان بن المغيرة وذكر اللفظة التي زادها أبو داود -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عفان ثنا حماد بن سلمة
عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه - فذكر الحديث قال فيه فجاءت الأنصار فأحاطوا
برسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصفا فجاء أبو سفيان فقال يا رسول الله أبيدت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم فقال من
دخل داره فهو آمن ومن القى سلاحه فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن - أخرجه
مسلم في الصحيح من حديث يحيى بن حسان عن حماد الا انه لم يذكر قوله من دخل داره فهو آمن -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا سلام بن مسكين ثنا ثابت البناني عن
عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة سرح الزبير بن العوام
وأبا عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد على الخيل وقال يا أبا هريرة اهتف بالأنصار قال اسلكوا هذا الطريق فلا يشرفن
لكم أحد الا أنمتموه فنادى منادى لا قريش بعد اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دخل دارا فهو آمن ومن القى
السلاح فهو آمن وعمد صناديد قريش فدخلوا الكعبة فغص بهم وطاف النبي صلى الله عليه وسلم وصلى خلف المقام ثم
أخذ بجنبى الباب فخرجوا فبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الاسلام - زاد فيه القاسم بن سلام بن مسكين عن أبيه بهذا
الاسناد قال ثم أتى الكعبة فأخذ بعضادتي الباب فقال ما تقولون وما تظنون قالوا نقول ابن أخ وابن عم حليم رحيم قال
وقالوا ذلك ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول كما قال يوسف (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم
الراحمين) قال فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الاسلام -
(أخبرناه) أبو بكر بن المؤمل أنبأ أبو سعيد الرازي ثنا محمد بن أيوب أنبأ القاسم بن سلام - فذكره (وفيما حكى الشافعي) عن أبي
يوسف في هذه القصة أنه قال لهم حين اجتمعوا في المسجد ما ترون انى صانع بكم قالوا خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم قال
اذهبوا فأنتم الطلقاء (قال الشيخ) وإنما أطلقهم بالأمان الأول الذي عقده على شرط قبولهم فلما قبلوه قال أنتم الطلقاء
يعنى بالأمان الأول والله أعلم -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن آدم ثنا ابن إدريس عن محمد بن
إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح
جاءه العباس بن عبد المطلب بأبي سفيان بن حرب فأسلم بمر الظهران فقال له العباس يا رسول الله ان أبا سفيان رجل
يحب هذا الفخر فلو جعلت له شيئا قال نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عمرو الرازي ثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق
118

عن العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
بمر الظهران قال العباس قلت والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عنوة قبل ان يأتوه فيستأمنوه انه لهلاك
قريش فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لعلى أجد ذا حاجة يأتي أهل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم ليخرجوا إليه فيستأمنوه وانى لأسير سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء فقلت يا أبا حنظلة فعرف
صوتي قال أبو الفضل؟ قلت نعم قال مالك فداك أبي وأمي قلت هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس قال فما الحيلة
قال فركب خلفي ورجع صاحبه فلما أصبح غدوت به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم قلت يا رسول الله ان
أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر فاجعل له شيئا قال نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه داره فهو آمن
ومن دخل المسجد فهو آمن قال فتفرق الناس إلى دورهم والى المسجد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكى ثنا الحسين بن محمد بن زياد ثنا محمد بن العلاء ثنا أبو أسامة
(ح قال وأخبرني) أحمد بن محمد النسوي واللفظ له ثنا حماد بن شاكر ثنا محمد بن إسماعيل ثنا (عبيد بن إسماعيل ثنا - 1)
أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه قال لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فبلغ ذلك قريشا خرج أبو سفيان
ابن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلوا يسيرون حتى أتوا
مر الظهران فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة فقال أبو سفيان ما هذه لكأنها نيران عرفة فقال بديل بن ورقاء نيران
بنى عمرو قال أبو سفيان عمرو أقل من ذلك فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركوهم فأخذوهم وأتوا بهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم أبو سفيان فلما سار قال للعباس احبس أبا سفيان عند حطم الخيل حتى ينظر إلى
المسلمين فحبسه العباس فجعلت القبائل تمر مع النبي صلى الله عليه وسلم تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان فمرت كتيبة قال
يا عباس من هذه قال هذه غفار قال مالي ولغفار ثم مرت جهينة فقال مثل ذلك ثم مرت سعد بن هذيم فقال مثل ذلك ومرت
سليم فقال مثل ذلك حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها قال من هذه قال هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية فقال سعد بن
عبادة يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكعبة فقال أبو سفيان يا عباس حبذا يوم الذمار ثم جاءت كتيبة وهي
أقل الكتائب فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وراية النبي صلى الله عليه وسلم مع الزبير بن العوام فلما مر
رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان قال ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة قال ما قال؟ قال قال كذا وكذا - قال كذب
سعد ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة ويوم تكسى فيه الكعبة قال وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تركز رايته
بالحجون قال عروة فأخبرني نافع بن جبير بن مطعم قال يقول سمعت العباس يقول للزبير بن العوام يا أبا عبد الله ههنا
أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تركز الراية قال فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ خالد بن الوليد (ان
يدخل مكة من كدى ودخل النبي صلى الله عليه وسلم من كداء فقتل من خيل خالد بن الوليد - 2) يومئذ رجلان حبيش
ابن الأشعر وكزر بن جابر الفهري - أخرجه البخاري في الصحيح هكذا -

(1) من ف
(2) سقط من - ف -
119

(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الحسن محمد بن أحمد بن زكريا الأديب ثنا الحسين بن محمد بن زياد القباني ثنا أبو كريب
ثنا زيد بن الحباب حدثني عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد المخزومي حدثني جدي عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال يوم فتح مكة أمن الناس الا هؤلاء الأربعة فلا يؤمنون في حل ولا حرم ابن خطل ومقيس بن صبابة المخزومي
و عبد الله بن أبي سرح وابن نقيذ فاما ابن خطل فقتله الزبير بن العوام واما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فأستأمن له
عثمان رضي الله عنه فأومن وكان أخاه من الرضاعة فلم يقتل ومقيس بن صبابة قتله ابن عم له لحاقد سماه وقتل علي
رضي الله عنه ابن نقيذ وقينتين كانتا لمقيس فقتلت إحداهما وأفلتت الأخرى وأسلمت - أبو جده سعيد بن يربوع المخزومي
قاله القباني، وفى حديث انس بن مالك فيمن أمر بقتله أم سارة مولاة لقريش، وفى رواية ابن إسحاق في المغازي سارة
مولاة لبعض بنى عبد المطلب وكانت ممن يؤذيه بمكة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي عمرو
ابن خالد ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الأسود عن عروة بن الزبير (ح وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو بكر
ابن عتاب ثنا القاسم الجوهري ثنا ابن أبي أويس ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة - وهذا لفظ حديث
موسى وحديث عروة بمعناه قال ثم إن بنى نفاثة من بنى الديل أغاروا على بنى كعب وهم في المدة التي بين رسول الله
صلى الله عليه وسلم وبين قريش وكانوا بنو كعب في صلح رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بنو نفاثة في صلح قريش
فأعانت بنو بكر بنى نفاثة واعانتهم قريش بالسلاح والرقيق - فذكر القصة قال فخرج ركب من بنى كعب حتى أتوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له الذي أصابهم وما كان من قريش عليهم في ذلك - ثم ذكر قصة خروج رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى مكة وقصة العباس وأبى سفيان حين اتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران ومعه حكيم
ابن حزام وبديل بن ورقاء قال فقال أبو سفيان وحكيم يا رسول الله ادع الناس إلى الأمان أرأيت ان اعتزلت قريش
فكفت أيديها آمنون هم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم من كف يده وأغلق داره فهو آمن قالوا فابعثنا نؤذن بذلك
فيهم قال انطلقوا فمن دخل دارك يا أبا سفيان ودارك يا حكيم وكف يده فهو آمن ودار أبي سفيان بأعلى مكة
ودار حكيم بأسفل مكة فلما توجها ذاهبين قال العباس يا رسول الله إني لا آمن أبا سفيان ان يرجع عن اسلامه قال
رده حتى يقف (1) ويرى جنود الله معك فأدركه عباس فحبسه فقال أبو سفيان أغدرا يا بني هاشم فقال العباس ستعلم انا لسنا
بغدر ولكن لي إليك حاجة فأصبح حتى تنظر جنود الله ثم ذكر قصة ايقاف أبي سفيان حتى مرت به الجنود قال وبعث
رسول الله صلى الله عيه وسلم الزبير بن العوام رضي الله عنه على المهاجرين وخيلهم وأمره ان يدخل من كداء من أعلى مكة
وأعطاه رايته وأمره ان يغرزها بالحجون ولا يبرح حيث أمره ان يغرزها حتى يأتيه وبعث خالد بن الوليد فيمن كان
أسلم من قضاعة وبنى سليم وناسا أسلموا قبل ذلك وأمره ان يدخل من أسفل مكة وأمره ان يغرز رايته عند أدنى البيوت
بأسفل مكة وبأسفل مكة بنو بكر وبنو الحارث بن عيد مناة وهذيل ومن كان معهم من الأحابيش قد استنصرت بهم قريش

(1) ف - تقفه -
120

فأمرهم ان يكونوا بأسفل مكة وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة في كتيبة من الأنصار في مقدمة رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يكفوا أيديهم فلا يقاتلوا أحدا الا من قاتلهم وأمر بقتل أربعة
نفر منهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح والحارث بن نقيذ وابن خطل ومقيس بن صبابة وأمر بقتل قينتين لابن خطل
كانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرت الكتائب تتلو بعضها بعضا على أبي سفيان وحكيم وبديل لا يمر عليهم
كتيبة الا سألوا عنها حتى مرت عليهم كتيبة الأنصار فيها سعد بن عبادة فنادى سعد أبا سفيان، اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل
الحرمة، فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان في المهاجرين قال يا رسول الله أمرت بقومك ان يقتلوا فان سعد بن
عبادة ومن معه حين مروا بي ناداني سعد فقال: اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة، وانى أناشدك الله في قومك فأرسل
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة فعزله وجعل الزبير بن العوام مكانه على الأنصار مع المهاجرين فسار الزبير
بالناس حتى وقف بالحجون وغرز بها راية رسول الله صلى الله عليه وسلم واندفع خالد بن الوليد حتى دخل من أسفل مكة
فلقيه بنو بكر فقاتلوه فهزموا وقتل من بنى بكر قريب من عشرين رجلا ومن هذيل ثلاثة أو أربعة وانهزموا وقتلوا
بالحزورة حتى بلغ قتلهم باب المسجد وفرفضضهم حتى دخلوا الدور وارتقت طائفة منهم على الجبال واتبعهم المسلمون
بالسيوف ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين الأولين في أخريات الناس وصاح أبو سفيان حين دخل مكة
من أغلق داره وكف يده فهو آمن فقالت له هند بنت عتبة وهي امرأته قبحك الله من طليعة قوم وقبح عشيرتك معك
وأخذت بلحية أبي سفيان ونادت يأل غالب اقتلوا الشيخ الأحمق هلا قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم فقال لها أبو سفيان
ويحك اسكتي وادخلي بيتك فإنه جاءنا بالحق ولما علا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثنية كداء نظر إلى البارقة على الجبل مع
فضض المشركين فقال ما هذا وقد نهيت عن القتال فقال المهاجرون نظن أن خالدا قوتل وبدئ بالقتال فلم يكن له بد من أن
يقاتل من قاتله وما كان يا رسول الله ليعصيك ولا ليخالف أمرك فهبط رسول الله صلى الله عليه وسلم من الثنية فأجاز
على الحجون واندفع الزبير بن العوام حتى وقف بباب الكعبة وذكر القصة قال فيها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
خالد بن الوليد لم قاتلت وقد نهيتك عن القتال؟ فقال هم بدؤنا بالقتال ووضعوا فينا السلاح واشعرونا بالنبل وقد كففت
يدي ما استطعت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قضاء الله عز وجل خير -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا الحسن بن الصباح ثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثني إبراهيم بن
عقيل بن معقل عن أبيه عن وهب قال سألت جابرا هل غنموا يوم الفتح شيئا قال لا -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن ابن إسحاق حدثني يحيى
ابن عباد عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها في قصة أبى قحافة وابنة له من أصغر ولده كانت تقوده يوم الفتح
حتى إذا هبطت به إلى الأبطح لقيتها الخيل وفى عنقها طوق لها من ورق فاقتطعه انسان من عنقها فلما دخل رسول الله
صلى الله عليه وسلم المسجد خرج أبو بكر رضي الله عنه حتى جاء بأبيه - فذكر الحديث في اسلامه ثم قام أبو بكر رضي الله عنه
فأخذ بيد أخته فقال أنشدكم بالله والاسلام طوق أختي فوالله ما اجابه أحد ثم قال الثانية فما اجابه أحد فقال يا أخية احتسبي
121

طوقك فوالله ان الأمانة اليوم في الناس لقليل - وهذا يدل على أنهم لم يغنموا شيئا وانها فتحت صلحا إذ لو فتحت عنوة
لكانت وما معها غنيمة ولكان أبو بكر رضي الله عنه لا يطلب - طوقها -
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ املاء وقراءة ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر الخولاني ثنا ابن وهب أخبرني
يونس بن يزيد عن ابن شهاب أخبرني علي بن حسين ان عمرو بن عثمان اخبره عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال
يا رسول الله أتنزل في دارك بمكة؟ قال وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب
ولم يرثه علي ولا جعفر شيئا لأنهما كانا مسلمين وكان عقيل وطالب كافرين - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من
حديث ابن وهب كما مضى -
باب ما قسم من الدور والأراضي
في الجاهلية ثم أسلم أهلها عليها
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال سألت الشافعي عن أهل الدار من
أهل الحرب يقسمون الدار ويملك بعضهم على بعض على ذلك القسم (ويسلمون ثم يريد بعضهم ان ينقض ذلك القسم - 1)
ويقسمه على قسم الأموال فقال ليس ذلك له فقلت وما الحجة في ذلك قال الاستدلال بمعنى الاجماع والسنة فذكر
ما لا يؤاخذون به من قتل بعضهم بعضا وسبى بعضهم بعضا وغصب بعضهم بعضا ثم قال مع أنه (أخبرنا) مالك عن ثور بن
زيد الديلي قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيما دار أو ارض (قسمت في الجاهلية فهي على قسم الجاهلية
وأيما دار أو ارض - 1) أدركها الاسلام لم تقسم فهي على قسم الاسلام (قال الشافعي) ونحن نروي فيه حديثا أثبت من
هذا بلغني بمثل معناه -
(قال الشيخ ولعله أراد ما أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن أحمد (2) بن زياد النحوي ثنا محمد بن أحمد بن حميد
ابن نعيم المروزي ثنا موسى بن داود (ح وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا موسى بن
داود ثنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء جابر بن زيد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال كل قسم قسم في الجاهلية فهو على ما قسم عليه وكل قسم قسم في الاسلام فهو على ما قسم في الاسلام - لفظ حديث
تمتام (وقد روى) حديث مالك موصولا -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ حدثني محمد بن المظفر الحافظ ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا أحمد بن حفص حدثني أبي ثنا إبراهيم
ابن طهمان عن مالك عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكره مثل رواية الشافعي رحمه الله -
باب ترك أخذ المشركين بما أصابوا
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو المقرى ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار وأبو بكر بن أبي شيبة قالا ثنا
حاتم بن إسماعيل ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر رضي الله عنه في قصة حج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال في خطبته: ألا وان كل شئ من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي ودماء الجاهلية موضوعة وأول دم أضعه
من دمائنا دم ربيعة بن الحارث، يعنى ابن عبد المطلب وكان مرتضعا (3) في بنى سعد فقتلته هذيل - أخرجه مسلم في الصحيح -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى هو ابن بكير ثنا الليث عن يونس
عن ابن شهاب أخبرني مسلم بن يزيد أحد بنى سعد بن بكر بن قيس انه أخبره أبو شريح الخزاعي رضي الله عنه وكان من أصحاب

(1) من - ف
(2) ف - أحمد بن محمد بن أحمد
(3) ف - مسترضعا -
122

رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح لقوا رجلا من هذيل كانوا يطلبونه
بذحل في الجاهلية في الحرم يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبايعه على الاسلام فقتلوه فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله
عليه وسلم غضب فسعت بنو بكر (إلى أبى بكر - 1) وعمر رضي الله عنهما يستشفعون بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما كان العشى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال اما بعد فان الله عز وجل حرم
مكة ولم يحلها للناس أو قال ولم يحرمها الناس وإنما أحلها إلى ساعة من نهار ثم هي حرام كما حرمها الله أول مرة وان اعدى (2)
الناس على الله ثلاثة رجل قتل فيها ورجل قتل غير قاتله ورجل طلب بذحل الجاهلية وانى والله لادين هذا الرجل الذي
أصبتم - قال أبو شريح فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني يزيد
ابن أبي حبيب عن راشد مولى حبيب عن حبيب بن أبي أوس قال حدثني عمرو بن العاص رضي الله عنه - فذكر الحديث
في قصة اسلامه قال ثم تقدمت فقلت يا رسول الله أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي ولم أذكر ما تأخر فقال لي يا عمرو
بايع فان الاسلام يجب ما كان قبله وان الهجرة تجب ما كان قبلها فبايعته -
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو عمر محمد بن عبد الواحد النحوي غلام ثعلب ثنا بشر بن موسى الأسدي
ثنا خلاد بن يحيى ثنا سفيان عن منصور والأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رجل
يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال من أحسن في الاسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الاسلام
أخذ بالأول والآخر - رواه البخاري في الصحيح عن خلاد بن يحيى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن
شقيق عن عبد الله رضي الله عنه قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنؤاخذ بما كنا نعمل
في الجاهلية؟ فقال من أحسن في الاسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء أخذ بالأول والآخر - رواه مسلم
في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه - وإنما أراد به في الآخرة وكأنه جعل الايمان كفارة لما مضى من كفره
وجعل العمل الصالح بعد كفارة لما مضى من ذنوبه سوى كفره -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار (ثنا أحمد بن منصور - 1) ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر
عن الزهري عن عروة بن الزبير عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أرأيت أمورا كنت أتحنث
بها في الجاهلية من عتاقة وصلة رحم هل لي فيها من أجر؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أسلمت على ما سلف لك من خير -
رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن راهويه وغيره (3) عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري من وجه آخر عن معمر -
باب الرجل من المسلمين قد شهد الحرب
يقع على الجارية من السبي قبل القسم
قال الشافعي أخذ منه عقرها ولا حد من قبل الشبهة في أنه يملك منها شيئا
(أخبرنا) الإمام أبو الفتح أنبأ أبو محمد بن أبي شريح أنبأ أبو القاسم البغوي ثنا داود بن رشيد ثنا محمد بن ربيعة ثنا يزيد
ابن زياد الدمشقي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادرؤا الحدود
ما استطعتم فان وجدتم للمسلمين مخرجا فخلوا سبيله (2) فان الامام ان يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة (وروينا)
في ذلك عن عمر بن الخطاب و عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما وغيرهما - وأصح الروايات فيه عن الصحابة (رواية عاصم

(1) من ف
(2) كذا - ح
(3) ف - وعبدة - كذا - ح -
123

عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود من قوله، وقد مضى في كتاب الحدود - 1)
(وأخبرنا) أبو بكر الإردستاني الحافظ أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد
ثنا سفيان ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي السرية ان ابن عمر رضي الله عنه سئل عن جارية بين رجلين وقع عليها أحدهما
قال هو خائن ليس عليه حد تقوم عليه قيمة - وهذا يحتمل ان يريد به تقويم البضع عليه فيرجع إلى المهر غير أن وكيعا رواه عن
إسماعيل عن عمير بن نمير وهو اسم أبى السرية فقال سئل ابن عمر رضي الله عنه عن جارية كانت بين رجلين فوقع عليها
أحدهما قال ليس عليه حد يقوم عليه قيمتها ويأخذها (أنبأنيه) أبو عبد الله إجازة أنبأ أبو الوليد أنبأ أبو زهير أنبأ عبد الله
ابن هاشم عن وكيع - فذكره وهذا يحتمل أن يكون فيه إذا حملت منه والله أعلم -
باب المرأة تسبى مع زوجها
(قال الشافعي رحمه الله) سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبى أوطاس وسبى بنى المصطلق وأسر من رجال هؤلاء وهؤلاء
وقسم السبي فأمر أن لا توطأ حامل حتى تضع ولا حائل حتى تحيض ولم يسأل عن ذات زوج ولا غيرها ولا هل سبى زوج
مع امرأته ولا غيره -
(أخبرناه) أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه ثنا محمد بن الهيثم ثنا محمد بن سعيد أنبأ شريك
عن قيس بن وهب والمجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال أصبنا سبايا يوم أوطاس فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا توطأ حامل حتى تضع حملها ولا غير حامل حتى تحيض حيضة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار
ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق مولى تجيب عن حنش الصنعاني قال غزونا
مع أبي رويفع الأنصاري رضي الله عنه المغرب فافتتح قرية فقام خطيبا فقال إني لا أقول فيكم الا ما سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول فينا يوم خيبر قام فينا عليه السلام فقال: لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقى ماءه زرع غيره
يعنى اتيان الحبالى من الفئ ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصيب امرأة من السبي ثيبا حتى يستبرئها ولا يحل
لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنما حتى يقسم ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يركب دابة من فئ
المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يلبس ثوبا من فئ المسلمين حتى إذا اخلقه
رده - كذا قال يونس بن بكير يوم خيبر وإنما هو يوم حنين كذلك رواه غيره عن ابن إسحاق وكذلك رواه غير ابن إسحاق
وقال غيره رويفع بن ثابت وهو الصحيح (قال الشافعي رحمه الله) ودل ذلك على أن السباء نفسه انقطاع العصمة بين
الزوجين وذلك أنه لا يأمر بوطئ ذات زوج بعد حيضة الا وذلك قطع العصمة - وقد ذكر ابن مسعود ان قول الله
عز وجل (والمحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم) ذوات الأزواج اللاتي ملكتموهن بالسباء (قال الشيخ رحمه الله)
وروينا في كتاب النكاح عن ابن عباس نحو قول ابن مسعود رضي الله عنه -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم أنبأ أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الاعلى ثنا سعيد عن قتادة
عن أبي الخليل ان أبا علقمة الهاشمي حدثه ان أبا سعيد الخدري رضي الله عنه حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث
سرية يوم حنين فأصابوا جيشا من العرب يوم أوطاس فقاتلوهم وهزموهم فأصابوا نساء لهن أزواج وكأن أناسا من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تأثموا من غشيانهن من أجل أزواجهن فأنزل الله عز وجل (والمحصنات من النساء الا
ما ملكت ايمانكم) فهن لكم حلال - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن بشار وأخرجه عن عبيد الله القواريري عن يزيد
ابن زريع عن سعيد بن أبي عروبة بمعناه زاد فيه أي فهن لهم حلال إذا انقضت عدتهن -

(1) سقط من ف -
124

(أخبرناه) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد
فذكره -
باب وطئ السبايا بالملك قبل الخروج من دار الحرب
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال أنبأ عبدان الأهوازي ثنا زيد بن الحريش
والحسن بن الحارث قالا ثنا أبو همام يعنى محمد بن الزبرقان عن موسى بن عقبة عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن أبي
سعيد رضي الله عنه قال أصبنا سبايا في سبى بنى المصطلق فأردنا ان نستمتع وان لا يلدن فسألنا عن ذلك رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال لا عليكم ان لا تفعلوا فان الله قد كتب من هو خالق إلى يوم القيامة - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن
(الفرج مولى بني هاشم عن محمد بن - 1) الزبرقان (قال الشافعي رحمه الله) وعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية
بالصهباء وهي غير بلاد الاسلام يومئذ -
(أخبرناه) أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد العلوي بالكوفة من أصل سماعه أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا محمد بن
الحسين بن أبي الحنين ثنا سعيد بن منصور ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن انس بن مالك رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي طلحة حين أراد الخروج إلى خيبر التمس لي غلاما من غلمانكم يخدمني فخرج
بي أبو طلحة مرد في وانا غلام قد راهقت فكان إذا نزل خدمته فسمعته كثيرا ما (2) يقول اللهم إني أعوذ بك من الهم
والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وظلع الدين وغلبة الرجال فلما فتح الحصن ذكر له جمال صفية وكانت عروسا
وقتل زوجها فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه فلما كنا بسد الصهباء حلت فبنى بها رسول الله صلى الله عليه
واتخذ حيسا في نطع صغير وكانت وليمته فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحوى لها بعباءة خلفه ويجلس عندنا قته
فيضع ركبته فتجئ صفية فتضع رجلها على ركبته ثم تركب فلما بدا لنا أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا جبل
يحبنا ونحبه فلما أشرف على المدينة قال اللهم ان إبراهيم حرم مكة اللهم وانى أحرم ما بين لابتيها اللهم بارك لهم في
صاعهم ومدهم - رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور وأخرجاه عن قتيبة عن يعقوب (قال الشافعي) رحمه الله
وقد غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة المريسيع بامرأة أو امرأتين من نسائه والغزو بالنساء أولى لو كان فيه
مكروه ان يتوقى (قال الشيخ رحمه الله) قد مضت الأحاديث في ذلك في كتاب القسم ومضت أحاديث في غزو
النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء في هذا الكتاب -
باب بيع السبي وغيره في دار الحرب
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ شيبان
عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن (اكل - 1)
لحوم الحمر الأهلية وعن النساء الحبالى ان يوطأن حتى يضعن ما في بطونهن وعن كل ذي ناب من السباع وعن بيع
الخمس حتى يقسم - وقال في موضع آخر وعن شرى المغنم حتى يقسم -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا معاذ بن المثنى ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا المغيرة بن عبد الرحمن
عن أبيه عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يوقع على
الحبالى حتى يضعن حملهن وقال زرع غيرك، وعن بيع المغانم قبل ان تقسم، وعن أكل الحمر الانسية، وعن كل ذي
ناب من السباع، دليله (3) انها إذا قسمت جاز بيعها - وقد مضت الدلالة على جواز قسمتها في دار الحرب -

(1) من - ف
(2) ف - مما -
(3) يعني مفهومه والأصوليون يسمون مفهوم المخالفة دليل الخطاب - ح -
125

باب التفريق بين المرأة وولدها
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن حمدان الجلاب ثنا أبو حاتم الرازي ثنا عبد المؤمن بن خالد الرازي ثنا
عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن أبى خالد الدالاني عن الحكم عن ميمون بن أبي شبيب عن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه انه باع جارية وولدها ففرق بينهما فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا إسحاق بن منصور ثنا عبد السلام بن
حرب - فذكره بمثل اسناده انه فرق بين جارية وولدها فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم ورد البيع - قال أبو داود ميمون
لم يدرك عليا رضي الله عنه -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأ عون بن سلام عن أبي
مريم عن الحكم بن عتيبة عن ميمون بن أبي شبيب عن علي رضي الله عنه قال أصبت جارية من السبي معها ابن لها
فأردت ان أبيعها وامسك ابنها فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعهما جميعا أو أمسكهما جميعا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله
ابن عبد الحكم بن أعين المصري ثنا ابن وهب أخبرني ابن أبي ذئب وأنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه - قال ابن أبي
ذئب عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ان أبا أسيد الأنصاري رضي الله عنه قدم بسبي من البحرين فصفوا فقام رسول الله
صلى الله عليه وسلم فنظر إليهم فإذا امرأة تبكى فقال ما يبكيك قالت بيع ابني في عبس فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي أسيد
لتركبن فلتجيئن به كما بعت بالثمن فركب أبو أسيد فجاء به، هذا وإن كان فيه ارسال فهو مرسل حسن شاهد لما تقدم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ ابن عبد الحكم أنبأ ابن
وهب أخبرني يحيى بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة (وروى) ذلك من وجه آخر
عن أبي أيوب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي وأبو صادق بن أبي الفوارس قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب (إجازة - 1)
ثنا أبو عتبة ثنا بقية ثنا خالد بن حميد عن العلاء بن كثير عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
يقول من فرق بين الولد وأمه فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب
أخبرني ابن أبي ذئب عن حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده ضميرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بأم ضميرة
وهي تبكى فقال ما يبكيك أجائعة أنت أم عارية أنت؟ فقالت يا رسول الله فرق بيني وبين ابني فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يفرق بين والدة وولدها ثم ارسل إلى الذي عنده ضميرة فدعاه فابتاعه منه ببكرة -
(أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن
ابن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن أشعث عن الشعبي ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل شرحبيل بن السمط
على المدائن وأبوه بالشام فكتب إلى عمر رضي الله عنه انك تأمر أن لا يفرق بين السبايا وبين أولادهن فإنك قد فرقت
بيني وبين أبى فكتب إليه فالحقه بأبيه (وباسناده حدثنا) عبد الله عن معمر عن أيوب قال أمر عثمان بن عفان رضي الله عنه
ان يشترى له رقيق وقال لا يفرق بين الوالد وولده وروى هذا موصولا -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ أخبرني يزيد بن الهيثم ان إبراهيم بن أبي الليث حدثهم ثنا الأشجعي عن
سفيان عن أيوب السختياني عن حميد بن هلال عن حكيم بن عقال قال نهاني عثمان بن عفان رضي الله عنه ان أفرق

(1) من - ف -
126

بين الوالد وولده في البيع -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن
ابن أبي ذئب عمن سمع سالم بن عبد الله يحدث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لا يفرق بين الأمة وولدها في القسمة تقع
فقال له سالم بن عبد الله وان لم يعتدل القسم؟ قال عبد الله رضي الله عنه وان لم يعتدل القسم -
باب من قال لا يفرق بين الأخوين في البيع
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن الجهم ثنا عبد الوهاب بن عطاء
الخفاف (أنبأ شعبة عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ان عليا رضي الله عنه قال أمرني رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان أبيع غلامين أخوين فبعتهما وفرقت بينهما فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال أدركهما فارتجعهما
ولا تبعهما الا جميعا ولا تفرق بينهما - وكذلك رواه يحيى بن أبي طالب وغيره عن عبد الوهاب ورواه الزعفراني عن
عبد الوهاب عن سعيد عن الحكم - أخبرناه - أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني
ثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف - 1) ثنا سعيد عن الحكم بن عتيبة فذكره بنحوه الا أنه قال عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قال أمرني - كذا وجدته في أصل كتابي عن سعيد (ورواه) أحمد بن حنبل عن عبد الوهاب عن سعيد عن رجل عن الحكم -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد عبد الله ابن الخراساني ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل (حدثني أبي 2 -) ثنا عبد الوهاب
عن سعيد عن رجل عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه - قال ابن
الخراساني وهو الصواب (قال الشيخ) وهذا أشبه وسائر أصحاب شعبة لم يذكروه عن شعبة وسائر أصحاب سعيد قد ذكروه
عن سعيد هكذا -
(أخبرناه) أبو الحسن علي بن محمد المقرى ثنا الحسن بن محمد (بن إسحاق - 2) ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا ابن سواء
عن ابن أبي عروبة عن رجل عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي رضي الله عنه - فذكره بمثله (وقد رواه)
الحجاج بن أرطأة عن الحكم عن ميمون بن أبي شبيب عن علي رضي الله عنه -
(حدثناه) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن الحجاج
(ح وأخبرنا) أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الزعفراني ثنا عفان ثنا حماد أنبأ الحجاج عن الحكم عن ميمون
ابن أبي شبيب عن علي رضي الله عنه قال وهب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غلامين أخوين فبعت أحدهما فقال النبي
صلى الله عليه وسلم ما فعل الغلامان قلت بعت أحدهما قال رده - كذا رواه الحجاج والحجاج لا يحتج به - وحديث أبي خالد
الدالاني عن الحكم أولى أن يكون محفوظا لكثرة شواهده والله أعلم -

(1) سقط من ف (2) من ف -
127

(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ (ثنا أبو علي الحافظ - 1) أنبأ عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا عبد الرحمن بن يونس ابن السراج
ثنا أبو بكر بن عياش عن سليمان التيمي عن طليق بن محمد عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ملعون من فرق - كذا قاله أبو بكر بن عياش وقيل عنه عن طلق بن محمد -
(وقد أخبرنا) أبو بكر القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن علي ثنا عبيد الله بن موسى (ح وأنبأ) أبو عبد الله
الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إبراهيم
ابن إسماعيل عن طليق بن عمران عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فرق
بين الوالد وبين ولده وبين الأخ وبين أخيه (قال الشيخ) إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع هذا لا يحتج به، وقد قيل عنه عن
(صالح - 1) بن كيسان عن طليق بن عمران بن حصين عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم في الوالد وولده -
(حدثنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب أنبأ أبو داود ثنا شيبان عن جابر عن عبد الرحمن (2) بن
الأسود (عن أبيه - 3) عن عبد الله رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى بالسبي اعطى أهل البيت جميعا وكره
ان يفرق بينهم -
(وأخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا أبو عوانة وشيبان وقيس كلهم عن
جابر عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فجعل يعطى
أهل البيت كما هم جميعا وكره ان يفرق بينهم - جابر هذا هو ابن يزيد الجعفي تفرد به بهذين الاسنادين -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن
سفيان عن عمرو بن دينار عن عبد الرحمن بن فروخ عن أبيه قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان لا يفرق بين
أخوين مملوكين في البيع -
باب الوقت الذي يجوز فيه التفريق
(قال الشافعي رحمه الله) حين يبلغ الولد سبع سنين أو ثمان سنين وقاس ذلك على وقت التخيير بين الأبوين وما روى عن علي
رضي الله عنه في ذلك وقال في رواية حرملة حتى يبلغ (قال الشيخ) وقد روى فيه حديث ضعيف -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد عبيد الله بن إسحاق الخراساني العدل ببغداد أنبأ أحمد بن الهيثم العسكري ثنا عبد الله
ابن عمرو بن حسان ثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي قال سمعت مكحولا يقول حدثنا نافع بن محمود بن الربيع عن أبيه انه
سمع عبادة بن الصامت رضي الله عنه يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يفرق بين الام وولدها فقيل يا رسول الله
إلى متى؟ قال حتى يبلغ الغلام وتحيض الجارية -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا قال أبو الحسن الدارقطني رحمه الله عبد الله بن عمرو هذا هو
الواقفي وهو ضعيف الحديث رماه علي بن المديني بالكذب ولم يروه عن سعيد غيره -
باب بيع السبي من أهل الشرك
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء بني قريظة
وذراريهم وباعهم من المشركين (فاشترى - 1) أبو الشحم اليهودي أهل بيت عجوزا وولدها من النبي صلى الله عليه

(1) من - ف -
(2) في النسخ جابر بن عبد الرحمن وفي مسند الطيالسي - جابر عن عبد الرحمن - وهو الصواب - ح -
(3) من ف ومسند الطيالسي - ح -
128

وسلم وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما بقي من السبي أثلاثا ثلثا إلى تهامة وثلثا إلى نجد وثلثا إلى طريق الشام فبيعوا بالخيل
والسلاح والإبل والمال -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق في قصة
قريظة قال ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن زيد أخا بنى عبد الأشهل بسبايا بني قريظة إلى نجد فابتاع لهم بهم
خيلا وسلاحا (قال الشافعي) وكذلك النساء البوالغ قد استوهب رسول الله صلى الله عليه وسلم جارية بالغا (1) من أصحابه
ففدى بها رجلين -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الاسفاطى يعنى العباس بن الفضل ثنا أبو الوليد
ثنا عكرمة حدثني اياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال خرجنا مع أبي بكر رضي الله عنه وأمره علينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فغزونا فزارة فلما دنونا من الماء أمرنا أبو بكر رضي الله عنه فعرسنا فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر رضي الله عنه
فشننا الغارة فنزلنا على الماء قال سلمة فنظرت إلى عنق من الناس فيهم الذرية والنساء فخشيت ان يسبقوني إلى الجبل
فأخذت آثارهم فرميت بسهم بينهم وبين الجبل فقاموا فجئت أسوقهم إلى أبى بكر رضي الله عنه وفيهم امرأة من بنى فزارة
عليها قشع من ادم ومعها ابنة لها من أحسن العرب فنفلني أبو بكر رضي الله عنه ابنتها فما كشفت لها ثوبا حتى قدمت المدينة
ولم اكشف لها ثوبا ولقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق فقال يا سلمة هب لي المرأة قلت يا رسول الله
لقد أعجبتني وما كشفت لها ثوبا حتى قدمت المدينة فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركني حتى إذا كان من الغد لقيني
رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق فقال لي يا سلمة هب لي المرأة لله أبوك قلت يا رسول الله لقد أعجبتني والله
ما كشفت لها ثوبا وهي لك يا رسول الله قال فبعث بها إلى أهل مكة ففدى بها رجالا من المسلمين بأيديهم - أخرجه مسلم في
الصحيح من حديث عمر بن يونس عن عكرمة بن عمار (قال الشافعي رحمه الله) أرأيت صلة أهل الحرب بالمال واطعامهم
الطعام أليس بأقوى لهم في كثير من الحالات من بيع عبد أو عبدين منهم فقد اذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لاسماء
بنت أبي بكر رضي الله عنهما فقالت إن أمي أتتني وهي راغبة في عهد قريش أفأصلها؟ قال نعم -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن هشام بن عروة
عن أبيه عن أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت اتتنى أمي راغبة في عهد قريش فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
أصلها؟ قال نعم - أخرجاه في الصحيح كما مضى (قال الشافعي رحمه الله) وأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن
الخطاب رضي الله عنه فكسا ذا قرابة له مشركا بمكة -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن عمر
ابن الخطاب رضي الله عنه رأى حلة سيراء عند باب المسجد فقال يا رسول الله لو اشتريت هذه فلبستها (2) يوم الجمعة
وللوفود إذا قدموا عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة ثم جاء رسول الله
صلى الله عليه وسلم منها حلل فأعطى عمر بن الخطاب رضي الله عنه منها حلة فقال يا رسول الله كسوتنيها وقد قلت في حلة عطارد
ما قلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لم أكسكها لتلبسها فكساها عمر رضي الله عنه أخا له مشركا بمكة - رواه البخاري
في الصحيح عن القعنبي ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى عن مالك (قال الشافعي) قال الله تعالى (ويطعمون الطعام على حبه
مسكينا ويتيما وأسيرا) -
(أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد الرحمن بن زياد عن
شعبة عن عثمان البتي عن الحسن في قوله (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) قال كانوا من أهل الشرك -

(1) ف - بالغة
(2) ف - فتلبسها -
129

باب الولد تبع لأبويه حتى يعرب عنه اللسان
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبيد الله ابن المنادى ثنا يونس بن محمد المؤدب ثنا ابان
ابن يزيد عن قتادة عن الحسن عن الأسود بن سريع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية يوم حنين فقاتلوا
المشركين فأفضى بهم القتل إلى الذرية فلما جاؤوا قال النبي صلى الله عليه وسلم ما حملكم على قتل الذرية قالوا يا رسول الله
إنما كانوا أولاد المشركين قال وهل خياركم الا أولاد المشركين والذي نفس محمد بيده ما من نسمة تولد الا على الفطرة
حتى يعرب عنها لسانها (قال الشافعي رحمه الله) في رواية أبى عبد الرحمن عنه هي الفطرة التي فطر الله عليها الخلق فجعلهم
ما لم يفصحوا بالقول لا حكم لهم في أنفسهم إنما الحكم لهم بآبائهم -
باب الحميل (1) لا يورث إذا عتق حتى
تقوم بنسبه بينة من المسلمين
قال النبي صلى الله عليه وسلم لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال وأموالهم ولكن اليمين على المدعى عليه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ يزيد بن هارون أنبأ حماد بن سلمة عن
علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان لا يورث الحميل (قال وأنبأ) يزيد
أنبأ أشعث بن سوار عن الشعبي ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى شريح ان لا يورث الحميل الا ببينة وان
جاءت به في خرقتها -
(وأخبرنا) أبو عبد الله ثنا أبو العباس ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن مجالد عن الشعبي عن
شريح قال كتب إلى عمر رضي الله عنه لا تورث الحميل الا ببينة (قال وحدثنا) سفيان عن ابن أبجر عن الشعبي عن
شريح مثله -
(وأخبرنا) أبو عبد الله ثنا أبو العباس ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ يزيد أنبأ الحجاج بن أرطأة عن ابن شهاب الزهري ان
عثمان بن عفان رضي الله عنه استشار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحميل فقالوا فيه فقال عثمان ما نرى ان نورث
مال الله الا بالبينات (قال وأنبأ) الحجاج بن أرطأة عن حبيب بن أبي ثابت ان عثمان رضي الله عنه قال لا يورث الحميل
الا ببينة - وهذه الأسانيد عن عمر وعثمان رضي الله عنهما كلها ضعيفه -
باب المبارزة
(قال الشافعي رحمه الله) لا بأس بالمبارزة قد بارز يوم بدر عبيدة وحمزة وعلي رضي الله عنهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا عمرو بن زرارة ثنا هشيم عن أبي هاشم
عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقسم قسما ان هذه الآية (هذان خصمان اختصموا في ربهم)
نزلت في الذين برزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة -
رواه مسلم في الصحيح عن عمرو بن زرارة ورواه البخاري عن يعقوب الدورقي عن هشيم ورواه الثوري عن أبي هاشم
زاد فيه اختصموا في ألح (2) يوم بدر -

(1) قال في النهاية هو الذي يحمل من بلاده صغيرا إلى بلاد الاسلام وقيل هو مجهول النسب - ح
(2) كذا وفي ف الحج -
130

(وأخبرناه) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم ثنا بندار ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا
سفيان عن أبي هاشم - فذكره -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا شبابة ثنا
إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة عن علي رضي الله عنه في قصة بدر قال فبرز عتبة واخوه وابنه الوليد حمية فقال من
يبارز فخرج من الأنصار شببة فقال عتبة لا نريد هؤلاء ولكن يبارزنا من بنى عمنا من بنى عبد المطلب فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم قم يا علي قم يا حمزة قم يا عبيدة بن الحارث (فقتل الله عز وجل عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة
وجرح عبيدة بن الحارث - 1) فقتلنا منهم سبعين وأسرنا سبعين - وذكر الحديث -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال
حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير، وحدثني الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة و عبد الله
ابن أبي بكر وغيرهم من علمائنا فذكروا قصة بدر وفيها ثم خرج عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة فدعوا إلى
البراز فخرج إليهم فتية من الأنصار ثلاثة فقالوا ممن أنتم؟ قالوا رهط من الأنصار قالوا ما بنا إليكم حاجة ثم نادى مناديهم يا محمد
أخرج إلينا اكفاءنا من قومنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا حمزة قم يا علي قم يا عبيدة فلما قاموا ودنوا منهم قالوا
ممن أنتم؟ قال حمزة انا حمزة بن عبد المطلب وقال علي انا علي بن أبي طالب وقال عبيدة انا عبيدة بن الحارث فقالوا نعم اكفاء
كرام فبارز عبيدة عتبة فاختلفا ضربتين كلاهما أثبت صاحبه وبارز حمزة شيبة فقتله مكانه وبارز علي الوليد فقتله مكانه
ثم كرا على عتبة فذففا عليه واحتملا صاحبهما فحازوه (2) إلى الرحل (قال الشافعي رحمه الله) وبارز محمد بن مسلمة مرحبا
يوم خيبر بأمر النبي صلى الله عليه وسلم - وبارز يومئذ الزبير بن العوام رضي الله عنه ياسرا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني
عبد الله بن سهل أحد بنى حارثة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال خرج مرحب اليهودي من حصن خيبر وقد جمع
سلاحه وهو يرتجز ويقول من يبارز؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لهذا؟ فقال محمد بن مسلمة انا له يا رسول الله
انا والله الموتور الثائر قتلوا اخى بالأمس قال قم إليه اللهم أعنه عليه - فذكر الحديث في كيفية قتالهما قال وضربه محمد بن مسلمة
حتى قتله، قال ابن إسحاق خرج ياسر فبرز له الزبير رضي الله عنه فقالت صفية رضي الله عنها لما خرج إليه الزبير يا رسول الله
يقتل ابني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ابنك يقتله إن شاء الله فخرج الزبير وهو يرتجز ثم التقيا فقتله الزبير قال وكان
ذكر أن عليا رضي الله عنه هو قتل ياسر - كذا في هذه الرواية ان محمد بن مسلمة هو قتل مرحبا -
(وقد أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث
ابن سعيد ثنا عكرمة بن عمار حدثني اياس بن سلمة بن الأكوع قال حدثني أبي قال قدمنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم - فذكر الحديث بطوله قال فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي رضي الله عنه يدعوه وهو أرمد فقال
لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فجئت به أقوده قال فبصق رسول الله صلى الله عليه
وسلم في عينيه فبرأ فأعطاه الراية قال فبرز مرحب وهو يقول -
قد علمت خيبر أنى مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
قال فبرز له علي رضي الله عنه هو يقول
انا الذي سمتني أمي حيدره * كليث غابات كريه المنظره
أو فيهم بالصاع كيل السندرة

(1) من ف
(2) كذا -
131

فضرب مرحبا ففلق رأسه فقتله وكان الفتح - أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن عكرمة بن عمار -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران وأبو عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري ببغداد قالا أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز
ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن المسيب بن مسلم الأزدي ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه - فذكر القصة في خيبر
وذكر خروج مرحب ورجزه وقول علي رضي الله عنه بمعناه الا أنه قال - أكيلهم بالصاع كيل السندرة - قال فاختلفا
ضربتين فبدره علي رضي الله عنه فضربه فقد الحجر والمغفر ورأسه ووقع في الأضراس وأخذ المدينة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر يحيى بن جعفر بن أبي طالب أنبأ زيد بن الحباب العكلي ثنا الحسين بن واقد عن
عبد الله بن بريدة عن أبيه قال لما كان يوم خيبر - فذكر بعض القصة قال ثم دعا باللواء فدعا عليا رضي الله عنه وهو يشتكى
عينيه فمسحهما ثم دفع إليه اللواء ففتح له فسمعت عبد الله بن بريدة يقول حدثني أبي انه كان صاحب مرحب -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ الساجي وبدر بن الهيثم القاضي قالا ثنا عبد الله بن حسين الأشقر
ثنا أبي عن أبي قابوس عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه قال جئت النبي صلى الله عليه وسلم برأس مرحب - ورواه
صالح بن أحمد عن أبيه عن حسين بن حسن الأشقر بمعناه (قال الشافعي رحمه الله) بارز يوم الخندق علي بن أبي طالب
رضي الله عنه عمرو بن عبد ود -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال خرج
يعنى يوم الخندق عمرو بن عبد ود فنادى من يبارز؟ فقام علي رضي الله عنه وهو مقنع في الحديد فقال انا لها يا نبي الله فقال إنه
عمرو اجلس ونادى عمرو ألا رجل وهو يؤنبهم ويقول أين جنتكم التي تزعمون أنه من قتل منكم دخلها أفلا يبرز إلى
رجل فقام علي رضي الله عنه فقال انا يا رسول الله فقال اجلس ثم نادى الثالثة وذكر شعرا فقام علي فقال يا رسول الله انا
فقال إنه عمرو قال وإن كان عمرو فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى إليه حتى أتاه وذكر شعرا فقال له عمرو من
أنت؟ قال انا علي، قال ابن عبد مناف؟ فقال انا علي بن أبي طالب فقال غيرك يا ابن أخي من أعمامك من هو أسن منك فانى أكره
ان أهريق دمك فقال علي رضي الله عنه لكني والله ما أكره ان أهريق دمك فغضب فنزل وسل سيفه كأنه شعلة نار ثم
اقبل نحو علي رضي الله عنه مغضبا واستقبله علي رضي الله عنه بدرقته فضربه عمرو في الدرقة فقدها وأثبت فيها السيف
وأصاب رأسه فشجه وضربه علي رضي الله عنه على حبل العاتق فسقط وثار العجاج وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
التكبير فعرف ان عليا رضي الله عنه قد قتله -
باب ما جاء في نقل الرؤس
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن
المبارك عن سعيد بن يزيد عن أبي شجاع عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر الجهني ان عمرو بن
العاص وشرحبيل بن حسنة بعثا عقبة بريدا إلى أبى بكر الصديق رضي الله عنه برأس يناق بطريق الشام فلما قدم على
أبى بكر رضي الله عنه أنكر ذلك فقال له عقبة يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم يصنعون ذلك بنا قال أفإستنان
بفارس والروم؟ لا يحمل إلى رأس فإنما يكفي الكتاب والخبر -
(وأخبرنا) أبو نصر أنبأ أبو الفضل أنبأ احمد ثنا الحسن ثنا عبد الله عن ابن لهيعة حدثني الحارث بن يزيد عن علي بن رباح
قال سمعت معاوية بن حديج يقول هاجرنا على عهد أبى بكر الصديق رضي الله عنه فبينا نحن عنده إذ طلع المنبر فحمد الله
وأثنى عليه ثم قال إنه قدم علينا برأس يناق البطريق ولم تكن لنا به حاجة إنما هذه سنة العجم -
(قال وحدثنا) عبد الله بن المبارك عن معمر (عن عبد الكريم الجزري انه حدثه انه أبا بكر الصديق رضي الله عنه أتى
برأس فقال بغيتم قال وحدثنا عبد الله عن معمر - 1) حدثني صاحب لنا عن الزهري قال لم يحمل إلى النبي صلى الله عليه وسلم

(1) من ف -
132

رأس إلى المدينة قط ولا يوم بدر وحمل إلى أبى بكر رضي الله عنه رأس فكره ذلك قال وأول من حملت إليه الرؤس
عبد الله بن الزبير (1) (قال الشيخ) والذي روى أبو داود في المراسيل عن عبد الله بن الجراح عن حماد بن أسامة عن بشير
ابن عقبة عن أبي نضرة قال لقى النبي صلى الله عليه وسلم العدو فقال من جاء برأس فله على الله ما تمنى فجاءه رجلان برأس
فاختصما فيه فقضى به لأحدهما -
(أخبرناه) أبو بكر بن محمد أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود فذكره - فهذا حديث منقطع وفيه ان
ثبت تحريض على قتل العدو وليس فيه نقل الرأس من بلاد الشرك إلى بلاد الاسلام -
باب لا تباع جيفة مشرك
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن كثير العبدي
أنبأ سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان المسلمين أصابوا رجلا من عظماء المشركين
فقتلوه فسألوهم أن يشتروه فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يبيعوا جيفة مشرك -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا عفان ثنا حماد
ابن سلمة أنبأ حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا من المشركين قتل يوم الأحزاب فبعث
المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابعث إلينا بجسده ونعطيك اثنى عشر ألفا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا خير في جسده ولا في ثمنه -
باب السواد
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال قال (الشافعي رحمه الله) ولا اعرف
ما أقول في ارض السواد الا ظنا مقرونا إلى علم وذلك انى وجدت أصح حديث يرويه الكوفيون عندهم في السواد ليس
فيه بيان ووجدت أحاديث من أحاديثهم تخالفه، منها انهم يقولون السواد صلح، ويقولون السواد عنوة، ويقولون بعض
السواد صلح وبعضه عنوة -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو زبيد عن أشعث
عن ابن سيرين قال السواد منه صلح ومنه عنوة فما كان منه عنوة فهو للمسلمين وما كان منه صلح فلهم أموالهم -
(وباسناده قال) يحيى عن الحسن بن صالح عن منصور عن عبيد أبى الحسن المزني عن عبد الله بن معقل (2) قال لا تباع
ارض دون الجبل الا ارض بنى صلوبا ارض الحيرة فان لهم عهدا - قال الحسن بن صالح كنا نسمع ان ما دون الجبل مما
وراءه صلح -
(قال وحدثنا) يحيى ثنا شريك عن الحجاج عن الحكم عن ابن معقل (2) قال ليس لأهل السواد عهد الا ارض الحيرة و
أليس (3) وبانقيا قال شريك ان أهل بانقيا كانوا دلوا جرير بن عبد الله على مخاضة وأهل أليس (3) كانوا أنزلوا أبا عبيدة

(1) هامش ف - بل أول من حملت إليه الرؤس معاوية بن أبي سفيان حمل إليه رأس عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله
عنه صحابي جليل كما هو مذكور في كتب التاريخ واقتدى به ابن الزبير وقد تبرم من ذلك الصديق وقال لا تحمل
الجيف إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ولا إلى غيرها
(2) كذا في النسخ ووقع في كتاب الخراج ليحيى ابن آدم طبع السلفية مغفل وأراه تصحيفا كما يظهر من امعان النظر في ترجمة عبيد بن الحسن والحكم بن عتيبة وتراجم شيوخهما من الصحابة وبلدانهم ووفياتهم - ح
(3) بضم الهمزة وفتح اللام المشددة وسكون الياء - كتاب الخراج ومعجم
البلدان ووقع في النسخ الليس - ح -
133

ودلوه على شئ قال يحيى أظنه يعنى عدره (1) للعدو -
(قال وحدثنا) يحيى ثنا حسن بن صالح عن أشعث عن الشعبي قال صالح خالد بن الوليد أهل الحيرة وأهل عين التمر (قال
وكتب بذلك إلى أبى بكر رضي الله عنه فاجازه قال يحيى قلت للحسن بن صالح فأهل عين التمر - 2) مثل أهل الحيرة إنما
هو شئ عليهم وليس على أرضهم شئ قال نعم -
(حدثنا) يحيى ثنا الحسن بن صالح عن الأسود بن قيس عن أبيه قال انتهينا إلى أهل الحيرة فصالحناهم على ألف درهم
ورحل قال قلت لأبي ما صنعتم بذلك الرحل؟ قال صاحب لنا لم يكن له رحل كذا في كتابي ألف درهم وقال غيره
سبعين ألف درهم -
(حدثنا) يحيى ثنا عبد الرحيم عن أشعث عن الحكم قال كانوا يرخصون ان يشتروا من ارض الحيرة من أجل انهم صلح -
(حدثنا) يحيى عن حسن بن صالح عن مجالد بن سعيد قال أهل الحيرة إنما صولحوا على ما لم يقتسموه (3) بينهم وليس على
رؤس الرجال شئ -
(حدثنا) يحيى ثنا حسين (4) بن صالح عن جابر عن الشعبي قال لأهل الأنبار عهد أو قال عقد
(حدثنا) يحيى ثنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال ليس لأهل السواد عهد إنما نزلوا على حكم -
(قال وحدثنا) الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي عن محمد بن قيس الأسدي عن الشعبي انه سئل في زمن عمر بن عبد العزيز
عن أهل السواد ألهم عهد؟ قال لم يكن لهم عهد فلما رضى منهم بالخراج صار لهم العهد -
(حدثنا) يحيى ثنا حسن بن صالح عن ابن أبي ليلى قال ورد (5) إليهم عمر بن الخطاب أرضهم وصالحهم على الخراج -
(أخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا ابن المبارك عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال كتب عمر
إلى سعد رضي الله عنهما حين افتتح العراق: اما بعد فقد بلغني كتابك تذكر أن الناس سألوك ان تقسم بينهم مغانمهم وما
أفاء الله عليهم فإذا جاءك كتابي هذا فانظر ما اجلب الناس عليك إلى العسكر من كراع أو مال فاقسمه بين من حضر من
المسلمين واترك الأرضين والأنهار لعمالها فيكون (6) ذلك في أعطيات المسلمين فإنك ان قسمتها بين من حضر لم يكن لمن بقي
بعدهم شئ -
(حدثنا) يحيى ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن عمر رضي الله عنه انه أراد ان يقسم أهل السواد بين
المسلمين وأمر بهم ان يحصوا فوجدوا الرجل المسلم يصيبه ثلاثة من الفلاحين يعنى العلوج فشاور أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم في ذلك فقال علي رضي الله عنهم دعهم يكونون مادة للمسلمين فبعث عثمان بن حنيف فوضع عليهم ثمانية وأربعين
وأربعة وعشرين واثنى عشر -
(حدثنا) يحيى ثنا عبد الله بن المبارك عن عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل حدثني عبد الملك بن أبي حرة عن أبيه قال
أصفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه من هذا السواد عشرة أصناف اصفى ارض من قتل في الحرب، ومن هرب من
المسلمين يعنى إليهم، وكل ارض لكسرى، وكل ارض كانت لاحد من أهله، وكل مغيض ماء وكل دير بريد، قال ونسيت
أربعا قال وكان خراج من اصفى سبعة آلاف الف فلما كانت الجماجم أحرق الناس الديوان وأخذ كل قوم ما يليهم -
(حدثنا) يحيى ثنا قيس بن الربيع عن رجل من بنى أسد عن أبيه قال اصفى حذيفة ارض كسرى وارض آل كسرى ومن
كان كسرى اصفى ارضه وارض من قتل ومن هرب والآجام ومغيض الماء -

(1) ف - غدره وفي كتاب الخراج عورة وهو الصواب - ح
(2) سقط من ف
(3) ف - على مال يقتسموه وفي كتاب الخراج على ما يقتسمونه - ح
(4) كذا في النسخ وفي كتاب الخراج الحسن وهو الظاهر إذ لا نعرف ليحى رواية عن
الحسين وإنما عامة روايته عن أخيه الحسن والله أعلم - ح
(5) ف - قد رد -
(6) ف - كتاب الخروج - ليكون -
134

(حدثنا) يحيى ثنا قيس بن الربيع عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة الحماني قال دخلنا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه
بالرحبة فقال لولا أن يضرب بعضكم وجوه بعض لقسمت السواد بينكم -
(حدثنا) يحيى ثنا عمرو بن أبي المقدام عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة بن يزيد الحماني عن علي رضي الله عنه نحوه -
(حدثنا) يحيى عن قران الأسدي عن أبي سنان الشيباني عن عبيدة عن علي رضي الله عنه قال لقد هممت ان أقسم السواد
ينزل أحدكم القرية فيقول قريتي لتكفوني أو قال لتدعوني أو لأقسمنه -
(أخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال (قال الشافعي) ويقولون ان جرير بن عبد الله البجلي - وهذا أثبت حديث
عندهم فيه -
(أخبرناه) الثقة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال كانت بجيلة ربع الناس فقسم
لهم ربع السواد فاستغلوه ثلاثا أو أربع سنين انا شككت ثم قدمت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعي فلانة بنت فلان
امرأة منهم قد سماها لا يحضرني ذكر اسمها فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لولا انى قاسم مسؤول لتركتكم على ما قسم
لكم ولكن أرى ان تردوا على الناس (قال الشافعي) فكان في حديثه (وعاضني من حقي فيه نيفا وثمانين وكان في حديثه - 1)
فقالت فلانة شهد أبى القادسية وثبت سهمه ولا أسلمه حتى تعطيني كذا وتعطيني كذا فأعطاها إياه (ورواه) سفيان بن عيينة
عن إسماعيل فذكر قصة جرير ورواه هشيم عن إسماعيل فذكرها وذكر قصة المرأة وذكر انها أم كرز وذكر انها قالت
وإني لست أسلم حتى تحملني على ناقة ذلول وعليها قطيفة حمراء وتملا كفى ذهبا ففعل ذلك وكانت الدنانير نحوا من
ثمانين دينارا -
(أخبرناه) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن
الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال لما وفد جرير بن عبد الله إلى عمر وعمار بن
ياسر وناس من المسلمين فقال عمر رضي الله عنه لجرير يا جرير والله لو ما انى قاسم مسؤول لكنتم على ما قسم لكم ولكني أرى
ان أرده على المسلمين فرده وكان جعل ربع السواد لبجيلة فأخذوا الخراج ثلاث سنين فرده وأعطاه ثمانين دينارا -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا ابن أبي زائدة
عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال كنا ربع الناس يوم القادسية فأعطانا عمر رضي الله عنه ربع السواد
فأخذناه ثلاث سنين ثم وفد جرير إلى عمر رضي الله عنه بعد ذلك فقال اما والله لولا انى قاسم مسؤول لكنتم على ما قسم
لكم فارى ان ترده على المسلمين ففعل واجازه بثمانين دينارا -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا عبد السلام بن حرب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي
حازم قال أعطى عمر رضي الله عنه جريرا وقومه ربع السواد فأخذه سنتين أو ثلاثا ثم إن جريرا وفد إلى عمر مع عمار
رضي الله عنهم فقال له عمر رضي الله عنه يا جرير لولا انى قاسم مسؤول لكنتم على ما كنتم عليه ولكن أرى ان ترده على
المسلمين فرده عليهم وأعطاه عمر رضي الله عنه ثمانين دينارا -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا ابن المبارك عن حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال
قال عمر رضي الله عنه لجرير هل لك ان تأتى العراق ولك الربع أو الثلث بعد الخمس من كل ارض وشئ - هذا منقطع
والذي قبله موصول وليس في الآثار التي رويناها ولم نردها في سواد العراق أصح منه كما قال الشافعي (رحمه الله
أخبرنا - أبو سعيد ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي - 1) وفى هذا الحديث دلالة إذ اعطى جريرا البجلي عوضا
من سهمه والمرأة عوضا من سهم أبيها انه استطاب أنفس الذين أوجفوا عليه فتركوا حقوقهم منه فجعله وقفا للمسلمين وهذا
حلال للامام لو افتتح اليوم ارض عنوة فأحصى من افتتحها وطابوا أنفسها عن حقوقهم منها ان يجعلها الامام وقفا وحقوقهم

(1) من ف -
135

منها الأربعة الأخماس ويوفى أهل الخمس حقهم الا ان يدع البالغون منهم حقوقهم فيكون ذلك له والحكم في الأرض كالحكم
في المال - وقد سبى النبي صلى الله عليه وسلم هوازن وقسم أربعة الأخماس بين الموجفين ثم جاءته وفود هوازن مسلمين
فسألوه ان يمن عليهم بأن يرد عليهم ما أخذ منهم فخيرهم بين الأموال والسبي فقالوا خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا فنختار
أحسابنا فترك لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حقه وحق أهل بيته وسمع بذلك المهاجرون فتركوا له حقوقهم وسمع بذلك
الأنصار فتركوا له حقوقهم وبقى قوم من المهاجرين الآخرين والفتحيين فامر فعرف على كل عشرة واحد ثم قال ائتوني
بطيب أنفس من بقي فمن كره فله على كذا وكذا من الإبل إلى وقت ذكره فجاؤوا بطيب أنفسهم الا الأقرع بن حابس
وعيينة بن بدر فإنهما أبيا ليعيرا هوازن فلم يكرههما رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك حتى كانا هما تركا بعد ان خدع
عيينة عن حقه وسلم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حق من طاب نفسه عن حقه (قال الشافعي) وهذا أولى الأمور
بعمر بن الخطاب رضي الله عنه عندنا في السواد وفتوحه إن كانت عنوة وهذا الذي ذكره الشافعي من أمر هوازن قد مضى
في حديث المسور بن مخرمة وفى رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده -
(أخبرنا) أبو منصور أحمد بن علي الدامغاني ببيهق أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ أبو أحمد هارون بن يوسف القطيعي ثنا ابن أبي
عمر ثنا سفيان عن ابن أبي خالد عن قيس عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم مثلت لي الحيرة
كأنياب الكلاب وانكم ستفتحونها فقام رجل فقال يا رسول الله هب لي ابنة بقيلة قال هي لك فاعطوه إياها فجاء أبوها
فقال أتبيعها قال نعم قال بكم احكم ما شئت قال ألف درهم قال قد أخذتها قالوا له لو قلت ثلاثين ألفا لاخذها قال وهل عدد
أكثر من الف - تفرد به ابن أبي عمر عن سفيان هكذا وقال غيره عنه عن علي بن زيد بن جدعان والمشهور هذا الحديث عن
خريم بن أوس وهو الذي جعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المرأة وقد روينا في كتاب دلائل النبوة في آخر
غزوة تبوك -
باب قدر الخراج الذي وضع على السواد
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن عبيد الله النرسي ثنا روح ثنا ابن أبي عروبة
عن قتادة عن لاحق بن حميد قال لما بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمار بن ياسر و عبد الله بن مسعود وعثمان بن حنيف
رضي الله عنهم إلى الكوفة وبعث عمار بن ياسر على الصلاة وعلى الجيوش وبعث ابن مسعود على القضاء وعلى بيت المال
وبعث عثمان بن حنيف على مساحة الأرض وجعل بينهم كل يوم شاة شطرها وسواقطها لعمار بن ياسر والنصف بين هذين
ثم قال أنزلتكم وإياي من هذا المال كمنزلة والى مال اليتيم (من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف)
وما أرى قرية يؤخذ منها كل يوم شاة الا كان ذلك سريعا في خرابها قال فوضع عثمان بن حنيف على جريب الكرم
عشرة دراهم، وعلى جريب النخل أظنه قال ثمانية، وعلى جريب القصب ستة دراهم، وعلى جريب البر أربعة دراهم، وعلى
جريب الشعير درهمين، وعلى رؤسهم عن كل رجل أربعة وعشرين كل سنة وعطل من ذلك من النساء والصبيان وفيما
يختلف به من تجاراتهم نصف العشر، قال ثم كتب بذلك إلى عمر رضي الله عنه (فأجاز ذلك ورضى به وقيل لعمر رضي الله عنه
- 1) كيف نأخذ من تجار الحرب إذا قدموا علينا فقال عمر رضي الله عنه كيف يأخذون منكم إذا أتيتم بلادهم قالوا
العشر قال فكذلك خذوا منهم - ورواه يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة وقال وعلى جريب النخل ثمانية، وعلى
جريب القصب ستة لم يشك -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن
الحكم ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث عثمان بن حنيف فمسح السواد فوضع على كل جريب عامر أو غامر حيث يناله
الماء قفيزا أو درهما (2) قال وكيع يعنى الحنطة والشعير وضع على كل جريب الكرم عشرة دراهم وعلى جريب الرطاب

(1) من ف
(2) ف - قفيزا ودرهما -
136

خمسة دراهم -
(قال وحدثنا) وكيع عن علي بن صالح عن أبان بن تغلب عن رجل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه وضع على النخل
على الدفلتين (1) درهما وعلى الفارسية (2) درهما -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا زهير بن معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منعت العراق درهمها وقفيزها ومنعت الشام مديها ودينارها ومنعت مصر
أرد بها ودينارها وعدتم من حيث بدأتم (وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم - 3) شهد على ذلك لحم
أبي هريرة ودمه قال يحيى يريد من هذا الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر القفيز والدرهم قبل ان يضعه عمر
رضي الله عنه على الأرض - رواه مسلم في الصحيح عن عبيد بن يعيش وإسحاق بن راهويه عن يحيى بن آدم -
باب من رأى قسمة الأراضي المغنومة ومن لم يرها
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق أنبأ معاوية
ابن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن مالك بن انس قال حدثني ثور قال حدثني سالم مولى ابن مطيع انه سمع أبا هريرة
رضي الله عنه يقول افتتحنا خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة إنما غنمنا الإبل والبقر والمتاع والحوائط ثم انصرفنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى وادى القرى ومعه عبد له يقال له مدعم وهبه له أحد بنى الضباب فبينما هو يحط رحل رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذ جاءه سهم عائر حتى أصاب ذلك العبد فقال الناس هنيئا له الشهادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
والذي نفسي بيده ان الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم يصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا فجاء رجل حين سمع ذلك
من النبي صلى الله عليه وسلم بشراك أو بشراكين فقال هذا شئ كنت أصبته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم شراك
أو شراكان من نار - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن معاوية بن عمرو -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عبد الواحد بن غياث
ثنا حماد بن سلمة أنبأ عبيد الله بن عمر فيما يحسب أبو سلمة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قاتل أهل خيبر حتى ألجأهم إلى قصرهم فغلب على الأرض والزرع والنخل فصالحوه على أن يجلوا منها ولهم ما حملت
ركابهم ولرسول الله صلى الله عليه وسلم الصفراء والبيضاء ويخرجون منها واشترط عليهم ان لا يكتموا ولا يغيبوا شيئا
فان فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد فغيبوا مسكا فيه مال وحلى لحيى بن اخطب كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النضير
(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعم حيى ما فعل مسك حيى الذي جاء به من النضير - 4) فقال أذهبته النفقات
والحروب فقال العهد قريب والمال أكثر من ذلك فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الزبير فمسه بعذاب وقد
كان حيى قبل ذلك دخل خربة فقال قد رأيت حيى يطوف في خربة ههنا فذهبوا وطافوا فوجدوا المسك في الخربة فقتل
رسول الله صلى الله عليه وسلم ابني حقيق وأحدهما زوج صفية بنت حيى بن اخطب وسبى رسول الله صلى الله عليه وسلم
نساءهم وذراريهم وقسم أموالهم بالنكث الذي نكثوا وأراد ان يجليهم منها فقالوا يا محمد دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها
ونقوم عليها ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها وكانوا لا يفرغون ان يقوموا عليها
فأعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع ونخل وشئ ما بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عبد الله بن رواحة يأتيهم
كل عام فيخرصها عليهم ثم يضمنهم الشطر فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شدة خرصه وأرادوا أن يرشوه قال
يا أعداء الله تطعموني السحت؟ والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إلى ولأنتم (أبغض - 5) إلى من عدتكم من القردة

(1) كذا
(2) كذا وفي ف - الفادسية
(3) من ف -
(4) سقط من ف -
(5) من ف -
137

والخنازير ولا يحملني بغضي إياكم وحبى إياه على أن لا اعدل بينكم فقالوا بهذا قامت السماوات والأرض قال ورأي
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعين صفية خضرة فقال يا صفية ما هذه الخضرة فقالت كان رأسي في حجر ابن حقيق وانا
نائمة فرأيت كأن قمرا وقع في حجري فأخبرته بذلك فلطمني وقال تمنين ملك يثرب قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أبغض الناس إلى، قتل زوجي وأبى فما زال يعتذر إلى ويقول إن أباك ألب على العرب وفعل وفعل حتى ذهب ذلك من
نفسي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطى كل امرأة من نسائه ثمانين وسقا من تمر كل عام وعشرين وسقا من شعير
فلما كان زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه غشوا المسلمين وألقوا ابن عمر من فوق بيت ففدعوا يديه فقال عمر بن الخطاب
رضي الله عنه من كان له سهم من خيبر فليحضر حتى نقسمها بينهم فقسمها بينهم فقال رئيسهم لا تخرجنا دعنا نكون فيها كما اقرنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه لرئيسهم أتراه سقط عنى قول رسول الله صلى الله
عليه وسلم كيف بك إذا رقصت بك راحلتك نحو الشام يوما ثم يوما ثم يوما وقسمها عمر رضي الله عنه بين من كان شهد خيبر
من أهل الحديبية -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو شهاب عن يحيى
ابن سعيد عن بشير بن يسار أنه سمع نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين ظهر على خيبر فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ستة وثلاثين سهما جمع كل سهم مائة سهم فكان النصف سهاما
للمسلمين وسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعزل النصف لما ينوبه من الأمور والنوائب (قال الشيخ) وهذا لأنه افتتح
بعض خيبر عنوة وبعضها صلحا فما قسم بينهم هو ما افتتحه عنوة وما تركه لنوائبه هو ما أفاء الله على رسوله لم يوجف عليه
بخيل ولا ركاب -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن يحيى بن فارس ثنا عبد الله بن محمد عن جويرية
عن مالك عن الزهري ان سعيد بن المسيب اخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتح بعض خيبر عنوة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي
عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر رضي الله عنه قال لولا آخر المسلمين ما افتتحت قرية الا قسمتها كما قسم
رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر - رواه البخاري في الصحيح عن صدقة عن عبد الرحمن بن مهدي -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله
ابن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أنبأ هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول
لولا انى اترك الناس ببانا لا شئ لهم ما فتحت قرية الا قسمتها كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر (قال الشيخ)
وهذا عندنا والله أعلم على أنه كان يستطيب قلوبهم ثم يقفها للمسلمين نظرا لهم -
(وقد أخبرنا) أبو نصر بن قتادة ثنا أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن
جرير بن حازم قال سمعت نافعا مولى ابن عمر يقول أصاب الناس فتح بالشام فيهم بلال وأظنه ذكر معاذ بن جبل رضي الله عنهما
فكتبوا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان هذا الفئ الذي أصبنا لك خمسه ولنا ما بقي ليس لأحد منه شئ كما صنع
النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر فكتب عمر رضي الله عنه انه ليس على ما قلتم ولكني اقفها للمسلمين فراجعوه الكتاب وراجعهم
يأبون ويأبى فلما أبوا قام عمر رضي الله عنه فدعا عليهم فقال اللهم اكفني بلالا وأصحاب بلال قال فما حال الحول عليهم حتى
ماتوا جميعا (قال الشيخ رحمه الله) قوله رضي الله عنه انه ليس على ما قلتم ليس يريد به انكار ما احتجوا به من قسمة خيبر
فقد رويناه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ويشبه ان يريد به ليست المصلحة فيما قلتم وإنما المصلحة في أن اقفها للمسلمين
وجعل يأبى قسمتها لما كان يرجو من تطييبهم ذلك وجعلوا يأبون لما كان لهم من الحق فلما أبوا لم يبرم عليهم الحكم باخراجها من
أيديهم ووقفها ولكن دعا عليهم حيث خالفوه فيما رأى من المصلحة وهم لو وافقوه وافقه افناء الناس واتباعهم - والحديث
138

مرسل والله أعلم (وقد روينا) في كتاب القسم في فتح مصر أنه رأى ذلك ورأي الزبير بن العوام رضي الله عنه قسمتها كما
قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا قراد أبو نوح ثنا
المرجا بن رجاء عن أبي سلمة عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أيما قرية افتتحها الله ورسوله فهي لله ولرسوله وأيما قرية افتتحها المسلمون عنوة فخمسها لله ولرسوله وبقيتها لمن
قاتل عليها - قال أبو الفضل الدوري أبو سلمة هذا هو عندي صاحب الطعام أو حماد بن سلمة (قال الشيخ) وقد رويناه
في كتاب القسم من حديث همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه بمعناه -
باب الأرض إذا كانت صلحا رقابها لأهلها وعليها خراج
يؤدونه فاخذها منهم مسلم بكراء
(قال الشافعي) رحمه الله لا بأس كما يستأجر منهم إبلهم وبيوتهم ورقيقهم وما دفع إليهم أو إلى السلطان بوكالتهم فليس
بصغار عليه إنما هو دين عليه يؤديه (قال الشافعي) والحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لمسلم ان يؤدى
خراجا ولا لمشرك ان يدخل المسجد الحرام إنما هو خراج الجزية (قال الشافعي رحمه الله) وقد اتخذ أرض الخراج قوم من
أهل الورع والدين وكرهه قوم احتياطا -
(قال الشيخ - اما الكراهية ففيما أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا هارون بن محمد بن بكار
ابن بلال أنبأ محمد بن عيسى بن سميع ثنا زيد بن واقد حدثني أبو عبد الله عن معاذ رضي الله عنه أنه قال من عقد الجزية في
عنقه فقد برئ مما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم -
(وأخبرنا) أبو علي أنبأ أبو بكر ثنا أبو داود ثنا حياة بن شريح الحضرمي ثنا بقية حدثني عمارة بن أبي الشعثاء حدثني سنان
ابن قيس حدثني شبيب بن نعيم حدثني يزيد بن خمير حدثني أبو الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أخذ أرضا بجزيتها فقد استقال هجرته ومن نزع صغار كافر من عنقه فجعله في عنقه فقد ولى الاسلام ظهره قال سنان
فسمع منى خالد بن معدان هذا الحديث فقال لي أشبيب حدثك؟ قلت نعم قال فإذا قدمت فسله فليكتب إلى بالحديث
قال فكتب له فلما قدمت سألني ابن معدان القرطاس فأعطيته فلما قرأه ترك ما في يديه من الأرض حين سمع ذلك قال
أبو داود هذا يزيد بن خمير اليزني ليس هو صاحب شعبة (قال الشيخ رحمه الله) هذان الحديثان اسنادهما اسناد شامي
والبخاري ومسلم لم يحتجا بمثلهما والله أعلم -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو الوليد وحجاج قالا ثنا
شعبة عن حبيب هو ابن أبي ثابت قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما وسأله رجل فقال إني أكون بالسواد فأتقبل
ولا أريد أن ازداد إنما أريد أن ادفع عن نفسي فقرأ هذه الآية (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) إلى (حتى
يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) لا تنزع الصغار من أعناقهم فتجعله في عنقك -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن
عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني عبد الله بن عمر عن نافع ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان إذا سئل عن
الرجل من أهل الاسلام يأخذ الأرض من أهل الذمة بما عليها من الخراج يقول لا يحل لمسلم أو لا ينبغي لمسلم ان يكتب
على نفسه الذل والصغار -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا ابن المبارك
139

عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ما يسرني ان الأرض كلها لي بجزية خمسة دراهم
أقر فيها بالصغار على نفسي -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا سفيان بن سعيد عن جابر عن القاسم عن عبد الله هو ابن مسعود
قال من أقر بالطسق (1) فقد أقر بالصغار -
باب من كره شراء أرض الخراج
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا يحيى
ابن سعيد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سفيان العقيلي عن أبي عياض عن عمر رضي الله عنه قال لا تشتروا رقيق
أهل الذمة فإنهم أهل خراج يؤدى بعضهم عن بعض وأرضيهم فلا تبتاعوها ولا يقرن أحدكم بالصغار بعد إذ نجاه الله منه
قال أبو عبيد أراد فيما نرى انه إذا كانت له مماليك وارض وأموال ظاهرة كانت أكثر لجزيته وكانت سنة عمر رضي الله عنه
فيهم إنما كانت يضع الجزية على قدر اليسار والعسر فلهذا كره ان يشترى رقيقهم واما شراء الأرض فإنه ذهب فيه إلى
الخراج كره أن يكون ذلك على المسلمين ألا تراه يقول ولا يقرن أحدكم بالصغار بعد إذ نجاه الله منه - قال أبو عبيد وقد رخص
في ذلك بعد عمر رجال من أكابر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم منهم عبد الله بن مسعود وكانت له ارض براذان وخباب
ابن الأرت وغيرهما -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا عبيد عن سعيد
ابن أبي عروبة عن قتادة عن علي رضي الله عنه انه كان يكره ان يشترى من أرض الخراج شيئا ويقول عليها خراج
المسلمين -
(أخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى بن آدم ثنا زهير بن معاوية عن كليب بن وائل قال قلت لابن عمر
اشتريت أرضا قال الشراء حسن قال قلت فانى اعطى من كل جريب ارض درهما وقفيزا من طعام قال ولا تجعل
في عنقك صغارا -
باب من رخص في شراء أرض الخراج
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن الحجاج
عن القاسم بن عبد الرحمن قال اشترى عبد الله أرضا من أرض الخراج قال فقال له صاحبها يعنى دهقانها انا أكفيك اعطاء
خراجها والقيام عليها -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي ثنا يحيى بن آدم ثنا حفص عن مجالد عن الشعبي
قال اشترى عبد الله أرض الخراج من دهقان وعلى ان يكفيه خراجها -
(أخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى حدثني حسن بن صالح عن ابن أبي ليلى قال اشترى الحسن بن علي
رضي الله عنهما ملحة أو ملحا واشترى الحسين بن علي رضي الله عنه بريدين (2) من أرض الخراج وقال قد رد إليهم عمر رضي الله عنه
أرضهم وصالحهم على الخراج الذي وضعه عليهم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين ثنا عباد بن العوام
عن الحجاج عن عبد الله بن حسن ان الحسن الحسين رضي الله عنهما اشتريا قطعة من أرض الخراج -

(1) الوظيفة من خراج الأرض المقرر عليها وهو فارسي معرب - النهاية، أقول وفي بعض الكتب الفارسية انه عربي
ولعله أصله رومي فان في الانكليزية بهذا المعنى نيكس - ح
(2) كذا وفي ف - سريدين -
140

(قال وحدثنا) يحيى ثنا عباد عن حجاج قال بلغنا ان حذيفة رضي الله عنه اشترى قطعة من أرض الخراج -
(أخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن بن علي ثنا يحيى بن آدم حدثني عبد الرحيم عن أشعث عن الحكم عن شريح
انه اشترى أرضا من ارض الحيرة (يقال لها ربا - 1 - قال وقال الحكم وكانوا يرخصون في شراء ارض الحيرة - 2) من أجل
انهم صلح - قال يحيى وسألت حسن بن صالح فكره شراء أرض الخراج التي أخذت عنوة فوضع عليها الخراج فلم ير بأسا
بشراء ارض أهل الصلح -
باب من أسلم من أهل الصلح سقط الخراج عن ارضه
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا الفضل بن
دكين ثنا محمد بن طلحة عن داود بن سليمان قال قال كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن - فذكره
فقال فيه ولا خراج على من أسلم من أهل الأرض (وقد روينا) فيه حديثا مسندا ليس عليهم فيه الا صدقة - وقد مضى ذلك
مع غيره في كتاب الزكاة -
باب الأرض إذا أخذت عنوة فوقفت للمسلمين بطيب أنفس
الغانمين لم يجز بيعها إذا أسلم من هي في يده لم يسقط خراجها
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا عبد السلام
هو ابن حرب عن بكير بن عامر عن عامر قال اشترى عتبة بن فرقد أرضا من أرض الخراج ثم أتى عمر رضي الله عنه فأخبره
فقال ممن اشتريتها قال من أهلها قال فهؤلاء أهلها - للمسلمين - أبعتموه شيئا؟ قالوا لا قال اذهب فاطلب مالك -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا قيس عن أبي إسماعيل عن الشعبي عن عتبة بن فرقد قال اشتريت
عشرة أجربة من ارض السواد على شاطئ الفرات لقضب دواب (3) فذكر ذلك لعمر رضي الله عنه قال اشتريتها من
أصحابها؟ قال قلت نعم قال رح إلى قال فرحت إليه فقال يا هؤلاء أبعتموه شيئا؟ قالوا لا قال ابتغ مالك حيث وضعته -
(أخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا حسن بن صالح عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال أسلمت
امرأة من أهل نهر الملك قال فقال عمر أو كتب عمر رضي الله عنه ان اختارت أرضها وأدت ما على أرضها فخلوا بينها وبين
أرضها والا خلوا بين المسلمين وبين أرضيهم -
(أخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا حفص بن غياث عن محمد بن قيس الأسدي عن أبي عون الثقفي
قال كان عمر وعلي رضي الله عنهما إذا أسلم الرجل من أهل السواد تركاه يقوم بخراجه في ارضه -
(قال وحدثنا) يحيى ثنا شريك وقيس عن جابر عن عامر قال أسلم الرقيل فأعطاه عمر رضي الله عنه ارضه بخراجها وفرض
له الفين (قال وثنا يحيى) ثنا قيس بن الربيع عن إبراهيم بن مهاجر عن شيخ من بنى زهرة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
انه كتب إلى سعد يقطع سعيد بن زيد أرضا فأقطعه أرضا لبنى الرقيل فأتى ابن الرقيل عمر رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين
على ما صالحتمونا؟ قال على أن تؤدوا إلينا الجزية ولكم أرضكم وأموالكم وأولادكم قال يا أمير المؤمنين أقطعت ارضى لسعيد
ابن زيد قال فكتب إلى سعد رد عليه ارضه ثم دعاه إلى الاسلام فأسلم ففرض له عمر رضي الله عنه سبعمائة وجعل عطاءه

(1) في كتاب الخراج ليحيى - زبا - ح
(2) من - ف
(3) في - ف - دواب أبي ح - وكأنه كان في الأصل دواب وبهامشه - بي خ يعني ان في نسخة بدل الباء بي فظن الناسخ ان ذلك لحق فألحقه والله أعلم - وفي كتاب الخراج ليحيى
لقصب أداوى وهو محرف - ح -
141

في خثعم وقال إن أقمت في أرضك أديت عنها ما كنت تؤدى - وهذا في اسناده ضعف فان ثبت كان قوله ولكم أرضكم
محمولا على أنه أراد ولكم أرضكم التي كانت لكم تزرعونها وتعطون خراجها (وذلك فيما أخذ عنوة الا تركه - 1 - لم يسقط عنه
خراجها حين - 2) أسلم وفى الصلح يسقط -
(أخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا ابن المبارك عن معمر عن علي بن الحكم عن محمد بن زيد قال سمعت
إبراهيم النخعي يقول جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال إني قد أسلمت فضع عن ارضى الخراج فقال لا ان
أرضك أخذت عنوة - قال وجاءه رجل فقال إن ارض كذا وكذا يطيقون من الخراج أكثر مما عليهم فقال لا سبيل إليهم إنما
صالحناهم صلحا -
(قال وحدثنا) يحيى ثنا هشيم عن سيار أبى الحكم عن الزبير بن عدي قال أسلم دهقان من أهل السواد في عهد علي رضي الله
عنه فقال له علي رضي الله عنه ان أقمت في أرضك رفعنا الجزية عن رأسك وأخذنا من أرضك وان تحولت عنها فنحن أحق بها -
(قال وحدثنا) يحيى ثنا وكيع عن المسعودي عن أبي عون قال أسلم دهقان من أهل عين التمر فقال له علي رضي الله عنه
أما جزية رأسك فنرفعها واما أرضك فللمسلمين فان شئت فرضنا لك وان شئت جعلناك قهرمانا لنا فما اخرج الله منها من
شئ أتيتنا به -
باب الأسير يؤخذ عليه العهد ان لا يهرب
(قال الشافعي) رحمه الله فمتى قدر على الخروج منها فليخرج لان يمينه يمين مكره قال ولعله ليس بواسع له ان يقيم معهم
إذا قدر على التنحي عنهم -
(قال الشيخ وهذا لما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب (ح وأخبرنا)
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز ببغداد أنبأ أبو سهل بن زياد القطان قالا ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية
ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
سرية إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسجود وأسرع فيهم القتل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأمر لهم بنصف العقل
وقال انا برئ من كل مسلم مقيم بين أظهر المشركين قالوا يا رسول الله ولم؟ قال لا ترايا ناراهما -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا إسحاق بن إدريس ثنا همام عن
قتادة عن الحسن عن سمرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم فمن ساكنهم
أو جامعهم فليس منا -
باب الأسير يؤمن فلا يكون له ان يغتالهم في أموالهم وأنفسهم
قال الشافعي رحمه الله لأنهم إذا امنوه فهم في أمان منه
(وقد حدثنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة
عن الأعمش قال سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل غادر لواء يوم
القيامة يقال هذه غدرة فلان - أخرجاه في الصحيح من حديث شعبة -
(وأخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا محمد بن ابان عن السدى عن رفاعة
ابن شداد رضي الله عنه حدثني عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا امن الرجل
الرجل على نفسه ثم قتله فانا برئ من القاتل وإن كان المقتول كافرا -
(وأخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا قرة بن خالد عن عبد الملك بن

(1) كذا -
(2) من ف -
142

عمير عن رفاعة بن شداد قال كنت ابطن شئ بالمختار يعنى الكذاب قال فدخلت عليه ذات يوم فقال دخلت وقد قام
جبريل قبل من هذا الكرسي قال فأهويت إلى قائم السيف فقلت ما أنتظر أن أمشى بين رأس هذا وجسده، حتى ذكرت
حديثا حدثنيه عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا امن الرجل الرجل على دمه ثم قتله
رفع له لواء الغدر يوم القيامة فكففت عنه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب
أخبرني حياة بن شريح عن ابن الهاد عن شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في غزوة خيبر خرجت سرية فأخذوا انسانا معه غنم يرعاها فجاؤوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه
النبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله ان يكلمه به فقال له الرجل انى قد آمنت بك وبما جئت به فكيف بالغنم يا رسول الله فإنها
أمانة وهي للناس الشاة والشاتان وأكثر من ذلك قال احصب وجوهها ترجع إلى أهلها فأخذ قبضة من حصباء أو تراب
فرمى به وجوهها فخرجت تشتد حتى دخلت كل شاة إلى أهلها ثم تقدم إلى الصف فأصابه سهم فقتله ولم يصل لله سجدة
قط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخلوه الخباء فادخل خباء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا فرغ رسول الله
صلى الله عليه وسلم دخل عليه ثم خرج فقال لقد حسن اسلام صاحبكم لقد دخلت عليه وان عنده لزوجتين له من الحور
العين - لم اكتبه موصولا الا من حديث شرحبيل بن سعد وقد تكلموا فيه (وروى) عن محمد بن إسحاق بن يسار عن أبيه
مرسلا (وروى) عن أبي العاص ابن الربيع فيه قصة شبيهة بهذه الا انها باسناد مرسل -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني
عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال خرج أبو العاص بن الربيع تاجرا إلى الشام وكان رجلا مأمونا وكانت معه
بضائع لقريش فأقبل قافلا فلقيه سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاستاقوا عيره وأفلت وقدموا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم بما أصابوا فقسمه بينهم وأتى أبو العاص حتى دخل على زينب رضي الله عنها فاستجار بها وسألها ان تطلب له من
رسول الله صلى الله عليه وسلم رد ماله عليه وما كان معه من أموال الناس فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم السرية
فسألهم فردوا عليه ثم خرج حتى قدم مكة فأدى على الناس ما كان معه من بضائعهم حتى إذا فرغ قال يا معشر قريش هل
بقي لاحد منكم معي مال لم أرده عليه؟ قالوا لا فجزاك الله خيرا قد وجدناك وفيا كريما فقال اما والله ما منعني ان أسلم قبل
ان أقدم عليكم الا تخوفا ان تظنوا أنى إنما أسلمت لاذهب بأموالكم فانى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله -
(قال الشافعي) في المسلم إذا أسر ولم يؤمنوه ولم يأخذوا عليه انهم آمنون منه فله اخذ ما قدر عليه من أموالهم وافساده
والهرب منهم (قال الشيخ) قد روينا حديث عمران بن حصين رضي الله عنه في المرأة المسلمة التي أخذت الناقة
وهربت عليها -
باب الأسير يستعين به المشركون على قتال المشركين
(قال الشافعي رحمه الله) قد قيل يقاتلهم قد قاتل الزبير وأصحاب له ببلاد الحبشة مشركين - عن مشركين - ولو قال قائل
143

يمتنع عن قتالهم لمعان ذكرها الشافعي كان مذهبا ولا نعلم خبر الزبير رضي الله عنه يثبت ولو ثبت كان النجاشي مسلما كان
آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني
الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها
قالت لما ضاقت علينا مكة - فذكرت الحديث في هجرتهم إلى ارض الحبشة وما كان من بعثة قريش عمرو بن العاص و عبد الله
ابن أبي ربيعة إلى النجاشي ليخرجهم من بلاده ويردهم عليهم وما كان من دخول جعفر بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم
على النجاشي قال فقال النجاشي هل معكم شئ مما جاء به؟ فقال له جعفر نعم فقرأ عليه صدرا من كهيعص فبكى
والله النجاشي حتى اخضل لحيته وبكت أساقفته حتى اخضلوا مضاجعهم ثم قال إن هذا الكلام ليخرج من المشكاة التي
جاء به موسى انطلقوا راشدين - ثم ذكر الحديث في تصويرهما له انهم يقولون في عيسى ابن مريم عليه السلام انه عبد فدخلوا
عليه وعنده بطارقته فقال ما تقولون في عيسى بن مريم عليه السلام فقال له جعفر نقول هو عبد الله ورسوله وكلمته وروحه
ألقاها إلى مريم العذراء البتول فدلى النجاشي يده إلى الأرض فأخذ عويدا بين إصبعيه فقال ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت
هذا العويد - ثم ذكر الحديث قالت فلم ينشب ان خرج عليه رجل من الحبشة ينازعه في ملكه فوالله ما علمتنا حزنا حزنا قط
كان أشد منه فرقا من أن يظهر ذلك الملك عليه فيأتي ملك لا يعرف من حقنا ما كان يعرف فجعلنا ندعو الله ونستنصره للنجاشي
فخرج إليه سائرا فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم لبعض من رجل يخرج فيحضر الوقعة حتى ينظر على
من تكون فقال الزبير رضي الله عنه وكان من أحدثهم سنا انا فنفخوا له قربة فجعلها في صدره ثم خرج يسبح عليها في النيل
حتى خرج من الشقة الأخرى إلى حيث التقى الناس فحضر الوقعة وهزم الله ذلك الملك وقتله وظهر النجاشي عليه فجاءنا
الزبير رضي الله عنه فجعل يليح إلينا بردائه ويقول ألا أبشروا فقد أظهر الله النجاشي فوالله ما فرحنا بشئ فرحنا بظهور
النجاشي -
باب الأسير يؤخذ عليه ان يبعث إليهم بفداء ويعود في اسارهم
(قال الشافعي رحمه الله) روى عن الأوزاعي يعود في اسارهم ان لم يعطهم المال قال ومن ذهب مذهب الأوزاعي ومن
قال بقوله فإنما يحتج فيما أراه بما روى عن بعضهم انه روى أن النبي صلى الله عليه وسلم صالح أهل الحديبية ان يرد من جاءه
منهم بعد الصلح مسلما فجاءه أبو جندل فرده إلى أبيه وأبو بصير فرده فقتل أبو بصير المردود معه ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم
فقال قد وفيت لهم ونجاني الله منهم فلم يرده النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعب ذلك عليه وتركه فكان بطريق الشام يقطع على
كل مال لقريش حتى سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يضمه إليه لما نالهم من اذاه (قال الشافعي) وهذا حديث
قد رواه بعض أهل المغازي كما وصفت ولا يحضرني ذكر اسناده -
(قال الشيخ أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق
عن معمر قال الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم - فذكر حديث صلح الحديبية
وذكر فيه قصة أبى جندل وأبى بصير بنحو من هذا وأتم منه (قال الشيخ) وإنما رد النبي صلى الله عليه وسلم أبا جندل إليهم
144

