الكتاب: مجمع الزوائد
المؤلف: الهيثمي
الجزء: ٨
الوفاة: ٨٠٧
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٨ - ١٩٨٨ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: طبع بإذن خاص من ورثة حسام الدين القدسي مؤسس مكتبة القدسي بالقاهرة

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة 807
بتحرير الحافظين الجليلين: العراقي وابن حجر
الجزء الثامن
جميع الحقوق محفوظة
1408 ه‍ 1988 م
بيروت لبنان
طبع بإذن خاص من ورثة حسام الدين القدسي
مؤسس مكتبة القدسي بالقاهرة
دار الكتب العلمية
بيروت لبنان
1

بسم الله الرحمن الرحيم
{باب منه في الدجال}
عن أبي هريرة قال ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال تلده أمه وهي منبوذة في
قبرها فإذا ولدته حملت النساء بالخطائين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عثمان
ابن عبد الرحمن الجمحي قال البخاري مجهول. وعن عمران بن حصين قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أكل الطعام ومشي في الأسواق، يعني الدجال. رواه أحمد
والطبراني وفي إسناد أحمد علي بن زيد وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح
وفي إسناد الطبراني محمد بن منصور النحوي الأهوازي ولم أعرفه، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد أكل الطعام
ومشي في الأسواق يعني الدجال. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح
غير علي بن زيد بن جدعان وهو لين وثقه العجلي وغيره وضعفه جماعة.
{باب ما جاء في ابن صياد}
عن أبي ذر قال لان أحلف عشر مرات أن ابن صياد هو الدجال أحب إلي
من أن أحلف مرة واحدة أنه ليس به قال وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى أمه فقال
سلها كم حملت به قال فأتيتها فسألتها فقالت حملت به اثنى عشر شهرا قال ثم أرسلني
إليها فقال سلها عن صيحته حين وقع قال فرجعت إليها فسألتها فقالت صاح صياح
الصبي ابن شهر ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إني قد خبأت له خبأ عظم شاة عفراء
والدخان قال فأراد أن يقول الدخان فلم يستطع فقال الدخ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اخسأ فإنك لن تعدو قدرك. رواه أحمد والبزار وقال إني خبأت لك خبئا فما هو،
2

والطبراني في الأوسط ورجاله أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة (1)
وهو ثقة. وعن جابر بن عبد الله أنه قال إن امرأة من اليهود بالمدينة ولدت غلاما
ممسوحة عينه طالعة نابه (2) فأشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون الدجال فوجده
تحت قطيفة يهمهم فأذنته أمه فقالت يا عبد الله هذا أبو القاسم قد جاء فاخرج إليه
فخرج من القطيفة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالها قاتلها الله لو تركته لبين ثم قال
يا ابن صياد ما ترى قال أرى حقا وأرى باطلا وأرى عرشا على الماء فلبس عليه فقال
أتشهد أني رسول الله فقال هو أتشهد أني رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنت
بالله ورسله ثم خرج وتركه ثم أتاه مرة أخرى فوجده في نخل له يهمهم فأذنته أمه
فقالت يا عبد الله هذا أبو القاسم قد جاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالها قاتلها
الله لو تركته لبين فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع من كلامه
شيئا فيعلم أهو هو أم لا قال يا ابن صياد ما ترى قال أرى حقا وأرى باطلا وأرى عرشا
على الماء قال أتشهد أني رسول الله قال هو أتشهد أني رسول الله فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم آمنت بالله ورسله فلبس عليه فخرج وتركه ثم جاء في الثالثة أو الرابعة ومعه
أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في نفر من المهاجرين والأنصار وأنا معه قال فبادر رسول
الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا رجاء (3) أن يسمع من كلامه شيئا فسبقته أمه فقالت يا عبد الله هذا
أبو القاسم قد جاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالها قاتلها الله لو تركته لبين فقال يا ابن صياد ما ترى
فقال أرى حقا وأرى باطلا وأرى عرشا على الماء قال أتشهد أني رسول الله قال هو أتشهد أنت
اني رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنت بالله ورسله فلبس عليه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن صياد أني قد خبأت لك خبيئا فقال هو الدخ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخسأ (4) اخسأ فقال عمر بن الخطاب إئذن لي يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن يكن هو فلست صاحبه إنما صاحبه عيسى بن مريم والا يكن هو فليس لك

(1) بكسر الصاد، وهو الأزدي المشهور.
(2) في الأصل " ناته " وهو تحريف جلى.
(3) في الأصل " ورجا ".
(4) في الأصل " اخشأ " وكان من عادتهم وضع علامة على السين المهملة.
3

أن تقتل رجلا من أهل العهد قال فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مستيقنا أنه الدجال. رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي الطفيل وسئل هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال نعم قيل فهل كلمته قال ولكني رأيته انطلق مكان كذا وكذا ومعه عبد الله
ابن مسعود وأناس من أصحابه حتى أتي دارا قوراء فقال افتحوا هذا الباب ففتح
ودخل النبي صلى الله عليه وسلم ودخلت معه فإذا قطيفة (1) في وسط البيت فقال ارفعوا هذه القطيفة
فإذا غلام أعور تحت القطيفة فقال قم يا غلام فقام الغلام فقال يا غلام أتشهد أني
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الغلام أتشهد أني رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
تعوذوا بالله من شر هذا مرتين. رواه أحمد والطبراني وفيه مهدي بن عمران قال
البخاري لا يتابع على حديثه. وعن زيد بن حارثة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
لبعض أصحابه انطلق فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه معه حتى دخلوا بين حائطين
في زقاق طويل فلما انتهوا إلى الدار إذا امرأة قاعدة وإذا قربة صغيرة ملاي ماء فقال
النبي صلى الله عليه وسلم أرى قربة ولا أرى حاملها فأشارت المرأة إلى قطيفة في ناحية الدار فقاموا
إلى القطيفة فكشفوها فإذا تحتها انسان فرفع رأسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم
شاهت الوجوه فقال يا محمد لا تفحش علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني قد خبأت لك خبئا
فأخبرني ما هو وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد خبأ له سورة الدخان فقال الدخ فقال
اخس ما شاء الله كان ثم انصرف. رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه
زياد بن الحسن بن فرات ضعفه أبو حاتم ووثقه ابن حبان. وعن أبي سعيد الخدري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن صياد ما ترى قال أرى عرشا على البحر وحوله الحيتان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ترى عرش إبليس. رواه أحمد وفيه علي بن زيد
وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات. وعنه قال ذكر ابن صياد عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر انه لا يمر بشئ إلا كلمه. رواه أحمد وفيه مجالد ابن سعيد وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن مسعود
قال لان أحلف بالله تسعا أن ابن صياد هو الدجال أحب إلي من أن أحلف واحدة

(1) القطيفة: كساء له خمل.
4

أنه ليس به ولان أحلف تسعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل شهيدا أحب لي من أن
أحلف أنه لم يقتل وذلك أن الله جعله نبيا واتخذه شهيدا. رواه الطبراني وأبو
يعلي بنحوه باختصار ورجال أبي يعلي رجال الصحيح. وعن الحسن بن علي أن
النبي صلى الله عليه وسلم خبأ لابن صياد دخانا فسأله عما خبأ له فقال دخ فقال
اخسأ فلن تعدو قدرك فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال قال بعضهم و خ وقال بعضهم
بل قال دخ فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد اختلفتم وأنا بين أظهركم فأنتم بعدي
أشد اختلافا. رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح. وعن
المغيرة بن شعبة قال ما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر مما سألته
فقال ما تصنع به ليس بضارك قلت ألا أقتل ابن صياد قال ما تصنع بقتله إن كان
هو الدجال فلن تخلص إلى قتله وان لم يكن الدجال فما تصنع به قلت هو
في الصحيح غير قصة قتل ابن صياد رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح غير جهور بن منصور وهو ثقة (1).
{باب نزول عيسى بن مريم صلى الله على نبينا وعليه وسلم}
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك المسيح عيسى بن مريم أن ينزل
حكما مقسطا وإماما عدلا فيقتل الخنزير ويكسر الصليب وتكون الدعوة واحدة
فاقرأوه أو اقرئوه السلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحدثه فيصدقني فلما حضرته الوفاة
قال اقرؤه منه السلام قلت في الصحيح بعضه رواه أحمد وفيه كثير بن زيد وثقه
أحمد وجماعة وضعفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم
فان عجل بي موت فمن لقيه منكم فليقرئه مني السلام. رواه أحمد باسنادين مرفوع
وهو هذا وموقوف ورجالهما رجال الصحيح.

(1) في الأصل بعض تصحيفات صححتها من " شذرات الذهب في أخبار من
ذهب " حيث أورد اخباره في أربع صفحات.
5

{باب ما جاء في يأجوج ومأجوج}
عن ابن حرملة وهو خالد بن عبد الله بن حرملة عن خالته قال خطب رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب رأسه من لدغة عقرب فقال إنكم تقولون لا عدو وانكم لن
تزالوا تقاتلون حتى يأتي يأجوج ومأجوج عراض الوجوه صغار العيون صهب
الشعاف (1) ومن كل حدب ينسلون كأن وجوههم المجان المطرقة رواه أحمد
والطبراني ورجالهما رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ولو أرسلوا لأفسدوا على الناس
معايشهم ولن يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا وإن من ورائهم
ثلاث أمم تأول وتاريس ومسك. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله
ثقات. وعن حذيفة بن اليمان قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج
فقال يأجوج أمة ومأجوج أمة كل أمة أربعمائة ألف أمة لا يموت الرجل حتى ينظر
إلى ألف ذكر بين يديه من صلبه كل قد حمل السلاح قلت يا رسول الله صفهم لنا
قال هم ثلاثة أصناف فصنف منهم أمثال الأرز قلت وما الأرز قال شجر بالشام
طول الشجرة عشرون ومائة ذراع في السماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
هؤلاء الذين لا يقوم لهم حيل ولا حديد وصنف منهم يفترش باذنه ويلتحف بالأخرى
لا يمرون بفيل ولا وحش ولا جمل ولا خنزير إلا أكلوه ومن مات منهم أكلوه
مقدمتهم بالشام وساقتهم بخراسان يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن سعيد العطار وهو ضعيف.
{باب خروج الدابة}
عن أبي أمامة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال تخرج الدابة تسم الناس على خراطيمهم
ثم يعمرون فيه حتى يشترى الرجل البعير فيقول ممن اشتريته فيقول اشتريته من
أحد المخطمين، وفي رواية ثم يعمرون فيكم. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير
عمر بن عبد الرحمن بن عطية وهو ثقة. وعن ابن عمر أنه قال ألا أريكم المكان

(1) أي صهب الشعور، والصهبة: حمرة يعلوها سواد.
6

الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرى أن الدابة تخرج منه فضرب بعصاه
الشق الذي في الصفا وقال إنها ذات ريش وزغب وأنه يخرج ثلثها حضر الفرس
الجواد ثلاثة أيام وثلاث (1) ليال وانها لتمر عليهم أيام ليفرون منها إلى المساجد فتقول
لهم أترون المساجد تنجيكم مني فتخطمهم يساقون في الأسواق ويقول يا كافر يا مؤمن.
رواه أبو يعلي وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي
سريحة (2) يعني حذيفة بن أسيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال الدابة لها ثلاث
خرجات من الدهر خرجة في أقصى اليمن حتى يفشو ذكرها في البادية ولا يدخل
ذكرها القرية ثم تكمن دخانا طويلا بعد ذلك ثم تخرج خرجة قريبا من مكة فيفشو
ذكرها في أهل البادية ويفشو ذكرها في مكة ثم تمكث زمانا طويلا ثم تفجأ الناس
في أعظم المساجد على الله حرمة وخيرها وأكرمها على الله المسجد الحرام لم يرعهم
إلا ناحية المسجد ترنو ما بين الركن والمقام إلى باب بني مخزوم عن يمين الخارج
فانفض الناس عنها ستا ومعا وثبت لها عصابة من المسلمين وعرفوا أنهم لن يعجزوا
الله فخرجت عليهم تنفض عن رأسها التراب تبدت فجلت وجوههم حتى تركتها
كأنها الكواكب الدرية ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب
حتى أن الرجل ليقوم يتعوذ منها بالصلاة فتأتيه فتقول أي فلان الآن تصلى فيقبل
عليها بوجهه فتسمه في وجهه ويذهب ويتجاور الناس في دورهم وفي أسفارهم ويشتركون
في الأموال ويعرف الكافر من المؤمن حتى أن المؤمن ليقول للكافر يا كافر
اقضني حقي وحتى أن الكافر ليقول للمؤمن يا مؤمن اقضني حقي. رواه الطبراني
وفيه طلحة بن عمرو وهو متروك. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس
الشعب جلاد قالها مرتين أو ثلاثا قال فيم يا رسول الله قال تخرج الدابة فتصرخ
ثلاث صرخات فيسمعها من بين الخافقين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه رياح
ابن عبيد الله بن عمر وهو ضعيف. وعن حذيفة بن أسيد أراه رفعه قال تخرج

(1) في الأصل " ثلاثة ".
(2) في الأصل محرفة، والتصويب من الإصابة حيث يقول: بمهملتين وزن عجيبة.
7

الدابة من أعظم المساجد فبينا هم إذ دبت الأرض فبينا هم كذلك إذ تصدعت
قال ابن عيينة تخرج حتى يسري الامام جمع وإنما جعل سابقا ليخبر الناس ان
الدابة لم تخرج. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
{باب طلوع الشمس من مغربها}
عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلعت الشمس
من مغربها خر إبليس ساجدا ينادى ويجهر إلهي مرني ان اسجد لمن شئت قال
فتجتمع إليه زبانيته فيقولون يا سيدهم ما هذا التضرع فيقول إنما سألت ربي عز وجل
ان ينظرني إلى الوقت المعلوم وهذا الوقت المعلوم قال ثم تخرج دابة الأرض من
صدع في الصفا فأول خطوة تضعها بأنطاكية فتأتي إبليس فتلطمه. رواه الطبراني في
الكبير والأوسط وفيه إسحاق بن إبراهيم بن زبريق (1) وهو ضعيف. وعن أبي
زرعة بن عمرو بن جرير قال جلس ثلاث نفر من المسلمين إلى مروان بالمدينة فسمعوه
وهو يحدث في الآيات ان أولها خروج الدجال قال فانصرف القوم إلى عبد الله
ابن عمرو فحدثوه بالذي سمعوه من مروان في الآيات فقال عبد الله لم يقل مروان
شيئا قد حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أول الآيات خروجا طلوع
الشمس من مغربها والدابة ضحى فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها ثم
قال عبد الله وكان يقرأ الكتب وأظن أولها خروجا طلوع الشمس من مغربها
وذلك انها كلما غربت أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فأذن لها
في الرجوع حتى إذا بدا لله ان تطلع من مغربها فعلت كما كانت تفعل أتت تحت
العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فلم يرد عليها شئ ثم تستأذن في الرجوع فلا
يرد عليها شئ حتى إذا ذهب من الليل ما شاء الله ان يذهب وعرفت أنه ان أذن لها في
الرجوع لم تدرك المشرق قالت رب ما أبعد المشرق من لي بالناس حتى إذا صار الأفق كأنه
طوق استأذنت في الرجوع فيقال لها من مكانك فاطلعي فطلعت على الناس من مغربها
ثم تلا عبد الله هذه الآية (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن

(1) في الأصل محرفة مغفلة من النقط، والتصويب من الخلاصة.
8

آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) قلت في الصحيح طرف من أوله رواه
أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي سريحة حذيفة
ابن أسيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجئ الريح التي يقبض الله فيها نفس
كل مؤمن ثم تطلع الشمس من مغربها وهي الآية التي ذكر الله في كتابه. رواه الطبراني
وفيه عبيد بن إسحاق العطار وهو متروك. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أول الآيات طلوع الشمس من مغربها. رواه الطبراني في الأوسط وفيه فضالة بن
جبير وهو ضعيف وأنكر هذا الحديث.
{باب ما جاء في المسخ والقذف وارسال الشياطين والصواعق}
عن صحار العبدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى
يخسف بقبائل فيقال من بقي من بني فلان قال فعرفت حين قال قبائل انها العرب
لان العجم تنسب إلى قراها. رواه أحمد والطبراني وأبو يعلي والبزار ورجاله ثقات.
وعن بقيرة امرأة القعقاع قالت اني لجالسة في صفة النساء فسمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يخطب وهو يشير بيده اليسرى قال أيها الناس إذا سمعتم بخسف
ههنا فقد حلت الساعة. رواه أحمد والطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية
رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح. وعن أبي سعيد الخدري ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة حتى يأتي الرجل فيقول
من صعق قبلكم الغداة فيقولون صعق فلان وفلان. رواه أحمد عن محمد بن مصعب
وهو ضعيف. وعن جنادة بن أمية انه سمع عبادة بن الصامت رحمه الله يذكر ان
رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما مدة أمتك من الرجا فلم يرد عليه شيئا حتى
سأله ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبه ثم انصرف الرجل ثم إن النبي صلى الله عليه
وسلم قال أين السائل فردوه عليه فقال لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد من
أمتي الرجا مائة سنة قالها مرتين أو ثلاثا فقال الرجل يا رسول الله فهل لذلك من
أمارة أو علامة أو آية فقال نعم الخسف والرجف وإرسال الشياطين المخلبة على
9

الناس. رواه أحمد والطبراني وفيه يزيد بن سعد ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن
فرقد السخي (1) قال حدثني حبيب أبو حبيب الشامي عن أبي عطاء عن عبادة بن
الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحدثني شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثني عاصم بن عمر البجلي عن أبي أمامة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحدثني سعيد بن المسيب أو حدثت عنه عن ابن عباس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده ليبيتن أناس من أمتي على أشر وبطر
ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم الحرام واتخاذهم القينات وشربهم
الخمر وبأكلهم الربا ولبسهم الحرير. رواه عبد الله ورواه الطبراني من حديث أبي أمامة
فقط وفرقد ضعيف. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون في
هذه الأمة خسف ومسخ ورجف وقذف. رواه أبو يعلي والبزار وفيه مبارك بن سحيم
وهو متروك. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي بعثني بالحق لا تنقضي الدنيا حتى
يقع بهم الخسف والقذف والمسخ قالوا ومتى ذاك يا رسول الله قال إذا رأيت النساء
ركبن السروج وكثرت القينات وفشت شهادة الزور واستغنى الرجال بالرجال
والنساء بالنساء. رواه البزار والطبراني في الأوسط وزاد وشرب المصلوب في آنية
الشرك الذهب والفضة قال واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء واسترفدوا
واستعدوا وأومأ بيده فوضعها على جبهته فستر وجهه، وفيه سليمان بن داود اليمامي
وهو متروك. وعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون في آخر
الزمان خسف وقذف ومسخ قيل ومتى ذلك يا رسول الله قال إذا ظهرت المعازف
والقينات واستحلت الخمر قلت روى ابن ماجة طرفا من أوله رواه الطبراني
وفيه عبد الله بن أبي الزناد وفيه ضعف، وبقية رجال إحدى الطريقين رجال الصحيح.
وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبيتن (2) قوم من هذه الأمة
على طعام وشراب ولهو فيصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير. رواه الطبراني في

(1) في الأصل غير منقوطة، وتكرر في الميزان المطبوع " السنجي " وهو غلط.
(2) في الأصل محرفة غير منقوطة.
10

الصغير وفيه فرقد السبخي وهو ضعيف. وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال يكون في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف في متخذي القيان وشاربي الخمر
ولابسي الحرير. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه زياد بن أبي زياد
الجصاص (1) وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله
ابن بشر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعته يقول إنه يكون في آخر هذه
الأمة قوم بينا هم في شرب الخمر وضرب المعازف حتى الله عليهم فيعودوا قردة
وخنازير. رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن سعيد بن أبي راشد قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن في أمتي خسفا ومسخا وقذفا. رواه الطبراني
والبزار بنحوه وفيه عمرو بن مجمع وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك قال كانت أم
سليم تداوي الجرحى في عسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله لو دعوت الله
لابني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنيس قالت نعم فأقعدني بين يديه ومسح
على رأسي وقال يا أنيس ان المسلمين يمصرون بعدي أمصارا مما يمصرون مصرا
يقال لها البصرة فان أنت وردتها فإياك ومقصفها وسوقها وباب سلطانها فإنها سيكون
بها خسف ومسخ وقذف آية ذلك أن يموت العدل ويفشو فيها الجور ويكثر فيها
الزنا وتفشو فيها شهادة الزور. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم.
وعن أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون بعدي خسف بالمشرق وخسف
بالمغرب في جزيرة العرب قلت يا رسول الله أيخسف بالأرض وفيها الصالحون قال
لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكثر أهلها الخبث قلت في الصحيح بعضه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حكيم بن نافع وثقه ابن معين وضعفه غيره،.
وبقية رجاله ثقات. وعن أم سلمة أم المؤمنين قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن
مسخ أيكون له نسل قال ما مسخ أحد قط فكان له نسل ولا عقب. رواه
أبو يعلي والطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجالهما رجال
الصحيح. وعن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مسخت أمة

(1) في الأصل " الخصاص " بالخاء، والصواب بالجيم على ما في الخلاصة.
11

قط فيكون لها نسل. رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف.
{باب قبض روح كل مؤمن قبل الساعة}
عن عياش بن أبي ربيعة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول تخرج
ريح بين يدي الساعة تقبض فيها أرواح كل مؤمن. رواه أحمد والبزار وقال تقبض
فيها روح كل مؤمن، ورجاله رجال الصحيح إلا أن نافعا لم يسمع من عياش.
{باب لا تقوم الساعة على أحد يقول لا إله إلا الله}
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى لا يقال
في الأرض لا إله إلا الله قلت له في الصحيح حتى لا يقال في الأرض الله الله:
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
{باب خروج النار}
عن أبي ذر قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأينا ذا الحليفة فتعجل
رجال إلى المدينة وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم وبتنا معه فلما أصبح سأل عنهم فقيل
تعجلوا إلى المدينة فقال تعجلوا إلى المدينة والنساء أما انهم سيدعونها أحسن ما كانت
ثم قال ليت شعري متى تخرج نار من اليمن من جبل الوراق تضئ بها أعناق الإبل
بروكا ببصري كضوء النهار. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير حبيب
ابن حبان وهو ثقة. وعن رافع بن بشر السلمي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال يوشك أن تخرج نار من حبس سيل تسير بسير بطيئة الإبل تسير النار وتقيم
الليل تغدو وتروح يقال غدت النار أيها الناس فاغدوا قالت النار أيها الناس قيلوا
راحت النار أيها الناس روحوا من أدركته أكلته. رواه أحمد والطبراني ورجال
أحمد رجال الصحيح غير رافع وهو ثقة. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم تبعث نار على أهل المشرق فتحشرهم إلى المغرب تبيت معهم
حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا يكون لها ما سقط منهم وتخلف وتسوقهم سوق
الجمل الكسير. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات. وعن عبد الله
12

ابن سلام عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن أول أشراط الساعة فقال النبي صلى الله
عليه وسلم إن أول أشراط الساعة نار تخرج من المشرق وتحشرهم إلى المغرب.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن عاصم بن عدي الأنصاري
قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثان ما قدم فقال أين حبس سيل قلنا
لا ندري فمر بي رجل من بني سليم فقلت من أين جئت فقال من حبس سيل فدعوت
بنعلي فانحدرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إنك سألتنا عن حبس
سيل فقلنا لا علم لنا به وأنه مر بي هذا الرجل فسألته فزعم أن به أهله فسأله رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال أين أهلك قال بحبس سيل قال اخرج أهلك منها فإنه
يوشك أن يخرج منها نار تضئ أعناق الإبل ببصري. رواه الطبراني وفيه إبراهيم
ابن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف.
{باب فيمن تقوم عليهم الساعة}
عن علباء السلمي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة
إلا على حثالة (1) من الناس. رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني ورجاله ثقات. وعن
عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته (2)
من أهل الأرض فيبقى فيها عجاج (3) لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا.
رواه أحمد مرفوعا وموقوفا ورجالهما رجال الصحيح. وعن علي أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون
القبور مساجد والذين يشهدون بالشهادة قبل أن يسألوها. رواه البزار وفيه الحارث
ابن عبد الله الأعور وهو ضعيف جدا ووثقه ابن معين. وعن عبد الله يعني ابن
مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء
والذين يتخذون القبور مساجد. رواه البزار باسنادين في أحدهما عاصم بن بهدلة
وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن معاوية قال سمعت رسول

(1) الحثالة: الردئ من كل شئ.
(2) أي الخيار، وهي من الأضداد.
(3) أي الغوغاء والأراذل ومن لا خير فيه. وفي الأصل " عجاجة " وهي واحدة العجاج.
13

الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزداد الامر إلا شدة ولا يزداد الناس إلا شحا ولا
تقوم الساعة الا على شرار الناس. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
{كتاب الأدب}
بسم الله الرحمن الرحيم
{باب توقير الكبير ورحمة الصغير}
عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا
ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه. رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن. وعن ابن
عباس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير ويأمر
بالمعروف وينهى عن المنكر. رواه أحمد والبزار بنحوه والطبراني باختصار وزاد
ويعرف لنا حقنا، وفي أحد إسنادي البزار قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري
وضعفه غيرهما، وبقية رجاله ثقات. وفي إسناد أحمد ليث بن أبي سليم وهو مدلس.
وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا.
رواه أبو يعلي والطبراني في الأوسط وزاد ويؤاخي فينا ويزور، وفي إسناد أبي يعلي
يوسف بن عطية وهو متروك وفي اسناد الطبراني غير واحد ضعيف. وعن جابر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه مبارك بن فضالة وثقه العجلي وغيره ولكنه مدلس وفيه ضعف وسهل بن
تمام ثقة يخطئ. وعن واثلة يعني ابن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا
من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا. رواه الطبراني والزهري لم يسمع من واثلة. وعن
أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا. رواه الطبراني
14

وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف جدا. وعنه قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه
أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح في نفر من أصحابه إذ أتى بقدح فيه شراب
فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة فقال أبو عبيدة أنت أولى به يا نبي
الله قال خذ فأخذ أبو عبيدة القدح قال له قبل أن يشرب خذ يا نبي الله فقال نبي الله
صلى الله عليه وسلم اشرب فان البركة مع أكابرنا فمن لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا
فليس منا. رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف. وعن جابر أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال الكبير الكبير. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
محمد بن أبي ليلى وهو سئ الحفظ ورواه البزار.
{باب الخير والبركة مع الأكابر}
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخير مع أكابركم. رواه البزار
والطبراني في الأوسط إلا أنه قال البركة مع أكابركم، وفي إسناد البزار نعيم بن
حماد وثقه جماعة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
{باب إكرام الكريم}
عن جرير (1) بن عبد الله البجلي أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت مزحوم
فقام بالباب فنظر النبي صلى الله عليه وسلم يمينا وشمالا فلم ير برحاء فأخذ النبي صلى الله عليه
وسلم رداءه فلفه ثم رمي به إليه فقال اجلس عليه فأخذه جرير فضمه ثم قبله ثم رده
على النبي صلى الله عليه وسلم وقال أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عون بن
عمرو القيسي وهو ضعيف. وعنه قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أتيته فقال لي يا جرير
لأي شئ جئتنا قلت لأسلم على يديك يا رسول الله فألقى إلي كساءه ثم أقبل على
أصحابه فقال إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
حصين بن عمر وهو متروك. وعن أبي هريرة أن جرير بن عبد الله دخل البيت وهو
مملوء فلم يجد مجلسا فرمي إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بإزاره أو بردائه وقال اجلس

(1) في الأصل " جابر " وهو خطأ ظاهر.
15

على هذا فأخذه فقبله وضمه إليه وقال أكرمك الله يا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أكرمتني
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. رواه الطبراني
في الأوسط والبزار باختصار كثير وفيه من لم أعرفهم. وعن عبد الله بن ضميرة
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف
حق كبيرنا وليس منا من غشنا ولا يكون المؤمن مؤمنا حتى يحب المؤمنين ما يحب
لنفسه. رواه الطبراني وحسين بن عبد الله بن ضميرة كذاب. وعن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. رواه الطبراني
في الأوسط والكبير وفي إسناد الكبير عيينة بن يقظان وثقه ابن حبان وكذلك
مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث وفيهما ضعف، وبقية رجال الكبير ثقات.
وعن ابن عباس قال دخل عيينة بن حصن على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وعمر
وهم جلوس جميعا على الأرض فدعا لعيينة بنمرقة (1) فأجلسه عليها وقال إذا أتاكم كريم
قوم فأكرموه. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن جابر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. رواه الطبراني وفيه الحسن بن
مارة وهو ضعيف وقال عيسى بن يونس شيخ صالح. وعن معاذ بن جبل قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم كبير قوم فأكرموه. رواه الطبراني وشهر
لم يدرك معاذا، و عبد الله بن خراش ضعيف وقد وثقه ابن حبان وقال ربما أخطأ.
{باب اكرام المسلم}
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكرم أميرا مسلما فإنما
يكرم الله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه بحر بن كثير وهو متروك. وعن
عبد الله بن مسعود رفعه قال إذا أكرم الرجل أخاه فإنما يكرم ربه. رواه البزار
وفيه الحجاج بن أرطاة ومصعب بن سلام وهما ضعيفان وقد وثقا، وبقية رجاله
رجال الصحيح. ويأتي في البر والصلة في حق المسلم ورحمة الناس. وعن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمسك بركاب أخيه المسلم لا يرجوه ولا يخافه غفر

(1) أي وسادة.
16

الله له. رواه الطبراني في الأوسط وفيه حفص بن عمر المازني ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
{باب مداراة الناس ومن لا يؤمن شره}
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مداراة الناس
صدقة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن محمد بن المنكدر وهو متروك
وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به. وعن عائشة قالت استأذن رجل على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال بئس ابن العشيرة فلما دخل هش له رسول الله صلى الله عليه وسلم
وانبسط ثم خرج فاستأذن رجل آخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ابن
العشيرة فلما دخل لم ينبسط إليه ولم يهش له كما هش للآخر فلما خرج قلت يا رسول
الله استأذن فلان فقلت له ما قلت ثم هششت له وانبسطت وقلت لفلان ما قلت ولم
أرك صنعت به ما صنعت بالآخر فقال يا عائشة ان من شرار الناس من اتقى لفحشه
قلت في الصحيح بعضه رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس بن
مالك أن رجلا أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأثنوا عليه شرا فرحب به النبي صلى الله
عليه وسلم وقال إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من يخاف الناس شره.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عثمان بن مطير وهو ضعيف جدا. وعن بريدة قال
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقبل رجل من قريش فأدناه رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقربه فلما قام قال يا بريدة أتعرف هذا قلت نعم هذا أوسط
قريش حسبا وأكثرهم مالا ثلاثا فقلت يا رسول الله قد أنبأتك بعلمي فيه فأنت
أعلم فقال هذا ممن لا يقيم الله له يوم القيامة وزنا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
عون بن عمارة وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم رأس العقل بعد الايمان بالله التودد إلى الناس. رواه البزار وفيه عبيد الله بن
عمرو أو ابن عمر القيسي وهو ضعيف. ويأتي حديث علي في باب العقل. وعن جابر
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيأتيكم ركب مبغضون فإذا جاءوكم فرحبوا بهم قلت فذكر
الحديث. رواه البزار وقد تقدم في باب رضا المصدق في الزكاة (1) ورجاله ثقات ورواه البزار.

(1) في الجزء الثالث.
17

{باب من حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه}
عن حسين بن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه، وفي رواية ان من حسن إسلام المرء قلة
الكلام فيما لا يعنيه. رواه أحمد والطبراني في الثلاثة بالرواية الأولى ورجال أحمد
والكبير ثقات. وعن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام
المرء تركه مالا يعنيه. رواه الطبراني في الصغير وفيه محمد بن كثير بن مروان وهو ضعيف.
{باب ما جاء في الرفق}
عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله رفيق يحب
الرفق ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف. رواه أحمد والبزار وأبو يعلي، وأبو خليفة
لم يضعفه أحد، وبقية رجاله ثقات. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يعطى على العنف. رواه البزار
والطبراني في الأوسط والصغير وأحد إسنادي البزار ثقات وفي بعضهم خلاف.
وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان الرفق في شئ قط الا زانه
ولا كان الخرق في شئ الا شانه وان الله رفيق يحب الرفق. رواه البزار وفيه
كثير بن حبيب وثقه ابن أبي حاتم وفيه لين، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله رفيق يحب الرفيق ويعطى عليه (1) مالا يعطي
على (2) العنف. رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني وهو ضعيف. وعن
جرير بن عبد الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل ليعطي على الرفق
مالا يعطي على الخرق وإذا أحب الله عبدا أعطاه الرفق ما من أهل بيت يحرمون
الرفق الا حرموا قلت له في الصحيح من يحرم الرفق يحرم الخير فقط رواه الطبراني
ورجاله ثقات. وعنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الرفق فيه الزيادة
والبركة. رواه الطبراني وفيه عمر بن ثابت وهو متروك. وعن خالد بن معدان عن
أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه مالا يعين على

(1) " عليه " غير موجودة في الأصل.
(2) في الأصل " من " مكان " على ".
18

العنف فذكر الحديث. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال
إذا كانت الأرض مخصبة فتقصروا في السير وأعطوا الركاب حقها فان الله رفيق
يحب الرفق. رواه الطبراني وفيه من لم يسم. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه مالا يعين على
العنف. رواه الطبراني وفيه صدقة بن عبد الله السمين وثقه أبو حاتم الرازي
وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات. وعن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لها يا عائشة ارفقي فان الله إذا أراد باهل بيت خيرا دلهم على الرفق،
وفي رواية إذا أراد الله باهل بيت خيرا أدخل عليه الرفق. رواه أحمد ورجال
الثانية رجال الصحيح. وعن عائشة قالت أعطاني رسول الله صلى الله
عليه وسلم ناقة سوداء كأنها فحمة ضعيفة لم تخطم (1) فمسحها ثم دعا لي (2) عليها
بالبركة ثم قال يا عائشة أدبي وارفقي، وفي رواية فجعلت اضربها. رواه البزار
باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح. وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إذا أراد الله بقوم خيرا أدخل عليهم الرفق. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال التأني من الله والعجلة من
الشيطان وما أحد أكثر معاذير من الله وما من شئ أحب إلى الله من الحمد. رواه
أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم الرفق يمن والخرق شؤم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه المعلي بن
عرفان وهو متروك. وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أعطى
أهل بيت الرفق إلا نفعهم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم
ابن الحجاج السامي (3) وهو ثقة. وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من تأني أصاب أو كاد ومن عجل أخطأ أو كاد. رواه الطبراني في الكبير والأوسط
عن شيخه بكر بن سهل وهو مقارب الحال وضعفه النسائي، وابن لهيعة فيه ضعف.

(1) في الأصل خالية من النقط.
(2) في الأصل " د عطا ".
(3) بالسين المهملة.
19

وقد تقدم حديث جابر وأنس في البيع (1) في السماحة في البيع.
{باب الرفق في السير}
عن أم سليم أنها كانت مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم (2) بسوق بهن (3)
سواق فقال النبي صلى الله عليه وسلم أي أنجشة رويدك سوقك بالقوارير (4).
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
{باب ما جاء في حسن الخلق}
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أحسنت خلقي
فأحسن خلقي. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن عمار بن ياسر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن الخلق خلق الله الأعظم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط
وفيه عمرو بن الحصين وهو متروك. وعن جابر بن عبد الله عن النبي رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله تعالى ان هذا دين ارتضيته لنفسي ولن يصلح
له إلا السخاء وحسن الخلق فأكرموه بهما ما منحتموه. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر وهو ضعيف، وكذلك مقدام بن داود.
وعن عمران بن الحصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله استخلص هذا الدين
لنفسه ولا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق الا توفين (5) بهما. رواه الطبراني
وفيه عمرو بن الحصين وهو متروك. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
هذه الأخلاق من الله فمن أراد الله به خيرا منحه خلقا حسنا ومن أراد به سوء
سيئا (6) رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف. وعنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال أوحى الله إلى إبراهيم يا خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل
مدخل الأبرار وإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظله تحت عرشي وان أسقيه
من حظيرة قدسي وأن أدنيه من جواري. رواه الطبراني في الأوسط وفيه مؤمل

(1) في الجزء الرابع.
(2) في النسخة زيادة " وهن ".
(3) في النسخة " يمني ".
(4) وفي رواية البراء بن مالك " رفقا بالقوارير " شبههن بالقوارير من الزجاج.
(5) كذا.
(6) لعله سقط ما هو ظاهر المعنى.
20

ابن عبد الرحمن الثقفي وهو ضعيف. وعنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول ما أحسن الله خلق رجل وخلقه فيطعمه النار أبدا. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه عبد الله بن سد البكري وهو ضعيف. وعن ابن عباس ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إنما يهدى أحسن الأخلاق ويصرف سيئها هو. رواه الطبراني
وعن أبي ثعلبة الخشني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحبكم إلي وأقربكم
مني في الآخرة محاسنكم أخلاقا وان أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أساوئكم
أخلاقا الثرثارون المتفيهقون المتشدقون. رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح.
وعن عبد الله بن عمرو أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني
مجلسا يوم القيامة فأعادها ثلاثا أو مرتين قالوا نعم يا رسول الله قال أحسنكم خلقا
قلت له في الصحيح إن من أحبكم إلي أحسنكم خلقا فقط رواه أحمد وإسناده
جيد. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود رفعه قال إن أحبكم إلي يوم القيامة أحاسنكم
أخلاقا وإن أبغضكم إلي يوم القيامة المتشدقون المتفيهقون قلت لابن بهدلة
ما المتفيهقون قال المتكبرون رواه الطبراني والبزار ولفظه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بخياركم قالوا بلى قال خياركم أحاسنكم أخلاقا أحسبه قال الموطؤون
أكنافا (1)، وفي إسناد البزار صدقة بن موسى وهو ضعيف، وفي إسناد
الطبراني عبد الله الرمادي ولم أعرفه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون
وان أبغضكم إلي المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الملتمسون للبراء العيب (2).
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه صالح بن بشير المري وهو ضعيف. وعن أبي
سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل المؤمنين ايمانا أحاسنهم أخلاقا
الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وليس منا من لا يألف ولا يؤلف. رواه
الطبراني في الأوسط والصغير بنحوه وفيه يعقوب بن أبي عباد القلزمي ولم أعرفه.

(1) الكنف: الجانب، أراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكن منها من يصاحبهم ولا يتأذى.
(2) في النسخة " للبر العيب ".
21

وعن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن المسلم المسدد ليدرك
درجة القوام بآيات الله بحسن خلقه وكرم. رواه أحمد والطبراني في الكبير
والأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن رافع
ابن مكيث (1) وكان شهد الحديبية ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حسن
الخلق نماء وسوء الخلق شؤم والبر زيادة في العمر والصدقة تمنع ميتة السوء قلت روى
له أبو داود سوء الخلق شؤم فقط رواه أحمد من طريق بعض بني رافع ولم يسمه،
وبقية رجاله ثقات. وعن أنس قال لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال يا
أبا ذر الا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما قال
بلى يا رسول الله قال عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسي بيده ما تجمل
الخلائق بمثلهما. رواه أبو يعلي والطبراني في الأوسط ورجال أبي يعلي ثقات. وعنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا وإن
حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن
سعيد بن بشير قال الدارقطني ليس بذاك، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن ليسعهم منكم
بسط الوجه. رواه أبو يعلي والبزار وزاد وحسن الخلق، وفيه عبد الله بن سعيد
المقبري وهو ضعيف. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أنبئكم
بخياركم قالوا بلى قال أحاسنكم أخلاقا، أو قال أحسنكم خلقا. رواه البزار وفيه
سهيل (2) بن أبي حزم وثقه ابن معين وضعفه جماعة. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم خياركم أطولكم أعمارا وأحسنكم أخلاقا. رواه البزار وفيه ابن إسحاق
وهو مدلس. وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يوضع في الميزان
أثقل من حسن الخلق وان حسن الخلق ليبلغ بصاحبه درجة الصوم والصلاة قلت
رواه الترمذي باختصار رواه البزار ورجاله ثقات. وعن معاذ بن جبل قال قال

(1) بوزن عظيم، وفي الأصل مصحفة.
(2) في الأصل " سهل " والتصويب من الميزان وخلاصة التذهيب.
22

رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا زعيم ببيت في ربض الجنة (1) وببيت في وسط الجنة وببيت
في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وترك الكذب وإن كان مازحا وحسن
خلقه. رواه الطبراني في الثلاثة والبزار، وفي اسناد الطبراني محمد بن الحصين ولم أعرفه
والظاهر أنه التميمي وهو ثقة، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا
زعيم ببيت في رباض الجنة وببيت في أعلاها (2) وببيت في أسفلها لمن ترك الجدل
وهو محق وترك الكذب وهو ضاحك وحسن خلقه. رواه الطبراني وفيه أبو حاتم
سويد بن إبراهيم ضعفه الجمهور ووثقه ابن معين، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت في غرف الجنة وبيت في فناء الجنة وبيت
في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان محقا ولمن حسن خلقه. رواه البزار وفيه
عبد الواحد بن سليم وثقه ابن حبان وضعفه جماعة. وعن معاذ بن جبل قال جاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني أحب الجمال واني أحب أن
أحمد، كأنه يخاف على نفسه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يمنعك أن تحب أن
تعيش حميدا وتموت سعيدا وإنما بعثت على تمام (3) محاسن الأخلاق. رواه
الطبراني والبزار إلا أنه قال إنما بعثت بمحاسن الأخلاق، وفيه عبد الرحمن بن
أبي بكر الجدعاني وهو ضعيف. وعن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم
بعثه إلى قوم فقال يا رسول الله أوصني فقال افش السلام وابذل الطعام واستحي
من الله استحياء رجل ذا هيبة من أهلك وإذا أسأت فأحسن ولتحسن خلقك
ما استطعت. رواه البزار وفيه ابن لهيعة وفيه لين، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله
ابن عمرو بن العاصي أن معاذ بن جبل قال يا رسول الله أوصني قال أ عبد الله لا تشرك
به شيئا قال يا رسول الله زدني قال إذا أسأت فأحسن قال يا رسول الله زدني قال استقم
ولتحسن خلقك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن صالح وقد وثق وضعفه
جماعة وأبو السميط سعيد بن أبي مولى المهري لم أعرفه. وعن أنس قال قالت أم

(1) أي ما حولها خارجا عنها تشبيها بالأبنية التي تكون حول المدن وتحت القلاع.
(2) في الأصل " أعلى أهل ".
(3) لعله " لا تمام ".
23

حبيبة يا رسول الله المرأة يكون لها زوجان ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لأيهما
تكون للأول أو للآخر قال تخير أحسنهما خلقا كان معها في الدنيا يكون زوجها
في الجنة يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة. رواه الطبراني والبزار
باختصار وفيه عبيد بن إسحاق وهو متروك وقد رضيه (1) أبو حاتم وهو أسوأ أهل
الاسناد حالا، وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في النكاح (2). وعن علي بن أبي
طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس العقل بعد الايمان بالله التحبب إلى الناس
قال وبه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن
فليس مني ولا من الله قيل وما هن يا رسول الله قال حلم يرد به جهل الجاهل
وحسن خلق يعيش به في الناس وورع يحجزه عن معاصي الله. رواه كله الطبراني
في الأوسط والصغير وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن علي بن أبي طالب قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم وان الرجل ليكتب جبارا
وما يملك إلا أهل بيته. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الحميد بن عبيد الله
ابن حمزة وهو ضعيف جدا. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفاضلكم
أحاسنكم أخلاقا وحسن الخلق من الايمان. رواه الطبراني في الأوسط والكبير
بنحوه وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك. وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وان من أقربكم
إلي يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا. رواه الطبراني في حديث طويل باسنادين ورجال
أحدهما ثقات. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلق الحسن
يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد والخلق السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عيسى بن ميمون المدني وهو ضعيف.
وعن أسامة بن شريك قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم كأنما على رؤوسنا الطير
ما يتكلم منا متكلم إذ جاءه ناس فقالوا من أحب عباد الله إلى الله تعالى قال
أحسنهم أخلاقا. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشريف

(1) في الأصل مصحفة، والتصويب من الميزان.
(2) في الجزء الرابع.
24

المنازل وانه لضعيف العبادة وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم. رواه الطبراني
عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف وقال ابن دقيق العبد في الامام انه وثق،
وبقية رجاله ثقات. وعن جابر بن سمرة قال كنت في مجلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم وسمرة وأبو
حاتم فقال إن الفحش والتفحش ليسا من الاسلام في شئ وان أحسن الناس اسلاما
أحسنهم خلقا. رواه الطبراني واللفظ له، وأحمد وابنه وقال وان خير الناس اسلاما
أحسنهم خلقا، وأبو يعلي بنحوه، ورجاله ثقات. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل الظامي، بالهواجر.
رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف. وعن عبد الله بن عمر قال سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس خير قال أحسنهم خلقا. رواه الطبراني وفيه من لم يوثق
من رجال الكتب. وعن معاذ بن جبل قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى اليمن فقلت يا رسول الله أوصني قال عليك بحسن الخلق فان أحسن الناس خلقا
أحسنهم دينا. رواه الطبراني وفيه عبد الغفار بن القاسم وهو وضاع. وعن عائشة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من بني الا له توبة الا صاحب سوء الخلق فإنه لا يتوب من ذنب
إلا عاد في شر منه. رواه الطبراني في الصغير وفيه عمرو بن جميع وهو كذاب.
وعنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشؤم سوء الخلق. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف. وعن جابر قال قيل يا رسول الله
ما الشؤم قال سوء الخلق. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي
وهو ضعيف. وقد تقدم حديث رافع بن مكيث وهو عند ابن ماجة باختصار. وعن
أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شر الناس الضيق على أهله قالوا
يا رسول الله وكيف يكون ضيقا على أهله قال الرجل إذا دخل بيته خشعت امرأته
وهرب ولده وفر فإذا خرج ضحكت امرأته واستأنس أهل بيته. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه عبد الله بن يزيد بن الصلت وهو متروك.
{باب ما يفعل بمن هو سئ الخلق}
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ساء خلقه من
25

الرقيق والدواب والصبيان فاقرءوا في أذنه (أفغير دين الله يبغون). رواه الطبراني
في الأوسط وفيه محمد بن عبد الله بن عقيل بن عمير وهو متروك.
{باب حدة الخلق}
عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيار أمتي أحداؤهم الذين
إذا غضبوا رجعوا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يغنم بن سالم بن قنبر وهو
كذاب. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعتري الحدة خيار أمتي.
رواه الطبراني وأبو يعلي وفيه سلام بن مسلم (1) الطويل وهو متروك (2).
{باب ما جاء في الحياء والنهي عن الملاحاة}
عن عائشة قالت كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي فأضع ثوبي فأقول
إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي
حياء من عمر رضي الله عنه. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره
شيئا عرفناه في وجهه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء خير كله.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمر (3) المقدمي وهو ثقة.
وعن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء من الايمان والايمان في
الجنة والبذاء (4) من الجفاء والجفاء في النار. رواه الطبراني وفيه محمد بن موسى
ابن أبي نعيم وثقه أبو حاتم وجماعة وكذبه ابن معين، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن قرة بن إياس قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر عنده
الحياء فقالوا يا رسول الله الحياء من الدين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو
الدين كله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الحياء العفاف والعي في اللسان
لا عي القلب والعي من الايمان وأنهن يزدن في الآخرة وينقصن في الدنيا ولما يزدن
في الدنيا وينقصن في الآخرة ولما وان الشح والبذاء من النفاق وأنهن يزدن

(1) في الأصل " سلم " والتصويب من الميزان.
(2) في كشف الخفا ومزيل الإلباس للعجلوني بسط الكلام على الحديث.
(3) في الأصل " عمير " والتصويب من الخلاصة.
(4) أي الفحش.
26

في الدنيا وينقصن في الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا. رواه الطبراني وفيه
عبد الحميد بن سوار وهو ضعيف. وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة
لو كان الحياء رجلا كان رجلا صالحا. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه
ابن لهيعة وهو لين، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن داود بن مصعب عن أبيه
قال كنا مع أنس بن مالك فاستقبلت الناس قد انصرفوا من الجمعة فدخل دارا
وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لا يستحيى من الناس لا يستحيى
من الله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم. وقد تقدمت أحاديث
في الحياء في كتاب الايمان (1). وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن كان أول
ما عهد إلي فيه ربي ونهاني عنه بعد عبادة الأوثان وشرب الخمر لملاحاة الرجال. رواه
الطبراني وفيه يحيى بن المتوكل وهو ضعيف عند الجمهور ووثقه ابن معين في رواية.
{باب}
عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما أدرك الناس من
كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت، وفي رواية ان آخر ما تعلق به أهل
الجاهلية من كلام النبوة الأولى. رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح. وعن
أم الطفيل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان يقال إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا
لم تستحي فاصنع ما شئت. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم. وعن
عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي أنه مر وصاحب له وفتية من قريش قد حلوا أزرهم
فجعلوها مخاريق (2) يجتلدون بها وهم عراة قال عبد الله فلما مررنا بهم قالوا إن
هؤلاء قسيسون فدعوهم ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم فلما أبصروه
تبددوا فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا حتى دخل وكنت وراء الحجرة فسمعته
يقول سبحان الله لا من الله استحيوا ولا من رسوله استتروا، وأم أيمن عنده تقول
استغفر لهم يا رسول الله فبلأى ما استغفر لهم. رواه أحمد وأبو يعلي قال قال عبد الله
يعني ابن الحارث فتأبى ما استغفر لهم والبزار والطبراني واحد إسنادي الطبراني ثقات.

(1) في الجزء الأول.
(2) المخراق: ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بضعا.
27

{باب ما جاء في العقل والعقلاء}
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله عز وجل العقل قال له
قم فقام فقال له أدبر خلفك فأدبر ثم قال له اقعد فقعد فقال له وعزتي ما خلقت خلقا
خيرا منك ولا أكرم منك ولا أفضل منك ولا أحسن بك آخذ وبك أعطى وبك
أعرف وبك الثواب وعليك العقاب. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل بن
عيسى الرقاشي وهو مجمع على ضعفه. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لما خلق الله العقل قال له اقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر فقال وعزتي ما خلقت
خلقا أعجب إلي منك بك آخذ وبك أعطى وبك الثواب وعليك العقاب. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمر بن أبي صالح قال الذهبي لا يعرف. وعن
علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس العقل بعد الايمان بالله التحبب
إلى الناس. رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه من لم أعرفهم. وعن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس العقل بعد الايمان بالله التودد إلى الناس. رواه
البزار والطبراني في الأوسط وفيه عبيد الله بن عمرو أو ابن عمر القيسي وهو ضعيف (1).
وقد تقدمت أحاديث في التودد إلى الناس. وعن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليكون من أهل الصلاة والزكاة والحج والعمرة والجهاد حتى
ذكر سهام الخير وما يجزي يوم القيامة إلا بقدر عقله. رواه الطبراني في الصغير والأوسط
وفيه منصور بن صقير (2) قال ابن معين ليس بالقوي، وسقط من الاسناد اسحق
ابن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك. وعن أبي أيوب الأنصاري قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يتوجه الرجلان إلى المسجد فينصرف أحدهما وصلاته أفضل
من الآخر إذا كان أفضلهما عقلا وينصرف الآخر وصلاته لا تبقى له ذرة. رواه
الطبراني وفيه محمد بن رجاء السختياني ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي
الدرداء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن رجل شدة عبادة سأل
عن عقله فان قالوا حسن قال أرجو له وان قالوا غير ذلك قال لا يبلغ صاحبكم حيث

(1) تقدم الحديث في الصفحة 17.
(2) بصيغة التصغير.
28

تظنون. رواه الطبراني وفيه مروان بن سالم وهو متروك. وعن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا الشاهد على الله عز وجل أن لا يعثر عاقل الا رفعه ثم لا يعثر
إلا رفعه ثم لا يعثر إلا رفعه حتى يصيره إلى الجنة. رواه الطبراني في الصغير والأوسط
وفيه محمد بن عمر بن الرومي وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
{باب ما جاء في السلام وافشائه}
عن هانئ بن يزيد أبي شريح (1) قال قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني
الجنة قال إن من موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام. رواه الطبراني وفيه
أبو عبيدة بن عبد الله الأشجعي روى عنه أحمد بن حنبل وغيره ولم يضعفه أحد،
وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله يعني ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه فافشوه بينكم فان الرجل المسلم إذا مر بقوم
فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم فإن لم يردوا عليه
رد عليه من هو خير منهم وأطيب. رواه البزار باسنادين والطبراني بأسانيد وأحدهما
رجاله رجال الصحيح عند البزار والطبراني. وعن البراء بن عازب قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أفشوا السلام تسلموا والإثرة شر. رواه أحمد وأبو يعلي وقال قال أبو معاوية
الاسبوة يعني كثرة العتب، ورجاله ثقات. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض تحية لأهل ديننا وأمانا لأهل
ذمتنا. رواه الطبراني في الصغير وفيه عصمة بن محمد الأنصاري وهو متروك. وعن
أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل جعل
السلام تحية لامتنا وأمانا لأهل ذمتنا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم
أعرفه وعمرو بن هاشم البيروتي وثق وفيه ضعف. وعن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم السلام اسم من أسماء الله فافشوه بينكم. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه بشر بن رافع وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان السلام اسم من أسماء الله فافشوه بينكم. رواه الطبراني في

(1) في الأصل " سريح " بالمهملة، والتصويب من الخلاصة حيث نص على إعجامها.
29

الأوسط وفيه بشر بن رافع وهو ضعيف. وعن ابن (1) قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أفشوا السلام فإنه لله رضا لله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سالم بن
عبد الأعلى أبو الفيض وهو متروك. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شئ إذا
فعلتموه تحاببتم إفشاء السلام بينكم. رواه الطبراني وفيه عطاء بن مسلم وهو ثقة وفيه ضعف،
وبقية رجاله ثقات. وعن أبي موسى الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لن تؤمنوا
حتى تحابوا ألا أدلكم على ما تحابون عليه قالوا بلى يا رسول الله قال أفشوا السلام
بينكم والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تراحموا قالوا بلى يا رسول الله كلنا رحيم
قال إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكن رحمة العامة. رواه الطبراني وفيه عبد الله
ابن صالح وقد وثق وضعفه جماعة. ولهذا الحديث طريق في كتاب التوبة (2)
وعن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دب إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء والحسد
والبغضاء هي الحالقة ليس حالقة الشعر ولكن حالقة الدين والذي نفسي بيده لا تدخلوا
الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أنبئكم بما يثبت لكم ذلك أفشوا السلام
بينكم. رواه البزار وإسناده جيد. وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أفشوا السلام كي تعلوا. رواه الطبراني وإسناده جيد.
{باب فيمن سلم على عشرين من المسلمين في يوم أو ليلة}
عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سلم على عشرين رجلا من
المسلمين في يوم جماعة أو فرادى ثم مات من يومه ذلك وجبت له الجنة وفي ليلة مثل
ذلك. رواه الطبراني وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف.
{باب أجر السلام}
عن علي بن أبي طالب قال دخلت المسجد فإذا أنا بالنبي صلى الله عليه وسلم
في عصبة من أصحابه فقلت السلام عليكم فقال وعليكم السلام ورحمة الله عشرون
لي وعشر لك قال فدخلت الثانية فقلت السلام عليكم ورحمة الله فقال وعليك السلام

(1) كذا.
(2) في الجزء العاشر.
30

ورحمة الله وبركاته ثلاثون لي وعشرون لك فدخلت الثالثة فقلت السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته فقال وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ثلاثون لي وثلاثون لك أنا وأنت يا علي
في السلام سواء إنه يا علي ما من رجل مر على مجلس فسلم عليهم الا كتب الله له عشر حسنات
ومحى عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات. رواه البزار وفيه مختار بن نافع
التيمي وهو ضعيف وفيه عبيد بن إسحاق العطار وهو متروك. وعن ابن عمر قال
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم فقال عشر ثم جاء آخر فقال
السلام عليكم ورحمة الله فقال عشرون ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته فقال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو
هارون العبدي عمارة بن جوين وهو متروك. وعن سهل بن حنيف قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من قال السلام عليكم كتب له عشر حسنات ومن قال السلام
عليكم ورحمة الله كتب له عشرون حسنة ومن قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتب له ثلاثون حسنة. رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة الربذي (1)
وهو ضعيف. وعن مالك بن التيهان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من قال السلام عليكم كتبت له عشر حسنات ومن قال السلام عليكم ورحمة
الله كتبت له عشرون حسنة ومن قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبت له
خمسون حسنة. رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
{باب فيمن بخل بالسلام}
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعجز الناس من عجز
في الدعاء وأبخل الناس من بخل بالسلام. رواه الطبراني في الأوسط وقال لا يروي
عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد ورجاله رجال الصحيح غير مسروق
ابن المرزبان وهو ثقة. وعن جابر ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن
لفلان في حائطي عذقا (2) وانه قد آذاني وشق علي مكان عذقه فأرسل إليه رسول

(1) في النسخة في كثير من المواضع " الزيدي " وتقدم أنه تصحيف، والصواب " الربذي ".
(2) في النسخة " عذق " وهو لحن، والعذق: النخلة، والحائط: البستان.
31

الله صلى الله عليه وسلم فقال بعني عذقك الذي في حائط فلان قال لا قال فهبه لي
قال لا قال فبعنيه بعذق في الجنة قال لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت
الذي هو أبخل منك إلا الذي يبخل بالسلام. رواه أحمد والبزار وفيه عبد الله بن
محمد بن عقيل وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله رجاله الصحيح.
{باب فيمن لم يسلم إلا على من يعرفه}
عن عبد الله يعني ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على المعرفة وان هذا عرفني من بينكم فيسلم علي.
رواه الطبراني في حديث طويل تقدم في أمارات الساعة (1) من حديثه وغيره.
{باب فيمن سأل ولم يسلم} عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدأ بالسؤال قبل السلام فلا
تجيبوه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه هارون بن محمد أبو الطيب وهو كذاب.
وعن جابر أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لا تأذنوا لمن لم يبدأ بالسلام قلت له حديث
عند الترمذي بغير هذا السياق رواه أبو يعلي وفيه من لم أعرفه. وعن عبد الملك
ابن عطاء عن أبي هريرة أشك في رفعه قال لا يؤذن للمستأذن حتى يبدأ بالسلام
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا إن عبد الملك لم أجد له سماعا من أبي
هريرة قال ابن حبان روى عن يزيد بن الأصم.
{باب البداءة بالسلام} عن أبي الدرداء قال قلنا يا رسول الله انا نلتقي فأينا يبدأ بالسلام قال أطوعكم
فيه. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن الأغر أغر مزينة قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمر لي بجزء من ثمر عند رجل من الأنصار فمطلني به فكلمت
فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أغد معه يا أبا بكر فخذله ثمره فوعدني أبو بكر المسجد
إذا صلينا الصبح فوجدته حيث وعدني فانطلقنا فكلما رأى أبا بكر رجل من بعيد
سلم عليه فقال أبو بكر أما ترى ما يصيب القوم عليك من الفضل لا يسبقك إلى السلام

(1) في الجزء السابع.
32

أحد فكنا إذا طلع الرجل بادرناه بالسلام قبل أن يسلم علينا. رواه الطبراني في
الكبير ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي أمامة الباهلي أنه كان يسلم على كل من
لقيه قال فما علمت أحدا سبقه بالسلام إلا يهوديا مرة اختبأ له خلف أسطوانة فخرج
فسلم عليه فقال له أبو أمامة ويحك يا يهودي ما حملك على ما صنعت قال له رأيتك
رجلا تكثر السلام فعلمت أنه فضل فأردت أن آخذ به فقال له أبو أمامة ويحك
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله جعل السلام تحية لامتنا وأمانا لأهل ذمتنا.
رواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي ضعفه النسائي وقال غيره مقارب الحديث.
{باب حد السلام والرد}
عن سلمان قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك يا رسول الله
قال وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ثم جاء آخر فقال السلام عليك يا رسول الله
ورحمة الله قال وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ثم جاء آخر فقال السلام عليك
يا رسول الله ورحمة الله وبركاته فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك فقال
الرجل يا رسول الله أتاك فلان وفلان فحييتهما بأفضل مما حييتني فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم انك لن أو لم تدع شيئا قال الله عز وجل (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن
منها أو ردوها) فرددت عليك التحية. رواه الطبراني وفيه هشام بن لاحق
قواه النسائي وترك أحمد حديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال
جاء ثلاثة نفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم السلام عليكم فرد النبي صلى الله عليه وسلم
وعليك ورحمة الله فجاء الثاني فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه النبي صلى
الله عليه وسلم ورحمة الله وبركاته وجاء الثالث فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد
عليه النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما قال وأبو الفتى جالس مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
الله زدت فلانا وفلانا ولم تزد ابني شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما وجدنا
له من زيادة فرددنا عليه مثل ما قال. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه
نافع بن هرمز وهو ضعيف جدا. وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها يا عائشة
33

هذا جبريل يقرأ عليك السلام فقلت وعليك السلام ورحمة الله وبركاته وذهبت تزيد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا انتهى السلام فقال رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت قلت
هو في الصحيح باختصار رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
{باب تكرار السلام عند اللقاء}
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا لقى أحدكم أخاه مرارا فليسلم عليه.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عقبة بن أبي العيزار وهو كذاب. وعن
أنس بن مالك قال كنا إذا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتفرق بيننا
شجرة فإذا التقينا يسلم بعضنا على بعض. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
{باب فيمن رد السلام سرا}
عن ثابت البناني عن أنس أو غيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استأذن
على سعد بن عبادة فقال السلام عليكم ورحمة الله فقال سعد وعليك السلام ورحمة
الله ولم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم حتى سلم ثلاثا ورد عليه سعد ثلاثا ولم يسمعه فرجع النبي
صلى الله عليه وسلم فاتبعه سعد فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما سلمت تسليمة إلا
وهي بأذني ولقد رددت عليك ولم أسمعك أحببت أن استكثر من سلامك ومن البركة
ثم أدخله البيت فقرب إليه زيتا فأكل النبي صلى الله عليه وسلم فلما فرغ قال أكل طعامكم الأبرار
وصلت عليكم الملائكة وأفطر عندكم الصائمون قلت عند أبي داود بعضه رواه
أحمد والبزار وقال عن أنس ولم يقل أو غيره قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يزور الأنصار فإذا جاء إلى دور الأنصار جاء صبيان الأنصار حوله فيدعو
لهم ويمسح رؤسهم ويسلم عليهم فأتي النبي صلى الله عليه وسلم باب سعد فسلم
عليهم فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد سعد فلم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم
حتى سلم ثلاث مرات وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد على ثلاث تسليمات فان أذن له وإلا
انصرف فرجع، فذكر نحوه ورجالهما رجال الصحيح. وعن أم طارق مولاة سعد
قالت جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد فاستأذن فسكت سعد ثم استأذن فسكت
34

سعد ثم أعاد فسكت سعد فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه سعد لم
يمنعنا أن نأذن لك إلا أردنا أن تزيدنا فذكر الحديث وهو بتمامه في الطب في باب الحمى.
{باب كيفية السلام والرد}
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله هو السلام فلا
تبدأوا بشئ قبله فإذا قيل السلام عليكم فقولوا السلام عليكم، وفي رواية إذا أراد
أحدكم فليقل السلام عليكم فان الله هو السلام فلا تبدأوا قبل الله بشئ. رواه أبو يعلي
وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف جدا. وقد تقدمت أحاديث في حد السلام.
{باب السلام على من أتى جماعة أو فارقهم}
عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال حق على من قام
على جماعة أن يسلم عليهم وحق على من قام من مجلس أن يسلم فقام رجل ورسول الله
صلى الله عليه وسلم يتكلم فلم يسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسرع ما نسي. رواه أحمد
والطبراني وفيه ابن لهيعة وزبان بن فائد (1) وقد ضعفا وحسن حديثهما.
{باب في الجماعة يسلم أحدهم والجماعة يرد أحدهم}
عن الحسن بن علي قال قيل يا رسول الله القوم يأتون الدار فيستأذن واحد منهم
أيجزئ عنهم جميعا قال نعم قيل فيرد رجل من القوم أيجزئ عن الجميع قال نعم قال
فالقوم يمرون فيسلم واحد منهم أيجزئ عن الجميع قال نعم قيل فيرد رجل من القوم
أيجزئ عن الجميع قال نعم. رواه الطبراني وفيه كثير بن يحيى وهو ضعيف.
{باب فيمن سلم على قوم وهم في خير أو غيره}
عن معاوية بن قرة قال قال أبي إذا مررت بمجلس فسلم على أهله فان يكونوا في
خير كنت شريكهم وان يكونوا في غير ذلك كان لك أجر هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وعن معاوية بن قرة عن أبيه قال يا بني إذا كنت
في مجلس ترجو خيره فعجلت بك حاجة فقل السلام عليكم فإنك شريكهم فيما يغتنمون
في ذلك المجلس. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير بسطام بن مسلم وهو ثقة.

(1) بالفاء.
35

{باب فيمن يسن البداءة بالسلام من الراكب وغيره}
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد
والماشيان أيهما بدأ فهو أفضل. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي سلام
قال كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل أن علم الناس ما سمعت من
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعهم فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول تعلموا القران فإذا علمتموه فلا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه ولا تأكلوا به ولا
تستكثروا به ثم قال إن التجار هم الفجار قالوا يا رسول الله أليس قد أحل الله البيع
وحرم الربا قال بلى ولكنهم يحلفون ويأثمون ثم قال إن الفساق هم أهل النار قالوا
يا رسول الله من الفساق قال النساء قالوا أوليس أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا قال بلى
ولكنهن إذا أعطين لم يشكرن وإن ابتلين لم يصبرن ثم قال يسلم الراكب على
الراجل والراجل على الجالس والأقل على الأكثر فمن أجاب السلام كان له ومن
لم يجب فلا شئ له. رواه الطبراني واللفظ له، وأحمد ورجالهما رجال الصحيح.
{باب المصافحة والسلام ونحو ذلك}
عن جندب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقى أصحابه لم يصافحهم حتى يسلم
عليهم. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن أنس أن نبي الله صلى الله عليه
وسلم قال ما من مسلمين التقيا أخذ أحدهما بيد صاحبه إلا كان حقا على الله عز وجل
أن يحضر دعاءهما ولا يفرق بين أيديهما حتى يغفر لهما. رواه أحمد والبزار وأبو
يعلي إلا أنه قال كان حقا على الله أن يجيب دعاءهما ولا يرد أيديهما حتى يغفر لهما،
ورجال أحمد رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وثقه ابن حبان ولم يضعفه أحد.
وعنه كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا وإذا قدموا من سفر
تعانقوا. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن حذيفة بن اليمان
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن إذا لقى المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت
خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر. رواه الطبراني في الأوسط ويعقوب بن محمد بن
36

الطحلاء (1) روى عنه غير واحد ولم يضعفه أحد، وبقية رجاله ثقات. وعن عمر بن
الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى الرجلان المسلمان فسلم
أحدهما على صاحبه فان أحبهما إلى الله أحسنهما بشرا بصاحبه فإذا تصافحا نزلت
عليهما مائة رحمة للبادئ منهما تسعون وللمصافح عشرة. رواه البزار وفيه من لم
أعرفهم. وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لقى حذيفة فأراد أن يصافحه فتنحى
حذيفة فقال إني كنت جنبا فقال إن المسلم إذا صافح أخاه تحاتت (2) خطاياهما
كما يتحات ورق الشجر. رواه البزار وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان وضعفه
الجمهور. وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المسلمين إذا التقيا
فتصافحا وتسايلا أنزل الله بينهما مائة رحمة تسعة وتسعون لأبشهما وأطلقهما وأبرهما
وأحسنهما سايلة بأخيه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن كثير بن عدي
ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي داود قال لقيني البراء بن عازب
فأخذ بيدي وصافحني وضحك في وجهي ثم قال تدري لم أخذت بيدك قال إني ظننت
لم تفعله إلا لخير فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم لقيني ففعل بي ذلك ثم قال تدري لم فعلت
بك ذلك قلت لا فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن المسلمين إذا التقيا وتصافحا
وضحك كل واحد منهما في وجه صاحبه لا يفعلان ذلك إلا لله لم يتفرقا حتى يغفر
لهما قلت رواه أبو داود باختصار رواه الطبراني في الأوسط وأبو داود الراوي
غير الرا متروك. وعن سلمان الفارسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المسلم
إذا لقى أخاه المسلم فأخذ بيده تحاتت عنهما ذنوبهما كما يتحات الورق عن الشجرة
اليابسة في يوم ريح عاصف وإلا غفر لهما ولو كانت ذنوبهما مثل زبد البحر. رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير سالم بن غيلان وهو ثقة. وعن أبي أمامة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا تصافح المسلمان لم تفرق أكفهما حتى يغفر
لهما. رواه الطبراني وفيه مهلب بن العلاء ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

(1) في الأصل " يعقوب حد العلاء ".
(2) في الأصل " كانت ".
37

{باب السلام عند دخول المنزل}
عن سلمان يعني الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره أن لا يجد
الشيطان عنده طعاما ولا مقيلا ولا مبيتا فليسلم إذا دخل بيته وليسم على طعامه.
رواه الطبراني وفيه أبو الصباح عبد الغفور وهو متروك.
{باب السلام على النساء}
عن جرير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بنساء فسلم عليهن. رواه أحمد
وأبو يعلي والطبراني وفي أحد إسنادي أحمد عن شعبة عن جابر عن طارق
التميمي، وفي الآخر عن شعبة عن جابر عن طارق التميمي عن جرير وجابر
ابن طارق ولم أعرفه وجابر عن طارق فإن كان جابر هو الجعفي فهو ضعيف.
{باب فيمن يسلم عليه وهو يصلى}
عن أبي سعيد الخدري أن رجلا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فرد النبي
صلى الله عليه وسلم إشارة فلما سلم قال كنا نرد السلام فنهينا عن ذلك. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وقد وثق وضعفه جماعة، وبقية
رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن مسعود قال مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يصلى فسلمت عليه فأشار إلي. رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله
رجال الصحيح. وعن جابر قال لو دخلت على قوم وهم يصلون ما سلمت عليهم.
رواه الطبراني وأبو يعلي ورجاله رجال الصحيح.
{باب فيمن سلم على أحد وهو يبول (1)}
تقدم في الطهارة في باب ذكر الله تعالى للمحدث.
{باب ما نهى عنه من الإشارة في السلام}
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليم الرجل بأصبع واحدة يشير بها فعل
اليهود. رواه أبو يعلي والطبراني في الأوسط واللفظ له ورجال أبي يعلي رجال
الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو أظنه مرفوعا قال ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا

(1) في الأصل " يقول ".
38

باليهود ولا بالنصارى فان تسليم اليهود الإشارة بالأصابع وان تسليم النصارى
بالأكف ولا تقصوا النواصي واحفوا الشوارب واعفوا اللحى ولا تمشوا في المساجد
والأسواق وعليكم القمص إلا وتحتها الأزر. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه من لم أعرفه.
{باب النهى عن السجود والانحناء}
عن عمرو بن أمية الضمري أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ثلاثة نفر إلى قيصر وإلى كسرى
وإلى صاحب الإسكندرية وبعث عمرا إلى النجاشي فلما أتى عمرو النجاشي
وجد من كان عنده يدخلون مكفرين من خوخة فلما رأى الخوخة (1) ودخولهم
عليه أولاه (2) ظهره ثم دخل يمشى (3) القهقرى فلما دخل منها اعتدل (4) ففزعت
الحبشة وهموا بقتله قالوا ما منعك أن تدخل كما دخلنا قال لا نصنع ذلك بنبينا
فهو أحق أن نصنع ذلك به فقال النجاشي اتركوه صدق. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر. وعن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال للمسلمين بمكة حين شطت بهم عشائرهم تفرقوا في الأرض فتفرقوا إلى أرض
الحبشة فبعثت قريش عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص فكان فيما قال
عمرو و عبد الله للنجاشي لا يحيوك بالتحية التي يحييك بها من يدخل عليك منا فقال
لجعفر وأصحابه مالكم ما تحيوني كما يحيى أصحابكم قال نحييكم بتحية نبينا صلى
الله عليه وسلم انها تحية أهل الجنة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يعقوب بن محمد
الزهري وثقه غير واحد وضعفه بسبب التدليس وقد صرح بالتحديث عن شيخ
ثقة، وبقية رجاله ثقات. وقد تقدمت أحاديث في قوله لو أمرت أحدا أن يسجد
لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من طرق في النكاح (5).

(1) الخوخة: باب صغير كالنافذة الكبيرة، وتكون بين بيتين ينصب عليها باب.
(2) في الأصل " ولا ".
(3) في الأصل " تنشى ".
(4) في الأصل " اعتدر ".
(5) في الجزء الرابع.
39

{باب ما جاء في القيام}
عن عمرو بن مرة الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب
ان يتمثل له الرجال بين يديه قياما فليتبوأ مقعده من النار. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إنما هلك من كان قبلكم بأنهم عظموا ملوكهم بان قاموا وقعدوا. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن قتيبة وهو متروك. وعن عبادة بن الصامت
قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر رحمه الله قوموا نستغيث إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقام
إنما يقام لله تبارك وتعالى. رواه أحمد وفيه راو لم يسم وابن لهيعة (1). وعن أبي أمامة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم الرجل من محله لأخيه إلا بني
هاشم لا يقومون لأحد. رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو متروك. وعن
محمد بن هلال عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج قمنا له حتى يدخل بيته. رواه
البزار وهكذا وجدته فيما جمعته ولعله عن محمد بن هلال عن أبيه عن أبي هريرة وهو
الظاهر فان هلالا تابعي ثقة، أو عن محمد بن هلال بن أبي هلال عن أبيه عن جده
وهو بعيد، ورجال البزار ثقات. وعن واثلة يعني ابن الأسقع قال دخل المسجد
والنبي صلى الله عليه وسلم فيه وحده فتزحزح له فقال الرجل يا رسول الله ان المكان
واسع فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان للمسلم حقا. رواه الطبراني ورجاله ثقات
إلا أن أبا عمير عيسى بن محمد النحاس لم أجد له سماعا من أبي الأسود والله أعلم.
{باب ارسال السلام}
عن أبي البختري قال جاء الأشعث بن قيس وجرير بن عبد الله البجلي إلى
سلمان الفارسي فدخلا عليه في حصن في ناحية المدائن فأتياه فسلما عليه وحيياه ثم
قالا أنت سلمان الفارسي قال نعم قالا أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) وثقه أحمد وغيره، وضعفه يحيى القطان وغيره، وهو حسن الحديث على ما في
شذرات الذهب لابن العماد وقد ترجم له في نحو صفحة.
40

قال لا أدري فارتابا وقالا لعله ليس الذي نريد قال لهما أنا صاحبكما الذي تريدان
اني قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجالسته فإنما صاحبه من دخل معه الجنة
فما حاجتكما قالا جئناك من عند أخ لك بالشام فقال من هو قالا أبو الدرداء قال
فأين هديته التي أرسل بها معكما قالا ما أرسل معنا هدية قال اتقيا الله وأديا الأمانة
ما جاءني أحد من عنده إلا جاء معه بهدية قالا لا يرفع علينا هذا ان لنا أموالا فاحتكم
فيها قال ما أريد أموالكما ولكني أريد الهدية التي بعث بها معكما قالا والله ما بعث
معنا بشئ إلا أنه قال لنا إن فيكم رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا به لم يبغ أحدا
غيره فإذا أتيتماه فاقرئاه مني السلام قال فأي هدية كنت أريد منكما غير هذه وأي
هدية أفضل من السلام تحية من عند الله مباركة طيبة. رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح غير يحيى بن إبراهيم المسعودي وهو ثقة.
{باب السلام على أهل الذمة}
عن ابن عباس قال من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه وإن كان مجوسيا
فان الله يقول (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أوردوها). رواه أبو يعلي
ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة. وعن تميم بن سلمة
قال مشى مع عبد الله ناس من أهل الشرك فلما بلغ باب القصر سلم عليهم. رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن تميم بن سلمة لم يدرك ابن مسعود. وعن أبي بصرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا مارون على يهود فلا تبدؤهم بالسلام فإذا سلموا عليكم
فقولوا وعليكم. رواه أحمد والطبراني في الكبير وزاد فلما جئناهم سلموا علينا
فقلنا وعليكم، وأحد إسنادي أحمد والطبراني رجاله رجال الصحيح. وعن أنس
قال نهينا أو قال أمرنا أن لا نزيد أهل الكتاب علي وعليكم. رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن أنس قال جاء رجل من أهل الكتاب فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم
فقال السلام عليكم فقال عمر يا رسول الله ألا أضرب عنقه قال لا قلت هو في
الصحيح خلا استئذان عمر في قتله رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن
41

أنس قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس فمر يهودي فسلم عليهم فرد عليه
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل تدرون ما قال قالوا نعم سلم قال فإنه قال السام
عليكم أي تسامون دينكم ردوه على كيف قلت فقال السام عليكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا
سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا عليكم أي علكيم ما قلتم قلت لأنس حديث
في الصحيح غير هذا رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن زيد بن أرقم قال
بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجل من اليهود يقال له ثعلبة بن
الحارث فقال السام عليك يا محمد فقال وعليك. رواه الطبراني وفيه عبد النور بن
عبد الله وهو كذاب. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصافحوا
اليهود والنصارى. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف.
{باب قبلة اليد}
عن كعب بن مالك أنه لما نزل عذره أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده فقبلها. رواه
الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف. وعن يحيى بن الحارث
الذماري قال لقيت واثلة بن الأسقع فقلت بايعت بيدك هذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
نعم قلت أعطني يدك أقبلها فأعطانيها فقبلتها. رواه الطبراني وفيه عبد الملك القاري
ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الرحمن بن رزين عن سلمة بن الأكوع
قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم بيدي هذه فقبلناها فلم ينكر ذلك قلت في الصحيح منه
البيعة رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وعن ابن عمر أنه قبل يد (1) النبي
صلى الله عليه وسلم. رواه أبو يعلي وفيه يزيد بن أبي زياد وهو لين الحديث،
وبقية رجاله رجال الصحيح.
{باب قبلة الولد}
عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر قبل ابنته
فاطمة. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف لا يضر.