لأنه كان لا يخاف عليه في الرد لمكان أبيه وكذلك أشار على أبي بصير بالرجوع إليهم في الابتداء لذلك والله أعلم - وسيرد كلام
الشافعي إن شاء الله عليه في كتاب الجزية -
(وفى مثل هذا ما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقرى وأبو بكر القاضي وأبو صادق العطار قالوا ثنا
أبو العباس هو الأصم ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج ان
الحسن بن علي بن أبي رافع حدثه ان أبا رافع رضي الله عنه أخبره انه اقبل بكتاب من قريش إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم القى في قلبي الاسلام فقلت يا رسول الله انى والله لا ارجع إليهم ابدا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لا أخيس بالعهد ولا احبس البرد ولكن ارجع فإن كان في قلبك الذي في قلبك الآن فارجع
قال فرجعت إليهم ثم أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت قال بكير وأخبرني ان أبا رافع كان قبطيا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد قال
عبد الله وقد سمعته انا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن الوليد بن جميع ثنا أبو الطفيل ثنا حذيفة بن اليمان
رضي الله عنه قال ما منعني ان اشهد بدرا الا انى خرجت انا وأبى حسيل قال فأخذنا كفار قريش فقالوا انكم تريدون محمدا فقلنا
ما نريده ما نريد الا المدينة فأخذوا علينا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم
فأخبرناه الخبر فقال انصرفا نفى لهم بعهدهم ونستعين بالله عليهم - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي
شيبة وهذا لأنه لم يؤد انصرافهما إلى ترك فرض إذ لم يكن خروجهما واجبا عليهما ولا إلى ارتكاب محظور والعود إليهم
والإقامة بين أظهرهم مما لا يجوز إذا كان يخاف الفتنة على نفسه في العود والله أعلم -
باب ما يجوز للأسير أو من قدم ليقتل والرجل بين الصفين في ماله
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ بعض أهل المدينة عن
محمد بن عبد الله عن الزهري ان مسرفا قدم يزيد بن عبد الله بن زمعة يوم الحرة ليضرب عنقه فطلق امرأته ولم يدخل بها
فسألوا أهل العلم فقالوا لها نصف الصداق ولا ميراث لها -
(وباسناده أخبرنا) الشافعي أنبأ بعض أهل العلم عن هشام عن أبيه ان عامة صدقات الزبير رضي الله عنه تصدق بها وفعل
أمورا وهو واقف على ظهر فرسه يوم الجمل (قال الشافعي رضي الله عنه) وروى عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله وابن
المسيب رحمه الله انهما قالا إذا كان الرجل على ظهر فرسه يقاتل فما صنع فهو جائز (وروى) عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله
عطية الحبلى جائزة حتى تجلس بن القوابل، وقال القاسم بن محمد وابن المسيب عطية الحامل جائزة (قال الشافعي رحمه الله) وبهذا
كله نقول (قال الشيخ) حديث الزبير رضي الله عنه قد رويناه في كتاب الوصايا بطوله -
باب صلاة الأسير إذا قدم ليقتل
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا
إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عمر بن أسيد بن جارية حليف بنى زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط علينا وامر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح
وهو جد عاصم يعنى ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدة بين عسفان ومكة ذكروا لحى من
هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم بمائة رجل رام فاتبعوا آثارهم حتى وجدوا ماكلهم التمر فقالوا هذا تمر يثرب فلما
أحس بهم عاصم وأصحابه رضي الله عنهم لجؤا إلى قردد يعنى فأحاط بهم القوم فقالوا أنزلوا ولكم العهد والميثاق ان لا يقتل منكم
145

أحد فقال عاصم اما انا فوالله لا انزل في ذمة كافر اليوم اللهم بلغ عنا نبيك السلام فقاتلوهم فقتل منهم سبعة ونزل ثلاثة على
العهد والميثاق فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم وكتفوهم فلما رأى ذلك منهم أحد الثلاثة قال هو والله أول الغدر
فعالجوه فقتلوه وانطلقوا بخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة فانطلقوا بهما إلى مكة فباعوهما وذلك بعد وقعة بدر فاشترى
بنو الحارث خبيبا وكان قتل الحارث يوم بدر قالت ابنة الحارث وكان خبيب أسيرا عندنا فوالله إن رأيت أسيرا قط كان
خيرا من خبيب والله لقد رأيته يأكل قطفا من عنب وما بمكة يومئذ من ثمرة وإن هو الا رزق رزقه الله خبيبا قالت
فاستعار منى موسى يستحد به للقتل قالت فأعرته إياه ودرج بنى لي وانا غافلة فرأيته مجلسه على صدره قالت ففزعت فزعة
عرفها خبيب قالت ففطن بي فقال أتحسبيني انى قاتله ما كنت لأفعله قالت فلما اجمعوا على قتله قال لهم دعوني اصلى ركعتين
قالت فصلى ركعتين فقال لولا أن تحسبوا ان بي جزعا لزدت قال فكان خبيب أول من سن الصلاة لمن قتل صبرا ثم قال
اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا وأنشأ يقول -
فلست أبالي حين اقتل مسلما * على أي حال كان في الله مصرعي
وذلك في جنب الاله وان يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع
قال وبعث المشركون إلى عاصم بن ثابت ليؤتوا من لحمه بشئ وكان قتل رجلا من عظمائهم فبعث الله مثل الظلة من الدبر
فحمته من رسلهم فلم يستطيعوا ان يأخذوا من لحمه شيئا -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا إبراهيم يعنى ابن سعد أنبأ ابن شهاب
أخبرني عمرو (1) بن جارية الثقفي حليف بنى زهرة عن أبي هريرة رضي الله عنه فذكره بمعناه مختصرا دون الشعر ودون
قصة عاصم في آخره - رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل بطوله - قال وأخبرني ابن أسيد بن جارية
وهو عمرو بن أبي سفيان بن أسيد (بن جارية الثقفي وقيل عمر بن أسيد قال البخاري الأول أصح يعنى عمرو بن أبي سفيان
ابن أسيد - 2) أصح وكذلك قاله شعيب بن أبي حمزة ومعمر ويونس وغيرهم عن الزهري -
باب المسلم يدل المشركين على عورة المسلمين
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي ثنا عبد الله بن هاشم
ابن حيان الطوسي ثنا سفيان بن عيينة (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق
قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان المرادي (أنبأ الشافعي) أنبأ سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن
الحسن بن محمد عن عبيد الله (3) بن أبي رافع قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انا والزبير
والمقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فان بها ظعينة معها كتاب فخرجنا تعادى بنا خيلنا فإذا نحن بظعينة فقلنا أخرجي
الكتاب فقالت ما معي كتاب فقلنا لها لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله
عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين ممن بمكة يخبر ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال
ما هذا يا حاطب قال لا تعجل على إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم
قرابات يحمون بها قراباتهم ولم يكن لي بمكة قرابة فأحببت إذ فاتني ذلك ان اتخذ عندهم يدا والله ما فعلته شكا في ديني ولا رضا
بالكفر بعد الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قد صدق فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله دعني اضرب عنق
هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت
لكم ونزلت (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة) - أخرجه البخاري ومسلم

(1) ف - عمر
(2) من ف
(3) في النسخ عبد الله والصواب عبيد الله كما في الصحيحين وغيرهما - ح -
146

في الصحيح عن جماعة عن سفيان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ هشيم عن حصين عن سعد بن
عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي وحيان بن عطية السلمي انهما كانا يتنازعان في علي وعثمان رضي الله عنهما وكان حيان يحب
عليا رضي الله عنه وكان أبو عبد الرحمن يحب عثمان رضي الله عنه فقال أبو عبد الرحمن سمعته يحدث يعنى عليا رضي الله عنه
قال كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى مكة أن محمدا يريد أن يغزوكم بأصحابه فخذوا حذركم ودفع كتابه إلى امرأة يقال لها سارة
فجعلته في ازارها أو في ذؤابة من ذوائبها فانطلقت فأطلع الله رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك قال علي فبعثني ومعي
الزبير بن العوام وأبو مرثد الغنوي وكلنا فارس قال انطلقوا فإنكم ستلقونها بروضة كذا وكذا ففتشوها فان معها
كتابا إلى أهل مكة من حاطب فانطلقنا فوافقناها فقلنا هاتي الكتاب الذي معك إلى أهل مكة فقالت ما معي كتاب قال
قلت ما كذبت ولا كذبت لتخرجنه أو لأجردنك فلما عرفت أنى فاعل أخرجت الكتاب فأخذناه فانطلقنا به إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ففتحه فقرأه فإذا فيه من حاطب إلى أهل مكة، أما بعد فان محمدا يريدكم فخذوا حذركم وتأهبوا - أو كما قال
فلما قرأ الكتاب ارسل إلى حاطب فقال له أكتبت هذا الكتاب؟ قال نعم قال فما حملك على ذلك؟ قال يا رسول الله اما والله
ما كفرت منذ أسلمت وانى لمؤمن بالله ورسوله وما حملني على ما صنعت من كتابي إلى أهل مكة إلا أنه لم يكن أحد من
أصحابك الا وله هناك بمكة من يدفع عن أهله وماله ولم يكن لي هناك أحد يدفع عن أهلي ومالي فأحببت ان اتخذ عند القوم
يدا وانى لاعلم ان الله سيظهر رسوله عليهم قال فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل قوله قال فقام عمر بن الخطاب
رضي الله عنه فقال يا رسول الله دعني فأضرب عنقه فإنه قد خان الله والمؤمنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر إنه
من أهل بدر وما يدريك لعل الله اطلع عليهم فقال اعلموا ما شئتم فقد غفرت لكم - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن
عبد الله بن حوشب عن هشيم وأخرجاه من حديث عبد الله بن إدريس وغيره عن حصين (قال الشافعي رحمه الله) وقد روى
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال تجافوا لذوي الهيأت وقيل في الحديث ما لم يكن حدا فإذا كان هذا من الرجل ذي الهيئة
وقيل بجهالة كما كان هذا من حاطب بجهالة وكان غير متهم أحببت ان يتجافى له وإذا كان من غير ذي الهيئة كان للامام
والله أعلم تعزيره -
باب الجاسوس من أهل الحرب
(أخبرنا) أبو القاسم علي بن محمد بن يعقوب الأيادي ببغداد أنبأ أبو بكر الشافعي ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا أبو نعيم ثنا
أبو عميس عن ابن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عين من المشركين وهو في سفر قال
فجلس فتحدث عند أصحابه ثم انسل فقال النبي صلى الله عليه وسلم اطلبوه فاقتلوه قال فسبقتهم إليه فقتلته وأخذت سلبه - رواه
البخاري في الصحيح عن أبي نعيم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار ثنا السرى بن خزيمة ثنا أبو همام الدلال في مسجد البصرة
ثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن الفرات بن حيان وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر
بقتله وكان عينا لأبي سفيان وحليفا أظنه قال لرجل من الأنصار فمر على حلقة من الأنصار فقال إني مسلم فقام رجل منهم
فقال يا رسول الله يقول انى مسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان منهم رجالا نكلهم إلى ايمانهم منهم الفرات بن حيان -
باب الأسير يستطلع منه خبر المشركين
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا
حماد بن سلمة (ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن ثابت عن
147

انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ندب أصحابه فانطلق (1) إلى بدر فإذا هم بروايا قريش فيها عبد اسود
لبنى الحجاج فأخذه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا يسألونه أين أبو سفيان؟ فيقول والله والله مالي بشئ من أمره علم
ولكن هذه قريش قد جاءت فيهم أبو جهل وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وأمية بن خلف فإذا قال لهم ذلك ضربوه فيقول
دعوني دعوني أخبركم فإذا تركوه قال والله مالي بابى سفيان من علم ولكن هذه قريش قد أقبلت فيهم أبو جهل وعتبة
وشيبة ابنا ربيعة وأمية بن خلف قد اقبلوا والنبي صلى الله عليه وسلم يصلى وهو يسمع ذلك فلما انصرف قال والذي نفسي
بيده انكم لتضربونه إذا صدقكم وتدعونه إذا كذبكم هذه قريش قد أقبلت لتمنع أبا سفيان قال انس رضي الله عنه قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم هذا مصرع فلان غدا ووضع يده على الأرض، وهذا مصرع فلان غدا ووضع يده على الأرض، وهذا
مصرع فلان غدا ووضع يده على الأرض، فقال والذي نفسي بيده ما جاوز أحد منهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بأرجلهم فسحبوا فالقوا في قليب بدر - أخرجه مسلم في الصحيح من
وجه آخر عن حماد -
باب بعث العيون والطلائع من المسلمين
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني أنبأ أبو النضر ثنا
سليمان يعنى ابن المغيرة عن ثابت عن انس بن مالك رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيسة عينا ينظر
ما صنع عير أبي سفيان قال فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه الحديث - أخرجه
مسلم في الصحيح من حديث أبي النضر كما مضى -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم
ثنا الفريابي (ح قال وحدثنا) علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم قالا ثنا سفيان عن ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب من يأتيني بخبر القوم فقال الزبير انا ثم قال من يأتيني بخبر القوم فقال الزبير انا
(ثم قال من يأتيني بخير القوم فقال الزبير انا - 2) فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان لكل نبي حواري وحواريي الزبير -
رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الثوري -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا علي بن المديني ثنا سفيان ثنا ابن
المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم الخندق فانتدب
الزبير (ثم ندبهم فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير - 2) فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكل نبي حواري وحواريي
الزبير - قال سفيان وزاد فيه هشام بن عروة وحواريي الزبير وابن عمتي - رواه البخاري في الصحيح عن ابن المديني
ورواه مسلم عن عمرو الناقد عن سفيان -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب وأبو الفضل بن إبراهيم قالا ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن
إبراهيم أنبأ جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال كنا عند حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقال رجل لو أدركت
رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه أو أبليت (3) فقال له حذيفة أنت كنت تفعل ذاك لقد رأيتنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب في ليلة ذات ريح شديدة وقر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا رجل يأتيني بخبر القوم
يكون معي يوم القيامة فلم يجبه منا أحد ثم الثانية مثله ثم قال يا حذيفة! قم فأتنا بخبر القوم فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي ان أقوم
فقال ائتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي قال فمضيت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم فإذا أبو سفيان يصلى ظهره بالنار فوضعت
سهمي في كبد قوسي وأردت ان ارميه ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تذعرهم على ولو رميت لأصبته

(1) ف - فانطلقوا -
(2) من ف
(3) ف - وأبليت -
148

قال فرجعت كأنما أمشي في حمام فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أصابني البرد حين فرغت وقررت فأخبرت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلى فيها فلم أزل نائما حتى
الصبح فلما ان أصبحت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا نومان - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم -
باب فضل الحرس في سبيل الله
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه ثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر ثنا مروان بن محمد ثنا معاوية بن سلام
(ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ واللفظ له أخبرني أحمد بن محمد بن سلمة العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أبو توبة الربيع
ابن نافع الحلبي ثنا معاوية بن سلام أخبرني زيد بن سلام حدثني أبو كبشة السلولي انه سمع سهل ابن الحنظلية رضي الله عنه
يذكر أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فأطنبوا السير حتى كان عشية فحضرت الصلاة عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فارس فقال يا رسول الله انى انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا فإذا انا بهوازن
على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم فاجتمعوا إلى حنين فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تلك غنيمة للمسلمين
غدا إن شاء الله ثم قال من يحرسنا الليلة؟ فقال انس بن أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه انا يا رسول الله فقال اركب فركب
فرسا له فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه
ولا نغرن من قبلك الليلة فلما أصبحنا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصلاه فركع ركعتين ثم قال هل حسستم فارسكم
فقال رجل ما حسسنا فثوب بالصلاة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتفت إلى الشعب حتى قضى صلاته وسلم فقال
أبشروا فقد جاء فارسكم قال فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله صلى الله
عليه وسلم فسلم فقال إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبحنا
طلعت على الشعبين فنظرت فلم أر أحدا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (نزلت الليلة قال لا الا مصليا أو قاضى حاجة
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم - 1) قد أوجبت فلا عليك ان لا تعمل بعدها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد ثنا
ثور بن يزيد (2) عن عبد الرحمن بن عائذ عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أنبئكم بليلة
أفضل من ليلة القدر؟ حارس حرس في ارض خوف لعله ان لا يرجع إلى أهله - رفعه يحيى القطان ووقفه وكيع -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني عبد الرحمن
ابن شريح عن محمد بن سمير عن أبي على الجنبي عن أبي ريحانة رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في غزوة فأوفى بنا على شرف فأصابنا برد شديد حتى إذا كان أحدنا يحفر الحفير ثم يدخل فيه ويغطى عليه بحجفته فلما رأى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك من الناس قال ألا رجل يحرسنا الليلة ادعو الله له بدعاء يصيب به فضلا! فقام رجل من
الأنصار فقال انا يا رسول الله فدعا له قال أبو ريحانة رضي الله عنه فقلت انا فدعا لي بدعاء هو دون ما دعا به للأنصاري ثم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمت النار على عين (دمعت من خشية الله حرمت النار على عين - 1) سهرت في سبيل الله
قال ونسيت الثالثة - قال أبو شريح وهو عبد الرحمن بن شريح وسمعته بعد أنه قال حرمت النار على عين غضت عن محارم الله
أو عين فقئت في سبيل الله -
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أنبأ أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي ثنا عبد الله بن حماد الآملي ثنا
سعيد (بن أبي مريم ثنا سعيد - 1) بن عبد الرحمن بن جميل الجمحي ثنا صالح بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن قيس بن
الحارث انه اخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحم الله حارس الحرس (وروى) عن الدراوردي عن صالح عن

(1) من - ف
(2) مد - زيد خطأ - ح
149

عمر عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم -
(وأخبرناه) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا سعيد بن عثمان الأهوازي ثنا علي بن بحر ثنا الدراوردي فذكره -
باب صلاة الحرس
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن إسحاق
حدثني صدقة بن يسار عن ابن جابر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
(في غزوة ذات الرقاع من نخل - فذكر الحديث قال فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم - 1) منزلا فقال من رجل
يكلؤنا ليلتنا هذه؟ فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فقالا نحن يا رسول الله قال فكونا بفهم الشعب فلما
ان خرجا إلى فم الشعب قال الأنصاري للمهاجري أي الليل أحب إليك ان أكفيك أوله أو آخره؟ قال بل اكفني أوله
فاضطجع المهاجري فنام وقام الأنصاري يصلى - فذكر الحديث -
باب من أراد غزوة فورى بغيرها
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر
ابن إسحاق ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن
مالك ان عبد الله بن كعب قال سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه يحدث حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكر الحديث قال ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة يغزوها الا ورى بغيرها - رواه البخاري
في الصحيح عن يحيى بن بكير وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الليث -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس السياري ثنا إبراهيم بن هلال ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا عبد الله ثنا يونس
عن الزهري أخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه يقول كان النبي صلى الله
عليه وسلم قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها حتى كانت غزوة تبوك فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد
واستقبل سفرا بعيدا ومفازا واستقبل عدوا كثيرا فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم وأخبرهم بوجهه الذي
يريد - رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن المبارك وأخرجه مسلم من وجه آخر عن يونس نحو
اسناد عقيل -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن عبيد ثنا ابن ثور عن معمر عن الزهري عن
عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد غزوة ورى بغيرها وكان يقول الحرب
خدعة -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز ثنا عبد الرحمن بن بشر ويحيى بن الربيع
المكي قالا ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحرب
خدعة - رواه البخاري في الصحيح عن صدقة بن الفضل ورواه مسلم عن علي بن حجر وزهير كلهم عن ابن عيينة -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا
ما حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سمى الحرب خدعة - رواه البخاري في الصحيح عن
عبد الله بن محمد عن عبد الرزاق وأخرجاه من حديث ابن المبارك عن معمر -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني ثنا محمود

(1) من ف -
150

ابن غيلان ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر قال سمعت ثابت البناني يحدث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لما افتتح رسول الله
صلى الله عليه وسلم خيبر قال الحجاج بن علاط يا رسول الله ان لي بمكة مالا وان لي بها أهلا وانى أريد أن آتيهم فانا في
حل ان انا نلت منك شيئا؟ فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء قال فأتى امرأته حين قدم فقال اجمعي لي
ما كان عندك فانى أريد أن اشترى من غنائم محمد وأصحابه فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم قال وفشا ذلك بمكة فانقمع
المسلمون وأظهر المشركون فرحا وسرورا وبلغ الخبر العباس بن عبد المطلب فعقر وجعل لا يستطيع ان يقوم - قال معمر
فأخبرني عثمان الجزري عن مقسم قال فأخذ العباس ابنا له يقال له قثم واستلقى فوضعه على صدره وهو يقول -
حبى قثم، شبيه ذي الانف الأشم * نبي ذي النعم، يزعم من زعم
قال معمر قال ثابت قال أنس في حديثه ثم ارسل العباس بن عبد المطلب غلاما له إلى الحجاج بن علاط ويلك ماذا جئت به
وماذا تقول فما وعد الله خير مما جئت به قال فقال الحجاج بن علاط لغلامه اقرأ على أبى الفضل السلام وقل له فليخل
لي في بعض بيوته لآتيه فان الخبر على ما يسره فجاء غلامه فلما بلغ باب الدار قال أبشر يا أبا الفضل قال فوثب العباس فرحا
حتى قبل بين عينيه وأخبره بما قال الحجاج فأعتقه ثم جاءه الحجاج فأخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد افتتح
خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله في أموالهم واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيى واتخذها لنفسه
وخيرها ان يعتقها وتكون زوجته أو تلحق بأهلها فاختارت ان يعتقها وتكون زوجته، ولكني جئت لمال كان لي ههنا أردت
ان اجمعه فاذهب به فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لي ان أقول ما شئت فأخف عنى ثلاثا ثم أذكر ما بدا لك
قال فجمعت امرأته ما كان عندها من حلى أو متاع فدفعته إليه ثم استمر به فلما كان بعد ذلك بثلاث اتى العباس امرأة
الحجاج فقال ما فعل زوجك فأخبرته انه قد ذهب يوم كذا وكذا وقالت لا يحزنك يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك
قال أجل فلا يحزنني الله لم يكن بحمد الله الا ما أحببنا فتح الله خيبر على رسوله صلى الله عليه وسلم وجرت فيها سهام الله
واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه فإن كان لك في زوجك حاجة فالحقي به قالت أظنك والله صادقا
قال فانى صادق والامر على ما أخبرك قال ثم ذهب حتى اتى مجلس قريش وهم يقولون إذا مر بهم لا يصيبك الا خير
يا أبا الفضل قال لم يصبني الا خير بحمد الله قد أخبرني الحجاج بن علاط ان خيبر فتحها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم
وجرت فيها سهام الله واصطفى لنفسه صفية وقد سألني ان اخفى عليه ثلاثا وإنما جاء ليأخذ ماله وما كان له من شئ
ههنا ثم يذهب قال فرد الله الكآبة التي كانت في المسلمين على المشركين قال وخرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئبا
حتى أتوا العباس رضي الله عنه فأخبرهم وسر المسلمون ورد الله ما كان فيهم من غيظ وحزن -
باب الخروج يوم الخميس
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس السياري ثنا إبراهيم بن هلال ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا عبد الله بن المبارك
أنبأ يونس عن الزهري أخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك ان كعب بن مالك رضي الله عنه كان يقول قلما كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في سفر إذا خرج الا يوم الخميس - رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن محمد عن
ابن المبارك -
باب الابتكار في السفر
(حدثنا) أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو بكر القطان أنبأ إبراهيم بن الحارث ثنا يحيى بن أبي بكير (ح وأخبرنا) أبو بكر محمد بن
الحسن بن فورك (أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود قالا ثنا شعبة - 1) أخبرني يعلى بن عطاء قال
سمعت عمارة بن حدير يحدث عن صخر الغامدي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لامتي في

(1) من ف -
151

بكورها - قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية بعثها من أول النهار وكان صخر رجلا تاجرا وكان يرسل
غلمانه من أول النهار فكثر ماله حتى كان لا يدرى أين يضعه - لفظ حديث أبي داود -
باب ما يؤمر به من انضمام العسكر
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران ثنا عمرو بن عثمان الحمصي ثنا
الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء بن زبر أنه سمع مسلم بن مشكم أبا عبيد الله أو قال أبا عبد الله يقول حدثنا أبو ثعلبة الخشني
رضي الله عنه قال كان الناس إذا نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا تفرقوا في الشعاب والأودية فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان فلم ينزلوا بعد ذلك منزلا الا انضم بعضهم
إلى بعض حتى يقال لو بسط عليهم ثوب لعمهم -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا إسماعيل بن عياش عن أسيد بن
عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد اللخمي عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه قال غزوت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم
غزوة كذا وكذا فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق فبعث نبي الله صلى الله عليه وسلم مناديا ينادى في الناس ان من
ضيق منزلا أو قطع طريقا فلا جهاد له -
(أخبرناه) أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس الأصم ثنا محمد بن عوف ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي
حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن رجل من جهينة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه (ورواه) بقية عن الأوزاعي
عن أسيد عن ابن مجاهد عن سهل بن معاذ عن أبيه قال غزونا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم - بمعناه (أخبرناه) أبو علي
الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عمرو بن عثمان ثنا بقية عن الأوزاعي - فذكره -
باب كراهية تمنى لقاء العدو وما يفعل وما يقول عند اللقاء -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد ثنا إبراهيم بن جبلة أنبأ الحسن بن علي الحلواني ثنا أبو عامر ثنا المغيرة بن
عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تمنوا لقاء العدو
وإذا لقيتموهم فاصبروا - أخرجه البخاري في الصحيح فقال وقال أبو عامر، ورواه مسلم عن الحلواني -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق أنبأ معاوية
ابن عمرو عن أبي إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبى النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتبا له قال كتب إليه عبد الله
ابن أبي أوفى رضي الله عنه حين خرج إلى الحرورية فقرأته فإذا فيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي
لقى فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا
لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ثم قال اللهم منزل الكتاب ومجرى السحاب وهازم الأحزاب
اهزمهم وانصرنا عليهم - قال وقال أبو النضر وبلغنا ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا في مثل ذلك فقال أنت ربنا وربهم
ونحن عبيدك وهم عبيدك ونواصينا ونواصيهم بيدك فاهزمهم وانصرنا عليهم - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله
ابن محمد عن معاوية بن عمرو وأخرجه مسلم من حديث ابن جريج عن موسى بن عقبة دون بلاغ أبى النضر -
(أخبرنا) أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة الهمذاني بها أنبأ أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي المتوثي ثنا إبراهيم بن
عبد الله ثنا عمرو بن مرزوق أنبأ عمران عن قتادة عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان إذا خاف قوما قال اللهم إني أجعلك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم -
152

(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا ابن أبي قماش يعنى محمد بن عيسى أنبأ سعيد بن سليمان عن سليمان
ابن المغيرة (ح قال وحدثنا) محمد ثنا سليمان بن حرب وابن عائشة عن حماد بن سلمة كلاهما عن ثابت البناني عن عبد الرحمن
ابن أبي ليلى عن صهيب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه بشئ لا يفهم (فقلنا يا رسول الله
انك تحرك شفتيك بشئ لا يفهم - 1) فقال إن نبيا من الأنبياء أعجبه كثرة قومه فقال من يفي لهؤلاء أو من يقوم لهؤلاء
قال فقيل له خير أصحابك بين ان نسلط عليهم عدوا فيستبيح بيضتهم أو الجوع أو الموت فخيرهم فاختاروا الموت قال فمات
منهم في ثلاثة أيام سبعون ألفا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول اللهم بك أقاتل وبك أحاول وبك أصاول
ولا حول ولا قوة الا بك - وسائر ما ورد من الدعاء في هذا قد مضى في كتاب الحج وفى كتاب الدعوات -
باب أي وقت يستحب اللقاء
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد ثنا أبو عمران الجوني عن علقمة
ابن عبد الله المزني عن معقل بن يسار أن النعمان يعنى ابن مقرن رضي الله عنه قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا لم يقاتل من أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر -
باب الصمت عند اللقاء
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة عن هشام بن أبي
عبد الله الدستوائي عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون رفع
الصوت عند ثلاث، عند القتال وفى الجنائز وفى الذكر -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا قتادة عن الحسن عن قيس
ابن عباد قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت (2) عند القتال -
(قال وحدثنا) أبو داود ثنا عبيد الله بن عمر ثنا عبد الرحمن عن همام قال حدثني مطر عن قتادة عن أبي بردة عن أبيه عن النبي
صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن
وهب أخبرني عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمنوا لقاء العدو وسلوا العافية فان لقيتموهم فاثبتوا وأكثروا ذكر الله فان أجلبوا وصيحوا
فعليكم بالصمت -
باب التكبير عند الحرب
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا أنبأ صالح بن محمد الحافظ ثنا إسماعيل بن إبراهيم
أبو معمر الهذلي ثنا سفيان بن عيينة عن أيوب عن محمد بن سيرين عن انس بن مالك رضي الله عنه قال صبح رسول الله
صلى الله عليه وسلم خيبر بكرة وقد خرجوا بالمساحي فلما نظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جاؤوا يسعون إلى الحصن
وقالوا محمد والخميس فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال الله أكبر الله أكبر ثلاث مرات خربت خيبر انا إذا نزلنا
بساحة قوم فساء صباح المنذرين - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد وغيره عن سفيان -

(1) من ف
(2) ف - رفع الصوت -
153

باب الرخصة في الرجز عند الحرب
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ أبو عامر العقدي ثنا
عكرمة بن عمار اليمامي عن اياس بن سلمة عن أبيه قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث بطوله وفيه
حين أغاروا على سرح رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم قمت على ثنية فاستقبلت المدينة فناديت ثلاثة أصوات يا صباحاه
ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وارتجز -
انا ابن الأكوع * واليوم يوم الرضع
وفيه قال خرجنا إلى خيبر فجعل عمى عامر يقول -
بالله (1) لولا الله ما اهتدينا * وما تصدقنا وما صلينا
ونحن عن فضلك وما استغنينا * فثبت الاقدام ان لاقينا
وانزلن سكينة علينا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هذا؟ قالوا عامر قال غفر لك ربك - وفيه فلما قدمنا خيبر خرج مرحب يخطر بسيفه
وهو يقول -
قد علمت خيبر أنى مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فبرز له عمى فقال -
قد علمت خيبر انى عامر * شاكي السلاح بطل مغامر
ثم ذكر الحديث في رجوع سيف عامر على نفسه وخروج علي رضي الله عنه ورجزه وقتله إياه وقد مضى -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبيد الله بن موسى ثنا سفيان
(ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ثنا أحمد بن محمد بن عيسى ثنا محمد بن كثير وأبو حذيفة
قالا ثنا سفيان عن أبي إسحاق قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنه يقول وجاءه رجل فقال يا أبا عمارة أوليتم يوم
حنين؟ قال اما انا فأشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لم يول ولكن عجل سرعان القوم فرشقتهم هوازن
وأبو سفيان بن الحارث آخذ برأس بغلته البيضاء وهو يقول -
انا النبي لا كذب * انا ابن عبد المطلب
رواه البخاري في الصحيح من حديث محمد بن كثير وأخرجاه من حديث يحيى القطان عن سفيان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق في
قصة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وقتاله في غزوة موتة قال وهو يقول -
يا حبذا الجنة واقترابها * طيبة باردة شرابها
والروم روم قد دنا عذابها * على أن لاقبتها ضرابها
وعن ابن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم ان عبد الله بن رواحة قال حين أخذ الراية يومئذ -
أقسمت يا نفس لتنزلنه * طائعة أو لتكرهنه
ان اجلب الناس وشدوا الرنه * مالي أراك تكرهين الجنة
قد طالما قد كنت مطمئنه * هل أنت الا نطفة في شنه
قال ابن إسحاق وقال أيضا -

(1) ف - والله -
154

يا نفس الا تقتلي تموتي * هذا حمام الموت قد صليت
وما تمنيت فقد أعطيت * ان تفعلي فعلهما هديت
وان تأخرت فقد شقيت
يريد جعفرا وزيدا رضي الله عنهما قال ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة عن أبي
إسحاق (1) قال سمعت هنيدة رجل من خزاعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأخذ هذا السيف بحقه؟ قال
فقال رجل انا قال فأخذه فلما لقى العدو جعل يقول -
انى امرؤ بايعني خليلي * ونحن عند أسفل النخيل
أن لا أقوم الدهر في الكيول * اضرب بسيف الله والرسول
زاد غيره فيه فقاتل حتى قتل رضي الله عنه -
باب الصف عند القتال
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني إبراهيم بن موسى أنبأ أبو يحيى بن عبد الرحيم ثنا
أبو أحمد الزبيري ثنا عبد الرحمن ابن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد والمنذر بن أبي أسيد (ح قال إبراهيم وحدثنا هارون بن
عبد الله ثنا الفضل بن دكين ثنا ابن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد - 2) عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم بدر حين صفنا لقريش وصفوا لنا إذا اكثبوكم فارموهم بالنبل - هذا لفظ حديث الفضل وقال أبو أحمد في حديثه
إذا اكثبوكم يعنى أكثروكم فارموهم بالنبل واستبقوا نبلكم قال أبو بكر الصحيح إذا اكثبوكم - رواه البخاري في الصحيح
عن أبي نعيم الفضل بن دكين وعن أبي يحيى محمد بن عبد الرحيم عن أبي احمد -
باب سل السيوف عند اللقاء
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن عيسى ثنا إسحاق بن نجيح وليس بالملطى عن مالك
ابن حمزة بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر إذا اكثبوكم فارموهم
بالنبل ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم -
باب الترجل عند شدة البأس
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو خيثمة عن أبي إسحاق قال
قال رجل للبراء رضي الله عنه يا أبا عمارة أكنتم فررتم يوم حنين؟ فقال لا والله ما ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكنه خرج شبان أصحابه واخفاؤهم حسرا ليس عليهم سلاح أو كثير سلاح فلقوا قوما رماة لا يكاد يسقط لهم سهم
جمع هوازن وبنى نصر فرشقوهم رشقا لا يكادون يخطئون فاقبلوا هناك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله
صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به فنزل واستنصر وقال -
انا النبي لا كذب * انا ابن عبد المطلب
ثم صفهم - رواه البخاري في الصحيح عن عمرو بن خالد عن زهير ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى -

(1) ف - ابن إسحاق
(2) من ف -
155

باب الخيلاء في الحرب
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا ابان ثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن
إبراهيم عن ابن جابر بن عتيك عن جابر بن عتيك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من الغيرة
ما يحبها الله ومنها ما يبغض الله فاما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة واما الغيرة التي يبغض فالغيرة في غير ريبة - واما
الخيلاء التي يحبها الله فاختيال الرجل بنفسه عند القتال واختياله عند الصدقة والخيلاء التي يبغض الله فاختيال الرجل بنفسه
في الفخر والخيلاء -
باب الغزو مع أئمة الجور
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد ثنا إسحاق بن
يوسف الأزرق ثنا زكريا (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ عمرو بن تميم بن سيار الطبري ثنا
أبو نعيم ثنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر عن عروة البارقي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير إلى
يوم القيامة الاجر والغنيمة - لفظ حديث أبي نعيم وليس في رواية الأزرق الاجر والغنيمة - رواه البخاري في
الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن زكريا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ بشر بن موسى (ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن
بكر ثنا أبو داود قالا ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية ثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن أبي نشبة (1) عن انس بن مالك
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من أصل الايمان الكف عمن قال لا إله إلا الله لا يكفره
بذنب ولا يخرجه من الاسلام بعمل، والجهاد ماض منذ بعثني الله عز وجل إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال لا يبطله جور
جائر ولا عدل عادل، والايمان بالاقدار - وحديث مكحول عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الجهاد واجب
عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا قد مضى في باب الإمامة وكتاب الجنائز -
باب ما يستحب من الجيوش والسرايا
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان (ح وأنبأ) أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن (2) بن
محبور الدهان ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز قالا ثنا أبو الأزهر ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت
يونس بن يزيد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم خير الأصحاب أربعة خير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف ولن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة - تفرد به جرير
ابن حازم موصولا ورواه عثمان بن عمر عن يونس عن عقيل عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم منقطعا - قال أبو داود
أسنده جرير بن حازم وهو خطأ -

(1) بضم النون وسكون الشين المعجمة بعدهما موحدة - كما في المشتبه ووقع في مد - أنيسة وفي ف - شيبة وكذا في سنن
أبي داود وفي التقريب نشته - ح -
(2) ف - محمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن -
156

(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالا ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ
رجل من أهل الشام عن حيى بن مخمر الوصابي قال سمعت أبا عبد الله من أهل دمشق عن أكثم بن الجون الخزاعي ثم الكعبي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أكثم بن الجون! اغز مع غير قومك يحسن خلقك وتكرم على رفقائك يا أكثم بن
الجون! خير الرفقاء أربعة وخير الطلائع أربعون وخير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف ولن يؤتى اثنا عشر
ألفا من قلة يا أكثم بن الجون! لا ترافق المائتين -
باب في فضل الجهاد في سبيل الله
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أحمد بن يونس ثنا
إبراهيم بن سعد ثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
أي الأعمال أفضل؟ قال ايمان بالله ورسوله، قيل ثم ماذا؟ قال ثم الجهاد في سبيل الله، قيل ثم ماذا؟ قال ثم حج مبرور -
رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس وغيره ورواه مسلم عن منصور بن أبي مزاحم عن إبراهيم -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا مسدد ثنا عبد الواحد بن زياد
ثنا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
انتدب الله لمن خرج مجاهدا في سبيله لا يخرجه الا ايمان بي وتصديق برسولي فهو على ضامن ان ادخله الجنة أو أرجعه إلى
بيته الذي خرج منه نائلا ما نال من اجر وغنيمة - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مكلوم يكلم في الله الا جاء يوم
القيامة وكلمه يدمى اللون لون دم والريح ريح مسك - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لولا أن أشق
على أمتي ما تخلفت خلف سرية تغزو في سبيل الله ولكن لا أجد ما احملهم ولا يجدون سعة فيتبعوني ولا تطيب أنفسهم ان
يتخلفوا بعدى - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لوددت انى اغزو في سبيل الله فاقتل ثم اغزو فاقتل
ثم اغزو فاقتل - حديث الكلم رواه البخاري في الصحيح عن مسدد وروى الباقي عن حرمي بن حفص عن عبد الواحد
وأخرجه مسلم من حديث جرير بن عبد الحميد عن عمارة -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي الحافظ ببغداد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد النيسابوري ثنا محمد بن عمرو
ابن النضر أنبأ يحيى بن يحيى أنبأ المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته الا جهاد في سبيله وتصديق كلمته بان يدخله الجنة أو يرجعه إلى
مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من اجرأ وغنيمة - وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق
على المؤمنين ان قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة فيتبعوني ولا تطيب
أنفسهم ان يقعدوا بعدى - وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده لوددت ان أقاتل في سبيل الله فاقتل ثم
أحيا فاقتل ثم أحيا (فاقتل ثم أحيا فاقتل ثم أحيا - 1) كان أبو هريرة يقول ثلاثا اشهد الله - الحديث الأول رواه
مسلم عن يحيى بن يحيى وقد اخرجا باقيه من أوجه -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمروا الرزاز ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عفان (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا عفان ثنا همام ثنا محمد بن جحادة ان أبا حصين

(1) من ف -
157

حدثه ان ذكوان حدثه ان أبا هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني
عملا يعدل الجهاد قال لا أجده ثم قال فقال هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل المسجد فتقوم ولا تفتر وتصوم
ولا تفطر قال لا أستطيع ذلك قال أبو هريرة ان فرس المجاهد يستن في طوله فيكتب له حسنات - لفظ حديث جعفر -
رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق عن عفان -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ حاجب بن أحمد بن سفيان الطوسي ثنا عبد الرحيم بن منيب ثنا جرير بن عبد الحميد
(ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر (احمد - 1) بن إسحاق املاء ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير
عن سهيل عن أبيه أبي هريرة رضي الله عنه قال قالوا يا رسول الله أخبرنا ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال إنكم لا تستطيعون
قلنا بلى قال إنكم لا تستطيعونه قال فلا أدرى في الثالثة أم في الرابعة مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت
بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد إلى أهله - رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن جرير -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري وأبو عبد الله الحافظ قالا ثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب ثنا أبو حاتم الرازي
(ح وأخبرنا) أبو عبد الله أخبرني أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قالا ثنا أبو توبة ثنا معاوية يعنى ابن
سلام عن زيد هو ابن سلام انه سمع أبا سلام قال حدثني النعمان بن بشير رضي الله عنه قال كنت عند منبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال رجل لا أبالي ان لا اعمل عملا بعد الاسلام الا ان أعمر المسجد الحرام وقال الآخر الجهاد في سبيل الله
أفضل مما قلتم فزجرهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم قال لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يوم الجمعة ولكني إذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه فأنزل الله عز وجل (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة
المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله) الآية - رواه مسلم في الصحيح عن
الحسن بن علي الحلواني عن أبي توبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا أبو عبد الله محمد بن نصر ثنا يحيى بن يحيى أنبأ عبد العزيز بن أبي حازم
عن أبيه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال موضع سوط في الجنة خير من
الدنيا وما فيها، الغدوة يغدوها العبد في سبيل الله والروحة خير من الدنيا وما فيها - رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى
ورواه البخاري عن القعنبي عن عبد العزيز - وفى الباب عن أبي أيوب الأنصاري وأبي هريرة وأنس بن مالك عن النبي
صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأموي أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني عمر بن مالك
الشرعبي عن عبيد الله بن أبي جعفر عن صفوان بن سليم عن سلمان الأغر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم بسرية تخرج فقالوا يا رسول الله أنخرج الليلة أم نمكث حتى نصبح؟ فقال أولا تحبون أن تبيتوا في
خريف من خرائف الجنة - والخريف الحديقة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني أبو هانئ
الخولاني عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أبا سعيد
من رضى بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة قال فعجب (2) لها أبو سعيد فقال أعدها على يا رسول الله
ففعل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء
والأرض قال وما هي يا رسول الله؟ قال الجهاد في سبيل الله الجهاد في سبيل الله الجهاد في سبيل الله - رواه مسلم في الصحيح
عن سعيد بن منصور عن ابن وهب -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر ثنا يونس بن محمد ثنا فليح عن هلال بن علي

(1) من ف
(2) ف - فتعجب -
158

عن عطاء بن يسار أو ابن أبي عمرة (1) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من آمن بالله ورسوله
وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله يعنى الجنة هاجر في سبيل الله أو مات في ارضه التي ولد
فيها قالوا يا رسول الله أفلا تنبئ الناس بذلك؟ قال إن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض
أعدها الله للمجاهدين في سبيله فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة ومنه تفجر انهار الجنة وفوقه
عرش الرحمن تبارك وتعالى - قال وثنا أبو الأزهر ثنا يونس بن محمد قال فحدثنا بهذا الحديث فليح الثانية فذكره عن
هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة بنحوه ولم يشك - رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن صالح عن
فليح ولم يشك -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب
عن الزهري حدثني عطاء بن يزيد أنه حدثه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه انه قيل يا رسول الله أي الناس أفضل؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمن مجاهد في سبيل الله بنفسه وماله فقال ثم من؟ قال مؤمن في شعب من الشعاب يتقى
الله عز وجل ويدع الناس من شره - رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وأخرجاه من أوجه عن الزهري -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا يحيى بن يحيى (ح وأخبرنا) أبو نصر
ابن قتادة وأبو بكر (بن محمد بن محمد بن عبد الله العطار الحيري وأبو بكر - 2) محمد بن إبراهيم الفارسي قالوا ثنا أبو عمرو بن
مطر ثنا إبراهيم بن علي الذهلي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن بعجة عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من خير معاش (3) الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه
كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغى القتل والموت مظانه، أو رجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف أو بطن واد من
هذه الأودية يقيم الصلاة ويؤتى الزكاة ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس الا في خير - رواه مسلم في الصحيح
عن يحيى بن يحيى ورواه عن قتيبة عن عبد العزيز بن أبي حازم ويعقوب بن عبد الرحمن كليهما عن أبي حازم بهذا الاسناد
مثله وقال عن بعجة بن عبد الله بن بدر وقال في شعبة من هذه الشعاب -
(حدثنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا إبراهيم بن عبد الله وهو أبو مسلم (ح وحدثنا أبو الحسن
علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم - 2) ثنا عمرو بن مرزوق ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار
عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعس عبد الدينار وعبد الدرهم
وعبد الخميصة ان اعطى رضى وان منع سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله
أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الساقة كان في الساقة وإن كان في الحراسة كان في الحراسة ان استأذن لم يؤذن له
وان شفع لم يشفع طوبى له ثم طوبى له - رواه البخاري في الصحيح عن عمرو بن مرزوق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس
ابن الوليد بن مزيد أخبرني أبي حدثني الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثني عبد الله
ابن سلام ان ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لو أرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا
يسأله عن أحب الأعمال إلى الله قال فلم يذهب إليه أحد منا وهبنا ان نسأله عن ذلك قال فدعا رسول الله صلى الله عليه
وسلم أولئك النفر رجلا رجلا حتى جمعهم ونزلت فيهم هذه السورة (سبح لله) قال عبد الله بن سلام فقرأها علينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم كلها (قال أبو سلمة قرأها علينا عبد الله بن سلام كلها قال يحيى بن أبي كثير وقرأها علينا أبو سلمة
كلها 4) قال الأوزاعي وقرأها علينا يحيى كلها قال العباس قال أبى وقرأها علينا الأوزاعي كلها -

(1) مد - أو ابن أبي عميرة - ف - أو ابن عمرة - وهو عبد الرحمن بن أبي عمرة كما في فتح الباري وغيره - ح
(2) من ف
(3) ف - معاشر
(4) سقط من ف -
159

وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو عبد الله إسحاق (بن محمد بن يوسف السوسي قالوا ثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق - 1) الصغاني ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي
كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سلام قال اجتمعنا فتذاكرنا فقلنا أيكم يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيسأله أي الأعمال أحب إلى الله قال ثم تفرقنا وهبنا ان يأتيه منا أحد فأرسل إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعنا
فجعل يومئ بعضنا إلى بعض فقرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم (سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز
الحكيم) إلى آخر السورة قال يحيى فقرأها علينا أبو سلمة من أولها إلى آخرها قال أبو سلمة فقرأها علينا عبد الله بن سلام من
أولها إلى آخرها قال الأوزاعي فقرأها علينا (يحيى من أولها إلى آخرها قال أبو إسحق وقرأها علينا الأوزاعي - 2) من أولها
إلى آخرها قال معاوية وقرأها أبو إسحاق علينا من أولها إلى آخرها قال أبو بكر الصغاني وقرأها علينا معاوية من أولها إلى
آخرها قال أبو العباس ولم يقرأ علينا الصغاني السورة بتمامها وقرأ أبو العباس من أولها شيئا وقرأ القاضي من أولها شيئا
وقرأ أبو عبد الله الحافظ علينا (3) السورة من أولها إلى آخرها وقرأها الشيخ من أولها إلى آخرها -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك رحمه الله أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا الأسود بن شيبان عن يزيد
ابن عبد الله بن الشخير عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال كان الحديث يبلغني (عن أبي ذر رضي الله عنه فكنت اشتهى
لقاءه فلقيته فقلت يا أبا ذر إنه كان يبلغني - 1) عنك الحديث فكنت اشتهى لقاءك فقال لله أبوك فقد لقيت فهات فقلت
حديث بلغني انك تحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثكم ان الله تعالى يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة قال ما أخالني ان
أكذب على خليلي صلى الله عليه وسلم قلت فمن الثلاثة الذين يحب الله؟ قال رجل لقى العدو فقاتل وانكم لتجدون ذلك في الكتاب
عندكم (ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا) قلت ومن؟ قال رجل له جار سوء فهو يؤذيه فيصبر على اذاه فيكفيه الله إياه
بحياة أو موت قال ومن؟ قال رجل كان مع قوم في سفر فنزلوا فعرسوا وقد شق عليهم الكرى والنعاس ووضعوا رؤسهم
فناموا وقام فتوضأ فصلى رهبة لله ورغبة إليه - قلت فمن الثلاثة الذين يبغض؟ قال البخيل المنان والمختال الفخور وانكم لتجدون
ذلك في كتاب الله (ان الله لا يحب كل مختال فخور) قال فمن الثالث؟ قال التاجر الحلاف أو البائع الحلاف -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني الليث بن
سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي الخطاب عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال فقام بتبوك (4) خطب الناس وهو مضيف ظهره إلى نخلة فقال ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس؟ ان من
خير الناس رجلا (5) عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدمه حتى يأتيه الموت وان من شر الناس
رجلا فاجرا (6) يقرأ كتاب الله فلا يرعوي إلى شئ منه -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر ثنا أبو عامر العقدي عن هشام بن سعد (ح
وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأموي ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا ابن وهب أخبرني هشام بن
سعد عن سعيد بن أبي هلال عن ابن أبي ذباب عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم مر بشعب فيه عيينة من ماء عذب فأعجبه طيبه وحسنه فقال لو اعتزلت الناس وأقمت في هذا الشعب ثم قال
لا أفعل حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا تفعل فان مقام أحدكم
في سبيل الله أفضل من صلاته في أهله ستين عاما، ألا تحبون ان يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة، اغزوا في سبيل الله، من قاتل في

(1) سقط من ف
(2) من ف
(3) في ف.. الحافظ وقرأها طاهر الشحامي من أولها إلى آخرها وقال أرجو أن شيخنا
منصور بن عبد المنعم الفراوي قرأها أو شيئا منها علينا وان شيخه أبا المعالي الفارسي قرأها أو شيئا منها عليه وان المصنف قرأها
عليهما
(4) ف - قال عام تبوك
(5) ف - رجل
(6) ف - رجل فاجر جرئ -
160

سبيل الله فواق ناقته (1) وجبت له الجنة -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أبو الأزهر ثنا عبد الله بن صالح ثنا يحيى بن أيوب عن هشام بن حسان
عن الحسن عن عمران بن حصين رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مقام الرجل في الصف - أي في سبيل الله -
أفضل من عبادة رجل ستين سنة -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا ابن المبارك عن أبي معن عن أبي صالح
مولى عثمان بن عفان قال قال عثمان بن عفان رضي الله عنه في مسجد الخيف يا أيها الناس حديثا سمعته من رسول الله صلى الله
عليه وسلم كنت أكتمكموه ضنا بكم قد بدا لي ان أبديه نصيحة لكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم المجاهد
في سبيل الله كألف يوم فيما سواه - فلينظر منكم كل امرئ لنفسه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ عبيد بن شريك ثنا أبوا لجماهر محمد بن عثمان التنوخي ثنا
الهيثم بن حميد أخبرني العلاء بن الحارث عن القاسم أبى عبد الرحمن عن أبي أمامة رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله
ائذن لي في السياحة فقال إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا أبوا لجماهر ثنا الهيثم يعنى ابن حميد ثنا
العلاء بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنه ان رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ائذن لي في
الزنا قال فهم من كان قرب النبي صلى الله عليه وسلم ان يتناولوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوه ثم قال له النبي صلى الله
عليه وسلم ادنه أتحب ان يفعل ذلك بأختك؟ قال لا، قال فبابنتك؟ قال لا، فلم يزل يقول بكذا وكذا كل ذلك يقول
لا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فأكره ما كره الله وأحب لأخيك ما تحب لنفسك قال يا رسول الله فادع الله ان يبغض
إلى النساء قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بغض إليه النساء قال فانصرف الرجل ثم رجع إليه بعد ليال فقال يا رسول الله
ما من شئ أبغض إلى من النساء فائذن لي بالسياحة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله -
(حدثنا) الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف أنبأ محمد بن عبد الله
ابن عبد الحكم أنبأ أبى وشعيب بن الليث قالا ثنا الليث بن سعد عن ابن الهاد عن سهيل بن أبي صالح عن صفوان بن أبي
يزيد عن القعقاع بن أبي اللجلاج عن أبي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يجتمع
غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد ابدا ولا يجتمع الشح والايمان في قلب عبد ابدا -
باب فضل من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل
(أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل وأبو عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري ببغداد قالا أنبأ
أبو جعفر محمد بن عمرو ثنا محمد بن عبيد الله المنادى ثنا يونس بن محمد ثنا شيبان عن قتادة ثنا سالم بن أبي الجعد عن معدان
ابن أبي طلحة عن أبي نجيح السلمي رضي الله عنه قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر الطائف فسمعت
نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول من رمى بسهم فبلغ فله درجة في الجنة (فقال رجل يا نبي الله ان رميت بسهم فلى درجة في
الجنة؟ - 2) قال نعم فرمى فبلغ قال وبلغت يومئذ ستة عشر سهما قال وسمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول من شاب
شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم كان له نورا يوم القيامة وأيما رجل أعتق رجلا مسلما فان الله
عز وجل جاعل وقاء كل عظم من عظامه (من النار وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فان الله جاعل وقاء كل - 3)
عظم من عظامها عظما من عظام محررها من النار - ورواه أيضا أسد بن وداعة عن أبي نجيح عمرو بن عبسة -

(1) كذا
(2) من ف
(3) سقط من ف -
161

(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني رجال
من أهل العلم منهم عمرو بن الحارث عن سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم مولى عبد الرحمن عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رمى العدو بسهم فبلغ سهمه أخطأ أو أصاب فعدل رقبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ حدثني علي بن عيسى الحيري ثنا مسدد بن قطن ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن الأعمش
عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط قال قلنا لكعب بن مرة السلمي رضي الله عنه حدثنا واحذر
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة، ومن رمى بسهم في
سبيل الله كان كعتق رقبة -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران وأبو علي الروذباري وأبو الحسين بن القطان وأبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان وأبو محمد
عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار قالوا ثنا إسماعيل بن محمد الصفار أنبأ الحسن بن عرفة ثنا مروان بن معاوية عن هاشم بن هاشم
الزهري قال سمعت سعيد بن المسيب يقول سمعت سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول نثل لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم - قال الحسن بن عرفة يعنى نفض - كنانته يوم أحد وقال ارم فداك أبي وأمي - رواه البخاري في الصحيح عن
عبد الله بن محمد عن مروان بن معاوية -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ثنا حفص بن عمر ثنا قبيصة (ح وأخبرنا - 1)
سليمان ثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد قالا ثنا سفيان عن سعد (2) بن إبراهيم عن عبد الله بن شداد بن الهاد
عن علي رضي الله عنه قال ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جمع أبويه الا لسعد فإنه قال ارم فداك أبي وأمي - رواه البخاري
في الصحيح عن قبيصة ومسدد عن يحيى عن الثوري وأخرجه مسلم من أوجه عن سعد بن إبراهيم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد الحسن بن محمد بن حليم أنبأ أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله أنبأ الأوزاعي عن إسحاق
ابن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان أبو طلحة تترس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بترس واحد
وكان أبو طلحة حسن الرمي وكان إذا رمى أشرف النبي صلى الله عليه وسلم فينظر إلى موضع نبله - رواه البخاري في
الصحيح عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن المبارك -
باب فضل المشي في سبيل الله
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا محمد بن عثمان التنوخي
أبوا لجماهر ثنا يحيى بن حمزة (ح وأنبأ) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا عبد الله بن أبي زياد الموصلي حدثني
إسحاق بن زياد الخطابي وكان يسكن حران ثنا محمد بن المبارك الصوري ثنا يحيى بن حمزة حدثني يزيد بن أبي مريم أخبرني
عباية بن رفاعة بن رافع حدثني أبو عبس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله
فتمسها النار ابدا - لفظهما واحد - رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق عن محمد بن المبارك -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن
المبارك ثنا عتبة بن حكيم عن حرملة عن أبي المصبح الحمصي قال كنا نسير في صائفة وعلى الناس مالك بن عبد الله الخثعمي
فأتى على جابر بن عبد الله رضي الله عنه وهو يمشى يقود بغلاله فقال ألا تركب وقد حملك الله؟ فقال جابر رضي الله عنه سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله على النار أصلح لي دابتي وأستغنى عن قومي
فوثب الناس عن دوابهم فما رأيت نازلا أكثر من يومئذ -

(1) كذا وكان الظاهر (ح قال وأخبرنا)
(2) في النسخ سعيد - خطأ - ح -
162

باب فضل الشهادة في سبيل الله عز وجل
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة (1) (ح وأنبأ)
أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو عامر العقدي ثنا شعبة عن قتادة عن انس بن
مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أجد أحدا (2) يدخل الجنة فيتمنى ان يخرج منها وان له
ما على الأرض من شئ الا الشهيد فإنه يتمنى ان يرجع فيقتل عشر مرار (3) لما رأى من الكرامة - لفظ حديث العقدي وفى
رواية الطيالسي ما من عبد له عند الله خير يحب ان يرجع إلى الدنيا الا الشهيد فإنه يود لو أنه رجع فقتل عشر مرات لما يرى
من فضل الشهادة - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث غندر عن شعبة -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب (ثنا أبو موسى - 4) أنبأ أبو معاوية
ثنا الأعمش (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير
وعيسى بن يونس عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انه سئل عن أرواح
الشهداء قال قد سألنا عن ذلك فقال أرواحهم كطير خضر لها قناديل معلقة في العرش تسرح حيث شاءت ثم تأوى إلى
قناديلها فبينما هم على ذلك إذ اطلع عليهم ربك اطلاعة فيقول ما تشتهون؟ فيقولون وما نشتهي ونحن في الجنة نسرح حيث
شئنا فإذا رأوا ان لابد من أن يسألوا قالوا ترد أرواحنا في أجسادنا فنقاتل (في سبيل الله فنقتل 4 -) مرة أخرى فإذا رأى أن
لا يسألوه شيئا تركهم - لفظ حديث أبي عبد الله وفى رواية المقرى قال سألنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين) قال اما انا قد سألنا عن ذلك - ثم ذكر معناه -
رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى عن أبي معاوية وعن إسحاق بن إبراهيم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن منصور الهروي ثنا محمد بن عبد الله بن نمير
ثنا أسباط وأبو معاوية قالا ثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال سألنا عبد الله رضي الله عنه عن هذه الآية
فذكرها وقال أرواحهم في جوف طير خضر - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن
إسماعيل (5) بن أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما
أصيب اخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب
معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا من يبلغ اخواننا عنا انا احياء في الجنة نرزق لئلا
يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند الحرب قال الله عز وجل انا أبلغهم عنكم قال وانزل الله عز وجل (ولا تحسبن الذين قتلوا
في سبيل الله أمواتا بل احياء) إلى آخر الآيات -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد ثنا يزيد بن زريع
ثنا عوف حدثتنا حسيناء (6) بنت معاوية قالت حدثني عمى قال قلت يا رسول الله من في الجنة؟ قال النبي في الجنة
والشهيد والمولود والوئيد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني عبد الرحمن
ابن سعد عن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أول

(1) ف - سعيد
(2) ف - ما أحد
(3) ف - مرات
(4) من ف
(5) في مد.. إدريس عن محمد بن إسماعيل - وفي ف - إدريس عن محمد بن عن إسماعيل - وصححناه من سنن أبي داود - ح
(6) ف - حسناء -
163

ما يهراق من دم الشهيد تغفر له ذنوبه -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا عبد الله بن
المبارك ثنا صفوان بن عمرو السكسكي عن أبي المثنى المليكى عن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه وكانت له صحبة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القتلى ثلاثة رجل مؤمن خرج بنفسه وماله فلقى العدو فقاتل حتى يقتل فذلك الممتحن
في خيمة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون الا بدرجة النبوة، ورجل مؤمن فرق (1) على نفسه من الذنوب والخطايا
لقى العدو فقاتل حتى يقتل فتلك مصمصة (2) تحت ذنوبه وخطاياه ان السيف محاء للخطايا وقيل له ادخل من أي أبواب
الجنة الثمانية شئت فإنها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب، بعضها أفضل من بعض - يعنى أبواب الجنة - ورجل منافق خرج
بنفسه وماله فقاتل حتى يقتل فذاك في النار ان السيف لا يمحو النفاق -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا
حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال عجب ربنا من رجلين، رحل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي، ورجل
غزا في سبيل الله فانهزم فعلم ما عليه في الانهزام وماله في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه فيقول الله عز وجل لملائكته
انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي حتى أهريق (وروى) في معناه عن أبي الدرداء مرفوعا -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا علي بن الحسن الدرابجردي ثنا عبد الله بن يزيد المقرى ثنا
سعيد حدثني محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم الشهيد لا يجد ألم القتل الا كما يجد أحدكم ألم القرصة -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن الوليد ثنا حجاج قال قال ابن
جريج حدثني عثمان بن أبي سليمان عن علي الأزدي عن عبيد بن عمير عن عبد الله بن حبشي رضي الله عنه ان النبي صلى الله
عليه وسلم سئل أي الأعمال أفضل؟ قال ايمان لا شك فيه وجهاد لا غلول فيه وحجة مبرورة، قيل أي الصلاة أفضل؟ قال
طول القيام، قيل فأي الصدقة أفضل؟ قال جهد من مقل، قيل فأي الهجرة أفضل؟ قال من هجر ما حرم الله عليه، قيل فأي
الجهاد أفضل؟ قال من جاهد المشركين بماله ونفسه، قيل فأي القتل أشرف؟ قال من أهريق دمه وعقر جواده -
باب الشهيد يشفع
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أحمد بن صالح ثنا يحيى بن حسان ثنا الوليد بن رباح
الذماري قال حدثني عمى نمران بن عتبة الذماري قال دخلنا على أم الدرداء ونحن أيتام فقالت أبشروا فانى سمعت أبا الدرداء
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته - قال أبو داود صوابه رباح بن الوليد -
باب فضل من يجرح في سبيل الله
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا
سفيان بن عيينة عن أبي الزناد وابن عجلان عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله الا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللون لون الدم والريح
ريح المسك - رواه البخاري في الصحيح عن ابن يوسف عن مالك عن أبي الزناد ورواه مسلم عن الناقد وزهير عن
سفيان عن أبي الزناد -

(1) ف - قرف
(2) ف - ممصمصة -
164

(حدثنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنبأ أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه المزكى ثنا أحمد بن يوسف
السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال وقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم كل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها إذا طعنت تفجر دما فاللون لون الدم والعرف
عرف المسك - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق -
باب فضل من قتل كافرا
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني
ثنا معاوية بن عمرو (ح وأخبرنا) أبو عبد الله أخبرني أبو عمرو الحيري وأبو بكر الوراق قالا أنبأ الحسن بن سفيان ثنا
عبد الله بن عون قالا ثنا أبو إسحاق الفزاري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا يجتمعان في النار اجتماعا يضر أحدهما، قيل من هم (1) يا رسول الله؟ قال مؤمن قتل كافرا ثم سدد -
لفظ حديث عبد الله - رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن عون -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر ثنا أبو عبد الله محمد بن نصر ثنا قتيبة بن سعيد ثنا إسماعيل بن جعفر عن
العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمع كافر وقاتله في النار ابدا -
رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة -
باب الرجلين يقتل أحدهما صاحبه فيدخلان الجنة
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري وأبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران قالا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا
أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يضحك الله من رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة، قالوا وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال يقتل
هذا فيلج الجنة ثم يتوب الله عز وجل على الآخر فيهديه إلى الاسلام ثم يجاهد في سبيل الله فيستشهد - رواه مسلم
في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري من وجه آخر عن معمر -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني مالك بن
انس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يضحك الله إلى رجلين
يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيقاتل فيستشهد - رواه
البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك وأخرجه مسلم من حديث سفيان عن أبي الزناد -
باب فضل من مات في سبيل الله
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو النضر الفقيه أنبأ أبو عبد الله محمد بن نصر الامام (ح وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة
الأنصاري وأبو بكر محمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر العطار الحيري وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالوا أنبأ أبو عمرو بن مطر
ثنا إبراهيم بن علي قالا ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك بن انس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن انس بن مالك
رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن
الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فأطعمته ثم جلست تفلى رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله؟ فقال ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله يركبون

(1) كذا في النسخ وفي صحيح مسلم - ح -
165

ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة يشك أيهما قال قالت فقلت يا رسول الله ادع الله ان يجعلني منهم
فدعا لها ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله؟
قال ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله، كما قال في الأولى قالت فقلت يا رسول الله! ادع الله ان يجعلني منهم
قال أنت من الأولين فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر
فهلكت - رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى ورواه البخاري عن إسماعيل وغيره عن مالك -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا (ح
قال وأخبرني) أبو الوليد ثنا أبو القاسم البغوي ثنا خلف بن هشام قالا ثنا حماد بن زيد ثنا يحيى بن سعيد ثنا محمد بن يحيى بن
حبان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال حدثتني أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (1) في بيتها
يوما ثم استيقظ وهو يضحك فقلت يا رسول الله ما أضحكك؟ قال عرض على قوم من أمتي يركبون ظهر هذا البحر كالملوك
على الأسرة قلت ادع الله ان يجعلني منهم فدعا لها ثم نام ثم قام فقال مثل ذلك فقلت ادع الله ان يجعلني منهم قال أنت من
الأولين فتزوجها عبادة بن الصامت فغزا بها في البحر فلما رجعوا قربت لها بغلة لتركبها فصرعتها فدقت عنقها فماتت - رواه
البخاري في الصحيح عن أبي النعمان عن حماد ورواه مسلم عن خلف بن هشام -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأموي ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن
إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن عتيك اخى بنى سلمة عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من خرج
من بيته مجاهدا في سبيل الله قال ثم ضم أصابعه الثلاث وأين المجاهدون في سبيل الله؟ من خرج في سبيل الله فخر عن دابته
فمات فقد وقع اجره على الله وان لدغته دابة فمات فقد وقع اجره على الله ومن مات حتف انفه - قال وانها لكلمة ما سمعتها من
أحد من العرب أول من رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى بحتف انفه على فراشه - فقد وقع اجره على الله ومن قتل قعصا
فقد استوجب الجنة -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبيد بن شريك ثنا عبد الوهاب بن نجدة ثنا عتبة عن ابن
ثوبان عن أبيه يرده إلى مكحول إلى ابن غنم الأشعري ان أبا مالك الأشعري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول إن الله عز وجل قال من انتدب خارجا في سبيل الله ابتغاء وجهه وتصديق وعده وايمانا برسالاته على الله ضامن
فاما يتوفاه الله في الجيش باي حتف شاء فيدخله الجنة واما يسبح في ضمان الله وان طالت غيبته ثم يرده إلى أهله سالما مع
ما نال من اجر أو غنيمة (2) قال ومن فصل في سبيل الله فمات أو قتل يعنى فهو شهيد أو وقصه فرسه أو بعيره أو لدغته هامة
أو مات على فراشه باي حتف شاء الله فإنه شهيد وله الجنة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن إبراهيم البزار ثنا سماك بن عبد الصمد ثنا أبو مسهر عبد الاعلى بن مسهر
الغساني ثنا إسماعيل بن عبد الله حدثني الأوزاعي حدثني سليمان بن حبيب عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل، رجل خرج غازيا في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يتوفاه
فيدخله الجنة أو يرده بما نال من اجر أو غنيمة، ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده
بما نال من اجر أو غنيمة، ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا عبيد بن شريك البزار ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث بن سعد عن
الحارث بن يعقوب عن قيس بن رافع القيسي عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما انه مر بمعاذ بن
جبل رضي الله عنه وهو قاعد على بابه يشير بيده كأنه يحدث نفسه فقال له عبد الله ما شأنك يا أبا عبد الرحمن تحدث نفسك؟
قال ومالي يريد عدو الله ان يلهيني عن كلام سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مكابد دهرك الآن في بيتك

(1) من القيلولة - ح
(2) ف - اجر وغنيمة -
166

ألا تخرج إلى المجلس فتحدث؟ وانا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من جاهد في سبيل الله كان ضامنا على الله
ومن جلس في بيته لا يغتاب أحدا بسوء كان ضامنا على الله ومن عاد مريضا كان ضامنا على الله ومن غدا إلى المسجد
وراح كان ضامنا على الله ومن دخل على امام يعزره كان ضامنا على الله - فيريد عدو الله ان يخرجه من بيتي (1) إلى المجلس -
باب من أتاه سهم غرب فقتله
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون ثنا حسين بن محمد
ثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه ان أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بنت سراقة أتت النبي
صلى الله عليه وسلم فقالت يا نبي الله ألا تخبرني عن حارثة؟ وكان قتل يوم بدر اصابه سهم غرب فإن كان في الجنة صبرت
وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه البكاء قال يا أم حارثة! انها جنان في الجنة وان ابنك أصاب الفردوس الاعلى - قال قتادة
الفردوس ربوة في الجنة وأوسطها وأفضلها - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عبد الله عن حسين بن محمد -
باب من يسلم فيقتل مكانه في سبيل الله
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الحافظ ببغداد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري ثنا محمد بن
أيوب أنبأ إبراهيم بن موسى أنبأ عيسى بن يونس ثنا زكريا عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال أشهد أن لا إله إلا الله وانك عبده ورسوله ثم تقدم فقاتل حتى قتل فقال النبي صلى الله عليه وسلم عمل
هذا يسيرا وأجر كثيرا - رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن جناب عن عيسى بن يونس -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا عبد الله بن
رجاء أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد
فقال يا رسول الله أقاتل أو أسلم؟ قال لا بل أسلم ثم قاتل فأسلم فقاتل فقتل فقال هذا عمل قليلا وأجر كثيرا - رواه
البخاري في الصحيح عن محمد بن عبد الرحيم عن شبابة عن إسرائيل -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة
أنبأ محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه ان عمرو بن أقيش كان له ربا في الجاهلية فكره ان يسلم حتى
يأخذه فجاء يوم أحد فقال أين بنو عمى؟ فقالوا بأحد فقال أين فلان؟ قالوا بأحد قال أين فلان؟ قالوا بأحد فلبس لامته
وركب فرسه ثم توجه قبلهم فلما رآه المسلمون قالوا إليك عنا يا عمرو! فقال إني قد آمنت فقاتل حتى جرح فحمل إلى أهله
جريحا فجاءه سعد بن معاذ فقال لأخته سليه حمية لقومك أم غضبا لهم أم غضبا لله ورسوله؟ فقال بل غضبا لله ورسوله
فمات فدخل الجنة وما صلى لله صلاة -
باب بيان النية التي يقاتل عليها ليكون في سبيل الله عز وجل
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي وصالح بن محمد الرازي قالا ثنا سليمان
ابن حرب ثنا شعبة بن الحجاج عن عمرو بن مرة عن أبي وائل عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليعرف، فمن في سبيل الله؟ فقال
من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله - رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وأخرجه
هو ومسلم من حديث غندر عن شعبة -

(1) كذا -
167

(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا سعدان بن نصر المخرمي
ثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن شقيق عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل
فقال يا رسول الله! الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رئاء، فأي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا ابن كثير ثنا سفيان ثنا
الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكره
بنحوه - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير - ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن أبي معاوية -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا محمد بن وهب ثنا بقية (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو أحمد بكر بن أحمد (1) الصيرفي بمرو ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي ثنا حياة بن شريح
الحضرمي ثنا بقية ابن الوليد حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي بحرية عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال الغزو غزوان فاما من ابتغى وجه الله عز وجل وأطاع الامام وأنفق الكريمة وباشر (2)
الشريك واجتنب الفساد فان نومه ونبهه اجر كله - واما من غزا فخرا ورئاء وسمعة وعصى الامام وافسد في الأرض فإنه
لن يرجع بكفاف - لفظ حديث الحضرمي - وفى رواية محمد بن وهب قال عن أبي بحرية عبد الله بن قيس وقال في آخره
وعصى الامام ولم ينفق الكريمة لم يرجع بالكفاف -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ببغداد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي
حدثني محمد بن أبي الوضاح عن العلاء بن عبد الله بن رافع بن حبان بن خارجة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال
يا رسول الله أخبرني عن الجهاد والغزو فقال يا عبد الله بن عمرو إن قاتلت صابرا محتسبا بعثك الله صابرا محتسبا وان
قاتلت مرائيا مكاثرا بعثك الله مرائيا مكاثرا يا عبد الله بن عمرو على أي حال قاتلت أو قتلت بعثك الله على تلك الحال -
(أخبرنا) أبو القاسم علي بن محمد بن علي الأيادي ببغداد أنبأ أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ثنا الحارث بن محمد
ابن أبي أسامة ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج أخبرني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار
قال تفرق الناس عن أبي هريرة رضي الله عنه فقال له نابل أخو أهل الشام يا أبا هريرة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة، رجل استشهد
أتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها؟ قال قاتلت في سبيلك حتى استشهدت قال كذبت إنما أردت ان يقال فلان جرئ
فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى القى في النار، ورجل تعلم العلم وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت
فيها؟ قال تعلمت العلم وقرأت القرآن وعلمته فيك قال كذبت إنما أردت ان يقال فلان عالم وفلان قارئ فقد قيل فأمر به
فسحب على وجهه إلى النار، ورجل آتاه الله من أنواع المال فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها؟ فقال ما تركت من
شئ تحب ان ينفق فيه الا أنفقت فيه لك قال كذبت إنما أردت ان يقال فلان جواد فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه
حتى القى في النار - أخرجه مسلم في الصحيح من وجهين آخرين عن ابن جريج -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد
ابن زيد عن أيوب عن محمد يعنى ابن سيرين عن أبي العجفاء قال خطب عمر رضي الله عنه الناس قال وأخرى تقولونها لمن
قتل في مغازيكم هذه قتل فلان شهيدا ومات فلان شهيدا ولعله يكون قد أوقر دفتي راحلته ذهبا أو ورقا يبتغى الدنيا أو قال
التجارة فلا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من قتل في سبيل الله أو مات فهو في الجنة -

(1) ف - محمد
(2) كذا في النسخ ولعله - وياسر - ح -
168

(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس القاسم بن القاسم السياري ثنا عبد الله بن علي الغزال ثنا علي بن الحسن بن شقيق
ثنا عبد الله بن المبارك (ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أبو توبة الربيع بن نافع عن ابن
المبارك عن ابن أبي ذئب عن القاسم هو ابن عباس عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن ابن مكرز رجل من أهل الشام - وفى
رواية ابن شقيق عن أيوب بن مكرز - عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله
وهو يبتغى عرضا من عرض الدنيا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اجر له فسأله الثانية والثالثة فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا اجر له - لفظ حديث ابن شقيق (قال الشيخ) وهذه الأخبار وما أشبهها تحتمل أن تكون فيمن لا ينوى
بغزوه الا الدنيا وما يرجع إلى أسبابها -
فاما من يبتغى الاجر ويرجو أن يصيب غنيمة (فقد أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن
درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح ان ضمرة بن حبيب حدثه عن ابن زغب الأيادي
قال نزل بي عبد الله بن حوالة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وقد بلغنا انه فرض له في المائتين فأبى الا مائة قال قلت له
أحق ما بلغنا انه فرض لك في مائتين فأبيت إلا مائة؟ والله ما منعه وهو نازل على أن يقول لا أم لك أولا يكفي ابن حوالة
مائة كل عام - ثم أنشأ يحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا على اقدامنا حول
المدينة لنغنم فقدمنا ولم نغنم شيئا فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بنا من الجهد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم لا تكلهم إلى فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى الناس فيهونوا عليهم ويستأثروا عليهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها
ولكن توحد بارزاقهم ثم قال ليفتحن لكم الشام ثم لتقسمن كنوز فارس والروم وليكونن لأحدكم من المال كذا
وكذا حتى أن أحدكم ليعطى مائة دينار فيسخطها ثم وضع يده على رأسي فقال يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت
الأرض المقدسة فقد أتت الزلازل والبلابل والأمور العظام والساعة أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك -
باب ما جاء في السرية تخفق، وهو أن تغزو فلا تغنم شيئا
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا العباس بن عبد الله الترقفي
ثنا أبو عبد الرحمن المقرى ثنا حياة عن أبي هانئ عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال (ح وأخبرنا) عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو عبد الرحمن
المقرى ثنا حياة وابن لهيعة قالا ثنا أبو هانئ انه سمع أبا عبد الرحمن الحبلى يقول سمعت عبد الله بن عمرو يقول سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون غنيمة الا تعجلوا ثلثي اجرهم (من الآخرة - 1) ويبقى
لهم الثلث وان لم يصيبوا غنيمة تم لهم اجرهم - ليس في حديث ابن يوسف من الآخرة - رواه مسلم في الصحيح عن
عبد بن حميد عن المقرى عن حياة -
باب تمنى الشهادة ومسئلتها
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب
عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب ان أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي
نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم ان يتخلفوا عنى ولا أجد ما احملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في
سبيل الله والذي نفسي بيده لوددت ان (2) اقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم اقتل ثم أحيا ثم اقتل ثم أحيا ثم اقتل (3) رواه
البخاري في الصحيح عن أبي اليمان -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني

(1) من ف -
(2) ف - اني
(3) زاد في ف - ثم أحيا -
169

عبد الرحمن بن شريح ان سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف حدثه عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه - رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر
وحرملة عن ابن وهب وأخرجه أيضا من حديث ثابت عن انس -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ
ابن جريج قال قال سليمان بن موسى حدثنا مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل رضي الله عنه حدثهم انه سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة فقد وجبت له الجنة، ومن سأل الله القتل من عند نفسه
صادقا ثم مات أو قتل فله اجر شهيد، ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجئ يوم القيامة كأغزر ما كانت
لونها كالزعفران وريحها كالمسك، ومن خرج في سبيل الله فعليه طابع الشهداء -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن عبيد الله النرسي ثنا حجاج بن محمد ثنا ابن جريج
أخبرني سليمان بن موسى ثنا مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل - فذكره بمثله (وكذلك) رواه أبو عاصم وروح بن
عن ابن جريج -
(وقد أخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن علي الخزاز ثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي ثنا
إبراهيم بن محمد الفزاري عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن عبد الله بن مالك بن يخامر عن أبيه مالك بن يخامر عن معاذ
ابن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل الله الشهادة صادقا من قلبه فمات أو قتل فله اجر
شهيد ومن جرح جرحا في سبيل الله جاء يوم القيامة يدمى، اللون لون دم والريح ريح مسك -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الحسن بن سعيد الموصلي ثنا غسان بن الربيع ثنا عبد الرحمن عن
أبيه عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاتل في
سيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة - ثم ذكر ما بعده نحو حديث عبد الرزاق -
باب الشجاعة والجبن
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى ثنا حماد (ح وأخبرنا) أبو عبد الله
قال وثنا علي بن حمشاذ ثنا محمد بن أيوب أنبأ سليمان بن حرب ومسدد وأبو الربيع و عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي قالوا
ثنا حماد بن زيد عن ثابت عن انس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وكان أجود الناس
وكان أشجع الناس قال وفزع أهل المدينة ليلة فانطلقوا قبل الصوت قال فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس
لأبي طلحة عرى ما عليه شئ والسيف في عنقه قال لن تراعوا فإذا هو قد استبرأ الخبر وسبقهم وقال وجدناه بحرا أو قال إنه
لبحر قال وكان فرسا ثبطا - رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وأبى
الربيع (وروينا) عن سعد بن أبي وقاص وأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يتعوذ من الجبن -
(وأخبرنا) أبو سهل محمد بن نصرويه المروزي ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ثنا بشر بن موسى الأسدي ثنا أبو عبد الرحمن
المقرى (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن البزاز ببغداد قالا أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن
إسحاق الفاكهي بمكة ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ثنا المقرى عن موسى بن علي بن رباح قال سمعت أبي يحدث عن عبد العزيز
ابن مروان بن الحكم قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله عليه وسلم شر ما في الرجل شح هالع
وجبن خالع -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ ثنا أبو عمرو الضبي ثنا عمرو بن مرزوق أنبأ شعبة عن أبي إسحاق عن حسان
ابن فائد عن عمر رضي الله عنه قال الشجاعة والجبن غرائز في الناس تلقى الرجل يقاتل عمن لا يعرف وتلقى الرجل يفر عن
170

أبيه والحسب المال والكرم التقوى لست بأخير من فارسي ولا عجمي الا بالتقوى -
باب فضل الانفاق في سبيل الله عز وجل
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني
حميد بن عبد الرحمن ان أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أنفق زوجين في شئ
من الأشياء في سبيل الله دعى من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب
الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعى من باب الصدقة ومن كان من
أهل الصيام دعى من باب الصيام باب الريان - قال أبو بكر ما علي بن يدعى من تلك الأبواب من ضرورة وقال يا رسول الله
هل يدعى منها كلها أحد؟ فقال نعم وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر - رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وأخرجه
مسلم من أوجه عن الزهري -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا محمد بن عبيد الله المنادى ثنا عبد الله بن بكر السهمي
ثنا هشام يعنى ابن حسان عن الحسن عن صعصعة بن معاوية قال لقيت أبا ذر رضي الله عنه يقود جملا له أو يسوقه في عنقه
قربة فقلت يا أبا ذر مالك؟ (1) قال لي عملي فقلت يا أبا ذر مالك؟ (1) قال لي عملي (2) ثلاث مرات قال قلت ألا تحدثني
شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة
يعنى من الولد لم يبلغوا الحنث الا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم، وما من مسلم أنفق زوجين من ماله في سبيل الله الا
ابتدرته حجبة الجنة -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا محمد بن عيسى الواسطي ثنا عمرو بن عون ثنا هشيم عن
منصور ويونس عن الحسن - فذكره بمعناه زاد الا استقبلته حجبة الجنة كلهم يدعوه إلى ما قبله قلت كيف ذاك؟ قال إن
كان رجالا فرجلين وإن كانت إبلا فبعيرين وإن كانت غنما فشاتين -
(حدثنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا جرير بن حازم عن
بشار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن عن غضيف بن الحارث قال سمعت أبا عبيدة رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول من أنفق نفقة في سبيل الله فاضلة فسبعمائة ومن أنفق على نفسه أو قال على أهله أو عاد مريضا
أو أماط اذى فالحسنة بعشر أمثالها والصوم جنة ما لم يخرقها ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فله حطة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا يزيد بن هارون أنبأ جرير بن حازم ثنا
بشار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف (قال يزيد وأخبرنا) هشام بن حسان عن واصل مولى
أبى عيينة عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف قال دخلنا على أبى عبيدة بن الجراح في مرضه الذي مات فيه
وعنده امرأته تحيفة (3) ووجهه مما يلي الحائط فقلنا كيف بات أبو عبيدة فقالت بات بأجر فالتفت إلينا فقال ما بت بأجر فساءنا
ذلك وسكتنا فقال لا تسألون عما قلت فقلنا ما سرنا ذلك فنسألك عنه فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فبسبعمائة ضعف ومن أنفق على نفسه أو أماط (4) اذى عن الطريق أو تصدق بصدقة
فحسنة بعشر أمثالها والصوم جنة ما لم يخرقها ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء
أنبأ مهدي بن ميمون ثنا واصل مولى أبى عيينة عن ابن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن رجل من فقهاء أهل الشام عن

(1) ف - ما مالك
(2) زاد في ف - قال قلت يا أبا ذر ما مالك قال لي عملي
(3) كذا في مسند أحمد - وفي النسخ بلا نقط - ح
(4) ف - ماز -
171

عياض بن غطيف (ح قال وحدثنا) يوسف ثنا أبو الربيع ومحمد بن أبي بكر قالا ثنا حماد بن زيد ثنا واصل مولى
أبى عيينة عن بشار بن أبي سيف عن الوليد بن (عبد الرحمن عن عياض بن - 1) غطيف عن أبي عبيدة بهذا الحديث (ورواه)
سليم بن عامر أن غضيف بن الحارث حدثهم عن أبي عبيدة قال الوصب يكفر به من الخطايا (قال البخاري) الصحيح
غضيف بن الحارث الشامي -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا أبو أسامة عن زائدة عن
الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بناقة
مخطومة فقال هي لي يا رسول الله هذه في سبيل الله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لك بها يوم القيامة سبعمائة
كلها مخطومة - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني عمرو
ابن الحارث عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا - رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور
وغيره عن ابن وهب وأخرجاه كما مضى -
(حدثنا) الشيخ الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله املاء ثنا أبو العباس الأصم أنبأ محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم أنبأ أبى وشعيب بن الليث قالا أنبأ الليث عن ابن الهاد عن الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن سراقة عن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أظل رأس غازي (2) اظله الله يوم القيامة، ومن
جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل اجره حتى يموت أو يرجع، ومن بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتا في الجنة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو طاهر الفقيه وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو العباس الشاذياخي وأبو سعيد بن أبي عمرو
قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب - فذكروا الحديث بمثله وزادوا قال وقال الوليد فذكرت هذا الحديث للقاسم بن
محمد فقال قد بلغني هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكرته لمحمد بن المنكدر ولزيد بن أسلم فكلاهما قد
قال بلغني هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله الوراق ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبيدة
ابن حميد ثنا الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
انه أراد أن يغزو فقال يا معشر المهاجرين والأنصار إن من اخوانكم قوما ليس لهم مال ولا عشيرة فليضم أحدكم إليه
الرجلين أو الثلاثة فما لاحدنا من ظهر جمل (2) الا عقبة كعقبة أحدهم قال فضممت إلى اثنين أو ثلاثة مالي عقبة
الا كعقبة أحدهم (3) -
باب فضل الذكر في سبيل الله عز وجل
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني
يحيى بن أيوب وسعيد بن أبي أيوب عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن انس الجهني عن أبيه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان الصلاة والصيام والذكر تضاعف على النفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأصم أنبأ محمد بن عبد الله أنبأ ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن زبان بن
فائد عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ الف آية في سبيل الله كتبه الله مع
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين -

(1) من ف -
(2) كذا
(3) ف - مالي الا عقبة كعقبة أحدهم -
172

باب فضل الصوم في سبيل الله
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ثنا إسحاق بن منصور وسلمة
ابن شبيب قالا ثنا عبد الرزاق أنبأ ابن جريج عن يحيى بن سعيد وسهيل بن أبي صالح انهما سمعا النعمان بن أبي عياش الزرقي
يحدث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام يوما في سبيل الله
باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا - رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن نصر عن عبد الرزاق ورواه مسلم عن
إسحاق بن منصور -
باب تشييع الغازي وتوديعه
(حدثنا) الشيخ الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله املاء ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو زرعة
عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ثنا محمد بن عثمان التنوخي ثنا الهيثم بن حميد ثنا المطعم بن المقدام عن مجاهد قال خرجت إلى
الغزو فشيعنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فلما أراد فراقنا قال إنه ليس معي ما اعطيكماه ولكني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول إن الله إذا استودع شيئا حفظه وانا أستودع الله دينكما وأماناتكما (1) وخواتيم اعمالكما -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني يحيى
ابن أيوب عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن انس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لان أشيع مجاهدا في
سبيل الله فاكنفه على رحله غدوة أو روحة أحب إلى من الدنيا وما فيها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن أنبأ إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا شعبة ثنا أبو الفيض رجل
من أهل الشام قال سمعت سعيد بن جابر الرعيني يحدث عن أبيه ان أبا بكر الصديق رضي الله عنه شيع جيشا فمشى معهم فقال
الحمد لله الذي اغبرت اقدامنا في سبيل الله فقيل له وكيف اغبرت وإنما شيعناهم فقال انا جهزناهم وشيعناهم ودعونا لهم -
باب ما جاء في حرمة نساء المجاهدين
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن قعنب عن علقمة بن مرثد
عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم وما من
رجل من القاعدين يخلف رجلا في أهله الا نصب له يوم القيامة، فقيل هذا خلفك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت فالتفت
إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما ظنكم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا قعنب التميمي وكان ثقة
خيارا - فذكره بنحوه الا أنه قال فيقال له يا فلان هذا فلان بن فلان خانك فخذ من حسناته ما شئت - رواه مسلم في الصحيح
عن سعيد بن منصور وأخرجه من حديث الثوري ومسعر عن علقمة عن سليمان بن بريدة عن أبيه -
باب الاستئذان في القفول بعد النهى
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي حدثني علي بن حسين عن أبيه
عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال (عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم
الكاذبين، لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين، إنما يستأذنك الذين

(1) ف - وأمانتكما -
173

لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون) نسختها التي في النور (إنما المؤمنون الذين آمنوا
بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه ان الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله
فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله ان الله غفور رحيم) وكذلك رواه عطية بن سعد عن
ابن عباس (وبمعناه) قال قتادة قال رخص له ههنا بعد ما قال له (عفا الله عنك لم أذنت لهم) -
باب الاذن بالقفول وكراهية الطرق
قد مضى في ذلك حديث جابر بن عبد الله وأنس بن مالك وغيرهما في آخر كتاب الحج
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن
عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني عمر بن محمد عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم حين قدم من غزوة (1) قال لا تطرقوا النساء وأرسل من يؤذن الناس انه قادم الغد -
باب البشارة في الفتوح
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا (مسدد عن يحيى عن إسماعيل بن أبي
خالد حدثني قيس بن أبي حازم قال قال لي جرير بن - 2) عبد الله رضي الله عنه قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ألا تريحني من ذي الخلصة وكانوا يسمونها كعبة اليمانية قال فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكنت لا أثبت على
الخيل فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب بيده في صدري حتى انى لأنظر إلى اثر أصابعه في صدري فقال
اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا قال فانطلق فكسرها وحرقها بالنار ثم بعث حصين بن ربيعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
يبشره فقال والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها مثل الجمل الأجرب فبارك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل
أحمس ورجالها خمس مرات - رواه البخاري في الصحيح عن مسدد وأخرجه مسلم من أوجه عن إسماعيل -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد ابن السقاء وأبو الحسن المقرى قالا أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا
محمد بن أبي بكر ثنا عمرو بن عاصم عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما ان النبي
صلى الله عليه وسلم خلف عثمان بن عفان وأسامة بن زيد على رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم (أيام بدر فجاء زيد بن
حارثة رضي الله عنه على العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 2) بالبشارة قال أسامة فسمعت الهيعة فخرجت فإذا
زيد قد جاء بالبشارة فوالله ما صدقت حتى رأينا الأسارى فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان رضي الله عنه بسهمه -
باب ما جاء في اعطاء البشراء (3)
(حدثنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ عبيد بن عبد الواحد ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب
عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ان عبد الله بن كعب قائد كعب حين عمى من بنيه قال سمعت كعب بن مالك
رضي الله عنه يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك - فذكر الحديث بطوله في توبته
وايذان رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله عليه وعلى صاحبيه قال سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع يا كعب بن
مالك أبشر قال فخررت ساجدا وعرفت انه قد جاء الفرج فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت ثوبي
فكسوتهما إياه ببشراه ووالله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين - 2) فلبستهما وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم - رواه البخاري عن يحيى بن بكير -

(1) ف - غزوه
(2) من ف
(3) ف - البشارة -
174

باب استقبال الغزاة
(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ أبو أحمد بن زياد ثنا ابن أبي عمر ثنا سفيان عن الزهري عن السائب
ابن يزيد رضي الله عنه قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك خرج الناس يتلقونه إلى ثنية الوداع فخرجت مع
الناس وانا غلام فتلقيناه -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا علي بن عبد الله ثنا سفيان عن
الزهري عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال خرجت مع الصبيان نتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ثنية الوداع
مقدمه من غزوة تبوك - وقال سفيان مرة أذكر مقدم النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم من تبوك - رواه البخاري في الصحيح
عن علي بن عبد الله -
باب الصلاة إذا قدم من سفر
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن محارب
ابن دثار قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فلما قدمنا المدينة قال لي
ادخل المسجد فصل ركعتين - رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة
(وقد مضى) سائر الأحاديث التي رويت في آداب السفر في آخر كتاب الحج والأحاديث التي رويت في الاعداد للجهاد
في كتاب السبق والرمي وبالله التوفيق -
باب قتال اليهود
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق املاء وقراءة أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا إسحاق بن محمد الفروى
ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تقاتلون اليهود حتى يختبئ أحدهم وراء
الجحر فيقول يا عبد الله المسلم هذا يهودي ورائي فاقتله - رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن محمد الفروى وأخرجه
مسلم من وجه آخر عن نافع -
باب ما جاء في فضل قتال الروم وقتال اليهود
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبد الرحمن بن سلام ثنا حجاج بن محمد عن فرج بن فضالة عن
عبد الخبير بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم (يقال لها أم خلاد
وهي متنقبة تسأل عن ابن لها وهو مقتول فقال لها بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - 1) جئت (2) تسألين عن
ابنك وأنت منتقبة فقالت إن ارزأ ابني فلن ارزأ حيائي فقال رسول الله صلى الله وسلم ابنك له اجر شهيدين قالت ولم ذاك
يا رسول الله؟ قال لأنه قتله أهل الكتاب -
باب ما جاء في قتال الذين ينتعلون الشعر وقتال الترك
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني
ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
حتى تقاتلوا أقواما نعالهم الشعر -
(حدثنا) أبو محمد أنبأ أبو سعيد ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة

(1) من ف
(2) ف - كيف -
175

رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما (1) نعالهم الشعر ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا
قوما صغار الأعين ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة - رواهما البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان
ورواهما مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن سفيان ورواه شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد فقال حتى تقاتلوا الترك
صغار الأعين حمر الوجوه -
(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا المنيعي ثنا محمد بن عباد ثنا سفيان - فذكر الحديث الأول - قال
أبو عبد الله يعنى محمد بن عباد بلغني ان أصحاب بابك كانت نعالهم الشعر -
(حدثنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه المزكى ثنا أحمد بن
يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثني أبو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوز وكرمان قوما من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين
كأن وجوههم المجان المطرقة - رواه البخاري في الصحيح عن يحيى عن عبد الرزاق -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا شيبان بن أبي شيبة ثنا جرير
هو ابن حازم ثنا الحسن ثنا عمرو بن تغلب (2) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقاتلون بين يدي الساعة قوما نعالهم
الشعر (وتقاتلون قوما عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة - رواه البخاري - 3) في الصحيح عن سليمان بن
حرب وأبى النعمان عن جرير بن حازم -
باب ما جاء في النهى عن تهييج الترك والحبشة
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عيسى بن محمد الرملي ثنا ضمرة عن الشيباني عن أبي سكينة رجل
من المحررين عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قال دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا القاسم بن أحمد البغدادي ثنا أبو عامر عن زهير بن محمد عن
موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة الا ذو السويقتين (من الحبشة - 4)
باب ما جاء في قتال الهند
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا بشر بن موسى ثنا خلف عن هشيم عن سيار بن أبي سيار
الغنوي (ح وأخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن أبي على السقاء وأبو الحسين علي بن محمد المقرى قالا أنبأ الحسن بن محمد
ابن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا مسدد ثنا هشيم عن سيار أبى الحكم عن جبر بن عبيدة عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الهند فان أدركها أنفق فيها مالي ونفسي فان استشهدت كنت من
أفضل الشهداء وان رجعت فانا أبو هريرة المحرر - زاد المقرى في روايته ثم قال مسدد سمعت ابن داود يقول قال
أبو إسحاق الفزاري وددت انى شهدت (ماريد) (5) بكل غزوة غزوتها في بلاد الروم -
(أخبرنا) أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة وجعفر بن أحمد بن عاصم قالا ثنا
هشام بن عمار ثنا الجراح بن مليح البهراني ثنا محمد بن الوليد الزبيدي عن لقمان بن عامر عن عبد الاعلى بن عدي البهراني
عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عصابتان من أمتي

(1) ف - أقواما
(2) مد - ثعلب - ف - ثعلبة كلاهما خطأ - ح
(3) سقط من ف
(4) من ف -
(5) كذا
176

احرزهما الله من النار، عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم عليهما السلام -
باب اظهار دين النبي صلى الله عليه وسلم على الأديان
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله قال الله تبارك وتعالى (هو الذي
ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن
الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا هلك كسرى فلا كسرى
بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله - رواه مسلم في الصحيح عن عمرو
الناقد وغيره عن سفيان وأخرجه البخاري ومسلم من حديث يونس وغيره عن الزهري وأخرجاه من حديث جابر
ابن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن عبد الملك بن
عمير عن جابر بن سمرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - وذكر الحديث بمثل حديث أبي هريرة - رواه
البخاري في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم ورواه مسلم عن قتيبة عن جرير (وروينا) في ذلك حديث عدى بن حاتم عن النبي
صلى الله عليه وسلم في كسرى بمعناه - ومن وجه آخر في كسرى وقيصر بمعناه -
(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ النضر بن شميل أنبأ
إسرائيل أنبأ سعد الطائي أنبأ محل بن خليفة عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال بينا انا عند النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر
الحديث قال فيه قال النبي صلى الله عليه وسلم ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى قلت يا رسول الله كسرى
ابن هرمز؟ قال كسرى بن هرمز قال عدى وكنت ممن افتتح كنوز كسرى بن هرمز - رواه البخاري في الصحيح
عن محمد بن الحكم عن النضر بن شميل -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله ولما اتى كسرى بكتاب النبي صلى الله
عليه وسلم مزقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تمزق ملكه وحفظنا ان قيصر أكرم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم
ووضعه في مسك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ثبت ملكه -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا ابن ملجان ثنا يحيى (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا
أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا ابن بكير عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب أنه قال أخبرني
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعث رجلا بكتابه إلى كسرى فأمره ان يدفعه إلى عظيم البحرين يدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه كسرى
خرقه فحسبت ان سعيد بن المسيب قال فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يمزقوا كل ممزق - رواه البخاري
في الصحيح عن يحيى بن بكير وغيره -
(أخبرنا) أبو سهل محمد بن نصرويه بن أحمد المروزي قدم علينا بنيسابور ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب املاء ثنا أبو إسحاق
إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله
ابن عتبة عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما انه اخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيصر يدعوه إلى
الاسلام وبعث بكتابه إليه مع دحية الكلبي وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى
قيصر فدفعه عظيم بصرى إلى قيصر وكان قيصر لما كشف الله عنه جنود فارس مشى من حمص إلى ايلياء شكرا لما ابلاه
الله فلما ان جاء قيصر كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين قرأه التمسوا لي ههنا أحدا من قومه أسألهم
177

عن رسول الله - قال ابن عباس فأخبرني أبو سفيان انه كان بالشام في رجال من قريش قال أبو سفيان فوجدنا رسول قيصر
ببعض الشام فانطلق بي وبأصحابي حتى قدمنا ايلياء فأدخلنا عليه فإذا هو في مجلس ملكه وعليه التاج وإذا حوله عظماء الروم
فقال لترجمانه سلهم أيهم أقرب نسبا إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ قال أبو سفيان فقلت انا أقربهم إليه نسبا قال ما قرابة
ما بينك وبينه؟ قال فقلت هو ابن عمى - قال وليس في الركب يومئذ أحد من بنى عبد مناف غيري - فقال قيصر أدنوه منى
ثم أمر بأصحابي فجعلوا خلف ظهري عند كتفي ثم قال لترجمانه قل لأصحابه انى سائل هذا الرجل عن الذي يزعم أنه نبي فان
كذب فكذبوه - قال أبو سفيان والله لولا الحياء يومئذ أن يأثر أصحابي عنى الكذب كذبت عنه حين سألني عنه ولكن
استحييت ان يأثروا الكذب عنى فصدقته عنه - ثم قال لترجمانه قل له كيف نسب هذا الرجل فيكم؟ قال قلت هو فينا ذو نسب
قال فهل قال هذا القول أحد منكم قبله؟ قال قلت لا قال وهل كنتم تتهمونه عن الكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال قلت
لا قال فهل من آبائه من ملك؟ قال قلت لا؟ قال فاشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ قال قلت بل ضعفاؤهم قال فيزيدون
أم ينقصون؟ قال قلت بل يزيدون قال فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قال قلت لا قال فهل يغدر؟
قال قلت لا ونحن الآن منه في مدة نحن نخاف ان يغدر - قال أبو سفيان ولم يمكني كلمة ادخل فيها شيئا انتقصه به لا أخاف
ان تؤثر عنى غيرها قال فهل قاتلتموه وقاتلكم؟ قال قلت نعم قال فكيف كانت حربكم وحربه؟ قال قلت كانت دولا وسجالا يدال
علينا المرة وندال عليه الأخرى قال فماذا يأمركم به؟ قال يأمرنا ان نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وينهانا عما كان يعبد
آباؤنا ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة - قال فقال لترجمانه حين قلت ذلك له قل له انى
سألتك عن نسبه فيكم فزعمت أنه ذو نسب وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك هل قال هذا القول أحد منكم
قبله فزعمت أن لا فقلت لو كان أحد منكم قال هذا القول قبله قلت رجل يأتم بقول قد قيل قبله، وسألتك هل كنتم تتهمونه
بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا فعرفت انه لم يكن ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك هل كان
من آبائه من ملك فزعمت أن لا فقلت لو كان من آبائه ملك قلت يطلب ملك آبائه، وسألتك اشراف الناس يتبعونه أم
ضعفاؤهم فزعمت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم اتباع الرسل، وسألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمت أنهم يزيدون وكذلك
الايمان حتى يتم، وسألتك هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فزعمت أن لا وكذلك الايمان حين نخالط بشاشته القلوب
لا يسخطه أحد، وسألتك هل يغدر فزعمت أن لا وكذلك الرسل لا يغدرون، وسألتك هل قاتلتموه وقاتلكم فزعمت أن قد فعل
وأن حربكم وحربه يكون دولا يدال عليكم المرة وتدالون عليه الأخرى وكذلك الرسل تبتلى وتكون لها العاقبة، وسألتك
بماذا يأمركم فزعمت أنه يأمركم ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم ويأمركم بالصلاة والصدق
والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة وهذه صفة نبي قد كنت اعلم أنه خارج ولكن لم أظن أنه منكم وان يكن ما قلت حقا
فيوشك ان يملك موضع قدمي هاتين ولو أرجو أن أخلص إليه لتجشمت لقية ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه قال
أبو سفيان ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به فقرئ فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله
إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى - اما بعد فانى أدعوك بدعاية (1) الاسلام أسلم تسلم يؤتك الله اجرك مرتين
وان توليت فعليك اثم الاريسيين و (يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا
ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون) قال أبو سفيان فلما ان قضى مقالته علت
أصوات الذين حوله من عظماء الروم وكثر لغطهم فلا أدرى ماذا قالوا وامر بنا فأخرجنا فلما ان خرجت مع أصحابي
وخلوت بهم قلت لهم لقد أمر أمر ابن أبي كبشة هذا ملك بنى الأصفر يخافه، قال أبو سفيان والله ما زلت ذليلا مستيقنا بان
امره سيظهر حتى ادخل الله قلبي الاسلام وانا كاره - رواه البخاري في الصحيح عن إبراهيم بن حمزة وأخرجه مسلم
من وجه آخر عن إبراهيم بن سعد (قال الشافعي رحمه الله) فأغزى أبو بكر رضي الله عنه الشام على ثقة من فتحها لقول

(1) ف - بداعية -
178

رسول الله صلى الله عليه وسلم ففتح بعضها وتم فتحها في زمن عمر رضي الله عنه وفتح عمر رضي الله عنه العراق وفارس
(قال الشيخ) وهذا الذي ذكره الشافعي بين في التواريخ وسياق تلك القصص مما يطول به الكتاب (قال الشافعي) رضي الله عنه
فقد أظهر الله جل ثناؤه دينه الذي بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأديان بأن أبان لكل من سمعه انه الحق وما
خالفه من الأديان باطل واظهره بأن جماع الشرك دينان دين أهل الكتاب ودين الأميين فقهر رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأميين حتى واتوه (1) بالاسلام طوعا وكرها وقتل من أهل الكتاب وسبى حتى دان بعضهم الاسلام وأعطى بعض
الجزية صاغرين وجرى عليهم حكمه صلى الله عليه وسلم وهذا ظهور الدين كله (قال الشافعي رحمه الله) وقد يقال ليظهرن الله
دينه على الأديان حتى لا يدان الله الا به وذلك متى شاء الله عز وجل -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن عون عن عمير بن
إسحاق قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر فاما قيصر فوضعه واما كسرى فمزقه فبلغ ذلك رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال أما هؤلاء فيمزقون وأما هؤلاء فستكون لهم بقية (قال الشافعي رحمه الله) ووعد رسول الله صلى الله
عليه وسلم الناس فتح فارس والشام -
(أخبرناه) أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان
ثنا عبد الله بن يوسف ثنا يحيى بن حمزة حدثني أبو علقمة يرد الحديث إلى جبير بن نفير قال قال عبد الله بن حوالة رضي الله عنه
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكونا إليه العرى والفقر وقلة الشئ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشروا
فوالله لأنا بكثرة الشئ اخوفني عليكم من قلته والله لا يزال هذا الامر فيكم حتى يفتح الله ارض فارس وارض الروم
وارض حمير وحتى تكونوا اجنادا ثلاثة جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن وحتى يعطى الرجل المائة فيسخطها قال
ابن حوالة قلت يا رسول الله ومن يستطيع الشام وبه الروم ذوات القرون؟ ثقال والله ليفتحها (2) الله عليكم وليستخلفنكم
فيها حتى يظل العصابة البيض منهم قمصهم (3) الملحمة اقفاؤهم قياما على الرويجل الأسود منكم المحلوق ما أمرهم من شئ
فعلوه وان بها رجالا لأنتم أحقر في أعينهم من القردان في اعجاز الإبل، قال ابن حوالة فقلت يا رسول الله اختر لي ان أدركني
ذلك قال إني اختار لك الشام فإنه صفوة الله من بلاده واليه تجتبى صفوته من عباده يا أهل اليمن عليكم بالشام فان من
صفوة الله من ارضه الشام ألا فمن أبى فليستبق في غدر اليمن فان الله قد تكفل لي بالشام وأهله - قال أبو علقمة فسمعت
عبد الرحمن بن جبير يقول فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم نعت هذا الحديث في حر بن سهيل السلمي وكان على
الأعاجم في ذلك الزمان فكان إذا راحوا إلى مسجد نظروا إليه واليهم قياما حوله فعجبوا لنعت رسول الله صلى الله عليه
فيه وفيهم قال أبو علقمة أقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاث مرات لا نعلم أنه أقسم في حديث مثله
(وقد مضى) في هذا الكتاب عن ابن زغب الأيادي عن عبد الله بن حوالة عن النبي صلى الله عليه وسلم ليفتحن لكم الشام
ثم لتقسمن كنوز فارس والروم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن الجبار ثنا ابن بكير عن محمد بن إسحاق بن يسار في قصة
خالد بن الوليد حين فرغ من اليمامة قال فكتب أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد وهو باليمامة، من عبد الله
أبى بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن الوليد والذين معه من المهاجرين والأنصار والتابعين باحسان سلام
عليكم فانى أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو - أما بعد فالحمد لله الذي انجز وعده ونصر عبده وأعز وليه وأذل عدوه وغلب
الأحزاب فردا فان الله الذي لا اله هو قال (وعد الله الذي آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما
استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم) وكتب الآية كلها وقرأ الآية وعدا منه لا خلف له ومقالا
لا ريب فيه وفرض الجهاد على المؤمنين فقال (كتب عليكم القتال وهو كره لكم) حتى فرغ من الآيات فاستتموا بوعد (4) الله

(1) ف - دانوا
(2) ف - ليفتحنها
(3) كذا
(4) ف - موعد -
179

إياكم وأطيعوه فيما فرض عليكم وان عظمت فيه المؤنة واستبدت الرزية وبعدت المشقة وفجعتم في ذلك بالأموال
والأنفس فان ذلك يسير في عظيم ثواب الله فاغزوا رحمكم الله في سبيل الله (خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم) كتب
الآية، ألا وقد أمرت خالد بن الوليد بالمسير إلى العراق فلا يبرحها حتى يأتيه امرى فسيروا معه ولا تتثاقلوا عنه فإنه سبيل
يعظم الله فيه الاجر لمن حسنت فيه نيته وعظمت في الخير رغبته فإذا وقعتم العراق فكونوا بها حتى يأتيكم امرى، كفانا الله وإياكم
مهمات الدنيا والآخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (قال الشيخ) ثم بين في التواريخ ورود كتابه عليه بالسير (1)
إلى الشام وامداد من بها من أمراء الأجناد وما كان من الظفر للمسلمين يوم أجنادين في أيام أبى بكر الصديق رضي الله عنه
وما كان من خروج هرقل متوجها نحو الروم وما كان من الفتوح بها وبالعراق وبأرض فارس وهلاك كسرى وحمل
كنوزه إلى المدينة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا عمرو بن ثابت عن أبيه
عن أبي جعفر عن جابر بن عبد الله في قوله (ليظهره على الدين كله) قال خروج عيسى ابن مريم عليهما السلام -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي اياس ثنا ورقاء
عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز وجل (حتى تضع الحرب أوزارها) يعنى حتى ينزل عيسى ابن مريم فيسلم كل
يهودي وكل نصراني وكل صاحب ملة وتأمن الشاة الذئب ولا تقرض فارة جرابا وتذهب العداوة من الأشياء كلها
وذلك ظهور الاسلام على الدين كله -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن علي الأسفرائيني ابن السقاء أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة ثنا عبد الله بن محمد بن
زكريا ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ثنا مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله - ليظهره على الدين كله
(ولو كره المشركون - قال إذا نزل عيسى بن مريم لم يكن في الأرض الا الاسلام ليظهره على الدين كله - 2) -
(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني موسى هو ابن العباس الجويني ثنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا يعقوب
ابن إبراهيم ثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب ان سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم والذي نفسي بيده ليوشكن ان ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية
ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ثم يقول أبو هريرة اقرأ وان شئتم
(وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيمة يكون عليهم شهيدا) رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق
ورواه مسلم عن الحلواني وغيره عن يعقوب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو صادق الصيدلاني قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا حجاج
ابن محمد قال قال ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال وينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم تعال
صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض امراء لتكرمة الله هذه الأمة - رواه مسلم في الصحيح عن الوليد بن شجاع وغيره
عن حجاج -
(حدثنا) السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنبأ أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه المزكى ثنا أحمد بن
يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا نقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون وذلك حين (لا ينفع نفسا
ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا) رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن منصور ورواه مسلم عن
محمد بن رافع كلاهما عن عبد الرزاق -

(1) ف - بالمسير
(2) من ف -
180

(أخبرنا) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار ثنا
عبد الرحمن بن محمد بن منصور ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان رضي الله عنه ان
نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها وأعطاني الكنزين الأحمر
والأبيض فان ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها وانى سألت ربي عز وجل ان لا يهلكهم بسنة عامة وان لا يسلط عليهم عدوا
من غيرهم فيهلكهم وان لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض فقال يا محمد إني إذا أعطيت عطاء فلا مرد له انى أعطيتك
لامتك أن لا يهلكوا بسنة عامة وأن لا اسلط عليهم عدوا من غيرهم فيستبيحهم ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها حتى
يكون بعضهم يهلك بعضا وبعضهم يسبى بعضا وبعضهم يفتن بعضا - وانه سيرجع قبائل من أمتي إلى الشرك وعبادة الأوثان،
وان من أخوف ما أخاف الأئمة المضلين، وانه إذا وضع السيف فيهم لم يرفع إلى يوم القيامة، وانه سيخرج في أمتي كذابون
دجالون قريبا من ثلاثين وانى خاتم الأنبياء لا نبي بعدى ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله -
رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب وغيره عن معاذ بن هشام -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقرى وأبو بكر القاضي وأبو صادق بن أبي الفوارس قالوا ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي قال سمعت ابن جابر عن سليم بن عامر قال حدثني المقداد
ابن الأسود الكندي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر الا
ادخله الله كلمة الاسلام اما بعز عزيز واما بذل ذليل إما يعزهم الله فيجعلهم من أهله فيعزوا به واما يذلهم فيدينون له -
(وأخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أبو الأزهر ثنا عبد القدوس أبو المغيرة ثنا صفوان بن عمرو حدثني سليم
ابن عامر (ح وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو اليمان ثنا صفوان عن
سليم بن عامر الكلاعي عن تميم الداري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليبلغن هذا الامر ما بلغ
الليل ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر الا ادخله الله هذا الدين بعز عزيز يعز به الاسلام أو ذل ذليل يذل به الكفر -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا عبد الله بن حمران ثنا عبد الحميد بن
جعفر عن الأسود بن العلاء عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال سمعت عائشة رضي الله عنها تقول سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى - قلت يا رسول الله ان كنت لأظن ان الله حين
انزل (هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) ان ذلك تام - قال إنه سيكون من ذلك ما شاء
الله ثم يبعث الله ريحا طيبة فتوفى من كان في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين
آبائهم - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث خالد بن الحارث وأبى بكر الحنفي عن عبد الحميد بن جعفر (قال الشافعي
رحمه الله) وكانت قريش تنتاب الشام انتيابا كثيرا وكان كثير من معاشها منه وتأتى العراق فيقال لما دخلت في الاسلام
ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم خوفها من انقطاع معاشها بالتجارة من الشام والعراق (إذا فارقت الكفر ودخلت في
الاسلام خلاف ملك الشام والعراق - 1) لأهل الاسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده - فلم يكن
بأرض العراق كسرى يثبت له أمر بعده وقال إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده - فلم يكن بأرض الشام قيصر بعده وأجابهم على
ما قالوا له وكان كما قال لهم صلى الله عليه وسلم وقطع الله الأكاسرة عن العراق وفارس، وقيصر ومن قام بالامر بعده عن
الشام، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في كسرى مزق ملكه فلم يبق للأكاسرة ملك، وقال في قيصر ثبت ملكه فثبت له ملك
ببلاد الروم إلى اليوم وتنحى ملكه عن الشام وكل هذا موتفق يصدق بعضه بعضا -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي - فذكر هذا الكلام وما قبله في هذا الباب -
(قال الشيخ رحمه الله) وقد روى عن ابن عباس في الآية تفسير آخر -

(1) سقط من ف -
181

(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو الحسن الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح
عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى (ليظهره على الدين كله) قال يظهر الله نبيه صلى الله عليه
وسلم على أمر الدين كله فيعطيه إياه ولا يخفى عليه شيئا منه وكان المشركون يكرهون ذلك -
كتاب الجزية
باب من لا تؤخذ منه الجزية من أهل الأوثان
(قال الشافعي رحمه الله) قال الله جل ثناؤه (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) وقال
(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) -
(وأخبرنا) أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب
أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه اخبره أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم منى ماله ونفسه الا بحقه
وحسابه على الله - رواه مسلم عن أبي الطاهر وغيره عن ابن وهب وأخرجه البخاري في الصحيح من أوجه اخر عن
الزهري -
(أخبرنا) أبو الحسين (1) بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز ثنا عباس بن محمد ثنا يعلى بن
عبيد ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر وعن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها منعوا منى دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على
الله - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث حفص بن غياث عن الأعمش بالاسنادين جميعا -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن عبد الملك بن
نوفل عن رجل من مزينة يقال له ابن عصام عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث سرية قال إذا سمعتم مؤذنا
أو رأيتم مسجدا فلا تقتلوا أحدا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم (2) المزكى أنبأ أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد ثنا ليث عن عقيل عن
الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما توفى رسول الله صلى الله
عليه وسلم واستخلف أبو بكر رضي الله عنه بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر بن الخطاب لأبي بكر رضي الله عنهما
كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله
عصم منى ماله ونفسه الا بحقه وحسابه على الله، فقال أبو بكر رضي الله عنه والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فان
الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه، قال عمر بن
الخطاب رضي الله عنه فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبى بكر رضي الله عنه للقتال فعرفت انه الحق -
أخرجاه في الصحيح عن قتيبة -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله وهذا مثل الحديثين قبله في
المشركين مطلقا وإنما يراد به والله أعلم مشركو أهل الأوثان ولم يكن بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا قربه أحد من
مشركي أهل الكتاب الا يهود بالمدينة وكانوا حلفاء الأنصار ولم تكن الأنصار استجمعت أول ما قدم رسول الله صلى الله

(1) في مد - أبو الحسن - خطأ - ح
(2) في مد - أبو الفضل إبراهيم - خطأ - ح -
182

عليه وسلم اسلاما فوادعت يهود رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تخرج إلى شئ من عداوته بقول يظهر ولا فعل حتى
كانت وقعة بدر فتكلم بعضها بعداوته والتحريض عليه فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ولم يكن بالحجاز علمته الا يهود
أو نصارى قليل بنجران وكانت المجوس بهجر وببلاد البربر وفارس نائين عن الحجاز دونهم مشركون أهل الأوثان
كثير -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب
عن الزهري أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أظنه عن أبيه وكان ابن أحد الثلاثة الذين تيب عليهم أن
كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعرا وكان يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه كفار قريش في شعره
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وأهلها أخلاط منهم المسلمون الذين تجمعهم دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومنهم المشركون الذين يعبدون الأوثان ومنهم اليهود وهم أهل الحلقة والحصون وهم حلفاء للحيين الأوس والخزرج
فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة استصلاحهم كلهم وكان الرجل يكون مسلما وأبوه مشرك والرجل
يكون مسلما واخوه مشرك وكان المشركون واليهود من أهل المدينة حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذون
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أشد الأذى فأمر الله رسوله والمسلمين بالصبر على ذلك والعفو عنهم ففيهم انزل الله
جل ثناؤه (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا اذى كثيرا) إلى آخر الآية وفيهم انزل الله
جل ثناؤه (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق
فاعفوا واصفحوا) فلما أبى كعب بن الأشرف ان ينزع عن أذى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذى المسلمين أمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ رضي الله عنه ان يبعث رهطا ليقتلوه فبعث إليه سعد بن معاذ محمد بن مسلمة
الأنصاري وأبا عبس الأنصاري والحارث ابن أخي سعد بن معاذ في خمسة رهط - وذكر الحديث في قتله قال فلما قتلوه
فزعت اليهود ومن كان معهم من المشركين فغدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبحوا فقالوا انه طرق صاحبنا
الليلة وهو سيد من سادتنا فقتل فذكر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول في اشعاره وينهاهم به ودعاهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يكتب بينه وبينهم وبين المسلمين (كتابا ينتهوا إلى ما فيه فكتب النبي صلى الله عليه وسلم
بينه وبينهم وبين المسلمين - 1) عاما صحيفة كتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت العذق الذي في دار بنت الحارث فكانت
تلك الصحيفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني
محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لما أصاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم قريشا يوم بدر فقدم المدينة جمع اليهود في سوق قينقاع فقال يا معشر يهود أسلموا قبل ان يصيبكم
مثل ما أصاب قريشا فقالوا يا محمد لا يغرنك من نفسك انك قتلت نفرا من قريش كانوا اغمارا لا يعرفون القتال انك لو قاتلتنا
لعرفت انا نحن الناس وانك لم تلق مثلنا فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم (قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى
جهنم وبئس المهاد قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله) أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر
(وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأى العين) إلى قوله (لعبرة لأولي الأبصار) -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا احمد ثنا يونس عن ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم وصالح
ابن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قالا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرغ من بدر بشيرين إلى أهل المدينة زيد
ابن حارثة و عبد الله بن رواحة فلما بلغ ذلك كعب بن الأشرف فقال ويلك أحق هذا؟ هؤلاء ملوك العرب وسادة الناس
يعنى قتلى قريش ثم خرج إلى مكة فجعل يبكى على قتلى قريش ويحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم -

(1) من - ف -
183

باب من يؤخذ منه الجزية من أهل الكتاب
وهم اليهود والنصارى
(قال الشافعي) رحمه الله قال الله جل ثناؤه (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله
ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) -
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن سليمان الأنباري ثنا وكيع عن
سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية
أو جيش أوصاه بتقوى الله في خاصة نفسه وبمن معه من المسلمين خيرا قال إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى
إحدى ثلاث خصال أو خلال فأيتهن أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم، ادعهم إلى الاسلام فان أجابوك فاقبل منهم
وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأعلمهم انهم ان فعلوا ذلك ان لهم ما للمهاجرين وان
عليهم ما على المهاجرين فان أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم انهم يكونون مثل اعراب المسلمين يجرى عليهم حكم الله الذي كان
يجرى على المؤمنين ولا يكون لهم في الفئ والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فان هم أبوا فادعهم إلى اعطاء الجزية
فان أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم فان أبوا فاستعن بالله وقاتلهم، وإذا قاتلت (1) أهل حصن فأرادوك ان تنزلهم على
حكم الله فلا تنزلهم وانكم لا تدرون ما يحكم الله فيهم ولكن أنزلوهم على حكمكم ثم اقضوا فيهم بعد ما شئتم - قال سفيان قال
علقمة فذكرت هذا الحديث لمقاتل بن حيان فقال حدثني مسلم هو ابن هيصم عن النعمان بن مقرن رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم مثل حديث سليمان بن بريدة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ سفيان (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان الثوري عن علقمة
ابن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على جيش أوصاه - وذكر
الحديث - زاد فيه وإذا حاصرت أهل حصن وأرادوك على أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيك فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة
نبيك ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة آبائك وذمم أصحابك فإنكم أن تخفروا ذممكم وذمم آبائكم أهون عليكم من أن تخفروا
ذمة الله وذمة رسوله - ولم يذكر اسناد حديث مقاتل - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع دون
اسناد مقاتل ورواه عن إسحاق بن إبراهيم عن يحيى بن آدم وذكر فيه اسناد مقاتل -

(1) ف - حاصرت -
184

(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي ثنا
شعبة حدثني علقمة بن مرثد أن سليمان بن بريدة الأسلمي حدثه عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث
أميرا على جيش أو سرية دعاه فأوصاه في خاصة نفسه وبمن معه من المسلمين - وذكر الحديث بزيادته في متنه - رواه مسلم
في الصحيح عن حجاج بن الشاعر عن عبد الصمد -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا روح بن الفرج ثنا يحيى بن بكير حدثني
الليث بن سعد عن جرير بن حازم عن شعبة بن الحجاج - فذكره -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو محمد المزني (ح وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو محمد أحمد بن إسحاق الهروي قالا
أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن ان أبا هريرة رضي الله عنه
قال بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى ان لا يحج بعد العام مشرك وان لا يطوف بالبيت عريان ويوم
الحج الأكبر يوم النحر وإنما قيل الحج الأكبر من أجل قول الناس الحج الأصغر فنبذ أبو بكر رضي الله عنه إلى الناس في
ذلك العام فلم يحج في العام القابل الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع مشرك وانزل الله عز وجل
في العام الذي نبذ فيه أبو بكر إلى المشركين (يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام) إلى قوله
(عليم حكيم) فكان المشركون يوافون بالتجارة فينتفع بها المسلمون (فلما حرم الله على المشركين ان لا يقربوا المسجد الحرام
وجد المسلمون في أنفسهم - 1) مما قطع عنهم من التجارة التي كان المشركون يوافون بها فقال الله تعالى (وان خفتم عيلة
فسوف يغنيكم الله من فضله ان شاء) ثم أحل في الآية التي تتبعها الجزية ولم تكن تؤخذ قبل ذلك فجعلها عوضا مما منعهم
من موافاة المشركين بتجاراتهم فقال (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله
ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) فلما أحل الله ذلك للمسلمين
عرفوا انه قد عاضهم أفضل مما كانوا وجدوا عليه مما كان المشركون يوافون به من التجارة - رواه البخاري في الصحيح
عن أبي اليمان إلى قوله حجة الوداع مشرك دون ما بعده وأظنه من قول الزهري
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي اياس ثنا ورقاء عن ابن أبي
نجيح عن مجاهد في قوله (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) إلى قوله (حتى يعطوا الجزية عن يد وهم
صاغرون) قال نزل هذا حين أمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بغزوة تبوك -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فلما
انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك أتاه يحنة بن روبة صاحب أيلة فصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاه

(1) من ف -
185

الجزية وأتاه أهل جربا واذرح فاعطوه الجزية -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن علي الحافظ أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا
فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد قال يقاتل أهل الأوثان على الاسلام ويقاتل أهل الكتاب على الجزية -
باب من لحق باهل الكتاب قبل نزول الفرقان
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب
ابن جرير عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (لا اكراه في الدين) قال كانت
المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد فتحلف لئن عاش لها ولد لتهودنه فلما أجليت بنو النضير إذا فيهم ناس من أبناء
الأنصار فقالت الأنصار يا رسول الله أبناؤنا فأنزل الله عز وجل (لا اكراه في الدين) قال سعيد بن جبير من شاء لحق بهم
ومن شاء دخل في الاسلام - أخرجه أبو داود في السنن من أوجه عن شعبة (ورواه) أبو عوانة عن أبي بشر فأرسله -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن
سعيد بن جبير في قوله (لا اكراه في الدين) قال نزلت في الأنصار قلت خاصة؟ قال خاصة كانت المرأة منهم إذا كانت نزرة
أو مقلاة تنذر لئن ولدت ولدا لتجعلنه في اليهود تلتمس بذلك طول بقائه فجاء الاسلام وفيهم منهم فلما أجليت النضير قالت
الأنصار يا رسول الله أبناؤنا واخواننا فيهم فسكت عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت (لا اكراه في الدين) فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خير أصحابكم فان إختاروكم فهم منكم وان اختاروهم فأجلوهم معهم -
باب من قال تؤخذ منهم الجزية عربا كانوا أو عجما
(قال الشافعي) رحمه الله أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزية من أكيدر دومة وهو رجل يقال من غسان أو كندة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا سهل بن عثمان العسكري ثنا يحيى بن زكريا
ثنا محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن انس بن مالك وعن عثمان بن أبي سليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن
الوليد إلى أكيدر دومة فأخذوه فأتوا به فحقن له دمه وصالحه على الجزية -
186

(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني
يزيد بن رومان و عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك رجل
من كندة كان ملكا على دومة وكان نصرانيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد انك ستجده يصيد البقر فخرج خالد
حتى إذا كان من حصنه منظر العين وفى ليلة مقمرة صافية وهو على سطح ومعه امرأته فأتت البقر تحك بقرونها باب القصر
فقالت له امرأته هل رأيت مثل هذا قط؟ قال لا والله قالت فمن يترك مثل هذا؟ قال لا أحد فنزل فأمر بفرسه فاسرج
وركب معه نفر من أهل بيته فيهم أخ له يقال له (حسان فخرجوا معه بمطارفهم فتلقاهم خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخذته وقتلوا - 1) أخاه حسان وكان عليه قباء ديباج محوص بالذهب فاستلبه إياه خالد بن الوليد فبعث به إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل قدومه عليه ثم إن خالدا قدم بالأكيدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحقن له دمه
وصالحه على الجزية وخلى سبيله فرجع إلى قريته (قال الشافعي رحمه الله) وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزية من
أهل ذمة اليمن وعامتهم عرب ومن أهل نجران وفيهم عرب -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو بكر
ابن عياش عن عاصم عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
اليمن وأمرني ان آخذ من كل حالم دينارا أوعد له معافر - قال يحيى بن آدم وإنما هذه الجزية على أهل اليمن وهم قوم
عرب لأنهم أهل كتاب ألا ترى أنه قال لا يفتن يهودي عن يهودية (2) يعنى في روايته عن جرير عن منصور عن الحكم
عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كتب إلى معاذ بن جبل بذلك -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مصرف بن عمرو اليامي ثنا يونس بن بكير أنبأ أسباط بن
نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل
نجران على الفي حلة - وذكر الحديث -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي قد أخذ رسول الله
صلى الله عليه وسلم الجزية من أكيدر الغساني ويروون انه صالح رجالا من العرب على الجزية فاما عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ومن بعده من الخلفاء إلى اليوم فقد أخذوا الجزية من بنى تغلب وتنوخ وبهراء وخلط من خلط العرب وهم إلى
الساعة مقيمون على النصرانية يضاعف عليهم الصدقة وذلك جزية وإنما الجزية على الأديان لا على الأنساب ولولا أن نأثم
بتمني باطل وددنا ان الذي قال أبو يوسف كما قال وان لا يجرى صغار على عربي ولكن الله أجل في أعيننا من أن نحب
غير ما قضى به -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى
ابن أبي بكير ثنا عبد الله بن عمر القرشي حدثني سعيد بن عمرو بن سعيد أنه سمع أباه يوم المرج يقول سمعت أبي يقول
سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لولا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل سيمنع
الدين بنصارى من ربيعة على شاطئ الفرات ما تركت عربيا الا قتلته أو يسلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق في
قصة ورود خالد بن الوليد من جهة أبى بكر الصديق رضي الله عنه الحيرة ومحاورة هانئ بن قبيصة إياه فقال خالد أدعوكم

(1) سقط من ف -
(2) كذا في النسخ - وفي كتاب الخراج ليحيى بن آدم - عن يهوديته - ح -
187

إلى الاسلام والى ان تشهدوا ان لا إله إلا الله وحده وأن محمدا عبده ورسوله وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتقروا
باحكام المسلمين على أن لكم مثل مالهم وعليكم مثل ما عليهم فقال هانئ وان لم أشأ ذلك فمه؟ قال فان أبيتم ذلك أديتم الجزية
عن يد قال فان أبينا ذلك؟ قال فان أبيتم ذلك وطئتكم بقوم الموت أحب إليهم من الحياة إليكم فقال هانئ اجلنا ليلتنا هذه
فننظر في أمرنا قال قد فعلت فلما أصبح القوم غدا هانئ فقال إنه قد أجمع أمرنا على أن نؤدى الجزية فهلم فلاصالحك فقال
له خالد فكيف وأنتم قوم عرب تكون الجزية والذل أحب إليكم من القتال والعز فقال نظرنا فيما يقتل منا فإذا هم لا يرجعون
ونظرنا إلى ما يؤخذ منا من المال فقلما نلبث حتى يخلفه الله لنا قال فصالحهم خالد على تسعين ألفا -
باب من زعم إنما تؤخذ الجزية من العجم
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا محمد بن عثمان بن أبي سويد ثنا موسى بن مسعود النهدي ثنا سفيان
الثوري (ح وأخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر
ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن الأعمش عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال عاد
رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طالب وعنده ناس من قريش وعند رأسه مقعد رجل فلما رآه أبو جهل قام فجلس فقال
ابن أخيك يذكر آلهتنا فقال أبو طالب ما شأن قومك يشكونك؟ قال يا عم أريدهم على كلمة يدين لهم العرب وتؤدى إليهم
العجم الجزية قال ما هي؟ قال شهادة ان لا إله إلا الله فقاموا وقالوا أجعل الآلهة الها واحدا قال ونزل (ص والقرآن
ذي الذكر) حتى إذا بلغ (ان هذا لشئ عجاب) لفظ حديث المقرى -
باب ذكر كتب أنزلها الله قبل نزول القرآن
قال الله تعالى (أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى)
قال الشافعي رحمه الله وليس يعرف تلاوة كتاب إبراهيم وذكر زبور داود وقال (وانه لفى زبر الأولين) -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو وأبو عبد الله الحافظ قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن رجاء
أنبأ عمران عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من
رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان وانزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان (وانزل الزبور لثمان
عشرة خلت من رمضان والقرآن - لأربع وعشرين - 1 - خلت من رمضان - 2)
وفيما روى الربيع بن صبيح عن الحسن البصري قال انزل الله مائة وأربعة كتب من السماء -
باب المجوس أهل كتاب والجزية تؤخذ منهم
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن أبي سعد
سعيد بن المرزبان عن نصر بن عاصم قال قال فروة بن نوفل الأشجعي علام تؤخذ الجزية من المجوس وليسوا باهل كتاب

(1) سقط لفظ لأربع وعشرين - وزدناه من مسند أحمد - ح
(2) سقط من ف -
188

فقام إليه المستورد فأخذ بلببه فقال يا عدو الله تطعن على أبى بكر وعمر رضي الله عنهما وعلى أمير المؤمنين يعنى عليا رضي الله
عنه وقد أخذوا منهم الجزية فذهب به إلى القصر فخرج علي رضي الله عنه عليهما وقال البدا فجلسا في ظل القصر فقال علي
رضي الله عنه انا اعلم الناس بالمجوس كان لهم علم يعلمونه وكتاب يدرسونه وان ملكهم سكر فوقع على ابنته أو أخته فاطلع
عليه بعض أهل مملكته فلما صحا جاؤوا يقيمون عليه الحد فامتنع منهم فدعا أهل مملكته فلما أتوه قال تعلمون دينا خيرا من
دين آدم وقد كان ينكح بنيه من بناته وانا على دين آدم ما يرغب بكم عن دينه قال فبايعوه وقاتلوا الذين خالفوهم حتى
قتلوهم فأصبحوا وقد اسرى على كتابهم فرفع من بين أظهرهم وذهب العلم الذي في صدورهم فهم أهل كتاب وقد أخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما منهم الجزية -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا عمرو محمد بن أحمد العاصمي يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول
وهم ابن عيينة في هذا الاسناد ورواه عن أبي سعد البقال فقال عن نصر بن عاصم ونصر بن عاصم هو الليثي وإنما هو عيسى
ابن عاصم الأسدي كوفي قال ابن خزيمة والغلط فيه من ابن عيينة لا من الشافعي فقد رواه عن ابن عيينة غير الشافعي فقال
عن نصر بن عاصم -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني املاء أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن
عيينة عن عمرو بن دينار سمع بحالة بن عبدة يقول كنت كاتبا لجزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس فأتاه كتاب عمر
رضي الله عنه اقتلوا كل ساحر وفرقوا بين كل ذي محرم من المجوس، ولم يكن عمر رضي الله عنه أخذ الجزية من المجوس
حتى شهد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر - رواه البخاري
في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي (أنبأ سفيان بن عيينة
فذكره باسناده مختصرا في الجزية - قال الشافعي رحمه الله - حديث بحالة متصل ثابت وانه أدرك عمر رضي الله عنه وكان
رجلا في زمانه كاتبا لعماله وحديث نصر بن عاصم عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم متصل وبه نأخذ
وقد روى من حديث الحجاز حديثان منقطعان بأخذ الجزية من المجوس -
- أخبرنا - أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
أنبأ ابن وهب أخبرني مالك بن انس - ح وأخبرنا - أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن
سليمان أنبأ الشافعي - 1) أنبأ مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذكر المجوس فقال ما أدرى
كيف اصنع في أمرهم فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سنوا بهم

(1) من ف -
189

سنة أهل الكتاب -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني مالك (ح وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مالك
عن ابن شهاب انه بلغه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس البحرين، وان عثمان بن عفان رضي الله عنه
أخذها من البربر - زاد ابن وهب في روايته وان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذها من مجوس فارس (قال الشيخ) وابن
شهاب إنما أخذ حديثه هذا عن ابن المسيب وابن المسيب حسن المرسل كيف وقد انضم إليه ما تقدم -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
أنبأ ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال حدثني سعيد بن المسيب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ
الجزية من مجوس (هجر وان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذها من مجوس السواد وان عثمان رضي الله عنه - 1) أخذها
من مجوس بربر -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن مسكين اليمامي ثنا يحيى بن حسان ثنا هشيم أنبأ داود بن أبي
هند عن قشير بن عمرو عن بجالة بن عبدة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء رجل من الاسبذيين من أهل البحرين
وهم مجوس أهل هجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمكث عنده ثم خرج فسألته ما قضى الله ورسوله فيكم؟ قال شرا
قلت مه؟ قال الاسلام أو القتل - قال وقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قبل منهم الجزية - قال ابن عباس رضي الله عنهما
وأخذ الناس بقول عبد الرحمن بن عوف وتركوا ما سمعت انا من الاسبذى (قال الشيخ رحمه الله) نعم ما صنعوا تركوا
رواية الاسبذى المجوسي وأخذوا برواية عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه على أنه قد يحكم بينهم بما قال الاسبذى ثم يأتيه
الوحي بقبول الجزية منهم فيقبلها كما قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه -
(وقد أخبرنا) أبو الحسين محمد بن الحسن (2) بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي ثنا
القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا ابن أبي أويس ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال قال ابن شهاب
حدثني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره ان عمرو بن عوف رضي الله عنه وهو حليف بنى عامر بن لؤي كان شهد
بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه إلى
البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة
بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدومه فوافت صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف تعرضوا له (3)

(1) سقط من ف
(2) كذا
(3) مد - عليه -
190

فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم وقال أظنكم سمعتم بقدوم أبى عبيدة وانه جاء بشئ، فقالوا أجل يا رسول الله
فقال أبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر اخشى عليكم ولكن اخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم
فتنافسوها وتلهيكم كما الهتهم - رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي
عن صالح عن ابن شهاب - فذكره بنحوه - رواه مسلم في الصحيح عن الحسن الحلواني عن يعقوب بن إبراهيم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا
عبد الله بن جعفر ثنا المعتمر بن سليمان ثنا سعيد بن عبيد الله ثنا بكر بن عبد الله المزني وزياد بن جبير عن جبير بن حية قال بعث
عمر رضي الله عنه الناس من افناء الأمصار يقاتلون المشركين - فذكر الحديث في اسلام الهرمزان قال فقال إني مستشيرك
في مغازى هذه فأشر على في مغازى المسلمين قال نعم يا أمير المؤمنين الأرض مثلها ومثل من فيها من الناس من عدو المسلمين
مثل طائر له رأس وله جناحان وله رجلان فان كسر أحد الجناحين نهضت الرجلان (بجناح والرأس وان كسر الجناح
الآخر نهضت الرجلان - 1) والرأس وان شدخ الرأس ذهب الرجلان والجناحان والرأس، فالرأس كسرى والجناح
قيصر والجناح الآخر فارس فمر المسلمين ان ينفروا إلى كسرى، فقال بكر وزياد جميعا عن جبير بن حية قال فندبنا عمر
رضي الله عنه واستعمل علينا رجلا من مزينة يقال له النعمان بن مقرن رضي الله عنه وحشر المسلمين معه قال وخرجنا فيمن
خرج من الناس حتى إذا دنونا من القوم وأداة الناس وسلاحهم الجحف والرماح المكسرة والنبل قال فانطلقنا نسير
وما لنا كثير خيول أو مالنا خيول حتى إذا كنا بأرض العدو وبيننا وبين القوم نهر خرج علينا عامل كسرى في أربعين
ألفا حتى وقفوا على النهر ووقفنا من حياله الآخر - قال يا أيها الناس أخرجوا إلينا رجلا يكلمنا فأخرج إليه المغيرة بن شعبة وكان
رجلا قد أتجر وعلم الألسنة قال فقام ترجمان القوم فتكلم دون ملكهم قال فقال للناس ليكلمني رجل منكم فقال المغيرة سل
عما شئت فقال ما أنتم؟ فقال نحن ناس من العرب كنا في شقاء شديد وبلاء طويل نمص الجلد والنوى من الجوع ونلبس
الوبر والشعر ونعبد الشجر والحجر فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السماوات ورب الأرض إلينا نبيا من أنفسنا نعرف أباه
وأمه فأمرنا نبينا رسول ربنا صلى الله عليه وسلم ان نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية فأخبرنا نبينا عن رسالة ربنا
انه من قتل منا صار إلى جنة ونعيم لم ير مثله قط ومن بقي منا ملك رقابكم قال فقال الرجل بيننا وبينكم بعد غد حتى نأمر
بالجسر يجسر قال فافترقوا وجسروا الجسر ثم إن أعداء الله قطعوا إلينا في مائة الف ستون ألفا يجرون الحديد وأربعون
ألفا رماة الحدق فاطأفوا بنا عشر مرات قال وكنا اثنى عشر ألفا فقالوا هاتوا لنا رجلا يكلمنا فأخرجنا المغيرة فأعاد عليهم
كلامه الأول فقال الملك أتدرون ما مثلنا ومثلكم؟ قال المغيرة ما مثلنا ومثلكم؟ قال مثل رجل له بستان ذو ريا حين

(1) من ف
191

وكان له ثعلب قد آذاه فقال له رب البستان يا أيها الثعلب لولا أن تنتن حائطي من جيفتك لهيأت ما قد قتلك وانا لولا أن
تنتن بلادنا من جيفتكم لكنا قد قتلناكم بالأمس قال له المغيرة هل تدرى ما قال الثعلب لرب البستان؟ قال ما قال له؟
قال قال له يا رب البستان أن أموت في حائطك ذا بين الرياحين أحب إلى من أن اخرج إلى ارض قفر ليس بها شئ وانه والله
لو لم يكن دين وقد كنا من شقاء العيش فيما ذكرت لك ما عدنا في ذلك الشقاء ابدا حتى نشارككم فيما أنتم فيه أو نموت فكيف
بنا ومن قتل منا صار إلى رحمة الله وجنته ومن بقي منا ملك رقابكم قال جبير فأقمنا عليهم يوما لا نقاتلهم ولا يقاتلنا القوم قال
فقام المغيرة إلى النعمان بن مقرن رضي الله عنه فقال يا أيها الأمير ان النهار قد صنع ما ترى والله لو وليت من أمر الناس مثل
الذي وليت منهم لالحقت الناس بعضهم ببعض حتى يحكم الله بين عباده بما أحب فقال النعمان ربما أشهدك الله مثلها ثم
لم يندمك ولم يخزك ولكني شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا كان إذا لم يقاتل في أول النهار انتظر حتى تهب
الأرواح وتحضر الصلاة (1) ألا أيها الناس انى لست لكلكم اسمع فانظروا إلى رايتي هذه فإذا حركتها فاستعدوا من أراد أن
يطعن برمحه فلييسره (2) ومن أراد أن يضرب بعصاه فلييسر (2) عصاه ومن أراد ان يطعن بخنجره فلييسره (3) ومن
أراد أن يضرب بسيفه فلييسر (3) سيفه ألا أيها الناس انى محركها الثانية فاستعدوا ثم انى محركها الثالثة فشدوا على بركة الله
فان قتلت فالأمير اخى وان قتل اخى فالأمير حذيفة فان قتل حذيفة فالأمير المغيرة بن شعبة قال وقد حدثني زياد ان أباه قال
قتلهم الله فنظروا (4) إلى بغل موقر عسلا وسمنا قد كدست القتلى عليه فما أشبهه الا كوما من كوم السمك ملقى بعضه على
بعض فعرفت انه إنما يكون القتل في الأرض ولكن هذا شئ صنعه الله وظهر المسلمون وقتل النعمان واخوه وصار الامر
إلى حذيفة - فهذا حديث زياد وبكر (قال وحدثنا) أبو رجاء الحنفي قال كتب حذيفة إلى عمر رضي الله عنهما انه أصيب من
المهاجرين فلان وفلان وفيمن لا يعرف أكثر فلما قرأ الكتاب رفع صوته ثم بكى وبكى فقال بل الله يعرفهم ثلاثا - رواه
البخاري في الصحيح مختصرا عن الفضل بن يعقوب عن عبد الله بن جعفر الرقي - وفيه دلالة على أخذ الجزية من المجوس
والله أعلم فقد كان كسرى وأصحابه مجوسا -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن سنان الواسطي ثنا محمد بن بلال عن عمران القطان عن أبي
جمرة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن أهل فارس لما مات نبيهم كتب لهم إبليس المجوسية -
باب الفرق بين نكاح نساء من يؤخذ منه الجزية وذبائحهم
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن علي الحافظ الأصبهاني أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع
ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن علي قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجوس هجر يعرض عليهم
الاسلام فمن أسلم قبل منه ومن أبى ضربت عليه الجزية على أن لا تؤكل لهم ذبيحة ولا تنكح لهم امرأة - هذا مرسل -
واجماع أكثر المسلمين عليه يؤكده ولا يصح ما روى عن حذيفة في نكاح مجوسية والرواية في نصارى بنى تغلب عن
عمر وعلي رضي الله عنهما ترد في موضعها إن شاء الله تعالى -

(1) ف - الصلوات
(2) مد - فلينشر
(3) مد - فلينشره
(4) ف - فنظرنا -
192

باب كم الجزية
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي وائل
عن مسروق عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن وأمره ان يأخذ من البقر من
كل ثلاثين تبيعا (ومن كل أربعين بقرة مسنة ومن كل حالم دينارا أو عد له ثوب معافر -
وأخبرنا - أبو علي الروذباري ثنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن محمد النفيلي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل
عن معاذ رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما وجهه إلى اليمن أمره ان يأخذ من البقر من كل ثلاثين تبيعا 1)
أو تبيعة ومن كل أربعين مسنة ومن كل حالم يعنى محتلم دينارا أو عدله من المعافري ثياب تكون باليمن - قال وحدثنا النفيلي
ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله - قال أبو داود
في بعض النسخ هذا حديث منكر بلغني عن أحمد أنه كان ينكر هذا الحديث انكارا شديدا (قال الشيخ) إنما المنكر رواية
أبى معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن معاذ فاما رواية الأعمش عن أبي وائل عن مسروق فإنها محفوظة
قد رواها عن الأعمش جماعة منهم سفيان الثوري وشعبة ومعمر وجرير وأبو عوانة ويحيى بن سعيد وحفص بن غياث وقال
بعضهم (عن معاذ وقال بعضهم - 1) أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن أو ما في معناه -
واما حديث الأعمش عن إبراهيم فالصواب - (كما أخبرنا) أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله
البصري ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن شقيق عن مسروق، والأعمش عن إبراهيم قالا
قال معاذ رضي الله عنه بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فأمرني ان آخذ من كل أربعين بقرة ثنية ومن كل
ثلاثين تبيعا أو تبيعة ومن كل حالم دينارا أو عدله معافر - هذا هو المحفوظ حديث الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة
عن مسروق وحديثه عن إبراهيم منقطع ليس فيه ذكر مسروق - وقد روينا عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن
مسروق عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد
أخبرني إسماعيل بن أبي حكيم عن عمر بن عبد العزيز أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن ان على كل انسان منكم
دينارا كل سنة أو قيمته من المعافر - يعنى أهل الذمة منهم -
(وأخبرنا) أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أخبرني مطرف بن مازن وهشام بن يوسف
باسناد لا احفظه غير أنه حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض على أهل الذمة من أهل اليمن دينارا كل سنة فقلت لمطرف
ابن مازن فإنه يقال وعلى النساء أيضا فقال ليس أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ من النساء ثابتا عندنا -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا جرير بن

(1) من ف -
193

عبد الحميد الضبي عن منصور عن الحكم قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه باليمن
على كل حالم أو حالمة دينارا أو قميته ولا يفتن يهودي عن يهوديته - قال يحيى ولم اسمع ان على النساء جزية الا في هذا الحديث
(قال الشيخ) وهذا منقطع وليس في رواية أبى وائل عن مسروق عن معاذ حالمة ولا في رواية إبراهيم عن معاذ
الا شيئا روى عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ - ومعمر إذا روى عن غير الزهري
يغلط كثيرا والله أعلم - وقد حمله ابن خزيمة إن كان محفوظا على أخذها منها إذا طابت بها نفسا (ورواه) أبو شيبة إبراهيم
ابن عثمان عن الحكم موصولا وأبو شيبة ضعيف -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو علي الحافظ املاء أنبأ حامد بن شعيب ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا أبو شيبة عن الحكم
ابن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه ان من
أسلم من المسلمين فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم ومن أقام على يهودية أو نصرانية (1) فعلى كل حالم دينارا أو عدله من المعافر
ذكرا أو أنثى حرا أو مملوكا وفى كل ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة وفى كل أربعين بقرة مسنة وفى كل أربعين من الإبل
ابنة لبون وفيما سقت السماء أو سقى فيحا العشر وفيما سقى بالغرب نصف العشر، هذا لا يثبت الا بهذا الاسناد -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو (ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي قال فسألت محمد بن خالد و عبد الله بن
عمرو - 2) بن مسلم وعددا من علماء أهل اليمن فكلهم حكى لي عن عدد مضوا قبلهم (يحكون عن عدد مضوا قبلهم - 2)
كلهم ثقة أن صلح النبي صلى الله عليه وسلم لهم كان لأهل ذمة اليمن على دينار كل سنة، ولا يثبتون ان النساء كن فيمن
يؤخذ منه الجزية - وقال عامتهم ولم تؤخذ من زروعهم وقد كانت لهم زروع ولا من مواشيهم شيئا علمناه - وقال لي بعضهم
قد جاءنا بعض الولاة فخمس زروعهم أو أرادها فأنكر ذلك عليه فكل من وصفت أخبرني ان عامة ذمة أهل اليمن من
حمير قال وسألت عددا كثيرا من ذمة أهل اليمن متفرقين في بلدان اليمن فكلهم أثبت لي لا يختلف قولهم إن معاذا
أخذ منهم دينارا عن كل بالغ منهم وسموا البالغ حالما قالوا وكان في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم مع معاذ أن على كل
حالم دينارا -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
أنبأ ابن وهب أخبرني مسلمة بن علي عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فرض الجزية على كل محتلم من أهل اليمن دينارا دينارا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال
حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا الذي كتبه لعمرو
ابن حزم حين بعثه إلى اليمن - فذكره وفى آخره وانه من أسلم من يهودي أو نصراني اسلاما خالصا من نفسه فدان دين
الاسلام فإنه من المؤمنين له ما لهم وعليه ما عليهم ومن كان على نصرانية أو يهودية (3) فإنه لا يفتن عنها وعلى كل حالم ذكر
أو أنثى حر أو عبد دينار واف أو عرضه من الثياب فمن أدى ذلك فان له ذمة الله وذمة رسوله ومن منع ذلك فإنه عدو الله
ورسوله والمؤمنين - هذا منقطع وليس في الرواية الموصولة - وروى من وجه آخر منقطعا -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة ثنا أبي ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال
هذا كتاب من محمد صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن - فذكر الحديث بنحو من حديث ابن حزم -
(وأخبرنا) أبو سهل محمد بن نصرويه بن أحمد المروزي ثنا أبو عبد الله محمد بن صالح المعافري ثنا أبو يزن الحميري إبراهيم بن
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عفير بن عبد العزيز بن عفير بن زرعة بن سيف بن ذي يزن حدثني عمى أحمد بن حبيش

(1) ف - يهوديته أو نصرانيته
(2) من ف
(3) ف - نصرانيته أو يهوديته -
194

ابن عبد العزيز حدثني أبي عفير حدثني أبي عبد العزيز حدثني أبي عفير حدثني أبي زرعة بن سيف بن ذي يزن قال كتب إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا هذا نسخته - فذكرها وفيها ومن يكن على يهوديته أو على نصرانيته فإنه لا يفتن عنها وعليه
الجزية على كل حالم ذكر أو أنثى حر أو عبد دينار أو قيمته من المعافر - وهذه الرواية في رواتها من يجهل ولم يثبت بمثلها
عند أهل العلم حديث فالذي يوافق من ألفاظها وألفاظ ما قبلها رواية مسروق مقول به - والذي يزيد عليها وجب
التوقف فيه وبالله التوفيق -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي ثنا يحيى بن آدم ثنا إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي
الحويرث قال ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على نصارى بمكة دينارا لكل سنة -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد عن أبي الحويرث
أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب على نصراني بمكة يقال له موهب دينارا كل سنة (وأن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب
على نصارى أيلة ثلاثمائة دينار كل سنة - 1) وان يضيفوا من مر بهم من المسلمين ثلاثا وان لا يغشوا مسلما -
(قال وأخبرنا) إبراهيم أنبأ إسحاق بن عبد الله أنهم كانوا ثلاثمائة فضرب عليهم النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ ثلاثمائة دينار
كل سنة (قال الشافعي رحمه الله) ثم صالح أهل نجران على حلل يؤدونها إليه فدل صلحه إياهم على غير الدنانير على أنه
يجوز ما صولحوا عليه -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مصرف بن عمرو ثنا يونس يعنى ابن بكير ثنا أسباط
ابن نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم
أهل نجران على الفي حلة النصف في صفر والنصف في رجب يؤدونها إلى المسلمين وعارية ثلاثين درعا وثلاثين فرسا
وثلاثين بعيرا وثلاثين من كل صنف من أصناف السلاح يغزون بها، المسلمون ضامنون لها حتى يردوها عليهم إن كان
باليمن كيد -
(قال الشافعي رحمه الله) وقد سمعت بعض أهل العلم من المسلمين ومن أهل الذمة من أهل نجران يذكر أن قيمة ما أخذ
من كل واحد أكثر من دينار -
باب الزيادة على الدينار بالصلح
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي ثنا
عبيد الله (2) ثنا نافع عن أسلم مولى عمر أنه أخبره ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى امراء أهل الجزية ان
لا يضعوا الجزية الا على من جرت أو مرت عليهم المواسى وجزيتهم أربعون درهما على أهل الورق منهم وأربعة دنانير على
أهل الذهب وعليهم ارزاق المسلمين من الحنطة مدين وثلاثة أقساط زيت كل انسان كل شهر (ومن كان من أهل الشام
وأهل الجزية ومن كان من أهل مصر اردب لكل انسان كل شهر - 3) ومن الودك والعسل شئ لم نحفظه
وعليهم من البز التي كان يكسوها أمير المؤمنين الناس شئ لم نحفظه ويضيفون من نزل بهم من أهل الاسلام ثلاثة أيام
وعلى أهل العراق خمسة عشر صاعا لكل انسان وكان عمر رضي الله عنه لا يضرب الجزية على النساء وكان يختم في أعناق
رجال أهل الجزية -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني الحافظ أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا
عبد الرحيم بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن أسلم مولى عمر بن الخطاب ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب
إلى عماله ان لا يضربوا الجزية على النساء والصبيان ولا يضربوها الا على من جرت عليه المواسى ويختم في أعناقهم ويجعل

(1) من ف
(2) مد - عبد الله
(3) سقط من ف -
195

جزيتهم على رؤسهم على أهل الورق أربعين درهما ومع ذلك ارزاق المسلمين وعلى أهل الذهب أربعة دنانير وعلى أهل الشام
منهم مدى حنطة وثلاثة أقساط زيت وعلى أهل مصر اردب حنطة وكسوة وعسل لا يحفظه نافع كم ذلك وعلى
أهل العراق خمسة عشر صاعا حنطة - قال عبيد الله وذكر كسوة لا احفظها -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر أنبأ محمد بن يحيى بن سليمان ثنا عاصم بن علي ثنا شعبة (ح وأخبرنا)
الشريف أبو الفتح ناصر بن الحسين العمرى أنبأ عبد الرحمن بن أبي شريح ثنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد ثنا شعبة
أخبرني الحكم قال سمعت عمرو بن ميمون يحدث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه - فذكره قال ثم اتاه عثمان بن حنيف فجعل
يكلمه من رواء الفسطاط يقول والله لئن وضعت على كل جريب من ارض درهما وقفيزا من طعام وزدت على كل
رأس درهمين لا يشق ذلك عليهم ولا يجهدهم قال نعم فكان ثمانية وأربعين فجعلها خمسين (وروى الشافعي رحمه الله) في القديم
عن إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب ان عمر رضي الله عنه كان إذا استغنى أهل السواد زاد عليهم وإذا افتقروا وضع عنهم
وهذا منقطع -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن علي الحافظ أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا علي بن مسهر
عن الشيباني عن أبي عون محمد بن عبد الله الثقفي قال وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعنى في الجزية على رؤس الرجال
على الغنى ثمانية وأربعين درهما وعلى الوسط أربعة وعشرين وعلى الفقير اثنى عشر درهما وكذلك رواه قتادة عن أبي مخلد
عن عمر - وكلاهما مرسل -
باب الضيافة في الصلح
(قد مضى) حديث أبي الحويرث عن النبي صلى الله عليه وسلم منقطعا انه جعل على نصارى أيلة جزية دينار على كل انسان
وضيافة من مر بهم من المسلمين -
(والاعتماد في ذلك على ما أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ
مالك (ح وأخبرنا) أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي
ثنا ابن بكير ثنا مالك عن نافع عن أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضرب الجزية
على أهل الذهب أربعة دنانير وعلى أهل الورق أربعين درهما ومع ذلك ارزاق المسلمين وضيافة ثلاثة أيام -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن أبي
إسحاق عن حارثة بن مضرب ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرض على أهل السواد ضيافة يوم وليلة فمن حبسه مرض
أو مطر أنفق من ماله (قال الشافعي) وحديث أسلم بضيافة ثلاث أشبه لان رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الضيافة
ثلاثا وقد يجوز أن يكون جعلها على قوم ثلاثا وعلى قوم يوما وليلة ولم يجعل على آخرين ضيافة كما يختلف صلحه لهم
فلا يرد بعض الحديث بعضا -
(أخبرنا) محمد بن أبي المعروف الأسفرائيني بها أنبأ أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي ثنا محمد بن أيوب أنبأ
مسلم ثنا هشام ثنا قتادة عن الحسن عن الأحنف بن قيس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يشترط على أهل الذمة
ضيافة يوم وليلة وان يصلحوا قناطر وان قتل بينهم قتيل فعليهم ديته (وقال غيره عن هشام وان قتل رجل من المسلمين
بأرضهم فعليهم ديته - 1)
باب ما جاء في الضيافة ثلاثة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أبو الوليد الطيالسي

(1) سقط من ف -
196

قال: ليث بن سعد حدثنا عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي شريح العدوي رضي الله عنه قال سمعت إذ ناى وأبصرت
عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول من كان يؤمن بالله واليوم الآخر (فليكرمن جاره ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر - 1) فليكرم (2) ضيفه جائزته قيل يا رسول الله وما جائزته قال يوم وليلة والضيافة ثلاثة أيام فما كان
أكثر من ذلك فهو صدقة ولا يثوى عنده حتى يحرجه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت - رواه
البخاري في الصحيح عن أبي الوليد ورواه مسلم عن قتيبة عن الليث بن سعد -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود قال قرئ على الحارث بن مسكين وانا شاهد حدثكم اشهب قال
وسئل مالك عن قول النبي صلى الله عليه وسلم جائزته يوم وليلة (قال يكرمه ويتحفه ويحفظه يوما وليلة - 1) وثلاثة
أيام ضيافة -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن سعيد الجريري عن أبي
نضرة عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حق الضيافة ثلاثة أيام فما زاد على ذلك فهو صدقة -
(وأخبرنا) علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد
عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الضيافة ثلاثة أيام فما زاد
على ذلك فهو صدقة -
باب ما جاء في ضيافة من نزل به
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الحارث بن محمد (ثنا يونس بن محمد - 1) ثنا ليث (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن شاذان وأحمد بن سلمة قالا ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن يزيد
ابن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله إنك تبعثنا فننزل بقوم فلا يقروننا فما ترى؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي
ينبغي لهم - رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي
ثنا شعبة عن منصور قال سمعت الشعبي يحدث عن أبي كريمة رضي الله عنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليلة الضيف
حق على كل مسلم من أصبح الضيف بفنائه فهو عليه حق أو قال دين ان شاء اقتضاه وان شاء تركه -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة أخبرني أبو الجودي الشامي قال
سمعت سعيد بن المهاجر يحدث عن المقدام بن معدى كرب رضي الله عنه وكانت له صحبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ما من رجل ضاف قوما وأصبح الضيف محروما الا كان على كل مسلم نصره حتى يأخذ بقرى ليلته من زرعه وماله -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن عبد الله الترقفي حدثني
يحيى بن يعلى (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد محمد بن موسى قالوا ثنا أبو العباس محمد
ابن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي ثنا أبي ثنا غيلان بن جامع عن قيس بن مسلم
عن طارق بن شهاب قال خرج قوم من الأنصار من الكوفة إلى المدينة فأتوا على حي من بنى أسد وقد ارملوا فسألوهم
البيع وقد راح عليهم مال لهم حسن قالوا ما عندنا بيع فسألوهم القرى قالوا ما نطيق قراكم فلم يزل بينهم وبين الاعراب
حتى اقتتلوا فتركت لهم الاعراب البيوت وما فيها فأخذوا لكل عشرة منهم شاة قال فأتوا عمر رضي الله عنه فذكروا
ذلك له فقام فحمد الله وأثنى عليه وقال لو كنت تقدمت في هذا لفعلت كذا وكذا ثم كتب إلى أهل الأمصار

(1) من ف
(2) ف - فليكرمن -
197

وأهل الذمة بنزل ليلة للضيف قال قيس فأخبرني عبد الرحمن بن أبي ليلى ان أباه اخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قسم غنما بين أصحابه فأعطى كل عشرة شاة وانها كانت سنة قال وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدور يومئذ
فأكفئت وهو يومئذ بخيبر - قال قيس وأخبرني ابن أبي ليلى ان عمر رضي الله عنه كتب بنزل ليلة في المسلمين والمعاهدين
قال ابن أبي ليلى قد أذكر أن أهل الأرض كانوا يستقبلوننا بنزل ليلة نقول بالفارسية شام - قال الترقفي في روايته يقولون
شام أي عشاء -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه (ثنا أبو بكر القطان - 1) ثنا إبراهيم بن الحارث ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا إسماعيل بن عياش حدثني
الأحوص بن حكيم وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن حكيم بن عمير قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى
أمراء الأجناد - فذكره قال وأيما رفقة من المهاجرين آواهم الليل إلى قرية من قرى المعاهدين من مسافرين فلم يأتوهم
بالقرى فقد برئت منهم الذمة -
(أخبرنا) أبو الحسن المقرى أنبأ الحسن بن محمد ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران
الجوني عن جندب بن عبد الله قال كنا نصيب من ثمار أهل الذمة واعلافهم ولا نشاركهم في نسائهم ولا أموالهم وكنا
نسخر العلج يهدينا إلى الطريق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا يحيى بن محمد ثنا عبد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن
زيد بن صعصعة قال قلت لابن عباس انا نأتى القرية بالسواد فنستفتح الباب فإن لم يفتح لنا كسرنا الباب فأخذنا الشاة
فذبحناها قال ولم تفعلون ذاك؟ قال قلت انا نراه لنا حلالا قال فتلا هذه الآية (ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل
ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) وهذا إن كان في المعاهدين فلأنهم لم يصالحوهم على الضيافة فلم يحل لهم تناولها
والله أعلم -
باب من يرفع عنه الجزية
قد مضى حديث معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم انه أمره ان يأخذ من كل حالم يعنى محتلم دينارا -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا زهير بن
معاوية عن الحسن بن الحر عن نافع عن أسلم عن عمر رضي الله عنه انه كتب إلى امراء أهل الجزية ان لا يضربوا الجزية
الا على من جرت عليه المواسى قال وكان لا يضرب الجزية على النساء والصبيان - قال يحيى وهذا المعروف عند أصحابنا -
(وأخبرنا) أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبدة
ابن سليمان عن عبيد الله عن نافع عن أسلم مولى عمر قال كتب عمر رضي الله عنه إلى امراء الجزية ان لا يضعوا الجزية الا على
من جرت عليه المواسى ولا يضعوا الجزية على النساء والصبيان، وكان عمر رضي الله عنه يختم أهل الجزية في أعناقهم -
باب الذمي يسلم فيرفع عنه الجزية ولا يعشر ماله
إذا اختلف بالتجارة
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن (بن محمد بن - 1) محبور الدهان أنبأ أبو حامد بن بلال البزاز ثنا أبو الأزهر

(1) من ف -
198

ثنا محمد بن الصلت ثنا أبو كدينة عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال ليس على مؤمن جزية، ولا يجتمع قبلتان في جزيرة العرب - وكذلك رواه جرير عن قابوس -
(أخبرنا) أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد أنبأ الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا يحيى بن السرى ثنا جرير
عن عطاء بن السائب عن حرب بن هلال (ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا
أبو الأحوص ثنا عطاء بن السائب عن حرب بن عبيد الله عن جده أبى أمه عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنما العشور على اليهود والنصارى وليست على المسلمين عشور - لفظ حديث أبي الأحوص وفى رواية جرير قال عن
حرب بن هلال عن أبي أمه رجل من بنى تغلب انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس على المسلمين عشور
إنما العشور على اليهود والنصارى - ورواه عبد السلام بن حرب عن عطاء عن حرب بن عبيد الله بن عمير الثقفي عن
جده رجل من بنى تغلب قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وعلمني الاسلام وعلمني كيف آخذ الصدقة من
قومي ممن أسلم ثم رجعت إليه فقلت يا رسول الله كلما علمتني قد حفظت الا الصدقة أفأعشرهم؟ قال لا إنما العشر على
النصارى واليهود (أخبرناه) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن إبراهيم البزاز أبو نعيم ثنا عبد السلام
فذكره -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عبيد المحاربي ثنا وكيع عن سفيان عن عطاء بن السائب
عن حرب بن عبيد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث أبي الأحوص الا أنه قال - خراج مكان العشور - ورواه
أبو نعيم عن سفيان عن عطاء عن حرب عن خال له عن النبي صلى الله عليه وسلم - وأخبرنا أبو علي أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود
ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن عطاء عن رجل من بكر بن وائل عن خاله قال قلت يا رسول الله اعشر قومي
قال إنما العشور على اليهود والنصارى - ورواه حماد بن سلمة عن حرب بن عبيد الله عن رجل من أخواله -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش
عن نصير عن عطاء بن السائب عن حرب بن عبيد الله بن أبيه عن أبي حمدة (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس
على المسلمين عشور إنما العشور على اليهود والنصارى قال العباس هكذا قال أحمد بن يونس عن أبي حمدة (1) - قال الإمام أحمد
رحمه الله - ورواه البخاري في التاريخ عن أحمد بن يونس عن أبي بكر عن نصير عن عطاء عن حرب بن عبيد الله عن أبي
حمدة (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم (2) قال وقال أبو حمزة عن عطاء بن الحارث الثقفي ان أباه اخبره وكان ممن
وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم - وهذا ان صح فإنما أراد والله أعلم تعشير أموالهم إذا اختلفوا بالتجارة فإذا أسلموا رفع
ذلك عنهم -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد قال
ثنا ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن عبيد الله بن رواحة حدثني مسروق ان رجلا من الشعوب أسلم فكانت تؤخذ منه الجزية
فأتى عمر رضي الله عنه فأخبره فكتب ان لا يؤخذ منه الجزية - قال أبو عبيد الشعوب العجم ههنا -

(1) ف - عن أبي جده
(2) كذا وفي التاريخ الكبير للبخاري وقال أحمد بن يونس عن أبي بكر عن نصير عن عطاء عن
حرب بن هلال الثقفي عن أبي أمامة من تغلب سمع النبي صل الله عليه وسلم -
199

جماع أبواب الشرائط التي يأخذها الامام على أهل الذمة
وما يكون منهم نقضا للعهد
باب يشترط عليهم ان لا يذكروا رسول الله
صلى الله عليه وسلم الا بما هو أهله -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة و عبد الله بن الجراح عن جرير عن مغيرة
عن الشعبي عن علي رضي الله عنه ان يهودية كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فخنقها رجل حتى ماتت فأبطل
رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي أنبأ إبراهيم بن عبد الله الأصفهاني ثنا محمد بن سليمان بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل قال
قال نعيم بن حماد ثنا المبارك أنبأ حرملة بن عمران حدثني كعب بن علقمة ان عرفة بن الحارث الكندي مر به نصراني فدعاه
إلى الاسلام فتناول النبي صلى الله عليه وسلم وذكره فرفع عرفة يده فدق انفه فرفع إلى عمرو بن العاص فقال عمرو: أعطيناهم
العهد فقال عرفة معاذ الله ان نكون أعطيناهم على أن يظهروا شتم النبي صلى الله عليه وسلم إنما أعطيناهم على أن نخلى بينهم وبين
كنائسهم يقولون فيها ما بدا لهم وان لا نحملهم ما لا يطيقون وان أرادهم عدو قاتلناهم من ورائهم ونخلي بينهم وبين احكامهم
الا أن يأتوا راضين باحكامنا فنحكم بينهم بحكم الله وحكم رسوله وان غيبوا عنا لم نعرض لهم فيها، قال عمرو صدقت - وكان
عرفة له صحبة -
باب يشترط عليهم أن أحدا من رجالهم إن أصاب مسلمة بزنا
أو اسم نكاح أو قطع الطريق على مسلم أو فتن مسلما عن
دينه أو أعان المحاربين على المسلمين فقد نقض عهده
(قال الشافعي) في رواية أبى عبد الرحمن البغدادي عنه لم يختلف أهل السيرة عندنا ابن إسحاق وموسى بن عقبة وجماعة من
روى السيرة ان بنى قينقاع كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم موادعة وعهد فأتت امرأة من الأنصار إلى صائغ
منهم ليصوغ لها حليا وكانت اليهود معادية للأنصار فلما جلست عند الصائغ عمد إلى بعض حدائده فشد به أسفل ذيلها وجيبها
وهي لا تشعر فلما قامت المرأة وهي في سوقهم نظروا إليها منكشفة فجعلوا يضحكون منها ويسخرون فبلغ ذلك رسول الله
صلى الله عليه وسلم فنابذهم وجعل ذلك منهم نقضا للعهد - وذكر حديث بنى النضير وما صنع عمر بن الخطاب رضي الله عنه
في اليهودي الذي استكره المرأة فوطئها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا إسماعيل بن محمد الشعراني ثنا جدي ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن فليح عن موسى
ابن عقبة قال قال ابن شهاب هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى بنى النضير يستعينهم في عقل
الكلابيين وكانوا زعموا قد دسوا إلى قريش حين نزلوا بأحد في قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحضوهم على القتال
ودلوهم على العورة فلما كلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقل الكلابيين قالوا اجلس أبا القاسم حتى تطعم وترجع
بحاجتك ونقوم فنتشاور ونصلح أمرنا فيما جئتنا له فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعه (1) من أصحابه في ظل

(1) ف - ومن معه -
200

جدار ينتظر أن يصلحوا أمرهم فلما جلسوا (1) والشيطان معهم لا يفارقهم ائتمروا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا لن تجدوه أقرب منه الآن فاستريحوا منه تأمنوا في دياركم ويرفع عنكم البلاء فقال رجل ان شئتم ظهرت فوق البيت
ودليت عليه حجرا فقتلته فأوحى الله إليه فأخبره بما ائتمروا من شأنه فعصمه الله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه
يريد يقضى حاجة وترك أصحابه في مجلسهم وانتظر أعداء الله فراث عليهم واقبل رجل من أهل المدينة فسألوه عنه فقال
لقيته قد دخل أزقة المدينة فقالوا لأصحابه عجل أبو القاسم ان يقيم أمرنا في حاجته التي جاء بها ثم قام أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فرجعوا ونزل القرآن والله أعلم بالذي جاء أعداء الله فقال (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم
إذ هم قوم ان يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون) فلما أظهر الله رسوله
على ما أرادوا به وعلى خيانتهم لله ولرسوله أمر باجلائهم واخراجهم من ديارهم وأمرهم (2) ان يسيروا حيث شاؤوا إلى
آخر الحديث -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب حدثني جرير بن حازم الأزدي عن مجالد عن عامر الشعبي عن سويد بن غفلة قال كنا مع
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين بالشام فأتاه نبطي مضروب مشجج مستعدى فغضب غضبا شديدا فقال
لصهيب انظر من صاحب هذا؟ فانطلق صهيب فإذا هو عوف بن مالك الأشجعي فقال له ان أمير المؤمنين قد غضب غضبا
شديدا فلو أتيت معاذ بن جبل فمشى معك إلى أمير المؤمنين فانى أخاف عليك بادرته فجاء معه معاذ فلما انصرف عمر من
الصلاة قال أين صهيب؟ فقال انا هذا يا أمير المؤمنين قال أجئت بالرجل الذي ضربه؟ قال نعم فقام إليه معاذ بن جبل فقال
يا أمير المؤمنين انه عوف بن مالك فاسمع منه ولا تعجل عليه فقال له عمر مالك ولهذا قال يا أمير المؤمنين رأيته يسوق بامرأة
مسلمة فنخس الحمار ليصرعها فلم تصرع ثم دفعها فخرت عن الحمار ثم تغشاها ففعلت ما ترى قال ائتني بالمرأة لتصدقك
فأتى عوف المرأة فذكر الذي قال له عمر رضي الله عنه قال أبوها وزوجها ما أردت بصاحبتنا فضحتها فقالت المرأة والله
لأذهبن معه إلى أمير المؤمنين فلما أجمعت على ذلك قال أبوها وزوجها نحن نبلغ عنك أمير المؤمنين فأتيا فصدقا عوف بن
ابن مالك بما قال قال فقال عمر لليهودي والله ما على هذا عاهدناكم فأمر به فصلب ثم قال يا أيها الناس فوا بذمة محمد صلى الله
عليه وسلم فمن فعل منهم هذا فلا ذمة له - قال سويد بن غفلة وانه لأول مصلوب رأيته - تابعه ابن اشوع عن الشعبي عن
عوف بن مالك -
باب يشترط عليهم أن لا يحدثوا في أمصار المسلمين كنيسة ولا مجمعا
لصلاتهم ولا صوت ناقوس ولا حمل خمر ولا ادخال خنزير
(أخبرنا) أبو علي الروذباري وأبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان وأبو الحسين بن الفضل القطان قالوا ثنا إسماعيل بن محمد
الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن زيد بن رفيع عن حرام بن معاوية قال كتب إلينا عمر بن
الخطاب رضي الله عنه ان أدبوا الخيل ولا يرفعن بين ظهرانيكم الصليب ولا يجاورنكم الخنازير -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا إبراهيم بن عبد الله أبو مسلم (ح وأنبأ) أبو منصور عبد القاهر
ابن طاهر البغدادي الامام وأبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن حمدان الفارسي وأبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة قالوا ثنا
أبو عمر وإسماعيل بن نجيد السلمي أنبأ أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا سليمان التيمي عن حنش
عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كل مصر مصره المسلمون لا يبنى فيه بيعة ولا كنيسة ولا يضرب فيه بناقوس
ولا يباع فيه لحم خنزير -

(1) ف - خلوا -
(2) مد - وأموالهم -
201

باب لا تهدم لهم كنيسة ولا بيعة
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مصرف بن عمرو اليامي ثنا يونس بن بكير أنبأ أسباط بن
نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل
نجران على الفي حلة - فذكر الحديث كما مضى قال فيه على أن لا تهدم لهم بيعة ولا يخرج لهم قس ولا يفتنون عن دينهم
ما لم يحدثوا حدثا أو يأكلوا الربا -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أبو قلابة ثنا أبي ثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي
يحدث عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أيما مصر أعده (1) العرب فليس للعجم ان يبنوا فيه
بيعة أو قال كنيسة ولا يضربوا فيه ناقوسا ولا يدخلوا فيه خمرا ولا خنزير أو أيما مصر اتخذه العجم فعلى العرب ان يفوا لهم
بعهدهم فيه ولا يكلفوهم ما لا طاقة لهم به -
باب الامام يكتب كتاب الصلح على الجزية
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ثنا أبو بكر بن يعقوب بن يوسف المطوعي ثنا الربيع بن
ثعلب ثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن سفيان الثوري والوليد بن نوح والسري بن مصرف يذكرون عن طلحة
ابن مصرف عن مسروق عن عبد الرحمن بن غنم قال كتبت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح أهل الشام
بسم الله الرحمن الرحيم - هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا انكم لما قدمتم علينا سألناكم
الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا وشرطنا لكم على أنفسنا ان لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة
(ولا قلاية ولا صومعة راهب ولا نجدد ما خرب منها ولا نحيى ما كان منها في خطط المسلمين وان لا نمنع كنائسنا ان يذلها - 2 -
أحد من المسلمين في ليل ولا نهار ولا نوسع - 2) أبوابها للمارة وابن السبيل وان ننزل من مر بنا من المسلمين ثلاثة أيام
ونطعمهم وان لا نؤمن في كنائسنا ولا منازلنا جاسوسا ولا نكتم غشا للمسلمين ولا نعلم أولادنا القرآن ولا نظهر شركا
ولا ندعو إليه أحدا ولا نمنع أحدا من قرابتنا الدخول في الاسلام ان اراده وان نوقر المسلمين وان نقوم لهم من مجالسنا
ان أرادوا جلوسا ولا نتشبه بهم في شئ من لباسهم من قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا نتكلم بكلامهم
ولا نتكنى بكناهم ولا نركب السروج ولا نتقلد السيوف ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله معنا ولا ننقش خواتيمنا
بالعربية ولا نبيع الخمور وان نجز مقاديم رؤسنا وان نلزم زينا حيث ما كنا وان نشد الزنانير على أوساطنا وان لا نظهر
صلبنا وكتبنا في شئ من طريق المسلمين ولا أسواقهم وان لا نظهر الصليب على كنائسنا وان لا نضرب بناقوس في كنائسنا
بين حضرة المسلمين وان لا نخرج سعانينا ولا باعونا ولا نرفع أصواتنا مع أمواتنا ولا نظهر النيران معهم في شئ من طريق
المسلمين ولا نجاوزهم موتانا ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين وان نرشد المسلمين ولا نطلع عليهم في منازلهم
فلما أتيت عمر رضي الله عنه بالكتاب زاد فيه وان لا نضرب أحدا من المسلمين شرطنا لهم ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا
منهم الأمان فان نحن خالفنا شيئا مما شرطناه لكم فضمناه على أنفسنا فلا ذمة لنا وقد حل لكم ما يحل لكم من أهل المعاندة
والشقاوة -
باب يشترط عليهم ان يفرقوا بين هيأتهم وهيأة (4) المسلمين
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا قبيصة بن عقبة عن سفيان عن عبيد الله
ابن عمر عن نافع عن أسلم قال كتب عمر رضي الله عنه إلى أمراء الأجناد أن اختموا رقاب أهل الجزية في أعناقهم

(1) ف - اتخده
(2) كذا
(3) سقط من ف
(4) ف - هيأتهم وهيئات -
202

واحتج أصحابنا في ذلك أيضا - (بما حدثنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله املاء أنبأ أبو حامد ابن الشرقي
ثنا أحمد بن حفص حدثني أبي حدثني إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير - أخرجه
البخاري في الصحيح فقال وقال إبراهيم ابن طهمان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا ابن جريج أخبرني
زياد أن ثابتا مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يسلم
الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير - قال ابن جريج وأخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول الماشيان
إذا اجتمعا فأيهما بدأ بالسلام فهو أفضل - رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن روح دون قول جابر
ورواه مسلم عن محمد بن محمد بن مرزوق عن روح به -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف الفريابي قال
ذكر سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم لاقون اليهود غدا
فلا تبدؤهم بالسلام فان سلموا عليكم فقولوا وعليك - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث سفيان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب
أخبرني مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن اليهود إذا سلم عليكم
أحدهم إنما يقول السام عليك فقل عليك (1) رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عروة
عن عائشة رضي الله عنهما قالت دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم فقالت عائشة (ففهمتها
فقلت عليكم السام واللعنة قالت فقال النبي صلى الله عليه وسلم مهلا يا عائشة - 2) ان الله يحب الرفق في الامر كله قالت
فقلت يا رسول الله ألم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قلت عليكم - رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن
حميد عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري من وجه آخر عن معمر - قال أصحابنا وهذه السنن لا يمكن استعمالها الا بعد المعرفة
بهم وليس كل أحد يعرفهم فلابد من غيار يتميزون به عن المسلمين -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا ابن
وهب حدثني عاصم بن حكيم عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني انه مر برجل هيئته هيئة رجل
مسلم فسلم فرد عليه عقبة وعليك ورحمة الله وبركاته فقال له الغلام أتدري على من رددت؟ فقال أليس برجل مسلم؟ فقالوا
لا ولكنه نصراني فقام عقبة فتبعه حتى أدركه فقال إن رحمة الله وبركاته على المؤمنين لكن أطال الله حياتك وأكثر مالك
(وروينا) عن ابن عمر معناه في الابتداء بالسلام -
باب لا يأخذون على المسلمين سروات
الطرق ولا المجالس في الأسواق
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف قال ذكر
سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقيتم
المشركين في الطريق فلا تبدؤهم بالسلام واضطروهم إلى اضيقه - أخرجه مسلم من وجه آخر عن سفيان -
(وأخبرنا) أبو طاهر الزيادي أنبأ حاجب بن أحمد الطوسي ثنا عبد الرحيم بن منيب ثنا جرير بن عبد الحميد أنبأ سهيل بن

(1) ف - وعليك
(2) من ف -
203

أبى صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقيتموهم فلا تبدأوهم بالسلام
واضطروهم إلى أضيق الطريق - قال هذا للنصارى في النعت ونحن نراه للمشركين - رواه مسلم في الصحيح عن زهير
ابن حرب عن جرير -
باب لا يدخلون مسجدا بغير إذن
(أخبرنا) أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد بن علي العلوي وأبو القاسم عبد الواحد بن محمد ابن النجار المقرى بالكوفة قالا أنبأ
أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم (ثنا عمرو بن حماد - 1) عن أسباط عن سماك عن عياض الأشعري عن أبي
موسى رضي الله عنه ان عمر رضي الله عنه أمره ان يرفع إليه ما أخذ وما اعطى في أديم واحد وكان لأبي موسى كاتب
نصراني يرفع إليه ذلك فعجب عمر رضي الله عنه وقال إن هذا لحافظ وقال إن لنا كتابا في المسجد وكان جاء من الشام
فادعه فليقرأ قال أبو موسى انه لا يستطيع ان يدخل المسجد فقال عمر أجنب هو؟ قال لا بل نصراني قال فانتهرني وضرب
فخذي وقال أخرجه وقرأ (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ومن يتولهم منكم فإنه منهم ان الله لا يهدى
القوم الظالمين) وذكر الحديث -
باب لا يأخذ المسلمون من ثمار أهل الذمة ولا أموالهم
شيئا بغير أمرهم إذا أعطوا ما عليهم وما ورد
من التشديد في ظلمهم وقتلهم
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عيسى ثنا أشعث بن شعبة أنبأ أرطأة بن المنذر قال سمعت
حكيم بن عمير أبا الأحوص يحدث عن العرباض بن سارية السلمي رضي الله عنه قال نزلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر
ومعه من معه من أصحابه وكان صاحب خيبر رجلا ماردا منكرا فاقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ألكم أن
تذبحوا حمرنا وتأكلوا ثمارنا وتضربوا نساءنا؟ فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا ابن عوف اركب فرسك ثم ناد إن
الجنة لا تحل الا لمؤمن وأن اجتمعوا للصلاة قال فاجتمعوا ثم صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام فقال أيحسب أحدكم
متكئا على أريكته قد يظن أن الله عز وجل لم يحرم شيئا الا ما في هذا القرآن ألا وانى والله قد أمرت ووعظت ونهيت عن
أشياء انها لمثل القرآن أو أكثر وان الله عز وجل لم يحل لكم ان تدخلوا بيوت أهل الكتاب الا بإذن ولا ضرب نسائهم
ولا أكل ثمارهم إذا أعطوكم الذي عليهم -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن شاذان الجوهري ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة ثنا
منصور عن هلال بن يساف عن رجل من ثقيف عن رجل من جهينة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم لعلكم تقاتلون قوما وتظهرون عليهم فيفادونكم بأموالهم دون أنفسهم وأبنائهم وتصالحوهم
على صلح فلا تصيبوا منهم فوق ذلك فإنه لا يحل لكم - قال الثقفي صحبت الجهني في غزاة أو سفر وكان من أعف الناس عن
الأعداء - أخرجه أبو داود من حديث أبو عوانة عن منصور -
(وأخبرنا) أبو علي ثنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسدد وسعيد بن منصور قالا ثنا أبو عوانة عن منصور عن هلال عن
رجل من ثقيف عن رجل من جهينة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلكم تقاتلون قوما فتظهروا عليهم فيتقونكم
بأموالهم دون أنفسهم وأبنائهم قال سعيد في حديثه فيصالحونكم على صلح ثم اتفقا فلا تصيبوا منهم فوق ذلك فإنه

(1) من ف -
204

لا يصلح لكم -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله
ابن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني أبو صخر المدني ان صفوان بن سليم أخبره عن ثلاثين من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن آبائهم دنية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا من ظلم معاهدا وانتقصه وكلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا
بغير طيب نفس منه فانا حجيجه يوم القيامة وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعه إلى صدره، ألا ومن قتل معاهدا
له ذمة الله وذمة رسوله حرم الله عليه ريح الجنة وان ريحها لتوجد من مسيرة سبعين خريفا -
(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي قال أخبرني المنيعي والحسن بن سفيان قالا ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا
أبو معاوية عن الحسن بن عمرو عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل
معاهدا بغير حق لم يرح رائحة الجنة وانه ليوجد ريحها من مسيرة أربعين عاما - رواه البخاري في الصحيح عن قيس بن
حفص عن عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن عمرو (وكذلك) رواه عمرو بن عبد الغفار عن الحسن (وخالفه) مروان بن معاوية
الفزاري فرواه عن الحسن بن عمرو عن مجاهد عن جنادة بن أبي أمية عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة وان ريحها لتوجد من كذا وكذا (أخبرنا) أبو عمرو
الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو أحمد بن زياد ثنا ابن أبي عمر ثنا مروان بن معاوية ثنا الحسن بن عمرو - فذكره -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا عبد الله بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف
الفريابي ثنا سفيان الثوري عن يونس بن عبيد حدثني الحكم بن الأعرج عن الأشعث بن ثرملة العجلي عن أبي بكرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل نفسا معاهدة بغير حلها فقد حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها -
باب النهى عن التشديد في جباية الجزية
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن
عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عروة ان هشام بن حكيم رضي الله عنه
وجد رجلا وهو على حمص يشمس ناسا من القبط (1) في أداء الجزية فقال ما هذا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا - رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر عن ابن وهب -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا جعفر
الأحمر ثنا عبد الملك بن عمير أخبرني رجل من ثقيف قال استعملني علي بن أبي طالب رضي الله عنه على بزرج سابور فقال
لا تضربن رجلا سوطا في جباية درهم ولا تبيعن لهم رزقا ولا كسوة شتاء ولا صيف ولا دابة يعتملون عليها ولا تقم
رجلا قائما في طلب درهم، قال قلت يا أمير المؤمنين إذا ارجع إليك كما ذهبت من عندك قال وان رجعت كما ذهبت ويحك
إنما أمرنا ان نأخذ منهم العفو يعنى الفضل -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا سفيان بن عيينة عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن
عباس رضي الله عنهما ان إبراهيم (2) سأله ما في أموال أهل الذمة فقال ابن عباس رضي الله عنهما العفو يعنى الفضل -
باب لا يأخذ منهم في الجزية خمرا ولا خنزيرا
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا إبراهيم بن بشار ثنا سفيان