(1) " يد " غير موجودة في النسخة.
42

عن أنس قال كان باب النبي صلى الله عليه وسلم يقرع بالأظافير. رواه البزار
وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف.
{باب في الاستئذان وفيمن اطلع في دار بغير اذن}
عن أنس أن رجلا اطلع على النبي صلى الله عليه وسلم ومع النبي صلى الله عليه وسلم عود
فقال لو أعلم تنظرني لطعنت به في عينك أو نحو ذلك. رواه البزار وفيه سويد
ابن إبراهيم أبو حاتم وهو ضعيف ووثق. وعن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما
رجل كشف سترا فأدخل بصره قبل أن يؤذن له فقد أتى حدا لا يحل له أن
يأتيه ولو أن رجلا فقأ عينه لهدرت ولو أن رجلا مر على باب لا ستر له فرأى عورة
فلا خطيئة عليه إنما الخطيئة على أهل البيت قلت عزاه إلى الترمذي ولم أجده
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن
عباس قال إنما كان نفي النبي صلى الله عليه وسلم الحكم بن أبي العاصي من
المدينة إلى الطائف بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حجرته إذا هو بانسان يطلع عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم
الورع الورع فنظروا فإذا هو الحكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أخرج لا تساكني في المدينة
ما بقيت فنفاه إلى الطائف. رواه الطبراني وفيه ملك بن سليمان ولم أعرفه، وبقية
رجاله ثقات. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يشهد أني رسول الله فلا
يشهد الصلاة حاقنا حتى يتخفف ومن كان يشهد أني رسول الله فلا يدخل على أهل
بيت حتى يستأنس ويسلم فإذا نظر في قعر البيت فقد دخل، وفي رواية ومن أدخل
عينيه في بيت بغير إذن أهله فقد دمر (1) ومن صلى بقوم فخص نفسه بدعوة دونهم
فقد خانهم. رواه الطبراني وأحمد بالرواية الثانية، وفى إسناد الأول السفر بن نسير
وثقه ابن حبان وضعفه غيره و عبد الله بن رجاء الشيباني لم أعرفه، وبقية رجاله
ثقات. وعن سعد بن عبادة أنه استأذن وهو مستقبل الباب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تستأذن
وأنت مستقبل الباب، وفى رواية قال جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت

(1) هو من الدمار: الهلاك، المعنى أن إساءة المطلع مثل إساءة الدامر.
43

فقمت مقابل الباب فاستأذنت فأشار إلى أن تباعد ثم جئت فاستأذنت فقال وهل
الاستئذان الا من أجل النظر. رواه الطبراني ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح.
وعن عبد الله بن بشر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تأتوا البيوت
من أبوابها ولكن ائتوها من جوانبها فاستأذنوا فان أذن لكم فأدخلوا وإلا فارجعوا
قلت له حديث رواه أبو داود غير هذا رواه الطبراني من طرق ورجال هذا
رجال الصحيح غير محمد بن عبد الرحمن بن عرق وهو ثقة. وعن عبادة يعني ابن
الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الاستئذان في البيوت فقال من دخلت عينه
قبل ان يستأذن ويسلم فلا إذن وقد عصى ربه. رواه الطبراني وإسحق بن يحيى
لم يدرك عبادة، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس قال جاء عمر إلى النبي
صلى الله عليه وسلم وهو في مشربة (1) له فقال السلام عليك يا رسول الله السلام
عليكم أيدخل عمر. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن أبي
موسى قال أرسلني مدرك بن مدرك إلى عائشة أسألها عن أشياء قال فأتيتها فإذا هي
تصلى الضحى فقلت اقعد حتى تفرغ فقالوا هيهات فقلت لآذنها كيف استأذن عليها
فقال قل السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله
الصالحين السلام على أمهات المؤمنين أو أزواج النبي صلى الله عليكم فذكر
الحديث. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي سويد العبدي قال أتينا
ابن عمر فجلسنا ببابه ليؤذن لنا قال فأبطأ علينا الاذن فقمت إلى جحر في الباب
فجعلت أطلع فيه ففطن بي فلما أذن لنا جلسنا فقال أيكم اطلع آنفا في داري قلت
أنا قال بأي شئ استحللت ان تطلع في داري قلت أبطأ علينا فنظرت فلم أتعمد
ذلك قال ثم سألوه عن أشياء قلت يا أبا عبد الرحمن ما تقول في الجهاد قال من جاهد
فإنما يجاهد لنفسه. رواه أحمد وأبو الأسود وبركة بن يعلى التميمي لم أعرفهما.
وعن سهل بن حنيف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرته

(1) المشربة: بالشين المعجمة: الغرفة.
44

إذ اطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خصاص البيت فنظر ومعه مدري (1)
فقال لو أعلم أنك تنظرني لقمت حتى أدخل هذا في عينك فإنما الاذن ليكف
البصر. قلت هكذا رواه الطبراني من رواية سفيان بن حسين عن الزهري وهي
ضعيفة. وعن جرير أن عيينة (2) بن حصن دخل على النبي صلى الله عليه وسلم
وعنده عائشة فقال من هذه إلى جانبك قال عائشة قال يا رسول الله أفلا أنزل لك
عن خير منها يعنى امرأته فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا فقال له النبي صلى الله
عليه وسلم أخرج فاستأذن فقال له انها يمين علي أن لا أستأذن على مضري فقالت
عائشة من هذا فقال هذا أحمق متبع. رواه الطبراني عن شيخه علي بن سعيد بن بشير وهو حافظ رحال (3) قيل فيه ليس بذاك، وبقية رجاله رجال الصحيح غير
يحيى بن محمد مطيع وهو ثقة. وعن أبي هريرة قال بعث إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجئنا فاستأذنا. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن أبي إسرائيل
وهو ثقة. وعن سفينة (4) قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاء علي رضى لله عنه
يستأذن فدق الباب دقا خفيفا فقال النبي صلى الله عليه وسلم افتح له. رواه الطبراني وفيه
ضرار بن صرد وهو ضعيف. وعن الحسن قال اجتمع اشراف قريش عند باب
عمر بن الخطاب فيهم الحارث بن هشام وأبو سفيان بن حرب وسهيل بن عمر وتلك
العبيد والموالي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج آذنه فأذن لبلال
وصهيب وغيرهما وترك الآخرين فقال أبو سفيان لم أر كاليوم انه أذن لهذه العبيد
وتركنا جلوسا ببابه لا يأذن لنا فقال سهيل بن عمرو وكان رجلا عاقلا أيها الناس إني
والله لأرى الذي في وجهكم فان كنتم غضابا فاغضبوا على أنفسكم دعى القوم

(1) المدري: شئ يعمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط
وأطول منه يسرح به الشعر المتلبد ويستعمله من لا مشط له و
(2) في الأصل " عيتية " وهو خطأ ظاهر.
(3) في الأصل " دجال ".
(4) هو لقب مهران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما في نزهة الألباب في الألقاب لابن حجر العسقلاني، وفى اسمه اختلاف.
45

ودعيتم فأسرعوا وأبطأتم ثم قال والله ما سبقتم إليه من الفضل أشد عليكم فوتا من
بابكم الذي تنافستم عليه قال الحسن والله لا يجعل الله عبدا أسرع إليه كعبد أبطأ
عنه. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن الحسن لم يسمع من عمر.
وعن جندب بن سفيان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا استأذن
أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال
الصحيح غير العباس بن محمد الدوري وهو ثقة. وعن أعين الخوارزمي قال أتيت
أنس بن مالك وهو في دهليز فسلمت عليه قلت ادخل قال هذا مكان لا يستأذن
فيه، وأعين مجهول. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال إذا دعوت الرجل فقد
أذنت له. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن رجل قال استأذنا على
عبد الله بن مسعود بعد صلاة الصبح فأذن لنا وألقى على امرأته قطيفة (1) وقال
إني كرهت أن أحبسكم. رواه الطبراني والرجل لم أعرفه، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلوا
بيوت أهل الذمة إلا باذن. رواه الطبراني وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف. (باب ما يقول إذا سئل عن حاله)
عن عبد الله بن عمرو قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل كيف أصبحت
يا فلان قال أحمد الله إليك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الذي أردت منك.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف وقال لا يروى عن
النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد.
(باب الدخول على النساء)
عن أبي صالح قال استأذن عمر وبن العاص على فاطمة فأذنت له فقال ثم علي قالوا لا
فرجع ثم استأذن عليها مرة أخرى فقال ثم علي قالوا نعم فدخل عليها فقال له علي
ما منعك أن تدخل حين لم تجدني ههنا قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
نهانا أن ندخل على المغيبات (2) - قلت رواه الترمذي إلا أنه جعل مكان فاطمة أسماء -

(1) القطيفة: كساء له خمل.
(2) أي اللاتي غاب عنهن أزواجهن.
46

رواه أحمد ورجاله الصحيح الا أن أبا صالح لم يسمع من فاطمة وقد سمع من عمرو.
(باب الأسماء وما جاء في الأسماء الحسنة)
عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفاءل ولا يتطير (1) ويعجبه الاسم
الحسن. رواه أحمد والطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف بغير كذب.
وعن عبد الله بن الشخير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سأل
عن اسم الرجل وكان حسنا عرف ذلك في وجهه وإن كان غير ذلك كرهه
فإذا نزل بالقرية سأل عن اسمها فإن كان اسمها حسنا سر بذلك وإن كان غير ذلك
رؤى (2) ذلك في وجهه. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال
الصحيح غير سعيد بن بشير وهو ثقة وفيه ضعف. وعن أبي هريرة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إن من حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه وأن يحسن أدبه.
رواه البزار وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو متروك. وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أبردتم إلي بريدا فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم. رواه
البزار والطبراني في الأوسط وفى إسناد الطبراني عمر بن راشد وثقة العجلي وضعفه
جمهور الأئمة، وبقية رجاله ثقات، وطرق البزار ضعيفة. وعن يعيش الغفاري قال
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة يوما فقال من يحلبها فقال رجل أنا فقال ما
اسمك قال مرة قال اقعد ثم قام آخر فقال ما اسمك قال مرة قال اقعد ثم قام آخر
فقال ما اسمك قال جمرة فقال اقعد ثم قام يعيش فقال ما اسمك قال يعيش قال
احلبها. رواه الطبراني وإسناده حسن. وعن أبي حدرد أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال من يسوق إبلنا هذه أو من يبلغ إبلنا هذه فقام رجل فقال ما اسمك
قال فلان قال اجلس ثم قام آخر فقال انا قال ما اسمك قال ناجية قال أنت
لها فسقها. رواه الطبراني من طريق أحمد بن بشير عن عمه ولم أر فيهما جرحا
ولا تعديلا، وبقية رجاله ثقات.

(1) في الأصل " ينطر ".
(2) في الأصل " رى ".
47

(باب ما جاء في اسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته)
عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تجمعوا بين
اسمي وكنيتي. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي حميد قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من تسمى باسمي فلا يكتني بكنيتي. رواه البزار وفيه أبو بكر
ابن أبي سبرة وهو متروك. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي. رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما ثقات. وعن
محمد بن فضالة يعنى الظفري قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن أسبوعين فأتى بي إليه فمسح على رأسي وقال سموه باسمي ولا تكنوه بكنيتي وحج
بي معه حجة الوداع وأنا ابن عشر سنين فلقد عمر محمد حتى شاب رأسه وما شاب موضع
يد رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وثقه ابن حبان
وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي غزية الأنصاري قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي. رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي
وهو متروك. وعن عبيد بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجمعوا
بين اسمي وكنيتي. رواه الطبراني وفيه حفصة بنت البراء ولم أعرفها ومن اختلف
في الاحتجاج به. وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تسمونهم محمدا ثم
تلعنونهم. رواه أبو يعلى والبزار وفيه الحكم بن عطية وثقه ابن معين (1) وضعفه غيره،
وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي رافع قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا
سميتم محمدا فلا تضربوه ولا تحرموه. رواه البزار عن شيخه غسان (2) بن عبيد وثقه ابن
حبان وغيره وفيه ضعف. وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال نظر عمر إلى ابن عبد
الحميد وكان اسمه محمدا ورجل يقول له فعل الله بك يا محمد فسماه عبد الرحمن فأرسل
إلى بنى طلحة وهم سبعة سيدهم وكبيرهم محمد بن طلحة فغير (3) أسماءهم فقال
محمد أذكرك الله يا أمير المؤمنين فوالله محمد صلى الله عليه وسلم سماني فقال قوموا فلا

(1) " ابن معين " غير موجودة في النسخة فاستدركتها من خلاصة التذهيب.
(2) في الأصل " عشان " والتصويب من الميزان.
(3) في النسخة " بغير ".
48

سبيل إلى شئ سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني واللفظ له، وأحمد
ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد له ثلاثة
فلم يسم أحدهم محمدا فقد (1) جهل. رواه الطبراني وفيه مصعب بن سعيد وهو ضعيف.
وعن واثلة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد له ثلاثة أولاد لم يسم
أحدهم محمدا فقد جهل. رواه الطبراني وفيه عمر بن موسى بن وجيه وهو كذاب.
وعن عيسى بن طلحة قال حدثني ظئر محمد بن طلحة قال لما ولد محمد بن طلحة
أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم قال ما سميتموه قلنا محمد قال هذا اسمي وكنيته
أبو القاسم. رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن عثمان أبو شيبة وهو متروك، قال
الطبراني: محمد بن طلحة بن عبيد الله ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسماه محمدا وكناه أبا القاسم.
(باب ما يستحب من الأسماء)
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الأسماء إلى الله عبد الله
و عبد الرحمن. رواه أبو يعلى وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف. وعن
خيثمة بن عبد الرحمن بن سبرة أن أباه عبد الرحمن ذهب مع جده إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما اسم ابنك (2) فقال عزيز فقال النبي صلى
الله عليه وسلم لا تسمه عزيزا ولكن سمه عبد الرحمن ثم قال إن خير الأسماء
عبد الله و عبد الرحمن والحارث، وفي رواية عن خيثمة قال ولد لجدي غلام فسماه
عزيزا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ولد لي غلام فقال ما سميته قال قلت عزيزا
قال بل هو عبد الرحمن، وفي رواية عن خيثمة عن أبيه قال كان اسم أبى في الجاهلية
عزيزا فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن. رواه أحمد بأسانيد رجالها
رجال الصحيح ولكن ظاهر الروايتين الأوليين الارسال. وعن خيثمة بن
عبد الرحمن عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي وأنا غلام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم

(1) في النسخة " فهو " ولعله " فهو جاهل " أو " فقد جهل " كما في الحديث الآتي.
(2) في النسخة " اسمك أبيك ".
(3) في النسخة " عزيزا " بالراء في مواضع.
49

ما اسم ابنك هذا قال اسمه عزيزا (1) فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسمه عزيزا ولكن سمه
عبد الرحمن فان أحب الأسماء إلى الله عبد الله و عبد الرحمن. رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح. وعن خيثمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي ما اسمك فقلت
عبد العزى قال بل أنت عبد الرحمن. رواه الطبراني والبزار بنحوه إلا أنه قال ما اسمك
قلت عزيز قال الله العزيز، ورجال الطبراني رجال الصحيح. وعن سبرة بن أبي
سبرة عن أبيه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما ولدك قال فلان وفلان و عبد العزى
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عبد الرحمن انه من أحق أسمائكم أو من خير أسمائكم
إن سميتم فذكر الحديث. رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه ضعف،
وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن خيثمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال دخلت
على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لأبي هذا ابنك قلت نعم قال ما اسمه قال الحيات قال لا
تسمه الحيات فان الحيات شيطان ولكن هو عبد الرحمن فذكر الحديث وقد تقدم
في النفقات. رواه الطبراني وفيه السرى بن إسماعيل وهو متروك. وعن أبي
زهير الثقفي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سميتم فعبدوا. رواه الطبراني
وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف جدا.
(باب تغيير الأسماء وما نهى عنه فيها وما يستحب)
وقد تقدم قبله أحاديث أي منه. عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد
غضب الله على من زعم أنه ملك الأملاك. رواه الطبراني وفيه أبو شيبة إبراهيم
ابن عثمان وهو متروك. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال نهى رسول الله صلى
الله عليه وسلم أن يسمى الرجل عبده أو ولده حارثا أو مرة أو وليدا أو حكما
أو أبا الحكم أو أفلح أو نجيحا أو يسارا وقال أحب الأسماء إلى الله عز وجل ما يعبد
به وأصدق الأسماء همام. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه محمد بن محصن
العكاشي وهو متروك. وعن بريدة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمى
كلب أو كليب. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه صالح بن حيان

(1) في النسخة " عزيرا ".
50

وهو ضعيف. وعن مسلم بن عبد الله الأزدي قال جاء عبد الله بن قرط
الأزدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما اسمك
قال شيطان بن قرط فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنت عبد الله بن قرط. رواه أحمد ورجاله
ثقات. وعن عبد الله بن قرط أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ما اسمك
قال شيطان بن قرط قال أنت عبد الله بن قرط. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
وعن عائشة قالت سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول لرجل ما اسمك قال شهاب
قال أنت هشام. رواه أحمد والطبراني في الأوسط بنحوه وفيه عمران القطان وثقه
ابن حبان وغيره وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن رجل من جهينة
قال سمعه (1) النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا حرام فقال يا حلال. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأرض يقال لها عدرة فسماها
خضرة. رواه أبو يعلي والطبراني في الأوسط ورجال أبي يعلي رجال الصحيح.
وعنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع اسما قبيحا غيره فمر على قرية (2) يقال
لها عفرة (3) فسماها خضرة. رواه الطبراني في الصغير ورجاله رجال الصحيح. وعن
بشير بن الخصاصية قال وكان قد أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال واسمه زحم (4)
فسماه النبي صلى الله عليه وسلم بشيرا. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن الجهدمة امرأة
بشير بن الخصاصية (5) قالت كان اسم بشير زحم فسماه رسول الله صلى الله عليه
وسلم بشيرا. رواه الطبراني وفيه أبو جناب وهو مدلس، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن هشام بن عامر أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما اسمك قال
شهاب قال بل أنت هشام. رواه الطبراني وفيه علي بن زيد وهو حسن الحديث
وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عتبة بن عبد السلمي قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل وله اسم لا يحب حوله ولقد أتيناه وانا لسبعة نفر من

(1) في الأصل " سمعته ".
(2) في الأصل " تربة ".
(3) في الأصل " عفيرة ". والتصحيح من النهاية.
(4) بالزاي وسكون المهملة كما نص عليه في الإصابة.
(5) في الأصل " الخصاصة " في المواضع كلها.
51

بني سليم أكبرنا العرباض بن سارية فبايعناه جميعا معا. رواه الطبراني ورجاله
ثقات وفي بعضهم خلاف. وعن علي قال لما ولد الحسن سماه حمزة فلما ولد الحسين
سماه بعمه جعفر قال فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أمرت أن أغير
اسم ابني هذين قلت الله ورسوله أعلم فسماهما حسنا وحسينا. رواه أحمد وأبو يعلي
بنحوه والبزار والطبراني وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعنه قال لما ولد الحسن فقال أروني ابني ما سميتموه قلت حربا قال
بل هو حسن قال فلما ولد الحسين سميته حربا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أروني
ابني ما سميتموه قلت حربا قال بل هو حسين فلما ولد الثالث سميته حربا فجاء النبي
صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قلت حربا قال بل هو محسن ثم قال
سميتهم بأسماء ولد هارون بشر وبشير ومبشر. رواه أحمد والبزار إلا أنه قال سميتهم
بأسماء ولد هارون جبر وجبير ومجبر، والطبراني ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح
غير هانئ بن هانئ وهو ثقة. وعنه قال لما ولد الحسن سميته حربا وكنت أحب أن
أكتني بأبي حرب فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه فقال ما سميتم ابني فقلنا
حربا فقال هو الحسن ثم ولد الحسين فسميته حربا فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه فقال
ما سميتم ابني فقلنا حربا فقال هو الحسين. رواه البزار والطبراني بنحوه بأسانيد
ورجال أحدها رجال الصحيح. وعن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
سميتهما يعني الحسن والحسين باسم ابني هارون شبر وشبير. رواه الطبراني
وفيه بردعة بن عبد الرحمن وهو ضعيف. ويأتي حديث امرأة يقال لها سورة في
مناقب الحسن إن شاء الله. وعن رائطة بنت مسلم (1) عن أبيها قال شهدت مع
النبي صلى الله عليه وسلم حنينا فقال ما اسمك قلت غراب قال أنت مسلم. رواه الطبراني وأبو
يعلي والبزار بنحوه ورائطة لم يضعفها أحد ولم يوثقها، وبقية رجال أبي يعلي
ثقات. وعن سعيد بن يربوع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أينا أكبر قال أنت أكبر وأخير
مني وأنا أقدم فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سعيدا وقال الصرم قد ذهب يعني

(1) في الأصل " رابطة بنت سلم " والتصويب من خلاصة التذهيب.
52

كان اسمه الصرم. رواه الطبراني بأسانيد والبزار باختصار ورجاله ثقات. وعن
عبد الرحمن بن عون كان اسمي عبد عمرو فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن.
رواه البزار وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف. وعن عبد الله بن الحارث
ابن جزء قال توفي رجل ممن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم غريبا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند القبر ما اسمك فقلت العاصي وقال لابن عمر ما اسمك فقال
العاصي وقال للعاصي ما اسمك فقال العاصي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم عبيد الله أنزلوا قال
فوارينا صاحبنا ثم خرجنا من القبر وقد بدلت أسماؤنا. رواه البزار والطبراني
وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وقد وثق وضعفه غير واحد، وبقية رجال
البزار رجال الصحيح. وعن عتبة بن عبد أنه قال أتاني أناس يريدون أن يغيروا
أسماء هم قال فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاني وأنا غلام حدث فقال
ما اسمك فقلت عتلة بن عبد فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أنت عتبة بن
عبد أرني سيفك فسله ثم نظر إليه إذا هو سيف فيه دقة وضعف فقال لا تضرب
بهذا ولكن أطعن به طعنا. رواه الطبراني من طرق ورجال بعضها ثقات.
وعنه أنه بايع النبي صلى الله عليه وسلم قال له ما اسمك قال شيبة قال أنت
عتبة بن عبد. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن البراء بن عازب أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لرجل ما اسمك قال نعم قال بل عبد الله. رواه الطبراني والأوسط ورجاله
ثقات. وعن علي بن جهم البلوي عن أبيه قال وافينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة
فسألنا من نحن فقلنا نحن بنو عبد مناف قال أنتم بنو عبد الله. رواه الطبراني وفيه
يعقوب بن محمد الزهري وهو متروك. وعن الحكم بن سعيد قال أتيت النبي
صلى الله عليه وسلم لأبايعه فقال ما اسمك قلت الحكم قال بل أنت عبد الله. رواه
الطبراني وجعل أن هذا قتل يوم بدر شهيدا، وفي إسناده أبو أمية بن يعلي وهو
متروك. وعن الحكم بن سعيد بن العاصي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال
له ما اسمك قال الحكم قال أنت عبد الله قال أنا عبد الله يا رسول الله. رواه
53

الطبراني وفرق بينه وبين الذي قبله وذكر هذا فيمن اسمه عبد الله وذكر
الذي قبله فيمن اسمه الحكم، ورجاله ثقات إن شاء الله. وعن قيوم ويكنى أبا
عبيد قال كنت مع أبي راشد الأزدي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وفد عليه فقال
النبي صلى الله عليه وسلم لأبي راشد ما اسمك قال عبد العزى أبو معاوية قال لا ولكنك
عبد الرحمن أبو راشد قال فمن هذا معك قال مولاي قال ما اسمه قال قيوم قال لا ولكنه
عبد القيوم أبو عبيدة. رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن أبي قرصافة
قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لك عقب قلت لي أخ قال جئ به قال
فوقفت بأخي وكان غلاما صغيرا حتى جاء معي فلما دنا من النبي صلى الله عليه وسلم هرب
فأخذته فضممت يديه ورجليه ثم جئت به النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وبايعه النبي
صلى الله عليه وسلم وكان اسمه مبسم فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم ما اسمه يا أبا
قرصافة قلت مستم قل بل اسمه مسلم قلت مسلم معك يا رسول الله. رواه الطبراني
وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن عبد الله بن سلام قال كان اسمي في الجاهلية غيلان
فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله قلت رواه ابن ماجة غير قوله كان اسمي في الجاهلية
غيلان رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلي وهو ضعيف. وعن أصرم قال قلت
يا رسول الله إني اشتريت عبدا فادع الله له بالبركة وسمه فقال ما اسمك فقلت أصرم
قال بل زرعة فما تريده قال زراعا قال فهو عاصم. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
وعن أسامة بن أخدري (1) أن رجلا من بني شقرة يقال له أصرم كان في النفر
الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأتاه بعبد له حبشي اشتراه بتلك
البلاد فقال له يا رسول الله اشتريت هذا فأحب أن تسميه وتدعو له بالبركة قال
ما اسمك أنت قلت أصرم قال أنت زرعة قال فما تريده قال أريده راعيا قال هو
عاصم وقبض النبي صلى الله عليه وسلم كفه قلت رواه أبو داود باختصار قصة الغلام الحبشي
رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه مطاعا
قال له أنت مطاع في قومك وقال له امض إلى أصحابك وحمله على فرس أبلق وأعطاه

(1) بفتح الهمزة وإسكان المعجمة وفتح المهملة.
54

الراية وقال من دخل تحت رأيتك هذه فقد أمن العذاب. رواه الطبراني وفيه جماعة
لم أعرفهم. وعن أبي جحيفة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأتى بثوب من
القصار وعليه مكتوب شيطان فأمر به فنحى وقال أعوذ بالله من الشيطان. رواه
الطبراني مرفوعا وموقوفا ورجالهما رجال الصحيح إلا أن الطبراني صحح الوقف
على الرفع. وعن أبي بكر بن أبي مريم عن أبيه عن جده قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت ولدت لي الليلة جارية فقال النبي صلى الله عليه وسلم والليلة أنزلت على سورة
مريم سمها مريم فكانت نسمي مريم. رواه الطبراني وفيه سليمان بن سلمة الخبائري (1)
وهو متروك. وعن سهيل بن سعد قال كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم اسمه أسود فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض. رواه الطبراني في الأوسط
وإسناده حسن. وعن عبد الله بن سمرة قال كان اسمي في الجاهلية عبد كلاب
فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
ناصح أبو العلاء وهو ضعيف. وعن عكرمة قال كان عبد الرحمن بن سمرة اسمه
عبد كلوب فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن فمر به وهو يتوضأ
فقال تعال يا عبد الرحمن فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم لا تطلب الامارة فإنك
إن طلبتها فأوليتها وكلت إليها وإن لم تطلبها أعنت عليها. رواه الطبراني في الأوسط
مرسلا من طريق إسحاق بن عبد الله بن كيسان وهو ضعيف.
{باب التسمية بالكرم}
عن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا ان اسم الرجل المؤمن في الكتب
الكرم من أجل ما كرمه الله على الخليقة انكم تدعون ما في الحائط من العنب الكرم
الا واسمه الحفر والرجل هو الكرم. رواه الطبراني والبزار بنحوه إلا أنه قال إنكم
تدعون العنب وإنما اسمه الجوهر، وفي إسناد الطبراني مجاهيل وفي إسناد البزار
يوسف بن خالد السمتي وهو متروك.

(1) في الأصل " الحيائري " والتصويب من الأنساب للسمعاني وغيره، وفي
الميزان " الجبايري " وهو خطأ.
55

{باب دعاء الرجل بأحب أسمائه إليه}
عن حنظلة بن حذيم (1) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يدعو الرجل
بأحب أسمائه إليه وأحب كناه. رواه الطبراني ورجاله ثقات. قلت ويأتي غير
حديث فيما يصفى الود إن شاء الله.
{باب كيف يدعو من لم يعرف اسمه}
عن يزيد بن جارية الأنصاري قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان
لم يحفظ اسم الرجل قال يا ابن عبد الله. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه
أبوب الأنماطي أو أبو أيوب الأنصاري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
{باب ما جاء في الكنى}
عن عبد الله يعني ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناه أبا عبد الرحمن ولم
يولد له. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن حمزة بن عمر الأسلمي أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كناه أبا صالح. رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد
الزهري وثقه ابن حبان وضعفه جمهور الأئمة. وعن أبي الورد قال رآني رسول
الله صلى الله عليه وسلم فرآني رجلا أحمر فقال أنت أبو الورد. رواه الطبراني
وفيه جنادة بن المغلس وثقه ابن نمير ونسبه غير واحد إلى الكذب.
{باب في العطاس وما يقول العاطس وما يقال له}
عن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس احمر وجهه وخفض
صوته. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي ومندل بن علي
وقد وثقا وضعفهما جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن جعفر
ذي الجناحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس حمد الله فيقال يرحمك الله فيقول
يهديكم الله ويصلح بالكم. رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث
على ضعف فيه، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عمر قال كنا جلوسا عند النبي صلى
الله عليه وسلم فعطس فقالوا يرحمك الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يهديكم الله ويصلح

(1) بكسر المهملة وإسكان المعجمة وفتح التحتانية وفي الأصل " حديم " بالمهملة وهو خطأ.
56

بالكم. رواه الطبراني وفيه أسباط بن عزرة ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا إذا
عطس أحدنا أن نشمته. رواه الطبراني وإسناده جيد. وعن عائشة قال عطس
رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ما أقول يا رسول الله قال قل الحمد لله
قالوا ما نقول له يا رسول الله قال قولوا يرحمك الله قال ما أقول لهم يا رسول الله قال
قل لهم يهديكم الله ويصلح بالكم. رواه أحمد وأبو يعلي وفيه أبو معشر نجيح وهو لين
الحديث، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعلمنا إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين فإذا قال ذلك فليقل من عنده يرحمك
الله فإذا قال ذلك فليقل يغفر الله لي ولكم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عطاء
ابن السائب وقد اختلط. وعن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس
الرجل فليقل الحمد لله على كل حال وليقل من حوله يرحمك الله وليقل هو لمن حوله يهديكم
الله ويصلح بالكم. رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف.
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا عطس أحدكم فقال الحمد لله
قالت الملائكة رب العالمين فإذا قال رب العالمين قالت الملائكة رحمك الله. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط. وعن ابن عمر
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله أحسبه قال على كل حال وليقل له
يرحمك الله وليقل هو يغفر الله لنا ولكم قلت روى الترمذي بعضه رواه البزار
وفيه أسباط بن عزرة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا
عطس أحدكم فليقل الحمد لله وليقل من عنده يرحمك الله وليقل يهديكم الله ويصلح
بالكم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
{باب فيمن بادر العاطس بالحمد}
عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بادر العاطس بالحمد عوفي
من وجع الخاصرة ولم يشتك ضرسه أبدا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
57

الحارث الأعور وضعفه الجمهور ووثق ومن لم أعرفهم.
{باب فيمن عطس فلم يحمد الله}
عن أبي هريرة قال عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما أشرف
من الآخر فعطس الشريف فلم يحمد الله فلم يشمته النبي صلى الله عليه وسلم وعطس
الآخر فحمد الله فشمته النبي صلى الله عليه وسلم قال فقال الشريف عطست عندك فلم تشمتني وعطس
هذا عندك فشمته قال فقال إن هذا ذكر الله فذكرته وأنت نسيت الله فنسيتك. رواه أحمد
والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح غير ربعي بن إبراهيم وهو ثقة مأمون.
وعن سهل بن سعد أن عامر بن الطفيل قدم على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فراجع النبي صلى الله عليه
وسلم وارتفع صوته وثابت بن قيس قائم بسيفه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عامر
غض من صوتك عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال وما أنت وذاك فقال ثابت أما والذي
أكرمه لولا أن يكره رسول الله صلى الله عليه وسلم لضربت بهذا السيف رأسك فنظر إليه (1) عامر
وهو جالس وثابت قائم فقال أما والله يا ثابت لئن عرضت نفسك لي لتولين عني
فقال ثابت أما والله يا عامر لئن عرضت نفسك للساني لتكرهن حياتي فعطس ابن
أخ لعامر بن الطفيل فحمد الله فشمته النبي صلى الله عليه وسلم ثم عطس عامر بن الطفيل فلم
يحمد الله فلم يشمته النبي صلى الله عليه وسلم فقال عامر شمت هذا الصبي وتركتني (2) فقال
النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا حمد الله قلت فذكر الحديث وهو بطوله في غزوة بئر
معونة (3). رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عياش وهو ضعيف.
{باب الحث (4) على تشميت العاطس}
عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس العاطس فشمته ولو من خلف
سبعة أبحر ومن شمت عاطسا ذهب عنه ذات الجنب ووجع الضرس والأذنين.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو متروك.

(1) " إليه " ساقطة من الحديث هنا، والتصحيح من. الجزء السادس حيث أورد
الحديث.
(2) في الجزء السادس " ولم تشمتني ".
(3) في الجزء السادس.
(4) في الأصل " الحب ".
58

{باب فيمن حدث بحديث فعطس عنده}
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حدث بحديث فعطس
عنده فهو حق. رواه الطبراني في الأوسط وقال لا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا
الاسناد، وأبو يعلي وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف. وعن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق الحديث ما عطس عنده. رواه الطبراني في الأوسط عن
شيخه جعفر بن محمد بن ماجد ولم أعرفه وعمارة بن زاذان (1) وثقه أبو زرعة وجماعة
وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
{باب الجلوس مستقبل القبلة}
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لكل شئ سيدا وإن سيد المجالس
قبالة القبلة. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن ابن عمر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم المجالس ما استقبل به القبلة. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه حمزة بن أبي حمزة وهو متروك. وعن ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان لكل شئ شرفا وان أشرف المجالس ما استقبل به القبلة. رواه
الطبراني وفيه هشام بن زياد أبو المقدام وهو متروك.
{باب ما جاء في الجلوس وكيفيته وخير المجالس}
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير المجالس أوسعها. رواه
البزار والطبراني في الأوسط وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان وغيره وضعفه
ابن معين وغيره، وبقية رجال البزار ثقات. وعن مصعب بن شيبة عن أبيه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فان وسع له فليجلس
وإلا فلينظر أوسع مكان يراه فيجلس. رواه الطبراني وإسناده حسن. وعن طلحة
ابن عبيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من التواضع الرضا
بالدون من شرف المجالس. رواه الطبراني وفيه أيوب بن سليمان بن عبد الله بن
حد لم ولم أعرفه ولا والده، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي موسى الأشعري عن

(1) في الأصل " رادان " بمهملات، والتصويب من خلاصة التذهيب.
59

النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من رجل يأتي قوما ويوسعون له حتى يرضى إلا كان حقا على
الله رضاهم. رواه الطبراني وفيه سليمان بن سلمة الخبائري (1) وهو متروك. وعن
عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا هذه المذابح يعني المحاريب قلت
المحاريب صدور المجالس كذلك ذكره ابن الأثير في مادة حرب رواه الطبراني وفيه
عبد الله بن مغراء وثقه ابن حبان وغيره وضعفه ابن المديني في روايته عن الأعمش وليس هذا
منها وعن أبي أمامة بن ثعلبة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس القريفصاء. رواه الطبراني وفيه محمد
ابن عمر الواقدي وهو ضعيف. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
جلس عند الكعبة فضم رجليه فأقامهما واحتبى بيديه. رواه البزار وفيه مسلم بن كيسان
وهو متروك لاختلاطه. وعن أبي سعيد يعني الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا جلس نصب ركبتيه واحتبى بيديه قلت روى أبو داود منه احتباءه (2)
بيديه فقط رواه البزار وفيه عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمر والغفاري وهو ضعيف.
{باب افسحوا يفسح الله لكم}
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم الرجل للرجل
من مجلسه ولكن افسحوا يفسح الله لكم. رواه أحمد ورجاله ثقات.
{باب النهى عن الجلوس بين الظل والشمس}
عن أبي عياض عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى
الله عليه وسلم نهى أن يجلس بين الضح (3) والظل وقال مجلس الشيطان. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح غير كثير بن أبي كثير وهو ثقة. وعن جابر أن النبي
صلى الله عليه وسلم نهى أن يقعد أو يجلس الرجل بين الظل والشمس. رواه البزار
وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو متروك.
{باب النهى عن الجلوس في الظلمة}
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس في بيت مظلم إلا أن

(1) في الأصل " الجبايري " وقد سلفت تخطئته.
(2) في الأصل " احتيار ".
(3) الضح: ضوء الشمس. وفي الأصل " الصح " بالمهملة، والتصحيح من النهاية.
60

يسرج فيه سراج. رواه البزار وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو متروك.
{باب الجلوس على الأرض}
عن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تمسحوا بالأرض
فإنها بكم برة. رواه الطبراني في الصغير عن شيخه حملة بن محمد ولم أعرفه، وبقية
رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي (1) وهو ثقة.
{باب الجليس الصالح}
عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح
مثل العطار ان لم يحبك من عطره يعبق بك من ريحه ومثل الجليس السوء كمثل
القين (2) ان لم يحرق ثيابك يعبق بك من دخانه. رواه الطبراني وإسناده حسن.
{باب لا يجلس بين الرجل وولده}
عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس الرجل بين
الرجل وابنه في المجلس. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه.
{باب فيمن قام من مجلس ثم رجع إليه}
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرجل أحق
بصدر دابته وبمجلسه إذا رجع. رواه أحمد وفيه إسماعيل بن رافع قال البخاري ثقة
مقارب الحديث، وضعفه جمهور الأئمة، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن
عمر قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخلف الرجل الرجل في مجلسه وقال إذا
رجع فهو أحق به. رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس.
{باب الجلوس على الصعيد (3) وإعطاء الطريق حقه}
عن أبي شريح بن عمرو الخزاعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم
والجلوس على الصعدات فمن جلس على الصعيد فليعطه حقه قال قلنا يا رسول الله وما
حقه قال غض البصر ورد التحية وأمر بمعروف ونهى عن منكر. رواه أحمد والطبراني
وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف جدا. وعن عائشة قالت أتى النبي صلى

(1) في الأصل " الغربي " والتصحيح من الخلاصة.
(2) أي الحداد أو الصائغ.
(3) أي الطريق.
61

الله عليه وسلم مجلسا من مجالس الأنصار فيه جماعة منهم فسلم فردوا السلام فكره
لهم النبي صلى الله عليه وسلم المجلس فقالوا يا رسول الله مجلس كان يجلسه آباؤنا
في الجاهلية فأحببنا أن نعمره ونجلس فيه قال فان أبيتم إلا أن تفعلوا فردوا السلام
وغضوا الابصار وارشدوا السبيل. رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح بن موسى
الطلحي وهو متروك. وعن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم والجلوس في الصعدات (1)
فان كنتم لابد فاعلين فاعطوا الطريق حقه قيل وما حقه قال غض البصر ورد السلام
أحسبه قال وإرشاد الضال. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن
سنان الهروي وهو ثقة. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تجلسوا في المجالس
فان كنتم لابد فاعلين فردوا السلام وغضوا الابصار واهدوا السبيل وأعينوا على
الحمولة. رواه البزار وفيه محمد بن أبي ليلى وهو ثقة سئ الحفظ، وبقية رجاله
وثقوا. وعن سهل بن حنيف قال قال أهل العالية يا رسول الله لابد لنا من مجالس
قال فأدوا المجالس حقها قالوا وما حق المجالس قال ذكر الله كثيرا وإرشاد (2)
السبيل وغض الابصار. رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن عبد الرحمن الأنصاري
تابعي لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا. وعن وحشي بن حرب أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال لعلكم تستفتحون بعدي مدائن عظاما وتتخذون في أسواقها مجالس
فإذا كان ذلك فردوا السلام وغضوا من أبصاركم واهدوا الأعمى وأعينوا المظلوم.
رواه الطبراني ورجاله كلهم ثقات وفي بعضهم ضعف.
{باب ما ينهى عنه في المجالس}
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هلكت سدوم وما حولها
من القرى حتى استاكوا بالسواك ومضغوا العلك في المجالس. رواه الطبراني وفيه
سوار بن مصعب وهو متروك
{باب فيمن خطى حلقة قوم}
عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تخطي حلقة قوم بغير

(1) أي الطرق وممر الناس.
(2) في الأصل " وإرسال ".
62

إذنهم فهو عاص. رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو متروك. قلت ويأتي
حديث في الفتن في الاضطجاع بين القوم.
{باب غض البصر}
عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم ينظر إلى محاسن
امرأة ثم يغض بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها. رواه أحمد والطبراني
إلا أنه قال ينظر إلى امرأة أول وقعة، وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.
وعن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا علي ان لك كنزا
في الجنة وانك ذو قرنيها (1) فلا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك
الآخرة. رواه أحمد وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. وعن
أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتغضن أبصاركم ولتحفظن فروجكم
ولتقيمن وجوهكم أو لتكشفن وجوهكم. رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد
الألهاني وهو متروك. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النظرة
سهم مسموم من سهام إبليس من تركها من مخافتي أبدلته إيمانا يجد له حلاوته في
قلبه. رواه الطبراني وفيه عبد الله بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف.
{باب لا يدخل أحد بين اثنين وهما يتحدثان إلا بإذنهما}
عن سعيد المقبري قال جلست إلى ابن عمر ومعه رجل يحدثه فدخلت معهما
بينهما فضرب بيده على صدري وقال أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا
تناجى اثنان فلا تجلس إليهما حتى تستأذنهما، وفي رواية رأيت ابن عمر يناجي رجلا
فدخل رجل بينهما فذكر نحوه. رواه أحمد وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو متروك.
{باب لا يتناجى اثنان دون الثالث}
عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل أن تنكح المرأة
بطلاق أخرى ولا يحل لرجل أن يبيع صاحبه حتى يدريه ولا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض
فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو لين، وبقية رجاله

(1) أي طرفي الجنة وجانبيها، وقيل أراد ذو قرني الأمة، وقيل أراد الحسن والحسين.
63

رجال الصحيح. وعن عمر يعني ابن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانوا
ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما. رواه البزار وفيه عبد الله بن عمر العمري
وثقه غير واحد وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن
سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى إذا كان نفر ثلاثة أن ينتجي اثنان
منهم دون الآخر. رواه الطبراني والبزار وفي إسناد الطبراني من لم أعرفه
وفى إسناد البزار يوسف بن خالد السمتي وهو متروك. وعن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتناجى اثنان دون الثالث فان ذلك يؤذي المؤمن
والله يكره أذى المؤمن. رواه أبو يعلي وفيه من لم أعرفه، والطبراني في الأوسط
ورجال أبي يعلي رجال الصحيح غير الحسن بن كثير ووثقه ابن حبان، و عبد الوهاب
ابن الورد اسمه وهيب بن الورد كما ذكر شيخ الحفاظ المزي.
{باب مجانبة السفيه والغض عنه}
عن عمير بن حبيب بن خماشة وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عند
احتلامه أنه أوصى ولده فقال يا بني إياكم ومجالسة السفهاء فان مجالستهم داء من
يحلم عن السفيه يسر ومن يجبه يندم ومن لا يرضى بالقليل مما يأتي به السفيه يرضى
بالكثير قلت فذكره. رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله ثقات.
{باب ما أتى في الفحش}
عن سليم مولى بني ليث وكان قديما وقد لقى أسامة بن زيد ومروان قال مر
مروان بن الحكم على أسامة بن زيد وهو يصلى فجاءه مروان فقال أسامة يا مروان
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله لا يحب كل فاحش متفحش.
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد وأحد أسانيد الطبراني رجاله ثقات.
وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال رأيت أسامة بن زيد عند حجرة عائشة
يدعو فجاء مروان فأسمعه كلاما فقال أسامة اما اني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول إن الله تعالى يبغض الفاحش البذئ. رواه الطبراني ورجاله
64

ثقات. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال ألام أخلاق المؤمن الفحش. رواه
الطبراني باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح.
{باب ما جاء في الشحناء}
عن أبي بكر يعني الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت ليلة
النصف من شعبان ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيغفر لعباده الا ما كان من
مشرك أو مشاحن لأخيه. رواه البزار وفيه عبد الملك بن عبد الملك ذكره ابن أبي
حاتم في الجرح والتعديل ولم يضعفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله لعباده إلا
لمشرك أو مشاحن. رواه البزار وفيه هشام بن عبد الرحمن ولم أعرفه، وبقية رجاله
ثقات. وعن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع الله تبارك
وتعالى على خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لهم كلهم إلا لمشرك أو مشاحن.
رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وثقه أحمد بن صالح وضعفه جمهور
الأئمة، وابن لهيعة لين، وبقية رجاله ثقات. وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو
مشاحن. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات. وعن عبد الله
ابن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة
النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين مشاحن وقاتل نفس. رواه أحمد وفيه
ابن لهيعة وهو لين الحديث، وبقية رجاله وثقوا. وعن أبي ثعلبة أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال يطلع الله إلى عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين
ويدع أهل الحقد لحقدهم حتى يدعوه. رواه الطبراني وفيه الأحوص (1) بن حكيم
وهو ضعيف. وعن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعرض
أعمال بني آدم كل اثنين وفى كل خميس فيرحم المترحمين ويغفر للمستغفرين ثم يذر
أهل الحقد بحقدهم. رواه الطبراني والبزار وفيه علي بن زيد الألهاني وهو متروك.

(1) في الأصل " الأخوض " بمعجمتين وهو تصحيف.
65

وعن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعرض الأعمال على الله يوم
الاثنين ويوم الخميس فيغفر الله (1) إلا ما كان من متشاحنين
أو قاطع رحم. رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة (2) وهو متروك. وعن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تنسخ دواوين أهل الأرض في دواوين أهل
السماء في كل اثنين وخميس فيغفر لكل مسلم لا يشرك بالله شيئا إلا رجل بينه
وبين أخيه شحناء قلت رواه أبو داود بغير هذا السياق رواه الطبراني في
الأوسط ورجاله ثقات. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما من مسلمين إلا وبينهما ستر من الله فإذا قال أحدهما لصاحبه كلمة هجر خرق ستر
الله. رواه البزار والطبراني بزيادة وستأتي، وفيه يزيد بن أبي زياد وهو حسن
الحديث وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فمن مستغفر يغفر له ومن تائب فيتاب عليه
ويذر أهل الضغائن بضغائنهم حتى يتوبوا. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
{باب ما جاء في الهجران}
عن سعد يعني ابن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل
لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. رواه أحمد وأبو يعلي والبزار والطبراني ورجال
أحمد رجال الصحيح. وعن هشام بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يحل لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاث ليال فإنهما ناكبان عن الحق ما داما على
هجرانهما وأولهما تسليما يكون سبقه بألفي كفارة وإن سلم فلم يرد عليه سلامه ردت
عليه الملائكة ورد على الآخر الشيطان فان ماتا على هجرانهما لم يدخلا الجنة جميعا أبدا.
رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن عبد الله بن
مسعود قال لو أن رجلين دخلا في الاسلام فاهتجرا لكان أحدهما خارجا من
الاسلام حتى يرجع يعني الظالم. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعنه قال قال

(1) في الأصل بياض كلمات بمعنى ما تقدم وسيأتي.
(2) في الأصل " عبدة " ولعله موسى بن عبيدة الربذي وهو مشهور.
66

رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. رواه الطبراني
ورجاله رجال الصحيح. وعنه قال لا يتهاجر الرجلان قد دخلا في الاسلام إلا خرج
أحدهما منه حتى يرجع إلى ما خرج منه ورجوعه أن يأتيه فيسلم عليه. رواه الطبراني
ورجاله رجال الصحيح غير عصمة بن سليمان وهو ثقة. وعن ابن عمر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام. رواه الطبراني
في الأوسط باسنادين أحدهما ضعيف وفي الآخر إبراهيم بن أبي أسيد ولم أعرفه،
وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يحل الهجر فوق ثلاثة أيام فان التقيا فسلم أحدهما على الآخر فرد السلام اشتركا في
الاجر وإن أبي الآخر أن يرد السلام برئ هذا من الاثم وباء به الآخر وقد
حسبت إن ماتا وهما متهاجران لا يجتمعان في الجنة. رواه الطبراني في الأوسط عن
شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف وقال ابن دقيق العيد في الامام انه وثق. وعن
أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد
الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا
والذي يبدأ بالسلام يسبق إلى الجنة قلت هو في الصحيح باختصار رواه الطبراني
في الأوسط وفيه من لم أعرفهم. وعن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا هجر المؤمنين ثلاثا فان تكلما
وإلا أعرض الله عز وجل عنهما حتى يتكلما قلت هو في الصحيح باختصار رواه
الطبراني وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية
رجاله ثقات. وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم اثنين ولا خميس إلا ترفع
فيهما الأعمال إلا المتهاجرين. رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي وثقه
ابن حبان وضعفه غيره. وعن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال من هجر أخاه فوق ثلاث فهو في النار إلا أن يتداركه الله برحمته.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
67

{باب ما جاء في الغضب ومراتب الناس فيه}
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال سأحدثكم بأمور الناس
واختلافهم الرجل يكون سريع الغضب سريع الفئ فلا عليه ولا له كفافا (1)
والرجل يكون بعيد الغضب سريع الفئ فذاك له ولا عليه والرجل يقبض
الذي له ويقبض الذي عليه فذاك لا له ولا عليه والرجل يقبض الذي له ويمطل
الناس بالذي عليه فذاك عليه ولا له. رواه البزار من طريق عبد الرحمن بن شريك
عن أبيه وهما ثقتان وفيهما ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
{باب فيمن إذا غضب رجع}
عن علي يعني ابن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيار أمتي
أحداؤهم (2) الذين إذا غضبوا رجعوا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يغنم بن
سالم بن قنبر وهو كذاب.
{باب فيمن يملك نفسه عند الغضب}
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يرفعون حجرا فقال ما يصنع هؤلاء قالوا
يرفعون حجرا يريدون الشدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أفلا أدلكم على من هو
أشد منهم أو كلمة نحوها الذي يملك نفسه عند الغضب، وفي رواية عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
مر بقوم يضطربون فقال ما هذا فقالوا يا رسول الله فلان الصريع ما يصارع أحدا إلا صرعه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا أدلكم على من هو أشد منه رجل ظلمه رجل
فكظم غيظه فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه. رواهما البزار باسناد
واحد وفيه شعيب بن بيان وعمران القطان ووثقهما ابن حبان وضعفهما غيره، وبقية
رجالهما رجال الصحيح. وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دفع غضبه
دفع الله عنه عذابه ومن حفظ لسانه ستر الله عورته. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
عبد السلام بن هاشم وهو ضعيف. وعن رجل شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال
تدرون ما الرقوب قالوا الذي لا ولد له فقال الرقوب كل الرقوب الرقوب كل الرقوب

(1) في الأصل " كنافا ".
(2) في الأصل " احداهم ".
68

الرقوب كل الرقوب الذي له ولد فمات ولم يقدم منهن شيئا قال أتدرون
ما الصعلوك قالوا الذي ليس له مال قال الصعلوك كل الصعلوك الصعلوك كل الصعلوك
الصعلوك كل الصعلوك الذي له مال فمات ولم بقدم منه شيئا ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ما الصرعة
قالوا الصريع قال الصرعة كل الصرعة الصرعة كل الصرعة الصرعة كل الصرعة
الرجل الذي يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهه ويقشعر شعره فيصرع غضبه.
رواه أحمد وفيه أبو حصبة أو ابن عصبة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات (1).
{باب ما جاء في الغضب وثواب من لم يغضب}
عن عبد الله بن عمرو أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يباعدني من غضب
الله عز وجل قال لا تغضب. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو لين الحديث، وبقية
رجاله ثقات. وعن جارية بن قدامة أن رجلا قال يا رسول الله قل لي قولا وأقلل
علي لعلي أعيه قال لا تغضب فأعاد عليه مرارا كل ذلك يقول لا تغضب. رواه أحمد
والطبراني في الأوسط إلا أنه قال عن الأحنف بن قيس عن عمه وعمه جارية بن
قدامة أنه قال يا رسول الله قل لي قولا ينفعني الله به، فذكر نحوه، ورواه في الكبير
كذلك، وفي رواية عنده عن جارية بن قدامة أن عمه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه،
وفي رواية عن جارية بن قدامة عن ابن عم له قال قلت يا رسول الله، ورجال أحمد
رجال الصحيح، ورواه أبو يعلي إلا أنه قال عن جارية بن قدامة أخبرني عم أبي أنه قال
النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه ورجاله رجال الصحيح. وعن حميد بن عبد الرحمن عن رجل
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رجل يا رسول الله أوصني قال لا تغضب قال ففكرت حين قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله. رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن ابن عمر قال قلت يا رسول الله قل لي قولا وأقلل لعلي أعقله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب فأعدت مرتين كل ذلك يرجع إلى
النبي صلى الله عليه وسلم لا تغضب. رواه أبو يعلي وفيه ابن أبي الزناد وقد ضعفه

(1) في الأصل تحريف ونقص صححته من الجزء الثالث في الصفحة 11 حيث أورد
الحديث وتكلم على الرجل بأنه مجهول.
69

غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم أنه قال يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة ولا تكثر علي قال
لا تغضب. رواه أبو يعلي من رواية صالح عن الأعمش ولم أعرف صالحا هذا،
وبقية رجاله ثقات. وعن أبي الدرداء قال قلت يا رسول الله دلني علي عمل يدخلني
الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب ولك الجنة. رواه الطبراني في
الكبير والأوسط وأحد إسنادي الكبير رجاله ثقات. وعن سفيان بن (1) عبد الله
الثقفي قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم يا نبي الله قل لي قولا أنتفع به وأقلل
لعلي أعقله فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب فعاوده مرارا يسأله عن ذلك يقول له نبي
الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب. رواه الطبراني وفيه سليمان بن أبي داود ولم يعرف، وبقية
رجاله ثقات. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دفع غضبه دفع
الله عنه عذابه ومن حفظ لسانه ستر الله عورته. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
عبد السلام بن هلال وهو ضعيف.
{باب ما يقول ويفعل إذا غضب}
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال علموا ويسروا ولا تعسروا وإذا غضب
أحدكم فليسكت وإذا غضب أحدكم فليسكت. رواه أحمد والطبراني ورجال
أحمد ثقات لان ليثا صرح بالسماع من طاووس. وعن ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لو يقول أحدكم إذا غضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه غضبه. رواه
الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف. وعن أبي الأسود
عن أبي ذر قال كان يستسقى على حوض فجاء قوم فقال أيكم يورد على أبي ذر
ويحتسب شعيرات من رأسه فقال رجل أنا فجاء الرجل فأورد عليه الحوض فدقه
وكان أبو ذر قائما فجلس ثم اضطجع فقيل له لم جلست ثم اضطجعت قال فقال إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لنا إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فان ذهب
عنه الغضب وإلا فليضطجع قلت رواه أبو داود باختصار القصة ودون ذكر أبي

(1) في الأصل " أن " والصواب " بن "، والتصحيح من الخلاصة.
70

الأسود رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
{باب في غضب السلطان}
عن محمد بن عطية قال حدثني أبي عن جدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
استشاط السلطان تسلط الشيطان. رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات (1).
{باب فيمن يشفى غيظه بغضب الله}
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم باب للنار لا يدخله أحد إلا من يشفى
غيظه بسخط الله فذكر الحديث وهو في باب صفة النار. رواه البزار وفيه إسماعيل
ابن شيبة الطائفي وهو ضعيف ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح.
{باب النهى عن سب الدهر}
عن أبي قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدهر فان الله
هو الدهر. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدهر فان الله عز وجل قال أنا الدهر الأيام والليالي لي أجددها
وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك قلت هو في الصحيح باختصار وفي هذا إن الله عز
وجل قال أنا الدهر رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه إبراهيم بن هشام الغساني ووثقه ابن حبان وغيره (2) وضعفه أبو
حاتم وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
{باب النهى عن سب الليل والنهار وغير ذلك}
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الليل والنهار ولا
الشمس ولا الريح فإنها رحمة لقوم وعذاب لآخرين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
سعيد بن بشير وثقه جماعة وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات ورواه أبو يعلي باسناد ضعيف.
{باب النهى عن اللعن والسب}
عن جرموز الهجيمي قال قلت يا رسول الله أوصني قال أوصيك لا تكون لعانا.

(1) تقدم في الجزء الخامس.
(2) في الأصل " وغيرها ".
71

رواه أحمد والطبراني من طريق عبيد الله بن هوذة عن رجل عن جرموز، ورواه
الطبراني من طريق آخر عن عبيد الله بن هوذة عن جرموز، وهذه الطريق رجالها
ثقات فقد ذكر ابن أبي حاتم جرموزا فقال له صحبة روى عنه عبيد الله بن هوذة.
وعن أبي تميمية الهجيمي عن رجل من قومه أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أو قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل فقال أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
أو قال أنت محمد فقال نعم قال ما تدعو قال أدعو الله عز وجل وحده من إذا كان
لك ضر فدعوته كشفه عنك ومن إذا أصابك عام (1) فدعوته أنبت لك ومن
إذا كنت في أرض قفر فأضلت فدعوته رد عليك فأسلم الرجل ثم قال أوصني
يا رسول الله فقال لا تسبن شيئا أو قال أحدا شك الحكم قال فما سببت بعيرا
ولا شاة منذ أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد وفيه الحكم بن فضيل
وثقه أبو داود وغيره وضعفه أبو زرعة وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن
أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي أن يكون اللعانون صديقين. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن إسحاق الصيبي وهو متروك. وعن عبد الله
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش
ولا البذئ. رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن مغراء وثقه أبو زرعة وجماعة وفيه
ضعف. وعن ابن عمر قال ليس المؤمن بطعان ولا لعان، قال وما سمعت ابن عمر
يلعن أحدا قط إلا رجلا واحدا. رواه الطبراني وفيه كثير بن زيد وثقه جماعة وفيه
لين، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن كريز بن أسامة وقد كان وفد إلى النبي
صلى الله عليه وسلم قال قيل يا رسول الله ادع الله على بني عامر فقال إني لم أبعث لعانا.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن أبي الدرداء أنه سمع رجلا يشتم رجلا رافعا
صوته فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول البذاء لؤم وسوء الملكة (2) لؤم.
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عرادة (3) وثقه أبو داود وضعفه ابن معين.

(1) أي جدب ومجاعة وقحط.
(2) في الأصل " وسوا المليكة ".
(3) في الأصل " عوادة " بالواو، والتصويب من الخلاصة.
72

{باب فيمن لعن مسلما أو رماه بكفر}
عن سلمة بن الأكوع قال كنا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه رأينا أنه قد أتى بابا
من الكبائر. رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وإسناد الأوسط جيد
وفي إسناد الكبير ابن لهيعة وهو لين. وعن عمران بن حصين قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعن المؤمن كقتله. رواه البزار وفيه إسحق بن إدريس وهو
متروك. وعن عبد الله بن عمرو رفعه قال سباب المسلم كالمشرف على الهلكة رواه
البزار ورجاله ثقات. وعن عمرو بن النعمان بن مقرن قال انتهى النبي صلى الله
عليه وسلم إلى مجلس من مجالس الأنصار ورجل منهم كان يعرف بالبذاء فقال النبي
صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي
خالد الوالبي وهو ثقة. وعن عبد الله بن معقل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق
وقتاله كفر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه كثير بن يحيى وهو ضعيف. وعن ابن مسعود
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلمين الا وبينهما ستر من الله فإذا
قال أحدهما لصاحبه هجرا هتك ستره وإذا قال يا كافر فقد كفر أحدهما. رواه
الطبراني والبزار باختصار وفيه يزيد بن أبي زياد وحديثه حسن وفيه خلاف، وبقية
رجال البزار ثقات. وعن أبي ذر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يرمي رجل
رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك. رواه
أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح. وعن عمران بن حصين قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فهو كقتله. رواه البزار ورجاله ثقات.
{باب فيمن تسبب في سب والديه}
عن قيس بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أربى الربا أن
يستطيل الرجل في شتم أخيه وإن أكبر الكبائر أن يشتم الرجل والديه قالوا وكيف
يشتمهما يا رسول الله قال يشتم أبا الرجل فيشتمهما. رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح غير طاهر (1) بن خالد بن نزار وهو ثقة وفيه لين.

(1) في الأصل " ظاهر " والتصويب من الميزان.
73

{باب كيف يشتم إن شتم أحدا}
عن سمرة بن جندب قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسب وقال
إن كان أحدكم سابا صاحبه لا محالة فلا يفتر ولا يسب والديه ولا يسب قومه ولكن
إن كان يعلم ذلك فليقل إنك بخيل أو ليقل إنك لجبان أو ليقل إنك لكذوب
أو ليقل إنك لهزوم. رواه الطبراني والبزار وإسناد البزار فيه متروك وفي
إسناد الطبراني مجاهيل.
{باب فيمن لعن ما ليس بأهل للعنة}
عن العيزار بن حرول عن رجل منهم يكنى أبا عمير أنه كان صديقا لعبد الله
ابن مسعود وأن عبد الله بن محمد زاره في أهله فلم يجده قال فاستأذن على أهله وسلم
واستسقى فبعث الجارية تجيئه بشراب من الجيران فأبطأت فلعنها فخرج عبد الله
فجاء أبو عمير فقال يا أبا عبد الرحمن ليس مثلك يغار عليه هلا سلمت على أهل أخيك
وجلست وأصبت من الشراب قال قد فعلت فأرسلت الجارية فأبطأت إما لم يكن
عندهم شراب وإما رغبوا عما عندهم فأبطأت الخادم فلعنتها وسمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إن اللعنة إذا وجهت إلى من وجهت إليه فان أصابت عليه سبيلا
أو وجدت فيه مسلكا وإلا قالت يا رب وجهت إلى فلان فلم أجد فيه مسلكا ولم أجد
عليه سبيلا فيقال لها ارجعي من حيث جئت فخشيت أن يكون الخادم معذورة
فترجع اللعنة فأكون سببها. رواه أحمد وأبو عمير لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات ولكن
الظاهر أن صديق ابن مسعود الذي يزوره هو ثقة والله أعلم. وعن أبي موسى عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال إن استطعت أن لا تلعن شيئا فافعل فان اللعنة إذا
خرجت من صاحبها فكان الملعون لها أهلا أصابته وإن لم يكن لها أهلا فكان اللاعن
لها أهلا رجعت عليه وإن لم يكن لها أهلا أصابت يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا فان
استطعت أن لا تلعن شيئا أبدا فافعل. رواه الطبراني وفيه علي بن الجعد وثقه ابن
حبان وقال ابن معين يضع الحديث، وكذبه غيره وفيه من لم أعرفه أيضا.
74

{باب ما يقول إذا سبه أحد}
عن النعمان بن مقرن المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسب رجل
رجلا عنده فجعل الرجل المسبوب يقول عليك السلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إن
ملكا بينكما يذب عنك كلما شتمك أحد. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
غير أبي خالد الوالبي وهو ثقة.
{باب في المستبين}
عن عياض بن حماد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اثم المستبين ما قالا
على البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم والمستبان شيطانان يتكاذبان ويتهاتران (1)،
وفي رواية عن عياض قال قلت يا رسول الله رجل من قومي يسبني وهو دوني
على بأس (2) أن انتصر منه فذكر نحوه. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير
والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال المستبان ما قالا فعلى البادئ منهما حتى يعتدي المظلوم. رواه أبو يعلي عن
شيخه أبي يعلي ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.
{باب النهى عن مخاصمة الناس}
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك ومشارة الناس فإنها تدفن
العرة (3) وتظهر العورة. رواه الطبراني في الصغير عن شيخه ابن الحسن بن هريم
ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
{باب في الشيخ الجهول والبذئ والفاجر}
عن علي يعني ابن أبي طالب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحب الله
الشيخ الجهول ولا الغني الظلوم ولا الفقير المختال (4). رواه البزار وفيه الحارث وهو
ضعيف جدا. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن عبد حتى يأمن جاره
بوائقه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله

(1) في الأصل " يتهابدان ".
(2) في الأصل " ناس ".
(3) هي القذر وعذره الناس فاستعير للمثالب والمساوي.
(4) في الأصل " المحتال ".
75

واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت ان الله تبارك وتعالى يحب الغنى الحليم
المستعفف ويبغض البذئ الفاجر السائل الملح. رواه البزار وفيه محمد بن
كثير وهو ضعيف جدا.
{باب النهى عن سب الأموات}
عن زياد بن علاقة قال نادى المغيرة بن شعبة بن علي فقال له زيد بن أرقم علمت
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن سب الموتى فلم تسب عليا رحمه الله
وقد مات. رواه الطبراني باسنادين ورجال أحد أسانيد الطبراني ثقات. وعن
سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا تبعا فإنه قد أسلم.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمرو بن جابر وهو كذاب. وعن ابن
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا تبعا فإنه قد أسلم. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن أبي برة المكي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وعن زياد بن علاقة قال سمعت رجلا عند المغيرة بن شعبة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الأموات فتؤذوا الاحياء. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن صخر وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الأموات فتؤذوا الاحياء. رواه الطبراني في الكبير
والصغير وقال عني النبي صلى الله عليه وسلم الكفار الذين أسلم أولادهم، وفيه
عبد الله بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. وعن عبد الله بن عمرو يرفعه قال
سباب الميت وقال مرة الموتى كالمشرف على الهلكة. رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تؤذوا الحي
بالميت. رواه الطبراني في الأول وفيه صالح بن نبهان وهو ضعيف. قلت ويأتي
حديث في قصة النهى عن سب أبي لهب لما شكت ابنته إليه أنهم يقولون لما
أسلمت هذه بنت عدو الله فقال صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا.
{باب ما نهى عن سبه من الدواب وما يفعل بالدابة إذا أجيب في لعنها}
عن عائشة أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلعنت بعيرا لها فأمر به النبي
76

صلى الله عليه وسلم أن يرد وقال لا يصحبني شئ ملعون. رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله
رجال الصحيح غير عمرو بن مالك البكري وهو ثقة. وعنها أنها ركبت جملا فلعنته فقال لها
النبي صلى الله عليه وسلم لا تركبيه. رواه أحمد وأبو يعلي ورجاله ثقات إلا أن يحيى بن وثاب (1) لم يسمع
من عائشة وإن كان تابعيا. وعن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فلعن رجل ناقة
فقال أين صاحب الناقة فقال الرجل أنا فقال أخرها فقد أجبت فيها. رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك قال سار رجل مع النبي صلى الله عليه وسلم
فلعن بعيره فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الله لا تسر معنا على بعير ملعون. رواه أبو يعلي
والطبراني في الأوسط بنحوه ورجال أبي يعلي رجال الصحيح. وعن ابن عمر
قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فلعن رجل بعيرا له فأمر النبي صلى الله
عليه وسلم أن ينحى. رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف. وعن
عبد الله يعني ابن مسعود أن ديكا صرخ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبه
رجل فنهى عن سب الديك. رواه البزار والطبراني إلا أنه قال لا تلعنه ولا تسبه فإنه
يدعو إلى الصلاة، وفي اسناد البزار مسلم بن خالد الزنجي وثقه ابن حبان وغيره وفيه
ضعف، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس أن ديكا صرخ قريبا من النبي صلى
الله عليه وسلم فقال رجل اللهم العنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه كلا
انه يدعو إلى الصلاة. رواه البزار وفيه عباد بن منصور وثقه يحيى القطان وغيره
وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أنس قال كنا عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلدغت رجلا برغوث فلعنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنها
فإنها نبهت نبيا من الأنبياء للصلاة. رواه أبو يعلي والبزار إلا أنه قال لا تسبه فإنه
أيقظ نبيا من الأنبياء لصلاة الصبح، والطبراني في الأوسط ولفظه ذكرت البراغيث عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنها توقظ للصلاة، ورجال الطبراني ثقات وفي سعيد بن
بشير ضعف وهو ثقة، وفي اسناد البزار سويد بن إبراهيم وثقه ابن عدي وغيره وفيه
ضعف، وبقية رجالهما رجال الصحيح. وعن علي بن أبي طالب قال نزلنا منزلا

(1) في الأصل " وتاب " بالمثناة، والتصويب من الخلاصة وغيرها.
77

فآذتنا البراغيث فسببناها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوها فنعمت الدابة
فإنها أيقظتكم لذكر الله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعد بن طريف وهو متروك.
{باب ما جاء في الحسد والظن}
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كاد الحسد أن يسبق القدر وكادت
الحاجة أن تكون كفرا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن عثمان الكلابي
وثقه ابن حبان وهو متروك. وعن ضمرة بن ثعلبة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن حارثة
ابن النعمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث لازمات أمتي الطيرة والحسد
وسوء الظن فقال رجل ما يذهبهن يا رسول الله ممن هن فيه قال إذا حسدت فاستغفر
الله وإذا ظننت فلا تتحقق وإذا تطيرت فامض. رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن
قيس الأنصاري وهو ضعيف. وعن أبي حازم قال اشترينا من ابن عمر بيتا فجلس
على الباب فكثر الغبار فقلنا يا أبا عبد الرحمن إنا لا نأخذ إلا حقا ولا نخونك قال
أني أخاف الظن. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
{باب في سلامة الصدر من الغش والحسد}
عن أنس بن مالك قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يطلع الآن عليكم رجل
من أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار تنطف (1) لحيته من وضوئه وقد تعلق بعلقة بيده
الشمال فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى
فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا فطلع ذلك الرجل
على مثل حاله الأولى فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمر فقال
إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا فان رأيت أن تؤويني إليك حتى
تمضي فعلت قال نعم قال أنس فكان عبد الله يحدث أنه بات معه
تلك الثلاث الليالي فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار (2) تقلب على فراشه
ذكر الله عز وجل وكبر حتى صلاة الفجر قال عبد الله غير أنى لم أسمعه يقول

(1) أي تقطر.
(2) أي انتبه من نومه.
78

إلا خيرا فلما مضت الثلاث الليالي وكدت أن أحتقر عمله قلت يا عبد الله لم يكن
بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا ثلاث
مرات يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث المرات فأردت
أن آوى إليك فأنظر ما عملك فأقتدي بك فلم أرك عملت كبير عمل فما الذي بلغ بك
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما هو إلا ما رأيت قال فلما وليت دعاني فقال ما هو
إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ولا أحسد أحدا على خير
أعطاه الله إياه فقال عبد الله هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق. رواه أحمد والبزار
بنحوه غير أنه قال فطلع سعد بدل قوله فطلع رجل وقال في آخره فقال سعد ما هو
إلا ما رأيت يا ابن أخي إلا أني لم أبت ضاغنا على مسلم، أو كلمة نحوها ورجال أحمد
رجال الصحيح وكذلك أحد إسنادي البزار إلا أن سياق الحديث لابن لهيعة.
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل عليكم رجل من أهل الجنة
فدخل سعد قال ذلك في ثلاثة أيام كل (1) ذلك يدخل سعد. رواه البزار وفيه عبد الله
ابن قيس الرقاشي قال العقيلي لا يتابع حديثه، قلت لا أدري أي حديث عنى هذا
أو غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
{باب ما جاء في البله}
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أكثر أهل الجنة البله وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم رب ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره. رواه البزار وفيه سلامة بن
روح وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أحمد بن صالح وغيره وروايته عن عقيل وجادة،
وبقية هذه الأحاديث في الزهد (2).
{باب ما جاء في الاصلاح بين الناس}
عن أبي أيوب قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا أيوب ألا أدلك
على صدقة يحبها الله ورسوله تصلح بين الناس إذا تباغضوا وتفاسدوا. رواه الطبراني
وفيه ابن عبيدة (3) وهو متروك. وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي أيوب ألا أدلك

(1) في الأصل " لك ".
(2) في الجزء العاشر.
(3) لعله موسى بن عبيدة الربذي الذي تكرر في الكتاب.
79

على تجارة قال بلى قال صل بين الناس إذا تفاسدوا وقرب بينهم إذا تباعدوا. رواه
البزار وفيه عبد الرحمن بن عبد الله العمري وهو متروك. وعن أبي أمامة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي أيوب بن زيد يا أبا أيوب ألا أدلك على عمل يرضاه الله
ورسوله قال بلى قال تصلح بين الناس إذا تفاسدوا وتقرب بينهم إذا تباعدوا.
رواه الطبراني و عبد الله بن حفص صاحب أبي أمامة (1) لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وعن أنس بن مالك قال كان الأوس والخزرج حيين من الأنصار وكان بينهما
عداوة في الجاهلية فلما قدم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب ذلك وألف الله بين قلوبهم
فبينا هم قعود في مجلس لهم إذ تمثل رجل من الأوس ببيت فيه هجاء الخزرج
وتمثل رجل من الخزرج ببيت فيه هجاء الأوس فلم يزل هذا يتمثل ببيت وهذا
يتمثل ببيت حتى وثب بعضهم إلى بعض وأخذوا أسلحتهم وانطلقوا للقتال فبلغ
ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وانزل الحي فجاء مسرعا قد حسر عن ساقيه فلما رآهم
ناداهم (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) حتى
فرغ من الآيات فوحشوا بأسلحتهم (2) فرموا بها واعتنق بعضهم بعضا يبكون.
رواه الطبراني في الصغير وفيه غسان بن الربيع وهو ضعيف. وعن عبد الله بن عمرو قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقة اصلاح ذات البين. رواه الطبراني والبزار وفيه عبد الرحمن
ابن زياد بن أنعم وهو ضعيف. وعن أبي كاهل قال وقع بين رجلين من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام حتى تصارما فلقيت أحدهما فقلت مالك ولفلان
قد سمعته يحسن عليك الثناء ويكثر لك من الدعاء ولقيت الآخر فقلت له نحو ذلك
فما زلت أمشي بينهما حتى اصطلحا فقلت ما فعلت أهلكت نفسي وأصلحت بينهما فأتيت
النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بالامر قلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما
سمعت من ذا شيئا ولا من ذا شيئا فقال يا أبا كاهل أصلح بين الناس ولو بكذا وكذا كلمة
لم أفهمها فقلت ما عني بها قال عنى الكذب. رواه الطبراني وفيه أبو داود الأعمى
وهو كذاب. وعن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس بالكاذب

(1) في الأصل " أسامة ".
(2) أي رموها.
80

من أصلح بين الناس قال خيرا أو نمى خيرا. رواه الطبراني في الكبير والأوسط
وفيه يحيى بن جرحة وثقه ابن حبان وغيره وقزعة بن سويد الراوي (1) عنه وثقه ابن
معين وغيره، وبقية رجال إحدى الطريقين رجال الصحيح. وعن ثوبان مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحسبه رفعه قال الكذب مكتوب إلا ما نفع به مسلم أو دفع به
عنه. رواه البزار وفيه رشدين وغيره من الضعفاء. وعن النواس بن سمعان قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم كل الكذب يكتب على ابن آدم الا ثلاثا الرجل
يكذب في الحرب فان الحرب خدعة والرجل يكذب المرأة فيرضيها والرجل يكذب
بين الرجلين فيصلح بينهما. رواه الطبراني وفيه محمد بن جامع العطار وهو ضعيف.
وقد تقدم في باب الصلح في الاحكام (2). وعن أنس بن مالك قال كان لرسول الله
صلى الله عليه وسلم موليان حبشي وقبطي فاستبا يوما فقال أحدهما يا حبشي وقال
الآخر يا قبطي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولا هكذا أنتما رجلان من
آل محمد صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الصغير وفيه يزيد بن أبي زياد وهو
لين، وبقية رجاله ثقات وكذلك رواه أبو يعلي بنحوه.
{باب الاعتذار}
عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اعتذر إلى أخيه
فلم يعذر أولم يقبل عذره كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس، قال أبو الزبير والمكاس
العشار. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن أعين وهو ضعيف. وعن جابر
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اعتذر إليه فلم يقبل لم يرد على
الحوض. رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن قتيبة الرفاعي وهو ضعيف. وعن
عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عفوا تعف نساؤكم وبروا آباءكم
تبركم أبناؤكم ومن اعتذر إلى أخيه المسلم من شئ بلغه عنه فلم يقبل عذره لم يرد على
الحوض. رواه الطبراني في الأوسط وفيه خالد بن زيد العمري وهو كذاب.

(1) في الأصل " الراوين ".
(2) في الجزء الرابع.
81

{باب تعافوا تسقط الضغائن}
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعافوا تسقط الضغائن
بينكم. رواه البزار من طريق محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني وهو ضعيف.
{باب ما يصفي الود}
عن شيبة الحجبي عن عمه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث يصفين لك
ود أخيك تسلم (1) عليه إذا لقيته وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب أسمائه إليه، وفى
رواية وتعوده إذا مرض. رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبد الملك
ابن عمير وهو ضعيف.
{باب في التواضع}
عن عمر بن الخطاب لا أعلمه الا رفعه قال يقول تبارك وتعالى من تواضع لي
هكذا وجعل يزيد باطن كفه إلى الأرض وأدناها رفعته هكذا وجعل باطن كفيه
إلى السماء ورفعهما نحو السماء. رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ولفظه
قال عمر بن الخطاب على المنبر أيها الناس تواضعوا فاني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول من تواضع لله رفعه الله وقال (2) انتعش نعشك الله فهو في أعين الناس عظيم
وفى نفسه صغير ومن تكبر قصمه الله وقال اخسأ فهو في أعين الناس صغير وفي
نفسه كبير، ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح وفي إسناد الطبراني سعيد بن سلام
العطار وهو كذاب. وعن ابن عمر رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال من
تواضع لي هكذا وأشار بباطن كفه إلى الأرض رفعته هكذا وأشار بباطن كفه
إلى السماء. رواه الطبراني في الصغير وفيه الحسين بن المثنى ولم أعرفه، وبقية
رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من
آدمي إلا في رأسه حكمة (3) بيد ملك فإذا تواضع قيل للملك ارفع حكمته وإذا تكبر
قيل للملك ضع حكمته. رواه الطبراني وإسناده حسن. وعن أبي أمامة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالتواضع فان التواضع في القلب ولا يؤذين مسلم

(1) في الأصل " تسليم ".
(2) في الأصل " من " بدل " قال ".
(3) أي لجام.
82

مسلما فلرب متلفع في أطمار (1) لو أقسم على الله لأبره. رواه الطبراني وفيه محمد بن
سعيد المصلوب وهو يضع الحديث. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من تواضع لأخيه المسلم رفعه الله ومن ارتفع عليه وضعه الله. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه عبد العظيم بن حبيب وهو ضعيف. وعنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم ما من امرئ إلا وفي رأسه حكمة والحكمة بيد ملك فان
تواضع قيل للملك ارفع الحكمة وإن أراد أن يرفع قيل للملك ضع الحكمة أو
حكمته. رواه البزار وإسناده حسن. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما من آدمي إلا وفي رأسه سلسلتان سلسلة إلى السماء وسلسلة إلى الأرض فان تواضع
رفعه الله عز وجل بالسلسلة التي في السماء وإذا تجبر وضعه الله بالسلسلة التي في
الأرض. رواه البزار وفيه زمعة بن صالح والأكثر على تضعيفه، وبقية رجاله ثقات.
{باب منه في التواضع}
عن ابن عباس قال مشيت خلف النبي صلى الله عليه وسلم أختبره هل يكره
ذلك فالتمسني بيده فألحقني ثم تخلفت اختبره هل يكره ذلك فالتمسني بيده فألحقني
ثم تخلفت اختبره فالتمسني فالحقني فعلمت أنه يكره ذلك. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه حسين بن عبد الله الهاشمي وهو متروك.
{باب فيمن احتقر مسلما}
عن واثلة بن الأسقع قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المسلم على المسلم
حرام دمه وعرضه وماله المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله التقوى ههنا وأومأ بيده
إلى القلب وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم قلت عزاه إلى الترمذي
باختصار ولم أجده في نسختي رواه أحمد وإسناده جيد.
{باب لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى}
عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن أنسابكم هذه ليست
بسباب على أحد وإنما أنتم ولد آدم ظن الصاع لم يملؤه ليس لأحد فضل على أحد

(1) الطمر: الثوب الخلق البالي.
83

إلا بالدين أو عمل صالح حسب الرجل أن يكون فحاشا بذيئا بخيلا جبانا، وفى رواية
إن أنسابكم هذه ليست بمسبة على أحد. رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه
لين، وبقية رجاله وثقوا. وعن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له انظر
فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى. رواه أحمد ورجاله ثقات
إلا أن بكر بن عبد الله المزني لم يسمع من أبي ذر. وعن أبي سعيد قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان ربكم واحد وأباكم واحد فلا فضل لعربي على أعجمي ولا
أحمر على أسود إلا بالتقوى. رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه إلا أنه قال
إن أباكم واحد وإن دينكم واحد أبوكم آدم وآدم خلق من تراب (1) ورجال البزار
رجال الصحيح. وعن حبيب بن خراش العصفري أنه سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول المسلمون إخوة لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى. رواه الطبراني
وفيه عبد الحميد بن عمرو بن حبلة وهو متروك. وعن عائشة قالت ما أعجب النبي
صلى الله عليه وسلم بشئ ولا أعجبه شئ من الدنيا إلا أن يكون فيها ذو تقى (2).
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو لين، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن حميد بن
عبد الرحمن بن عوف قال سمع عبد الرحمن بن عوف رجلا يقول أنا أولى الناس
برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال غيرك أولى به منك ولك نسبه. رواه الطبراني
عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديا ينادى إلا إني جعلت نسبا وجعلتم نسبا فجعلت
أكرمكم أتقاكم فاللهم إلا أن تقولوا فلان بن فلان خير من فلان بن فلان فاليوم
أرفع نسبي وأضع نسبكم أين المتقون. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه
طلحة بن عمرو وهو متروك. وعن قنبر صاحب معاوية قال كان أبو ذر يغلظ لمعاوية
قال فشكاه إلى عبادة بن الصامت وإلى أبي الدرداء وإلى عمرو بن العاصي وإلى
أم حرام فقال إنكم صحبتم كما صحبت ورأيتم كما رأيت فان رأيتم أن تكلموه ثم أرسل
إلى أبي ذر فجاء فكلموه فقال أما أنت يا أبا الوليد فقد أسلمت قبلي ولك السن

(1) في الأصل " موات ".
(2) في الأصل " دونفا ".
84

والفضل علي وقد كنت أرغب بك عن مثل هذا المجلس واما أنت يا أبا الدرداء
فان كادت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتفوتك ثم أسلمت فكنت من
صالحي المسلمين وأما أنت يا عمرو فقد جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأما أنت يا أم حرام فإنما أنت امرأة وعقلك عقل امرأة فما أنت وذاك فقال عبادة
لا جرم لا جلست مثل هذا المجلس أبدا. رواه أحمد وفيه قنبر صاحب معاوية ذكره
ابن أبي حاتم ولم يوثقه ولم يجرحه، وبقية رجاله ثقات.
{باب فيمن افتخر باهل الجاهلية}
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تفخروا بآبائكم الذين ماتوا
في الجاهلية فوالذي نفسي بيده لما يدهده (1) الجعل بمنخريه خير من آبائكم الذين
ماتوا في الجاهلية. رواه أحمد والطبراني في الأوسط والكبير بنحوه إلا أنه قال للذي
يدهده الجعلان بأنفه خير منهم. ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن أبي ريحانة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من انتسب إلى تسعة آباء كفار يريد بهم
عزا وكرامة فهو عاشرهم في النار. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط
وأبو يعلي ورجال أحمد ثقات. وعن أبي بن كعب قال انتسب رجلان على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما أنا فلان بن فلان فمن أنت لا أم لك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتسب رجلان على عهد موسى صلى الله عليه وسلم
فقال أحدهما أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة فمن أنت لا أم لك فقال أنا فلان بن
فلان بن الاسلام قال فأوحى الله تعالى إلى موسى صلى الله عليه وسلم ان هذين
المنتسبين أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم وأما
أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة. رواه عبد الله بن
أحمد ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن زياد بن أبي الجعد وهو ثقة. وعن معاذ
ابن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انتسب رجلان من بني إسرائيل
على عهد موسى صلى الله عليه وسلم أحدهما مسلم والآخر مشرك فانتسب المشرك

(1) هو الذي يدحرجه في السرجين. وفي الأصل تحريفات صححتها من النهاية.
85

فقال أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة آباء ثم قال لصاحبه انتسب لا أم لك
فقال أنا فلان بن فلان وأنا برئ مما وراء ذلك فنادى موسى في الناس
فجمعهم ثم قال قد قضى بينكما أما أنت الذي انتسب إلى آباء فإنك
توفيهم العاشر في النار وأما أنت الذي انتسبت إلى أبويك فأنت امرؤ من أهل
الاسلام. رواه الطبراني وأحمد موقوفا على معاذ وأحد أسانيد الطبراني رجاله
رجال الصحيح وكذلك رجال أحمد. وعن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم كلكم بنو آدم وآدم من تراب لينتهين قوم يفخرون بآبائهم أو ليكونن أهون
على الله من الجعلان. رواه البزار وفيه الحسن بن الحسين العرني وهو ضعيف. وعن
هشام بن عروة قال سمعت عبد الله بن الزبير ذكر عنده شرف الجاهلية فقال دعوا
هذا فان الاسلام عمر بيوتا كانت خاملة وأخمل بيوتا كانت عامرة فان أبيتم فان
أخا بني تميم بن جدعان لما مات تقسم الناس المجد بعده. رواه الطبراني وفيه
ابن أبي الرتلاء وهو ضعيف.
{باب فيمن يعير بالنسب أو غيره}
عن أبي هريرة قال سببت رجلا في الاسلام بأم له في الجاهلية فاستعدي على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان فيك شعبة من الكفر
فلما ذكر الكفر اضطربت رجلاي فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أسب
مسلما بعده أبدا. رواه البزار وفيه يعقوب بن محمد الزهري وثقه ابن حبان وضعفه
الجمهور، وبقية رجاله ثقات. وعن أنس قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم موليان
حبشي وقبطي فاستبا والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع فقال أحدهما لصاحبه يا حبشي وقال
الآخر يا قبطي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا هذا إنما أنتما رجلان من أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أبو يعلي والطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال يا قبطي مكان
يا نبطي وقال من آل محمد مكان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وفي إسنادهما يزيد
ابن أبي زياد وهو على ضعفه حسن الحديث. وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
86

لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم فإنه من تطلب عورة أخيه
المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
غير ميمون بن عجلان وهو ثقة.
{باب مثل المؤمن من أهل الايمان}
عن سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن من أهل
الايمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم المؤمن لأهل الايمان كما يألم الجسد لما في الرأس.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير سوار بن عمارة الرملي وهو ثقة. وعن أبي
هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد
بعضه بعضا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح بن نبهان وهو ضعيف. ويأتي
حديث بشير بن سعد في البر والصلة.
{باب المؤمن يألف ويؤلف}
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا
يألف ولا يؤلف. رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن سهل بن
سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن
لا يألف ولا يؤلف. رواه أحمد والطبراني وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان وغيره
وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال المؤمن
يألف ولا خير فيمن لا يؤالف ولا يؤلف. رواه الطبراني وفيه المسعودي وفيه ضعف،
وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن يألف
ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف. رواه الطبراني في الأوسط من طريق علي بن
بهرام عن عبد الملك بن أبي كريمة ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح.
{باب الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف}
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرواح جنود مجندة فما تعارف
منها ائتلف وما تناكر منها اختلف. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
87

وعن الحارث بن عميرة قال انطلقت حتى أتيت المدائن فإذا أنا برجل عليه ثياب
خلقان ومعه أديم أحمر يعركه فالتفت فنظرني فأومأ بيده مكانك يا عبد الله فقمت
فقلت لمن كان عندي من هذا الرجل قالوا هذا سلمان فدخل بيته فلبس ثيابا بياضا
ثم أقبل وأخذ بيدي وصافحني وسايلني فقلت يا أبا عبد الله ما رأيتني فيما مضى ولا
رأيتك (1) ولا عرفتني ولا عرفتك قال بلى والذي نفسي بيده لقد عرفت روحي
روحك حين رأيتك ألست (2) الحارث بن عميرة قلت بلى قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها في الله ائتلف
وما تناكر منها في الله اختلف. رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد
باختصار، وفي إسناد هذا عبد الأعلى بن أبي المساور وهو متروك وفي بقيتها الحجاج
ابن فرافصة وثقه ابن معين وغيره وفيه ضعف وأبو عمرو أو أبو عمير الراوي عن
سلمان لم أعرفه، وبقية رجال أحد إسنادي الكبير ثقات. وعن عمرة بنت
عبد الرحمن قالت كانت امرأة بمكة مزاحة فنزلت على امرأة شبها لها فبلغ ذلك عائشة
فقالت صدق حبي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الأرواح جنود مجندة فما تعارف
منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، قال ولا أعلم إلا قال في الحديث ولا نعرف تلك
المرأة. رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح (3).
{باب أحبب حبيبك هونا ما}
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبب حبيبك هونا ما
عسى أن يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك
يوما ما. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه جميل بن زيد وهو ضعيف.
وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبب حبيبك هونا ما
عسى أن يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك
يوما ما. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه محمد بن كثير النهري وهو ضعيف.

(1) في الأصل " يأتيك ".
(2) في الأصل " ألمست ".
(3) في " كشف الخفا ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس " إشباع الكلام على الحديث.
88

{باب ما جاء في المزاح}
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليحدث
بالحديث ما يريد به سوء إلا ليضحك به القوم فيجر به أبعد من السماء. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه عطية العوفي وثقه ابن معين وهو ضعيف. وعن ابن
عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأمزح ولا أقول إلا حقا. رواه الطبراني في
الصغير وإسناده حسن. وعن عبيد بن عمير قال سمعت رجلا يقول لابن عمر ألم
تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لأمزح ولا أقول إلا حقا. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفه. وعن قرة قال قلت لابن سيرين
هل كانوا يتمازحون قال ما كانوا إلا كالناس كان ابن عمر يمزح وينشد:
يحب الخمر من مال الندامى * ويكره أن تفارقه الفلوس
{باب تنقه وتوقه}
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل تنقه وتوقه. رواه الطبراني
في الصغير والكبير وقال معنى هذا عندنا والله أعلم تنق الصديق واحذره وبلغني
عن بعض أهل العلم أنه فسره بمعنى آخر قال معناه اتق الذنوب واحذر عقوبتها (1)
وفيه عبد الله بن مسعر بن كدام وهو متروك.
{باب احترسوا من الناس بسوء الظن}
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احترسوا من الناس بسوء الظن.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
{باب ستكون الناس ذئاب}
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس
زمان هم ذئاب فمن لم يكن ذئبا أكلته الذئاب. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من
لم أعرفه وزياد الفهري مختلف فيه.

(1) وفي النهاية " تبقه " بالباء، أي استبق نفسك ولا تعرضها للتلف، وتحرز
من الآفات واتقها.
89

{باب فيمن يتقى شره ولا يرجى خيره وعكسه}
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أنبئكم بشراركم قالوا بلى قال شراركم
من يتقى شره ولا يرجى خيره وخياركم من يرجى خيره ولا يتقى شره. رواه أبو
يعلي وفيه مبارك بن سحيم وهو متروك.
{باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين}
عن عمرو بن عوف المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلدغ المؤمن
من جحر مرتين. رواه الطبراني في الأوسط والكبير من طريق إسحاق بن إبراهيم
الحنيني عن كثير بن عبد الله المزني وهما ضعيفان وقد وثقا.
{باب من اختبر الناس هجرهم}
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أخبر تقله. رواه الطبراني
وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف. وعن أبي الدرداء أنه كان يقول ثق بالناس
رويدا وقال أبو الدرداء أخبر تقله. رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف (1).
{باب اعتبر الناس بإخوانهم}
عن عبد الله يعني ابن مسعود قال اعتبروا الناس بإخوانهم. رواه الطبراني
وفيه محمد بن كثير بن عطاء وثقه ابن معين وغيره وفيه ضعف.
{باب ما جاء في السمت والهدى}
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدى الصالح والسمت
الصالح والاقتصاد جزء من سبعة وأربعين جزءا من النبوة قلت له عند أبي داود
خمسة وعشرين جزءا من النبوة رواه الطبراني وفيه عثمان بن فايد وهو ضعيف.
وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الهدى الصالح والسمت الصالح جزء من
سبعين جزءا من النبوة. رواه الطبراني وفيه قابوس بن أبي ظبيان وهو ثقة وفيه
ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ان الرجل إذا رضى هدى الرجل وعمله فهو مثله. رواه الطبراني

(1) في " كشف الخفا في الأحاديث المشتهرة للعجلوني " مزيد تفصيل في الباب.
90

وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك.
{باب ما جاء في النشاط}
عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل ليلوم
على العجز فابذل من نفسك الجهد فان غلبت فقل توكلت على الله أو حسبي الله
ونعم الوكيل. رواه الطبراني وفيه محمد بن المغيرة الشهرزوري (1) وهو ضعيف.
{باب ما جاء في الغيبة والنميمة}
عن جابر بن عبد الله قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فارتفعت ريح
منتنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما هذه الريح هذه ريح الذين
يغتابون المؤمنين. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن ابن عمر قال نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن الغيبة وعن الاستماع إلى الغيبة. وبسنده قال نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن النميمة والاستماع إلى النميمة. رواهما الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه فرات بن السائب وهو متروك. وعنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول النميمة والشتيمة والحمية في النار. رواه الطبراني من رواية محمد بن يزيد بن
سنان عن أبيه وكلاهما ضعيف وقد وثقا. وعن علي أنه كان يقول القائل الفاحشة
والذي يسمع في الاثم سواء. رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح غير حسان بن
كريب وهو ثقة. وعن عبد الله بن بسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس
مني ذو حسد ولا نميمة ولا كهانة ولا أنا منه ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية
(والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما
مبينا). رواه الطبراني وفيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو متروك. وعن أبي برزة
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ألا إن الكذب يسود الوجه
والنميمة من عذاب القبر. رواه أبو يعلي والطبراني وفيه زياد بن المنذر وهو
كذاب. وعن جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري قالا قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الغيبة أشد من الزنا فقيل وكيف قال الرجل يزني ثم يتوب فيتوب الله

(1) في الأصل " الشهرزوري ".
91

عليه وان صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه (1). رواه الطبراني في الأوسط
وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو متروك. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب إليه يوم القيامة فيقال له كله حيا كما أكلته ميتا
فيأكله ويكلح ويصيح. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن إسحاق وهو مدلس
ومن لم أعرفه. وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتي بالرجل الذي كان
يغتاب الناس في الدنيا فيقال له كل لحم أخيك ميتا كما أكلته حيا فذكره. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن
عباس قال ليلة أسرى بنبي الله صلى الله عليه وسلم ونظر في النار فإذا قوم يأكلون
الجيف قال من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ورأي رجلا
أحمر أزرق جدا قال من هذا يا جبريل قال هذا عاقر الناقة. رواه أحمد وفيه قابوس
وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عائشة قالت قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه تدرون أزني الزنا عند الله قالوا الله ورسوله أعلم
قال فان أزني الزنا عند الله استحلال عرض امرئ مسلم ثم قرأ (والذين يؤذون
المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا). رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح. وعن
أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أزني الزنا استطالة المرء
في عرض أخيه. رواه البزار باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير محمد بن
أبي نعيم وهو ثقة وفيه ضعف. وعن يوسف بن عبد الله بن سلام عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن أزني الزنا استطالة أحدكم في عرض أخيه المسلم. رواه الطبراني في الأوسط
عن شيخه محمد بن موسى الأبلي عن عمرو بن يحيى الأبلي ولم أعرفهما، وبقية رجاله
ثقات. وعن أبي بكرة قال بينا أنا أماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ
بيدي وبرجل عن يساره فإذا نحن بقبرين أمامنا فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير وبلى فأيكم يأتيني بجريدة فاستبقنا فسبقته
فأتيته بجريدة فكسرها نصفين فألقى على ذا القبر قطعة وعلى ذا القبر قطعة قال إنه

(1) في الحاوي للفتاوي رسالة خاصة في ذلك وهي " بذل الهمة في طلب براءة الذمة ".
92

يهون عليهما ما كانا رطبتين وما يعذبان إلا في الغيبة والبول قلت عند ابن ماجة
بعضه رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير بحر بن مرار وهو ثقة. وعن أنس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يعذب في قبره في النميمة. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه خليد بن دعلج وهو متروك. وعن يعلي بن سيابة أنه عهد النبي
صلى الله عليه وسلم وأتى على قبر يعذب صاحبه فقال إن هذا كان يأكل لحوم الناس
ثم دعا بجريدة رطبة فوضعها على قبره وقال لعله أن يخفف عنه ما دامت
رطبة. رواه الطبراني في الأوسط وأحمد في حديث طويل يأتي في علامات
النبوة وفيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وعن أسماء
بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بخياركم قالوا بلى يا رسول
الله قال الذين إذا رؤوا ذكر الله عز وجل ثم قال ألا أخبركم بشراركم المشاؤون
بالنميمة المفسدون بين الأحبة الباغون للبرآء العيب. رواه أحمد وفيه شهر بن
حوشب وقد وثقه غير واحد، وبقية رجال أحد أسانيده رجال الصحيح. وعن عبد الرحمن
ابن غنم يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله
وشرار عباد الله المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبرآء العيب. رواه
أحمد وفيه شهر بن حوشب، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عبادة بن الصامت
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خيار أمتي الذين إذا رؤوا ذكر الله وإن شرار
أمتي المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبراء العيب. رواه الطبراني
وفيه يزيد بن ربيعة وهو متروك. وعن البراء قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
أسمع العواتق في بيوتها أو قال في خدورها فقال يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل
الايمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله
عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته. رواه أبو يعلي ورجاله ثقات. وعن
بريدة قال صلينا الظهر خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انفتل من صلاته أقبل
علينا غضبان فنادى بصوت أسمع العواتق في أجواف الخدور فقال يا معشر من أسلم
93

فلم يدخل الايمان في قلبه لا تذموا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تطلب عورة
أخيه المسلم هتك الله ستره وأبدى عورته ولو كان في ستر بيته. رواه الطبراني في
الكبير والأوسط بنحوه وقال بدل لا تذموا المسلمين، وفيه رميح بن هلال الطائي
قال أبو حاتم مجهول لم يرو عنه غير أبي تميلة يحيى بن واضح. وعن ابن عباس قال
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة حتى أسمع العواتق في خدورهن فقال
يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه لا تؤذوا المؤمنين ولا تتبعوا عوراتهم
فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم هتك الله ستره ومن يتبع عورته يفضحه ولو في جوف
بيته. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن ابن هريرة قال كنا عند النبي صلى الله
عليه وسلم فقام رجل فقال يا رسول الله ما أعجز أو قال ما أصعب فلان فقال النبي
صلى الله عليه وسلم اغتبتم صاحبكم وأكلتم لحمه. رواه أبو يعلي والطبراني في الأوسط
ولفظه ان رجلا قام من عند النبي صلى الله عليه وسلم فرأوا في قيامه عجزا فقالوا
ما أعجز فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلتم أخاكم واغتبتموه، وفي إسنادهما
محمد بن أبي حميد ويقال له حماد وهو ضعيف جدا. وعن عبد الله يعني ابن مسعود
قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام رجل فوقع فيه رجل من بعده فقال النبي
صلى الله عليه وسلم تخلل فقال وما أتخلل يا رسول الله أكلت لحما فقال إنك أكلت لحم
أخيك. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن معاذ بن جبل قال كنت عند
النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا رجلا عنده فقالوا ما أعجزه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اغتبتم
أخاكم قالوا يا رسول الله قلنا ما فيه قال إن قلتم ما ليس فيه فقد بهتموه (1).
رواه الطبراني وفيه علي بن عاصم وهو ضعيف.
{باب فيمن ذكر أحدا بما ليس فيه}
عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذكر امرأ بما ليس فيه
ليعيبه بما ليس فيه حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي يبقاد ما قال فيه. رواه الطبراني
في الأوسط عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف.

(1) في الأصل " بعتموه ".
94

{باب فيما يجنب من الكلام}
عن العاصي بن عمرو الطفاوي قال خرج أبو العادية وحبيب بن الحارث وأم
العلاء مهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا فقالت المرأة أوصني
يا رسول الله قال إياك وما يسوء الاذن. رواه عبد الله والطبراني إلا أنه قال عن
العاصي بن عمرو الطفاوي قال حدثتني عمتي قالت دخلت مع ناس على النبي صلى الله عليه وسلم
فقلت حدثني حديثا ينفعني الله به قال إياك وما يسوء الاذن، وفيه العاصي بن عمرو
الطفاوي وهو مستور روى عنه محمد بن عبد الرحمن الطفاوي وتمام بن بزيع،
وبقية رجال المسند رجال الصحيح. وعن أبي سعيد يرفعه قال إن الرجل ليتكلم
بالكلمة لا يريد بها بأسا إلا ليضحك بها القوم وانه ليقع منها أبعد من السماء. رواه
أحمد وفيه أبو إسرائيل إسماعيل بن خليفة وهو ضعيف.
{باب فيمن ذب عن مسلم غيبة}
عن أسماء بنت يزيد قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذب عن عرض أخيه بالغيبة
كان حقا على الله أن يعتقه من النار. رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن.
{باب في ذي الوجهين واللسانين}
عن سعد بن أبي وقاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذو
الوجهين في الدنيا يأتي يوم القيامة وله وجهان من نار. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه خالد بن يزيد العمري وهو كاذب. وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال من كان ذا لسانين جعل الله له يوم القيامة لسانين من نار. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه مقدام بن داود وهو ضعيف، ورواه البزار بنحوه وأبو يعلي وفيه
إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف. وعن جندب بن عبد الله البجلي عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به ومن كان ذا
لسانين في الدنيا جعل الله له لسانين من نار جهنم يوم القيامة قلت في الصحيح
منه من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به فقط رواه الطبراني وفيه عبد
95

الحكيم بن منصور وهو متروك. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال إن ذا اللسانين
في الدنيا له لسانان من نار يوم القيامة. رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد
اختلط، وبقية رجاله ثقات.
{باب فيمن يقوم بالمسلمين مقام رياء وسمعة}
عن أبي هند الداري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قام بأخيه مقام رياء
وسمعة أقامه الله عز وجل يوم القيامة وسمع به. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يقوم في الدنيا
مقام رياء وسمعة إلا سمع الله به على رؤس الخلائق يوم القيامة. رواه البزار وفيه
من لم أعرفهم. قلت وتأتي أحاديث نحو هذا في باب الرياء.
{باب ما جاء في المشاورة}
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خاب به استخار
ولا ندم من استشار ولا عال من اقتصد. رواه الطبراني في الأوسط والصغير من
طريق عبد السلام بن عبد القدوس وكلاهما ضعيف جدا. وعن ابن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أراد أمرا فشاور فيه امرأ مسلما وفقه الله
لأرشد أموره. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك.
وعن علي يعني ابن أبي طالب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
المستشار مؤتمن فإذا استشير فليشر بما هو صانع لنفسه. رواه الطبراني في الأوسط
عن شيخه أحمد بن زهير عن عبد الرحمن بن عتيبة البصري ولم أعرفهما، وبقية
رجاله ثقات. وعن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه أبو الهيثم بن التيهان
الأنصاري فاستخدمه فوعده رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أصاب سبيا فلقى عمر
فقال يا أبا الهيثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أصاب سبيا فائته فتنجز عدتك
فمضى أبو الهيثم وعمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أبو الهيثم
أتاك يتنجز عدته فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أصبنا غلامين أسودين
اختر أيهما شئت قال فاني أستشيرك فقال المستشار مؤتمن خذ هذا فقد صلى عندنا
96

ولا تضربه فانا قد نهينا عن ضرب المصلين قلت روى الترمذي منه المستشار
مؤتمن فقط رواه أبو يعلي عن شيخه سفيان بن وكيع وهو ضعيف. وعن جابر
ابن سمرة وغيره قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المستشار مؤتمن. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه من لم أعرفه. وعن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم المستشار مؤتمن إن شاء أشار وإن شاء لم يشر. رواه الطبراني من
طريقين في إحداهما إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف وفي الأخرى عبد الرحمن بن
عمرو بن جبلة (1) وهو متروك. وعن عبد الله بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
المستشار مؤتمن. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار. وعن أبي
الهيثم بن التيهان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المستشار مؤتمن. رواه الطبراني
من طريق جده عبد الرحمن بن محمد بن زيد ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
وعن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المستشار مؤتمن. رواه
الطبراني وفيه حفص بن سليمان الأسدي وهو متروك.
{باب فيمن سمع كلاما يكره المتكلم نقله}
عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع من رجل حديثا
لا يشتهى أن يذكر عنه فهو أمانة وإن لم يستكتمه (2). رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال
عن عبيد بن عمير قال كان عبد الله بن سلمان جالسا فتكلم بكلام فسمعه رجل لم
يحب أن يسمعه فالتفت إلى أبي الدرداء فقال اما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
حدث حديثا لا يحب أن يفشي عليه فهو أمانة وإن لم يستكتمه صاحبه قال بلى قد
علمت ما أردت ثم أقبل على الرجل فقال لا تذكر هذا الحديث، وفي إسناد أحمد
وأحد إسنادي الطبراني عبيد الله بن الوليد الوصافي وهو متروك وفي إسناده الاخر
ضرار بن صرد وهو متروك. وعن عبيد بن عمير قال كان عبد الله بن سلام جالسا
فتكلم بكلمة فسمعه رجل لم يحب أن يسمعه فالتفت إلى أبي الدرداء فقال أنا
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حدث حديثا لا يشتهي أن يفشي عليه فهو أمانة

(1) في الأصل " حيلة " والتصحيح من الميزان.
(2) في الأصل " سيكتمه ".
97

وإن لم يستكتمه صاحبه. رواه الطبراني من حديث عبد الله بن سلام وفيه عبيد
الله بن الوليد الوصافي وهو متروك. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا حدث الرجل ثم التفت فهي أمانة. رواه أبو يعلي عن شيخه
جبارة بن مفلس وهو ضعيف جدا وقال ابن نمير صدوق، وبقية رجاله ثقات.
{باب فيمن يتشبع بما لم يعط}
عن سفيان بن عبد الله الثقفي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المتشبع (1) بما لم يعط
كلابس ثوبي زور. رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار ورجال البزار رجال
الصحيح غير أبي غسان روح بن حاتم وثقه أبو حاتم الرازي وابن حبان.
{باب كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا وهو مصدقك وأنت كاذب}
عن النواس بن سمعان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كبرت خيانة أن تحدث أخاك
حديثا هو لك مصدق وأنت له كاذب. رواه أحمد والطبراني وفيه عمر بن هارون وهو ضعيف.
{باب في كتابة الكتب وختمها}
عن سلمان يعني الفارسي قال ما كان أحد أعظم حرمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان أصحابه إذا كتبوا إليه كتابا كتبوا من فلان إلى محمد رسول الله صلى الله
عليه وسلم. رواه الطبراني وفيه قيس بن الربيع وثقه الثوري وشعبة وضعفه غيرهما،
وبقية رجاله ثقات. وعن حنظلة الكاتب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث
علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن فقال إذا اجتمعتما فعلي الأمير وإذا
تفرقتما فكل واحد منكما على عمله وكتب خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبدأ
بنفسه ثم لم ينكر ذلك عليه، وكتب علي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبدأ
بالنبي صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني وفيه سيف بن عمر الأسدي وهو متروك.
وعن العلاء بن الحضرمي أنه كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدأ بنفسه.
رواه البزار من رواية ابن العلاء بن الحضرمي عن أبيه ولم يسمه والظاهر أن العلاء
له صحبة، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله

(1) أي المتكثر بأكثر مما عنده يتجمل بذلك كالذي يرى أنه شبعان وليس كذلك.
98

الله عليه وسلم إذا كتب أحدكم إلى انسان فليبدأ بنفسه وإذا كتب فليترب كتابه
فهو أنجح. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو متروك.
وعن مسلم بن الحارث التميمي أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب له كتابا بالوصاة إلى من بعده
من ولاة الامر وختم عليه. رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات. وعن ابن عباس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كرامة الكتاب ختمه. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه محمد بن مروان السدى الصغير وهو متروك.
{باب فيمن نام على سطح بغير تحجير أو ركب البحر عند ارتجاجه}
عن ابن عمران الجوني قال حدثني بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغزونا
نحو فارس فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بات فوق بيت ليس له أجار فوقع
فمات برئت منه الذمة ومن ركب البحر عند ارتجاجه فقد برئت منه الذمة. رواه أحمد
عن شيخه إبراهيم بن القاسم ولم أعرفه. وعن ابن عمران الجوني قال كنا بفارس
وعلينا أمير يقال له زهير بن عبد الله فقال حدثني رجل ان نبي الله صلى الله عليه
وسلم قال من بات فوق إجار (1) أو فوق بيت ليس حوله شئ يرد رجله فقد برئت
منه الذمة ومن ركب البحر بعد ما يرتج فقد برئت منه الذمة. رواه أحمد مرفوعا
وموقوفا وكلاهما رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال من رمانا (1) بالليل فليس منا ومن رقد على سطح لا جدار له فسقط فمات
فدمه هدر. رواه الطبراني وفيه يزيد بن عياض وهو متروك.
{باب كيف يدخل بيته في الشتاء ويخرج منه في الصيف}
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج إذا خرج في
الصيف ليلة الجمعة وإذا دخل الشتاء دخل ليلة الجمعة. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه عمير بن موسى بن وجيه وهو وضاع.

(1) الأجار: السطح الذي ليس حواليه ما يرد الساقط، وفي الأصل " أحار ".
(2) في الأصل " ريانا " وتقدم الحديث في كتاب الجهاد وأن الليل بمعنى النبل
على ما يراه المؤلف في الجزء الخامس.
99

{باب فيمن يضطجع ويضع إحدى رجليه على الأخرى}
عن أبي النصر أن أبا سعيد كان يشتكي فدخل عليه أخوه وقد جعل إحدى
رجليه على الأخرى فضرب بيده على رجله الوجعة فأوجعه فقال أوجعتني أو لم تعلم أن رجلي
وجعة قال بلى قال فما حملك على ذلك قال أولم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى
عن هذه. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا النضر لم يسمع من أبي سعيد.
وعن عبيد بن حنين قال بينا أنا جالس إذ جاءني قتادة بن النعمان فقال انطلق بنا
يا ابن جبير إلى أبي سعيد فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد الخدري فوجدناه مستلقيا
رافعا رجله اليمني على اليسرى فسلمنا وجلسنا فرفع قتادة بن النعمان يده إلى رجل
أبي سعيد فقرصها قرصة شديدة فقال أبو سعيد سبحان الله يا ابن أم لقد أوجعتني
فقال له ذلك أردت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لما قضى خلقه
استلقى فوضع رجله على الأخرى وقال لا ينبغي لأحد من خلقي أن يفعل هذا فقال
أبو سعيد والله لا أفعله أبدا. رواه الطبراني عن مشايخ ثلاثة جعفر بن سليمان
النوفلي وأحمد بن رشدين المصري وأحمد بن داود المكي فأحمد بن رشدين ضعيف
والاثنان لم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم
نهى أن يضع الرجل إحدى رجليه على الأخرى وهو متكئ. رواه الطبراني في
الأوسط ورجاله ثقات. وعن أبي قرصافة أنه رأي رسول الله صلى الله
عليه وسلم مستلقيا على قفاه واضعا إحدى رجليه على الأخرى. رواه الطبراني وفيه من
لم أعرفهم. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استلقى
أحدكم فلا يضع إحدى رجليه على الأخرى. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
غير خداش العبدي وهو ثقة.
{باب النهى عن الاضطجاع بين القوم}
عن جابر بن عبد الله قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرقد الرجل بين القوم وأن
ينام على قارعة الطريق. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف.
100

{باب فيمن يرقد على وجهه}
عن أبي هريرة قال مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل مضطجع على بطنه فقال
إن هذه ضجعة ما يحبها الله عز وجل. رواه أحمد وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وهو
حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عمرو بن الشريد يخبره عن أبيه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا وجد الرجل راقدا على وجهه ليس على
عجزه شئ ركضه برجله وقال هذه أبغض الرقدة إلى الله عز وجل. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح. وعن الحارث بن عبد الرحمن قال بينا أنا جالس مع أبي
سلمة بن عبد الرحمن إذ طلع علينا رجل من بني غفار ابن لعبد الله بن طهفة فقال
أبو سلمة ألا تخبرنا خبر أبيك فقال عبد الله بن طهفة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا كثر الضيف عنده قال لينقلب كل رجل بضيفه حتى إذا كان ذات ليلة اجتمع
ضيفان كثير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لينقلب كل رجل مع جليسه قال فكنت
فيمن انقلب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل قال يا عائشة هل من شئ
قالت نعم حويسة (1) اتخذتها لإفطارك قال فجاءت بها في قعبة لها فتناول رسول الله
صلى الله عليه وسلم منها قليلا فأكله ثم قال كلوا بسم الله فأكلنا منها حتى ما ننظر إليها
ثم قال هل عندك من شراب قالت نعم (2) لبينة كنت اتخذتها لك قال هلميها
قال فجاءت بها فتناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعها إلى فيه فشرب قليلا ثم قال اشربوا
باسم الله فشربنا حتى والله ما ننظر إليها ثم خرجنا فأتيت المسجد فاضطجعت على
وجهي فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غفلة كي يوقظ الناس للصلاة وكان
إذا خرج يوقظ الناس للصلاة فمر بي وأنا على وجهي فقال من هذا فقلت عبد الله
ابن طهفة فقال إن هذه ضجعة يكرهها الله قلت رواه أبو داود عن طهفة باختصار
والنسائي عن طهفة وغيره ولم يسم غير طهفة ولم أجد أحدا رواه عن ابن طهفة والله
أعلم رواه أحمد وابن عبد الله بن طهفة لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

(1) الحيس: طعام يتخذ من تمر وسمن وأقط " لبن جاف " أو دقيق.
(2) في الأصل زيادة " قالت " ولعلها مقحمة.
101

{باب النهى عن مباشرة الرجل الرجل والمرأة المرأة}
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يباشر الرجل الرجل
ولا المرأة المرأة. رواه أحمد والبزار والطبراني في الصغير وأحد إسنادي أحمد رجاله
رجال الصحيح وكذلك رجال البزار. وعن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يباشر الرجل الرجل في الثوب الواحد ولا تباشر
المرأة المرأة في الثوب الواحد قال فقلت لجابر أكنتم تعدون الذنوب شركا قال
معاذ الله. رواه أحمد في جملة أحاديث والطبراني في الأوسط باختصار وفيه
عبد الرحمن بن أبي الزياد وهو ضعيف. وعن أبي الزبير قال سألت جابرا عن الرجل
يباشر الرجل فقال جابر زجر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. رواه ابن لهيعة
وفيه ضعف وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يباشر الرجل الرجل ولا تباشر المرأة المرأة.
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن عثمان بن سعيد أبي عمر الضرير وفى
الميزان محمد بن عثمان بن سعيد المصري فإن كان هو هذا فهو ضعيف، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تباشر المرأة المرأة
إلا وهما زانيتان ولا يباشر الرجل الرجل إلا وهما زانيان. رواه الطبراني في
الكبير والأوسط عن شيخه علي بن سعيد الرازي وفيه لين، وبقية رجاله ثقات.
وعن سمرة يعني ابن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى النساء أن
يضطجع بعضهن مع بعض إلا وبينهن نقاب وأن يضطجع الرجل مع صاحبه إلا
وبينهما ثوب. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم، ورواه البزار وفيه يوسف بن
خالد السمتي وهو ضعيف.
{باب في المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال}
عن رجل من هذيل قال رأيت عبد الله بن عمرو بن العاصي ومنزله في الحل
ومسجده في الحرم قال فبينا أنا عنده رأى أم سعيد ابنة أبي جهل متقلدة قوسا وهي
102

تمشي مشية الرجال فقال عبد الله من هذه فقلت هذه أم سعيد بنت أبي جهل فقال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس منا من تشبه بالرجال من النساء
ولا من تشبه بالنساء من الرجال. رواه أحمد والهذلي لم أعرفه، وبقية رجاله
ثقات، ورواه الطبراني باختصار وأسقط الهذلي المبهم فعلي هذا رجال
الطبراني كلهم ثقات. وعن ابن عباس أن امرأة مرت على رسول الله صلى
الله عليه وسلم متقلدة قوسا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال
والمتشبهين من الرجال (1). رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه علي بن سعيد الرازي
وهو لين، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عمر قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم
المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء. رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه
ثوير بن أبي فاختة وهو متروك. وعن أبي هريرة لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم
مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء والمترجلات من النساء المتشبهات بالرجال
وراكب الفلاة وحده. رواه أحمد وفيه طيب بن محمد وثقه ابن حبان وضعفه العقيلي،
وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي سعيد قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم
المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال. رواه الطبراني في
الأوسط والبزار وفيه عطية العوفي وهو ضعيف. وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم
لعن المؤنثين من الرجال والمذكرات من النساء (2) وفيه مبارك
ابن سحيم وهو متروك. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أربعة لعنوا في الدنيا والآخرة وأمنت الملائكة رجل جعله الله ذكرا فأنث نفسه
وتشبه بالنساء وامرأة جعلها الله أنثى فتذكرت وتشبهت بالرجال والذي يضل
الأعمى ورجل حصور ولم يجعل الله حصورا إلا يحيى بن زكريا. رواه الطبراني
وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك. وعن أبي بكرة قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم
المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال. رواه الطبراني وفيه
عمرو بن عبيد وهو خبيث متروك. وعن واثلة قال لعن رسول الله صلى الله عليه

(1) لعله سقط من الأصل " بالنساء ".
(2) بياض كلمات في الأصل.
103

وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال أخرجوهم من بيوتكم
فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم أنجشة وأخرج عمر فلانا. رواه الطبراني وفيه
حماد مولى بني أمية. وعن عمر بن أبي سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
دخل بيت أم سلمة فرأي عندهم مخنثا وهو يقول با عبد الله بن أبي أمية لو قد فتح الله
الطائف لأريتك بادية بنت غيلان وهي تقبل بأربع وتدبر بثمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم
لا يدخل عليكم هؤلاء. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
{باب ما جاء في الوحدة}
عن ابن عباس أن رجلا خرج فتبعه رجلان ورجل يتلوهما يقول ارجعوا
ارجعوا قال فرجعا قال فقال له ان هذين شيطانان وإني لم أزل بهما حتى رددتهما
فإذا أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاقرئه السلام واعلمه أنا في جمع صدقاتنا ولو كانت تصلح له أرسلنا
بها إليه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخلوة عند ذلك، وفي رواية
ارجعا بدل ارجعوا. رواه أحمد وأبو يعلي إلا أنه قال خرج رجل من خيبر، ورجالهما
رجال الصحيح والبزار كذلك. وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
نهى عن الوحدة أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس ما في
الوحدة ما سار راكب بليل أبدا ولا نام رجل في بيت وحده. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه محمد بن القاسم الأسدي وثقه ابن معين وضعفه أحمد وغيره،
وبقية رجاله ثقات (1).
{باب ما جاء فيمن يسكن البادية والكفور (2)}
عن البراء يعني ابن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
بدا جفا. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير الحسن بن الحكم النخعي وهو ثقة.
وعن عقبة بن عامر الجهني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هلاك
أمتي في الكتاب واللبن قالوا يا رسول الله ما الكتاب واللبن قال يتعلمون القران

(1) في كشف الخفا للعجلوني مزيد تفصيل.
(2) في الأصل " الطفور ".
104

فيتأولونه على غير ما أنزل الله عز وجل ويحبون اللبن فيتركون الجماعات
ويبدون. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو لين، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله
ابن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أخاف على أمتي إلا اللبن فان
الشيطان بين الرغوة والصريح. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو لين، وبقية رجاله
ثقات. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنزلوا
الكفور فإنها بمنزلة القبور يعني القرى. رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن
جامع العطار وهو ضعيف. وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمدوا طنبا لبدو فان
البدو الجفاء يد الله في الجماعة ولا يبالي الله شذوذ من شذ ولا يركب الدابة فوق
اثنين ولا تضربوا وجوه الدواب فان كل شئ يسبح بحمده ولا تسموا أبناءكم
وإخوانكم الحكم ولا أبا الحكم فان الله هو الحكم. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه محمد بن جامع العطار وهو ضعيف. وعن عبد الرحمن بن غنم قال استعمل
عمر بن الخطاب على الشام معاذ بن جبل فكتب إليه أن أعطي الناس أعطياتهم
واغز بهم فبينا هو يعطي الناس وذلك في آخر زمان جاء رجل من أهل الرستاق
فقال يا معاذ مر لي بعطائي (1) فاني رجل من أهل الرستاق من مكان كذا وكذا فلعلي
آوى إلى أهلي قبل الليل قال لا والله لا أعطيك حتى أعطي هؤلاء يعني أهل المدينة
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الأنبياء كلهم يدخلون الجنة قبل
سليمان بن داود عليه السلام بأربعين عاما وإن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل
أغنيائهم بأربعين عاما وإن صالحي العبيد يدخلون الجنة قبل الآخرين بأربعين
عاما وان أهل المدينة يدخلون الجنة قبل أهل الرستاق بأربعين عاما لفضل المدائن
والجماعات والجمعات وحلق الذكر وإن كان بلاء خصوا به دونهم. رواه الطبراني
عن شيخه علي بن سعيد الرازي وهو لين، وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
{باب تأديب الأولاد وأهل البيت وتعليق السوط حيث يرونه}
عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ورث والد ولدا

(1) في الأصل " مر بي يعطاي " وتكرر ذكر الحديث.
105

خيرا من أدب حسن. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن دينار قهرمان
آل الزبير وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علقوا السوط حيث يراه
أهل البيت فإنه آدب لهم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه والبزار
وقال حيث يراه الخادم، وإسناد الطبراني فيهما حسن. وعن ابن عمر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا ترفع العصا على أهلك وأخفهم في الله عز وجل. رواه
الطبراني في الصغير والأوسط وفيه الحسن بن صالح بن حي وثقه أحمد وغيره
وضعفه النووي وغيره واسناده على هذا جيد.
{باب النهى عن الضرب على الوجه والنهى عن سبه}
عن أسد بن وداعة أن رجلا يقال له جزى أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن
أهلي يعصوني فبم أعاقبهم قال تعفو ثم قال الثانية حتى قالها ثلاثا قال إن عاقبت
فعاقب بقدر الذنب واتق الوجه. رواه الطبراني وأسد لم يدرك القصة فهو مرسل
ورجاله وثقوا كلهم وفيهم ضعف. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقبحوا
الوجه فان ابن آدم خلق على صورة الرحمن تبارك وتعالى. رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح غير إسحاق بن إسماعيل الطالقاني وهو ثقة وفيه ضعف. وعن أبي
سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قاتل أحدكم أخاه
فليجتنب الوجه، وفيه رواية إذا رمى أو ضرب أحدكم فليجتنب الوجه. رواه أحمد
والبزار بنحوه وفيه عطية العوفي ضعفه جماعة ووثقه ابن معين، وبقية رجاله رجال الصحيح.
{باب ما جاء في لطم خدود الدواب وضربهن}
عن المقدام بن معدي كرب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهي عن
لطم خدود الدواب قال إن الله قد جعل لكم عصيا وسياطا. رواه أحمد وفيه راو لم
يسم، وبقية مدلس. وعن عبد الله بن زياد عن ابني بشر السلميين قال دخلت
عليهما فقلت يرحمكما الله الرجل منا يركب دابته فيضربها بالسوط ويكفحها باللجام
هل سمعتما من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئا فإذا امرأة قد نادت من جوف البيت
106

أيها السائل إن الله عز وجل يقول (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه
الا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شئ) فقالا هذه أختنا وهي أكبر منا وقد
أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد ورجاله ثقات.
{باب النهي عن اتخاذ الدواب كراسي}
عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مر على قوم وهم وقوف على
دواب لهم ورواحل فقال لهم اركبوها سالمة ودعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي
لأحاديثكم في الطرق والأسواق فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكرا لله
تبارك وتعالى منه. رواه أحمد والطبراني وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح
غير سهل بن معاذ بن أنس وثقه ابن حبان وفيه ضعف.
{باب صاحب الدابة أحق بصدرها}
عن عبد الرحمن بن أبي أمية أن حبيب بن مسلمة أتى قيس بن سعد بن
عبادة في الفتنة الأولى وهو على فرس فأخر عن السرج وقال اركب فأبي فقال له
قيس بن سعد اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صاحب الدابة أولى بصدرها فقال
حبيب إني لست أجهل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني أخشى عليك.
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد ثقات. وعن قيس بن سعد قال
أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فوضعنا له غسلا فاغتسل فأتيناه بملحفة ورسية فاشتمل
بها فكأني أنظر أثر الورس على عكته ثم أتيناه بحمار ليركب فقال صاحب الحمار
أحق بصدر حماره فقلنا يا رسول الله فالحمار لك قلت روى ابن ماجة منه إلى عكنه
رواه أحمد وفيه ابن أبي ليلى وهو سئ الحفظ. وعن عمر بن الخطاب قال قضى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صاحب الدابة أولى بصدرها. رواه أحمد ورجاله
ثقات. وعن عروة بن مغيث الأنصاري قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن صاحب الدابة أحق بصدرها. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن عصمة بن
مالك الخطمي قال زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء فلما أراد أن يرجع جئناه بحمار
107

يتجافى قطوف (1) فركب قلنا يا رسول الله هذا الغلام يأتي معك يرد الدابة قال
صاحب الدابة أحق بصدرها قلنا يا رسول الله اركبه ورده علينا فذهب به ورده
علينا وهو هملاج (2) ما يساير. رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف. وعن
محمد بن علي بن حسين قال خرج الحسين وهو يريد أرضه التي بظاهر الحرة ونحن
نمشي إذ أدركنا النعمان بن بشير على بغلة فنزل فقربها إلى الحسين فقال اركب
يا أبا عبد الله فكره ذلك فلم يزل كذلك حتى أقسم النعمان عليه حتى أطاع الحسين
بالركوب قال إذ أقسمت فقد كلفتني ما أكره فاركب على صدر دابتك فأردفك
فاني سمعت فاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل
أحق بصدر دابته وصدر فراشه والصلاة في منزله إلا ما يجمع الناس عليه فقال
النعمان صدقت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت أبي بشيرا يقول كما
قالت فاطمة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من أذن فركب. رواه الطبراني وفيه الحكم
ابن عبد الله الأيلي وهو متروك. وعن محمد بن علي بن حسين قال خرجت مع جدي
حسين بن علي إلى أرض له بالزارنيق بظهر البيداء فأدركنا ابن النعمان بن بشير
على بغلة فنزل عنها وقال للحسين اركب يا أبا عبد الله فأبى فلم يزل يقسم عليه حتى قال
إنك قد كلفتني ما أكره ولكن سأحدثك حديثا حدثتنيه فاطمة رضي الله عنها أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرجل أحق بصدر دابته وصدر فراشه والصلاة في بيته قال
ابن النعمان صدقت فاطمة حدثني أبي وهو داحي بالمدينة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
مثل حديث وزاد فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه إلا أن يأذن. رواه
الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن أبي تميمة الهجيمي قال بينا أنا على حمار لي فلقيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأخرت على عجز الحمار فقلت بأبي وأمي يا رسول الله اركب
قال أنت أحق بصدر حمارك قلت يا رسول الله الحمار لك فركب رسول الله صلى
الله عليه وسلم على مقدمه وركبت أنا على عجزه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
هشام بن لاحق تركه أحمد وضعفه غيره أيضا وقواه النسائي وفيه من لم أعرفه. وعن

(1) أي قريب الخطو.
(2) أي حسن السير في سرعة.
108

المهاجر مولى آل زياد قال بينا أنا على حمار لي تكاد تصيب رجلي الأرض من
صغر الحمار إذا أنا بطلعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يبصر في القمر فقلت يا أمير
المؤمنين أين تريد قال حاجة لي قلت ألا تركب قال بلى فتخلفت على عجز الحمار
فقلت يا أمير المؤمنين فقال لا أفعل إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صاحب
الدابة أحق بصدر الدابة وصاحب الفراش أحق بصدر الفراش. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه يحيى بن كثير أبو النضر وهو ضعيف.
{باب في تأخير الحمل}
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرجل موثقة واليد
معلقة. رواه أبو يعلي وفيه الحسين بن علي بن الأسود وقيس بن الربيع وقد وثقا
وفيهما ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
{باب ركوب ثلاثة على دابة}
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهي أن يركب ثلاثة على دابة. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو متروك.
{باب الحافي أولى بصدر الطريق من المنتعل}
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحافي أولى بصدر الطريق من المنتعل.
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة ويحيى بن عثمان بن صالح وحديثهما حسن وفيهما ضعف.
{باب ما جاء في وسم الدواب (1)}
عن العباس بن عبد المطلب أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوسم في
الوجه فقال العباس لا اسم إلا في الجاعرتين (2). رواه أبو يعلي والطبراني ورجالهما
ثقات وفي بعضهم خلاف إلا أن جعفر بن تمام بن العباس لم يسمع من جده والله
أعلم. وعن طلحة بن عبيد الله قال مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعير قد وسم
في وجهه فقال لو أن أهل هذا البعير عزلوا النار عن هذه الدابة فقلت لأسمن في اليد

(1) أي التعليم عليها بالكي.
(2) هما مضرب الفرس بذنبه على فخذيه أو حرفا الوركين المشرفين على الفخذين، وموضع الرقمتين من است الحمار كما في جنى الجنتين.
109

مكان وجهها قال فوسمت في عجب الذنب. رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح.
ورواه البزار وزاد في أوله أن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن الوسم أن يوسم في
الوجه، والباقي بنحوه. وعن أنس قال رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا موسوما في وجهه
فقال لعن الله من فعل هذا. رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار
ثقات. وعن أبي هريرة قال وسم العباس بعيرا له في وجهه فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم فهلا في غير الوجه فقال والذي بعثك بالحق لا أسم إلا في آخر
عظم منه فوسم في الجاعرتين. رواه البزار عن شيخه إسماعيل عن خالد الطحان ولم
أعرف إسماعيل، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لعن من يسم الوجه. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن جنادة بن جرادة أحد
بني غيلان (1) بن جنادة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بإبل قد وسمتها في أنفها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جنادة فما وجدت عضوا تسمه إلا في الوجه أما إن أمامك
القصاص فقال أمرها إليك يا رسول الله فقال ائتني بشئ ليس عليه وسم فأتيته بابن
لبون وحقة فوضعت الميسم في العنق فلم يزل يقول أخر أخر حتى بلغ الفخذ فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم سم على بركة الله فوسمتها في أفخاذها وكانت صدقتها حقتين
وكانت تسعين. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن نقادة (2) قال قلت
يا رسول الله إني أسم قال أولم أرك تسم في الوجه لا تحرق اللحم قلت فأين أسم قال
في موضع الجرير (3) من السالفة. رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.
{باب في المدافع عن قومه} عن خالد بن عبيد الله بن حرملة المدلجي قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعسفان فقال رجل هل لك في عقائل النساء وأدم الإبل من بني مدلج، وفي القوم
رجل من بني مدلج نعرف ذلك في وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير
القوم المدافع عن قومه ما لم يأثم. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.

(1) في الإصابة " عيلان " بالمهملة نقلا عن الرشاطي فراجعها.
(2) في الأصل " يقادة ".
(3) أي في مقدم صفحة العنق.
110

{باب أوكوا الأسقية وأجيفوا (1) الأبواب}
عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجيفوا أبوابكم واكفؤا
آنيتكم وأوكوا أسقيتكم واطفؤا سرجكم فإنه لم يؤذن لهم بالتسور عليكم. رواه أحمد
ورجاله ثقات غير الفرج بن فضالة وقد وثق. وعن عبد الله بن سرجس أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يبولن أحدكم في الحجر وإذا نمتم فاطفئوا السراج
فان الفأرة تأخذ الفتيل فتحرق أهل البيت وأوكوا الأسقية وخمروا (2) الشراب وغلقوا
الأبواب بالليل، قالوا لقتادة ما يكره من البول في الحجر قال يقال إنها مساكن الجن.
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن أبي هريرة أن رجلا يقال
له أبو حميد أتى النبي صلى الله عليه وسلم باناء فيه لبن من البقيع نهارا فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم ألا خمرته ولو أن تعرض عليه بعود. رواه أبو يعلي ورجاله رجال
الصحيح غير إبراهيم بن سليمان الدباس وهو ثقة. وعن جابر بن عبد الله قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا فورة العشاء كأنه لما يخاف من الاختصار. رواه
أحمد وفيه من لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن لله عز وجل خلقا يبثهم تحت الليل كيف شاء فأوكئوا السقاء واغلقوا
الأبواب وغطوا الاناء فإنه لا يفتح بابا ولا يكشف غطاء ولا يحل وكاء قلت رواه
ابن ماجة باختصار رواه أبو يعلي وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف.
وعن علي قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإرتاج (3) الباب وأن نخمر
الآنية وأن نوكي السقاء وأن نطفئ السراج. رواه الطبراني في الأوسط عن
شيخه محمد بن العباس ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات إلا أن كهيلا أبا سلمة بن كهيل
لم أعرفه. وعن ابن عباس أحسبه رفعه قال إذا غربت الشمس فكفوا صبيانكم
فإنها ساعة تنتشر فيها الشياطين. رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس،
وبقية رجاله ثقات. وعن وحشي بن حرب أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج
لحاجته من الليل وترك باب البيت مفتوحا ثم رجع فوجد إبليس قائما في وسط

(1) أي اغلقوا.
(2) أي غطوا.
(3) أي إغلاق، وفي الأصل " ارتجاج " وهو تحريف.
111

البيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخسأ يا خبيث من بيتي ثم قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا خرجتم من بيوتكم بالليل فاغلقوا أبوابها. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
{باب الفأرة تجر الفتيلة فتحرق أهل البيت}
عن أبي سعيد الخدري وذكر حديثا فيما يقتله المحرم من الدواب فقيل له
وما شأن الفأرة قال إن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ وقد أخذت الفتيلة
وصعدت بها إلى السقف. رواه أبو يعلي وفيه يزيد بن أبي زياد وهو لين،
وبقية رجاله رجال الصحيح.
{باب كراهية السراج عند الصبح}
عن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره السراج عند الصبح:
رواه الطبراني في الأوسط وفيه خديج بن معاوية وهو ضعيف.
{باب القيلولة}
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قيلوا فان الشيطان
لا يقيل. رواه الطبراني في الأوسط وفيه كثير بن مروان وهو كذاب.
{باب عليكم بالأوساط من الأشياء}
عن وهب يعني ابن أمية أنه كان يقول إن لكل شئ طرفين ووسطا فإذا
أمسك بأحد الطرفين مال الآخر وإن أمسك بالوسط اعتدل الطرفان وقال عليكم
بالأوساط من الأشياء. رواه أبو يعلي ورجاله ثقات.
{باب النهى عن النظر إلى الكوكب حين ينقض}
عن محمد يعني ابن سيرين قال كنا مع أبي قتادة على ظهر بيتنا فرأي كوكبا
انقض فنظروا إليه فقال أبو قتادة إنا قد نهينا أن نتبعه أبصارنا. رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح.
{باب النهى أن ينظر أحد إلى ظله في الماء}
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر أحدكم إلى ظله
112

في الماء. رواه الطبراني في الأوسط وقال لا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد،
وفيه طلحة بن عمرو وهو ضعيف.
{باب ما جاء في القمار}
عن عبد الله يعني ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم وهاتان اللعبتان
الموسمتان اللتان تزجران زجرا فإنهما ميسر العجم. رواه أحمد والطبراني ورجال
الطبراني رجال الصحيح. وعن عبد الرحمن يعني ابن سعيد قال سمعت أبي يقول
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل الذي يلعب بالنرد ثم يقوم فيصلى
مثل الذي يتوضأ بالقيح ودم الخنزير ثم يقوم فيصلى. رواه أحمد وأبو يعلي وزاد
لا تقبل صلاته، والطبراني وفيه موسى بن عبد الرحمن الخطمي ولم أعرفه، وبقية
رجال أحمد رجال الصحيح. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللاعب بالنرد
كواضع يده في لحم الخنزير والناظر إليها كواضع يده في دم الخنزير. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه ثابت بن زهير وهو ضعيف. وعنه قال جاء اعرابي إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله إني رأيت البارحة في المنام أنه ليس من عبد يشهد
أن لا إله إلا الله ويشهد أنك رسول الله إلا رفعه الله درجة في الجنة إلا أصحاب
الشاه وهي الشطرنج. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ثابت بن زهير وهو ضعيف.
وعن عمر بن الخطاب قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول لرجل تعالى
أقامرك فأمره أن يتصدق بصدقة. رواه أبو يعلي وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو
ضعيف. وعن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول
اجتنبوا هذه الكعاب الموسومة التي يزجر بها زجرا فإنها من الميسر. رواه الطبراني.
{باب لا يقل خبثت نفسي}
عن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن أحدكم
خبثت نفسي ولكن لقست قلت اللقس الغثيان قاله صاحب النهاية
رواه الطبراني وإسناده حسن.
113

{باب رفع الصوت وخفضه}
عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره أن يرى الرجل
جهيرا رفيع الصوت وكان يحب أن يراه خفيض الصوت. رواه الطبراني وفيه
موسى بن علي الخشني وهو ضعيف.
{باب التصفير}
عن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن التصفير فقال لي الشدق. رواه
الطبراني وفيه واصل بن السائب وهو متروك.
{باب دفن النخامة}
عن سعد بن أبي وقاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا
تنخم أحدكم فليغيب نخامته لا تصيب جلد مؤمن أو ثوبه. رواه البزار ورجاله ثقات.
{باب لا تبزق عن يمينك}
عن طارق بن عبد الله المحاربي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أردت أن
تبزق فلا تبزق عن يمينك ولكن عن يسارك إن كان فارغا فإن لم يكن فارغا فتحت
قدمك. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
{باب النهي أن يقول مطرنا بنوء كذا وكذا}
عن العباس بن عبد المطلب قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة فالتفت
إليها فقال إن الله قد برأ هذه الجزيرة من الشرك ولكن أخاف أن تضلهم (1)
النجوم قال ينزل الغيث فيقولون مطرنا بنوء كذا وكذا. رواه أبو يعلي والطبراني
في الأوسط باختصار وإسناد أبي يعلي حسن. وعن ابن مسعود قال كنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية فمطرنا تلك الليلة مطرا شديدا فلما أصبح
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تدرون بما قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قالها ثلاثا وعادوا
قال قال ربكم ان الذي قال مطرنا بنوء كذا وكذا فقد كفر بي وآمن بذلك
النجم وان من يقول إن الله سقانا فقد آمن بي وكفر بذلك النجم. رواه الطبراني

(1) في الأصل " تظلهم ".
114

في الأوسط وفيه مسلم بن خالد الزنجي وثقه جماعة وضعفه غيرهم.
{باب}
عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس للنساء نصيب في سراة (1)
الطريق فليلتمسن حافتها ولا يتجنبنها. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز
ابن يحيى المدني وهو كذاب ووثقه الحاكم. وعن عمر بن حماس وكانت له صحبة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس للنساء سراة الطريق. رواه الطبراني
في الأوسط عن شيخه إسحاق بن حاجب ولم أعرفه. وعن عبد الله يعني
ابن مسعود قال لان يزاحمني بعير مطلي بقطران أحب إلي من أن تزاحمني
امرأة. رواه الطبراني وفيه أبو الزعراء وثقه العجلي وابن حبان وفيه
كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح.
{باب المراجيح}
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع المراجيح. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
{باب فيمن قطع السدر}
عن علي يعني ابن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرج فناد
في الناس لعن الله قاطع السدر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن يزيد
الخوزي (2) وهو متروك. وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الذين يقطعون السدر
يصبون في النار على وجوههم صبا. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله كلهم ثقات (3).
{باب}
وعن عبد الله بن حبشي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطع سدرة
من سدر الحرم صوب الله رأسه في النار قلت رواه أبو داود غير قوله من سدر
الحرم رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وقد تقدمت بقية أحاديث

(1) في النهاية " سروات ".
(2) في الأصل " الجوزي " والتصحيح من مشتبه النسبة.
(3) في " الحاوي للفتاوى للسيوطي " رسالة خاصة في السدر اسمها رفع الخدر عن قطع السدر.
115

هذا الباب في البيع بعد باب اتخاذ الشجر.
{باب البيان وتشقيق الكلام}
عن معاوية قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يشققون الكلام
تشقيق الشعر. رواه أحمد وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف. وعن عمر بن سعد يعني
ابن أبي وقاص قال كان لي إلى أبي سعد، وعن مجمع قال كان لعمر بن سعد إلى
أبيه حاجة فقدم بين يدي حاجته كلاما مما يحدث الناس يتوصلون به لم يكن سعد يسمعه
فلما فرغ قال يا بني قد فرغت من كلامك قال نعم قال ما كنت من حاجتك أبعد
ولا كنت فيك أزهد مني منذ سمعت كلامك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون
قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر من الأرض. رواه أحمد والبزار من طرق
وفيه راو لم يسم وأحسنها ما رواه أحمد عن زيد بن أسلم عن سعد قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يخرج قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل
البقر بألسنتها، ورجاله رجال الصحيح إلا أن زيد بن أسلم لم يسمع من سعد والله أعلم.
وعن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يبغض البليغ من
الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تخلل الباقورة (1) بلسانها. رواه الطبراني في الأوسط
عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف. وعن عمرو بن العاص قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول إن البيان كل البيان شعبة من الشيطان. رواه الطبراني في
الأوسط عن شيخه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وهو ضعيف. وعن أبي أمامة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله كره لكم البيان كل البيان، وبسنده عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المتشدقين في النار. رواهما الطبراني وفي
إسنادهما عفير بن معدان وهو ضعيف. وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن من البيان سحرا. رواه الطبراني وأحد إسناديه حسن. وعن أبي بكرة قال
كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقدم عليه وفد بني تميم عليهم قيس بن عاصم
وعمرو بن الأهتم والزبرقان بن بدر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن الأهتم

(1) في الأصل " الباقرة " ولعل الصواب " الباقورة " وهي البقرة بلغة اليمن.
116

ما تقول في الزبرقان بن بدر فقال يا رسول الله مطاع في أنديته شديد العارضة مانع
لما وراء ظهره فقال الزبرقان يا رسول الله إنه ليعلم مني أكثر مما وصفني به ولكنه
حسدني فقال عمرو والله يا رسول الله انه لزمن المروءة ضيق العطن لئيم الخال
أحمق الولد والله يا رسول الله ما كذبت أولا ولقد صدقت آخرا ولكني رضيت
فقلت أحسن ما علمت وغضبت فقلت أقبح ما علمت فقال يا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان من البيان لسحرا وان من الشعر لحكما. رواه الطبراني في الأوسط والكبير
عن محمد بن موسى الإصطخري عن الحسن بن كثير بن يحيى بن أبي كثير ولم
أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. وعن معن بن يزيد أو أبي معن قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اجتمعوا في مساجدكم فإذا اجتمع كل قوم فليؤذنوني قال فاجتمعنا
أول الناس فأتيناه فجاء يمشي معنا حتى جلس إلينا فتكلم متكلم منا فقال الحمد لله
الذي ليس دونه منصر وليس وراءه منفذ ونحو هذا فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقام فتلاومنا ولام بعضنا بعضا فقلنا حصنا الله ان أتانا أول الناس وإن فعل وفعل
قال فأتيناه فوجدناه في مسجد بني فلان فكلمناه فأقبل يمشي معنا حتى جلس في مجلسه
الذي كان فيه أو قريبا منه فقال الحمد لله ما شاء جعل بين يديه وما شاء جعل خلفه
وإن من البيان سحرا ثم أقبل علينا فأمرنا وكلمنا وعلمنا. رواه أحمد والطبراني
ورجاله رجال الصحيح غير سهيل بن دراع وقد وثقه ابن حبان. قلت وتأتي أحاديث
في قوله إن من الشعر حكما وإن من البيان سحرا.
{باب ما جاء في الحمد والمدح والمداحين}
عن عطاء بن أبي رباح قال كان رجل يمدح ابن عمر يقول هكذا يحثو في وجهه
التراب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رأيتم المداحين فاحثوا في
وجوههم التراب. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال
الصحيح. وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم
المداحين فاحثوا في وجوههم التراب. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن
117

محمد بن القاسم بن أبي بزة (1) ولم أعرفه وهو حسن الاسناد لو سلم من هذا. وعن
عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رأيتم المداحين فاحثوا
في وجوههم التراب. رواه الطبراني وأحد إسناديه حسن. وعن طارق بن شهاب
قال قال عبد الله إن الرجل ليخرج ومعه دينه فيرجع وما معه شئ منه يأتي الرجل
لا يملك له ولا لنفسه ضرا ولا نفعا فيقسم له بالله لأنت وأنت فيرجع ماحل من حاجته
بشئ وقد اسخط الله عليه. رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال
الصحيح. وعن الأسود بن سريع قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول
الله إني حمدت ربي تبارك وتعالى بمحامد ومدح وإياك فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أما إن ربك تبارك وتعالى يحب المدح هات ما امتدحت به ربك تبارك
وتعالى قال فجعلت أنشده فجاء رجل فاستأذن آدم طوال أصلع أيسر أعسر قال
فاستنصتني له رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصف لنا أبو سلمة كيف استنصته
له قال كما صنع بالهر فدخل الرجل فتكلم ساعة ثم خرج ثم أخذت أنشده أيضا ثم
رجع بعد فاستنصتني رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفه أيضا فقلت يا رسول الله
من ذا الذي تستنصتني له فقال هذا رجل لا يحب الباطل هذا عمر بن الخطاب.
رواه أحمد والطبراني بنحوه بأسانيد ورجال أحدها عند أحمد رجال الصحيح.
وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أحد أغير من الله وذلك أنه حرم
الفواحش وما أحد أحب إليه المدحة من الله وذلك لأنه مدح نفسه ولا أحد أحب إليه
العذر من الله وذلك أنه اعتذر إلى خلقه ولا أحد أحب إليه الحمد من الله
وذلك أنه حمد نفسه قلت في الصحيح لا أغير ولا أحب إليه المدح فقط رواه

(1) قال الحافظ الأزدي في المؤتلف والمختلف: قاسم بن أبي بزة مكي، ومن ولده
أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة، واسم أبي بزة نافع انتهى. وقال ابن
مأكولا في تهذيب مستمر الأوهام: قال أبو الحسن: القاسم بن أبي بزة، وقال عبد
الغني واسم أبي بزة نافع، والقولان خطأ فالقاسم ليس بابن أبي بزة ولا اسم أبي بزة نافع
وإنما هو ابنه، والقاسم هو ابن نافع بن أبي بزة واسمه بشار وقيل يسار.
118

الطبراني وفيه عبد الله بن حماد بن نمير ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن عبادة بن
الصامت قال جاء رجل من بني ليث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله أنشدك قالها ثلاث مرات فأنشده الرابعة مديحه له فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن كان أحد من الشعراء يحسن فقد أحسنت. رواه
الطبراني وفيه راو لم يسم وعطاء بن السائب اختلط. وعن خلاد بن السائب قال
دخلت على أسامة بن زيد فمدحني في وجهي وقال إنه حملني على أن أمدحك في
وجهك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا مدح المؤمن في وجهه
ربا الايمان في قلبه. رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة، وبقية رجاله وثقوا.
{باب ما جاء في الشعر والشعراء}
عن أبي نوفل بن أبي عقرب قال سئلت عائشة رضي الله عنها هل كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يتسامع عنده الشعر قالت كان أبغض الحديث إليه. رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن إبليس لما أنزل إلى
الأرض قال يا رب أنزلتني إلى الأرض وجعلتني رجيما أو كما ذكر فاجعل لي بيتا
قال بيتك الحمام قال فاجعل لي مجلسا قال الأسواق ومجامع الطرق قال اجعل لي
طعاما قال طعامك ما لم يذكر اسم الله عليه قال اجعل لي شرابا قال كل مسكر قال
اجعل لي مؤذنا قال المزامير قال اجعل لي قرآنا قال الشعر فال اجعل لي كتابا قال
الوسم قال اجعل لي حديثا قال الكذب قال اجعل لي مصايد قال النساء. رواه
الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف. وقد تقدم لهذا طرق في كتاب
الايمان. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرؤ القيس صاحب
لواء الشعراء إلى النار. رواه أحمد والبزار وفي إسناده أبو الجهيم شيخ هشيم بن
بشير ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي أمامة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ما رفع رجل صوته بعقيرة غنا إلا بعث الله شيطانين يجلسان على منكبيه
يضربان بأعقابهما على صدره حتى يسكت متى سكت. رواه الطبراني بأسانيد
119

ورجال أحدها وثقوا وضعفوا. وعن كيسان مولى معاوية قال خطبنا معاوية فقال
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سبع وأنا أنهاكم عنهن ألا إن منهن
النوح والغناء والتصاوير والشعر والذهب والخز والسروج والخنزير قلت رواه
النسائي باختصار رواه الطبراني باسنادين رجال أحدهما ثقات. وعن عمر بن
الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لان يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من
أن يمتلئ شعرا. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح وقال لا نعلم أحدا أسنده
إلا خلاد بن يحيى. وعن مالك بن عمير أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم الفتح وحنين والطائف وكان رجلا شاعرا فقال يا رسول الله أفتني في
الشعر فقال لان يمتلئ ما بين لبتك (1) إلى عانتك قيحا خير من أن يمتلئ شعرا قلت
يا رسول الله امسح على رأسي فوضع يده على رأسي فما قلت بعد ذلك بيت شعر
ولقد عمر ملك حتى شاب رأسه ولحيته وما شاب موضع يد رسول الله صلى الله عليه
وسلم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار وقال قيحا وصديدا، وفيه من
لم أعرفهم. وعن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان يمتلئ جوف
أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا. رواه الطبراني وفيه يزيد بن سفيان
وهو ضعيف. وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان يمتلئ جوف أحدكم قيحا
أو دما خير له من أن يمتلئ شعرا هجيت به. رواه أبو يعلي وفيه من لم أعرفهم.
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لان يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى
يراه خيرا من أن يمتلئ شعرا. رواه الطبراني وفيه أبو عبيدة بن عبد الله بن
عبيد الله بن عمرو ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي الدرداء وعتبة بن عبد
قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير
من أن يمتلئ شعرا. رواه الطبراني وفيه بشر بن عمارة وهو ضعيف.
وعن عوف بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لان يمتلئ جوف أحدكم
من عانته إلى هامته قيحا يتخضخض خير له من أن يمتلئ شعرا. رواه الطبراني

(1) أي من أعلى الصدر.
120

وإسناده حسن. وعن أبي الزعراء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله
يعني ابن مسعود لان يمتلئ جوف الرجل قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا. رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي الزعراء واسمه عبد الله بن هانئ وثقه
العجلي وابن حبان وفيه ضعف. وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال من مثل بالشعر فليس له عند الله خلاق. رواه الطبراني وفيه حجاج بن
نصير وقد ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان وقال يخطئ، وبقية رجاله ثقات. وعن
أبي برزة قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فسمع رجلين وهما يتغنيان وأحدهما
يجيب الاخر وهو يقول:
يزال حواري تلوح عظامه * روى الحرب عنه أن يحن فيقبرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم انظروا من هما قال فقالوا فلان وفلان قال فقال النبي صلى الله
عليه وسلم اللهم اركسهما ركسا (1) ودعهما إلى النار دعا (2). رواه أحمد والبزار وقال
نظر إلى رجلين يوم أحد يتمثلان بهذا الشعر في حجرة، وأبو يعلي بنحوه وفيه
يزيد بن أبي زياد والأكثر على تضعيفه. وعن المطلب بن ربيعة قال بينما رسول
الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره إذ سمع صوت غناء فقال ما هذا فنظروا فإذا
رجل يطارح رجلا الغناء:
لا يزال حواري تلوح عظامه * دوي الحرب عنه أن نحن فيقبرا
فقال اللهم اركسهما في النار في الفتنة ركسا ودعهما إلى نار جهنم دعا. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن ابن عباس قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت
رجلين وهما يتغنيان وهما يقولان:
لا يزال حواري نزول عظامه * روى الحرب عنه أن تجن ويقبرا
فسأل عنهما فقيل له معاوية وعمرو بن أبي العاصي فقال اللهم اركسهما في الفتنة ركسا
ودعهما إلى النار دعا. رواه الطبراني وفيه عيسى بن سوادة النخعي كذاب. وعن أبي أمامة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ولا التجارة

(1) يقال ركست الشئ وأركسته إذا رددته ورجعته.
(2) الدع: الدفع.
121

فيهن وأثمانهن حرام والاستماع إليهن قلت رواه الترمذي غير قوله والاستماع
إليهن رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف. وعن سباع بن
ثابت قال سمعت أهل الجاهلية يطوفون ويقولون اليوم فر باعسا تقرع المروسا.
رواه أحمد ورجاله ثقات.
{باب الشعر بعد العشاء الآخرة}
عن شداد يعني ابن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرض
بيت شعر بعد العشاء الآخرة لم تقبل له صلاة تلك الليلة. رواه أحمد والبزار
والطبراني في الكبير وفيه قزعة بن سويد الباهلي وثقه ابن معين وضعفه
غيره، وبقية رجاله ثقات.
{باب الشعر في الكلام}
عن عائشة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشعر فقال هو كلام
فحسنه حسن وقبيحه قبيح. رواه أبو يعلي وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان
وثقه دحيم وجماعة وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن
عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعر بمنزلة الكلام
فحسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام. رواه الطبراني في الأوسط وقال
لا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم الا بهذا الاسناد واسناده حسن.
{باب ما جاء في الرخصة في الشعر ما لم يكن شركا أو هجاء مسلم}
عن أبي هريرة قال رخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل شعر جاهلي
الا قصيدتين للأعشى زعم أنه أشرك فيهما، وفيه رواية رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم
في شعر الجاهلية الا قصيدتين للأعشى إحداهما في أهل بدر والأخرى في عامر
وعلقمة. رواه كله البزار وأبو يعلي باختصار وفي اسنادهما من لا تقوم به حجة.
{باب ما جاء في الهجاء}
عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أحدث هجاء في الاسلام
فاقطعوا لسانه، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل معناه من هجا الاسلام. رواه الطبراني
122

وفيه إسحق بن أبي فروة وهو متروك. وعن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
قال في الاسلام شعرا مقذعا (1) فلسانه هدر. رواه البزار ورجاله ثقات وفي بعضهم
خلاف. وعن غضيف بن أبي غضيف صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال من أحدث هجاء في الاسلام فاقطعوا لسانه. رواه الطبراني وفيه
إسحاق بن أبي فروة وهو متروك.
{باب إن من الشعر حكمة وإن من البيان سحرا}
عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من الشعر حكمة. رواه
وفيه حسام بن مصك وهو مجمع على ضعفه. وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من
الشعر حكمة. رواه البزار والطبراني في الأوسط بأسانيد وأحد أسانيد البزار رجاله رجال
الصحيح غير علي بن حرب الموصلي وهو ثقة. وعن أبي بكرة أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال إن من الشعر حكمة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه النضر.
ابن طاهر وهو كذاب. وعن عمرو بن عوف قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إن من الشعر حكمة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه كثير بن عبد الله بن
عوف ضعفه الجمهور وحسن الترمذي حديثه، وبقية رجاله ثقات. وعن أنس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من البيان لسحرا وإن من الشعر حكمة. رواه الطبراني وفيه
العباس بن الفضل الأزرق وهو متروك.
{باب هجاء المشركين}
عن كعب بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهجوا بالشعر إن
المؤمن يجاهد بنفسه وماله والذي نفس محمد بيده كأنما تنحرهم بالنبل، وفى رواية
عن كعب أيضا أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل قد أنزل في الشعر (2)
ما أنزل قال إن المؤمن يجاهد بنفسه ولسانه فذكر نحوه. رواه كله أحمد بأسانيد ورجال
أحدها رجال الصحيح. وروى الطبراني في الأوسط والكبير نحوه. وعن عمار
ابن ياسر قال لما هجانا المشركون شكونا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه

(1) أي الذي فيه فحش.
(2) في الأصل " بالشعر ".
123

وسلم فقال قولوا لهم كما يقولون لكم قال فلقد رأيتنا نعلمه إلى أهل المدينة. رواه
أحمد والبزار بنحوه والطبراني ورجالهم ثقات وزاد الطبراني فيه قال بينا رجل
ينشد هجاء لمعاوية وعمرو بن العاص وعمار يسمعه فقال عمار الزق بالعجورين فقال
له رجل سبحان الله هذا وأنتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عمار
اجلس فاسمع أو اذهب ثم قال عمار إنا لما هجانا المشركون فذكر نحوه بطرق وأحدها
رجاله ثقات. وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان اهجهم أو
هاجهم اللهم أيده بروح القدس. رواه البزار وإسناده حسن. وعن كعب بن
مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو ينشد ويقول:
ألا هل أتى غسان عنا ودونهم * من الأرض حرق حوله يتتبع
تجالدنا عن حرمنا كل فحمة * كردف لها فيها القوابس تلمع
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يا كعب بن مالك فقال كعب تجالدنا عن ديننا كل فحمة فقال
النبي صلى الله عليه وسلم نعم يا كعب. رواه الطبراني وإسناده حسن. وعن عبد الله بن رواحة
قال بينا أنا أجتاز في المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من
أصحابه إذ قال القوم يا عبد الله بن رواحة فظننت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوني
فجئت قال اجلس يا عبد الله بن رواحة كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول
قلت أنظر ثم أقول قال عليك بالمشركين ولم أكن أعددت لذلك شيئا قلت:
فخبروني أثمان العباء متى * كنتم مطاريق أو دانت لكم مضر
فنظرت الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان جعلت قومه أثمان
العباء فنظرت ثم قلت:
يا هاشم الخير إن الله فضلكم * على البرية فضلا ماله غير
إلى تفرست فيك الخير أعرفه * فراسة خالفتهم في الذي نظروا
ولو سألت أو استنصرت بعضهم * في جل أمرك ما آووا ولا نصروا
فثبت الله ما أتاك من حسن * تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
124

قال وأنت فثبتك الله يا ابن رواحة. رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن معدك
ابن عمارة لم يدرك ابن رواحة (1).
{باب جواز الشعر والاستماع له}
عن أسماء بنت أبي بكر قالت مر الزبير بن العوام بمجلس من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم وحسان بن ثابت ينشدهم من شعره وهم غير نشاط لما يسمعون فجلس
الزبير معهم وقال مالي أراكم غير أذني لما تسمعون من شعر ابن العريقة فلقد كان
يعرض به لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيحسن استماعه ويجزل عليه ثوابه ولا
يشتغل عنه بشئ فقال حسان:
أقام على عهد النبي وهديه * حواريه والقول بالفعل يعدل
أقام على منهاجه وطريقه * يوالي ولي الحق والحق أعدل
هو الفارس المشهور والبطل الذي * يصول إذا ما كان يوم محجل
إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها (2) * بأبيض سباق إلى الموت يرفل
وإن امرأ كانت صفية أمه * ومن أسد في بيتها لمؤثل
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن مصعب الزبيري وهو ضعيف. وعن حميد بن
ثور الهلالي أنه حين أسلم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده:
أصبح قلبي من سليمي مقصدا * ان خطأ منها وإن تعمدا
من ساعة لم تك إلا مقعدا * فحمل الهم كلازا جلعدا
ترى العلافي عليها مؤكدا * وبين نسعيه خدبا ملبدا
إذا السراب في الفلاة اطردا * وانجد الماء الذي توردا
تورد السيد أراد المرصدا * بأورق مصدر من أوردا (3)
ما يشفني منكم طبيب أبدا * أتهم فيما يبتغي أو أنجدا

(1) في الأصل تحريفات صححتها من جمع الفوائد وغيره.
(2) أي أو قدها. وستأتي هذه الأبيات في الجزء التاسع في الصفحة 152 وفي بعضها تحريفات والصواب ما ورد هنا.
(3) في الأصل أغلاط صححت بعضها مما أورده منها في حسن الإصابة.
125

حتى أتينا المصطفى محمد ا * يتلو من الله كتابا مرشدا
رواه الطبراني وفيه يعلي بن الأشدق وهو ضعيف. وعن عمرو بن مسلم الخزاعي
عن أبيه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته قول سويد بن عامر بن المصطلق:
لا تأمنن وإن أمسيت في حرم * ان المنايا بجنبي (1) كل إنسان
واسلك طريقك تمشي غير مختشع * حتى تلاقي ما يمني لك ألماني
فكل ذي صاحب يوما مفارقه * وكل زاد وإن أبقيته فاني
والخير والشر مقرونان في قرن * بكل ذلك يأتيك الجديدان (2)
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو أدركني هذا لأسلم فبكي أبي فقلت يا أبتاه
ما يبكيك من مشرك مات في الجاهلية فقال أبي والله ما رأيت من مشرك خير من
سويد. رواه الطبراني والبزار عن يعقوب بن محمد الزهري عن شيخ مجهول هو
مردود بلا خلاف. وعن النابغة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته من قولي،
علونا العباد عفة وتكرما * وإنا لنرجوا فوق ذلك مظهرا
قال أبن المظهر يا أبا ليلى قلت الجنة قال أجل إن شاء الله، قال ثم قال أنشدني
فأنشدته من قولي:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له * بوادر تحمى صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له * حليم إذا ما أورد الامر أصدرا
قال أحسنت لا يفضض الله فاك. رواه البزار وفيه يعلي بن الأشدق وهو ضعيف.
وعن ضرار بن الأزور قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت أمدد يديك أبايعك على
الاسلام قال ضرار ثم قلت:
تركت القداح وعزف القيان * والخمر تصلية وابتهالا
وكرى المحبر في عمرة * وحملي على المسلمين (3) القتالا
فيارب لا أغبنن صفقتي (4) * فقد بعت أهلي ومالي بدالا