(1) كذا في النسخ - وفي صحيح مسلم - النبط - ح
(2) يعني ابن سعد - كذا في كتاب الخراج ليحيى بن آدم - ح -
205

عن عبد الملك بن عمير عمن سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول دخلت على عمر رضي الله عنه وهو يقلب يده هكذا فقلت له
مالك يا أمير المؤمنين؟ قال عويمل لنا بالعراق خلط في فئ المسلمين أثمان الخمر واثمان الخنازير ألم تعلم أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم ان يأكلوها فجملوها فباعوها وأكلوا أثمانها - قال سفيان يقول لا تأخذوا
في جزيتهم الخمر والخنازير ولكن خلوا بينهم وبين بيعها فإذا باعوها فخذوا أثمانها في جزيتهم -
باب الوصاة باهل الذمة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى قالوا ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني حرملة بن عمران التجيبي عن عبد الرحمن بن شماسة المهري قال
سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها
خيرا فان لهم ذمة ورحما فإذا رأيتم رجلين يقتتلان على موضع لبنة (فاخرج منها قال فمر بربيعة و عبد الرحمن بن - 1) شرحبيل
ابن حسنة يتنازعان في موضع لبنة - 2) فخرج منها - رواه مسلم في الصحيح عن هارون الأيلي عن ابن وهب -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي اياس
ثنا شعبة ثنا أبو جمرة قال سمعت جويرية بن قدامة التميمي يقول حججت فأتيت المدينة فسمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يخطب فقال إني رأيت ديكا نقرني نقرة أو نقرتين قال فما كانت الا جمعة أو نحو ذلك حتى أصيب ثم اذن لأصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم ثم اذن لأهل المدينة ثم اذن لأهل الشام ثم اذن لأهل العراق فكنا في آخر من دخل فإذا عمامة سوداء
أو برد اسود قد عصب على طعنته وإذا الدم يسيل فقلنا أوصنا يا أمير المؤمنين فقال أوصيكم بكتاب الله فإنكم لن تضلوا
ما اتبعتموه وأوصيكم بالمهاجرين فان الناس يكثرون ويقلون وأوصيكم بالأنصار فإنهم شعب الاسلام الذي نجا إليه وأوصيكم
بالاعراب فإنهم أصلكم ومادتكم وقال مرة أخرى فإنهم اخوانكم وعدو عدوكم وأوصيكم بذمة الله فإنهم ذمة نبيكم صلى الله عليه
وسلم ورزق عيالكم ثم قال قوموا عنى - رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي اياس -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو بكر بن عياش عن
حصين بن عبد الرحمن عن عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال أوصى الخليفة من بعدى باهل الذمة
خيرا أن يوفى لهم بعهدهم وان يقاتل من ورائهم وان لا يكلفوا فوق طاقتهم - أخرجه البخاري في الصحيح عن أحمد بن
يونس عن أبي بكر بن عياش -
باب لا يقرب المسجد الحرام وهو الحرم كله مشرك
قال الله تبارك وتعالى (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا)
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري
أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى أن
لا يحج بعد العام مشرك وان لا يطوف بالبيت عريان ويوم الحج الأكبر يوم النحر وإنما قيل الحج الأكبر من أجل قول
الناس الحج الأصغر فنبذ أبو بكر رضي الله عنه إلى الناس في ذلك العام فلم يحج في العام القابل الذي حج فيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم حجة الوداع مشرك وأنزل الله في العام الذي نبذ فيه أبو بكر رضي الله عنه إلى المشركين (يا أيها الذين
آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) الآية وذكر باقي الحديث - رواه البخاري في
الصحيح عن أبي اليمان -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا الحسن بن موسى ثنا أبو خيثمة زهير

(1) كذا في لأصل - وفي صحيح مسلم - ابني - بالتثنية - ح
(2) سقط من ف -
206

ثنا أبو إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي رضي الله عنه قال أرسلت إلى أهل مكة بأربع، لا يطوفن بالكعبة عريان ولا يقربن
المسجد الحرام مشرك بعد عامه ولا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد
فهده إلى مدته -
(وأخبرنا) أبو نصر ثنا أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن أبي إسحاق الهمداني عن
زيد بن يثيع قال سألنا عليا رضي الله عنه باي شئ بعثت؟ قال بأربع فذكرهن الا أنه قال ولا يجتمع مسلم ومشرك بعد عامهم
هذا في الحج - وزاد ومن لم يكن له عهد فأربعة أشهر -
باب لا يسكن ارض الحجاز مشرك
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد الحسن بن محمد بن إسحاق الأسفرائيني ثنا موسى بن هارون ثنا المرار بن حمويه
الهمذاني ثنا محمد بن يحيى الكناني قال موسى وهو أبو غسان الكناني عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما
فدعت (1) بخيبر قام عمر رضي الله عنه خطيبا في الناس فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عامل يهود خيبر على أموالها
وقال نقركم ما أقركم الله وان عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك فعدى عليه في الليل ففدعت يداه وليس لنا عدو هناك
غيرهم وهم تهمتنا وقد رأيت اجلاءهم فلما أجمع على ذلك أتاه أحد بنى أبى الحقيق فقال يا أمير المؤمنين تخرجنا وقد اقرنا
محمد وعاملنا على الأموال وشرط ذلك لنا؟ فقال عمر رضي الله عنه أظننت أنى نسيت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
،، كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة،، فأجلاهم وأعطاهم قيمة ما لهم من الثمر مالا وابلا وعروضا
من أقتاب وحبال وغير ذلك - رواه البخاري في الصحيح عن أبي احمد وهو مرار بن حمويه -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ القاسم بن زكريا ثنا ابن بزيع وأبو الأشعث قالا ثنا
الفضيل بن سليمان أنبأ موسى بن عقبة أخبرني نافع عن ابن عمر أن عمر رضي الله عنه أجلي اليهود والنصارى من ارض
الحجاز وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على خيبر أراد اخراج اليهود منها وكانت الأرض إذ أظهر عليها لله ولرسوله
وللمسلمين فسأل اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقرهم بها على أن يكفوا العمل ولهم نصف الثمر فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أقركم على ذلك ما شئنا فأقروا بها وأجلاهم عمر رضي الله عنه في امارته إلى تيماء وأريحا - رواه البخاري
في الصحيح عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني املاء أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد
الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن سليمان بن أبي مسلم قال سمعت سعيد بن جبير يقول سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول
يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى ثم قال اشتد وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ائتوني اكتب لكم كتابا لا تضلوا
بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقال ذروني فالذي انا فيه خير مما تدعوني إليه وأمرهم بثلاث فقال أخرجوا
المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم والثالثة نسيتها - رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة
وغيره عن سفيان ورواه مسلم عن سعيد بن منصور وقتيبة وغيرهما عن سفيان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن عبد الله (ح وحدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ
أبو محمد عبد الرحمن بن يحيى الزهري القاضي بمكة ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ قالا ثنا روح بن عبادة قال ثنا سفيان الثوري
عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن
عشت لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا اترك فيها الا مسلما - رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن

(1) ف - فرغت - مد - قدمت - والصواب فدعت كما في النهاية - وفي صحيح البخاري في هذا الحديث لما فدع أهل
خيبر عبد الله الخ وفي النهاية الفدع بالتحريك.. وهو أن تزول المفاصل عن أماكنها - ح -
207

حرب عن روح -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد
عن إبراهيم بن ميمون ثنا سعد (1) بن سمرة بن جندب عن أبيه عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال آخر ما تكلم به
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخرجوا يهود الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب واعلموا أن شر الناس الذين
اتخذوا قبورهم مساجد -
(أخبرنا) أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني العدل أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا يحيى بن
بكير ثنا مالك عن إسماعيل بن أبي حكيم انه سمع عمر بن عبد العزيز يقول بلغني انه كان من آخر (2) ما تكلم به رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان قال قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لا يبقين دينان بأرض العرب (قال وحدثنا)
مالك عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجتمع دينان في جزيرة العرب قال مالك قال ابن شهاب
ففحص عن ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى اتاه الثلج واليقين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يجتمع
دينان في جزيرة العرب فأجلى يهود خيبر قال مالك قد أجلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يهود نجران وفدك -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سليمان بن داود العتكي ثنا جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن
أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون قبلتان في بلد واحد (وروينا) عن أبي كدينة عن
قابوس بن أبي ظبيان باسناده لا يجتمع قبلتان في جزيرة العرب (قال الشيخ) رحمه الله وقد أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يهود بنى النضير ثم يهود المدينة (ورويناه) في حديث ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو السرى محمد بن أحمد بن حامد بالطابران ثنا أحمد بن داود الحنظلي ثنا سويد
ابن سعيد ثنا حفص بن ميسرة عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان يهود بنى النضير وقريظة حاربوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى النضير وأقر قريظة - وذكر الحديث قال وأجلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم يهود المدينة كلهم بنى قينقاع وهم قوم عبد الله بن سلام وبنى حارثة وكل يهودي كان بالمدينة وكان اليهود
والنصارى ومن سواهم من الكفار لا يقرون فيها فوق ثلاثة أيام على عهد عمر ولا أدرى أكان يفعل ذلك بهم أم لا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر الخولاني قال قرئ على شعيب بن الليث أخبرك
أبوك قال حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال بينما نحن جلوس في المسجد إذ خرج
إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انطلقوا إلى يهود فخرجنا معه حتى جئنا إلى بيت المدراس فقام رسول الله صلى الله
عليه وسلم فناداهم فقال يا معشر يهود أسلموا تسلموا قالوا قد بلغت يا أبا القاسم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك
أريد أسلموا تسلموا قالوا قد بلغت يا أبا القاسم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أريد ثم قالها الثالثة وقال
اعلموا أن الأرض لله ولرسوله وانى أريد أن أجليكم من هذه الأرض فمن وجد منكم شيئا من ماله فليبعه والا فاعلموا
إنما الأرض لله ولرسوله - أخرجه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف وأخرجه مسلم عن قتيبة كلاهما عن
الليث بن سعد -
باب ما جاء في تفسير ارض الحجاز وجزيرة العرب
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمود بن خالد ثنا عمر بن عبد الواحد قال قال سعيد بن
عبد العزيز جزيرة العرب ما بين الوادي إلى أقصى اليمن إلى تخوم العراق إلى البحر -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز (عن أبي عبيد 3 -) عن أبي عبيدة قال جزيرة

(1) في النسخ سعيد والصواب سعد كما في تعجيل المنفعة - ح
(2) مد - كان آخر -
(3) من ف -
208

العرب ما بين حفر أبى موسى إلى أقصى اليمن في الطول واما العرض فما بين رمل يبرين إلى منقطع السماوة - قال وقال
الأصمعي جزيرة العرب من أقصى عدن أبين إلى ريف العراق في الطول واما العرض فمن جدة وما والاها من ساحل
البحر إلى أطراف الشام -
(أخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا بشر بن موسى قال قال أبو عبد الرحمن يعنى المقرى جزيرة العرب
من لدن القادسية إلى لدن قعر عدن إلى البحرين -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود قال قرئ على الحارث بن مسكين وانا شاهد أخبرك اشهب بن
عبد العزيز قال قال مالك. عمر رضي الله عنه أجلى أهل نجران ولم يجلوا من تيماء لأنها ليست من بلاد العرب فاما الوادي
فانى أرى إنما لا يجلى من فيها من اليهود انهم لم يروها من ارض العرب -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي وان سأل من يؤخذ منه الجزية ان
يعطيها ويجرى عليه الحكم على أن يسكن الحجاز لم يكن ذلك له، والحجاز مكة والمدينة واليمامة ومخاليفها كلها (قال الشافعي)
ولم اعلم أحدا أجلى من أهل الذمة من اليمن وقد كانت بها ذمة وليست اليمن بحجاز فلا يجليهم أحد من اليمن ولا بأس ان
يصالحهم على مقامهم باليمن (قال الشيخ) قد جعلوا اليمن من ارض العرب والجلاء وقع على أهل نجران وذمة أهل
الحجاز دون ذمة أهل اليمن لأنها ليست بحجاز لا لأنهم لم يروها من ارض العرب والجلاء في الحديث تخصيص وفى حديث
سمرة عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه دليل أو شبه دليل على موضع الخصوص والله أعلم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا الواقدي
حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم من خيبر إلى وادى القرى - فذكر الحديث في فتح وادى القرى قال فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادي
القرى أربعة أيام وقسم ما أصاب على أصحابه بوادي القرى وترك الأرض والنخل بأيدي يهود وعاملهم عليها فلما كان عمر
ابن الخطاب رضي الله عنه اخرج يهود خيبر وفدك ولم يخرج أهل تيماء ووادى القرى لأنهما داخلتان في ارض الشام ونرى أن
ما دون وادى القرى إلى المدينة حجاز وان ما وراء ذلك شام (قال الشيخ) هذا الكلام الأخير أظنه من قول الواقدي -
(أخبرنا) أبو عبد الله قال سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول سمعت أحمد بن محمد بن صالح يعنى النيسابوري يقول
سمعت علي بن الحسين الرازي يقول سمعت عبد العزيز بن يحيى المدني يقول سمعت مالك بن انس يقول جزيرة العرب المدينة
ومكة واليمن فاما مصر فمن بلاد المغرب، والشام من بلاد الروم، والعراق من بلاد فارس -
باب الذمي يمر بالحجاز مارا لا يقيم ببلد منها أكثر من ثلاث ليال
(أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو عمرو إسماعيل بن نجيد ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا ابن بكير
ثنا مالك عن نافع عن أسلم مولى عمر بن الخطاب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضرب لليهود والنصارى والمجوس
بالمدينة إقامة ثلاثة أيام (1) يتسوقون بها ويقضون حوائجهم ولا يقيم أحد منهم فوق ثلاث ليال -
باب ما يؤخذ من الذمي إذا أتجر في غير بلده والحربي إذا
دخل بلاد الاسلام بأمان
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال ثنا يحيى بن الربيع المكي ثنا سفيان عن هشام عن أنس

(1) ف - ثلاث ليال -
209

ابن سيرين قال بعثني أنس بن مالك رضي الله عنه على العشور فقلت تبعثني على العشور من بين علمك (1) فقال ألا ترضى ان
أجعلك (2) على ما جعلني عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمرني ان آخذ من المسلمين ربع العشر ومن أهل الذمة نصف
العشر وممن لا ذمة له العشر -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا معاذ بن معاذ عن ابن عون عن
انس بن سيرين قال ارسل إلى انس بن مالك رضي الله عنه فأبطأت عليه ثم ارسل إلى فأتيته فقال إن كنت لأرى لو انى
أمرتك (3) ان تعض على حجر كذا وكذا ابتغاء مرضاتي لفعلت، اخترت لك خير عمل فكرهته إني أكتب لك سنة عمر
قلت فاكتب لي سنة عمر رضي الله عنه قال فكتب من المسلمين من كل أربعين درهما درهم، ومن أهل الذمة من
كل عشرين درهما درهم، وممن لا ذمة له من كل عشرة دراهم درهم، قال قلت من لا ذمة له؟ قال الروم كانوا
يقدمون الشام -
(وأخبرنا) أبو طاهر الفقيه ثنا أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه ثنا بشر بن موسى ثنا المقرى ثنا أبو حنيفة عن الهيثم وكان
صيرفيا بالكوفة عن أنس بن سيرين اخى محمد بن سيرين قال جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنس بن مالك على صدقة
البصرة فقال لي أنس بن مالك أبعثك على ما بعثني عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقلت لا أعمل ذلك حتى تكتب لي عهد
عمر بن الخطاب الذي عهد إليك فكتب لي ان خذ من أموال المسلمين ربع العشر ومن أموال (أهل الذمة إذا اختلفوا
للتجارة نصف العشر ومن أموال - 4) أهل الحرب العشر -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن
سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يأخذ من النبط من
الحنطة والزيت نصف العشر يريد بذلك ان يكثر الحمل إلى المدينة ويأخذ من القطنية العشر (قال وأنبأ) الشافعي أنبأ
مالك عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد أنه قال كنت عاملا مع عبد الله بن عتبة على سوق المدينة في زمان عمر بن الخطاب
رضي الله عنه فكان يأخذ من النبط العشر -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم أنبأ ابن بكير ثنا مالك انه سأل ابن شهاب على أي
وجه أخذ عمر بن الخطاب رضي الله عنه من النبط العشر فقال كان ذلك يؤخذ منهم في الجاهلية فألزمهم ذلك عمر بن
الخطاب رضي الله عنه -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا عبد الله بن المبارك
عن معمر عن الزهري عن السائب بن يزيد قال كنت أعاشر مع عبد الله بن عتبة زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكان
يأخذ من أهل الذمة انصاف عشور أموالهم فيما تجروا فيه -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا قيس عن عاصم الأحول عن الحسن قال كتب
أبو موسى إلى عمر رضي الله عنهما ان تجار المسلمين إذا دخلوا دار الحرب أخذوا (5) منهم العشر قال فكتب إليه عمر خذ منهم
إذا دخلوا إلينا مثل ذلك العشر وخذوا من تجار أهل الذمة نصف العشر ومن المسلمين من مائتين خمسة وما زاد فمن
كل أربعين درهما درهما -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا قيس بن الربيع عن مغلس عن مقاتل بن حيان عن أبي مجلز عن
زياد بن حدير قال كتبت إلى عمر في أناس من أهل الحرب يدخلون ارضنا ارض الاسلام فيقيمون قال فكتب إلى عمر
رضي الله عنه ان أقاموا ستة أشهر فخذ منهم العشر وإن أقاموا سنة فخذ منهم نصف العشر -

(1) كذا ولعله غلمتك - ح
(2) ف - ان اؤهلك
(3) ف - لأرى اني لو أمرتك
(4) سقط من ف -
(5) كذا
210

(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا سفيان بن سعيد عن خالد بن عبد الله العبسي عن عبد الله بن معقل
عن زياد بن حدير قال ما كنا نعشر مسلما ولا معاهدا قال قلت فمن كنتم تعشرون؟ قال تجار أهل الحرب كما يعشرونا إذا
أتيناهم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا
أحمد بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش عن نصير عن عطاء بن السائب عن حرب بن عبيد الله عن أبيه عن أبي حمدة (1) قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على المسلمين عشور إنما العشور على اليهود والنصارى - قال العباس هكذا قال أحد بن
يونس في هذه الرواية عن أبيه عن أبي حمدة (1) وذكرها البخاري في التاريخ دون ذكر أبيه وقد مضى سائر طرقه وذكرنا
حديث عمر بن عبد العزيز في ذلك في كتاب الزكاة -
باب لا يؤخذ منهم ذلك في السنة الا مرة واحدة الا ان يقع
الصلح على أكثر منها
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي
حصين عن زياد بن حدير قال كنت اعشر بنى تغلب كلما اقبلوا وادبروا (فانطلق شيخ منهم إلى عمر فقال إن زيادا
يعشرنا كلما اقبلنا أو أدبرنا - 2) فقال تكفى ذلك ثم اتاه الشيخ بعد ذلك وعمر رضي الله عنه في جماعة فقال يا أمير المؤمنين
انا الشيخ النصراني فقال عمر رضي الله عنه وانا الشيخ الحنيف قد كفيت قال وكتب إلى أن لا تعشرهم في السنة الا مرة -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن نجيد ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن رزيق
ابن حيان ان عمر بن عبد العزيز كتب إليه ومن مر بك من أهل الذمة فخذ (مما يديرون من التجارات - 2) من أموالهم
من كل عشرين دينارا دينارا فما نقص فبحساب ذلك حتى يبلغ عشرة دنانير فان نقصت ثلث دينار فدعها ولا تأخذ منها
شيئا واكتب لهم بما تأخذ منهم كتابا إلى مثله من الحول -
باب السنة ان لا يقتل الرسل
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا
يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فحدثني سعد بن طارق عن سلمة بن نعيم بن مسعود عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم حين جاءه رسولا مسيلمة الكذاب بكتابه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهما وأنتما تقولان مثلما يقول
فقالا نعم فقال أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت اعناقكما -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن كثير أنبأ سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب
انه اتى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال ما بيني وبين أحد من العرب حنة وانى مررت بمسجد لبنى حنيفة فإذا هم يؤمنون
بمسيلمة فأرسل إليهم عبد الله فجئ بهم فاستتابهم غير ابن النواحة قال له سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لولا انك
رسول لضربت عنقك فأنت اليوم لست برسول فأمر قرظة بن كعب فضرب عنقه في السوق ثم قال من أراد أن ينظر إلى
ابن النواحة قتيلا بالسوق -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو عاصم عن سفيان عن عاصم عن أبي
وائل عن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن النواحة لولا انك رسول لقتلتك -

(1) ف - عن أبي جده
(2) من ف -
211

(أخبرنا) أبو طاهر أنبأ أبو بكر ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله
رضي الله عنه قال مضت السنة ان لا تقتل الرسل -
باب الحربي إذا لجأ إلى الحرم وكذلك من وجب عليه حد
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى قال قلت لمالك بن أنس
حدثك ابن شهاب عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه مغفر فلما نزعه
جاءه رجل فقال ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال أقتلوه؟ قال نعم - رواه مسلم عن يحيى بن يحيى - ورواه البخاري
عن عبد الله بن يوسف عن مالك -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو أحمد محمد بن إسحاق العدل الصفار ثنا أحمد بن محمد بن نصر ثنا عمرو بن طلحة القناد ثنا
أسباط بن نصر عن السدى عن مصعب بن سعد عن أبيه قال لما كان يوم فتح مكة امن رسول الله صلى الله عليه وسلم
الناس الا أربعة نفر وامرأتين وقال اقتلوهم وان وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل، و عبد الله بن
خطل، ومقيس بن صبابة، و عبد الله بن سعد بن أبي سرح -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا إبراهيم بن حماد ثنا علي بن حرب بن محمد ثنا زيد بن الحباب
ثنا عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد المخزومي حدثني أبي عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة
أربعة لا أؤمنهم في حل ولا في حرم الحويرث بن معبد، ومقيس، وهلال بن خطل، و عبد الله بن أبي سرح، فاما الحويرث
فقتله علي رضي الله عنه، واما مقيس فقتله ابن عم له لحا، واما هلال بن خطل فقتله الزبير رضي الله عنه، واما عبد الله
ابن أبي سرح فاستأمن له عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان أخاه من الرضاعة، وقينتين كانتا لمقيس تغنيان بهجاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلت إحداهما وأفلتت الأخرى وأسلمت -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن
سعد عن سعيد المقبري عن أبي شريح العدوي أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة ائذن لي أيها الأمير
أحدثك قولا قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم
به، حمد الله وأثنى عليه ثم قال إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها
دما ولا يعضد بها شجرة وان (1) أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن
لكم وإنما أذن لي ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس وليبلغ الشاهد الغائب - فقيل لأبي شريح ما قال
لك عمرو فقال قال عمرو انا اعلم بذلك منك يا أبا شريح ان الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بخربة - رواه البخاري
ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد -

(1) ف - فان -
212

(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي رضي الله عنه إنما معنى ذلك والله أعلم انها
لم يحلل ان ينصب عليها الحرب حتى تكون كغيرها فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم عندما قتل عاصم بن ثابت وخبيب
بقتل أبي سفيان في دار بمكة غيلة ان قدر عليه - وهذا في الوقت الذي كانت فيه محرمة فدل على أنها لا تمنع أحدا من شئ
وجب عليه وانها إنما يمنع من أن ينصب عليها الحرب كما ينصب على غيرها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا الواقدي حدثني
إبراهيم بن جعفر عن أبيه (قال الواقدي وحدثنا) عبد الله بن أبي عبيدة عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري (ح قال وحدثنا)
عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون وزاد بعضهم على بعض فذكر قصة في بعث أبي سفيان من يقتل محمدا صلى الله
عليه وسلم غيلة وان الله تعالى اطلع عليه نبيه واسلم الرجل قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن أمية الضمري
وسلمة بن أسلم بن حريش اخرجا حتى تأتيا أبا سفيان بن حرب فان أصبتما منه غرة فاقتلاه ثم ذكر قصة في رؤية معاوية
عمرا واخباره أباه بذلك وان عمرو بن أمية وسلمة بن أسلم اسندا في الجبل وتغيبا في غار ثم إن عمرو بن أمية خرج فقتل
عبيد الله بن مالك ابن أخي طلحة بن عبيد الله وجاء إلى خبيب بن عدي وهو مصلوب فانزله وأهال عليه التراب ثم ذكر
رجوعهما منفردين إلى المدينة -
213

(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد ثنا إسحاق الأزرق ثنا
زكريا عن الشعبي عن الحارث بن مالك بن برصاء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة لا تغزى بعدها إلى
يوم القيامة -
(أخبرنا) عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن
ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال من قتل أو سرق في الحل ثم دخل في الحرم فإنه لا يجالس ولا يكلم
ولا يؤذى ويناشد (حتى يخرج فإذا خرج أقيم عليه - 1) ما أصاب، فان قتل أو سرق في الحل ثم ادخل الحرم فأرادوا ان يقيموا
عليه ما أصاب أخرجوه من الحرم إلى الحل، وان قتل أو سرق في الحرم أقيم عليه في الحرم (قال الشيخ رحمه الله) وهذا
من رأى (2) ابن عباس رضي الله عنهما وقد تركناه بالظواهر التي وردت في إقامة الحدود دون تخصيص الحرم بتركها
فيه من صاحب الشريعة والله أعلم -

(1) من ف -
(2) ف - هذا رأى من -
214

باب ما جاء في هدايا المشركين للامام
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان ثنا يحيى بن جعفر ثنا عبد الوهاب أنبأ سعيد عن قتادة
عن أنس رضي الله عنه ان أكيدر دومة اهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم جبة فلبسها - وذكر الحديث - أخرجه
البخاري في الصحيح فقال وقال سعيد عن قتادة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ علي بن عبد العزيز ثنا عارم ثنا معتمر (ح وأنبأ) أبو عبد الله الحافظ
أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن نصر المروزي ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا المعتمر بن سليمان ثنا أبي عن أبي عثمان قال حدث
عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثين ومائة فقال النبي صلى الله عليه
وسلم هل مع أحد منكم طعام؟ فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه فعجن ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها
قال أبيع أو عطية أو قال أم هبة؟ فقال بل بيع قال فاشترى منها شاة فصنعت فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسواد البطن
ان يشوى وأيم الله ما من الثلاثين والمائة الا قد حزله رسول الله صلى الله عليه وسلم حزة من سواد بطنها إن كان شاهدا
أعطاه وإن كان غائبا خبأ له قال وجعل منها قصعتين قال فأكلنا أجمعون وشبعنا وفضل في القصعتين فحملناه على البعير
أو كما قال - رواه البخاري في الصحيح عن عارم ورواه مسلم عن عبيد الله بن معاذ -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي املاء ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا سهل بن بكار ثنا
وهيب عن عمرو بن يحيى الأنصاري عن العباس الساعدي عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال سافرت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى تبوك - فذكر الحديث قال فيه واهدى ملك الأيلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء فكساه
النبي صلى الله عليه وسلم بردة وكتب له ببحرهم - وذكر الحديث - رواه البخاري في الصحيح عن سهل بن بكار وأخرجه
مسلم من وجه آخر عن وهيب -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ثنا معاوية بن سلام عن زيد أنه سمع
أبا سلام قال حدثني عبد الله الهوزني قال لقيت بلالا مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا بلال حدثني كيف كانت
نفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث قال فيه فإذا انسان يسعى يدعو يا بلال أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فانطلقت حتى أتيته فإذا أربع ركائب مناخات عليهن احمالهن فاستأذنت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشر فقد
جاءك الله بقضائك ثم قال ألم تر إلى الركائب المناخات الأربع؟ فقلت بلى فقال إن لك رقابهن وما عليهن فان عليهن كسوة
وطعاما أهداهن إلى عظيم فدك فاقبضهن واقض دينك ففعلت -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا يزيد بن هارون
أنبأ إسرائيل عن ثوير بن أبي فاختة عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال اهدى كسرى إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقبل منه واهدى قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل منه وأهدت له الملوك فقبل منهم (قال الشافعي
رحمه الله) في القديم قد اهدى أبو سفيان بن حرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ادما فقبل منه واهدى إليه صاحب
الإسكندرية مارية أم إبراهيم فقبلها، وغيرهما قد اهدى إليه ولم يجعل ذلك بين المسلمين -
215

(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عمران عن
قتادة عن يزيد بن عبد الله عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة أو هدية
فقال أسلمت؟ قلت لا قال إني نهيت عن زبد المشركين -
(وأخبرنا) أبو بكر ثنا عبد الله ثنا يونس ثنا أبو داود ثنا حماد بن زيد ثنا أبو التياح ثنا الحسن عن عياض بن حمار رضي الله عنه
قال أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية أو قال ناقة فقال لي أسلمت؟ قلت لا فأبى ان يقبلها وقال إنها لا نقبل
زبد المشركين - قلت للحسن ما زبد المشركين؟ قال رفدهم - قال الشيخ يحتمل رده هديته التحريم ويحتمل التنزيه
وقد يغيظه برد هديته فيحمله ذلك على الاسلام - والاخبار في قبول هداياهم أصح وأكثر وبالله التوفيق -
باب نصارى العرب تضعف عليهم الصدقة
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو الصيرفي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا
أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق الشيباني عن السفاح عن داود بن كردوس قال صالح عمر بن الخطاب رضي الله عنه
بنى تغلب على أن يضاعف عليهم الصدقة ولا يمنعوا أحدا منهم ان يسلم وان لا يغمسوا أولادهم -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن بن علي ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو معاوية عن أبي إسحاق الشيباني عن السفاح عن
داود بن كردوس عن عمر رضي الله عنه انه صالح بنى تغلب على أن لا يصبغوا في دينهم صبيا وعلى أن عليهم الصدقة مضاعفة
وعلى ان لا يكرهوا على دين غير دينهم فكان داود يقول ما لبنى تغلب ذمة قد صبغوا -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا عبد السلام بن رحب عن أبي إسحاق عن السفاح عن داود بن
كردوس عن عبادة بن النعمان التغلبي أنه قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يا أمير المؤمنين ان بنى تغلب من قد علمت
شوكتهم وانهم بإزاء العدو فان ظاهروا عليك العدو اشتدت مؤنتهم فان رأيت أن تعطيهم شيئا قال فافعل قال فصالحهم
على أن لا يغمسوا أحدا من أولادهم في النصرانية وتضاعف عليهم الصدقة قال وكان عبادة يقول قد فعلوا ولا عهد لهم -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي عقيب هذا الحديث وهكذا حفظ أهل المغازي
وساقوه أحسن من هذا السياق فقالوا رامهم على الجزية فقالوا نحن عرب لا نؤدى ما يؤدى العجم ولكن خذ منا كما يأخذ
بعضكم من بعض يعنون الصدقة فقال عمر رضي الله عنه لا، هذا فرض على المسلمين فقالوا فزد ما شئت بهذا الاسم لا باسم
الجزية ففعل فتراضى هو وهم على أن ضعف عليهم الصدقة -
باب ما جاء في ذبائح نصارى بنى تغلب
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد عن
عبد الله بن دينار عن سعد الجاري أو عبد الله بن سعد مولى عمر بن الخطاب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ما نصارى
العرب باهل كتاب وما يحل لنا ذبائحم وما انا بتاركهم حتى يسلموا أو اضرب أعناقهم (قال الشافعي) وإنما تركنا ان
نجبرهم على الاسلام أو نضرب أعناقهم لان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من نصارى العرب وان عمر وعثمان
وعليا رضي الله عنهم قد اقروهم وإن كان عمر قد قال هذا لذلك لا يحل لنا نكاح نسائهم لان الله جل ثناءه إنما أحل لنا
216

من أهل الكتاب الذي عليهم نزل -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن (1) محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان بن عمر السهمي أنبأ هشام عن
محمد هو ابن سيرين عن عبيدة قال سألت عليا رضي الله عنه عن ذبائح نصارى بنى تغلب فقال لا تأكلوه فإنهم لم يتعلقوا من
دينهم بشئ الا بشرب الخمر -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو أنبأ أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران (الأصبهاني ثنا أبو نعيم ثنا شريك عن إبراهيم
ابن المهاجر البجلي عن زياد بن حدير الأسدي - 2) قال قال علي رضي الله عنه لئن بقيت لنصارى بنى تغلب لأقتلن المقاتلة
ولأسبين الذرية فانى كتبت الكتاب بين النبي صلى الله عليه وسلم وبينهم على أن لا ينصروا أبناءهم -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ (3) أنبأ إسماعيل بن موسى الحاسب ثنا جبارة حدثني عبد الحميد بن
بهرام حدثني شهر بن حوشب حدثني ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذبيحة نصارى
العرب - هذا اسناد ضعيف وقد روى عن ابن عباس رضي الله عنهما بخلافه -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن ثور بن زيد الديلي عن
عبد الله بن عباس رضي الله عنهما انه سئل عن ذبائح نصارى العرب فقال لا بأس بها وتلا هذه الآية (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن بالويه ثنا أحمد بن علي الجزار ثنا خالد بن خداش ثنا عبد الله بن وهب أخبرني
مالك عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما - فذكره بمثله -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي
قال والذي يروى من حديث ابن عباس في احلال ذبائحهم إنما هو من حديث عكرمة إخبرنيه ابن الدراوردي وابن أبي
يحيى عن ثور الديلي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما انه سئل عن ذبائح نصارى العرب فقال قولا حكياه هو احلالها
وتلا (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) ولكن صاحبنا سكت عن اسم عكرمة، وثور لم يلق ابن عباس (قال الشيخ رحمه الله)
يعنى بصاحبنا مالك بن انس لم يذكر عكرمة في أكثر الروايات عنه وكأنه كان لا يرى أن يحتج به وثور الديلي إنما رواه
عنه عن ابن عباس لا ينبغي ان يحتج به والله أعلم - كذا قال ابن عباس فيما روى عنه عكرمة ونحن إنما رغبنا عنه لقول عمر

(1) ف - أبو العباس
(2) من ف
(3) ف - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أنبأ أبو عبد الله الحافظ - كذا - ح -
217

وعلي رضي الله عنهما -
باب ما جاء في تعشير أموال بنى تغلب إذا اختلفوا بالتجارة
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا شريك عن إبراهيم
ابن مهاجر عن زياد بن حدير قال بعثني عمر رضي الله عنه إلى نصارى بنى تغلب وأمرني ان آخذ منهم نصف عشر أموالهم
ونهاني ان اعشر مسلما أو ذا ذمة يؤدى الخراج قال يعنى فيما أظن بقوله مسلما يقول من أسلم منهم لأنه إنما ارسل إلى نصارى
بنى تغلب وقوله أو ذا ذمة يؤدى الخراج يقول إن أهل الذمة لا يعرض لهم في مواشيهم ولا في عشر زروعهم وثمارهم
الا بنى تغلب لأنهم صولحوا على ذلك (قال الشيخ) ويحتمل انه لم يكن في صلح أولئك الذين كانوا في ولايته من أهل الذمة
تعشير أموالهم التي يتجرون بها -
(وأخبرنا) أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن (ثنا يحيى - 1) ثنا أبو بكر عن أبي إسحاق الشيباني عن جامع بن شداد عن
زياد بن حدير قال كتب إلى عمر أن لا تعشر بنى تغلب في السنة الا مرة -
باب المهادنة على النظر للمسلمين
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا
عبد الرزاق عن معمر قال الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم يصدق حديث كل
واحد منهما صاحبه قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه حتى إذا كانوا
بذى الحليفة قلد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدى واشعره وأحرم بالعمرة وبعث بين يديه عينا له من خزاعة يخبره
عن قريش وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بوادي الاشطاط (2) قريب من عسفان اتاه عينه الخزاعي
فقال أنى تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد جمعوا لك (الأحابش قال أحمد بن حنبل وقال يحيى بن سعيد عن ابن
المبارك قد جمعوا لك - 3) الأحابيش وجمعوا لك جموعا وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم
أشيروا على أترون ان نميل إلى ذرارى هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم فان قعدوا قعدوا موتورين محزونين وان
نجوا (4) تكن عنقا قطعها الله (5) أو ترون ان نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه فقال أبو بكر رضي الله عنه الله ورسوله اعلم
يا نبي الله إنما جئنا معتمرين ولم نجئ نقاتل أحدا ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه فقال النبي صلى الله عليه وسلم
فروحوا إذا - قال الزهري وكان أبو هريرة يقول ما رأيت أحدا قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال الزهري في حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم فراحوا حتى إذا كان (6) ببعض الطريق قال
النبي صلى الله عليه وسلم ان خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا
هو بغبرة (7) الجيش فانطلق يركض نذيرا لقريش وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها
بركت به راحلته (8) فقال الناس حل حل فألحت فقالوا خلات القصواء خلات القصواء فقال النبي صلى الله عليه وسلم

(1) سقط من ف - والأثر ثابت في كتاب الخراج ليحيى بسنده كما هنا - ح
(2) في ف - حتى إذا كان.. الاشطاط وفي مسند أحمد ج 4 صفحة 328 بغدير الاشطاط وكذا في صحيح البخاري وفي نسخة منه الاشظاظ - ح
(3) من ف وليست في المسند وفيه الأحابش -
(4) ف وان تجو - كذا وفي المسند موتورين محروبين وان نجوا أو قال يحيى بن سعيد
عن ابن المبارك محزونين وان يحنون كذا - ح
(5) وهكذا في مسند أحمد ووقع في صحيح البخاري فان يأتونا كان الله قد قطع عينا من المشركين - ح
(6) في المسند كانوا - ح
(7) في المسند - بقترة
(8) زاد في المسند وقال يحيى بن سعيد عن ابن المبارك بركت بها راحلته -
218

ما خلات القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل ثم قال والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها
حرمات الله الا أعطيتهم إياها ثم زجرها فوثبت به قال فعدل عنها حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء إنما يتبرضه
الناس تبرضا فلم يلبثه الناس ان نزحوه فشكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم ان
يجعلوه فيه قال فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه قال فبينا هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من
قومه وكانوا عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل تهامة فقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي (قال
احمد حدثناه يحيى بن سعيد عن ابن المبارك وقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي - 1) نزلوا اعداد مياه الحديبية
معهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا لم نجئ لقتال أحد لكنا
جئنا معتمرين وان قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم فان شاؤوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس فان أظهر فان
شاؤوا ان يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا والا فقد جموا وان أبوا (2) فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمرى هذا حتى تنفرد
سالفتي أو لينفذن الله أمره (3) قال بديل سأبلغهم ما تقول فانطلق حتى أتى قريشا فقال انا قد جئناكم من عند هذا الرجل
وسمعناه يقول قولا فان شئتم نعرضه عليكم فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا في أن تحدثنا عنه بشئ وقال ذوو الرأي منهم هات
ما سمعته يقول قال سمعته (4) يقول كذا وكذا فحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فقام عروة بن مسعود الثقفي فقال
أي قوم ألستم بالولد؟ قالوا بلى قال أولست بالوالد (5) قالوا بلى قال فهل تتهموني؟ قالوا لا قال ألستم تعلمون انى استنفرت
أهل عكاظ فلما جمحوا (6) على جئتكم باهلي وولدي ومن أطاعني قالوا بلى قال فان هذا قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها
ودعوني آته فقالوا ائته فأتاه فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال له نحوا من قوله لبديل فقال عروة عند ذلك
أي محمد أرأيت ان استأصلت قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أصله قبلك وان تكن الأخرى فوالله انى لآرى
وجوها وأرى أوباشا (7) من الناس خلقاء ان يفردوا ويدعوك فقال له أبو بكر رضي الله عنه امصص بظر اللات أنحن
نفر عنه وندعه فقال من ذا؟ فقال (8) أبو بكر قال أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك
وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فلما (9) كلمه اخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم
ومعه السيف وعليه المغفر فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب يده بنعل السيف وقال أخر يدك
عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع عروة يده فقال من هذا؟ قالوا المغيرة بن شعبة قال أي غدر أو لست أسعى في
غدرتك - وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء واسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما الاسلام
فأقبل واما المال فلست منه في شئ ثم إن عروة جعل يرمق النبي صلى الله عليه وسلم بعينه قال فوالله ما تنخم رسول الله
صلى الله وسلم نخامة الا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا امره وإذا توضأ كادوا
يقتتلون على وضوئه وإذا تكلموا خفضوا (10) أصواتهم وما يحدون النظر إليه تعظيما له فرجع إلى أصحابه فقال أي قوم والله
لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب
محمد محمدا والله إن تنخم نخامة الا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا امره وإذا توضأ
كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له وانه قد عرض عليكم خطة

(1) سقط من المسند
(2) في المسند وان هم أبوا
(3) زاد في المسند قال يحيى عن ابن المبارك حتى تنفرد قال فان شاءوا
ماددناهم مدة -
(4) في المسند قال قد سمعته
(5) كذا في مد - وفي صحيح البخاري - ووقع في ف وفي مسند أحمد ألستم
بالوالد قالوا بلى قال أولست بالولد - ولعله الصواب فان أم عروة هي سبيعة بنت عبد شمس أخت أمية كما في الإصابة - ح
(6) في المسند وصحيح البخاري بلحوا
(7) كذا في مد والمسند وفي ف - أو شابا
(8) في المسند - قالوا
(9) في المسند وكلما
(10) كذا في المسند وصحيح البخاري ووقع في مد - حفظوا وفي ف - خفظوا -
219

رشد فاقبلوها فقال رجل من بنى كنانة دعوني آته قالوا ائته فلما أشرف على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال النبي صلى الله
عليه وسلم هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له فبعثت له واستقبله القوم يلبون فلما رأى ذلك قال سبحان الله
ما ينبغي لهؤلاء ان يصدوا عن البيت فلما رجع إلى أصحابه قال رأيت البدن قد قلدت وأشعرت فلم أر أن يصدوا عن البيت
فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص فقال دعوني آته فقالوا ائته فلما أشرف عليهم قال النبي صلى الله عليه وسلم
هذا مكرز وهو رجل فاجر فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فبينا هو يكلمه صلى الله عليه وسلم إذ جاء سهيل بن عمرو -
قال معمر فأخبرني أيوب عن عكرمة انه لما جاء سهيل قال النبي صلى الله عليه وسلم قد سهل لكم أمركم قال الزهري في حديثه
فجاء سهيل بن عمرو فقال هات اكتب بيننا وبينكم كتابا فدعا الكاتب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب
بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل اما الرحمن فوالله ما أدرى ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب فقال المسلمون
لا نكتبها (1) الا بسم الله الرحمن الرحيم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب باسمك اللهم ثم قال هذا ما قاضى عليه محمد
رسول الله فقال سهيل والله لو كنا نعلم أنك رسول الله (2) ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن
عبد الله (فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله انى لرسول الله وان كذبتموني اكتب محمد بن عبد الله - 3) قال الزهري
وذلك لقوله لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله الا أعطيتهم إياها فقال النبي صلى الله عليه وسلم على أن تخلوا بيننا
وبين البيت فنطوف به فقال سهيل والله لا تتحدث العرب انا أخذنا ضغطة ولكن لك من العام المقبل فكتب فقال سهيل
على أن لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك الا رددته إلينا فقال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء
مسلما فبينما هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف وقال يحيى عن ابن المبارك يرصف في قيوده وقد خرج
من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين فقال سهيل هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلى فقال النبي صلى الله
عليه وسلم انا لم نقض الكتاب بعد قال فوالله إذا لا نصالحك على شئ ابدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم فأجزه لي قال
ما انا بمجيزه قال بلى فافعل قال ما انا بفاعل قال مكرز بلى قد أجزناه لك فقال أبو جندل أي معاشر المسلمين أرد إلى المشركين
وقد جئت مسلما ألا ترون ما قد أتيت (4) وكان قد عذب عذابا شديدا في الله عز وجل فقال عمر رضي الله عنه فأتيت
النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ألست نبي الله؟ قال بلى - قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال بلى - قلت فلم نعطى الدنية
في ديننا إذا؟ قال إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري قلت أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال
بلى فأخبرتك انك تأتيه العام؟ قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به - قال فأتيت أبا بكر رضي الله عنه فقلت يا أبا بكر أليس
هذا نبي الله حقا؟ قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال بلى قلت فلم نعطى الدنية في ديننا إذا؟ قال أيها الرجل
انه رسول الله ولن يعصى ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه حتى تموت فوالله انه لعلى الحق قلت أوليس كان يحدثنا انه سيأتي
البيت ويطوف به (5) قال بلى أفأخبرك انك تأتيه (6) العام؟ قلت لا قال فإنك آتيه فتطوف (7) به - قال الزهري قال
عمر فعملت لذلك أعمالا قال فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه قوموا فانحروا ثم
احلقوا قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل على أم سلمة فذكر لها
ما لقى من الناس فقالت أم سلمة يا رسول الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم (كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك
فيحلقك فقام فخرج فلم يكلم أحدا منهم - 8) حتى فعل ذلك ونحر هديه ودعا حالقه (يعنى فحلقه - 9) فلما رأوا ذلك قاموا
فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله عز وجل (يا أيها الذين
آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات) حتى بلغ (بعصم الكوافر) قال فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك فتزوج

(1) في المسند والله ما نكتبها
(2) ف - وهامش مد - رسوله
(3) سقط من ف
(4) ف - أنلت وفي المسند وصحيح البخاري لقيت -
(5) في المسند انا سنأتي البيت ونطوف به
(6) في المسند انه يأتيه
(7) في المسند - ومتطوف -
(8) سقط من مد
(9) ليس في المسند -
220

إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية ثم رجع إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم
وقال يحيى عن ابن المبارك فقدم عليه أبو بصير بن أسيد الثقفي مسلما مهاجرا فاستأجر الأخنس بن شريق رجلا كافرا من
بنى عامر بن لؤي ومولى معه وكتب معهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله الوفاء قال فأرسلوا في طلبه رجلين
فقالوا العهد الذي جعلت لنا فيه فدفعه إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة فنزلوا يأكلوا من تمر لهم فقال أبو بصير
لاحد الرجلين والله انى لأرى سيفك يا فلان هذا جيدا فاستله الآخر فقال أجل والله انه لجيد لقد جربت به ثم جربت قال
أبو بصير أرني انظر إليه فامكنه منه فضربه به حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال قتل والله صاحبي وانى لمقتول فجاء
أبو بصير فقال يا نبي الله قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل أمه
مسعر حرب لو كان له أحد، فلما سمع ذلك عرف انه سيرده إليهم فخرج حتى اتى سيف البحر قال وينفلت أبو جندل بن سهيل
فلحق بابى بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم الا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة قال فوالله ما يسمعون
بعير خرجت لقريش إلى الشام الا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه
وسلم تناشده الله والرحم لما ارسل إليهم فمن أتاه فهو آمن فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فأنزل الله عز وجل
(وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم) حتى بلغ (حمية الجاهلية) وكانت حميتهم انهم لم يقروا انه نبي الله ولم يقروا
ببسم الله الرحمن الرحيم وحالوا بينهم وبين البيت - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن عبد الرزاق -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا ابن أبي
أويس أنبأ إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة - فذكر معنى هذه القصة زاد ثم إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليرسله إلى قريش وهو ببلدح فقال له عمر يا رسول الله لا ترسلني إليهم فانى
أتخوفهم على نفسي ولكن ارسل عثمان بن عفان فأرسل (1) إليهم فلقى أبان بن سعيد بن العاص فأجاره وحمله بين يديه على الفرس
حتى جاء قريشا فكلمهم بالذي أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا معه سهيل بن عمرو ليصالحه عليهم وبمكة
يومئذ من المسلمين ناس كثير من أهلها فدعوا عثمان بن عفان رضي الله عنه ليطوف بالبيت فأبى ان يطوف وقال ما كنت
لأطوف به حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه سهيل بن عمرو وقد
اجاره ليصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر قصة الصلح وكتابته قال ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالكتاب إلى قريش مع عثمان بن عفان رضي الله عنه - ثم ذكر قصة فيما كان بين الفريقين من الترامي بالحجارة والنبل وارتهان
المشركين عثمان بن عفان رضي الله عنه وارتهان المسلمين سهيل بن عمرو ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى
البيعة فلما رأت قريش ذلك رعبهم الله فأرسلوا من كانوا ارتهنوه ودعوا إلى الموادعة والصلح فصالحهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم وكاتبهم -
باب ما جاء في مدة الهدنة
قال الشافعي رحمه الله وكانت الهدنة بينه وبينهم عشر سنين
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا
يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني الزهري عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة في قصة
الحديبية قال فدعت قريش سهيل بن عمرو فقالوا اذهب إلى هذا الرجل فصالحه ولا يكونن في صلحه الا ان يرجع عنا عامه
هذا لاتحدث العرب انه دخلها علينا عنوة فخرج سهيل بن عمرو من عندهم فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا
قال قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جرى بينهما القول حتى وقع

(1) كذا
221

الصلح على أن توضع الحرب بينهما عشر سنين وان يأمن الناس بعضهم من بعض وان يرجع عنهم عامهم ذلك حتى إذا كان
العام المقبل قدمها خلوا بينه وبين مكة فأقام بها ثلاثا وانه لا يدخلها الا بسلاح الراكب والسيوف في القرب وانه من
أتانا من أصحابك بغير اذن وليه لم نرده عليك وانه من أتاك منا بغير اذن وليه رددته علينا وان بيننا وبينك عيبة مكفوفة وانه
لا اسلال ولا أغلال - وذكر الحديث (وروى) عاصم بن عمر بن حفص العمرى وهو ضعيف جدا عن عبد الله بن دينار عن
ابن عمر رضي الله عنهما قال كانت الهدنة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأهل مكة عام الحديبية أربع سنين -
(أخبرناه) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا القاسم بن مهدي ثنا يعقوب بن كاسب ثنا عبد الله بن نافع عن عاصم بن
عمر - فذكره - المحفوظ هو الأول وعاصم بن عمر هذا يأتي بما لا يتابع عليه، ضعفه يحيى بن معين والبخاري وغيرهما من
الأئمة -
باب نزول سورة الفتح على رسول الله صلى الله عليه
وسلم مرجعه من الحديبية
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا جعفر بن أحمد الشاماتي ثنا نصر بن علي وأبو الأشعث قالا ثنا
خالد بن الحارث ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ان أنس بن مالك رضي الله عنه حدثهم قال لما نزلت هذه الآية على
النبي صلى الله عليه وسلم (انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) مرجعهم من الحديبية وهم
يخالطهم الحزن والكآبة وقد نحر الهدى فقال لقد أنزلت على آيات هي أحب إلى من الدنيا فقالوا يا رسول الله قد علمنا ما يفعل
الله بك فما يفعل بنا؟ قال فنزلت (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار) حتى بلغ رأس الآية -
رواه مسلم في الصحيح عن نصر بن علي -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو أحمد يعنى ابن إسحاق الحافظ أنبأ أبو عروبة ثنا محمد بن يزيد الاسفاطى ثنا عثمان بن
عمر ثنا شعبة (1) عن قتادة عن أنس رضي الله عنه (انا فتحنا لك فتحا مبينا) قال فتح الحديبية فقال رجل هنيئا مريئا
يا رسول الله هذا لك فما لنا؟ فأنزل الله عز وجل (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار) (قال شعبة
فقدمت الكوفة فحدثتهم عن قتادة عن انس رضي الله عنه ثم قدمت البصرة فذكرت ذلك لقتادة فقال اما الأول فعن
انس واما الثاني - ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار - 2) فعن عكرمة - رواه البخاري في الصحيح
عن أحمد بن إسحاق عن عثمان بن عمر -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى ثنا يعلى (3) بن عبيد ثنا
عبد العزيز بن سياه (ح قال) وأخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر نا أبو يعلى ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن نمير ثنا
عبد العزيز بن سياه ثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل قال قام سهل بن حنيف رضي الله عنه يوم صفين فقال أيها الناس
اتهموا أنفسكم لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا وذلك في الصلح الذي كان
بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين قال فأتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله ألسنا على
حق وهم على باطل؟ قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال بلى قال ففيم نعطى الدنية في أنفسنا ونرجع
ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ قال يا ابن الخطاب انى رسول الله ولن يضيعني الله قال فانطلق ابن الخطاب ولم يصبر متغيظا فأتى
أبا بكر رضي الله عنه فقال يا أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال
بلى قال فعلى ما نعطى الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم قال يا ابن الخطاب انه رسول الله ولن يضيعه الله ابدا
قال فنزل القرآن على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إلى عمر فاقرأه إياه فقال يا رسول الله أو فتح هو؟ قال نعم

(1) مد - سعيد - كذا
(2) سقط من ف
(3) ف - محمد وهو خطأ - ح -
222

قال فطابت نفسه ورجع - رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن إسحاق السلمي عن يعلى بن عبيد ورواه مسلم عن أبي
بكر بن أبي شيبة (قال الشافعي رحمه الله) قال ابن شهاب فما كان في الاسلام فتح أعظم منه كانت الحرب قد أجحرت
الناس فلما أمنوا لم يكلم بالاسلام أحد يعقل الا قبله فلقد أسلم في سنتين من تلك الهدنة أكثر ممن أسلم قبل ذلك -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار
ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني الزهري عن عروة عن مروان والمسور بن مخرمة في قصة الحديبية وفيها
مدرجا ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا فلما إن كان بين مكة والمدينة نزلت عليه سورة الفتح من أولها
إلى آخرها (انا فتحنا لك فتحا مبينا) فكانت القضية في سورة الفتح وما ذكر الله من بيعة رسوله تحت الشجرة فلما امن الناس
وتفاوضوا لم يكلم أحد بالاسلام الا دخل فيه ولقد دخل في تينك السنتين في الاسلام أكثر مما كان فيه قبل ذلك وكان
صلح الحديبية فتحا عظيما -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن رجاء أنبأ إسرائيل
عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال تعدون أنتم الفتح فتح مكة وقد كان فتح مكة فينا فتحا ونعد نحن الفتح بيعة
الرضوان نزلنا يوم الحديبية وهي بئر فوجدنا الناس قد نزحوها فلم يدعوا فيها قطرة فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم
فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بدلو فنزع منها ثم أخذ منه بفيه فمجه فيها ودعا الله فكثر ماؤها حتى صدرنا وركائبنا
ونحن أربع عشرة مائة - رواه البخاري في الصحيح عن مالك بن إسماعيل وغيره عن إسرائيل -
باب مهادنة الأئمة بعد رسول رب العزة
إذا نزلت بالمسلمين نازلة
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن الصباح ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد (عن أبي
الزناد - 1) عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الامام جنة يقاتل به -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا محمد بن المثنى ثنا الوليد بن
مسلم عن عبد الله بن العلاء بن زبر قال سمعت بسر بن عبيد الله الحضرمي يحدث انه سمع أبا إدريس الخولاني يقول سمعت
عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه يقول أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من ادم فقال
لي يا عوف أعدد ستا بين يدي الساعة موتى ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال فيكم
حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا تبقى بيتا (2) من العرب الا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بنى
الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنى عشر ألفا - قال الوليد فذاكرنا هذا الحديث شيخا من شيوخ
المدينة في قوله ثم فتح بيت المقدس فقال الشيخ أخبرني سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه انه كان يحدث بهذا الحديث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول مكان فتح بين المقدس عمران بيت المقدس - رواه البخاري في الصحيح عن
الحميدي عن الوليد بن مسلم دون اسناد أبي هريرة رضي الله عنه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله السوسي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد أنبأ أبى
أخبرني الأوزاعي حدثني حسان بن عطية قال مال مكحول وابن أبي زكريا إلى خالد بن معدان فملت معهم قال فحدثنا خالد
عن جبير بن نفير أنه قال له انطلق بنا إلى ذي مخبر رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأتيناه فقال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيصالحكم الروم صلحا أمنا ثم تغزون أنتم وهم عدوا فتنصرون وتسلمون وتغنمون

(1) من ف
(2) ف - لا يبقى بيت -
223

ثم تنصرفون فتنزلون بمرج ذي تلول فيرفع رجل من النصرانية الصليب فيقول غلب الصليب فيغضب رجل من المسلمين
فيقوم إليه فيدقه فعند ذلك تغضب الروم ويجمعون للملحمة -
باب المهادنة إلى غير مدة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق أنبأ ابن جريج
عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن عمر رضي الله عنه أجلى اليهود والنصارى من ارض الحجاز وكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم لما ظهر على خيبر أراد اخراج اليهود منها فكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله وللمسلمين فأراد اخراج اليهود
منها فسألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقرهم على أن يكفوه عملها ولهم نصف الثمر فقال لهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم نقركم بها على ذلك ما شئنا فقروا بها حتى أجلاهم عمر رضي الله عنه إلى تيماء وأريحا - رواه مسلم في الصحيح عن
محمد بن رافع وإسحاق بن منصور عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري فقال وقال عبد الرزاق (وكذلك) رواه الفضيل بن
سليمان عن موسى بن عقبة نقركم على ذلك ما شئنا (وكذلك) رواه أسامة بن زيد عن نافع أقركم فيها على ذلك ما شئنا - وفى
رواية عبيد الله بن عمر عن نافع ما بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى رواية مالك عن نافع عن ابن عمر عن عمر رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم نقركم ما أقركم (1) الله وكذلك في رواية ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن النبي
صلى الله عليه وسلم مرسلا أقركم ما أقركم الله (ورواه) صالح بن أبي الأخضر عن ابن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه
موصولا - وقد مضت هذه الروايات بأسانيدها (قال الشافعي رحمه الله) فان قيل فلم لا تقول أقركم ما أقركم الله
يعنى كل امام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل الفرق بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن أمر الله كان
يأتي رسوله بالوحي ولا يأتي أحدا غيره بوحي -
باب مهادنة من يقوى على قتاله
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا سعدويه ثنا عباد بن العوام
ثنا سفيان بن حسين عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر رضي الله عنه
على الموسم وأمره ان ينادى بهؤلاء الكلمات قال فبينا أبو بكر نازل في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله
عليه وسلم القصواء فخرج فزعا وظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا علي رضي الله عنه فدفع إليه كتاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأتى على الموسم وامر عليا ان ينادي بهؤلاء الكلمات فانطلقا فحجا فقام علي رضي الله عنه فنادى في وسط
أيام التشريق ان الله ورسوله برئ من كل مشرك فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا انكم غير معجزي الله،
لا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ولا يدخل الجنة الا مؤمن - كان ينادى بهذا فإذا بح قام أبو هريرة

(1) ف - على ما أقركم -
224

رضي الله عنه فنادى بها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو محمد بن أبي حامد المقرى وأبو صادق محمد بن أحمد العطار
قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن المغيرة عن الشعبي عن المحرر
ابن أبي هريرة عن أبيه انه قل كنت مع علي رضي الله عنه حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ببراءة إلى أهل مكة قال
فكنت أنادى حتى صحل صوتي فقيل له باي شئ كنت تنادى؟ فقال أمرنا ان ننادى انه لا يدخل الجنة الا مؤمن ومن كان
بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله إلى أربعة أشهر فإذا مضت الأشهر فان الله برئ من المشركين ورسوله
ولا يطوف بالبيت عريان ولا يحج بعد العام مشرك (وقد مضى) في حديث زيد بن يثيع عن علي رضي الله عنه في هذا
الحديث ومن كان له عهد فعهده إلى مدته ومن لم يكن له عهد فأربعة أشهر (قال الشافعي رضي الله عنه) وجعل رسول الله
صلى الله عليه وسلم لصفوان بن أمية بعد فتح مكة تسيير أربعة أشهر (قال الشيخ) قد مضى هذا في حديث ابن شهاب الزهري
في كتاب النكاح -
باب لا خير في أن يعطيهم المسلمون شيئا على أن يكفوا عنهم
(قال الشافعي رحمه الله) لان القتل للمسلمين شهادة وان الاسلام أعز من أن يعطى مشرك على أن يكف عن أهله لان
أهله قاتلين ومقتولين ظاهرون على الحق (قال الشيخ) قد روينا في حديث المغيرة بن شعبة في قصة الأهواز أنه قال
فأخبرنا نبينا عن رسالة ربنا انه من قتل منا صار إلى جنة ونعيم لم ير مثله قط ومن بقي منا ملك رقابكم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا موسى بن إسماعيل ثنا همام عن
إسحاق بن عبد الله قال حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خاله وكان اسمه حرام
أخا أم سليم في سبعين رجلا فقتلوا يوم بئر معونة وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل وكان أتى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال أخيرك بين ثلاث خصال أن يكون لك أهل السهل ولى أهل المدر وأكون (1) خليفتك من بعدك أو أغزوك
بغطفان بألف أشقر والف شقراء قال فطعن في بيت امرأة من بنى فلان فقال غدة كغدة البكر في بيت امرأة من بنى فلان
ائتوني بفرسي فركبه فمات على ظهر فرسه فانطلق حرام أخو أم سليم ورجلان معه رجل اعرج ورجل من بنى فلان قال
كونا يعنى قريبا منى حتى آتيهم فان امنوني كنت (2) كذا وان قتلوني أتيتم أصحابكم فأتاهم حرام فقال أتؤمنوني أبلغكم
رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا نعم فجعل يحدثهم وأوموا إلى رجل فأتاه من خلفه فطعنه - قال همام احسبه قال
فأنفذه بالرمح فقال الله أكبر فزت ورب الكعبة فلحق الرجل فقتل كلهم الا الأعرج كان في رأس الجبل قال إسحاق
فحدثني أنس بن مالك قال انزل عليه ثم كان من المنسوخ انا قد لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا فدعا رسول الله صلى الله عليه
وسلم سبعين صباحا على رعل وذكوان وبنى لحيان وعصية عصت الله ورسوله - رواه البخاري في الصحيح عن موسى
ابن إسماعيل -
(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا حبان أنبأ عبد الله أنبأ معمر حدثني ثمامة
ابن عبد الله بن أنس سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول لما طعن حرام بن ملحان وكان خاله يوم بئر معونة فقال
بالدم هكذا ينضحه (3) على وجهه ورأسه ثم قال فزت ورب الكعبة - رواه البخاري في الصحيح عن حبان -
(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ أبو عبد الله الصوفي ثنا خلف هو ابن سالم المخرمي ثنا أبو أسامة ثنا
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها استأذن أبو بكر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الخروج من
مكة - فذكر الحديث في الهجرة وتبعهما (4) عامر بن فهيرة قال فقتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة وأسر عمرو بن أمية
الضمري فقال له عامر بن الطفيل من هذا وأشار إلى قتيل فقال له عمرو بن أمية هذا عامر بن فهيرة فقال لقد رأيته بعد

(1) كذا
(2) ف - كنتم
(3) ف - فنضحه
(4) ف - ومعهما -
225

ما قتل رفع إلى السماء حتى انى لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض قال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم خبرهم فنعاهم وقال إن
أصحابكم أصيبوا وانهم قد سألوا ربهم فقالوا ربنا أخبر عنا اخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنا قال فأخبرهم عنهم قال
وأصيب منهم يومئذ عروة بن أسماء بن الصلت سمى به عروة ومنذر بن عمر وسمى به منذر - رواه البخاري في الصحيح
عن عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة وجعل آخر الحديث من قول عروة -
(أخبرنا) أبو نصر محمد بن علي بن محمد الفقيه ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عمرو الحرشي ثنا سعيد بن منصور
ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك - رواه مسلم في الصحيح عن
سعيد بن منصور وغيره -
باب الرخصة في الاعطاء في الفداء ونحوه للضرورة
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد ثنا حماد بن زيد عن
أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم فدى رجلا برجلين - أخرجه
مسلم في الصحيح كما مضى (ومضى) حديث سلمة بن الأكوع في المرأة التي استوهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم منه
وبعث بها إلى مكة وفى أيديهم اسرى ففداهم بتلك المرأة -
(حدثنا) أبو سعيد محمد بن منصور الرئيس الجرجاني أنبأ أبو أحمد محمد بن أحمد العبدي أنبأ أبو خليفة الفضل بن الحباب
الجمحي ثنا محمد بن كثير أنبأ سفيان عن منصور (ح وأخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب
ثنا أبو داود ثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أطعموا الجائع
وفكوا العاني وعودوا المريض، قال سفيان والعاني الأسير - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير وعن قتيبة
عن جرير -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد ابن (السقاء وأبو الحسن علي بن محمد - 1) المقرى قالا أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا
يوسف بن يعقوب ثنا عمرو بن مرزوق ثنا زهير عن مطرف عن عامر عن أبي جحيفة قال قلت لعلي رضي الله عنه
يا أمير المؤمنين هل عندكم من الوحي شئ قال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه الا فهما يعطيه الله عز وجل رجلا
وما في الصحيفة قلت وما في الصحيفة؟ قال العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مؤمن بقتل مشرك - وقال زهير فقلت لمطرف
وما فكاك الأسير؟ قال إن يفك من العدو وجرت بذلك السنة قال مطرف العقل العقلة - رواه البخاري في الصحيح عن
أحمد بن يونس عن زهير بن معاوية -
باب الهدنة على أن يرد الامام من جاء بلده مسلما من المشركين
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن ثنا أحمد بن محمد بن عيسى ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن أبي
إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال صالح النبي صلى الله عليه وسلم المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء على أن من
أتاه من المشركين رده إليهم ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه وعلى ان يدخلها من قابل فيقيم بها ثلاثة أيام ولا يدخلها
الا بجلبان السلاح السيف والقوس ونحوه فجاء أبو جندل يحجل في قيوده فرده إليهم - رواه البخاري في الصحيح عن أبي
حذيفة -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن
سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صالح قريشا يوم الحديبية قال لعلي رضي الله

(1) من - ف -
226

عنه اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل بن عمرو لا نعرف الرحمن الرحيم اكتب باسمك اللهم فقال النبي صلى الله
عليه وسلم لعلي رضي الله عنه (اكتب باسمك اللهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه - 1) اكتب هذا ما صالح
عليه محمد رسول الله فقال سهيل بن عمرو لو نعلم أنك رسول الله لصدقناك ولم نكذبك اكتب اسمك واسم أبيك فقال
النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه اكتب محمد بن عبد الله وكتب من أتانا منكم رددناه عليكم ومن أتاكم منا تركناه
عليكم فقالوا يا رسول الله نعطيهم هذا؟ قال من أتاهم منا فأبعده الله ومن أتانا منهم فرددناه عليهم جعل الله عز وجل له
فرجا ومخرجا - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عفان عن حماد بن سلمة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير
عن ابن إسحاق حدثني الزهري عن عروة عن مروان والمسور بن مخرمة في قصة الحديبية وخروج سهيل بن عمرو إلى
النبي صلى الله عليه وسلم وانه لما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جرى بينهما القول حتى وقع الصلح على أن توضع
الحرب بينهما عشر سنين وان يأمن الناس بعضهم من بعض وان يرجع عنهم عامهم ذلك حتى إذا كان العام المقبل قدمها
خلوا بينه وبين مكة فأقام بها ثلاثا وان لا يدخلها الا بسلاح الراكب والسيوف في القرب وانه من أتانا من أصحابك بغير
اذن وليه لم نرده عليكم وانه من أتاكم منا بغير إذن وليه رددته علينا - وذكر الحديث في كتبة الصحيفة قال فان الصحيفة
لتكتب إذ طلع أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في الحديد وقد كان أبوه حبسه فأفلت فلما رآه سهيل قام إليه فضرب
وجهه وأخذ بلبته فتله وقال يا محمد قد ولجت القضية بيني وبينك قبل ان يأتيك هذا قال صدقت وصاح أبو جندل بأعلى صوته
يا معشر المسلمين أأرد إلى المشركين يفتنوني في ديني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جندل أبا جندل اصبر واحتسب
فان الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا، انا قد صالحنا هؤلاء القوم وجرى بيننا وبينهم العهد وانا لا نغدر فقام
عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمشى إلى جنب أبى جندل وأبوه يتله وهو يقول أبا جندل اصبر واحتسب فإنما هم المشركون
وإنما دم أحدهم دم كلب وجعل عمر رضي الله عنه يدنى منه قائم السيف فقال عمر رضى اله عنه رجوت ان يأخذه
فيضرب به أباه فضن بأبيه - ثم ذكر الحديث في التحلل من العمرة والرجوع قالا ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة واطمأن بها أفلت إليه أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية الثقفي حليف بنى زهرة فكتب إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيه الأخنس بن شريق والأزهر بن عبد عوف وبعثا بكتابهما مع مولى لهما ورجل من بنى عامر بن
لؤي استأجراه ليرد عليهما صاحبهما أبا بصير فقدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعا إليه كتابهما فدعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم أبا بصير؟؟ فقال له يا أبا بصير إن هؤلاء القوم قد صالحونا على ما قد علمت وانا لا نغدر فالحق بقومك فقال
يا رسول الله تردني إلى المشركين يفتنوني في ديني ويعبثون بي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصبر يا أبا بصير
واحتسب فان الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين من المؤمنين فرجا ومخرجا قال فخرج أبو بصير وخرجا حتى
إذا كانوا بذى الحليفة جلسوا إلى سور جدار فقال أبو بصير للعامري أصارم سيفك هذا يا أخا بنى عامر؟ قال نعم قال أنظر
إليه؟ قال إن شئت فاستله فضرب به عنقه وخرج المولى يشتد فطلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد
فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا رجل قد رأى فزعا فلما انتهى إليه قال ويحك مالك قال قتل صاحبكم صاحبي
فما برح حتى طلع أبو بصير متوشحا السيف فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله وفت ذمتك وأدى
الله عنك وقد امتنعت بنفسي عن المشركين ان يفتنوني في ديني وان يعبثوا بي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل أمه
محش حرب لو كان معه رجال فخرج أبو بصير حتى نزل بالعيص وكان طريق أهل مكة إلى الشام فسمع به من كان بمكة من
المسلمين وبما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه لحقوا به حتى كان في عصبة من المسلمين قريب من الستين أو السبعين
فكانوا لا يظفرون برجل من قريش الا قتلوه ولا تمر عليهم عير الا اقتطعوها حتى كتبت فيها قريش إلى رسول الله صلى الله

(1) سقط من ف -
227

عليه وسلم يسألونه بارحامهم لما آواهم فلا حاجة لنا بهم ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدموا عليه المدينة -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو بكر بن عتاب العبدي ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا ابن أبي أويس أنبأ
إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة - فذكر هذه القصة قال فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل أمه
مسعر حرب لو كان معه أحد وجاء أبو بصير بسلبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خمس يا رسول الله قال إني إذا
خمسته لم أوف لهم بالذي عاهدتهم عليه ولكن شأنك بسلب صاحبك واذهب حيث شئت فخرج أبو بصير معه خمسة نفر
كانوا قدموا معه من المسلمين من مكة حتى كانوا بين العيص وذى المروة من ارض جهينة على طريق عيرات قريش
مما يلي سيف البحر لا يمر بهم عير لقريش الا أخذوها وقتلوا أصحابها وانفلت أبو جندل بن سهيل بن عمرو في سبعين راكبا
أسلموا وهاجروا فلحقوا بابى بصير وكرهوا ان يقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في هدنة المشركين - ثم ذكر
ما بعده بمعنى ما تقدم وأتم منه -
باب نقض الصلح فيما لا يجوز وهو ترك رد النساء ان
كن دخلن في الصلح
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى ثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب
أنه قال بلغنا انه قاضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مشركي قريش على المدة التي جعل بينه وبينهم يوم الحديبية انزل الله
فيما قضى به بينهم فأخبرني عروة بن الزبير انه سمع مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة يخبران عن أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كاتب سهيل بن عمرو يومئذ كان فيما اشترط سهيل بن عمرو على
رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك الا رددته إلينا فخليت بيننا وبينه فكره المؤمنون
ذلك والغطوا (1) به أو قال كلمة أخرى (قال الإمام أحمد رحمه الله) لم يقم شيخنا هذه الكلمة ورأيته في نسخة وامتعظوا
وأبى سهيل الا ذلك فكاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد يومئذ أبا جندل إلى أبيه سهيل بن عمرو ولم يأته أحد من
الرجال الا رده في تلك المدة وإن كان مسلما وجاءت المؤمنات (وكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ - 2) وهي عاتق فجاء أهلها يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يرجعها إليهم
فلم يرجعها إليهم لما انزل الله فيهن (إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله اعلم بايمانهن فان علمتموهن مؤمنات
فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن) قال عروة فأخبرتني عائشة رضي الله عنها ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يمتحنهن بهذه الآية (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن
ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن) الآية قال عروة قالت عائشة رضي الله عنها فمن أقر بهذا الشرط منهن قال لها رسول الله
صلى الله عليه وسلم قد بايعتك، كلاما يكلمها به والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة ما بايعهن الا بقوله - رواه
البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عبيد أن محمد بن ثور حدثهم عن معمر عن الزهري عن
عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية - فذكر الحديث بمعنى ما مضى
زاد ثم جاء نسوة مؤمنات مهاجرات الآية (3) فنهاهم الله ان يردوهن وأمرهم ان يردوا الصداق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير
عن ابن إسحاق حدثني الزهري قال دخلت على عروة بن الزبير وقد كتب إليه ابن أبي هنيد (4) يسأله عن قول الله عز وجل

(1) بغير نقط في الأصول
(2) سقط من ف
(3) كذا
(4) ف - ابن أبي أسيد -
228

(إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن) فكتب إليه عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان صالح
أهل الحديبية وشرط لهم أنه من أتاه بغير اذن وليه رده عليهم فلما هاجر المسلمات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره
الله بامتحانهن فان كن جئن رغبة في الاسلام لم يردهن عليهم قال الله عز وجل (فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن
إلى الكفار) فحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء ورد الرجال -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن محمد بن إسحاق قال حدثني الزهري و عبد الله
ابن أبي بكر قالا هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية فجاء اخواها
الوليد وفلان ابنا عقبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبانها فأبى ان يردها عليهما (وقد مضى) في رواية معمر عن
الزهري في صلح حديبية (1) فقال سهيل على أن لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك الا رددته إلينا - وفى ذلك دلالة
على أن النساء لم يدخلن في هذا الشرط -
باب من جاء من عند (2) أهل الهدنة مسلما
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد النسوي ثنا حماد بن شاكر ثنا محمد بن إسماعيل حدثني إبراهيم بن موسى أنبأ
هشام عن ابن جريج قال قال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما وان هاجر عبد أو أمة للمشركين أهل العهد لم يردوا وردت
أثمانهم - أخرجه محمد في الصحيح -
باب من جاء من عبيد أهل الحرب مسلما
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عبد الله بن قانع قاضى الحرمين ببغداد أنبأ أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني
(ثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني - 3) ثنا محمد بن سلمة الحراني عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن منصور بن المعتمر عن ربعي
ابن حراش عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال خرج عبدان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية قبل الصلح
فكتب إليه مواليهم قالوا يا محمد والله ما خرجوا إليك رغبة في دينك وإنما خرجوا هربا من الرق فقال ناس صدقوا
يا رسول الله ردهم إليهم فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم
من يضرب رقابكم على هذا - وأبى ان يردهم وقال هم عتقاء الله عز وجل -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن
عبد الله بن المكدم الثقفي قال لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف خرج إليه رقيق من رقيقهم (أبو بكرة
وكان عبدا للحارث بن كلدة والمنبعث ويحنس ووردان في رهط من رقيقهم - 4) فاسلموا فلما قدم وفد أهل الطائف
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلموا قالوا يا رسول الله رد علينا رقيقنا الذين أتوك فقال لا، أولئك عتقاء الله عز وجل
ورد على كل رجل ولاء عبده فجعله إليه - هذا منقطع -
(وقد أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن
الحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق من خرج إليه يوم
الطائف من عبيد المشركين -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا حجاج بن منهال وسليمان بن حرب قالا

(1) كذا
(2) كذا ولعله عبيد ح
(3) سقط من ف
(4) من ف -
229

ثنا حماد بن سلمة عن الحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان أربعة أعبد وثبوا إلى النبي صلى الله
عليه وسلم زمن الطائف فأعتقهم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو كريب ثنا حفص بن غياث ثنا الحجاج عن الحكم
عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان عبدين خرجا من الطائف فأسلما فأعتقهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحدهما
أبو بكرة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد النسوي ثنا حماد بن شاكر ثنا محمد بن إسماعيل حدثني إبراهيم بن موسى
أنبأ هشام عن ابن جريج قال قال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال وان هاجر عبد منهم يعنى أهل الحرب أو أمة
فهما حران ولهما ما للمهاجرين - أخرجه البخاري في الصحيح -
باب ما يستدل به على أنه إنما أعتقهم بالاسلام والخروج
من بلاد منصوب عليها الحرب
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ محمد بن أيوب أنبأ قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن أبي الزبير عن جابر
رضي الله عنه قال جاء عبد فبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة ولم يشعر أنه عبد فجاء سيده يريده فقال له النبي صلى الله
عليه وسلم بعنيه فاشتراه بعبدين أسودين ثم لم يبايع أحدا بعد حتى يسأله أعبد هو؟ - رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة وغيره
(قال الشافعي رحمه الله) ولو كان الاسلام يعتقه لم يشتر منه حرا ولكنه أسلم غير خارج من بلاد منصوب عليها الحرب -
باب الوفاء بالعهد إذا كان العقد مباحا وما ورد
من التشديد في نقضه
(قال الله تبارك وتعالى (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود)
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا عبد الله بن نمير عن
الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا حدث كذب،
وإذا عاهد غدر وإذا وعد اخلف، وإذا خاصم فجر - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه وأخرجاه
من حديث الثوري عن الأعمش -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا القعنبي عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ح وأخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن عمرو كشمرد
ثنا يحيى بن يحيى أنبأ إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان - هذا لفظ حديث إسماعيل وفى رواية
230

مالك أن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان بن فلان - رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ورواه
مسلم عن يحيى بن يحيى -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا حفص بن عمر النمري ثنا شعبة عن أبي الفيض عن سليم بن
عامر رجل من حمير قال كان بين معاوية وبين الروم عهد وكان يسير نحو بلادهم حتى إذا انقضى العهد غزاهم فجاء رجل
على فرس أو برذون وهو يقول الله أكبر الله أكبر وفاء لا غدر - فنظروا فإذا عمرو بن عبسة رضي الله عنه فأرسل إليه معاوية
رضي الله عنه فسأله فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة ولا يحلها حتى
ينقضى أمدها أو ينبذ إليهم على سواء فرجع معاوية -
(وأخبرنا) أبو الحسن المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا حفص بن عمر ثنا شعبة عن أبي الفيض
عن سليم بن عامر قال كان بين معاوية وبين الروم عهد - فذكره وكذلك رواه يحيى بن سعيد القطان ويحيى بن أبي بكير (1)
وأبو داود الطيالسي وسليمان بن حرب وجماعة عن شعبة -
(حدثنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عيينة يعنى ابن
عبد الرحمن بن جوشن عن أبيه عن أبي بكرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قتل معاهدا
في غير كنهه حرم الله عليه الجنة -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو محمد عبد الله بن إسحاق ابن الخراساني ثنا الحسن بن سلام (ح وأخبرنا) أبو عبد الله
الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن علي الشيباني ثنا أحمد بن حازم الغفاري قالا ثنا عبد الله (2) بن موسى أنبأ بشير بن مهاجر عن عبد الله
ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقض قوم العهد قط الا كان القتل بينهم ولا ظهرت الفاحشة
في قوم قط الا سلط الله عليهم الموت ولا منع قوم الزكاة الا حبس الله عنهم القطر - خالفه الحسين بن واقد فرواه عن عبد الله
ابن بريدة عن ابن عباس رضي الله عنهما من قوله (3) أتم منه (وروى) في ذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو الخير جامع بن أحمد بن محمد بن مهدي الوكيل أنبأ أبو طاهر المحمد آباذي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا مسلم
ابن إبراهيم ثنا أبو هلال عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا ايمان لمن لا أمانة
له ولا دين لمن لا عهد له -
(4) باب لا يوفى من العهود بما يكون معصية
(استدلالا بما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالوا ثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني مالك بن انس عن طلحة بن عبد الملك
الأيلي عن القاسم بن محمد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من نذر أن
يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصى الله فلا يعصه - رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وغيره عن مالك (قال
الشافعي رحمه الله) وأسر المشركون امرأة من الأنصار وأخذوا ناقة للنبي صلى الله عليه وسلم فانفلتت الأنصارية على ناقة
النبي صلى الله عليه وسلم فنذرت إن نجاها الله عليها أن تنحرها فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لا نذر في معصية
ولا فيما لا يملك ابن آدم -

(1) في النسخ أبي بكر - خطأ - ح
(2) كذا في النسخ ولعل الصواب - عبيد الله - ح
(3) ف - فرواه عن عبد الله ابن الزبير من قوله
(4) هذا الباب بأحاديثه زيادة من - ف -
231

(أخبرناه) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ عبد الوهاب بن عبد المحيد ثنا أيوب
عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين - فذكر معناه - أخرجه مسلم كما مضى (قال الشافعي) وقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الاسفاطى يعنى العباس بن الفضل ثنا إسماعيل بن أبي
أويس ثنا عبد العزيز بن المطلب عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه - رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن
حرب عن إسماعيل بن أبي أويس (قال الشافعي) فأعلم أن طاعة الله ان لا يفي باليمين إذا كان غيرها خيرا وأن يكفر بما
فرض الله من الكفارة وكل هذا يدل على أنه إنما يوفى بكل عقد نذر وعهد لمسلم أو مشرك كان مباحا لا معصية لله فيه -
باب نقض أهل العهد أو بعضهم العهد
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن داود بن سفيان حدثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن
الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في قصة بنى النضير وما اجمعوا
عليه من المكر بالنبي صلى الله عليه وسلم قال فلما كان الغد غدا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتائب فحصرهم فقال
لهم انكم والله لا تأمنون عندي الا بعهد تعاهدوني عليه فأبوا أن يعطوه عهدا فقاتلهم يومهم ذلك ثم غدا على بني قريظة
بالكتائب وترك بنى النضير ودعاهم إلى أن يعاهدوه فعاهدوه فانصرف عنهم وغدا إلى بنى النضير بالكتائب فقاتلهم
حتى نزلوا على الجلاء - فهذا عهد بني قريظة -
(واما نقضهم العهد ففيما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير
عن ابن إسحاق قال وحدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال وحدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي
وعثمان بن يهوذا أحد بنى عمرو بن قريظة عن رجال من قومه قالوا كان الذين حزبوا الأحزاب نفر من بنى النضير ونفر
من بنى وائل وكان من بنى النضير حيى بن اخطب وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق وأبو عمار ومن بنى وائل حي من
الأنصار من أوس الله وحوح بن عمرو ورجال منهم خرجوا حتى قدموا على قريش فدعوهم إلى حرب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فنشطوا لذلك - ثم ذكر القصة في خروج أبي سفيان بن حرب والأحزاب قال وخرج حيى بن اخطب
حتى اتى كعب بن أسد صاحب عقد بني قريظة وعهدهم فلما سمع به كعب أغلق حصنه دونه فقال ويحك يا كعب افتح لي حتى
ادخل عليك فقال ويحك ياحيى انك امرؤ مشوم وانه لا حاجة لي بك ولا بما جئتني به انى لم أر من محمد الا صدقا ووفاء وقد
وادعنى موادعة (1) فدعني وارجع عنى فقال والله إن غلقت دوني الا عن خشيتك ان آكل معك منها فأحفظه ففتح له فلما
دخل عليه قال له ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر بقريش معها قادتها حتى أنزلتها برومة وجئتك بغطفان على قادتها وسادتها
حتى أنزلتها إلى جانب أحد جئتك ببحر طام لا يرده شئ فقال جئتني والله بالذل ويلك فدعني وما انا عليه فإنه لا حاجة لي بك
ولا بما تدعوني إليه فلم يزل حيى بن اخطب يفتله في الذروة والغارب حتى أطاع له وأعطاه حيى العهد والميثاق لئن رجعت
قريش وغطفان قبل ان يصيبوا محمدا لأدخلن معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك فنقض كعب العهد وأظهر البراءة من
رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان بينه وبينه - قال ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال لما بلغ رسول الله صلى الله
عليه وسلم خبر كعب ونقض بني قريظة بعث إليهم سعد بن عبادة وسعد بن معاذ وخوات بن جبير و عبد الله بن رواحة
ليعلموا خبرهم فلما انتهوا إليهم وجدوهم على أخبث ما بلغهم - قال ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن شيخ من
بني قريظة - فذكر قصة سبب اسلام ثعلبة وأسيد ابني سعية وأسد بن عبيد ونزولهم عن حصن بني قريظة واسلامهم

(1) ف - ووادعته -
232

وخرج في تلك الليلة فيما زعم ابن إسحاق عمرو بن سعدى القرظي فمر بحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه محمد بن
مسلمة تلك الليلة فلما رآه قال من هذا؟ قال انا عمرو بن سعدى وكان عمرو قد أبى ان يدخل مع بني قريظة في غدرهم
وقال لا اغدر بمحمد ابدا قال محمد بن مسلمة حين عرفه اللهم لا تحرمني عثرات الكرام ثم خلى سبيله فخرج حتى بات في
مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ثم ذهب فلم يدر أين ذهب من الأرض فذكر شأنه لرسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال ذلك رجل نجاه الله بوفائه - وذكر موسى بن عقبة في هذه القصة ان حييا لم يزل بهم حتى شأمهم فاجتمع
ملؤهم على الغدر على أمر رجل واحد غير أسد وأسيد وثعلبة خرجوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن يحيى بن فارس ثنا عبد الرزاق أنبأ ابن جريج عن
موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان يهود النضير وقريظة حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى النضير وأقر قريظة ومن (عليهم حتى - 1) حاربت قريظة بعد ذلك فقتل رجالهم وقسم
نساءهم وأموالهم وأولادهم بين المسلمين الا بعضهم لحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأمنهم واسلموا - أخرجاه في الصحيح
كما مضى (قال الشافعي رحمه الله) وكذلك ان نقض رجل منهم فقاتل كان للامام قتال جماعتهم، قد أعان على خزاعة وهم
في عقد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر من قريش فشهدوا قتالهم فغزا النبي صلى الله عليه وسلم قريشا عام الفتح بغدر
النفر الثلاثة وترك الباقين معونة خزاعة وايوائهم من قاتل خزاعة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس
ابن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني الزهري عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة انهما حدثاه جميعا
قالا كان في صلح رسول صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية بينه وبين قريش انه من شاء ان يدخل في عقد (محمد وعهده دخل
ومن شاء ان يدخل في عقد - 2) قريش وعهدهم دخل فتوا (ثبوا خزاعة فقالوا نحن ندخل في عقد محمد وعهده وتوا - 2) ثبت
بنو بكر فقالوا نحن ندخل في عقد قريش وعهدهم فمكثوا في تلك الهدنة نحو السبعة أو الثمانية عشر شهرا ثم إن بنى بكر الذين
كانوا دخلوا في عقد قريش وعهدهم وثبوا على خزاعة الذين دخلوا في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده ليلا بماء لهم
يقال له الوتير قريب من مكة فقالت قريش ما يعلم بنا محمد وهذا الليل وما يرانا أحد فأعانوهم عليهم بالكراع والسلاح
فقاتلوهم معهم للضغن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وان عمرو بن سالم ركب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان
من أمر خزاعة وبنى بكر بالوتير حتى قدم المدينة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره الخبر وقد قال أبيات شعر فلما
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنشده إياها -
اللهم (3) انى ناشد محمدا * حلف أبينا وأبيه الا تلدا
كنا والدا وكنت ولدا (4) * ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا
فانصر رسول الله نصرا عتدا (5) * وادعوا (6) عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا * ان سيم خسفا وجهه تربدا
في فيلق كالبحر يجرى مزبدا * ان قريشا أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك المؤكدا * وزعموا أن لست ادعو أحدا
فهم أذل وأقل عددا * قد جعلوا لي بكداء مرصدا
هم بيتونا بالوتير هجدا * (فقتلونا ركعا وسجدا - 7)

(1) من سنن أبي داود
(2) من ف
(3) كذا - وفي السيرة يا رب
(4) في السيرة قد كنتم ولدا وكنا والدا - قال ابن هشام ويروى أيضا نحن ولدناك فكنت ولدا - ح (5) في السيرة - اعتدا
(6) في السير - وادع
(7) ليس في ف -
233

نتنا قال ادنه فكل فانى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكله - أخرجه البخاري في الصحيح من حديث وكيع عن سفيان
وأخرجاه من أوجه عن أيوب -
باب ما جاء في المصبورة
(قال الشافعي رحمه الله) والمصبورة الشاة تربط ثم ترمى بالنبل - وقال أبو عبيد هو الطائر أو غيره من ذوات الروح يصبر
حيا ثم يرمى حتى يقتل وأصل الصبر الحبس -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة عن هشام بن زيد قال دخلت مع
أنس رضي الله عنه على الحكم بن أيوب فرأى فتيانا أو غلمانا قد نصبوا دجاجة يرمونها فقال أنس رضي الله عنه نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان تصبر البهائم - رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وأخرجه مسلم من أوجه اخر عن شعبة -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك رحمه الله أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا أبو عوانة وهشيم
عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال كنت مع ابن عمر رضي الله عنهما فإذا طير أو دجاجة يرمونها فلما رأوا ابن عمر رضي الله عنهما
تفرقوا فقال لعن الله من فعل هذا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من فعل هذا - أخرجه البخاري ومسلم من
حديث أبي عوانة وأخرجه مسلم من حديث هشيم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم المقرى وأبو صادق
محمد بن أحمد العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم أبو علي ثنا أبو النضر ثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو
ابن سعيد بن العاص عن أبيه قال دخل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما على يحيى بن سعيد وهو ابن العاص وغلام من بنيه
رابط دجاجة وهو يرميها فمشى إلى الدجاجة فحلها ثم اقبل بها وبالغلام فقال ليحيى ازجروا غلامكم هذا عن أن يصبر هذا
الطير على القتل فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان تصبر بهيمة وان أردتم ان تذبحوها فاذبحوها - رواه
البخاري في الصحيح عن أحمد بن يعقوب عن إسحاق بن سعيد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج
أخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يقتل شئ من الدواب صبرا -
رواه مسلم عن هارون بن عبد الله عن حجاج بن محمد -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ الحسن بن يعقوب العدل ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبن الجلالة وعن
أكل المجثمة وعن الشرب من في السقاء -
(أخبرنا) أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن شبابة الشاهد بهمذان أنبأ أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الأسدي ثنا إبراهيم بن
الحسين ثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي ثنا أبو أويس ثنا الزهري عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه
قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخطفة والنهبة والمجثمه وعن أكل كل ذي ناب من السباع (قال أبو عبيد)
المجثمة هي المصبورة أيضا ولكنها لا تكون الا في الطير والأرانب وأشباه ذلك مما يجثم بالأرض وغيرها إذا لزمه -
باب ذكاة ما في بطن الذبيحة
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام وابن أبي قماش وابن زوران قالوا ثنا الحسن
234

(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة عن حماد بن زيد عن
هشام عن محمد بن سيرين قال اتى علي رضي الله عنه بهدية النيروز فقال ما هذه؟ قالوا يا أمير المؤمنين هذا يوم النيروز قال
فاصنعوا كل يوم فيروز قال أبو أسامة كره أن يقول نيروز (قال الشيخ) وفى هذا كالكراهة لتخصيص يوم بذلك
لم يجعله الشرع مخصوصا به -
كتاب الصيد والذبائح
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله جل ثناؤه (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله
فكلوا مما أمسكن عليكم) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا محمد بن شاذان الجوهري ثنا معلى بن منصور ثنا
ابن أبي زائدة عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن القعقاع بن حكيم عن سلمى أم أبى رافع (1) عن أبي رافع قال أمرنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب فقال الناس يا رسول الله ما أحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها فأنزل الله
عز وجل (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين) -
- أخبرنا (أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ - 2) أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا محمد بن
عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا موسى بن أعين (ح وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا
أبو شعيب الحراني ثنا جدي ثنا موسى بن أعين عن إسماعيل بن أبي خالد عن المجالد عن الشعبي عن عدى بن حاتم قال قلت
يا رسول الله ان لي كلابا (اصطاد بها - 3) فقال انظروا هذه الجوارح علموهن مما علمكم الله وكلوا مما أمسكن عليكم -
(أخبرنا) أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي
ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (وما علمتم من
الجوارح) قال من الكلاب المعلمة والبازي وكل طير يعلم للصيد وفى قوله (مكلبين) قال (يقول ضواري وروينا عن
مجاهد أنه قال الجوارح الطير والكلاب وعن قتادة في قوله مكلبين قال - 2) يكالبون الصيد (وروينا) عن مجاهد في قوله
(تناله أيديكم) قال يعنى النبل ويقال أيديكم أيضا صغار الصيد الفراخ والبيض (ورماحكم) يقال كبار الصيد -
باب الاكل مما أمسك عليك المعلم وان قتل
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم المزكى ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن منصور
عن إبراهيم عن همام بن الحارث عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله انا نرسل الكلاب المعلمة فيمسكن على
وأذكر اسم الله قال إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله فكل قلت وان قتلن قال وان قتلن ما لم يشركها كلب ليس
معها قلت له فانى ارمى بالمعراض الصيد فأصيب قال إذا رميت بالمعراض فخرق فكله وان اصابه بعرضه فلا تأكله - رواه
مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم وأخرجه البخاري من وجهين آخرين عن منصور -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه قال قرئ على أحمد بن محمد بن عيسى البرتي ثنا أبو نعيم ثنا
زكريا عن الشعبي عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيد الكلب فقال ما أمسك

(1) كذا في النسخ - وفي التهذيب سلمى عمة عبد الرحمن بن أبي رافع - ح
(2) من ف
(3) ليس في ف -
235

عليك فكل فان أخذه ذكاته وان أصبت مع كلبك أو كلابك كلبا غيره فلا تأكل فإنما ذكرت اسم الله على كلبك ولم تذكره
على كلاب غيرك - رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن زكريا بن أبي زائدة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا
إبراهيم بن مرزوق ثنا عارم محمد بن الفضل ثنا سعيد بن يزيد ثنا علي بن الحكم البناني ان نافع بن الأزرق سأل ابن عباس
رضي الله عنهما فقال يا ابن عباس أرأيت إذا أرسلت كلبي فسميت فقتلت (1) الصيد آكله؟ قال نعم قال نافع يقول الله (إلا
ما ذكيتم) تقول أنت وان قتل؟ قال ويحك يا ابن الأزرق أرأيت لو أمسك على سنور فأدركت ذكاته كان يكون على بأس
والله انى لاعلم في أي كلاب نزلت، نزلت في كلاب بنى نبهان من طيئ ويحك يا ابن الأزرق وليكونن لك نبأ -
باب المعلم يأكل من الصيد الذي قد قتل
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا سليمان بن حرب ثنا
شعبة عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي قال سمعت عدى بن حاتم رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
المعراض فقال إذا أصاب بحده فكل وإذا أصاب بعرضه فقتل فإنه وقيذ فلا تأكل - قال قلت انى ارسل كلبي قال إذا أرسلت
كلبك وذكرت اسم الله فكل، قال قلت فأن أكل؟ قال فلا تأكل فإنما حبس على نفسه ولم يحبس عليك - قال قلت ارسل
كلبي وأجد معه كلبا آخر؟ قال لا تأكل فإنما سميت على كلبك ولم تسم على الآخر - رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن
حرب وأخرجه مسلم من أوجه اخر (2) عن شعبة -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا مالك بن يحيى أبو غسان ثنا يزيد بن هارون أنبأ
زكريا بن أبي زائدة وعاصم الأحول عن الشعبي عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن
صيد المعراض فقال ما أصاب بحده فكل وما أصاب بعرضه فهو وقيذ - وسألته عن صيد الكلب فقال إذا أرسلت كلبك
وذكرت اسم الله وامسك عليك فكل وان أكل منه فلا تأكل وان وجدت معه كلبا غير كلبك فخشيت أن يكون
قد أخذه معه وقد قتله فلا تأكل فإنه إنما ذكرت اسم الله على كلبك ولم تذكره على غيره -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق
ثنا زكريا عن الشعبي عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيد الكلب فقال
ما أمسك عليك ولم يأكل منه فكله فان أخذه ذكاته وان وجدت عنده كلبا غيره فخشيت أن يكون أخذه معه وقد قتله
فلا تأكله فإنك إنما ذكرت اسم الله على كلبك ولم تذكره على غيره - وسألته عن صيد المعراض فقال ما أصبت بحده فكله
وما أصبت بعرضه فهو وقيذ -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا الحسن بن عيسى أنبأ ابن المبارك أنبأ
عاصم عن الشعبي عن عدى بن حاتم رضي الله عنه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصيد فقال إذا أرسلت
كلبك فاذكر اسم الله فان أدركته ولم يقتل فاذبح واذكر اسم الله وان أدركته قد قتل ولم يأكل فكل فقد أمسكه
عليك فان وجدته قد أكل منه فلا تطعم منه شيئا فإنما أمسكه على نفسه - وذكر الحديث - أخرجاه في الصحيح من حديث
زكريا وعاصم ورواه مسلم عن يحيى بن أيوب عن ابن المبارك -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني المنيعي والحسن بن سفيان قالا ثنا أبو بكر هو ابن أبي
شيبة ثنا ابن فضيل عن بيان عن الشعبي عن عدى رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت انا قوم
نصيد بهذه الكلاب قال إذا أرسلت كلابك المعلمة وذكرت اسم الله عليها فكل مما أمسكن عليك وان قتلن الا ان يأكل

(1) ف - فقتل
(2) ف - وجه آخر -
236

الكلب فان أكل فلا تأكل فانى أخاف أن يكون إنما أمسك على نفسه وان خالطها كلاب من غيرها فلا تأكل - رواه
البخاري في الصحيح عن قتيبة وغيره عن محمد بن فضيل ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ثنا ابن الجنيد ثنا
أحمد بن حفص ثنا أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن عدى رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله
ان أكل منه؟ قال أن أكل منه فلا تأكل فإنه ليس بمعلم -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي ويحتمل القياس أن يأكل وان أكل
منه الكلب - وهذا قول ابن عمرو سعد بن أبي وقاص وبعض أصحابنا وإنما تركنا هذا للأثر الذي ذكر الشعبي عن عدى
ابن حاتم رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول فان أكل فلا تأكل وإذا ثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه
وسلم لم يجز تركه لشئ -
(قال الشيخ رحمه الله واما الرواية فيه عن ابن عمر فأخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن
ابن علي بن عفان ثنا ابن نمير عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال إذا ارسل أحدكم كلبه المعلم وذكر اسم الله
فليأكل مما أمسك عليه أكل منه أو لم يأكل -
(واما الرواية) فيه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فقد ذكرها عنه مالك في الموطأ منقطعا -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الحسن السراج أنبأ أبو خليفة ثنا أبو عمر الحوضى عن شعبة عن عبد ربه بن سعيد
عن بكير بن عبد الله عن سعد قال كل وان أكل نصفه يعنى الكلب - وهذا أيضا مرسل -
(وقد أخبرنا) أبو بكر محمد بن إبراهيم الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن
الهلالي ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن ابن أبي ذئب عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن رجل يقال له حميد بن مالك
قال سألت سعدا قلت إن لنا كلابا ضواري فيمسكن علينا ويأكلن ويبقين قال كل وان لم يبقين الا نصفه - وهذا
موصول (وروى) فيه عن علي وسلمان الفارسي (وأبي هريرة رضي الله عنهم وروى عن ابن عباس رضي الله عنه
بخلاف أقاويلهم -
أخبرنا - أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا محمد بن بشر عن سعيد بن أبي عروبة
عن قتادة عن سعيد بن المسيب أن سلمان الفارسي رضي الله عنه - 1) كان يقول إذا أرسلت كلبك المعلم فأكل ثلثيه وبقى
ثلثه فكل ما بقي -
(وعن سعيد) عن قتادة ان ابن عباس رضي الله عنهما كان يكره ذلك ويقول لو كان معلما ما أكل (وروى) في إباحة أكله
عن النبي صلى الله عليه وسلم ان صح الحديث -
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عيسى ثنا هشيم أنبأ داود بن عمرو عن
بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم في صيد
الكلب إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله فكل وان أكل منه وكل ما ردت (يدك أو قال كل ما ردت عليك - 2)
يدك -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن المنهال الضرير ثنا يزيد بن زريع ثنا حبيب المعلم عن
عمرو بن شعيب عن أبيه عن حده أن أعرابيا يقال له أبو ثعلبة رضي الله عنه قال يا رسول الله ان لي كلابا مكلبة فأفتني
في صيدها فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان لك كلاب مكلبة فكل مما أمسكن عليك قال ذكى أو غير ذكى قال وان

(1) سقط من ف
(2) من ف -
237

أكل منه (قال وان أكل منه - 1) هذا موافق لحديث داود بن عمرو الا أن حديث أبي ثعلبة رضي الله عنه مخرج في
الصحيحين من حديث ربيعة بن يزيد الدمشقي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة وليس فيه ذكر الاكل وحديث
الشعبي عن عدى أصح من حديث داود بن عمرو الدمشقي ومن حديث عمرو بن شعيب والله أعلم (وقد روى) شعبة
عن عبد ربه بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن رجل من هذيل انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلب يصطاد قال
كل أكل أولم يأكل - فصار حديث عمرو بهذا معلولا -
باب البزاة المعلمة إذا أكلت
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن نمير ثنا مجالد عن الشعبي عن
عدى بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما علمت من كلب أو باز ثم أرسلته وذكرت اسم الله فكل
مما أمسك عليك (قلت وان قتل قال إذا قتله ولم يأكل منه شيئا فإنما أمسكه عليك - 2) فجمع بينهما في المنع الا أن ذكر
البازي في هذه الرواية لم يأت به الحفاظ الذين قدمنا ذكرهم عن الشعبي وإنما اتى به مجالد والله أعلم - ويذكر عن سعيد
ابن المسيب عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال إذا أرسلت كلبك أو بازك أو صقرك على الصيد فأكل منه فكل وان
أكل نصفه - فهذا جمع بينهما في الإباحة -
ويذكر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا أكل الكلب فلا تأكل وإذا أكل الصقر فكل لان
الكلب تستطيع ان تضربه والصقر لا تستطيع فهذا فرق بينهما والله أعلم (وفى حديث) الثوري عن سالم الأفطس عن سعيد
ابن جبير قال إذا أكل البازي فلا تأكل وهذا بخلاف الأول (وروى) عن الربيع بن صبيح في البازي أو الصقر إذا
أكل قال كرهه عطاء (وعن عكرمة) قال إذا أكل الباز والصقر فلا تأكل -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف الرفاء أنبأ عثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل القاضي ثنا ابن أبي أويس ثنا ابن أبي
الزناد عن أبيه عن الفقهاء الذين ينتهى إلى قولهم من أهل المدينة كانوا يقولون ما قتل الكلب أو الصقر أو البازي المعلم
فهو حلال وان أكل منه -
باب تسمية الله عند الارسال
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله (الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن هو ابن سفيان ثنا حبان بن موسى
أنبأ عبد الله - 2) أنبأ عاصم عن الشعبي عن عدى بن حاتم رضي الله عنه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصيد قال
إذا أرسلت كلبك فاذكر اسم الله فان أدركته لم يقتل فاذبح واذكر اسم الله وان أدركته قد قتل ولم يأكل فقد أمسكه عليك
فان وجدته قد أكل منه فلا تطعم منه شيئا فإنما أمسك على نفسه فان خالط كلبك كلاب فقتلن ولم يأكلن فلا تأكل منه

(1) من ف - والحديث في سنن أبي داود أواخر كتاب الأضاحي وهو كما هنا إلى قوله أمسكن عليك - وبعده قال وان
أكل منه فقال يا رسول الله أفتني في قوسي قال كل ما ردت عليك قوسك قال ذكيا أو غير ذكي قال وان تغيب عني قال
وان تغيب عنك.. ح -
(2) من - ف -
238

فإنك لا تدرى أيها قتل وإذا رميت سهمك فاذكر اسم الله - وذكر الحديث - رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن أيوب
عن عبد الله بن المبارك وأخرجه البخاري من وجه آخر عن عاصم -
باب من ترك التسمية وهو ممن تحل ذبيحته
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا يوسف بن موسى ثنا سليمان بن حيان ومحاضر، المعنى
عن هشام بن عروة (ح وأخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني إبراهيم الخوزي ثنا يوسف ثنا أبو خالد
الأحمر ومحاضر قال أبو خالد سمعت هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالوا يا رسول الله ان ههنا أقواما
حديث عهد بشرك؟ يأتوننا بلحمان لا ندري يذكرون اسم الله عليها أم لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذكروا اسم الله وكلوا -
رواه البخاري في الصحيح عن يوسف بن موسى عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر وأخرجه أيضا من حديث محمد بن
عبد الرحمن الطفاوي وأبى أسامة بن حفص عن هشام موصولا قال وتابعهم الدراوردي عن هشام (قال الشيخ) وتابعهم
أيضا حاتم بن إسماعيل و عبد الرحيم بن سليمان ومسلمة بن قعنب ويونس بن بكير و عبد الله بن الحارث الجمحي و عبد الله بن
عاصم كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ
هشام عن أبيه قال كان ناس من أهل البادية يأتون بلحمان قد ذبحوها فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصنعون
فقال سموا عليها اسم الله وكلوها - وكذلك رواه مالك بن انس وحماد بن سلمة عن هشام مرسلا دون ذكر عائشة بمعنى
رواية من رواه موصولا -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ثنا أبو حاتم (1) الرازي ثنا محمد بن يزيد ثنا معقل
ابن عبيد الله عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم يكفيه اسمه فان نسي؟
ان يسمى حين يذبح فليذكر اسم الله وليأكله - كذا رواه مرفوعا (ورواه) غيره عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن
عين وهو عكرمة عن ابن عباس موقوفا -
(أخبرناه) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل بن زكريا النضروي ثنا أحمد بن نجدة
ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن عمرو عن جابر بن زيد عن عين عن ابن عباس رضي الله عنهما فيمن ذبح ونسي التسمية
قال المسلم في اسم الله وان لم يذكر التسمية -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان

(1) ف أنبأ حاتم - كذا -
239

ثنا عمرو عن أبي الشعثاء وهو جابر بن زيد قال أخبرني عين عن ابن عباس رضي الله عنه قال إذا ذبح المسلم ونسي
ان يذكر اسم الله فليأكل فان المسلم فيه اسم من أسماء الله يعنى بعين عكرمة -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور (ثنا العباس بن الفضل - 1)
ثنا خالد بن عبد الله عن يزيد بن أبي زياد عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال من ذبح فنسى ان يسمى فليذكر
اسم الله عليه وليأكل ولا يدعه للشيطان إذا ذبح على الفطرة -
(أخبرنا) أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ثنا عبدان ثنا يحيى بن يزيد والحسن بن الحارث
قالا ثنا أبو همام عن مروان بن سالم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت الرجل منا يذبح وينسى ان يسمى فقال النبي صلى الله
عليه وسلم اسم الله على كل مسلم - قال أبو أحمد عامة حديث مروان بن سالم مما لا يتابعه الثقات عليه (قال الشيخ) مروان
ابن سالم الجزري ضعيف ضعفه أحمد بن حنبل والبخاري وغيرهما وهذا الحديث منكر بهذا الاسناد (وفيما روى) أبو داود
في المراسيل عن مسدد عن عبد الله بن داود عن ثور بن يزيد عن الصلت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذبيحة
المسلم حلال ذكر اسم الله أو لم يذكر إنه ان ذكر لم يذكر الا اسم الله -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن محمد أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود - فذكره -
باب سبب نزول قول الله عز وجل ولا تأكلوا مما
لم يذكر اسم الله عليه
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عمران بن عيينة
عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خاصمت اليهود النبي صلى الله عليه وسلم فقالت
تأكل مما قتلنا ولا تأكل مما قتل الله فأنزل الله عز وجل ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه

(1) سقط من ف -
240

(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن كثير ثنا إسرائيل ثنا سماك عن عكرمة عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله عز وجل (وان الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم) قالوا (1) يقولون ما ذبح الله فلا تأكلوه
وما ذبحتم أنتم فكلوه فأنزل الله عز وجل (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله) عليه -
باب الارسال على الصيد يتوارى عنك ثم تجده مقتولا
فيما روى أبو داود السجستاني في المراسيل عن النفيلي عن زهير عن عطاء بن السائب عن عامر أن أعرابيا اهدى لرسول الله
صلى الله عليه وسلم ظبيا فقال من أين أصبت هذا؟ قال رميته أمس فطلبته فاعجزني حتى أدركني المساء فرجعت فلما أصبحت
اتبعت اثره فوجدته في غار أو في أحجار وهذا مشقصي فيه أعرفه قال بات عنك ليلة ولا آمن أن تكون هامة اعانتك عليه
لا حاجة لي فيه (وعن نصر بن علي) عن جرير عن موسى بن أبي عائشة عن أبي رزين قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه
وسلم بصيد فقال إني رميته من الليل فأعياني ووجدت سهمي فيه من الغد وقد عرفت سهمي فقال الليل خلق من خلق
الله عز وجل عظيم لعله أعانك عليه شئ انبذها (2) عنك -
(أخبرنا بهما) أبو بكر محمد بن محمد أنبأ أبو الحسن الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود فذكرهما -
(وأخبرنا) أبو الحسن أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الباغندي ثنا قبيصة ثنا سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن أبي
رزين (عن أبي رزين - 3) عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا غاب عنك الصيد فصادفته وذكر هوام الأرض - وأبو رزين
هذا اسمه مسعود مولى شقيق بن سلمة وليس بابى رزين مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم - والحديث مرسل قاله
البخاري -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب
أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد الملك بن الحارث بن الرحيل حدثه ان عمرو بن ميمون حدثه عن أبيه ان أعرابيا اتى إلى
عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وميمون عنده فقال أصلحك الله انى ارمى الصيد فاصمى وانمى فكيف ترى؟ فقال ابن
عباس رضي الله عنهما كل ما أصميت ودع ما أنميت -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا يحيى بن محمد ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي عن شعبة عن الحكم عن
عبد الله بن أبي الهذيل قال أمرني ناس من أهلي ان اسأل لهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن أشياء فكتبتها في صحيفة
فأتيته لأسأله فإذا عنده ناس يسألونه فسألوه حتى سألوه عن جميع ما في صحيفتي وما سألته عن شئ فسأله رجل اعرابي
فقال إني مملوك أكون في إبل أهلي فيأتيني الرجل يستسقيني فأسقيه؟ قال لا قال فان خشيت ان يهلك؟ قال فاسقه ما يبلغه ثم
أخبر به أهلك قال فانى رجل ارمى فاصمى وانمى قال ما أصميت فكل وما أنميت فلا تأكل - قلت للحكم ما الاصماء؟ قال الاقعاص
قلت فما الانماء؟ قال ما توارى عنك (وقد روى) هذا من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا وهو ضعيف -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي ما أصميت ما قتلته الكلاب -

(1) كذا
(2) بغير نقط في الأصول -
(3) من ف
241

وأنت تراه وما أنميت ما غاب عنك مقتله (قال الشافعي رحمه الله) ولا يجوز عندي فيه الا هذا الا أن يكون جاء عن
النبي صلى الله عليه وسلم شئ فانى أتوهمه فيسقط كل شئ خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم ولا يقوم معه رأى
ولا قياس فان الله قطع العذر لقوله صلى الله عليه وسلم -
قال الشيخ وهذا الذي توهمه الشافعي رحمه الله فيما (أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي
أخبرني حمدان بن عمرو الموصلي ثنا غسان هو ابن الربيع الموصلي ثنا ثابت هو ابن يزيد ثنا عاصم عن الشعبي عن عدى بن
حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أرسلت كلبك فسميت فأمسك عليك فقتل فكل فان أكل منه
فلا تأكل فإنما أمسك على نفسه وإذا خالط كلابا لم تذكر اسم الله عليها فامسكن وقتلن فلا تأكل فإنك لا تدرى أيها قتل
وان رميت الصيد فوجدته بعد يوم أو يومين ليس به الا اثر سهمك فان شئت ان تأكل فكل وان وقع في الماء فلا تأكل -
رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل عن ثابت بن يزيد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا الحسن بن عيسى أنبأ ابن المبارك أنبأ
عاصم عن الشعبي عن عدى بن حاتم رضي الله عنه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصيد - فذكر الحديث قال
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رميت بسهمك فاذكر اسم الله فان أدركته فكل الا ان تجده قد وقع في ماء فإنك
لا تدرى الماء قتله أو سهمك فان وجدته بعد ليلة أو ليلتين فلم تجد فيه اثرا غير اثر سهمك فشئت ان تأكل منه فكل - رواه
مسلم في الصحيح عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن المبارك - وبمعناه رواه خالد الحذاء عن الشعبي (قال البخاري) وقال عبد
الاعلى عن داود عن عامر عن عدى -
(فذكر ما أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو يعلى ثنا عبيد الله القواريري ثنا عبد
الاعلى ثنا داود هو ابن أبي هند عن عامر هو الشعبي عن عدى بن حاتم رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله ان أحدنا يرمى
فيقتفى اثره اليوم واليومين فيجده ميتا وفيه سهمه أيأكل؟ قال نعم ان شاء أو قال يأكل ان شاء -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا سليمان بن شعيب ثنا عبد الرحمن بن زياد
ثنا شعبة أخبرني عبد الملك بن ميسرة (ح وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن الفرج
الأزرق ثنا أبو النضر ثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن عدى بن حاتم الطائي رضي الله عنه
قال يا رسول الله انى ارمى الصيد فاطلب الأثر بعد ليلة قال إذا رأيت اثر سهمك فيه لم يأكل منه سبع فكل - قال شعبة
فذكرت ذلك لأبي بشر فقال قال ابن جبير عن عدى بن حاتم رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيت
سهمك فيه لم تر فيه اثرا غيره وتعلم أنه قتله فكله -
(وأخبرنا) ابن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن علي الجزار ثنا علي بن الجعد الجوهري ثنا شعبة - فذكره بنحوه الا أنه قال
قال شعبة فحدثت به أبا بشر فقال إنما قال سعيد بن جبير عن عدى بن حاتم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
إذا عرفت سهمك فيه ولم تر فيه اثر غيره وتعلم أنه قتله فكل -
(وأخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة وهشيم عن أبي
بشر عن سعيد بن جبير عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ارمى الصيد فأجده من الغد فيه سهمي
قال إذا وجدت فيه سهمك وعلمت انه قتله ولم تر فيه اثر سبع فكل -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حماد بن خالد ثنا معاوية
ابن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا رميت سهمك فغاب ثلاث ليال فأدركته فكل ما لم ينتن - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن مهران الرازي عن
حماد بن خالد الخياط -
242

(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا أحمد بن سهل بن بحر ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري
(ح وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا ابن أبي داود ثنا عبد الله بن نصر الأنطاكي قالا ثنا
معن بن عيسى ثنا معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الذي يدرك صيده بعد ثلاث قال يأكله الا ان ينتن - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن أحمد بن (أبى
خلف عن معن -
- أخبرنا - أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن - 1) المنهال الضرير ثنا يزيد بن زريع ثنا حبيب المعلم
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن أعرابيا يقال له ثعلبة قال يا رسول الله أفتني في قوسي قال كل ما ردت عليك
قوسك قال ذكى وغير ذكى؟ قال وان تغيب عنى قال وان تغيب عنك ما لم يصل أو تجد فيه اثر غير سهمك قال أفتني في
آنية المجوس إذا اضطررت إليها قال اغسلها وكل فيها -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان الأصبهاني أنبأ ابن أبي عاصم ثنا أبو موسى ثنا الأنصاري ثنا عبيد الله
ابن الأخنس حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن أبي ثعلبة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أفتني في قوسي
قال كل ما ردت عليك قوسك قلت فان توارى عنى؟ قال وان توارى عنك بعد أن لا ترى فيه الا اثر سهمك أو يصل
قال أبو موسى يعنى يتغير (قال الشيخ) رحمه الله وبلغني عن أبي سليمان الخطابي رحمه الله أنه قال قوله ما لم يصل فإنه يريد
ما لم ينتن وتتغير ريحه يقال صل اللحم واصل لغتان وهذا على معنى الاستحباب دون التحريم لان تغير ريحه لا يحرم أكله -
قال وقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل اهالة سنخة وهي المتغيرة الريح -
(أخبرناه) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا عباس بن محمد الدوري ثنا الحسن بن الأشيب
ثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال لقد دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم على خبز شعير
وإهالة سنخة - أخرجه البخاري من حديث هشام عن قتادة كما أخرجاه في كتاب الرهن (وفى حديث البهزي) في حمار
الوحش العقير وفى الظبي الحاقف فيه سهم قد مضى في كتاب الحج وغيره -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الربيع ومحمد بن أبي
بكر قالا ثنا حماد بن زيد ثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة الضمري أن
النبي صلى الله عليه وسلم خرج حتى أتى الروحاء رأى حمارا عقيرا (زاد محمد بن أبي بكر في حديثه في بعض افنائها وقالا جميعا
فقيل يا رسول الله هذا 1) حمار عقير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه فان الذي اصابه سيجئ فجاء رجل من
بهز قال يا رسول الله انى أصبت هذا فشأنكم به فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه فقسمه بين الرفاق ثم
سار حتى إذا كان بالإثابة بين العرج والرويثة إذا ظبي حاقف في ظل فيه سهم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا
ان يقيم عنده حتى يجيز آخر الناس لا يعرض له -
(وأخبرنا) أبو الحسن المقرى أنبأ الحسن بن محمد ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عبد الوهاب الثقفي قال
سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة أن عمير بن سلمة الضمري أخبره عن البهزي ان
النبي صلى الله عليه وسلم خرج وهو محرم حتى إذا كان ببعض افناء الروحاء إذا حمار وحش عقير فذكره القوم لرسول الله
صلى الله عليه وسلم - قال وذكر الحديث -
باب الرجل يدرك صيده حيا
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب حدثني محمد بن النضر يعنى الجارودي ثنا أبو همام الوليد بن شجاع ثنا

(1) من ف -
243

علي بن مسهر عن عاصم عن الشعبي عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أرسلت
كلبك فاذكر اسم الله فان أمسك عليك فأدركته حيا فاذبحه وان أدركته قد قتل ولم يأكل منه فكله وان وجدت مع
كلبك كلبا غيره وقد قتل فلا تأكل فإنك لا تدرى أيهما قتله وان رميت سهمك فاذكر اسم الله وان غاب عنك يوما
فلم تجد فيه الا اثر سهمك فكل ان شئت وان وجدته غريقا في الماء فلا تأكل - رواه مسلم في الصحيح عن الوليد
ابن شجاع -
باب غير المعلم إذا أصاب صيدا
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا
ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني حياة بن شريح انه سمع ربيعة بن
يزيد الدمشقي (يقول سمعت أبا إدريس الخولاني يحدث انه سمع أبا ثعلبة الخشني - 1) رضي الله عنه يقول أتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ان ارضنا ارض صيد أصيد بالكلب المكلب وبالكلب الذي ليس بمكلب فأخبرني
ماذا يحل لنا مما يحرم علينا من ذلك فقال اما ما صاد كلبك المكلب فكل مما أمسك عليك واذكر اسم الله، واما ما صاد
كلبك الذي ليس بمكلب فأدركت ذكاته فكل منه وما لم تدرك ذكاته فلا تأكل منه - رواه البخاري في الصحيح عن
عبد الله بن يزيد المقرى عن حياة، ورواه مسلم عن أبي الطاهر عن ابن وهب - وقال عبد الله بن المبارك (عن حياة - 1)
في هذا الحديث اصيد بكلبي المعلم وبكلبي الذي ليس بمعلم -
باب المسلم يرسل كلبه المعلم على صيد فخالطه ما لم يرسله مسلم
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي اياس ثنا شعبة ثنا
عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصيد
فقلت ارسل كلبي فأجد مع كلبي كلبا آخر لا أدرى أيهما أخذ فقال لا تأكله فإنك إنما سميت على كلبك ولم تسم على غيره -
رواه البخاري في الصحيح عن آدم وأخرجه مسلم من أوجه عن شعبة -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن الحكم عن الشعبي عن
عدى رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ارسل كلبي على الصيد - فذكره - أخرجه مسلم من حديث غندر عن شعبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا الحسن بن عيسى أنبأ ابن المبارك أنبأ عاصم
عن الشعبي عن عدى بن حاتم رضي الله عنه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصيد - فذكر الحديث قال فيه عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فان خالط كلبك كلابا فقتلن ولم يأكلن فلا تأكل منه شيئا فإنك لا تدرى أيها قتل - رواه
مسلم في الصحيح عن يحيى بن أيوب عن ابن المبارك -
باب من رمى صيدا أو طعنه أو ارسل كلبا فقطعه قطعتين
أو قطع رأسه أو بطنه أو صلبه
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج ثنا بقية

(1) من - ف -
244

ابن الوليد حدثني (الزبيدي حدثني - 1) يونس بن سيف حدثني أبو إدريس عائذ الله عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه
قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله انا في ارض صيد فأرمى بقوسي فمنه ما أدرك ذكاته ومنه مالا أدرك
ذكاته وأرسل كلبي المكلب فمنه ما أدرك ذكاته ومنه ما لم (2) أدرك ذكاته؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ردت
عليك قوسك وكلبك ويدك فكل ذكى وغير ذكى -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب
أخبرني عمرو بن الحارث ان عمرو بن شعيب حدثه ان مولى لشرحبيل ابن حسنة حدثه انه سمع عقبة بن عامر الجهني
وحذيفة بن اليمان صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حل ما ردت عليك قوسك -
باب ما قطع من الحي فهو ميتة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن إسحاق أنبأ هاشم
ابن القاسم ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال لما قدم
النبي صلى الله عليه وسلم المدينة والناس يجبون اسنمة الإبل ويقطعون اليات الغنم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما قطع من
البهيمة وهي حية فهو ميتة -
باب ما جاء في صيد المجوسي
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو الحسن الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية
ابن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كل من صيد أهل الكتاب ولا تأكل من صيد
المجوس -
(وأخبرنا) أبو الحسن بن أبي المعروف الأسفرائيني بها أنبأ بشر بن أحمد أنبأ أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي
(ح وأنبأ) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان حدثني الصوفي يعنى أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا أبو مسلم
أحمد بن علي المؤدب ثنا شريك عن (3) حجاج عن القاسم بن أبي بزة عن سليمان اليشكري عن جابر رضي الله عنه قال نهينا
عن صيد كلب المجوسي وطائره (ورواه) أيضا وكيع عن شريك غير أن الحجاج بن أرطأة لا يحتج به والله أعلم
(ورواه) يحيى بن أبي بكير عن شريك عن الحجاج بن أرطأة عن القاسم بن أبي بزة وأبى الزبير (عن سليمان اليشكري
عن جابر رضي الله عنه قال نهى عن ذبيحة المجوسي وصيد كلبه وطائره - في هذا - 4) الاسناد من لا يحتج به والله أعلم -
باب ما جاء في ذكاة ما لا يقدر على ذبحه الا برمى أو سلاح
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا سعيد

(1) من ف
(2) كذا
(3) ف - ثنا
(4) سقط من ف -
245

ابن عامر عن شعبة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج عن جده رافع بن خديج رضي الله عنه
قال قلنا يا رسول الله انا لاقوا العدو غدا ليس معنا مدى؟ قال ما انهر الدم وذكر اسم الله فكل ليس السن والظفر، اما السن
فعظم واما الظفر فمدى الحبشة قال وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نهبا فند منها بعير فسعوا له فلم يستطيعوه فرماه رجل
بسهم فحبسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لهذه الإبل أو قال النعم أو أبد كاوابد الوحش فما عليكم بها (1) فاصنعوا بها
هكذا - وتردى بعير في بئر فلم يستطيعوا ان ينحروه الا من قبل شاكلته فاشترى منه ابن عمر عشيرا بدرهمين - وقال لنا أبو عبد الله
وأبو سعيد في الفوائد تعشيرا - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث شعبة وغيره -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا زائدة بن قدامة الثقفي
ثنا سعيد بن مسروق الثوري عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج عن جده رافع رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم بذى الحليفة من تهامة وقد جاع القوم فأصابوا إبلا وغنما فانتهى إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (وقد
نصبت القدور فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم - 2) بالقدور فأكفئت ثم قسم بينهم فعدل (3) عشرا من الغنم ببعير قال
فند بعير من إبل القوم وليس في القوم الا خيل يسيرة فرماه رجل بسهم فحبسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لهذه
الإبل اوابد كاوابد الوحش فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا - وعن عباية عن رافع قال قلنا يا رسول الله انا لاقوا العدو غدا وليس
معنا مدى أفنذبح بالقصب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انهر الدم وذكرت اسم الله عليه فكل ما خلا السن والظفر
وسأخبرك عن ذلك اما السن فعظم واما الظفر فمدى الحبشة - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث زائدة -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الباغندي ثنا قبيصة ثنا سفيان عن أبيه عن عباية بن رفاعة بن
رافع بن خديج عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذى الحليفة فأصاب الناس
إبلا وغنما - وذكر الحديث بنحوه قال عباية ثم إن ناضحا تردى بالمدينة فذبح من قبل شاكلته فأخذ منه ابن عمر عشيرا بدرهمين -
رواه البخاري في الصحيح عن قبيصة حديث السن وأخرجاه بطوله من وجه آخر عن سفيان -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان الأصبهاني ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو مروان ثنا عبد العزيز الدراوردي
عن حرام عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر عن أبيهما أنه قال مرت علينا بقرة ممتنعة نافرة لا تمر على أحد الا نطحته وشدت
عليه فخرجنا عليه نكدها (4) حتى بلغنا الصماء ومعنا غلام قبطي لبنى حرام ومعه مشتمل فشدت عليه لتنطحه فضربها أسفل من
المنحر وفوق مرجع الكتف فركبت ردعها فلم يدرك لها ذكاة قال جابر فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم (شأنها - 2)
فقال إذا استوحشت الانسية وتمنعت فإنه يحلها ما يحل الوحشية ارجعوا إلى بقرتكم وكلوها فرجعنا إليها فاجتزرناها -
(أخبرنا) الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأسفرائيني أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ببغداد ثنا
أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه أنه قال
يا رسول الله أما تكون الذكاة الا في الحلق واللبة؟ قال وأبيك لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك (قال الشيخ) وهذا في
المتردى وأشباهه -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن إبراهيم الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد
ثنا سفيان عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما أعجزك من البهائم فهو بمنزلة الصيد أن ترميه -
(قال وحدثنا) سفيان ثنا حبيب بن أبي ثابت قال جاء رجل إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال إن بعيرا لي ند فطعنته
برمح فقال أهد لي عجزه -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ أبو عميس عن

(1) كذا وفي الصحيحين فما غلبكم منها - ح
(2) من ف
(3) ف - فعدل فعدل
(4) ف - فخرجنا نكرها -
246

غضبان هو ابن يزيد البجلي عن أبيه قال قدم الناس الكوفة فأعرس رجل من الحي فاشترى جزورا فندت فذهبت ثم
اشترى أخرى فخشى ان تند فعرقبها وذكر اسم الله فماتت فأتوا عبد الله رضي الله عنه فسألوه فأمرهم ان يأكلوا فوالله
ما طابت أنفس الحي ان يأكلوا منها شيئا حتى جعلوا له منها بضعة ثم اتوه بها فأكل ورجع الحي إلى طعامهم فأكلوا -
باب ما يذكى به
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن ابن سعيد بن مسروق وفى رواية أبي سعيد عن
عمر بن سعيد بن مسروق عن أبيه عن عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله انا لاقوا العدو
غدا وليست معنا مدى أنذكي بالليط (1) فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما انهر الدم وذكر عليه اسم الله فكلوا الا ما كان من
سن أو ظفر فان السن عظم من الانسان والظفر مدى الحبش -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن سهل بن بحر ثنا ابن أبي عمر ثنا سفيان عن إسماعيل
ابن مسلم عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن جده قال قلنا يا رسول الله انا لاقوا العدو غدا وليس معنا مدى أفنذكي
بالليط؟ فقال ما انهر الدم وذكر اسم الله فكلوا الا ما كان من ظفر أو سن فان السن عظم من الانسان والظفر مدى الحبش - قال
وأصبنا إبلا وغنما فكنا نعدل البعير بعشر من الغنم فند علينا بعير منها فرميناه بالنبل حتى وهضناه قال فسألنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال إن لهذه الإبل اوابد كاوابد الوحش فإذا ند منها شئ فاصنعوا به ذلك وكلوا - رواه مسلم في الصحيح عن
ابن أبي عمر -
(أخبرنا) أبو الحسن المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب (ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد
ابن بكر ثنا أبو داود قالا ثنا مسدد ثنا أبو الأحوص ثنا سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن أبيه عن جده رافع بن
خديج رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله انا نلقى العدو غدا وليس معنا مدى؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ارن أو أعجل ما انهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا ما لم يكن سن أو ظفر وسأحدثك عن ذلك
اما السن فعظم اما الظفر فمدى الحبشة - وتقدم سرعان الناس فتعجلوا فأصابوا من المغانم ورسول الله صلى الله عليه وسلم
في آخر الناس فنصبوا قدورا فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدور فأمر بها فأكفئت وقسم بينهم فعدل بعيرا بعشر شياه
وند بعير من إبل القوم ولم يكن معهم خيل فرماه رجل بسهم فحبسه الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان لهذه الإبل اوابد
كاوابد الوحش وإذا فعل منها فهذا فافعلوا به مثل هذه - رواه البخاري في الصحيح عن مسدد - كذا قال أبو الأحوص
عن أبيه عن جده وسائر الرواة عن سعيد قالوا عن عباية عن جده وقد وافق حسان بن إبراهيم الكرماني أبا الأحوص
على روايته -
(أخبرناه) أبو الحسن المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر (ح وأخبرنا) أبو نصر
ابن قتادة أنبأ علي بن الفضل بن محمد بن عقيل الخزاعي أنبأ أبو شعيب الحراني ثنا علي بن عبد الله قالا ثنا حسان بن إبراهيم
الكرماني ثنا سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه -
باب الصيد يرمى فيقع على الأرض
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق و عبد الله بن محمد قالا ثنا هناد بن السرى ثنا عبد الله بن المبارك

(1) الليط قشر القصب والقناة وكل شئ كانت له صلابة ومتانة - نهاية -
247

أنبأ حياة بن شريح قال سمعت ربيعة بن يزيد الدمشقي يقول أخبرني أبو إدريس عائذ الله قال سمعت أبا ثعلبة الخشني
رضي الله عنه يقول أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث قال فيه واما ما ذكرت بأرض الصيد فما أصبت
بقوسك فاذكر اسم الله ثم كل - رواه مسلم في الصحيح عن هناد بن السرى وأخرجه البخاري من وجه آخر عن ابن المبارك -
(أخبرنا) أبو بكر الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان ثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال قال عبد الله
إذا رمى أحدكم صيدا فتردى من جبل فمات فلا تأكلوا فانى أخاف أن يكون التردي قتله - أو وقع في ماء فمات فلا تأكله
فانى أخاف أن يكون الماء قتله -
باب الصيد يرمى فيقع على جبل ثم يتردى منه أو يقع في الماء
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا حامد بن شعيب ثنا شريح (1) ثنا عبد الله بن المبارك عن
عاصم عن الشعبي عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصيد قال إذا رميت سهمك
فاذكر اسم الله فان وجدته قد قتل فكل وان وجدته قد وقع في الماء فمات فإنك لا تدرى الماء قتله أو سهمك فلا تأكل - رواه
مسلم في الصحيح عن يحيى بن أيوب عن ابن المبارك -
(أخبرنا) أبو بكر الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان ثنا
الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال قال عبد الله إذا رمى أحدكم صيدا فتردى من جبل فمات فلا تأكلوا فانى
أخاف أن يكون التردي قتله أو وقع في ماء فمات فلا تأكله فانى أخاف أن يكون الماء قتله
باب الصيد يرمى بحجر أو بندقة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق ببغداد ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان بن عمر ثنا
كهمس (ح وأخبرنا) أبو عبد الله أخبرني أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا كهمس عن
ابن بريدة قال رأى عبد الله بن مغفل رضي الله عنه رجلا من أصحابه يخذف فقال لا تخذف فان رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يكره أو قال ينهى عن الخذف فإنه لا يصطاد به الصيد ولا ينكأ به العدو ولكنه يكسر السن ويفقأ العين ثم رآه بعد
ذلك يخذف فقال له أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره أو ينهى عن الخذف ثم أراك تخذف لا أكلمك
كلمة كذا وكذا - رواه مسلم في الصحيح عن عبيد الله بن معاذ وعن أبي داود سليمان بن معبد عن عثمان بن عمر - وأخرجه
البخاري من وجه آخر عن كهمس -
(حدثنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن قتادة سمع عقبة بن
صهبان عن عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذفة وقال لا يصاد بها صيد
ولا ينكأ بها عدو وان الخذفة تكسر السن وتفقأ العين - أخرجاه في الصحيح من حديث شعبة بمعناه وهذا اللفظ أبين فيما
قصدناه -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي
عبيد ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال قدمت المدينة فخرجت في يوم عيد فإذا رجل
متلبب أعسر أيسر يمشى مع الناس كأنه راكب وهو يقول هاجروا ولا تهجروا واتقوا الأرنب ان يحذفها أحدكم بالعصا
ولكن ليذك لكم الأسل، الرماح والنبل - قال أبو عبيد قوله هاجروا ولا تهجروا يقول أخلصوا النية في الهجرة ولا تشبهوا
بالمهاجرين على غير نية منكم فهذا هو التهجر قال وكلام العرب أعسر يسر وهو الذي يعمل بيديه جميعا سواء -

(1) ف - سريح - بغير نقط -
248

(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن
مرزوق ثنا أبو عامر عن زهير عن زيد بن أسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما انه كان يقول في المقتولة بالبندقة تلك الموقوذة -
(وأخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن نافع أنه قال رميت
طائرين بحجر (1) قال فأصبتهما فاما أحدهما فمات فطرحه عبد الله بن عمر رضي الله عنه واما الآخر فذهب عبد الله يذكيه
بقدوم فمات قبل ان يذكيه فطرحه أيضا -
باب صيد المعراض
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني سفيان الثوري ورجل آخر عن منصور عن النخعي عن همام بن
الحارث عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن المعراض فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم - 2) إذا رميت فسميت فخرق فكل وان قتل، وإذا أصبت بعرضه فقتل فلا تأكل - رواه البخاري في الصحيح
(عن قبيصة عن سفيان وأخرجه مسلم كما مضى -
أخبرنا - أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبد الملك بن مروان ثنا يزيد بن هارون
أنبأ عاصم وزكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
صيد المعراض فقال ما أصبت بحده فكل، وما أصبت بعرضه فهو وقيذ - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح - 2) من
حديث عاصم الأحول وزكريا بن أبي زائدة وغيرهما -
باب تفسير قوله عز وجل (حرمت عليه الميتة والدم ولحم
الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية
والنطيحة وما أكل السبع الا ما ذكيتم وما ذبح على النصب
وان تستقسموا بالأزلام)
(أخبرنا) أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكى ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح عن
معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية قال (وما أهل لغير الله به) يعنى ما أهل
للطواغيت كلها (والمنخنقة) التي تنخنق (3) فتموت (والموقوذة) التي تضرب بالخشب حتى تقذها فتموت (والمتردية)
التي تتردى من الجبل فتموت (والنطيحة) الشاة (تنطح الشاة - 2) (وما أكل السبع (يقول ما أخذ السبع فما أدركت
من هذا كله فتحرك له ذنب أو تطرف له عين فاذبح واذكر اسم الله عليه فهو حلال (وقال) في موضع آخر من هذا التفسير (4)
قال هي الأصنام وفى قوله (وأن تستقسموا بالأزلام) يعنى القداح كانوا يستقسمون بها في الأمور (ذلكم فسق) يعنى من
أكل من ذلك كله فهو فسق -
باب ما ذبح لغير الله
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه أنبأ علي بن عبد العزيز أن معلى بن أسد العمى (5) ثنا عبد العزيز

(1) ف - بحجرين
(2) من ف
(3) ف تخنق -
(4) كذا - لعله سقط هنا (وما ذبح على النصب) ح
(5) كذا -
249

ابن المختار ثنا موسى بن عقبة أخبرني سالم انه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
انه لقى زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح وذلك قبل ان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فقدم إليه سفرة
فيها لحم فأبى ان يأكل منها ثم قال إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل الا مما ذكر اسم الله عليه - رواه البخاري
في الصحيح عن معلى بن أسد -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عمرو - هو ابن مرزوق - أنبأ
شعبة عن القاسم بن أبي بزة عن أبي الطفيل قال سئل علي رضي الله عنه هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ؟
قال ما خصنا بشئ لم يعم به الناس كافة الا ما كان في قراب سيفي هذا قال فأخرج صحيفة فإذا فيها لعن الله من ذبح
لغير الله ولعن الله من سرق منار الأرض ولعن الله من لعن والديه ولعن الله من آوى محدثا - أخرجه مسلم في الصحيح
من حديث غندر عن شعبة -
باب ما جاء في البهيمة تريد أن تموت فتذبح
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن يحيى
ابن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن محمد بن زيد أن رجلا ذبح شاة وهو يرى أنها قد ماتت فتحركت فسأل أبا هريرة
رضي الله عنه له فقال كلها فسأل زيد بن ثابت فقال له لا تأكلها فان الميتة قد تتحرك -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن أبي
مرة مولى عقيل انه سأل أبا هريرة رضي الله عنه عن شاة ذبحت فتحرك بعضها فأمره ان يأكلها ثم سأل زيد بن ثابت
رضي الله عنه عن ذلك فقال زيد إن الميتة أظنه قال - لتتحرك ونهاه عن ذلك (وكذلك) رواه سليمان بن بلال عن يحيى بن
سعيد (وقد روى) فيه حديث مرفوع عن زيد -
(كما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن بالويه ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال
سمعت حاضر بن مهاجر أبا عيسى الباهلي قال سمعت سليمان بن يسار يحدث عن زيد بن ثابت رضي الله عنه ان ذئبا نيب في
شاة فذكوها بمروة فرخص النبي صلى الله عليه وسلم بأكلها -
(وكما أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا سهل بن عمار ثنا محمد بن عمر الواقدي ثنا ربيعة بن
عثمان عن زيد بن أبي عتاب عن سليمان بن يسار عن زيد بن ثابت قال سأل (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شاة نيب
فيها الذئب فأدركت وبها حياة فذكيت فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأكلها -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن رجل من بنى حارثة انه كان يرعى لقحة بشعب من شعاب أحد فأخذها الموت فلم يجد شيئا ينحرها به فأخذ وثدا فوجأ به
في لبتها حتى أهريق دمها ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فأمره بأكلها -
(حدثنا) الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله املاء أنبأ أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر العدل ثنا محمد
ابن عثمان بن أبي سويد البصري ثنا عبد الله بن رجاء أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن شرحبيل عن عائشة رضي الله عنها
قالت كانت لنا شاة أرادت ان تموت فذبحناها فقسمناها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عائشة ما فعلت شاتكم؟
قالت أرادت ان تموت فذبحناها فقسمناها ولم يبق عندنا منها الا كتف قال الشاة كلها لكم الا الكتف (ويذكر) عن
الزهري عن ابن المسيب انه كان يقول الذكاة (بحق - 2) العين تطرف والذنب يتحرك والرجل ترتكض (وبمعناه)
قال عبيد بن عمير وطاوس وقتادة -

(1) كذا
(2) من ف -
250

باب الحيتان وميتة البحر
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد الكعبي ثنا محمد بن أيوب أنبأ علي بن المديني ثنا سفيان قال الذي حفظناه
من عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة راكب
أميرنا أبو عبيدة بن الجراح نرصد عير قريش فأقمنا بالساحل - وقال سفيان مرة أخرى فأتينا الساحل فأقمنا به - نصف شهر
فأصابنا جوع شديد حتى أكلنا الخبط قال فسمى ذلك الجيش جيش الخبط قال فالقى لنا البحر دابة يقال لها العنبر فأكلنا
منه نصف شهر وادهنا من ودكه حتى ثابت إلينا أجسامنا قال فأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه (وعمد إلى أطول رجل
معه قال سفيان مرة أخرى وأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه - 1) وأخذ رجلا وبعيرا فمر من تحته - قال جابر
وكان رجل من القوم نحر ثلاث جزائر (ثم نحر جزائر - 2) ثم نحر ثلاث جزائر ثم إن أبا عبيدة نهاه - رواه البخاري
في الصحيح عن علي ابن المديني ورواه مسلم عن عبد الجبار بن العلاء عن سفيان - ورواه الحميدي عن سفيان فلم يذكر الساحل
وقال وأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه ثم نظر أطول رجل وأعظم جمل في الجيش فأمره ان يركب الجمل ثم يمر تحته
ففعل فمر تحته فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرناه فقال هل معكم منه شئ قلنا لا -
(أخبرناه - أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان - فذكره - 1)
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد ثنا مسدد ثنا يحيى عن ابن جريج أخبرني
عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول غزونا جيش الخبط وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح فجعنا جوعا
شديدا فألقى البحر حوتا ميتا لم ير مثله يقال له العنبر فأكلنا منه نصف شهر فأخذ أبو عبيدة رضي الله عنه عظما من عظامه
فمر الراكب تحته (قال ابن جريج) وأخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا رضي الله عنه يقول فقال أبو عبيدة كلوا فلما قدمنا ذكرنا
ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال كلوا رزقا أخرجه الله أطعمونا إن كان معكم فأتاه بعضهم فأكله - رواه البخاري في
الصحيح عن مسدد مع زيادة أبى الزبير هكذا -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا
زهير ثنا أبو الزبير عن جابر (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا أبو عبد الله محمد بن نصر ثنا يحيى بن
يحيى أنبأ أبو خيثمة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر علينا
أبا عبيدة بن الجراح نتلقى عيرا لقريش وزودنا جرابا من تمر لم يجد لنا غيره فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة - فقلنا كيف كنتم
تصنعون بها؟ قال نمصها كما يمص الصبي ثم نشرب عليها من الماء فيكفينا يومنا إلى الليل وكنا نضرب الخبط بعصينا ثم نبله
بالماء فنأكله فأصبنا على ساحل البحر مثل الكثيب الضخم دابة تدعى العنبر فقال أبو عبيدة ميتة ثم قال لا بل نحن رسل
رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى سبيل الله وقد اضطررتم فكلوا فأكلنا منه شهرا ونحن ثلاثمائة حتى سمنا ولقد كنا نغترف
من وقب عينيه بالقلال الدهن ونقطع منه القدر كالثور ولقد أخذ أبو عبيدة منا ثلاثة عشر رجلا فأقامهم في وقب عينيه وأخذ
ضلعا من أضلاعه فأقامها ثم رحل أعظم بعير فمر تحتها وتزودنا من لحمه وشائق فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم فذكرنا ذلك له فقال هو رزق أخرجه الله لكم فهل معكم من لحمه شئ فنطعمونا؟ فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم منه فأكل منه - لفظ حديث يحيى بن يحيى - وفى رواية أحمد بن يونس قال وانطلقنا على ساحل البحر فرفع لنا على ساحل
البحر كهيئة الكثيب الضخم فأتيناه فإذا دابة العنبر - وقال لقد رأيتنا نغترف من عينه بالقلال الدهن ونقتطع منه القدر كالثور
أو كقدر الثور - وقال فأقعدهم في عينيه - وقال في آخره فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكل - رواه مسلم في

(1) سقط من ف
(2) من ف - والزيادة ثابتة في صحيح البخاري عن ابن المديني بلفظ - ثم نحر ثلاث جزائر - ونحوه في
صحيح مسلم عن عبد الجبار بن العلاء - ح -
251

الصحيح عن يحيى بن يحيى وأحمد بن يونس -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي الحافظ ببغداد أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد النيسابوري ثنا الحسن بن علي
هو ابن زياد السرى ثنا ابن أبي أويس حدثني مالك عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا قبل الساحل وأمر أبا عبيدة بن الجراح وهم ثلاثمائة قال جابر وانا فيهم فخرجنا حتى
إذا كنا ببعض الطريق فنى الزاد فأمر أبو عبيدة بازواد ذلك الجيش فجمع فكان مزودي تمر قال فكان يقوتنا كل يوم يعنى
قليلا قليلا حتى فنى فلم يكن يصيبنا كل يوم الا تمرة - فقلت ما تغنى تمرة؟ فقال لقد وجدنا فقدها حين فنيت - ثم انتهينا إلى
البحر فإذا بحوت مثل الظرب فأكل منه ذلك الجيش ثمان عشرة ليلة ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا ثم أمر
براحلة فرحلت ثم مرت تحتها ولم يصبها - رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس وأخرجه مسلم من وجه آخر
عن مالك -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الحميد الحارثي
ثنا أبو أسامة عن الوليد يعنى ابن كثير قال سمعت وهب بن كيسان يقول سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية انا فيهم إلى سيف البحر فازملنا الزاد حتى حميناها (1) مع كل انسان فجعلناه واحدا حتى كان
يعطى كل انسان قدر ما يصيبه حتى ما كان يصيب انسانا الا تمرة كل يوم - فقال رجل لجابر يا أبا عبد الله وما تغنى عن رجل
تمرة؟ قال يا ابن أخي قد وجدنا فقدها حين فنيت - قال جابر فبينا نحن على ذلك إذ رأينا سوادا فلما غشينا إذا دابة من البحر
قد خرجت من البحر فأناخ عليها العسكر ثمان عشر (1) ليلة فيأكلون منها ما شاؤوا حتى اربعوا - رواه مسلم في الصحيح عن أبي
كريب عن أبي أسامة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني مالك بن انس عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة مولى الأزرق
أن المغيرة بن أبي بردة وهو من بنى عبد الدار اخبره انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول سأل رجل رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال يا رسول الله انا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فان توضأنا به عطشنا أفنتوضأ من ماء البحر؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الطهور ماؤه الحل ميتته -
(حدثنا) أبو عبد الرحمن السلمي املاء ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا أحمد بن حنبل ثنا
أبو القاسم بن أبي الزناد حدثني إسحاق بن حازم عن ابن مقسم يعنى عبيد الله عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ان النبي صلى الله
عليه وسلم سئل عن البحر فقال هو الطهور ماؤه الحل ميتته -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن منقذ حدثني إدريس
ابن يحيى حدثني المفضل بن المختار عن عبيد الله بن موهب عن عصمة بن مالك الخطمي عن حذيفة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ذكى لكم صيد البحر - هذا اسناد غير قوى (وقد روى) عن أبي بكر الصديق
رضي الله عنه -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا إبراهيم بن محمد المعمري ثنا عباد بن يعقوب ثنا شريك
عن ابن أبي بشير عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت أبا بكر رضي الله عنه يقول إن الله ذبح لكم ما في البحر
فكلوه كله فإنه ذكى (وروى) حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار قال سمعت (شيخا يكنى أبا عبد الرحمن قال سمعت - 3)
أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول ما في البحر من شئ الا قد ذكاه الله لكم -

(1) كذا في ف - وفي مد - الراربين حتى جمعنا لنا - ولم يسق مسلم في صحيحه لفظ هذه الرواية ولعل الصواب
فأرملنا الزاد حتى جمعنا ما - ح
(2) كذا
(3) من ف -
252

(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا ابن نمير عن عبيد الله
ابن عمر عن عمرو بن دينار عن أبي الطفيل ان أبا بكر رضي الله عنه سئل عن ميتة البحر فقال هو الطهور ماؤه الحل ميتته
(وروى) عن عمرو بن دينار وأبى الزبير سمعا شريحا رجلا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال كل شئ في البحر مذبوح
(وروى) ذلك عن أبي الزبير عن شريح مرفوعا (وروى) عن جابر و عبد الله بن سرجس مرفوعا وفى بعض ما ذكرنا
اسناده كفاية وبالله التوفيق -
باب السمك يصطاده يهودي أو نصراني أو مجوسي أو وثنى
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا
روح بن أسلم ثنا زائدة عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كل ما القى البحر وما صيد منه
صاده يهودي أو نصراني أو مجوسي قال (وطعامه) ما القى (وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أحمد بن إسحاق بن شيبان ابن
البغدادي الهروي أنبأ معاذ بن نجدة ثنا بشر بن آدم أنبأ أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال كل السمك ولا يضرك من صاده من الناس -
باب ما لفظ البحر وطفا من ميتة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني عمر بن محمد أن نافعا حدثه ان عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما قال غزونا فجعنا حتى أن الجيش يقتسم التمرة والتمرتين فبينا نحن على شط البحر إذ رمى بحوت ميت فاقتطع
الناس منه ما شاؤوا من لحمه أو شحمه (1) وهو مثل الظرب فبلغني ان الناس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه
فقال لهم أمعكم منه شئ؟ -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان الرملي ثنا سفيان ثنا عمرو سمع جابر بن عبد الله
رضي الله عنه يقول بعثنا النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة راكب وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح يطلب عير قريش فأقمنا
على الساحل حتى فنى زادنا فأكلنا الخبط ثم إن البحر القى لنا دابة يقال لها العنبر فأكلنا منه نصف شهر حتى صلحت أجسامنا
وأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه ونظر إلى أطول بعير في الجيش وأطول رجل فحمله عليه فجاز تحته وقد كان
رجل نحر ثلاث جزائر ثم ثلاثا ثم نهاه أبو عبيدة وكان يرويه (2) قيس بن سعد - أخرجاه في الصحيح كما مضى -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ حدثني أبو بكر النيسابوري (ثنا عبد الرحمن بن بشر ثنا
عبد الرحمن بن مهدي - ح قال وحدثني أبو بكر النيسابوري - 3) حدثني يوسف بن سعيد ثنا أبو نعيم قالا ثنا سفيان
عن عبد الملك بن أبي بشير عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أشهد على أبى بكر رضي الله عنه ان قال السمكة
الطافية حلال لمن أراد أكلها -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر ثنا محمد بن نوح ثنا هارون بن إسحاق ثنا وكيع عن سفيان بهذا قال السمكة
الطافية على الماء حلال -
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن أبي المعروف الفقيه أنبأ أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي بنيسابور ثنا محمد بن

(1) ف - لحم أو شحم
(2) كذا والظاهر وكانوا يرونه
(3) من ف -
253

أيوب أنبأ مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا قتادة عن جابر بن زيد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال الجراد والنون ذكى كله -
(أخبرنا) أبو بكر الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا
سفيان عن جعفر (1) عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال الحيتان والجراد ذكى كله -
(أخبرنا) أبو حامد أحمد بن علي الحافظ الأسفرائيني بها أنبأ أبو علي زاهر بن أحمد ثنا أبو بكر بن زياد (النيسابوري ثنا
يزيد بن سنان ثنا عبد الصمد ثنا عبد الله بن مثنى عن ثمامة عن أنس عن أبي أيوب رضي الله عنه - 2) انه ركب في البحر
في رهط من أصحابه فوجدوا سمكة طافية على الماء فسألوه عنها فقال أطيبة هي لم تغير؟ قالوا نعم قال فكلوها وارفعوا نصيبي
منها وكان صائما - هكذا رواه زاهر (ورواه) الدارقطني عن أبي بكر فقال عن ثمامة بن انس عن أبي أيوب وهو إنما؟؟ ثمامة
ابن عبد الله بن انس فيشبه أن تكون رواية زاهر أصح والله أعلم - رواه أيضا جبلة بن عطية عن أبي أيوب ويذكر
عن مريخ وبشر ابني الخولاني أحدهما أو كلاهما أن أبا أيوب وأبا صرمة الأنصاري أكلا الطافي -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ زكريا الساجي ثنا بندار ثنا محمد يعنى ابن جعفر ثنا شعبة عن
اجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لا بأس بالطافي من السمك -
(أخبرنا) أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا ابن
بكير ثنا مالك عن أبي الزناد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة وزيد بن ثابت رضي الله عنهما انهما كانا لا يريان
بأكل ما لفظ البحر بأسا -
(أخبرنا) أبو بكر الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا
سفيان عن أبي الزناد عن أبي سلمة عن ثويب قال رمى البحر بسمك كبير (3) ميتا فأتينا (أبا هريرة رضي الله عنه فاستفتيناه
فأمرنا بأكله فرغبنا عن فتيا أبي هريرة فأتينا - 2) مروان فأرسل إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه فسأله فقال حلال فكلوه -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي
سلمة عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قدمت البحرين فسألني أهل البحرين عما يقذف البحر من السمك فأمرتهم
بأكله (فلما قدمت سألت عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن ذلك فقال ما أمرتهم قلت أمرتهم بأكله - 4) فقال لو قلت غير
ذلك لعلوتك بالدرة ثم قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه (أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم) قال صيده ما اصطيد
وطعامه ما رمى به -
(أخبرنا) أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر

(1) مد - جابر - كذا
(2) من ف
(3) ف - كثير
(4) سقط من ف -
254

ابن عون أنبأ يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أقبلت من البحرين حتى إذا كنت
بالربذة سألني ناس من أهل العراق وهم محرمون عن صيد وجدوه على الماء طاف فسألوني عن اشترائه وأكله فأمرتهم ان
يشتروه ويأكلوه وهم محرمون ثم قدمت المدينة فكأنه وقع في قلبي شك مما امرتهم فذكرت ذلك لعمر بن الخطاب
رضي الله عنه فقال وما أمرتهم به؟ قال أمرتهم به ان يشتروه ويأكلوه قال لو أمرتهم بغير ذلك لفعلت، أي كأنه توعده -
(أخبرناه) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ علي بن عاصم أنبأ سليمان
التيمي عن أبي مجلز عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم) قال صيده ما صيد وطعامه
ما قذف -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا خلف
ابن خليفة ثنا حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال صيده ما اصطيد وطعامه ما لفظ به البحر -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن نافع ان عبد الرحمن بن أبي
هريرة سأل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عما لفظ البحر فنهاه عن أكله قال نافع ثم انقلب عبد الله بن عمر فدعا
بالمصحف فقرأ (أحل لكم صيد البحر وطعامه) قال نافع فأرسلني عبد الله بن عمر إلى عبد الرحمن بن أبي هريرة انه
لا بأس به فكله -
(وأخبرنا) أبو أحمد أنبأ أبو بكر ثنا محمد ثنا ابن بكير ثنا مالك عن زيد بن أسلم عن سعد الحارثي مولى عمر بن الخطاب أنه قال
سألت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن الحيتان يقتل بعضها بعضا أو تموت صردا فقال ليس بها بأس قال سعد ثم
سألت عبد الله بن عمرو بن العاص فقال مثل ذلك -
باب من كره أكل الطافي
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن إبراهيم بن فيروز ثنا محمد بن إسماعيل الحساني ثنا ابن
نمير ثنا عبيد الله بن عمر عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه انه كان يقول ما ضرب به البحر أو جزر عنه أو صيد فيه فكل
وما مات فيه ثم طفا فلا تأكل (وبمعناه) رواه أيوب السختياني وابن جريح وزهير بن معاوية وحماد بن سلمة (وغيرهم
عن أبي الزبير عن جابر موقوفا - 1) (و عبد الرزاق و عبد الله بن الوليد العدني وأبو عاصم ومؤمل بن إسماعيل وغيرهم عن
سفيان الثوري - 2) (وخالفهم أبو أحمد الزبيري فرواه عن الثوري - 1) مرفوعا وهو وأهم فيه -
(أخبرناه) أبو الحسن بن عبدان أنبأ سليمان بن أحمد اللخمي ثنا علي بن إسحاق الأصبهاني ثنا نصر بن علي ثنا أبو أحمد الزبيري
ثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا طفا السمك على الماء فلا تأكله وإذا جزر عنه البحر (3)
فكله وما كان على حافته فكله قال سليمان لم يرفع هذا الحديث عن سفيان الا أبو أحمد -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن عبدة ثنا يحيى بن سليم الطائفي ثنا إسماعيل بن أمية

(1) من ف
(2) سقط من - ف ولعله سقط من النسختين معا كلمة - موقوفا - أو نحوها -
(3) ف الماء -
255

عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما القى البحر أو جزر عنه فكلوه
وما مات فيه وطفا فلا تأكلوه (قال أبو داود) روى هذا الحديث سفيان الثوري وأيوب وحماد عن أبي الزبير وقفوه على
جابر قال وقد أسند هذا الحديث أيضا من وجه ضعيف عن ابن أبي ذئب عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه
وسلم (قال الشيخ رحمه الله) يحيى بن سليم الطائفي كثير الوهم سيئ الحفظ وقد رواه غيره عن إسماعيل بن أمية موقوفا
ورواه أبو عيسى الترمذي من حديث ابن أبي ذئب عن الحسين بن يزيد الكوفي عن حفص بن غياث عن ابن أبي ذئب عن أبي
الزبير عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اصطدتموه وهو حي فكلوه وما وجدتم ميتا طافيا فلا تأكلوه
قال أبو عيسى سألت محمدا يعنى البخاري عن هذا الحديث فقال ليس هذا بمحفوظ ويروى عن جابر خلاف هذا ولا اعرف
لابن أبي ذئب عن أبي الزبير شيئا (قال الشيخ رحمه الله) وقد رواه أيضا يحيى بن أبي أنيسة عن أبي الزبير مرفوعا ويحيى بن أبي
أنيسة متروك لا يحتج به (ورواه) عبد العزيز بن عبيد الله عن وهب بن كيسان عن جابر مرفوعا و عبد العزيز ضعيف لا يحتج
به (ورواه) بقية بن الوليد عن الأوزاعي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا ولا يحتج بما ينفرد به بقية فكيف بما يخالف فيه وقول
الجماعة من الصحابة على خلاف قول جابر مع ما روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في البحر هو الطهور ماؤه
الحل ميتته وبالله التوفيق -
باب ما جاء في أكل الجراد
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا سليمان بن حرب (ح وأخبرنا)
أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ الفضل بن الحباب ثنا أبو الوليد والحوضي قالوا ثنا شعبة عن
256

أبى يعفور سمع ابن أبي أوفى رضي الله عنه يقول غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل معه الجراد - هذا
لفظ حديث البسطامي وفى رواية ابن عبدان قال سمعت ابن أبي أوفى رضي الله عنه سئل عن الجراد فقال غزوت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ست غزوات أو سبع غزوات كنا نأكله - رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وقال
سبع غزوات أو ست -
(أخبرنا) أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا محمد بن النضر بن سلمة الجارودي ثنا
محمد بن بشار بن عثمان ثنا محمد وهو ابن جعفر ثنا شعبة عن أبي يعفور (1) قال سألت شريكي عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه
وانا معه عن الجراد قال لا بأس به وقد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات فكنا نأكله - رواه مسلم
في الصحيح عن محمد بن بشار -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن
عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني سفيان بن عيينة عن أبي يعفور (1) عن عبد الله بن أبي أوفى قال غزونا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أو ستا فكنا نأكل الجراد - رواه مسلم في الصحيح عن ابن أبي عمر وغيره عن سفيان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ املاء أنبأ محمد بن موسى بن أبي موسى ثنا محمد بن الفرج مولى بني هاشم
(ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن الفرج البغدادي ثنا ابن الزبرقان ثنا سليمان التيمي
عن أبي عثمان النهدي عن سلمان رضي الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجراد فقال أكثر جنود الله لا آكله
ولا أحرمه - قال أبو داود رواه المعتمر عن أبيه عن أبي عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر سلمان (قال الشيخ رحمه الله)
كذلك رواه الأنصاري عن سليمان -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا الأنصاري محمد بن عبد الله حدثني سليمان
التيمي عن أبي عثمان النهدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر جنود الله في الأرض الجراد لا آكله ولا أحرمه -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا نصر بن علي وعلي بن عبد الله قالا ثنا زكريا بن يحيى بن عمارة عن أبي
العوام الجزار عن أبي عثمان النهدي عن سلمان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل - فقال مثله وقال
أكثر جند الله قال على اسمه فائد يعنى أبا العوام (قال أبو داود) ورواه حماد بن سلمة عن أبي العوام عن أبي عثمان عن النبي
صلى الله عليه وسلم لم يذكر سلمان (قال الشيخ رحمه الله) ان صح هذا ففيه أيضا دلالة على الإباحة فإنه إذا لم يحرمه فقد أحله
وإنما لم يأكله تقذرا والله أعلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حلت لنا ميتتان ودمان، الميتتان الحوت والجراد
والدمان - احسبه قال - الكبد والطحال (ورواه) إسماعيل بن أبي أويس عن عبد الرحمن و عبد الله وأسامة بنى زيد بن
أسلم عن أبيهم هكذا مرفوعا (ورواه) سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر أنه قال أحلت لنا ميتتان - وهذا
هو الصحيح -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب قال سمعت حياة بن شريح يقول سمعت سنان بن عبد الله الأنصاري يقول سألت

(1) في النسخ أبو يعقوب - خطأ - ح -
257

أنس بن مالك رضي الله عنه عن الجراد فقال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر ومع عمر بن الخطاب
رضي الله عنه قفعة فيها جراد قد احتقبها وراءه فيرد يده وراءه فيأخذ منها فيناولنا ويأكل ورسول الله صلى الله عليه وسلم
ينظر قال أنس ثم رجعنا إلى المدينة فكنا نؤتى به فنشتريه ونكثر ونجففه فوق الأجاجير فنأكل منه زمانا -
(أخبرنا) أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ محمد أنبأ ابن وهب أخبرني مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن
عمر أنه قال سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الجراد فقال وددت ان عندنا قفعة نأكل منها -
(وأخبرنا) أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ محمد أنبأ ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث ان اللجلاج حدثه ان
وهب بن عبد الله المعافري حدثه انه دخل هو و عبد الله بن عمر على زينب (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم فقربت إليهم جرادا
مقلوا بسمن فقالت كل يا مصري من هذا لعل الصير أحب إليك من هذا قال قلت انا لنحب الصير فقالت كل يا مصري ان
نبيا من الأنبياء سأل الله لحم طير لا ذكاة له فرزقه الله الحيتان والجراد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج
ثنا بقية ثنا نمير بن يزيد القيني عن أبيه قال سمعت صدى بن عجلان أبا امامة الباهلي رضي الله عنه يقول إن النبي صلى الله
عليه وسلم قال إن مريم بنت عمران سألت ربها ان يطعمها لحما لا دم له فاطعمها الجراد فقالت اللهم اعشه بغير رضاع وتابع
بينه بغير شياع - قلت يا أبا الفضل ما الشياع؟ قال الصوت -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو صادق العطار وأبو عبد الرحمن السلمي من أصله وأبو حامد أحمد بن محمد أميرك النيسابوري
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن علي بن إبراهيم بن معاوية العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الحسن بن مكرم ثنا
يزيد بن هارون أنبأ أبو سعد البقال عن أنس رضي الله عنه قال كن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكلن الجراد
ويتهادينه بينهن - قال يزيد فقلت لسعيد سمعته من أنس؟ قال نعم -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا علي بن إبراهيم الواسطي أنبأ يزيد بن
هارون أنبأ داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب ان عمر وابن عمر والمقداد بن سويد وصهيبا رضي الله عنهم أكلوا جرادا
فقال عمر لو أن عندنا منه قفعة أو قفعتين (قال أبو عبيد) القفعة شئ شبيه بالزنبيل ليس بالكبير يعمل من خوص وليست
له عرى (وقد روينا) عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي رضي الله عنه أنه قال الحيتان والجراد ذكى كله -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد الصيرفي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب (ثنا الربيع بن سليمان ثنا ابن وهب
عن سليمان بن بلال عن عبد الواحد بن أبي عون عن يعقوب - 2) بن عتبة بن الأخنس عن سعد بن إسحاق عن زينب بنت
كعب بن عجرة ان أبا سعيد الخدري رضي الله عنه كان يراهم يأكلون الجراد بنيه وأهله فلا ينهاهم ولا يأكل هو قالت
زينب أراه كان يقذره -
باب ما جاء في الضفدع
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا ابن أبي ذئب عن سعيد
ابن خالد بن قارظ عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن عثمان قال سأل طبيب النبي صلى الله عليه وسلم عن ضفدع يجعلها
في دواء فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلها -

(1) كذا
(2) سقط من ف -
258

كتاب الضحايا
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله جل ثناؤه (فصل لربك وانحر)
(أخبرنا) أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا
عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (وانحر) قال يقول فاذبح
يوم النحر (وروينا) عن الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة معناه (وقد قيل) في تفسيره غير ذلك وقد مضى ذلك
في كتاب الصلاة -
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري وأبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قالا أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه
العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي اياس ثنا شعبة ثنا عبد العزيز بن صهيب قال سمعت أنس بن مالك
رضي الله عنه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحى بكبشين - قال أنس وانا أضحى بكبشين - رواه البخاري
في الصحيح عن آدم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أبو عمر الحوضى
(ح قال وحدثنا) محمد بن أيوب أنبأ أبو عمر الحوضى ثنا هشام عن قتادة عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى
بكبشين أقرنين أملحين يسمى ويكبر ويضع رجله على صفاحهما ويذبحهما بيده - رواه البخاري في الصحيح عن أبي عمر
الحوضى مختصرا -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري وعلي بن أحمد بن عبدان قالا أنبأ محمد بن أحمد بن محمويه ثنا جعفر بن محمد ثنا آدم ثنا شعبة ثنا
قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين واضعا قدمه على
صفاحهما يسمى ويكبر فذبحهما يعنى بيده - رواه البخاري في الصحيح عن آدم وأخرجه مسلم من وجهين آخرين عن شعبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن يونس الضبي ثنا أبو عامر العقدي ثنا زهير بن محمد
العنبري عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن علي بن الحسين (لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه) قال ذبح هم ذابحوه
حدثني أبو رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أملحين أقرنين فإذا خطب وصلى
ذبح أحد الكبشين بنفسه بالمدية ثم يقول اللهم هذا عن أمتي جميعا من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ ثم اتى بالآخر
فذبحه ثم قال اللهم هذا عن محمد وآل محمد ثم يطعمهما المساكين ويأكل هو وأهله منهما فمكثنا سنين قد كفانا الله الغرم
259

والمؤنة ليس أحد من بني هاشم يضحى - وبمعناه رواه عبيد الله بن عمرو الرقي وقيس بن الربيع عن عبد الله بن محمد بن
عقيل عن علي بن الحسين عن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا عثمان بن عمر بن فارس أنبأ
ابن عون أنبأنا أبو رملة أنبأنا مخنف بن سليم قال بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوف بعرفة فقال إن على
كل أهل بيت في كل عام أضحاة وعتيرة، هل تدرى ما العتيرة؟ قال فلا أدرى ماردوا قال هي التي يقول لها الناس
الرجبية -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا
حماد بن زيد عن هشام عن حفصة عن امرأة من آل الأشعث عن عجوز لهم قالت أخبرنا وفدنا وفد غامد حيث قدموا
من عند النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال على كل أهل بيت من المسلمين ضحية وعتيرة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ الحسن بن يعقوب العدل ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا زيد بن الحباب عن عبد الله بن عياش
المصري عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجد سعة
لأن يضحى فلم يضح فلا يحضر مصلانا (وكذلك) رواه حياة بن شريح ويحيى بن سعيد العطار عن عبد الله بن عياش القتباني
بلغني عن أبي عيسى الترمذي أنه قال الصحيح عن أبي هريرة موقوف قال ورواه جعفر بن ربيعة وغيره عن عبد الرحمن
الأعرج عن أبي هريرة موقوفا وحديث زيد بن الحباب غير محفوظ (قال الشيخ رحمه الله) كذلك رواه عبيد الله بن أبي
جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفا وابن وهب عن عبد الله بن عياش (عن الأعرج عن أبي
هريرة رضي الله عنه موقوفا - ورواه - ابن وهب أيضا عن عبد الله بن عياش - 1) عن عيسى بن عبد الرحمن بن فروة
الأنصاري عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال من وجد سعة فلم يضح فلا يقربنا
في مسجدنا - موقوف -
(أخبرناه) أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثني عمى
ثنا عبد الله بن عياش - فذكره -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله الجرجاني أنبأ عبد الله بن محمد - أظنه

(1) سقط من ف -
260

البغوي - ثنا داود بن رشيد ثنا محمد بن ربيعة ثنا إبراهيم بن يزيد عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنفقت الورق في شئ أفضل من نحيرة في يوم عيد - تفرد به محمد بن ربيعة عن
إبراهيم الخوزي وليسا بالقويين -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا المسيبي
يعنى محمد بن إسحاق المدني حدثني عبد الله بن نافع عن أبي المثنى سليمان بن يزيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من اهراق دم وانه
ليأتي يوم القيامة في قرنه (1) بقرونها واشعارها وأظلافها وان الدم ليقع من الله بمكان قبل ان يقع في الأرض فطيبوا بها نفسا
(قال البخاري) فيما حكى أبو عيسى عنه هو حديث مرسل لم يسمع أبو المثنى من هشام بن عروة (قال الشيخ احمد)
رواه ابن خزيمة عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن أبي المثنى عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة (عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها وعن عمه موسى بن عقبة - 2) هكذا بالشك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من أهراقة دم - ثم ذكره -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا هشام بن علي السيرافي ثنا هدبة بن خالد ثنا سلام بن
مسكين عن عائذ الله عن أبي داود عن زيد بن أرقم رضي الله عنه انهم قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذه الأضاحي؟
قال سنة أبيكم إبراهيم عليه السلام قالوا ما لنا فيها من الاجر؟ قال بكل قطرة حسنة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله البزاز ببغداد ثنا محمد بن سلمة الواسطي ثنا يزيد بن هارون أنبأ
سلام بن مسكين عن عائذ الله بن عبد الله المجاشعي عن أبي داود السبيعي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله
ما هذه الأضاحي؟ قال سنة أبيكم إبراهيم عليه السلام قال قلنا فما لنا فيها؟ قال بكل شعرة حسنة قال قلنا يا رسول الله فالصوف؟
قال بكل شعرة من الصوف حسنة -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي قال سمعت ابن حماد يقول قال البخاري عائذ الله المجاشعي عن أبي داود
روى عنه سلام بن مسكين لا يصح حديثه (قال أبو أحمد) هذا الحديث يعرف بعائذ الله وليس يرويه عنه غير سلام بن
مسكين وأبو داود لم يسم هو نفيع بن الحارث -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن محمود الأصبهاني قدم علينا أنبأ أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين ببغداد أنبأ محمد بن
محمد بن سليمان الباغندي ثنا علي بن سعيد يعنى ابن مسروق الكندي ثنا المسيب بن شريك عن عبيد المكتب (ح وأخبرنا)
أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الأصبهاني قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن يوسف بن سليمان الخلال ثنا

(1) كذا وليس قوله - في قرنه - في جامع الترمذي - ح
(2) من ف وقوله بعد هذا - هكذا بالشك - يظهر منه انه كان
في السند - أو عن عمه - بدل - وعن عمه - ح -
261

الهيثم بن سهل ثنا المسيب بن شريك ثنا عبيد المكتب عن عامر عن مسروق عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم نسخ الأضحى كل ذبح وصوم رمضان كل صوم والغسل من الجنابة كل غسل والزكاة كل صدقة -
قال على خالفه المسيب بن واضح عن المسيب بن شريك وكلاهما ضعيف والمسيب بن شريك متروك -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ الحسن بن سفيان ثنا المسيب بن واضح ثنا المسيب بن شريك
عن عتبة بن اليقظان عن الشعبي عن مسروق عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نسخت الزكاة
كل صدقة في القرآن ونسخ غسل الجنابة كل غسل ونسخ صوم رمضان كل صوم ونسخ الأضحى كل ذبح -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الأصبهاني قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا ابن مبشر ثنا أحمد بن
سنان ثنا يعقوب بن محمد الزهري ثنا رفاعة بن هدير حدثني أبي عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أستدين
وأضحى؟ قال نعم فإنه دين مقضى - (قال على) هذا اسناد ضعيف وهدير هو ابن عبد الرحمن بن رافع بن خديج ولم يسمع
من عائشة رضي الله عنها ولم يدركها -
باب الأضحية سنة نحب لزومها ونكره تركها
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم
ابن أبي اياس ثنا شعبة ثنا الأسود بن قيس قال سمعت جندب بن سفيان البجلي رضي الله عنه يقول شهدت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم النحر يقول من ذبح قبل أن يصلى فليعد مكانها ومن لم يذبح فليذبح - رواه البخاري في الصحيح
عن آدم وأخرجه مسلم من وجهين آخرين عن شعبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن عيسى بن إبراهيم ثنا محمد بن عمرو بن النضر الحرشي ثنا يحيى بن يحيى ثنا هشيم عن
داود عن الشعبي عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن خاله أبا بردة بن نيار ذبح قبل ان يذبح النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله ان هذا يوم اللحم فيه مكروه (1) وانى عجلت نسيكتي لأطعم أهلي وجيراني وأهل دارى فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أعد نسكا فقال يا رسول الله ان عندي عناقا لهى (2) خير من شاتي لحم فقال هي خير نسيكتك (3)
ولا تجزى جذعة عن أحد بعدك - رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى واستشهد به البخاري -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه أخبرني أبو المثنى ان مسددا حدثهم قال ثنا إسماعيل
أنبأ أيوب عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم النحر من كان ذبح
قبل الصلاة فليعد فقام رجل فقال يا رسول الله هذا يوم يشتهى فيه اللحم وذكر هنة من جيرانه كأن رسول الله صلى الله
عليه وسلم صدقه وعندي جذعة أحب إلى من شاتي لحم قال فرخص له قال فلا أدرى أبلغت الرخصة من سواه أم لا -

(1) كذا في صحيح مسلم - وذكر النووي ان بدل هذه الكلمة في رواية مقروم - اي مشتهى - ح
(2) ف - عناق لبن هي وكذا في صحيح مسلم
(3) كذا في النسخ وكذا في صحيح مسلم ولكن في نسخة منه نسيكتيك - بالتثنية وعليها شرح
النووي - ح -
262

(أخبرنا) أبو عبد الله أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر أنبأ أبو يعلى ثنا زهير بن حرب ثنا ابن علية - فذكره باسناده مثله زاد
ثم انكفأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كبشين فذبحهما فقام الناس إلى غنيمة فتوزعوها أو قال تجزعوها - رواه
البخاري في الصحيح عن صدقة بن الفضل عن إسماعيل بن علية بطوله وعن مسدد مختصرا ورواه مسلم عن زهير بن حرب -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا (مالك عن - 1) يحيى بن سعيد
عن عباد بن تميم ان عويمر بن أشقر ذبح ضحيته قبل ان يغدو يوم الأضحى وانه ذكر لرسول الله صلى الله ذلك فأمره ان يعود
لضحية أخرى (وباسناده قال ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار ان أبا بردة بن نيار رضي الله عنه ذبح ضحيته
قبل ان يذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأضحى فزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ان يعود لضحية
أخرى - 2) فقال أبو بردة لا أجد الا جذعا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وان لم تجد الا جذعا فاذبح (ذكر الشافعي
رحمه الله هذين الحديثين) عن مالك رحمه الله -
(ثم قال ما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي رحمه الله فاحتمل
أن يكون إنما أمره ان يعود لضحية ان الضحية واجبة واحتمل أمره أن يكون أمره ان يعود إن أراد أن يضحى لان
الضحية قبل الوقت ليست بضحية تجزيه فيكون من عداد من ضحى فوجدنا الدلالة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
الضحية ليست بواجبة لا يحل تركها وهي سنة نحب لزومها ونكره تركها لا على ايجابها فان قيل فأين السنة التي دلت على أن
ليست بواجبة؟ قيل - أخبرنا سفيان عن عبد الرحمن بن حميد عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر فأراد أحدكم ان يضحى فلا يمس من شعره ولا من بشره شيئا (قال الشافعي
رحمه الله) وفى هذا الحديث دلالة على أن الضحية ليست بواجبة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أحدكم ان
يضحى ولو كانت الضحية واجبة أشبه أن يقول فلا يمس من شعره حتى يضحى (قال الشيخ) وفى الحديث الثابت عن
البراء بن عازب رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا ان
نصلى ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا - وذلك مذكور في باب وقت الأضحية -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب
أخبرني عمرو بن الحارث و عبد الله بن عياش وسعيد بن أبي أيوب ان عياش بن عباس حدثهم عن عيسى بن هلال الصدفي

(1) من ف
(2) سقط من ف -
263

حدثهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم أمرت بيوم الأضحى عيدا جعله الله لهذه الأمة فقال الرجل فإن لم أجد الا منيحة أبى أو شاة أبى وأهلي ومنيحتهم
اذبحها؟ قال لا ولكن قلم أظفارك وقص شاربك واحلق عانتك فذلك تمام أضحيتك عند الله عز وجل -
(وأنبأني) أبو عبد الله إجازة ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب - فذكره
باسناده مثله -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري وأبو الحسين بن بشران قالا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو بدر ثنا
أبو جناب الكلبي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث هن على فرائض
ولكم تطوع، النحر والوتر وركعتا الضحى -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا ابن بنت السدى (ح وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث
الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا أبو يعلى ثنا إسماعيل بن موسى وهو ابن بنت السدى ثنا شريك عن سماك عن عكرمة عن
ابن عباس رضي الله عنهما رفعه قال كتب على النحر ولم يكتب عليكم - زاد الأصبهاني في روايته وأمرت بصلاة الضحى
ولم تؤمروا بها - كذا قالا عن سماك -
(وأخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا ابن ناجية ثنا إسماعيل السدى ثنا شريك عن جابر عن عكرمة
عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه قال كتب على النحر ولم يكتب عليكم وأمرت بصلاة الضحى ولم تؤمروا بها
(ورواه) الحسن بن صالح وقيس بن الربيع عن جابر هو ابن يزيد الجعفي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم - والله أعلم -
(واحتج بعض أصحابنا بما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ
ابن وهب أخبرني يحيى بن عبد الله بن سالم ويعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو مولى المطلب عن المطلب بن عبد الله وعن
رجل من بنى سلمة انهما حدثاه ان جابر بن عبد الله رضي الله عنه أخبرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى للناس
يوم النحر فلما فرغ من خطبته وصلاته دعا بكبش فذبحه هو بنفسه وقال بسم الله الله أكبر (1) اللهم عنى وعمن لم يضح
من أمتي (وروى ذلك) عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة وأنس بن مالك رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم
بمعناه (قال الشافعي رحمه الله) وبلغنا ان أبا بكر الصديق وعمر رضي الله عنهما كانا لا يضحيان كراهية ان يقتدى بهما فيظن

(1) ف - بسم الله والله أكبر -
264

من رآهما انها واجبة -
(أخبرناه) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا ابن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان
عن أبيه ومطرف وإسماعيل عن الشعبي عن أبي سريحة الغفاري قال أدركت أبا بكر أو رأيت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما
كانا لا يضحيان - في بعض حديثهم كراهية ان يقتدى بهما - أبو سريحة الغفاري هو حذيفة بن أسيد صاحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم -
(أخبرناه) أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد أنبأ أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا أبو الأشعث
ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت إسماعيل بن أبي خالد عن مطرف عن عامر عن حذيفة بن أسيد قال لقد رأيت أبا بكر وعمر
رضي الله عنهما وما يضحيان عن اهلهما خشية ان يستن بهما فلما جئت بلدكم هذا حملني أهلي على الجفاء بعد ما علمت السنة - كذا
قاله معتمر بن سليمان عن عامر وأخطأ فيه -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي فيما قرأت عليه أنبأ أبو إسحاق البزاري ثنا أبو الحسين الغازي ثنا عمرو بن علي قال قلت
ليحيى بن سعيد أن معتمرا حدثنا قال (ثنا إسماعيل - 1) ثنا مطرف عن الشعبي عن أبي سريحة، فقال هذا مثل حديثه عن
الشعبي عن عمرو الجملي يريد عمرو بن مرة حدثنا إسماعيل أنبأ عامر - فذكره - يريد يحيى انه أخطأ في هذا كما أخطأ في ذلك -
ورواية سفيان الثوري تؤكد قول يحيى (قال الشافعي) وعن ابن عباس -
(فذكر معنى ما أخبرنا) أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور ثنا محمد بن عمرو أخبرنا القعنبي ثنا
سلمة بن بخت عن عكرمة مولى ابن عباس (عن ابن عباس رضي الله عنهما - 1) كان إذا حضر الأضحى اعطى مولى له
درهمين فقال اشتر بهما لحما وأخبر الناس انه أضحى ابن عباس -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا ابن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان
عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي مسعود (الأنصاري رضي الله عنه قال إني لأدع الأضحى وانى لموسر مخافة ان يرى
جيراني انه حتم على -
- وأخبرنا - ابن بشران أنبأ أبو الحسن المصري ثنا ابن أبي مريم ثنا الفريابي عن سفيان عن منصور وواصل عن أبي وائل
عن أبي مسعود - 2) عقبة بن عمرو الأنصاري قال لقد هممت ان ادع الأضحية وانى لمن أيسركم مخافة ان تحسب النفس انها
عليها حتم واجب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن عقيل بن
طلحة عن أبي الخصيب رجل من بنى قيس بن ثعلبة قال شهدت ابن عمر رضي الله عنهما وسأله رجل عن شئ من أمر الأضحى

(1) من ف
(2) سقط من ف -
265

فقال أكره أو اجتنب - شك وهب العور (1) البين عورها والعرجاء البين عرجها والمريضة البين مرضها والمهزولة البين
هزالها ثم قال له ابن عمر لعلك تحسب حتما قلت لا ولكنه اجر وخير وسنة قال نعم (قال الشافعي رحمه الله) ولا يعد والقول في
الضحايا هذا أو تكون واجبة فهي على كل أحد صغير وكبير لا يجزى غير شاة عن كل واحد -
باب سنة لمن أراد أن يضحى ان لا يأخذ من شعره
ولا من ظفره إذا أهل هلال ذي الحجة حتى يضحى
(أخبرنا) أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى ثنا القاضي أبو محمد يحيى بن منصور ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا ابن أبي
عمر ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن انه سمع سعيد بن المسيب يحدث عن أم سلمة رضي الله عنها أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل العشر وأراد أحدكم ان يضحى فلا يمس من شعره ولا بشره شيئا (قيل) لسفيان
فان بعضهم لا يرفعه قال لكني ارفعه - رواه مسلم في الصحيح عن ابن أبي عمر -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي ببغداد وأبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان
بمرو قالا ثنا أبو قلابة الرقاشي (ح وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق الخراساني ثنا عبد الملك
ابن محمد يعنى الرقاشي ثنا يحيى بن كثير ثنا شعبة عن مالك بن أنس عن عمرو بن مسلم عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة
رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر فأراد أحدكم ان يضحى فليمسك عن شعره وأظفاره -
رواه مسلم في الصحيح عن حجاج بن يوسف عن يحيى بن كثير العنبري وأخرجه أيضا من حديث غندر عن شعبة الا أنه قال
عمر أو عمرو بن مسلم (ورواه) ابن وهب وعثمان بن عمر وغيرهما عن مالك عن عمر بن مسلم موقوفا على أم سلمة
(ورواه) محمد بن عمرو بن علقمة الليثي وسعيد بن أبي هلال عن عمر بن مسلم الجندعي مرفوعا -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ النضر بن شميل أنبأ محمد
ابن عمرو ثنا عمر بن مسلم بن عمارة بن أكيمة قال كنا في الحمام قبل الأضحى فاطلى فيه أناس فقال بعضهم بعض أهل الحمام
ان سعيد بن المسيب يكره هذا وينهى عنه فلقيت سعيد بن المسيب فذكرت ذلك له فقال يا ابن أخي هذا حديث قد نسي
وترك حدثتني أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان عنده ذبح يريد أن

(1) كذا -
266

يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يمس من شعره ولا ظفره شيئا حتى يضحى - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث
معاذ بن معاذ وأبى أسامة عن محمد بن عمرو قال معاذ عمر، وقال أبو أسامة عمرو وساق أبو أسامة القصة بطولها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي فان قال قائل ما دل على أنه
اختيار لا واجب يعنى الاخذ (1) من الشعر والظفر قيل له روى مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها
قالت انا فتلت قلائد هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ثم قلدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثم بعث بها مع أبي
فلم يحرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ أحل الله له حتى نحر الهدى (قال الشافعي رحمه الله) وفى هذه دلالة على
ما وصفت وعلى ان المرء لا يحرم بالبعثة بهديه يقول البعثة بالهدى أكثر من إرادة الضحية -
(أخبرنا بالحديث الذي احتج به) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني مالك بن انس عن عبد الله بن أبي بكر عن
عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها انها قالت انا فتلت قلائد هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي
ثم قلدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه ثم بعث بها مع أبي بكر رضي الله عنه ثم لم يحرم على رسول الله صلى الله عليه
وسلم شئ كان أحله الله له حتى نحر الهدى - أخرجاه في الصحيح من حديث مالك -
باب الرجل يضحى عن نفسه وعن أهل بيته
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الله بن وهب أخبرني حياة حدثني
أبو صخر عن ابن قسيط عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بكبش اقرن
يطأ في سواد وينظر في سواد ويبرك في سواد فأتى به ليضحى به فقال يا عائشة هلمى المدية ثم قال اشحذيها بحجر
(ففعلت - 2) فأخذها وأخذ الكبش واضجعه وذبحه وقال بسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به -
أخرجه مسلم في الصحيح عن هارون بن معروف عن ابن وهب -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ سليمان بن أحمد الطبراني ثنا ابن أبي مريم ثنا الفريابي عن سفيان عن ابن عقيل
(ح وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا هشام بن علي ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن عبد الله بن محمد عن أبي
سلمة عن عائشة أو عن أبي هريرة رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضحى أتى بكبشين أقرنين
أملحين موجوئين فيذبح أحدهما عن أمته من شهد لله بالتوحيد وشهد له بالبلاغ ويذبح الآخر عن محمد وآل محمد وفى
رواية الفريابي إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين موجوئين - فذكره (ورواه) حماد بن سلمة عن عبد الله
ابن محمد بن عقيل عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه (ورواه) زهير بن محمد عن عبد الله عن علي بن الحسين عن أبي رافع
فكأنه سمعه منهما -