(1) في الأصل " تحيى ".
(2) أي الليل والنهار.
(3) في الأصل " المشركين ".
(4) ستأتي الأبيات في الجزء التاسع في الصفحة 390 وفيها " بيعتي ".
126

فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما غبنت صفقتك يا ضرار. رواه عبد الله بن أحمد
وفيه محمد بن سعد الأثرم وهو متروك. وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صدق
أمية في شئ من شعره فقال:
زحل وثور تحت رجل يمينه * والنسر للأخرى وليث موصد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق:
والشمس تطلع كل آخر ليلة * حمراء يصبح لونها يتورد
تأبي فما تطلع لنا في رسلها * إلا معذبة والا تجلد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق. رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني ورجاله ثقات الا أن
ابن إسحاق مدلس. وعن الأعشى المازني (1) قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته:
يا مالك (2) الناس وديان العرب * إني لقيت ذربة (3) من الذرب
غدوت (4) أبغيها الطعام في رجب * فخلفتني بنزاع وهرب (5)
أخلفت العهد ولطت بالذنب * وهن شر غالب لمن غلب
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول " وهن شر غالب لمن غلب ". رواه

(1) بل هو الحرمازي كما سيأتي في التعليق عن الآمدي.
(2) في المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء للآمدي (يا سيد).
(3) في الآمدي " إليك أشكو ذربة " يعني امرأته، أي ذربة سلطة حديدة، ويقال الذربة: الداهية.
(4) في الآمدي " خرجت ".
(5) ويروي " وحرب ".
وقال الآمدي: وأنشد ثعلب عن ابن الاعرابي هذه الأبيات وذكر انها للأعور
ابن قراد أعشي بني حرماز، وأنشد فيها زيادة وهي:
وتركتني وسط عيص ذي أشب * تكد رجلي مسامير الخشب
أكمه لا أبصر عقدة الحقب * ولا أرى الصاحب الا ما اقترب
فاما أصحاب الحديث فيقولون أعشى بني مازن، والثبت أعشى بني الحرماز فاما بنو
مازن فليس فيهم أعشى، وقوله " أكمه لا أبصر عقدة الحقب " يدل على عشاه. انتهى.
وفي الأصل تحريفات صححتها منه ومن اعلام السائلين والنهاية ومن الأصل حيث
أوردها في غير هذا المكان.
127

عبد الله بن أحمد والطبراني وأبو يعلي والبزار وقال إن اسم الأعشى عبد الله
ابن الأعور، ورجالهم ثقات. قلت وله طرق أطول من هذه في النكاح في باب
النشوز (1). وعن التيهان أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع
وكان اسم الأكوع سنان حدثنا من هناتك فنزل يرتجز لرسول الله صلى الله عليه
وسلم. رواه الطبراني عن أبي الهيثم بن التيهان عن أبيه ولم أعرف أبا الهيثم (2)، وبقية
رجاله ثقات. وعن أبي أمامة قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناشدون الاشعار
ويضحكون ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس يتبسم معهم. رواه الطبراني
وفيه محمد بن الفضل بن عطية وهو متروك كذاب. وعن العجاج أنه سأل
أبا هريرة ما تقول في هذا:
طاف الخيالان فهاجا سقما * خيال سلمي وخيال تكتما
قامت تريك رهبة أن تصرما * ساقا بخنداة وكعبا أدرما (3)
فقال أبو هريرة كنا ننشد هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يعيبه. رواه الطبراني
عن شيخه رفيع بن سلمة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة زر غبا تزدد حبا. رواه البزار وقال لا نعلم في زر غبا
تزدد حبا حديثا صحيحا (4)، وفيه طلحة بن عمرو وهو متروك. وعن ابن عباس قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بالاشعار * ويأتيك بالاخبار من لم تزود *
رواه البزار والطبراني في أثناء حديث (5) ورجالهما رجال الصحيح. وعن عائشة قالت كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استراث الخبر تمثل ببيت طرفة * ويأتيك بالاخبار
من لم تزود * قلت رواه الترمذي غير أنه جعل مكان طرفة عبد الله بن رواحة رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح. وعن سعد قال ذكرت بني ناجية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قال * عين فابكي سامة بن لؤي * فقال النبي صلى الله عليه وسلم علقت

(1) في الجزء الرابع.
(2) أبو الهيثم مشهور، ولعله خفى عليه حال أبيه التيهان.
(3) الأدرم: الذي لا حجم لعظامه. وفي البيتين تحريفات صححتها من النهاية ومجمع
الفوائد.
(4) راجع كشف الخفا للعجلوني.
(5) في الأصل " اثنا هذه ".
128

بسامة (1) العلاقة (2) وإما ان يكون الرجل قال للنبي صلى الله عليه وسلم. رواه
البزار وفيه راو لم يسم وشيخ البزار محمد بن مروان لم أعرفه. وعن عائشة قالت
سمع النبي صلى الله عليه وسلم نساءهم يقولون في عرس:
وأهدى لها كبشا * صحيح في المربد
وزوجك في النادي * ويعلم ما في غد
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما في غد إلا الله ألا قلتم:
أتيناكم أتينا كم * فحيونا نحييكم (3)
- قلت لعائشة أحاديث بغير هذا السياق - رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن
ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فسمع حاد يحدو فقال
ميلوا بنا إليه فقال ممن القوم قالوا من مضر قال وأنا من مضر قالوا انا أول من
حدا قال وكيف قال كان غلام لنا ومعه إبل فنام فتفرقت الإبل عنه فجاء صاحبه فضربه
على يده فجعل يقول وا يداه وا يداه فجعلت الإبل تجتمع إليه. رواه البزار وفيه
ربيعة بن صالح وهو صالح. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعامر بن
الأكوع خذ لنا من هناتك قال فقال:
والله لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن الحسين بن أبي الحسين وهو ثقة.
وعن نصر بن دهر الأسلمي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعامر بن الأكوع انزل
فأسمعنا من هناتك قال فأنشأ وهو يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا * وثبت الاقدام ان لاقينا
ان الأولى قد بغوا علينا * وإن أرادوا فتنة أبينا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ارحمه فقال رجل يا رسول الله لو أمتعتنا بعامر
أو بشعر عامر. رواه البزار وفيه ابن إسحاق وهو مدلس. وقد تقدم حديث التيهان

(1) في الأصل " بأسامة ".
(2) هي بالتشديد: المنية.
(3) في الأصل " فحيانا وحياكم ".
129

في هذا الباب. وعن أنس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء و عبد الله
ابن رواحة آخذه بغرزه (1) يرتجز يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله * قد أنزل الرحمن في تنزيله
بأن خير القتل في سبيله
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن قتادة أن ابن مسعود ربما تمثل بالبيت
من الشعر مما كان في وقائع العرب. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن
قتادة لم يدرك ابن مسعود. وعن مطرف قال صحبت عمران من الكوفة إلى
البصرة فما أتى علي يوم إلا أنشدنا فيه شعرا ويقول في ذلك إن لكم في المعاريض
لمندوحة عن الكذب. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وأنشد ابن هرمة
لعمه إبراهيم بن علي بن هرمة:
فمن لم يرد مدحي فان قصائدي * نوافق عند الأكرمين سوامي
نوافق عند المشتري الحمد بالندى * نفاق بنات الحارث بن هشام
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وقال أبو الكوسج مولى آل أبي فروة:
أحسبت أن أباك يوم تسبني * في السوق كان الحارث بن هشام
رواه الطبراني وابن الكوسج لم أعرفه.
{باب غناء النساء}
عن السائب بن يزيد ان امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا عائشة تعرفين هذه قالت لا يا نبي الله قال هذه قينة بني فلان تحبين أن تغنيك
قالت نعم فأعطتها طبقا فغنتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد نفخ الشيطان في
منخريها. رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن عائشة قالت
كان عندنا جارية تغني فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهي على تلك الحال ثم أستأذن
عمر فوثبت فضحك النبي صلى الله عليه وسلم فقال مم تضحك يا رسول الله فاجرة فقال
لا أبرح حتى أسمع مما تسمع - أو ما يسمع منه النبي صلى الله عليه وسلم - فأمرها

(1) أي بركابه.
130

فأسمعته. ورجاله ثقات. وقد تقدم الغناء في العرس.
{باب عجائب المخلوقات}
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة أسري بي لما
انتهينا إلى السماء السابعة فنظرت فوق - أو فوقي - فإذا أنا برعد وبرق وصواعق قال
فأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم قلت من
هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء أكلة الربا فلما نزلت إلى السماء الدنيا فنظرت أسفل مني
فإذا أنا بريح وأصوات ودخان فقلت من هذا يا جبريل قال هذه شياطين يحرقون
على أعين بني آدم لا يفكرون في ملكوت السماوات والأرض ولولا ذلك لرأوا
العجائب - قلت روى ابن ماجة منه قصة أكلة (1) الربا فقط - رواه أحمد وفيه
أبو الصلت ولم أعرفه. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الشمس حين غربت فقال في نار الله الحامية لولا ما يزعها من أمر الله لأهلكت
ما على الأرض. رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي أمامة
الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكل بالشمس تسعة أملاك يرمونها بالثلج كل يوم
لولا ذلك ما أتت على شئ إلا أحرقته. رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو
ضعيف جدا. وعن ابن عمر قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم فقيل أرأيت الأرض
على ما هي فقال الأرض على الماء فقيل الماء على ما هو قال على صخرة فقيل الصخرة
على ما هي قال هي على ظهر حوت يلتقي طرفاه بالعرش قيل الحوت على ما هو قال على
كاهل ملك قدماه الهواء. رواه البزار عن شيخه عبد الله بن أحمد يعني ابن شبيب وهو
ضعيف. وعن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كنف الأرض مسيرة
خمسمائة عام وبين الأرض العليا والسماء الدنيا خمسمائة عام وبين كنفها وكنفها خمسمائة
عام وما بين الأرض العليا والسماء السابعة ثم ما بين السماء السابعة إلى العرش مسيرة ذلك
كله. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح الا أن أبا نصر حميد بن هلال لم يسمع
من أبي ذر. وقد تقدم حديث أبي هريرة في تفسير سورة الحديد (2). وعن الربيع بن

(1) في الأصل " نصه الحلة ".
(2) في الجزء السابع.
131

أنس قال السماء الدنيا مرج مكفوف والثانية صخرة والثالثة حديد والرابعة نحاس
والخامسة فضة والسادسة ذهب والسابعة ياقوت. رواه الطبراني في الأوسط هكذا
موقوفا على الربيع ولعله سقط من النسخة وفيه أبو جعفر الرازي وثقه أبو حاتم وغيره
وضعفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات. وعن عبيد الله ابن أبي بكر قال
سألت أنس بن مالك عن ثلاث خصال عن الشمس والقمر والنجوم من أي شئ
خلقن قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهن خلقن من نور العرش. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه معقل بن مالك وثقه ابن حبان وقال الأزدي متروك، وفيه من لم أعرفه.
وعن علي قال أشد خلق ربك عشرة الجبال والحديد ينحت الجبال والنار تأكل الحديد
والماء يطفئ النار والسحاب المسخر بين السماء والأرض يحمل الماء والريح ينقل
السحاب والانسان يتقي الريح بيده ويذهب لحاجته والسكر يغلب الانسان والنوم
يغلب السكر والهم يمنع النوم فأشد خلق ربك الهم. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله ثقات. وعن جابر بن عبد الله بن خزيمة بن ثابت وليس بالأنصاري كان
في عير خديجة وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان معه في تلك العير فقال له يا محمد
ادع لي أرى فيك خصالا وأشهد أنك النبي صلى الله عليه وسلم الذي يخرج من
تهامة وقد آمنت بك فإذا سمعت بخروجك أتيتك فأبطأ عن النبي صلى الله عليه
وسلم حتى كان يوم فتح مكة أتاه فلما رآه قال مرحبا بالمهاجر الأول قال يا رسول
الله ما منعني أن أكون من أول من أتاك وأنا مؤمن بك غير منكر لبيعتك ولا ناكث
لعهدك وآمنت بالقرآن وكفرت بالوثن إلا أنه أصابتنا بعدك سنوات شداد متواليات
تركت المخ رزاما والمطي هاما غاضت الدرة ونبعت لها النثرة وعادت لها السعاد
منخريما واجتاحت جميع السنن بالأرض والقبطه والعصاة مستخلفا والوشيج مستحتكا
أيبست الأرض الوديس واجتاحت جميع البنين وأثبت حتى وطبه القبطية أسد غير
ناكث لعهدي ولا منكر لبيعتي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خل عنك ان الله
تبارك وتعالى باسط يده بالليل لمسئ النهار ليتوب فان تاب تاب الله عليه وباسط يده
132

النهار لمسئ الليل فان تاب تاب الله عليه وان الحق ثقيل لثقله يوم القيامة وان الباطل
خفيف لخفته يوم القيامة وان الجنة محظور عليها بالمكاره وان الدنيا محظور عليها بالشهوات
فقال يا رسول الله أخبرني عن ضوء النهار وظلمة الليل وعن حر الماء في الشتاء وعن برده
في الصيف وعن البلد الأمين وعن منشأ السحاب وعن مخرج الجراد وعن الرعد والبرق
وعن ما للرجل من الولد وما للمرأة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ظلمة الليل
وضوء النهار فان الشمس إذا سقطت تحت الأرض فأظلم الليل لذلك وإذا أضاء الصبح
ابتدرها سبعون الف ملك وهي تقاعس كراهية ان تعبد من دون الله حتى تطلع فتضئ
فيطول النهار بطول مكثها فيسخن الماء لذلك وإذا كان الصيف قل مكثها فبرد الماء
لذلك واما الجراد فإنه نثرة حوت في البحر يقال له الأبوات وفيه يهلك واما منشأ السحاب
فإنه ينشأ من قبل الخافقين ومن بين الخافقين تلجمه الصبا والجنوب ويستدبره الشمال
والدبور واما الرعد فإنه ملك بيده مخراق يدني القاصية ويؤخر الثانية فإذا رفع برقت
وإذا زجر رعدت وإذا ضرب صعقت واما ما للرجل من المرأة وما للمرأة فان للرجل العظام
والعروق والعصب وللمرأة اللحم والدم والشعر واما البلد الأمين فمكة. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه يوسف بن يعقوب أبو عمران ذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمته ولم
ينقل تضعيفه عن أحد. وعن ابن عباس يرفع الحديث عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال إن مما خلق الله لديكا براثنه على الأرض السابعة وعرفه تحت
العرش وجناحاه بالأفقين فإذا بقي ثلث الليل الآخر ضرب بجناحيه ثم قال سبحان
الملك القدوس سبحان ربنا الملك القدوس لا آله غيره فيسمعها ما بين
الخافقين الا الثقلين فترون الديكة إنما تضرب بأجنحتها إذا صرخت إذا سمعت
ذلك، وفي رواية سبحوا الملك القدوس. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن إسحاق
وهو ثقة مدلس، وبقية رجاله وثقوا. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان الله جل ذكره أذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض
وعنقه منثن تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظمك ربنا فيرد عليه ما علم
133

ذلك من حلف بي كاذبا. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح إلا أن شيخ
الطبراني محمد بن العباس بن الفضل بن سهيل الأعرج لم أعرفه. وعن صفوان بن عسال
قال إن لله عز وجل ديكا تحت العرش جناحه في الهواء وبراثنه في الأرض فإذا
كان في الأسحار وأذان الصلوات خفق بجناحه وصفق بالتسبيح فيسبح الديكة
بحسه بالتسبيح. رواه الطبراني وفيه عاصم به بهدلة وهو ضعيف وقد حسن حديثه.
وعن صباح بن أشرس قال سأل ابن عباس عن المد والجزر فقال إن ملكا موكلا
بناموس البحر فإذا وضع رجله فاضت وإذا رفعها غاصت. رواه أحمد وفيه من
لم أعرفه. وعن موسى بن عيسى أن مريم فقدت عيسى عليهما السلام فدارت تطلبه
فلقيت حائكا فلم يرشدها فدعت عليه فلا تزال تراه تائها فلقيت خياطا فأرشدها
فهم يؤنس إليهم أي يجلس إليهم. رواه أحمد عن ابن عنبسة عنه وكلاهما ثقة. وعن
يوسف بن مريم الحنفي قال بينا أنا قاعد مع أبي بكرة إذ جاء رجل فسلم عليه فقال
ما تعرفني فقال أبو بكرة ومن أنت قال تعلم رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه رأى الروم
فقال له أبو بكرة أنت هو قال نعم قال اجلس حدثنا قال انطلقت حتى انطلقت
إلى أرض ليس لأهلها إلا الحديد يعملونه فدخلت بيتا فاستلقيت فيه على ظهري وجعلت
رجلي على جداره فلما كان عند غروب الشمس سمعت صوتا لم أسمع مثله فرعبت
فقال لي رب البيت لا تذعرن فان هذا لا يضرك هذا الصوت قوم ينصرفون هذه
الساعة من عند هذا السد قال فيسرك أن تراه قلت نعم قال فغدوت إليه فإذا
لبنة من حديد كل واحدة مثل الصخرة وإذا كأنه البرد المحبر فإذا مسامير مثل
الجذوع فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال صفه لي فقلت كأنه البرد
المحبرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى رجل قد أتى الروم فلينظر إلى
هذا قال أبو بكرة صدق. رواه البزار عن شيخه عمرو بن مالك تركه أبو زرعة
وأبو حاتم ووثقه ابن حبان وقال يخطئ ويغرب، وفيه من لم أعرفه. وعن عبد الله
ابن عمرو قال خلقت الملائكة من نور. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعنه
134

قال ليس من خلق الله أكثر من الملائكة يخلقهم مثل الذباب ثم يقول تبارك وتعالى
كونوا ألف ألفين. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن مسلم النحوي قال
قلت لعبد الله بن عمرو أبا محمد مم خلق الخلق قال من ماء وريح ونور وظلمة فأتيت
ابن عباس فسألته عن ذلك فقال فيها كما قال عبد الله بن عمرو. رواه الطبراني
ومسلم النجري لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن عمرو قال إن كان
الرجل ممن كان فيكم ليأتي عليه ثمانون سنة قبل أن يحتلم. رواه البزار عن شيخه
عمرو بن مالك وثقه ابن حبان وقال يخطئ ويغرب وتركه أبو زرعة وأبو حاتم،
وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الله تبارك وتعالى خلق ريحا وأسكنها بيتا وأغلق عليها بابا فلو فتح ذلك الباب
لأورت ما بين السماء والأرض وما يأتيكم فإنما يأتيكم من خلل ذلك الباب وأنتم
تسمونها الجنوب وهي عند الله الا ذنب. رواه البزار وفيه يزيد بن عياض بن
جعدة وهو كذاب. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن
لي أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبه وهو
يقول سبحانك أين كنت وأين تكون. رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح،
وقد تقدمت أحاديث نحو هذا في الايمان. وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
المجرة التي في السماء هي عرق حية تحت العرش. رواه الطبراني في الكبير والأوسط
وقال لا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد، وفيه عبد الأعلى بن
أبي عمرة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معاذ إني مرسلك إلى قوم أهل عناد فإذا سئلت عن
المجرة التي في السماء فقل هي لعاب حية تحت العرش. رواه الطبراني وفيه
الفضل بن المختار وهو ضعيف. وعن عبد الله بن عمرو قال إن العرش مطوق بحية
وإن الوحي لينزل في السلاسل. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير كثير
ابن أبي كثير وهو ثقة. وعنه قال ربع من لا يلبسون الثياب من السودان أكثر
135

من جميع الناس. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن
حنبل وهو ثقة ثبت. وعن ابن ثعلبة الخشني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
الجن ثلاثة أصناف صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء وصنف حياة وصنف
يحلون ويظعنون. رواه الطبراني ورجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف. وعن أنس
ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر الذباب أربعون ليلة والذباب
كله في النار إلا النحل. رواه أبو يعلي ورجاله ثقات. وقد تقدم في هذا المعنى أحاديث
فيما نهى عن قتله في الصيد.
{باب تسمية الانسان إنسانا}
عن ابن عباس إنما سمى الانسان لأنه عهد إليه فنسى. رواه الطبراني في
الصغير وفيه أحمد بن عصام وهو ضعيف.
{كتاب البر والصلة}
بسم الله الرحمن الرحيم
{باب ما جاء في البر وحق الوالدين}
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رضا الرب تبارك وتعالى في رضا الوالد
وسخط الرب تبارك وتعالى في سخط الوالد. رواه البزار وفيه عصمة بن محمد وهو
متروك وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يمد له في عمره
ويزداد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه - قلت هو في الصحيح خلا بر الولدين - رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة الله
طاعة الوالد ومعصية الله معصية الوالد. رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه أحمد
ابن إبراهيم بن عبد الله بن كيسان وهو لين عن إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن
136

حبان وغيره وضعفه أبو حاتم وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن معاذ بن
أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره.
رواه أبو يعلي والطبراني وفيه زبان بن فائد وثقه أبو حاتم وضعفه غيره، وبقية
رجال أبي يعلي ثقات. وعن رافع بن مكيث (1) وكان ممن شهد الحديبية
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال والبر زيادة في العمر والصدقة تمنع ميتة
السوء. رواه أحمد في حديث طويل عن بعض بني رافع وقد سماه غيره محمد بن خالد
ابن رافع فرجاله ثقات باعتبار الذي سماه. وعن بريدة أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله إني حملت أمي على عنقي فرسخين في رمضاء شديدة لو ألقيت
فيها بضعة من لحم لنضجت فهل أديت شكرها فقال لعله أن يكون لطلقة واحدة.
رواه الطبراني في الصغير وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف من غير كذب وليث
ابن أبي سليم مدلس. وعنه أن رجلا كان في الطواف حاملا أمه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم
هل أديت حقها قال لا ولا بركة واحدة أو كما قال. رواه البزار باسناد الذي قبله.
وعن عائشة قالت أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل ومعه شيخ فقال له يا فلان
من هذا معك قال أبي قال فلا تمش أمامه ولا تجلس قبله ولا تدعه باسمه ولا تستسب له.
رواه الطبراني في الأوسط وقال لا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم الا بهذا الاسناد
عن شيخه علي بن سعيد بن بشير وهو لين وقد نقل ابن دقيق العيد أنه وثق ومحمد
ابن عروة بن البرند لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح وعن أبي غسان الضبي
قال خرجت أمشي مع أبي بظهر الحرة فلقيني أبو هريرة فقال لي من هذا قلت أبي
قال لا تمش بين يدي أبيك ولكن أمش خلفه أو إلى جانبه ولا تدع أحدا يحول
بينك وبينه ولا تمش فوق أجار أبيك تخفه ولا تأكل عرقا (2) قد نظر أبوك إليه
لعله قد أشتهي - قلت ويأتي بتمامه في العقوق - رواه الطبراني في الأوسط وأبو غسان
وأبو غنم الراوي عنه لم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي سعيد الخدري قال

(1) بوزن عظيم، وفي الأصل بلا نقط وهو مشهور.
(2) العرق بسكون الراء: العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم.
137

هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من اليمن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
هجرت الشرك ولكنه الجهاد هل باليمن أبواك قال نعم قال أذنا لك قال لا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرجع إلى أبويك فان فعلا وإلا فبرهما. رواه
أحمد وإسناده حسن. وعن أنس قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني
أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه قال هل بقي من والديك أحد قال أمي قال الله في برها
فإذا فعلت ذلك كان لك أجر حاج ومعتمر ومجاهد فإذا رضيت عنك أمك فاتق
وبرها. رواه أبو يعلي والطبراني في الصغير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح
غير ميمون بن نجيح ووثقه ابن حبان. وعن معاوية بن جاهمة عن أبيه قال
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستشيره في الجهاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألك
والدان قال نعم قال ألزمهما فان الجنة تحت أقدامهما. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
وعن طلحة بن معاوية السلمي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إني أريد
الجهاد في سبيل الله قال أمك حية قلت نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم الزم
رجلها فثم الجنة. رواه الطبراني عن ابن إسحاق وهو مدلس عن محمد بن طلحة
ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن نعيم مولى أم سلمة قال خرج ابن عمر
حاجا حتى كان بين مكة والمدينة أتى شجرة فعرفها فجلس تحتها ثم قال رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم تحت هذه الشجرة إذ أقبل رجل شاب من هذه الشعبة حتى وقف
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني جئت لأجاهد معك في سبيل الله أبتغي
بذلك وجه الله والدار الآخرة فقال أبواك حيان كلاهما قال نعم قال فارجع فبرهما
فانفتل راجعا من حيث جاء. رواه أبو يعلي وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة، وبقية
رجاله رجال الصحيح إن كان مولى أم سلمة ناعم وهو الصحيح، وإن كان نعيما
فلم أعرفه. قلت وقد تقدمت أحاديث في الجهاد. وعن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم بروا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم. رواه الطبراني
في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني أحمد غير منسوب والظاهر
138

انه من المكثرين من شيوخه فلذلك لم ينسبه والله أعلم. وعن عائشة رضي الله عنها
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عفوا تعف نساؤكم وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم فذكر
الحديث وهو بتمامه في باب الاعتذار في الأدب. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
خالد بن يزيد العمري وهو كذاب. وعن أبي أمامة أنه شهد مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم حجة الوداع فكان أول ما تفوه به أن قال إن الله عز وجل يوصيكم
بأمهاتكم فذكر الحديث. رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف.
وعن أبي هريرة قال جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
الله من أبر قال أمك قالت ثم من قال أمك قالت ثم من قال أمك قالت ثم من قال
والدك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن داود اليمامي وهو متروك. وعن
عبد الله بن سعيد قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن لي أهلا وأما
وأبا فأيهم أحق بصلتي قال أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك. رواه
الطبراني في الأوسط والبزار وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك. ورواه البزار
بنحوه باسناد حسن غير إسناد الذي قبله. وعن أسامة بن شريك قال شهدت
رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يقول أمك وأباك وأختك وأخاك
ثم أدناك أدناك. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن
حنبل وهو ثقة ثبت. قلت وقد تقدم في الزكاة في باب اليد العليا خير من اليد السفلي
أحاديث نحو هذا. وهن جابر يعني ابن سمرة قال صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر
فقال آمين آمين آمين قال أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد من أدرك أحد والديه
فمات فدخل النار فأبعده الله فقل آمين قلت آمين قال يا محمد من أدرك شهر
رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين قال ومن ذكرت
عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين. رواه الطبراني
بأسانيد وأحدها حسن، ولهذا الحديث طرق في الأدعية في الصلاة على النبي
صلى الله عليه وسلم. وعن مالك بن عمرو القشيري قال سمعت رسول الله صلى
139

الله عليه وسلم يقول من أعتق رقبة مسلمة فهي فداؤه من النار ومن أدرك
أحد والديه ثم لم يغفر له فأبعده الله، وفي رواية واسحقه. رواه أحمد وفي
بعض طرقها أيما مسلم ضم يتيما بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغني
وجبت له الجنة البتة فذكر نحوه وإسناده حسن.
{باب منه في البر}
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن ثلاثة نفر فيما سلف من الناس انطلقوا يرتادون لأهليهم
فأخذتهم السماء فدخلوا غارا فسقط عليهم حجر متجاف حتى ما يرون خصاصة فقال بعضهم
لبعض قد وقع الحجر وعفا الأثر ولا يعلم بمكانكم إلا الله عز وجل قال ادعوا الله تبارك
وتعالى بأوثق أعمالكم قال فقال رجل منهم اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان
فكنت أحلب لهما في إنائهما فآتيهما فإذا وجدتهما راقدين قمت على رؤوسهما
كراهة أن أرد سقيهما في رؤوسهما حتى يستيقظا اللهم إن كنت تعلم أني إنما
فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا قال فزال ثلث الحجر وقال الآخر
اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا على عمل يعمله فأتاني يطلب أجره وأنا
غضبان فزبرته فانطلق وترك أجره ذلك فجمعته وثمرته حتى كان منه كل المال
فأتاني يطلب أجره فدفعت إليه ذلك كله ولو شئت لم أعطه إلا أجره الأول اللهم
ان كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا فزال
ثلث الحجر وقال الثالث اللهم إن كنت تعلم أنه أعجبته امرأة فجعل لها جعلا فلما
قدر عليها وفر لها نفسها وسلمها جعلها اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك
رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا فزال الحجر وخرجوا معانيق يمشون. رواه
أحمد مرفوعا كما تراه، ورواه أبو يعلي وكلاهما رجاله رجال الصحيح. وعن النعمان بن
بشير أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرقيم قال إن ثلاثة نفر كانوا في
كهف فوقع الجبل على باب الكهف فأوصد عليهم قال قائل منهم تذكرون أيكم
عمل حسنة لعل الله عز وجل برحمته يرحمنا فقال رجل منهم قد عملت حسنة مرة
140

كان لي أجراء يعملون فجاءني عمال لي استأجرت كل رجل منهم بأجر معلوم فجاءني
رجل ذات يوم نصف النهار فاستأجرته بشرط أصحابه فعمل في بقية نهاره كما
عمل رجل منهم في نهاره كله فرأيت علي في الذمام أن لا أنقصه مما استأجرت به
أصحابه لما جهد في عمله فقال رجل منهم تعطي هذا مثل ما أعطيتني فقلت يا عبد الله
لم اتحسك شيئا من شرطك وإنما هو مالي أحكم بما شئت قال فغضب وذهب
وترك أجره قال فوضعت حقه في جانب البيت ما شاء الله ثم مربي بقر فاشتريت
به فصيلة من البقر فبلغت ما شاء الله فمر بي بعد حين شيخ ضعيف (1) لا أعرفه فقال
إن لي عليك حقا، فذكرنيه حتى عرفته فقلت إياك أبغي هذا حقك فعرضتها عليه
جميعا قال يا عبد الله لا تسخر بي إن لم تصدق علي فاعطني حقي قال والله ما أسخر
بك انها لحقك مالي منها شئ فدفعتها إليه جميعا اللهم ان كنت فعلت ذلك لوجهك
فافرج عنا قال فانصدع الجبل حتى رأوا منه وأبصروا قال آخر قد عملت حسنة مرة
كان لي فضل فأصابت الناس شدة فجاءتني امرأة تطلب مني معروفا فقلت والله ما هو
دون نفسك فأبت علي فذهبت ثم رجعت فذكرتني بالله فأبيت عليها وقلت لا والله ما هو دون
نفسك فأبت علي وذهبت فذكرت ذلك لزوجها فقال لها اعطيه نفسك واغني عيالك فرجعت
إلي فناشدتني بالله فأبيت عليها وقلت والله ما هو دون نفسك فلما رأت ذلك أسلمت إلي
نفسها فلما تكشفتها وهممت بها ارتعدت من تحتي فقلت لها ما شأنك قالت أخاف الله رب
العالمين فقلت لها خفتيه في الشدة ولم أخفه في الرخاء فتركتها وأعطيتها ما يحق علي
مما تكشفتها اللهم إن كنت تعلم أن ذلك لوجهك فافرج عنا فانصدع الجبل حتى
عرفوا وتبين لهم وقال الآخر قد عملت حسنة مرة كان لي أبوان شيخان كبيران
وكانت لي غنم فكنت أطعم أبوي وأسقيهما ثم رجعت إلى غنمي قال فأصابني
يوما غيث فحبسني فلم أبرح حتى أمسيت فأتيت أهلي فأخذت محلبي فحلبت وغنمي
قائمة فمضيت إلى أبوي فوجدتهما قد ناما فشق علي أن أوقظهما وشق علي أن
أترك غنمي فما برحت جالسا ومحلبي على يدي حتى أيقظهما الصبح فسقيتهما اللهم

(1) في الأصل " شيخا ضعيفا "
141

ان كنت فعلت ذلك لوجهك فافرج عنا قال لكأني أسمع هذه من رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال الجبل طاق ففرج الله عنهم فخرجوا. رواه أحمد والطبراني في
الأوسط والكبير، والبزار بنحوه من طرق ورجال أحمد ثقات. وعن النعمان بن
بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ثلاثة نفر يمشون في غيث السماء
إذ مروا بغار فقالوا لو آويتم إلى هذا الغار فآووا إليه فبينما هم فيه إذ وقع حجر من
الجبل مما يهبط من خشية الله حتى سد الغار فقال بعضهم لبعض انكم لن تجدوا
شيئا خيرا من أن يدعو كل امرئ منكم بخير عمل عمله قط فقال أحدهم اللهم إني
كنت رجلا زراعا وكان لي أجراء فكان فيهم رجل يعمل كعمل رجلين فأعطيته
أجره كما أعطيت الاجراء فقال أعمل عمل رجلين وتعطيني عمل رجل واحد فانطلق
وغضب وترك أجره عندي فبذرته على حدته فأضعف ثم بذرته فأضعف ثم بذرته
فأضعف حتى كثر الطعام فكان أكداسا فاحتاج الرجل فأتاني فسألني أجره
فقلت انطلق إلى تلك الأكداس فإنها أجرك فقال تظلمني وتسخر بي قلت
ما أسخر بك فانطلق فأخذها اللهم ان كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك وابتغاء
وجهك فاكشف عنا قال الحجر فض فانفرجت منه فرجة عظيمة فذكره بنحو ما
تقدم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذهب ثلاثة نفر رادة لأهلهم قال فأخذهم مطر فلجأوا إلى غار
قال فوقع عليهم أحسبه قال من فم الغار حجر فسد عليهم فم الغار ووقع بتجاف
عنهم قال فقال النفر بعضهم لبعض عفا الأثر ووقع الحجر ولا يعلم بمكانكم إلا الله
تعالى فتعالوا فليدع كل رجل منكم بأوثق عمل عمله لله عز وجل عسى أن يخرجكم
من مكانكم قال أحدهم اللهم ان كنت تعلم أني كنت برا بوالدي واني أرحت
غنمي ليلة وكنت أحلب لأبوي فآتيهما وهما مضطجعان على فراشهما حتى أسقيهما
بيدي واني أتيتهما ليلة من تلك الليالي وجئت بشرابهما فوجدتهما قد ناما وإني
جعلت أرغب لهما في نومهما وأكره أن أوقظهما وأكره أن أرجع بالشراب
142

فيستيقظان فلا يجداني عندهما فقمت مكاني قائما على رؤسهما كذلك حتى
أصبحت اللهم فان كنت تعلم اني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا قال
فزال أو كلمة نحوها ثلث الحجر انفراجا قالوا للآخر أيها أي قل قال فقال الثاني
اللهم أن كنت تعلم أني أحببت ابنة عم لي حبا شديدا واني أحسبه قال خطبتها إلى
أهلها فمنعونيها حتى جعلت لها ما رضيت به بيني وبينها ثم دعوت بها فخلوت بها فقعدت
منها مقعد الرجل من المرأة فقالت لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فانقبضت
إلي نفسي ووفرت حقها عليها ونفسها اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك
فأفرج عنا قال فزال أو كلمة نحوها انفراجا وقالوا للثالث أيها أي قل قال اللهم إن
كنت تعلم أني عمل لي عامل على صاع من طعام فانطلق العامل ولم يأخذ صاعه فاحتبس
علي طويلا من الدهر واني عهدت إلى صاعه أجرته حتى اجتمع من ذلك الصاع بقر
كثير وشاة كثير ومال كثير وان ذلك العامل أتاني بعد زمان يطلب الصاع من الطعام واني
قلت إن صاعك ذلك من الطعام قد صار مالا كثيرا وشيئا كثيرا وبقرا كثيرا فخذ
هذا كله فإنه من ذلك الصاع قال لي أتسخر بي قلت له لا والله ولكنه الحق فانطلق به
يسوق المال أجمع اللهم فان كنت تعلم اني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فانفلق
الحجر فوقع فخرجوا يتماشون. رواه البزار والطبراني في الأوسط بأسانيد ورجال
البزار وأحد أسانيد الطبراني رجالهما رجال الصحيح. وعن علي قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان ثلاثة نفر انطلقوا إلى حاجة فأووا إلى جبل فسقط عليهم
فقالوا يا هؤلاء يعني بعضهم لبعض تفكروا في أحسن أعمالكم فادعوا الله بها لعل
الله يفرج عنكم فقال أحدهم الله إنه كانت لي مرة صديقة أطيل الاختلاف إليها
فتركتها من مخافتك وابتغاء مرضاتك فان كنت تعلم ذلك ففرج عنا قال فانصدع
الجبل عنهم حتى طمعوا في الخروج ولم يستطيعوا الخروج وقال الثاني اللهم انه كان
لي أجراء يعملون عملا أحسبه قال فأخذ كل واحد منهم أجره وترك واحد منهم أجره
وزعم أن أجره من أجور أصحابه فعزلت أجره من مالي حتى كان خيرا وماشية فأتى
143

بعدما افتقر وكبر فقال أذكرك الله في أجري فأنا أحوج ما كنت إليه فانطلقت فوق
بيت فأريته ما أنمى الله له من أجره في المال والماشية في الغائط يعني في الصحاري
فقلت هذا لك فقال لم تسخر بي أصلحك الله كنت أريدك على أقل من هذا فتأبى
علي فدفعت إليه يا رب من مخافتك وابتغاء مرضاتك فان كنت تعلم ذلك ففرج عنا
فانصدع الجبل عنهم ولم يستطيعوا ان يخرجوا وقال الثالث يا رب كان لي أبوان
كبيران فقيران ليس لهما خادم ولا راع ولا وال غيري أرعى لهما بالنهار وآوى
إليهما بالليل وان الكلأ تباعد فتباعدت بالماشية فأتيتهما يعني ليلة بعد ما ذهب
من الليل وناما فحلبت في الاناء ثم جلست عند رؤسهما يعني بالإناء كراهية أن
أوقضهما حتى يستيقظا من قبل أنفسهما اللهم إن كنت تعلم اني فعلت ذلك من مخافتك
وابتغاء مرضاتك ففرج فانصدع الجبل وخرجوا. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن
أبي هريرة قال بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا
شاب من بيته فلما دنا منا قلنا لو أن هذا الشاب جعل قوته وشبابه في سبيل الله فسمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالتنا فقال أما في سبيل الله إلا من قتل من سعى على والديه في سبيل
الله ومن سعى ليكاثر ففي سبيل الطاغوت. رواه البزار والطبراني في الأوسط
بنحوه وزاد ومن سعى على عياله ففي سبيل الله، وفيه رباح بن عمر وثقه أبو حاتم وضعفه
غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
{باب صلة الوالد المشرك}
عن عبد الله بن الزبير أن قبيلة بنت عبد العزي أرسلت إلى ابنتها أسماء بنت
أبي بكر وكان أبو بكر طلقها في الجاهلية فأرسلت بهدايا فيها أقط وسمن (1) فأبت أن
تقبل هديتها وتدخلها بيتها فأرسلت إلى عائشة لتسأل النبي صلى الله عليه وسلم لتدخلها بيتها
ولتقبل هديتها وأنزل الله عز وجل (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين)
الآية. رواه أحمد بنحوه والبزار واللفظ له وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان
وضعفه جماعة، وبقية رجالهما ثقات. وعن عائشة وأسماء أنهما قالتا قدمت علينا

(1) في الأصل " أقطا وسمنا ".
144

أمنا المدينة وهي مشركة في المدينة التي كانت بين قريش وبين رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقلنا يا رسول الله إن أمنا قدمت علينا راغبة أفنصلها قال نعم فوصلاها (1)
- قلت حديث أسماء في الصحيح - رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف.
{باب في الولد يدعوه والده وهو في الصلاة}
عن عمران بن حصين قال تذاكرنا البر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشأ يحدثنا
قال إنه كان فيمن كان قبلكم من الأمم رجل يتعبد صاحب صومعة يقال له جريج
فكانت له امرأة أو أم فكانت تأتيه فتناديه فيشرف عليها فيكلمها فأتته يوما
وهو في صلاته مقبل عليها فنادته فحكاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع يده
على جبهته فجعلت تناديه رافعة رأسها إليه واضعة يدها على جبهتها أي جريج أي
جريج ثلاث مرات كل ذلك يقول جريج أي رب أمي أم صلاتي فغضبت فقالت
اللهم لا يموتن جريج حتى ينظر في وجوه المومسات قال وبلغت بنت ملك القرية
فحملت فولدت غلاما فقالوا لها من فعل هذا بك من صاحبك قالت هو من صاحب
الصومعة جريج فما نشب جريج حتى سمع بالفؤوس في أصل صومعته فجعل يسألهم
ويلكم مالكم فلا يجيبوه فلما رأى ذلك أخذ الحبل فتدلى فجعلوا يجرون أنفه ويضربونه
ويقولون مراء مخادع الناس بعملك قال ويلكم مالكم قالوا بنت صاحب القرية
بنت الملك التي أحبلتها قال ما فعلت قالوا ولدت غلاما قال الغلام حي هو قالوا نعم
قال فولوا عني فتولى فصلى ركعتين ثم مشى إلى شجرة فأخذ منها غصنا ثم أتى
الغلام وهو في مهده ثم ضربه بذلك الغصن وقال يا طاغية من أبوك قال أبي فلان الراعي
قالوا إن شئت بنينا لك صومعتك بذهب وإن شئت بفضة قال أعيدوها كما كانت
فزعم أبو حرب أنه لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى بن مريم وشاهد يوسف وصاحب
جريج. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه المفضل بن فضالة وثقه ابن حبان
وغيره وضعفه جماعة فاسناده حسن، وروى في الكبير باسناد جيد عن مالك بن عمرو
القشيري قال نحوه. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان في بني

(1) في الأصل " فصلاها ".
145

إسرائيل رجل يقال له جريج كان يتعبد في صومعته فأتته أمه ذات يوم فنادته
فقالت أي جريج أشرف علي أكلمك أنا أمك أشرف فقال أي رب أمي وصلاتي
فأقبل على صلاته ثم عادت فنادته فقالت أي جريج أي بني أشرف علي فقال أي
رب أمي وصلاتي فاقبل على صلاته فقالت اللهم لا تمته حتى تريه المومسة وكانت
راعية ترعى غنما لأهلها ثم تأوى إلى ظل صومعته فأصابت فاحشة فحملت فأخذت
وكان من زنى منهم قتل قالوا ممن قالت من جريج صاحب الصومعة فجاؤوا بالفؤوس
والمرور فقالوا أي جريج أي مراء إنزل فأبى يقبل على صلاته يصلي فأخذوا في هدم
صومعته فلما رأى نزل فجعلوا في عنقه وعنقها حبلا فجعلوا يطوفون بهما في الناس
فجعل أصبعه في بطنها فقال أي فلان من أبوك قال أبي فلان راعي العنان فقتلوها
وقالوا ان شئت بنينا صومعتك من ذهب وفضة قال أعيدوها من طين كما كانت
- قلت هو في الصحيح بغير سياقه - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان في بني إسرائيل تاجر وكان ينقص مرة ويزيد
أخرى فقال ما في هذه التجارة خير لالتمس تجارة هي خير من هذه فبنى صومعة وترهب
فيها قال فذكر نحوه أي نحو حديث الصحيح في قصة جريج. رواه أحمد.
{باب ما جاء في الأبرار}
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سماهم الله الأبرار لأنهم
بروا الآباء والأمهات والأبناء كما أن لوالديك عليك حقا كذلك لولدك. رواه
الطبراني وفيه عبيد الله بن الوليد الوصافي وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من حج عن والديه أو قضى عنهما مغرما بعثه الله يوم
القيامة مع الأبرار. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جبلة بن سليمان وهو متروك.
{باب إعانة الولد على البر}
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعينوا أولادكم على البر
من شاء استخرج العقوق من ولده (1). رواه الطبراني في الأوسط فيه من لم أعرفهم.

(1) في الأصل " لولده "
146

{باب البر بعد الموت}
عن عبد الرحمن بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بر قسمهما
وقضى دينهما ولم يستسب لهما كتب بارا وإن كان عاقا في حياته ومن لم يبر قسمهما
ويقضي دينهما واستسب لهما كتب عاقا وإن كان بارا في حياته. رواه الطبراني في الأوسط.
{باب صديق الأب}
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من البر أن تصل
صديق أبيك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عنبسة بن عبد الرحمن القرشي وهو
متروك. وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احفظ ود أبيك
لا تقطعه فيطفئ الله نورك. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
{باب فيمن نظر إلى أبيه نظر غضب}
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بر أباه من سدد إليه الطرف
بالغضب. رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح بن موسى وهو متروك.
{باب ما جاء في العقوق (1)}
عن عمرو بن مرة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الخمس وأديت زكاة مالي وصمت
شهر رمضان فقال النبي صلى الله عليه وسلم من مات على هذا كان مع النبيين
والصديقين والشهداء يوم القيامة هكذا ونصب أصبعيه ما لم يعق والديه. رواه
أحمد والطبراني باسنادين ورجال أحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح. وعن
معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله كره لكم ثلاثا عقوق الأمهات
ووأد البنات ومنع وهات. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن
عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق والديوث الذي
يقر على أهله الخبث. رواه أحمد وفيه راو لم يسم. وعن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق لوالديه ومدمن الخمر والمنان عطاءه وثلاثة

(1) في الأصل " التصوف ".
147

لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والديوث والرجلة،، وفي رواية المرأة المترجلة تشبه
بالرجال. رواه البزار باسنادين ورجالهما ثقات. وعن عبد الله بن أبي أوفي قال
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه آت فقال شاب يجود بنفسه قيل له قل
لا إله إلا الله فلم يستطع فقال كان يصلي فقال نعم فنهض رسول الله صلى الله عليه
وسلم ونهضنا معه فدخل على الشاب فقال له قل لا إله إلا الله فقال لا أستطيع قال
لم قال كان يعق والديه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أحية والدته قالوا نعم قال ادعوها فدعوها
فجاءت فقال هذا ابنك فقالت نعم فقال لها أرأيت لو أججت نار ضخمة فقيل
لك إن شفعت له خلينا عنه وإلا حرقناه بهذه النار ألست تشفعين له قالت يا رسول
الله إذا أشفع قال فأشهدي الله وأشهديني أنك قد رضيت عنه فقالت اللهم إني أشهدك
وأشهد رسولك أني قد رضيت عن ابني فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا غلام قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فقالها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي أنقذه بي من النار. رواه الطبراني
وأحمد باختصار كثير وفيه فائد أبو الورقاء وهو متروك. وعن أبي غسان الضبي قال
خرجت أمشي مع أبي بظهر الحرة فلقيني أبو هريرة فقال من هذا قلت أبي قال
لا تمش بين يدي أبيك ولكن امش خلفه أو إلى جانبه ولا تدع أحدا يحول بينك
وبينه ولا تمش فوق أجار أبوك تحته ولا تأكل ما قد نظر أبوك إليه لعله قد
اشتهاه ثم قال أتعرف عبد الله بن خداش قلت لا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول فخده في جهنم مثل أحد وضرسه مثل البيضاء قال أبو هريرة فقلت ولم ذاك
يا رسول الله قال كان عاقا لوالديه. رواه الطبراني في الأوسط وأبو غسان وأبو
غنم الراوي عنه لم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يراح ريح الجنة من مسيرة خمسمائة عام ولا يجد ريحها منان
بعمله ولا عاق ولا مدمن خمر. رواه الطبراني في الصغير وفيه الربيع بن بدر
وهو متروك. وعن جابر بن عبد الله قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
148

ونحن مجتمعون فقال يا معشر المسلمين اتقوا الله وصلوا أرحامكم فإنه ليس من
ثواب أسرع من صلة الرحم وإياكم وعقوق الوالدين فان ريح الجنة يوجد من
مسيرة ألف عام والله لا يجده عاق ولا قاطع رحم والبغي فإنه ليس من عقوبة أسرع
من عقوبة بغي ولا قاطع رحم ولا شيخ زان ولا جار إزاره خيلاء إنما الكبرياء
لله رب العالمين والكذب كلمة اثم إلا ما نفعت به مؤمنا ودفعت به عن ذنب وان
في الجنة لسوقا ما يباع فيها ولا يشترى ليس فيها إلا الصور فمن أحب صورة من
رجل أو امرأة دخل فيها. رواه الطبراني في الأوسط من طريق محمد بن كثير
عن جابر الجعفي وكلاهما ضعيف جدا.
{باب فيمن سب والديه}
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ادعى لغير أبيه أو انتمى إلى غير
مواليه رغبة عنهم فعليه لعنة الله ومن سب والديه أو والده فكذلك ومن أهل
لغير الله فكذلك ومن استحل شيئا من حدود مكة فكذلك ومن قال علي ما لم
أقل فكذلك. رواه أبو يعلي وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان وضعفه غيره.
{باب في الأخ الكبير}
عن كليب الجهني وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكبر
من الاخوة بمنزلة الأب. رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف.
{باب صلة الرحم وقطعها}
عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث متعلقات بالعرش الرحم
تقول اللهم إني بك فلا أقطع والأمانة تقول اللهم إني بك فلا أخاف والنعمة تقول
اللهم إني بك فلا أكفر. رواه البزار وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك وقال
ابن عدي أرجو أنه لا بأس به. وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
الرحم شجنة (1) من الرحمن تقول يا رب إني اني قطعت يا رب إني ظلمت يا رب

(1) أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق، شبهها بذلك مجازا واتساعا، وأصل الشجنة
بالكسر والضم شعبة في غصن من غصون الشجرة. وفي الأصل تحريفات صححتها من النهاية.
149

يا رب فيجيبها ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك - قلت له حديث في
الصحيح غير هذا - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الجبار وهو
ثقة. وعن ابن عباس يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الرحم شجنة آخذة بحجزة الرحمن
عز وجل يصل من وصلها ويقطع من قطعها. رواه أحمد والبزار والطبراني بنحوه
وفيه صالح مولى التوأمة وقد اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله بن
عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال توضع الرحم يوم القيامة لها حجنة
كحجنة (1) المغزل تكلم بلسان طلق ذلق فتصل من وصلها وتقطع من قطعا. رواه أحمد
والطبراني ورجال الصحيح غير أبي تمامة الثقفي وثقه ابن حبان. وعنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرحم معلقة بالعرش. رواه أحمد والطبراني ورجاله
ثقات. وعن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أربى الربا الاستطالة
في عرض المسلم بغير حق وان هذه الرحم شجنة من الرحمن عز وجل فمن قطعها حرم
الله عليه الجنة. رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير نوفل بن مساحق
وهو ثقة. وعن عامر بن ربيعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى
الرحم شجنة مني فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته. رواه الطبراني وأبو يعلي
بنحوه والبزار إلا أنه لم يقل قال الله، وفيه عاصم بن عبيد الله ضعفه الجمهور وقال
العجلي لا بأس به. وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحم شجنة آخذة بحجزة
الرحمن تناشده حقها فيقول ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك من
وصلك فقد وصلني ومن قطعك فقد قطعني. رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة
الربذي وهو ضعيف. وعن جرير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إن الله كتب في أم الكتاب قبل أن يخلق السماوات والأرض إنني أنا
الرحمن الرحيم خلقت الرحم وشققت لها اسما من أسمائي فمن وصلها وصلته ومن قطعها
قطعته. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه الحكم بن عبد الله أبو مطيع وهو
متروك. وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الرحم شجنة متمسكة

(1) أي صنارة. وفي الأصل مهملة من النقط.
150

بالعرش تكلم بلسان ذلق اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني فيقول الله تبارك
وتعالى أنا الرحمن الرحيم وإني شققت للرحم من اسمي فمن وصلها وصلته ومن نكثها نكثته.
رواه البزار واسناده حسن. وعن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تنادي الرحم
يوم القيامة إن من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله - قلت له حديث رواه أبو داود
وغيره غيره هذا - رواه البزار وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم. رواه
أحمد ورجاله ثقات. وعن الأعمش قال كان ابن مسعود جالسا بعد الصبح في حلقة قال
أنشد الله قاطع رحم لما قام عنا فانا نريد أن ندعو ربنا وان أبواب السماء مرتجة (1)
دون قاطع رحم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن الأعمش لم يدرك
ابن مسعود. وعن عبد الله بن أبي أوفي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
الملائكة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم. رواه الطبراني وفيه أبو أدام المحاربي
وهو كذاب. وعن جابر قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحث على صلة الرحم.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن ويأتي بتمامه في القيام على البنات إن شاء الله
. وعن رجل من خثعم قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في نفر من
أصحابه فقلت أنت الذي تزعم أنك رسول الله قال نعم قال قلت يا رسول الله أي
الأعمال أحب إلى الله قال إيمان بالله قال قلت يا رسول الله ثم مه قال ثم صلة الرحم قال
قلت يا رسول الله ثم مه قال ثم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال قلت يا رسول
الله أي الأعمال أبغض إلى الله قال الاشراك بالله قال قلت يا رسول الله ثم مه قال
ثم قطيعة الرحم. رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح غير نافع بن خالد
الطاحي وهو ثقة. وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم سمعه يقول إن
الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بهما في العمر ويدفع بهما ميتة السوء ويدفع الله بهما
المكروه والمحذور. رواه أبو يعلي وفيه صالح المري وهو ضعيف. وعن أبي بكرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ذنب أجدر أن يعجل (2) الله

(1) أي مغلقة.
(2) في الأصل " يجعل ".
151

لصاحبه العقوبة مع ما يدخر له في الآخرة من قطيعة الرحم والخيانة والكذب
وان أعجل البر ثوابا لصلة الرحم حتى أن أهل البيت ليكونوا فقراء فتنمو أموالهم
ويكثر عددهم إذا تواصلوا - قلت رواه أبو داود باختصار كثير - رواه الطبراني
عن شيخه عبد الله بن موسى بن أبي عثمان الأنطاكي ولم أعرفه، وبقية رجاله
ثقات. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليعمر بالقوم الديار
ويثمر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضا لهم قيل وكيف ذلك يا رسول
الله قال لتضييعهم أرحامهم. رواه الطبراني واسناده حسن. وعنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما من أهل بيت تواصلوا إلا أجرى الله عليهم الرزق وكانوا
في كنف الله. رواه الطبراني وفيه عبيد الله بن الوليد الوصافي وهو ضعيف.
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا أرحامكم ولو بالسلام. رواه البزار وفيه
يزيد بن عبد الله بن البراء الغنوي وهو ضعيف. وعن أبي الطفيل قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم صلوا أرحامكم بالسلام. رواه الطبراني وفيه راو لم يسم. وعن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا من أنسابكم ما تصلون به
أرحامكم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو الأسباط وهو ضعيف. وعن العلاء
ابن خارجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم
فان صلة الرحم محبة للأهل مثراة للمال ومنسأة للأجل. رواه الطبراني ورجاله قد
وثقوا. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أعجل الطاعة صلة الرحم
وان أهل البيت ليكونون فجارا فتنموا أموالهم ويكثر عددهم إذا وصلوا أرحامهم.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو الدهماء النصري وهو ضعيف جدا. وعن عمرو
ابن سهل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صلة القرابة مثراة للمال
محبة الأهل منسأة في الاجل. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم.
وعن علي يعني ابن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره أن يمد له في عمره ويوسع عليه
152

في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه. رواه عبد الله بن أحمد والبزار
والطبراني في الأوسط ورجال الصحيح غير عاصم بن حمزة وهو ثقة.
وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها أنه من أعطى حظه من الرفق فقد
أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة وصلة الرحم وحسن الجوار وحسن الخلق
يعمران الديار ويزيدان في الأعمار. رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن عبد الرحمن
ابن القاسم لم يسمع من عائشة. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال في التوراة مكتوب من أحب أن يزاد في عمره ويزاد في رزقه فليصل رحمه.
رواه البزار وفيه سعيد بن بشير وثقه شعبة وجماعة وضعفه ابن معين وغيره، وبقية
رجاله ثقات. وعن أبي الدرداء قال ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرحام فقلنا
من وصل رحمه أنسئ في أجله قال إنه ليس بزيادة في عمره قال الله (فإذا جاء
أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) ولكنه الرجل تكون له الذرية
الصالحة فيدعون له من بعده فيبلغه ذلك فذلك الذي ينسأ في أجله. رواه
الطبراني في الصغير والأوسط وليس في إسناده متروك ولكنهم ضعفوا. وعن
ابن عباس قال أصابت قريشا أزمة شديدة حتى أكلوا الرمة ولم يكن من قريش
أحد أيسر من رسول الله صلى الله عليه وسلم والعباس بن عبد المطلب فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم للعباس يا عم إن أخاك أبا طالب قد علمت كثرة عياله وقد أصاب قريشا
ما ترى فاذهب بنا إليه حتى نحمل عنه بعض عياله فانطلقنا إليه فقالا يا أبا طالب إن
حال قومك ما قد ترى ونحن نعلم أنك رجل منهم وقد جئنا لنحمل عنك بعض
عيالك فقال أبو طالب دعا لي عقيلا وافعلا ما أحببتما فأخذ رسول الله صلى الله عليه
وسلم عليا وأخذ العباس جعفرا فلم يزالا معهما حتى استغنيا قال سليمان بن داود ولم
يزل جعفر مع العباس حتى خرج إلى أرض الحبشة مهاجرا. رواه البزار وفيه من
لم أعرفهم. وعن جابر أن جويرية قالت لنبي صلى الله عليه وسلم إني أريد أن أعتق هذا
الغلام قال اعطه خالك الذي في الاعراب يرعى عليه فإنه أعظم لاجرك. رواه
البزار ورجاله رجال الصحيح.
153

{باب صلة الرحم وإن قطعت}
عن عبد الله بن عمرو قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله إن لي ذوي أرحام أصل ويقطعوني وأعفوا ويظلموني وأحسن ويسيئون
أفأكافئهم قال إذا تشتركون جميعا ولكن خذ بالفضل وصلهم فإنه لن يزال معك
ملك ظهير من الله عز وجل ما كنت على ذلك. رواه أحمد وفيه حجاج بن أرطأة.
وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي ذر قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن
لا تأخذني في الله لومة لائم وأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت فذكر الحديث.
رواه الطبراني في الصغير والكبير في حديث طويل والبزار ورجال الطبراني رجال
الصحيح غير سلام بن المنذر وهو ثقة. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله الجنة برحمته قالوا
وما هي يا رسول الله بأبي أنت وأمي قال تعطي من حرمك وتصل من قطعك
وتعفو عمن ظلمك فإذا فعلت ذلك يدخلك الجنة برحمته. رواه البزار والطبراني
في الأوسط وفيه سليمان بن داود اليماني وهو متروك.
{باب فيمن سأل قريبه فضلا فبخل عليه}
عن جرير بن عبد الله البجلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه
فيسأله فضلا أعطاه الله إياه فيبخل عليه إلا أخرج الله له يوم القيامة من جهنم حية
يقال لها شجاع فيطوق به. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وإسناده جيد.
وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما رجل أتاه ابن عمه يسأله من فضله
فمنعه منعه الله فضله يوم القيامة قلت فذكر الحديث وهو في البيوع. رواه الطبراني
في الصغير والأوسط وفيه محمد بن الحسن الفردوسي ضعفه الأزدي بهذا الحديث.
{باب الاحسان إلى الأباعد}
عن العباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عم ولدك قوم لجج وخيرهم
لذي بعد. رواه الطبراني في الصغير وفيه مجاهيل ولا يصح.
154

{باب ما جاء في الأولاد}
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لكل شجرة ثمرة وثمرة
القلب الولد ان الله لا يرحم من لا يرحم ولده والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا
رحيم قلنا يا رسول الله كلنا يرحم قال ليس رحمته أن يرحم أحدكم صاحبه إنما الرحمة
أن يرحم الناس. رواه البزار وفيه أبو مهدي سعيد بن سنان وهو ضعيف متروك
وقال صدقة بن خالد حدثني أبو مهدي سعيد بن سنان مؤذن أهل حمص وكان ثقة
مرضيا، ولا يصح إسناد هذه الحكاية. وعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال الولد ثمرة القلب وإنه مجبنة مبخلة محزنة. رواه أبو يعلي والبزار وفيه عطية
العوفي وهو ضعيف. وعن الأشعث بن قيس قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في
وفد كندة فقال لي هل لك من ولد قلت غلام ولد في مخرجي إليك من ابنة حمد
ولوددت أن مكانه شبع القوم قال لا تفكر ذاك فإنه فيهم قرة عين وأجر إذا قبضوا
ثم ولني قلت ذلك أنه لمجبنة محزنة إنهم لمجبنة محزنة. رواه أحمد والطبراني وفيه
مجالد بن سعيد وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. وعن الأسود
ابن خلف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ حسنا فقبله ثم أقبل عليهم فقال إن
الولد مبخلة مجهلة مجبنة. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن عمرو
قال رأيت رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب الناس فخرج الحسين
ابن علي رضي الله عنه في عنقه خرقة يجرها فعثر فيها فسقط على وجهه فنزل النبي
صلى الله عليه وسلم عن المنبر يريده فلما رآه الناس أخذوا الصبي فأتوه به فأخذه
وحمله فقال قاتل الله الشيطان ان الولد فتنة والله ما علمت اني نزلت عن المنبر
حتى أتيت به. رواه الطبراني عن شيخه حسن ولم ينسبه عن عبد الله بن علي
الجارودي ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما ولد في أهل بيت غلام إلا أصبح فيهم عز لم يكن. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه هاشم بن صالح ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله وثقوا.
155

وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ولدت الجارية بعث
الله عز وجل إليها ملكا يزف إليها البركة زفا يقول ضعيفة خرجت من ضعيفة القيم عليها معان
إلى يوم القيامة وإذا ولد الغلام بعث الله ملكا من السماء فقبل بين عينيه
وقال الله يقرئك السلام. رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه لكن لم ينسبه عن
عبد الله بن سليمان المصري ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. وعن نبيط يعني ابن
شريط قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ولد لرجل ابنة بعث الله عز وجل ملائكة يقولون
السلام عليكم أهل البيت يكسونها بأجنحتهم ويمسحون بأيديهم على رأسها ويقولون
ضعيفة خرجت من ضعيفة القيم عليها معان إلى يوم القيامة. رواه الطبراني في الصغير
وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكرهوا
البنات فإنهن المؤنسات الغاليات. رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه
حسن، وبقية رجاله ثقات. وعن السائب بن يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل حسنا
فقال له الأقرع بن حابس لقد ولد لي عشر ما قبلت واحدا منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم
لا يرحم الله من لا يرحم الناس. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر الوالد إلى ولده فسره كان
للولد عتق نسمة قيل يا رسول الله وإن نظر ثلاثمائة وستين نظرة قال الله أكبر.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وقال فيه لا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا
الاسناد وإسناده حسن فيه إبراهيم بن أعين وثقه ابن حبان وضعفه غيره. وعن
ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ريح الولد من ريح الجنة.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه محمد بن عثمان بن سعيد وهو
ضعيف. وعن أنس أن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ابن له فقبله وأجلسه
على فخذه وجاءته بنت له فأجلسها بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا سويت
بينهم. رواه البزار فقال حدثنا بعض أصحابنا ولم يسمه، وبقية رجاله ثقات.
{باب منه في الأولاد. الأقارب وفضل النفقة عليهم}
وقد تقدم في النكاح بعض ذلك. عن المطلب بن عبد الله الرومي قال
156

دخلت على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا بني ألا أحدثك بما
سمعت من فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى يا أمه قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول من أنفق على ابنتين أو أختين أو ذوي قرابة يحتسب النفقة عليهما حتى يغنيهما
من فضل الله أو يكفيهما كانتا سترا له من النار. رواه أحمد والطبراني وفيه محمد
ابن حميد المدني وهو ضعيف. وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من كان له ثلاث بنات يؤدبهن ويرحمهن ويكفلهن وجبت له الجنة البتة قيل يا رسول
الله فان كانتا اثنتين قال وإن كانتا اثنتين قال فرأى بعض القوم أن لو قال واحدة
لقال واحدة. رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط بنحوه وزاد ويزوجهن
من طرق واسناد أحمد جيد. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من كانت له أختان فأحسن إليهما صحبتهما دخل بهما الجنة - قلت رواه ابن ماجة
إلا أنه قال ابنتان بدل أختان - رواه أحمد وفيه شرحبيل بن سعد وثقه ابن
حبان وضعفه جمهور الأئمة، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من كفل يتيما له ذو قرابة أو لا قرابة له فانا وهو في الجنة
كهاتين وضم أصبعيه ومن سعى على ثلاث بنات فهو في الجنة وكان له كأجر
مجاهد في سبيل الله صائما قائما. رواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس.
وعن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يكون
له ثلاث بنات فينفق عليهن حتى يبلغن أو يمتن إلا كن له حجابا من النار فقالت
امرأة أو اثنتان قال وثنتان. رواه الطبراني وفيه النهاس بن قهم وهو ضعيف.
وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أمتي من أحد
يكون له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات يعولهن حتى يبلغن إلا كان معي في الجنة
هكذا وجمع أصبعيه السبابة والوسطى - قلت له في الصحيح من عال جاريتين -
رواه الطبراني في الأوسط باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح.
وعن أبي المحبر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عال ابنتين أو أختين أو خالتين
157

أو عمتين أو جدتين فهو معي في الجنة كهاتين وضم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبعيه السبابة
والتي جنبها فان كن ثلاثا فهو ممدوح وإن كن أربعا أو خمسا فيا عباد الله أدركوه
اتوصوه ضاربوه. رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من كانت
له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وعلمها وأحسن تعليمها وأوسع عليها من نعم الله التي
أوسع عليه كانت له منعة وسترا من النار. رواه الطبراني وفيه طلحة بن يزيد وهو
وضاع. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كن له ثلاث
بنات فعالهن وآواهن وكفهن وجبت له الجنة قلنا وبنتين قال وبنتين قلنا وواحدة
قال وواحدة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم. وعن أنس أن
امرأة دخلت على عائشة ومعها بنتان لها قال فأعطتها عائشة ثلاث تمرات فأعطت
كل واحدة منهما تمرة ثم أخذت تمرة لتضعها في فمها قال فنظر الصبيان إليها قال فصدعتها
نصفين فأعطت كل واحدة منهما نصفا وخرجت فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثته
عائشة بما فعلت أو تفعل المرأة قال فلقد دخلت بذلك الجنة. رواه البزار وفيه عبيد الله
ابن فضالة وذكره المزي في ترجمة مسلم بن إبراهيم الفراهيدي الراوي عنه فقال عبيد الرحمن
ابن فضالة أخو مبارك بن فضالة قلت ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن الحسن بن علي رضي الله عنه قال جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها
ابناها فسألته فأعطاها ثلاث تمرات لكل واحد منهم تمرة فأعطت كل واحد منهم
تمرة فأكلها ثم نظرا إلى أمهما فشقت التمرة بنصفين وأعطت كل واحد منهما
نصف تمرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رحمها الله برحمتها ابنيها. رواه
الطبراني في الصغير والكبير وفيه خديج بن معاوية الجعفي وهو ضعيف.
{باب لعب الأولاد}
عن ابن عباس قال أخذ العباس ابنه قثم فوضعه على صدره وهو يقول:
قثم شبيه ذي * الانف الأشم * نبي ذي النعم * برغم من زعم
158

رواه الطبراني وهو بطوله من حديث أنس في قصة الحجاج بن علاط وإسناده جيد.
وعن سهل بن سعد قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على صبيان وهم يلعبون بالتراب فنهاهم
بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال دعهم فان التراب ربيع الصبيان. رواه
الطبراني وفيه محمد بن الدعيبي وهو متهم بهذا الحديث وغيره.
{باب تأديب الأولاد}
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما نحل والد ولدا أفضل من أدب حسن.
رواه الطبراني وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير وهو متروك. وقد تقدم
في الأدب تأديب الأولاد.
{باب متى يعذر الوالد في أدب ولده}
عن أبي جبيرة قال قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم الولد سيد سبع سنين وعبد سبع
سنين ووزير سبع سنين فان رضيت مكاتفته لإحدى وعشرين والا فاضرب على
جنبه فقد اعتذرت إلى الله عز وجل. رواه الطبراني في الأوسط وقال لا يروي عن
النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد، وفيه زيد بن جبيرة بن محمود وهو متروك.
{باب فيمن يولد بعد المائة}
عن صخر بن قدامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يولد بعد مائة سنة
مولود لله فيه حاجة. رواه الطبراني عن شيخه أحمد بن القاسم بن مساور ومحمد بن
جعفر بن أعين ولم أعرفها، وبقية رجاله رجال الصحيح ويحتمل انه أراد لا يولد
لأحد بعد أن يكمل من العمر مائة سنة ولد في الغالب فان ولد له فلا يعيش الوالد
حتى يؤدبه فيتعلم المعاصي والله أعلم.
{باب فيمن يربي الصغار}
عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ربى صغيرا
حتى يقول لا إله إلا الله لم يحاسبه الله. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه
سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن
159

رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء الحرفة فقال رب صغيرا فسأله فقال مهرا أو جارية
أو غلاما. رواه الطبراني وفيه عبد الله بن يزيد البكري وهو ضعيف.
{باب ما جاء في الأيتام والأرامل والمساكين}
عن أبي هريرة أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال امسح
رأس اليتيم وأطعم المسكين. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي الدرداء
قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه قال أتحب يلين قلبك وتدرك حاجتك
ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك. رواه
الطبراني وفي إسناده من لم يسم، وبقية مدلس. وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل
على امرأة من خثعم فقال كيف تجدينك فقالت لا أراني الا لما بي ميتة فقال النبي
صلى الله عليه وسلم وددت أنك لم تخرجي من الدنيا حتى تكفلي يتيما أو تجهزي غازيا.
رواه الطبراني وفيه نفيع أبو داود الأعمى وهو كذاب. وعن عائشة قالت قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وجمع بين السبابة والوسطى والساعي
على اليتيم والأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله والصائم القائم لا يفتر. رواه
أبو يعلي والطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله
ثقات. وعن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما قعد يتيم مع
قوم على قصعتهم فيقرب قصعتهم شيطان. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن
ابن واصل وهو الحسن بن دينار وهو ضعيف لسوء حفظه وهو حديث حسن والله
أعلم. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أحب البيوت
إلى الله بيت فيه يتيم يكرم. رواه الطبراني وفيه إسحاق بن إبراهيم الحنيني وقد
كان ممن يخطئ. وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مسح على رأس يتيم
لم يمسحه إلا لله كان له في كل شعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمة
أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وفرق بين أصبعيه السبابة والوسطى.
رواه أحمد والطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف. وعن عمرو بن
160

مالك القشيري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ومن ضم يتيما
بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله وجبت له الجنة. رواه أحمد
والطبراني وفيه علي بن زيد وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن زرارة بن
أوفي عن رجل من قومه يقال له مالك أو ابن مالك سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من ضم يتيما بين
مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة البتة ومن أدرك والديه
أو أحدهما ثم لم يبرهما ثم دخل النار فأبعده الله وأيما مسلم أعتق رقبة مسلمة كانت له فكاكه من
النار. رواه أبو يعلي والسياق له واحمد باختصار والطبراني وهو حسن الاسناد. وعن بشير
ابن عقربة الجهني قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقلت ما فعل أبي قال
استشهد رحمة الله عليه فبكيت فأخذني فمسح رأسي وحملني معه وقال أما ترضى
أن أكون أنا أبوك وتكون عائشة أمك. رواه البزار وفيه من لا يعرف. وعن عبد الله
ابن أبي أوفي قال بينا نحن قعود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اتاه غلام
فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله غلام يتيم وأخت له يتيمة وأم له أرملة أطعمنا
أطعمك الله مما عندك حتى نرضى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحسن
ما قلت يا غلام انطلق إلى أهلنا فائتنا بما وجدت عندهم من طعامك فأتى بأول
بواحدة وعشرين تمرة فوضعها في كف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار
رسول الله صلى الله عليه وسلم بكفيه إلى فيه ونحن نرى أنه يدعو الله بالبركة ثم قال يا غلام سبعا
لك وسبعا لامك وسبعا لأختك فتعشى بتمرة وتغدى بأخرى فلما انصرف الغلام
من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قام إليه معاذ بن جبل فوضع يده على رأسه
ثم قال جبر الله يتمك وجعلك خلفا لأبيك فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم قد رأيت ما صنعت بالغلام يا معاذ قال يا رسول الله رحمة للغلام فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك والذي نفس محمد بيده لا يلي أحد من المسلمين يتيما إلا جعل الله
تبارك وتعالى له بكل شعرة درجة وأعطاه بكل شعرة حسنة وكفر عنه بكل شعرة
سيئة. رواه البزار بتمامه وروى أحمد طرفا من أوله ثم قال فذكر الحديث بطوله
161

وفي الاسناد فائد أبو الورقاء وهو متروك. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنا أول من يفتح باب الجنة إلا أنه تأتي امرأة تبادرني فأقول لها مالك
ومن أنت فتقول أنا امرأة قعدت على أيتام لي. رواه أبو يعلي وفيه عبد السلام
ابن عجلان وثقه أبو حاتم وابن حبان وقال يخطئ ويخالف، وبقية رجاله ثقات.
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كفل يتيما له ذو قرابة أو لا قرابة له
فأنا وهو في الجنة كهاتين وضم أصبعيه. رواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس.
وعن عدي بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضم يتيما له أو لغيره حتى يغنيه
الله عنه وجبت له الجنة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه المسيب بن شريك وهو
متروك. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من آوى يتيما أو يتيمين ثم
صبر واحتسب كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وحول أصبعيه السبابة والوسطى.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم. وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين. رواه الطبراني وفيه إسحاق بن إبراهيم الحنيني وثقه
ابن حبان وقال يخطئ وضعفه الجمهور، وبقية رجاله وثقوا. وعن ابن عباس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من كفل له أو لغيره وجبت له الجنة إلا أن يكون عمل عملا لا يغفر. رواه
الطبراني وفيه داود بن الزبرقان وهو متروك. وعن ابن عباس ذكر النبي صلى الله عليه
وسلم ما من مسلم قبض يتيما بين المسلمين إلى طعامه وشرابه إلا أدخل الجنة البتة الا
أن يعمل ذنبا لا يغفر ومن أخذت كريمتاه فصبر واحتسب لم يكن له
ثواب إلا الجنة قيل وما كريمتاه قال عيناه قال ومن عال ثلاث بنات
علمهن وزوجهن وأحسن أدبهن أدخله الله الجنة فقال رجل من الاعراب أو اثنتين
قال أو اثنتين قال ابن عباس هذا من كرائم الحديث وغرره - قلت روى الترمذي
بعضه - رواه الطبراني وفيه حنش (1) بن قيس الرحبي وهو متروك. وعن بنت
لمرة عن أبيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كافل اليتيم له أو لغيره إذا اتقى معي في الجنة

(1) حنش بفتح النون بعد المهملة لقب له، واسمه حسين - على ما في نزهة
الألباب في الألقاب لابن حجر.
162

كهاتين يعني المسبحة والوسطى، وقال في طريق أخرى عن أم سعد بنت مرة الفهري
عن أبيها، وبنت لمرة لم أعرفها، وبقية رجاله ثقات. وعن أم سعيد بنت عمرو بن
مرة الجمحية قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كفل يتيما له أو لغيره
من الناس كنت أنا وهو في الجنة كهاتين. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن
جابر بن عبد الله قال قلت يا رسول الله مما أضرب يتيمي قال مما كنت ضاربا منه
ولدك غير واف مالك بماله ولا مالك من ماله مالا. رواه الطبراني في الصغير وفيه
معلى بن مهدي وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وعن
عبد الرحمن بن أبزي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كن لليتيم كالأب
الرحيم قلت فذكر الحديث وهو في الزهد ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن عبد الله
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيم يمسح رأسه هكذا ووصف صالح أنه
وضع كفه على مقدم رأسه مما يلي جبهته ثم أصعدها إلى وسط رأسه ثم أحدرها
إلى مقدم رأسه أو إلى جبهته ومن كان له أب هكذا ووصف في الأوسط بنحوه
إلا أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان الغلام يتيما فامسحوا رأسه
هكذا إلى قدام وإذا كان له أب فامسحوا رأسه هكذا إلى خلف من مقدمه، وفيه محمد
ابن سليمان وقد ذكروا هذا من مناكير حديثه.
{باب ما جاء في الخادم}
عن عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمملوك على سيده
ثلاث خصال لا يعجله عن صلاته ولا يقيمه عن طعامه ويشبعه كل الاشباع. رواه
الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم و عبد الصمد بن علي ضعيف. وقد تقدم
الاحسان إلى الخادم في كتاب العتق.
{باب ما جاء في الجار}
عن نافع بن عبد الحارث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سعادة المرء الجار الصالح
والمركب الهني والمسكن الواسع. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن
163

عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة من أهل
البيت من جيرانه البلاء ثم قرأ (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت
الأرض). رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه يحيى بن سعيد العطار وهو
ضعيف. وعن رافع بن خديج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوا الجار قبل الدار
والرفيق قبل الطريق. رواه الطبراني وفيه أبان بن المحبر وهو متروك.
{باب حق الجار والوصية بالجار}
عن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.
رواه أحمد والطبراني بنحوه وصرح بقية بالتحديث فهو حديث حسن. وعن
جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيران ثلاثة جار له حق
واحد وهو أدنى الجيران وجار له حقان وجار له ثلاثة حقوق فأما الذي له حق
واحد فجار مشرك لا رحم له له حق الجوار واما الذي له الحقان فجار مسلم له حق الاسلام
وحق الجوار وأما الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم له حق الاسلام وحق الجوار
وحق الرحم. رواه البزار عن شيخه عبد الله بن محمد الحارثي وهو وضاع. وعن سعيد بن
زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للجار حق. رواه البزار وفيه إبراهيم بن
إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف. وعن رجل من الأنصار قال خرجت مع أهلي أريد
النبي صلى الله عليه وسلم وإذا به قائم وإذا رجل مقبل عليه فظننت أن لهما حاجة فجلست فوالله
لقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جعلت أرثي له من طول القيام ثم انصرف
فقمت إليه فقلت يا رسول الله لقد قام بك هذا الرجل حتى جعلت أرثى لك من
طول القيام قال أتدري من هذا قلت لا قال جبريل صلى الله عليه وسلم ما زال يوصي بالجار حتى
ظننت أنه سيورثه أما إنك لو سلمت عليه لرد عليك السلام. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن محمد بن سلمة قال مررت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على
الصفا واضعا خده على رجل فلم ألبث أن ناداني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا محمد بن سلمة
ما منعك ان تسلم فقال محمد بن مسلمة يا رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيتك فعلت
164

بهذا الرجل شيئا لم تفعله بأحد من الناس فكرهت أن أقطعك عن حديثك فمن كان
يا رسول الله قال كان جبريل عليه السلام قال فما قال قال ما زال يوصيني بالجار حتى
كنت أنتظر أن يأمرني بتوريثه. رواه الطبراني وفيه عياش بن موسى السعدي
وقد ذكر ابن أبي حاتم عياش بن مؤنس وروى عنه اثنان فإن كان هذا ابن مؤنس
فرجاله ثقات وإلا فلم أعرفه. وعن جابر قال جاء رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل
يصليان حيث يصلى على الجنائز فقال الرجل يا رسول الله من هذا الرجل الذي رأيته
معك قال وهل رأيته قال نعم قال لقد رأيت خيرا كثيرا هذا جبريل صلى الله عليه وسلم ما زال
يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. رواه البزار وفيه الفضل بن مبشر وثقه ابن
حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. رواه البزار وفيه داود
ابن فراهيج وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وعن أنس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. رواه البزار وفيه
محمد بن ثابت بن أسلم وهو ضعيف. وعن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لقد أوصاني جبريل عليه السلام بالجار حتى ظننت أنه ليورثه. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط وفيه المطلب بن عبد الله بن حنطب وهو ثقة وفيه
ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو على ناقته الجدعاء في حجة الوداع يقول أوصيكم بالجار حتى أكثر فقلت انه يورثه.
رواه الطبراني وإسناده جيد. وعن معاوية بن حيدة قال قلت يا رسول الله ماحق
جاري قال إن مرض عدته وإن مات شيعته وإن استقرضك أقرضته وإن أعوز سترته
وإن أصابه خير هنأته وإن أصابته مصيبة عزيته ولا ترفع بناءك فوق بنائه فتسد عليه
الريح ولا تؤذه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها. رواه الطبراني وفيه أبو بكر الهذلي
وهو ضعيف. وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طبخ أحدكم قدرا
فليكثر مرقها ثم ليناول جاره منها. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيد الله بن
165