(1) كذا وكان الظاهر يعني ترك الاخذ - ح
(2) من ف -
267

(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء ثنا عارم بن الفضل ثنا حماد بن
سلمة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم أتى بكبشين
أملحين أقرنين عظيمين موجئين فاضجع أحدهما فقال بسم الله والله أكبر اللهم هذا عن محمد ثم أضجع الآخر فقال بسم الله والله
أكبر اللهم هذا عن محمد وأمته ممن شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ (فذبحه - 1) -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو ثنا أبو قلابة ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو
العقدي ثنا زهير بن محمد عن ابن عقيل عن علي بن الحسين عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أملحين أقرنين فإذا خطب وصلى قام في مصلاه فذبح أحد
الكبشين هو بنفسه بالحربة ويقول هذا عن أمتي جميعا من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ ثم اتى بالآخر فذبحه قال
اللهم هذا عن محمد وآل محمد ثم يطعمها جميعا للمساكين ويأكل هو وأهله منهما فمكثنا سنين قد كفى الله المؤنة والغرم برسول الله
صلى الله عليه وسلم ليس أحد من بني هاشم يضحى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة ثنا بقية ثنا
عثمان بن زفر الجهني حدثني أبو الأشد السلمي عن أبيه عن جده قال كنت سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع كل رجل منا درهما فاشترينا أضحية بسبعة دراهم فقلنا يا رسول الله لقد أغلينا بها فقال
النبي صلى الله عليه وسلم ان أفضل الضحايا أغلاها وأنفسها فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يأخذ بيد ورجلا (بيد
ورجلا - 1) برجل (2) ورجلا بقرن (ورجلا بقرن - 1) وذبحها السابع وكبرنا عليها جميعا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو أسامة ثنا موسى بن أيوب
النصيبي كنيته أبو عمران ثنا بقية بن الوليد قال سألني حماد بن زيد ويزيد بن هارون بمكة منذ عشرين سنة قال بقية وسمعته
قبل ان أحدثهما بأربعين سنة فقلت حدثني عثمان بن زفر قال حدثني أبو الأسد السلمي عن أبيه عن جده قال كنت سابع
سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرنا فجمع كل رجل منا درهما فاشترينا أضحية بسبعة دراهم وأمر أن يأخذ - وذكر
الحديث - قال بقية قلت لحماد بن زيد من السابع؟ قال لا أدرى قلت رسول الله صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن عبد الله الترقفي ثنا
أبو عبد الرحمن المقرى ثنا سعيد هو ابن أبي أيوب حدثني أبو عقيل زهرة بن معبد عن جده عبد الله بن هشام وكان قد أدرك
النبي صلى الله عليه وسلم (فذهبت به أمه زينب بنت حميد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - 1) فقالت يا رسول الله بايعه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صغير فمسح رأسه ودعا له قال وكان يضحى بالشاة الواحدة عن جميع أهله - رواه البخاري
في الصحيح عن المقرى -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني العدل أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا ابن بكير ثنا مالك
عن عمارة بن صياد عن عطاء بن يسار أن أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال كنا نضحى بالشاة الواحدة فيذبحها الرجل
عنه وعن أهل بيته ثم تباهى الناس بعد فصارت مباهاة -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان حدثني عيسى بن محمد أنبأ عمرو بن الربيع
ابن طارق عن رشدين بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه انه كان يضحى عن أهل بيته بشاة -

(1) من ف -
(2) كذا وكأنه سقط - ورجلا برجل -
268

(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا ابن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان عن بيان عن
الشعبي عن أبي سريحة الغفاري حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال حملني أهلي على الجفاء بعد ما علمت من السنة كان أهل البيت
يضحون بالشاة فالآن يبخلنا جيراننا يقولون إنه ليس عليه ضحية -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا سفيان عن خالد عن عكرمة
قال كان أبو هريرة رضي الله عنه يجئ بالشاة فيقول أهله وعنا فيقول وعنكم -
باب لا يجزى الجذع الا من الضأن وحدها ويجزى
الثنى من المعز والإبل والبقر
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن سلمان ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا أبو الزبير عن جابر بن
عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تذبحوا الا مسنة الا ان يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من
الضأن - رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن يونس -
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري بطوس ثنا أبو بكر بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي
اياس ثنا شعبة ثنا زبيد الأيامى قال سمعت الشعبي يحدث عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان أول ما نبدأ به في يومنا هذا ان نصلى ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب السنة ومن نحر قبل الصلاة
فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شئ فقال رجل من الأنصار يقال له أبو بردة بن نيار يا رسول الله انى قد ذبحت
وعندي جذعة خير من مسنة فقال له اجعلها مكانها ولن توفى أو لن تجزى عن أحد بعدك - رواه البخاري في الصحيح عن
آدم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد (بن يعقوب حدثني محمد - 1) بن عبد السلام ثنا يحيى بن يحيى أنبأ خالد
ابن عبد الله عن مطرف عن عامر عن البراء رضي الله عنه قال ضحى خالي أبو بردة قبل الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم تلك شاة لحم فقال يا رسول الله ان عندي جذعة من المعز فقال ضح بها ولا تصلح لغيرك - رواه مسلم في الصحيح
عن يحيى بن يحيى -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا خالد - فذكره باسناده نحوه الا أنه قال فقال
يا رسول الله ان عندي داجن جذعة من المعز فقال اذبحها ولا يصلح لغيرك - رواه البخاري في الصحيح عن مسدد
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ
أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي ثنا مكي بن إبراهيم قالا ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير
عن بعجة الجهني عن عقبة بن عامر قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أضاحي بين أصحابه فصارت لعقبة جذعة فقلت
يا رسول الله انه صارت لي جذعة فقال ضح بها - لفظ حديث مكي - رواه البخاري في الصحيح عن معاذ بن فضالة عن
هشام وأخرجه مسلم من وجه آخر عن هشام -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن

(1) سقط من ف -
269

يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم (غنما أقسمها
ضحايا على أصحابه فبقي منها عتود فذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم - 1) فقال ضح بها أنت - رواه البخاري في الصحيح
عن قتيبة وغيره - قال أبو عبيد العتود من أولاد المعز وهو ما قد شب وقوى (قال الشيخ رحمه الله) وهذا إذا كان
من المعز فالجذعة من المعز لا تجزى لغيره فكأنها كانت رخصة له (وقد روى ذلك) في حديث الليث -
(وذلك فيما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه وأبو بكر بن جعفر المزكى قالا ثنا أبو عبد الله - 2) البوشنجي ثنا
يحيى بن عبد الله بن بكير ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني عن عقبة بن عامر
رضي الله عنه قال أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم غنما اقسمها ضحايا بين أصحابي فبقي عتود منها قال ضح بها أنت ولا ارخصه
لاحد فيها بعد - فهذه الزيادة إذا كانت محفوظة كانت رخصة له كما رخص لأبي بردة بن نيار -
(وعلى مثل هذا يحمل ما أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أنبأ محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر السليطي ثنا
أحمد بن خالد الوهبي ثنا محمد بن إسحاق (ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن صدران ثنا
عبد الاعلى بن عبد الأعلى ثنا محمد بن إسحاق حدثني عمارة بن عبد الله بن طعمة عن سعيد بن المسيب عن زيد بن خالد الجهني
رضي الله عنه قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه غنما فأعطاني عتودا جذعا فقال ضح به فقلت انه جذع من
المعز أضحى به؟ قال نعم ضح به فضحيت به - لفظ حديث الوهبي وليس في رواية أبى داود من المعز -
(وقد أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا ابن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا
سفيان عن أسامة بن زيد عن رجل عن سعيد بن المسيب عن رجل من جهينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الجذع
من الضأن يجزى في الأضاحي -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن المصري ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا بكر بن مضر
ثنا عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله عن معاذ بن عبد الله حدثه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال ضحينا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم بجذاع من الضأن (ورواه) وكيع وابن وهب عن أسامة بن زيد الليثي عن معاذ بن عبد الله بن خبيب
الجهني قال سألت سعيد بن المسيب عن الجذع من الضأن فقال ضح به -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الباغندي ثنا قبيصة ثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه قال كنا
في غزاة معنا أو علينا مجاشع بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعزت الغنم فقال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول يوفى الجذع مما يوفى منه الثنى -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن المصري ثنا ابن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن
أبيه عن رجل قال كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم كانوا مع مجاشع السلمي فعزت الأضاحي فقام رجل
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوفى الجذع (من الضأن - 1)
ما توفى الثنية أراه قال من المعز شك سفيان - كذا في هذه الرواية -
(وقد أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن حمدان الجلاب ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن
عاصم بن كليب عن أبيه قال كنا في غزاة مع رجل من بنى سليم يقال له مجاشع فعزت الغنم فأمر مناديا فنادى انى سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الجذع من الضأن يفي ما تفي منه الثنية - أخرجه أبو داود في كتاب السنن من حديث
عبد الرزاق عن الثوري -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا تمتام ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه قال كان
رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له مجاشع بن مسعود السلمي عزت الغنم فأمر مناديا فنادى انى سمعت

(1) من ف
(2) سقط من ف -
270

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الجذع من الضأن بوفى مما توفى منه الثنية -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب
ابن جرير ثنا شعبة عن عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من جهينة أو مزينة انهم
كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل الأضحى بيوم أو يومين فكانوا يعطون الشاتين بالثنية فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم الجذعة تجزى مما تجزى منه الثنية -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد ابن أبي بكر ثنا
يحيى بن سعيد محمد بن أبي يحيى حدثتني أمي عن أم بلال امرأة من أسلم وكان أبوها يوم الحديبية مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحوا بالجذع من الضأن (فإنه جائز - ورواه أبو ضمرة عن محمد بن أبي
يحيى عن أمه قالت أخبرتني أم بلال بنت هلال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجوز الجذعة من الضان - 1) أضحية -
(أخبرناه) أبو بكر بن الحارث أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا عبيد الله بن محمد بن سواد (2) ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا أبو ضمرة
فذكره -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا وكيع أنبأ عثمان بن واقد العمرى
أنبأ كدام بن عبد الرحمن بن كدام عن أبي كباش قال جلبت غنما جذعانا إلى المدينة فكسدت على فلقيت أبا هريرة
رضي الله عنه فأخبرته فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نعم أو نعمت الأضحية الجذع من الضأن قال فانتهبها
الناس - بلغني عن أبي عيسى الترمذي أنه قال قال البخاري رواه غير عثمان بن واقد عن أبي هريرة موقوفا -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا محمد بن أحمد بن برد الأنطاكي ثنا
إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال ذكره هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأضحى فقال كيف رأيت نسكنا هذا؟ قال لقد باهى به أهل السماء
واعلم يا محمد أن الجذع من الضأن خير من الثنية (3) من الإبل والبقر ولو علم الله ذبحا أفضل منه لفدى به إبراهيم (4) عليه السلام
(ورواه) أيضا أبو جعفر السمناني عن إسحاق زاد فيه والجذع من الضأن خير من الثنية (3) من المعز وإسحاق ينفرد به
وفى حديثه ضعف -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ثنا أبو أسامة عن الوليد بن
كثير حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط ان سعيد بن المسيب حدثه أن بعض أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت
تقول لان أضحى بجذع من الضأن أحب إلى من أضحى بمسنة من المعز (ورواه) محمد بن إسحاق بن يسار عن يزيد بن عبد الله
ابن قسيط عن ابن المسيب عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) الفقيه أبو الفتح أنبأ عبد الرحمن الشريحي أنبأ أبو القاسم البغوي ثنا عبد الاعلى بن حماد ثنا حماد بن سلمة عن
قتادة عن مطرف عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال لو يرد علينا الف من الشاء لما أضحى (4) الا بجذع من الضأن -

(1) من ف
(2) ف - عبد الله بن محمد بن سوار
(3) ف - السيد - وفي النهاية ثنى الضأن خير من السيد من المعز هو المسن
وقيل الحليل وان لم يكن مسنا - ح
(4) كذا -
271

(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني أنبأ إسماعيل بن خليل أنبأ علي بن مسهر
أنبأ محمد يعنى ابن أبي ليلى عن الحكم عن عباد بن أبي الدرداء عن أبيه قال اهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم كبشان جذعان
أملحان فضحى بهما -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عبد الكبير
الحنفي ثنا عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحى بالمدينة بالجزور أحيانا
وبالكبش إذا لم يجد جزورا -
(حدثنا) أبو عبد الرحمن السلمي املاء أنبأ جدي أبو عمرو يعنى إسماعيل بن نجيد السلمي أنبأ أبو مسلم الكجي ثنا أبو عاصم
النبيل عن سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم اهدى مائة
بدنة فيها جمل لأبي جهل بن هشام في انفه برة من فضة - قد مضى سائر طرقه في آخر كتاب الحج وفيه ان ثبت دلالة على
جواز الذكر في الهدايا والضحايا والله أعلم -
باب ما جاء في أفضل الضحايا
(قال الشافعي رحمه الله) إذا كانت الضحايا إنما هو دم يتقرب به فخير الدماء أحب إلى وقد زعم بعض المفسرين ان قول
الله عز وجل (ذلك ومن يعظم شعائر الله) استسمان الهدى واستحسانه (قال الشافعي رحمه الله) وسئل رسول الله صلى الله
عليه وسلم أي الرقاب أفضل فقال أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها -
(أخبرناه) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو بكر محمد بن الحسن بن الحسين القطان ثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى
ثنا عبيد الله بن موسى ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أبي مراوح الغفاري عن أبي ذر رضي الله عنه قال سألت رسول الله
صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال ايمان بالله وجهاد في سبيله، قلت أي الرقاب أفضل؟ قال أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها
قال قلت فإن لم افعل؟ قال تعين صانعا أو تصنع لاخرق قلت فإن لم افعل؟ قال تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها
على نفسك - رواه البخاري في الصحيح عن عبيد الله بن موسى وأخرجه مسلم من وجه آخر عن هشام -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن خلف بن هشام ثنا خلف ثنا بقية بن الوليد عن عثمان
ابن زفر أخبرني أبو الأسود الأنصاري عن أبيه عن جده قال خلف وسماه بقية قال كنت سابع سبعة مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم - فذكر الحديث في الأضحية قال فقال يعنى النبي صلى الله عليه وسلم ان أحب الضحايا إلى الله أغلاها وأسمنها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد الصيدلاني ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو الأحوص
عن أبي إسحاق عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما (ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين) قال الأزواج
الثمانية من الإبل والبقر والضأن والمعز على قدر الميسرة فما عظمت فهو أفضل -
باب ما يستحب أن يضحى به من الغنم
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا إسماعيل بن أحمد أنبأ محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا حرملة أنبأ ابن وهب أنبأ حياة أخبرني
أبو صخر عن ابن قسيط عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمر بكبش اقرن يطأ في سواد وينظر في سواد ويبرك في سواد فأتى به ليضحى به - وذكر الحديث - رواه مسلم في
الصحيح عن هارون بن معروف عن ابن وهب -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو القاسم البغوي ثنا خلف بن هشام ثنا
272

عبد الوهاب عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انكفأ إلى كبشين أقرنين
أملحين فذبحهما بيده - رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة عن عبد الوهاب -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن أنبأ (محمد بن - 1) علي بن دحيم ثنا محمد بن الحسين الحنيني ثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي
(ح وأخبرنا) أبو بكر القاضي أنبأ محمد بن علي ثنا محمد بن الحسين ثنا الفضل بن دكين ثنا حفص يعنى ابن غياث عن جعفر
ابن محمد عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبش اقرن فحيل؟ يأكل في
سواد ويشرب في سواد وينظر في سواد ويمشى في سواد ويبطن في سواد - لفظ حديث الفضل -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن موسى الرازي ثنا عيسى ثنا محمد بن إسحاق عن يزيد
ابن أبي حبيب عن أبي عياش عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال ذبح النبي صلى الله عليه وسلم يوم الذبح كبشين أقرنين
أملحين موحئين (2) -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ محمد بن غالب ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها أو أبي هريرة رضي الله عنه - الشك من سفيان - قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا ضحى دعا بكبشين عظيمين سمينين أملحين موجئين (2) أقرنين فذبح أحدهما عن أمته من شهد له بالبلاغ
وشهد لله بالتوحيد ويذبح الآخر عن محمد وآل محمد -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان حدثني بيان بن أحمد القطان ثنا داود بن رشيد ثنا الوليد عن
عفير بن معدان ثنا سليم بن عامر عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الضحايا الكبش
الأقرن (وروى) عن عبادة بن نسي عن أبيه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير
الضحايا الكبش الأقرن وخير الكفن الحلة (وقد مضى) في كتاب الجنائز -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا أبوا لجماهر ثنا عبد العزيز عن أبي ثفال
المرى عن رباح بن عبد الله (3) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دم عفراء أحب إلى الله
من دم سوداوين (ورواه) الثوري عن توبة العنبري عن سلمى يعنى ابن عتاب قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه قال لدم
بيضاء أحب إلى من دم سوداوين (قال البخاري) ويرفعه بعضهم ولا يصح -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عمرو بن مرزوق أنبأ
شعبة عن أبي إسحاق سمع هبيرة وعمارة بن عبد قالا سمعنا عليا رضي الله عنه وهو يقول ثنيا فصاعدا واستسمن فان أكلت
أكلت طيبا وان أطعمت أطعمت طيبا -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ أخبرني يزيد بن الهيثم ان إبراهيم بن الليث حدثهم ثنا الأشجعي عن سفيان
عن عاصم بن سليمان عن محمد بن سيرين عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال الثنى أحب إلى من الهرم، الله أحق بالفتاء
والكرم أحبه إلى من الثنى أحبه إلى أن أضحى به (2) هذا موقوف -
(وقد أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن متويه ثنا أحمد بن منيع ثنا عباد بن العوام ثنا
عمر بن عامر ثنا الحجاج بن الحجاج عن سلمة بن جنادة عن سنان بن سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله أحق بالفتاء
والوفاء اشترها جذعة سمينة فانسك بها عنك يعنى ضح -
باب ما ورد النهى عن التضحية به
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن مسلمة

(1) من ف
(2) كذا
(3) كذا - وفي تهذيب التهذيب وغيره - رباح بن عبد الرحمن - ح -
273

عن مالك بن انس عن عمرو بن الحارث عن (عبيد بن - 1) فيروز عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم سئل ماذا يتقى من الضحايا فأشار بيده فقال أربعا وكان البراء يشير بيده ويقول ويدى اقصر من يد رسول الله
صلى الله عليه وسلم العرجاء البين ظلعها والعوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والجفاء التي لا تنقى -
(أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ علي بن الفضل بن محمد بن عقيل الخزاعي أنبأ أبو شعيب الحراني ثنا علي بن
المديني قال عبيد بن فيروز هذا من أهل مصر ولم ندر ألقيه عمرو بن الحارث (أم لا - 1) فنظرنا فإذا عمرو بن الحارث لم يسمعه
من عبيد بن فيروز -
(أخبرنا) أبو نصر أنبأ على أنبأ أبو شعيب ثنا على قال فحدثنا روح بن عبادة ثنا أسامة بن زيد عن عمرو بن الحارث عن يزيد
ابن أبي حبيب (عن عبيد بن فيروز قال على ثم نظرنا فإذا يزيد بن أبي حبيب - 1) لم يسمعه من عبيد بن فيروز، حدثنا
عبد الاعلى عن محمد بن إسحاق انه حدثهم عن يزيد بن أبي حبيب عن سليمان بن عبد الرحمن عن عبيد بن فيروز - قال على فإذا
الحديث يدور على حديث شعبة -
(يريد ما أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن
سليمان بن عبد الرحمن قال سمعت عبيد بن فيروز قال سألت البراء بن عازب رضي الله عنه ما كره رسول الله صلى الله
عليه وسلم أو نهى عنه من الأضاحي فقال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا ويدى اقصر من يده (2) أربع لا يجزين،
العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ظلعها والكسيرة التي لا تنقى - قلت انى أكره أن يكون في
السن نقص أو في الاذن نقص فقال فما كرهت منه فدعه ولا تحرمه على أحد -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ علي بن الفضل الخزاعي أنبأ أبو شعيب ثنا علي بن المديني ثنا يحيى بن سعيد ثنا شعبة حدثني
سليمان بن عبد الرحمن عن عبيد بن فيروز - فذكر الحديث بنحوه ولم يذكر سماع سليمان بن عبد الرحمن من عبيد - قال على ثم
نظرنا فإذا سليمان بن عبد الرحمن لم يسمعه من عبيد بن فيروز -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ على أنبأ أبو شعيب ثنا على (ح وأخبرنا) أبو الحسن بن أبي المعروف الإسفرائني بها أنبأ بشر
ابن احمد ثنا أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء ثنا علي بن عبد الله ثنا عثمان بن عمر ثنا ليث بن سعد ثنا سليمان بن عبد الرحمن
عن القاسم مولى خالد بن يزيد بن معاوية عن عبيد بن فيروز قال سألت البراء رضي الله عنه قلت حدثني ما كره رسول الله
صلى الله عليه وسلم من الضحايا قال أربع ويدى اقصر من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أربع لا تجوز العوراء البين
عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ظلعها والعجفاء التي لا تنقى (قال على) فإذا الحديث حديث ليث قال على قال
عثمان فقلت لليث بن سعد يا أبا الحارث ان شعبة يروى هذا الحديث عن سليمان بن عبد الرحمن سمع عبيد بن فيروز قال
(لا، إنما حدثنا به سليمان عن القاسم مولى خالد عن عبيد بن فيروز - 1) قال عثمان بن عمر (قلقيت شعبة - 1) فقلت ان ليثا حدثنا
بهذا الحديث عن سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم عن عبيد بن فيروز وجعل مكان الكسير التي لا تنقى العجفاء التي لا تنقى
قال فقال شعبة هكذا حفظته كما حدثت به - كذا رواه عثمان بن عمر عن ليث بن سعد -
(وقد أخبرنا) عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو الحسن بن عبدة ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير
حدثني الليث بن سعد عن سليمان بن عبد الرحمن عن عبيد بن فيروز مولى بنى شيبان عن البراء بن عازب رضي الله عنه
قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يتقى من الضحايا فقال أربع وأشار بيده فقال يدي اقصر من يد رسول الله
صلى الله عليه وسلم، العوراء البين عورها والعرجاء البين ظلعها والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لا تنقى - قال فقلت
للبراء فانى أكره النقص في القرن والاذن والسن قال فأكره لنفسك ما شئت ولا تحرم ذلك على أحد (وكذلك) رواه
أبو الوليد الطيالسي عن الليث بن سعد لم يذكر القاسم في اسناده (وكذلك) رواه يزيد بن أبي حبيب وشعبة بن الحجاج

(1) من ف
(2) كذا وفي مسند الطيالسي قام فينا رسول الله صلى الله علينا هكذا ويدي اقصر من يده فقال - ح
274

عن سليمان بن عبد الرحمن وذكر شعبة سماع سليمان من عبيد بن فيروز (وفيما بلغني) عن أبي عيسى الترمذي عن محمد بن إسماعيل
البخاري انه كان يميل إلى تصحيح رواية شعبة ولا يرضى رواية عثمان بن عمر والله أعلم -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن موسى (ح قال وحدثنا) علي بن بحر ثنا عيسى
هو ابن يونس - المعنى - عن ثور حدثني أبو حميد الرعيني أخبرني يزيد ذو مصر قال أتيت عتبة بن عبد السلمي فقلت يا أبا الوليد
انى خرجت ألتمس الضحايا فلم أجد شيئا يعجبني غير ثرماء فكرهتها فما تقول؟ قال أفلا جئتني بها قلت سبحان الله تجوز عنك
ولا تجوز عنى؟ قال نعم انك تشك ولا أشك إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المصفرة والمستأصلة والبخقاء
والمشيعة والكسراء، فالمصفرة التي تستأصل اذنها حتى يبدو صماخها والمستأصلة قرنها من أصله والبخقاء التي تبخق عينها
والمشيعة التي لا تتبع الغنم عجفا وضعفا والكسراء الكسير -
(أخبرنا) الحسين بن محمد الروذباري ثنا عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب بواسط ثنا شعيب بن أيوب ثنا (ح وأخبرنا)
أبو بكر بن الحسن القاضي أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأ عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن إسحاق
عن شريح بن النعمان عن علي رضي الله عنه قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نستشرف العين والاذن وان
لا نضحى بمقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء ولا خرقاء - قال المقابلة ما قطع طرف اذنها والمدابرة ما قطع من جانب الاذن
والشرقاء المشقوقة والخرقاء المثقوبة الاذنين -
(أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو الحسن محمد بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل السراج ثنا أبو شعيب
الحراني أخبرني أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني ثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن شريح بن النعمان قال أبو إسحاق وكان رجلا
صدوقا عن علي رضي الله عنه - فذكره بمثله - زاد وأن لا نضحى بالعوراء - قال زهير قلت لأبي إسحاق وذكر عضباء قال
قلت ما المقابلة؟ قال يقطع طرفا الاذن - قلت ما المدابرة؟ قال يقطع مؤخرا الاذن - قلت ما الشرقاء؟ قال تشق الاذن
قلت ما الخرقاء؟ قال تخرق اذنها السمة -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن قتادة عن
حرى بن كليب سمع عليا رضي الله عنه يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يضحى بعضباء الاذن والقرن قال
قتادة وسألت سعيد بن المسيب عن العضب فقال النصف فما زاد -
(وأخبرنا) أبو بكر أنبأ عبد الله ثنا يونس ثنا أبو داود عن أبي عوانة عن جابر عن عبد الله بن نجى عن علي رضي الله عنه
قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عضباء الاذن والقرن - كذا في هاتين روايتين والأولى أمثلهما والأخرى
أضعفهما (وقد روى) عن علي رضي الله عنه موقوفا خلاف ذلك في القرن -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب ثنا شعيب بن أيوب ثنا قبيصة ثنا سفيان عن سلمة
ابن كهيل عن حجية بن عدي قال حجية كنا عند علي رضي الله عنه فأتاه رجل فقال البقرة؟ فقال عن سبعة قال القرن؟
قال لا يضرك قال العرج (2) قال إذا بلغت المنسك أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نستشرف العين والاذن -
(وأخبرنا) أبو علي أنبأ ابن شوذب ثنا شعيب ثنا يحيى بن آدم عن حسن بن صالح ثنا سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي عن
علي رضي الله عنه انه سئل عن البقرة فقال من سبعة (3) قال مكسورة القرن؟ قال لا تضرك قال العرجاء قال إذا بلغت
المنسك أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نستشرف العين والاذن - فهذا يدل على أن المراد بالأول ان صح التنزيه
(في القرن - 1) (قال الشافعي رحمه الله) وليس في القرن نقص يعنى ليس في نقصه أو فقده نقص في اللحم -
باب ما جاء في الصغيرة الاذن
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا هشيم أنبأ أبو حمزة عن ابن

(1) من ف
(2) ف - العرجاء
(3) كذا -
275

عباس رضي الله عنهما انه كان لا يرى بأسا ان يضحى بالصمعاء قال أبو عبيد قال الأصمعي الصمعاء هي الصغيرة الاذن -
باب وقت الأضحية
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا سليمان بن حرب ثنا
شعبة عن زبيد عن الشعبي عن البراء رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم نحر فقال إن أول ما نبدأ به
في يومنا هذا ان نصلى ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبل ان يصلى فإنما هو لحم عجله لأهله ليس
من النسك في شئ يعنى فقام خالي أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله انا ذبحت قبل ان اصلى وعندي جذعة خير من مسنة
فقال اجعلها مكانها أو قال اذبحها ولن توفى عن أحد بعدك -
(وأخبرنا) على أنبأ احمد ثنا أبو مسلم ثنا حجاج بن منهال ثنا شعبة - فذكره باسناده نحوه وقال اجعلها مكانها ولن
تجزى أو توفى عن أحد بعدك - رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وحجاج بن منهال وأخرجه مسلم من
وجه آخر عن شعبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الصمد بن علي بن مكرم البزاز ثنا محمد بن غالب ثنا موسى بن إسماعيل أنبأ أبو عوانة أنبأ
فراس عن عامر عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال من صلى صلاتنا
واستقبل قبلتنا فلا يذبح حتى ينصرف فقام أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله فعلت فقال هو شئ عجلته، قال فان عندي
جذعة هي خير من مسنتين أذبحها؟ قال نعم ولا تجزى عن انسان بعدك قال عامر فهي خير نسيكتين - رواه البخاري
في الصحيح عن موسى بن إسماعيل -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا محمد بن أيوب أنبأ مسدد ثنا أبو الأحوص
منصور بن المعتمر عن الشعبي عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر بعد
الصلاة فقال من صلى صلاتنا ونسك منسكنا فقد أصاب النسك ومن نسك قبل الصلاة فتلك شاة لحم فقام أبو بردة بن نيار
فقال يا رسول الله والله لقد نسكت قبل ان اخرج إلى الصلاة وقد عرفت ان اليوم يوم أكل وشرب فتعجلت وأكلت
وأطعمت أهلي وجيراني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك شاة لحم قال فان عندي عناقا جذعة خير من شاتي لحم فهل
تجزى عنى؟ قال نعم ولن تجزى عن أحد بعدك - رواه البخاري في الصحيح عن مسدد ورواه مسلم عن قتيبة وهناد عن أبي
الأحوص -
(وأخبرا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا علي بن إبراهيم الواسطي ثنا يزيد
ابن هارون أنبأ داود بن أبي هند عن عامر عن البراء بن عازب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا يذبحن أحد قبل ان يصلى فقام إليه خالي فقال يا رسول الله ان هذا اليوم فيه اللحم كثير وانى ذبحت نسيكتي ليأكل أهلي
وجيراني وان عندي عناق لبن خير من شاة لحم فأذبحها؟ قال نعم ولا تجزى جذعة عن أحد بعدك وهي خير نسيكتك
أخرجه مسلم في الصحيح من وجهين آخرين عن داود واستشهد به البخاري (وقال مطرف) عن عامر الشعبي عن
البراء رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من ضحى قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم
نسكه وأصاب سنة المسلمين -
276

(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثني محمد بن عبد السلام ثنا يحيى بن يحيى أنبأ خالد بن
عبد الله عن مطرف - فذكره - رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى ورواه البخاري عن مسدد عن خالد -
(أخبرناه) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن سلمة بن
كهيل قال سمعت أبا جحيفة يحدث عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال ذبح أبو بردة قبل الصلاة فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أبدلها فقال يا رسول الله ليس عندي الا جذعة خير من مسنة قال اجعلها مكانها ولن تجزى أو توفى عن
أحد بعدك - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث شعبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ثنا تميم بن محمد ثنا محمد يعنى ابن عبيد بن حساب ثنا حماد
ثنا أيوب وهشام عن محمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ثم خطب فأمر من كان
ذبح قبل الصلاة ان يعيد ذبحا قال فقام رجل من الأنصار فقال إن جيراني بهم فاقة أو قال حاصة (1) فذبحت قبل الصلاة
وعندي عناق هي أحب إلى من شاتي لحم قال فرخص له - فإن كانت رخصة له كان ذلك والا فلا علم لي - ثم انكفأ إلى
كبشين أملحين يعنى فذبحهما وتفرق الناس إلى غنيمة فتجزعوها - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبيد بن حساب ورواه
البخاري عن حامد بن عمر عن حماد بن زيد إلى قوله فرخص له -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ثنا أبو سعيد ابن الاعرابي (وأنبأ) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل
ابن محمد الصفار قالا ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن الأسود بن قيس قال سمعت جندب بن سفيان رضي الله عنه
يقول شهدت الأضحى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رجل فقال إن ناسا ذبحوا قبل الصلاة فقال من ذبح منكم قبل
الصلاة فليعد ذبيحته ومن لا فليذبح على اسم الله - لفظ حديث ابن الاعرابي وفى رواية الصفار فعلم أن ناسا وقال فليعد
أضحيته ومن لا يكن فليذبح على اسم الله - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر عن سفيان ففي هذه الأخبار
دلالة على أن من ذبح قبل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فليس من النسك في شئ -
(وقد أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن حنبل ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان ثنا يزيد بن خمير
الرحبي قال خرج عبد الله بن بسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الناس في يوم عيد فطر أو أضحى فأنكر ابطاء
الامام وقال انا كنا فرغنا ساعتنا هذه وذلك حين التسبيح (وروينا) عن الحسن البصري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يغدو إلى الأضحى والفطر حين تطلع الشمس فيتتام طلوعها - فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى صلاة العيد في أول الوقت فمن
كان ذبح قبل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وأكل وأطعم أهله وجيرانه كما روينا في حديث أبي بردة بن نيار كان ذبحه
واقعا قبل ان يحل وقته وذلك لا يجوز فلذلك أمر بالإعادة فمن ضحى بالوقت الذي يحل فيه الصلاة ويمضى مقدار صلاة
النبي صلى الله عليه وسلم وخطبته أجزأت أضحيته إن شاء الله -
باب من شاء من الأئمة ضحى في مصلاه ومن شاء في منزله
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث حدثني
كثير بن فرقد عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يذبح وينحر بالمصلى - رواه

(1) ف - خاصة وفي البخاري خصاصة - ح -
277

البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا أبو الأزهر ثنا أبو أسامة (ثنا أسامة - 1) بن زيد عن (ح وأخبرنا)
أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا أبو أسامة عن أسامة بن زيد الليثي
قال حدثنا نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذبح أضحيته بالمصلى - قال نافع وكان ابن
عمر يفعله - لفظ حديث العامري وفى حديث أبي الأزهر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا إبراهيم بن إسماعيل العنبري ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ خالد بن الحارث
الهجيمي ثنا عبيد الله عن نافع قال كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ينحر في المنحر قال عبيد الله منحر رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال عبيد الله وكان القاسم ينحر في أهله - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن أبي بكر المقدمي وإسحاق بن إبراهيم
عن خالد بن الحارث دون فعل القاسم -
باب الذكاة في المقدور عليه ما بين اللبة والحلق
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم أنبأ ابن وهب قال سمعت سفيان بن سعيد يحدث عن أيوب بن أبي تميمة السختياني عن سعيد بن جبير عن عبد الله
ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال الذكاة في الحلق واللبة -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن إبراهيم الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله
ابن الوليد ثنا سفيان عن أيوب (عن عبد الله بن سعيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الذكاة
في الحلق واللبة - وباسناده - ثنا سفيان عن أيوب - 1) عن يحيى بن أبي كثير عن فرافصة الحنفي عن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه أنه قال الذكاة في الحلق واللبة ولا تعجلوا الأنفس ان تزهق (وقد روى) هذا من وجه ضعيف مرفوعا
وليس بشئ -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا محمد بن مقاتل المروزي (ح وأخبرنا)
أبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد بن عبدان النيسابوري ثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي املاء أنبأ أبو عبد الله محمد
ابن علي بن زيد الصائغ ثنا محمد بن مقاتل ثنا ابن المبارك عن معمر عن عمرو بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس
وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تأكلوا الشريطة فإنها ذبيحة الشيطان -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا الحسن بن عيسى مولى ابن المبارك عن ابن المبارك بهذا الاسناد
قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شريطة الشيطان وهي التي تذبح فيقطع الجلد ولا تفرى الأوداج ثم تترك
حتى تموت -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله
ابن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن القاسم مولى عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلي
رضي الله عنه ان رسول الله وصلى الله عليه وسلم قال كل ما افرى الأوداج ما لم يكن قرض ناب أو حز ظفر - قال أبو العباس
ليس في كتابي عن علي بن يزيد (قال الشيخ رحمه الله) وفى هذا الاسناد ضعف -
باب الذبح في الغنم والبقر والفرس والطائر، والنحر في الإبل
قد مضت أحاديث في ذبح الغنم
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن محمد بن أبي المعروف الفقيه الأسفرائيني بها ثنا أبو سهل بشر بن أحمد الأسفرائيني ثنا أحمد بن

(1) من ف -
278

الحسن بن عبد الجبار ثنا علي بن المديني أنبأ زهير أنبأ أبو الزبير عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تذبحوا الا مسنة الا ان تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن - رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن يونس عن زهير -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد بن عبدان النيسابوري قالا ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا
إبراهيم بن عبد الله أنبأ يعلى بن عبيد ثنا عبد الملك عن عطاء عن جابر رضي الله عنه قال كنا نتمتع مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم فنذبح البقرة عن سبعة - أخرجه مسلم من وجه آخر عن عبد الملك بن أبي سليمان -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ محمد بن علوية ثنا هارون بن إسحاق ثنا عبدة عن هشام
عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت ذبحنا فرسا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن
بالمدينة فأكلنا - رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق عن عبدة بن سليمان -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة وابن عيينة وحديث
ابن عيينة أتم عن عمرو بن دينار عن صهيب مولى ابن عامر عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال من قتل عصفورا بغير حقه سأله الله يوم القيامة عنه قيل وما حقه؟ قال يذبحه فيأكله ولا يقطع رأسه فيرمى به -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا السرى بن خزيمة ثنا موسى بن إسماعيل ثنا وهيب عن
أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه - فذكر الحديث في الاهلال وقال ونحر رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع بدنات
بيده قائما وذبح بالمدينة كبشين أملحين أقرنين - رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل -
باب جواز النحر فيما يذبح والذبح فيما ينحر
استدلالا بما روينا عن عمر وابن عباس الذكاة في الحلق واللبة وقال عطاء بن أبي رباح يجزى الذبح من النحر والنحر
من الذبح في البقر والإبل -
(وأخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا عمران هو ابن موسى ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير وعبدة بن سليمان
(ح وأخبرنا) أبو عمرو أنبأ أبو بكر أخبرني الحسن بن سفيان ثنا ابن نمير ثنا أبي وحفص ووكيع كلهم عن هشام بن عروة
عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت نحرنا فرسا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلناه
وقال عبدة ذبحنا - رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة عن جرير قال وتابعه وكيع وابن عيينة عن هشام في النحر وأخرجه
من حديث الثوري عن هشام في النحر وعن إسحاق عن عبدة في الذبح ورواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير عن ثلاثتهم
في النحر (وقد مضى) في كتاب الحج عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها في قصة الحج قالت فدخل علينا يوم النحر بلحم بقر
فقلت ما هذا؟ فقالوا نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أزواجه - وفى رواية ذبح - وكذلك اختلفت الرواية فيه عن أبي
الزبير عن جابر ففي رواية نحر النبي صلى الله عليه وسلم عن أزواجه وفى رواية ذبح عن نسائه بقرة وفى رواية ذبح
عن عائشة رضي الله عنها بقرة -
باب كراهة النخع والفرس
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي رحمه الله ونهى عمر بن الخطاب
رضي الله عنه عن النخع وان تعجل الأنفس ان تزهق (قال الشافعي رحمه الله) والنخع ان تذبح الشاة ثم يكسر قفاها من
موضع الذبح (1) لنخعه ولمكان الكسر فيه أو تضرب ليعجل قطع حركتها فأكره هذا وقال ولم يحرمها ذلك لأنها ذكية -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي ثنا أبو الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا مروان بن معاوية عن

(1) ف - المذبح -
279

هشام الدستوائي وحجاج بن أبي عثمان عن يحيى بن أبي كثير عن المعرور الكلبي عن عمر رضي الله عنه انه نهى عن الفرس
في الذبيحة قال أبو عبيد (قال أبو عبيدة - 1) الفرس هو النخع يقال منه فرست الشاة ونخعتها وذلك أن ينتهى بالذبح
إلى النخاع وهو عظم في الرقبة ويقال أيضا بل هو الذي يكون في فقار الصلب شبيه بالمخ وهو متصل بالقفا يقول فنهى
ان ينتهى بالذبح إلى ذلك (قال أبو عبيد) اما النخع فهو على ما قال أبو عبيدة واما الفرس فقد خولف فيه يقال هو الكسر
وإنما نهى ان يكسر رقبة الذبيحة قبل ان تبرد ومما يبين ذلك ان في الحديث ولا تعجلوا الأنفس حتى تزهق -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا إسماعيل بن موسى الحاسب ثنا جبارة حدثني عبد الحميد بن بهرام
حدثني شهر هو ابن حوشب عن ابن عباس رضي الله عنهما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذبيحة ان تفرس قبل
ان تموت - وهذا اسناد ضعيف (2) -
باب الذكاة بالحديد وبما يكون أخف على المذكى وما يستحب
من حد الشفار ومواراته عن البهيمة وإراحة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة (ح وأخبرنا) الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
إبراهيم الأسفرائيني أنبأ محمد بن محمد بن رزمويه ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن غالب النسوي قالا ثنا يحيى بن يحيى أنبأ هشيم
عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال حفظت من رسول الله
صلى الله عليه وسلم خصلتين قال إن الله تبارك كتب الاحسان على كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتهم فأحسنوا
الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته - رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الوهاب بن عبد المجيد
ثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
الله محسان كتب الاحسان على كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبح أحدكم فليحسن ذبحته وليحد أحدكم شفرته
وليرح ذبيحته - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق الحنظلي (وروينا) في حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه
وسلم حين أتى بالكبش ليضحى به يا عائشة هلمى المدية ثم قال اشحذيها بحجر -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو الأسود
النضر بن عبد الجبار ثنا ابن لهيعة عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنه قال أمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم بحد الشفار وأن توارى عن البهائم ثم قال إذا ذبح أحدكم فليجهز - كذا رواه ابن لهيعة موصولا جيدا -
(وقد أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
أنبأ ابن وهب أخبرني قرة بن عبد الرحمن المعافري عن ابن شهاب أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال أمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم بحد الشفار وان توارى عن البهائم وقال إذا ذبح أحدكم فليجهز
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر الفارسي ثنا يعقوب بن سفيان حدثني يوسف بن عدي حدثني عبد الرحيم
ابن سليمان عن عاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قام (3) رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل
واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته وهي تلحظ إليه ببصرها فقال أفلا قبل هذا أتريد أن تميتها موتا (تابعه) حماد بن
زيد عن عاصم وقال أتريد أن تميتها موتات (ورواه) معمر عن عاصم فأرسله لم يذكر فيه ابن عباس -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا ابن بكير ثنا مالك عن عاصم بن
عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب ان رجلا حد شفرة وأخذ شاة ليذبحها فضربه عمر رضي الله عنه بالدرة وقال

(1) من ف
(2) ف - اسناد فيه ضعف
(3) ف - مر -
280

أتعذب الروح ألا فعلت هذا قبل ان تأخذها -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن نجيد أنبأ أبو مسلم ثنا عبد الرحمن بن حماد ثنا ابن عون عن محمد بن سيرين أن
عمر رضي الله عنه رأى رجلا يجر شاة ليذبحها فضربه بالدرة وقال سقها لا أم لك إلى الموت سوقا جميلا -
باب الذكاة بما انهر الدم وفرى الأوداج
والمذبح ولم يثرد، الا الظفر والسن
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني سفيان بن سعيد عن أبيه عن عباية عن رافع بن خديج رضي الله عنه
أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم انا لنرجو أو نخشى ان نلقى العدو وليس معنا مدى أفنذبح بالقصب؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما انهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه الا السن والظفر - رواه البخاري في الصحيح عن قبيصة عن
سفيان وأخرجاه من حديث يحيى القطان عن سفيان -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن سماك بن حرب قال
(سمعت - 1) مري بن قطري يقول سمعت عدى بن حاتم رضي الله عنه يحدث انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله انى أجد الصيد فلا أجد ما اذبحه به الا المروة والعصا قال أمرر الدم بما شئت واذكر اسم الله -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار أنبأ أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا حجاج هو ابن منهال ثنا
حماد هو ابن سلمة عن سماك بن حرب قال سمعت مري بن قطري عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله
ان أحدنا إذا أصاب صيد أوليس معه شفرة أيذكى بمروة أو شقة العصا؟ قال أمرر الدم بما شئت واذكر اسم الله عز وجل -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم أنبأ ابن وهب عن أبي بكر بن عبد الله (عن أبي الزناد - 2) عن عبد الله بن عامر بن ربيعة العدوي عن عدى بن
حاتم رضي الله عنه أنه قال قلت يا رسول الله ان أحدنا يصيد الصيد وليس معه شئ يذكيه به الا مروة أو شقة عصا، فقال
أمرر الدم بما شئت واذكر اسم الله عز وجل -
(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني القاسم بن زكريا ثنا ابن عبد الاعلى ثنا المعتمر بن سليمان قال
سمعت عبيد الله بن عمر عن نافع انه سمع ابن كعب بن مالك يخبر عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنه اخبره أن جارية لهم
كانت ترعى بسلع فرأت شاة من غنمها بها موت فكسرت حجرا فذبحتها به فقال لأهله لا تأكلوا منها حتى آتي النبي صلى الله
عليه وسلم فأسأله أو قال ارسل إليه من يسأله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك أو رسوله فقال يا نبي الله ان جارية
لنا كانت ترعى بسلع فأبصرت شاة من غنمها بها موت فكسرت حجرا فذبحتها به، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأكلها - رواه
البخاري في الصحيح عن محمد بن أبي بكر عن معتمر بن سليمان -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن رجل من بنى حارثة انه كان يرعى لقحة بشعب من شعاب أحد فأخذها الموت فلم يجد شيئا ينحرها به فأخذ وتدا فوجأ
به في لبتها حتى أهريق دمها ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فأمره بأكلها (ورواه) جرير بن حازم قال سمعت
زيد بن أسلم قال حدثني عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناقة كانت لرجل من الأنصار في قبل أحد
فعرض لها فنحرها بوتد فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكلها فأمره بأكلها -

(1) سقط من ف
(2) من ف -
281

(أخبرناه) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا محمد بن غالب ثنا سليمان بن حرب ثنا جرير بن
حازم فذكره (ورواه) حبان بن هلال عن جرير بن حازم زاد فقلت له حديد؟ قال لا بل خشب يعنى الوتد -
(وأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا ابن علية عن أيوب عن
عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما انه سئل عن الذبيحة بالعود فقال كل ما افرى الأوداج غير مثرد (قال أبو عبيد) قال
أبو زياد الكلابي التثريد أن تذبح الذبيحة بشئ لاحد له فلا ينهر الدم ولا يسيله (قال أبو عبيد) وقوله ما افرى الأوداج
يعنى ما شققها وأسال منها الدم (قال أبو عبيد) وقد تأول بعض الناس هذا الحديث أن قوله كل من الاكل وهذا خطأ
ولو أراد من الاكل لوقع المعنى على الشفرة لان الشفرة هي التي تفرى، وإنما معنى الحديث ان كل شئ افرى الأوداج
من عود أو حجر بعد أن يفريها فهو ذكى -
باب ما جاء في طعام أهل الكتاب
قال الله جل ثناؤه (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم) قال الشافعي رحمه الله وكان طعامهم عند بعض من حفظنا عنه من
أهل التفسير ذبائحهم وكانت الآثار تدل على احلال ذبائحهم -
(أخبرنا) يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح
عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال طعامهم ذبائحهم (وروينا) عن مجاهد ومكحول -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي حدثني علي بن حسين عن أبيه عن
يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال (فكلوا مما ذكر اسم الله عليه) (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه)
فنسخ واستثنى من ذلك فقال (طعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم) -
باب ما جاء في طعامهم وان كانوا حربا
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا تميم بن محمد ثنا شيبان بن فروخ ثنا سليمان ثنا حميد هو ابن هلال
عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال أصبت جرابا من شحم يوم خيبر فالتزمته فقلت لا اعطى أحدا اليوم من هذا شيئا
فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متبسم (1) - رواه مسلم في الصحيح عن شيبان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى
ابن فضيل ثنا الحسن بن صالح عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إنما أحلت ذبائح اليهود والنصارى
لأنهم آمنوا بالتوراة والإنجيل -
باب ما جاء في ذبيحة من أطاق الذبح من امرأة وصبي
من المسلمين أو من أهل الكتاب
(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبدة ثنا عبيد الله بن
عمر عن نافع عن ابن كعب بن مالك عن أبيه رضي الله عنه ان امرأة ذبحت شاة بحجر فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه
وسلم فلم ير بها بأسا - رواه البخاري في الصحيح عن صدقة بن الفضل عن عبدة -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا ابن بكير ثنا مالك عن نافع مولى

(1) كذا - وفي صحيح مسلم - متبسما - ح -
282

عبد الله بن عمر عن رجل من الأنصار عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ أخبره ان جارية لكعب بن مالك رضي الله عنه
كانت ترعى غنما له بالسلع فأصيب شاة منها فأدركتها فذبحتها بحجر فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال
لا بأس بها فكلوها - رواه البخاري في الصحيح عن ابن أبي أويس عن مالك -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا صدقة بن منصور ثنا أبو معمر (ثنا عبد الله بن معاذ قال أبو أحمد
وأخبرني الحسن بن سفيان ثنا أبو معمر - 1) عن عبد الله بن معاذ عن معمر عن جابر عن الشعبي عن جابر رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في ذبيحة المرأة والصبي أو الغلام إذا ذكروا اسم الله - هذا اسناد فيه ضعف
(وقد تابعه) الواقدي في ذبيحة الغلام وهو أيضا ضعيف (أخبرناه) عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن أنبأ بكر بن محمد
الصيرفي ثنا محمد بن الفرج ثنا الواقدي ثنا معمر عن جابر الجعفي عن عامر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمر بذبيحة الغلام ان تؤكل إذا سمى الله (وروينا) عن مجاهد أنه قال لا بأس بذبيحة الصبي والمرأة
من المسلمين وأهل الكتاب -
باب ما يستحب للمرء من أن يتولى ذبح نسكه أو يشهده
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن القاسم العتكي ثنا جعفر بن سوار ثنا قتيبة بن سعيد ثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس
رضي الله عنه قال ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين وذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على
صفاحهما - رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة بن سعيد -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا يزيد بن
هارون أنبأ سعيد بن زيد ثنا عمرو بن خالد عن محمد بن علي عن آبائه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة يا فاطمة قومي فاشهدي أضحيتك اما إن لك بأول قطرة تقطر من دمها مغفرة لكل ذنب
اما إنه يجاء بها يوم القيامة بلحومها ودمائها سبعين ضعفا حتى توضع في ميزانك، فقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه
يا رسول الله أهذه لآل محمد خاصة فهم أهل لما خصوا به من خير أو لآل محمد والناس عامة (فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم بل هي لآل محمد والناس عامة - 1) عمرو بن خالد ضعيف -
(وأخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إبراهيم بن عبد الله أبو مسلم ثنا معقل بن مالك ثنا النضر بن إسماعيل
عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فاطمة
قومي فاشهدي أضحيتك فإنه يغفر لك بأول قطرة تقطر من دمها كل ذنب عملتيه وقولي (ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي
لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وانا أول المسلمين) قلت يا رسول الله هذا لك ولأهل بيتك خاصة فأهل ذلك أنتم
أم للمسلمين عامة قال بل للمسلمين عامة (ورواه) أيضا عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة - فذكر معناه (ويذكر) عن أبي موسى رضي الله عنه انه أمر بناته ان يضحين
بأيديهن -

(1) من ف -
283

(1) باب النسيكة يذبحها غير مالكها
(قال الشافعي رحمه الله) أجزأت لان النبي صلى الله عليه وسلم نحر بعض هديه ونحر بعضه غيره
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني مالك بن
انس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحر بعض هديه بيده ونحر بعضه غيره -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن
عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه بالبقر - أخرجاه
في الصحيح من حديث سفيان (قال الشافعي) رحمه الله واهدى هديا وإنما نحره من أهداه معه -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يحيى القطعي ثنا عبد الاعلى ثنا سعيد
عن قتادة عن سنان بن سلمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان ذؤيبا أبا قبيصة حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث
معه بالبدن ثم يقول إن عطب منها شئ فخشيت عليها موتا فانحرها ثم اغمس نعلها في دمها ثم اضرب به صفحتها ولا تطعمها
أنت ولا أحد من أهل رفقتك - رواه مسلم في الصحيح عن أبي غسان عن عبد الاعلى (قال الشافعي رحمه الله) غير أنى
أكره ان يذبح من النسائك مشرك -
(أخبرنا) أبو بكر الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا
سفيان حدثني جعفر عن أبيه عن علي رضي الله عنه أنه قال لا يذبح نسيكة المسلم اليهودي والنصراني (وباسناده) حدثنا
سفيان حدثني قابوس عن أبي ظبيان عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كره ان يذبح نسيكة المسلم اليهودي والنصراني -
(وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة (2) ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا قابوس بن أبي
ظبيان ان أباه حدثه قال قال ابن عباس رضي الله عنهما لا يذبح أضحيتك الا مسلم وإذا ذبحت فقل بسم الله اللهم منك
ولك اللهم تقبل من فلان (قال الشافعي) فان ذبحها مشرك تحل ذكاته أجزأت مع كراهيتي لها (قال الشيخ) وهذا
لما مضى في احلال ذبائحهم (وروينا عن عطاء بن أبي رباح انه لم ير به بأسا - 3)
باب ذبائح نصارى العرب
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ
إبراهيم بن أبي يحيى عن عبد الله بن دينار عن سعد الفلحة مولى عمر، أو ابن سعد الفلحة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال ما نصارى العرب باهل كتاب وما تحل لنا ذبائحهم وما انا بتاركهم حتى يسلموا أو اضرب أعناقهم -
(وأخبرنا) أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ الثقفي عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة
السلماني عن علي رضي الله عنه أنه قال لا تأكلوا ذبائح نصارى بنى تغلب فإنهم لم يتمسكوا من دينهم الا بشرب الخمر -
باب ما جاء في ذبيحة المجوس
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة وأبو بكر المشاط قالا ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي الذهلي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ وكيع

(1) ههنا ابتدأ المجلد العاشر من المصرية وفي أوله بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله عدة للقائه - والصلاة والسلام على محمد
أكرم أنبيائه
(2) مد - أحمد بن محمد - كذا وأحمد بن نجدة هو أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة وشيخه أحمد بن يونس هو
أحمد بن عبد الله بن يونس نسب كل منها إلى جده - ح
(3) سقط من مد -
284

عن سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد ابن الحنفية قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجوس هجر يعرض
عليهم الاسلام فمن أسلم قبل منه ومن أبى ضربت عليهم الجزية على أن لا تؤكل لهم ذبيحة ولا تنكح لهم امرأة - هذا
مرسل واجماع أكثر الأمة عليه يؤكده -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا أحمد بن سنان ثنا عبد الله
ابن نمير عن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن عبد الله بن الخليل الحضرمي عن علي رضي الله عنه قال لا بأس بطعام المجوس
إنما نهى عن ذبائحهم - رواه ابن خزيمة عن يوسف بن موسى عن ابن نمير وعن محمد بن ميمون المكي عن أبي سعيد مولى
بني هاشم عن يحيى بن سلمة محتجا به ويحيى بن سلمة فيه ضعف (وقد قيل) عنه عن أبيه (1) عن عبد الله بن الخليل عن أبيه عن
علي رضي الله عنه (وروى) عن قيس بن الربيع عن سلمة بن كهيل عن عبد الله بن أبي الخليل الحضرمي عن علي رضي الله عنه -
باب السنة في أن يستقبل بالذبيحة القبلة
قاله الزهري وقال إن جهل فلا بأس ان يأكل إذا ذكر اسم الله عليها (وروينا) في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه
قال ذبح النبي صلى الله عليه وسلم كبشين أقرنين أملحين يوم العيد فلما وجههما قال وجهت وجهي للذي فطر السماوات
والأرض حنيفا - فذكره وذلك يرد - وفى رواية أخرى وجههما إلى القبلة حين ذبح -
(وأخبرنا) أبو بكر الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن
ابن جريج عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما انه كان يستحب ان يستقبل القبلة إذا ذبح (ورواه) غيره عن ابن جريج وقال
في الحديث كان يستقبل بذبيحته القبلة (وروى) فيه حديث مرفوع عن غالب الجزري عن عطاء عن عائشة رضي الله عنها
واسناده ضعيف -
باب التسمية على الذبيحة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو أحمد الحافظ أنبأ أبو عروبة ثنا بندار ومحمد بن المثنى ويحيى بن حكيم قالوا ثنا ابن أبي
عدى عن سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحى بكبشين ويضع رجله على
صفاحهما فيذبحهما بيده ويقول بسم الله والله أكبر - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى -
باب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الذبيحة
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي رحمه الله والتسمية على الذبيحة
بسم الله فان زاد بعد ذلك شيئا من ذكر الله فالزيادة خير ولا أكره مع تسميته على الذبيحة أن يقول صلى الله على رسول الله بل
أحبه له وأحب إلى أن يكثر الصلاة عليه فصلى الله عليه في كل الحالات لان ذكر الله والصلاة عليه ايمان بالله وعبادة له يؤجر عليها
إن شاء الله من قالها، وقد ذكر عبد الرحمن بن عوف انه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم -
(فذكر معنى ما أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا ابن
بكير ثنا الليث عن ابن الهاد عن عمرو هو ابن أبي عمرو عن عبد الرحمن بن الحويرث عن محمد بن جبير عن عبد الرحمن بن عوف
رضي الله عنه قال دخلت المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجا من المسجد فاتبعته أمشي وراءه ولا يشعر حتى
دخل نخلا فاستقبل القبلة فسجد فأطال السجود وانا وراءه حتى ظننت ان الله عز وجل قد توفاه فأقبلت أمشي حتى جئته
فطأطأت رأسي انظر في وجهه فرفع رأسه فقال مالك يا عبد الرحمن فقلت له لما أطلت السجود يا رسول الله خشيت ان

(1) ف - عنه عن أبيه عن أبيه -
285

يكون الله عز وجل قد توفى نفسك فجئت أنظر فقال إني لما دخلت النخل لقيت جبريل عليه السلام فقال إني أبشرك ان الله
عز وجل يقول من سلم عليك سلمت عليه ومن صلى عليك صليت عليه (وروى ذلك) أيضا عن ابن أبي سندر الأسلمي
عن مولى لعبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن رضي الله عنه (قال الشافعي رحمه الله) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من نسي الصلاة على خطئ به طريق الجنة -
(أخبرناه) أبو سهل أحمد بن محمد بن إبراهيم المهراني أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب التاجر ثنا محمد بن سليمان
ثنا عمر بن حفص بن غياث حدثني أبي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من نسي الصلاة على خطئ به طريق الجنة -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى وأبو بكر بن الحسن وغيرهما قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن
سليمان أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله (ورفعنا لك ذكرك) لا أذكر الا ذكرت أشهد ان
لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا جعفر يعنى ابن هشام (1) ثنا سهل بن عثمان
حدثني يحيى بن أبي زائدة حدثني المبارك عن الحسن (ورفعنا لك ذكرك) قال إذا ذكر الله ذكر رسول الله صلى الله عليه
وسلم -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن
يحيى أنبأ سليمان بن عيسى أخبرني عبد الرحيم بن زيد العمى عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تذكروني
عند ثلاث تسمية الطعام وعند الذبح وعند العطاس - فهذا منقطع و عبد الرحيم وأبوه ضعيفان وسليمان بن عيسى السجزي
في عداد من يضع الحديث ولو عرف يحيى بن يحيى حاله لما استجاز الرواية عنه وهو فيما ذكره شيخنا أبو عبد الله الحافظ
رحمه الله ونسبه أبو أحمد بن عدي الحافظ أيضا إلى وضع الحديث فيما أخبرنا أبو سعد الماليني عنه -
(وأخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي قال سمعت محمد بن حماد يقول قال السعدي وهو إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني
سليمان بن عيسى الذي يروى آداب سفيان كذاب مصرح -
باب قول المضحي اللهم منك واليك فتقبل منى وقول
المضحي عن غيره اللهم تقبل من فلان
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا إسماعيل بن أحمد أنبأ محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا حرملة أنبأ ابن وهب (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هارون بن معروف ثنا ابن وهب قال قال حياة
أخبرني أبو صخر عن يزيد بن قسيط عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بكبش
اقرن يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد فأتى به ليضحى به قال يا عائشة هلمى المدية اشحذيها بحجر ففعلت ثم
أخذها واخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه ثم قال بسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به - رواه مسلم
في الصحيح عن هارون بن معروف -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الحكم القطري ثنا سعيد بن منصور ثنا يعقوب

(1) ف - ابن عامر -
286

ابن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال شهدت أضحى مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم بالمصلى فلما قضى خطبته ونزل عن منبره اتى بكبشه فذبحه وقال بسم الله والله أكبر هذا عنى وعمن لم يضح
من أمتي -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أحمد بن خالد الوهبي عن محمد بن إسحاق
(ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن موسى الرازي ثنا عيسى ثنا محمد بن إسحاق عن
يزيد بن أبي حبيب عن أبي عياش عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال ذبح النبي صلى الله عليه وسلم يوم الذبح كبشين
أقرنين أملحين موجئين (1) فلما وجههما قال إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض (على ملة إبراهيم - 2) حنيفا
وما انا من المشركين ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وانا من المسلمين اللهم منك
ولك عن محمد وأمته بسم الله والله أكبر ثم ذبح صلى الله عليه وسلم - لفظ حديث عيسى بن يونس - وفى رواية الوهبي ذبح
رسول الله صلى الله عليه وسلم كبشين يوم العيد فلما وجههما قال - فذكر الدعاء ثم قال اللهم منك ولك عن محمد وأمته وسمى
وذبح (ورواه) إبراهيم بن طهمان عن محمد بن إسحاق وقال في الحديث وجههما إلى القبلة حين ذبح (وقيل) عن محمد بن إسحاق
عن يزيد بن خالد (3) بن أبي عمران عن أبي عياش عن جابر رضي الله عنه (قال الشافعي رحمه الله) وقد روى عن النبي صلى الله
عليه وسلم من وجه لا يثبت مثله انه ضحى بكبشين فقال في أحدهما بعد ذكر الله اللهم عن محمد وآل محمد وفى الآخر اللهم عن
محمد وأمة محمد -
(قال الشيخ وإنما أراد ما أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري حدثني جامع بن سوادة ثنا
أبو حازم الحسين بن دينار ثنا سفيان (ح وأنبأ) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ سليمان بن أحمد اللخمي ثنا ابن أبي مريم
(ثنا الفريابي عن سفيان عن عبد الله عن محمد بن عقيل عن أبي سلمة عن عائشة أو عن أبي هريرة رضي الله عنه - 2) قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحى بكبشين أقرنين موجئين فيبدأ بأحدهما فيقول بسم الله والله أكبر اللهم منك ولك
عن محمد وأمته من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ ويذبح الآخر ويقول بسم الله والله أكبر اللهم منك ولك عن محمد
وآل محمد - لفظ حديث ابن بشران وفى رواية ابن عبدان كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ضحى اشترى كبشين سمينين
أقرنين أملحين موجئين فذبح أحدهما عن أمته من شهد له (3) بالتوحيد وشهد له بالبلاغ والآخر عن محمد وآل محمد - هكذا
رواه جماعة عن سفيان الثوري (ورواه) زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن علي بن الحسين عن أبي رافع رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم (ورواه) حماد بن سلمة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه عن
النبي صلى الله عليه وسلم (قال البخاري) لعله سمع من هؤلاء (قال الشيخ) وفيما ذكرنا قبل حديثه كفاية -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو زكريا العنبري ثنا محمد بن عبد السلام ثنا إسحاق أنبأ جرير عن الأعمش ومنصور
عن أبي ظبيان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قلت له قوله تعالى (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا
اسم الله عليها صواف) قال إذا أردت ان تنحر البدنة فأقمها ثم قل الله أكبر الله أكبر اللهم منك ولك ثم سم ثم انحرها قال قلت
وأقول ذلك في الأضحية قال والأضحية - (4)
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن إبراهيم الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد
ثنا سفيان حدثني أبو بكر الزبيدي عن عاصم بن شريب (5) قال اتى علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم النحر بكبش فذبحه
وقال بسم الله اللهم منك ولك ومن محمد لك ثم أمر به فتصدق به ثم اتى بكبش آخر فذبحه فقال (6) بسم الله اللهم منك ولك
ومن على لك قال ثم قال ائتني بطابق منه وتصدق بسائره -

(1) مص - موجوئين
(2) سقط من مد
(3) كذا
(4) مص - وأقول وفي الأضحية قال وفي الأضحية -
(5) كذا في ف وفي الميزان ووقع في مد شريك وفي مص سويب -
(6) ف - وقال -
287

(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا مالك بن إسماعيل النهدي ثنا شريك
عن أبي الحسناء عن الحكم بن عتيبة عن حنش بن الحارث قال كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يضحى بكبش عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم (وبكبش عن نفسه قلنا يا أمير المؤمنين تضحى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 1) قال إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني ان أضحى عنه ابدا فانا أضحى عنه ابدا - رواه أبو داود عن عثمان بن أبي شيبة عن شريك
تفرد به شريك بن عبد الله باسناده وهو إن ثبت يدل على جواز التضحية عمن خرج من دار الدنيا من المسلمين -
واما عن الحمل فقد قال الشافعي لا يضحى عما في البطن -
(وأخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا ابن بكير ثنا مالك عن نافع ان عبد الله
ابن عمر كان لا يضحى عما في بطن المرأة -
باب ما جاء في حلاق الشعر بعد ذبح الأضحية
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن نافع ان عبد الله بن
عمر رضي الله عنهما ضحى مرة بالمدينة قال نافع فأمرني ان اشترى له كبشا فحيلا اقرن ثم اذبحه يوم الأضحى (2) في مصلى الناس
قال نافع ففعلت ثم حمل الكبش إلى عبد الله فحلق رأسه حين ذبح الكبش وكان مريضا لم يشهد العيد مع الناس قال نافع
وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول ليس حلاق الرأس بواجب على من ضحى إذا لم يحج - وقد فعله عبد الله بن عمر -
باب الرجل يوجب شاة أضحية لم يكن له
أن يبدلها بخير ولا شر منها
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان أبو الشيخ أنبأ أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا علي بن عيسى
الألثغ المخرمي ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن الجهم بن جارود عن سالم بن عبد الله عن أبيه ان عمر رضي الله عنه
أهدى بختية له قد اعطى بها ثلاثمائة دينار فأراد ان يبيعها ويشترى بثمنها بدنا فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأمره
ان ينحرها ولا يبيعها - كذا قال بختية له -
باب ما جاء في ولد الأضحية (ولبنها - 3)
(أخبرنا) أبو بكر الإردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان ثنا
زهير بن أبي ثابت عن مغيرة بن حذف العبسي قال كنا مع علي رضي الله عنه بالرحبة فجاء رجل من همدان يسوق بقرة
معها ولدها فقال إني اشتريتها أضحى بها وانها ولدت قال فلا تشرب من لبنها الا فضلا عن ولدها فإذا كان يوم النحر
فانحرها هي وولدها عن سبعة -

(1) سقط من ف
(2) ف - بعد الأضحى
(3) من مص -
288

باب الرجل يشترى أضحية وهي تامة ثم عرض
لها نقص وبلغت المنسك
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن علي الوراق ثنا عبيد الله بن موسى ثنا سفيان عن
جابر (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد بن خلى
ثنا أحمد بن خالد الوهبي ثنا إسرائيل عن جابر عن محمد هو ابن قرظة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال اشتريت
شاة لاضحى بها فخرجت فأخذ الذئب اليتها فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ضح بها - وفى رواية سفيان اشترينا
كبشا لنضحي به فقطع الذئب اليته أو من اليته فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فأمرني ان أضحى به - وبمعناه رواه شعبة بن
الحجاج وشريك بن عبد الله عن جابر الجعفي الا ان جابرا غير محتج به -
(وأخبرنا) أبو الحسن بن بشران العدل بغداد أنبأ أبو جعفر الرزاز وإسماعيل بن محمد الصفار قالا ثنا سعدان بن نصر ثنا
أبو معاوية ثنا الحجاج بن أرطأة عن شيخ من أهل المدينة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا بأس بالأضحية المقطوعة الذنب - وهذا مختصر من الحديث الأول (فقد رواه) حماد بن سلمة عن حجاج
عن عطية عن أبي سعيد أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شاة قطع الذئب ذنبها يضحى بها؟ قال ضح بها -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ مسعر
عن أبي حصين ان ابن الزبير رضي الله عنهما رأى هدايا له فيها ناقة عوراء فقال إن كان أصابها بعد ما اشتريتموها فأمضوها
وإن كان أصابها قبل ان تشتروها فأبدلوها -
باب الرجل يشترى ضحية (1) فتموت أو تسرق أو تضل
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا أبو اليمان أنبأ شعيب بن أبي
حمزة قال قال نافع (كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول أيما رجل اهدى هدية فضلت فإن كانت نذرا أبدلها وإن كانت
تطوعا فان شاء أبدلها وان شاء تركها - هكذا رواه مالك عن نافع - 2) موقوفا ورواه عبد الله بن عامر الأسلمي عن
نافع مرفوعا والصواب موقوف -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن جعفر العدل أنبأ يحيى بن محمد ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن تميم بن
حويص يعنى المصري قال اشتريت شاة بمنى أضحية فضلت فسألت ابن عباس رضي الله عنهما عن ذلك فقال لا يضرك
(قال الشافعي) ولكنه ان وجدها بعد ما أوجبها ذبحها وان مضت أيام النحر كما يصنع في البدن من الهدى -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا ابن ناجية ثنا علي بن شعيب ثنا أبو معاوية ثنا سعد بن سعيد
عن القاسم يعنى ابن محمد عن عائشة رضي الله عنها انها ساقت بدنتين فضلتا فأرسل إليها ابن الزبير بدنتين مكانهما فنحرتهما
ثم وجدت الأوليين فنحرتهما أيضا ثم قالت هكذا السنة في البدن -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية - فذكره -
باب التضحية في الليل من أيام منى
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان بن

(1) مص - أضحية
(2) سقط من مد -
289

عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن حسين أنه قال لقيم له جد نخله بالليل ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى
عن جداد الليل وصرام الليل أو قال وحصاد الليل - قال سفيان يقال (1) حتى يكون بالنهار ويحضره المساكين -
(وأخبرنا) أبو الحسن محمد بن أبي المعروف الأسفرائيني بها أنبأ بشر بن أحمد أنبأ أحمد بن الحسين بن نصر ثنا على ابن المديني
ثنا سفيان - فذكره بمعناه لم يذكر الصرام والحصاد قال سفيان فسألوا جعفرا عن الأضحى بالليل فقال لا - قال سفيان هذا
في حال المساكين -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا حفص بن
غياث عن أشعث بن عبد الملك عن الحسن قال نهى عن جداد الليل وحصاد الليل والأضحى بالليل وإنما كان ذلك من شدة
حال الناس كان الرجل يفعله ليلا فنهى عنه ثم رخص في ذلك -
باب النهى عن اكل لحوم الضحايا بعد ثلاث
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ
الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن الزهري عن أبي عبيد مولى ابن أزهر قال شهدت العيد مع علي بن
أبي طالب رضي الله عنه فسمعته يقول لا يأكلن أحدكم من نسكه بعد ثلاث - كذا رواه الشافعي عن سفيان موقوفا
ومن حديث معمر مرفوعا والحديث عند غيره عن سفيان مرفوع -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الفضل بن إبراهيم أنبأ أحمد بن سلمة ثنا عبد الجبار بن العلاء المكي ثنا سفيان عن الزهري
عن أبي عبيد قال شهدت العيد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه فبدأ بالصلاة قبل الخطبة وقال إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم نهى ان نأكل من لحوم نسكنا بعد ثلاث - رواه مسلم في الصحيح عن عبد الجبار بن العلاء وأخرجه البخاري
ومسلم من حديث يونس بن يزيد وغيره عن الزهري مرفوعا -
(وحدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني املاء ثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن القطان ثنا أحمد بن يوسف
السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف انه سمع عليا رضي الله عنه يقول
يوم الأضحى أيها الناس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى ان تأكلوا من نسككم بعد ثلاثا فلا تأكلوها - رواه
مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن
سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان تؤكل لحوم الأضاحي (بعد ثلاث قال سالم كان ابن
عمر لا يأكل لحوم الأضاحي - 2) فوق ثلاث - رواه مسلم في الصحيح عن ابن أبي عمر وعبد بن حميد بن عبد الرزاق
وأخرجه البخاري من وجه آخر عن الزهري -
باب الرخصة في الاكل من لحوم الضحايا والاطعام والادخار
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن عبد السلام ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي الزبير عن

(1) مص - فقال
(2) سقط من مد -
290

جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث ثم قال بعد كلوا وتزودوا وادخروا -
رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد الكعبي ثنا محمد بن أيوب أنبأ مسدد ثنا يحيى ثنا ابن جريج ثنا عطاء
انه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول كنا لا نأكل من لحم (1) بدننا فوق ثلاث فرخص لنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال كلوا وتزودوا فأكلنا وتزودنا - قلت لعطاء قال جابر حتى جئنا المدينة؟ قال لا - رواه البخاري في الصحيح عن
مسدد ورواه مسلم عن محمد بن حاتم عن يحيى القطان وقال نعم بدل قوله لا، ورواه أحمد بن حنبل عن يحيى كما رواه مسدد -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال ثنا يحيى بن الربيع المكي ثنا سفيان عن عمرو عن
عطاء عن جابر رضي الله عنه قال كنا نتزود من لحوم الهدى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة - رواه البخاري
عن علي وغيره ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة كلهم عن سفيان بن عيينة فالتزود إلى المدينة حفظه عمرو بن دينار
عن عطاء وحفظه أيضا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء وحفظه زهير بن معاوية عن أبي الزبير عن جابر -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرحمن بن مهدي ثنا
معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذبح رسول الله صلى الله
عليه وسلم أضحيته فقال يا ثوبان هيئ لنا هذه الشاة وأصلحها قال فما زلت أطعمه منها حتى قدمنا المدينة - رواه مسلم في
الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو مسهر
ثنا يحيى بن حمزة حدثني الزبيدي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أنه حدثه عن أبيه عن ثوبان (مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم - ح وأخبرنا - أبو محمد عبد الله بن يحيى السكري ببغداد أنبأ إسماعيل الصفار ثنا عباس الترقفي ثنا محمد بن المبارك حدثني يحيى
ابن حمزة عن الزبيدي محمد بن الوليد عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أنه حدثه - 2) قال حدثني أبي حدثنا ثوبان قال قال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أصلح هذا اللحم فأصلحته قال فلم يزل يأكل منه حتى بلغ المدينة - زاد أبو مسهر في روايته
قال في حجة الوداع - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن منصور عن أبي مسهر وقال فيه في حجة الوداع ولا أراها
محفوظة (ورواه) عن عبد الله الدارمي عن محمد بن المبارك دون هذه اللفظة -
(حدثنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله املاء أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين بن الخليل القطان ثنا أبو الأزهر
السليطي ثنا محمد بن يوسف قال ذكر سفيان عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
كنت نهيتكم ان تأكلوا لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام وإنما أردت بذلك ليتسع أهل السعة على من لا سعة له فكلوا
ما بدا لكم وادخروا -

(1) مص - لحوم
(2) سقط من مد -
291

(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن المصري ثنا ابن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد
عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله - أخرجه مسلم في الصحيح عن حجاج بن الشاعر عن أبي
عاصم عن سفيان كما مضى في كتاب الأشربة -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا معرف حدثني
محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نهيتكم عن ثلاث وانا آمركم بهن نهيتكم عن
زيارة القبور فزوروها فان في زيارتها تذكرة، ونهيتكم عن الأشربة ان تشربوا في ظروف الأدم فاشربوا في كل وعاء
غير أن لا تشربوا مسكرا، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي ان تأكلوها بعد ثلاث فكلوها واستنفعوا بها في أسفاركم - أخرجه
مسلم في الصحيح من وجه آخر عن معرف بن واصل - وابن بريدة هذا عبد الله بن بريدة فقد أخرجه مسلم من حديث أبي
سنان ضرار بن مرة عن محارب بن دثار عن عبد الله بن بريدة عن أبيه -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا ابن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا ليث هو ابن سعد
عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن ابن خباب ان أبا سعيد بن مالك الخدري قدم من سفر فقدم إليه من لحوم الأضاحي
فقال ما انا بأكله حتى اسأل فانطلق إلى أخيه لامه وكان بدريا قتادة بن النعمان فسأله عن ذلك فقال له قد حدث بعدك
أمر نقضا لما كان نهى عنه من أكل لحوم الضحايا بعد ثلاثة أيام - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف
عن الليث -
(وأخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن الأزهر العبدي
ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثني أبي عن ابن إسحاق حدثني محمد بن علي بن حسين أبو جعفر وأبى، إسحاق بن يسار عن
عبد الله بن خباب مولى بنى عدى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهانا ان نأكل
لحوم نسكنا فوق ثلاث فخرجت في سفر ثم قدمت على أهلي فقالت إنه رخص للناس بعد ذلك قال فلم أصدقها حتى بعثت إلى
اخى قتادة بن النعمان وكان بدريا أسأله عن ذلك قال فبعث إلى أن كل طعامك فقد صدقت قد ارخص رسول الله صلى الله
عليه وسلم للمسلمين في ذلك -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد عبد الله بن إسحاق البغوي العدل ببغداد ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن
عطاء أنبأ سعيد بن اياس الجريري (ح قال وأخبرنا) أبو الفضل بن إبراهيم واللفظ له ثنا أحمد بن سلمة ثنا أبو موسى محمد
ابن المثنى ثنا عبد الاعلى ثنا سعيد يعنى الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يا أهل المدينة لا تأكلوا لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام، فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لهم عيالا وحشما
وخدما فقال كلوا وأطعموا واحبسوا وادخروا - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا يحيى بن جعفر ثنا الضحاك بن مخلد ثنا
يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأضحى من ضحى منكم
فلا يصبحن من أضحيته في بيته بعد ثالثة شئ فلما كان العام المقبل قالوا يا رسول الله نفعل في هذا العام كما فعلنا في العام الماضي؟
فقال لا، كلوا وأطعموا وادخروا فان ذلك العام كان فيه شدة - أو كلمة تشبهها - فأردت ان تقسموا في الناس - رواه البخاري
في الصحيح عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ورواه مسلم عن إسحاق بن منصور بن أبي عاصم وقال فأردت ان يفشو فيهم -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا يزيد بن زريع ثنا خالد الحذاء عن أبي المليح عن
نبيشة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا كنا نهيناكم عن لحومها ان تأكلوها فوق ثلاث لكي يسعكم، جاء الله بالسعة
فكلوا وادخروا وأتجروا ألا وان هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل - قوله وأتجروا أصله ائتجروا (1)

(1) زاد في مد - و - ف وأتجروا - كذا - ح -
292

على وزن افتعلوا يريد الصدقة التي يبتغى اجرها وليس من باب التجارة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا ابن أبي أويس حدثني اخى عن سليمان عن
يحيى عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت الضحية كنا نملح منه ونقدم به إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقال
لا تأكلوا منه الا ثلاثة أيام وليست بعزيمة ولكن أراد أن تطعموا منه والله أعلم - رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل
ابن أبي أويس -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن عبد الله بن أبي
بكر عن عبد الله بن واقد بن عبد الله أنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث - قال
عبد الله بن أبي بكر فذكرت ذلك لعمرة فقالت صدق سمعت عائشة رضي الله عنها تقول دف ناس من أهل البادية حضرة
الأضحى في زمان النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادخروا الثلاث وتصدقوا بما بقي قالت فلما كان
بعد ذلك قيل يا رسول الله لقد كان الناس ينتفعون من ضحاياهم يجملون منها الودك ويتخذون منها الأسقية فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم وما ذاك؟ أو كما قال قالوا يا رسول الله نهيت عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفت حضرة الأضحى فكلوا وتصدقوا وادخروا - أخرجه مسلم في الصحيح من
حديث روح عن مالك -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري (ثنا ابن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان عن
عبد الرحمن بن عابس أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها قال سألتها أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى - ح وأنبأ -
أبو الحسن علي بن محمد المقرى - 1) أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان ثنا عبد الرحمن
ابن عابس بن ربيعة عن أبيه عابس بن ربيعة أنه قال قيل لعائشة رضي الله عنها أنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يؤكل
لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام؟ قالت ما نهى عنه الا مرة في عام جاع الناس منه (2) فأراد ان يطعم الغنى الفقير ولقد كنا
نخرج الكراع بعد خمس عشرة فنأكله فقلت ولم تفعلون ذلك؟ قال فضحكت وقالت ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم
من خبز بر مأدوم ثلاثة أيام حتى لحق بالله عز وجل - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله لما روت عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه للدافة ثم قال كلوا وتصدقوا وادخروا - وروى جابر ما ذكرنا كان يجب على من علم
الامرين معا أن يقول نهى النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى فإذا كان مثله فهو منهى عنه وإذا لم يكن مثله لم يكن منهيا عنه أو يقول
نهى النبي صلى الله عليه وسلم في وقت ثم ارخص فيه بعده والآخر من امره ناسخ للأول - قال وقال الشافعي رحمه الله في
موضع آخر يشبه أن يكون نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن امساك لحوم الضحايا بعد ثلاث إذا كانت الدافة على معنى
الاختيار لا على معنى الفرض لقول الله تعالى في البدن (فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا) وهذه الآية في البدن
التي يتطوع بها أصحابها -
باب اطعام البائس الفقير واطعام القانع والمعتر وما جاء في تفسيرهم
قال الله تبارك وتعالى (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) وقال (وأطعموا القانع والمعتر) قال الشافعي رحمه الله القانع
هو السائل والمعتر هو الزائر والمار بلا وقت وقال في موضع آخر القانع الفقير والمعتر الزائر وقيل الذي يتعرض العطية (3) منها -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا وكيع بن الجراح ثنا طلحة بن
عمرو عن عطاء في قول الله عز وجل (وأطعموا البائس الفقير) قال الذي يسألك

(1) سقط من مد
(2) كذا
(3) مص - للعطية -
293

(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا سعدان ثنا وكيع ثنا سفيان عن فرات القزاز عن سعيد بن جبير
قال القانع السائل والمعتر الذي يعتريك يريدك ولا يسألك (وباسناده) عن سفيان عن منصور عن إبراهيم ومجاهد القانع الجالس
في بيته والمعتر الذي يعتريك -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ العباس بن الفضل النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنبأ يونس
ومنصور عن الحسن في قوله (القانع والمعتر) قال القانع الذي يقنع للرجل يسأله والمعتر الذي يتعرض ولا يسأل (قال وحدثناه)
سعيد ثنا هشيم أنبأ مغيرة عن إبراهيم قال أحدهما المار والآخر السائل (قال وحدثنا) سعيد ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح
عن مجاهد قال القانع السائل -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن السقاء الأسفرائيني أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني ثنا عبد الله بن
محمد بن زكريا ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ثنا مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله (فكلوا منها
وأطعموا البائس الفقير) قال البائس الذي يسأل بيده إذا سأل قال والقانع الطامع الذي يطمع في ذبيحتك من جيرانك
قال والمعتر الذي يعتريك بنفسه ولا يسألك يعترض لك (وروى) في ذلك عن ابن عباس -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه الهروي أنبأ أحمد بن نجدة ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا قابوس
ابن أبي ظبيان أن أباه حدثه قال قلنا لابن عباس رضي الله عنهما أرأيت القانع والمعتر ما القانع والمعتر؟ قال اما القانع فالقانع
بما أرسلت إليه في بيته والمعتر الذي يعتريك -
باب لا يبيع من أضحيته شيئا ولا يعطى اجر الجازر منها
(حدثنا) أبو جعفر كامل بن أحمد المستملى أنبأ بشر بن أحمد الأسفرائيني ثنا داود بن الحسين البيهقي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ
أبو خيثمة عن عبد الكريم (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله بن محمد بن موسى ثنا محمد بن أيوب أنبأ مسدد
و عبد الله بن أبي شيبة قالا ثنا سفيان عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي رضي الله عنه
قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أقوم على بدنه وان أقسم جلودها وجلالها وأمرني ان لا اعطى الجازر منها شيئا
وقال نحن نعطيه من عندنا - وفى رواية أبى خيثمة وان أتصدق بلحمها وجلودها وأجلتها وان لا اعطى اجر الجازر منها قال
نحن نعطيه من عندنا - رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وعن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره وأخرجه البخاري من
وجه آخر عن عبد الكريم -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق العدل ببغداد ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان ثنا زيد بن
الحباب ثنا عبد الله بن عياش (بن عباس - 1) عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من باع جلد أضحيته فلا أضحية له -
باب الاشتراك في الهدى والأضحية
(أخبرنا) أبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد بن عبدان النيسابوري ثنا أبو عبد الله بن يعقوب ثنا حامد بن أبي حامد (2) ثنا إسحاق
ابن سليمان ثنا مالك بن انس (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن سوار ثنا قتيبة عن (3) مالك
عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية البدنة عن
سبعة - والبقرة عن سبعة - لفظ حديث قتيبة (رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وقتيبة - 1) بن سعيد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن إسحاق بن أيوب أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا أحمد بن يونس زهير ثنا
أبو الزبير عن جابر رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلين بالحج فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) سقط من مد
(2) مص - حامد بن أحمد
(3) مص - ثنا -
294

ان نشترك في الإبل والبقر كل سبعة منا في بدنة - رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن يونس -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن يعقوب هو الشيباني ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا يحيى عن ابن جريج
أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحج والعمرة فاشتركنا
في الجزور سبعة فقال له رجل البقرة يشترك فيها؟ قال ما هي الا من البدن وحضر جابر الحديبية فقال اشتركنا كل سبعة
في بدنة فنحرنا يومئذ سبعين بدنة - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم عن يحيى بن سعيد -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي ثنا عفان ثنا
حماد بن سلمة أنبأ قيس بن سعد عن عطاء عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال البقرة عن سبعة والبدنة
عن سبعة (رواية عطاء عن جابر على أن البدنة عن سبعة - 1) واجماع هؤلاء الأئمة عن أبي الزبير عن جابر ثم رواية عطاء عن
جابر على أن البدنة عن سبعة أولى من رواية الثوري عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه في البدنة عن عشرة وروينا)
عن علي وحذيفة وأبى مسعود الأنصاري وعائشة رضي الله عنهم انهم قالوا البقرة عن سبعة -
باب الأضحية في السفر
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد الله أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة (ح قال وأخبرني)
أبو الوليد ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن رافع قالا ثنا زيد بن الحباب عن معاوية بن صالح ثنا أبو الزاهرية حدير بن كريب
عن جبير بن نفير بن مالك الحضرمي عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذبح أضحيته (في السفر - 2) ثم
قال يا ثوبان أصلح لحمها فلم أزل أصلحه حتى قدمنا المدينة - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة (ومحمد بن
رافع 2) -
باب من قال الأضحى جائز يوم النحر وأيام منى كلها لأنها أيام النسك
(أخبرنا) أبو حامد (أحمد بن - 2) علي بن أحمد الحافظ الأسفرائيني بها أنبأ أبو علي زاهر بن أحمد ثنا أبو بكر بن زياد النيسابوري
ثنا أبو الأزهر ثنا أبو المغيرة ثنا سعيد بن عبد العزيز حدثني سليمان بن موسى عن جبير بن مطعم رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال كل عرفات موقف وارفعوا عن عرفات وكل مزدلفة موقف وارفعوا عن محسر وكل فجاج منى
منحر وكل أيام التشريق ذبح (قال وحدثنا) أبو بكر ثنا أحمد بن يوسف ثنا أبو اليمان ثنا سعيد بن عبد العزيز - فذكره
بمثله - هذا هو الصحيح وهو مرسل -
(وقد روى كما أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ثنا أبو نصر التمار

(1) من مص
(2) سقط من مد -
295

ثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن عبد الرحمن بن أبي حسين عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم عرفات موقف وارفعوا عن عرنة وكل مزدلفة موقف وارفعوا عن محسر وكل فجاج منى منحر
وفى كل أيام التشريق ذبح (ورواه) سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف عند بعض أهل النقل عن سعيد -
(كما أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا يحيى بن صاعد (وأخبرنا) أبو حامد الحافظ أنبأ زاهر
ابن احمد ثنا أبو بكر النيسابوري قالا ثنا أحمد بن منصور ثنا محمد بن بكير الحضرمي ثنا سويد بن عبد العزيز عن سعيد بن
عبد العزيز التنوخي عن سليمان بن موسى عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أيام التشريق كلها ذبح -
(وروى من وجه آخر عن سليمان كما أخبرنا) أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا احمد
ابن عيسى الخشاب ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا أبو معبد عن سليمان بن موسى أن عمرو بن دينار حدثه عن جبير بن مطعم
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل أيام التشريق ذبح -
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة عن ابن جريج أخبرني
عمرو بن دينار أن نافع بن جبير بن مطعم رضي الله عنه اخبره عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد سماه نافع
فنسيته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل من غفار قم فأذن انه لا يدخل الجنة الا مؤمن وانها أيام أكل وشرب أيام
منى - زاد سليمان بن موسى وذبح يقول أيام ذبح ابن جريج يقوله (ورواه) معاوية بن يحيى الصدفي عن الزهري عن
سعيد بن المسيب مرة عن أبي سعيد ومرة عن أبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أيام التشريق
كلها ذبح -
(أخبرناه) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ عبد الله بن محمد بن مسلم (1) ثنا دحيم ثنا محمد بن شعيب ثنا
معاوية بن يحيى - فذكره وقال عن أبي سعيد -
(وأخبرنا) أبو سعد أنبأ أبو أحمد ثنا جعفر بن أحمد بن عاصم ثنا دحيم ثنا محمد بن شعيب عن الصدفي - فذكره وقال عن أبي
هريرة رضي الله عنه - قال أبو أحمد وهذا سواء قال عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه وسواء قال
عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي سعيد جميعا غير محفوظين لا يرويهما غير الصدفي (قال الشيخ رحمه الله) والصدفي
ضعيف لا يحتج به -
(أخبرنا) أبو حامد أحمد بن علي الحافظ أنبأ زاهر بن أحمد ثنا أبو بكر بن زياد النيسابوري ثنا محمد بن يحيى (2) ثنا أبو داود
عن طلحة بن عمرو الحضرمي عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الأضحى ثلاثة أيام بعد يوم النحر (قال وحدثنا)
محمد بن يحيى أنبأ روح ثنا حماد عن مطر أن الحسن وعطاء قالا يضحى إلى آخر أيام التشريق (قال وحدثنا محمد) (بن إسحاق
هو الصغاني ثنا روح قال ابن جريج قال قال عطاء يذبح في أيام التشريق قال وثنا محمد - 3) ثنا أبو داود ثنا شعبة عن قتادة

(1) مص - سالم
(2) مص - محمد بن إسحاق
(3) من مص -
296

عن الحسن قال الأضحى ثلاثة أيام بعد يوم النحر (قال وحدثنا) محد بن إسحاق هو الصغاني ثنا روح قال ابن جريج قال
قال عطاء يذبح في أيام منى كلها وفى يوم النفر الآخر (قال وحدثنا) محمد بن إسحاق ثنا هيثم (1) بن خارجة ثنا إسماعيل
ابن عياش عن عمرو بن مهاجر أن عمر بن عبد العزيز قال الأضحى يوم النحر وثلاثة أيام بعده (قال وحدثني) إبراهيم بن
هانئ ثنا الحكم بن موسى (ثنا يحيى بن حمزة عن النعمان عن سليمان بن موسى - 2) أنه قال النحر ثلاثة أيام فقال مكحول
صدق -
باب من قال الأضحى يوم النحر ويومين بعده
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عبد الكريم بن الهيثم (3) ثنا أبو اليمان أنبأ
شعيب قال قال نافع سأل أبو سلمة عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بعد النحر بيوم فقال إني بدا لي ان أضحى فقال ابن عمر
رضي الله عنهما من شاء فليضح اليوم ثم غدا إن شاء الله -
(أخبرنا) أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا ابن بكير ثنا
مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول الأضحى يومان بعد يوم الأضحى (قال وثنا مالك انه بلغه أن
علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يقول الأضحى يومان بعد يوم الأضحى - - 4) -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن نجيد أنبأ أبو مسلم ثنا عبد الرحمن بن حماد ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة
عن أنس رضي الله عنه قال الذبح بعد النحر يومان -
باب من قال الضحايا إلى آخر الشهر لمن أراد أن يستأنى ذلك
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ (ح وأخبرنا) أبو حامد أحمد بن علي الحافظ أنبأ زاهر بن أحمد
قالا ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا أحمد بن سعيد بن صخر ثنا حبان بن هلال ثنا أبان بن يزيد ثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم
حدثني أبو سلمة وسليمان بن يسار أنه (5) بلغهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الضحايا إلى آخر الشهر لمن أراد أن
يستأنى ذلك - لفظ حديث الأصبهاني وفى رواية أبى حامد أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال الضحايا إلى هلال المحرم لمن
أراد أن يستأنى ذلك - رواه أبو داود في المراسيل عن موسى بن إسماعيل عن ابان -
(أخبرنا) أبو حامد أحمد بن علي الحافظ أنبأ زاهر بن أحمد ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا محمد بن إبراهيم بن مسلم ثنا معلى بن
منصور ثنا عباد بن العوام ثنا يحيى بن سعيد قال سمعت أبا امامة بن سهل بن حنيف يقول إن كان المسلمون ليشترى

(1) مص وف - هشيم وهو خطأ - ح
(2) سقط من مد
(3) زاد في مص - ثنا أبو الهيثم
(4) سقط من مد
(5) مص - انهما
297

أحدهم الأضحية فيسمنها فيذبحها بعد الأضحى آخر ذي الحجة - حديث أبي سلمة وسليمان مرسل وحديث أبي أمامة
حكاية عمن لم يسم (وقد قال) أبو إسحاق المروزي رحمه الله في الشرح روى في بعض الأخبار الأضحية إلى رأس المحرم فان
صح ذلك فالامر يتسع فيه إلى غرة المحرم وان لم يصح فالخبر الصحيح أيام منى أيام نحر وعلى هذا بنى الشافعي رحمه الله (قال
الشيخ رحمه الله) في كلاهما (1) نظر هذا لارساله وما مضى لاختلاف الرواة فيه على سليمان بن موسى وحديث سليمان بن
موسى أولاهما ان يقال به والله أعلم -
جماع أبواب العقيقة
باب العقيقة سنة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن
محمد عن رجل يقال له سلمان رفعه قال مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه الدم وأميطوا عنه الأذى - رواه البخاري في الصحيح
عن عارم عن حماد بن زيد ولم يقل رفعه قال وقال حجاج ثنا حماد يعنى ابن سلمة أنبأ أيوب وقتادة وهشام وحبيب عن ابن
سيرين عن سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة ثنا أيوب
وقتادة وحبيب عن محمد (ح وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا خلف بن عمرو العكبري ثنا
عبد الاعلى بن حماد ثنا حماد عن يونس وأيوب وهشام وحبيب وقتادة في آخرين عن محمد بن سيرين عن سلمان بن عامر
الضبي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى (قال الفقيه
رحمه الله وقد روى) عن الثوري عن أيوب كذلك مجودا -
(حدثنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله املاء أنبأ أبو حامد ابن الشرقي ثنا (أحمد بن يوسف السلمي ثنا - 2)
أبو حذيفة ثنا سفيان عن أيوب عن ابن سيرين عن سلمان بن عامر الضبي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى - واستشهد البخاري أيضا برواية جرير بن حازم عن أيوب
كذلك مجودا (قال البخاري) ورواه يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين عن سلمان قوله -
(أخبرناه) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا يزيد
ابن إبراهيم ثنا ابن سيرين قال قال سلمان العقيقة مع الولد فأهريقوا عنه الدم وأميطوا عنه الأذى - قال محمد حرصت على أن
اعلم ما أميطوا عنه الأذى فلم أجد من يخبرني (قال الفقيه) رحمه الله قد روى هشام عن الحسن البصري انه كان يقول
إماطة الأذى حلق الرأس -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا يحيى بن خلف ثنا عبد الاعلى ثنا هشام عن الحسن - فذكره
(قال البخاري) وقال غير واحد عن عاصم وهشام عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان رضي الله عنه عن

(1) كذا وقد نبه عليه في الجوهر
(2) سقط من مد -
298

النبي صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا
عبد الرزاق أنبأ هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني ثنا إبراهيم بن إسحاق القاضي ثنا جعفر
ابن عون عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال كل غلام
رهينة (1) بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق رأسه ويسمى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى قالا ثنا أحمد بن كامل القاضي أبو بكر ثنا عبد الملك بن محمد
الرقاشي ثنا قريش بن أنس ثنا حبيب بن الشهيد قال قال لي محمد بن سيرين سل الحسن ممن سمع حديث العقيقة فسألته
فقال من سمرة بن جندب رضي الله عنه - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن أبي الأسود عن قريش -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا إسحاق بن أحمد الفارسي ثنا أبو حاتم ثنا سليمان بن شرحبيل
ثنا يحيى بن حمزة قال قلت لعطاء الخراساني ما مرتهن بعقيقة قال يحرم شفاعة ولده (قال الشافعي) رحمه الله روى عن النبي
صلى الله عليه وسلم انه عق عن الحسن والحسين وحلق شعورهما وتصدقت فاطمة رضي الله عنها بزنته فضة -
(أخبرناه) أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد ثنا محمد بن عبد الله بن عمرويه ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا
أبو معمر عبد الله بن عمرو المنقري ثنا عبد الوارث ثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن كبشا وعن الحسين كبشا - رواه أبو داود في كتاب السنن عن أبي معمر -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو عثمان بن عبدان وأبو صادق محمد بن أحمد العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد
ابن إسحاق الصغاني ثنا محمد بن يحيى النيسابوري ثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب عن جرير بن حازم عن قتادة عن أنس
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين كبشين -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن
عن محمد بن علي بن حسين أنه قال وزنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شعر حسن وحسين فتصدقت بزنة
ذلك فضة (قال وحدثنا) مالك عن يحيى بن سعيد انه عق عن حسن وحسين ابني علي بن أبي طالب رضي الله عنهم (وقيل)
عن ربيعة عن أنس وليس بمحفوظ -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو عثمان بن عبدان وأبو محمد بن أبي حامد المقرى قالوا ثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني عبد الله بن لهيعة حدثني عمارة بن
غزية عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر برأس الحسن
والحسين ابني علي بن أبي طالب رضي الله عنهم يوم سابعهما فحلقا ثم تصدق بوزنه فضة ولم يجد أو يجد ذبحا (وقيل) عن
يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها وليس بمحفوظ -
(أنبأني أبو عبد الله) إجازة ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم قالا ثنا عبد الله بن
وهب (ح وأخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ أحمد بن الحارث بن مسكين ثنا ابن وهب أخبرني
محمد بن عمرو يعنى اليافعي عن ابن جريج عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت عق رسول الله صلى الله

(1) مد - رهين -
299

عليه وسلم عن الحسن والحسين يوم السابع وسماهما وأمر أن يماط عن رأسهما الأذى (قال أبو أحمد) لا اعلم يرويه عن ابن
جريج بهذا الاسناد غير محمد بن عمرو اليافعي و عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد (قال الفقيه رحمه الله) وروى عبد الله بن
محرر في عقيقة النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه حديثا منكرا -
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ حاجب بن أحمد بن سفيان الطوسي ثنا محمد بن حماد
الأبيوردي ثنا عبد الرزاق أنبأ عبد الله بن محرر عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد
النبوة قال عبد الرزاق إنما تركوا عبد الله بن محرر لحال هذا الحديث (قال الفقيه رحمه الله) وقد روى من وجه آخر عن
قتادة - ومن وجه آخر عن أنس وليس بشئ -
باب ما يستدل به على أن العقيقة على الاختيار
لا على الوجوب
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا القعنبي ثنا داود بن قيس عن عمرو بن شعيب أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال (ح وحدثنا) محمد بن سليمان الأنباري ثنا عبد الملك بن عمرو عن داود عن عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن العقيقة فقال لا يحب الله العقوق - كأنه كره الاسم - وقال من ولد له
ولد فأحب ان ينسك عنه فلينسك، عن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن زيد بن أسلم عن رجل
من بنى ضمرة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن العقيقة فقال لا أحب العقوق - وكأنه إنما كره الاسم - وقال
من ولد له ولد فأحب ان ينسك عن ولده فليفعل (1) (قال الشيخ رحمه الله) وهذا إذا انضم إلى الأول قويا وقد علق فيهما
ذلك بمحبته -
باب ما يعق عن الغلام وما يعق عن الجارية
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا إبراهيم بن بشار ثنا
سفيان ثنا عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن سباع (2) بن ثابت عن أم كرز الخزاعية وهي الكعبية رضي الله عنها قالت سمعت

(1) ف - فلينسك
(2) سقط من هنا من مد -
300

رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في العقيقة عن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة لا يضركم ذكرانا كن أم إناثا
كذا قاله سفيان بن عيينة - عن أبيه - وذكر أبيه فيه وهم -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي يزيد عن سباع بن
ثابت عن أم كرز رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله عن الغلام شاتان مثلان وعن الجارية شاة
(قال أبو داود) هذا هو الحديث وحديث سفيان وهم (قال الفقيه العالم رحمه الله) ورواه المزني في المختصر عن
الشافعي عن سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عن سباع بن وهب عن أم كرز - والمزني وأهم فيه في موضعين أحدهما ان
سائر الرواة رووه عن ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن سباع (1) والآخر أنهم قالوا فيه سباع بن ثابت وقد
رواه الطحاوي عن المزني في كتاب السنن في أحد الموضعين على الصواب كما رواه سائر الناس عن سفيان وبالله التوفيق
(ورواه) ابن جريج عن عبيد الله بن أبي يزيد عن سباع بن ثابت أن محمد بن ثابت بن سباع اخبره ان أم كرز أخبرته
(وروى) ذلك من وجه آخر عن أم كرز -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني املاء أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد
الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن حبيبة بنت ميسرة عن أم كرز رضي الله عنها انها سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة -
(أخبرنا) أبو محمد السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ ابن جريج أخبرني عطاء
بهذا الحديث قلت يعنى لعطاء وما المكافأتان؟ قال المثلان والضأن أحب إليه من المعز وذكر انها أحب إليه من إناثها رأى
منه - قال انسان لعطاء أرأيت ان ذبحت مكانها جزورا؟ قال ابدأ بالذي سمى ثم اذبح بعد ما شئت قلت له والسنة (2) قال
والسنة -
(حدثنا) أبو جعفر كامل بن أحمد المستملى رحمه الله أنبأ بشر بن أحمد الأسفرائيني ثنا داود بن الحسين البيهقي ثنا يحيى بن يحيى
ثنا عبد الجبار بن ورد قال سمعت ابن أبي مليكة يقول نفس لعبد الرحمن بن أبي بكر غلام فقيل لعائشة رضي الله عنها
يا أم المؤمنين عقي عليه أو قال عنه جزورا فقالت معاذ الله ولكن ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شاتان مكافأتان -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا
بشر بن المفضل أبو إسماعيل عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن يوسف بن ماهك قال دخلنا على حفصة بنت عبد الرحمن فأخبرتنا
أن عائشة رضي الله عنها أخبرتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا يحيى بن جعفر أنبأ الضحاك بن مخلد ثنا

(1) انتهى السقط من مد -
(2) مص - فالسنة -
301

أبو حفص سالم بن تميم عن أبيه عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
اليهود تعق عن الغلام ولا تعق عن الجارية فعقوا عن الغلام شاتين وعن الجارية شاة -
باب من اقتصر في عقيقة الغلام على شاة واحدة
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام حدثني أبو معمر عبد الله بن عمرو الهذلي المقعد
(ح وأخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر أنبأ أبو خليفة ثنا أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا
أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن كبشا وعن الحسين كبشا -
(أخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن نافع عن عبد الله بن
عمر رضي الله عنهما انه لم يكن يسأله أحد من ولده عقيقة الا أعطاه إياها وكان يعق عن أولاده شاة شاة عن الذكر والأنثى -
(قال وحدثنا) مالك عن هشام بن عروة أن أباه عروة بن الزبير كان يعق عن بنيه الذكور والإناث شاة شاة -
باب من قال لا تكسر عظام العقيقة ويأكل أهلها
منها ويتصدقون ويهدون
(روى) أبو داود في المراسيل عن محمد بن العلاء عن حفص عن جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في
العقيقة التي عقتها فاطمة عن الحسن والحسين عليهم السلام ان يبعثوا إلى القابلة منها برجل وكلوا وأطعموا ولا تكسروا
منها عظما -
(أخبرناه) أبو بكر محمد بن محمد أنبأ أبو الحسين الداودي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود - فذكره -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عثمان بن عمر ثنا مسدد ثنا عبد الوارث عن عامر الأحول عن عطاء
عن أم كرز رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة قال
وكان عطاء يقول تقطع جدولا ولا يكسر لها عظم أظنه قال ويطبخ قال وقال عطاء إذا ذبحت فقل بسم الله والله أكبر
هذه عقيقة فلان (وفى رواية) ابن جريج عن عطاء أنه قال في العقيقة يقطع إربا إربا ويطبخ بماء وملح ويهدى في
الجيران (وروى) في ذلك عن جابر بن عبد الله من قوله -
باب لا يمس الصبي بشئ من دمها
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن محمد بن ثابت ثنا علي بن الحسين ثنا أبي ثنا عبد الله

(1) في مد - يقطع جدولا يكسر لها عظم -
302

ابن بريدة (قال سمعت أبي بريدة رضي الله عنه - 1) يقول كنا في الجاهلية إذا ولد لاحدنا غلام ذبح شاة ولطخ رأسه بدمها
فلما جاء الله بالاسلام كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران (قال الشيخ رحمه الله) وفى حديث أيوب بن موسى
عن يزيد بن عبد الله المزني عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الإبل فرع وفى الغنم فرع ويعق عن الغلام
ولا يمس رأسه بدم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا أبو حمة محمد بن يوسف أنبأ أبو قرة عن
ابن جريج حديثا ذكره عن يحيى بن سعيد (ح وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن
عبد الله بن رسته ثنا محمد بن بكار الصيرفي ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة
عن عائشة رضي الله عنها في حديث العقيقة قالت وكان أهل الجاهلية يجعلون قطنة في دم العقيقة ويجعلونه على رأس
الصبي فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يجعل مكان الدم خلوقا (قال الفقيه رحمه الله) وقوله في حديث سلمان بن
عامر أميطوا عنه الأذى يحتمل أن يكون المراد به حلق الرأس والنهى عن أن يمس رأسه بدمها -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ثنا أبو جعفر الرزاز ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عفان ثنا همام ثنا
قتادة (ح وأخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان أنبأ محمد بن جبلة ثنا أبو عمر حفص بن عمر صاحب الحوض
ثنا همام عن قتادة عن الحسن عن سمرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل غلام رهينة بعقيقته
يذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه ويدمى (زاد الحوضى) في روايته قال وكان قتادة إذا سئل عن الدم كيف يصنع به
قال إذا ذبحت العقيقة أخذت صوفة منها فاستقبل بها أوداجها ثم توضع على يافوخ الصبي حتى تسيل مثل الخيط ثم يغسل
رأسه ويحلق بعد -
(فقد أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه قال قال أبو داود هذا وهم من همام يدمى (أخبرنا) أبو علي أنبأ أبو بكر
ابن داسه ثنا أبو داود ثنا ابن المثنى ثنا ابن أبي عدى عن سعيد هو ابن أبي عروبة عن قتادة - فذكره وقال يوم سابعه ويحلق
ويسمى (قال أبو داود) ويسمى أصح كذا قال سلام بن أبي مطيع يعنى عن قتادة وأياس بن دغفل وأشعث عن الحسن -
(1) باب ما جاء في وقت العقيقة وحلق الرأس والتسمية
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا حفص
ابن غياث عن هشام عن حفصة عن الرباب عن سلمان بن عامر رضي الله عنه رفعه قال الغلام مرتهن بعقيقته يماط عنه
الأذى ويراق عنه الدم في اليوم السابع (وقد مضى) في هذا حديث ابن أبي عروبة عن قتادة -
(وأخبرنا) أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد أنبأ الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا الحسن بن محمد بن الصباح
ثنا عبد الوهاب بن عطاء عن إسماعيل بن مسلم عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العقيقة
تذبح لسبع ولا ربع عشرة ولاحدى وعشرين -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا أبو حمة محمد بن يوسف ثنا أبو قرة
عن ابن جريج حديثا ذكره عن يحيى بن سعيد (ح وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن
عبد الله بن رسته ثنا محمد بن بكار الصيرفي ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يعق عن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة - وقال
وعق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين شاتين يوم السابع وأمر أن يماط عن رأسه الأذى وقال اذبحوا

(1) سقط من مص
(2) من هنا يبتدئ المجلد العاشر من النسخة الرامفورية -
303

على اسمه وقولوا بسم الله والله أكبر اللهم لك واليك هذه عقيقة فلان - لفظ حديث عبد المجيد وفى رواية أبى قرة عن
الحسن شاتين وعن حسين شاتين ذبحهما يوم السابع وسماهما -
(وأخبرنا) أبو محمد السكري ببغداد أنبأ إسماعيل الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ ابن جريج ثنا جعفر بن محمد
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سمى الحسن يوم سابعه وانه اشتق من حسن حسينا وذكر أنه لم يكن بينهما الا الحمل -
باب ما جاء في التصدق بزنة شعره فضة وما تعطى القابلة
(أخبرنا) أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا ابن
بكير ثنا مالك عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه أنه قال وزنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شعر حسن
وحسين وزينب وأم كلثوم فتصدقت بزنة ذلك فضة (ورويناه) (عن ربيعة - 1) عن محمد بن علي بن حسين في حسن
وحسين عليهما السلام -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ موسى بن الحسن ثنا القعنبي ثنا سليمان بن بلال عن
جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذبحت عن حسن وحسين حين ولدتهما شاة
وحلقت شعورهما ثم تصدقت بوزنه فضة -
(وحدثنا) أبو علي الحافظ ثنا الحسين بن علي الحافظ أنبأ يحيى بن محمد بن صاعد ثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي (2) ثنا
حسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر فاطمة عليها
السلام فقال زنى شعر الحسين (3) وتصدقي بوزنه فضة وأعطى القابلة رجل العقيقة - كذا في هذه الرواية (وروى)
الحميدي عن الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه اعطى القابلة رجل العقيقة
(ورواه) حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا في أن يبعثوا إلى القابلة منها برجل
(وفى رواية) محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن محمد بن علي بن حسين عن علي رضي الله عنه قال عق رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن الحسن بشاة وقال يا فاطمة إحلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة فوزناه فكان وزنه درهما وبعض
درهم - وهذا أيضا منقطع (وقيل) في روايته عن محمد بن علي بن حسين عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه ولا أدرى
محفوظ هو أم لا -
(أخبرنا) الشريف أبو الفتح العمرى أنبأ عبد الرحمن بن أبي شريح أنبأ عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا علي بن الجعد
أنبأ شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن الحسين (4) عن أبي رافع قال لما ولدت فاطمة حسنا رضي الله عنهما قالت
يا رسول الله ألا أعق عن ابني بدم؟ قال لا ولكن احلقي شعره وتصدقي بوزنه من الورق على الاوفاض أو على المساكين
قال قال علي قال شريك يعني بالأوفاض أهل الصفة ففعلت ذلك فلما ولدت حسينا فعلت مثل ذلك -
(وأخبرنا) أبو سعيد الصيرفي أنبأ أبو عبد الله الصفار ثنا محمد بن غالب ثنا سعيد بن أشعث ثنا سعيد بن سلمة وهو ابن أبي
الحسام ثنا عبد الله بن محمد عن علي بن حسين عن أبي رافع أن الحسن بن علي عليهما السلام حين ولدته أمه أرادت ان تعق عنه
بكبش عظيم فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها لا تعقي عنه بشئ ولكن احلقي شعر رأسه ثم تصدقي بوزنه من الورق
في سبيل الله عز وجل أو على ابن السبيل وولدت الحسين من العام المقبل فصنعت مثل ذلك - تفرد به ابن عقيل وهو إن
صح فكأنه أراد ان يتولى العقيقة عنهما بنفسه كما رويناه فأمرها بغيرها وهو التصدق بوزن شعرهما من الورق وبالله
التوفيق -

(1) سقط من مد
(2) ر - الجمحي
(3) مص - الحسن
(4) مد - عن أبي الحسن - كذا -
304

باب النهى عن القزع
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق ببغداد ثنا يحيى بن جعفر بن أبي طالب ثنا شجاع بن الوليد
ثنا عبيد الله بن عمر (ح وأخبرنا) أبو عبد الله أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا يحيى وهو ابن
سعيد ثنا عبيد الله ثنا عمر بن نافع عن أبيه نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القزع
والقزع ان يحلق بعض رأس الصبي ويدع بعضه - لفظ حديث يحيى بن سعيد - رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن
حرب عن يحيى وأخرجه البخاري من حديث ابن جريج عن عبيد الله -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني ثنا شبابة بن سوار ثنا شعبة عن
عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القزع -
باب ما جاء في التأذين في أذن الصبي حين يولد
(أخبرنا) أبو منصور الظفر بن محمد بن أحمد العلوي رحمه الله أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة
أنبأ عبيد الله بن موسى (ح وأخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا
أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق قالا أنبأ سفيان الثوري عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم عن عبيد الله (1) بن أبي رافع
عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن في اذن الحسن بن علي رضي الله عنه بالصلاة حين ولدته فاطمة
رضي الله عنها -
باب تسمية المولود حين يولد
وما جاء فيها أصح مما مضى
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا أبو عبد الله محمد بن نصر الامام وتميم بن محمد والحسن بن سفيان قالوا
ثنا (2) عبد الاعلى بن حماد النرسي ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ذهبت بعبد الله بن أبي
طلحة الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في عباءة يهنأ بعيرا له فقال هل
معك تمر؟ فقلت نعم فناولته تمرات في فيه فلاكهن ثم فغرفا الصبي فمجه في فيه فجعل الصبي يتلمظه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم حب الأنصار التمر وسماه عبد الله - رواه مسلم في الصحيح عن عبد الاعلى وأخرجاه من حديث أنس
ابن سيرين عن أنس بن مالك -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا
أبو أسامة ثنا بريد (3) بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم
فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة - رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن نصر عن أبي أسامة وزاد فيه ودعا له بالبركة ودفعه

(1) مد - وف - عبد الله خطأ - ح
(2) مص - أنبأ
(3) مد - وف - يزيد بن عبد الله خطأ ح -
305

إلى وكان أكبر ولد أبى موسى ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن أبي أسامة -
باب ما يستحب ان يسمى به
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي وعلي بن عبد العزيز
البغوي (ح وأخبرنا) أبو محمد بن يوسف الأصبهاني وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى بنيسابور وأبو محمد الحسن بن أحمد بن
إبراهيم بن فراس بمكة قالوا ثنا أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الجمحي أنبأ أبو الحسن بن عبد العزيز قالا ثنا
إبراهيم بن زياد البغدادي الذي يقال له سبلان ثنا عباد بن عباد حدثني عبيد الله بن عمر واخوه عبد الله بمكة سنة أربع
وأربعين ومائة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أحب أسمائكم إلى الله
عز وجل عبد الله و عبد الرحمن - لفظ حديث أبي عبد الله وليس في حديث الباقين الذي يقال له سبلان ولا التاريخ - رواه
مسلم في الصحيح عن إبراهيم بن زياد -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا هشام يعنى ابن سعيد
الطالقاني ثنا محمد بن مهاجر حدثني عقيل بن شبيب عن أبي وهب الجشمي رضي الله عنه وكانت له صحبة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم سموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله عبد الله و عبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها
حرب ومرة -
(أخبرنا) أبو العباس الفضل بن علي بن محمد الأسفرائيني أنبأ أبو سهل بشر بن أحمد ثنا إبراهيم بن علي الذهلي ثنا يحيى بن يحيى
أنبأ هشيم عن داود بن عمرو عن عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم انكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم - هذا مرسل، ابن أبي زكريا لم يسمع من
أبى الدرداء -
باب ما يكره ان يسمى به
(أخبرنا) أبو العباس الفضل بن علي أنبأ بشر بن أحمد ثنا إبراهيم بن علي الذهلي (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر
ابن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة قالا ثنا يحيى بن يحيى أنبأ معتمر بن سليمان قال سمعت الركين بن الربيع يحدث عن أبيه عن
سمرة بن جندب رضي الله عنه قال نهانا نبي الله صلى الله عليه وسلم ان نسمى رقيقنا أربعة أسماء أفلح ورباح ويسار ونافعا -
رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الشيباني ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا منصور عن
هلال بن يساف عن الربيع بن عميلة عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب
الكلام إلى الله عز وجل أربع لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله لا يضرك بأيهن بدأت لا تسم غلامك يسارا
ولا رباحا ولا نجيحا ولا أفلح فإنك تقول أثم هو؟ فلا يكون فيقول لا، إنما هي أربع فلا تزيدن على - رواه مسلم في الصحيح
عن أحمد بن يونس -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا إبراهيم بن إسحاق ثنا هارون بن عبد الله ثنا روح بن عبادة
ثنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا رضي الله عنه يقول أراد النبي صلى الله عليه وسلم ان ينهى عن أن يسمى بيعلى
وبركة وبافلح وبيسار وبنافع ونحو ذلك ثم رأيته سكت بعد عنها فلم يقل شيئا ثم قبض ولم ينه عن ذلك ثم أراد عمر رضي الله عنه
ان ينهى عن ذلك ثم تركه - رواه مسلم في الصحيح عن ابن أبي خلف عن روح -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن حنبل (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد
306

ابن يعقوب ثنا محمد بن محمد بن رجاء ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قالا ثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم اخنع اسم عند الله يوم القيامة رجل يسمى ملك الاملاك - لفظ
حديث احمد - زاد أبو بكر بن أبي شيبة في روايته لا مالك الا الله - رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن ابن
عيينة ورواه مسلم عن أحمد بن حنبل وأبى بكر بن أبي شيبة زاد قال أحمد بن حنبل سألت أبا عمرو عن اخنع فقال أوضع -
باب تغيير الاسم القبيح وتحويل الاسم إلى ما هو أحسن منه
(أخبرنا) أبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد بن عبدان النيسابوري ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى
(ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر (1) الفقيه ثنا إبراهيم بن إسماعيل قالا ثنا أحمد بن حنبل ثنا يحيى بن سعيد
عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم عاصية قال أنت جميلة - رواه
مسلم في الصحيح عن أحمد بن حنبل وغيره -
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري بطوس أنبأ أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا عثمان بن سعيد ثنا سعيد
أبن أبى مريم ثنا أبو غسان حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال اتى بالمنذر بن أبي أسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين ولد فوضعه على فخذه وأبو أسيد جالس فلهى النبي صلى الله عليه وسلم بشئ بين يديه فأمر أبو أسيد بابنه فاحتمل من
على فخذ النبي صلى الله عليه وسلم فأقلبوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الصبي؟ قال أبو أسيد أقلبناه يا رسول الله
قال ما اسمه؟ قال فلان قال لا ولكن اسمه المنذر فسماه يومئذ المنذر - رواه البخاري في الصحيح عن سعيد بن أبي مريم
ورواه مسلم عن محمد بن سهل وغيره عن سعيد -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا
عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبيه عن جده قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اسمك؟
قال قلت حزن قال بل أنت سهل قال لا أغير اسما سمانيه أبى قال ابن المسيب ففينا تلك الحزونة بعد - رواه البخاري في
الصحيح عن علي بن عبد الله وغيره عن عبد الرزاق -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ
أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عطاء بن أبي ميمونة قال سمعت
أبا رافع يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه ان زينب كان اسمها برة فقيل تزكى نفسها فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم
زينب - لفظ حديث محمد بن جعفر - رواه البخاري في الصحيح عن صدقة بن الفضل عن محمد ورواه مسلم عن ابن
بشار وغيره -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الحميد
الحارثي ثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير حدثني محمد بن عمرو بن عطاء قال حدثتني زينب بنت أم سلمة قالت كان اسمى
برة فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب ودخلت عليه زينب بنت جحش واسمها برة فسمها زينب - رواه مسلم
في الصحيح عن أبي كريب عن أبي أسامة -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو الحسن الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن يزيد بن أبي
حبيب عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال توفى صاحب لي غريبا فكنا على قبره انا (و عبد الله بن عمر - 2)
و عبد الله بن عمرو بن العاص وكان اسمى العاص (واسم ابن عمر العاص - 3) واسم ابن عمرو العاص فقال لنا رسول الله

(1) ر - أبو الفضل - كذا - ح
(2) سقط من مص
(3) من ف -
307

صلى الله عليه وسلم أنزلوا واقبروه وأنتم عبيد الله قال فنزلنا فقبرنا أخانا وصعدنا من القبر وقد أبدلت أسماؤنا - وفى هذا
الباب اخبار كثيرة فإنه غير اسم العاص بن الأسود بمطيع واصرم بزرعة وشهاب بهشام وحرب بسلم والمضطجع بالمنبعث
وغير ذلك مما يطول بنقله الكتاب -
باب ما يكره ان يتكنى به
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قراءة وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي املاء قالوا
ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد ثنا سفيان بن عيينة عن أيوب عن محمد بن سيرين (1) قال سمعت
أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي - رواه البخاري في
الصحيح عن علي بن عبد الله ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن سفيان -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة وأبو عوانة عن أبي
حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي - رواه
البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد ثنا سفيان بن
عيينة عن ابن المنكدر سمع جابرا رضي الله عنه يقول ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم فقلنا لا نكنيك أبا القاسم ولا ننعم (2) عينا
فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال سم ابنك عبد الرحمن - أخرجاه في الصحيح من حديث ابن عيينة -
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم
ابن أبي اياس ثنا شعبة عن حصين بن عبد الرحمن عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي فإنما انا قاسم بعثت أقسم بينكم - رواه البخاري في الصحيح
عن آدم وأخرجه مسلم من حديث غندر عن شعبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ أبو المثنى ثنا مسدد ثنا خالد هو ابن عبد الله ثنا حصين عن سالم بن أبي
الجعد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال ولد لرجل منا غلام فسماه باسم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لا نكنيه
حتى نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي - رواه البخاري في الصحيح عن مسدد
ورواه مسلم عن رفاعة بن الهيثم عن خالد وبهذا المعنى رواه عبثر عن حصين -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن محمد رجاء ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير (ح قال
وأنبأ) أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر
رضي الله عنه قال ولد لرجل منا غلام فسماه محمد فقال له قومه لا ندعك تسمى باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق
بابنه حامله على ظهره فاتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ولد لي غلام فسميته محمدا فقال لي قومي لا ندعك
تسمى باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي فإنما انا
قاسم أقسم بينكم - رواه مسلم في الصحيح عن عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم وأخرجاه من حديث شعبة عن
منصور -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن هشام بن ملاس
النميري ثنا مروان (3) بن معاوية الفزاري ثنا حميد قال قال انس نادى رجل بالبقيع يا أبا القاسم فالتفت إليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال يا رسول الله لم أعنك إنما عنيت فلانا فقال سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي - رواه مسلم في الصحيح عن

(1) ر - عن أيوب ومحمد بن سيرين - كذا - ح
(2) ر - ولا تنعم
(3) مد - وف - هارون - كذا - ح -
308

ابن أبي عمر وأبى كريب عن مروان -
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ثنا أبو بكر بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد ثنا آدم ثنا شعبة عن حميد
الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في السوق فقال رجل يا أبا القاسم فالتفت إليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنما دعوت هذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسموا باسمي ولا تكتنوا
بكنيتي - رواه البخاري في الصحيح عن آدم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي
رحمه الله يقول لا يحل لاحد أن يكتنى بابى القاسم كان اسمه محمدا أو غيره (قال الفقيه رحمه الله) وروينا معنى هذا عن
طاوس اليماني رحمه الله -
باب من رأى الكراهة في الجمع بينهما
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا هشام عن (ح وأخبرنا)
علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق وأبو مسلم قالا ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا أبو الزبير
عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تسمى باسمي فلا يكتنى بكنيتي ومن تكنى بكنيتي فلا يتسمى
باسمي (وروى) ذلك أيضا من وجه آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه واختلف عليه فيها وأحاديث النهى على الاطلاق
أكثر وأصح طريقا والله أعلم -
باب ما جاء من الرخصة في الجمع بينهما
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبى شيبة قالا ثنا أبو أسامة عن فطر عن
منذر عن محمد ابن الحنفية قال قال علي رضي الله عنه قلت يا رسول الله ان ولد لي من بعدك ولد أسميه باسمك واكنيه بكنيتك؟
قال نعم لم يقل أبو بكر قلت قال قال علي للنبي صلى الله عليه وسلم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد بن السرى التميمي الحافظ بالكوفة أنبأ أبو محمد الحسن بن علي بن
جعفر الصيرفي ثنا أبو نعيم ثنا فطر وهو ابن خليفة عن منذر الثوري قال سمعت ابن الحنفية يقول كانت رخصة لعلي رضي الله
عنه قال يا رسول الله ان ولد لي بعدك أسميه باسمك واكنيه بكنيتك؟ قال نعم - وروى من وجه آخر ضعيف عن محمد
ابن الحنفية والحديث مختلف في وصله -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا النفيلي ثنا محمد بن عمران الحجبي عن جدته صفية بنت شيبة عن
309

عائشة رضي الله عنها قالت جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله انى قد ولدت غلاما فسميته محمدا
وكنيته أبا القاسم فذكر لي انك تكره ذلك فقال ما الذي أحل اسمى وحرم كنيتي أوما الذي حرم كنيتي وأحل اسمى
(قال الفقيه رحمه الله) أحاديث النهى عن التكني بأبي القاسم على الاطلاق أصح من حديث الحجبي هذا وأكثر فالحكم لها دونه
وحديث علي رضي الله عنه يدل على أنه عرف نهيا حتى سأل الرخصة له وحده وقد يحتمل حديث عائشة رضي الله عنها
ان صح طريقه أن يكون نهيه وقع في الابتداء على الكراهية والتنزيه لا على التحريم فحين توهمت المرأة انه على التحريم
بين انه على غير التحريم والأول أظهر والله أعلم - وقد قال حميد بن زنجويه في كتاب الأدب سألت ابن أبي أويس ما كان
مالك يقول في الرجل يجمع اسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته فأشار إلى شيخ جالس معنا فقال هذا محمد بن مالك سماه
محمدا وكناه أبا القاسم وكان يقول إنما نهى عن ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كراهية ان يدعى أحد باسمه أو كنيته
فيلتفت النبي صلى الله عليه وسلم فاما اليوم فلا بأس بذلك - قال حميد بن زنجويه إنما كره ان يدعى أحد بكنيته في حياته ولم
يكره ان يدعى باسمه لأنه لا يكاد أحد يدعو باسمه فلما قبض ذهب ذلك ألا ترى انه اذن لعلي رضي الله عنه ان ولد له ابن بعده
ان يجمع له الاسم والكنية وان نفرا من أبناء وجوه الصحابة جمعوا بينهما منهم محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر بن أبي طالب
ومحمد بن سعد بن أبي وقاص ومحمد بن حاطب ومحمد بن المنتشر (قال الشيخ) وهذا التخصيص بحياته والاستدلال لمن جمع
بينهما بعد وفاته من النوع الذي كان يقول الشافعي رحمه الله لا حجة في قول أحد مع النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم -
باب من تكنى (1) بأبي عيسى
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء ثنا أبي ثنا هشام بن سعد عن
زيد بن أسلم عن أبيه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضرب ابنا له يكنى (2) أبا عيسى وان المغيرة بن شعبة تكنى بأبي
عيسى فقال عمر رضي الله عنه أما يكفيك ان تكنى بأبي عبد الله فقال، رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني فقال إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وانا في جليتنا (3) فلم يزل يكنى بابى عبد الله حتى هلك -
باب من تكنى وليس له ولد
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد (ح قال وأخبرني) أبو بكر بن
عبد الله أنبأ الحسن بن سفيان ثنا شيبان بن فروخ وجعفر بن مهران قالوا ثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن أنس رضي الله عنه
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا كان لي أخ يقال له أبو عمير احسبه قال كان فطيما قال فكان
إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه قال أبا عمير ما فعل النغير قال وكان يلعب به - رواه البخاري في الصحيح عن
مسدد ورواه مسلم عن شيبان بن فروخ وعن أبي الربيع -
باب المرأة تكنى وليس لها ولد
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا ابن أبي قماش ثنا عمرو بن عون عن حماد بن زيد عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله كل نسائك لهن كنى غيري قال تكنى بابنك عبد الله بن
الزبير فكانت تكنى بأم عبد الله حتى ماتت -

(1) مص - كنى
(2) كذا في أبي داود وفي مص - و - ف - ابنا لم تكنى وكأن كلمة - لم - محرفة والصواب - له - ح
(3) كذا في سنن أبي داود والنهاية وفيها قال ابن قتيبة معناه وبقينا نحن في عدد من أمثالنا من المسلمين لا ندري ما يصنع
بنا وقيل الجلج في لغة أهل اليمامة جباب الماء كأنه يريد تركنا في أمر ضيق لضيق الجباب انتهى ووقع في مد جليجتنا وفي
مص - حلحيتنا وفي ف - جلجيبتا
310

(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا (1) أحمد بن عبد الجبار ثنا
أبو معاوية عن هشام (ح وأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي من أصل سماعه وأبو نصر أحمد بن علي الفامى في آخرين قالوا
ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري الكوفي ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن عباد بن حمزة
ابن عبد الله بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها انها قالت يا رسول الله ألا تكنينى فكل نسائك لها كنية فقال بلى (2) اكتنى
بابنك عبد الله فكانت تكنى أم عبد الله - لفظ حديث أبي أسامة تابعه حماد بن سلمة ومسلمة بن قعنب عن هشام -
باب أقروا الطير على مكاناتها
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان الرملي ثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي
يزيد عن أبيه عن سباع بن ثابت سمعه من أم كرز الكعبية رضي الله عنها تحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن
الغلام شاتان وعن الجارية شاة لا يضركم ذكرانا كن أم إناثا وسمعته يقول أقروا الطير على مكاناتها -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو يحيى زكريا بن
يحيى بن أسد ثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن سباع بن ثابت سمع أم كرز الكعبية رضي الله عنها تقول قال
النبي صلى الله عليه وسلم أقروا الطير على مكاناتها - وقال غيره عن سفيان على مكناتها وهي بنصب الكاف أيضا جمع مكان
كما بلغني -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا (أبو الوليد - 3) الفقيه ثنا إبراهيم بن محمود قال سأل انسان يونس بن عبد الأعلى عن
معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم أقروا الطير على مكناتها فقال إن الله يجب الحق ان الشافعي كان صاحب ذا سمعته يقول
في تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم أقروا الطير على مكناتها فقال كان الرجل في الجاهلية إذا اتى الحاجة اتى الطير في وكره
فنفره فان أخذ ذات اليمين مضى لحاجته وان أخذ ذات الشمال رجع فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال وكان
الشافعي رحمه الله نسيج وحده - في هذه المعاني (4) -
باب ما جاء في الفرع والعتيرة
(أخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسدد ونصر بن علي عن بشر بن المفضل المعنى - ثنا

(1) مص - أنبأ
(2) مص - بل
(3) سقط من - مد
(4) مص - في هذا المعنى -
311

خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المليح قال قال نبيشة نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انا كنا نعتر عتيرة
في الجاهلية في رجب فما تأمرنا قال اذبحوا لله في أي شهر كان وبروا لله وأطعموا قال انا كنا نفرع فرعا في الجاهلية فما تأمرنا
قال في كل سائمة فرع تغذوه (1) ماشيتك حتى إذا استجمل (2) ذبحته فتصدقت بلحمه قال خالد احسبه قال على ابن
السبيل فان ذلك خير قال خالد قلت لأبي قلابة كم السائمة قال مائة كذا قاله أبو قلابة -
(وقد أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي
ثنا عبد الرزاق أنبأ ابن جريج عن ابن (3) خثيم عن يوسف بن ماهك عن حفصة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها
قالت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفرعة من كل خمسين واحدة - كذا في كتابي وفى رواية حجاج بن محمد وغيره عن
ابن جريج في كل خمس واحدة (ورواه) حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم وقال من كل خمسين شاة شاة -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا القعنبي ثنا داود بن قيس عن عمرو بن شعيب أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال (ح قال وحدثنا) محمد بن سليمان (4) الأنباري ثنا عبد الملك بن عمر وعن داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه أراه
عن جده قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن العقيقة - فذكره وقال وسئل عن الفرع قال والفرع حق وان تتركوه حتى
يكون بكرا شعوبا (5) ابن مخاض أو ابن لبون فتعطيه أرملة أو تحمل عليه أو في سبيل الله خير من أن تذبحه فيلزق لحمه
بوبره تكفأ اناءك وتوله ناقتك -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان ثنا سفيان ثنا زيد بن أسلم عن رجل عن أبيه
أو عمه قال شهدت النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة وسئل عن العقيقة فقال لا أحب العقوق ومن ولد له ولد وأحب ان ينسك
عنه فلينسك - وسئل عن العتيرة فقال حق - وسئل عن الفرع فقال حق وليس هو أن تذبحه عراة من عراة ولكن تمكنه
من مالك حتى إذا كان ابن لبون أو ابن مخاض زخربا (6) يعنى ذبحته وذلك خير من أن تكفأ اناءك وتوله ناقتك وتذبحه يختلط
لحمه بشعره (ورواه) عبد الجبار بن العلاء عن سفيان فقال في الحديث وان تتركه تحت أمه حتى يكون ابن لبون أو ابن مخاض -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن عيسى بن أبي قماش ثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو
عن عبد الوارث بن سعيد عن عتبة بن عبد الملك السهمي ثنا زرارة بن كريم بن الحارث ان الحارث بن عمرو حدثه قال
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات أو قال بمنى وقد أطاف به الناس - فذكر الحديث قال فيه وسأله رجل عن العتيرة
فقال من شاء عتر ومن شاء لم يعتر ومن شاء فرع ومن شاء لم يفرع وقال في الغنم أضحيتها ووصف لنا أبو معمر وأشار
بالسبابة واحدة -
(أخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن مهران الدينوري ثنا خلف بن هشام
ثنا أبو عوانة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس قال أخبرني عمى أبو رز بن أنه قال يا رسول الله انا كنا نذبح في الجاهلية
ذبائح فنأكل منها ونطعم من جاءنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بأس بذلك قال وكيع لا أدعها ابدا (ورواه)
غيره عن أبي عوانة فقال ذبحنا في رجب -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح ثنا ابن عون ثنا أبو رملة عن

(1) كذا في مد وسنن أبي داود - ووقع في مص - و - ف تعدوه
(2) مد - استحمل وكذا في سنن أبي داود
(3) مد أبي - خطأ - ح
(4) مص - سلمان
(5) كذا وفي مص شغوبا وفي سنن أبي دارد شفريا - ح
(6) مص - زخرفا -
312

مخنف بن سليم الغامدي قال كنا وقوفا مع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات فسمعته يقول يا أيها الناس على كل أهل بيت
في كل عام أضحية وعتيرة، هل تدرى ما العتيرة؟ هي التي تسمى الرجبية -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد ثنا يحيى بن يحيى أنبأ سفيان بن عيينة عن الزهري
عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا فرعة ولا عتيرة - رواه البخاري في الصحيح
عن علي بن عبد الله عن سفيان ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن هو ابن سفيان ثنا حبان أنبأ عبد الله عن معمر
حدثني الزهري عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا فرع ولا عتيرة - قال والفرع
أول نتاج كان ينتج لهم كانوا يذبحونه لطواغيتهم والعتيرة في رجب - رواه البخاري في الصحيح عن عبدان عن
عبد الله بن المبارك -
(أخبرنا) الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأرموي رحمه الله أنبأ شافع بن محمد بن أبي عوانة أنبأ أبو جعفر الطحاوي ثنا المزني
ثنا الشافعي سمعته يقول هو شئ كان أهل الجاهلية يطلبون به البركة في أموالهم فكان أحدهم يذبح بكر ناقته أو شاته
فلا يغذوه رجاء البركة فيما يأتي بعده فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقال فرعوا ان شئتم أي اذبحوا ان شئتم وكانوا
يسألونه عما كانوا يصنعون في الجاهلية خوفا ان يكره في الاسلام فأعلمهم انه لا مكروه عليه فيه وأمرهم اختيارا ان
يغذوه ثم يحملوا عليه في سبيل الله (قال الشافعي رحمه الله) أخبرني من سمع زيد بن أسلم يحدث عن رجل من بنى ضمرة عن أبيه ان
النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الفرعة فقال الفرعة حق وان تغذوه حتى يكون ابن لبون زخربا فتعطيه أرملة أو تحمل
عليه في سبيل الله خير من أن تكفأ اناءك وتوله ناقتك وتأكله يلصق لحمه بوبره (قال الشافعي رحمه الله) قوله الفرعة
حق معناه انها ليست بباطل ولكنه كلام عربي يخرج على جواب السائل وقد روى عنه عليه السلام لا فرعة
ولا عتيرة وليس هذا باختلاف من الرواية إنما هذا لا فرعة واجبة ولا عتيرة واجبة والحديث الآخر يدل على معنى ذا (1) انه
أباح له الذبح واختار له ان يعطيه أرملة أو يحمل عليه في سبيل الله، والعتيرة هي الرجبية وهي ذبيحة كان أهل الجاهلية
يتبررون بها في رجب فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا عتيرة على معنى لا عتيرة لازمة، وقوله عليه السلام حيث سئل عن
العتيرة على معنى اذبحوا لله في أي شهر ما كان أي اذبحوا ان شئتم واجعلوا الذبح لله لا لغيره في أي شهر ما كان لا انها في
رجب دون ما سواه من الشهور -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز قال قال أبو عبيد الفرع أول شئ تنتجه الناقة كانوا يذبحونه حين يولد فكره ذلك وقال دعوه حتى يكون ابن مخاض أو ابن لبون فيصير له طعم، والزخرب
هو الذي قد غلظ جسمه واشتد لحمه، وقوله خير من أن تكفأ إناءك يقول إذا ذبحته حين تضعه أمه بقيت الام بلا ولد
ترضعه فانقطع لذلك لبنها يقول فإذا فعلت ذلك فقد كفأت اناءك وهرقته وقوله توله ناقتك فهو ذبحه ولدها وكل أنثى فقدت
ولدها فهي واله -
باب ما جاء في معاقرة الاعراب وذبائح الجن
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا هارون بن عبد الله ثنا حماد بن مسعدة عن عوف عن أبي
ريحاته عن ابن عباس رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معاقرة الاعراب قال أبو داود غندر

(1) مص - ذلك -
313

أوقفه على ابن عباس قال أبو داود اسم أبى ريحانة عبد الله بن مطر -
(أخبرنا) أبو حامد أحمد بن الوليد الزوزني أنبأ أبو القاسم الطبراني ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبرى ثنا عبد الرزاق (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يحيى بن معين ثنا عبد الرزاق عن معمر عن
ثابت عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا عقر في الاسلام - قال أبو زكريا العقر يعنى الاعراب عند الماء
يعقر هذا ويعقر هذا فيأكلون لغير الله ورسوله - وقال أبو سليمان الخطابي فيما بلغني عنه معاقرة الاعراب ان يتبارى (1)
الرجلان كل واحد منهما يجادل صاحبه فيعقر هذا عددا من إبله ويعقر صاحبه فأيهما كان أكثر عقرا غلب صاحبه وكره
لحومها لئلا يكون مما أهل به لغير الله -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد حدثني عمر بن هارون عن
يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري يرفع (2) الحديث انه نهى عن ذبائح الجن قال واما ذبائح الجن ان تشترى الدار وتستخرج
العين وما أشبه ذلك فتذبح لها ذبيحة للطيرة قال أبو عبيد وهذا التفسير في الحديث معناه انهم يتطيرون إلى هذا الفعل
مخافة انهم ان لم يذبحوا فيطعموا ان يصيبهم فيها شئ من الجن يؤذيهم فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم هذا ونهى عنه -
جماع أبواب ما يحل ويحرم من الحيوانات
باب ما يحرم من جهة ما لا تأكل العرب
قال الله تبارك وتعالى (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم
بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) قال الشافعي رحمه الله وإنما تكون الطيبات
والخبائث عند الآكلين كانوا لها وهم العرب الذين سألوا عن هذا ونزلت فيهم الاحكام قال وسمعت بعض أهل العلم يقولون
في قول الله عز وجل (قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه) يعنى مما كنتم تأكلون (الا أن يكون ميتة) وما ذكر
بعدها (قال الشافعي) وهذا أولى معانيه استدلالا بالسنة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى قالوا ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني مالك بن انس وابن أبي ذئب وعمرو بن الحارث ويونس
ابن يزيد وغيرهم ان ابن شهاب حدثهم عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك قال
وتابعه يونس وجماعة ذكرهم - ورواه مسلم عن أبي الطاهر عن ابن وهب عن مالك وابن أبي ذئب ويونس، وعن
هارون الأيلي عن ابن وهب عن عمرو -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع

(1) مد - يتبادر
(2) مد - رفع -
314

ابن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ ابن عيينة عن ابن شهاب عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني (ح وأخبرنا) أبو عبد الله
الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان قال سمعت الزهري يقول أخبرني أبو إدريس
الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع - وفى
رواية الحميدي السبع قال الزهري ولم اسمع هذا الحديث حتى أتيت الشام - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن
محمد ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره كلهم عن ابن عيينة وأخرجه أيضا من حديث معمر ويوسف الماجشون
وصالح بن كيسان عن الزهري -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن إسماعيل بن أبي
حكيم عن عبيدة بن سفيان الحضرمي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أكل كل ذي ناب
من السباع حرام -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عبد الرحمن بن مهدي
ثنا مالك - فذكره باسناده الا أنه قال كل ذي ناب من السباع فأكله حرام - رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن
حرب عن عبد الرحمن بن مهدي -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا أبو عوانة عن الحكم
وأبى بشر عن ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من
السباع وكل ذي مخلب من الطير - رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن حنبل عن أبي داود وأخرجه أيضا من حديث
شعبة عن الحكم هكذا مرفوعا ومن حديث هشيم عن أبي بشر -
(كما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد السلام ثنا يحيى بن يحيى أنبأ هشيم عن أبي
بشر عن ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من
الطير - رواه مسلم عن يحيى بن يحيى (ورواه) علي بن الحكم البناني عن ميمون بن مهران عن سعيد بن جبير عن ابن عباس -
(أخبرناه) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا سعدان بن نصر ثنا روح بن عبادة
عن سعيد بن أبي عروبة عن علي بن الحكم عن ميمون بن مهران عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير (وكذلك) رواه
ابن أبي عدى عن سعيد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ عبد الله بن وهب أخبرني
مالك بن انس وغيره ان نافعا اخبرهم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خمس من
الدواب ليس على المحرم في قتلهن جناح الغراب والحدأة والفارة والعقرب والكلب - رواه البخاري في الصحيح عن
عبد الله بن يوسف عن مالك ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى عن مالك -
(وأخبرنا) أبو عبد الله ثنا أبو العباس أنبأ محمد بن عبد الله أنبأ عبد الله بن وهب أخبرني مالك بن انس عن عبد الله بن دينار
عن ابن عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف
315

عن مالك وأخرجه مسلم من حديث إسماعيل بن جعفر عن عبد الله -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن
الزهري عن سالم عن أبيه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال خمس من الدواب لا جناح في قتلهن في الحل والحرم الغراب
والفارة والحدأة والعقرب والكلب العقور - رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب وغيره عن سفيان -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن عبد الله أنبأ الحسن بن سفيان ثنا محمد بن المنهال ثنا يزيد بن زريع ثنا معمر عن
الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس فواسق يقتلن في الحرم
العقرب والحدأة والغراب الأبقع والفارة والكلب العقور - رواه البخاري في الصحيح عن مسدد عن يزيد بن زريع
ورواه مسلم عن القواريري عن يزيد الا انهما لم يقولا الأبقع -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن أحمد بن سنان الزاهد ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا بندار وأبو موسى قالا ثنا
محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم الحية والغراب الأبقع والفارة والكلب العقور والحديا - رواه مسلم في
الصحيح عن بندار وأبي موسى وذكر فيه الأبقع -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن الخليل البرجلاني ثنا أبو النضر هاشم
ابن القاسم ثنا عبد الرحمن المسعودي عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الحية فاسقة والعقرب فاسقة والفارة فاسقة والغراب فاسق فقال انسان للقاسم أيؤكل
الغراب؟ قال ومن يأكل الغراب بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسق -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن حنبل ثنا هشيم أنبأ يزيد بن أبي زياد ثنا عبد الرحمن
ابن أبي نعم البجلي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عما يقتل المحرم قال الحية والعقرب
والفويسقة ويرمى الغراب ولا يقتله والكلب العقور والحدأة والسبع العادي (وروينا) في الحج حديث ابن المسيب عن
النبي صلى الله عليه وسلم في قتل الحية والذئب (وروينا) حديث سعد بن أبي وقاص وغيره في قتل الوزغ -
(وحدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف املاء أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنبأ علي بن الحسن الهلالي ثنا عبيد الله بن
موسى أنبأ ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن سعيد بن المسيب عن أم شريك رضي الله عنها ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الأوزاغ وقال إنه كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام - رواه البخاري في الصحيح عن
عبيد الله بن موسى أو عن رجل عن عبيد الله وأخرجه مسلم من وجه آخر (1) عن ابن جريج -

(1) مص - أوجه أخر -
316

(أخبرنا) أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محبور الدهان ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز
ثنا أبو الأزهر (ح وأخبرنا) أبو سهل المهراني ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا أبو الوليد بن برد الأنطاكي قالا ثنا
الهيثم بن جميل ثنا شريك عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال من يأكل الغراب وقد سماه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فاسقا والله ما هو من الطيبات - سقط من كتابي عن الدهان عن أبيه وهو فيه -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي ثنا يعقوب بن سفيان الفارسي ثنا إسماعيل بن أبي
أويس حدثني أبي عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن وعن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
انها قالت انى لاعجب ممن يأكل الغراب وقد أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله للمحرم وسماه فاسقا والله ما هو من
الطيبات -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ هشام عن
أبيه قال سئل عن الغراب من الطيبات هو؟ قال كيف يكون من الطيبات وقد سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاسق -
لم يجاوز به عروة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد الصيرفي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا عبد الرحمن بن عبد الرحمن الهاشمي
بحلب ثنا آدم بن أبي اياس ثنا شعبة قال سألت الحكم عن أكل الغربان فقال أما هذه السود الكبار فانى أكره أكلها واما
تلك الصغار التي يقال لها الزاغ فلا بأس بأكله -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس السياري ثنا أبو الموجه ثنا صدقة بن الفضل ثنا عبد الرزاق أنبأ عمر بن زيد من
أهل صنعاء عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اكل الهرة وأكل ثمنها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبرى أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر
عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربعة من
الدواب النملة والنحلة والهدهد والصرد -
(أخبرنا) أبو عبد الله أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ثنا جدي حدثني أبو ثابت محمد بن عبيد الله ثنا إبراهيم بن
سعد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب قال وسمعت ابن جريج
يحدث عمن حدثه عن أبن شهاب عن عبيد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال أربعة من الدواب لا يقتلن النملة والنحلة والهدهد والصرد
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن حنبل ثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج
قال حدثت عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن قتل النملة والنحلة والصرد والهدهد - قال يحيى ورأيت في كتاب سفيان عن ابن جريج عن ابن أبي لبيد عن الزهري
يعنى هذا الحديث -
(أخبرنا) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا ابن قتيبة و عبد الله بن محمد بن نصر الرملي قالا ثنا وارث بن
الفضل ثنا خلف بن أيوب ثنا خارجة هو ابن مصعب عن عبد المجيد بن سهيل عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الرخمة - لم أكتبه الا بهذا الاسناد وليس بالقوى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني أنبأ علي بن بحر هو
القطان أنبأ عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي قال سمعت أبي يذكر عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
انه نهى عن قتل الخمسة، عن النملة والنحلة والضفدع والصرد والهدهد - تفرد به عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف وحديث
317

عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أقوى ما ورد في هذا الباب -
وأقوى ما ورد في الضفدع (ما أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب
ابن سفيان ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن
عثمان رجل من بنى تيم قال ذكروا الضفدع عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لدواء فنهى عن قتلها -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا حسين بن محمد ثنا أبو أويس ثنا
عبد الرحمن بن إسحاق عن عبد الرحمن بن معاوية أبى الحويرث المرادي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن قتل الخطاطيف
وقال لا تقتلوا هذه العوذ، انها تعوذ بكم من غيركم (ورواه) إبراهيم بن طهمان عن عباد بن إسحاق عن أبيه قال نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن الخطاطيف عوذ البيوت - وكلاهما منقطع (وقد روى) حمزة النصيبي فيه حديثا مسندا الا انه كان يرمى
بالوضع -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب
ابن عطاء أنبأ حنظلة بن أبي سفيان عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها انها قالت كانت الأوزاغ يوم أحرقت
بيت المقدس جعلت تنفخ النار بأفواهها والوطواط تطفئها بأجنحتها - قال أبو نصر يعنى عبد الوهاب بن عطاء هو الخفاش -
(وأخبرنا) أبو عبد الله وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس ثنا يحيى ثنا عبد الوهاب أنبأ هشام الدستوائي عن قتادة
عن زرارة بن أوفى عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال لا تقتلوا الضفادع فان نقيقها تسبيح ولا تقتلوا الخفاش فإنه
لما خرب بيت المقدس قال يا رب سلطني على البحر حتى اغرقهم - فهذان موقوفان في الخفاش واسنادهما صحيح فالذي أمر بقتله
في الحل والحرم يحرم أكله إذ لو كان حلالا لما أمر بقتله في الحرم ولا في الاحرام وقد نهى الله عن قتل الصيد في الاحرام
والذي نهى عن قتله يحرم أكله إذ لو كان حلا لأمر بذبحه ولما نهى عنه ولما نهى عن قتله كما لم ينه عن قتل ما يحل ذبحه وأكله
والله أعلم -
باب ما جاء في الضبع والثعلب
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا
ابن وهب أنبأ ابن جريج عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن عبد الرحمن بن أبي عمار أنه قال قلت لجابر بن عبد الله
رضي الله عنه آكل الضبع؟ قال نعم قلت أصيد هي؟ قال نعم قلت أسمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ الربيع
ابن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مسلم و عبد المجيد وعبيد الله بن الحارث عن ابن جريج - فذكره بمعناه زاد أبو سعيد في روايته
قال الشافعي وما يباع لحم الضباع بمكة الا بين الصفا والمروة -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا عبيد الله بن سعيد بن عفير ثنا عبد الله بن
صالح ثنا الليث بن سعد قال حدثني عبد الله بن وهب عن ابن جريج حدثه (ح وقال وأنبأ) على ثنا أحمد بن حماد ثنا ابن أبي
مريم ثنا يحيى بن أيوب حدثني إسماعيل بن أمية وابن جريج وجرير بن حازم أن عبد الله بن عبيد بن عمير حدثهم أخبرني
318

عبد الرحمن بن أبي عمار أنه سأل جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن الضبع - فذكره بنحوه -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا
حسان بن إبراهيم ثنا إبراهيم الصائغ عن عطاء عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الضبع صيد وجزاؤها
كبش مسن وتؤكل -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا الحسن بن أبي
جعفر ثنا أبو محمد عن عبد الرحمن بن معقل السلمي صاحب الدثنية رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما تقول في الضبع؟ فقال
لا آكله ولا انهى عنه قال قلت ما لم تنه عنه فانا آكله - قال قلت يا نبي الله ما تقول في الضب؟ قال لا آكله ولا انهى عنه قال
قلت ما لم تنه عنه فانى آكله - قال قلت يا نبي الله ما تقول في الأرنب؟ قال لا آكلها ولا احرمها قال قلت ما لم تحرمه فانى آكله
قال قلت يا نبي الله ما تقول في الذئب؟ قال أو يأكل ذلك أحد - فقلت يا نبي الله ما تقول في الثعلب؟ قال أو يأكل ذلك أحد
(وروى) عن عبد الكريم بن أبي المخارق عن حبان بن جزء عن أخيه خزيمة رضي الله عنه قال قدمت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث يوافق السلمي في بعض حديثه ويخالفه في بعضه وفى كلا الاسنادين ضعف (وروينا)
في كتاب الحج عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب و عبد الله بن عباس رضي الله عنهم انهم جعلوا في الضبع كبشا إذا
اصابه المحرم -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ
أبو المنهال نصر بن أوس الطائي كوفي ثقة عن عبد الله بن زيد قال سألت أبا هريرة رضي الله عنه عن ولد الضبع فقال ذاك
الفرعل نعجة من الغنم -
(وأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد قال ثنا محمد بن ربيعة
الرواسي عن نصر بن أوس عن عمه عن أبي هريرة رضي الله عنه انه سئل عن الضبع فقال الفرعل تلك نعجة من الغنم -
319

قال أبو عبيد الفرعل عند العرب ولد الضبع والذي يراد من هذا الحديث قوله نعجة من الغنم يقول إنها حلال بمنزلة الغنم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب ثنا عبد المجيد بن إبراهيم ثنا سعيد بن منصور ثنا
عبد الرحمن بن زياد عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن زيد بن وهب قال اتاهم كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وهم في بعض المغازي بلغني انكم في ارض تأكلون طعاما يقال له الجبن فانظروا ما حلاله من حرامه، وتلبسون الفراء
فانظروا ذكيه من ميته -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس القاسم بن القاسم السياري ثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد
الدشتكي ثنا أبي ثنا أبي ثنا إبراهيم بن طهمان حدثني يونس بن خباب عن أبي عبيد الله عن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم سئل عن الجبن والسمن والفراء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلال ما أحل الله (1) في القرآن
والحرام ما حرم الله في القرآن وما سكت عنه فقد عفا عنه (ورواه) سيف بن هارون عن التيمي عن أبي عثمان عن سلمان
مرفوعا الا أنه قال في كتابه وذلك يرد إن شاء الله -
باب ما جاء في الأرنب
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إبراهيم بن عبد الله أبو مسلم ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة
عن هشام بن زيد بن انس عن أنس رضي الله عنه قال أنفجنا أرنبا بمر الظهران فسعى القوم فلغبوا فأدركتها فأخذتها فذهبت
بها إلى أبى طلحة فذبحها وبعث منها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوركها وفخذها، قال فخذها لا أشك فيه فقبله قلت
وأكل منه؟ قال وأكل منه ثم قال بعد قبله - رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن أيوب أخبرني أبو الوليد ثنا شعبة عن هشام بن زيد قال
سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول أنفجنا أرنبا ونحن بمر الظهران فسعى القوم فلغبوا فأخذتها فجئت بها إلى أبى طلحة
فذبحها وبعث بوركيها وفخذيها (2) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبلها - رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد
وأخرجه مسلم من أوجه أخر عن شعبة نحو حديث أبي الوليد (ورواه) عفان عن شعبة قال فيه قلت أكلها؟ قال
قبلها -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبد الملك بن مروان ثنا يزيد بن هارون
أنبأ عاصم عن الشعبي عن صفوان بن محمد أو محمد بن صفوان رضي الله عنه انه صاد أرنبين فلم يجد حديدة يذكيهما بها فذكاهما
بمروة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأمره بأكلهما -
(وأخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن عاصم قال سمعت الشعبي

(1) زاد في ف - لنا
(2) مد - بوركها وفخذها -
320

يحدث عن محمد بن صفوان رضي الله عنه انه صاد (1) أرنبا وذبحها بمروة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأمره
بأكلها - تابعه داود بن أبي هند عن الشعبي عن محمد بن صفوان -
(أخبرناه) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأ داود بن أبي هند عن
الشعبي عن محمد بن صفوان رضي الله عنه انه مر على النبي صلى الله عليه وسلم بأرنبين فعلقهما وقال يا رسول الله اصطدت هذين
الأرنبين فلم أجد حديدة أذكيهما بها فذبحتهما بمروة فآكل؟ قال كل (وقيل) عن الشعبي عن جابر بن عبد الله وحديث ابن
صفوان أصح قاله البخاري -
(أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ قراءة وأبو محمد عبيد بن محمد بن محمد بن مهدي القشيري لفظا قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد هو ابن أبي عروبة عن قتادة عن الشعبي عن جابر بن عبد الله
رضي الله عنه ان غلاما من قومه صاد (1) أرنبا فذبحها بمروة فتعلقها فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكلها فأمره بأكلها
(ويروى) عن عمر بن عامر عن قتادة بنحوه - وأرسله همام عن قتادة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا عباس الدوري ثنا يزيد بن هارون أنبأ سفيان عن جابر عن الشعبي عن جابر
ابن عبد الله رضي الله عنه قال جاء غلام من بني هاشم بأرنب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلها (1) فقال يا رسول الله إني
دخلت أحد فاصطدت هذه الأرنب فلم أجد ما اذبحها به فذكيتها بمروة قال كلها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان
العامري ثنا أبو يحيى الحماني عن أبي حنيفة حدثني موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال سئل عمر بن الخطاب
رضي الله عنه عن الأرنب فقال لولا انى أكره ان أزيد في هذا الحديث أو انقص منه لحدثتكم به ولكن سأرسل إلى من
شهد ذلك فأرسل إلى عمار بن ياسر رضي الله عنه فقال له حدث هؤلاء حديث الأرنب فقال عمار اهدى اعرابي إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أرنبا مشوية فأمرنا بأكلها ولم يأكل واعتزل رجل فلم يأكل فقالوا له مالك؟ فقال إني صائم
فقال صوم ماذا؟ فقال صوم ثلاثة أيام من كل شهر قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم أفلا جعلتهن البيض فقال الاعرابي انى
رأيت بها دما فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس بشئ (قال وحدثنا) أبو يحيى عن طلحة بن يحيى بن موسى مثله الا ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال أفلا جعلتهن البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة -
(وأخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا المسعودي عن حكيم بن جبير عن
موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأرنب - فذكر معنى هذه القصة ولم يذكر المسألة
عن غير عمار -
(وأخبرنا) أبو الحسن المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا حسين بن علي
عن زائدة بن قدامة عن حكيم بن جبير عن موسى بن طلحة قال قال عمر لأبي ذر وعمار وأبى الدرداء رضي الله عنهم
أتذكرون يوم كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكان كذا وكذا فأتاه اعرابي بأرنب فقال يا رسول الله انى رأيت بها دما
فأمرنا بأكلها ولم يأكل؟ قالوا نعم ثم قال له ادنه أطعم قال إني صائم - ولم يذكر ابن الحوتكية في اسناده -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا يحيى بن خلف ثنا روح بن عبادة ثنا محمد بن خالد قال سمعت أبي
خالد بن الحويرث ان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما كان بالصفاح مكان بمكة وان رجلا جاءنا بأرنب قد صادها فقال
يا عبد الله بن عمرو ما تقول؟ قال قد جئ بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا جالس فلم يأكلها ولم ينه عن أكلها، وزعم أنها
تحيض -

(1) مص - اصاد
(2) مد - يشيلها -
321

باب ما جاء في حمار الوحش وما أكلته
العرب في غير ضرورة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن عبد العزيز بن
رفيع عن عبد الله بن أبي قتادة قال كان أبو قتادة في قوم محرمين فعرض لهم حمار وحش فلم يؤذنوه حتى أبصره هو
فاختلس من رجل منهم سوطا فحمل عليه فصرعه وأتاهم به فأكلوه فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه فقال هل
أشار إليه انسان منكم بشئ؟ فقالوا لا فقال كلوا - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم وأخرجه البخاري من أوجه
اخر عن عبد الله بن أبي قتادة
(أخبرنا) عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن نجيد ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا ابن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد
أنه قال أخبرني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله عن عمير بن سلمة الضمري انه أخبر عن
البهزي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يريد مكة وهو محرم حتى إذا كان بالروحاء إذا حمار وحشى عقير فذكر
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعوه فإنه يوشك ان يأتي صاحبه فجاء البهزي وهو صاحبه إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال يا رسول الله شأنكم بهذا الحمار فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه فقسمه بين الرفاق -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني ابن جريج ان أبا الزبير المكي أخبره انه سمع جابر بن عبد الله
رضي الله عنه يقول أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمار الأهلي - رواه
مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر عن ابن وهب
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن أيوب عن أبي
قلابة عن زهدم الجرمي أن أبا موسى رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكل الدجاج - رواه مسلم في
الصحيح عن ابن أبي عمر عن عيينة وأخرجه البخاري من وجه آخر عن أيوب -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا سليمان بن داود المنقري ثنا ابن أبي فديك أخبرني بريه
ابن عمر بن سفينة (ح وأخبرنا) أبو طاهر الحسين بن علي بن الحسن بن محمد بن سلمة الهمذاني بها أنبأ عمر بن نوح ثنا أبو محمد
ثنا توبة بن خالد بن بالويه ثنا النضر بن طاهر أبو الحجاج ثنا بريه بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده قال أكلت مع
النبي صلى الله عليه وسلم لحم حبارى - وقد مضت الآثار عن الصحابة والتابعين في جزاء هذه الصيود التي ذكرناها وفى
جزاء الوبر واليربوع وغيرهما -
باب ما جاء في الضب
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن علي بن معاوية العطار قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع
ابن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الضب فقال
لست آكله ولا محرمه - أخرجه مسلم من حديث الليث وعبيد الله بن عمر وأيوب وغيرهم عن نافع -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن عبد الله بن دينار (ح وأخبرنا) أبو عبد الله
322

الحافظ ثنا بكير بن محمد الحداد بمكة ثنا يعقوب بن إسحاق البيهسي ثنا عفان ثنا عبد العزيز بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضب فقال لست بآكله ولا محرمه - رواه البخاري
في الصحيح عن موسى بن إسماعيل عن عبد العزيز بن مسلم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن عبد الله -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى بنيسابور قالا أنبأ أبو الحسين أحمد بن عثمان ثنا
أبو قلابة عبد الملك بن محمد ثنا وهب بن جرير عن شعبة عن توبة العنبري قال قال لي الشعبي أرأيت الحسن حين يحدث عن
النبي صلى الله عليه وسلم انى جالست ابن عمر قريبا من سنتين فما سمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم غير أنه قال ذات
يوم كان ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكلون عنده ضبا فيهم سعد بن مالك فنادتهم امرأة من أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم انه ضب فأمسك القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا فإنه ليس بحرام ولا بأس به ولكنه
ليس من طعام قومي - وفى رواية أبى زكريا أو لا بأس به - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث غندر وغيره
عن شعبة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن ابن شهاب
عن أبي (امامه)؟ بن سهل بن حنيف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الشافعي أشك قال مالك عن ابن عباس عن خالد بن
الوليد أو عن ابن عباس وخالد بن الوليد رضي الله عنهم انهما دخلا مع النبي صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة فأتى بضب
محنوذ فاهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فقال بعض النسوة اللاتي في بيت ميمونة أخبروا رسول الله صلى الله
عليه وسلم بما يريد أن يأكل فقالوا هو ضب يا رسول الله فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقلت أحرام هو؟ فقال
لا ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني اعافه قال خالد فاجتررته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر -
(أخبرناه) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا عبد الله بن مسلمة
هو القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن خالد بن
الوليد رضي الله عنه انه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة - فذكر الحديث بمثله - رواه البخاري في الصحيح
عن القعنبي وكذلك قاله إسماعيل بن أبي أويس عن مالك كما رواه القعنبي -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا أبو موسى هارون بن موسى بن كثير بن مهران ثنا يحيى بن يحيى
قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال دخلت انا
وخالد بن الوليد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة بنت الحارث - وذكر الحديث بمثله - رواه مسلم في
الصحيح عن يحيى بن يحيى (وبمعناه) قاله يحيى بن بكير عن مالك وكأن مالكا كان يشك فيه والصحيح رواية القعنبي
ومن تابعه (وقد رواه) يونس بن يزيد ومعمر في رواية هشام بن يوسف عنه وصالح بن كيسان عن الزهري نحو رواية
القعنبي عن مالك -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني بشر بن أحمد الأسفرائيني ثنا داود بن الحسين بن عقيل هو الخسروجردي ثنا عبد الملك
ابن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن المنكدر أن أبا امامة
أخبره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت ميمونة وعنده خالد بن الوليد بلحم
ضب فقالت ميمونة أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو، فلما أخبر تركه فقال خالد يا رسول الله حرام هو؟ قال
لا ولكني اعافه فأخذ خالد يتمشمش عظامه - رواه مسلم في الصحيح عن عبد الملك بن شعيب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو صادق بن أبي الفوارس قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا
أسباط بن محمد عن الشيباني عن يزيد بن الأصم قال دعينا لعرس بالمدينة فقرب إلينا طعام فأكلنا ثم قرب إلينا ثلاثة عشر
323

ضبا فمن آكل وتارك (فلما أصبحت أتيت ابن عباس فقلت تزوج فلان فقرب إلينا طعام فأكلنا ثم قرب إلينا ثلاثة عشر
ضبا فمن آكل وتارك - 1) فقال بعض من عند ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا آكله ولا أحرمه
ولا آمر به ولا انهى عنه فقال ابن عباس بئس ما تقولون ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الا محللا ومحرما قرب
لرسول الله صلى الله عليه وسلم لحم ضب فمد يده ليأكل فقالت له ميمونة يا رسول الله انه لحم ضب فكف يده وقال هذا
لحم لم آكله قط فكلوا قال فأكل الفضل بن عباس وخالد بن الوليد وامرأة كانت معهم وقالت ميمونة لا آكل من طعام
لم يأكل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم - أخرجه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن علي بن مسهر
عن الشيباني -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي اياس (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا شعبة ثنا جعفر بن اياس قال سمعت
سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أهدت أم حفيد خالة ابن عباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
اقطا وسمنا وأضبا فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأقط والسمن وترك الا ضب تقذرا قال ابن عباس فأكل على
مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان حراما ما أكل على مائدته - رواه البخاري في الصحيح عن آدم وأخرجه
مسلم من حديث غندر عن شعبة -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يزيد بن
زريع ثنا حبيب المعلم عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اتى بصحفة فيها ضباب فقال كلوا
فانى عائف -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد الله أنبأ الحسن بن سفيان ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ
عبد الرزاق عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول اتى النبي صلى الله عليه وسلم
بضب فأبى ان يأكله قال أنى لا أدرى لعله من القرون الأولى التي مسخت - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم،
فهذا مثل حديث ابن عمر وابن عباس في أنه امتنع من اكله وزاد عليهما في حكاية علة الامتناع علة أخرى للامتناع سوى
التقذر وزاد عليه ما يدل على الإباحة -
(وقد أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب وأبو عمرو بن أبي جعفر قالا ثنا عبد الله بن محمد ثنا سلمة
ابن شبيب ثنا الحسن بن أعين ثنا معقل عن أبي الزبير قال سألت جابرا رضي الله عنه عن الضب فقال لا تطعموه وقذره
وقال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرمه ان الله تعالى ينفع به غير واحد فإنما طعام
عامة الرعاء منه ولو كان عندي طعمته - رواه مسلم في الصحيح عن سلمة بن شبيب (وكذلك رواه) سليمان
اليشكري عن جابر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه (وعلى هذا) حديث أبي سعيد الخدري -
(أخبرناه) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا علي بن إبراهيم الواسطي ثنا يزيد
ابن هارون أنبأ داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال انا بأرض مضبة فما تأمرنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغني أن أمة من بني إسرائيل مسخت دوابا ولا أدرى
أي الدواب هي فلم يأمره ولم ينهه -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الشيباني حدثني أبي أنبأ محمد بن المثنى ثنا ابن أبي عدى عن داود عن أبي نضرة
عن أبي سعيد بمعنى هذا الحديث قال أبو سعيد فلما كان بعد ذلك قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال إن الله لينفع به
غير واحد وانه لطعام عامة هذه الرعاء ولو كان عندي لطعمته إنما عافه رسول الله صلى الله عليه وسلم - رواه مسلم في الصحيح

(1) سقط من مص -
324

عن محمد بن المثنى -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة ثنا أبو عقيل
بشير بن عقبة ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى
في حائط مضبة وانه عامة طعام أهلي فسكت عنه فقلنا عاوده فعاوده فسكت عنه ثم قلنا عاوده فعاوده الثالثة فقال
يا اعرابي ان الله عز وجل غضب على سبطين من بني إسرائيل فمسخهم دوابا يدبون في الأرض فلا أدرى لعلها
بعضها ولست بناهيك عنها ولا آمرك بها - أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن أبي عقيل وقال فلست آكلها
ولا انهى عنها -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش
عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن حسنة رضي الله عنه قال كنا في سفر فأصابنا جوع فنزلنا منزلا كثير الضباب فبينما
القدور تغلى بها إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه مسخت أمة من بني إسرائيل وأخاف أن تكون هذه فاكفينا
القدور (1) - كذا رواه الأعمش عن زيد -
(ورواه الحكم بن عتيبة عن زيد كما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي وأبو الحسن علي بن محمد السبيعي قالوا
ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا عبيد الله بن موسى ثنا شعبة (ح وأخبرنا) أبو سعيد (2) الخليل بن أحمد
بن محمد القاضي البستي ثنا أبو العباس أحمد بن المظفر البكري أنبأ ابن أبي خيثمة ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا شعبة عن
الحكم عن زيد بن وهب عن البراء بن عازب رضي الله عنه عن ثابت بن وديعة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم اتى بضب فقال أمة ممن مسخ والله أعلم - وفى رواية عبيد الله اتى النبي صلى الله عليه وسلم بضب فقال إن أمة مسخت
والله أعلم - كذا قال الحكم (ورواه) حصين عن زيد بن وهب عن ثابت بن وديعة وقيل ثابت بن يزيد الأنصاري ويزيد
أبوه ووديعة أمه وهو في معنى أحاديث من قبله وليس فيه تحريم والله أعلم (قال البخاري) حديث ثابت بن وديعة أصح
وفى نفس الحديث نظر -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن حماد عن إبراهيم عن
الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت اهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضب فلم يأكله فقلت يا رسول الله ألا تطعمه
المساكين فقال لا تطعموهم مما لا تأكلون - تفرد به حماد بن أبي سليمان موصولا (وقيل) عنه عن إبراهيم عن عائشة مرسلا -
(أخبرناه) أبن بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو ثنا أحمد بن الوليد الفحام ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن حماد عن
إبراهيم عن عائشة رضي الله عنها قالت اهدى لنا ضب فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يأكل منه فقلت يا رسول الله

(1) ر - فاكفيناها
(2) ر - أبو سعد -
325

ألا تطعمه السؤال فقال انا لا نطعمهم مما لا نأكل - وهو إن ثبت في معنى ما تقدم من امتناعه من أكله ثم فيه انه استحب
ان لا يطعم المساكين مما لا يأكل والله أعلم وبالله التوفيق -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو اليمان ثنا
إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي راشد الحبراني عن عبد الرحمن بن شبل أن النبي صلى الله
عليه وسلم نهى عن أكل الضب - وهذا ينفرد به إسماعيل بن عياش وليس بحجة وما مضى في اباحته أصح منه والله أعلم -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا أنبأ حاجب بن أحمد الطوسي ثنا عبد الرحيم بن منيب
ثنا الفضل بن موسى ثنا الحسين بن واقد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
وددت ان عندنا خبزة بيضاء من بر سمراء مليقة بسمن ولبن فقام رجل من القوم فاتخذه فجاء به فسأله في أي شئ كان
هذا قال كان في عكة ضب فقال ارفعه - أخرجه أبو داود في السنن وقال هذا حديث منكر -
(أخبرنا) الشيخ أبو الفتح العمرى أنبأ عبد الرحمن بن أبي شريح ثنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد ثنا زهير عن أبي
إسحاق قال كنت (عند عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود فجاء ابن له أراه القاسم قال - 1) صبت اليوم من حاجتك شيئا؟ فقال
بعض القوم ما حاجته؟ قال ما رأيت غلاما آكل لضب منه فقال بعض القوم أوليس بحرام؟ فسأل قال وما حرمه قال ألم يكن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهه قال أوليس الرجل يكره الشئ وليس بحرام قال قال عبد الله أن محرم الحلال
(كمستحل)؟ الحرام -
باب ما روى في القنفذ وحشرات الأرض
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي ثنا سعيد بن منصور ثنا
عبد العزيز بن محمد عن عيسى بن تميلة عن أبيه قال كنت عند ابن عمر رضي الله عنهما فسئل عن أكل القنفذ فتلا (قل لا أجد
فيما أوحى إلى محرما) الآية قال شيخ عنده سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال خبيثة من الخبائث فقال ابن عمر رضي الله عنهما إن كان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا فهو كما قال - هذا حديث
لم يرو الا بهذا الاسناد وهو اسناد فيه ضعف -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو ثنا أحمد بن زهير ثنا هوذة بن خليفة ثنا عوف ثنا جعفر
ابن أبي وحشية عن سعيد بن جبير قال جاءت أم حفيد بضب وقنفذ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه
فنحاه ولم يأكل - هذا مرسل (وقد رويناه) من حديث شعبة عن جعفر أبى بشر موصولا دون ذكر القنفذ وكذلك
رواه أبو عوانة عن أبي بشر موصولا دون ذكر القنفذ ثم هذا ان صح لم يدل على التحريم وكأنه عافه كما عاف
الضب -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا غالب بن حجرة حدثني ملقام بن تلب
عن أبيه قال صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم اسمع لحشرة الأرض تحريما - وهذا ان صح لم يدل على الإباحة
وما لم يسمعه وسمعه غيره فالحكم للسامع دونه (وقد روينا) عن النبي صلى الله عليه وسلم ما دل على تحريم العقرب والحية فكذلك
ما في معناهما مما يستخبثه العرب ولا تأكله في غير الضرورة والله أعلم -
باب أكل لحوم الخيل
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا سليمان بن حرب ومسدد قالا

(1) سقط من مد -
326

ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية واذن في لحوم الخيل قال ولم يذكر سليمان في حديثه الأهلية وقال مسدد في حديثه قال
نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم - رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب ومسدد ورواه مسلم عن يحيى بن
يحيى وغيره عن حماد بن زيد -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله
قال ذبحنا يوم خيبر الخيل والبغال والحمير فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البغال والحمير ولم ينهانا عن الخيل -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري وأبو الحسين بن بشران قالا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا وكيع عن سفيان
عن عبد الكريم عن عطاء عن جابر رضي الله عنه قال كنا نأكل لحوم الخيل -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو محمد (1) بن صاعد ثنا أحمد بن منصور ثنا محمد بن بكير
الحضرمي ثنا شريك عن عبد الكريم عن عطاء عن جابر رضي الله عنه قال سافرنا يعنى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكنا نأكل لحوم الخيل ونشرب ألبانها -
(وأخبرنا) أبو بكر أنبأ على ثنا أبو محمد بن صاعد ثنا يحيى بن حكيم أبو سعيد ثنا كثير بن هشام ثنا فرات بن سليمان عن
عبد الكريم الجزري عن عطاء بن أبي رباح عن جابر رضي الله عنه انهم كانوا يأكلون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
لحوم الخيل -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا أبو أسامة عن هشام بن
عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت أكلنا لحم فرس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم -
رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب عن أبي أسامة وأخرجه البخاري ومسلم من أوجه عن هشام
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى قالا ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب
الفراء أنبأ جعفر بن عون نبأ هشام - فذكره بمثل حديث أبي أسامة وزاد فيه ونحن بالمدينة وذكره أيضا عبدة بن سليمان
عن هشام بن عروة -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي
أنبأ سفيان عن هشام عن فاطمة عن أسماء رضي الله عنها قالت نحرنا فرسا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأكلناه -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا هشام بن عروة
عن فاطمة بنت المنذر عن جدتها أسماء رضي الله عنها قالت نحرنا فرسا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلناه -
رواه البخاري في الصحيح عن الحميدي وقد أخرجاه من أوجه اخر عن هشام بن عروة -
(أخبرناه) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي أنبأ سفيان عن عبد الكريم أبى أمية
قال أكلت فرسا في (2) عهد ابن الزبير فوجدته حلوا -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا وكيع عن شعبة عن يونس عن الحسن
قال لا بأس بلحم الفرس -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا ابن فضيل عن إسماعيل بن مسلم عن
الحسن قال غزونا مع عبد الرحمن بن سمرة إلى سجستان - فذكر الحديث وقال كنا نأكل لحوم الخيل في غزاتنا هذه (وروينا)
عن إبراهيم عن الأسود انه أكل لحم فرس -

(1) ر - يحيى بن محمد
(2) ر - على
327

باب بيان ضعف الحديث الذي روى في النهى عن لحوم الخيل
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا محمد بن المصفى
ثنا بقية حدثني ثور بن يزيد عن صالح بن يحيى بن المقدام عن أبيه عن جده عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الخيل والبغال والحمير وكل ذي ناب من السباع -
(وأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا ابن مبشر ثنا أحمد بن سنان القطان
ثنا محمد بن عمر الواقدي ثنا ثور بن يزيد - فذكره باسناده نحوه الا أنه قال نهى يوم خيبر (ورواه) محمد بن حمير عن ثور عن
صالح انه سمع جده المقدام ورواه عمر بن هارون البلخي عن ثور عن يحيى بن المقدام عن أبيه عن خالد - فهذا اسناد
مضطرب ومع اضطرابه مخالف لحديث الثقات -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن سليمان بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل
البخاري قال، صالح بن يحيى بن المقدام بن معدى كرب الكندي الشامي عن أبيه روى عنه ثور وسليمان بن سليم فيه نظر -
(وأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو سهل بن زياد قال سمعت موسى
ابن هارون يقول لا يعرف صالح بن يحيى ولا أبوه الا بجده وهذا ضعيف (وزعم) الواقدي أن خالد بن الوليد أسلم بعد
فتح خيبر -
328

باب ما جاء في اكل لحوم الحمر الأهلية
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن عيسى ثنا أبو يحيى الخفاف ومحمد بن عمرو وإبراهيم بن علي وموسى بن محمد قالوا ثنا
يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي عن أبيهما عن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن لحوم (1) الحمر الأهلية - رواه مسلم
في الصحيح عن يحيى بن يحيى ورواه البخاري عن عبد الله بن يوسف وغيره عن مالك -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أبي العنبس القاضي ثنا
محمد بن عبيد عن عبيد الله عن نافع وسالم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل
لحوم الحمر الأهلية - رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن نصر عن محمد بن عبيد ورواه مسلم من وجه آخر عن
عبيد الله -
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن هو ابن سفيان ثنا ابن نمير ثنا أبي ثنا عبيد الله
(ح قال وأخبرني) الحسن حدثني مصرف بن عمرو اليامي ثنا عبدة ثنا عبيد الله عن نافع وسالم عن ابن عمر رضي الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لحوم (2) الحمر الأهلية - زاد عبدة يوم خيبر وقال ابن نمير حدثني نافع وسالم -
رواه البخاري في الصحيح عن صدقة بن الفضل عن عبدة بن سليمان ورواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد أنبأ إسماعيل القاضي ثنا عارم بن الفضل ثنا حماد بن زيد
(ح وقال - 3) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ حماد بن زيد عن عمرو بن
دينار عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر
الأهلية واذن في لحوم الخيل - رواه البخاري في الصحيح عن مسدد عن حماد ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وغيره -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أبو مسلم ثنا سليمان بن حرب وعمرو بن مرزوق واللفظ لسليمان
قالا ثنا شعبة عن عدى بن ثابت عن البراء رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبنا حمرا فطبخناها
فأمر مناديا فنادى (4) أو قال فأمر فنودي ان أكفئوا القدور (قال وحدثنا) أبو مسلم ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن
عدى بن ثابت عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه بمثله - أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من أوجه اخر عن شعبة -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه ثنا الحسن بن سلام وجعفر الصائغ قالا ثنا عفان ثنا شعبة عن عدى
ابن ثابت وأبي إسحاق عن البراء و عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما انهم أصابوا يوم خيبر حمرا فطبخوها فنادى منادى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أكفئوها - أخرجه مسلم من حديث غندر عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب -

(1) مد - وعن أكل لحوم
(2) ر - عن أكل لحوم
(3) مص - ح وأنبأ - ف - ح وأخبرني
(4) ر - ينادى
329

(أخبرنا) أبو عمرو البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا عمران بن موسى ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن عاصم الأحول
عن عامر عن البراء رضي الله عنه قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نكفئ (1) لحم حمر الأهلية نية ونضيجة
ثم لم يأمرنا بأكله بعده - رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن جرير وأخرجه البخاري من وجه آخر عن عاصم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا صفوان بن عيسى (ح قال وأخبرنا)
أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ حماد بن مسعدة وصفوان بن عيسى عن يزيد بن أبي عبيد
عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال لما قدمنا خيبر رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم نيرانا توقد فقال على ما توقد
هذه النيران قالوا على لحوم الحمر الأهلية قال كسروا القدور وأهريقوا ما فيها قال فقال رجل من القوم يا رسول الله
أنهريق ما فيها ونغسلها؟ قال أو ذاك - لفظ حديث ابن حنبل - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم وأخرجه البخاري
من وجه آخر عن يزيد -
(واما الحديث الذي أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا بشر بن موسى الأسدي ثنا عبد الله بن الزبير
الحميدي ثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال قلت لجابر بن زيد أنهم يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لحوم
الحمر الأهلية زمن خيبر قال قد كان يقول ذلك الحكم بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أبى ذلك البحر
يعنى ابن عباس وقرأ (قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما) الآية وقد كان أهل الجاهلية يتركون أشياء تقذرا فأنزل الله تعالى
كتابه وبين حلاله وحرامه فما أحل فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو ثم تلا هذه الآية (قل لا أجد فيما
أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه الا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير) - فقد اخرج البخاري أوله في الصحيح
عن علي بن المديني عن سفيان ولو علم ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم حرمه تحريما لم يصر إلى غيره الا
انه لم يعلمه -
(وقد أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا عمر بن حفص بن غياث حدثني أبي
عن عاصم عن عامر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لا أدرى أنهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل انه
كان حمولة الناس فكره ان تذهب حمولتهم أو حرمه في يوم خيبر لحم الحمر الأهلية - رواه البخاري في الصحيح عن
محمد بن أبي الحسين عن عمر بن حفص ورواه مسلم عن أحمد بن يوسف الأزدي -
(وفى مثل هذا الحديث الذي أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب
القاضي ثنا محمد بن أبي بكر (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عمران بن موسى ثنا
أبو كامل قالا ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا سليمان الشيباني قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه يقول أصابتنا مجاعة
ليالي خيبر قال فلما كان يوم خيبر وقعنا في الحمر الأهلية فانتحرناها فلما غلت بها القدور نادى منادى رسول الله صلى الله عليه
وسلم اكفؤا القدور ولا تأكلوا من لحوم الحمر شيئا قال فقال ناس إنما نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها لم تخمس
وقال الآخرون نهى عنها البتة - لفظ حديث أبي كامل (وفى رواية ابن أبي بكير وقال ناس حرمها البتة - رواه البخاري
في الصحيح عن موسى بن إسماعيل عن عبد الواحد ورواه مسلم عن أبي كامل - 2) -

(1) ف - نلقى وكذا في صحيح مسلم - ح
(2) سقط من ف -
330

(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا محمود بن محمد الواسطي ثنا وهب عن خالد عن الشيباني عن ابن أبي
أوفى رضي الله عنه قال أصابتنا مجاعة يوم خيبر - فذكر الحديث قال الشيباني فلقيت سعيد بن جبير فذكرت ذلك له فقال
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها البتة لأنها كانت تأكل العذرة - أخرجه البخاري من حديث عباد بن العوام عن
الشيباني وقد علم جماعة من الصحابة رضي الله عنهم أن النهى عن ذلك وقع على التحريم -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى هو ابن بكير ثنا الليث عن
عقيل عن ابن شهاب عن أبي إدريس عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم الحمر ولحم كل ذي ناب من السباع -
(وأخبرنا) أبو الحسن أنبأ احمد ثنا ابن ملحان ثنا يحيى - فذكره باسناده نحوه الا أنه قال عن أبي إدريس الخولاني وقال
لحوم في الموضعين - أخرجه البخاري في الصحيح من حديث صالح بن كيسان عن ابن شهاب ثم قال تابعه الزبيدي
وعقيل عن ابن شهاب -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا يحيى بن حبيب بن
عربي ثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه جاء
فقال أكلت الحمر ثم جاءه جاء (فقال أكلت الحمر ثم جاءه جاء - 1) فقال أفنيت الحمر فنادى منادى في الناس أن
الله عز وجل ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها نجس قال فأكفئت القدور وانها لتفور باللحم - رواه البخاري
في الصحيح عن محمد بن سلام وغيره عن عبد الوهاب -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن نعيم وأحمد بن سهل قالا ثنا ابن أبي عمر ثنا سفيان
عن أيوب عن محمد عن أنس رضي الله عنه قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أصبنا حمرا خارجا من القرية
فطبخناها فنادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا ان الله ورسوله ينهيانكم عنها فإنها رجس من عمل الشيطان فأكفئت
القدور بما فيها وانها لتفور بما فيها - رواه مسلم في الصحيح عن ابن أبي عمر وأخرجه من حديث هشام بن حسان عن محمد
على لفظ حديث عبد الواب الا أنه قال فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طلحة رضي الله عنه فنادى - والتعليل المنقول
فيه يدل على التحريم والله أعلم -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الحميد (2) الحارثي
ثنا حسين الجعفي عن زائدة عن محمد بن عمرو الليثي عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم حرم يوم خيبر كل ذي ناب من السباع والمجثمة (3) والحمار الانسي -
(أخبرنا) أبو القاسم علي بن محمد بن علي الأيادي المالكي ببغداد ثنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن ثنا محمد بن إسماعيل السلمي
ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح حدثني ابن جابر أنه سمع المقدام صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يقول حرم رسول الله
صلى الله عليه وسلم أشياء يوم خيبر منها الحمار الأهلي وقال بوشك الرجل متكئ على أريكته يحدث بحديثي فيقول بيننا وبينكم