سعيد قائد الأعمش وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات. وعن
أسماء بنت أبي بكر قالت كنت مرة في أرض قطعها النبي صلى الله عليه وسلم لأبي
سلمة والزبير في أرض البصير فخرج الزبير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنا جار من اليهود
فذبح شاة فطبخت فوجدت ريحها فدخلني من ريح اللحم ما لم يدخلني من شئ
قط وأنا حامل بابنة لي تدعى خديجة فلم أصبر فطلعت فدخلت على امرأته أقتبس
منها نارا لعلها تطعمني وما بي من حاجة إلى النار فلما شممت ريحه ورأيته ازددت
شرا فأطفأته ثم جئت الثانية أقتبس مثل ذلك ثم الثالثة فلما رأيت ذلك قعدت
أبكي وأدعو الله فجاء زوج اليهودية فقال أدخل عليكم أحد قال العربية دخلت
تقتبس نارا قال فلا آكل منها أبدا أو ترسلي إليها منها فأرسلت إلي بقدحة ولم يكن
في الأرض شئ أدعى إلي من تلك الاكلة قال ابن بكير القدحة الغرفة. رواه
الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن عائشة أم
المؤمنين قالت قلت يا رسول الله يكون لي جاران أحدهما بابه قبالة بابي والآخر شاسع
عن بابي وهو أقرب في الجدر فبأيهما أبدأ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابدئي بالذي بابه
قبالة بابك - قلت هو في الصحيح بغير سياقه - رواه أبو يعلي واللفظ لأحمد والطبراني
في الأوسط وفيه عويد بن أبي عمران وهو متروك. وعن معاوية بن حيدة قال
قلت يا رسول الله ان لي جارين فإلى أيهما أهدي قال إلى أقربهما منك بابا.
رواه الطبراني وفيه مسعدة بن اليسع وهو كذاب.
{باب اكرام الجار}
عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم جاره ومن كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليقل حقا أو ليسكت، وفي رواية من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه
ثلاث مرات من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ثلاث مرات. رواه كله
166

أحمد بأسانيد ورجال الأول رجال الصحيح غير علقمة بن عبد الله المزني وهو
ثقة. وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه. رواه أهمد ورجاله ثقات. وعن
عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحفظ جاره ومن كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت. رواه أحمد والطبراني وإسنادهما
حسن. قلت وبقية هذه الأحاديث في الضيافة.
{باب فيمن يشبع وجاره جائع}
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما آمن بي من بات
شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به. رواه الطبراني والبزار وإسناد البزار
حسن. وعن ابن عباس أنه قال وهو ينحل ابن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع. رواه الطبراني وأبو يعلي ورجاله ثقات.
وعن عباية بن رفاعة قال بلغ عمر أن المانبا القصد قال انقطع الصويت فبعث إليه
محمد بن سلمة فلما أخرج زنده وأورى ناره وابتاع حطبا بدرهم وقيل لسعد
ان رجلا فعل كذا وكذا قال ذاك محمد بن سلمة فخرج إليه فحلف بالله ما قاله
فقال نودي عنك الذي تقول وتفعل ما أمرنا به وأقبل عليه يعرض عليه أن يزوره
فأبى فخرج على عمر فهجر إليه فسار ذهابه ورجوعه تسع عشرة ليلة فقال لولا حسن
الظن بك لروينا أنك لم تودعنا قال بلى أرسل يقرأ عليك السلام ويعتذر ويحلف
بالله ما قال قال فهل زودك شيئا قال لا قال فما منعك أن تزودني أنت قال إني
كرهت أن آمر لك فيكون لك البارد ويكون علي الحار وحولي أهل المدينة وقد
قتلهم الجوع وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يشبع الرجل دون
جاره. رواه أحمد وأبو يعلي ببعضه ورجاله رجال الصحيح إلا أن عباية بن رفاعة
167

لم يسمع من عمر. وعن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أعطيكم وأدع
أهل الصفة يلوي بطونهم الجوع. رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
{باب فيمن له جار فقير لا يصله}
عن أنس بن مالك قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
الله أكسني فأعرض عنه فقال يا رسول الله أكسني فقال أمالك جار له فضل ثوبين
قال بلى غير واحد قال فلا يجمع الله بينك وبينه في الجنة. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه المنذر بن زياد الطائي وهو متروك.
{باب حد الجوار}
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الجار أربعون دارا
هكذا وهكذا وهكذا وهكذا يمينا وشمالا وقدام وخلف. رواه أبو يعلي عن شيخه
محمد بن جامع العطار وهو ضعيف. وحديث كعب بن مالك في باب أذى الجار.
{باب ما جاء في جار السوء وامام السوء وزوجة السوء نعوذ بالله منهم}
عن فضالة بن عبيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة من العواقر امام
إن أحسنت لم يشكر وإن أسأت لم يغفر وجار سوء ان رأى خيرا دفنه وإن شرا
أذاعه وامرأة إن حضرت آذتك وإن غبت عنها خانتك. رواه الطبراني وفيه محمد
ابن عصام بن يزيد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله وثقوا.
{باب ما جاء في أذى الجار}
عن المقداد بن الأسود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ما تقولون في الزنا قالوا حرام
حرمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه
لان يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره قال فقال ما تقولون
في السرقة قالوا حرامها الله ورسوله فهي حرام قال لان يسرق الرجل من عشرة
أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره. رواه أحمد والطبراني في الكبير
والأوسط ورجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال قال رجل يا رسول الله ان
168

فلانة فذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها
قال هي في النار قال يا رسول الله فان فلانة فذكر من قلة صيامها وصلاتها وأنها
تصدق بالأثوار (1) من الأقط لا تؤذي بلسانها جيرانها قال هي في الجنة. رواه أحمد
والبزار ورجاله ثقات. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله
لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا وما ذاك يا رسول الله قال جار لا يؤمن
جاره بوائقه قالوا يا رسول الله وما بوائقه قال شره - قلت لأبي هريرة في الصحيح
لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وعن طلق بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس بالمؤمن الذي لا يأمن جاره بوائقه.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أيوب بن عتبة ضعفه الجمهور وهو صدوق
كثير الخطأ. وعن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
ما هو بمؤمن من لا يأمن جاره بوائقه. رواه أبو يعلي وفيه ابن إسحاق وهو مدلس.
وعن كعب بن مالك قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله إني نزلت في محلة
بني فلان وإن أشدهم لي أذى أقربهم لي جوارا فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبا بكر وعمر وعليا يأتون المسجد فيقولون على بابه فيصيحون ألا إن أربعين دارا
جار ولا يدخل الجنة من خاف جاره بوائقه. رواه الطبراني وفيه يوسف بن السفر
وهو متروك. وعن أبي مسعود قال جاء رجل إلى فاطمة فقال يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
هل ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا تطرفينيه قالت يا جارية هات تلك
الحريرة فطلبتها فلم تجدها فقالت ويحك اطلبيها فإنها تعدل عندي حسنا وحسينا
فطلبتها فإذا هي قد قمتها في قمامتها فإذا فيها قال محمد صلى الله عليه وسلم ليس من
المؤمنين من لا يأمن جاره بوائقه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت إن الله يحب الحي الحليم
المتعفف ويبغض الفاحش البذئ السائل الملحف إن الحياء من الايمان والايمان
في الجنة والفحش من البذاء والبذاء في النار. رواه الطبراني وفيه سوار بن مصعب

(1) الثور: إناء.
169

وهو متروك. وعن أبي جحيفة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يشكو جاره قال اطرح متاعك على الطريق فطرحه فجعل الناس يمرون عليه ويلعنونه
فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما لقيت من الناس قال وما لقيت منهم قال
يلعنوني قال لعنك الله قبل الناس فقال إني لا أعود فجاء الذي شكاه إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال ارفع متاعك فقد كفيت. رواه الطبراني والبزار بنحوه إلا أنه قال
ضع متاعك على الطريق أي على ظهر الطريق فوضعه فكان كل من مر قال ما شأنك قال جاري
يؤذيني فيدعو عليه فجاء جاره فقال رد متاعك فلا أؤذيك أبدا، وفيه أبو عمر المنبهي؟
تفرد عنه شريك، وبقية رجاله ثقات. وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا قليل من أذى الجار. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اطلع من بيت جاره فنظر إلى عورة أخيه
المسلم أو شعر امرأته أو شئ من (1) جسدها كان حقا على الله أن يدخله النار. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبسة وهو وضاع. وعن عبد الله بن عمر قال
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غراة فقال لا يصحبنا اليوم من آذى جاره فقال
رجل من القوم أنا بلت في أصل حائط جاري فقال لا تصحبنا اليوم. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
{باب خصومة الجيران يوم القيامة}
عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول خصمين يوم
القيامة جاران. رواه أحمد والطبراني بنحوه وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال
الصحيح غير أبي عشانة وهو ثقة.
{باب فيمن يصبر على أذى جاره}
عن مطرف يعني ابن عبد الله قال كان يبلغني عن أبي ذر حديثا وكنت أشتهي
لقاءه فلقيته فقلت يا أبا ذر كان يبلغني عنك حديثك وكنت أشتهي لقاءك قال
لله تبارك وتعالى أبوك قد لقيتني فهات قلت حديثا بلغني أن رسول الله

(1) " من " غير موجودة في الأصل.
170

صلى الله عليه وسلم حدثك قال إن الله عز وجل يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة قال فما أخالني
أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت فمن هؤلاء الثلاثة الذين يحبهم الله عز وجل
قال رجل غزا في سبيل الله صابرا محتسبا فقاتل حتى قتل وأنتم تجدونه عندكم في
كتاب الله عز وجل ثم تلا (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان
مرصوص) قلت ومن قال رجل كان له جار سوء يؤذيه فصبر على أذاه حتى يكفيه الله
إياه بحياة أو موت - قلت فذكر الحديث وقد رواه النسائي وغيره غير ذكر الجار -
رواه أحمد والطبراني واللفظ له وإسناد الطبراني وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح.
{باب الإخاء بين المسلمين}
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم آخي بين الزبير وابن مسعود.
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجال الأوسط ثقات. وعن أنس قال آخي
رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه آخى بين سلمان وأبي الدرداء وبين عوف بن مالك
وبين صعب بن جثامة. رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح. وعن زيد بن حارثة
قال قلت يا رسول الله آخيت بيني وبين حمزة. رواه البزار والطبراني ورجال البزار
رجال الصحيح وكذلك أحد إسنادي الطبراني. وعن ابن عباس قال آخي رسول
الله صلى الله عليه وسلم بين زيد بن حارثة وحمزة. رواه البزار وفيه اسحق الفروي
وهو متروك. وعن ابن عباس قال كان زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخا
حمزة آخى بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي رواية عن ابن عباس أيضا قال
قال زيد بن حارثة في ابنة حمزة ابنة أخي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين أبيها،
وفي إسنادهما الحجاج بن أرطأة وهو مدلس، وبقية رجالهما رجال الصحيح. وعن
عمرو بن قيس وعسل بن كعب أحد بني زمام أن جده مازن بن خيثمة يعني جد
عمرو بن قيس بعثهما معاذ بن جبل حين نزل بين السكون والسكاسك وقال حتى
أسلم الناس وافدين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخى بين السكون والسكاسك.
رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين أبي
171

الدرداء وسلمان. رواه الطبراني وفيه جسر بن فرقد وهو ضعيف. وتأتي أحاديث نحوها.
{باب ما جاء في الحلف}
عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شهدت حلف المطلبين
مع عمومتي وأنا غلام فما أحب أن لي حمر النعم واني أنكثه قال الزهري قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لم يصب الاسلام حلفا إلا زاده شدة ولا حلف في الاسلام وقد ألف رسول
الله صلى الله عليه وسلم بين قريش والأنصار. رواه أحمد وأبو يعلي والبزار ورجال
حديث عبد الرحمن بن عوف رجال الصحيح وكذلك مرسل الزهري. وعن ابن
عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما يسرني أن لي حمر النعم واني نقضت الحلف الذي
في دار الندوة. رواه الطبراني وفيه مرزوق بن المرزبان ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال
الصحيح. وعن بديل بن ورقاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخل في حلف يوم الحديبية
خزاعة وكتب إليهم وإلى بديل بن ورقاء سروات (1) بني عمرو سلام عليكم فاني
أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فاني لم أيم بالكم ولم أضع في
حينكم وان أكرم تهامة على لأنتم ومن تبعكم من المطلبيين وقد أخذت لمن
هاجر مثل ما أخذت لنفسي ولو هاجر بأرضه غير ساكن مكة وانكم غير خائفين من قبلي
ولا مخوفين هذا أو نحوه. رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. وعن سلمة بن
بديل بن ورقاء قال دفع إلى أبي بديل بن ورقاء هذا الكتاب فقال يا بني هذا كتاب
النبي صلى الله عليه وسلم فاستوصوا به ولن تزالوا بخير ما دام فيكم بسم الله الرحمن الرحيم من
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بديل بن ورقاء وبشر سروات بني عمرو فاني
أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو وأما بعد فاني لم أيم بالكم ولم أضع في حينكم وان
أكرم تهامة على أنتم وأقربه مني رحما ومن تبعكم من المطلبين واني أخذت لمن
هاجر منكم مثل ما أخذت لنفسي ولو هاجر بأرضه غير ساكن مكة إلا معتمرا أو حاجا
واني لم أضع فيكم ان سلمت وانكم غير خائفين من قبلي ولا مخفرين أما بعد فإنه
قد أسلم علقمة بن علاثة وابنا عون وبايعا علي من تبعهم من عكرمة وآخذ لمن تبعه

(1) أي رؤساء، وسراة كل شئ: أعلاه.
172

منكم مثل ما أخذ لنفسي وان بعضنا من بعض أبدا في الحل والحرم قال أبو محمد
وحدثني أبي قال سمعت أشياخنا يقولون هو خط علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا حلف في الاسلام وما كان في الجاهلية لم يزده الاسلام الا شدة أو حدة.
رواه أبو يعلي واحمد باختصار ورجالهما رجال الصحيح. وعن قيس بن عاصم انه
سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف فقال ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به ولا حلف
في الاسلام. رواه أحمد وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حلف
في الاسلام وإنما حلف كان في الجاهلية فلم يزد في الاسلام إلا شدة. رواه أبو يعلي
والطبراني وفيه جده بن أبي مليكة ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. وعن فرات بن حبان
العجلي انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حلف الجاهلية فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعلك تسأل عن لخم وتميم قال نعم يا رسول الله فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا يزيده الاسلام الا شدة. ورجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف.
{باب الزيارة وإكرام الزائرين}
عن عبد الله بن قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر زيارة
الأنصار خاصة وعامة فكان إذا زار خاصة أتى الرجل في منزله وإذا زار عامة
أتى المسجد. رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أنس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد مسلم أتي أخاه يزوره في الله إلا ناداه
مناد من السماء ان طبت وطابت لك الجنة وإلا قال الله في ملكوت عرشه عبدي
زارني وعلي قراه فلم يرض له بثواب دون الجنة. رواه البزار وأبو يعلي ورجال
أبي يعلي رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة. وعن أبي رزين العقيلي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا رزين ان المسلم إذا زار أخاه المسلم شيعه
سبعون ألف ملك يصلون عليه يقولون اللهم كما وصله فيك فصله. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه عمرو بن الحصني وهو متروك. وعن أنس بن مالك عن النبي
173

صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم برجالكم في الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال النبي في
الجنة والصديق في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في
الجنة. قلت فذكر الحديث وقد تقدم في النكاح في حق الزوج على المرأة هو وبقية طرقه.
وعن أم سلمة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اصلحي لنا المجلس فإنه ينزل ملك
إلى الأرض لم ينزل إليها قط. رواه أحمد وفيه تابعي لم يسم، وبقية رجاله ثقات.
وعن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤاخي بين الاثنين من أصحابه
فتطول على أحدهما الليلة حتى يلقى أخاه فيلقاه بود ولطف فيقول كيف كنت بعدي
وأما العامة فلم يكن يأتي على أحدهما ثلاث لا يعلم علم أخيه. رواه أبو يعلي وفيه
عمران بن خالد الخزاعي وهو ضعيف. وعن أم نجيد أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأتينا في بني عمرو بن عوف فاتخذ له سويقا في قعبة فإذا جاء سقيته إياها. رواه أحمد
ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس. وعن ابن عمر أنه دخل على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فألقى إلي وسادة حشوها ليف فلم أقعد عليها بقيت بيني وبينه.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك قال دخل عمر على سلمان
الفارسي فألقى له وسادة فقال ما هذا يا أبا عبد الله فقال سلمان الفارسي سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم يدخل عليه أخوه المسلم فيلقى له وسادة إكراما
وإعظاما إلا غفر الله له. رواه الطبراني في الصغير وفيه عمران بن خالد الخزاعي
وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك قال دخل سلمان على عمر وهو متكئ على وسادة
قال فألقاها إلي ثم قال يا سلمان ما من مسلم يدخل على أخيه المسلم فيلقى إليه وسادة
إكراما له إلا غفر الله له. رواه الطبراني وفيه عمران بن خالد الخزاعي وهو ضعيف.
وعن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا بنا إلى بني واقف
نزور البصير رجل كان مكفوف البصر. رواه البزار واللفظ له والطبراني ورجال
البزار رجال الصحيح غير إبراهيم بن المستمر العروقي وهو ثقة. وعن جابر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا بنا إلى بني واقف نزور البصير. رواه
174

البزار رجاله رجال الصحيح غير موسى بن عبد الرحمن المسروق وهو ثقة إلا أن البزار
قال لم يروه من حديث جابر إلا حسين بن علي الجعفي وأحسبه أخطأ فيه. وعن
قال قال عبد الله لأصحابه حين قدموا عليه هل تجالسون قالوا لا نترك ذاك
قال فهل تزاورون قالوا نعم يا أبا عبد الرحمن إن الرجل منا ليفقده أخاه فيمشي
على رجليه إلى آخر الكوفة حتى يلقاه قال إنكم لن تزالوا بخير ما فعلتم ذلك.
رواه الطبراني وإسناده منقطع. وعن حبيب بن إبراهيم بن سبيط أنه دخل على
عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي فرمى إليه بوسادة كانت تحته وقال من لم يكرم
جليسه فليس من أحمد ولا من إبراهيم عليهما السلام. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
وعن أبي هريرة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة زر غبا تزدد
حبا. رواه البزار والطبراني في الأوسط وقال البزار لا يعلم فيه حديث صحيح.
وعن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زر غبا تزدد حبا. رواه البزار
وفيه عويد بن أبي عمران وهو متروك. وعن حبيب بن سلمة الفهري قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم زر غبا تزدد حبا. رواه الطبراني في الثلاثة وفيه محمد بن مخلد الرعيني
وهو ضعيف. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زر غبا تزدد
حبا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية ورجاله
ثقات. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زر غبا
تزدد حبا. رواه الطبراني وإسناده جيد.
{باب ما جاء في الضيافة}
عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا خير فيمن لا يضيف. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وحديثه حسن. وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروما فله أن يأخذ بقدر قراه ولا حرج عليه.
رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بقري
الضيف. رواه الطبراني والبزار وإسناده ضعيف. وعن أبي هريرة قال سمعت رسول
175

الله صلى الله عليه وسلم يقول للضيف على من نزل به من الحق ثلاث فما زاد فهو صدقة
وعلى الضيف أن يرتحل لا يؤثم أهل منزله - قلت رواه أبو داود باختصار - رواه
أبو يعلي والبزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. وعن التلب
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الضيافة ثلاثة أيام حق لازم فما كان
بعد ذلك فصدقة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفه. وعن أبي
سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم
ضيفه قالها ثلاثا قال وما كرامة الضيف يا رسول الله قال ثلاثة أيام فما جلس بعد
ذلك فهو صدقة. رواه أحمد مطولا هكذا ومختصرا بأسانيد، وأبو يعلي والبزار
وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله يعني ابن مسعود عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة وكل معروف صدقة. رواه
البزار ورجاله ثقات. وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو
صدقة. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
رشدين بن كريب وهو ضعيف. وعن أبي مالك الأشعري عن أبيه طارق أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال الضيافة ثلاثة أيام فما كان فوق ذلك فمعروف. رواه الطبراني
وفيه من لم أعرفهم. وعن زيد بن خالد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل
خيرا أو ليسكت والضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة. رواه البزار والطبراني ورجال
البزار رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن
كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت. رواه البزار وفي بعض رجاله
ضعف وقد وثقوا. وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو
176

ليسكت. رواه البزار وفيه محمد بن ثابت البناني وهو ضعيف. وعن عبد الله بن
عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم والآخر فليكرم
ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت ومن كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فليكرم جاره. رواه الطبراني وأحمد وإسنادهما حسن. ويأتي
في كتاب الزهد (1) في باب الصمت حديث عائشة وغيرها. وعن حميد الطويل
عن أنس قال دخل عليه قوم يعودونه في مرض به فقال يا جارية هلمي لأصحابنا ولو
كسرا فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مكارم الأخلاق من أعمال الجنة. رواه
الطبراني في الأوسط وإسناده جيد. وعن شهاب بن عباد أنه سمع بعض وفد عبد
القيس وهم يقولون قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد فرحهم بنا فلما
انتهينا إلى القوم أوسعوا لنا فقعدنا فرحب بنا النبي صلى الله عليه وسلم ودعا
لنا ثم نظر إلينا فقال من سيدكم وزعيمكم فأشرنا جميعا إلى المنذر بن عائذ فقال النبي
صلى الله عليه وسلم أهذا الأشج (2) فكان أول يوم وضع عليه هذا الاسم لضربة (3)
بحافر حمار قلنا نعم يا رسول الله فتخلف بعد القوم فعقل رواحلهم وضم متاعهم
ثم أخرج عيبته (4) فألقى عنه ثياب السفر ولبس من صالح ثيابه ثم أقبل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم وقد بسط النبي صلى الله عليه وسلم رجله واتكأ فلما دنا منه الأشج أوسع
القوم له وقالوا ههنا يا أشج فقال النبي صلى الله عليه وسلم واستوى قاعدا وقبض
رجله ههنا يا أشج فقعد عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحب به وألطفه
وسألهم عن بلادهم وسمى لهم قرية قرية الصنفا والمنقيرة وغير ذلك من قرى هجر
فقال بأبي وأمي يا رسول الله لأنت أعلم بأسماء قرانا منا فقال إني وطئت بلادكم
وفسح لي فيها قال ثم أقبل على الأنصار فقال يا معشر الأنصار أكرموا إخوانكم
فإنهم أشباهكم في الاسلام أشبه شئ بكم اشعارا وأبشارا أسلموا طائعين غير مكرهين
ولا موتورين إذا يا قوم أن يسلموا حتى فعلوا قال فلما أصبحوا قال وكيف رأيتم

(1) في الجزء العاشر.
(2) في الأصل " الاسبح " وهو تحريف.
(3) في الأصل " يضربه ".
(4) العيبة: ما يوضع فيه الثياب.
177

كرامة إخوانكم لكم وضيافتهم إياكم قالوا خير إخوان ألانوا فراشنا وأطابوا
مطعمنا وباتوا وأصبحوا يعلمونا كتاب ربنا تبارك وتعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم فأعجبت
النبي صلى الله عليه وسلم وفرج بها ثم أقبل علينا رجلا رجلا يعرضنا على من يعلمنا وعلمنا فمنا من علم التحيات وأم الكتاب والسورة والسورتين والسنن فأقبل علينا بوجهه
فقال هل معكم من أزوادكم ففرح القوم بذلك وابتدروا رواحلهم فأقبل كليب
رجل منهم معه صرة من تمر فوضعها على نطع بين يديه وأومأ بجريدة في يده كان
يتخصر بها فوق الذراعين فقال تسمون هذا التعضوض (1) قلنا نعم
ثم أومأ إلى صرة أخرى فقال تسمون هذا الصرفان قلنا نعم ثم أومأ إلى صرة أخرى
فقال تسمون هذا البرني (1) قلنا نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما إنه من خير تمركم وأنفعه
لكم قال فرجعنا من وفادتنا تلك فأكثرنا الغرز منه وعظمت رغبتنا فيه حتى صار
أعظم نخلنا وتمرنا البرني فقال الأشج يا رسول الله إن أرضنا أرض ثقيلة وخمة وإنا إذا
لم نشرب هذه الأشربة هيجت ألواننا وعظمت بطوننا فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا تشربوا في الدباء والحنتم والنقير وليشرب أحدكم على سقاء يلاث على
فيه (2) فقال له الأشج بأبي وأمي يا رسول الله رخص لنا في مثل هذه وأومأ بكفيه
فقال يا أشج اني ان رخصت لك في مثل هذه وقال بكفيه هكذا شربته في مثل هذه
وفرج بين يديه وبسطهما يعني أعظم منها حتى إذا ثمل أحدكم من شرابه قام إلى
ابن عمه فهزر (3) ساقه بالسيف وكان في القوم رجل من بني عقيل يقال له الحارث
قد هزرت ساقه في شراب لهم في بيت من الشعر تمثل به في امرأة منهم فقام بعض
أهل ذلك البيت فهزر ساقه بالسيف فقال الحارث لما سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
جعلت أسدل ثوبي فأغطي الضربة بساقي وقد أبداها لنبيه صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن نمير بن خرشة الثقفي قال وفدنا على رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأدركناه بالجحفة فاستبشر الناس بقدومنا وأمرهم بالقدوم

(1) أنواع من التمر.
(2) أي يشد على فمه برباط.
(3) أي ضرب، وتقدم الحديث في الجزء الخامس في الصفحة الستين.
178

معه إلى المدينة فكان يحض إخوانهم من الناس كل عشية عليهم يضيفونهم فيقول
إخوانكم ضيفانكم كل امرئ بقدر ما وسع الله عليه فيقوم الرجل فيأخذ الرجل والرجلين
وكان يأخذ الثلاثة عبد الرحمن بن عوف. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
محمد بن يزيد المستملي وهو وضاع.
{باب أدب الضيف}
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبسه الله نعمة فليكثر من
الحمد لله ومن كثرت همومه فليستغفر ومن أبطأ عنه رزقه فليكثر من قول لا حول
ولا قوة الا بالله ومن نزل مع قوم فلا يصومن الا باذنهم ومن دخل دار قوم فليجلس
حيث أمروه فان القوم أعلم بعورة دارهم. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وزاد
فيه وإن من الذنب المسخوط به على صاحبه الحقد في الحسد والكسل في العبادة والضنك
في المعيشة، وفيه يونس بن تميم ذكره الذهبي في الميزان وذكر هذا الحديث في ترجمته ولم
يذكر عن أحد تضعيفه.
{باب النهي عن التكلف}
عن شقيق أو نحوه شك قيس أن سلمان دخل عليه رجل فدعا له بما كان عنده فقال
لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أو لولا أنا نهينا أن يتكلف أحدنا لصاحبه
لتكلفنا لك. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد وأحد أسانيد الكبير
رجاله رجال الصحيح. وعن شقيق بن سلمة قال دخلت أنا وصاحب لي إلى سلمان
الفارسي فقال سلمان لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهي عن التكلف لتكلفت لكم ثم جاء
بخبز وملح فقال صاحبي لو كان في ملحنا عنقز فبعث سلمان بمطهرته فرهنها ثم جاء بعنقز
فلما أكلنا قال صاحبي الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا فقال سلمان لو قنعت بما رزقك
لم تكن مطهرتي مرهونة. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور
الطوسي وهو ثقة. وفي رواية عنده نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتكلف للضيف ما ليس عندنا.
{باب فيمن احتقر ما قدم إليه}
عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال دخل على جابر في نفر من أصحاب النبي
179

صلى الله عليه وسلم فقدم إليهم خبزا وخلا فقال كلوا فاني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول نعم الادام الخل انه هلاك بالرجل أن يدخل عليه النفر من اخوانه
فيحتقر ما في بيته أن يقدمه إليهم وهلاك بالقوم أن يحتقروا ما قدم إليهم قلت هو في
الصحيح باختصار رواه أحمد والطبراني في الأوسط وأبو يعلي إلا أنه قال وكفى
بالمرء شرا أن يحتقر ما قرب إليه، وفي اسناد أبي يعلي أبو طالب القاص ولم أعرفه،
وبقية رجال أبي يعلي وثقوا. وعن أبي عوانة أنه قال صنعت طعاما فدعوت سليمان
الأعمش فبلغني عنه أنه قال إن وضاحا دعانا على عرق عامر ورمان حامض قال فلقيت
رقبة بن مصقلة فشكوته إليه فقال أكفيك فلقيه فقال يا محمد دعاك أخ من إخواننا
فأكرمك ثم تقول على عرق عامر ورمان حامض أما والله ما علمتك إلا شرس الطبيعة
دائم التطرب سريع الملل مستخف بحق الدور كأنك تسعط الخردل إذا سيقت
الحكمة. رواه أبو يعلي وإسناده حسن.
[باب فيمن قدم إليه طعام فليأكل ولا يسأل عنه}
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم
فأطعمه طعاما فليأكل من طعامه ولا يسأل عنه وإن سقاه شرابا فليشرب من شرابه
ولا يسأل عنه. رواه أحمد وأبو يعلي وفيه مسلم بن خالد الزنجي (1) وثقه ابن معين
وغيره وضعفه احمد وغيره، وبقية رجالهما رجال الصحيح.
[باب شكر المعروف ومكافأة فاعله}
عن الأشعث بن قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن اشكر الناس لله تبارك
وتعالى أشكرهم للناس، وفي رواية لا يشكر الله من لا يشكر الناس. رواه كله أحمد
والطبراني ورجال أحمد ثقات. وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم كثيرا ما يقول لي يا عائشة ما فعلت أبياتك فأقول وأي أبياتي تريد يا رسول
الله فإنها كثيرة فيقول لي الشكر فأقول نعم بأبي أنت وأمي قال الشاعر:
ارفع صنيعك لا يجربك ضعفه * يوما فتدركه العواقب قد نما

(1) لقب بذلك لسواده أو لبياضه بعلاقة الضدية على ما في نزهة الألباب لابن حجر.
180

يجز بك أو يثني عليك وإن من * أثنى عليك بما فعلت كمن جزى
إن الكريم إذا أردت وصاله * لم تلف رثا حبله واهي القوى
قال فيقول يا عائشة إذا حشر الله الخلائق يوم القيامة قال لعبد من عباده اصطنع
إليه عبد من عباده معروفا هل شكرته فيقول أي رب علمت أن ذلك منك فشكرتك
عليه فيقول لم تشكرني إن لم تشكر من أجريت ذلك على يديه. رواه الطبراني في
الصغير والأوسط عن شيخه ذاكر بن شيبة العسقلاني ضعفه الأزدي. وعن أبي
المليح عن أسامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يشكر الله من لا يشكر الناس. رواه الطبراني
وفيه من لم أعرفهم. وعن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أشكر الناس لله عز وجل أشكرهم للناس. رواه الطبراني وفيه عبد المنعم بن نعيم وهو
ضعيف. وعن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يشكر للناس لم يشكر لله.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده
حسن. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اصطنع إليكم معروفا
فجازوه فان عجزتم عن مجازاته فادعوا له حتى يعلم أنه قد شكرتم فان الله شاكر يحب
الشاكرين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك
وهو عند أبي داود والنسائي بلفظ حتى تروا أنكم قد كافأتموه بدل حتى يعلم أن قد
شكرتم دون ما بعده. وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أتى إليه معروف
فليكافئ به ومن لم يستطع فليذكره فان من ذكره فقد شكره ومن تشبع بما لم يعط
فهو كلابس ثوبي زور. رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه صالح بن أبي الأخضر
وقد وثق على ضعفه، وبقية رجال أحمد ثقات. وعن طلحة يعني ابن عبيد الله قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولى معروفا فليذكره فمن ذكره فقد شكره
ومن كتمه فقد كفره. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وعن الحكم بن عمير قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له. رواه
181

الطبراني وفيه يحيى بن يعلي الأسلمي وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا قال الرجل جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء. رواه الطبراني
في الصغير وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف. وعن أبي أمامة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يمشي في شدة حر انقطع شسع نعله فجاء رجل بشسع فوضعه
في نعله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم ما حملت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم
يفعل ما حملت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد والطبراني وفيه علي
ابن يزيد الألهاني وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال لو قال لي فرعون بارك الله
فيك قلت وفيك وفرعون قد مات. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
{باب إتمام المعروف}
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استتمام المعروف أفضل من ابتدائه. رواه
الطبراني في الصغير وفيه عبد الرحمن بن قيس الضبي وهو متروك.
{باب شكر القليل}
عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يشكر القليل لم
يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر والجماعة
رحمة والفرقة عذاب. رواه عبد الله وأبو عبد الرحمن راويه عن الشعبي لم أعرفه،
وبقية رجاله ثقات. وعن أنس قال أتي النبي صلى الله عليه وسلم سائل فأمر له بتمرة فلم يأخذها
أو وحش بها قال وجاء آخر فأمر له بتمرة قال سبحان الله تمرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال فقال لجارية اذهبي إلى أم سلمة وأعطيه الأربعين درهما التي عندها. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح غير عمارة بن زاذان وثقه جماعة وضعفه الدارقطني.
{باب ما يقول إذا سئل عن حاله}
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلقى رجلا فيقول يا فلان كيف
أنت فيقول بخير أحمد الله فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم جعلك الله بخير فلقى النبي صلى الله عليه وسلم
ذات يوم فقال كيف أنت يا فلان قال بخير ان شكرت فسكت عنه النبي صلى الله
182

عليه وسلم فقال يا نبي الله انك كنت تسألني فتقول جعلك الله بخير وأنك اليوم
سكت عني فقال له اني كنت أسألك فتقول بخير أحمد الله فأقول جعلك الله بخير
وانك اليوم قلت بخير إن شكرت فشككت فسكت عنك. رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح غير مؤمل بن إسماعيل وهو ثقة وفيه ضعف.
{باب فيمن يرجى خيره وخير الناس وشرارهم}
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على ناس جلوس فقال أخبركم
بخيركم من شركم فسكت القوم فأعادها ثلاث مرات فقال رجل من القوم بلى يا رسول
الله قال خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من يرجي خيره ولا يؤمن
شره. رواه أحمد باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بشراركم قالوا بلي إن شئت يا رسول
الله قال إن شراركم الذي ينزل وحده ويجلد عبده ويمنع رفده قال أفلا أنبئكم بشر
من ذلك قالوا بلى ان شئت يا رسول الله قال من يبغض الناس ويبغضونه قال أفلا
أنبئكم بشر من ذلك قالوا بلي إن شئت يا رسول الله قال الذين لا يقيلون عثرة ولا
يقبلون معذرة ولا يغفرون ذنبا قال أفلا أنبئكم بشر من ذلك قالوا بلى يا رسول الله
قال من لا يرجي خيره ولا يؤمن شره. رواه الطبراني وفيه عنبس بن ميمون وهو
متروك. وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أنبئكم بشراركم قالوا بلى
قال شراركم من يتقى شره ولا يرجى خيره وخياركم من يرجى خيره ولا يتقى شره.
رواه أبو يعلي وفيه مبارك بن سحيم وهو متروك.
{باب فيمن يصلح له المعروف}
عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المعروف لا يصلح إلا
لذي حسب أو دين أو لذي حلم. رواه الطبراني وفيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو
متروك. وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخل بيتك إلا تقيا ولا تول
معروفك إلا مؤمنا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه من أعرفهم. وعن عائشة
183

مرفوعا قال لا تصلح الصنيعة إلا عندي ذي حسب أو دين كما لا تصلح الرياضة إلا في
النجيب. رواه البزار وفيه عبيد بن القاسم وهو كذاب.
{باب أحب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما}
تقدم.
{باب تنقه وتوقه} تقدم.
{باب أخبر تقله} تقدم هذا كله في الأدب.
{باب سيكون الناس ذئاب} تقدم في الأدب.
{باب مداراة الناس ومن لا يؤمن شره}
تقدم في الأدب وبقي منها شئ: وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان أول هذه الأمة خيارهم وآخرها شرارهم مختلفين متفرقين
فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلتأته منيته وهو يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتي
إليه. رواه الطبراني وفيه المفضل بن معروف ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
[باب حق المسلم على المسلم}
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه
ولا يخذله ويقول والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما الا بذنب يحدثه
أحدهما وكان يقول للمسلم على أخيه من المعروف ست يشمته إذا عطس ويعوده إذا
مرض وينصحه إذا غاب ويشهده ويسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويتبعه إذا
مات. رواه أحمد واسناده حسن. وعن رجل من بني سليط قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
وهو في أزفلة (1) من الناس فسمعته يقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله التقوى
ههنا قال حماد وقال بيده إلى صدره. رواه أحمد بأسانيد واسناده حسن. ورواه
أبو يعلي بنحوه. وعن عبد الرحمن بن عوف بن زياد بن أنعم قال سمعت أبي
يقول إنه جمعهم برحالهم في البحر ومركب أبي أيوب الأنصاري قال فلما حضر
غداؤنا أرسلنا إلى أبي أيوب وإلى أهل مركبه وقال دعوتموني وأنا صائم وكان علي
من الحق أن أجيبكم اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للمسلم على أخيه

(1) أي جماعة.
184

المسلم ست خصال واجبة فمن ترك خصلة منها فقد ترك حقا واجبا إذا دعاه أن
يجيبه وإذا لقيه أن يسلم عليه وإذا عطس أن يشمته وإذا مرض أن يعوده وإذا
مات أن يشيع جنازته وإذا استنصحه ان ينصحه قال وكان فينا رجل مزاح وكان
على نفقاتنا رجل فقال المزاح للذي يلي الطعام جزاك الله خيرا وبرا فلما أكثر
عليه جعل يغضب ويشتمه فقال المزاح يا أبا أيوب كيف ترى في رجل إذا أنا قلت
له جزاك الله خيرا وبرا غضب وشتمني فقال أبو أيوب كنا نقول من لم يصلحه
الخير أصلحه الشر قلت له فلما جاء ذلك الرجل قال له ذلك المزاح جزاك الله شرا
وغرا فضحك الرجل ورضى وقال إنك لا تدع بطالتك فقال المزاح جزي الله أبا
أيوب خيرا وبرا فقد قال لي. رواه الطبراني و عبد الرحمن وثقه يحيى القطان
وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم للمؤمن على المؤمن ست خصال يسلم عليه إذا لقيه ويشمته إذا عطس وإذا
دعاه أن يجيبه وإذا مرض ان يعوده وإذا مات أن يشهده وإذا غاب أن ينصحه،
وفي رواية وان دعاه ولو على كراع أجابه. رواه الطبراني في الأوسط باسنادين
رجال أحدهما ثقات. وعن واثلة بن الأسقع قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله
التقوى ههنا وأشار بيده إلى القلب وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم
- قلت عزاه في الأطراف باختصار إلى أبي داود في غير رواية اللؤلؤي - رواه أحمد
والطبراني ورجاله ثقات. وعن عبيد الله بن زياد الحضرمي قال لقي مالك بن دينار سالم
ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو راكب على حمار ساقطة أذناه رث السرج
والثياب فقال له سالم ممن الرجل فقال له منك وإليك ومن بعض مواليك فقال حدثني
أبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يخونه ولا
ينساه في مصيبة نزلت به وان تلف خيار العرب والموالي يحب بعضهم بعضا لا يجدون
من ذلك بدا وإن تلف شر الفريقين ببغض بعضهم بعضا لا يجدون من ذلك بدا.
185

رواه الطبراني. إسناده جيد. وعن عبد الله قال للمسلم على المسلم ست بالمعروف يسلم
عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويشمته إذا عطس ويشهده إذا مات وينصح له بالغيب
ويحب له ما يحب لنفسه. رواه الطبراني وقال لم يرفعه أبو جعفر الفراء ورفعه أبو إسحاق
السبيعي ولم يسق إسناده أبو إسحق، ورجاله ثقات. وعن ابن عمر
قال سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل فقال من يعرفه فقال رجل منهم أنا
قال ما اسمه قال لا أدري قال اسم أبيه قال لا أدري قال ليست هذه معرفة بمعرفة حتى
تعرف اسمه واسم أبيه وقبيلته إن مرض عدته وإن مات اتبعت جنازته. رواه الطبراني
وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير وهو متروك.
{باب اكرام المسلم} تقدم في أوائل الأدب.
{باب أحب للناس ما تحب لنفسك}
عن خالد بن عبيد الله القشيري عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لجده يزيد بن أسد أحب للناس ما تحب لنفسك، وفي رواية عن خالد أيضا قال
حدثني أبي عن جدي أنه قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أتحب الجنة قال قلت
نعم قال أحب لأخيك ما تحب لنفسك. رواه عبد الله والطبراني في الكبير والأوسط
بنحوه ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من سره أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.
{باب رجمة الناس}
عن أبي سعيد يعني الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من لا يرحم
الناس لا يرحم. رواه أحمد وفيه عطية أي العوفي وهو ضعيف وقد وثق، وبقية
رجاله رجال الصحيح. وعن أبي موسى الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه
وسلم يقول لن تؤمنوا حتى تراحموا قالوا يا رسول الله كلنا رحيم قال إنه ليس برحمة
186

أحدكم صاحبه ولكنها رحمة الناس رحمة العامة. رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح. وعن جرير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ارحم من في الأرض
يرحمك من في السماء. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يضع الله رحمته إلا على
رحيم قالوا يا رسول الله كلنا يرحم قال ليس برحمة أحدكم صاحبه يرحم الناس كافة.
رواه أبو يعلي ورجاله وثقوا إلا أن ابن إسحاق مدلس. وعن عبد الله بن مسعود
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء. رواه
أبو يعلي والطبراني في الثلاثة ورجال أبي يعلي رجال الصحيح إلا أن أبا عبيدة لم
يسمع من أبيه فهو مرسل. وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لا يرحم لا يرحم.
رواه البزار والطبراني وفيه عطية وقد وثق على ضعفه، وبقية رجال البزار رجال
الصحيح. وعن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لا يرحم لا يرحم.
رواه البزار وفيه من لم أعرفه. وعن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من لم يرحم الناس لم يرحمه الله. رواه الطبراني في الأوسط واسناده حسن. وعن
معاوية بن حيدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يرحم الناس لا يرحمه
الله، وفيه زكريا بن أبي عبيدة وفيه ضعف. وعن الأشعث بن قيس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من لم يرحم المسلمين فلن يرحمه الله. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه من لم أعرفه. قلت وتأتي أحاديث في التوبة من هذا الباب.
{باب مثل المؤمن من أهل الايمان}
عن سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن من أهل
الايمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم المؤمن من أهل الايمان كما يألم الجسد لما في
الرأس. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح.
وعن بشير بن سعد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
منزلة المؤمن من المؤمن منزلة الرأس من الجسد متى ما اشتكى الجسد اشتكى له
187

الرأس ومتى ما اشتكى الرأس اشتكى سائر الجسد. رواه الطبراني وفيه عبد الله
المديني وهو متروك. وعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
صالح بن نبهان وهو ضعيف. وعن
{باب مكارم الأخلاق والعفو عمن ظلم}
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم صالح
الأخلاق. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان الله بعثني بتمام مكارم الأخلاق وكمال محاسن الافعال. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه عمر بن إبراهيم القرشي وهو ضعيف. وعن أنس قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مكارم الأخلاق من أعمال الجنة. رواه
الطبراني في الأوسط في حديث تقدم في الضيافة. وعن جابر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان الله جميل يحب الجمال ويحب معالي الأخلاق ويكره سفاسفها. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه من لم أعرفه. وعن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان الله عز وجل كريم يحب الكرماء ويحب معالي الأمور ويكره سفاسفها. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه إلا أنه قال يحب معالي الأخلاق، ورجال
الكبير ثقات. وعن حسين بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله
يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها. رواه الطبراني وفيه خالد بن الياس
ضعفه أحمد وابن معين والبخاري والنسائي، وبقية رجاله ثقات. وعن عقبة بن
عامر قال ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بيده فقلت يا رسول الله
أخبرني بفواضل الأعمال فقال يا عقبة صل من قطعك واعط من حرمك واعرض
عمن ظلمك، وفي رواية واعف عمن ظلمك. رواه أحمد والطبراني وأحد إسنادي
أحمد رجاله ثقات. وعن علي قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على
أكرم أخلاق الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وأن
188

تعفو عمن ظلمك. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحارث وهو ضعيف. وعن
كعب بن عجرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على خير أخلاق
الدنيا والآخرة من وصل من قطعه وعفا عمن ظلمه وأعطى من حرمه. رواه الطبراني
وفيه محمد بن جابر السحيمي وهو متروك. ورواه مرسلا وفيه من لم أعرفه.
وعن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم أنه قال أفضل الفضائل أن تصل من
قطعك وتعطي من حرمك وتصفح عمن شتمك. رواه الطبراني وفيه زبان بن
فائد وهو ضعيف. وعن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على
ما يرفع الله به الدرجات قالوا نعم يا رسول الله قال تحلم على جهل عليك وتعفو عن
من ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك. رواه البزار وفيه يوسف بن خالد
السمتي وهو كذاب. وعن عبادة أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا
أنبئكم بما يشرف الله به البنيان ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله قال إن
تحلم على من جهل عليك وأن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عن من
ظلمك. رواه الطبراني وفيه أبو أمية بن يعلي وهو ضعيف. وعن أبي بن كعب قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره ان يشرف له البنيان وأن ترفع له الدرجات
فليعف عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفيه أبو أمية بن يعلي وهو ضعيف. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله الجنة برحمته
قال ما هن يا رسول الله بأبي أنت وأمي قال تعطي من حرمك وتصل من قطعك
وتعفو عمن ظلمك قال فإذا فعلت هذا فمالي يا نبي الله قال يدخلك الله الجنة. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن داود اليماني وهو ضعيف. وعن أبي هريرة أن
رجلا شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه ويبتسم
فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام فلحقه أبو بكر
فقال يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت
189

وقمت قال إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان
فلم أكن لأقعد مع الشيطان ثم قال يا أبا بكر ثلاث كلهن حق ما من عبد ظلم بمظلمة
فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة
إلا زاده بها كثرة وما فتح باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة - قلت روى
أبو داود منه إلى قوله فلم أكن لأقعد مع الشيطان - رواه أحمد والطبراني في الأوسط
بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن السائب بن عبد الله قال جئ بي إلى
النبي صلى الله عليه وسلم جاء بي عثمان بن عفان وزهير فجعلوا يثنون علي عنده فقال لهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا تعلموني به قد كان صاحبي في الجاهلية قال قال نعم يا رسول الله فنعم
الصاحب كنت قال فقال يا سائب انظر أخلاقك التي كنت تصنعها في الجاهلية
فاصنعها في الاسلام أقر الضيف وأكرم اليتيم وأحسن إلى جارك - قلت رواه أبو
داود باختصار - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال من لم تكن فيه واحدة من ثلاث فلا يجني من عمله تقوى تحجزه
عن معاصي الله أو حلم يكف به سفيها أو خلق يعيش به في الناس وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من كان فيه واحدة من ثلاث وزوجه الله من الحور العين من كانت عنده أمانة خفية
شهية فأداها مخافة الله أو رجل عفا عن قاتله أو رجل قرأ قل هو الله أحد دبر كل
صلاة. رواه الطبراني عن شيخه إبراهيم بن محمد بن عرق وضعفه الذهبي. وعن
أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عفا عند قدرة عفا الله عنه يوم العسرة.
رواه الطبراني وفيه العلاء بن كثير وهو ضعيف.
{باب فضل قضاء الحوائج}
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشى إلى حاجة أخيه
المسلم كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة إلى أن يرجع من حيث فارقه فان قضيت
حاجته خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وان هلك في من هالك دخل الجنة بغير حساب. رواه أبو يعلي وفيه عبد الرحيم بن زيد العمى وهو متروك. وعن أنس أيضا
190

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة
يخطوها سبعين حسنة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحيم بن زيد العمى
وهو متروك. وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
ألطف مؤمنا أو خف في شئ من حوائجه صغر ذلك أو كبر كان حقا على الله أن يخدمه
من خدم الجنة. رواه البزار وفيه معلى بن ميمون وهو متروك. وعن أنس بن
مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثا وسبعين حسنة
واحدة منهن يصلح الله بها له أمر دنياه وآخرته واثنتين وسبعين في الدرجات. رواه
أبو يعلي والبزار واسنادهما زياد بن أبي حسان وهو متروك. وعن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله. رواه أبو
يعلي والبزار وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو متروك. وعن عبد الله يعني ابن
مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلق كلهم عيال الله فأحب الخلق إلى الله أنفعهم
لعياله. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمير وهو أبو هارون القرشي
متروك. وعن ابن عمر أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
الله أي الناس أحب إلى الله وأي الأعمال أحب إلى الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله
على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولان أمشي مع
أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا في مسجد المدينة
ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غضبه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملا الله قلبه رخاء
يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له ثبت الله قدمه يوم تزول الاقدام. رواه
الطبراني في الثلاثة وفيه مسكين بن سراج وهو ضعيف. وعن عائشة قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من كان وصله لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ بر أو تيسير عسير أعانه
الله على الصراط عند دحض الاقدام. رواه الطبراني في الأوسط والصغير
وفيه إبراهيم بن هشام النسائي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو حاتم وغيره.
191

وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله خلقا خلقهم لحوائج الناس تفزع الناس
إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله. رواه الطبراني وضعفه
وحسن حديثه ابن عدي، وأحمد بن طارق الراوي عنه لم أعرفه، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان وصله
لأخيه إلى ذي سلطان في مبلغ بر أو إدخال سرور رفعه الله في الدرجات العلا في
الجنة. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم ورواه باسناد آخر ضعيف ورواه في
الأوسط. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل قال
أنا خلقت الخير والشر فطوبى لمن قدرت على يده الخير وويل لمن قدرت على يده
الشر. رواه الطبراني وفيه مالك بن يحيى النكري وهو ضعيف. وعن عبد الله بن عمرو
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله عند أقوام نعما يقرها عندهم ما كانوا في حوائج الناس
ما لم يملوا فإذا ملوا نقلها إلى غيرهم. رواه الطبراني في الأوسط فيه عمرو بن الحصين
وهو متروك. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله أقواما
اختصهم بالنعم لمنافع العباد يقرهم فيها ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم فحولها
إلى غيرهم. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه محمد بن حسان السمتي وثقه
ابن معين وغيره وفيه لين ولكن شيخه أبو عثمان عبد الله بن زيد الحمصي ضعفه
الأزدي. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد أنعم الله عليه نعمة
فأسبغها عليه ثم جعل من حوائج الناس إليه فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكافه عشر سنين ومن اعتكف
يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق كل خندق أبعد مما بين
الخافقين. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد. وعن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من فرج عن مسلم كربة جعل الله تعالى له يوم
القيامة شعبتين من نور على الصراط يستضئ بضوئهما عالم لا يحصيهم إلا رب
192

العزة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه العلاء بن سلمة بن عثمان وهو ضعيف. وعن
ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحب الأعمال إلى الله تعالى
بعد الفرائض ادخال السرور على المسلم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل
ابن عمرو البجلي وثقه ابن حبان وضعفه غيره. وعن الحسن بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن من موجبات المغفرة إدخال السرور على أخيك. رواه الطبراني في الأوسط
والكبير وفيه جهم بن عثمان وهو ضعيف. وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله له ثوابا دون
الجنة. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عمر بن حبيب القاضي وهو ضعيف.
وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لقى أخاه المسلم بما
يحب الله ليسره الله عز وجل يوم القيامة. رواه الطبراني في الصغير وإسناده
حسن. وعن كعب بن عجرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن كربة
من كربه نفس الله كربه يوم القيامة ومن ستر على مؤمن عورته ستر الله عورته ومن
فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربته. رواه الطبراني في الأوسط والكبير
وفيه شعيب بياع الأنماط وهو مجهول. وعن زيد بن ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لا يزال الله في حاجة العبد ما دام في حاجة أخيه. رواه الطبراني ورجاله ثقات.
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فرج عن مسلم كربة في
الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر عورة مسلم ستر الله عورته عليه
يوم القيامة والله في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه. رواه الطبراني في الأوسط
وفي الكبير طرف من آخره وفيه عبيد الله بن زحر وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون،
وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشى
في حاجة أخيه المسلم أظله الله تعالى بخمسة وسبعين ألف ملك يدعون له ولم يزل يخوض
في الرحمة حتى يفرغ فإذا فرغ كتب الله له حجة وعمرة فذكر الحديث وقد تقدم في
الجنائز (1) في عيادة المريض. وعن معاوية بن حيدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن

(1) هذا الباب في الجزء الثالث.
193

صدقة السر (1) تطفئ غضب الرب وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء وإن صلة
الرحم تزيد في العمر وتنفي الفقر وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنه كنز من
كنوز الجنة وإن فيها شفاء من كل داء أدناها الهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
أصبغ غير معروف، وبقية رجاله وثقوا وفيهم خلاف. وعن سمرة بن جندب عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الصدقة اللسان فقيل يا رسول الله وما صدقة
اللسان قال الشفاعة يفك بها الأسير ويحقن بها الدم وتجر بها المعروف والاحسان
إلى أخيك وتدفع بها عن الكريهة. رواه الطبراني وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف.
{باب فيمن رحم طالب حاجة}
عن سهل بن سعد أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أصحابه
فأطافت بهم فلم تجد مكانا ففطن لها رجل فقام وجلست فقضت حاجتها ثم قامت
فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل أتعرفها قال لا قال فرحمتها رحمك الله.
رواه الطبراني وفيه الحميد بن سليمان وثقه أبو داود وغيره وضعفه ابن معين
وغيره، وبقية رجاله ثقات.
{باب ما يفعل طالب الحاجة وممن يطلبها}
عن ابن عباس قال لا تطلبن حاجة إلى أعمى ولا تطلبها ليلا وإذا طلبت الحاجة
فاستقبل الرجل بوجهك فان الحياء في العينين وباكر حاجتك فان النبي صلى الله عليه وسلم قال
اللهم بارك لامتي في بكورها. رواه الطبراني وفيه عمرو بن مساور وهو ضعيف.
وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلبوا الخير عند حسان الوجوه. رواه البزار
والطبراني في الأوسط وفيه عمر بن صهبان وهو متروك. وعن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من آتاه الله وجها حسنا واسما حسنا وجعله في موضع
غير شين فهو صفوة الله من خلقه، وقال ابن عباس قال الشاعر:
أنت شرط النبي إذ قال يوما * فابتغوا الخير في صباح الوجوه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه خلف بن خالد البصري وهو ضعيف.

(1) في الأصل " الستر ".
194

وعن مجاهد عن ابن عباس أراه رفعه قال اطلبوا الخير إلى حسان الوجوه. رواه
الطبراني وفيه عبد الله بن خراش بن حوشب وثقه ابن حبان وقال ربما أخطأ، وضعفه
غيره، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اطلبوا الحوائج إلى حسان الوجوه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه طلحة بن
عمرو وهو متروك. وعن يزيد بن خصيفة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال التمسوا الخير عند حسان الوجوه. رواه الطبراني من طريق يحيى بن يزيد بن
عبد الملك النوفلي عن أبيه وكلاهما ضعيف. وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
التمسوا الخير عند حسان الوجوه. رواه أبو يعلي وفيه من لم أعرفهم. وعن أبي
سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوا الخير إلى الرحماء من
أمتي تعيشوا في أكنافهم ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم فإنهم ينتظرون سخطي.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن مروان السدي الصغير وهو متروك.
{باب شكر المعروف والثناء على فاعله}
تقدم في الكراسة قبل هذا.
{باب كتمان الحوائج}
عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استعينوا على قضاء
حوائجكم بالكتمان فان كل ذي نعمة محسود. رواه الطبراني في الثلاثة وفيه سعيد
ابن سلام العطار قال العجلي لا بأس به، وكذبه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات إلا
أن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إن لأهل النعم حسادا فاحذروهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل
ابن عمر البجلي وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان.
{باب إكرام النعم وتقييدها بالطاعة}
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنوا جوار نعم الله لا تنفروها
فقلما زالت من قوم فعادت إليهم. رواه أبو يعلي وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف.
195

{باب الاحسان إلى الدواب}
عن ضرار بن الأزور قال أهدينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقحة (1) فحلبتها
فلما أخذت لأجهدها قال لا تفعل دع داعي اللبن. رواه أحمد والطبراني وقال دع
دواعي اللبن ودع لي، بأسانيد ورجل أحدها رجال ثقات. وعن نقادة قال قال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا نقادة أبغني ناقة حلبانة ركبانة (2) غير أن لا تول وابق قال
فجئت فبغيتها في نعم فلم أجد ناقة بردا دلوا ووجدتها في نعم ابن عم لي فقدمت
بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نقادة بق دواعي الدر أو قال دواعي اللبن. رواه
الطبراني وفي رواية بعث عمي بلقوح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي احلبها فحلبتها
فقال يا نقادة دع دواعي اللبن قال فتركت أخلافها قائمة لم تنفض اللبن كله، وهذه
الرواية رواها الطبراني في الكبير والأوسط وفي إسناد الرواية الأولى اسحق
الفروي وهو متروك وفي إسناد الثانية يعقوب بن محمد الزهري وهو متروك وجماعة
لا يعرفون. وعن عبد الله بن عمر قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يحلب شاة فقال
أي فلان إذا حلبت فابق لولدها فإنها من أبر الدواب. رواه الطبراني في الكبير
والأوسط ورجال الكبير رجال الصحيح غير عبد الله بن جبارة وهو ثقة. وعن
سوادة بن الربيع قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته فأمر لي بذود ثم قال لي إذا رحت إلى بيتك
فمرهم فليحسنوا عداد باعهم ومرهم فليقلموا أظفارهم ولا يغيظوا بها ضروع مواشيهم
إذا حلبوا. رواه أحمد وإسناده جيد. وعن الزبير قال سألت جابرا أبصرت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصلي راكبا فقال نعم ثم أتاه رجل قد اشترى ناقة ليدعو الله عليها فكلم
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا له حين
سلم - قلت هو في الصحيح غير قصة الناقة والدعاء لها - رواه أحمد وإسناده حسن.
وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر فوجد ناقة معقولة فقال أين
صاحب هذه الراحلة فلم يستجب له أحد فدخل المسجد فصلى حتى فرغ فوجد

(1) أي ناقة حلوبا.
(2) أي تحلب وتركب.
196

الراحلة كما هي فقال أين صاحب هذه الراحلة فاستجاب له صاحبها فقال أنا يا نبي الله
فقال ألا تتقي الله تعالى فيها إما أن تعقلها وإما أن ترسلها حتى تبتغي لنفسها. رواه
الطبراني واسناده جيد.
{كتاب فيه ذكر الأنبياء}
صلوات الله تعالى وسلامه على نبينا وعليهم أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
{باب ذكر نبينا آدم أبي البشر صلى الله عليه وسلم}
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه سلم قال إن الله خلق آدم من تراب ثم جعله طينا
ثم تركه حتى إذا كان حمأ مسنونا خلقه وصوره ثم تركه حتى إذا كان صلصالا
كالفخار قال فكان إبليس يمر به فيقول لقد خلقت لأمر عظيم ثم نفخ الله فيه من
روحه فكان أول شئ جرى فيه الروح بصره وخياشيمه فعطس فلقاه أنه حمد ربه
فقال الرب يرحمك ربك ثم قال يا آدم اذهب إلى أولئك النفر فقل لهم وانظر
ما يقولون فجاء فسلم عليهم فقالوا وعليك السلام ورحمة الله فجاء إلى ربه فقال ماذا
قالوا لك وهو أعلم بما قالوا له قال يا رب سلمت عليهم قالوا وعليك السلام ورحمة
الله قال يا آدم هذه تحيتك وتحية ذريتك قال يا رب وما ذريتي قال اختر يا آدم
قال اختار يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين فبسط الله كفه فإذا كل ما هو كائن من ذريته في
كف الرحمن عز وجل فذكر الحديث. رواه أبو يعلي وفيه إسماعيل بن رافع قال البخاري
ثقة مقارب الحديث، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي موسى
رفعه قال لما أخرج الله آدم من الجنة زوده من ثمار الجنة وعلمه صنعة كل شئ فثماركم
هذه من ثمار الجنة غير أن هذه تغير وتلك لا تغير. رواه البزار والطبراني ورجاله
197

ثقات. وعن بريدة رفعه قال لو أن بكاء داود صلى الله عليه وسلم وبكاء جميع أهل
الأرض يعدل ببكاء آدم ما عدله. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وعن
أبي ذر قال قلت يا رسول الله آدم أين كان قال نعم كان نبيا رسولا كلمه الله قبلا
قال له يا آدم (أسكن أنت وزوجك الجنة). رواه الطبراني في الأوسط وأحمد بنحوه
في حديث طويل وفيه المسعودي وقد اختلط. وعن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بأفضل الملائكة جبريل عليه السلام وأفضل النبيين
آدم وأفضل الأيام يوم الجمعة وأفضل الشهور شهر رمضان وأفضل الليالي ليلة القدر
وأفضل النساء مريم بنت عمران. رواه الطبراني وفيه نافع بن هرمز وهو متروك.
وعن عبد الرحمن بن قتادة السلمي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خلق
الله آدم قال فذكر الحديث. رواه الطبراني وإسناده جيد. وعن أبي برزة قال إن
آدم لما طوطي عن كلام الملائكة وكان يستأنس لكلامهم بكى على الجنة مائة سنة
فقال الله تعالى يا آدم ما يحزنك قال كيف لا أحزن وقد أهبطتني من الجنة ولا أدري
أعود إليها أم لا فقال الله يا آدم قل اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك
سبحانك اللهم وبحمدك رب إني عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت
أرحم الراحمين والثانية اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك سبحانك
رب اني ظلمت نفسي فاغفر لي انك أنت أرحم الراحمين والثالثة اللهم لا إله إلا
أنت سبحانك وبحمدك لا شريك لك رب عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي
إنك أنت التواب الرحيم فهذه الكلمات التي أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم
(فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم) قال وهي لولده من بعده
وقال آدم لابن له يقال له هبة الله ويسميه أهل التوراة وأهل الإنجيل شيث تعبد
لربك وسله يردني إلى الجنة أم لا فتعبد وسأل فأوحى إليه إني أرده إلى الجنة قال إي
رب إني لم امن أبي أحسب ان أبي سيسألني العلامة فألقى الله إليه سوارا من أسورة الجنة
فلما أتاه قال ما وراءك قال أبشر قد أخبرني أنه رادك إلى الجنة قال فما سألته العلامة فأخرج
198

السوار فعرفه فخر ساجدا فبكى حتى سال من عينيه نهر من دموع وآثاره تعرف بالهند وذكر
أن كنز الذهب بالهند مما ينبت من ذلك السوار ثم قال استطعم لي ربك من ثمر
الجنة فلما خرج من عنده مات آدم فجاء جبريل عليه السلام فقال إلى أين فقال إن
أبي أرسلني أن أطلب إلى ربي أن يطعمه من ثمر الجنة قال فان ربه قضى أن لا يأكل
منها شيئا حتى يعاد إليها وإنه قد مات فارجع فواره فأخذ جبريل عليه السلام فغسله وكفنه
وحنطه وصلى عليه ثم قال جبريل هكذا فاصنعوا بموتاكم. رواه الطبراني وفيه سوار
ابن مصعب وهو متروك. وعن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن آدم
غسلته الملائكة بماء وسدر وكفنوه والحدوا له ودفنوه وقالوا هذه سنتكم يا بني آدم
في موتاكم، وفي رواية لما توفي آدم غسلته الملائكة بالماء وترا ولحدت له وقالت هذه سنة
آدم وولده. رواه كله الطبراني في الأوسط باسنادين في أحدهما الحسين بن أبي
السري وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وكذلك روح بن أسلم في السند الآخر وثقه
ابن حبان وضعفه الجمهور. وعن عتي قال رأيت شيخا بالمدينة يتكلم فسألت عنه فقالوا
هذا أبي بن كعب فقال إن آدم صلى الله عليه وسلم حضره الموت قال لبنيه أي بني إني
أشتهي من ثمار الجنة فذهبوا يطلبون له فاستقبلتهم الملائكة معهم أكفانه وحنوطه
ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل فقالوا يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون أو ما تريدون
وأين تذهبون قالوا أبونا مريض فاشتهى من ثمار الجنة قالوا لهم ارجعوا فقد قضى
أبوكم فجاؤوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم فقال إليك عني فإنما أتيت من قبلك
خلي بيني وبين ملائكة ربي تبارك وتعالى فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه وحفروا
له ولحدوا له فصلوا عليه ثم دخلوا قبره ووضعوا عليه اللبن ثم خرجوا
من القبر ثم حثوا عليه ثم قالوا يا بني آدم هذه سنتكم. رواه عبد الله بن أحمد ورجاله
رجال الصحيح غير عتي بن ضمرة وهو ثقة.
{باب في ذكر إدريس صلى الله عليه وسلم}
عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن إدريس صلى الله عليه وسلم كان صديقا
199

لملك الموت فسأله أن يريه الجنة والنار فصعد بإدريس فأراه النار ففزع منها وكاد
يغشى عليه فالتفت عليه ملك الموت بجناحه فقال ملك الموت أليس قد رأيتها قال بلى
ولم أر كاليوم قط ثم انطلق به حتى أراه الجنة فدخلها فقال ملك الموت انطلق قد
رأيتها قال إلى أين قال ملك الموت حيث كنت قال إدريس لا والله لا أخرج منها بعد أن
دخلتها فقيل لملك الموت أليس أنت أدخلته إياها وأنه ليس لأحد دخلها أن يخرج
منها. رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي وهو متروك.
{باب في ذكر نوح صلى الله عليه وسلم}
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو رحم الله
من قوم نوح أحدا لرحم أم الصبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نوح
صلى الله عليه وسلم مكث في قومه ألف سنة الا خمسين عاما يدعوهم حتى كان آخر
زمانه وغرس شجرة فعظمت وذهبت كل مذهب ثم قطفها وجعل يعملها سفينة
ويمرون عليه يسألونه فيقول أعملها سفينة فيسخرون منه ويقولون يعمل سفينة في البر
وكيف تجري قال سوف تعلمون فلما فرغ منها وفار التنور وكثر الماء في السكك
خشيت أم الصبي عليه وكانت تحبه حبا شديدا فخرجت إلى الجبل حتى بلغت ثلثه
فلما بلغها الماء خرجت حتى بلغت ثلث الجبل فلما بلغها الماء خرجت به حتى استوت
به على الجبل فلما بلغ الماء فمها رفعته بيديها حتى ذهب بهما الماء فلو رحم الله منهم
أحدا رحم الصبي. رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن يعقوب الزمعي
وثقه ابن معين وغيره وضعفه ابن المديني، وبقية رجاله ثقات.
{باب في ذكر إبراهيم الخليل وبنيه صلى الله على نبينا وعليهم وسلم}
عن أبي الطفيل قال قلت لابن عباس يزعم قومك أن النبي صلى الله عليه وسلم
سعى بين الصفي والمروة وأن ذلك سنة قال صدقوا إن إبراهيم عليه السلام لما أمر
بالمناسك عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه إبراهيم عليه السلام ثم ذهب
به جبريل عليه السلام إلى حجرة العقبة فعرض له الشيطان قال سريج شيطان فرماه
200

بسبع حصيات حتى ذهب ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات قال قد
تله قال يونس ولم يتله للجبين وعلى إسماعيل قميص أبيض قال يا أبة ليس لي
ثوب تكفنني فيه غيره فاخلعه حتى تكفنني فيه فعالجه ليخلعه فنودي من خلفه
أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعين
- قلت فذكر الحديث وقد تقدم في الحج - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي عاصم
الغنوي وهو ثقة وقد تقدم له طريق رواها أحمد والطبراني وفيها أن الذبيح إسحق
وفيها عطاء بن السائب وقد اختلط. وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إن الله أتخذ إبراهيم خليلا. رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو
ضعيف. وعن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا إن الأنبياء يوم
القيامة كل اثنين منهم خليلان دون سائرهم قال فخليل منهم يومئذ خليل الله إبراهيم
عليه السلام. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لما عرج بإبراهيم رأى رجلا يفجر بامرأة فدعا عليه فأهلك ثم رأى رجلا على
معصية فدعا عليه فأوحى الله إليه انه عبدي وان مصيره مني خصال ثلاث إما أن
يتوب فأتوب عليه واما أن يستغفرني فأغفر له وإما أن يخرج من صلبه من يعبدني
يا إبراهيم أما علمت أن من أسمائي اني أنا الصبور. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
علي بن أبي علي اللهبي وهو متروك. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إن في الجنة ذخرا من درة لا صدع فيه ولا وهن أعده الله لخليله إبراهيم
صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه ورجالهما رجال الصحيح. وعن
جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أريت الأنبياء فإنه شبيه إبراهيم عليه السلام. رواه
الطبراني في الأوسط عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف. وعن عائشة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال أول من يكسي من الخلائق إبراهيم يعني يوم القيامة. رواه البزار
وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما
ألقى إبراهيم في النار قال اللهم انك في السماء واحد وأنا في الأرض واحد أعبدك.
201

رواه البزار وفيه عاصم بن عمر بن حفص وثقه ابن حبان وقال يخطئ، وضعفه
الجمهور. وعن العباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال داود صلى الله عليه وسلم أسألك بحق آبائي إبراهيم
وإسحاق ويعقوب فقال أما إبراهيم فألقى في النار فصبر من أجلي وتلك بلية لم تنلك
وأما اسحق فبذل نفسه ليذبح فصبر من أجلي وتلك بلية لم تنلك وأما يعقوب
فغاب عنه يوسف وتلك بلية لم تنلك. رواه البزار من رواية أبي سعيد عن علي
ابن زيد وأبو سعيد لم أعرفه، وعلي بن زيد ضعيف وقد وثق. وعن عبد الله
يعني ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل من أكرم الناس قال يوسف بن
يعقوب بن إسحاق ذبيح الله. رواه الطبراني، وبقية مدلس وأبو عبيدة لم يسمع
من أبيه. وعن أبي الأخوص قال فاخر أسماء بن خارجة رجلا فقال أنا ابن
الأشياخ الكرام فقال عبد الله ذاك يوسف بن يوسف بن إسحاق ذبيح الله بن
إبراهيم خليل الله. رواه الطبراني موقوفا باسنادين رجال أحدهما ثقات غير أن
مشايخ الطبراني لم أعرفهم. وعن ابن عباس قال قيل يا رسول الله من السيد قال
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم قالوا فما في أمتك سيد قال بلى رجل
أعطى مالا حلالا ورزق سماحة فأدنى الفقير وقلت شكاته الناس. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه نافع أبو هرمز وهو متروك.
{باب ذكر إسماعيل الذبيح صلى الله عليه وسلم} تقدم الحديث في أول الباب قبل هذا.
{باب ذكر اسحق صلى الله عليه وسلم}
عن العباس يعني ابن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الذبيح اسحق.
رواه البزار وفيه مبارك بن فضالة وقد ضعفه الجمهور. وعن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان الله خيرني بين أن يغفر لنصف أمتي أو شفاعتي فاخترت شفاعتي ورجوت
أن تكون أعم لامتي ولولا سبق الذي دعا إليه العبد الصالح لعجلت دعوتي ان الله لما
فرج عن إسحاق كرب الذبح قيل له يا اسحق سل تعطه قال أما والله لا تعجلنها قبل
نزغات الشيطان اللهم من مات لا يشرك بك شيئا قد أحسن فاغفر له. رواه الطبراني
202

في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف وشيخ الطبراني لم أعرفه
{باب ذكر يوسف صلى الله عليه وسلم}
عن عبد الله يعني ابن مسعود قال أعطى يوسف وأمه ثلثي حسن الناس في
الوجه والبياض وغير ذلك فكانت المرأة إذا أتته غطى وجهه مخافة أن تفتتن.
رواه الطبراني موقوفا ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني أيضا فقال أعطى
يوسف وأمه ثلث الحسن، والظاهر أنه وهم والله أعلم.
{باب ذكر موسى الكليم صلى الله عليه وسلم}
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل ناجى
موسى بمائة ألف وأربعين ألف كلمة في ثلاثة أيام فلما سمع موسى كلام الآدميين
مقتهم لما وقع في مسامعه من كلام الرب عز وجل وكان فيما ناجى به أن قال يا موسى
إنه لم يتصنع لي المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا ولم يتقرب إلي المتقربون بمثل
الورع عما حرمت عليهم ولم يتعبد المتعبدون بمثل البكاء من خشيتي قال موسى
يا رب البرية كلها ويا مالك يوم الدين ويا ذا الجلال والاكرام ماذا أعددت لهم وماذا
جزيتهم قال إما الزهاد في الدنيا فاني أبحتهم جنتي يتبوؤن منها حيث شاؤوا وأما
الورعون عما حرمت عليهم فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق عبد الا ناقشته وحاسبته إلا
الورعون فاني أستحييهم وأجلهم وأكرمهم فأدخلهم الجنة بغير حساب وأما البكاءون
من خشيتي فأولئك لهم الرفيق الأعلى لا يشاركون فيه. رواه الطبراني وفيه جويبر
وهو ضعيف جدا. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كلم الله موسى كان
يبصر دبيب النمل على الصفا في الليلة المظلمة من مسيرة عشرة فراسخ. رواه الطبراني في
الصغير وفيه الحسين بن أبي جعفر الحفري وهو متروك. وعن أبي ذر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا سئلت أي الأجلين قضى موسى فقل خيرهما وأتمهما وأبرهما
وإن سئلت أي المرأتين تزوج فقل الصغرى منهما وهي التي جاءت فقالت يا أبت
استأجره ان خير من استأجرت القوي الأمين قال ما رأيت من قوته قالت أخذ حجرا
203

ثقيلا فألقاه على البر وما الذي رأيت من أمانته قالت قال امشي خلفي ولا تمشي
أمامي. رواه الطبراني في الصغير والأوسط والبزار وفي إسناد الطبراني
عويد بن أبي عمران الجوني ضعفه ابن معين وغيره ووثقه ابن حبان، وبقية رجال
الطبراني ثقات وقد تقدمت أحاديث هذا الباب في سورة القصص (1). وعن جابر
ابن عبد الله قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأجلين قضى موسى قال
أوفاهما. رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه موسى بن سهل ولم أعرفه، وبقية
رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كأني أنظر إلى موسى في هذا الوادي محرما بين قطوانيتين (2) رواه الطبراني وفيه
يزيد بن سنان الرهاوي وهو متروك. وعن عبد الله بن مسعود قال كان طول موسى
صلى الله عليه وسلم اثنى عشر ذراعا وعصاه اثنى عشر ذراعا ورتبته اثنى عشر
ذراعا فضرب عوج بن عناق فما أصاب إلا كعبه. رواه الطبراني وفيه المسعودي
وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات. وعن جابر قال لما كلم الله تبارك وتعالى موسى
صلى الله عليه وسلم يوم الطور كلمه بغير الكلام الذي كلمه به يوم ناداه فقال له
موسى يا رب هذا كلامك الذي كلمتني به قال يا موسى إنما كلمتك بقوة عشرة
آلاف لسان ولي قوة الألسن كلها وأقوى من ذلك فلما رجع موسى إلى بني إسرائيل
قالوا يا موسى صف لنا كلام الرحمن عز وجل قال لا تستطيعونه ألم تروا إلى أصوات
الصواعق التي تقبل من أعلى حلاوة سمعتموه فذاك قريب منه وليس به. رواه
البزار وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو ضعيف. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال كان ملك الموت يأتي الناس عيانا قال فأتى موسى فلطمه ففقأ عينيه فأتى ربه
عز وجل فقال يا رب عبدك موسى فقأ عيني ولولا كرامته عليك لعتبت به قال
يونس لشققت عليه قال له اذهب إلى عبدي فقل له ليضع يده على جلد أو مسك (3) ثور
فله بكل شعرة وارت يده سنة فأتاه فقال ما بعد هذا قال الموت قال فالآن قال
فشمه شمة فقبض روحه قال يونس فرد الله إليه عينه فكان يأتي الناس خفية - قلت

(1) في الجزء السابع
(2) القطوانية: عباءة بيضاء قصيرة الخمل.
(3) المسك. الجلد.
204

في الصحيح طرف منه - رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي سعيد
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت موسى صلى الله عليه وسلم عند الكثيب
الأحمر يصلي في قبره. رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه جبلة بن سليمان وهو
متروك. وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على موسى عليه السلام وهو قائم يصلي
في قبره. رواه الطبراني وفيه فياض بن محمد وجماعة لم أعرفهم وقد روى عن فياض
ثلاثة موسى بن إسماعيل ومحمد بن عبد الله النجار الرقي وأبو يوسف الصندلاني.
وعن الشعبي عن جابر بن عبد الله أو غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول إفاقة فأرفع رأسي فإذا برجل بيني وبين العرش فقيل هو
موسى صلى الله عليه وسلم فإن كان في الأرض فقد أفاق قبل. رواه البزار وفيه مجالد بن سعيد
وهو مختلف فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
{باب ذكر المسيح عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم}
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى
ابن مريم صلى الله عليه وسلم فان عجل بي موت فمن لقيه منكم فليقرئه مني السلام. رواه أحمد
مرفوعا وموقوفا ورجالهما رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ألا إن عيسى بن مريم ليس بيني وبينه نبي ولا رسول الا أنه خليفتي
في أمتي من بعدي ألا إنه يقتل الدجال ويكسر الصليب ويضع الجزية وتضع الحرب
أوزارها ألا فمن أدركه منكم فليقرأ عليه السلام - قلت في الصحيح بعضه - رواه
الطبراني في الصغير والأوسط وفيه محمد بن عقبة السدوسي وثقه ابن حبان وضعفه
أبو حاتم. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل عيسى بن
مريم فيمكث في الناس أربعين سنة. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
وعن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزل عيسى بن مريم عند
المنارة البيضاء في دمشق. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن الشعبي قال قال رجل
عند المغيرة بن شعبة صلى الله على محمد خاتم الأنبياء لا نبي بعده فقال المغيرة حسبك
205

أن تقول خاتم الأنبياء فانا كنا نحدث أن عيسى بن مريم خارج فإن كان خارجا
فقد كان قبله وبعده. رواه الطبراني وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف وقد ضعفه
جماعة ووثق، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله بن سلام قال يدفن عيسى بن مريم
عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما فيكون قبره رابع (1).
رواه الطبراني وفيه عثمان بن الضحاك وثقه ابن حبان وضعفه أبو داود وقد ذكر
المزي (2) رحمه الله هذا في ترجمته وعزاه إلى الترمذي وقال حسن ولم أجده في الأطراف
والله أعلم. وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت قال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم إن عيسى بن مريم مكث في بني إسرائيل أربعين سنة. رواه
أبو يعلي عن الحسين بن علي بن الأسود ضعفه الأزدي ووثقه ابن حبان
ويحيى بن جعدة لم يدرك فاطمة.
{باب ذكر نبي الله داود صلى الله عليه وسلم}
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من جحد آدم عليه
السلام قالها ثلاث مرات ان الله عز وجل لما خلقه مسح ظهره وأخرج ذريته فعرضهم
عليه فرأى فيهم رجلا يزهر فقال أي رب من هذا قال هذا ابنك داود قال كم عمره
قال ستون قال أي رب زد في عمره قال لا إلا أن تزيده أنت من عمرك فزاده أربعين
سنة من عمره فكتب عليه كتابا وأشهد عليه الملائكة فلما أراد أن يقبض روحه
قال قد بقي من أجلي أربعون فقيل له إنك قد جعلته لابنك داود قال فجحد فأخرج
الله عز وجل الكتاب وأقام عليه البينة فأتمها لداود مائة سنة وأتمها لآدم عمره
ألف سنة. رواه أحمد والطبراني وقال في أوله لما نزلت آية الدين وقال كم عمره قال
ستون سنة، والباقي بمعناه وفيه علي بن زيد وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات. وعن
أبي الدرداء قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر داود صلى الله عليه وسلم قال كان أعبد
البشر. رواه البزار في حديث طويل وإسناده حسن. وعن أبي هريرة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال كان داود النبي صلى الله عليه وسلم فيه غيرة شديدة فكان إذا خرج

(1) لعله سقط ما هو ظاهر المعنى.
(2) في الأصل " المزني ".
206

أغلقت الأبواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع قال فخرج ذات يوم وغلقت
الأبواب فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار فإذا رجل قائم وسط الدار فقالت لمن في البيت من
أين دخل هذا الرجل الدار والدار مغلقة والله ليفتضحن بداود فجاء داود فإذا الرجل
قائم وسط الدار فقال له داود من أنت قال أنا الذي لا أهاب الملوك ولا يمتنع مني الحجاب قال له
داود أنت والله إذا ملك الموت مرحبا بأمر الله فزمل داود مكانه حيث قبضت نفسه حتى
فرغ من شأنه وطلعت عليه الشمس قال سليمان للطير أظلي على داود فأظلت عليه الطير
حتى أظلمت عليهم الأرض قال لها سليمان صلى الله عليه وسلم أقبضي جناحا فقال أبو هريرة
يرينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف فعلت الطير وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم
يده وصلت عليه يومئذ المصرحة. رواه أحمد وفيه المطلب بن عبد الله بن حنطب
وثقه أبو زرعة وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي الدرداء أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه لقد قبض الله روح داود عليه السلام من بين أصحابه
فما فتنوا ولا بدلوا ولقد مكث أصحاب المسيح على سننه وهديه مائتي سنة. رواه
الطبراني ورجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف.
{باب ذكر نبي الله سليمان بن داود عليهما السلام}
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أول من صنعت له النورة
ودخل الحمام سليمان بن داود فلما دخله ووجد حره وغمه قال أوه من عذاب الله
أوه أوه قبل أن لا ينفع أوه. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه إسماعيل
ابن عبد الرحمن الأودي وهو ضعيف. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان
سليمان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا قام في مصلاه رأى شجرة نابتة بين
يديه فيقول لها ما اسمك فتقول كذا فيقول لأي شئ أنت فتقول لكذا فان
كانت لغرس غرست وإن كانت لداء كتب فبينا هو ذات يوم يصلي إذا شجرة
بين يديه فقال لها ما اسمك قالت الخرنوب قال لأي شئ أنت قالت لخراب هذا
البيت قال اللهم عم على الخرنوب حتى تعلم الانس أن الجن لا تعلم الغيب قال
207

فنحتها عصا يتوكأ عليها فأكلتها الأرضة فسقط فحزروا أكلها والجن تعمل الأرضة
فوجدوه حولا فتبينت الانس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في
العذاب المهين وكان ابن عباس يقرؤها هكذا فشكرت الجن الأرضة فكانت
تأتيها حيث كانت. رواه الطبراني والبزار بنحوه مرفوعا وموقوفا وفيه عطاء
وقد اختلط، وبقية رجالهما رجال الصحيح.
{باب ذكر نبي الله أيوب عليه السلام}
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن نبي الله أيوب كان في بلائه
ثماني عشرة سند فرفضه القريب والبعيد إلا رجلان من إخوانه كانا يغدوان إليه
ويروحان إليه فقال أحدهما لصاحبه تعلم والله لقد أذنب ذنبا ما أذنبه أحد قال
صاحبه وما ذاك قال منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف عنه فلما راحا إليه
لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك قال أيوب ما أدري ما تقول إلا أن الله يعلم كنت
أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن
يذكر الله إلا في حق وكان يخرج إلى حاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته
بيده حتى يبلغ فلما كان ذات يوم أبطأ عليها وأوحى إلى أيوب في مكانه أن (أركض
برجلك هذا مغتسل بارد وشراب) فاستبطأته فتلقته تنظر وأقبل عليها قد أذهب
الله ما به من البلاء وهو على أحسن ما كان فلما رأته قالت أي بارك الله فيك هل
رأيت نبي الله هذا المبتلى والله على ذلك ما رأيت أحدا أشبه به مذ كان صحيحا منك قال
فاني أنا هو وكان له أبداران أبدر القمح وأبدر الشعير فبعث الله سحابتين فلما كانت
أحدهما على أبدر القمح فرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى على أبدر
الشعير الورق حتى فاض. رواه أبو يعلي والبزار ورجال البزار رجال الصحيح.
{باب في ذكر يحيى بن زكريا عليهما السلام}
عن ابن عباس قال كنت في حلقة في المسجد نتذاكر فضائل الأنبياء أيهم
أفضل فذكرنا نوحا وطول عبادته ربه وذكرنا إبراهيم خليل الرحمن وذكرنا
208

موسى مكلم الله وذكرنا عيسى بن مريم وذكرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا نحن كذلك
إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما تذكرون بينكم قلنا يا رسول الله ذكرنا فضائل
الأنبياء أيهم أفضل فذكرنا نوحا وطول عبادته ربه وذكرنا إبراهيم خليل الرحمن
وذكرنا موسى مكلم الله وذكرنا عيسى بن مريم وذكرناك يا رسول الله قال فمن
فضلتم فقلنا فضلناك يا رسول الله بعثك الله إلى الناس كافة وغفر ما تقدم من
ذنبك وما تأخر وأنت خاتم الأنبياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينبغي أن يكون أحد
خيرا من يحيى بن زكريا قلنا يا رسول الله وكيف ذاك قال ألم تسمعوا كيف نعته
في القرآن (يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا) إلى قوله تعالى
(حيا) (مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين) لم يعمل
سيئة ولم يهم بها. رواه البزار والطبراني وفيه علي بن زيد بن جدعان وضعفه الجمهور،
وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد من ولد آدم
إلا وقد أخطأ أو هم ليس يحيى بن زكريا. رواه أحمد وأبو يعلي والبزار وزاد
فإنه لم يهم بها ولم يعملها، والطبراني وفيه علي بن زيد وضعفه الجمهور وقد وثق،
وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يحيى بن زكريا ما هم بخطيئة أحسبه قال
ولا عملها. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل بني ادم
يلقي الله يوم القيامة بذنب وقد يعذبه عليه ان شاء أو يرحمه إلا يحيى بن زكريا
فإنه كان سيدا وحصورا ونبيا من الصالحين وأهوى النبي صلى الله عليه وسلم إلى قذاة من
الأرض فأخذها وقال ذكره مثل هذه القذاة. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
حجاج بن سليمان الرعيني وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو زرعة وغيره، وبقية رجاله ثقات.
{باب ذكر يونس عليه السلام}
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ينبغي لأحد أن يقول أنا عند الله خير
من يونس بن متي. رواه الطبراني وفيه أبو يحيى القتات وهو ضعيف وقد وثق.
209

{باب ذكر الأنبياء صلى الله عليهم وسلم}
عن أبي ذر قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فجلست فقال يا أبا ذر وهل صليت
فقلت لا قال قم فصل قال فقمت فصليت ثم جلست فقال يا أبا ذر تعوذ بالله من شر
شياطين الإنس والجن قال قلت يا رسول الله وللإنس شياطين قال نعم قلت يا رسول
الله الصلاة قال خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر قال قلت يا رسول الله
فالصوم قال فرض مجزي وعند الله مزيد قلت يا رسول الله فالصدقة قال أضعاف
مضاعفة قال قلت فأيها أفضل قال جهد من مقل أو سر إلى فقير قلت يا رسول الله
أي الأنبياء كان أول قال آدم قلت يا رسول الله ونبي كان قال نعم نبي مكلم
قلت يا رسول الله كم المرسلون قال ثلاثمائة وبضعة عشر جما غفيرا أو قال مرة خمسة
عشر قلت يا رسول الله آدم نبي قال نعم مكلم قال قلت يا رسول الله أيما
أنزل عليك أعظم قال أية الكرسي (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) - قلت
روى النسائي طرفا منه - رواه أحمد وقد تقدم هو وحديث أبي أمامة والكلام
عليهما في العلم في حسن السؤال. وعن أبي أمامة أن رجلا قال يا رسول
الله أنبي كان آدم قال نعم قال كم كان بينه وبين نوح قال عشرة قرون قال كم كان
بين نوح وإبراهيم قال عشرة قرون قال يا رسول الله كم كانت الرسل قال ثلاثمائة وثلاثة
عشر. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن خليد الحلبي وهو ثقة.
وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الله ثمانية آلاف
نبي أربعة آلاف إلى بني إسرائيل وأربعة آلاف إلى سائر الناس. رواه أبو يعلي
وفيه موسى بن عبيدة الربذي (1) وهو ضعيف جدا. وعن أنس بن مالك قال بعث
نبي الله صلى الله عليه وسلم بعد ثمانية آلاف نبي منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن مهاجر بن مسمار وهو ضعيف، ووثقه
ابن معين ويزيد الرقاشي وثق على ضعفه. وعن ابن عباس قال الأنبياء من بني إسرائيل
إلا عشرة نوح وهود ولوط وصالح وشعيب وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق

(1) في نسخة " الزيدي " وفي أخرى مغفلة من النقط، والرجل مشهور.
210

وعيسى ومحمد صلى الله عليهم وليس من نبي الا له اسمان إلا عيسى ويعقوب عليهما
السلام. رواه الطبراني موقوفا ورجاله ثقات. وعن أنس بن مالك قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون. رواه أبو يعلي والبزار
ورجال أبي يعلي ثقات. وعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا وحكما
عدلا فليكسرن الصليب ويقتلن الخنزير وليصلحن ذات البين وليذهبن الشحناء
وليعرضن المال فلا يقبله أحد ثم لئن قام على قبري فقال يا محمد لأجبته - قلت هو في
الصحيح باختصار - رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان فيمن خلا من إخواني من
الأنبياء ثمانية آلاف نبي ثم كان عيسى بن مريم ثم كنت أنا. رواه أبو يعلي وفيه
محمد بن ثابت العبدي وهو ضعيف وهذا الحديث في ترجمته (1).
{باب ما جاء في الخضر عليه السلام}
عن أنس بن مالك قال خرجت مع رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم في بعض
الليالي أحمل له الطهور إذ سمع مناديا فقال يا أنس صه (2) فقال اللهم أعني على ما ينجيني
مما خوفتني منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو قال أختها فكأن الرجل لقن
ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وارزقني شوق الصادقين إلى ما شوقتهم
إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أنس ضع الطهور وائت هذا المنادي فقل له أن يدعو
لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعينه على ما ابتعثه به وادع لامته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم
بالحق فأتيته فقلت ادع لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعينه الله على ما أبتعثه به وادع لامته
أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق فقال ومن أرسلك فكرهت أن أعلمه ولم
أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت وما عليك رحمك الله بما سألتك فقال أو لا تخبرني
من أرسلك فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما قال فقال قل له أنا رسول رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال لي مرحبا برسول الله ومرحبا برسوله أنا أحق أن آتيه أقرئ

(1) هذا الحديث من زيادات نسخة.
(2) أي أنصت.
211

رسول الله السلام وقل له الخضر يقرئك السلام ويقول لك ان الله قد فضلك على النبيين
كما فضل شهر رمضان على سائر الشهور وفضل أمتك على الأمم كما فضل يوم الجمعة
على سائر الأيام فلما وليت عنه سمعته يقول اللهم اجعلني من هذه الأمة المرحومة
المرشدة المتاب (1) عليها. رواه الطبراني في الأوسط وفيه الوضاح بن عباد الكوفي تكلم
فيه أبو الحسين بن المنادي، وشيخ الطبراني بشر بن علي بن بشر العمي لم أعرفه،
وبقية رجاله ثقات. وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أحدثكم
عن الخضر قالوا بلى يا رسول الله قال بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل
أبصره رجل مكاتب فقال تصدق علي بارك الله فيك فقال الخضر آمنت بالله ما شاء
الله من أمر يكون ما عندي شئ أعطيكه فقال المسكين أسألك بوجه الله لما تصدقت
علي فاني نظرت السماحة في وجهك ورجوت البركة عندك فقال الخضر آمنت بالله
ما عندي شئ أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني فقال المسكين وهل يستقيم هذا قال
نعم أقول لقد سألتني بأمر عظيم أما إني لا أخيبك بوجه ربي بعني قال فقدمه
إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شئ فقال
له إنك إنما اشتريتني التماس خير عندي فأوصني بعمل قال أكره أن أشق عليك انك
شيخ كبير ضعيف قال ليس يشق علي قال قم فانقل هذه الحجارة وكان لا ينقلها دون
ستة نفر في يوم فخلى (2) الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة
قال أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه قال ثم عرض للرجل سفر فقال إني
أحسبك أمينا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة قال أوصني بعمل قال إني أكره أن
أشق عليك قال ليس يشق علي قال فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك قال
فمر الرجل لسفره قال فرجع وقد تشيد بناؤه فقال أسألك بوجه الله ما سبيلك
وما أمرك قال سألتني بوجه الله ووجه الله أوقعني في العبودية فقال الخضر سأخبرك من أنا أنا
الخضر الذي سمعت به سألني مسكين صدقة فلم يكن عندي شئ أعطيه فسألني
بوجه الله فأمكنته من رقبتي فباعني وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو

(1) في نسخة " الثياب ".
(2) في نسخة " فخرج ".
212

بقدر وقف يوم القيامة جلد ولا لحم له عظم يتقعقع فقال الرجل آمنت بالله شققت
عليك يا نبي الله ولم أعلم قال لا بأس أحسنت واتقيت فقال الرجل بأبي أنت وأمي
يا نبي الله احكم في أهلي ومالي بما شئت أو اختر فأخلي سبيلك قال أحب أن تخلي
سبيلي فأعبد ربي فخلى سبيله فقال الخضر الحمد لله الذي أوثقني في العبودية ثم نجاني
منها. رواه الطبراني ورجاله موثوقون إلا أن بقية مدلس. ويأتي حديث آخر في وفاة
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخضر.
{باب ما جاء في خالد بن سنان}
عن ابن عباس أن رجلا من بني عبس يقال له خالد بن سنان قال لقومه أنا
أطفئ عنكم نار الحرتين فقال له عمارة بن زياد رجل من قومه والله ما قلت لنا يا خالد
قط الا حقا فما شأنك وشأن نار الحرتين تزعم أنك تطفئها قال فانطلق معه عمارة
ابن زياد في ناس من قومه حتى أتوها وهي تخرج من شق جبل في حرة يقال لها حرة
أشجع فخط لهم خالد خطة فأجلسهم فيها وقال إن أبطأت عنكم فلا تدعوني باسمي فخرجت
كأنها خيل شقر يتبع بعضها بعضا فاستقبلها خالد يضربها بعصاه ويقول بدا بدا كل
مها مردا زعم ابن راعية المعزى أني لا أخرج منها وثيابي تندي حتى دخل معها الشق
فأبطأ عليهم قال فقال عمارة بن زياد والله لو كان صاحبكم حيا لقد خرج إليكم
بعد فقالوا إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه قال فادعوه باسمه فوالله لو كان صاحبكم
حيا لقد خرج بعد فقال إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه فخرج إليهم آخذا برأسه قال
ألم أنهكم أن تدعوني باسمي فقد والله قتلتموني فادفنوني فإذا مرت بكم الحمر فيها
حمار أبتر فانبشوني فإنكم ستجدوني حيا قال فمرت بهم الحمر فيها حمار أبتر فقال
انبشوه فإنه أمرنا أن ننبشه فقال عمارة بن زياد لا تحدث مضر عنا انا ننبش موتانا
والله لا تنبشوه أبدا وقد كان خالد أخبرهم أن في علم امرأته لو حين فإذا أشكل عليكم
أمر فانظروا فيهما فإنكم سترون ما تسألون عنه ولا تمسهما حائض قال فلما
رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتها وهي حائض فذهب ما كان فيهما من
213

علم قال وقال أبو يونس قال سماك ان ابن خالد بن سنان أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
النبي صلى الله عليه وسلم مرحبا بابن أخي. رواه الطبراني موقوفا وفيه المعلى بن
مهدي ضعفه أبو حاتم قال يأتي أحيانا بالمناكير قلت وهذا منها. وعن ابن عباس
قال ذكر خالد بن سنان عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذاك نبي ضيعه قومه. رواه البزار
والطبراني إلا أنه قال جاءت بنت خالد بن سنان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها
ثوبه، وفيه قيس بن الربيع وقد وثقه شعبة والثوري ولكن ضعفه أحمد مع ورعه
وابن معين وهذا الحديث معارض للحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم أنا أولى الناس
بعيسى بن مريم الأنبياء إخوة لعلات وليس بيني وبينه نبي. قال البزار: رواه الثوري
عن سالم عن سعيد بن جبير مرسلا.
{كتاب علامات النبوة}
بسم الله الرحمن الرحيم
{باب في كرامة أصله صلى الله عليه وسلم}
عن ابن عباس (وتقلبك في الساجدين) قال من صلب نبي إلى نبي حتى
صرت نبيا. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خرجت من
نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه محمد بن جعفر بن محمد بن علي صحح له الحاكم في المستدرك وقد
تكلم فيه، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ولدني
من سفاح الجاهلية شئ وما ولدني إلا نكاح كنكاح الاسلام. رواه الطبراني
عن المديني عن أبي الحويرث ولم أعرف المديني ولا شيخه، وبقية رجاله وثقوا.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى قسم الخلق
214

قسمين فجعلني في خيرهما قسما فذلك قوله (أصحاب اليمين) (وأصحاب الشمال) فأنا من
أصحاب اليمين وأنا من خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فذلك
قوله (أصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون
السابقون) فأنا من خير السابقين ثم جعل البيوت قبائل فجعلني من خيرها قبيلة فذلك
قوله (شعوبا وقبائل) فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله عز وجل ولا فخر ثم جعل
القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا فذلك قوله (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا). رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وغسان
ابن ربعي وكلاهما ضعيف. وعن عبد الله بن عمر قال إنا لقعود بفناء رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد فقال رجل من
القوم إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن فانطلقت المرأة فأخبرت
النبي صلى الله عليه وسلم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب ثم
قام على القوم فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام إن الله عز وجل خلق السماوات
سبعا فاختار العليا منها فسكنها وأسكن سماواته من شاء من خلقه وخلق الخلق فاختار
من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من
مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من خيار إلى
خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال فمن أحب العرب فلحبي أحبهم ومن
أبغض العرب فلبغضي أبغضهم. وفيه حماد بن واقد وهو ضعيف يعتبر به، وبقية
رجاله وثقوا. وعن عبد المطلب بن ربيعة بن لحارث بن عبد المطلب قال أتى ناس
من الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا إنا نسمع من قومك حتى يقول القائل
منهم إنما مثل محمد نخلة نبتت في الكبا قال حسين الكبا الكناسة فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أيها الناس من أنا قالوا أنت رسول الله قال أنا محمد بن عبد الله
ابن عبد المطلب قال فما سمعناه ينتمي قبلها إلا أن الله عز وجل خلق خلقه ثم فرقهم
215

فرقتين فجعلني في خير الفريقين ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة ثم جعلهم
بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فأنا خيرهم بيتا وخيرهم نفسا صلى الله عليه وسلم - قلت
روى له الترمذي حديثا غير هذا - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن عبد الله
ابن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثلي ومثل أهل بيتي كمثل نخلة نبتت
في مزبلة. رواه الطبراني وهو منكر والظاهر أنه من قول الزبير إن صح عنه فان
فيه ابن لهيعة ومن لم أعرفه. وعن ابن الزبير أن قريشا قالت إن مثل محمد صلى الله عليه وسلم
مثل نخلة في كبوة. رواه البزار باسناد حسن وهذا الظن به. وعن ابن عباس قال
توفي ابن لصفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت عليه وصاحت فأتاها النبي
صلى الله عليه وسلم فقال لها يا عمة ما يبكيك قالت توفي ابني قال يا عمة من توفى له ولد في الاسلام
فصبر بنى الله له بيتا في الجنة فسكتت ثم خرجت من عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم فاستقبلها عمر بن الخطاب فقال يا صفية قد سمعت صراخك ان قرابتك من
رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تغني عنك من الله شيئا فبكت فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم
وكان يكرمها ويحبها فقال يا عمة أتبكين وقد قلت لك ما قلت قالت ليس ذاك أبكاني
يا رسول الله استقبلني عمر بن الخطاب فقال إن قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لن
تغني عنك من الله شيئا قال فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا بلال هجر
بالصلاة فهجر بلال بالصلاة فصعد المنبر صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع كل سبب ونسب منقطع
يوم القيامة إلا سببي ونسبي فإنها موصولة في الدنيا والآخرة فقال عمر فتزوجت
أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ
أحببت أن يكون لي منه سبب ونسب ثم خرجت من عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم فمررت على نفر من قريش فإذا هم يتفاخرون ويذكرون أمر الجاهلية فقلت
يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إن الشجرة لتنبت في الكبا قال فمررت
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال يا بلال هجر بالصلاة فحمد الله وأثنى عليه
216

ثم قال يا أيها الناس من أنا قالوا أنت رسول الله قال أنسبوني قالوا أنت محمد بن
عبد الله بن عبد المطلب قال أجل أنا محمد بن عبد الله وأنا رسول الله فما بال أقوام
يبتذلون أصلي فوالله لأنا أفضلهم أصلا وخيرهم موضعا قال فلما سمعت الأنصار
بذلك قالت قوموا فخذوا السلاح فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أغضب
قال فأخذوا السلاح ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم لا ترى منهم إلا الحدق حتى
أحاطوا بالناس فجعلوهم في مثل الحرة حتى تضايقت بهم أبواب المساجد والسكك
ثم قاموا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله لا تأمرنا بأحد
إلا أبرنا عترته فلما رأى النفر من قريش ذلك قاموا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فاعتذروا وتنصلوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس دثار والأنصار
شعار فأثنى عليهم وقال خيرا. رواه البزار وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل
وهو متروك. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله حين خلق الخلق
بعث جبريل فقسم الناس قسمين فقسم العرب قسما وقسم العجم قسما وقريشا
قسما وكانت خيرة الله في قريش ثم أخرجني من قريش خير (1) أنا منه. رواه
الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه. وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل
عليه السلام قال قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أر رجلا أفضل من محمد صلى
الله عليه وسلم ولم أر بيتا أفضل من بيت بني هاشم. رواه الطبراني في الأوسط
وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف. وعن خريم بن أوس بن جارية بن لام
قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال له العباس بن عبد المطلب رحمه الله
يا رسول الله إني أريد أن أمدحك فقال له صلى الله عليه وسلم هات لا يفضض الله فاك فأنشأ يقول:
قبلها طبت في الظلال وفي * مستودع حيث يخصف الورق
ثم هبطت البلاد لأبشر * أنت ولا مضغة ولا علق
بل نطفة؟ بركب؟؟ وقد * ألجم نسرا وأهله العرق

(1) لعله " من خير من أنا منه " قاله المصنف - كما في هامش نسخة.
217

تنقل من صالب إلى رحم * إذا مضى عالم بدا طبق
حتى احتوى بيتك المهيمن من * خندق علياء تحتها النطق
وأنت لما ولدت أشرقت الا * رض وضاءت بنورك الأفق
فنحن في ذلك الضياء وفي النور * وسبل الرشاد نخترق
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن ميمون قال سألت زيد بن أرقم
ما كان اسم أم رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) رواه الطبراني وهذا مما لا يحتاج إلى
اسناد. وعن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغ معد بن عدنان
أربعين رجلا وقعوا في عسكر موسى فانتهبوه فدعا عليهم موسى بن عمران صلى الله عليه وسلم
قال يا رب هؤلاء ولد معد قد أغاروا على عسكري فأوحى الله عز وجل إليه يا موسى بن
عمران لا تدع عليهم فان منهم النبي الأمي النذير البشير بجنتي ومنهم الأمة المرحومة
أمة محمد الذين يرضون من الله باليسير من الرزق ويرضى الله عنهم بالقليل من العمل
فيدخلهم الله الجنة بقول لا إله الا الله نبيهم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب المتواضع
في هيئته المجتمع له اللب في سكوته ينطق بالحكمة ويستعمل الحلم أخرجته من خير
جيل من أمته قريشا ثم أخرجته صفوة من قريش فهم خير من خير إلى خير
يصير هو وأمته إلى خير يصيرون. رواه الطبراني وفيه حسن بن فرقد وهو
ضعيف. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم * أنا النبي
لا كذب أنا ابن عبد المطلب * أنا أعرب العرب ولد بن قريش ونسبنا في بني سعد
ابن بكر فأني يأتيني اللحن. رواه الطبراني وفيهم مبشر بن عبيد وهو متروك.
وعن الجفشيس الكندي قال جاء قوم من كندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا
أنت منا وادعوه فقال لا نقفوا (2) أمنا ولا ننتفي من أبينا نحن ولد النضر بن كنانة،
وفي رواية عن الجفشيش قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه. رواه
الطبراني وفيه من لم أعرفه. وعن سيابة بن عاصم السلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

(1) وهي آمنة بنت وهب - ابن حجر - كما في هامش نسخة.
(2) أي لا ننتسب إلى أمنا ونترك أبانا، أولا نقذفها.
218

يوم حنين أنا ابن العواتك (1) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن
رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم وكانت لدة عبد المطلب قالت تتابعت على قريش
سنون أمحلت الضرع وأدقت العظم فبينا أنا راقدة اللهم أو مهمومة إذا هاتف
يصرخ بصوت صحل (2) يقول يا معشر قريش ان هذا النبي المبعوث قد أظلتكم
أيامه وهذا إبان نجومه فحيهلا بالحيا والخصب ألا فانظروا رجلا منكم وسيطا عظاما
جساما أبيض نصا أو طف أهدب سهل الخدين أشم العرنين له فخر يكظم عليه
وسنة يهدي إليه فليخلص هو وولده وليهبط إليه من كل بطن رجل فليمسوا من الماء
وليمسوا من الطيب وليستسلموا الركن ثم ليرقوا أبا قبيس ثم ليدعوا الرجل وليؤمن
القوم فغثتم ما شئتم فأصبحت علم الله اقشعر جلدي ووله عقلي واقتصصت الرؤيا وفشت
في شعاب مكة فوالحرمة والحرم ما بقي بها أبطحي إلا قال هذا شبيه الحمد وتناهت
إليه رجالات قريش وهبط إليه من كل بطن رجل فسنوا ومشوا واستلوا ثم ارتقوا
أبا قبيس واصطفوا حوله ما يبلغ سعيهم مهلة حتى استووا بذروة الجبل قام عبد المطلب
ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام أيفع أو كرب فرفع يده وقال اللهم ساد الخلة
وكاشف الكربة أنت معلم غير معلم ومسؤول غير مبخل وهذه عبداؤك وإماؤك بعد
راتب حرمك يشتكون إليك سنيهم أذهبت الخلف والظلف اللهم فأمطرن علينا
غيثا مغدقا مربعا فورب الكعبة ما راحوا حتى تفجرت السماء بمائها واكتظ الوادي
بثجيجه فسمعت شيخان قريش وجلتها عبد الله بن جدعان وحرب بن أمية وهشام بن
المغيرة يقولون لعبد المطلب هنيئا لك يا أبا البطحاء وفي ذلك تقول رقيقة بنت أبي صيفي:
بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا * وقد فقدنا الحيا واجلوذ المطر
فجاد بالماء جوني له سبل * سحا فعاشت به الانعام والشجر
فبارك الله بالميمون طائره * وخير من بشرت يوما به مضر
مبارك الامر يستسقي الغمام به * ما في الأنام له عدل ولا خطر
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.

(1) إشارة إلى ثلاثة نسوة في نسبه صلى الله عليه وسلم كل منهن تسمى عاتكة.
(2) أي خشن.
219

{باب ما جاء في مولده ورضاعه وشرح صدره صلى الله عليه وسلم}
عن ابن عباس قال ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين فذكر الحديث وقد تقدم
في العلم في باب التاريخ. رواه أحمد والطبراني. وعن عثمان بن أبي العاص قال
أخبرتني أمي قالت شهدت آمنة لما ولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ضربها المخاض
نظرت إلى النجوم تنزل حتى إني أقول لتقعن علي فلما ولدت خرج لها نور أضاء له البيت
الذي نحن فيه والدار فما شئ أنظر إليه إلا نور. رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن
عمران وهو متروك. وعن حليمة بنت الحارث أم رسول الله صلى الله عليه وسلم السعدية التي أرضعته
قالت خرجت في نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس الرضعاء بمكة على أتان لي قمراء قد
أدمت بالركب قالت وخرجنا في سنة شهباء لم تبق لنا شيئا ومعي زوجي الحارث
ابن عبد العزي قالت ومعنا شارف لنا والله ان يبض علينا بقطرة من لبن ومعي صبي
لي ان ننام ليلتنا مع بكائه ما في ثدي ما يمصه وما في شارفنا من لبن نغذوه الا أنا
نرجو فلما قدمنا مكة لم يبق منا امرأة إلا عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه وإنما
كنا نرجو كرامة رضاعه من والد المولود وكان يتيما فكنا نقول ما عسى أن تصنع
أمه حتى لم يبق من صواحبي امرأة إلا أخذت صبيا غيري وكرهت أن أرجع ولم
آخذ شيئا وقد أخذ صواحبي فقلت لزوجي والله لأرجعن إلى ذلك فلآخذنه قالت
فأتيته فأخذته فرجعته إلى رحلي فقال زوجي قد أخذتيه فقلت نعم والله ذاك اني لم
أجد غيره فقال قد أصبت فعسى الله أن يجعل فيه خيرا فقالت والله ما هو الا أن
جعلته في حجري قالت فأقبل عليه ثدي بما شاء من اللبن قالت فشرب حتى روى
وشرب أخوه - تعني ابنها - حتى روى وقام زوجي إلى شارفنا من الليل فإذا هي حامل
فحلبت لنا ما شئنا فشرب حتى روى قالت وشربت حتى رويت فبتنا ليلتنا تلك بخير
شباعا رواء وقد نام صبينا قالت يقول أبوه يعني زوجها والله يا حليمة ما أراك الا
أصبت نسمة مباركة قد نام صبينا وروى قالت ثم خرجنا فوالله لخرجت أتاني أمام
الركب قد قطعته حتى ما يبلغونها حتى أنهم ليقولون ويحك يا بنت الحارث كفي
علينا أليست هذه بأتانك التي خرجت عليها فأقول بلى والله وهي قدامنا حتى قدمنا
220

منازلنا من حاضر بني سعد بن بكر فقدمنا على أجدب أرض الله فوالذي نفس حليمة
بيده ان كانوا ليسرحون أغنامهم إذا أصبحوا ويسرح راعي غنمي فتروح غنمي
بطانا لبنا حفلا وتروح أغنامهم جياعا هالكة ما بها من لبن قال فشربنا ما شئنا من
لبن وما في الحاضر أحد يحلب قطرة ولا يجدها فيقولون لرعاتهم ويلكم ألا تسرحون
حيث يسرح راعي حليمة فيسرحون في الشعب الذي يسرح فيه راعينا قالت وكان
صلى الله عليه وسلم يشب في اليوم شباب الصبي في شهر ويشب في الشهر شباب الصبي
في سنة فبلغ ستا وهو غلام جفر قالت فقدمنا أمه فقلنا لها أبوه روا علينا
أمي فلنرجع به فانا نخشى عليه وباء مكة قالت ونحن أضن بشأنه لما رأينا من بركته
قالت فلم نزل بها حتى قالت ارجعا به فرجعنا به فمكث عندنا شهرين قالت فبينا
هو يلعب وأخوه يوما خلف البيوت يرعيان بهما لنا إذ جاؤنا أخوه يشتد فقال لي ولأبيه
أدركا أخي القرشي قد جاءه رجلان فأضجعاه فشقا بطنه فخرجنا نحوه نشتد فانتهينا
إليه وهو قائم منتقع لونه فاعتنقه أبوه واعتنقته ثم قلنا مالك أي بني قال أتاني رجلان عليهما ثياب
بياض فأضجعاني ثم شقا بطني فوالله ما أدري ما صنعا قالت فاحتملناه فرجعنا به قالت يقول
أبوه والله يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلا قد أصيب فانطلقي فلنرده إلى أهله قبل أن
يظهر به ما نتخوف عليه قالت فقلت لا والله إنا كفلناه وأدينا الحق الذي يجب علينا
فيه ثم تخوفت الاحداث عليه فقلت يكون في أهله قالت فقلت أمه والله ما ذاك
بكما فأخبراني خبركما وخبره قالت فوالله ما زالت بنا حتى أخبرناها خبره قالت
فتخوفتما عليه كلا والله إن لابني هذا شأنا ألا أخبر كما عنه إني حملت به فلم أر حملا
قط كان أخف ولا أعظم بركة منه ثم رأيت نورا كأنه شهاب خرج من حين وضعته
أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى ثم وضعته فما وقع كما تقع الصبيان وقع واضعا يده
بالأرض رافعا رأسه إلى السماء دعاه والحقا بشأنكما. رواه أبو يعلي والطبراني
بنحوه إلا أنه قال حدى حليمة بنت أبي ذويب ورجالهما ثقات.
{باب في أول أمره وشرح صدره أيضا صلى الله عليه وسلم}
عن عتبة بن عبد أنه حدثهم أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
221

فقال كيف كان أول شأنك يا رسول الله فقال كانت حاضنتي من بني سعد بن
بكر فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادا فقلت يا أخي اذهب فائتنا
بزاد من عند أمنا فانطلق أخي ومكثت عند البهم فأقبل طائران أبيضان كأنهما
نسران فقال أحدهما لصاحبه أهو هو قال نعم فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني
إلى القفا فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال
أحدهما لصاحبه إئتني بماء ثلج فغسلا به جوفي ثم قال إئتني بماء برد فغسلا به قلبي
ثم قال إئتني بالسكينة فدارها في قلبي ثم قال أحدهما لصاحبه حصه فحصه وختم عليه
بخاتم النبوة، وفي رواية واختم عليه بخاتم النبوة قال أحدهما لصاحبه اجعله في كفة
واجعل ألفا من أمته في كفة فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر على
بعضهم فقال وأن أمته وزنت به المال بهم فانطلقا وتركاني قد فرقت فرقا شديدا ثم
انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيت فأشفقت علي أن يكون البأس بي فقالت أعيذك
بالله فرحلت بعيرا لها فجعلتني أو فحملتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي
فقالت أديت أمانتي وذمتي فحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك قالت إني رأيت
خرج مني نور أضاءت له قصور الشام. رواه أحمد والطبراني ولم يسق المتن وإسناد
أحمد حسن. وعن أبي أمامة قال قلت يا رسول الله ما كان بدء أول أمرك قال دعوة
إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منه قصور الشام.
رواه أحمد وإسناده حسن وله شواهد تقويه. رواه الطبراني. وعن أبي بن كعب أن
أبا هريرة كان حريصا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله
عنها غيره فقال يا رسول الله ما أول ما رأيت من أمر النبوة فاستوى رسول الله صلى
الله عليه وسلم جالسا وقال لقد سألت أبا هريرة اني لفي صحراء ابن عشر سنين
وأشهر وإذا بكلام فوق رأسي وإذا برجل يقول لرجل أهو هو قال نعم فاستقبلاني
بوجوه لم أرها لخلق قط وأرواح لم أجدها من خلق قط وثياب لم أرها على أحد قط
فأقبلا إلي يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأخذهما مسا فقال

(1) تقدم في الباب السابق " الجفر " يقال استجفر الصبي إذا قوى على الاكل.
222

أحدهما لصاحبه أضجعه فأضجعاني بلا قصر ولا هصر فقال أحدهما لصاحبه أفلق
صدره فهوى أحدهما إلى صدري ففلقها فيما أرى بلا دم ولا وجع فقال له اخرج الغل
والحسد فأخرج شيئا كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها فقال له أدخل الرحمة والرأفة
فإذا مثل الذي أخرج شبيه الفضة ثم هز إبهام رجلي اليمنى فقال اغد وأسلم فرجعت
بها أغدو بها رقة على الصغير ورحمة على الكبير. رواه عبد الله ورجاله ثقات وثقهم
ابن حبان. وعن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل
عليه السلام أخرج حشوة في طست من ذهب فغسلها ثم كساها حكمة ونورا وحكمة
وعلما - قلت في الصحيح بعضه - رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وضعفه الجمهور.
{باب قدم نبوته صلى الله عليه وسلم}
عن العرباض بن سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني عند الله لخاتم
النبيين وان آدم لمنجدل في طينته وسأنبئكم بأول ذلك دعوة إبراهيم وبشرى عيسى
ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات المؤمنين يرين، وفي رواية وان أم رسول الله
صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت منه قصور الشام، وفي رواية وبشارة عيسى
قومه. رواه أحمد بأسانيد والبزار والطبراني بنحوه وقال سأحدثكم بتأويل ذلك
دعوة إبراهيم دعا وابعث فيهم رسولا منهم وبشارة عيسى بن مريم قوله ومبشرا
برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ورؤيا أمي التي رأت في منامها أنها وضعت نورا أضاءت منه
قصور الشام، وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سويد وقد
وثقه ابن حبان. وعن ميسرة العجر قال قلت يا رسول الله متى كتبت نبيا قال
وآدم بين الروح والجسد. رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن
عبد الله بن شقيق عن رجل قال قلت يا رسول الله متى جعلت نبيا قال وآدم بين الروح
والجسد. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال قيل يا رسول
الله متى كتبت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد. رواه الطبراني في الأوسط والبزار،
وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف. وعن أبي مريم قال أقبل اعرابي حتى أتى
223

النبي صلى الله عليه وسلم وعنده خلق من الناس فقال ألا تعطيني شيئا أتعلمه واحمله
وينفعني ولا يضرك فقال الناس مه اجلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوه
فإنما يسأل الرجل ليعلم فأفرجوا له حتى جلس فقال أي شئ كان أول نبوتك قال
أخذ الميثاق كما أخذ من النبيين ثم تلا (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم
ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا) وبشرى
المسيح عيسى بن مريم ورأت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامها أنه خرج
من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام فقال الاعرابي هاه وأدنى منه رأسه وكان
في سمعه شئ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ووراء ذلك. رواه الطبراني ورجاله وثقوا.
{باب ختانه صلى الله عليه وسلم}
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كرامتي على ربي عز
وجل أن ولدت مختونا ولم ير أحد سوأتي. رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه سفيان
ابن الفزاري وهو متهم به. وعن أبي بكرة أن جبريل عليه السلام ختن النبي صلى
الله عليه وسلم حين طهر قلبه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن
عيينة وسلمة بن محارب ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
باب كيف
عن كندي بن سعد عن أبيه قال حججت في الجاهلية فإذا رجل يطوف
بالبيت وهو يرتجز يقول:
رب رد راكبي محمدا * رده لي واصطنع عندي يدا
قلت من هذا تعني قال عبد المطلب بن هاشم ذهبت إبل له فأرسل ابن ابنه
في طلبتها فاحتبس عليه ولم يرسله في حاجة قط إلا جاء بها قال فما برحت حتى جاء
النبي صلى الله عليه وسلم وجاء بالإبل فقال يا بني لقد حزنت عليك كالمرأة حزنا
لا يفارقني أبدا. رواه أبو يعلي والطبراني وإسناده حسن. وعن عمار قال كان أبو
طالب يصنع الطعام لأهل مكة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل لم
224

يحبس حتى يأخذ شيئا فيضعه تحته فقال أبو طالب ان ابن أخي ليحس بكرامة
رواه الطبراني وفيه عمرو بن جميع وهو كذاب.
{باب عصمته صلى الله عليه وسلم من القرين}
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا وقد
وكل به قرين من الشياطين قالوا وأنت يا رسول الله قال نعم ولكن الله أعانني عليه
فأسلم. رواه أحمد والطبراني والبزار ورجاله رجال الصحيح غير قابوس بن أبي ظبيان
وقد وثق على ضعفه. وعن المغيرة بن شعبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من
أحد إلا جعل معه قرين من الجن قالوا ولا أنت قال ولا أنا إلا أن الله أعانني عليه
فأسلم فلا يأمرني إلا بخير. رواه الطبراني وفيه أبو حماد المفضل بن صدقة وهو ضعيف. وعن
أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلت على الأنبياء بخصلتين كان
شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم، ونسيت الخصلة الأخرى. رواه البزار
وفيه إبراهيم بن صرمة وهو ضعيف. وعن أسامة بن شريك قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ما منكم أحد إلا معه شيطان قلنا وأنت قال وأنا إلا أن الله عز وجل
أعانني عليه فأسلم. رواه الطبراني وفيه المفضل بن صالح وهو ضعيف. وعن شريك
ابن طارق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا له شيطان
قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم. رواه الطبراني
والبزار ورجال البزار رجال الصحيح.
{باب عصمته صلى الله عليه وسلم من الباطل}
عن عروة بن الزبير قال حدثني جار لخديجة بنت خويلد قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول لخديجة أي خديجة والله لا أعبد اللات أبدا والله لا أعبد العزى أبدا قال يقول
خل العزى قال وكان صنمهم الذي يعبدون ثم يضطجعون. رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لست من دد ولا دد مني قال أبو محمد
يحيى بن محمد بن قيس لست من الباطل ولا الباطل مني. رواه البزار والطبراني
225

في الأوسط وفيه يحيى بن محمد بن قيس وقد وثق ولكن ذكروا هذا الحديث من
منكرات حديثه والله أعلم وقال الذهبي قد تابعه عليه غيره. وعن معاوية عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لست من دد ولا دد مني. رواه الطبراني عن محمد بن أحمد
ابن نصر الترمذي عن محمد بن عبد الوهاب الأزهري ولم أعرفهما، وبقية رجاله
ثقات. وعن علي بن أبي طالب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما هممت
بشئ مما كان أهل الجاهلية يعملون به غير مرتين كل ذلك يحول الله بيني وبين
ما أريد من ذلك ثم ما هممت بعدها بشئ حتى أكرمني الله برسالته. رواه البزار
ورجاله ثقات. وعن عمار بن ياسر قال سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أتيت
في الجاهلية شيئا حراما قال لا وقد كنت منه على ميعادين أما أحدهما فغلبتني عيني وأما
الآخر فحال بيني وبينه سامر قومي. رواه الطبراني في الثلاثة وفيه من لم أعرفهم
وقال في الأوسط عمار أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أتيت من النساء حراما.
وعن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد مع المشركين مشاهدهم
قال فسمع ملكين خلفه وأحدهما يقول لصاحبه اذهب بنا حتى نقوم خلف رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال فقال كيف نقوم خلفه وإنما عهده باسلام الأصنام قبل قال فلم يعد بعد
ذلك أن يشهد مع المشركين مشاهدهم. رواه أبو يعلي وفيه عبد الله بن محمد
ابن عقيل ولا يحتمل هذا من مثله إلا أن يكون يشهد ذلك المشاهد للإنكار وهذا
يتجه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن زيد بن حارثة قال طفت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذات يوم فمسست بعض الأصنام فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمسها
قال فذكر الحديث. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وهذا يفسر ما تقدم من
أن شهوده للإنكار عليهم.
{باب عصمته صلى الله عليه وسلم ممن أراد قتله}
عن جعدة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأي رجلا سمينا فجعل
النبي صلى الله عليه وسلم يومئ إلى بطنه ويقول لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا
226

لك قال وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل فقالوا هذا أراد أن يقتلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
لم ترع لم ترع لم أردت ذلك لم يسلطك الله علي. رواه أحمد والطبراني باختصار
ورجاله رجال الصحيح غير أبي إسرائيل الجشمي وهو ثقة. وعن سلمة بن الأكوع
قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في قبة حمراء إذ جاء رجل على فرس عطوف
تتبعها مهرة فقال من أنت قال أنا رسول الله قال فمتى الساعة قال غيب ولا يعلم
الغيب إلا الله قال فاعطني سيفك هذا قال هذا فأخذه فسله ثم هزه فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم انك لن تستطيع الذي أردت ثم قال إن هذا أقتله فقال ائته فاسأله ثم أخذ سيفي
فاقتله ثم غمد السيف. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن قيس بن حبتر
قال قالت بنت الحكم قلت لجدي ما رأيت يوما أعجز ولا أسوأ رأيا في رسول الله
صلى الله عليه وسلم يا بني أمية قال لا تلومينا يا بنية اني لا أحدثك إلا ما رأيت بعيني
هاتين قلنا والله ما نزال نسمع قريشا تعلى هذا الصابئ في مسجدنا قواعد واله حتى
تأخذه فتواعدنا إليه فلما رأيناه سمعنا أصواتا ظننا أنه ما بقي بتهامة خيل إلا تفتت
علينا فما عقلنا حتى قضى صلاته ورجع إلى أهله ثم تواعدنا ليلة أخرى فلما جاء نهضنا
إليه فرأيت الصفا والمروة التقتا أحدهما بالأخرى فجالتا بيننا وبينه فوالله ما نفعنا
ذلك. رواه الطبراني ورجاله ثقات غير بنت الحكم فلم أعرفها. وعن عباس بن
عبد المطلب قال كنت يوما في المسجد فأقبل أبو جهل فقال إن لله ان رأيت محمدا
ساجدا أن أطأ على رقبته فخرجت حتى دخلت عليه فأخبرته بقول أبي جهل فخرج
غضبان حتى جاء المسجد فعجل أن يدخل من الباب فاقتحم الحائط فقلت هذا يوم
شر فأبرزت ثم اتبعته فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ (اقرأ باسم ربك
الذي خلق خلق الانسان من علق) فلما بلغ شأن أبي جهل (إن الانسان ليطغى
أن رآه استغنى) قال انسان لأبي جهل يا أبا الحكم هذا محمد فقال ألا ترون ما أرى
والله لقد سد أفق السماء علي فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر السورة
سجد. رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه إسحاق بن أبي فروة وهو متروك.
227

وعن ابن عباس قال إن الملا من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى
ومنات الثالثة الأخرى وأساف ونائلة لو قد رأينا محمدا لقد قمنا إليه قيام رجل واحد فلم
نفارقه حتى نقتله فأقبلت ابنته فاطمة رضي الله عنها تبكي حتى دخلت على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالت هذا الملا من قريش قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك
لقد قاموا إليك فيقتلوك فما منهم رجل إلا وقد عرف نصيبه من دمك قال يا بني أدلي
وضوءا فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد فلما رأوه قالوا هذا هو وخفضوا أبصارهم وسقطت
أذقانهم في صدورهم وعقروا في مجالسهم فلم يرفعوا إليه بصرا ولم يقم إليه رجل منهم
فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على رؤسهم فأخذ قبضة من التراب
فقال شاهت الوجوه ثم حصبهم بها فما أصاب رجلا من ذلك الحصى حصاة إلا قتل
يوم بدر كافرا. رواه أحمد باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح. قلت وقد تقدمت
أحاديث في المغازي في تبليغه صلى الله عليه وسلم وصبره على ذلك.
{باب تأييده صلى الله عليه وسلم على أعدائه من الإنس والجن}
عن ابن عباس قال قال أبو جهل لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لآتينه حتى
أطأ على عنقه قال فقال لو فعل لأخذته الملائكة عيانا ولو أن اليهود تمنوا الموت
لماتوا ورأوا مقاعدهم من النار ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم
لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا - قلت في الصحيح طرف من أوله - رواه أحمد وأبو
يعلي ورجال أبي يعلي رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال مر أبو جهل فقال ألم
أنهك فانتهره النبي صلى الله عليه وسلم فقال لم تنهرني يا محمد فوالله لقد علمت ما بها رجل أكثر
ناديا مني قال فقال جبريل عليه السلام فليدع ناديه قال ابن عباس فوالله لو دعا
ناديه لأخذته الزبانية بالعذاب - قلت في الصحيح بعضه - رواه أحمد من طريق
ذكوان بن عكرمة ولم أعرف ذكوان، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن طلحة
ابن عبيد الله كان نفر من المشركين حول الكعبة فيهم أبو جهل لعنه الله
فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف عليهم فقال قبحت الوجوه فخرسوا فما أحد منهم
228

تكلم بكلمة ولقد نظرت إلى أبي جهل يعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أمسك عنا
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أمسك عنكم أو أقتلكم فقال أبو جهل لعنه
الله أنت تقدر على ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله يقتلكم. رواه البزار
عن شيخه علي بن شبيب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن جابر بن سمرة أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إن الشيطان عرض لي فجعل يلقي علي شر النار فلولا دعوة أخي سليمان
لأخذته. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال دخلت البيت فإذا شيطان خلف الباب فخنقته حتى وجدت برد لسانه على
يدي فلولا دعوة العبد الصالح لأصبح مربوطا يراه الناس. رواه الطبراني وإسناده
حسن. وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ساجدا بمكة فجاء إبليس
أن يطأ على عنقه فنفخه جبريل عليه السلام نفخة بجناحه فما استوت قدماه على الأرض
حتى بلغ الأردن. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف.
{باب ما كان يدعى به صلى الله عليه وسلم قبل البعثة}
عن مجاهد عن مولاه أنه حدثه أنه كان فيمن بيني الكعبة في الجاهلية فذكر
اختلافهم في وضع الحجر الأسود قال اجعلوا بينكم حكما قالوا أول رجل يطلع
من الفج فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أتاكم الأمين فذكر الحديث وقد تقدم في
الحج في شأن الكعبة ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة. وعن علي بن
أبي طالب في بناء الكعبة قال لما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم قد دخل قالوا قد جاء
الأمين. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير حفص بن عمر
الضرير وخالد بن عرعرة وكلاهما ثقة.
{باب}
عن عبد الرحمن بن عوف قال مر بنا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن تجتني
ثمر الأراك فقال عليكم بالأسود منه فاني كنت أجتنيه وأنا أرعى الغنم قالوا رعيت
يا رسول الله قال نعم ما من نبي إلا وقد رعاها. رواه الطبراني في الأوسط وأبو سلمة
229

لم يسمع من أبيه. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعث موسى صلى الله عليه وسلم وهو يرعي الدواب.
{باب ما كان عند أهل الكتاب من أمر نبوته صلى الله عليه وسلم}
عن سلمة بن سلامة بن وقش وكان من أصحاب بدر قال كان لنا جار من
اليهود في بني عبد الأشهل قال سلمة وانا يومئذ أحدث من فيه سنا على بردة
مضطجع فيها بفناء أهلي البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار فقال ذلك
لقوم أهل أوثان شرك لا يرون أن بعثا كائنا بعد الموت فقالوا له ويحك يا فلان
ترى هذا كائنا ان الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار يجزون فيها
بأعمالهم قال نعم والذي يحلف به ودان له بحطه من تلك النار أعظم تنور
في الدار يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطسونه عليه وإنه ينجو من تلك النار غدا قال
ويحك وما آية ذلك قال نبي يبعث من نحو هذه البلاد وأشار بيده نحو مكة واليمن
قالوا ومتى نراه فنظر إلي وأنا أحدثهم سنا فقال إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه
قال سلمة فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وهو
حي بين أظهرنا فآمنا به وكفر به بغيا وحسدا فقلنا له ويلك يا فلان أليس قلت لنا
فيه ما قلت قال بلى وليس به. رواه أحمد والطبراني وفي رواية عنده عن أم سلمة
أيضا أن يهوديا كان في بني عبد الأشهل فقال لنا ونحن في المجلس قد أطل هذا النبي
القرشي الحرمي ثم التفت في المجلس فقال إن يدركه أحد هذا الفتى وأشار إلي
فقضى الله ان جاء بالنبي صلى الله عليه وسلم المدينة فقلت هذا النبي قد جاء فقال أما والله انه لأنه فقلت
مالك عن الاسلام فقال والله لا أدع اليهودية، ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق
وقد صرح بالسماع. وعن العباس بن عبد المطلب قال قال عبد المطلب خرجت إلى
اليمن في إحدى رحلتي الإيلاف فنزلت على رجل من اليهود فرآني رجل من أهل
الديور فنسبني فانتسبت له فقال أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك قلت نعم ما لم يكن
عورة ففتح إحدى منخري فنظر ثم نظر في الآخر قال أشهد أن في إحدى يديك
230

ملكا وفي الأخرى نبوة وإنا لنجد ذلك في بني زهرة فكيف ذلك قلت لا أدري
قال هل لك من ساعة قلت وما الساعة قال زوجة قلت أما اليوم فلا قال فإذا رجعت
فتزوج في بني زهرة فرجع عبد المطلب فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن
زهرة فولدت له حمزة وزوج ابنه آمنة بنت وهب فقالت قريش نبح عبد الله على أبيه
فولدت له رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حمزة رضي الله عنه أخا رسول الله
صلى الله عليه وسلم من الرضاعة أرضعتهما لونية مولاة أبي لهب وكان أسن من رسول الله
صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك. وعن
ابن مسعود قال إن الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم لادخال رجل الجنة
فدخل الكنيسة فإذا هو بيهود وإذا بيهودي يقرأ عليهم التوراة فلما أتوا على صفة
النبي صلى الله عليه وسلم أمسكوا وفي ناحيتها رجل مريض فقال النبي صلى الله عليه وسلم مالكم
أمسكتم قال المريض إنهم أتوا على صفة نبي فأمسكوا ثم جاء اليهودي يحبو حتى
أخذ التوراة فقرأ حتى أتى على صفة النبي صلى الله عليه وسلم وأمته فقال هذه صفتك
وصفة أمتك أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ثم مات فقال النبي صلى الله
عليه وسلم لو أخاكم. رواه أحمد والطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط. وعن
أبي سفيان بن حرب أن أمية بن أبي الصلت كان معه بغزة أو قال بإيلياء فلما قفلنا قال
يا أبا سفيان أيهن عن عتبة بن ربيعة قلت أيهن عن عتبة بن ربيعة قال كريم الطرفين
ويجتنب المظالم والمحارم قلت نعم قال وشريف مسن قال السن والشرف ازريابه
فقلت له كذبت ما ازداد سنا إلا ازداد شرفا قال يا أبا سفيان إنها لكلمة ما سمعتها
من أحد يقولها لي منذ تنصرت لا تعجل علي حتى أخبرك قلت هات قال إني كنت
أجد في كتبي نبيا يبعث من حرمنا فكنت أظن بل كنت لا أشك اني هو
فلما دارست أهل العلم إذا هو من بني عبد مناف فنظرت في بني عبد مناف فلم أجد
أحدا يصلح لهذا الامر غير عتبة بن ربيعة فلما أخبرني بنسبه عرفت أنه ليس به
حين جاوز الأربعين ولم يوح إليه قال أبو سفيان فضرب الدهر ضرباته وأوحى
231

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت في ركب من قريش أريد اليمن في
تجارة فمررت بأمية بن أبي الصلت فقلت له كالمستهزئ به يا أمية قد خرج النبي
الذي كنت تنتظر قال أما انه حق فاتبعه قلت ما يمنعك من اتباعه قال الاستحياء
من نسيات ثقيف إني كنت أحدثهم أني هو ثم يروني تابعا لغلام من بني عبد
مناف ثم قال أمية كأني بك يا أبا سفيان ان خالفته قد ربطت كما يربط الجدي حتى
يؤتى بك إليه فيحكم فيك ما يريد. رواه الطبراني وفيه مجاشع بن عمرو وهو ضعيف.
وعن خليفة بن عبدة بن جرول قال سألت محمد بن عدي بن ربيعة بن سواة بن
جشم كيف سماك أبوك في الجاهلية محمدا قال أما إني سألت أبي عما سألتني عنه
فقال خرجت رابع أربعة من بني تميم أنا أحدهم وسفيان بن مجاشع بن دارم وأسامة
ابن مالك بن جندب بن العنبر ويزيد بن ربيعة بن كابن بن حرقوص بن مازن يزيد
ابن جفنة مالك حسان بالشام فلما قدمنا الشام نزلنا على غدير عليها شجرات لديراني
صاحب صومعة فقلنا لو اغتسلنا من هذا الماء وأدهنا ولبسنا ثيابنا ثم أتينا صاحبنا
فأشرف علينا الديراني فقال إن هذه لغة ما هي لغة أهل البلد فقلنا نعم نحن قوم من
مضر قال من أي مضر قلنا من خندف قال أما إنه سيبعث منكم وشيكا نبي فسارعوا
وجدوا بحظكم منه ترشدوا فإنه خاتم النبيين فقلنا ما اسمه قال محمد فلما انصرفنا من
عند ابن جفنة ولد لكل واحد منا غلام فسماه محمد قال العلاء قال قيس بن عاصم
للنبي صلى الله عليه وسلم تدري من علم بك من العرب قبل أن تبعث قال لا قال
بنو تميم وقص عليه هذه القصة. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن جبير
ابن المطعم قال كنت أكره أذى قريش للنبي صلى الله عليه وسلم فلما ظننت أنهم سيقتلوه خرجت
حتى لحقت بدير من الديارات فذهب أهل الدير إلى رأسهم فأخبروه فقال أقيموا
له حقه الذي ينبغي له ثلاثا رأوه لم يذهب فانطلقوا إلى صاحبهم فأخبروه
فقال قولوا له قد أقمنا لك بحقك الذي ينبغي لك فان كنت وصبا فقد ذهب وصبك
وان كنت واصلا فقد أني لك أن تذهب إلى من تصل وإن كنت تاجرا فقد أنى لك
232

أن تخرج إلى تجارتك فقال ما كنت واصلا ولا تاجرا وما أنا بنصب فذهبوا إليه
فأخبروه فقال إن له لشأنا فاسئلوه ما شأنه قال فأتوه فسألوه فقال لا والله إلا أن في قرية
إبراهيم ابن عمي يزعم أنه نبي فآذاه قومه فخرجت لئلا أشهد ذلك فذهبوا إلى صاحبهم
فأخبروه قولي هلموا فأتيته فقصصت عليه قصصي قال تخاف أن يقتلوه قلت
نعم قال وتعرف شبهه لو تراه مصورا قلت عهدي به منذ قريب فأراه صورا مغطاة
يكشف صورة صورة ثم يقول أتعرف فأقول لا حتى كشف صورة مغطاة فقلت
ما رأيت شيئا أشبه بشئ من هذه الصورة به كأنه طوله وجسمه وبعد ما بين منكبيه
قال فتخاف أن يقتلوه قلت أظنهم قد فرغوا منه قال والله لا يقتلوه وليقتلن من يريد
قتله وإنه لنبي وليظهرنه الله ولكن قد وجب حقك علينا فامكث ما بدا لك وادع بما
شئت قال فمكثت عندهم ثم قلت لو أطعهم فقدمت مكة فوجدتهم قد أخرجوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فلما قدمت قامت آل قريش فقالوا قد تبين لنا
أمرك فعرفنا شأنك فهلم أموال الصبية التي عندك التي استودعكها أبوك فقلت ما كنت
لأفعل هذا حتى تفرقوا بين رأسي وجسدي ولكن دعوني أذهب فادفعها إليهم
فقالوا ان عليك عهد الله وميثاقه أن لا تأكل من طعامه قال فقدمت المدينة وقد
بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر فدخلت عليه فقال لي فيما يقول إني لأراك جائعا هلموا
طعاما قلت إني لا أكل حتى أخبرك فان رأيت أن آكل أكلت قال فحدثته بما أخذوا
علي قال فأوف بعهد الله وميثاقه أن لا تأكل من طعامنا ولا تشرب من شرابنا. رواه
الطبراني عن شيخه مقدام بن داود ضعفه النسائي وقال ابن دقيق العيد في الامام
انه وثق وهو حديث حسن. وعن جبير بن مطعم قال خرجت تاجرا إلى الشام في
الجاهلية فلما كنت قادما الشام لقيني رجل من أهل الكتاب فقال هل عندكم رجل
نبي قلت نعم قال هل تعرف صورته إذا رأيتها قلت نعم فيه صورة النبي صلى الله
عليه وسلم فبينا أنا كذلك إذ دخل رجل منهم علينا فقال فيم أنتم فأخبرناه فذهب
بنا إلى منزله فساعة ما دخلت نظرت إلى صورة النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رجل آخذ بعقب
233

النبي صلى الله عليه وسلم قلت من هذا الرجل القائم على عقبه قال إنه لم يكن نبي إلا كان
بعده نبي إلا هذا فإنه لا نبي بعده وهذا الخليفة بعده وإذا صفة أبي بكر رضي الله عنه. رواه
الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفهم. وعن أبي صخر العقيلي قال حدثني رجل
من الاعراب قال جلبت حلوبة إلى المدينة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغت
من بيعتي قلت لألقين هذا الرجل فلأسمعن منه قال فتلقاني بين أبي بكر وعمر
يمشون فتبعتهم في أقفائهم حتى أتوا على رجل من اليهود ناشر التوراة يقرأها
يعزي بها نفسه على ابن له كأحسن الفتيان في الموت فقال النبي صلى الله عليه وسلم
أنشدك بالذي أنزل التوراة هل تجدني في كتابك صفتي ومخرجي فقال برأسه هكذا
أي لا فقال ابنه أي والذي أنزل التوراة إنا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك أشهد
أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال أقيموا اليهودي عن أخيكم ثم ولى لعبد
وجنته والصلاة عليه. رواه أحمد وأبو صخر لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن المسور قال مر بي يهودي وأنا قائم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه
وسلم يتوضأ قال فقال ارفع أو اكشف ثوبه عن ظهره قال فذهبت أرفعه عن ظهره
قال فنضح النبي صلى الله عليه وسلم في وجهي من الماء. رواه أحمد والطبراني
ورجاله رجال ثقات. وعن جابر بن سمرة قال جاء جرمقاني إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فقال أين صاحبكم هذا الذي يزعم أنه نبي لئن سألته لأعلمن نبي هو أو غير نبي قال
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال الجرمقاني اقرأ علي أو قص علي قال فتلا عليه آيات من كتاب
الله عز وجل فقال الجرمقاني هذا والله الذي جاء به موسى. رواه عبد الله وقال
منكر قلت ما فيه غير أيوب بن جابر وثقه أحمد وغيره وضعفه ابن معين وغيره.
وعن سعيد بن أبي راشد قال رأيت التنوخي رسول هرقل إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم بحمص وكان جارا لي شيخا كبيرا قد بلغ الفناء أو قرب فقلت ألا تخبرني
عن رسالة هرقل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
هرقل قال بلى وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك وبعث دحية الكلبي إلى
234

هرقل فلما أن جاء كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قسيسي الروم وبطارقتها
ثم غلق عليه وعليهم الدار قال نزل هذا الرجل حيث رأيتم وقد أرسل إلي يدعوني
إلى ثلاث خصال يدعوني أن أتبعه على دينه أو أن نعطيه مالنا على أرضنا والأرض
أرضنا أو نلقي إليه الحرب والله لقد عرفتم فيما تقرؤن من الكتب لتأخذن ما تحت
قدمي فهلم نتبعه على دينه أو نعطيه مالنا على أرضنا فنخروا نخرة رجل واحد حتى
خرجوا من براسنهم وقالوا أتدعونا إلى أن نذر النصرانية أو نكون عبيدا لأعرابي
جاء من الحجاز فلما ظن أنهم ان خرجوا أفسدوا عليه رفاقهم وملكه قال إنما
قلت ذلك لكم لأعلم صلابتكم على أمركم ثم دعا رجلا من عرب تجيب كان على
نصارى العرب قال ادع لي رجلا حافظا للحديث عربي اللسان أبعثه إلى هذا الرجل
بجواب كتابه فجاءني فدفع إلي هرقل كتابا فقال اذهب بكتابي إلى هذا
الرجل فما صغيت من حديثه فاحفظ منه ثلاث خصال انظر هل يذكر صحيفته
التي كتب إلي بشئ وانظر إذا قرأ كتابي هل يذكر الليل وانظر
في ظهره هل به شئ يريبك فانطلقت بكتابه حتى جئت تبوك فإذا هو جالس
بين أصحابه على الماء فقلت أين صاحبكم قيل هاهو ذا فأقبلت أمشي حتى جلست
بين يديه فناولته كتابي فوضعه في حجره ثم قال ممن أنت قلت أنا أحد تنوخ
فقال هل لك في الحنيفية ملة أبيكم إبراهيم قلت اني رسول قوم وعلى دين قوم
لا أرجع عنه حتى أرجع إليهم قال إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي
من يشاء وهو أعلم بالمهتدين يا أخا تنوخ إني كتبت بكتابي إلى النجاشي فخرقها
والله مخرقه ومخرق ملكه وكتبت إلى صاحبكم بصحيفة فأمسكها فلن يزال الناس
يجدون منه بأسا ما دام في العيش خير قلت هذه إحدى الثلاث التي أوصاني بها وأخذت سهما
من جعبتي فكتبتها في جلد سيفي ثم أنه ناول الصحيفة رجلا عن يساره فقلت من صاحب كتابكم
الذي يقرأ لكم قالوا معاوية فإذا في كتاب صاحبي يدعوني إلى جنة عرضها
السماوات والأرض أعدت للمتقين فأين النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله
235

فأين الليل إذا جاء النهار فأخذت سهما من جعبتي فكتبته في جلد سيفي فلما
فرغ من قراءة كتابي قال إن لك حقا وأنت رسول الله فلو وجدت عندنا جائزة
جوزناك بها انا سفر مزملون قال فناداه رجل من طائفة الناس أنا أجوزه ففتح رحله
فإذا هو يأتي بحلة صفورية فوضعها في حجري فقلت من صاحب الحلة قيل عثمان ثم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ينزل هذا الرجل فقال فتى من الأنصار أنا
فقام الأنصار وقمت معه فلما خرجت من طائفة المجلس ناداني رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال يا أخا تنوخ فأقبلت أهوي حتى كنت قائما في مجلسي الذي
كنت فيه بين يديه فحل حبوته عن ظهره فقال ههنا امض لما أمرت به فجلت
في ظهره فإذا أنا بخاتم في موضع غضروف الكتف مثل الحجمة. رواه عبد الله بن
أحمد وأبو يعلي ورجال أبي يعلي ثقات ورجال عبد الله بن أحمد كذلك. وعن
دحية الكلبي أنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب إلى قيصر فقدمت
عليه فأعطيته الكتاب وعنده ابن أخ له أحمر أزرق سبط الرأس فلما قرأ الكتاب
كان فيه من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل صاحب الروم قال فنخر
ابن أخيه نخرة وقال لا يقرأ هذا اليوم فقال له قيصر لم قال إنه بدأ بنفسه وكتب
صاحب الروم ولم يكتب ملك الروم فقال قيصر لتقرأنه فلما قرأ الكتاب وخرجوا
من عنده أدخلني عليه وأرسل إلى الأسقف وهو صاحب أمرهم فأخبروه وأخبره
وأقرأه الكتاب فقال له الأسقف هذا الذي كنا ننتظر وبشرنا به عيسى قال
له قيصر كيف تأمرني قال له الأسقف أما أنا فمصدقه ومتبعه فقال له قيصر أما أنا
ان فعلت ذلك ذهب ملكي ثم خرجنا من عنده فأرسل قيصر إلى أبي سفيان وهو
يومئذ عنده قال حدثني عن هذا الذي خرج بأرضكم ما هو قال شاب قال فكيف حسبه
فيكم قال هو في حسب منا لا يفضل عليه أحد قال هذه آية النبوة قال كيف صدقه
قال ما كذب قط قال هذه آية النبوة قال أرأيت من خرج من أصحابكم إليه هل
يرجع إليكم قال لا قال هذه آية النبوة قال هل ينكث أحيانا إذا قاتل هو في أصحابه
236

قال قد قاتله قوم فهزمهم وهزموه قال هذه آية النبوة قال ثم دعاني فقال أبلغ صاحبك
أني أعلم أنه نبي ولكن لا أترك ملكي قال وأما الأسقف فإنه كانوا يجتمعون إليه
في كل أحد فيخرج إليهم ويحدثهم ويذكرهم فلما كان يوم الأحد لم يخرج إليهم
وقعد إلى يوم الأحد الآخر فكنت ادخل إليه فيكلمني ويسألني فلما جاء الاحد
الآخر انتظروه ليخرج إليهم فلم يخرج إليهم واعتل عليهم بالمرض وفعل ذلك مرارا
وبعثوا إليه لتخرجن إلينا أو لندخلن عليك فنقتلك فانا قد أنكرناك منذ قدم هذا
العربي فقال الأسقف خذ هذا الكتاب واذهب إلى صاحبك فاقرأ عليه السلام وأخبره أني
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأني قد آمنت به وصدقته واتبعته وانهم قد أنكروا
علي ذلك فبلغه ما ترى ثم خرج إليهم فقتلوه ثم خرج دحية إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده رسل عمال
كسرى على صناء بعثهم إليه وكتب إلى صاحب صنعاء يتوعده يقول لتكفيني رجلا خرج بأرضك يدعوني إلى دينه أو أؤدي الجزية أو لأقتلنك أو قال لأفعلن بك فبعث
صاحب صنعاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر رجلا فوجدهم دحية
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قرأ كتاب صاحبهم تركهم خمس عشر ليلة فلما
مضت خمس عشر ليلة تعرضوا له فلما رآهم دعاهم فقال اذهبوا إلى صاحبكم فقولوا له
ان ربي قتل ربه الليلة فانطلقوا فأخبروه بالذي صنع فقال احصوا هذه الليلة قال
أخبروني كيف رأيتموه قالوا ما رأينا ملكا أهيأ منه يمشي فيهم لا يخاف
شيئا مبتذلا لا يحرس ولا يرفعون أصواتهم عنده قال دحية ثم جاء الخبر أن كسرى
قتل الليلة. رواه البزار وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى وهو ضعيف. وعن
علقمة بن وقاص قال قال عمرو بن العاص اخرج جيش من المسلمين أنا أميرهم حتى
نزلنا الإسكندرية فقال عظيم من عظمائهم أخرجوا إلي رجلا أكلمه ويكلمني
فقلت لا يخرج إليه غيري فخرجت مع ترجمانه حتى وضع لنا منبران فقال ما أنتم
فقلنا نحن العرب ونحن أهل الشوك والقرظ ونحن أهل بيت الله كنا أضيق الناس
أرضا وأشده عيشا نأكل الميتة والدم ويغير بعضنا على بعض بشر عيش عاش به
237

الناس حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا يومئذ شرفا ولا بأكثرنا مالا قال أنا
رسول الله إليكم يأمرنا بأشياء لا نعرف وينهانا عما كنا عليه وكان عليه آباؤنا فشنينا
له وكذبنا ورددنا عليه مقالته حتى خرج إليه قوم من غيرنا فقال نحن نصدقك
ونؤمن بك ونتبعك ونقاتل من قاتلك فخرج إليهم وخرجنا إليه فقاتلناه فظهر
علينا وغلبنا وتناول من يليه من العرب فقاتلهم حتى ظهر عليهم فلو يعلم من ورائي
من العرب ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد حتى جاءكم حتى يشارككم فيما أنتم
فيه من العيش فضحك ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صدق قد جاءتنا
رسلنا بمثل الذي جاء به رسولكم فكنا عليه حتى ظهرت فينا فتداء فجعلوا يعملون فينا
بأهوائهم ويتركون أمر الأنبياء فان أنتم أخذتم بأمر نبيكم لم يقاتلكم أحد إلا
غلبتموه ولم يشارركم أحد إلا ظهرتم عليه فإذا فعلتم الذي فعلنا وتركتم أمر
نبيكم وعملتم مثل الذي عملوا بأهوائهم فهم لم يكونوا أكثر عددا منا ولا أشد
قوة منا فقال عمرو بن العاص فما كلمت رجلا أنكر منه. رواه أبو يعلي ورجاله
رجال الصحيح غير عمرو بن علقمة وهو ثقة. وعن كرز بن علقمة قال قدم على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد نصارى نجران منهم أربعة وعشرون من أشرافهم والأربعة
والعشرون منهم ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم العاقب أمير للقوم وذو رأيهم وصاحب
مشورتهم والذي لا يصدرون إلا عن رأيه وأمره واسمه عبد المسيح والسيد عالمهم
وصاحب رحلهم ومجتمعهم وأبو حارثة بن علقمة أخو بكر بن وائل أسقفهم
وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارستهم وكان أبو حارثة قد شرف فيهم حتى حسن
علمه في دينهم وكانت ملوك النصرانية قد سرقوه وقتلوه وبنوا له الكنائس وبسطوا
عليه الكرامات لما يبلغهم من اجتهاده في دينهم فلما وجهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
من نجران جلس أبو حارثة على بغلة له موجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإلى جنبه أخ له يقال له كرز بن علقمة يساره إذ عثرت بغلة أبي حارثة فقال كرز
تعس الأبعد يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بل أنت تعست قال ولم يا أخ
238

قال والله إنه النبي الذي كنا ننتظر قال له كرز ما يمنعك وأنت تعلم هذا قال ما صنع
بنا هؤلاء القوم شرفونا وأكرمونا وقد أبوا إلا خلافه ولو قد فعلت نزعوا منا كل
ما ترى وأضمر عليها أخوه كرز بن علقمة يعني أسلم بعد ذلك. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه بريدة بن سفيان وهو ضعيف. وعن عبد الله بن سلام قال إن الله
عز وجل لما أراد هدى زيد بن سعنة ما من علامات النبوة شئ
إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه الا اثنتين لم أخبرههما منه يسبق
حلمه جهله ولا تزيده شدة الجهل عليه الا حلما قال زيد بن سعنة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من
الحجرات ومعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأتاه رجل على راحلة كالبدوي فقال يا رسول
الله لي نفر في قرية بني فلان قد أسلموا ودخلوا في الاسلام وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم
الرزق رغدا وقد أصابتهم سنة وشدة وقحط من الغيث فأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا
من الاسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا فان رأيت أن ترسل إليهم بشئ تغيثهم به
فعلت فنظر إلى رجل إلى جانبه أراه عليا فقال يا رسول الله ما بقي منه شئ قال زيد
ابن سعنة فدنوت إليه فقلت يا محمد هل لك أن تبيعني تمرا معلوما في حائط بني
فلان إلى أجل معلوم إلى أجل كذا وكذا قال لا تسمي حائط بني فلان قلت نعم
فبايعني فأطلقت همياني فأعطيته ثمانين مثقالا من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا
وكذا فأعطاني الرجل وقال اعدل عليهم وأغثهم بها قال زيد بن سعنة فلما كان قبل
محل الاجل بيومين أو ثلاث خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر
وعثمان في نفر من أصحابه فلما صلى على الجنازة ودنا إلى الجدار ليجلس إليه أتيته
فأخذت بمجامع قميصه وردائه ونظرت إليه بوجه غليظ قلت له يا محمد ألا تقضيني
حقي فوالله ما علمتم بني عبد المطلب إلا مطلا ولقد كان بمخالطتكم علم ونظرت إلى
عمر وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ثم رماني ببصره فقال يا عدو الله أتقول
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع وتصنع به ما أرى فوالذي نفسي بيده لولا ما أحاذر فوته
لضربت بسيفي رأسك ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلي في سكون وتؤدة فقال يا عمر
239

أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا ان تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن اتباعه إذهب
به يا عمر فأعطه حقه وزده عشرين صاعا من تمر مكان ما رعته قال زيد فذهب
بي عمر فأعطاني حقي وزادني عشرين صاعا من تمر فقلت ما هذه الزيادة يا عمر
قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدك مكان ما رعتك قال وتعرفني يا عمر
قال لا قلت أنا زيد بن سعنة قال الحبر قلت الحبر قال فما دعاك إلى أن فعلت برسول
الله صلى الله عليه وسلم ما فعلت وقلت له ما قلت قلت يا عمر قلت يا عمر لم يكن من علامات
النبوة شئ إلا وقد عرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين
لم أخبرهما منه يسبق حلمه جهله ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما وقد اختبرتهما
فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وأشهدك أن شطر
مالي فاني أكثرها مالا صدقة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم قال عمر أو على
بعضهم فإنك لا تسعهم قلت أو على بعضهم فرجع عمر وزيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال زيد
أشهد أن لا إله إلا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وآمن به وصدقه وبايعه
وشهد معه مشاهد كثيرة ثم توفى في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر رحم الله زيدا - قلت
روى ابن ماجة منه طرفا - رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن سلمان قال كنت
من أبناء أساورة فارس قال فذكر الحديث فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى
حتى مررت على قوم فاستعبدوني فباعوني حتى اشترتني امرأة فسمعتهم يذكرون
النبي صلى الله عليه وسلم وكان العيش عزيزا فقلت لها هبي لي يوما قالت نعم فانطلقت
فاحتطبت حطبا فبعته فصنعت طعاما فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه فقال
ما هذا فقلت صدقة فقال لأصحابه كلوا ولم يأكل فقلت هذه من
علاماته ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث فقلت لمولاتي هبي لي يوما قالت نعم
فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته بأكثر من ذلك فصنعت طعاما فأتيته به وهو جالس
بين أصحابه فوضعته بين يديه فقال ما هذا فقلت هدية فوضع يده وقال لأصحابه
خذوا باسم الله وقمت خلفه فوضع رداءه فإذا خاتم النبوة فقلت أشهد أنك رسول الله
240

الله فقال وما ذاك فحدثته عن الرجل فقلت له أيدخل الجنة يا رسول الله
فإنه حدثني أنك نبي فقال لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة فقلت يا رسول الله إنه
أخبرني أنك نبي أيدخل الجنة قال لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة. رواه أحمد
والطبراني ورجاله ثقات. وعن سلمان أيضا قال خرجت أبتغي الدين فوقعت
في الرهبان بقايا أهل الكتاب قال الله عز وجل (يعرفونه كما يعرفون أبناءهم)
فكانوا يقولون هذا زمان نبي قد أطل يخرج من أرض العرب له علامات من ذلك
شامة مدورة بين كتفيه خاتم النبوة فلحقت بأرض العرب وخرج النبي صلى
الله عليه وسلم فرأيت ما قالوا كله ورأيت الخاتم فشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله فذكر الحديث. رواه الطبراني ورجاله ثقات. قلت وتأتي بقية أحاديث
سلمان في مناقبه (1).
{باب منه}
عن عبد الله يعني بن مسعود قال مر يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو
يحدث أصحابه قال فقالت قريش يا يهودي إن هذا يزعم أنه نبي قال لأسألنه عن
شئ لا يعلمه إلا نبي قال فجاء حتى جلس ثم قال يا محمد مم يخلق الانسان قال يا يهودي
من كل يخلق من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها
العظم والعصب وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم فقام اليهودي فقال
هكذا كان يقول من قبلك. رواه أحمد والطبراني والبزار باسنادين وفي أحد إسناديه
عامر بن مدرك وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات، وفي إسناد الجماعة
عطاء بن السائب وقد اختلط. وعن ابن عباس قال أقبلت اليهود إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فان أنبأتنا بهن عرفنا
أنك نبي واتبعناك فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قالوا الله على ما نقول
وكيل قالوا هاتوا خبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر قال يلتقي الماءان فإذا

(1) في أواخر الجزء التاسع.
241

علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت قالوا
أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه قال كان يشتكي عرق النساء فلم يجد شيئا يلائمه
الا ألبان كذا وكذا قال بعضهم الإبل فحرم لحومها قالوا صدقت قالوا أخبرنا
ما هذا الرعد قال ملك من ملائكة الله عز وجل موكل بالسحاب بيده أوفى يده
مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله عز وجل قالوا فما هذا
الصوت الذي نسمع قال صوته قالوا صدقت إنما بقيت واحدة إنما نبايعك ان
أخبرتنا انه ليس من نبي الا له من يأتيه بالخبر فأخبرنا عن صاحبك قال جبريل
عليه السلام قالوا جبريل ذلك الذي ينزل بالعذاب والحرب والقتال وهو عدونا
لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان فأنزل الله عز وجل
(قل من كان عدوا لجبريل - الآية) وفي رواية كلما أخبرهم بشئ فصدقوه قال اللهم
اشهد، وقال فيها أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن هذا النبي
الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه قالوا اللهم نعم، وقال أيضا فان وليي جبريل ولم
يبعث الله نبيا قط الا وهو وليه - قلت رواه الترمذي باختصار - رواه أحمد
والطبراني ورجالهما ثقات. وعن الفلتان بن عاصم قال كنا قعودا مع النبي صلى الله عليه وسلم
فشخص بصره إلى رجل في المسجد فقال يا فلان فقال لبيك يا رسول الله قال ولا ينازعه
الكلام الا قال يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتشهد أني رسول الله قال لا قال أتقرأ
التوراة قال نعم والإنجيل قال والقرآن قال والذي نفسي بيده لو أشاء لقرأته قال
ثم ناشده هل تجدني في التوراة والإنجيل قال أجد مثلك ومثل هيأتك ومثل مخرجك
وكنا نرجو أن يكون منا فلما خرجت تحيرنا أن يكون أنت هو فنظرنا فإذا ليس أنت
هو قال ولم ذاك قال إن معه من أمته سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب
ومعك يسير قال فوالذي نفسي بيده لأنا هو وانهم لامتي انهم لأكثر من سبعين
ألفا وسبعين ألفا. رواه الطبراني ورجاله ثقات من أحد الطريقين. وعن حمزة بن
يوسف بن عبد الله بن سلام أن جده عبد الله بن سلام قال لأحبار اليهود اني أحدث
242

بمسجد إبراهيم وإسماعيل عهدا فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة
فوافاه وقد انصرفوا من الحج فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى والناس حوله
فقمت مع الناس فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنت عبد الله بن
سلام قال قلت نعم قال أدن فدنوت منه قال أنشدك بالله يا عبد الله بن سلام أما تجدني
في التوراة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت انعت ربنا فجاء جبريل حتى وقف بين
يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (فقل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم
يكن له كفوا أحد) فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن سلام أشهد أن لا إله
الله وأنك رسول الله ثم انصرف ابن سلام إلى المدينة فكتم اسلامه فلما هاجر
رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وأنا فوق نخلة لي أجدها (1) فسمعت رجه فقلت ما هذا
فقالوا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قدم فألقيت نفسي من أعلى النخلة ثم خرجت أحضر
حتى أتيته فسلمت عليه ثم رجعت فقالت أمي لله أنت لو كان موسى بن عمران عليه
السلام ما كان بذلك تلقي نفسك من أعلى النخلة فقلت والله لأنا أشد فرحا بقدوم
رسول الله صلى الله عليه وسلم من موسى إذ بعث. رواه الطبراني ورجاله ثقات الا
أن حمزة بن يوسف لم يدرك جده عبد الله بن سلام (2).
{باب فيمن أخبر بنبوته صلى الله عليه وسلم}
عن جابر بن عبد الله قال أن أول خبر قدم علينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان امرأة كان لها تابع قال فأتاها في صورة طير فوقع على جذع لهم قال فقلت الا تنزل
لتخبرنا ونخبرك قال إنه قد خرج بمكة رجل حرم علينا الزنا ومنع منا القرار.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا. وعن مجاهد قال حدثني شيخ أدرك
الجاهلية ونحن في غزوة رودس يقال له ابن عيسى قال كنت أسوق لآل لنا بقرة
فسمعت من جوفها يا آل ذريح قول فصيح رجل نصيح أن لا إله إلا الله
قال فقدمنا مكة فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج بمكة. رواه أحمد ورجاله ثقات.