(1) من ر - و - ف وهو ثابت في البخاري - ح
(2) مص - عبد الجبار
(3) هامش ر - يعني التي تنصب غرضا لترمى -
331

كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال أحللناه ومن حرام حرمناه ألا وان ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حرم (1)
الله عز وجل - ابن جابر هذا هو الحسن بن جابر رواه عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح -
(وشاهده ما أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن عبد الله
الترقفي ثنا محمد بن المبارك حدثني يحيى بن حمزة حدثني محمد بن الوليد الزبيدي عن مروان بن روبة انه حدثه عن عبد الرحمن
ابن أبي عوف الجرشى عن المقدام بن معد يكرب الكندي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أوتيت الكتاب وما يعدله - يعنى
ومثله - يوشك شبعان على أريكته يقول بيننا وبينكم هذا الكتاب فما كان فيه من حلال أحللناه وما كان من حرام حرمناه
ألا وانه ليس كذلك ألا لا يحل ذو ناب من السباع ولا الحمار الأهلي ولا اللقطة من مال معاهد الا ان يستغنى عنها وأيما رجل
أضاف قوما فلم يقروه فان له ان يعقبهم بمثل قراه -
(وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو طلحة أحمد بن محمد بن عبد الكريم ثنا بندار ثنا
عبد الرحمن ثنا إسرائيل عن مجزأة بن زاهر عن أبيه قال وكان بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة انه اشتكى
فنعت له ان يستنقع في البان الأتن ومرقها فكره ذلك -
(واما الحديث الذي أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن أبي زياد ثنا عبيد الله عن إسرائيل
عن منصور عن عبيد أبى الحسن عن عبد الرحمن هو ابن معقل عن غالب بن أبجر قال أصابتنا سنة فلم يكن في مالي شئ
أطعم أهلي الا شئ من حمر وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حرم لحوم الحمر الأهلية فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت
يا رسول الله أصابتنا سنة ولم يكن في مالي ما أطعم أهلي الا سمان حمر وانك حرمت لحوم الحمر الأهلية فقال أطعم أهلك من
سمين حمرك فإنما حرمتها من أجل جوالى (2) القرية فهذا حديث مختلف في اسناده (رواه) شعبة في إحدى الروايتين عنه
عن عبيد عن عبد الرحمن بن معقل عن عبد الرحمن بن بشر عن ناس من مزينة ان أبجر أو ابن أبجر سأل النبي صلى الله عليه
وسلم - وفى رواية أخرى عنه عن عبيد الله عن (3) عبد الله بن معقل عن عبد الله بن بشر (وروى) عن مسعر عن عبيد عن ابن
معقل عن رجلين من مزينة أحدهما عن الآخر عن عبد الله بن عامر بن لؤي وغالب بن أبجر قال مسعر وأرى غالب بن أبجر
الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم (وروى) عن أبي العميس عن عبيد بن الحسن عن عبد الله بن معقل عن غالب بن أبجر
ومثل هذا لا يعارض به الأحاديث الصحيحة التي قد مضت مصرحة بتحريم لحوم الحمر الأهلية وبالله التوفيق -
باب ما جاء في أكل الجلالة وألبانها
وهي الإبل التي يكون أكثر علفها العذرة وأرواح العذرة توجد في عرقها وجررها - قال الشافعي رحمه الله وفى معنى
الإبل البقر والغنم وغيرهما مما يؤكل -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبدة عن محمد بن إسحاق عن ابن أبي نجيح
عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الجلالة وألبانها - خالفه شريك عن
ليث (بن أبي سليم -
- أخبرنا - أبو طاهر الفقيه ثنا أحمد بن إسحاق الصيدلاني ثنا أحمد بن محمد - 5 بن نصر ثنا أبو نعيم ثنا شريك عن ليث - 6)

(1) ر - حرمه
(2) في سنن أبي داود - جوال القرية يعني الجلالة
(3) كذا وفي مص - عبيد الله بن
(4) مص - وجزرها
(5) ف - أحمد بن بشر
(6) سقط من مص -
332

عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة عن لحوم الجلالة وعن النهبة
(وروى) من وجه آخر عن ابن عمر رضي الله عنهما -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد الفقيه ثنا محمد
ابن نعيم قالا ثنا أحمد بن أبي شريح الرازي أخبرني عبد الله بن الجهم ثنا عمرو بن أبي قيس عن أيوب السختياني عن نافع
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجلالة (1) في الإبل ان يركب عليها أو يشرب من
ألبانها (ورواه) عبد الوارث عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى عن ركوب الجلالة (أخبرناه) أبو علي
الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا عبد الوارث - فذكره -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنا أبو سهل بن زياد القطان ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان ثنا أبو عامر العقدي
ثنا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المجثمة وعن
لبن الجلالة وان يشرب من في السقاء - تابعه سعيد بن أبي عروبة وحماد بن سلمة وعمر بن عامر عن قتادة الا ان حماد بن
سلمة قال وعن ركوب الجلالة - لم يذكر اللبن (أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق
الصغاني ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا قتادة - فذكره بمعناه وقال عن ركوب الجلالة (وقد قيل) عن عكرمة عن أبي هريرة
رضي الله عنه -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان انا أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل القاضي ثنا حجاج ثنا حماد عن أيوب عن عكرمة عن أبي هريرة
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان يشرب من في السقاء والمجثمة والجلالة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد أبى عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير
المصري حدثني أبي حدثني ابن لهيعة عن أبي الزبير عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم نهى عن أكل لحوم الجلالة وألبانها وكان عطاء بن أبي رباح ينهى عن الجلالة من الإبل والغنم ان تؤكل -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو ثنا أحمد بن عبيد الله بن إدريس ثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي ثنا
وهيب ثنا عبد الله بن طاوس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية وعن الجلالة عن ركوبها وأكل لحومها - رواه أبو داود في السنن عن سهل
ابن بكار عن وهيب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا أبو علي عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي ثنا
إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر قال سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن باباه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن الجلالة (5) ان يؤكل لحمها ويشرب لبنها ولا يحمل عليها أظنه قال الا الأدم ولا يركبها الناس حتى
تعلف أربعين ليلة - ليس هذا بالقوى وقد أشار إليه الشافعي وزعم أنه أراد تغيرها من الطباع المكروهة إلى الطباع غير
المكروهة التي هي فطرة الدواب حتى لا توجد أرواح العذرة في عرقها وجررها (3) -
باب ما جاء في الدجاج الذي يأكل النتن
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف الفريابي قال ذكر سفيان
(ح وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ثنا ابن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا
سفيان عن أيوب عن أبي قلابة عن زهدم قال رأيت أبا موسى رضي الله عنه يأكل الدجاج فدعاني فقلت انى رأيته يأكل

(1) سقط من مد من هنا
(2) انتهى السقط من مد
(3) مص - وجزرها -
333

نتنا قال ادنه فكل فانى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكله - أخرجه البخاري في الصحيح من حديث وكيع عن سفيان
وأخرجاه من أوجه عن أيوب -
باب ما جاء في المصبورة
(قال الشافعي رحمه الله) والمصبورة الشاة تربط ثم ترمى بالنبل - وقال أبو عبيد هو الطائر أو غيره من ذوات الروح يصبر
حيا ثم يرمى حتى يقتل وأصل الصبر الحبس -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة عن هشام بن زيد قال دخلت مع
أنس رضي الله عنه على الحكم بن أيوب فرأى فتيانا أو غلمانا قد نصبوا دجاجة يرمونها فقال أنس رضي الله عنه نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان تصبر البهائم - رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وأخرجه مسلم من أوجه اخر عن شعبة -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك رحمه الله أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا أبو عوانة وهشيم
عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال كنت مع ابن عمر رضي الله عنهما فإذا طير أو دجاجة يرمونها فلما رأوا ابن عمر رضي الله عنهما
تفرقوا فقال لعن الله من فعل هذا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من فعل هذا - أخرجه البخاري ومسلم من
حديث أبي عوانة وأخرجه مسلم من حديث هشيم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم المقرى وأبو صادق
محمد بن أحمد العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم أبو علي ثنا أبو النضر ثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو
ابن سعيد بن العاص عن أبيه قال دخل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما على يحيى بن سعيد وهو ابن العاص وغلام من بنيه
رابط دجاجة وهو يرميها فمشى إلى الدجاجة فحلها ثم اقبل بها وبالغلام فقال ليحيى ازجروا غلامكم هذا عن أن يصبر هذا
الطير على القتل فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان تصبر بهيمة وان أردتم ان تذبحوها فاذبحوها - رواه
البخاري في الصحيح عن أحمد بن يعقوب عن إسحاق بن سعيد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج
أخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يقتل شئ من الدواب صبرا -
رواه مسلم عن هارون بن عبد الله عن حجاج بن محمد -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ الحسن بن يعقوب العدل ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبن الجلالة وعن
أكل المجثمة وعن الشرب من في السقاء -
(أخبرنا) أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن شبابة الشاهد بهمذان أنبأ أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الأسدي ثنا إبراهيم بن
الحسين ثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي ثنا أبو أويس ثنا الزهري عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه
قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخطفة والنهبة والمجثمة وعن أكل كل ذي ناب من السباع (قال أبو عبيد)
المجثمة هي المصبورة أيضا ولكنها لا تكون الا في الطير والأرانب وأشباه ذلك مما يجثم بالأرض وغيرها إذا لزمه -
باب ذكاة ما في بطن الذبيحة
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام وابن أبي قماش وابن زوران قالوا ثنا الحسن
334

ابن بشر بن سلم البجلي ثنا زهير عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكاة الجنين
ذكاة أمه (وكذلك) رواه عبيد الله بن أبي زياد القداح المكي عن أبي الزبير ومن ذلك الوجه أخرجه أبو داود في كتاب
السنن (وكذلك) رواه حماد بن شعيب وابن أبي ليلى عن أبي الزبير -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا عبد الله بن مسلمة ثنا ابن المبارك عن مجالد بن سعيد
عن أبي الوداك عن أبي سعيد رضي الله عنه قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنين فقال كلوه ان شئتم - رواه
أبو داود في كتاب السنن عن عبد الله بن مسلمة القعنبي -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا مسدد ثنا هشيم عن
مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله أحدنا ينحر الناقة ويذبح البقرة والشاة وفى بطنها
الجنين أيلقيه أم يأكله؟ فقال كلوه ان شئتم فان ذكاته ذكاة أمه - رواه أبو داود في السنن عن مسدد -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا يعقوب بن إبراهيم البزاز ثنا علي بن مسلم ثنا أبو يوسف
القاضي ثنا مجالد بن سعيد عن أبي الوداك عن أبي سعيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الجزور
والبقرة يوجد في بطنها الجنين قال إذا سميتم على الذبيحة فذكاته ذكاة أمه (وروى ذلك) عن أبي عبيدة الحداد عن يونس
عن أبي الوداك مختصرا -
وهو فيما (أنبأني) أبو عبد الله الحافظ أن أبا بكر محمد بن جعفر المزكى حدثهم ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا أحمد بن حنبل حدثني
عبد الواحد بن واصل أبو عبيدة الحداد ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي الوداك جبر بن نوف عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذكاة الجنين ذكاة أمه (وفى الباب) عن علي و عبد الله بن مسعود و عبد الله
ابن عمر و عبد الله بن عباس وأبى أيوب وأبي هريرة وأبى الدرداء وأبى امامة والبراء بن عازب رضي الله عنهم مرفوعا
وفى حديث الزهري عن ابن كعب بن مالك أنه قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون في الجنين إذا
اشعر فذكاته ذكاة أمه -
(أخبرنا) أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا ابن
بكير ثنا مالك (عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما انه كان يقول - ح وأخبرنا - أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي
إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب حدثني عبد الله بن عمرو مالك - 1)
ابن أنس أو غير واحد أن نافعا حدثهم أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (كان يقول - 1) إذا نحرت الناقة فذكاة
ما في بطنها (في ذكاتها إذا كان قد تم خلقه ونبت شعره وإذا خرج من بطنها - 1) حيا ذبح حتى يخرج الدم من جوفه -
لفظ حديث ابن بكير وفى رواية ابن وهب بذكاتها والباقي سواء - هذا هو الصحيح موقوف -
(وقد أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ محمد بن حمدويه بن سهل المروزي المطوعي ثنا
أبو شهاب معمر بن محمد بن معمر العوفي ثنا عصام بن يوسف ثنا المبارك بن مجاهد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الجنين ذكاته ذكاة أمه اشعر أو لم يشعر - رواه أبو الحسن علي بن
عمر الدارقطني في كتابه عن محمد بن حمدويه المروزي هذا وعلي بن الفضل بن طاهر -
(أخبرنا) بذلك أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ فذكره - وروى من أوجه عن ابن عمر رضي الله عنهما

(1) سقط من مد -
335

مرفوعا ورفعه عنه ضعيف والصحيح موقوف - وفى حديث الحارث عن علي رضي الله عنه أنه قال في ذكاة الجنين
ذكاة أمه -
(أخبرنا) أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي ببغداد ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي املاء ثنا
أبو يحيى جعفر بن محمد يعنى الرازي ثنا سهل بن عثمان ثنا يحيى بن أبي زائدة عن إدريس عن عطية عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال بهيمة الأنعام أحلت لكم وذكاته ذكاة أمه - وفى حديث محمد بن مسلم (1) أبى ثمامة البصري سمع حنظلة أبا خلدة قال
قال عمار بن ياسر يا حنظلة (أحلت لكم بهيمة الأنعام) وإنما أنزلت فيما أبهم عليه الرحم إذا تم خلقه ونبت شعره فذكاته
ذكاة أمه -
(أخبرناه) أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن سليمان بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل
البخاري قال قال عبد الله بن رجاء عن محمد بن مسلم -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا جرير عن منصور عن
قابوس قال ذبحت في الحي بقرة فوجدنا في بطنها جنينا فشويناه وقدمنا إلى أبى ظبيان فتناول لقمة منه فقال هذا الذي
حدثنا به ابن عباس رضي الله عنهما انه من بهيمة الأنعام (ورواه) أيضا طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما (وروينا)
عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في بهيمة الأنعام هو الجنين ذكاته ذكاة أمه -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب ثنا آدم ثنا شعبة عن المغيرة عن إبراهيم قال الجنين ذكاته
ذكاة أمه (قال وحدثنا) أبو نعيم ثنا سفيان عن الزبير بن عدي عن إبراهيم قال ذكاته ذكاة أمه (قال وحدثنا) أبو نعيم
ثنا سفيان (عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم قال كان يقال إنما هو ركن من أركانها ذكاته ذكاة أمه - قال وثنا - أبو نعيم
ثنا سفيان - 2) عن منصور عن إبراهيم قال كله اشعر أو لم يشعر إن لم تقذره يعنى الجنين قال يعقوب وقد روى عن حماد
عن إبراهيم قال لا يكون ذكاة نفس ذكاة نفسين - قال يعقوب حدثنا بعض أصحابنا عن عثمان بن عثمان أنبأ البتي قال كان
حماد إذا قال برأيه أصاب وإذا قال قال إبراهيم أخطأ (وروينا) عن سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد والحسن البصري
وعامر الشعبي وعطاء وطاوس ومجاهد ونافع و عبد الرحمن بن أبي ليلى وعكرمة وعمرو بن دينار نحو قولنا -
جماع أبواب كسب الحجام
باب التنزيه عن كسب الحجام
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن محمويه ثنا جعفر بن محمد ثنا آدم ثنا شعبة ثنا عون بن أبي جحيفة قال اشترى
أبى عبدا حجاما فأمر بمحاجمه فكسرت وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب وكسب البغى وثمن
الدم ولعن الواشمة والمستوشمة وآكل الربا ومؤكله ولعن المصور - رواه البخاري في الصحيح عن آدم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد (3) بن يوسف قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد

(1) ف - مسلمة
(2) سقط من مد
(3) ر - احمد - كذا -
336

ابن مزيد أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني إبراهيم بن قارظ حدثني السائب بن
يزيد حدثني رافع بن خديج رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كسب الحجام خبيث، ومهر البغى خبيث
وثمن الكلب خبيث - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث الوليد بن مسلم عن الأوزاعي -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن نصر الامام ثنا أبو قدامة ثنا يحيى القطان ثنا محمد بن يوسف
مولى عمرو بن عثمان المدني حدثني السائب بن يزيد عن رافع بن خديج رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
شر الكسب مهر البغى وثمن الكلب وكسب الحجام - رواه مسلم عن محمد بن حاتم عن يحيى بن سعيد -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ
الشافعي أنبأ سفيان عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة أن محيصة رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن كسب
الحجام فنهاه عنه فلم يزل يكلمه حتى قال أطعمه رقيقك واعلفه ناضحك -
(وأخبرنا) أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مالك (ح وأخبرنا) أبو أحمد المهرجاني أنبأ
أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم ثنا ابن بكير ثنا مالك عن ابن شهاب عن ابن محيصة أحد بنى حارثة عن أبيه انه
استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إجارة الحجام فنهاه عنها فلم يزل يسأله حتى قال اعلفه ناضحك ورقيقك -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا ابن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب
عن أبي عفير الأنصاري عن محمد بن سهل بن أبي حثمة عن محيصة بن مسعود الأنصاري رضي الله عنه انه كان له غلام حجام
يقال له نافع فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن خراجه فقال لا تقربه فرده على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال اعلف به الناضح واجعله في كرشه -
باب الرخصة في كسب الحجام
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد آباذي أنبأ إبراهيم بن عبد الله السعدي أنبأ يزيد بن هارون أنبأ
حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حجمه أبو طيبة (1) فأمر له بصاعين من طعام وكلم
مواليه فخففوا عنه من ضريبته وقال خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة -
أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من أوجه عن حميد -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ
الشافعي أنبأ مالك عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال حجم أبو طيبة (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر له بصاع
من تمر وأمر أهله ان يخففوا عنه من خراجه - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي اياس ثنا شعبة عن
حميد الطويل قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما فحجمه وأمر له بصاع
أو صاعين أو مد أو مدين وكلم فيه فخفف من ضريبته - رواه البخاري في الصحيح عن آدم وأخرجه مسلم من وجه
آخر عن شعبة -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري وأبو الحسين بن بشران قالا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا محمد بن عبيد عن
مسعر عن عمرو بن عامر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم ولا يظلم أحدا اجره -
أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن مسعر بن كدام -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه وأبو بكر بن بالويه قالا أنبأ إسحاق بن الحسن ثنا عفان (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا موسى بن الحسن بن عباد ثنا معلى بن أسد العمى قالا ثنا وهيب

(1) ر - أبو ظبية - كذا - ح -
337

عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام اجره
واستعط - رواه البخاري عن معلى بن أسد ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر
عن عاصم بن سليمان عن الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حجمه عبد لبنى بياضة
فأعطاه اجره ولو كان حراما لم يعطه وأمر مواليه ان يخففوا عنه من خراجه - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا مسدد ثنا يزيد بن
زريع ثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام اجره
ولو علمه خبيثا لم يعطه - رواه البخاري في الصحيح عن مسدد -
(وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا
عبد الوهاب الثقفي ثنا خالد بن عكرمة ومحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى
الحجام اجره ولو كان خبيثا لم يعطه (ورواه) أيضا أيوب عن محمد بن سيرين عن ابن عباس ورواية محمد بن سيرين عن ابن
عباس مرسلة -
(أخبرناه) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ عبد الوهاب
عن أيوب (ح وأنبأ) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن
زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأجره ولو كان
حراما لم يعطه -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا حجاج وسليمان قالا ثنا يزيد بن إبراهيم
ثنا محمد بن سيرين قال أنبئت أن ابن عباس رضي الله عنهما قال احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجره ولو رأى به
بأسا لم يعطه -
(أخبرنا) أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ سفيان أخبرني إبراهيم بن ميسرة عن طاوس
احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للحاجم اشكموه -
(أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا ورقاء عن عبد الاعلى عن أبي جميلة
عن علي رضي الله عنه قال احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وأمرني فأعطيت الحجام اجره - وهذا أولى وأشبه بما مضى مما روى
عن عطاء الخراساني عن عبد الله بن ضمرة عن علي رضي الله عنه كسب الحجام من السحت -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي وقد روى أن رجلا ذا قرابة لعثمان
رضي الله عنه قدم عليه فسأله عن معاشه فذكر له غلة حمام وكسب حجام أو حجامين فقال إن كسبكم لوسخ أو قال لدنس
أو لدني أو كلمة تشبهها -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
أنبأ ابن وهب أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه أنه قال أخبرنا الثقة أن قريشا كانت تتكرم في الجاهلية عن كسب
الحجام ولو كان حراما لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصاري اجعله في علف ناضح اليتيم -
باب ما جاء في فضل الحجامة على طريق الاختصار
حديث انس بن مالك قد مضى
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن
338

نصر ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيرا حدثه أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه أن جابر بن عبد الله رضي الله عنه
عاد المقنع ثم قال لا أبرح حتى يحتجم فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول إن فيه شفاء - رواه البخاري
في الصحيح عن سعيد بن تليد ورواه مسلم عن هارون بن معروف وأبى الطاهر كلهم عن ابن وهب -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا عبد الله بن بكر السهمي ثنا حميد
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أمثل ما تداويتم به أو خير ما تداويتم به الحجامة
والقسط البحري ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز - أخرجاه في الصحيح كما مضى -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن الهيثم الشعراني ثنا أحمد بن يونس ثنا حماد بن سلمة عن محمد
ابن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في يافوخه من وجع كان به
وقال وإن كان في شئ شفاء مما تداوون به فالحجامة -
(أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنبأ حاجب بن أحمد بن سفيان ثنا عبد الرحيم بن منيب (1) ثنا جرير عن عبد الملك
هو ابن عمير عن حصين بن أبي حر (2) عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال كنت قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال فدعا الحجام فعلق عليه محاجم قرون ثم شرطه بشفرة فدخل عليه اعرابي من بنى فزارة فقال يا رسول الله ما هذا
يقطع جلدك؟ قال هذا الحجم قال وما الحجم؟ قال من خير دواء يتداوى به الناس -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن الوزير الدمشقي ثنا يحيى بن حسان ثنا عبد الرحمن بن أبي
الموالي ثنا فائد مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن مولاه عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن جدته سلمى رضي الله عنها
خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ما كان أحد يشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا في رأسه الا قال احتجم
ولا وجعا في رجليه الا قال اخضبهما -
(وأخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد آباذي ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي البصري ببغداد
ثنا أبو عامر ثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي عن أيوب بن حسن عن جدته سلمى قالت ما سمعت أحدا يشكو إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وجع رأسه الا أمره بالحجامة ولا وجع رجليه الا أمره ان يخضبهما بالحناء - أيوب بن حسن هو ابن علي
ابن أبي رافع وقد اختلف فيه على ابن أبي الموالي -
باب موضع الحجامة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله التاجر ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ثنا الأنصاري ثنا
هشام بن حسان قال أخبرني عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم في
رأسه من صداع كان به أو وثى واحتجم في ماء يقال له لحى جمل - رواه البخاري في الصحيح عن الأنصاري وأخرجه
أيضا من حديث عبد الله ابن بحينة رضي الله عنه بمعناه وقد مضى في كتاب الحج -
(حدثنا) السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن القطان ثنا أبو الأزهر
السليطي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على ظهر قدمه
وهو محرم - كذا في هذه الرواية على ظهر قدمه وفى رواية ابن بحينة وابن عباس رضي الله عنهما في رأسه والعدد أولى
بالحفظ من الواحد الا أن يكون فعل ذلك مرتين وهو محرم والله أعلم -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق وأبو مسلم قالا ثنا مسلم ثنا هشام عن أبي الزبير

(1) ر - مالك - خطأ - ح
(2) سقطت كلمة حر من ف - ووقع في ر - أبي حسن - ح -
339

عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على وركه من وثى كان به - كذا قال مسلم بن إبراهيم على وركه -
(وقد أخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا هشام عن أبي الزبير عن جابر
ابن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم من وثى كان بوركه أو قال بظهره - فكأنه صلى الله
عليه وسلم احتجم في رأسه وهو محرم من وثى كان به أو صداع كما رويناه في حديث ابن عباس رضي الله عنهما -
(أخبرنا) أبو الخير جامع بن أحمد بن محمد الوكيل أنبأ أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد آباذي (ح وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي
إسحاق المزكى أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي قالا ثنا عثمان بن سعيد ثنا علي بن عثمان اللاحقي ثنا جرير
وهو ابن حازم عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال كان يحتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا اثنين في الأخدعين
وواحدا في الكاهل -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن الفضل حدثني ابن مصفى ثنا الوليد هو ابن مسلم حدثني ابن
ثوبان عن أبيه عن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه انه حدثه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يحتجم على هامته وبين كتفيه
ويقول من اهراق من هذه الدماء فلا يضره ان لا يتداوى بشئ أظنه قال لشئ -
باب ما جاء في وقت الحجامة
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن
سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة
واحدى وعشرين كان شفاء من كل داء -
(وأخبرنا) أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا عباد بن منصور عن
عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير ما تحتجمون فيه سبع عشرة وتسع عشرة
واحدى وعشرين (ورواه) أيضا الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا (وروى) سلام بن سلم الطويل وهو متروك
عن زيد العمى عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من احتجم يوم الثلاثاء
لسبع عشرة من الشهر كان دواء لداء السنة -
(أخبرناه) أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا أبو خليفة ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا سلام الطويل - فذكره -
(وروى عن زيد كما أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا أبو معمر ثنا هشيم عن زيد
العمى عن معاوية بن قرة عن أنس رفعه (1) قال من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من الشهر اخرج الله منه داء
سنة (ورواه) أبو جزى نصر بن طريف باسنادين له عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا وهو متروك لا ينبغي ذكره -
(أخبرناه) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا أبو سلمة (قال وحدثنا) هشام بن علي السيرافي
ثنا أبو سلمة المنقري (ح وأخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل وهو أبو سلمة
أخبرني أبو بكرة بكار بن عبد العزيز أخبرتني عمتي وهي كبشة بنت أبي بكرة أن أباها كان ينهى أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء
ويزعم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ - لفظ حديث أبي داود ورواية
ابن عبدان بمعناه - النهى الذي فيه موقوف غير مرفوع واسناده ليس بالقوى والله أعلم -
(حدثنا) أبو عبد الرحمن السلمي املاء أنبأ عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي أنبأ أبو مسلم الكجي ثنا حجاج بن منهال
أنبأ حماد بن سلمة عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من احتجم يوم الأربعاء ويوم السبت فرأى وضحا فلا يلومن الا نفسه، سليمان بن أرقم ضعيف

(1) مص - يرفعه -
340

وروى عن ابن سمعان وسليمان بن يزيد عن الزهري كذلك أيضا موصولا وهو أيضا ضعيف (وروى) عن الحسن بن الصلت
عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا وهو أيضا ضعيف - والمحفوظ عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم
منقطعا والله أعلم -
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي ثنا عبد الله بن
حماد الآملي (1) ثنا عبد الله بن صالح ثنا عطاف بن خالد (عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها محتجم الا عرض له داء لا يشفى منه - عطاف بن خالد - 2) ضعيف - وروى يحيى بن
العلاء الرازي وهو متروك باسناد له عن الحسين بن علي فيه حديثا مرفوعا وليس بشئ -
باب ما جاء في استحباب ترك الإكتواء والإسترقاء
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الباغندي ثنا أبو نعيم ثنا عبد الرحمن بن الغسيل ابن حنظلة بن
الراهب عن عاصم بن عمر بن قتادة قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن كان في شئ من أدويتكم خير ففي شرطة الحجامة أو شربة عسل أو لذعة بنار وما أحب ان اكتوى - رواه
البخاري في الصحيح عن أبي نعيم -
(وأخبرنا) على أنبأ احمد ثنا عباس بن الفضل ثنا أبو الوليد ثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل ثنا عاصم بن عمر بن قتادة
قال أتانا جابر رضي الله عنه إلى بيتنا فحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن كان في أدويتكم أو ما تداوون به خير فشرطة
حجام أو شربة عسل أو لذعة بنار توافق داء وما أحب ان اكتوى - رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وأخرجه مسلم
من وجه آخر عن عبد الرحمن -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ثنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي ثنا أبو يحيى محمد بن
عبد الرحيم ثنا سريج بن يونس عن مروان بن شجاع عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشفاء في ثلاثة في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار وانا انهى أمتي عن الكي - رواه
البخاري في الصحيح عن محمد بن عبد الرحيم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار الأصبهاني املاء ثنا أبو يحيى أحمد بن عصام بن
عبد المجيد الأنصاري الأصبهاني ثنا روح بن عبادة القيسي ثنا شعبة قال سمعت حصين بن عبد الرحمن قال كنت قاعدا عند
سعيد بن جبير فقال اية ساعة البارحة كان كذا وكذا؟ فقلت كذا وكذا فظننته ظن انى كنت اصلى فقلت انى لدغت البارحة
فقال ألا إسترقيت؟ فقلت انى سمعت الشعبي يحدث عن بريدة بن حصيب أنه قال لا رقية الا من عين أو حمة فقال سعيد بن
جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب قال
فقلت من هم؟ قال هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يعتافون وعلى ربهم يتوكلون - رواه البخاري في الصحيح
عن إسحاق عن روح وأخرجه مسلم من وجه آخر عن حصين -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ
الثوري حدثني منصور بن المعتمر عن مجاهد عن عقار (3) بن المغيرة بن شعبة عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكل (وقيل) عنه عن مجاهد عن حسان بن أبي وجزة عن عقار (3) وقد
سمع مجاهد الحديث عن عقار (3) الا انه لم يحفظه فأمر حسانا فحفظه له قاله جرير عن منصور -

(1) مص - الابلى - كذا - ح
(2) سقط من مد
(3) مص - ومد - عفان - خطأ - ح
341

(حدثنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن
سلمة عن ثابت عن مطرف عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكي فاكتوينا
فما أفلحنا ولا انجحنا -
باب ما جاء في إباحة قطع العروق والكي عند الحاجة
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق قالا أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو معاوية عن الأعمش عن أبي
سفيان عن جابر رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بن كعب طبيبا فقطع منه عرقا ثم كواه
عليه (1) رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو ثنا عباس بن محمد ثنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن أبي
سفيان عن جابر رضي الله عنه قال مرض أبي بن كعب رضي الله عنه مرضا فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم طبيبا فكواه
على اكحله - أخرجه مسلم في الصحيح من أوجه عن الأعمش -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن إسحاق أنبأ محمد بن أيوب أنبأ أحمد بن يونس ثنا زهير (ح وأخبرنا)
أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن نصر الامام ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو خيثمة عن أبي الزبير عن جابر بن
عبد الله رضي الله عنه قال رمى سعد بن معاذ في اكحله فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بيده ثم ورمت فحسمه الثانية - لفظ
حديث يحيى - رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأحمد بن يونس -
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالا أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن يحيى
أنبأ يزيد بن زريع عن معمر عن الزهري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كوى أسعد
ابن زرارة من الشوكة -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن أبي إسحاق عن أبي
الأحوص عن ابن مسعود رضي الله عنه قال جاء نفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ان صاحبا لنا
اشتكى أفنكويه؟ قال فسكت ساعة ثم قال إن شئتم فاكووه وان شئتم فارضفوه يعنى بالحجارة (ورواه) الثوري عن أبي
إسحاق بمعناه وقال فارضفوه بالرضف -
(أخبرناه) أبو منصور الظفر بن محمد بن أحمد العلوي رحمه الله أنبأ أبو جعفر بن دحيم ثنا أحمد بن حازم ثنا قبيصة ثنا سفيان
(عن أبي إسحاق - 2) عن أبي الأحوص عن عبد الله رضي الله عنه قال اشتكى رجل من الأنصار فاشتد وجعه فنعت له (3)
الكي فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه فسكت ثلاثا فقال إن شئتم وان شئتم فارضفوه بالرضف -
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ بكر بن محمد الصيرفي ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا علي بن عبد الله ثنا ريحان بن سعيد
ثنا عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل
بيت من الأنصار يرقوا من الحمة وأذن برقية العين والنفس وقال أنس كويت من ذات الجنب ورسول الله صلى الله عليه

(1) مص - كوا عليه
(2) سقط من مد
(3) مص - إليه -
342

وسلم حي وشهدني أبو طلحة وأنس بن النضر وزيد بن ثابت، وأبو طلحة كوانى (قال البخاري) وقال عباد بن منصور
وساق هذا الحديث بعد حديث عارم عن حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس أن أبا طلحة وأنس بن النضر كوياه
كواه أبو طلحة بيده -
(وأخبرنا) أبو الحسن المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن عبيد ثنا حماد بن زيد قال قرأ
جرير (1) كتبا لأبي قلابة قال أيوب قد سمعه من أبى قلابة عن أنس رضي الله عنه قال كويت من ذات الجنب فشهدني
أنس بن النضر وأبو طلحة كوانى -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري
عن سالم أن ابن عمر رضي الله عنه اكتوى من اللقوة وكوى ابنه واقدا -
(وأخبرنا) ابن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله (2) بن عمر عن نافع عن
ابن عمر رضي الله عنهما انه اكتوى من اللقوة واسترقى من العقرب -
باب ما جاء في إباحة التداوي
(أنبأ) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا أبو أحمد
الزبيري عن عمر بن سعيد عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
الله لم ينزل داء الا انزل له شفاء - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن المثنى عن أبي احمد -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا
بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل - رواه مسلم في
الصحيح عن هارون بن معروف وغيره عن ابن وهب -
(أخبرنا) أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا
حفص بن عمر ثنا شعبة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه كأنما على رؤسهم الطير فسلمت ثم قعدت فجاء الاعراب من ههنا وههنا فقالوا يا رسول الله نتداوى؟ قال تداووا
فان الله عز وجل لم يضع داء الا وضع له دواء غير واحد، الهرم قال وسألوه عن أشياء لا بأس بها علينا حرج في كذا وعلينا
حرج في كذا؟ قال عباد الله وضع الله الحرج الا من اقترض أمرا (3) ظلما فذاك الذي حرج وهلك قالوا يا رسول الله
ما خير ما اعطى الناس قال خلق حسن - رواه أبو داود في كتاب السنن عن حفص بن عمر إلى قوله الهرم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان ثنا سفيان بن عيينة عن عطاء بن السائب عن أبي
عبد الرحمن عن ابن مسعود رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم ما انزل الله من داء الا وانزل له شفاء علمه
من علمه وجهله من جهله -

(1) مد - أبو حرير - كذا
(2) ف - عبد الله كذا
(3) كذا ولعله امرءا فقد روى أبو داود الشق الثاني من الحديث في
المناسك وفيه - اقترض عرض رجل مسلم وهو ظالم - ح
343

باب ما جاء في الاحتماء
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني املاء أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا زيد بن
الحباب ثنا فليح بن سليمان المدني أخبرني أيوب بن عبد الرحمن الأنصاري عن يعقوب بن أبي يعقوب عن أم مبشر
الأنصارية وكانت بعض خالات رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي
ابن أبي طالب رضي الله عنه ناقة من المرض وفى البيت عذق معلق فقام النبي صلى الله عليه وسلم (فتناول منه فاقبل علي
يتناول منه فقال دعه فإنه لا يوافقك انك ناقة قالت فقمت إلى شعير وسلق وطبخته فجئت به النبي صلى الله عليه وسلم - 1)
فقال كل من هذا فإنه أنفع لك - كذا قال أم مبشر وكذلك قاله إسحاق الحنظلي عن زيد بن الحباب -
(وقد أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو عامر ثنا فليح
عن أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة عن يعقوب بن أبي يعقوب عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية قالت دخل على
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي رضي الله عنه - فذكر معناه (وكذلك) قاله أبو داود وسريج بن النعمان عن فليح
(وكذلك) المعافى بن سليمان عن فليح وفى رواية زيد بن الحباب وهم -
(أخبرنا) أبو حامد أحمد بن أبي خلف بن أحمد الصوفي الأسفرائيني بها ثنا أبو بكر محمد بن يزداد بن مسعود ثنا محمد بن أيوب
أنبأ سهل بن عثمان ثنا عبد الله بن المبارك عن عبد الحميد بن زياد بن صهيب (عن أبيه عن جده صهيب - 1) قال قدمت على
النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا وبين يديه التمر فقال تعال كل قال فجعلت آكل التمر قال تأكل التمر وبك رمد؟ قال
قلت إني امضغه من ناحية أخرى قال فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم -
باب أدوية النبي صلى الله عليه وسلم سوى
ما مضى في الباب قبله
(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني عمران بن موسى ثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا ثنا محمد بن
جعفر ثنا شعبة عن قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن بطن اخى قد استطلق
فقال اسقه العسل فسقاه فقال قد سقيته فلم يزده الا استطلاقا فقال اسقه عسلا في الثالثة أو الرابعة قال فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عسلا فسقاه فبرأ - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن بشار ورواه مسلم
عن محمد بن مثنى ومحمد بن بشار -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا علي بن سلمة اللبقي ثنا
زيد بن الحباب ثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم عليكم بالشفائين العسل والقرآن - رفعه غير معروف والصحيح موقوف ورواه وكيع عن سفيان موقوفا -

(1) سقط من مد -
344

(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ حمزة بن محمد بن العباس بن الفضل (ح وأنبأ) أبو علي الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن
شاذان ببغداد أنبأ حمزة بن محمد بن العباس ثنا العباس الدوري ثنا عبيد الله هو ابن موسى أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق
عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في القرآن شفاءآن القرآن والعسل، القرآن شفاء لما في الصدور
والعسل شفاء من كل داء - هذا هو الصحيح موقوف (ورواه) أيضا الأعمش عن خيثمة والأسود عن عبد الله موقوفا -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن القطان ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف
السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر بن راشد عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للشونيز عليكم بهذه الحبة السوداء فان فيها شفاء من كل شئ أو داء
الا السام - يريد به الموت - رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري من وجه آخر
عن الزهري -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عمرو بن
حريث عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكمأة من المن وماؤها شفاء
للعين - رواه مسلم في الصحيح عن ابن أبي عمر عن سفيان وأخرجاه من أوجه اخر عن عبد الملك -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبيد الله المنادى ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد
ثنا هاشم بن هاشم عن عامر بن سعد أن سعدا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصبح بسبع تمرات
من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن راهويه عن أبي بدر وأخرجاه من أوجه
اخر عن هاشم (ورواه) أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن عن عامر بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره شئ (1) حتى يمسى -
(أخبرناه) أبو زكريا بن أبي إسحاق (2) أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الديبلي بمكة ثنا محمد بن علي بن زيد الصائغ ثنا عبد الله
ابن مسلمة القعنبي ثنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن عبد الرحمن - فذكره - رواه مسلم عن القعنبي -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف املاء أنبأ أبو محمد عبد الله بن إسحاق الفاكهي بمكة ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ثنا
أبو عبد الرحمن المقرى ثنا المسعودي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل لم ينزل داء الا وضع (3) له شفاء الا السام فعليكم بألبان البقر فإنها ترم
من كل شجر -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا أبو النضر ثنا أبو خيثمة عن امرأة من
أهله عن مليكة بنت عمرو الجعفية انها قالت لها عليك بسمن البقر من الذبحة أو من القرحتين فان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إن ألبانها أو لبنها شفاء وسمنها دواء ولحمها أو لحومها داء -
(أخبرنا) أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الهيثم بن خلف الدوري و عبد الله بن صالح قالا ثنا محمد بن علي بن
الحسن بن شقيق قال سمعت أبي يقول أنبأ عبد الله بن المبارك عن يونس عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة
رضي الله عنها انها كانت تأمر بالتلبينة للمريض والمحزون على الهالك وتقول انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
التلبينة تجم فؤاد المريض وتذهب بعض الحزن - رواه البخاري في الصحيح عن حبان عن ابن المبارك هكذا وأخرجاه
من حديث الليث عن عقيل وقد مضى في كتاب الجنائز -

(1) مص - ف - سم - وكذا في صحيح مسلم
(2) مد - أبو بكر بن إسحاق - ف - أبو بكر بن أبي إسحاق
(3) ر - انزل -
345

(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني
ثنا روح بن عبادة ثنا أيمن بن نابل حدثتني فاطمة بنت أبي ليث عن أم كلثوم بنت عمرو بن أبي عقرب قالت سمعت
عائشة رضي الله عنها تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عليك بالتلبين البغيض النافع والذي نفسي بيده انه
يغسل بطن أحدكم كما يغسل أحدكم وجهه بالماء من الوسخ - وقالت كان إذا اشتكى أحد من أهله شيئا لا تزال البرمة على
النار حتى يأتي على أحد طرفيه -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله
ابن عبد الله عن أم قيس بنت محصن أخت عكاشة بن محصن، الأسدية قالت دخلت بابن لي على النبي صلى الله عليه وسلم
قد أعلقت عليه أو قال عنه من العذرة قال على ما تدغرن أولادكن بهذا العلاق؟ عليكن بهذا العود الهندي فان فيه شفاء من
سبعة أشفية يسعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب - رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله ورواه مسلم
عن يحيى بن يحيى وابن أبي عمر وغيرهما عن سفيان (قال فيه) ابن أبي عمر يعنى القسط -
(وذلك فيما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن عيسى ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا ابن أبي عمر ثنا سفيان - فذكره وقال إن
فيه أشفية -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد المقرى ابن الحمامي ثنا أحمد بن سلمان ثنا الحسن بن مكرم ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا شعبة عن
خالد الحذاء عن ميمون أبى عبد الله عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تداووا من
ذات الجنب بالزيت والقسط البحري (ورواه) عبد الرحمن بن ميمون عن أبيه عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال نعت لنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات الجنب ورسا وزيتا وقسطا -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب
حدثني الليث عن الحسن بن (1) ثوبان الهمداني عن قيس بن رافع الأشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ماذا في
الامرين من الشفاء الصبر والثفاء (2) أورده أبو داود في المراسيل -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد ثنا إسحاق الأزرق ثنا زكريا عن الشعبي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الدواء السعوط واللدود والحجامة والمشي والعلق - هذا مرسل أورده
أبو داود في المراسيل (ورواه) عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي (وروينا) فيما مضى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا أبو بكر
الحنفي ثنا عبد الحميد بن جعفر عن عتبة بن عبد الله التيمي عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت سألني رسول الله صلى الله
عليه وسلم بماذا تستمشين؟ قلت بالشبرم قال حار قالت ثم قلت استمشيت بالسنا قال إن كان في شئ شفاء من الموت
لكان في السنا - هكذا رواه أبو بكر الحنفي عن عبد الحميد بن جعفر وخالفه أبو أسامة عن عبد الحميد في اسناده فقال عن زرعة
ابن عبد الله البياضي الأنصاري وقيل ابن عبد الرحمن عن مولى لمعمر التيمي عن أسماء بنت عميس -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو رزعة الدمشقي حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم حدثني

(1) ف - عن - خطأ - ح
(2) الثفاء كقراء الخردل أو الحرف واحدته بهاء - قاموس -
346

عبد الله بن مروان بن معاوية الفزاري قال سمعت شداد بن عبد الرحمن من ولد شداد بن أوس حدثني إبراهيم بن أبي عبلة
قال انطلقت مع ابن الديلمي حتى دخلنا على أبى أبى الأنصاري رضي الله عنه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
السنا والسنوت فيهما دواء من كل داء قال فقيل لإبراهيم وما السنوت فقال أما سمعت قول الشاعر -
هم السمن بالسنوت لا للس فيهم * وهم يمنعون الجار أن يتقردا
(ورواه) عمرو بن بكر بن تميم عن إبراهيم بن أبي عبلة وزاد فيه الا السام وفسر عمرو السنوت في هذا الحديث بالعسل واما
في غريب كلام العرب فهو رب عكة السمن يخرج خططا سودا على السمن ثم ذكر الشعر وفسر قوله لا الس فيهم قال
لا غش فيهم وقوله إن يتقردا أي لا يستذل جارهم -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد الصنعاني ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبرى أنبأ عبد الرزاق عن
معمر عن يحيى بن عبد الله يعنى ابن بحير بن ريسان قال أخبرني من سمع فروة بن مسيك رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله
ان أرضا عندنا يقال لها ارض أبين وهي ارض ريعنا وميرتنا وهي وبيئة أو قال وباؤها شديد قال فقال النبي صلى الله عليه
وسلم دعها عنك فان من القرف التلف (قال القتيبي) القرف مداناة الوباء والمرض قال أبو سليمان وهذا من باب الطب
لان فساد الأهواء من أضر الأشياء وأسرعها إلى اسقام البدن عند الأطباء (قال الشيخ رحمه الله تعالى) وهذا نظير قوله
صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم به في ارض فلا تقدموا عليه وكل ذلك بمشيئة الله واذنه ولا حول ولا قوة الا بالله -
باب لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب
(أخبرنا) أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ثنا يحيى بن منصور القاضي ثنا إبراهيم بن أبي طالب (ح وأخبرنا) أبو نصر
ابن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا أبو عبد الله محمد بن زياد بقرية حدادة قالا ثنا أبو كريب ثنا بكر بن يونس عن موسى بن
علي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكرهوا مرضاكم على الطعام
والشراب فان الله يطعمهم ويسقيهم - لفظ حديث أبي نصر اسنادا ومتنا - تفرد به بكر بن يونس بن بكير عن موسى بن علي
وهو منكر الحديث قاله البخاري (ورواه) علي بن قتيبة الرفاعي ومحمد بن الوليد اليشكري عن مالك عن نافع عن ابن
عمر رضي الله عنهما مرفوعا وهو باطل لا أصل له من حديث مالك -
باب إباحة الرقية بكتاب الله عز وجل
وبما يعرف من ذكر الله
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر
ثنا عبد الواحد بن زياد أنبأ سليمان الشيباني عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه أنه قال سألت عائشة رضي الله عنها عن
الرقية من الحمة فقالت رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من كل ذي حمة - رواه البخاري في الصحيح عن
موسى بن إسماعيل عن عبد الواحد وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الشيباني -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ أبو المثنى أنبأ محمد بن كثير أنبأ سفيان بن سعيد حدثني معبد
ابن خالد عن عبد الله بن شداد عن عائشة رضي الله عنها قالت أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أسترقي من العين -
رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير وأخرجه مسلم من وجه آخر عن سفيان -
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا محمد بن وهب ثنا محمد بن حرب
347

ثنا الزبيدي عن الزهري عن عروة بن الزبير عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه
وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال لو استرقوا لها فان بها نظرة -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا أبو عبد الله محمد بن بشر بن مروان ثنا أبو الربيع سليمان
ابن داود ثنا محمد بن حرب حدثني محمد بن الوليد الزبيدي بمثل اسناده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجارية في
بيت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رأى بوجهها سفعة فقال بها نظرة فاسترقوا لها - يعنى بوجهها صفرة - رواه
البخاري في الصحيح عن محمد بن خالد عن محمد بن وهب بن عطية الدمشقي ورواه مسلم عن أبي الربيع -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري وأبو الحسين بن بشران قالا ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق
أنبأ معمر عن أيوب عن عمرو بن دينار عن عروة بن عامر عن عبيد بن رفاعة عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت
قلت أي رسول الله ان بنى جعفر تصيبهم العين أفأسترقي لهم؟ قال نعم ولو كان شئ يسبق القدر لسبقته العين (وحدثنا)
أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي املاء أنبأ أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي ثنا محمود بن آدم المروزي ثنا
سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عروة بن عامر عن عبيد بن رفاعة الزرقي ان أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت
يا رسول الله فذكره بنحوه الا أنه قال القضاء بدل القدر -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا ابن الصباح ثنا إسماعيل بن زكريا عن
حصين (ح وأخبرنا) أبو سعيد الصيرفي وأبو عبد الله السوسي قالا ثنا أبو العباس الأصم ثنا أحمد بن عبد الحميد (1) ثنا
طلق بن غنام حدثني مالك بن مغول عن حصين عن الشعبي عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا رقية الا من عين أو حمة (قال الشيخ) يعنى والله أعلم هما أولى بالرقى لما فيهما من زيادة الضرر، والحمة سم
ذوات السموم -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ثنا ابن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان عن عاصم
عن يوسف بن عبد الله بن الحارث عن انس بن مالك رضي الله عنه قال رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية
من اللقوة والنملة والحمة - كذا في كتابي اللقوة -
(وقد أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد الله أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يحيى بن آدم
ثنا سفيان - فذكره باسناده وقال من العين بدل اللقوة - رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة - وقال أبو عبيد
قال الأصمعي النملة هي قروح تخرج في الجنب وغيره -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ ابن جريج
عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنى عمرو بن حزم في رقية الحية -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب (ح وأخبرنا)
أبو سهل محمد بن نصرويه المروزي ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب أنبأ أبو بكر يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب أنبأ
ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاسماء مالي أرى أجسام بنى
اخى ضارعة أتصيبهم حاجة؟ قالت لا ولكن العين تسرع إليهم أفارقيهم؟ قال وبماذا؟ فعرضت عليه كلاما لا باس به فقال
نعم أرقيهم - رواه مسلم في الصحيح مدرجا في الأول من حديث أبي عاصم عن ابن جريج -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه وأبو العباس النضروي قالا أنبأ الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن
عبادة ثنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا رضي الله عنه يقول لدغ رجلا منا عقرب ونحن جلوس مع النبي
صلى الله عليه وسلم فقال رجل يا رسول الله ارقيه؟ فقال من استطاع منكم ان ينفع أخاه فلينفعه - رواه مسلم في الصحيح

(1) مص - عبد الجبار -
348

عن محمد بن حاتم عن روح -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية
عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقي وكان
عند آل عمرو بن حزم رقية يرقون بها من العقرب فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انك نهيت عن الرقي
وكانت عندنا رقية نرقى بها من العقرب قال فاعرضها على فعرضها عليه فقال ما أرى بأسا من استطاع منكم ان ينفع أخاه
فلينفعه - رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب عن أبي معاوية -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن رجاء ثنا أحمد بن عيسى أنبأ ابن وهب عن معاوية
ابن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال كنا نرقى في الجاهلية فقلنا يا رسول الله
ما تقول في ذلك؟ فقال اعرضوا على رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك - رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر
عن ابن وهب -
(أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم المشاط قالا أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم
أبن على ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو معاوية عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن صالح بن كيسان عن أبي بكر بن سليمان بن أبي
حثمة عن الشفاء رضي الله عنها قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على حفصة وانا عندها فقال لي ألا تعلميها رقية
النمل كما علمتيها الكتابة -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن
نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث ويونس بن يزيد عن ابن شهاب أن أبا خزامة حدثه أن أباه حدثه أنه قال
يا رسول الله أرأيت دواء نتداوى به ورقى نسترقى بها واتقاء نتقيها هل يرد ذلك من قدر الله من شئ؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم انه من قدر الله -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر الفارسي ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح حدثني
الليث حدثني يونس عن ابن شهاب حدثني أبو خزامة أحد بنى الحارث بن سعد أن أباه اخبره انه سأل فذكره بمثله قال
يعقوب أبو خزامة بن معمر السعدي سعد هذيم قضاعي -
(وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأنصاري القاضي
ثنا طلحة بن يحيى عن يونس عن ابن شهاب عن أبي خزامة زيد بن الحارث عن أبيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
كذا قال والأول أصح والله أعلم (قال الشيخ) وروى عن معمر و عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن ابن أبي خزامة
عن أبيه والأول أصح -
(وأخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف قال ذكر سفيان عن يحيى
ابن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل أبو بكر رضي الله عنه عليها وعندها يهودية ترقيها فقال ارقيها
بكتاب الله عز وجل -
(وأخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال سألت الشافعي عن الرقية فقال لا بأس ان يرقى
الرجل بكتاب الله وما يعرف من ذكر الله فقلت أيرقى أهل الكتاب المسلمين؟ فقال نعم إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله
وذكر الله فقلت وما الحجة في ذلك؟ فقال غير حجة واما رواية صاحبنا وصاحبك فان مالكا أخبرنا عن يحيى بن سعيد
عن عمرة بنت عبد الرحمن أن أبا بكر رضي الله عنه (دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها - 1) قال ارقيها بكتاب الله
(قال الشيخ رحمه الله) والاخبار فيما رقى به النبي صلى الله عليه وسلم ورقى به وفيما تداوى به وأمر بالتداوي به كثيرة

(1) سقط من مد -
349

قد أخرجت بعض ما ورد في الرقي في كتاب الدعوات وبالله التوفيق
باب التمائم
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن العلاء ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن
يحيى بن الجزار عن ابن أخي زينب امرأة عبد الله يعنى ابن مسعود عن زينب امرأة عبد الله عن عبد الله رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرقي والتمائم والتولة شرك قالت قلت لم تقول هذا؟ والله لقد كانت عيني
تقذف فكنت اختلف إلى فلان اليهودي يرقيني فإذا رقاني سكنت فقال عبد الله (إنما كان ذلك عمل الشيطان كان ينخسها بيده
فإذا رقاها كف عنها - 1) إنما كان يكفيك ان تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذهب البأس رب الناس
اشف أنت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما -
أنبأ) أبو نصر بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالا أنبأ أبو عمرو بن مطر قال حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي ثنا
يحيى بن يحيى أنبأ جرير عن الركين بن الربيع بن عميلة عن القاسم بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن حرملة عن عبد الله
ابن مسعود رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره عشر خلال، تختم الذهب وجر الإزار والصفرة
يعنى الخلوق وتغيير الشيب والرقى الا بالمعوذات وعقد التمائم والضرب بالكعاب والتبرج بالزينة لغير محلها وعزل الماء
عن محله وافساد الصبي غير محرمه - قال أبو عبيد اما التولة فهي بكسر التاء وهو الذي يحبب المرأة إلى زوجها هو من
السحر وذلك لا يجوز واما الرقي والتمائم فإنما أراد عبد الله ما كان بغير لسان العربية مما لا يدرى ما هو (قال الشيخ)
والتميمة يقال إنها خرزة كانوا يتعلقونها يرون انها تدفع عنهم الآفات ويقال قلادة تعلق فيها العوذ -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا ابن
وهب أخبرني حياة بن شريح أن خالد بن عبيد المعافري حدثه عن أبي المصعب مشرح بن هاعان انه سمعه يقول سمعت
عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من علق تميمة فلا أتم الله له ومن علق
ودعة فلا ودع الله له (قال الشيخ) وهذا أيضا يرجع معناه إلى ما قال أبو عبيد وقد يحتمل أن يكون ذلك وما أشبهه من
النهى والكراهية فيمن تعلقها وهو يرى تمام العافية وزوال العلة منها على ما كان أهل الجاهلية يصنعون فأما من تعلقها
متبركا بذكر الله تعالى فيها وهو يعلم أن لا كاشف الا الله ولا دافع عنه سواه فلا بأس بها إن شاء الله -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هارون بن سليمان ثنا عبد الرحمن
ابن مهدي عن عبد الله بن المبارك عن طلحة بن أبي سعيد عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن القاسم بن محمد عن عائشة
رضي الله عنها قالت ليس التميمة ما يعلق قبل البلاء إنما التميمة ما يعلق بعد البلاء ليدفع به المقادير (2) (ورواه) عبدان عن ابن
المبارك وقال في متنه انها قالت التمائم ما علق قبل نزول البلاء وما علق بعد نزول البلاء فليس بتميمة (أنبأنيه) أبو عبد الله
إجازة أخبرني الحسن بن حليم أنبأ أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله فذكره وهذا أصح
(أخبرنا) أبو زكريا وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث
عن بكير بن عبد الله عن القاسم بن محمد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها قالت ليست بتميمة ما علق بعد ان يقع
البلاء - وهذا يدل على صحة رواية عبدان -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي من أصله وأبو بكر القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان ثنا عثمان بن عمر أنبأ أبو عامر الخراز عن الحسن عن عمران بن حصين رضي الله عنه انه دخل

(1) سقط من مد
(2) زاد في مد - و - ف بعده - وقال ذاك عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا رقاها كف عنها - كذا - ح
350

على النبي صلى الله عليه وسلم وفى عنقه حلقة من صفر فقال ما هذه؟ قال من الواهنة قال أيسرك ان توكل إليها انبذها عنك -
(أخبرنا) الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطوسي ثنا أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن
يحيى أنبأ وكيع عن ابن أبي ليلى عن أخيه عن عبد الله بن عكيم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
تعلق علاقة وكل إليها -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس ثنا هارون ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن
قتادة عن واقع بن سحبان عن أسير بن جابر قال قال عبد الله رضي الله عنه من تعلق شيئا وكل إليه (قال وحدثنا)
عبد الرحمن بن مهدي عن جرير بن حازم قال سمعت الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلق شيئا وكل
إليه (قال وحدثنا) عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن الحجاج عن فضيل أن سعيد بن جبير كان يكتب لابنه المعاذة
قال وسألت عطاء فقال ما كنا نكرهها الا شيئا جاءنا من قبلكم -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب أخبرني نافع
ابن يزيد انه سأل يحيى بن سعيد عن الرقي وتعليق الكتب فقال كان سعيد بن المسيب يأمر بتعليق القرآن وقال لا بأس به
(قال الشيخ رحمه الله) وهذا كله يرجع إلى ما قلنا من أنه رقى بما لا يعرف أو على ما كان من أهل الجاهلية من إضافة
العافية إلى الرقي لم يجز وان رقى بكتاب الله أو بما يعرف من ذكر الله متبركا به وهو يرى نزول الشفاء من الله تعالى فلا بأس
به وبالله التوفيق -
باب النشرة
قال أبو سليمان النشرة ضرب من الرقية والعلاج يعالج به من كان يظن مس الجن وقيل سميت نشرة لأنه ينشرها عنه
أي يحل عنه ما خامره من الداء -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن حنبل ثنا عبد الرزاق ثنا عقيل بن معقل قال سمعت
وهب بن منبه يحدث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة فقال هو من
عمل الشيطان (قال الشيخ) وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وهو مع ارساله أصح والقول فيما يكره من النشرة
وفيما لا يكره كالقول في الرقية وقد ذكرناه -
باب الإستغسال للمعين
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ علي بن عبد العزيز (ح قال وأنبأ) أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان
ابن سعيد الدارمي قالا ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال العين حق ولو كان شئ سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا - رواه مسلم في الصحيح عن
عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وحجاج بن الشاعر وأحمد بن خراش عن مسلم بن إبراهيم -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد ثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني
ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال مر عامر بن ربيعة على سهل بن حنيف وهو يغتسل
فقال لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة فما لبث ان لبط به فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له أدرك سهلا صريعا فقال من تتهمون
به؟ قالوا عامر بن ربيعة فقال على ما يقتل أحدكم أخاه إذا رأى ما يعجبه فليدع بالبركة وأمره ان يتوضأ ويغسل وجهه ويديه
351

إلى مرفقيه وركبتيه وداخلة ازاره ويصب الماء عليه - قال معمر قال الزهري ويكفأ الاناء من خلفه قال سفيان حدثني
بهذا الحديث معمر (1) وزاد فيه هذا -
(وأخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب
أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف فذكر معنى هذا الحديث الا أنه قال فدعا عامر
ابن ربيعة فتغيظ عليه وقال له على ما يقتل أحدكم أخاه ألا تبرك اغتسل له فاغتسل له عامر فراح سهل مع الركب قال ابن
شهاب الغسل الذي أدركنا علمائنا يصفونه ان يؤتى الرجل الذي يعين صاحبه بالقدح فيه الماء فيمسك له مرفوعا من الأرض
فيدخل الذي يعين صاحبه يده اليمنى في الماء فيصب على وجهه صبة واحدة في القدح (2) (ثم يدخل يده فيمضمض ثم يمجه
ثم يدخل يده اليسرى فيغترف من الماء فيصبه في الماء فيغسل يده اليمنى إلى المرفق بيده اليسرى صبة واحدة في القدح - 3)
ثم يدخل يديه جميعا في الماء صبة واحدة في القدح ثم يدخل يده فيمضمض ثم يمجه في القدح ثم يدخل يده اليسرى
فيغترف من الماء فيصبه على ظهر كفه اليمنى صبة واحدة في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفق يده اليمنى
صبة واحدة في القدح وهو ثاني يده إلى عنقه ثم يفعل مثل ذلك في مرفق يده اليسرى ثم يفعل ذلك في ظهر قدمه اليمنى
من عند الأصابع واليسرى كذلك ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى ثم يفعل باليسرى مثل ذلك ثم يغمس
داخلة ازاره اليمنى في الماء ثم يقوم الذي في يده القدح بالقدح فيصبه على رأس المعيون من ورائه ثم يكفأ القدح على
وجه الأرض من ورائه ورواه ابن أبي ذئب عن الزهري فقال يؤتى الرجل العائن بقدح فيدخل كفه فيه فيتمضمض
ثم يمجه في القدح ثم يغسل وجهه في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على كفه اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب
على كفه اليسرى ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفقه اليمنى ثم يدخل اليمنى فيصب على مرفقه اليسرى ثم يدخل يده اليسرى
فيصب على قدمه اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على قدمه اليسرى ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى ثم
يدخل يده اليمنى (4) فيصب على ركبته (اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته - 5) اليسرى ثم يغسل داخلة ازاره
ولا يوضع القدح بالأرض ثم يصب على رأس الرجل الذي أصيب بالعين من خلفه صبة واحدة - قال أبو عبيد إنما أراد
بداخلة ازاره طرف ازاره الداخل الذي يلي جسده (ورواه) يحيى بن سعيد عن الزهري زاد فيه ثم يعطى ذلك الرجل
الذي اصابه القدح قبل ان يضعه في الأرض فيحسو منه ويتمضمض ويهريق على وجهه ثم يصب على رأسه ثم يكفي
القدح على ظهره -
جماع أبواب ما لا يحل أكله وما يجوز للمضطر
من الميتة وغير ذلك
باب السمن أو الزيت تموت فيه فارة
(أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إسماعيل بن أبي أويس

(1) مص - قال سفيان حدثني عمرو بهذا الحديث كذا - ح
(2) من هنا إلى قوله - في مرفق يده اليسرى ليس في مص وإنما فيها بدله - ثم يدخل يده اليمنى فيغسل يده اليسرى صبة واحدة إلى المرفق في القدح ثم يدخل يده جميعا في الماء صبة
واحدة في القدح ثم يدخل فيمضمض ثم يمجه في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفق يده اليسرى الخ -
(3) ليس في ف - وإنما فيها بدله - ثم يده اليسرى في الماء فيغسل يده اليسرى صبة واحدة إلى المرفق في القدح
(4) زاد في ر - فيصب على قدمه اليسرى ثم يدخل يده اليسرى - وهو تكرار - ح
(5) زيادة من مد
352

(ح وأخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي ببغداد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري ثنا محمد بن
أيوب أنبأ ابن أبي أويس حدثني مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس عن
ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن فأرة سقطت في سمن فماتت فقال النبي صلى الله
عليه وسلم خذوها وما حولها وكلوا سمنكم - لفظ حديث محمد وفى رواية القاضي خذوها وما حولها من السمن فاطرحوه
رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس -
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني
ثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما عن ميمونة رضي الله عنها ان النبي صلى الله
عليه وسلم سئل عن فأرة وقعت في سمن فماتت فيه فقال ألقوها وما حولها وكلوه -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا الزهري أنبأ عبيد الله
ابن عبد الله انه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يحدث عن ميمونة رضي الله عنها ان فأرة وقعت في سمن فماتت فسئل رسول الله
صلى الله عليه وسلم عنها فقال ألقوها وما حولها وكلوا - فقيل لسفيان فان معمرا يحدثه عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال سفيان ما سمعت الزهري يحدثه الا عن عبيد الله عن ابن عباس عن ميمونة رضي الله عنها عن النبي صلى الله
عليه وسلم ولقد سمعته منه مرارا - رواه البخاري في الصحيح عن الحميدي -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ثنا أبو سهل بن زياد القطان ثنا إسماعيل القاضي ثنا محمد بن عبد الملك (ح وأخبرنا)
أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن صالح والحسن بن علي واللفظ للحسن قالوا ثنا عبد الرزاق
أنبأ معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
وقعت الفأرة في السمن فإن كان جامدا فألقوها وما حولها وإن كان مائعا فلا تقربوه - قال الحسن قال عبد الرزاق وربما
حدث به معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن ميمونة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال محمد بن
عبد الملك قال عبد الرزاق أخبرني عبد الرحمن بن عمر أن معمرا كان يرويه أيضا عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس
رضي الله عنهما عن ميمونة رضي الله عنها -
(أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا مسدد ثنا عبد الواحد هو ابن زياد ثنا
معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فأرة
وقعت في سمن فقال إن كان جامدا أخذت وما حولها فألقيت وإن كان ذائبا أو مائعا لم يؤكل -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا هشيم عن معمر بن ابان
عن راشد مولى قريش عن ابن عمر رضي الله عنهما انه سئل عن فأرة وقعت في سمن فقال إن كان مائعا فألقه كله وإن كان
جامسا فألق الفارة وما حولها وكل ما بقي - قال أبو عبيد جامسا يعنى جامدا -
باب من قال لا يجوز بيع ما نجس منه
استدلالا بقوله ألقوها وما حولها وقوله وإن كان مائعا فلا تقربوه
(وأخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا ابن منهال ثنا يزيد بن زريع ثنا خالد
الحذاء عن بركة أبى الوليد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فرفع بصره إلى السماء
فتبسم وقال لعن الله اليهود لعن الله اليهود (لعن الله اليهود - 1) ان الله حرم عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها ان الله إذا
حرم على قوم أكل شئ حرم عليهم ثمنه -

(1) من ر - و - ف -
353

باب من أباح الاستصباح به
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن وغيرهم قالوا ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني عبد الجبار بن عمر عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر
عن أبيه رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن فأرة وقعت في سمن فقال ألقوها وما حولها وكلوا ما بقي
فقالوا (1) يا نبي الله أفرأيت إن كان السمن مائعا؟ قال انتفعوا به ولا تأكلوه - عبد الجبار بن عمر غير محتج به (وروى)
عن ابن جريج عن ابن شهاب هكذا والطريق إليه غير قوى -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا بكر بن سهل ثنا شعيب بن يحيى ثنا يحيى بن
أيوب عن ابن جريج عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن الفأرة تقع في السمن أو الودك فقال اطرحوها وما حولها إن كان جامدا فقالوا يا رسول الله فإن كان مائعا؟ قال
فانتفعوا به ولا تأكلوه - والصحيح عن ابن عمر من قوله موقوفا عليه غير مرفوع -
(أخبرنا) أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا سفيان الثوري
عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما في فأرة وقعت في زيت قال استصبحوا به وادهنوا به آدمكم -
(أخبرنا) أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا عمر بن محمد بن القاسم النيسابوري ثنا محمد بن أحمد بن
راشد الأصبهاني ثنا محمد بن عبد الرحيم البرقي ثنا عمرو بن أبي سلمة عن سعيد بن بشير عن أبي هارون عن أبي سعيد
رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفأرة تقع في السمن والزيت قال استصبحوا به ولا تأكلوه
ونحو ذلك - قال على ورواه الثوري عن أبي هارون موقوفا على أبي سعيد -
(أخبرنا) أبو بكر أنبأ على أنبأ عبد الله بن أبي داود ثنا يونس بن حبيب وأسيد بن عاصم قالا ثنا الحسين بن حفص ثنا
سفيان الثوري عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد رضي الله عنه أنه قال في الفأرة تقع في السمن أو الزيت استنفعوا به
ولا تأكلوه - قال الشيخ هذا هو المحفوظ موقوف -
باب من منع الانتفاع به
(استدلالا بما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن يزيد

(1) مد - ف - فقيل -
354

هو ابن أبي حبيب عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام
الفتح وهو بمكة ان الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام فقيل يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة فإنه يطلى
بها السفن ويدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس فقال لا هو حرام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك قاتل الله
اليهود ان الله لما حرم عليهم شحومهما اجملوه ثم باعوه - رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد -
(أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم أخبرني ابن وهب أخبرني أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول عام الفتح وهو بمكة ان الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام فقيل له عند ذلك
يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة فإنه يدهن بها السقاء والجلود ويستصبح بها الناس؟ قال لا هي حرام ثم قال عند ذلك
قاتل الله اليهود إن الله لما حرم عليهم شحومها اجملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه (قال الشيخ) ومن العلماء من فرق بين الميتة وبين
ما نجس بوقوع نجاسة فيه فأباح الانتفاع بما نجس حادثا دون الميتة اتباعا للآثار فيهما وبأن نجاسة الميتة أغلظ ونجاسة
الزيت أخف وبالله التوفيق -
باب تحريم أكل السم القاتل
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن
الأعمش عن ذكوان عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتل نفسه بحديدة فحديدته
في يده يجأ بها بطنه يوم القيامة في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا (ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا
مخلدا فيها ابدا 1 -) (ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا - 2) أخرجه البخاري
ومسلم في الصحيح من وجه آخر عن شعبة -
باب ما جاء في أكل الترياق
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة ثنا عبد الله بن يزيد ثنا سعيد بن أبي
أيوب ثنا شرحبيل بن يزيد المعافري عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي قال سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أبالي ما أتيت ان انا شربت ترياقا أو تعلقت تميمة أو قلت الشعر من قبل نفسي
(وروينا) عن ابن سيرين انه كان يكره الترياق لأنه يصنع فيه الحية (قال الإمام أحمد) ولهذا المعنى كرهه الشافعي
فقال لا يجوز أكل الترياق المعمول بلحوم الحيات الا أن يكون في حال الضرورة حيث تجوز الميتة -
باب ما يحل من الميتة بالضرورة
قال الله تبارك وتعالى (وقد فصل لكم ما حرم عليكم الا ما اضطررتم عليه) وقال (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم
الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه) قال مجاهد (غير باغ ولا عاد) يقول غير قاطع السبيل

(1) سقط من مص -
(2) سقط من مد -
355

ولا مفارق الأئمة ولا خارج في معصية الله جل جلاله -
(أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا محمد بن الفرج الأزرق ثنا مسدد ثنا أبو عوانة
عن سماك عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال مات بغل أو قال ناقة عند رجل فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ليستفتيه فزعم
جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لصاحبها أمالك ما يغنيك عنها؟ قال لا قال اذهب كلها -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد هو ابن سلمة عن سماك بن حرب
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه ان رجلا نزل الحرة ومعه أهله وولده فقال رجل ان ناقة لي قد ضلت فان وجدتها فأمسكها
فوجدها فلم يجد صاحبها فمرضت فقالت امرأته انحرها فأبى فنفقت فقالت اسلخها حتى نقدد شحمها ولحمها ونأكله فقال حتى
أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه فسأله فقال هل عندك غنى يغنيك؟ قال لا قال فكلوها قال فجاء صاحبها فأخبره الخبر
فقال هلا كنت نحرتها قال استحييت منك - تابعهما شريك بن عبد الله عن سماك بن حرب (وفيما روى) إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال حدثني حسان بن عطية عن ابن مرثد أو أبى مرثد عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه
انهم قالوا يا رسول الله انا بأرض تصيبنا بها (1) المخمصة فما يحل لنا من الميتة؟ فقال إذا لم تصطبحوا أو لم تغتبقوا
أولم تحتفئوا بقلا فشأنكم بها (أخبرنيه) أبو عبد الرحمن السلمي إجازة ان أبا الحسن بن صبيح اخبرهم أنبأ عبد الله بن شيرويه
أنبأ إسحاق - فذكره -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن شعيب بن هارون الزاهد ثنا سهل بن عمار العتكي ثنا محمد بن القاسم الأسدي
ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله انا تصيبنا مخمصة فما يصلح لنا من
الميتة؟ قال إذا لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تحتفئوا بها بقلا فشأنكم بها -
(وأخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا
محمد بن كثير عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله انا نكون بالأرض
فتصيبنا بها المخمصة فمتى تحل لنا الميتة؟ فقال ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تحتفئوا بها بقلا فشأنكم بها (قال أبو عبيد) قال أبو عبيدة
هو من الحفأ وهو مهموز مقصور وهو أصل البردى الأبيض الرطب منه وهو يؤكل فتأوله في قوله تحتفئوا يقول ما لم
تقتلعوا هذا بعينه فتأكلوه قال أبو عبيد (واما قوله ما لم تصطبحوا وتغتبقوا فإنه يقول إنما لكم منها الصبوح وهو الغداء
والغبوق وهو العشاء يقول فليس لكم ان تجمعوهما من الميتة قال أبو عبيد - 2) حدثنا معاذ عن ابن عون قال رأيت عند الحسن
كتب سمرة لبنيه انه يجزى من الاضطرار أو الضارورة صبوح أو غبوق (قال الشيخ رحمه الله) هذا التفسير الذي
فسره أبو عبيد رحمه الله صحيح لما حدث عن كتاب سمرة فاما الخبر المرفوع فقد قيل يحتمل انه إنما قصد به والله أعلم احلال
الميتة لهم متى ما لم يكن لهم من الحلال صبوح أو غبوق أو بقلة يعيشون بأكلها وهذا هو الذي يليق بسؤالهم في رواية
أبى عبيد متى تحل لنا الميتة وبقوله أو تحتفئوا بها بقلا -

(1) مص - فيها
(2) سقط من مص -
356

(وقد حدثنا) أبو جعفر كامل بن أحمد المستملى أنبأ بشر بن أحمد المهرجاني ثنا داود بن الحسين البيهقي ثنا يحيى بن يحيى
أنبأ خارجة عن ثور عن راشد بن سعد وأعطاني كتابا عن سمرة بن جندب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
إذا أرويت أهلك من اللبن غبوقا فأجتنب ما نهاك الله عنه من الميتة - وهذا يؤكد ما قبل والله أعلم - وما فسره به أبو عبيد أشهر
عند أهل العلم وأليق بقوله فما يحل لنا من الميتة في رواية الوليد بن مسلم وذكره أبو عبد الله الحليمي رحمه الله في كتابه وقال
فأبان أنهم إذا لم يأكلوها اكل الطعام المباح فلا اثم عليهم فيها فأكل الطعام المباح ان لا يتحين له حال ضرورة يخاف منها على
النفس لكن الواجد يصطبح بشئ فيستغنى به عما سواه إلى الليل يريد به أن يكون أبلغ إلى حوائجه فإذا امسى تناول منه ما تركه
بالنهار وان لم تكن به ضرورة شديدة، وقد يضم إليه البقل وغيره إما مزدادا من الطعام وما مستطيبا له وليس هذا سبيل
الميتة إنما اذن منها فيما يمسك منه الرمق، والضرورة الداعية إليها لا تتفق في وقت بعينه من صباح أو مساء ولا تؤكل
استطابة فيضم إليها بقل أو نحوه فبين النبي صلى الله عليه وسلم انهم إذا لم يأكلوها كما يأكلون الطعام المباح فلا اثم عليهم فيها
والله أعلم -
(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا هارون بن عبد الله ثنا الفضل بن دكين ثنا عقبة بن وهب
ابن عقبة العامري قال سمعت أبي يحدث عن الفجيع العامري رضي الله عنه انه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما يحل
لنا من الميتة؟ قال ما طعامكم؟ (1) قلنا نغتبق ونصطبح قال أبو نعيم فسره لي عقبة قدح بكرة (2) وقدح عشية قال ذاك
وأبى الجوع فأحل لهم الميتة على هذه الحال (قال أبو داود) الغبوق من آخر النهار (ورواه) غيره عن أبي نعيم فقال ذاك
دار الجوع - وفى هذا انه أباح لهم تناول الميتة مع تناول ما يمسك الرمق ويقيم النفس صبوحا وغبوقا إذا كانا لا يغذوان
البدن ولا يشبعان الشبع التام والله أعلم - وفى ثبوت هذه الأحاديث نظر وحديث جابر بن سمرة أصحها
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد الجرجاني أنبأ محمد بن الحسن العسقلاني ثنا حرملة بن يحيى أنبأ
ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عتبة وهو ابن أبي حكيم عن نافع بن جبير عن عبد الله بن
عباس انه قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنهم حدثنا حديثا عن شأن ساعة العسرة فقال عمر خرجنا إلى تبوك في قيظ
شديد فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش حتى ظننا ان رقابنا ستنقطع (حتى إن كان الرجل يذهب يلتمس الماء فلا يرجع حتى
يظن أن رقبته ستنقطع - 3) حتى أن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه فيجعل ما بقي على كبده فقال أبو بكر الصديق
رضي الله عنه يا رسول الله ان الله قد عودك في الدعاء خيرا فادع لنا فقال أتحب ذلك؟ قال نعم فرفع يديه فلم يرجعهما حتى
قالت السماء فأظلت (4) ثم سكبت فملئوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جازت العسكر -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن أبي
الضحى عن مسروق قال من اضطر إلى الميتة والدم ولحم الخنزير فلم يأكل ولم يشرب حتى يموت دخل النار وعن

(1) ر - ما يحل طعامكم - ولعله - ما جل طعامكم - ح
(2) مص - ف - غدوة
(3) من مد - و - ر
(4) مص - فاظلمت -
357

معمر عن قتادة قال يأكل من الميتة ما يبلغه ولا يتضلع منها قال معمر ولم اسمع في الخمر رخصة -
باب تحريم أكل مال الغير بغير اذنه
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا القعنبي فيما قرأ على مالك (ح قال
وأخبرني أبو نصر عمر ثنا محمد بن عمرو الحرشي ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك - 1) عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحلبن أحد ماشية أحد الا باذنه أيحب أحدكم ان تؤتى مشربته فتكسر خزانته
فينتقل طعامه فإنما يخزن لهم ضروع مواشيهم أطعمتهم فلا يحلبن أحد ماشية أحد الا باذنه - لفظ حديث يحيى وفى رواية
القعنبي فينتثل - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى -
(وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو محمد الحسن بن علي بن عفان العامري الكوفي ثنا أبو أسامة
عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تحتلب المواشي الا بإذن أهلها
قال يحب أحدكم ان تؤتى مشربته التي فيها طعامه فينتثل ما فيها فإنما ضروع مواشيهم مثل ما في مشاربهم - أخرجه مسلم
في الصحيح من حديث عبيد الله بن عمر - وأخرجه أيضا من حديث الليث وأيوب وموسى بن عقبة وإسماعيل بن أمية كلهم
عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم -
(أخبرنا) أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل
الترمذي ثنا أيوب بن سليمان بن بلال حدثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن سهيل بن أبي صالح عن
عبد الرحمن بن سعيد (1) عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرئ ان يأخذ
عصا أخيه بغير طيب نفسه وذلك لشدة ما حرم الله مال المسلم عن المسلم (ورواه) ابن وهب عن سليمان بن بلال عن سهيل
عن عبد الرحمن بن سعد عن أبي حميد (ورواه) عبد الملك بن الحسن عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن عمارة بن حارثة
الضمري عن عمرو بن يثربي الضمري عن النبي صلى الله عليه وسلم (وقد مضى) في كتاب الغصب وهو عبد الرحمن بن
سعد بن مالك وهو ابن أبي سعيد الخدري قاله البخاري -
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن محمد البرتي ثنا أبو حذيفة ثنا عكرمة هو ابن عمار عن يحيى
قال حدثني مولى لسعد بن أبي وقاص قال كنا مع سعد رضي الله عنه فأتينا على واد فيه نخل قد أدرك فأعطاني (3) درهمين
فقال اشتر لنا علفا وتمرا فذهبت فلم أجد في النخل أحدا فرجعت إليه فأخبرته فقال لي ان سرك أن تكون مؤمنا حقا فلا
تأكل من النخل تمرة فبات وباتت حمارتنا جائعين -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة ثنا بقية عن شعبة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر
رضي الله عنهما انه سئل عما يسقط من النخلة أنأكل منه؟ قال لا ولا تمرة واحدة -
باب ما جاء فيمن مر بحائط انسان أو ماشيته
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله من مر لرجل بزرع
أو ماشية أو غير ذلك من ماله لم يكن له اخذ شئ منه الا بأذنه لان هذا مما لم يأت فيه كتاب ولا سنة ثابتة بإباحته فهو ممنوع

(1) سقط من مد
(2) كذا في النسخ وكأنه خطأ من الراوي كما سينبه عليه المؤلف - ح
(3) ر - فأعطاني سعد -
358

لمالكه الا باذنه والله أعلم - قال وقد قيل من مر بحائط فليأكل ولا يتخذ خبنة (وروى) فيه حديث لو كان يثبت مثله عندنا
لم نخالفه والكتاب والحديث الثابت انه لا يجوز أكل مال أحد الا باذنه (قال الشيخ) اما قائل هذا القول فعمر بن الخطاب
رضي الله عنه -
(أخبرنا) أبو بكر محمد بن إبراهيم الإردستاني أنبأ أبو نصر أحمد بن عمرو العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن
ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان ثنا منصور عن مجاهد عن أبي عياض أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال من مر منكم
بحائط فليأكل في بطنه ولا يتخذ خبنة -
(وأخبرنا) أبو علي الروذباري وأبو الحسين بن بشران قالا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية
عن الأعمش عن زيد بن وهب قال قال عمر رضي الله عنه إذا كنتم ثلاثة فأمروا عليكم واحدا منكم فإذا مررتم براعي
الإبل فنادوا يا راعي الإبل! فان أجابكم فاستسقوه وان لم يجبكم فأتوها فحلوها واشربوا ثم صروها - هذا عن عمر رضي الله عنه
صحيح باسناديه جميعا وهو عندنا محمول على حال الضرورة والله أعلم -
(واما الحديث) الذي روى ففيما رواه يحيى بن سليم عن عبيد الله بن عمر رضي الله عنه عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال من دخل حائطا فليأكل ولا يتخذ خبنة (أخبرناه) عمر بن أحمد أنبأ أبو عمرو السلمي (1) ثنا أبو جعفر محمد بن
موسى الحلواني ثنا محمد بن منصور الجواز المكي ثنا يحيى بن سليم - فذكره -
(وقد أخبرنا) أبو محمد السكري أنبأ أبو بكر الشافعي ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر ثنا المفضل بن غسان قال وذكر لأبي زكريا
يحيى بن معين حديث يحيى بن سليم الطائفي عن عبيد الله في الرجل يمر بالحائط فيأكل منه قال هذا غلط - وقال أبو عيسى
الترمذي سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال يحيى بن سليم يروى أحاديث عن عبيد الله يهم فيها (قال الشيخ)
وقد روى من أوجه اخر ليست بقوية -
(فمنها ما أخبرنا) أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارث ثنا أبو أسامة عن
الوليد بن كثير حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال سمعت رجلا من مزينة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وانا اسمع عن الضالة - فذكر الحديث قال ثم سأله عن الثمار يصيبه الرجل قال ما اخذ في اكمامه يعنى رؤس النخل فاحتمله
فثمنه ومثله معه وضرب نكال، وما كان في اجر انه فأخذ ففيه القطع إذا بلغ ذلك ثمن المجن، وان أكل بفيه ولم يأخذ فيتخذ
خبنة فليس عليه شئ - وهذا ان صح فمحمول على أن ليس عليه فيه قطع حين لم يخرجه من الحرز -
(ومنها ما أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عياش بن الوليد الرقام ثنا عبد الاعلى ثنا سعيد عن
قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أتى أحدكم على ماشية فإن كان فيها
صاحبها فليستأذنه فان اذن له فليحتلب وليشرب وان لم يكن فيها فليصوت ثلاثا فان اجابه فليستأذنه والا فليحتلب (2) وليشرب
ولا يحمل (قال الشيخ) أحاديث الحسن عن سمرة لا يثبتها بعض الحفاظ ويزعم أنها من كتاب غير حديث العقيقة الذي
قد ذكر فيه السماع وان صح فهو محمول على حال الضرورة -
(ومنها أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأ
الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا اتى أحدكم على راعى فليناد

(1) ا - أبو عمرو المستملى السلمي
(2) مص - فليحلب -
359

يا راعي الإبل! ثلاثا فان اجابه والا فليحلب (1) وليشرب ولا يحملن وإذا اتى أحدكم على حائط فليناد ثلاثا يا صاحب الحائط
فان اجابه والا فليأكل (2) ولا يحملن - تفرد به سعيد بن اياس الجريري وهو من الثقات الا انه اختلط في آخر عمره وسماع يزيد
ابن هارون عنه بعد اختلاطه (ورواه) أيضا حماد بن سلمة عن الجريري وليس بالقوى - وقد روى عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف ذلك -
(أخبرناه) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا شريك عن عبد الله بن
عاصم قال سمعت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول لا يحل لاحد أن يحل صرار ناقة الا بإذن أهلها فان خاتم أهلها عليها
فقيل لشريك ارفعه؟ قال نعم (قال الشيخ) وهذا يوافق الحديث الثابت عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه وسلم في النهى عن ذلك وقد مضى في الباب قبله -
(أخبرنا) أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز قال قال أبو عبيد وإنما يوجه هذا الحديث
يعنى حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم حديث عمرو بن شعيب في الرخصة انه رخص فيه للجائع المضطر الذي
لا شئ معه يشترى به وهو مفسر في حديث آخر حدثناه الأنصاري محمد بن عبد الله عن ابن جريج عن عطاء قال رخص
رسول الله صلى الله عليه وسلم للجائع المضطر إذا مر بالحائط ان يأكل منه ولا يتخذ خبنة (قال أبو عبيد) ومما يبين ذلك
حديث عمر رضي الله عنه في الأنصار الذي (3) مروا بحي (4) من العرب فسألوهم القرى فأبوا فسألوهم الشرى فأبوا
فضبطوهم فأصابوا منهم فأتوا عمر رضي الله عنه فذكروا ذلك له فهم بالاعراب وقال ابن السبيل أحق بالماء من التانئ عليه
(قال أبو عبيد حدثناه) حجاج عن شعبة عن محمد بن عبيد الله الثقفي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر قال أبو عبيد فهذا
مفسر إنما هو لمن لم يقدر على قرى ولا شرى (وكذلك) قال في الحديث الأول ليصوت يا راعي الإبل! ثلاثا ليكون طلب
القرى قبل -
(قال الشيخ) وفى مثل هذا ما أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا تمتام ثنا محمد بن عباد المكي ثنا محمد بن
سليمان المخزومي قال سمعت القاسم بن مخول البهزي يقول سمعت أبي يقول قلت يا رسول الله الإبل نلقاها ونحن محتاجون
وهي مصراة قال تنادى يا صاحب الإبل! ثلاثا فان أجابك والا فاحلب ثم دع للبن دواعيه - زاد فيه غيره واحلب ثم
صر وبق للبن دواعيه -
(أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور ثنا معاذ بن
هشام حدثني أبي عن الحجاج بن أرطأة عن سليط بن عبد الله التميمي عن ذهيل بن عوف بن شماخ عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا إبل مصررة (5) بعضاه الشجر فانطلق ناس ليحتلبوا فدعاهم النبي صلى الله
عليه وسلم فقال أرأيتم لو أن ناسا عمدوا إلى مزاودكم فيها أزودتكم فأخذوا ما فيها لكانوا غدروكم؟ قالوا نعم قال هذه
لأهل بيت من المسلمين ان ما في ضروعها مثل ما في أزودتكم قالوا يا رسول الله فما يحل للرجل من مال أخيه؟ قال إن يأكل

(1) ف - فليحتلب
(2) ر - فليأكلن
(3) كذا
(4) مص - بقوم
(5) مص - مصرورة -
360

ولا يحمل ويشرب ولا يحمل - هذا اسناد مجهول لا تقوم بمثله الحجة والحجاج بن أرطأة غير محتج به (وقد روى) من
وجه آخر عن الحجاج ما دل انه في المضطر -
(أخبرناه) أبو الحسن علي بن محمد المقرى أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عمر بن علي
عن الحجاج عن سليط بن عبد الله عن ذهيل بن عوف بن شماخ قال حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال بينا نحن مع
النبي صلى الله عليه وسلم إذ رأينا إبلا مصرورة بعضاه الشجر - قال وذكر الحديث قال فقلنا أفرأيت ان احتجنا إلى الطعام
والشراب؟ فقال كل ولا تحمل واشرب ولا تحمل (ورواه) شريك القاضي عن الحجاج فخالف في اسناده من مضى -
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عبد الله أحمد بن يحيى الحجري الكوفي ثنا أبي ثنا شريك
عن حجاج بن أرطأة عن سليط التميمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عما
يحل للرجل من مال أخيه قال يأكل حتى يشبع إذا كان جائعا ويشرب حتى يروى -
في خاتمة هذا المجلد من النسخة المدراسية
آخر الجزء الثاني والثمانين بعد المائة من أصل الحافظ الصابر رحمه الله وهو آخر المجلد التاسع من هذه النسخة ويتلوه في
العاشر منه الجزء الثالث والثمانون بعد المائة أوله (باب ما يحل للمضطر من مال الغير) والحمد لله رب العالمين حق حمده
واتفق الفراغ من تحصيل هذا الجزء نهار الأربعاء من شهر شعبان الكريم من شهور سنة اثنين وسبعين والف من
الهجرة النبوية على مشرفها أفضل الصلاة والتسليم والحمد الله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم -
في خاتمته من النسخة النصيفية
(ذكر مثل ما في المدراسية إلى قوله - حق حمده - ثم قال)
وكان فراغ هذا الكتاب نهار السبت المبارك سادس عشر شهر جمادى الأول أحد شهور سنة ثلاثة وخمسين والف
سنة وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم -
فأما النسختان المصرية والرامفورية فان المجلد التاسع مفقود منهما الا ان قطعة كبيرة من آخره توجد في أول المجلد
العاشر منهما كما سيأتي في بيان النسخ -
361

بيان النسخ الخطية لهذا المجلد
الأولى - النسخة المدراسية لصاحب العلم والفضل مولانا المفتى محمد سعيد المدراسي طاب ثراه وهي جيدة من حيث
الصحة والكتابة وهي أتم النسخ التي ظفرنا بها وأشرنا إليها بعلامة - مد -
الثانية النسخة الزينيه نسخة حديثة بقلم مولانا السيد زين العابدين البهاري رحمه الله -
الثالثة - النسخة المصرية للخزانة الخديوية تفضلت الحكومة المصرية الجليلة شكر الله فضلها وأتم نعمته عليها بارسال
فتوغرافات متقنة مأخوذة من النسخة المذكورة ورمزنا لها بعلامة مص والموجود منها في هذا المجلد من (باب النسيكة
يذبحها غير مالكها) كما أشرنا إليه في هامش صفحة 284 - واننا نجدد شكرنا للحكومة المصرية على ما تبذله من
الإمدادات العلمية ونسأل الله تبارك وتعالى ان يمدها بتأييده التام ويديم لها توفيقه إلى رفع منار العلم وخدمة الاسلام -
الرابعة - النسخة الرامفورية وهي نسخة محفوظة في مكتبة رياسة رامفور بالهند بغاية الجودة كما يعلم من خاتمة المجلد
العاشر ورمزنا لها بعلامة ر - والموجود منها في هذا المجلد من (باب ما جاء في وقت العقيقة الخ) كما أشرنا إليه في هامش
صفحة 303 -
الخامسة - النسخة النصيفية تفضل علينا الفاضل الشهير الشيخ محمد نصيف بأرسال مجلد يشتمل على المجلدين التاسع والعاشر
وقد سقط منه أوراق من أول التاسع ورمزنا لها بعلامة - ف - والموجود منه من أوائل (باب ما يبدأ به من سد
أطراف المسلمين بالرجال) كما أشرنا له في هامش صفحة 38 -
السادسة - النسخة السندية لصاحب العلم والعرفان مولانا الحافظ السيد الشاه احسان الله المعروف بصاحب اللواء الخامس
دامت فيوضه -
السابعة - النسخة المحمدية وهي نسخة محفوظة بمكتبة المدرسة المحمدية بجامع مسجد في بومباي ورمزنا لها بعلامة - م -
والمجلد التاسع في هاتين النسختين بخط حديث ويظهر أنه منقول عن النسخة المدراسية فلذلك لم نستفد منهما فائدة تذكر
وبالجملة فالعمدة من أول هذا المجلد إلى صفحة 38 على النسخة المدراسية وحدها ولكننا بذلنا غاية الوسع في التصحيح
ومراجعة المظان من كتب الحديث والرجال ونبهنا على بعض المهمات في الحواشي ومن الله تعالى نستمد التوفيق -
362