(1) جداد النخل: صرامه، وهو قطع ثمره.
(2) سيأتي في مناقبه في الجزء التاسع
243

وعن جبير بن مطعم قال كنا حول صنم لنا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم بشهر
وقد نحرنا جزورا إذ صاح صائح من جوفه: اسمعوا العجب * ذهب الشرك والرجز
ورمى بالشهب * لنبي بمكة اسمه أحمد * ومهاجره إلى يثرب *. رواه البزار عن شيخه
عبد الله بن شبيب وهو ضعيف. وعن عمرو بن مرة الجهني قال خرجت حاجا في
جماعة من قومي في الجاهلية فرأيت في المنام وأنا بمكة نورا ساطعا من الكعبة حتى
وصل إلى جبال يثرب أسعر جهينة فسمعت صوتا في النور وهو يقول:
انقشعت الظلماء * وسطع الضياء * وبعث خاتم الأنبياء
ثم أضاء إضاءة أخرى حتى نظرت إلى قصور الحيرة وابيض المدائن فسمعت
صوتا في النور وهو يقول:
ظهر الاسلام * وكسرت الأصنام * ووصلت الأرحام
فانتبهت فزعا وقلت لقومي والله ليحدثن في هذا الحي من قريش حدث وأخبرتهم
بما رأيت فقال يا عمرو بن مرة أنا النبي المرسل إلى العباد كافة ادعوهم إلى الاسلام
وآمرهم بحقن الدماء وصلة الأرحام وعبادة الله ورفض الأصنام وحج البيت
وصيام شهر رمضان من اثني عشر شهرا فمن أجاب فله الجنة ومن عصى فله النار
فآمن بالله يا عمرو يؤمنك الله من هول جهنم قلت أشهد أن لا إله إلا الله
وأنك رسول الله وآمنت بكل ما جئت به من حلال وحرام وأن أرغم ذلك كثيرا
من الأقوام ثم أنشدته أبياتا قلت حين سمعت به وكان لنا صنم وكان أبي سادنا
له فقمت إليه فكسرته ثم لحقت بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنا أقول:
شهدت بأن الله حق وأنني * لآلهة الأحجار أول تارك
وشمرت عن ساق الإزار مهاجرا * إليك أحوز الفوز بعد الدكادك
لأصحب خير الناس نفسا ووالدا * رسول مليك الناس فوق الحبائك
فقال النبي صلى الله عليه وسلم مرحبا بك يا عمرو بن مرة فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي
ابعثني إلى قومي لعل الله أن يؤمرني عليهم كما من بك علي فبعثني عليهم فقال عليك
244

بالرفق والقول السديد ولا تكن فظا ولا متكبرا ولا حسودا فأتيت قومي فقلت يا بني
رفاعة يا معاشر جهينة إني رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم أدعوكم إلى
الجنة وأحذركم وآمركم بحقن الدماء وصلة الأرحام وعبادة الله ورفض الأصنام
وحج البيت وصيام شهر رمضان شهر من اثنى عشر شهرا فمن أجاب فله الجنة
ومن عصى فله النار يا معشر جهينة إن الله عز وجل جعلكم خيار من أنتم منه وبغض
إليكم في جاهليتكم ما حبب إلى غيركم من أنهم كانوا يجمعون بين الأختين ويخلف
الرجل منهم على امرأة أبيه والغزاة في الشهر الحرام فأجيبوا هذا النبي المرسل من
بني لؤي بن غالب تنالوا شرف الدنيا وكرامة الآخرة وسارعوا في ذلك يكن لكم
فضيلة عند الله فأجابوه إلا رجلا واحدا قال يا عمرو بن مرة أمر الله عليك تأمرنا
أن نرفض آلهتنا ونفرق جماعتنا ونخالف دين آبائنا إلى ما يدعو إليه هذا القرشي من
أهل تهامة لا ولا حبا ولا كرامة ثم أنشأ الخبيث يقول:
إن ابن مرة قد أتى بمقالة * ليست مقالة من يريد صلاحا
إني لأحسب قوله وفعاله * يوما وان طال الزمان رباحا
أيسفه الأشياخ ممن قد مضى * من رام ذاك فلا أصاب فلاحا
فقال عمرو بن مرة الكاذب مني ومنك أمر الله فمه وأبكم لسانه وأعمى عينيه
وأسقط أسنانه قال عمرو بن مرة فوالله ما مات حتى سقط فوه وكان لا يجد طعم
الطعام وعمى وخرس فخرج عمرو بن مرة ومن تبعه من قومه حتى أتوا النبي صلى الله عليه وسلم
فرحب بهم وحباهم وكتب لهم كتابا هذه نسخته بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب
من الله عز وجل على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب صادق وحق ناطق
لعمرو بن مرة الجهني لجهينة بن زيدان لكم بطون الأرض وسهولها وتلاع الأودية
وظهورها ترعون نباته وتشربون صافيه على أن تقروا بالخمس وتصلوا صلاة الخمس
وفي السعة والصريمة شاتان إذا اجتمعتا وان تفرقتا فشاة شاة ليس على أهل
المثيرة صدقة وشهد على نبينا ومن حضر من المسلمين بكتاب قيس بن
شماس فذلك حين يقول عمرو بن مرة الجهني:
245

ألم تر أن الله أطهر دينه * وبين برهان القران (1) لعامر
كتاب من الرحمن يجعلنا معا * وأخلافنا في كل باد وحاضر
إلى خير من يمشي على الأرض كلها * وأفضلها عند اعتكار الضرائر
أطعنا رسول الله لما تقطعت * بطون الأعادي بالظباء الخواطر
فنحن قبيل قد بنى المجد حولنا * إذا اجتليت في الحرب هام الأكابر
بنو الحرب نفريها بأيد طويلة * وبيض تلألأ في اكف المغاور
ومن حوله الأنصار يحموا أميرهم * بسمر العوالي والسيوف البواتر
إذا الحرب دارت عند كل عظيمة * ودارت رحاها لليوث الهواصر
تبلج منه اللون وازدان وجهه * كمثل ضياء البدر بين الزواهر
وذكر ياسر بن سويد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه في خيل أو سرية
وامرأته حامل فولدت له مولودا فحملته أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت يا رسول الله قد ولد هذا المولود وأبوه في الخيل فسمه فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر
يده عليه وقال اللهم أكثر رجالهم وأقل أيامهم ولا تحوجهم ولا تر أحدا منهم
خصاصة فقال (2) سميه مسرعا فقد أسرع في الاسلام. رواه الطبراني. وعن
عباس بن مرداس السلمي قال كان رسول اسلام عباس بن مرداس أنه كان بعمرة في
لقاح له نصف النهار إذ طلعت له نعامة بيضاء مثل القطن عليها راكب عليه ثياب
بيض مثل القطن فقال يا عباس بن مرداس: ألم تر أن السماء كعت أجراسها
وان الحرب جرعت أنفاسها وان الخيل وضعت أحلاسها وان الذي نزل بالبر
والهدى لفي يوم الاثنين ليلة الثلاثاء صاحب الناقة قال فخرجت مرعوبا قد راعني
ما رأيت وسمعت حتى جئت وثنا لنا كان يدعى الصماد وكنا نعبده ويكلم من جوفه
فكنست ما حوله وتمسحت به وقبلته فإذا صائح يصيح من جوفه يا عباس بن مرداس:
قل للقبائل من سليم كلها * هلك الصماد وفاز أهل المسجد

(1) في الأصل " القرار " وفي رسالة من يسمى عمرا من الشعراء لابن الجراح " فرقان القران "
(2) في الأصل " فقالت " وسيأتي هذا الحديث في المناقب في آخر الجزء التاسع.
246

إن الذي جاء بالنبوة والهدى * بعد ابن مريم من قريش مهتد
هلك الصماد وكان يعبد مرة * قبل الصلاة على النبي محمد
قال فخرجت مرعوبا حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة وأخبرتهم الخبر فخرجت
في ثلاثمائة راكب من قومي من بني حارثة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلنا المسجد
فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم ثم قال يا عباس بن مرداس كيف كان
إسلامك فقصصت عليه القصة فقال صدقت فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال فأسلمت أنا وقومي. رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي
ضعفه الجمهور ووثقه سعيد بن منصور وقال كان مالك يرضاه، وبقية رجاله وثقوا.
وعن مازن بن الغضوبة قال كنت أسدن صنما يقال له باحر سماتل تويه نعمان فعبرنا
ذات يوم وعنده عنيزة وهي الذبيحة فسمعت صوتا من الصنم يقول:
يا مازن اسمع تسر * ظهر خير وبطن شمر * بعث نبي من مضر
بدين الله الأكبر * فدع نحيتا من حجر * تسلم من حر سقر
قال ففزعت من ذلك وقلت إن هذا لعجب ثم عبرت بعد أيام فسمعت صوتا من الصنم يقول:
أقبل إلي أقبل * تسمع ما لا يجهل * هذا نبي مرسل * جاء بحق منزل
آمن به كي تعدل * عن حر نار تشعل * وقودها بالجندل
فقلت ان هذا لعجب وانه لخير يراد بي فبينا نحن كذلك قدم علينا رجل من الحجاز
فقلنا ما الخبر وراءك قال ظهر رجل يقول لمن أتاه أجيبوا داعي الله فقلت هذا نبأ
ما قد سمعت فسرت إلى الصنم فكسرته وركبت راحلتي فقدمت على رسول الله صلى
الله عليه وسلم فشرح لي الاسلام فأسلمت وقلت:
كسرت يا حر أجداد وكان لنا * ربا نطيف به عميا بظلال
بالهاشمي هدينا من ضلالتنا * ولم يكن دينه مني على بال
يا راكبا بلغن عمرا وإخوته * أني لمن قال ربي يا حر قال
يعني عمرو بن الصلت وإخوته بني خطامة قال مازن فقلت يا رسول الله اني امرؤ مولع
247

بالطرب وشرب الخمر والهلوك - قال ابن الكلبي والهلوك الفاجرة من النساء - وألحت
علينا السنون فأذهبت الأموال وأهزلت الدراري وليس لي ولد فادع الله أن يذهب
عني ما أجد ويأتيني بالحيا ويهب لي ولدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم
أبدله بالطرب قراءة القرآن وبالحرام الحلال وبالعهر عفة الفرج وبالخمر ريا لا إثم فيه
واتهم بالحيا وهب له ولدا قال مازن فاذهب الله عني ما كنت أجد ووهب الله
لي حبار بن مازن وأنشأ يقول:
إليك رسول خبت (1) مطيتي * تجوب الفيافي من عمان إلى العرج
لتشفع لي يا خير من وطي الحصى * فيغفر لي ربي فأرجع بالفلج
إلى معشر خالفت في الله دينهم * فلا رأيهم رأيي ولا شرحهم شرحي
وكنت امرأ بالعهر والخمر مولعا * حياتي حتى آذن الشيب بالنهج
فبدلني بالخمر خوفا وخشية * وبالعهر إحصانا فحصن لي فرجي
فلما أتيت قومي أنبوني وشتموني وأمروا شاعرهم فهجاني فقلت ان رددت عليهم
فإنما أهجو نفسي فاعتزلتهم إلى ساحل البحر وقلت:
بغضكم عندنا مرمدا فيه * وبغضنا عندكم يا قومنا لين
لا نفطن الدهر ان بانت معايبكم * وكلكم حين يبدو عيبنا فطن
شاعرنا معجم عنكم وشاعركم * في حربنا مولع في شتمنا لسن
ما في القلوب عليكم فاعلموا وغر * وفي صدوركم البغضاء والإحن
فأتتني منهم أزفلة (2) عظيمة فقالوا يا ابن عمنا عبنا عليك أمرا وكرهناه لك فان أبيت
فشأنك ودينك فارجع فقم بأمورنا وكنت القيم بأمورهم فرجعت إليهم ثم هداهم
الله بعد إلى الاسلام. رواه الطبراني من طريق هشام بن محمد بن محمد السائب الكلبي عن
أبيه وكلاهما متروك. وعن محمد بن كعب القرظي قال بينما عمر بن الخطاب رضي
الله عنه قاعد في المسجد إذ مر به رجل في مؤخر المسجد فقال رجل يا أمير المؤمنين
أتعرف هذا الجائي قال لا فمن هو قال هذا سواد بن قارب وهو من أهل اليمن له فيهم

(1) في الإصابة " حثثت " وهو تحريف.
(2) أي جماعة، وفي الأصل " أرملة ".
248

شرف وموضع قد أتاه رأيه بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر علي به فدعا به
فقال أنت سواد بن قارب قال نعم قال أنت الذي أتاك رئيك بظهور رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال نعم قال فأنت على ما كنت عليه من كهانتك فغضب غضبا
شديدا وقال يا أمير المؤمنين ما استقبلني بهذا أحد منذ أسلمت فقال عمر يا سبحان الله
ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك أخبرني بإتيانك رئيك
بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم يا أمير المؤمنين بينا أنا ذات ليلة بين
النائم واليقظان إذ أتاني رئيي فضربني برجله وقال قم يا سواد بن قارب فافهم واعقل
ان كنت تعقل انه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عز وجل
وإلى عبادته ثم أنشأ يقول:
عجبت للجن ونخاسها * وشدها العيس بأحلاسها
تهوى إلى مكة تبغي الهدى * ما خبر الجن كأنجاسها
فارحل إلى الصفوة من هاشم * واسم بعينيك إلى رأسها
قال فلم أرفع رأسا وقلت دعني أنم فاني أمسيت ناعسا فلما كانت الليلة التالية
أتاني فضربني برجله وقال ألم أقل لك يا سواد بن قارب قم وافهم واعقل إن
كنت تعقل إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عز وجل وإلى
عبادته ثم أنشأ الجني يقول:
عجبت للجن وتطلابها (1) * وشدها العيس بأقتابها
تهوى إلى مكة تبغي الهدى * ما صادق الجن ككذابها
فارحل إلى الصفوة من هاشم * ليس قداماها كأذنابها
قال فلم أرفع لقوله رأسا فلما كانت الليلة الثالثة أتاني فضربني برجله وقال ألم أقل لك
يا سواد بن قارب افهم واعقل ان كنت تعقل انه قد بعث رسول من لؤي بن
غالب يدعو إلى الله عز وجل والى عبادته ثم أنشأ يقول:
عجبت للجن واخبارها * وشدها العيس بأكوارها

(1) كذا في جمع الفوائد، وفي الأصل " طلابها ".
249

تهوى إلى مكة تبغي الهدى * ما مؤمنو (1) الجن ككفارها
فارحل إلى الصفوة من هاشم * بين روابيها وأحجارها
فوقع في نفسي حب الاسلام ورغبت فيه فلما أن أصبحت شددت على راحلتي
فانطلقت متوجها إلى مكة فلما كنت ببعض الطريق أخبرت أن النبي صلى
الله عليه وسلم قد هاجر إلى المدينة فسألت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقيل لي في
المسجد فانتهيت إلى المسجد فعقلت راحلتي وإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم
والناس حوله فقلت اسمع مقالتي يا رسول الله فقال أبو بكر رضي الله عنه أدنه
أدنه فلم يزل بي حتى صرت بين يديه فقال هات فأخبرني بإتيانك رئيك فقلت:
أتاني نحبي بين هدء ورقدة * ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاث ليال كلهن يقول لي * أتاك رسول من لؤي بن غالب
فشمرت عن ذيل الإزار ووسطت * بي الذعلب (2) الوجناء بين السباسب
فأشهد أن الله لا رب غيره * وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أولى (3) المرسلين وسيلة * إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب
فمرنا مما يأتيك يا خير مرسل * وإن كان فيما جاء شيب الذوائب
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة * سواك بمغن عن سواد بن قارب
قال ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بإسلامي فرحا شديدا حتى رؤى ذلك في
وجوههم قال فوثب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إليه والتزمه وقال قد كنت
أحب أن أسمع هذا منك. رواه الطبراني، وفي رواية عنده عن سواد بن قارب
الأزدي قال كنت نائما على جبل من جبال السواة فأتاني آت فضربني برجله
وقال فيه أتيت مكة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ظهر فأخبرته الخبر واتبعته،
وكلا الاسنادين ضعيف. وعن الحسن بن الزبير الأسدي قال قال عمر بن الخطاب
رضي الله عنه ذات يوم لابن عباس حدثني بحديث يعجبني فقال حدثني خريم بن
فاتك الأسدي قال خرجت بغاء إبل لي فأصبتها بالأبرق أبرق العراق فعقلتها

(1) في الأصل " مؤمن ".
(2) أي الناقة.
(3) في جمع الفوائد " أدنى ".
250

وتوسدت ذراع بعير منها وذلك حدبان خروج النبي صلى الله عليه وسلم ثم قلت
أعوذ بكبير هذا الوادي أعوذ بعظيم هذا الوادي قال وكذلك كانوا يصنعون
في الجاهلية فإذا هاتف يهتف ويقول:
ويحك عذ بالله ذي الجلال * منزل الحرام والحلال
ووحد الله ولا تبال * ما هول ذي الجن من الأهوال
إذ يذكر الله على الأميال * وفي سهول الأرض والجبال
وصار كيد الجن في سفال * إلا التقى وصالح الأعمال
قال فقلت: يا أيها الداعي ما تحيل * أرشد عندك أم تظليل
قال: هذا رسول الله ذو الخيرات * جاء بياسين وحاميمات
وسور بعد مفصلات * محرمات ومحللات
يأمر بالصوم وبالصلاة * ويزجر الناس عن الهنات
قد كن في الأيام منكرات
قال قلت من أنت يرحمك الله قال أنا مالك بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم
على جن أهل نجد قال قلت لو كان لي من يكفيني إبلي هذه لأتيته حتى أؤمن به قال أنا
أكفيكها حتى أؤديها إلى أهلك سالمة إن شاء الله فاعتقلت بعيرا منها ثم أتيت المدينة
فوافقت الناس يوم الجمعة وهم في الصلاة فقلت يقضون صلاتهم ثم ادخل قال
فاني أنيخ راحلتي إذ خرج إلي أبو ذر رحمه الله فقال لي يقول لك رسول
الله صلى الله عليه وسلم ادخل فدخلت فلما رآني قال ما فعل الشيخ الذي ضمن لك أن يؤدي
إبلك أما إنه قد أداها سالمة قال فقلت يرحمه الله قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم
أجل رحمه الله فقال أشهد أن لا إله إلا الله. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
وعن أبي هريرة قال قال خريم بن فاتك لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يا أمير المؤمنين
ألا أخبرك كيف كان بدء إسلامي قال بلى قال بينما أنا أطوف في طلب نعم لي إذا
أنا منها على أثر إذ اجتن الليل بأبرق العراق فقلت بأعلى صوتي أعوذ بعزيز هذا
251

الوادي من سفهاء قومه فإذا هاتف يهتف:
ويحك عذ بالله ذي الجلال * والمجد والنعماء والافضال
واقتر آيات من الأنفال * ووحد الله ولا تبال
قال فذعرت ذعرا شديدا فلما رجعت إلى نفسي قلت:
يا أيها الهاتف ما تقول * أرشد عندك أم تضليل
بين لنا هديت ما الحويل
قال: هذا رسول الله ذو الخيرات * بيثرب يدعو إلى النجاة
يأمر بالصوم وبالصلاة (1) * ويزع الناس عن الهنات
قال فانبعثت راحلتي فقلت:
أرشدني رشدا هديت * لا جعت ولا عريت
ولا برحت سعيدا ما بقيت * ولا تؤثرن على الخير الذي أتيت
قال فاتبعني وهو يقول:
سلمك الله وسلم نفسكا * وبلغ الأهل وأدي رحلكا
أمر به أفلح ربي حقكا * وانصره أعز ربي نصركا
قال فدخلت المدينة وذلك يوم الجمعة فاطلعت في المسجد فخرج لي أبو بكر الصديق
رضي الله عنه فقال ادخل رحمك الله فقد بلغنا إسلامك فقلت لا أحسن الطهور
فعلمني فدخلت المسجد فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب كأنه البدر وهو يقول
ما من مسلم توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى صلاة يخففها ويعقلها إلا دخل الجنة فقال
لي عمر بن الخطاب لتأتين على هذا ببينة أو لأنكلن بك قال فشهد شيخ قريش عثمان بن عفان
رضي الله عنه فأجاز شهادته. رواه الطبراني وفي إسناده قلت ويأتي باب
اخبار الذئب والضب والظبية بنبوته في المعجزات إن شاء الله.
{باب عظم قدره صلى الله عليه وسلم}
عن عبد الله بن سعيد قال إن الله نظر إلى قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى

(1) في الأصل " والصلاة " ولعل الوزن لا يستقيم بذلك.
252

الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته، وقد تقدم في باب
الاجماع بتمامه. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله موثقون.
وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أذنب آدم عليه
السلام الذنب الذي أذنبه رفع رأسه إلى العرش فقال أسألك بحق محمد إلا غفرت
لي فأوحى الله إليه وما محمد قال تبارك اسمك لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك
فرأيت فيه مكتوبا لا إله الا الله محمد رسول الله فعلمت أنه ليس أحد أعظم
عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك فأوحى الله إليه يا آدم انه آخر النبيين من
ذريتك ولولا هو ما خلقتك. رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه من لم أعرفهم.
وعن علي الهلالي قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكانه الذي قبض
فيه فإذا فاطمة عند رأسه قال فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول الله صلى الله
عليه وسلم طرفه إليها فقال حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك قالت أخشى الضيعة من
بعدك قال يا حبيبتي أما علمت أن الله اطلع على الأرض اطلاعة فاختار منها أباك
فابتعثه برسالته ثم اطلع على الأرض اطلاعة فاختار بعلك وأوحى الله إلي أن
أنكحك إياه يا فاطمة ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحدا
قبلنا ولا يعطي أحدا بعدنا أنا خاتم النبيين وأنا أكرم النبيين على الله وأنا أحب
المخلوقين إلى الله وأنا أبوك فذكر الحديث وهو بتمامه في فضل أهل البيت (1). رواه
الطبراني في الأوسط والكبير وفيه الهيثم بن حبيب وقد اتهم بهذا الحديث.
وعن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله
عنها أما علمت أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيا
ثم أطلع الثانية فاختار بعلك فأوحى الله إلي فأنكحته واتخذته وصيا. رواه الطبراني
وله في الصغير عن أبي أيوب أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نبينا خير
الأنبياء. رواه بأسانيد وأحدها حسن. وعن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم سألت ربي مسألة فوددت أني لم أسأله قلت يا رب قد كانت قبلي رسل منهم

(1) في الجزء التاسع.
253

من سخرت له الرياح ومنهم من كان يحيى الموتى فقال ألم أجدك يتيما فآويتك ألم
أجدك ضالا فهديتك ألم أجدك عائلا فأغنيتك ألم أشرح لك صدرك ووضعت عنك
وزرك قال قلت بلى يا رب. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عطاء بن السائب
وقد اختلط. وعن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال أتاني
جبريل فقال إن ربي وربك يقول كيف رفعت ذكرك قال الله أعلم إذا ذكرت
ذكرت معي. رواه أبو يعلي وإسناده. وعن عبد الله بن سلام قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وأول من تنشق عنه
الأرض وأول شافع ومشفع بيدي لواء الحمد تحتي آدم فمن دونه. رواه أبو يعلي
والطبراني وفيه عمرو بن عثمان الكلابي وثقه ابن حبان على ضعفه، وبقية رجاله
ثقات. وعن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا قائد المرسلين ولا
فخر وأنا خاتم النبيين ولا فخر وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر. رواه الطبراني في
الأوسط وفيه صالح بن عطاء بن خباب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله
ابن سلام قال إن أكرم خليقة الله يوم القيامة على الله أبو القاسم صلى الله عليه وسلم قالوا رحمك
الله الملائكة فقال أن أكرم خليقة الله على الله أبو القاسم صلى الله عليه وسلم. رواه
الطبراني وفيه يحيى بن طلحة اليربوعي وثقه ابن حبان وضعفه النسائي، وبقية
رجاله ثقات. وعنه قال والذي نفسي بيده ان أقرب الناس يوم القيامة محمد صلى الله عليه وسلم
جالس عن يمينه على الكرسي، وفيه رجل لم يسم. وعن ابن عباس قال إن الله فضل
محمدا على أهل السماء وعلى أهل الأرض فقال رجل يا أبا عباس وبما فضله على أهل
السماء والأرض قال إن الله عز وجل يقول لأهل السماء ومن لم يقل
منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين وقال الله عز وجل
لمحمد صلى الله عليه وسلم (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك
وما تأخر) فقيل له يا أبا عباس فما فضله على الأنبياء قال إن الله عز وجل قال (وما
أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم (وما أرسلناك الا كافة
254

للناس بشيرا ونذيرا) فأرسله الله إلى الإنس والجن. رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح غير الحكم بن أبان وهو ثقة. رواه أبو يعلي باختصار كثير. وعن
عبد الله يعني ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اتخذ إبراهيم خليلا
وان صاحبكم خليل الله ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم يوم القيامة ثم قرأ
(عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) - قلت في الصحيح منه وان صاحبكم
خليل الله فقط في أثناء حديث - رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف.
وعن أبي هريرة قال خيار ولد آدم خمسة نوح وإبراهيم وعيسى وموسى ومحمد صلى الله عليه وسلم
وخيرهم محمد صلى الله عليه وسلم وصلى عليهم أجمعين وسلم. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
{باب ما جاء في بعثته صلى الله عليه وسلم وعمومها ونزول الوحي}
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لخديجة اني أرى ضوءا وأسمع
صوتا وأنا أخشى أن يكون بي جن قالت لم يكن الله ليفعل ذلك بك يا ابن عبد الله
ثم أتت ورقة بن نوفل فذكرت ذلك له فقال إن يكن صادقا فان هذا ناموس مثل ناموس
موسى عليه السلام وان بعث وأنا حي فسأعززه وأنصره وأومن به. رواه أحمد
متصلا ومرسلا والطبراني بنحوه وزاد وأعينه، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وعن أبي ذر قال قلنا يا رسول الله كيف علمت أنك نبي قال علمت ذلك حتى أتاني
ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة فقال أحدهما أهو هو قال نعم (1) قال زنه برجل
فرجحته قال فزنه بعشرة فوزنني بعشرة فوزنتهم ثم قال زنه بمائة فوزنني بمائة فرجحتهم
ثم قال زنه بألف فرجحتهم فقال أحدهما للآخر لو وزنته بأمته لرجحها ثم قال
أحدهما لصاحبه شق بطنه فشق بطني ثم أخرج منه فعم الشيطان وعلق الدم فطرحها
فقال أحدهما للآخر اغسل بطنه غسل الإناء فاغسل قلبه الملا ثم دعا بالسكينة
كأنها رهرهة بيضاء فأدخلت قلبي ثم قال أحدهما لصاحبه خط بطنه
فخاط بطني وجعلا الخاتم بين كتفي فما هو إلا إن وليا عني كأنما أعاين الامر معاينة،
وزاد محمد بن معمر في حديثه فجعلوا ينتثرون علي من كفة الميزان - قلت لأبي ذر

(1) " قال نعم " غير موجودة في الأصل، والحديث تقدم بعضه.
255

حديث في الصحيح في الاسراء غير هذا - رواه البزار وفيه جعفر بن عبد الله بن
عثمان بن كبير وثقه أبو حاتم الرازي وابن حبان وتكلم فيه العقيلي، وبقية رجاله
ثقات رجال الصحيح. وعن أبي سعيد قال افتخر أهل الإبل وأهل الغنم عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث موسى صلى الله عليه وسلم وهو
يرعى غنما وبعثت وأنا أرعى غنما لأهلي بجياد. رواه أحمد والبزار وفيه الحجاج بن
أرطأة وهو مدلس. وعن ورقة الأنصاري قال قلت يا محمد كيف يأتيك الذي يأتيك
يعني جبريل عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ وباطن
قدميه أخضر. رواه الطبراني في الكبير والأوسط عن شيخه المقدام بن داود وهو
ضعيف. وعن عبد الله بن عمرو قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هل
تحس بالوحي قال نعم أسمع صلصلة ثم اسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إلي
إلا ظننت أن نفسي تقبض. رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن. وعن خديجة
قالت قلت يا رسول الله يا بن عم هل تستطيع إذا جاءك الذي يأتيك أن تخبرني به فقال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم يا خديجة قالت خديجة فجاءه جبريل ذات يوم وأنا عنده فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يا خديجة هذا صاحبي الذي يأتيني قد جاء فقلت له قم فاجلس على فخذي
الأيمن فقلت له هل تراه قال نعم فقلت له تحول فاجلس على فخذي الأيسر
فجلس فقلت له هل تراه قال نعم فقلت له فتحول فاجلس في حجري فجلس فقلت له
تراه قال نعم قالت خديجة فتحسرت وطرحت خماري وقلت هل تراه قال لا
فقلت هذا والله ملك كريم والله ما هو شيطان قالت خديجة فقلت لورقة بن نوفل بن
أسد بن عبد العزي بن قصي ذلك مما أخبرني به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ورقة حقا يا خديجة حدثتك. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن
الحارث بن هشام قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك قال يأتيني
صلصلة كصلصلة الجرس ويأتي أحيانا في صورة رجل فيكلمني كلاما وهو أهون علي
فيفصم عني وقد وعيت. رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما ثقات. وعن
256

عائشة قالت إن كان ليوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته
فتضرب بجرانها (1). رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن زيد بن ثابت قال كنت
أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إذا نزل عليه أخذته برحاء شديدة
وعرق عرقا شديدا مثل الجمان ثم سرى عنه فكنت أدخل بقطعة العسب أو كسره
فأكتب وهو يملي علي فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن حتى أقول
لا أمشي على رجلي أبدا فإذا فرغت قال أقرأه فأقرأه فإن كان فيه سقط أقامه ثم أخرج
به إلى الناس. رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما ثقات. وعن قيس بن مخرمة
قال ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل وبين الفجار وبين الفيل عشرون
سنة قال سموه الفجار لأنهم (2) وأحلوا أشياء كانوا يحرمونها وكان بين الفجار
وبين الكعبة خمس عشر سنة وبين بناء الكعبة ومبعث النبي صلى الله عليه وسلم خمس
سنين فبعث النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين - قلت روى الترمذي منه
المولود فقط - رواه الطبراني وفيه جعفر بن مهران السباك وقد وثق وفيه كلام،
وبقية رجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه سلم إنما
بعثت رحمة مهداة. رواه البزار والطبراني في الصغير والأوسط ورجال البزار
رجال الصحيح. وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول يأتيني جبريل على
صورة دحية الكلبي، قال أنس وكان دحية رجلا جميلا أبيض. رواه الطبراني
وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل
عليه السلام أن يراه في صورته قال ادع ربك عز وجل فدعا ربه عز وجل فطلع عليه سواد
من قبل المشرق قال فجعل يرتفع وينتشر فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم صعق
فأتاه فتغشاه وجعل يمسح البزاق عن شدقيه. رواه أحمد والطبراني ورجالهما
ثقات. وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت جبريل منهبطا
قد ملا ما بين السماء والأرض عليه ثياب سندس معلقا به اللؤلؤ والياقوت. رواه
أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.

(1) أي تمد عنقها من التعب.
(2) في النهاية أنه سمى بذلك لأنه في الأشهر الحرم.
257

{باب عموم بعثته صلى الله عليه وسلم}
عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا بعثت إلى
الأحمر والأسود وجعلت لي الأرض طهورا وأحلت لي الغنائم ولم تحل لمن كان
قبلي ونصرت بالرعب شهرا وأعطيت الشفاعة وليس من نبي إلا وقد سأل شفاعة
واني اختبأت شفاعتي ثم جعلتها لمن مات لا يشرك بالله شيئا رواه أحمد متصلا
ومرسلا والطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي ولا أقولن فخرا بعثت إلى الأحمر والأسود
ونصرت بالرعب مسيرة شهر وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وجعلت لي
الأرض مسجدا وطهورا وأعطيت الشفاعة فأخرتها لامتي فهي لمن مات لا يشرك
بالله شيئا، وفي رواية فليس من أحمر ولا أسود يدخل في أمتي إلا كان منهم. رواه
أحمد والبزار والطبراني بنحوه إلا أنه قال حتى إن العدو ليخافني من مسيرة شهر
أو شهرين وقيل لي سل تعطه فادخرت دعوتي شفاعة لامتي، ورجال أحمد رجال
الصحيح غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث. وعن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي من الأنبياء جعلت لي
الأرض طهورا ومسجدا ولم يكن من الأنبياء يصلي حتى يبلغ محرابه ونصرت
بالرعب مسيرة شهر يكون بين يدي أي المشركين فيقذف الله الرعب في قلوبهم
وكان النبي يبعث إلى خاصة قومه وبعثت أنا إلى الجن والإنس وكانت الأنبياء
يعزلون الخمس فتجئ النار فتأكله وأمرت أنا أن أقسمها في فقراء أمتي ولم يبق
نبي إلا أعطى شفاعة وأخرت أنا شفاعتي لامتي. رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.
وعن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعطيت خمسا لم
يعطهن نبي قبلي نصرت بالرعب وأعطيت جوامع الكلم وأحلت لي الغنائم، وذكر
خصلتين ذهبتا عني قال وذكر الحديث. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير
عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث. قلت وقد تقدمت أحاديث في
258

التيمم وبقيتها في الخصائص. وعن ابن عباس قال نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرعب
على عدوه مسيرة شهرين. رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر وهو
ضعيف. وعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعطيت خمسا لم يعطهن
أحد قبلي جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأحلت لي الغنائم ولم تحل لنبي
قبلي ونصرت بالرعب مسيرة شهر على عدوي وبعثت إلى كل أحمر وأسود وأعطيت
الشفاعة وهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئا، وفي رواية من مات لا يشرك
بالله شيئا قلت عند أبي داود طرف منه رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. قلت
وقد تقدمت أحاديث في التيمم من نحو هذا. وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال فضلت بأربع جعلت الأرض لامتي مسجدا وطهورا وأرسلت إلى
الناس كافة ونصرت بالرعب من مسيرة شهر يسير بين يدي وأحلت لامتي الغنائم، وفي
رواية فأينما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره
قلت روى الترمذي طرفا منه رواه أحمد والطبراني بنحوه إلا أنه قال وبعثت
إلى كل أبيض وأسود، ورجال أحمد ثقات. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطها نبي قبلي بعثت إلى الناس كافة الأحمر والأسود
وإنما كان كل نبي يبعث إلى قريته ونصرت بالرعب يرعب مني عدوي مسيرة شهر
وأعطيت المغنم وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأعطيت الشفاعة فأخرتها
لامتي. رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن يحيى بن كهيل وهو ضعيف. وعن السائب
ابن يزيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلت على الأنبياء بخمس بعثت إلى
الناس كافة ودخرت شفاعتي لامتي ونصرت بالرعب شهرا أمامي وشهرا خلفي
وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي. رواه
الطبراني وفيه إسحق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك.
{باب تسليم الحجر والشجر عليه صلى الله عليه وسلم}
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أوحى إلي أو نبئت أو كلمة نحوها
259

جعلت لا أمر بحجر ولا شجر إلا قال السلام عليك يا رسول الله. رواه البزار عن شيخه
عبد الله بن شبيب وهو ضعيف. وعن علي قال خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم
فجعل لا يمر على حجر ولا شجر إلا سلم عليه. رواه الطبراني في الأوسط والتابعي
أبو عمارة الحواني لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
{باب في مثله ومثل من أطاعه صلى الله عليه وسلم]
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه فيما يرى النائم ملكان فقعد أحدهما
عند رجليه والآخر عند رأسه فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه اضرب مثل
هذا ومثل أمته فقال إن مثل هذا ومثل أمته كمثل قوم سفر انتهوا إلى رأس
مفازة فلم يكن معهم من الزاد ما يقطعون به المفازة ولا ما يرجعون به فبينا هم كذلك
إذ أتاهم رجل في حلة حبرة فقال أرأيتم إن وردت بكم رياضا معشبة وحياضا رواه
أتتبعوني قالوا نعم فانطلق بهم فأوردهم رياضا معشبة وحياضا رواء فأكلوا وشربوا
وأسمنوا فقال لهم ألم ألقاكم على تلك الحال فجعلتم لي ان أوردكم رياضا معشبة وحياضا
رواء أن تتبعوني قالوا بلي قال فان بين أيديكم رياضا هي أعشب من هذه وحياضا
أروي من هذه فاتبعوني قال فقامت طائفة قالت صدق والله لنتبعنه وقالت طائفة قد رضينا
بهذا نقيم عليه. رواه أحمد والطبراني والبزار وإسناده حسن. وعن ربيعة الجرشي
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أتي فقيل له لتنم عينك ولتسمع أذنك وليعقل قلبك
قال فنامت عيني وسمعت أذني وعقل قلبي قال فقيل له سيد بني دارا وصنع مأدبة
وأرسل داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ورضي عليه السيد ومن
لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم ينل من المأدبة وسخط عليه السيد والسيد هو
الله والداعي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمأدبة (1) الجنة قال وذكره. رواه الطبراني
باسناد حسن. وعن عبد الله بن مسعود قال استبقني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فانطلقنا
حتى أتينا مكان كذا وكذا فخط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطة فقال كن بين
ظهري هذه لا تخرج منها فإنك إن خرجت منها هلكت قال فكنت فيها قال فمضى

(1) في الأصل " المادنة " بالنون في المواضع المذكورة.
260

رسول الله صلى الله عليه وسلم فدق أو أبعد شيئا أو كما قال ثم إنه ذكر هنينا كأنهما
الزط قال أو كما قال عفان إن شاء الله عليهم ثياب ولا أرى سوآتهم طوال قليل لحمهم
قال فأتوا فجعلوا يركبون رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وجعل رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقرأ عليهم قال وجعلوا يأتون فيحتلون حولي ويعرضون
قال عبد الله فأرعبت منهم رعبا شديدا قال فجلست أو كما قال فلما انشق عمود
الصبح جعلوا يذهبون أو كما قال ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ثقيلا
وجعا أو يكاد أن يكون وجعا مما ركبوه قال إني أجدني ثقيلا أو كما قال قال ثم إن
هنينا أتوا عليهم ثياب بيض طوال أو كما قال وقد أغفى رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال عبد الله فأرعبت أشد مما أرعبت في المرة الأولى قال عارم في حديثه
فقال بعضهم لبعض هلم فلنضرب له مثلا أو كما قالوا قال بعضهم لبعض اضربوا لهم
مثلا ونولي نحن أو نضرب نحن وتولون أنتم فقال بعضهم مثله كمثل سيد بنى بنيانا
حصينا ثم أرسل إلى الناس بطعام أو كما قال فمن لم يأت طعامه أو قال لم يتبعه
عذب عذابا شديدا أو كما قال الآخرون أما السيد فهو رب العالمين وأما البنيان
فهو الاسلام والطعام الجنة وهو الداعي فمن اتبعه كان في الجنة قال عارم في حديثه
أو كما قالوا ومن لم يتبعه عذب أو كما قال ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما رأيت يا ابن
أم عبد قال عبد الله رأيت كذا وكذا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم ما خفى علي
شئ مما قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم نفر من الملائكة أو قال هم من الملائكة
أو كما شاء الله قلت رواه الترمذي باختصار رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير
عمرو البكالي وذكره العجلي في ثقات التابعين وابن حبان وغيره في الصحابة.
{باب فيمن سمع به ولم يؤمن به صلى الله عليه وسلم}
عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسمع بي أحد من هذه
الأمة ولا يهودي ولا نصراني لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار فقلت ما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في كتاب الله عز وجل فقرأت فوجدت (ومن
261

يكفر به من الأحزاب فالنار موعده) وفي رواية فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة.
رواه الطبراني واللفظ له وأحمد بنحوه في الروايتين، ورجال أحمد رجال الصحيح،
والبزار أيضا باختصار. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس
محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ولم يؤمن بالذي
أرسلت به إلا كان من أصحاب النار قلت هو في الصحيح ولفظه لا يسمع بي أحد
من هذه الأمة يهودي ولا نصراني رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
{باب وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم على من أدركه}
عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى النبي صلى الله
عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه على النبي صلى الله عليه
وسلم فغضب وقال أمتهوكون (1) فيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها
بيضاء نقية لا تسألوهم عن شئ فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به
والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني. رواه أحمد
وقد تقدم هذا وغيره في العلم.
{باب تبلغ بعثته صلى الله عليه وسلم كل أحد}
عن تميم الداري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليبلغ هذا الامر ما بلغ الليل والنهار
ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز به
الاسلام ويذل الله به الكفر، وكان تميم الداري يقول قد عرفت ذلك في أهل بيتي
قد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ولقد أصاب من كان منهم كافرا
الذل والصغار والجزية. رواه أحمد وغيره وقد تقدم في الجهاد والمغازي. وعن أبي
ثعلبة الخشني قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد
فصلي فيه ركعتين ثم ثني بفاطمة ثم تلقى أزواجه فقدم من سفر فصلى في المسجد ركعتين
ثم أتى فاطمة فتلقته على باب البيت فجعلت تلثم فاه وعينيه وتبكي فقال ما يبكيك
فقالت أراك شعثا نصبا قد اخلولقت ثيابك فقال لها لا تبكي فان الله عز وجل بعث

(1) التهوك كالتهور، والمتهوك الذي يقع في الأمور بلا روية، وقيل هو التحير.
262

أباك بأمر لا يبقى على وجه الأرض بيت مدر ولا حجر ولا وبر ولا شعر إلا أدخل
الله به عزا أو ذلا حتى يبلغ حيث بلغ الليل. رواه الطبراني وفيه يزيد بن سنان
أبو فروة وهو مقارب الحديث مع ضعف كثير.
{باب قوله صلى الله عليه وسلم أنا مبلغ والله يهدى}
عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما أنا مبلغ والله يهدي فذكر
الحديث. رواه الطبراني باسنادين أحدهما حسن.
{باب لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم}
عن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته تمام حجة
الوداع أيها الناس انه لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم فذكر الحديث. رواه الطبراني
ورجال أحد الطريقين ثقات وفي بعضهم ضعف.
{باب فيما أوتي من العلم صلى الله عليه وسلم}
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أوتيت مفاتيح كل شئ إلا الخمس ان الله عنده
علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما
تدري نفس بأي أرض تموت ان الله عليم خبير قلت لابن عمر في الصحيح مفاتيح
الغيب خمس رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن عبد الله
يعني ابن مسعود قال أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شئ غير الخمس
ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب
غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ان الله عليم خبير. رواه أحمد وأبو يعلي
ورجالهما رجال الصحيح. وعن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أوتيت فواتح الكلم وخواتمه قلنا يا رسول الله علمنا مما علمك الله فعلمنا. رواه
أبو يعلي وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف. وعن أبي ذر قال لقد
تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا ذكرنا
منه علما. رواه أحمد والطبراني وزاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما بقي شئ يقرب من الجنة
263

ويباعد من النار إلا وقد بين لكم، ورجال الطبراني رجال الصحيح غير محمد بن
عبد الله بن يزيد المقري وهو ثقة، وفي إسناد أحمد من لم يسم. وعن المغيرة
ابن شعبة أنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما خبرنا بما يكون في
أمته إلى يوم القيامة وعاه من وعاه ونسيه من نسيه. رواه أحمد والطبراني ورجال
أحمد رجال الصحيح غير عمر بن إبراهيم بن محمد وقد وثقه ابن حبان. وعن
أبي الدرداء قال لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في السماء من طائر يطير
بجناحيه إلا ذكرنا منه علما. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن عمرو بن
العاص قال عقلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مثل. رواه أحمد وأسناده
حسن. وعن عمران بن حصين قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا
عامة ليله عن بني إسرائيل لا يقوم إلا إلى عظم صلاة، وفي رواية يعني الفريضة
المكتوبة. رواه أحمد واسناده حسن.
{باب ما جاء في الخصائص}
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كتب علي الفجر ولم يكتب عليكم، وفي
رواية أمرت بركعتي الضحى ولم تؤمروا بها وأمرت بالضحى ولم تكتب، وفي
رواية عن ابن عباس أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث
هن علي فرائض وهن لكم تطوع الوتر والفجر وصلاة الضحى، وفي رواية أمرت بركعتي
الضحى والوتر ولم تكتب. رواه كله أحمد بأسانيد والبزار بنحوه باختصار والطبراني في
الكبير والأوسط وفي اسناد ثلاث هن فرائض أبو خباب الكلبي وهو مدلس، وبقية
رجالها عند أحمد رجال الصحيح وفي بقية أسانيدها جابر الجعفي وهو ضعيف. وعن عائشة
قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث هن علي فريضة وهم لكم سنة الوتر والسواك وقيام
الليل. رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبد الرحمن الصنعاني وهو
كذاب. وعن أم سلمة قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر ثم دخل بيتي فصلى
ركعتين فقلت يا رسول الله صليت صلاة لم تكن تصليها قال قدم خالد فشغلني عن ركعتين
264

كنت أركعهما بعد الظهر فصليتهما الآن فقلت يا رسول الله أفنقضيهما إذا فاتتنا قال
لا - قلت في الصحيح بعضه بمعناه خاليا عن قولها أفنقضيهما إذا فاتتنا قال لا - رواه
أحمد وأبو يعلي بنحوه ورجالهما رجال الصحيح. وعن أبي أمامة (نافلة لك) قال إنما
كانت النافلة خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد والطبراني في الكبير
والأوسط بنحوه وقال فيه في قوله (ومن الليل فتهجد به نافلة لك) وقال في
الكبير كانت للنبي صلى الله عليه وسلم نافلة ولكم فضيلة، وبعض أسانيد أحمد وغيره حسن.
وعن معاذة قالت سألت امرأة عائشة عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لها أتعملين
كعمله فإنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كان عمله له نافلة. رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح وفي الصحيح بعضه. وعن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أتي بطعام من غير أهله سأل عنه فان قيل هدية أكل وان قيل صدقة قال كلوا
ولم يأكل. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر بن سمرة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى بطعام فأكل منه بعث بفضله إلى أبي أيوب وكان
أبو أيوب يضع أصابعه حيث يرى أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى النبي صلى الله عليه
وسلم بقصعة فوجد فيها ريح ثوم فلم يذقها وبعث بها إلى أبي أيوب فنظر فلم ير فيها أثر
أصابع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يذقها فأتاه فقال يا رسول الله لم أر فيها أثر أصابعك قال إني
وجدت منها ريح ثوم قال تبعث إلي ما لم تأكل قال إني يأتيني الملك. رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح. وعن عمران بن حصين الضبي أنه أتى البصرة وبها
عبد الله بن عباس أمير فإذا هو برجل قائم في ظل القصر يقول صدق الله ورسوله
لا يزيد على ذلك فدنوت منه فقلت لقد أكثرت من قولك صدق الله ورسوله قال
أما والله إن شئت لأخبرتك فقلت أجل فقال اذن اجلس وقال إني أتيت النبي
صلى الله عليه وسلم بالمدينة من كذا وكذا وكان شيخان للحي قد انطلق ابن لهما
فلحقا به فقالا انك قادم المدينة وان ابنا لنا قد لحق بهذا الرجل فائته فاطلبه منه
فان أبى إلا الفداء فافتده فأتيت المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول
265

الله ان شيخين للحي قد أمراني أن أطلب ابنا لهما عندك فقال تعرفه فقال أعرف
نسبه فدعا الغلام فجاء فقال هو ذا فائت أباه قلت الفداء يا نبي الله فقال إنه
لا يصلح لنا آل محمد أن نأكل ثمن أحد من آل إسماعيل ثم قال لا أخشى على
قريش الا أنفسها قلت ومالهم يا نبي الله قال إن طال بك عمر رأيتهم ههنا حتى
ترى الناس بينهما كالغنم بين الحوضين مرة إلى هنا ومرة إلى هنا فانا أرى ناسا
يستأذنون على ابن عباس رأيتهم العام يستأذنون على معاوية فذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد وعمران هذا لم أعرفه. وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله يعني ابن
مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام مستلقيا حتى ينفخ ثم يقوم فيصلي
ولا يتوضأ - قلت رواه ابن ماجة غير قوله مستلقيا - رواه أبو يعلي والبزار
وقال ينام وهو ساجد، ورجال أبي يعلي رجال الصحيح. وعن رجل قال رأيت
نبي الله صلى الله عليه وسلم نام حتى نفخ ولم يتوضأ. رواه أحمد
وإسناده جيد. وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يصافح
النساء في البيعة. رواه أحمد وإسناده حسن. وعن أسماء بنت يزيد قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لست أصافح النساء. رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن.
{باب ما جاء في دعائه واشتراطه فيه صلى الله عليه وسلم}
عن أبي سعيد وعن أبي هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إني أتخذ
عندك عهدا لا تخلفنيه فإنما أنا بشر فأي المؤمنين آذيته أو سببته أو لعنته أو جلدته
فاجعلها له زكاة وصلاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة. وأبو يعلي وإسناده حسن.
وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع إلى حفصة بنت عمر
رجلا وقال لها احتفظي به فغفلت حفصة ومضى الرجل فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا حفصة ما فعل الرجل قالت غفلت عنه يا رسول الله فخرج فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم قطع الله يدك فقالت بيدها هكذا فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شأنك
يا حفصة قلت يا رسول الله قلت قبل كذا وكذا قال ضعي يدك فاني سألت ربي تبارك
266

وتعالى أيما إنسان من أمتي دعوت عليه أن يجعلها له مغفرة. رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وعن عائشة قالت إن امداد العرب كثروا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى غموه وقام إليه المهاجرون يفرجون عنه حتى قام على عتبة عائشة فأرهقوه
فأسلم رداءه في أيديهم ووثب عن العتبة فدخل قال اللهم العنهم قالت عائشة يا رسول
الله هلك القوم قال كلا يا بنت أبي بكر إني اشترطت على ربي شرطا لأخلف له قلت
إنما أنا بشر أضيق بما به البشر فأي المؤمنين بدرت إليه مني بادرة فاجعلها
له كفارة - قلت لعائشة حديث في الصحيح بغير هذا السياق - رواه أحمد وإسناده حسن
إلا أن محمد بن جعفر بن الزبير لم يدرك عائشة. وعن سمرة بن جندب أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا إني أتغيظ عليكم وأعذركم ثم ادعو الله بيني وبينه
اللهم ما لعنتهم أو سببتهم أو تغيظت عليهم فاجعله لهم بركة ورحمة ومغفرة وصلاة
فإنهم أهلي وأنا لهم ناصح. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن معاوية قال
سمعت رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم من لعنت في الجاهلية ثم دخل في
الاسلام فاجعل ذلك قربة له إليك. رواه الطبراني وفيه سليمان بن داود الشاذكوني
وهو ضعيف. قلت ويأتي حديث حال أبي السوار في مناقبه. وعن أبي الطفيل
عامر بن واثلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر وأرضى
كما يرضى البشر فمن لعنته من أحد من أمتي فاجعلها له زكاة ورحمة. رواه الطبراني
وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك. وعن عبد الله بن عثمان بن خيثم قال دخلت
على أبي الطفيل عامر بن واثلة فوجدته طيب النفس فقلت يا أبا الطفيل أخبرني
عن النفر الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد
من المؤمنين دعوت عليه بدعوة فاجعلها له زكاة ورحمة. رواه الطبراني في الأوسط
واللفظ له وأحمد بنحوه وإسناده حسن.
{باب بركة دعائه صلى الله عليه وسلم}
عن جابر قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق إذا امرأة
267

أخذت بعنان دابته وهو على حمار فقالت يا رسول الله إن زوجي لا يقربني ففرق
بيني وبينه ومر زوجها فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال مالك ولها جاءت تشكو منك حقا
تشكو منك أنك لا تقربها قال يا رسول الله والذي أكرمك إن بعهدي بها بهذه
الليلة وبكت المرأة فقالت كذب فرق بيني وبينه فإنه من أبغض خلق الله إلي فتبسم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أخذ برأسه ورأسها فجمع بينهما وقال اللهم أدن
كل واحد منهما من صاحبه قال جابر فلبثنا ما شاء الله ان نلبث ثم مر رسول الله
صلى الله عليه وسلم بالسوق فإذا نحن بامرأة تحمل أدما فلما رأته طرحت الأدم وأقبلت إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما خلق من بشر
أحب إلي منه إلا أنت. رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح غير يوسف بن محمد
ابن المنكدر وثقه أبو زرعة وغيره وضعفه جماعة.
{باب فيمن دعا له صلى الله عليه وسلم}
عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا لرجل أصابته وأصابت
ولده وولد ولده، وفي رواية عن حذيفة أيضا أن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتدرك
الرجل وولده وولد ولده. رواه أحمد عن ابن لحذيفة عن حذيفة ولم أعرفه. وعن أنس قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلقة فأراد القيام فقام غلام فتناول نعله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أردت رضا ربك رضى الله عنك فكان لذلك
الغلام نحو في المدينة حتى استشهد. رواه البزار وفيه عمرو بن أبي خليفة ولم أعرفه.
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لغلام من الأنصار ناولني
نعلي فقال الغلام يا نبي الله بأبي أنت وأمي اتركني حتى أجعلها أنا في رجلك فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ان عبدك هذا يترضاك فارض عنه. رواه الطبراني في
الصغير وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو متروك. وعن دهر الأسلمي أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول في مسيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع فذكر الحديث
إلى أن قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحمه الله فقال عمر وجبت والله
268

يا رسول الله لو أمتعتنا به فقتل يوم خيبر شهيدا وقد تقدم سماعه في غزوة خيبر (1)
رواه الطبراني ورجاله ثقات.
{باب فيما خص به عمن تقدمه صلى الله عليه وسلم}
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فضلت على الأنبياء بست
لم يعطهن أحد كان قبلي غفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر وأحلت لي الغنائم ولم تحل
لأحد كان قبلي وجعلت أمتي خير الأمم وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأعطيت
الكوثر ونصرت بالرعب والذي نفسي بيده ان صاحبكم لواء الحمد يوم
القيامة تحته آدم فمن دونه. رواه البزار وإسناده جيد. وعن أبي سعيد قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطها نبي قبلي بعثت إلى الأحمر
والأسود وإنما كان النبي يبعث إلى قومه ونصرت بالرعب مسيرة شهر وأطعمت
المغنم ولم يطعمه أحد كان قبلي وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وليس من نبي
إلا وقد أعطى دعوة فتعجلها واني أخرت دعوتي شفاعة لامتي وهي بالغة إن شاء الله
من مات لا يشرك بالله شيئا. رواه الطبراني في الأوسط واسناده حسن.
{باب عصمته من القرين} تقدم.
{باب منه الخصائص}
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعطيت قوة أربعين
في البطش والنكاح. قلت فذكر الحديث وهو بطوله في النكاح (2) وفيه المغيرة بن
قيس وهو ضعيف. وعن أنس قال فضلت على الناس بأربع السخاء والشجاعة
كثرة الجماع وشدة البطش. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده رجاله موثقون.
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلت على الأنبياء بخصلتين كان شيطاني
كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم، ونسيت الخصلة الأخرى. رواه البزار وفيه إبراهيم
ابن صرمة وهو ضعيف، وقد تقدمت أحاديث هذا الباب في باب عصمته من القرين.

(1) في الجزء السادس.
(2) في الجزء الرابع.
269

{باب منه}
عن عبد الله بن الزبير أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم فلما فرغ قال يا عبد الله إذهب
بهذا الدم فأهريقه حيث لا يراه أحد فلما برزت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمدت إلى الدم فحسوته
فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ما صنعت يا عبد الله قال جعلته في مكان
ظننت أنه خاف عن الناس قال فلعلك شربته قال نعم قال ومن أمرك أن تشرب الدم ويل
لك من الناس وويل للناس منك. رواه الطبراني والبزار باختصار ورجال البزار
رجال الصحيح غير هنيد بن القاسم وهو ثقة. وعن سفينة (1) قال احتجم النبي صلى الله عليه وسلم
قال خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير والناس فتغيبت فشربته ثم ذكرت
ذلك له فضحك. رواه الطبراني والبزار باختصار الضحك ورجال الطبراني ثقات.
وعن أبي سعيد الخدري أن أباه مالك بن سنان لما أصيب رسول الله صلى الله عليه
وسلم في وجهه يوم أحد مص دم رسول الله صلى الله عليه وسلم وازدرده فقيل له أتشرب الدم
فقال نعم أشرب دم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خالط
دمي دمه (2) لا تمسه النار. رواه الطبراني في الأوسط ولم أر في اسناده من أجمع
على ضعفه. وعن سلمى امرأة أبي رافع قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق بيته جالسا
فقال يا سلمى إئتيني بغسل فجئته باناء فيه سدر فصفيته له ثم جثا على مرفقه حشوها ليف وأنا أصب على رأسه فغسلها وإني أنظر إلى كل قطرة تقطر من رأسه في الاناء
كأنه الدر يلمع ثم جئته بماء فغسله فلما فرغ عن غسله قال يا سلمى أهريق ما في الاناء
في موضع لا يتخطاه أحد فأخذت الاناء فشربت بعضه ثم أهرقت الباقي على الأرض
فقال لي ماذا صنعت بما في الاناء قلت يا رسول الله حسدت الأرض عليه فشربت
بعضه ثم أهرقت الباقي على الأرض فقال اذهبي فقد حرم الله بدنك على النار.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه معمر بن محمد وهو كذاب. وعن حكيمة بنت أميمة
عن أمها قالت كان للنبي صلى الله عليه وسلم قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت سريره
فقام فطلبه فلم يجده فسأل فقال أين القدح قالوا شربته سرة خادم أم سلمة التي قدمت معها

(1) هو مولى النبي صلى الله عليه وسلم.
(2) في الأصل " بدمه " ولعله " خلط دمي بدمه ".
270

من أرض الحبشة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد احتظرت من النار بحظار (1).
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وحكيمة
وكلاهما ثقة. وعن أم أيمن قالت قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فخارة في
جانب البيت فبال فيها فقمت من الليل وأنا عطشانه فشربت ما فيها وأنا لا أشعر
فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم قال يأم أيمن قومي فأهريقي ما في تلك الفخارة
قالت قد والله شربت ما فيها فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال أما
انك لا تتجعين بطنك أبدا. رواه الطبراني وفيه أبو مالك النخعي وهو ضعيف.
وعن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي مرداس السلمي قال كنا عند النبي صلى الله عليه
وسلم فدعا بطهور فغمس يده فتوضأ فتتبعناه فحسوناه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما حملكم على
ما فعلتم قلنا حب الله ورسوله قال فان أحببتم أن يحبكم الله ورسوله فأدوا إذا
ائتمنتم واصدقوا إذا حدثتم وأحسنوا جوار من جاوركم. رواه الطبراني وفيه عبيد
ابن واقد القيسي وهو ضعيف.
{باب}
عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال ما مات النبي صلى الله عليه وسلم
حتى قرأ وكتب. رواه الطبراني وقال هذا حديث منكر وأبو عقيل ضعيف وهذا
معارض لكتاب الله تعالى وإن معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتوف حتى قرأ عبد الله
ابن عتبة وكتب يعني انه كان يعقل في زمانه والله أعلم.
{باب صفته صلى الله عليه وسلم}
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صفتي أحمد المتوكل ليس بفظ ولا غليظ يجزي بالحسنة الحسنة ولا يكافئ
بالسئ مولده بمكة ومهاجره بطيبة وأمته الحمادون يأتزرون على أنصافهم ويوضؤن
أطرافهم أناجليهم في صدورهم يصفون للصلاة كما يصفون للقتال قربانهم الذي يتقربون
به إلى دماهم رهبان بالليل ليوث بالنهار. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.

(1) أي احتمت منها بحمى عظيم.
271

وعن بريد الفارسي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم زمن ابن عباس
وكان يزيد يكتب المصاحف قال فقلت لابن عباس اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
في النوم قال ابن عباس إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إن الشيطان لا يستطيع
أن يتشبه بي فمن رآني في النوم فقد رآني فهل تستطيع أن تنعت لنا هذا الرجل الذي رأيت قال
نعم رأيت رجلا بين الرجلين جسمه ولحمه أسمر إلى البياض حسن المضحك أكحل العينين
جميل دوائر الوجه قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت تملأ نحوه قال عوف
لا أدري ما كان مع هذا من النعت قال فقال ابن عباس لو رأيته في اليقظة ما استطعت
أن تنعته فوق هذا. رواه أحمد ورجاله رجال ثقات. وعن يوسف بن مازن أن
رجلا سأل عليا يا أمير المؤمنين انعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صفه لنا
قال كان ليس بالذاهب طولا فوق الربعة إذا جاء مع القوم غمرهم أبيض شديد الوضح ضخم
الهامة أغر أبلج أهدب الأشفار شثن الكفين والقدمين (1) إذا مشي يقلع كأنما ينحدر
في صبب كأن العرق في وجهه اللؤلؤ لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم
بأمي وأبي - قلت له عند الترمذي حديث طويل وفي هذا زيادة - رواه عبد الله
باسنادين في أحدهما رجل لم يسم والآخر من رواية يوسف بن مازن عن علي وأظنه
لم يدرك عليا والله أعلم، ورواه البزار باختصار وزاد حسن الشعر رجله، وفي رواية
عنده ضخم العينين. وعن أنس قال كان رسول الله صلى الله وسلم أسمر. رواه
أحمد وأبو يعلي والبزار ورجال أبي يعلي رجال الصحيح. وعن عائشة أنها تمثلت
بهذا البيت وأبو بكر رضي الله عنه ينصت:
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ربيع اليتامى (2) عصمة للأرامل
فقال أبو بكر رضي الله عنه ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد والبزار
ورجاله ثقات. وعن رجل من العدوية قال حدثني جدي قال انطلقت إلى المدينة
فنزلت هذا الوادي فإذا رجلان بينهما عنز واحدة وإذا المشتري يقول للبائع
أحسن مبايعتي قال فقلت في نفسي هذا الهاشمي الذي أضل الناس أهو هو فنظرت

(1) أي تميل إلى الغلظ، وهو ممدوح في الرجال.
(2) في القصيدة " ثمال اليتامى ".
272

فإذا رجل حسن الجسم عظيم الجبهة دقيق الانف دقيق الحاجبين وإذا من ثغرة
نحره إلى سرته مثل الخيط الأسود شعر أسود فذكر الحديث. رواه أبو يعلي والذي
من العدوية لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا. وعن الحسن بن علي قال سألت خالي
هند بن أبي هالة التميمي وكان وصافا عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا
أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما
يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر وأطول من المربوع وأقصر من المشذب (1)
رجل الشعر إذا تفرقت عقيصته فرق فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره أزهر
اللون واسع الجبين أزج الحواجب سوابغ من غير قرن بينهما عرق يدره الغضب
أقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم كث اللحية سهل الخدين ضليع
الفم أشنب مفلج الأسنان دقيق المسربة كأن عنقه جيد دمنة في صفاء الفضة معتدل
الخلق بادن متماسك سواء البطن والصدر عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم
الكراديس أنور المتجرد موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط عاري
اليدين والبطن مما سوى ذلك أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر
رحب الراحة سبط القصب شثن الكفين والقدمين سائر الأطراف خمصان
الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء إذا زال زال قلعا وتخطى تكفيا ويمشي هونا
ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب (1) وإذا التفت التفت معا خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء جل نظره الملاحظة بسوق
أصحابه يبدر من لقي بالسلام، قلت صف لي منطقه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
مواصل الأحزان دائم الفكرة ليست له راحة لا يتكلم في غير حاجة طويل الصمت
يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ويتكلم بجوامع الكلم فضل لا فضول ولا تقصير
دمت ليس بالجافي ولا المهين يعظم النعمة وان دقت لا يذم ذواقا (2) ولا يمدحه ولا
تغضبه الدنيا ولا ما كان لها فإذا نوزع الحق لم يعرفه أحد ولم يقم لغضبه شئ لا
يغضب لنفسه ولا ينتصر لها إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث

(1) سيأتي تفسير الغريب في آخره.
(2) هو المأكول والمشروب.
273

اتصل بها فيضرب بباطن راحة اليمنى باطن إبهامه اليسرى وإذا غضب أعرض
وأشاح وإذا ضحك غض طرفه جل ضحكه التبسم ويفتر عن مثل حب الغمام فكتمها
الحسين زمانا ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسألته عما سألته ووجدته قد سأل
أباه عن مدخله ومجلسه ومخرجه وشكله فلم يدع منه شيئا قال الحسين سألت أبي
عن دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان دخوله لنفسه مأذون له في ذلك
فكان إذا أوى إلى منزله جزأ نفسه ثلاثة أجزاء جزء لله وجزء لأهله وجزء لنفسه
ثم جزأ نفسه بينه وبين الناس فيرد ذلك على العامة بالخاصة فلا يدخر عنهم شيئا
فكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل باذنه وقسمه على قدر فضلهم في
الدين فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم فيما
يصلحهم ويلائمهم ويخبرهم بالذي ينبغي لهم ويقول ليبلغ الشاهد الغائب وأبلغوا
في حاجة من لا يستطيع إبلاغها يثبت الله قدميه يوم القيامة
لا يذكر عنده إلا ذاك ولا يقبل من أحد غيره يدخلون روادا ولا يتفرقون
إلا عن ذواق ويخرجون أذلة قال فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه فقال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخزن لسانه الا مما ينفعهم ويؤلفهم ولا يفرقهم أو قال
ولا ينفرهم فيكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من غير
أن يطوي عن أحد سره ولا خلقه يتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس
ويحسن الحسن ويقويه ويقبح القبح ويوهنه معتدل الامر غير مختلف لا يغفل مخافة
أن يغفلوا أو يميلوا لكل حال عنده عتاد لا يقصر عن الحق ولا يجوزه الذين يلونه
من الناس خيارهم أفضلهم عنده أعظمهم نصيحة وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم
مواساة ومؤازرة فسألته عن مجلسه فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس ولا
يقوم إلا على ذكر ولا يوطن الأماكن وينهي عن إيطانها وإذا انتهى إلى قوم جلس
حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك ويعطي كل جلسائه بنصيبهم لا يحسب جليسه أن
أحدا أكرم عليه منه من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المتصرف
274

ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس منه بسطة
وخلقة فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر
وأمانة لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم ولا تثني فلتأته متعادلين متواصين
فيه بالتقوى متواضعين يوقرون الكبير ويرحمون الصغير ويؤثرون ذوي الحاجة
ويحفظون الغريب، قال قلت كيف كانت سيرته في جلسائه قال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب
ولا فاحش ولا عياب ولا مزاح يتغافل عما لا يشتهي ولا يخيب فئة قد ترك
نفسه من ثلاث المراء والاكثار ومما لا يعنيه وترك نفسه من ثلاث كان لا يذم أحدا
ولا يعيره ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه إذا تكلم أطرق جلساؤه
كأنما على رؤسهم الطير وإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده من تكلم انصتوا
له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أوليهم يضحك مما يضحكون منه ويتعجب
مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الهفوة في منطقه ومسألته حتى إذا كان أصحابه
ليستجلبوهم ويقول إذا رأيتم طالب الحاجة فارشدوه ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ
ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوزه فيقطعه بنهي أو قيام، قال قلت كيف كان
سكوته قال كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أربع على الحلم والحذر والتقدير والتفكر
فأما تقديره ففي تسويته النظر واستماع بين الناس وأما تذكره أو قال تفكره ففيما يبقى
ويفنى وجمع له الحلم في الصبر فكان لا يرصيه ولا يستفزه وجمع له الحذر في أربع أخذه
بالحسنى ليقتدوا به وتركه القبيح لينتهوا عنه وإجهاده الرأي فيما يصلح أمته والقيام
فيما يجمع لهم الدنيا والآخرة قال أبو عبيد أبو هالة كان زوج خديجة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
واسمه النباش من بني أسيد بن عمرو بن تميم قال علي بن عبد العزيز حدثني الزبير
ابن بكار قال حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي قال أبو هالة مالك بن زرارة من بني
نباش بن زرارة. قال علي بن عبد العزيز سمعت أبا عبيد يقول قوله فخما الفخامة
نبله وامتلاؤه مع الجمال والمهابة، والمربوع الذي بين الطويل والقصير، والمشذب المفرط
275

في الطول وكذلك هو في كل شئ قال جرير:
ألوى بها شذب العروق مشذب * فكأنما كتب على طربال
وقوله رجل الشعر الذي ليس بالسبط الذي لا تكسر فيه والقطط الشديد الجعودة
يقول فيه جعودة بين هذين، والعقيصة الشعر المعقوص وهو نحو من المضفور ومنه
قول عمر من عقص أو ضفر فعليه الحلق، وقوله أزج الحاجبين سوابغ الزجج في
الحواجب أن يكون فيها تقوس مع طول في أطرافها وهو السبوغ قال جميل بن معمر:
إذا ما الغانيات برزن يوما * وزججن الحواجب والعيونا
قوله في غير قرن فالقرن التقاء الحاجبين حتى يتصلا فليس هو كذلك ولكن بينهما
فرجة يقال للرجل إذا كان كذلك أبلج وذكر الأصمعي أن العرب تستحب هذا،
وقوله بينهما عرق يدره الغضب يقول إذا غضب در العرق الذي بين الحاجبين
ودروره غلظه ونتوؤه وامتلاؤه، وقوله أقنى العرنين يعني الانف والقنا أن يكون فيه
دقة مع ارتفاع في قصبته يقال منه رجل أقن وامرأة قنواء والأشم أن يكون الانف
دقيقا لا قنا فيه، وقوله كث اللحية الكثوثة أن تكون اللحية غير رقيقة ولا طويلة ولكن
فيها كثاثة من غير عظم ولا طول، وقوله ضليع الفم أحسبه يعني حدة الشفتين، وقوله أشنب
هو الذي في أسنانه رقة وتحديد يقال منه رجل أشنب وامرأة شنبا ومنه قول ذي الرمة:
لمياء في شفتيها حدة لعس * وفي اللثات وفي أنيابها شنب
والمفلج هو الذي في أسنانه تفرق، والمسربة الشعر الذي بين اللبة إلى السرة
شعر يجري كالخط قال الأعشى:
الآن لما ابيض مسربتي * وعضضت من نابي على جدمي
وقوله حيد دمنه لجيد العنق والدمنة الصورة، وقوله ضخم الكراديس قال بعضهم
هي العظام ومعناه أنه عظيم الألواح وبعضهم يجعل الكراديس في غير هذا
؟؟، الزندان العظمان اللذان في الساعدين المتصلان بالكفين وصفه بطول
الذراعين، سبط القصب كل عظم ذي مخ مثل الساقين والعضدين والذراعين
276

وسبوطهما امتدادهما يصفه بطول العظام قال ذو الرمة:
* جواعل في البري قصبا خدالا * أراد بالبري الأسورة والخلاخل،
وقوله شثن الكفين والقدمين يريد أن فيهما بعض الغلظ، والأخمص من القدم في
باطنها ما بين صدرها وعقبها وهو الذي لا يلصق بالأرض من القدمين في الوطئ
قال الأعشى يصف امرأة بإبطاء في المشي * كأن أخمصها بالشوك منتعل * وقوله خمصان
يعني أن ذلك الموضع من قدميه فيه تجاف عن الأرض وارتفاع وهو مأخوذ من
خموصة البطن وهي ضمره يقال منه رجل خمصان وامرأة خمصانة، وقوله مسيح
القدمين يعني أنهما ملسان وانه ليس في ظهورهما تكسر ولهذا قال ينبو عنهما يعني
أنه لاثبات للماء عليهما، وقوله إذا خطا تكفي يعني التمايل أخذه من تكفي السفن،
وقوله ذريع المشية يعني واسع الخطا كأنما ينحط في صبب أراه يريد أنه مقبل على
ما بين يديه غاض بصره لا يرفعه إلى السماء وكذلك يكون المنحط ثم فسره فقال
خافض الطرف نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء، وقوله إذا التفت التفت
جميعا يريد أنه لا يلوي عنقه دون جسده فان في هذا بعض الخفة والطيش، وقوله
دمث هو اللين السهل ومنه قيل للرمل دمث ومنه حديثه أنه أراد يبول فمال إلى
دمث، وقوله إذا غضب أعرض وأشاح الإشاحة الحد وقد يكون الحذر، وقوله يفتر
عن مثل حب الغمام أراد البرد شبه بياض أسنانه قال جرير:
يجري السواك على أغر كأنه * برد تحدر من متون غمام
وقوله يدخلون رواد الرواد الطالبون واحدهم رائد ومنه قولهم الرائد لا يكذب
أهله، وقوله لكل حال عنده عتاد يعني عدة وقد أعد له، وقوله لا يوطن الأماكن أي
لا يجعل لنفسه موضعا يعرف إنما يجلس حيث يمكنه في الموضع الذي تكون فيه
حاجته ثم فسره فقال يجلس حيث ينتهي به المجلس ومنه حديثه عليه السلام أنه نهى
أن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير، وقوله في مجلسه لا تؤبن فيه الحرم
يقول لا توصف فيه النساء منه حديثه صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الشعر إذا أنبت
277

فيه النساء، قال أبو عبيد حدثنا أبو إسماعيل المؤدب عن مجالد عن الشعبي قال كان
رجال في المسجد يتناشدون الشعر فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إنه ليس
بك بأس يا ابن الزبير إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشعر إذا أنبت فيه
النساء أو تروزئت (1) فيه الأموال، وقوله لا تنثى فلتأته الفلتات السقطات لا يتحدث بها
يقال نثوت أنثو والاسم منه النثا وهذه الهاء التي في فلتأته راجعة على المجلس ألا ترى أن
صدر الكلام أنه سأله عن مجلسه وقال أيضا انه لم يكن لمجلسه فلتات يحتاج أحد أن
يحكيها فلتأته يريد فلتات المجلس لا يتحدث بها بعضهم عن بعض. رواه الطبراني
وفيه من لم يسم. وعن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غضب
احمر وجهه. رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن حبان وغيره
وضعفه الدارقطني وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن مسعود قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غضب احمرت وجنتاه. رواه الطبراني وفيه
إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي وهو ضعيف. وعن حكيم بن حزام قال خرجت
إلى اليمن فابتعت حلة ذي يزن فأهديتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدة التي كان بينه وبين
قريش فقال لا أقبل هدية مشرك فردها فبعتها فاشتراها فلبسها ثم خرج إلى أصحابه
وهي عليه فما رأيت شيئا في شئ أحسن منه فيها صلى الله عليه وسلم فما مكثت أن قلت:
وما ينظر الحكام في الفصل بعدما * بدا واضح من غرة وحجول
إذا قايسوه المجد أربى عليهم * كمستفرغ ماء الذناب سجيل
فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم ثم دخل. رواه الطبراني وفيه
يعقوب بن محمد الزهري وضعفه الجمهور وقد وثق. قلت وقد تقدمت له طريق
أطول من هذه في الهدية. وعن محمد بن سليمان بن سليط عن أبيه عن جده قال
لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة معه أبو بكر رضي الله عنه وعامر
ابن فهيرة مولى أبي بكر وابن أريقط يدلهم على الطريق فمر بأم معبد الخزاعية وهي
لا تعرفه فقال لها يا أم معبد هل عندك من لبن قالت والله ان الغنم لعازب (2) قال فما

(1) أي استجلبت.
(2) أي في المرعى البعيد، وفي الأصل " عازبة ".
278

هذه الشاة التي أراها في كفاء البيت قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم قال أتأذنين في
حلابها قالت والله ما ضربها من فحل قط وشأنك بها فمسح ظهرها وضرعها ثم دعا
باناء يربض الرهط (1) فحلب فيه فملأه فسقى أصحابه عللا بعد نهل ثم حلب فيه أخرى
فغادره عندها وارتحل فلما جاء زوجها عند المساء قال لها يا أم معبد ما هذا اللبن ولا
حلوبة في البيت والغنم عازب قالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل ظاهر الوضاء مليح
الوجه في أشفاره وطف وفي عينيه دعج وفي صوته صهل غصن بين غصنين لا يتشنى من
طول ولا تقتحمه عين من قصر لم تعبه ثجلة ولم تزر به صعلة كأن عنقه إبريق فضة
إذا نظر علاه البهاء وإذا صمت فعليه الوقار كلامه كخرز النظم أزين أصحابه منظرا
وأحسنهم وجها محسود غير مفند له أصحاب يحفون به إذا أمروا تبادروا إليه فإذا
نهوا انتهوا عند نهيه فقال هذا صاحب قريش ولو رأيته لاتبعته ولأجهدن أن أفعل
ولم يعلموا بمكة أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعوا هاتفا يهتف على أبي قبيس:
جزى الله خيرا والجزاء بكفه * رفيقين قالا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به * فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فما حملت من ناقة فوق رحلها * أبر وأوفى ذمة من محمد
وأكسى لبرد الحال قبل ابتدائه * وأعطى برأس الساع المتجرد
ليهن بني كعب مكان فتلتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد
رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن يحيى المديني ونسبه البخاري وغيره إلى الكذب
وقال الحاكم صدوق فالعجب منه وفيه مجاهيل أيضا وقد تقدم هذا الحديث من غير
الطريق في المغازي في الهجرة إلى المدينة (1). وعن ابن عباس قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا تكلم رؤى كالنور يخرج من بين ثناياه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه
عبد العزيز بن أبي ثابت وهو ضعيف. وعن أبي قرصافة قال لما بايعنا رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم
أنا وأمي وخالتي ورجعنا من عنده منصرفين قالت لي أمي وخالتي يا بني ما رأينا

(1) تقدم في الجزء السادس بزيادة مع تفسيره.
279

مثل هذا الرجل أحسن منه وجها ولا أنقى ثوبا ولا ألين كلاما ورأينا كأن النور يخرج
من فيه. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن جبير يعني ابن مطعم عن النبي
صلى الله عليه وسلم التفت إلينا بوجهه مثل شقة القمر. رواه الطبراني وفيه من لم
أعرفهم. وعن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال قلت للربيع بنت معوذ بن عفراء
صفي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لو رأيت الشمس طالعة. رواه الطبراني
في الكبير والأوسط ورجاله وثقوا. وعن أبي الطفيل قال رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يوم فتح مكة فما أنسى بياض وجهه مع شدة سواد شعره ان من الرجال
من هو أطول منه ومنهم من هو أقصر منه يمشي ويمشون حوله فقلت لأمي من هذا
قالت هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم - قلت له حديث في الصحيح غير هذا - رواه
الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف. ورواه البزار باختصار ورجاله رجال
الصحيح. وعن أم هانئ قالت ما نظرت إلى بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قط إلا ذكرت القراطيس بعضها على بعض. رواه الطبراني وفيه جابر
الجعفي وهو ضعيف. وعن جابر بن سمرة قال كانت أصابع النبي صلى الله عليه وسلم
متظاهرة. رواه عبد الله وفيه سلمة بن حفص وهو ضعيف. وعن ميمونة بنت
كردم قالت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكانت أصبعه التي تلي الابهام لها فضل في الطول على
الابهام تعني من الرجل. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن سعيد بن المسيب أنه
سمع أبا هريرة يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان رجلا ربعة وهو إلى
الطول أقرب شديد البياض أسود اللحية حسن الشعر أهدب أشفار العينين بعيد
ما بين المنكبين يطأ بقدميه جميعا ليس له أخمص يقبل جميعا ويدبر جميعا لم أر مثله قبله
ولا بعده. رواه البزار ورجاله وثقوا. وعن أبي سعيد الخدري أنه سئل عن خاتم
رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بين كتفيه فقال بأصبعه السبابة هكذا لحم ناشز بين كتفيه
صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد وفيه عبد الله بن ميسرة وثقه ابن حبان وضعفه
الجمهور، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي زيد يعني عمرو بن أخطب قال قال لي رسول
280

الله صلى الله عليه وسلم يا أبا زيد أدن مني وامسح ظهري وكشف ظهره فمسحت ظهره وجعلت
الخاتم بين أصبعي قال فغمزتها فقيل وما الخاتم قال شعر مجتمع. رواه أحمد وأبو
يعلي والطبراني وزاد في رواية عنده رأيت الخاتم على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا
بظهره كأنه يختم، وأحد أسانيده رجاله رجال الصحيح. وعن عباد بن عمرو أنه
كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فخاطبه يهودي فسقط رداؤه عن منكبيه وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن يرى الخاتم فسويته عليه فقال من فعل هذا
قلت أنا قال تحول إلي فجلست بين يديه فوضع يده على رأسي فأمرها على وجهي
وصدري وقال إذا أتانا شئ فائتني فأتيته فأمر لي بجذعة وكان الخاتم على طرف كتفه
الأيسر كأنه ركبة عنز. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وعن جابر بن سمرة
قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم من خلفه لأنظر إلى موضع الخاتم فلما نظر إلي
ألقى الرداء فنظرت إليه - قلت له حديث في الخاتم في الصحيح غير هذا - رواه الطبراني
وفيه من لم أعرفه. وعن أنس بن مالك قال كانت للنبي صلى الله عليه وسلم أربع ضفائر في
رأسه. رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات. وعنه قال كانت للنبي صلى الله عليه وسلم جمة (1)
جعدة. رواه البزار وفيه محمد بن القاسم الأسدي وهو ضعيف. وعن فضالة بن
عبيد أنه دخل على عائشة فأخرجت له شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم
فإذا هو أحمر مصبوغ. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن جهضم بن الضحاك
قال مررت بالرجيع فرأيت به شيخا قالوا هذا العداء بن خالد بن هودة فقال رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت صفه لي فقال كان حسن السبلة، وكانت العرب
تسمي اللحية السبلة. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن ابن عباس أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى مجتمعا ليس فيه كسل. رواه أحمد والبزار
وزاد لم يلتفت يعرف في مشيه أنه غير كسل ولا وهن، ورجال أحمد رجال الصحيح
إلا أن التابعي غير مسمى وقد سماه البزار وهو عكرمة وهو من رجال الصحيح
أيضا. وعن أبي عتبة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مشي مشي مشيا يقلع الصخر. رواه

(1) هي من شعر الرأس ما سقط على المنكبين.
281

البزار وفيه أبو مهدي سعيد بن سنان وقد وثق على ضعفه. وعن شداد قال أتيت
النبي صلى الله عليه وسلم فأخذت بيده فإذا هي ألين من الحرير وأبرد من الثلج.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الكبير رجال الصحيح غير موسى
ابن أيوب النصيبي وهو ثقة. وعن بريدة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر
ما يضحك إلا حتى ترى أو تبدو رباعيته. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال
الصحيح. وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي أم سليم وينام على فراشها وكان يقل
النوم فذكر الحديث. رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح.
{باب منه في صفته وطيب رائحته صلى الله عليه وسلم}
عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر في طريق من طرق
المدينة وجد منه رائحة المسك قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الطريق.
رواه أبو يعلي والبزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال كنا نعرف رسول الله
صلى الله عليه وسلم بطيب رائحته إذا أقبل إلينا، ورجال أبي يعلي وثقوا. وعن معاذ
يعني ابن جبل قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأردفني خلفه فما مسست
شيئا قط ألين من جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا وجدت رائحة أطيب من رائحة رسول
الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث. رواه الطبراني والبزار بنحوه وفيه الحسن بن
أبي جعفر وقد وثق على ضعفه. وعن أم عاصم امرأة فرقد بن عتبة قالت كنا عند
عتبة أربع نسوة ما منا امرأة إلا وهي تجتهد في الطيب لتكون أطيب من صاحبتها وما
يمس عتبة الطيب إلا أن يمس دهنا يمسح لحيته دهنا يمسح لحيته وهو أطيب ريحا منا وكان إذا خرج
إلى الناس قالوا ما شممنا ريحا أطيب من ريح عتبة فقلت له يوما انا لنجتهد في
الطيب ولأنت أطيب ريحا منا فمم ذاك فقال أخذني السرى على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم فشكوت ذلك إليه فأمرني أن أتجر فتجرت وقعدت بين يديه وألقيت ثوبي على فرجه فنفث في يده ثم وضع يده على ظهري وبطني فعبق بي هذا الطيب
من يومئذ. رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وقال في بعضها ثلاث نسوة
282

وقال فيه ثم بسط يديه فبصق فيهما فمسح إحداهما على الأخرى ومسح إحداهما على
بطني والأخرى على ظهري، ورجال الأوسط رجال الصحيح غير أم عاصم فاني لم
أعرفها. وعن أبي هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
اني روجت ابنتي واني أحب أن تعينني بشئ فقال ما عندي من شئ ولكن إذا
كان غد فتعال فجئ بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة وآية بيني وبينك اني
أجيف ناحية الباب فأتاه بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة فجعل يسلت العرق
من ذراعيه حتى امتلأت قال خذ ومر أبنتك إذا أرادت أن تطيب أن تغمس هذا
العود في القارورة وتطيب به قال فكانت إذا تطيبت شم أهل المدينة رائحة الطيب
فسموا بيت المطيبين. رواه الطبراني في الأوسط وفيه حنس الكلبي. وهو متروك.
وعن يزيد بن الأسود السوائي قال حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
حجة فصليت معه صلاة الفجر بمنى فلما فرغ من صلاته إذا رجلان خلف الناس لم
يصليا مع الناس قال علي بالرجلين فجئ بالرجلين ترعد فرائصهما فقال أما صليتما معنا
قالا يا رسول الله إنا كنافي رحالنا وظننا انا لا ندرك الصلاة قال فلا تفعلا إذا
صليتما في رحالكما ثم أدركتما الصلاة فصليا تكون لكما نافلة فقال أحدهما استغفر
لي يا رسول الله فقال اللهم اغفر له فازحم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنا يومئذ كأشد الرجال وأقواهم فزاحمت الناس حتى أخذت بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فوضعتها على صدري فلم أر شيئا كان أبرد ولا أطيب من يد رسول الله صلى الله
عليه وسلم - قلت روى أبو داود والترمذي منه إلى قوله تكون لكما نافلة - رواه
الطبراني في الأوسط والكبير باختصار واسناده حسن. وعن جعفر بن محمود بن مسلمة
أن جدته عميرة بنت مسعود أخبرته أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم هي وأخواتها يبايعنه
وهن خمس فوجدنه أكل قديدا (1) فمضغ لهن قديدة ثم ناولني القديدة فمضغتها كل
واحدة قطعة فلقين الله وما يوجد لأفواههن خلوف. رواه الطبراني وفيه اسحق
ابن إدريس الأسواري وهو ضعيف.

(1) القديد: اللحم المملوح المجفف.
283

{باب في سره وعلانيته صلى الله عليه وسلم}
عن يحيى بن الجزار قال دخل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
على أم سلمة فقالوا يا أم المؤمنين حدثينا عن سر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان سره
وعلانيته سواء ثم ندمت قالت أفشيت سر رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالت فلما دخل أخبرته فقال أحسنت. رواه أحمد والطبراني وقال عن يحيى
عن أم سلمة، ورجالهما رجال الصحيح.
{باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم}
عن حذيفة قال بينا أنا أمشي في طريق المدينة إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته
يقول أنا محمد وأحمد ونبي الرحمة ونبي التوبة والحاشر والمقفي (1) ونبي الملاحم. رواه
أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه سوء
حفظ. وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أحمد وأنا
محمد وأنا الحاشر الذي أحشر الناس على قدمي وأنا الماحي الذي يمحو الله به
الكفر فإذا كان يوم القيامة كان لواء الحمد معي وكنت امام المرسلين وصاحب
شفاعتهم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عروة بن مروان قيل فيه
ليس بالقوي، وبقيد رجاله وثقوا. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا أحمد
ومحمد والحاشر والمقفي والخاتم. رواه الطبراني في الصغير والأوسط.
{باب أخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات}
عن محمد بن جعفر بن الزبير قال حبس عمير بن وهب الجمحي وصفوان بن
أمية بعد مصاب أهل بدر من قريش في الحجر بيسير وكان عمير بن وهب شيطانا
من شياطين قريش وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويلقون منه عناء
أذاهم بمكة وكان ابن وهب بن عمير في أسارى أصحاب بدر قال فذكروا أصحاب
القليب بمصابهم فقال والله إن في العيش خير بعدهم فقال عمير بن وهب صدقت والله لولا
دين علي ليس عندي قضاؤه وعيالي أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى

(1) أي أنه آخر الأنبياء، والمقفي هو الذاهب المولي.
284

أقتله فان لي فيهم علة ابني عندهم أسير في أيديهم قال فاغتنمها صفوان فقال علي
دينك أنا أقضيه عنك وعيالك مع عيالي أسويهم ما بقوا لا نسعهم بعجز عنهم قال
عمير أكتم عني شأني وشأنك قال أفعل ثم أمر عمير بسيفه فشحذ وسم ثم أنطلق إلى المدينة
فبينما عمر رضي الله عنه بالمدينة في نفر من المسلمين يتذاكرون يوم بدر وما أكرمهم
الله به وما أراهم من عدوهم إذ نظر إلى عمير بن وهب قد أناخ بباب المسجد
متوشح السيف فقال هذا الكلب والله عمير بن وهب ما جاء إلا لشر هذا الذي
حرش بيننا وحرزنا للقوم يوم بدر ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
الله هذا عمير بن وهب قد جاء متوشح بالسيف قال فادخله فاقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه (1) بها وقال عمر لرجال من الأنصار ممن كان معه ادخلوا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسوا عنده واحذروا هذا الكلب عليه فإنه غير
مأمون ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم به عمر آخذ بحمالة سيفه فقال أرسله يا عمر أدن
يا عمير فدنا فقال أنعموا صباحا وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير السلام تحية أهل
الجنة فقال أما والله يا محمد إن كنت لحديث عهد بها قال فما جاء بك قال جئت لهذا
الأسير الذي في أيديكم فأحسبه قال فما بال السيف في عنقك قال قبحها الله من سيوف
فهل أغنت عنا شيئا قال اصدقني ما الذي جئت له قال إلا لهذا قال بلى قعدت
أنت وصفوان بن أمية في الحجر فتذاكرتما أصحاب القليب من قريش فقلت لولا
دين علي وعيالي لخرجت حتى أقتل محمدا فتحمل صفوان لك بدينك وعيالك
على أن تقتلني والله حائل بينك وبين ذلك قال عمير أشهد أنك رسول الله
قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء وما ينزل عليك
من الوحي وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان فوالله اني لأعلم ما أنبأك به إلا الله فالحمد
لله الذي هداني للاسلام وساقني هذا المساق ثم شهد شهادة الحق فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقهوا أخاكم في دينه وأقرؤه القرآن وأطلقوا له أسيره ثم قال يا رسول

(1) الكلمة في الأصل غير منقوطة ككثير من الكلمات في هذا الجزء.
285

الله إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله شديد الأذى لمن كان على دين الله وإني أحب
أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله والى الاسلام لعل الله أن يهديهم ولا أوذيهم كما
كنت أؤذي أصحابك في دينهم فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحق بمكة
وكان صفوان حين خرج عمير بن وهب قال لقريش أبشروا بوقعة تنسيكم وقعة
بدر وكان صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب فأخبره باسلامه فحلف أن
لا يكلمه أبدا ولا ينفعه بنفع أبدا فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو إلى الاسلام
ويؤذي من خالفه أذى شديدا فأسلم على يديه ناس كثير. رواه الطبراني مرسلا
وإسناده جيد، وروى عن عروة بن الزبير نحوه مرسلا وقال ففرح المسلمون حين
هداه الله وقال عمر بن الخطاب لخنزير كان أحب إلي منه حين اطلع وهو اليوم أحب
إلي من بعض بني، وإسناده حسن. وعن أبي عمران الحولي لا أعلمه إلا عن أنس
قال كان وهب بن عمير شهد أحدا كافرا فأصابته جراحة فكان في القتلى فمر به
رجل من الأنصار فعرفه فوضع سيفه في بطنه حتى خرج من ظهره ثم تركه فلما
دخل الليل وأصابه البرد لحق بمكة فبرأ فاجتمع هو وصفوان بن أمية في الحجر
فقال لصفوان بن أمية لولا عيالي ودين علي لأحببت أن أكون أنا الذي أقتل محمدا
بنفسي فقال صفوان فكيف تصنع فقال أنا رجل جواد لا ألحق آتيه فاغتره ثم أضربه
بالسيف ثم ألحق بالجبل ولا يلحقني أحد فقال له صفوان فعيالك ودينك علي فخرج
فشحذ سيفه وسمه ثم خرج إلى المدينة لا يريد إلا قتل محمد صلى الله عليه وسلم فلما
قدم المدينة رآه عمر بن الخطاب فهاله ذلك وشق عليه وقال لأصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم إني رأيت وهبا قدم فرابني قدومه وهو رجل غادر فأطيفوا
بنبيكم صلى الله عليه وسلم فأطاف المسلمون بالنبي صلى الله عليه وسلم فجاء وهب فوقف على
النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنعم صباحا يا محمد فقال قد أبدلنا الله خيرا منها فقال
عهدي بك تحدث بها وأنت معجب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما أقدمك
قال جئت أفدي أساراكم قال ما بال السيف قال أما إنا قد حملناها يوم بدر فلم نفلح
286

ولم ننجح قال فما شئ قلت لصفوان وأنتما في الحجر لولا عيالي وديني لكنت
أنا الذي أقتل محمدا بنفسي فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم الخبر فقال وهب هاه
كيف قلت فأعاد عليه قال وهب قد كنت تخبرنا خبر أهل الأرض فنكذبك فأراك
تخبر أهل السماء أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال يا رسول الله
أعطني عمامتك فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عمامته ثم رجع راجعا إلى مكة
فقال عمر لقد قدم وإنه لأبغض إلي من الخنزير ثم رجع وهو أحب إلي من ولدي.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن أبان بن سلمان عن أبيه سلمان قال
كان اسلام قباث بن أشيم الليثي أن رجالا من العرب وغيرهم أتوه فقالوا ان محمد
ابن عبد المطلب خرج يدعو إلى غير ديننا فقام قباث حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما دخل عليه قال له اجلس يا قباث فأوجم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لو
خرجت نساء قريش بأجمعها ردت محمدا وأصحابه فقال قباث والذي بعثك بالحق
ما تحرك به لساني ولا ترمرمت به شفتاي ولا سمعه مني أحد وما هو إلا شئ هجس
في نفسي أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا رسول الله
وأن ما جئت به الحق. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم
أعرفهم. قلت وقد تقدمت قصة العباس في غزوة بدر وقصة ذي الجوشن
في غزوة الفتح وحديث جابر بن عبد الله في قصة خزيمة بن ثابت الذي كان في
عير خديجة في عجائب المخلوقات وحديث عبد الله بن بسر في مناقبه وغير ذلك.
وعن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل قد رفع لي الدنيا
فأنا أنظر إليها والى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة كأنما أنظر إلى كفي هذه جليان جلاه
الله لنبيه صلى الله عليه وسلم كما جلاه للنبيين من قبله. رواه الطبراني ورجاله وثقوا على
ضعف كثير في سعيد بن سنان الرهاوي. وعن أبي بكر قال لما بعث رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعث كسرى إلى عامله على أرض اليمن ومن يليه من العرب وكان يقال له بادام
أنه بلغني أنه خرج رجل قبلك يزعم أنه نبي فقل له فليكف عن ذلك أو لأبعثن إليه من
287

يقتله أو يقتل قومه قال فجاء رسول بادام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له هذا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان شئ فعلته من قبلي كففت ولكن الله عز
وجل بعثني فأقام الرسول عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ربي قتل
كسرى ولا كسرى بعد اليوم وقتل قيصر ولا قيصر بعد اليوم قال فكتب قوله
في الساعة التي حدثه واليوم الذي حدثه والشهر الذي حدثه فيه ثم رجع إلى بادام
فإذا كسرى قد مات وإذا قيصر قد قتل. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
غير كثير بن زياد وهو ثقة وعند أحمد طرف منه وكذلك البزار. وعن خريم
ابن أوس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذه الحيرة البيضاء قد
رفعت لي وهذه الشماء بنت بقيلة الأزدية على بغلة شهباء معتجرة (1) بخمار أسود قلت يا رسول
الله ان دخلنا الحيرة ووجدتها على هذه الصفة فهي لي قال هي لك ثم ارتدت العرب فلم
يرتد أحد من طئ فكنا نقاتل قيسا على الاسلام ومنهم عتبة بن حصن وكنا نقاتل
طليحة بن خويلد الفقعسي فامتدحنا خالد بن الوليد وكان فيما قال فينا:
جزي الله عنا طيئا في ديارها * بمعترك الابطال خير جزاء
هم أهل رايات السماحة والندى * إذا ما الصبا ألوت بكل خباء
هم ضربوا قيسا على الدين بعد ما * أجابوا منادى ظلمة وعماء
ثم سار خالد بن الوليد إلى مسيلمة فسرنا معه فلما فرغنا من مسيلمة وأصحابه أقبلنا
إلى ناحية البصرة فلقينا هرمز بكاظمة في جمع عظيم ولم يكن أحد أعدى للعرب من
هرمز فبرز له ابن الوليد ودعا إلى البراز فبرز له هرمز فقتله خالد رضي الله عنه
فبلغه (2) سلبه فبلغت قلنسوته مائة ألف درهم ثم سرنا على طريق الطف حتى دخلنا الحيرة
فكان أول من تلقانا فيها شيماء بنت بقيلة على بغلة لها شهباء بخمار أسود فتعلقت بها وقلت
هذه وهبها لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني خالد عليها البينة فأتيته بها
فسلمها إلي ونزل إلينا أخوها عبد المسيح فقال لي بعنيها فقلت له لا أنقصها والله من
عشر مائة شيئا فدفع إلي ألف درهم فقيل لي لو قلت مائة ألف دفعها إليك فقلت

(1) في الأصل " معتمرة " وهو خطأ.
(2) لعله " فقوم ".
288

لا أحسب أن مالا أكثر من عشر مائة، وبلغني في غير هذا لحديث أن الشاهدين كانا
محمد بن مسلمة و عبد الله بن عمر. رواه الطبراني. وعن عائشة قالت كان يوم من
السنة تجتمع فيه نساء النبي صلى الله عليه وسلم عنده يوما إلى الليل قالت وفي ذلك
اليوم قال أسرعكن لحوقا أطولكن يدا قالت فجعلنا نتذارع بيننا أينا أطول يدين
قالت وكانت سودة أطولهن يدا فلما توفيت سودة علمنا أنها كانت أطولهن يدا في
الخير والصدقة قالت وكانت زينب تغزل الغزل وتعطيه سرايا النبي صلى الله عليه وسلم يخيطون
به ويستعينون به في مغازيهم قالت وفي ذلك اليوم قال كيف بإحداكن ينبح عليها
كلاب الحوأب قلت في الصحيح بعضه رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا
وفي بعضهم ضعف. وعن أم سلمة قالت لما دخل بي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
يا أم سلمة اني أهديت للنجاشي مسكا وحلة ولا أراه إلا قد مات ولا أرى هديتي إلا سترد
إلي قالت وكان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطى نساءه أوقية أوقية وأعطاني
سائر المسك والحلة. رواه الطبراني وأم موسى بن عقبة لا أعرفها ومسلم بن خالد
الزنجي وثقه ابن معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت وقد تقدم
حديث أم كلثوم بهذه القصة في الهدية في البيع من مسند الإمام أحمد وغيره. وعن
أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلك كسرى فلا يكون كسرى بعده فإنه
يقول أنا ملك الأملاك ويهلك قيصر فلا يكون قيصر بعده فإنه يقول أنا ملك الأملاك.
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هلك كسرى فلا بعده وإذا هلك
قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله. رواه
الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه عبيد بن كثير التمار وهو متروك. وعن
ابن عباس قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أظلتنا سحابة نحن
نطمع فيها فقال إن الملك الذي يسوقها أو يسوق هذه السحابة دخل علي فسلم فأخبرني
أنه يسوقها إلى وادي كذا. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن رافع قال كان بالرحال
289

ابن عنفوة من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن والخير فيما يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ
عجيب فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما والرحال معنا جالس مع
نفر فقال أحد هؤلاء النفر في النار قال رافع فنظرت في القوم فإذا أبو هريرة الدوسي
وأبو أروى الدوسي والطفيل بن عمرو الدوسي ورجال بن عنفوة فجعلت أنظر
وأتعجب وأقول من هذا الشقي فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم رجعت بنو
حنيفة فسألت ما فعل الرجال بن عنفوة فقالوا افتتن هو الذي شهد لمسيلمة على رسول
الله صلى الله عليه وسلم انه أشركه في الامر بعده فقلت ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهو حق وسمع الرحال وهو يقول كبشان انتطحا فأحبهما إلينا كبشنا. رواه الطبراني
وقال فيه الرحال بالحاء المهملة المشددة وهكذا قاله الواقدي والمدائني وتبعهما عبد
الغني بن سعيد ووهم في ذلك والأكثرون قالوا إنه بالجيم الدارقطني وابن مأكولا،
وفي اسناد هذا الحديث الواقدي وهو ضعيف. وعن أوس بن خالد قال كنت إذا
قدمت على أبي محذورة سألني عن رجل وإذا قدمت على الرجل سألني عن أبي محذورة
فقلت لأبي محذورة إذا قدمت عليك سألتني عن فلان وإذا قدمت على فلان سألني
عنك قال كنت أنا وأبو هريرة وفلان في بيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم
آخركم موتا في النار فمات أبو هريرة ثم مات أبو محذورة ثم مات الرجل. رواه
الطبراني وأوس بن خالد لم يرو عنه غير علي بن زيد وفيهما كلام، وبقية رجاله
رجال الصحيح. وعن أبي يونس قال كنت تاجرا بالمدينة فإذا قدمت المدينة سألني
أبو هريرة عن سمرة بن جندب وإذا قدمت البصرة سألني سمرة عن أبي هريرة فقال
أبو هريرة كنا سبعة في بيت فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال آخركم موتا في
النار فلم يبق إلا أنا وسمرة. قلت لعله أراد نار الدنيا فان سمرة مات كذلك والله
أعلم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن زيد بن جدعان وقد وثق وفيه ضعف،
وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول ليخرجن الظعن من المدينة حتى يدخل الحيرة لا يخاف أحدا إلا الله
290

عز وجل. رواه الطبراني والبزار ورجال البزار رجال الصحيح غير أحمد بن يحيى
الأودي وهو ثقة. وعن أبي جحيفة فيما يعلم بعض الرواة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ستفتح عليكم الدنيا حتى تتخذ بيوتكم كما تتخذ الكعبة قلنا ونحن على ديننا قال
نعم قلنا يومئذ خير منن اليوم قال بل أنتم اليوم خير من يومئذ. رواه الطبراني
ورجاله ثقات. وعن حذيفة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يكون
في أمتي رجل يتكلم بعد الموت. قلت وقد تقدم حديث النعمان بن بشير فيمن
تكلم بعد الموت في الخلافة في الخلفاء الأربعة.
{باب اخبار الذئب بنبوته صلى الله عليه وسلم}
عن أبي سعيد الخدري قال عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبها الراعي فانتزعها
منه فأقعى الذئب على ذنبه فقال ألا تتقي الله تنزع مني رزقا ساقه الله عز وجل إلي
فقال يا عجبا ذئب مقعي على ذنبه يكلمني بكلام الانس فقال الذئب ألا أخبرك بأعجب
من ذلك محمد صلى الله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق قال فأقبل الراعي يسوق غنمه
حتى دخل المدينة فزوى إلى زاوية من زواياها ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبره فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي الصلاة جامعة ثم خرج فقال للأعرابي أخبرهم
فأخبرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لا تقوم
الساعة حتى تكلم السباع الانس ويكلم الرجل عدنه سوطه وشراك نعله ويخبر فخذه
ما أحدث أهله بعده - قلت عند الترمذي طرف من آخره - رواه أحمد وفي رواية
عن أبي سعيد أيضا قال بينما رجل من أسلم في غنيمة له يهش عليها في بيداء ذي الحليفة
إذ عدى عليه الذئب فانتزع شاة من غنمه فأخذ (1) الرجل يرمي بالحجارة حتى
استنقذ منه شاته فذكر نحوه. رواه أحمد والبزار بنحوه باختصار ورجال
أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال جاء ذئب إلى راعي غنم
فأخذ منها شاة فطلبه الراعي حتى انتزعها منه قال فصعد الذئب على تل فأقعى
واستزفر وقال عمدت إلى رزق رزقنيه الله فانتزعته مني فقال الراعي يا لله إن رأيت كاليوم

(1) " فأخذ " غير موجودة في الأصل.
291

ذئبا يتكلم قال الذئب أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرمين يخبركم بما مضى
وبما هو كائن بعدكم وكان الرجل يهوديا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وخبره وصدقه
النبي صلى الله عليه وسلم انها أمارات بين يدي الساعة
قد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه وسوطه ما أحدث أهله بعده
- قلت هو في الصحيح باختصار - رواه أحمد ورجاله ثقات.
{باب سؤال الذئب القوت}
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بنحوه يعني بنحو حديث
قبله وزاد فيه وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يوما صلاة الغداة ثم قال هذا الذئب وما
الذئب جاءكم يسألكم أن تعطوه أو تشركوه في أموالكم فرماه رجل بحجر فمر
أو ولى وله عواء. رواه البزار وقال وهذا الذي زاده جرير لا نعلم أحدا رواه غيره
ورجاله رجال الصحيح غير زياد بن أبي الأوبر وهو ثقة.
{باب شهادة الشجر بنبوته صلى الله عليه وسلم}
عن ابن عمر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأقبل أعرابي
فلما دنا قال له النبي صلى الله عليه وسلم أين تريد قال إلى أهلي قال هل لك في
خير قال وما هو قال تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده
ورسوله قال من شاهد على ما تقول قال هذه الشجرة فدعاها رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خدا حتى جاءت بين يديه فاستشهدها
ثلاثا فشهدت أنه كما قال ثم رجعت إلى منبتها ورجع الاعرابي إلى قومه وقال إن
يتبعوني آتيك بهم وإلا رجعت إليك فكنت معك. رواه الطبراني ورجاله رجال
الصحيح. رواه أبو يعلي أيضا والبزار.
{باب شهادة الضب بنبوته صلى الله عليه وسلم}
عن عمر بن الخطاب بحديث الضب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في محفل من
أصحابه إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضبا وجعله في كمه فذهب به إلى رحله
292

فرأى جماعة فقال على من هذه الجماعة فقالوا على هذا الذي يزعم أنه النبي فشق
الناس ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ما اشتملت النساء على ذي لهجة أكذب
منك وانقص ولولا أن تسميني العرب عجولا لعجلت عليك فقتلتك فسررت بقتلك
الناس أجمعين فقال عمر يا رسول الله دعني أقتله فقال يا رسول صلى الله عليه وسلم أما علمت أن الحليم
كاد يكون نبيا ثم أقبل الاعرابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال واللات والعزى
لا آمنت بك وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أعرابي ما حملك على أن قلت
ما قلت وقلت غير الحق ولم تكرم مجلسي قال وتكلمني أيضا استخفافا برسول الله
صلى الله عليه وسلم واللات والعزى لا آمنت بك حتى يؤمن بك هذا الضب فاخرج
الضب من كمه فطرحه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن آمن بك
هذا الضب آمنت بك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ضب فكلمه الضب بلسان عربي مبين يفهمه القوم جميعا لبيك وسعديك يا رسول رب العالمين فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعبد قال الذي في السماء عرشه وفي الأرض
سلطانه وفي البحر سبيله وفي الجنة رحمته وفي النار عذابه قال فمن أنا يا ضب قال
أنت رسول الله رب العالمين وخاتم النبيين قد أفلح من صدقك وقد خاب من كذبك
فقال الاعرابي أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقا والله لقد أتيتك وما على
وجه الأرض أحد هو أبغض إلي منك ووالله لأنت الساعة أحب إلي من نفسي
ومن ولدي فقد آمنت بك شعري وبشري وداخلي وخارجي وسري وعلانيتي فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي هدى هذا إلى الذي يعلو ولا يعلى لا يقبله
الله تعالى إلا بصلاة ولا تقبل الصلاة الا بقرآن فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحمد وقل هو الله أحد فقال يا رسول الله ما سمعت في البسيط ولا في الرجز أحسن
من هذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا كلام رب العالمين وليس بشعر وإذا قرأت (قل هو الله أحد) فكأنما قرأت ثلث القرآن وإذا قرأت (قل هو الله أحد) ثلاث مرات فكأنما
293

قرأت القرآن كله فقال الاعرابي نعم الاله فان إلهنا يقبل اليسير ويعطي الجزيل
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطوا الاعرابي فأعطوه حتى أبظروه فقال
عبد الرحمن بن عوف يا رسول الله إني أريد أن أعطيه ناقة أتقرب بها إلى الله عز
وجل دون البختي وفوق الاعرابي وهي عشر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد وصفت ما تعطي وأصف لك ما يعطيك الله جزاء قال نعم قال لك ناقة من
درة جوفاء قوائمها من زمرد أخضر وعنقها من زبرجد أصفر عليها هودج وعلى
الهودج السندس والإستبرق تمر بك على الصراط كالبرق الخاطف فخرج الاعرابي
من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلقاه ألف أعرابي على ألف دابة بألف رمح وألف
سيف فقال لهم أين تريدون فقالوا نقاتل هذا الذي يكذب ويزعم أنه نبي فقال
الاعرابي اني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا له صبوت فقال لهم ما صبوت وحدثهم هذا الحديث فقالوا بأجمعهم لا إله
إلا الله محمد رسول الله فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتلقاهم في رداء فنزلوا عن ركابهم
يصلون ما ولوا عنه إلا وهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله فقالوا مرنا بأمرك
يا رسول الله قال تدخلون تحت راية خالد بن الوليد قال فليس أحد من العرب آمن
منهم ألف جميعا إلا بنو سليم. رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه
محمد بن علي بن الوليد البصري قال البيهقي والحمل في هذا الحديث عليه، قلت
وبقية رجاله رجال الصحيح.
{باب حديثه الظبية}
عن أنس بن مالك قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم قد صادوا ظبية فشدوها
إلى عمود فسطاط فقالت يا رسول الله إني وضعت ولدين خشفين فاستأذن لي أن
أرضعهما ثم أعود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلوا عنها حتى تأتي خشفيها فترضعهما
وتأتي إليكما قالوا ومن لنا بذلك يا رسول الله قال أنا فأطلقوها فذهبت فأرضعت ثم رجعت
إليهم فأوثقوها قال تبيعوها قال يا رسول الله هي لك فخلوا عنها فأطلقوها فذهبت. رواه
294

الطبراني في الأوسط وفيه صالح المري وهو ضعيف. وعن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الصحراء فإذا منادى ناديه يا رسول الله فالتفت فلم ير أحدا ثم التفت فإذا ظبية
موثوقة فقالت أدن مني يا رسول الله فدنا منها فقال حاجتك فقالت إن لي خشفين
في هذا الجبل فخلني حتى أذهب فأرضعهما ثم أرجع إليك قال وتفعلين قالت عذبني
الله عذاب العشار إن لم أفعل فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها
وانتبه الاعرابي فقال ألك حاجة يا رسول الله قال نعم تطلق هذه فأطلقها فخرجت
تعدو وهي تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. رواه الطبراني وفيه
أغلب بن تميم وهو ضعيف.
{باب ما جاء في الشاة المسمومة}
عن ابن عباس أن امرأة من اليهود أهدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
شاة مسمومة فأرسل إليها فقال ما حملك على ما صنعت قالت أحببت أو أردت إن
كنت نبيا فان الله عز وجل سيطلعك وإن لم تك نبيا أريح الناس منك قال وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد من ذلك شيئا احتجم قال فسافر مرة فلما أحرم وجد من
ذلك شيئا فاحتجم. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو
ثقة. وعن أنس قال بنحوه وزاد فيه وأهدت امرأة يهودية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
شاة سميطا فلما مد يده إليها ليأكل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عضوا من
أعضائها يخبرني أنها مسمومة فامتنع رسول الله صلى الله عليه وسلم وامتنع من معه فأرسل إلى
اليهودية فقال ما حملك على أن أفسدتيها بعد أن أصلحتيها قالت أردت أن أعلم إن كنت
نبيا فإنك ستعلم ذلك وإن كنت غير نبي أرحت الناس منك
. رواه البزار
ورجاله رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وهو ثقة وهو ضعيف. وعن أبي سعيد
الخدري أن يهودية أهدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة سميطا فلما بسط القوم أيديهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسكوا فان عضوا من أعضائها يخبرني أنها
مسمومة فأرسل إلى صاحبتها أسممت طعامك هذا قالت نعم قال ما حملك على ذلك
295

قالت أردت إن كنت كاذبا أن أريح الناس منك وإن كنت صادقا علمت أن الله
تبارك وتعالى سيطلعك عليه فبسط يده وقال كلوا بسم الله قال فأكلنا وذكرنا اسم
الله فلم يضر أحد منا. رواه البزار ورجاله ثقات. وعن كعب بن مالك أن امرأة
يهودية أهدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مصلية (1) بخيبر فقال لها ما هذه قالت هذه هدية
وحذرت أن تقول من الصدقة فأكل وأكل أصحابه ثم قال لهم أمسكوا ثم قال للمرأة
هل سممت هذه الشاة فقالت من أخبرك قال هذا العظم لساقها وهو في يده قالت
نعم قال لم قالت إن كنت كاذبا أن يستريح الناس منك وإن كنت نبيا لم يضرك
فاحتجم النبي صلى الله عليه وسلم وأمر أصحابه فاحتجموا فمات بعضهم قال الزهري وأسلمت
المرأة فزعموا أنها قتلها. رواه الطبراني وفيه أحمد بن بكر الباسلي وثقه ابن حبان وقال
يخطئ، وضعفه ابن عدي، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن يحيى بن عبد الرحمن
ابن لبيبة عن أبيه عن جده قال أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مسمومة
مصلية فأكل منها هو وبشر بن البراء بن معرور فمرضا مرضا شديدا ثم أن بشرا مات
فلما مات أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليهودية التي أهدتها له فقال ما أطعمتينا ويحك
قالت أطعمتك السم قال ما حملك على ذلك قالت سمعتك تذكر فان كنت نبيا علمت
أنها لا تضرك وإن كنت غير ذلك فأردت أن أريح الناس منك ثم أمر بها رسول
الله صلى الله عليه وسلم فصلبت. رواه الطبراني ويحيى هذا إن كان ابن أبي
لبيبة فقد ذكره الذهبي في الميزان وإن كان ابن لبيبة فلم أعرفه. وعن عمار بن ياسر
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكل من هدية حتى يأمر صاحبها أن يأكل
منها للشاة التي أهديت له بخيبر. رواه البزار عن شيخه إبراهيم بن عبد الله المخرمي
وثقه الإسماعيلي وضعفه الدارقطني وفيه من لم أعرفه. قلت وقد تقدم في غزوة
خيبر من مرسل عروة.
{باب حبس الشمس له صلى الله عليه وسلم}
عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار.

(1) أي مشوية.
296

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن أسماء بنت عميس أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالصهباء ثم أرسل عليا في حاجة فرجع وقد صلى
النبي صلى الله عليه وسلم العصر فوضع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه في حجر علي فنام فلم يحركه
حتى غابت الشمس فقال اللهم ان عبدك عليا احتبس بنفسه على نبيه فرد عليه الشمس
قالت أسماء فطلعت عليه الشمس حتى وقفت على الجبال وعلى الأرض وقام علي
فتوضأ وصلى العصر ثم غابت في ذلك بالصهباء، وفي رواية عنها أيضا قالت كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يكاد يغشى عليه فأنزل عليه يوما وهو في
حجر علي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم صليت العصر قال لا يا رسول الله فدعا فرد
عليه الشمس حتى صلى العصر قالت فرأيت الشمس طلعت بعدما غابت حين ردت حتى
صلى العصر. رواه كله الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح عن إبراهيم
ابن حسن وهو ثقة وثقه ابن حبان وفاطمة بنت علي بن أبي طالب لم أعرفها.
{باب رده البصر صلى الله عليه وسلم}
عن قتادة بن النعمان قال أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس فدفعها رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلي يوم أحد فرميت بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اندقت
سنتها ولم أزل عن مقامي نصب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقي السهام
بوجهي كلما مال سهم منها إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ميلت وجهي ورأسي لاقي
وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا رمي أرميه فكان آخرها سهما ندرت منه حدقتي
على خدي وافترق الجمع فأخذت حدقتي بكفي فسعيت بها في كفي إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم دمعت عيناه فقال اللهم ان قتادة
قد أوجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظرا فكانت أحسن عينيه
وأحدها نظرا. رواه الطبراني وأبو يعلي ولفظه عن قتادة بن النعمان أنه أصيبت
عينه يوم بدر فسالت حدقته على وجنته فأرادوا أن يقطعوها فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال لا فدعا به فغمز حدقته براحته فكان لا يدري أي عينيه أصيبت، وفي اسناد
297

الطبراني من لم أعرفهم وفي اسناد أبي يعلي يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو
ضعيف. وعن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيدة عن جده قال أصيبت عين أبي
ذر يوم أحد فنزق فيها النبي صلى الله عليه وسلم فكانت أصح عينيه. رواه أبو يعلي وفيه
عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف. وعن رجل من سلامان بن سعيد عن أمه أن
خالها فرمك حدثها أن أباها خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه
مبيضتان لا يبصر بهما شيئا فسأله ما أصابه قال كنت أمري جمالي فوقعت رجلي
على بيض حية فأصبت ببصري فنفث رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه
فأبصر فرأيته يدخل الخيط في الإبرة وانه لابن ثمانين سنة وان عينيه لمبيضتان
.
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم، وقد تقدم حديث رفاعة في غزوة بدر (1)
من طريق البزار والطبراني في الأوسط.
{باب شفاء السلعة (2)}
عن محمد بن عقبة بن شرحبيل عن جده عبد الرحمن عن أبيه قال أتيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم وبكفي سلعة فقلت يا نبي الله هذه السلعة قد أورمتني تحول بيني وبين قائم
السيف أن أقبض عليه وعن عنان الدابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أدن مني فدنوت
ففتحها فنفث في كفي ثم وضع يده على السلعة فما زال يطحنها بكفه حتى رفع عنها
وما أرى أثرها. رواه الطبراني ومخلد ومن فوقه لم أعرفهم، وبقية رجاله رجال الصحيح.
{باب شفاء الجرح}
عن عبد الله بن أنيس قال ضرب المستنير بن ررام اليهودي وجهي بمخرش (3)
من شوحط (4) فشجني منقلة (5) أو مأمومة (6) فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم فكشف عنها ونفث
فيها أراني منها شيئا. رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف.
{باب تسبيح الحصى}
عن سويد بن زيد قال رأيت أبا ذر جالسا وحده في المسجد فاغتنمت ذلك

(1) في الجزء السادس.
(2) هي غدة تظهر بين الجلد واللحم.
(3) أي عصا معوجة.
(4) نوع من الشجر.
(5) ما تنقل العظم عن موضعه.
(6) التي تبلغ أم الرأس.
298

فجلست إليه فذكرت له عثمان فقال لا أقول لعثمان أبدا إلا خير الشئ رأيته عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أتبع خلوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتعلم منه فذهبت
يوما فإذا هو قد خرج فاتبعته فجلس في موضع فجلست عنده فقال يا أبا ذر ما جاء بك
قال قلت الله ورسوله قال فجاء أبو بكر فسلم وجلس عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم
فقال له ما جاء بك يا أبا بكر قال الله ورسوله قال فجاء عمر فجلس عن يمين أبي بكر فقال يا
عمر ما جاء بك قال الله ورسوله فتناول النبي صلى الله عليه وسلم سبع حصيات أو تسع حصيات
فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل ثم وضعهن فخرسن ثم وضعهن
في يد أبي بكر فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل ثم وضعهن
فخرسن ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنينا
كحنين النحل ثم وضعهن فخرسن. رواه البزار باسنادين ورجال أحدهما ثقات.
وفي بعضهم ضعف. قلت وقد تقدم في الخلافة له طريق عن أبي ذر أيضا وقال
الزهري فيها يعني الخلافة. رواه الطبراني في الأوسط وزاد في إحدى طريقيه يسمع
تسبيحهن من في الحلقة في كل واحد ثم دفعهن إلينا فلم يسبحن مع أحد منا.
{باب معجزاته صلى الله عليه وسلم في الماء ونبعه من بين أصابعه}
عن ابن عباس قال أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال ما من
ماء قالوا لا فقال هل من شن فجاؤوا بشن فوضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع
يده عليه ثم فرق أصابعه فنبع الماء مثل عصا موسى من أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا بلال اهتف بالناس بالوضوء فأقبلوا يتوضؤن من بين أصابع رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكانت همة ابن مسعود الشرب فلما توضؤا صلى بهم الصبح
ثم قعد للناس فقال يا أيها الناس من أعجب إيمانا قالوا الملائكة قال وكيف لا تؤمن
الملائكة وهم يعاينون الامر قالوا فالنبيون يا رسول الله قال وكيف لا يؤمن النبيون
والوحي ينزل عليهم من السماء قالوا فأصحابك يا رسول الله قال وكيف لا يؤمن
299

أصحابي وهم يرون ما يرون ولكن أعجب الناس إيمانا قوم يجيئون من بعدي
يؤمنون بي ولم يروني ويصدقوني ولم يروني أولئك إخواني. رواه الطبراني في
الكبير والأوسط باختصار والبزار وأحمد إلا أنه قال فانفجر من بين
أصابعه عيون، وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط. وعن البراء بن عازب قال كنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فأتينا على ركية دمنة أي قليلة الماء
قال فنزل فيها ستة أنا سادسهم ماحة قال فأدليت إلينا دلو قال ورسول الله
صلى الله عليه وسلم على شفة الركي قال فجعلنا فيها نصفها أو قريب ثلثيها فرفعت إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال البراء فجئت بإنائي هل أجد شيئا اجعله في حلقي فما وجدت فرفعت
الدلو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغمس يده فيها ما شاء الله أن يقول فأعيدت
إلينا الدلو بما فيها قال فقد رأيت آخرنا أخرج بقوة خشية الغرق قال ثم ساحت يعني
جرت نهرا - قلت هو في الصحيح باختصار كثير في غزوة الحديبية - رواه أحمد
والطبراني ورجالهما رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
جهز جيشا إلى المشركين فيهم أبو بكر وعمر أمرهما والناس كلهم قال لهم أجدوا
السير فان بينكم وبين المشركين ماء إن سبق المشركون إلى ذلك الماء شق على
الناس وعطشتم عطشا شديدا أنتم ودوابكم وركابكم وتخلف رسول الله صلى الله
عليه وسلم في ثمانية هو تاسعهم فقال لأصحابه هل لكم أن نعرس قليلا ثم نلحق
بالناس قالوا نعم يا رسول الله فعرسوا فما أيقظهم إلا حر الشمس فاستيقظ رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال لهم قوموا واقضوا حاجتكم ففعلوا ثم رجعوا
إلى رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مع أحد منكم ماء
قال رجل منهم يا رسول الله ميضأة فيها شئ من ماء قال جئ بها فجاء بها إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسحها بكفيه ودعا بالبركة ثم قال لأصحابه تعالوا
فتوضأوا فجاؤوا فجعل يصب عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توضأوا وأذن رجل
منهم وأقام قال فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لصاحب الميضأة ازدهر
300

بميضاتك فسيكون لها نبأ فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الناس فقال
لأصحابه ما ترون الناس فعلوا قالوا الله ورسوله أعلم قال إن فيهم أبا (1) بكر وعمر
وسيرشدان الناس فقدم الناس وقد سبق المشركون إلى ذلك الماء وعطشوا عطشا
شديدا وركابهم ودوابهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين صاحب الميضأة قال هاهو ذا
يا رسول الله فجاء بها وفيها شئ من ماء فقال لهم تعالوا فاشربوا فجعل يصب لهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شربوا كلهم وسقوا دوابهم وركابهم وملؤا كل
إدواة وقربة ومزادة ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المشركين فبعث الله
ريحا فضربت وجوه المشركين وأنزل الله تبارك وتعالى نصره وأمكن من أدبارهم
فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وأسروا أسرى كثيرة واستاقوا غنائم كثيرة ورجع رسول
الله صلى الله عليه وسلم والناس وافرين صالحين. رواه أبو يعلي وفيه سعيد بن سليم
الضبي وثقه ابن حبان وقال يخطئ، وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في غزاة فأصابنا عطش شديد فشكونا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال هل فضل ماء في إدواة فأتاه رجل بفضلة ماء في أدواة فحفر النبي صلى الله عليه وسلم
في الأرض حفرة ووضع عليها نطفة (2) ووضع كفه على الأرض ثم قال لصاحب
الإدواة صب الماء على كفي واذكر اسم الله ففعل قال أبو ليلى رأيت الماء ينبع من
بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى روى القوم وسقوا ركابهم، وفي إسناده خالد بن
نافع الأشعري ضعفه أبو زرعة وأبو داود والنسائي وقال أبو حاتم ليس بقوي
يكتب حديثه وقد روى عنه أحمد بن حسر وقد اشتهر أن شيوخه كلهم ثقات عنده.
قلت وقد تقدم حديث زياد بن الحارث الصدائي وحديث حبان بن بح الصدائي
في كراهية الامارة. وعن أبي قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
دخل حائطا لبعض الأنصار فإذا هو يسنو (3) فيه فقال له يا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما تجعل لي إن أرويت حائطك هذا قال إني أجهد أن أرويه فلا أطيق ذلك

(1) في الأصل " أبو " وهو لحن.
(2) أي ماءا قليلا.
(3) أي يستقي.
301

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تجعل لي مائة تمرة اختارها من تمرك قال نعم فأخذ رسول
الله صلى الله عليه وسلم الغرب فما لبث أن أرواه حتى قال الرجل غرقت علي حائطي
فاختار رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة تمرة قال فأكل هو وأصحابه حتى شبعوا ثم رد عليه
مائة تمرة كما أخذها منه. رواه الطبراني ورجاله وثقوا وقد ذكر لأبي عمران ترجمة.
{باب معجزته صلى الله عليه وسلم في الطعام وبركته فيه}
عن علي قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني عبد المطلب فيهم
رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق قال فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتى
شبعوا وبقي الطعام كأنه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتى شبعوا وبقي الشراب
كأنه لم يمس ولم يشرب فقال يا ابن عبد المطلب اني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس
بعامة وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي
قال فلم يقم إليه أحد قال فقمت إليه وكنت أصغر القوم فقال اجلس ثلاث مرات
كل ذلك أقوم إليه فيقول لي أجلس حتى إذا كان في الثالثة ضرب بيده على يدي.
رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن علي قال (نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين) قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام واجمع لي بني هاشم وهم
يومئذ أربعون رجلا أو أربعون غير رجل قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالطعام فوضعته بينهم فأكلوا حتى شبعوا وان منهم لمن يأكل الجذعة بإدامها ثم تناول
القدح فشربوا منه حتى رووا يعني من اللبن فقال بعضهم ما رأينا كالسحر يرون أنه
أبو لهب الذي قال فقال يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام وأعدد قعبا من لبن
قال ففعلت فأكلوا كما أكلوا في اليوم الأول وشربوا في المرة الأولى
وفضل كما فضل في المرد الأولى فقال ما رأينا كاليوم في السحر فقال يا علي اصنع رجل
شاة بصاع من طعام وأعدد قعبا من لبن ففعلت فقال يا علي أجمع لي بني هاشم فجمعتهم
فأكلوا وشربوا فبدرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيكم يقضي عني ديني قال
فسكت وسكت القوم فأعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنطق فقلت أنا يا رسول
302

الله فقال أنت يا علي أنت يا علي. رواه البزار واللفظ له وأحمد باختصار والطبراني
في الأوسط باختصار أيضا ورجال أحمد وأحد إسنادي البزار رجال الصحيح غير
شريك وهو ثقة. وعن أبي أيوب قال صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر
طعاما قدر ما يكفيهما فأتيتهما به فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب فادعو لي ثلاثين
من أشراف الأنصار فشق علي ذلك وقلت ما عندي شئ أزيده فكأني تغفلت فقال
اذهب فائتني بثلاثين من أشراف الأنصار فدعوتهم فجاؤوا فقال أطعموا فأكلوا
حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله ثم بايعوه قبل أن يخرجوا ثم قال أذهب فادع
لي ستين من أشراف الأنصار قال أبو أيوب والله لأنا بالستين أجود مني بالثلاثين
قال فدعوتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم توقفوا فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا
أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بايعوه قبل أن يخرجوا ثم قال اذهب فادع لي تسعين من
الأنصار فلانا أجود بالتسعين والستين مني بالثلاثين قال فدعوتهم فأكلوا حتى
صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بايعوه قبل ان يخرجوا فأكل من طعامي
ذلك مائة وثمانون رجلا كلهم من الأنصار. رواه الطبراني وفي إسناده من لم
أعرفه. وعن أبي حبيش الغفاري أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تهامة حتى
إذا كنا بفسطاط جاءه الصحابة فقالوا يا رسول الله جهدنا الجوع فائذن لنا في الظهر
نأكله قال نعم فأخبر بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا نبي الله ماذا صنعت أمرت الناس أن ينحروا الظهر فعلى ما يركبون قال فما ترى
يا ابن الخطاب قال أرى أن تأمرهم أن يأتوا بفضل أزوادهم فتجمعه في تور ثم
تدعو الله لهم فأمرهم فجعلوا فضل أزوادهم في تور ثم دعا لهم ثم قال ائتوا بأوعيتكم
فملأ كل انسان منهم ثم أمر بالرحيل فلما جاوز وانتظروا فنزلوا فنزل ونزلوا
معه فشرب من ماء السماء فجاء ثلاثة نفر فجلس اثنان مع النبي صلى الله عليه وسلم
وذهب الآخر معرضا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم عن
النفر الثلاثة أما واحد فاستحيا من الله فاستحيا الله منه وأما الآخر
303

فأقبل تائبا فتاب الله عليه وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه. رواه البزار والطبراني
في الأوسط وزاد فقال ما ترى يا ابن الخطاب قال أرى أن تأمرهم وأنت أفضل
رأيا وزاد أيضا ونزل النبي صلى الله عليه سلم ونزلوا معه وشربوا من الماء هم والكراع
ثم خطبهم في ثلاثة نفر فذكر الحديث ورجاله ثقات. وعن عمر بن الخطاب قال كنا
مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فقلنا يا رسول الله إن العدو قد حضر وهم شباع
والناس جياع فقالت الأنصار ألا ننحر نواضحنا (1) فنطعمها الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم
من كان عنده فضل طعام فليجئ به فجعل الرجل يجئ بالمد والصاع وأكثر وأقل
فكان جميع ما في الجيش بضعة وعشرين صاعا فجلس النبي صلى الله عليه وسلم إلى
جنبه ودعا بالبركة فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذوا ولا تنتهبوا فجعل الرجل يأخذ في جرابه
وفي غرارته وأخذوا في أوعيتهم حتى أن الرجل ليربط كم قميصه فيملأه ففرغوا
والطعام كما هو ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أشهد أن لا إله إلا الله واني رسول
الله لا يأتي بها عبد محق إلا وقاه الله حر النار. رواه أبو يعلي في الصغير والكبير
وفيه عاصم بن عبيد الله العمري وثقه العجلي وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. قلت
وقد تقدم حديث أبي عمرة في الايمان في أول باب. وعن النعمان بن مقرن قال قدمنا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أربعمائة من مزينة فأمرنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأمره فقال بعض القوم يا رسول الله مالنا طعام نتزوده فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر زودهم
فقال ما عندي إلا فاضلة من تمر وما أراه يغني عنهم شيئا قال انطلق فزودهم فانطلق
بنا إلى علية فإذا فيها تمر مثل البكر الأورق فقال خذوا فأخذ القوم حاجتهم قال
وكنت من آخر القوم قال فالتفت وما أفقد موضع تمرة وقد احتمل منه أربعمائة رجل. رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن دكين بن سعيد الخثعمي
قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربعون وأربعمائة نسأله الطعام فقال النبي
صلى الله عليه وسلم لعمر قم فاعطهم فقال يا رسول الله ما عندي إلا ما يقيظني والصبية
- قال وكيع القيظ في كلام العرب أربعة أشهر - قال قم فاعطهم قال عمر يا رسول الله سمع

(1) الناضح: الجمل الذي يسقي عليه.
304

وطاعة فقام عمر وقمنا معه فصعد بنا إلى غرفة له فاخرج المفتاح من حجرته
ففتح الباب قال دكين فإذا في الغرفة من التمر شبيه بالفصيل الرابض قال شأنكم
قال فأخذ كل رجل منا حاجته ما شاء قال فالتفت وإني لمن آخرهم فكأنا لم نررأ منه
تمرة - قلت روى أبو داود منه طرفا - رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح.
وعن واثلة بن الأسقع قال كنت في أهل الصفة فدعاني رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوما بقرص فكسره في الصفة وصنع فيها ماء سخنا ثم صنع فيها ودكا
ثم سعسعها ثم لبقها ثم صنعها ثم قال اذهب فائتني بعشرة أنت عاشرهم فجئت بهم
فقال كلوا وكلوا من أسفلها ولا تأكلوا من أعلاها فان البركة تنزل في أعلاها فأكلوا
منها حتى شبعوا - قلت عند ابن ماجة طرف من أخره - رواه أحمد ورجاله موثقون.
وعن واثلة بن الأسقع أيضا قال كنت من أصحاب الصفة فشكا أصحابي الجوع
فقالوا يا واثلة اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستطعم لنا فأتيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ان أصحابي شكوا الجوع فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لعائشة هل عندك من شئ قالت يا رسول الله ما عندي
الا فتات خبز قال فائتني به فجاءت بجراب فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحفة فأفرغ الخبز في
الصحفة ثم جعل يصلح الثريد بيده وهو يربو حتى امتلأت الصحفة فقال يا واثلة إذهب
فجئ بعشرة من أصحابي وأنت عاشرهم فذهبت فجئت بعشرة من أصحابي وأنا عاشرهم
فقال اجلسوا وخذوا باسم الله من حواليها ولا تأخذوا من أعلاها فان البركة تنزل
من أعلاها فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا وفي الصحفة مثل ما كان فيها ثم جعل يصلحها بيده
وهي تربو حتى امتلأت قال يا واثلة اذهب فجئ بعشرة من أصحابك فجئت
بعشرة فقال اجلسوا فجلسوا فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا فقال اذهب فجئ بعشرة
من أصحابك فذهبت فجئت بعشرة ففعلوا مثل ذلك قال هل بقي من أحد قلت
نعم عشرة قال اذهب فجئ بهم فقال اجلسوا فجلسوا فأكلوا
حتى شبعوا ثم قاموا وبقي في الصحفة مثل ما كان ثم قال يا واثلة اذهب بهذا إلى عائشة
رضي الله عنها، وفي رواية كنت في الصفة وهم عشرون رجلا فذكر نحوه إلا أنه
قال قالوا هاهنا كسرة وشئ من لبن. رواه كله الطبراني باسنادين وإسناده حسن.
305

وعن أبي طلحة قال دخلت المسجد فعرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع فخرجت
حتى أتيت أم سليم وهي أم أنس بن مالك كانت تحت مالك بن أبي أنس فقلت
يا أم سليم إني عرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع فهل عندك من شئ
فقالت عندي شئ وأشارت بكفها فقلت لها اصنعي وانعمي فأرسلت أنسا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت ساره في أذنه وادعه فلما أقبل أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلك أبوك يدعونا
يا بني قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه اذهبوا باسم الله قال فأدبر
أنس يشتد حتى أتى أبا طلحة فقال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتاك في الناس
قال فخرجت حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الباب على مستراح الدرجة فقلت
يا رسول الله ماذا صنعت بنا إنما عرفت في وجهك الجوع فصنعنا لك شيئا تأكله قال
ادخل وأبشر قال فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعها في الصحفة بيده ثم أصلحها
فقال هل من كأنه يعني الأدم قال فأتوه بكعبهم فيها شئ أوليس فيها شئ فقال
بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فأسكب منها السمن ثم قال ادخل علي عشرة
عشرة فأكلوا كلهم فشبعوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للفضل الذي فضل كلوا أنتم
وعيالكم فأكلوا وشبعوا. رواه أبو يعلي والطبراني وزادوهم زهاء مائة، ورجالهما
رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك قال جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فوجدته
جالسا مع أصحابه يحدثهم وقد عصب بطنه على حجر فقلت لبعض أصحابه لم
عصب رسول الله صلى الله عليه وسلم بطنه فقال من الجوع فذهبت إلى أبي طلحة وهو زوج أم
سليم بنت ملحان فقلت يا أبتاه قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عصب بطنه بعصابة
فسأله بعض أصحابه فقال من الجوع فدخل أبو طلحة على أمي فقال هل من شئ
فقالت عندي كسر من خبز وتمرات فان جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم أشبعناه وإن جاء معه
أحد قل عنهم فقال أبو طلحة اذهب يا أنس فقم قريبا من رسول الله صلى الله عليه
وسلم فإذا قام فدعه حتى يتفرق ومن تبعه حتى إذا قام على عتبة بابه فقل أبي يدعوك
ففعلت ذلك فلما قلت أبي يدعوك قال لأصحابه يا هؤلاء تعالوا ثم أخذ بيدي فشدها
وأقبل بأصحابه حتى دنوا من بيتنا أرسل يدي فدخلت وأنا حزين لكثرة من
جاء معه فقلت يا أبتاه قد قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قلت لي فدعا أصحابه فقد
306

جاءك بهم فخرج أبو طلحة إليهم فقال يا رسول الله إنما أرسلت أنسا يدعوك وحدك
ولم يكن عندي ما يشبع من أرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخل فان الله
عز وجل سيشبعهم بما عندك فدخل معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اجمعوا ما عندكم ثم
قربوه وجلس من كان معه بالسدة وقربت ما كان عندنا من خبز وتمر فجعلناه على
حصيرنا فدعا فيه بالبركة ثم قال ادخل علي ثمانية فدخلت عليه ثمانية وجعل كفه
فوق الطعام فقال كلوا وسموا الله فأكلوا من بين أصابعه حتى شبعوا ثم أمرني فأدخلت
ثمانية فما زال ذلك حتى دخل عليه ثمانون رجلا كلهم يأكل حتى يشبع ثم دعاني ودعا أمي
وأبا طلحة فقال كلوا فأكلنا حتى شبعنا ثم دفع يده فقال يا أم سليم أين هذا طعامك حين
قدمتيه قالت بأبي وأمي لولا أني رأيتهم يأكلون لقلت ما نقص من طعامنا شئ قلت لأنس
حديث في الصحيح بغير سياقه. رواه الطبراني وفيه أسامة بن زيد بن أسلم وهو
ضعيف. وعن أنس بن مالك قال أتى أبو طلحة أم سليم أم أنس بن مالك وأبو
طلحة رابه فقال عندك يا أم سليم شئ فاني مررت على رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو يقرئ أصحاب الصفة سورة النساء وقد ربط على بطنه حجرا من الجوع
فقالت عندي شئ من شعير فطحنته. قلت فذكر الحديث إلى أن قال فانطلقوا
يومئذ وهم ثمانون رجلا فأمسك بيدي فلما دنوت من الدار نزعت يدي من يده
فجعل أبو طلحة يطلبني في الدار ويرميني بالحجارة ويقول فضحتني عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثم إنه خرج إليه فأخبره الخبر فأمرهم فجلسوا ثم دخل فأتيناه بالقرص
فقال هل من أدم فقالت أم سليم يا رسول الله قد كان عندنا نحي قد عصرته أنا
وأبو طلحة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلموا فان عصر الثلاثة أبلغ من عصر الاثنين
فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فعصره رسول الله صلى الله عليه وسلم معهما بيده ثم دعا
فيه بالبركة ثم قالوا ادعوا لي عشرة فأكلوا حتى تجشؤا شبعا. فذكر الحديث وهو
في الصحيح بغير هذا السياق. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن
جابر بن عبد الله قال صنعت أمي طعاما وقالت اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعه
فجئت النبي صلى الله عليه وسلم فساررته فقلت إن أمي قد صنعت شيئا فقال لأصحابه قوموا
فقام معه خمسون رجلا فجلس على الباب فقال النبي صلى الله عليه وسلم أدخل
307

عشرة عشرة فأكلوا حتى شبعوا وفضل نحو ما كان. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله وثقوا. وعن أبي هريرة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمع لي أصحابك
فجعلت أتبعهم في المسجد رجلا رجلا أوقظهم فأتينا باب النبي صلى الله عليه وسلم فدخلنا
فوضعت بين أيدينا صحفة صنيع قدر مدي شعير فقال لنا كلوا بسم الله وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت الصحفة والذي نفس محمد بيده ما في آل محمد
شئ غير ما ترونه فأكلنا حتى شبعنا وفيها منه بقية وكنا ما بين السبعين إلى الثمانين
فقلت لأبي هريرة مثل إيش كانت حين فرغتم منها فقال مثلها حين
وضعت إلا أن فيها أثر الأصابع. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله
ثقات. وعن أبي هريرة قال أخطأني العشاء ذات ليلة مع النبي صلى الله عليه
وسلم وأخطاني أن يدعوني أحد من أصحابنا فصليت العشاء ثم أردت أن أنام فلم
أقدر ثم أردت ان أصلي فلم أقدر فإذا رجل عند حجرة النبي صلى الله عليه وسلم
فأتيته فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فصلى ثم استند إلى السارية التي كان
يصلي إليها فقال من هذا أبو هريرة قلت نعم قال أخطاك العشاء معنا الليلة قلت
نعم قال انطلق إلى المنزل فقل هلموا الطعام الذي عندكم فأعطوني صحفة فيها
عصيدة بتمر فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم فوضعتها بين يديه فقال أدع أهل المسجد فقلت
في نفسي الويل لي مما أرى من قلة الطعام والويل لي من المعصية فآتي الرجل وهو
نائم فأوقظه وأقول أجب وآتي الرجل وهو يصلي فأقول أجب حتى اجتمعوا عند
النبي صلى الله عليه وسلم فوضع أصابعه فيها وغمز نواحيها وقال كلوا بسم الله فأكلوا حتى شبعوا وأكلت
حتى شبعت قال خذها يا أبا هريرة فارددها إلى آل محمد فما في آل محمد طعام يأكله ذو كبد
غير هذه أهداها إلينا رجل من الأنصار فأخذت الصحفة فرفعتها فإذا هي كهيئتها
حين وضعتها إلا أن فيها آثار أصابع النبي صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله ثقات. وعن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم فقال أعندك
شئ يا بنت حيى فأني جايع فقلت لا والله يا رسول الله الا مدين من طحين قال فاسختيه قالت
فجعلته في القدر وأنضجته فقلت قد نضج يا رسول الله فقال أتعلمين في نحي بنت
أبي بكر شئ فقلت ما أدري يا رسول الله قال فذهب هو بنفسه حتى أتي بيتها فقال
308

في نحيك يا بنت أبي بكر شئ فقالت ليس فيه شئ إلا قليل فجاء به هو بنفسه
فعصر حافتيه في القدر حتى رأيت الذي يخرج فوضع يده فقال بسم الله ادعى أخواتك
فاني أعلم أنهن يجدن مثل ما أجد فدعوتهن فأكلنا حتى شبعنا ثم جاء أبو بكر فدخل ثم جاء
عمر فدخل ثم جاء رجل قالت فأكلوا حتى شبعوا وفضل عنهم. رواه الطبراني
في الأوسط وفيه جدع بن معاوية وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله ثقات. وعن
أم أنس بن مالك قالت كانت لنا شاة فجمعت من سمنها في عكة فملأت العكة ثم
بعثت بها مع ربيبته فقلت يا ربيبة أبلغي هذه العكة رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتدم
بها فانطلقت ربيبة حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله عكة
سمن بعثت بها إليك أم سليم فقال فرغوا لها عكتها ففرغت العكة فدفعت
إليها فانطلقت فجاءت أم سليم فرأت العكة ممتلئة تقطر فقالت أم سليم يا ربيبة أليس
قد أمرتك أن تنطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه قالت قد فعلت فإن لم تصدقيني فانطلقي
فسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت أم سليم ومعها ربيبة فقالت يا رسول
الله إني بعثت إليك معها بعكة فيها سمن فقال قد فعلت قد جاءت بها فقالت والذي
بعثك بالهدى ودين الحق انها لممتلئة تقطر سمنا قال فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتعجبين إن كان الله أطعمك كما أطعمت نبيه كلي وأطعمي قالت فجئت البيت
فقسمت في قعب لنا كذا وكذا وتركت فيها ما ائتدمنا به شهرا أو شهرين. رواه
أبو يعلى والطبراني إلا أنه قال زينب بدل ربيبة، وفي إسنادهما محمد بن زياد الترجمي
وهو اليشكري وهو كذاب. وعن أم مالك الأنصارية أنها جاءت بعكة سمن إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فعصرها ثم دفعها إليها
فرجعت فإذا هي ممتلئة فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت نزل في شئ يا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال وما ذلك يا أم مالك فقالت لم رددت هديتي فدعا بلالا فسأله عن
ذلك فقال والذي بعثك بالحق لقد عصرتها حتى استحييت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
هنيئا لك يا أم مالك عجل الله ثوابها ثم علمها في دبر كل صلاة سبحان الله عشرا
والحمد لله عشرا والله أكبر عشرا. رواه الطبراني وفيه راو لم يسم وعطاء بن
السائب اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أم أوس البهزية أنها ملأت
309

سمنا لها فجعلته في عكة ثم أهدته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبله وأخذ ما فيها ودعا لها بالبركة
فردوها إليها وهي مملوءة سمنا فظنت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبلها فجاءت
إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولها صراخ فقال أخبروها بالقصة فأكلت منه بقية
عمر النبي صلى الله عليه وسلم وولاية أبي بكر وولاية عثمان حتى كان بين علي ومعاوية
ما كان. رواه الطبراني وفيه عصمة بن سلمان ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا. وعن
حمزة بن عمر وقال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدور على يدي أصحابه هذا
ليلة وهذا ليلة قال فدار علي ليلة فصنعت طعام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركت
النحي ولم أوكه وذهبت بالطعام إليه فتحرك فأهريق ما فيه فقلت أعلى يدي أهريق
طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادنه فقلت لا أستطيع
يا رسول الله فرجعت مكاني فإذا النحي يقول قب قب فقلت مه قد أهريق فضلة
فضلت فيه فجئت أنظره فوجدته قد ملئ إلى ثدييه فأخذته فجئت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال إنك لو تركته لملئ إلى فيه ثم أوكي.
رواه الطبراني وقد تقدمت له طريق في غزوة تبوك وفيها لو تركته لسال واديا
سمنا، ورجال الطريق التي هنا وثقوا. وعن مسعود ابن خالد قال بعثت لرسول الله
صلى الله عليه وسلم شاة ثم ذهبت في حاجة فرد إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم شطرها فرجعت
إلى أم خناس زوجته فإذا عندها لحم فقلت يا أم خناس ما هذا اللحم قال رده إلينا
خليلك صلى الله عليه وسلم من الشاة التي بعثت بها إليه قال مالك لا تطعميه عيالك قالت هذا
سؤرهم وكلهم قد أطعمت وكانوا يذبحون الشاتين والثلاثة ولا تجزي عنهم. رواه
الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وعن جابر أن رجلا من الأنصار جاء إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذكر له ضيفا فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصف وسق من شعير
فأكلوا منه حينا ثم أخذ يوما فكأنه لينظر كم بقي فلم يلبث أن فنى فأتى النبي صلى الله عليه وسلم
فذكر ذلك له فقال أكلتموه أما إنك لو لم تكلمه لبقى كذا وكذا أو قال عمركم. رواه
البزار وفيه محمد بن أبي ليلى وهو ثقة وفيه ضعف. وعن أبي هريرة قال جاء أعرابي
إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسأله عن شئ فدخل يطلب له فأصاب لقمة في بعض حجره
فأخرجها ففتها أجزاء ثم وضع يده عليها ثم قال كل يا أعرابي فأكل الاعرابي
310

وفضلت منه فضلة فجعل الاعرابي يرفع رأسه وينظر إليه ويقول انك لرجل صالح
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم فجعل يأبى الاسلام ويقول إنك لرجل
صالح. رواه البزار وفيه السري بن عاصم وهو كذاب.
{باب قوله صلى الله عليه وسلم ناولني الذراع}
عن أبي رافع قال صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مصلية فأتى بها فقال يا أبا رافع
ناولني الذراع فناولته ثم قال ناولني الذراع فناولته ثم قال ناولني الذراع فقال
يا رسول الله هل الشاة إلا ذراعان فقال لو سكت لناولتني منها ذراعا ما دعوت به قال
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الذراع، وفي رواية أهديت له شاة
فجعلها في القدر فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا يا أبا رافع فقلت
شاة أهديت لنا يا رسول الله نطبخها في القدر قال ناولني الذراع. رواه أحمد
والطبراني من طرق وقال في بعضها أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أصلي له
شاة فصليتها، ورواه في الأوسط باختصار وأحد إسنادي أحمد حسن. وعن سلمى
امرأة أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى أبي رافع بشاة وذلك يوم الخندق فيما
أعلم فصلاها أبو رافع وجعلها في مكتل ثم أنطلق بها فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم
راجعا من الخندق فقال يا أبا رافع ناولني الذراع فناولته ثم قال يا أبا رافع ناولني
الذراع فناولته ثم قال يا أبا رافع ناولني الذراع فناولته ثم قال يا أبا رافع ناولني الذراع
فقال يا رسول الله هل الشاة إلا ذراعان فقال لو سكت لناولتني ما سألتك. رواه الطبراني
ورجاله ثقات. وعن أبي عبيد أنه طبخ لرسول الله صلى الله عليه وسلم قدرا فيها لحم فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ناولني ذراعها فناولته فقال ناولني
ذراعها فقال يا نبي الله كم للشاة من ذراع فقال والذي نفسي بيده لو سكت لأعطيت
ذراعا ما دعوت به. رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير شهر بن
حوشب وقد وثقه غير واحد. وعن يحيى بن إسحاق قال حدثني رجل من بني
غفار في مجلس سالم بن عبد الله قال حدثني فلان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتى بطعام خبز ولحم فقال ناولني الذراع فنول ذراعا فأكلها ثم قال يحيى لا أعلمه إلا
قال هكذا ثم قال ناولني الذراع فنول ذراعا فأكلها ثم قال ناولني الذراع فقال
311

يا رسول الله إنما هما ذراعان فقال وأبيك لو سكت ما زلت أناول منها ذراعا ما دعوت
به. رواه أحمد وفيه راو لم يسم.
{باب فيمن أكل من فيه شيئا}
عن أبي أمامة قال جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم امرأة بذيئة اللسان قد
عرف ذلك منها وبين يديه قديد يأكله فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم قديدة
فيها عصب فألقاها إلى فيه فجعل يلوكها مرة على جانبه هذا ومرة على جانبه الآخر
فقالت المرأة يا نبي الله ألا تطعمني قال بلى فناولها مما بين يديه قالت لا إلا الذي في فيك
فأخرجه فأعطاها فألقته في فمها فلم تزل تلوكه حتى ابتلعته فلم يعلم من تلك المرأة بعد
ذلك الامر الذي كانت عليه من البذاء والذرابة. رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد
الألهاني وهو ضعيف وقد تقدمت له طريق.
{باب بركته صلى الله عليه وسلم في اللبن وآيته فيه}
عن ابنة لخباب قالت خرج خباب في سرية فكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يتعاهدنا حتى كان يحلب عنزا لنا فكان يحلبها في جفنة فكانت تمتلئ حتى
تطفح قالت فلما قدم خباب حلبها فعاد حلابها إلى ما كان قالت فقلنا لخباب كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يحلبها حتى تمتلئ جفنتنا فلما حلبتها نقص حلابها. رواه
أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن زيد القايش وهو
ثقة. وعن قيس بن النعمان السكوني قال انطلق رسول الله صلى الله عليه
وسلم ومعه أبو بكر رضي الله عنه مستخفيا من قريش فمرا براع فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم هل من شاة ضربها الفحل قال لا ولكن هاهنا شاة قد خلفها
الجهد فقال إئتني بها فأتاه بها فمسح ضرعها ودعا بالبركة فحلب فسقى أبا بكر
ثم حلب فسقى الراعي ثم حلب فشرب فقال له بالله ما رأيت مثلك من أنت قال إن
أخبرتك تكتم علي قال نعم قال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الذي تزعم قريش
أنه صابئ قال إنهم يقولون ذلك قال فاني أشهد أنك رسول الله وانه لا يقدر على
ما فعلت إلا رسول ثم قال له أتبعك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أما اليوم فلا
ولكن إذا سمعت أنا قد ظهرنا فائتنا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما ظهر بالمدينة.
312

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن أم معبد أنها قالت بعثت إلى النبي
صلى الله عليه وسلم بشاة داجن فردها وقال ابغني شاة لا تحلب. رواه
الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حزام بن هشام بن حبيش وأبيه وكلاهما
ثقة. وعن سعد مولى أبي بكر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أراه قال
في سفر فنزلنا منزلا قال لي يا سعد اذهب إلى تلك العنزة فاحلبها وعهدي بذلك
المكان وما فيه عنز فأتيته فإذا فيه عنز حامل فحلبتها لا أدري كم من مرة ثم
وكلت بها انسانا وشغلت بالرحلة فذهبت العنز فاستبطأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
أي سعد فقلت يا رسول الله ان الرحلة شغلتنا فذهبت العنز ذهب بها ربها. رواه
الطبراني ورجاله ثقات وقد تقدم حديث أم معبد في صفته وفي الهجرة إلى المدينة من طرق.
{باب قدوم وفد الجن وطاعتهم له صلى الله عليه وسلم}
عن عبد الله بن مسعود قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وهو في نفر من
أصحابه إذ قال ليقم معي رجل منكم ولا يقومن معي رجل في قلبه من الغش مثقال ذرة
قال فقمت معه فأخذت الإدواة ولا أحسبها إلا ماء فخرجت مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم خطا ثم قال قم ههنا حتى آتيك فقمت ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم
فرأيتهم يثورون إليه قال فسمر معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا طويلا حتى جاءني رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال لي ما زلت قائما يا ابن مسعود قلت له يا رسول الله أو لم تقل لي قم حتى آتيك
قال ثم قال لي هل معك من وضوء قال فقلت نعم قال ففتحت الإدواة فإذا هو نبيذ قال
فقلت له يا رسول الله والله لقد أخذت الإدواة ولا أحسبها الا ماء فإذا هو نبيذ قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمرة طيبة وماء طهور قال ثم توضأ منها
فلما قام يصلي أدركه شخصان منهم فقالا يا رسول الله أنا نحب أن تؤمنا في
صلاتنا قال فصفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ثم صلى بنا فلما انصرف
قلت يا رسول الله من هؤلاء قال هؤلاء جن نصيبين جاؤوني يختصمون في أمور كانت بينهم
وقد سألوني الزاد فزودتهم فقلت له وهل عندك يا رسول شئ تزودهم إياه
قال قد زودتهم الرجعة وما وجدوا من روث وجدوه شعيرا وما وجدوا من عظم
313

وجدوه كاسيا قال فعند ذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يستطاب بالعظم والروث
- قلت رواه أبو داود وغيره باختصار. ورواه أحمد وفيه أبو زيد مولى عمرو بن
حريث وهو مجهول. وعنه قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني قد أمرت
أن أقرأ على إخوانكم من الجن فليقم معي رجل ولا يقم رجل في قلبه مثقال حبة من
كبر فقمت معه فأخذت الإدواة فيها نبيذ فانطلقت فلما برز خط لي خطا وقال لا
تخرج منه فإنك ان خرجت منه لم ترني ولا أراك إلى يوم القيامة قال فانطلق وتوارى
عني لم أره فلما سطع الفجر أقبل فقال لي أراك قائما فقلت ما قعدت فقال ما عليك
لو فعلت قلت خشيت أن أخرج منه قال اما إنك لو خرجت لم ترني ولم أرك
إلى يوم القيامة هل معك وضوء قلت لا قال ما هذه الإدواة قلت فيها نبيذ قال ثمرة
طيبة وماء طهور فتوضأ وأقام الصلاة فلما قضى الصلاة قام إليه رجلان من الجن
فسألاه الطعام قال ألم آمر لكما ولقومكما بما يصلحكم قالا بلى ولكن أحببنا أن يشهد
بعضنا معك الصلاة قال فمن أنتما قالا نحن من أهل نصيبين قال قد أفلح هذان
وأفلح قومهما فأمر لهما بالروث والعظام طعاما ولحما فذكر الحديث. رواه الطبراني
وفيه أبو زيد وقيس بن الربيع أيضا وقد ضعفه جماعة. وعن عبد الله بن مسعود
أيضا قال استتبعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن فانطلقت معه حتى بلغنا
أعلى مكة فخط لي خطا وقال لا تبرح ثم انصاع في أجبال الجن فرأيت الرجال
ينحدرون عليه من رؤوس الجبال حتى حالوا بيني وبينه فاخترطت السيف وقلت
لأضربن حتى أستعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكرت قوله لا تبرح حتى آتيك قال فلم
أزل كذلك حتى أضاء الفجر فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأنا قائم فقال ما زلت
على حالك فقلت لو لبثت شهرا ما برحت حتى تأتيني ثم أخبرته بما أردت أن أصنع
فقال لو خرجت ما التقينا أنا وأنت إلى يوم القيامة ثم شبك أصابعه في أصابعي ثم
قال إني وعدت ان يؤمن بي الجن والإنس فاما الانس فقد آمنت بي واما الجن
فقد رأيت قال وما أظن أجلي الا قد اقترب قلت يا رسول الله ألا تستخلف أبا بكر
فأعرض عني فرأيت أنه لم يوافقه فقلت يا رسول الله الا تستخلف عمر فاعرض عني
فرأيت أنه لم يوافقه فقلت يا رسول الله ألا تستخلف عليا قال ذاك والذي لا إله
314

إلا هو إن بايعتموه وأطعتموه أدخلكم الجنة أكتعين. رواه الطبراني وفيه يحيى
ابن يعلي الأسلمي وهو ضعيف
آخر الجزء الثامن ويتلوه التاسع أوله باب منه في طاعتهم - أي الجن
315